You are on page 1of 41

‫أبو زكريا الفراء‬

‫ومنهجه النحوي‬
‫الدكتور ‪ /‬حممود حممد علي‬

‫أستاذ الفلسفة‪ /‬جامعة أسيوط‬

‫الصفحة ‪1‬‬
‫أبو زكريا الفراء ومنهجه‬
‫النحوي‬

‫الصفحة ‪2‬‬
‫أبو زكريا الفراء ومنهجه النحوي‬
‫لقد كاف الكسائي أكؿ ككفي يخرج عمي‬
‫أساليب البصرييف ‪ ،‬فمنذ المحظة التي عاد‬
‫فييا مف البادية ‪ ،‬ككاف يقصد الخميؿ ليطمعو‬
‫عمي تحصيمو ‪ ،‬فكجده قد مات ككجد في‬
‫مكضعو يكنس بف حبيب ‪ ،‬فمرت بينيـ مسائؿ‬
‫أقر لو يكنس فييا كصدره في مكضعو (‪،)1‬‬
‫فمنذ المحظة شرع في اإلعداد لمذىب مستقؿ‬
‫عف مذىب البصرييف ‪ ،‬كأخذ يخالفيـ في‬
‫آرائيـ كيغير كثي ارن مف أصكليـ ‪ ،‬فرسـ‬
‫لمككفييف رسكمان فيـ اآلف عمييا (‪ )2‬؛‬
‫فالكسائي ىك الذم رسـ لمككفييف الحدكد التي‬
‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬حاسٔخ بغذاد ‪ ,‬ج‪ , 11‬ص ‪ 404‬؛ وضٌت األلباء ‪ ,‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬األغاوٓ ‪ :‬ج‪ , 11‬ص ‪.102‬‬

‫الصفحة ‪3‬‬
‫احتذكا أمثمتيا في النحك ‪ ،‬كخالفكا فيو‬
‫البصرييف " (‪ )3‬كىك يعد أكؿ ككفي " خرج‬
‫عمي أساليب البصرييف ‪ ،‬كخالفيـ في كثير مف‬
‫آرائيـ ‪ ،‬كغير كثي ارن مف أصكليـ " (‪ ،)4‬كىك‬
‫خالؼ " ال حدة فيو ‪ ،‬كيخمكا مف عصبية‬
‫مذىبية بالمعني الذم صار إليو فيما بعد (‪.)5‬‬

‫شيد لو يكنس بأنو حقيؽ برئاسة‬


‫الككفييف بعد أف أمتحنو قائالن ‪ ":‬أشيد أف‬
‫الذيف رأسكؾ رأسكؾ باستحقاؽ " (‪ ، )6‬كلكنو‬
‫مع ذلؾ لـ يسمـ مف طعف البصرييف عميو ‪،‬‬
‫فابف دستكريو (ت‪743 :‬ق) يقكؿ ‪ ":‬كاف‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬الغُٕطٓ ‪ :‬الفشائذ الجذٔذة ‪,‬ج‪َ , 1‬صاسة األَلاف ‪ ,‬بغذاد ‪ , 1977 ,‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬د‪ .‬دمذْ مذمُد دمذ الجبالٓ ‪ :‬الخالف الىذوُْ الووُ ٓ ‪ ,‬سعوالت درخوُساة غٕوش مىفوُسة وٓ الرغوت الدشبٕوت َ دابٍوا موه‬
‫ررٕت الذساعاث الدرٕا ٓ الجامدت األسدوٕت ‪ ,‬وٕغان ‪ ,1995 , ,‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬األغاوٓ ‪ :‬ج‪ , 11‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬بغٕت الُعاة ‪ ,‬ص ‪.336‬‬

‫الصفحة ‪4‬‬
‫الكسائي يسمع الشاذ الذم ال يجكز إال في‬
‫الضركرة ‪ ،‬فيجعمو أصالن كيقيس عميو فأفسد‬
‫النحك بذلؾ " ‪ ،‬كقاؿ أبك حاتـ ‪ ":‬لكال الكسائي‬
‫دنا مف الخمفاء فرفعكا مف ذكره لـ يكف شيئان ‪،‬‬
‫كعممو مختمط بال حجج كال عمؿ إال حكايات‬
‫عف األعراب مطركحة ألنو كاف يمقنيـ ما يريد‬
‫كىك عمي ذلؾ أعمـ الككفييف بالعربية كالقرآف ‪،‬‬
‫كىك قدكتيـ كاليو يرجعكف " (‪ ،)7‬بؿ لقد كصؿ‬
‫األمر باليزيدم إلي ىجائو ‪ ،‬كعجاء أتباعو‬
‫كاتيميـ بإفساد النحك كتضييعو (‪. )8‬‬

‫كيجيئ أبك زكريا الفراء ( ‪444‬ق‪-‬‬


‫‪703‬ق) ‪ ،‬فيسمؾ طريؽ الكسائي كيأخذ منيجو‬
‫‪ -23‬أوظش ‪:‬مشاحب الىذُٕٔه ‪ ,‬ص ‪.121-120‬‬
‫‪ -23‬أوظش ‪:‬طبماث الىذُٕٔه المصشٕٔه ‪ ,‬ص ‪.41-40‬‬

‫الصفحة ‪5‬‬
‫‪ ،‬غير آبو بطعف البصرييف ‪ ،‬فاتسع في‬
‫القياس كالركاية كمخالفة البصرييف ليمكف‬
‫لمنحك الككفي اتخاذ صكرتو المميزة ‪،‬‬
‫كشخصيتو المستقمة في األصكؿ كالمصطمحات‬
‫التي تغاير كثي ارن مف أصكؿ كمصطمحات‬
‫البصرييف ‪ ،‬فسمي أمير المؤمنيف في النحك ‪،‬‬
‫قاؿ عنو ثعمب ‪ ":‬لكال الفراء ما كانت عربية‬
‫ألنو حصنيا كضبطيا ‪ ،‬كلكال الفراء لسقط ت‬
‫العربية ‪ ،‬ألنيا كانت تتنازع كيدعييا كؿ مف‬
‫أراد كيتعمـ الناس فييا عمي مقادير عقكليـ ‪،‬‬
‫كقرائحيـ تذىب " (‪ .)9‬كىك مف أصؿ فارسي ‪،‬‬
‫كتحدثنا بعض المراجع بأنو لقب بالفراء ألنو‬

‫‪ -23‬الضبٕذْ ‪:‬طبماث الىذُٕٔه ‪ ,‬ص ‪.132‬‬

‫الصفحة ‪6‬‬
‫كاف يفرم الكالـ أم يقطعو كيُفصؿ القكؿ فيو ‪،‬‬
‫كعكؼ منذ نشأتو عمي حمقات الدراسة التي‬
‫كانت تعقد بالككفة ‪ ،‬فدرس الفقو كالحديث‬
‫كالتفسير كالمغة كالنحك ‪ ،‬كقد أتاحت لو ىذه‬
‫الدراسة فرصة االتصاؿ بعمماء الككفة في‬
‫عصره ثـ رحؿ ألي البصرة طمبان لممزيد مف‬
‫الدراسة ‪ ،‬فمقي يكنس بف حبيب كأخذ عنو‬
‫المغة كالنحك (‪.)10‬‬

‫كما اتصؿ بعمماء الفمسفة كالكالـ كالطب‬


‫كالنجكـ ‪ ،‬كجمس في حمقاتيـ كاجتذبتو مبادئ‬
‫المعتزلة ‪ ،‬كصادفت ىكم في نفسو فأيدىا‬

‫‪ -23‬أحظش ٓ حشجمت الفشاء ‪ :‬الضبٕذْ ‪ ,‬ص ‪134‬؛ َأبا الطٕب الرغُْ ‪ ,‬ص ‪86‬؛ َالفٍشعج ‪ ,‬ص ‪ 104‬؛ َوضٌت األلٕاء ‪ ,‬ص ‪. 98‬‬

‫الصفحة ‪7‬‬
‫كاشتير بيا (‪ )11‬؛ مما جعؿ مترجمكه يقكلكف‬
‫إنو كاف متكممان يميؿ إلي االعتزاؿ ‪ ،‬كآثار‬
‫اعتزالو كاضحة في كتابو معاني القرآف إذ نراه‬
‫فيو يتكقؼ م ار ارن لمرد عمي الجبرية ‪ .‬كلعؿ‬
‫صمتو باالعتزاؿ كالمعتزلة ىي التي التي دفعتو‬
‫إلي قراءة كتب الفمسفة كالطب كالنجكـ ‪ ،‬فقد‬
‫كاف المعتزلة يحرصكف عمي قراءة ىذه الكتب‬
‫حتتي ليقكؿ الجاحظ " ‪ ":‬ال يككف المتكمـ‬
‫جامعان ألقطار الكالـ متمكنان في الصناعة حتي‬
‫يككف الذم يُحسف مف كالـ الديف في كزف‬

‫‪-23‬د‪ .‬مصطفٓ عبذ الدضٔض الغىجشجٓ ‪ :‬المزاٌب الىذُٔوت وٓ ءوُء الذساعواث الرغُٔوت الذذٔاوت ‪ ,‬الموخبوت الفٕصورٕت ‪ ,‬جوذة ‪ ,‬الممرووت‬
‫الدشبٕت الغدُدٔت ‪ ,1986 ,‬ص ‪.60‬‬

‫الصفحة ‪8‬‬
‫الذم يحُسف مف كالـ الفمسفة ‪ ،‬كالعالـ عندنا‬
‫(يريد المعتزلة) ىك الذم يجمعيما " (‪.)12‬‬

‫كمعني ذلؾ أف الفراء عُني منذ نشأتو في‬


‫الككفة كالبصرة بالكقكؼ عمي ثقافات عصره‬
‫الدينية كالعربية كالكالمية كالفمسفية كالعممية ‪،‬‬
‫كيشيد بذلؾ الكثير مف المؤرخيف ؛ فمما ذكره‬
‫السيكطي في ترجمتو قكلو ‪ ":‬ككاف يحب الكالـ‬
‫كيميؿ إلي االعتزاؿ " (‪ ، )13‬كمما قالو ابف‬
‫خمكاف ‪ ":‬ككاف الفراء يميؿ إلي االعتزاؿ "(‪)14‬‬
‫‪ ،‬كمما ذكره المتقدمكف في ترجمتو الخبر‬

‫‪ -23‬أحظش د‪ .‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص ‪.192‬‬


‫‪ -23‬أحظش ٌمع الٍُامع ‪ :‬ج‪ ,1‬ص ‪112‬؛ َاألشباي َالىظائش ‪:‬ج‪ , 8‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪ -23‬أحظش َ ٕاث األعٕان ‪ ,‬ج‪ ,6‬ص ‪.180‬‬

‫الصفحة ‪9‬‬
‫التالي ‪ ":‬قاؿ الجاحظ ‪ :‬دخمت إلي بغداد حيف‬
‫قدميا المأمكف سنة أربع كمئتيف ‪ ،‬ككاف بيا‬
‫الفراء ‪ ،‬فاشتيي أف يتعمـ الكالـ "(‪. )15‬‬
‫كعرؼ الفراء بعمكـ شتي في الكسط العممي في‬
‫كقتو ‪ ،‬كطبيعي أف يككف بينيا عمـ الكالـ ‪،‬‬
‫كقد اتضح ذلؾ عندما التقي النميرم المعتزلي‬
‫عندما التقيا عمي باب المأمكف ‪ ،‬قاؿ الخطيب‬
‫البغدادم (ت ‪467 :‬ق) ‪ ":‬كلما عزـ الفراء‬
‫عمي االتصاؿ بالمأمكف ‪ ،‬ككاف يتردد إلي‬
‫الباب ‪ ،‬فبينما ىك ذات يكـ عمي الباب إذ جاء‬
‫أبك بشر ثماثة بف األشرس النميرم المعتزلي ‪،‬‬
‫ككاف خصيصان بالمأمكف ‪ ،‬قاؿ ثماثة ‪ :‬فرأيت‬

‫‪ -23‬أوظش‪ :‬إوباء الشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪ 8‬؛ ََ ٕاث األعٕان ‪ :‬ج‪ ,6‬ص ‪.180‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬
‫أبية أديب فجمست إليو ففاتشتو عف المغة‬
‫فكجدتو بح ارن ‪ ،‬كفاتشتو عف النحك فشاىدتو‬
‫نسيج كحده كعف الفقو فكجدتو رجالن فقييان‬
‫عارفان باختالؼ القكـ كبالنجكـ ماى ارن ‪ ،‬كبالطب‬
‫خبي ارن كبأياـ العرب كأشعارىا حاذقان ‪ ،‬فقمت لو ‪:‬‬
‫مف تككف ؟ كما أظنؾ إال الفراء ‪ ،‬فقاؿ ‪ ،‬أنا‬
‫ىك ‪ ،‬فدخمت فأعممت أمير المؤمنيف المأمكف‬
‫فأمر بإحضاره لكقتو ككاف سبب اتصالو بو‬
‫(‪. )16‬‬

‫ككاف المأمكف قد جعؿ الفراء يعمـ أبنيو‬


‫النحك‪ ،‬فمما كاف يكمان أراد الفراء أف ينيض إلى‬
‫بعض حكائجو‪ ،‬فابتد ار إلى نعؿ الفراء ليقدماىا‬

‫‪ -23‬أحظش ‪:‬حاسٔخ بغذاد ‪ :‬ج‪ ,14‬ص ‪ 151‬؛ َمدجم األدباء ‪ :‬ج‪ , 2‬ص ‪ 12-11‬؛ ََ ٕاث األعٕان ‪ :‬ج‪ , 6‬ص ‪.177‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬
‫لو‪ ،‬فتنازعا‪ ،‬أييما يقدميا لو؟ ثـ اصطمحا عمى‬
‫أف يقدـ كؿ كاحد منيما كاحدة‪ ،‬فقدماىا…‪،‬‬
‫فكصؿ الخبر إلى المأمكف فكجو إلى الفراء‬
‫كاستدعاه‪ ،‬فقاؿ يا أمير المؤمنيف لقد خشيت‬
‫أف أدفعيما عف مكرمة سبقا إلييا‪ ،‬كأكسر‬
‫نفكسيما عف شريفة حرصا عمييا‪ …،‬فقاؿ لو‬
‫المأمكف‪ :‬لك منعتيما عف ذلؾ ألكجعتُؾ لكمان‬
‫كعتبان‪ ،‬كألزمتؾ ذنبان‪ ،‬كما كضع ما فعال مف‬
‫شَرفيما‪ ،‬بؿ رفع مف قدرىما‪ ،‬كبيف عف‬
‫جكىرىما‪ ،‬كلقد تبينت مخيمة الفراسة بفعميما‪،‬‬
‫كليس يكبر الرجؿ كاف كاف كبي ارن عف ثالث‪:‬‬
‫عف تكاضعو لسمطانو‪ ،‬كلكالديو‪ ،‬كلمعممو‪ ،‬ثـ‬
‫قاؿ‪ :‬قد عكضتيما مما فعال عشريف ألؼ‬
‫الصفحة ‪12‬‬
‫دينار‪ ،‬كلؾ عشرة آالؼ درىـ عمى حسف أدبؾ‬
‫ليما(‪.)17‬‬

‫كتذكر كتب التراجـ أف الفراء صنؼ كتابان‬


‫يسمي " الحدكد " بأمر مف أمير المؤمنيف‬
‫المأمكف يجمع فيو أصكؿ النحك كما سمع عف‬
‫العرب ‪ ،‬كتشير أيضان إلي أف جماعة مف‬
‫أصحاب الكسائي سألكه أف يمؿ عمييـ أبكاب‬
‫النحك ‪ ،‬فأجابيـ كصنؼ ىذا الكتاب (‪. )18‬‬

‫كاختمؼ المترجمكف في عدد في عدد‬


‫الحدكد التي ضمنيا الفراء كتابو ‪ ،‬فقد ذكر‬

‫(‪ٔ )17‬ىظش‪ :‬حاسٔخ بغذاد أَ مذٔىت الغالم‪َ 151-150 :‬وضٌت األلباء ٓ طبماث األدباء‪ٕ ََ 101-99 :‬اث األعٕان َأوباء أبىاء الضموان‬
‫‪َ 179/6‬شزساث الزٌب ٓ أخباس مه رٌب ‪. 19/2‬‬
‫‪ -23‬أوظووش‪ :‬وضٌووت األلبوواء ‪ ,‬ص ‪ 99‬؛ َإوبوواء الووشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪ 10 ,6‬؛ َمدجووم األدبوواء ‪ ,‬ج ‪ , 20‬ص ‪ 12‬؛ َحوواسٔخ بغووذاد ‪ ,‬ج ‪, 14‬‬
‫ص ‪.150‬‬

‫الصفحة ‪13‬‬
‫الزبيدم ‪ ،‬كالقفطي أنيا "ستكف" (‪ ،)19‬في‬
‫حيف ذكر السيكطي أنيا "ستة كأربعكف حدان في‬
‫اإلعراب" (‪ )20‬؛ كتناقمت التراجـ أسماء ىذه‬
‫الحدكد ‪ ،‬كىي عمي ما ذكره ابف النديـ ‪،‬‬
‫كالقفطي ‪ ":‬حد اإلعراب في أصكؿ العربية ‪،‬‬
‫كحد النصب المتكلد مف الفعؿ ‪ ،‬كحد المعرفة‬
‫كالنكرة ‪ ،‬كحد " مف " ك " رب" ‪ ،‬كحد العدد حد‬
‫مالزـ " دخؿ " ‪ ،‬حد العماد ‪ ،‬حد الفعؿ الكاقع‬
‫ك حد " إف " كأخكاتيا ‪ ،‬حد " كي " ك " كيال" ‪،‬‬
‫حد " حتي " ‪ ،‬حد " اإلغراء" ‪ ،‬حد "الدعاء" ‪،‬‬
‫حد النكف الشديدة كالخفيفة ‪ ،‬حد االستفياـ ‪،‬‬
‫حد الجزاء ‪ ،‬حد الجكاب ‪ ،‬حد " الذم " ك "مف "‬
‫‪ -23‬أوظش ‪:‬طبماث الرغُٕٔه َالىذُٕٔه ‪ ,‬ص ‪ 137‬؛ َإوباء الشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪.‬‬
‫‪ -23‬أوظش‪ٔ :‬غٕت الُعاة ‪ ,‬ج‪ , 2‬ص ‪.333‬‬

‫الصفحة ‪14‬‬
‫ك" ما " ‪ ،‬حد " رب" ك " كـ " ‪ ،‬حد " القسـ" ‪،‬‬
‫حد الثنكية كالمثني (‪ ، )21‬حد النداء ‪ ،‬حد‬
‫الندبة ‪ ،‬حد الترخيـ ‪ ،‬حد " أف " المفتكحة ‪،‬‬
‫حد " إذ" ك "إذا" ك إذان" حد ما لـ يسـ فاعمو‬
‫(‪ ، )22‬حد الحكاية ‪ ،‬حد التصغير ‪ ،‬حد‬
‫النسبة ‪ ،‬حد اليجاء ‪ ،‬حد راجع الذكر ‪ ،‬حد‬
‫الفعؿ الرباعي ‪ ،‬حد الفعؿ الثالثي ‪ ،‬حد المعرب‬
‫مف مكانييف ‪ ،‬حد اإلدغاـ ‪ ،‬حد اليمز ‪ ،‬حد‬
‫األبنية ‪ ،‬حد الجمع ‪ ،‬حد المقصكر كالممدكد ‪،‬‬
‫حد المذكر كالمؤنث ‪ ،‬حد " فعؿ كأفعؿ" ‪ ،‬حد‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬أوباء الشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪.17-16‬‬


‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬أوباء الشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪.17-16‬‬

‫الصفحة ‪15‬‬
‫النيي ‪ ،‬حد االبتداء كالتقطيع ‪ ،‬حد ما يُجرم‬
‫كماال يُجرم (‪. )23‬‬

‫ىذه ىي حدكد النحك عند الفراء ‪ ،‬كىي كما‬


‫رأينا اشتممت عمي ستيف حدان لـ تصمنا إال‬
‫أسمائيا ىاىنا ‪ ،‬كركم البغدادم قصيدة لمحمد‬
‫بف الجيـ في رثاء الفراء يذكر فييا حدكده ‪،‬‬
‫فيقكؿ (‪-:)24‬‬

‫يا طالب النحك التمس‬


‫ألفو‬ ‫عمـ ما‬
‫الفراء في تحكه‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬الفٍشعج ‪ ,‬ص ‪ 106‬؛ َأوباء الشَاة ‪ ,‬ج‪ , 4‬ص ‪.17-16‬‬


‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬حاسٔخ بغذاد ‪ ,‬ج‪ ,14‬ص ‪.152‬‬

‫الصفحة ‪16‬‬
‫عالمان‬ ‫‪،‬‬ ‫قاسيا‬ ‫‪،‬‬ ‫حدان‬ ‫ستيف‬
‫أمميا بالحفظ مف شذكذه‬

‫كننتقؿ إلي قضية تأثر الفراء بالفمسفة‬


‫كالمنطؽ ‪ ،‬حيث نجد كثير مف الباحثيف‬
‫ينكركف ىذا التأثر ‪ ،‬كمف ىؤالء الدكتكر عبد‬
‫الفتاح شمبي ‪ ،‬حيث يقكؿ ‪ ":‬إف كتاب معاني‬
‫القرآف خال مف الفمسفة كالمنطؽ (‪، )25‬‬
‫كذىب الباحث العراقي "رحيـ جبر أحمد‬
‫الحسناكم" في بحثو عف "التعميؿ المغكم عند‬
‫الفراء" إلي أف " دراسة الجانب التعميمي عند‬
‫الفراء ليا أثر كاضح في إثبات عدـ تأثر النحك‬
‫العربي بالمنطؽ أك الفمسفة أك عمـ الكالـ "‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬د‪ .‬عبذ الفخاح شربٓ ‪ :‬أبُ عرٓ الفاسعٓ ‪ ,‬ص ‪.266‬‬

‫الصفحة ‪17‬‬
‫(‪ )26‬؛ بؿ إف الكثير مف الباحثيف المعاصريف‬
‫الذم كتبكا رسائؿ الماجستير كالدكتكراه عف‬
‫الفراء لـ يتطرقكا لعممية مزج النحك بالمنطؽ‬
‫عند الفراء نيائيان (‪. )27‬‬

‫كأعتقد أف السبب في ذلؾ ربما يعكد إلي‬


‫اعتقادىـ بأف النحك الككفي أقرب لمسميقة‬
‫العربية كأبعد عف التنظير المنطقي ‪ ،‬كالدليؿ‬
‫عمي ذلؾ ما ذىب إليو البعض مف الباحثيف‬
‫كىـ بصدد مناقشتيـ لقصية العمؿ التعميمية‬

‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬سدٕم جبش أدمذ الذغىاَْ ‪ :‬الخدرٕل الرغُْ عىذ الفشاء ‪ ,‬سعالت ماجغأش غٕش مىفُسة ‪ ,‬بابل ‪ ,‬الدشاق ‪ ,‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -23‬أوظش عرٓ عبٕل الماال ال الذصش ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬جٍوُد الفووشاء البالغٕوت ووٓ رخابوً مدوواوٓ الموشان ‪ /‬لووٕظ خروف إبووشإٌم ‪ /‬جامدووت حوشٔوج – ررٕووت الخشبٕوت – لغووم الرغوت الدشبٕووت ‪ /‬سعوالت ماجغووخٕش ‪ / 2004 /‬الدووشاق‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬الىمووذ الرغووُْ َالىذووُْ ووٓ مدوواوٓ المووشان لرفووشاء ‪ َ /‬وواء ٌووادْ ‪ /‬جامدووت بغووذاد–ررٕووت الخشبٕووت لربىوواث – لغووم الرغووت الدشبٕووت ‪ /‬سعووالت ماجغووخٕش ‪ / 2003 /‬الدووشاق‬
‫‪ -‬مداوٓ المشان بٕه األخفش َالفشاء دساعت لغُٔت مُاصوت ‪ /‬وصٕف مذمذ جاعم ‪ /‬جامدت بغذاد – ررٕت الخشبٕت ابه سشذ – لغم الرغت الدشبٕت ‪ /‬أطشَدت درخُساي ‪/ 2003 /‬‬
‫الدوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووشاق‪.‬‬
‫‪ -‬اثوووش مدووواوٓ الموووشان وووٓ الوفووواف ‪ /‬رُاروووب مذموووُد ‪ /‬جامدوووت بغوووذاد – ررٕوووت الخشبٕوووت ابوووه سشوووذ – لغوووم الرغوووت الدشبٕوووت ‪ /‬أطشَدوووت درخوووُساي ‪ / 2004 /‬الدوووشاق‪.‬‬
‫‪ -‬الفدل ٓ مداوٓ المشان لرفشاء دساعت وذُٔت ‪ /‬طالب خمٕظ المٕغٓ ‪ /‬جامدت بغذاد – ررٕت الخشبٕت ابه سشذ – لغم الرغت الدشبٕت ‪ / /‬أطشَدت درخُساي ‪ / 2003 /‬الدشاق‪.‬‬
‫‪ -‬الصشف ٓ مداوٓ المشان لرفشاء ‪ /‬عىان عبذ الغخاس‪/‬جامدت بغذاد – ررٕت الخشبٕت لربىاث – لغم الرغت الدشبٕت ‪ /‬سعالت ماجغخٕش ‪ / 2004 /‬الدشاق‪.‬‬
‫‪ -‬الخأَٔووووول الىذوووووُْ عىوووووذ الفووووووشاء لٌوووووذِ مذموووووذ الصوووووا ٓل سعووووووالت ماجغوووووخٕش ل وووووادسة مووووووه جامدوووووت االوبووووواس ل ررٕوووووت الخشبٕووووووت ل ‪ٌ1421‬ووووو – ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الخأَٔوول الىذووُْ ووٓ مدوواوٓ المووش ن الوووشٔم غووادة غوواصْ عبووذ المجٕووذ ل سعووالت ماجغووخٕش ل ووادسة مووه جامدووت بغووذاد ل ررٕووت الخشبٕووت لربىوواث ل ‪ ٌ1419‬و ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المصووطرخ الىذووُْ عىووذ الفووشاء ووٓ مدوواوٓ المووش ن ل دغووه اعوودذ مذمووذ ل سعووالت ماجغووخٕش ووادسة مووه جامدووت المُ وول ل ررٕووت اٖدا ل ‪ ٌ1412‬و – ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الىضعووت الدمرٕووت ووٓ الذساعوواث الرغُٔووت عىووذ الفووشاء َعووام مجٕووذ جووابش البوووشْل سعووالت ماجغخٕشل ووادسة مووه الجامدووت المغخىصووشٔتلررٕت اٖدا ل‪ٌ1418‬و – ‪1998‬م‬
‫‪ -‬الذسط الصش ٓ عىذ الفشاء ألمجذ مذمذ دغه ل سعالت ماجغخٕش‪-‬ررٕت الخشبٕت –جامدت بغذاد ل ‪2001- ٌ1421‬م‬
‫‪ -‬أبُ صرشٔا الفشاء َمزٌبً ٓ الىذُ َالرغت ل ادمذ مووٓ األوصواسْ ل مطبُعواث المجروظ األعروّ لشعأوت الفىوُن َاٖدا االجخماعٕوت ل المواٌشة ل ‪ٌ1384‬و ‪ – 1964‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الىذُ الوُ ٓ (مبادث ٓ مداوٓ المش ن لرفشاء) ل راظم إبشإٌم راظم ل عالم الوخب لرطباعت َالىفش َالخُصٔع ل بٕشَث ل لبىان ل ‪1998 – ٌ1418‬م‪.‬‬

‫الصفحة ‪18‬‬
‫عند الفراء ؛ فنجد األستاذ " رحيـ جبر أحمد‬
‫أف أؤكد عمى‬
‫الحسناكم"‪ ،‬يقكؿ ‪ ":‬كأكد ىنا ْ‬
‫حقيقة أشرقت مف خالؿ البحث لفتت انتباىي‬
‫أف الككفييف‬
‫كقد أثبتيا كثير مف الباحثيف كىي ّ‬
‫عمكمان كانكا أكثر اعتمادان في االنتصار‬
‫لمذىبيـ عمى العمؿ التعميمية مف البصرييف "‬
‫(‪ ، )28‬كنفس الشئ كاف قد قالو الدكتكر‬
‫إف نظرة الككفييف إلى المغة‬
‫مازف المبارؾ ‪ّ (( :‬‬
‫كما يرد فييا مف شكاىد غير مطابقة لمقياس‬
‫المصطنع نظرة فييا الكثير مف الحؽ كالسداد‬
‫)) (‪ . )29‬كأكّد ىذه الحقيقة الدكتكر عبد‬
‫فإف جميكر‬
‫الفتاح الحمكز بقكلو ‪ (( :‬كعميو ّ‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬سدٕم جبش أدمذ الذغىاَْ ‪ :‬الخدرٕل الرغُْ عىذ الفشاء ‪ ,‬سعالت ماجغأش غٕش مىفُسة ‪ ,‬بابل ‪ ,‬الدشاق ‪ ,‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )29‬النحو العربي ‪ ،‬العمة النحوية ‪ ،‬نشأتيا وتطورىا ‪. 61 :‬‬

‫الصفحة ‪19‬‬
‫عمميـ يمكف عدّىا مف باب العمؿ التعميمية أك‬
‫العمؿ األكلى البعيدة عف أساليب الفمسفة‬
‫كالمنطؽ كالتأكيؿ كالتقدير كالتخميف ألنيا تُنتزع‬
‫مف ركح المغة أك الكالـ العربي المسمكع الذم‬
‫بنكا عميو قكاعدىـ ‪ ،‬كليست مف باب العمؿ‬
‫الجدلية أك الفمسفية أك مف باب عمة العمؿ أك‬
‫عمة عمة العمة )) (‪ .)30‬كما يرل العالمة‬
‫إف نحاة الككفة كانكا‬
‫الدكتكر المخزكمي‪ّ (( :‬‬
‫يممحكف الطبيعة المغكية كيمتازكف بفيـ‬
‫العربية فيمان ال يقكـ عمى افتراضات كتكينات‬
‫أك استيداء بقكانيف العقؿ ‪ ،‬كأصكؿ المنطؽ‬

‫(‪ )30‬الكوفيون في النحو والصرف والمنيج الوصفي المعاصر ‪ ،‬عبد الفتاح الحموز ‪. 23 :‬‬

‫الصفحة ‪21‬‬
‫كلكنو يقكـ عمى تذكؽ المغة كحس بطبيعتيا ))‬
‫(‪.)31‬‬

‫كالحقيقة أننا نخالؼ ىذا الرأم ‪ ،‬حيث إف‬


‫رياح الفمسفة كالمنطؽ قد امتدت إلي عقمية‬
‫الفراء‪ ،‬إذ كاف مثقفان ثقافة كالمية فمسفية ‪،‬‬
‫فكانت قدرتو عمي االستنباط كالتحميؿ كالتركيب‬
‫كاستخراج القكاعد كاألقيسة كبيرة ‪ ،‬مما أعطي‬
‫النحك الككفي صكرتو النيائية ‪ ،‬كىي صكرة‬
‫تقكـ عمي الخالؼ مع نحاة البصرة في كثير‬
‫مف األصكؿ ‪ ،‬مع كضع مصطمحات جديدة ‪،‬‬
‫باإلضافة إلي الخالؼ مع الخميؿ كسيبكيو في‬
‫تحميؿ كثير مف الكممات كاألدكات كالعكامؿ‬

‫(‪ )31‬مدرسة الكوفة ‪. 223 :‬‬

‫الصفحة ‪21‬‬
‫كالمعمكالت ‪ ،‬كمع حد القياس كبسطو ليشمؿ‬
‫كثي ارن مف المغات ‪ ،‬كاإلبقاء عمي فكرة الشذكذ‬
‫كمخالفة القياس حتي في القراءات (‪. )32‬‬

‫أف ما سمّاه النحاة بالمدرسة الككفية‬


‫أظف ّ‬
‫ك ّ‬
‫ما ىك إال آراء الفراء في أغمبيا فقد كاف ((‬
‫عقمو أدؽ كأخصب مف عقؿ الكسائي (‪)...‬‬
‫ككانت قدرتو عمى االستنباط كالتحميؿ كالتركيب‬
‫كاستخراج القكاعد كاألقيسة كاالحتياؿ لآلراء‬
‫مقدماتيا ال تقرب إليو قدرة أستاذ ‪ ،‬كقد تحكؿ‬
‫بيا تنظيـ كاسع لما تركو مف أسس بانيان عميو‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص ‪.202-195‬‬

‫الصفحة ‪22‬‬
‫مف اجتياده ما أعطى النحك الككفي صكرتو‬
‫النيائية )) (‪. )33‬‬

‫كقد عُرؼ عف الفراء أنو كاف مف المتكمميف ‪،‬‬


‫كىذه الركح الكالمية قد تركت أث ارن في تفكيره ‪،‬‬
‫يقكؿ الدكتكر ميدم المخزكمي ‪ (( :‬فالراصد‬
‫أقكالو يحس بجالء ما في آرائو النحكية‬
‫كتفسيراتو لكجكه اإلعراب مف أثر التفكير‬
‫الفمسفي ‪ ،‬فال ي ازؿ يقمب المسألة عمى كجكىيا‬
‫كيعمؿ كؿ كجو منيا ‪ ،‬شأنو شأف العالـ الذم‬
‫يفترض في المسألة الكاحدة فركضان متعددة ‪،‬‬

‫(‪ )33‬المدارس النحوية ‪ ،‬شوقي ضيف ‪. 691 :‬‬

‫الصفحة ‪23‬‬
‫كيجرم تجاربو عمى كؿ فرض منيا عمى حدة‬
‫ليصؿ إلى الغرض الذم قصد إليو)) (‪.)34‬‬

‫كالفمسفة التي ذكرىا العالمة المخزكمي ال‬


‫يقصد بيا النظاـ الفمسفي المتكامؿ كنظرياتو‬
‫في الكجكد كالمعرفة كاألخالؽ ‪ ،‬كانما المقصكد‬
‫بيا التفكير التأممي كمظاىر التعميؿ كالتحميؿ‬
‫كالقياس كتقميب المسألة الكاحدة عمى ما‬
‫تتحممو مف كجكه كاالنتفاع بما لديو مف العمكـ‬
‫كالثقافات بكؿ كسيمة ممكنة ‪ ،‬كىذا المعنى‬
‫ألمحو مف قكؿ األنصارم ‪ (( :‬رأيت الف ارء‬
‫يكجو كالـ العرب كيتفمسؼ عمى لسانيـ كأنو‬
‫يقكؿ ‪ :‬لك سئمكا عف تعميؿ ذلؾ لقالكا كذا ككذا‬

‫(‪ )34‬مدرسة الكوفة ومنيجيا في دراسة المغة والنحو ‪ ،‬ميدي المخزومي ‪. 621 :‬‬

‫الصفحة ‪24‬‬
‫(‪ )...‬فأنت تراه ‪ ،‬يفصّؿ كيمثّؿ كيُعمّؿ ‪ ،‬كيقيس‬
‫‪ ،‬ككؿ ذلؾ مف ألكاف الفمسفة )) (‪.)35‬‬

‫كما كصؼ الدكتكر أحمد الديرة الفراء بأنو‬


‫كاف (( يتفمسؼ في مؤلفاتو)) (‪.)36‬‬

‫كيرل الدكتكر مازف المبارؾ أف مف‬


‫الطبيعي أف يتأثر كؿ عالـ بالطابع الذم غمب‬
‫عميو مف فنكف العمـ فيظير ىذا الطابع جميان‬
‫في عممو كأسمكب عرضو كالحجاج ليا (( كال‬
‫شؾ أف عالمان كالفراء عُرؼ بميمو إلى االعتزاؿ‬
‫كشير بالفمسفة في تصانيفو ‪ ،‬لف تخمك عممو‬
‫مف ىذا الطابع الفمسفي )) (‪. )37‬‬

‫(‪ )35‬أبو زكريا الفراء ‪ ،‬أحمد مكي األنصاي ‪. 226 :‬‬


‫(‪ )36‬دراسة في النحو الكوفي ‪ ،‬المختار أحمد الديرة ‪. 269 :‬‬
‫(‪ )37‬النحو العربي ‪ ،‬العمة النحوية نشأتيا وتطورىا ‪. 11 :‬‬

‫الصفحة ‪25‬‬
‫كالى مثؿ ذلؾ ذىبت الدكتكرة خديجة الحديثي‬
‫أف‬
‫(‪ .)38‬في حيف رأل الدكتكر المخزكمي ّ‬
‫الطابع العاـ لتعميالت الفراء (( كاف إلى ركح‬
‫األساليب المغكية أقرب منو إلى التفكير النظرم‬
‫المجرد )) (‪)39‬‬

‫أف ((‬
‫كذىب الباحث جميؿ عكيضة إلى ّ‬
‫معظـ العمؿ كاألقيسة في المذىب الككفي إنما‬
‫كانت لمفراء ‪ ،‬كالعمة عنده أبرز ما نقؼ عميو‬
‫في منيجو )) (‪)40‬‬

‫(‪ )38‬ينظر ‪ :‬الشاىد وأصول النحو في كتاب سيبويو ‪ ،‬خديجة الحديثي ‪. 269 :‬‬
‫(‪ )39‬مدرسة الكوفة ومنيجيا في دراسة المغة والنحو ‪ ،‬ميدي المخزومي ‪. 629 :‬‬
‫(‪ )40‬الفراء وأثره في المدرسة الكوفية ‪ ،‬جميل عويضة ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ، 632:‬نقالً عن (التأويل النحوي عند‬
‫الفراء) ‪ ،‬ىدى محمد الصافي ‪. 63 :‬‬

‫الصفحة ‪26‬‬
‫كأما األصكؿ التي خالؼ الفراء البصرييف‬
‫في بعض مسائؿ النحك األساسية ‪ ،‬فنذكر منيا‬
‫عمي سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪:‬‬

‫‪ -4‬عدـ تفرقتو بيف ألقاب البناء كاإلعراب ‪،‬‬


‫فمـ يميز الفراء بيف عالمات اإلعراب مف‬
‫عالمات البناء ‪ ،‬فسمي المعرب بعالمات‬
‫المبني ‪ ،‬كالمبني بعالمات المعرب ‪ ،‬دكف أف‬
‫يفرؽ بينيما ‪ ،‬كىك مذىب الككفييف (‪. )41‬‬
‫كأما البصريكف فجعمكا اإلعراب عالمات ‪،‬‬
‫كلمبناء عالمات ‪ ،‬فميزكىا بعضيا مف بعض ‪،‬‬
‫فجعمكا ‪ :‬الرفع كالنصب كالجر كالجزـ عالمات‬

‫‪.196‬‬ ‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص‬

‫الصفحة ‪27‬‬
‫اإلعراب ‪ ،‬كالضـ كالفتح كالكسر كالسككف‬
‫عالمات البناء (‪.)42‬‬

‫‪ -7‬ذىب الفراء إلي أف المصدر مشتؽ مف‬


‫الفعؿ ‪ ،‬كفرع عميو كىك مذىب الككفييف ‪،‬‬
‫كذىب البصريكف إلي أف الفعؿ مشتؽ مف‬
‫المصدر (‪.)43‬‬

‫‪ -7‬ذىب الفراء إلي أف اإلعراب أصؿ في‬


‫األسماء ‪ ،‬فرع في األفعاؿ ‪ ،‬ألف اإلعراب جئ‬
‫بو لمعاف ال تصح إال في االسماء ‪ ،‬كالفاعمية‬
‫كالمفعكلية كاإلضافة ‪ ،‬كىذه ال تصح في‬

‫‪ -23‬أوظش ‪ :‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص ‪.196‬‬


‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص ‪َ , 196‬أوظش أٔضا أدمذ دغه دامذ ‪ :‬مداوٓ المش ن بوٕه الفوشاء َالضجواج دساعوت وذُٔوت ‪ ,‬سعواالت ماجغوخٕش غٕوش‬
‫مىفُسة ‪ ,‬وابرظ ‪ ,2001 ,‬ص ‪.15‬‬

‫الصفحة ‪28‬‬
‫األفعاؿ ‪ ،‬فعمـ أف اإلعراب في الفعؿ محمكؿ‬
‫عمي إعراب االسـ (‪.)44‬‬

‫كمف المصطمحات النحكية عند الفراء‬


‫كالذم يبدك عمييا التأثير بالفمسفة كالمنطؽ ‪،‬‬
‫نذكر منيا مثال ‪ :‬الفعؿ ‪ ،‬كىك مصطمح أطمقو‬
‫الفراء عمي خبر المبتدأ تارة ‪ ،‬كعمي ما كاف‬
‫أصمو خب ارن لممبتدأ تارة أخرم ‪ ،‬ثـ دخؿ عميو‬
‫الناسخ (‪ ، )45‬االسـ المبيـ كيعني بو ما‬
‫ليس بمعمكـ مف االسماء (‪ ، )46‬االسـ‬
‫المكضكع ‪،‬كىك يعني عند الفراء اسـ الجنس‬
‫أك االسماء المحضة كعمر كمحمد (‪، )47‬‬

‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬شُلٓ ءٕف ‪ :‬المذاسط الىذُٔت ‪ ,‬ص ‪َ , 196‬أوظش أٔضا أدمذ دغه دامذ ‪ :‬مداوٓ المش ن بوٕه الفوشاء َالضجواج دساعوت وذُٔوت ‪ ,‬سعواالت ماجغوخٕش غٕوش‬
‫مىفُسة ‪ ,‬وابرظ ‪ ,2001 ,‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪362- 361‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬المزرش َالمؤوث ‪ ,‬حذمٕك د‪ .‬سمضان عبذ الخُا ‪ ,‬الماٌشة ‪1385 ,‬ي‪ ,‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬المزرش َالمؤوث ‪ ,‬ص ‪.70-69‬‬

‫الصفحة ‪29‬‬
‫كمصطمح المكقت كغير المكقت ‪ ،‬اصطالحاف‬
‫عند الفراء بمعني العمـ كالضمير ك كالثاني‬
‫ينطبؽ عمي النكرة ‪ ،‬اما إذا كاف االسـ معرفان‬
‫أك مكصكالن فيك عند معرفة غير مؤقتو (‪، )48‬‬
‫مصطمح الرفع ‪ ،‬بمعني الخبر عند الفراء ‪،‬‬
‫الضمير يعني المبتدأ المحذكؼ ‪ - ،‬المضمر ‪:‬‬
‫المبتدأ المحذكؼ ‪، )49( -‬مصطمح االسماء‬
‫المضافة ‪ ،‬أطمقو الفراء عمي ما يسمي‬
‫باألسماء الستة مثؿ أبيؾ ‪، )50( ....‬‬
‫مصطمح األلؼ الخفيفة ‪ ،‬كيقصد بو ما يسمي‬
‫ألؼ الكصؿ أك ىمزة الكصؿ (‪ ، )51‬مصطمح‬
‫التأكيؿ ‪ ،‬يطمقو الفراء عمي اإلعراب بالمحؿ‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.344 – 343‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.370-369‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.409‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.125 -142‬‬

‫الصفحة ‪31‬‬
‫(‪ ، )52‬مصطمح الصرؼ ‪ ،‬كيقصد بو عامؿ‬
‫النصب ‪ ،‬في بابيف ؛ ىما باب الفعؿ المضارع‬
‫المنصكب بعد الكاك كالفاء كأك ‪ ،‬كباب المفعكؿ‬
‫معو (‪ ، )53‬مصطمح المحؿ ‪ ،‬كىك عند الفراء‬
‫ما يسمي بظرؼ الزماف كالمكاف (‪)54‬‬
‫‪،‬مصطمح الداء ‪ ،‬كىك ما يطمقو عمي النداء‬
‫كالمنادم (‪ ، )55‬مصطمح االستثناء المنقطع ‪،‬‬
‫يطمقو الفراء عمي االستثناء المفرغ (‪، )56‬‬
‫مصطمح الجحد كأطمقو عمي ما يسمي بالنفي‬
‫(‪ ..... )57‬كىمـ جرا‪.‬‬

‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.417 -382‬‬


‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.370 , 203‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص ‪.393‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص‪.145 ,52‬‬

‫الصفحة ‪31‬‬
‫كقد تعددت الكسائؿ النحكية كالتي غمب‬
‫عمييا تأثر الفراء بالمنطؽ‪ ،‬منيا ما يتعمؽ‬
‫بالعامؿ ‪ ،‬كمنيا ما يتعمؽ بعمؿ األدكات‬
‫كخصائصيا ك كمنيا ما يتعمؽ بالعمة النحكية ‪،‬‬
‫كمنيا ما يتعمؽ بالبناء كاإلعراب ‪ ،‬كمف‬
‫المسائؿ النحكية التي تتعمؽ بالعامؿ عند الفراء‬
‫منيا عمي سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪:‬‬

‫‪ -4‬إلي أف عامؿ الرفع في الفعؿ المضارع ىك‬


‫تجرده مف الناصب كالجازـ (‪.)58‬‬

‫‪ -7‬أف العامؿ في المفعكؿ بو ىك الفعؿ‬


‫كالفاعؿ معان (‪.)59‬‬

‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص‪.75 ,53‬‬


‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص‪.352‬‬

‫الصفحة ‪32‬‬
‫‪ -7‬أف العامؿ في المفعكؿ ألجمو ىك أنو‬
‫منصكب عمي نية الشرط كالجزاء ‪ ،‬أك أف يجعؿ‬
‫ناصبة الفعؿ (‪. )60‬‬

‫‪ -4‬أف ناصب المستثني ىك عامؿ معنكم ‪،‬‬


‫كىك الخالؼ ‪ ،‬كيككف نصبو عمي االستثناء‬
‫(‪.)61‬‬

‫كثمة نقطة أخرم جديرة باإلشارة ‪ ،‬كىي‬


‫أف الفراء لـ يختمؼ عف البصرييف في االعتماد‬
‫عمى (التعميؿ) كفي استمداد كثير مف تعميالتيـ‬
‫مف المنطؽ كمف الفكر اإلسالمي ‪ ،‬كآية ذلؾ‬
‫أف الف ارء كاف كثير االىتماـ بالتعميؿ كاثارة‬
‫تشيد بذلؾ ‪ ،‬كنحف ىنا نسكؽ طائفة مف‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ , 1‬ص‪.17‬‬
‫‪ -32‬أوظش ‪ :‬الفشاء ‪ :‬مداوٓ المش ن ‪,‬ج‪ ,2‬ص ‪.15‬‬

‫الصفحة ‪33‬‬
‫تعميالتو لتكضيح ىذا الجانب عنده ‪ .‬فمف ذلؾ‬
‫قكلو ‪ (( :‬إذا تقارب الحرفاف في المخرج تعاقبا‬
‫في المغات )) (‪)62‬كذلؾ عند تفسير قكلو‬

‫تعالى‪ )63(      :‬إذ‬

‫يقكؿ ‪ (( :‬كفي قراءة عبد اهلل قشطت بالقاؼ ‪،‬‬


‫كىما لغتاف ‪ .‬كالعرب تقكؿ ‪ :‬القافكر كالكافكر‬
‫‪ ،‬كالقؼ كالكؼ ‪ ،‬إذا تقارب الحرفاف في‬
‫المخرج تعاقبا في المغات كما يقاؿ جدؼ ‪،‬‬
‫كجدث ‪ ،‬كتعقبت الفاء كالثاء في كثير مف‬
‫الكالـ ‪ ،‬كما قيؿ األثافي ‪ ،‬كاألثاثي ‪ ،‬كثكب‬

‫(‪ )62‬معاني القرآن ‪. 326/2 :‬‬


‫(‪ )63‬سووورة التكوووير ‪ :‬موون ا يووة ‪ ، 66‬وينظوور ‪ :‬مختصوور ش وواا الق وراءات ‪ ، 619 :‬والكشوواف ‪ ، 332/2 :‬ومعج و‬
‫القراءات القرآنية ‪ ،‬د‪ .‬أحمد مختار عمر ‪ ،‬ود ‪ .‬عبد العال سال مكر ‪. 82 /8 :‬‬

‫الصفحة ‪34‬‬
‫شر ‪،‬‬
‫فُرقبي كثرقبي ‪ ،‬ككقعكا في عاثكر ّ‬
‫كعافكر شر)) (‪.)64‬‬

‫مف ذلؾ أيضان ما ذكره في قكلو تعالى‪ :‬‬

‫‪ )65(    ‬إذ يقكؿ ((‬

‫اجتمع القراء عمى ىمزىا ‪ ،‬كىي في قراءة عبد‬


‫اهلل ‪ِّ :‬‬
‫(كقتت)بالكاك‪ ،‬كقرأىا أبك جعفر المدني ‪:‬‬
‫ألف الكاك‬ ‫( ُكِق ْ‬
‫تت) بالكا خفيفة ‪ ،‬كانما ىمزت ّ‬
‫إذا كانت أكؿ حرؼ كضمت ىمزت ‪ ،‬كمف ذلؾ‬
‫قكلؾ ‪ :‬صمّى القكـ أُحدانا ‪ )...( ،‬كيقكلكف ‪:‬‬
‫ألف ضمة‬
‫ىذه أجكه حساف ػ باليمز ػ ؛ كذلؾ ّ‬

‫(‪ )64‬معاني القرآن ‪. 326/2 :‬‬


‫(‪ )65‬س ووورة المرس ووالت ‪ :‬م وون ا ي ووة ‪ ، 66‬وينظ وور ‪ :‬مختص وور شو وواا القو وراءات ‪ ، 611 :‬والمحتس ووب ب وون جن ووي ‪:‬‬
‫‪. 322/3‬‬

‫الصفحة ‪35‬‬
‫الكاك ثقيمة ‪ ،‬كما كاف كسر الياء ثقيالن ))‬
‫(‪. )66‬‬

‫كما اىتـ الفراء بالعمؿ التعميمية ‪ ،‬كالعمؿ‬


‫التعميمية كاسميا أداة عممية لتعميـ المغة‬
‫ميمتيا (( ضبط كالـ العرب )) (‪ ،)67‬كىذه‬
‫العمؿ مستنبطة أحكامان كمقاييس مف المادة‬
‫المغكية التي جمعيا المغكييف كالنحاة ‪ ،‬إذ إنيا‬
‫كىذه الحاؿ (( تفسير لمكاقع المغكم فيي تابعة‬
‫لو كىي لذلؾ ال تنتج شيئان جديدان يتناقض معو‬
‫‪ ،‬كىي بيذه الخصائص أقرب ما تككف إلى‬
‫كصؼ الظكاىر المغكية كالقكاعد النحكية ‪ ،‬إذ‬

‫(‪ )66‬معاني القرآن ‪. 332 /2 :‬‬


‫(‪ )67‬اإليضاح في عمل النحو ‪. 12 :‬‬

‫الصفحة ‪36‬‬
‫يتـ فييا تحديد الكظائؼ النحكية ‪ ،‬أم بياف‬
‫العالقات التركيبية مف الصيغ كالمفردات حيث‬
‫يتـ تركيبيا في جمؿ كأساليب دكف محاكلة‬
‫لفرض ما يخالؼ الكاقع المغكم بمو اعتباره‬
‫أساسان كاجب المراعاة كاالحتراـ ))(‪. )68‬‬

‫أف أكثر‬
‫إف المتأمؿ في تعميالت الفراء يجد ّ‬
‫ّ‬
‫تمؾ التعميالت كانت مف نكع كثرة االستعماؿ ‪،‬‬
‫الخفة كاالستثقاؿ ‪ ،‬الشبو ‪ ،‬النظير ‪ ،‬السماع ‪،‬‬
‫الحمؿ عمى المعنى ‪ ،‬المشاكمة ‪ ،‬كغير ذلؾ مف‬
‫العمؿ التي تطّرد في كالـ العرب كتنساؽ إلى‬
‫قانكف لغتيـ كىي عمؿ نابعة مف المغة كمتصمة‬
‫بيا اتصاالن مباش ارن إذ إنيا تنطمؽ مف‬

‫(‪ )68‬أصول التفكير النحوي ‪ ،‬عمي أبو المكار ‪. 689 :‬‬

‫الصفحة ‪37‬‬
‫استعماالت العرب كأساليبيا في الكالـ ‪ .‬فمثالن‬
‫أف في ( كال) ك(كمتا) تثنية‬
‫ذىب الفراء إلى ّ‬
‫ألف أصميما (كؿ) عمى‬
‫لفظية كمعنكية(‪ )69‬؛ ّ‬
‫أف الالـ خففت ثـ زيدت ألؼ التثنية فييما ‪،‬‬
‫ّ‬
‫كزيدت التاء لتأنيث (كمتا) ‪ .‬كقد اعتد الفراء‬
‫أف القياس يكمف‬
‫في ذلؾ بالنقؿ كالقياس عمى ّ‬
‫أف األلؼ فييما تصير في التثنية ياءن كما‬
‫في ّ‬
‫في الزيديف ‪ ،‬كالرجميف ‪ ،‬كال يخرج ىذا القياس‬
‫الذم تتخممو العمة عف ركح المغة التي حرص‬
‫الفراء عمى استقراء ما فييا مف شكاىد كانعاـ‬
‫النظر في ىذه الشكاىد ؛ لكضع األصكؿ‬
‫الصرفية كالنحكية ‪ ،‬كىي عمة تعميمية أُعتمد‬
‫(‪ )69‬ينظوور ‪ :‬معوواني الق ورآن ‪ ، 623/3 :‬واإلنصوواف فووي مسوواالل الخووالف ‪ ، 292/3 :‬مسووألة رق و ( ‪ ، )13‬مغنووي‬
‫‪ ،‬وىمع اليوامع ‪. 26/6 :‬‬ ‫المبيب ‪ ، 332/6 :‬واالتالف النصرة‬

‫الصفحة ‪38‬‬
‫فييا عمى القرائح كال محكج إلى تكىـ أصؿ‬
‫ىاتيف المفظتيف المعيارم ‪ ،‬كما يرل البصريكف‬
‫ألف قمب األلؼ فييا ياء في التثنية عمة‬
‫؛ ّ‬
‫كصفية كافية ‪.‬‬

‫ػ أجاز الفراء مدّ المقصكر في ضركرة الشعر ‪،‬‬


‫إذ قاؿ ‪:‬‬

‫(( كأما قكؿ الشاعر ‪ :‬سيغنيني الذم أغناؾ‬


‫فقر يدكـ كال ِغناءُ (‪)70‬‬
‫فال ه‬ ‫عني‬

‫فإنو احتاج إليو في الشعر كمدّه )) (‪.)71‬‬

‫كقد نبع رأم الفراء في إباحة ذلؾ ػ أم مدّ‬


‫المقصكر في ضركرة الشعر مف مذىبو في‬

‫(‪)70‬‬
‫‪ ،‬مسألة ‪. 609‬‬ ‫(‪ )71‬المنقوص والممدود ‪ ، 38 :‬وينظر ‪ :‬اإلنصاف‬

‫الصفحة ‪39‬‬
‫مطؿ الحركات الثالث التي ىي الفتحة كالضمة‬
‫كالكسرة فنشأ عنيا األلؼ كالكاك كالياء ‪،‬‬
‫كاشباع الفتحة قبؿ األلؼ المقصكرة ينشأ عنيا‬
‫األلؼ فيمتحؽ بالممدكد ))(‪. )72‬‬

‫‪ ، 609 /‬وضراالر الشعر‪ ،‬ابن عصفور ‪. 26 :‬‬ ‫(‪ )72‬ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪:‬‬

‫الصفحة ‪41‬‬
‫الصفحة ‪41‬‬

You might also like