You are on page 1of 11

‫المرأة في الريف (رواية الحرام نموذجاً) ـــ بشير عبد الهادي ‪ -‬العراق‬

‫ينبع اهتمام يوسف إدريس وعنايته بالريف بشكل عام من جذوور المتصلذ ف ذل ذب البالذف التذل عذا ا ذا‬
‫طفولتذذه اللالمذذف وامتذذئح برارلذذف اةرا والريذذف الفمالذذان ودلب ذذز المتوالذذل ذذل راعذذف اةرا وجنذ‬
‫الملصول‪ ،‬وما يعاناه لوللب الفمالون من رجال ونساء من عب ويد متوالذل لكسذب لةمذف تذد ذص وتذد‬
‫ز ل لراع مستمر مع الطباعف ولجوار ا‪ .‬ومذن هنذا نشذص العمتذاج ا جتماعاذف التذل مسذل البسذاطف‬ ‫ص‬
‫والفطرة المعبرة عن عاداج وتاز متصل ف ذل نفوسذ ز اعتذادج ع ا ذا وللذبل جذئءا ً مذن ياان ذا الذدا ل‬
‫وعايسف ل واتع الاومل و الاف من التئياف لو المصالح الفريدة‪ .‬إن معايشف الكا ب لت ب اةجواء جع تذه يكتذب‬
‫عن الريف بواتعاف الصف صور الااة الفمالان يما هل بإيجاباا ا وس باا ا‪ ،‬وجع ته ليضذا ً يكتذب بروالاذف‬
‫من عا مع ز و طبع بعادا ز و ةالادهز‪ ،‬وعرف لدق لسرارهز ومكنونا ز جاءج يتابته عن الريف بشذكل‬
‫عام منط ةف من عان ثاتبف و بارة نبع من واتع اللااة المادي الوي يعاشه الفمالون‪ ،‬ويمكننا لن نط ذ ع ا ذا‬
‫(الواتعاذذف التسذذجا افتل ذذب الصذذاغف مذذن لذذال الواتعاذذف التذذل الاول ذ لن ةذذدم مسذذامً مو ذذوعاا ً ل واتذذع‬
‫ا ج تماعل‪ ،‬وذلب بالنفاذ المباشر ل اللااة والواتع‪ ،‬ذلب النفاذ الوي يتةبل اةشااء يما بدو لنذا ذل الهذاهر ‪.‬‬

‫وعن الااة الريف وواتعه يةول يوسذف إدريذسل إن المجتمذع الريفذل يذئال يلذتف بت ذب الذروابة المتانذف‬
‫وا نتماء اةسري‪ ،‬ع العكس من مجتمع المدينف الوي فكك اه عنالر ا نتماء ‪ ،‬ل وا نسذتطاع لن نةذول‬
‫لن المجتمع الريفل الوي يشكل نسبف يبارة من المجتمع المصري يتصلف مع بعضه البعض و جمع ز بسذاطت ز‬
‫وطباعت ز الخالاف من عةاداج التكنولوجاا الصناعاف التل كون ل مجتمع المدينف ومذن ثذز لدج إلذ شذابب‬
‫اللااة ا ا‪ .‬ةد يجد الفرد ل المدينف الوت الكا ل إلتامف عمتاج اجتماعاف وطادة الص ف مذع اخ ذرين بذل‬
‫تد يجد الوت ل ج وس مع لسر ه بانمذا يتمتذع لبنذاء الريذف بعمتذاج متماسذكف مذع بعضذ ز الذبعض بلكذز‬
‫لجوار ز وموروثا ز ا جتماعاف والعةارديف وطباعف عم ز ل الئراعذف الذوي يلتذاح إلذ التكذا ف والتعذاون‬
‫الف ل موسز جنل الملصول لو مكا لف اخ اج واةمراا التل تد صاب الةول ز‪ ،‬كل شلء ل الريذف‬
‫يةر بمبدل العدالف والجماعاف الاث هاجس المصار المشترك بان ز والتةالاد الساردة ا ز التل بة و غذادرهز‬
‫وإن هاجروا لو لسكنوا ل المدينف من ذمل واذارف ز لو دراسذت ز ذل الجامعذاج‪ ،‬الطباعذف السذخاف ونهذام‬
‫العمل ل اةرا ولوالر الةرابف ي ا لة ذلب التكا ف والمساواة ولكن الان يكون هوا ملةةذا ً ذإن هذوا‬
‫يعنل لن مً د امً لشاع ذلب اله ذز ولور الجذوع ونشذر الذوعر‪ ،‬إنذه اإلتطذاعل لو التسذ ة الذوي يمارسذه‬
‫لاالب اةرا الوي يستعبد الفمح وية ر ‪.‬‬
‫وإذا يان يوسف إدريس تد يتب عن الريف ةد يتب عن لغ باف ساالةف ل ا جوورها وإن سكن ل المدن وهو‬
‫إن عالج مشك ف ل المدينف م بد لن مس الااة اة راد وجوورهز الةديمف ةنه يرى لن لبناء الريف هز غالباف‬
‫المجتمع ولن التةالاد الشعباف والطةوس المدناف لو التل نهن ا مدناف ل ا جوور ريفاف‪.‬‬
‫وانطمتا ً من ب المفاهاز يان اهتمام إدريس بذالريف‪ ،‬ذو ابذن بالتذه وابذن اةرا واللةذول ويعذرف جاذدا ً‬
‫نفساف الفمح وجوور التاريخاف وما لتمل نفسه من معاناة وللز وتبول بالواتع المريذر الذوي عاشذه والفذمح‬
‫المصري والعربل عموما ً تد ع ز عبر عصور ا ستغمل وا ذط اد ا تتصذادي والسااسذل المتوالذل لن‬
‫يص و بالجبريف ويةبل بالةضاء والةدر إذ يم ب إ لن يسصل معبود لطف تضاره‪.‬‬
‫لةد ز إدريس هو النفساف المة ورة ل فمح وعبر عن ب الشخصاف بكتابا ه متفةا ً ل ذلب مذع يشذو اج ع ذز‬
‫النفس التل رى لن ب الةاز المتوارثف شكل لثرا ً يباذرا ً ذل نفسذاف الفذمح بذل هذل صذنع شخصذاته و لذدد‬
‫س وي ا الاومل وتد رسز مستةب ا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وإذا يان هوا هو شصن الفمح الرجل الوي مسب بكل ب الموروثاج والعاداج ذإن المذرلة الريفاذف هذل ليسذر‬
‫مسكا ً منه بلكز يون ا (امرلةت وما عناه هو الك مف من المجتمع الريفل من مفاهاز اطلف وتاسذاف جع ذا‬
‫لتل شصنا ً من الرجل ومن ثز ل تلور من يل طوة ةدم ع ا ا لو ي مف صذدر عن ذا‪ ،‬الذف ولن المجتمذع‬
‫الريفل لغار وسريان اة بار اه سريع وإذا يان الخبر عن امرلة ضاعف اةمر ويبر‪ ..‬لكن هوا يمنع ذا‬
‫من م شاريف الرجل لعماله الاوماف‪ ،‬بل نستطاع لن نةول لن المرلة الريفاذف وتفذ موتذف الرجذل نفسذه ذمل‬
‫عم ا ل اللةل والئراعف وجنل الملصول‪ ،‬الكل متعاون إلدارة شؤون اللااة‪ ،‬وهوا العمذل الشذاق يضذاف‬
‫إل عم ا اةساس ل المنئل‪.‬‬
‫و ص ل معالجف يوسف إدريس لواتع الريف ومشاي ه من مل رؤيف عماةف ومتجددة ومتصثرة بالتااراج الفكريف‬
‫واةدباف التل يان ن ل مذن الفكذر الذواتعل ا شذترايل بكونذه اذارا ً جديذدا ً ذل الروايذف العرباذف ذل مط ذع‬
‫الخمساناج والكا ب نفسه يعد من الكتاب المصريان الوين بر وا من بان طبةف الشذباب الاسذاريان المتط عذان‬
‫إل مستةبل جديد بشر به يتابا ز و لاول هدم الةديز لبناء ما هو جديد ع لنةا ه‪.‬‬
‫وبالرغز من لن إدريس ينفل انتماء ةي اار معان الاث يةذولل لنذا ذد المذدارس والتاذاراج وا جاهذاج‬
‫اةدباف والفناف‪ ..‬لعمالل ي ا نط من رؤيف ملددة‪ ،‬من سفف معانف لنهر إلا ا من وايا معانف وهل جديذد‬
‫لبدي وعدم وتف إ لننا ن ل صثر بت ب التااراج ل عر ذه ل معانذاة ا جتماعاذف وا تتصذاديف ل فمالذان‬
‫وبالروح ا شتراياف وذلب ل روايف (اللرامت الصادرة عام (‪1959‬ت‪ ،‬ةد ناول طبةف مة ورة شتغل باةجرة‬
‫دع (عمال التراالالت ول و نموذجا ً من ا و ابع لريا ا ومعانا ا‪ ،‬وبالرغز مذن لن الكا ذب تذد م ذد يساذرا ً‬
‫تبل ا ور الشخصاف الرراسف ل النصف السانل من الروايف إ لن ا يان مارس الضذورا ً فاذا ً ذل لريذب‬
‫اةالدا ويان جل اللد يدور الول ا وبسذبب ا‪ ،‬وتذد ريذئ الكا ذب ج ذود ذل إا ذار الشخصذااج السانويذف‬
‫لدورها ال كبار ل شابب اةالدا بلاث يجعل الةارئ يعةد مةارنف باذن ز وبذان الشخصذاف الرراسذف ويكتشذف‬
‫بنفسه موتع الخ ل الوي للاب ب الةريف ودور الشخصاف الرراسف ل يشف الكسار من اةسرار والخفايا التل‬
‫يان مطمورة‪.‬‬
‫الشخصية النسوية الرئيسة‪:‬‬
‫ل روايف (اللرامت يم د يوسف إدريس يساذرا ً له ذور الشخصـية الرئيسـة (عزيـزة) مذن ذمل استعرا ذه‬
‫لجماع الشخصااج السانويف ويعطانا كرة وا لف عن صر اج ب الشخصااج ويصنذه يةذول ل ةذارئ نصذف‬
‫اللةاةف لاجع ه ذل ن ايذف الروايذف يكتشذف بنفسذه النصذف اخ ذر و(عئيذئةت هذل الجاناذف التذل سذتر ع ا ذا‬
‫لللاب ا و تكشف لنا دريجاا ً بعد استعراا بطلء لألالدا است ب نصف الروايف‪ ،‬وجعل الةارئ يشب ذل‬
‫يل الشخصااج التل طالع ا وهذو بانتهذار لن يفذتح لذذه المؤلذف نا ذوة اللةاةذف لاطذل ع ذ الجوانذب الخفاذف‪.‬‬
‫الةارئ منو البدايف عرف لن هناك جريمف تتل تد الدث لطفل الذديث الذو دة ايتشذفه لذد ف لالذد اةشذخاص‬
‫(عبد المط بت ةد يان يستلز لباالا ً ل إالدى الترع وهو يستعد لصمة الصبح وبعد صديته ل فريضف ومشذاه‬
‫بان اللةول و صم ه ل ا وجئ عبد المط ب بجسز لباض غريب يرتد ع جانب من الجسر‪ .‬رح عبد المط ب‬
‫و يكل الناس ما يكاد يرى ع اةرا شالا ً يخت ف لونه عن لون اةرا إ ويعتةد لنه عسذر ع ذ لةاذف ‪.‬‬
‫إ لن ب ال ةاف لز كن سوى جنان مخنوق الااة اه‪ ،‬وإدريس ب وا المش د تد جر الموتف ل ذلب الصباح‬
‫ال ادئ لاشد الةارئ ثز ريه وانسلب ب دوء لاجع ه يبلث بنفسه من مل شخصذااج الروايذف عذن الةا ذل لو‬
‫الةا ف‪ ،‬وبدل الكا ب بتلريب اةالدا و صعادها من مل استعرا ه ل شخصااج السانويف بطريةف سرديف بما‬
‫يشبه الرواياج البولاساف‪ ،‬وتد عبر عن تسوة المجتمع جا لبناره إذ لز كن جريمف الةتل هل عةذدة الروايذف لو‬
‫هد ا الرراس إنما هل الواسطف ل يشف ناتضاج بعض طبةاج مجتمع الريف وما ينوء بذه مذن ةذر وا ذز‬
‫من ب الطبةاج المستغ ف‪ ،‬وبنفس الوت إلةاء الضوء ع لسباب الجريمف التل ار كبت ذا (عئيذئةت والذدوا ع‬
‫التل لجبر ا ع عل شلء لز كن تصور نفس ا يوما ً إن ا ستفع ه‪ ،‬ولو لن الروايف هد إل العسذور ع ذ‬

‫‪2‬‬
‫اةم التل ار كب هوا اإلثز ثز و عته و نةته والسب لما رج عن إطار الروايف البولاساف المساذرة التذل‬
‫تامف ل ا نااً‪ .‬غار لن يوسف إدريس استطاع لن يمضل باللاد إل لبعد من ذلب الان جع ه منط ةذا ً لاصذور‬
‫البؤس اإلنسانل واةشخاص الذوين يعاشذون ذل الةريذف ونفسذاا ز ذل مذدها وجئرهذا والخ فاذف ا جتماعاذف‬
‫الواسعف الةارمف التل يتلريون ا ا بصدق ودتف‪. ..‬‬
‫وتد لا ر الكا ب شخصاف عئيئة إنسانف سويف طباعاف مسل لي تاة عاش طفولت ا وشباب ا ل ينف مجتمع ا‬
‫وله ا يان ذاج يوم بنتا ً ال وة ذاج لهداب وشعر ون ود‪ ،‬ضع الكلل و طةط بالشبشب إذا سذارج‪ ..‬إلذ‬
‫لن وجوها إل عبد هللا وليضا ً يان ل ا لا ف النف‪ ...‬ولباالاف لز ستمر إ لباالا ً واالدا ً والصذباح الذوي ي اذه‬
‫يان ل الغاة صورة (عئيئةت لورة واتعاف لفمالف مصريف بشك ا و صر ا ا وبراء ا عان من الفةر‬
‫والعو ما عان و ادها البؤس عند مرا وج ا‪ ،‬وإدريس بت ذب الصذورة التذل تذدم ا يعذالج المشذك ف مذن‬
‫مل بالف ال شخصاف وتد للبل عبارة اةدب النابع من البالف عبارة مست كف معن ل ا من يسذرة الترديذد‬
‫والتكرار ولكننا عندما نةول ا عن يوسف إدريس نجذدها كتسذب ع ذ الفذور معنذ للذامً دتاةذاً‪ ،‬إن يوسذف‬
‫إدريس لاس لول من يتب عن الفمالان‪ ..‬ولاس لول من يتب عن الةريف ولكن تامتذه اللةاةاذف هذو لنذه عنذدما‬
‫يتب الةريف ت ب ربت ا وعرف باطن ا تبل ااهرها خرج ل لدبه تريف مصريف لوا يتب إدريس عن الةريف‬
‫بواتعاف لمل الطابع المل ل‪ .‬لز يستخدم الةوالب الجاهئة لو صثر بصس وب يا ب آ ر‪ ،‬لوا يان يتابا ه عفويذف‬
‫جع ته يعطل لورا ً و غرا اف وينةل ب الصورة يما هل بكل جرلة ولمانف‪.‬‬
‫إن معاناة (عئيئةت عبار عذن واتذع اجتمذاعل واتتصذادي عذن واتذع ذردي ويوسذف إدريذس ليسذر وعاذا ً‬
‫وواتعاف الان خ ص رويدا ً من ضخاز ا نفعذال وإعطذاء لذورة ليبذر مذن الجم ذا‪ ،‬ةذد اعتنذ بالجئراذاج‬
‫الصغارة ويان بلسا ً ممسمً لضذمار المجتمذع الذوي ينذادي بذالتغاار و كذاد ذت خص الخطذوط العامذف ذل لدبذه‬
‫الروارل بخطان لساساانل العنايف المفرطف بالفلاج الكادالف مذن الشذعب والتصياذد ع ذ لن لذفاج الخاذر هذل‬
‫السمف اةول ل الجنس البشري عامف وإن وارج لالاانا ً ل ريام مخ فاج المجتمع وتد آن اةوان لاكتشذف‬
‫إدريس ما يعتمل به لدر ‪ ،‬بعد ثورة ‪ 23‬مو ل مصر انفتلذ اةجذواء و و ذل الرؤيذف لذدى اةدبذاء‬
‫لاكتبوا بصدق وجرلة بعادا ً عن لي مراوغف لو سويف بعد لن الص وا ع ذ مةذدار مذن اللريذف ذل التعباذر‪،‬‬
‫وعندما عم السورة ع نماف الوعل الوطنل والسااسل لأل ذراد يذان هذوا إيذوانا ً بفذتح آ ذاق جديذدة لألدبذاء‬
‫والمبدعان يل يةولوا ي مت ز من مل الصلف والمجمج التل لنشص ا السورة‪.‬‬
‫ويان ا هتمام بواتع الريف ومشذاي ه يباذراً‪ ،‬وتذد عذالج يوسذف إدريذس مو ذوعا ً جديذدا ً مسذل إ ذرا ا ً ل فةذر‬
‫والجوع هز عمال التراالال لو ما يسمون ز بذ (الغرابوةت ذب الطبةذف المطلونذف اجتماعاذا ً واتتصذاديا ً التذل‬
‫ضطر ل ترالال وراء لةمف العاش اريان منا ل ز ولطفال ز ويعم ون بصبخس اةثمان ويتلم ون من اله ذز مذا‬
‫يجع ز ينوءون وير خون ةللاب العمل‪ ،‬ويصف ز الكا ب بةولهل ‪ ...‬والغرابوة لاسوا من تاطنل التفتذاش‬
‫و يمكن ةالد لن يتصور لن ز من تاطنل التفتاش إذ لاسوا هز ليسر الناس ةرا ً ل بمدهز الوي يذد ع ز الفةذر‬
‫إل ال جوء إل العمل ل التفا اش البعادة و رك دورهز وتذراهز سذعاا ً وراء يوماذف تعذدى الةذرو الة ا ذف‬
‫للاسوا هز ذوي اةسمال البالاف‪ ،‬والرارلف الغريبف والخ ةف الكري ف‪. ..‬‬
‫ليف لورة تا مف ل غرابوة ب الفلف التذل نتمذل إلا ذا (عئيذئةت الشخصذاف الرراسذف ذل الروايذف‪ ،‬التذل عمذل‬
‫و لاول و ار تاج العاش ةطفال ز‪ ،‬ويمعن إدريس ل إعطارنا الدلال ع بؤس ز عندما يةذارن باذن ز وبذان‬
‫سكان لهل التفتاش و يضع المتضاداج سويف لتو اح الصورة‪ ،‬بعد لن يعر نا بالغرابوة يس ة الضوء ع‬
‫لهل التفتاش لائداد الغرابوة نكرا ةاطنو التفتاش ي ز مئارعون ملترمون لكل من ز باتذه ولو د وب ارمذه‬
‫وج بابه النهاف الجديد الوي ير ديه بعد انت اء العمل لاس ر به ل الة وة‪ ..‬وهز جماعا ً مع ز نةود ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ل ب اةجواء الةاساف يان عاش (عئيئةت و عمل لتكتسب تو ا وتوج لطفال ا و وج ا المريض ومصسا ه‬
‫اإلنساناف ولاس بط ا الةدرة يما نرى ل المصساة الاوناناف‪ ،‬ولكن بط ا اةيبر هذو المجتمذع‪ ،‬وهذو المجتمذع‬
‫الةديز الفاسد الوي يمذنح ل نذاس العذمح والعمذل والتع ذاز و يتذرك لمذام ز إ رلذف واالذدة هذل المصسذاة‬
‫والكارثف‪ ،‬ويوسف إدريس لز ي تف ل تصصه لبذدا ً إلذ المصسذاة التذل يصذنع ا الةذدر بذل يسبذ عاناذه ع ذ‬
‫المصساة ا جتماعاف والدها ‪.‬‬
‫ا هتمام الوي يولاذه منصذب ةذة ع ذ المشذايل ا جتماعاذف والعنايذف بذالموتف دون شخصذاف البطذل ذل‬
‫الروايف ‪ ،‬وتد عالج إدريس طالف (عئيئةت التل ار كبت ا رغما ً عن ا‪ ،‬ةذد هاذص ل ذا يذل اةجذواء والهذروف‬
‫ولعطاها لدق التفالال والمسوغاج ر كاب ا جريمتل اللمل السفاح والةتل‪ ،‬وتال لنا بصذراالف لن ذا ذلاف‬
‫ارو ا الةاساف ز تلمل الفضالف –ةن ا امرلة سويف‪ -‬وهل امرلة الباها هللا بالوداعف واةمومف كاذف ةتذل‬
‫ولادها‪ ،‬وهل ستمر ب الفع ف دون لي رد عل من ا‪ ،‬الشر لز يكن يوما ً ل دا ا‪ ،‬ولز يكذن يومذا ً بذدا ل لي‬
‫رد لو إنسان‪ ..‬الشر ااهرة اجتماعاف لو ً وتبذل يذل شذلء يه ذر مذع ار بذاك العمتذاج اإلنسذاناف وانعذدام‬
‫الفرص الس امف لمام اة راد‪ .‬الشرف والفضا ف مسل المصيل والم بس ي ا لشااء تاح لذبعض النذاس و تذاح‬
‫لآل رين‪ ،‬لاس السب طباعف اة راد وإنما السب اروف اة راد ‪.‬‬
‫ويعرا إدريس (عةدةت الروايف ولب المو وع‪ ،‬ةد اشتد مرا وج ا وط ب من ا ل لالذد اةيذام وبد لذف‬
‫المريض لن ص اه بذ (البف بطاطات ويصن ا اةمناف اة ارة لذه ل الاا ه‪ ،‬وما يان الئوجف الو اذف لتذر ض لذذه‬
‫ط با ً ولز يكن ل الب د‪ -‬بطاطف‪ .‬يان هناك مئرعف بطاطف ل دان (تمرينت ولكن ا جمع من مذن وباعذ‬
‫ولر ا اص ل ورة ولكن ط ب عبذد هللا عئيذئ‪ ،‬وع ا ذا لن لذاول ‪ ،‬والم ذ عئيذئة ذصس وج ذا الصذدرف‬
‫و وج لت ب اةرا ع ا عسر ع تطعف بطاطف غفل عن ا الالدها‪ ،‬والفرج ل اةرا عذدة الفذر ولذز‬
‫كن دري لن ا الفرج تبرها بادها‪ ،‬وبانما هل عمل و ث وتد شمرج ثوب ا اةسود وربطته الول وسذط ا‬
‫يما يفعل الرجل‪ ،‬رلج اا ً ثز سمع لو ا ً يةولل ‪-‬بتعم ل إيه يا ب ؟ والت تبل لن ر ع رلسذ ا يانذ تذد‬
‫عر لن لاالب الصوج هو ملمد بن تمرين‪ ،‬ور ع عئيئة رلس ا وعدل ا رهذا وتالذ لذذه اللكايذف‪،‬‬
‫ورجته لن يسمح ل ا بمعاودة البلث‪ ..‬ويبدو لن ا لعب ع ملمد ز يوا ع معاودة اللفر ةة‪ ،‬ولكنذه‬
‫يان ش ما ً ةال ل ال ‪-‬عنب انتل ‪.‬‬
‫ومن هنا بدج نةطف عف المرلة لوال ب ا المؤلف من مل لس وب ولفه لطباعف نهرا ا ل رجل‪ ،‬ا هذل‬
‫عف ا وتسوة اللااة ع ا ذا ولكذن للاسذ هذل إنسذانف ولكذل إنسذان للهذاج‬ ‫(عئيئةت لاول لن تغ ب ع‬
‫عف ويبوة إن ا لز كن لاا الااة طباعاف يما لاا النساء و لم الكساذر مذن الميسذل و وج ذا مذريض‬
‫شفاء له‪ ،‬ولطفال ا يتضورون جوعاً‪ ،‬لما آن ل وا الجسد لن يةوى ول وا العةل لن يستكان ومع يل ب النذوا ع‬
‫ةد بةا مخ صف لئوج ا إذ مجال ل عواطف اإلنساناف ل تاموس ا‪ ،‬لةد جردها الفةر من يل شلء والشذلء‬
‫المؤيد لن ا الاول لن بعد يل اطر يان ينادي ا‪ ،‬لكن للهف الضعف بد لن ذص ‪ ،‬كانذ الن ايذف‪ ،‬ويم ذد‬
‫الكا ب للصول ا عتداء الجنسل ع عئيئة يسارا ً بلاث يشعر الةارئ بصن ا عتداء جاء رغما ً عن ا ولكن ذا‬
‫لز ةاومه ولز فعل شالاً‪ ،‬و و ع ج بابه‪ ،‬ول و من ا الفصس و ف بعان بارة ثز انتة مكانا ً ما لبذث لن راح‬
‫ين ال بالفصس ع اه‪ ،‬وعئيئة تد ج س غار بعاد رتبه‪ ،‬و ةارن بان الفرها والفر ‪ ،‬هو الرجذل الذوي يذويرها‬
‫بعبد هللا الان يان يعمل و صبح ب العضمج البار ة ل بطن ساته و تكور ب العضمج اة رى ل بطن‬
‫ذراعه وي ث لاس ل ث المتعب‪ ،‬ولكنه ل ث الرجال الان يعمل ل ث منتهز توي وتور‪.‬‬
‫إن يل عبارة وي مف ل كا ب هنا والل بصبعد من معناها‪ ،‬ل مجموعف رمو وإيلاءاج‪ ،‬اللفر ذل اةرا‪.‬‬
‫وتوة الرجل وساطر ه ع الفصس و كور عضذم ه و لكمذه بذاةرا مةابذل ذعف عئيذئة ومةارنذف تو ذه‬
‫و عف ا ي ا لور ذاج د ج ل رى‪ ،‬إن الكا ب يةول لنا لراالف لن عئيئة بمراتبت ا ل رجل تد رسم‬
‫ل مخا ت ا لورة الرجل الةوي الفلل لو لن ا كرج بالجنس‪ ،‬وربما عةدج مةارنف بانه وبان وج ا المةعذد‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫لكن ا امرلة مخ صف و اف ولن سمح لنداء غريئ ا لن ستغرت ا‪ ،‬ةد استبعدج هوا ال اجس الشاطانل بسذرعف‬
‫ولز فكر بار كاب الخطالف وعادج لوعا ا وواتع ا ورم بصالمم الاةهف بعادا ً عن مخا ت ا‪ ،‬لكن الكا ب يعاود‬
‫الكرة ع ا ال بة ملمد بطتان متوالاتل ثز تال ل ا وهو يبتسزل وي يا ستل‪ ،‬وناول ا جور بطاطا لذغارا ً‬
‫رال به يال ةاف ويادج ز بالوتوف والوهاب جريا ً إل عبد هللا بما الص ع اذه ولكنذه تذالل ل ذال اسذتنل‪،‬‬
‫وبعد بطاج ت ا ف ل رى ناول ا البف بطاطا ذه لضخامت ا ز كن جوراً‪ ،‬يان البف الةاةاف ل الجز تبضف‬
‫الاد لو ئيد‪.‬‬
‫وب وا المش د يعطانا الكا ب الدلال الةوي ع لن ما كرج به تبل ت ال يان اا ً ةة لز ستطع لن بعد عن‬
‫مخا ت ا و كرها‪ ،‬ولكن ا اسذتطاع لن منعذه مذن التلةذ ذل تذد آمنذ بةذدر ا ولرادج الرجذوع بسذرعف‬
‫لئوج ا ولطفال ا‪ .‬لكن مع شكرها ودعوا ا (لملمد بن تمرينت ورجوع ا ل خ ف لز نتبه ل لفذرة التذل يانذ‬
‫ف ا‪ ،‬الف وإن الشمس تد لوشك ع الغروب والرؤيف غار وا لف‪ ،‬وهل مر بكذف‪ .‬مت فذف ل عذودة يذل‬
‫ب الصور والد رل رسم ا الكا ب بدتف وهاص اةجواء ل لهف الضعف التل ستنتاب عئيئة ةد وجل بنفس ا‬
‫سةة مرة واالدة‪ ،‬نصف ا ل اللفرة ونصف ا ع اةرا‪ ..‬ما يادج لاول لن ةوم الت يذان (ملمذدت إلذ‬
‫جوارها ل اللفرة يساعدها‪ ،‬مرة واالدة وجدج نفس ا ل الضنه وتد لطب ع ا ا بوراعاه لاذد ع ا وهذل وإن‬
‫يان تد ار عش الان لالس بنفس ا ل الضن رجل غريب إ لن هوا الرجل الغريب لز يكذن سذوى (ملمذد‬
‫الكشرت الوي يتسرب إلاه الشب‪ ،‬ولكن الشب بدل يتسرب عمً إلا ا الاث لز ير ع ذا ملمذد ولذز يذدع ا ر ذع‬
‫ولكن ا يان رى لن نضال ا ارذدة منذه‪ ،‬بذل‬ ‫نفس ا‪ ..‬روع لو ً ولكن ا استجمع نفس ا ود عته ونا‬
‫لاس دري ع وجه الدتذف سذر هذوا ا ن اذار الذوي للذاب ا الاذث للذبل ذل الضذنه ريذد لن ةذوم و‬
‫ستطاع‪ ..‬ستما ولكن ا يارسف‪ -‬الت ممبس ا التل لتكز ع غارها مئت ا‪ ،‬يل ما الد لن ذا ا ذ ذلن‬
‫موهولف مرعوبف الت تام‪ ،‬وشتمته‪ ،‬ولكن ماذا فاد الشتارز‪ ،‬لز يةل هو الر اً‪ ،‬ةد ال ينهر هنا وهنذاك‪ .‬الغذاة‬
‫ال ماما ً والب ارز والناس روح من بعاد‪ ،‬وعذاد إلا ذا‪ ،‬وهذو المذرة يذان يمكذن لن ةذوم و جذري و ضذربه‬
‫بالفصس إن ا طرج‪ ،‬ولكن ا لز فعل‪ ..‬سكت ‪ ..‬وا ذلن لنذان المه ذوم الذوي يخ ذل نفسذه مذن مسذؤولاف‬
‫ا مه ‪.‬‬
‫هل إذن للهف عف استغ ا الجانل وساعد ه هل ليضا ً و عترف بولب‪ ،‬ولكنل لز لر ض ا عنل هللا ل يل‬
‫يتاب لنئل ةنل لز لر ض‪ ،‬ضرب رلس ا ل اللارة و ةولل ين عار ف لنه الرام وعاذب‪ ،‬لذز ةاوماذه يمذا‬
‫يجب‪ .‬لز صر ل و ب الفضالف‪. ..‬‬
‫ويل لنا لن نتساءلل ما سر هوا ا ن اار الوي للاب عئيئة جصة؟! ولماذا لعط نفس ا بالرغز مذن عفت ذا؟‬
‫بذد لن‬ ‫واإلجابف ستكو ن من مضمون العمل نفسه اإلنسان م ما لمل من اروف لذعبف والرمذان ويبذ‬
‫يمر ب لهف عف ووهن‪ ،‬بل يلاول لن يكسر الةاود‪ ،‬و ريابف معةدة لمذل الخاذر والشذر و تصذارع ذل‬
‫نفسه يل النوا ع والغرارئ‪ ،‬ويبة س ويه ملددا ً بإطار كوينه ونشوره‪ ،‬و لاس آلذف لذماء‪ ،‬هذو مذئيج مذن‬
‫عواطف ولالاساس و لمل ما لمل من ناتضاج و بد لن لد عند (السةطفت‪ ،‬ومن المؤيد لن الجانل تد‬
‫عرف بهرو ا و من تريت ا وهو لاالب النفوذ‪ ،‬ز كن ش امف منه الان ساعدها ةنه تد ل و الذسمن غالاذا ً‬
‫من ا‪.‬‬
‫إن صر اج ب المرلة وس وي ا جعل الةارئ يشب ولو ل لهف واالدة لن ا تد ع ذ اللذرام بإراد ذا‪ ،‬وإذا‬
‫يان الجانل تد مسل جانب الةوة واله ز إنه و ل الوت نفسه مسل إدانف وا لف لمجتمعه الوي لز يكف جبرو ه‬
‫وثراء ‪ ،‬إنما اغتال شرف الفةراء‪ .‬مستغمً عف ز لو للهف عف ز‪ ،‬ومسل بذولب اعتذداء طبةذف مسذتغ ف ع ذ‬
‫طبةف مسلوتف بالرغز من ع ف الجانل و بعاد عن اللساب لو العةاب‪ ،‬ةة (عئيذئةت د عذ الذسمن والذدها‪،‬‬
‫نلن نعرف بعد ذلب مصار بل إن الكا ب يةدم لنا لي شلء عنه ويصنه لراد لن يةول لن المجتمذع والذد‬
‫يتلمل هوا‪ ،‬وما الجانل إ جئء منه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وع الرغز من لن ا نسا لو الاول لن نس ذلب اللاد واعتةدج لنه تد مر دون شعور لالد به‪ ،‬ةد يان‬
‫مشغولف بئوج ا ولطفال ا و ةرها‪ ،‬لم عارها وسكت و ا ً من الفضالف‪ .‬ولكن إرادة هللا يان لتوى من ا‬
‫ةد الم سفاالا ً من ذلب الشخص‪ ،‬كاف تصرف والكل يعذرف لن وج ذا مذريض و يسذتطاع ا تتذراب‬
‫من ا وعبد هللا نفسه يعرف ذلب ماذا ساةول ل ناس لو عرف‪ ..‬هو لن يةت ا و عاجئ عن تت ا‪ ،‬والناس لذن‬
‫يةت وهذذذا ذذذز يسذذذتطاعون تت ذذذا‪ ،‬ولكذذذن الةتذذذل لهذذذون مذذذن لن يعذذذرف عبذذذد هللا ويعذذذرف النذذذاس ‪.‬‬

‫وق بطن ا والةفئ مذن السذطح‪ ،‬ولكنذه يذان‬ ‫لةد ع يل شلء إلسةاط الم ا لعواد الم و اف وإدارة الرال‬
‫ابن الرام عمً ز يئالئاله يل هوا ‪.‬‬
‫إذن بد من ط ار (عئيئةت من رجس ا واةيام والدها ستةرر مصار والان تررج الرالال مع لبناء تريت ا‬
‫إل لالد التفا اش ل عمل‪ ،‬لز فكر بنفس ا لو الم ا‪ ،‬يان يل هم ا و ار توج العاش ةسر ا‪ ،‬وغذادرج لرا‬
‫الفةر والع ل ةرا ثاناف ع ا جد شالا ً آ ر لو جد المً ل ا‪ ،‬ولكن بعد لش ر ت ا ف جاءهذا المخذاا ولالسذ‬
‫ببوادر الط ببطن ا‪ ،‬ويان ع ا ا لن وهب بعادا ً لتخفل ما لم ه بطن ا‪ ،‬ويتكذرر المشذ د مذرة ل ذرى الاذث‬
‫ي ائ الكا ب اةجواء مرة ثاناف ويصعد من اللالف النفساف السالف التل يانذ عانا ذا و شذعر ب ذا الذان جاءهذا‬
‫المخاا‪ ،‬وللهف تتل ولادها ل لز كن بلالف طباعاف ولز كن لبدا ً ةصد تت ه‪ ،‬هل ل الارة من لمرها‪ ،‬ماذا‬
‫فعل‪ ،‬ةد بدا فكارها معطمً و دري ياف ستتصرف‪ ،‬بعد الو دة لز كن تد ج ئج نفس ا ل وا الوتذ يذل‬
‫ما يان ع ا ا لن تخ ص من هوا الورم الخباث الوي ل ناها طويمً ولتتريه بعد هوا‪ ،‬ولالد ما يلذد وهذا‬
‫هو ذا الورم بعدما خ ص منه يصرخ وي دد بالفضالف الكبرى‪ ،‬لز كن هل التل تصرف‪ ،‬لز كن هل التذل‬
‫فكر بالمرة يان ويصنما ذراعاها هل التل تلذرك و جذوب الر ذاع إلا ذا مذن‬ ‫فكر‪ ،‬هل ل الواتع يان‬
‫ةاء نفس ا‪ ،‬ولكن يل هوا لز يستمر سوى للهف بعدها لرخ الطفل وار ذدج يذدها بسذرعف ع ذ الفذز ةف ذه‪،‬‬
‫والاول الفتلف الصغارة لن تم ص من اةلابع المو وعف الول ا ا دادج غة اةلابع و ا لن ر ع‬
‫يدها اعود إل الصراخ‪ ،‬وهكوا بةا يدها‪ ..‬ومرة واالدة ل ات عئيذئة لنفسذ ا‪ ،‬وجذدج يذدها ماتذف ع ذ ذز‬
‫الطفل‪ ،‬وجدج الطفل سايتا ً ساينا ً الراك به‪ ،‬وهتف ل لوج مبلوح ارف مر عشل يال وي‪. ..‬‬
‫إن الكا ب يبرر ع ت ا‪ ،‬لكن هوا يعفا ا من اإلثز‪ ،‬ةد للابت ا ال ستاريا ولرادج إسكا ه لكذن ياذف سذاكون‬
‫الذذذذال الطفذذذذل الولاذذذذد التذذذذ وإن كذذذذرج لن ذذذذا سذذذذتتريه ذذذذل العذذذذراء والذذذذد ‪ ،‬هذذذذل سذذذذاعاش‪.‬‬
‫إن سوء صرف (عئيئةت هو الوي لول ا لما هو ع اه وتد كا ف اروف عديدة ون ايف طف ا الولاد‪.‬‬
‫وعندما نمضل ل ل ال طالف عئيئة سانت ل شعورنا با التةار لو الكراهاف نلوهذا‪ ،‬ونصذب نهر نذا ذب‬
‫ع لسباب المصساة الكامنف ل الهروف ا جتماعاف والفةر والتشرد‪ ،‬هل اةسباب التل جع عئيذئة ريسذف‬
‫س ف لمغتصاب‪ ..‬إن الخطالف هنا لشبه بالمرا الوي يصاب اإلنسان بسبب سوء التغويذف‪ ،‬مجذال ل سذخة‬
‫ع المريض إذ ذنب له‪ ،‬لكن السخة سذاكون ع ذ ت ذف الغذواءوع مذن الذرم عئيذئة مذن لن لاذا الاذاة‬
‫طباعاف‪ ،‬الخطالف هنا مكتسبف ولاس لل اف ل ب المرلة ويان ن ايت ا هل الذسمن الذوي د عتذه لغسذل ذب‬
‫الخطالف‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الشخصيات النسوية الثانوية‪:‬‬
‫جاءج شخصااج يوسف إدريس السانويف النسويف بشكل مدروس ولاس ملشورة الشذراً‪ ،‬ةذد واف ذا الكا ذب‬
‫ع نلو يتواءم ومخططه الفكري لكشف ما يعتمل ل واتع الريف المصري مذن ناتضذاج اجتماعاذف ومذن‬
‫س بااج تع بممارسذاج وسذ ويااج فاذف لشذرارح وطبةذاج مذن هذوا الواتذع‪ ،‬وجذاءج لغ باذف الشخصذااج‬
‫النسويف لتؤيد التناتض الوا ح ل دا ا‪ ،‬و عمد الكا ب إا ارها ب و الس باف لاةارن س وي ا مذع شخصذاته‬
‫الرراسف (عئيئةت‪ ،‬بل ولادين ب الشخصااج بما ار كبته من آثام وشرور‪ ،‬ةد يان واتعف ا عتداء ع ب‬
‫المرآة العامل اةول ل يشف المستور ةن إدريس تد د ل عالمه واستكنه فاياهز‪ ،‬كانذ ذب الشخصذااج‬
‫المرلة التل عكس لورة ب الةريف بكل و وح ودون ر و ‪ ،‬ول ال جماع اةتنعذف عذن الوجذو ‪ ،‬ه ذر‬
‫الصدل الدا ل ل ا‪ ،‬وانتئع عن ا ثوب البراءة‪.‬‬
‫ويستعرا الكا ب ومنو بدايف العمل جماع ب الشخصااج ل إطار مرسوم بعنايف ارةف‪ ،‬من مل بلسه عن‬
‫الجاناف يعسر ع لشااء يسارة لز كن هد ه لكن ا بكل صياد يان لشد الراما ً من الرام (عئيئةت‪ ،‬جاء الكشف‬
‫ع و لدوارها المرسومف من مسار الروايف اللديث‪ ،‬بل عمد لن يسار الةارئ ويجع ه يئرع شكويه ل‬
‫يل واالدة من ن‪ ،‬ما لن يةع بصر ع واالدة ويهن لن ا هل الفاع ف لإلثز الت نجد يلول بصر إل ل رى‬
‫يشف ا لذه الكا ب‪ .‬إذ يوالل ل ةارئ من مل صر اج وس ويااج ذب الشخصذااج لنذه مذن الممكذن جذدا ً لن‬
‫كون إالداهن هل لم الطفل المخنوق‪ .‬ويبة الةذارئ متشذوتا ً ومتلفذئا ً لمعر ذف الجاناذف‪ ،‬وتذد لمذل المذصمور‬
‫( كري ل نديت مسؤولاف العسور ع الجاناف‪.‬‬
‫وتد ب ل وف سكان التفتاش من هوا اللد لشد الت لن الخفار (عبد المط بت لول شذاهد ع ذ الجريمذف تذد‬
‫امر هاجس غريب إ اء وجته ةد صور ةمر ما ليضا ً لن الجنان الوي يرا اخن هو ثمرة ل ا ف الما اف‬
‫التل تضاها مع وجته‪ ،‬ولد ه بعد لن غادرها لاستلز ل الترعف ويتط ر ثز للة به ل الطري ‪ .‬يان الخاطر‬
‫معن له ئوجف الخفار وبالرغز من عدم ا ورها و صثار ل ا ل لي الد يان لول امرلة بدج مت مذف‬
‫ل نهر وج ا ع نلو مسوغ لذه من الواتع‪ ،‬لو مسار اللد الروارل‪ ،‬ةد يان شب وج ا نذابع مذن‬
‫فكار غار منطةل‪ ،‬وإذا يان الةارئ تد استبعد ي اا ً ( وجذف عبذد المط ذبت‪ ،‬ذو ينتهذر مذن الكا ذب لن يمذد‬
‫بخاوط و فالال ل رى لا تدي إل اللةاةف‪ ،‬كان لس وب إدريس ل ولول إلا ا يةوم ع عرا لشخصااج‬
‫مسارة ل شب‪ ،‬وها هو يكشف عن لوراته ويطالعنا بالشخصااج النسويف السانويفل‬
‫أم لندة‬
‫ل بلسه عن الجاناف‪ ،‬استعرا ( كري ل نديت ببصر باوج التفتذاش ول ذو يتصم ذا وتذع بصذر ع ذ باذ‬
‫الباشكا ب (مسالف ل نديت وبالتلديد وتف عند وجته (السادة عفافذف ذ لم لنذدةت وهذو يشذب بكذل شذخص و‬
‫يستسنل لالدا ً ولكن ا يان ل يارة لئوجته ل اةسبوع الما ل ولذز كذن لبذدا ً الذاممً وعفافذف هذو المذرلة‬
‫متع مف مسةفف نشصج ل المدينف و ه ر ل الروايف ذياف وملتشذمف ولذاس هنذاك مذا يشذوب ا غاذر لن لذراعا ً‬
‫يدور بان ا وبان وجف المصمور كري ل ندي (لم لفوجت بسبب لن اة ارة يان جاه ف و ستطاع مجذاراة‬
‫عفافف بالكمم لو ال ااتف ول وا يان عن ا لمام الفمالان و لاول النال من ا‪.‬‬
‫وبالرغز من لن ا وجف و اف إ لن مسالف ل ندي وج ا بدل يشب ا ا بل عدى شكه وولل إل ابنته‪ ،‬بلكز‬
‫البالف الريفاف التل لاط ز والعاداج التل نبو لي عل مشان يريد (مسالف ل نديت لن ير اح وين ل اةمر ذو‬
‫صل إلاه‪ ،‬ويساور الشذب ذل وجتذه لكن ذا ر اةذف‬ ‫يمن يريد لن يطفئ النار التل شب بالةرب منه الت‬
‫عمر الو اف اةمانف وتد كون يولب‪ ،‬تد كون هل المتسترة ع ابنت ا‪ ،‬بذل ومذا لدرا لن ذا تسذتر ع ذ‬
‫نفس ا ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لندة‬
‫لما ابنت ما (لندةت الاول الكا ب إي ام الةارئ بصن ا هل الجاناف‪ ،‬ل تذاة جما ذف رتاةذف‪ ،‬ويشذاع عن ذا لن ل ذا‬
‫عمتف غراماف مع لالد الشبان (لالمد س طانت المعروف عنه ولعه بالفتااج وعبسه مع ن ويعئ هوا ا ام مذا‬
‫يعمل لدر لبا ا من شب إ اءها مبعسه و ه وعدم اطملنانه إل نهرة المجتمع لو الملاة الريفل الضا إل‬
‫ابنته المتع مف الجما ف واالتمال استغمل ا من تبل بعض من يمسل هوا الملاة‪ ،‬ويئداد شب والدها بعذد لن يع ذز‬
‫لن ا مريضف وربما يكون ذلب المرا نابعا ً لو نا جا ً عن المذل وو دة‪ ..‬البنذ تذد عذدج سذن الذئواح وهذل‬
‫ال وة ومو ورة الصلف و لاا ل راغ يبار‪ ،‬ومن الجارئ جدا ً لن يكون الشاطان تذد لغواهذا ‪ ،‬ومذع انكشذاف‬
‫اةمر ومعر ف الجاناف ار اح سكان التفتاش وليسرهز رالا ً يان (مسالف ل نديت إذ ال الخطر عن باته‪ ،‬ولكذن‬
‫لي طر هوا الوي ال‪ ،‬ةد وتع (لندة ت ل شباك لااد مذاهر (لالمذد سذ طانت بمسذاعدة إالذدى النسذاء (لم‬
‫إبراهازت التل م دج ل ا الطري باإلغواء وربما يان الكب الوي يانذ عاناذه رباذف اةب الصذارمف هذو مذا‬
‫د ع ا إل ا نلراف عن مسارها الخ ةل‪ .‬ةد ذهل اةب يوما ً با تفاء ابنته مذن المنذئل وجذن مسذالف ل نذدي‬
‫وهو يطوف البمد طو ً وعر ا ً ويبلث عن ا‪ ،‬و ال المفاجصة وانكشف السر الان عرف لن ا ذهب لتتئوح‬
‫من لالمد س طان ‪ ،‬والكا ب يخفل هد ه من ب الن ايف الان يجعذل هذرب لنذدة و واج ذا ذل غف ذف مذن لبا ذا‬
‫الصا ف معانا ا لنواهاه التربويف الصارمف‪ ،‬ومن ثز لدج إل الدو نتارج عكساف‪ ،‬بما لز يكن يتوتعه والدها‪.‬‬
‫أم صفوت‬
‫وجف المصمور ( كري ل نديت مالف غار متع مف يل هم ا باف ط باج وج ا وهل بلكز ربات ا عذدو لن‬
‫يكون هد ا اةول إدارة شؤون بات ا‪ ،‬ئوج ا يسمح ل ا بالخروح إ ما ندر‪ ،‬بذل ويضذا لذدر إذا ار‬
‫لالد‪ .‬الف بعد لن انتشرج اةتاويل الكسارة الول ال ةاة واةم الجاناف‪ ،‬ول وا ةد يان يجد اللرح البالل ي مذا‬
‫دعا وجته لئيارة با مسالف ل ندي لو جاءج عفافف ولو دها لئيار ز ‪ ،‬ويعبر يوسف إدريس عن نهرة‬
‫المجتمع الريفل ل مرلة الئوجف من مل موتف المصمور ( كري ل نديت الوي يرى ا ا شالا ً الا ً يجب لن‬
‫يط ع ع اه لالد و الت نساء غار ‪ ،‬اس ل ا الل ل مناتشف لي لمر اعتاادي متع بشؤون الةريف‪ ،‬كاف‬
‫بمو وع طار يمو وع ال ةاة‪ ،‬ضمً عن ذلب يريد لن يصدق وتوع اللادثف من التفتذاش‪ ،‬لكذن لمذر‬
‫ال ةاة شلء تد انكشف ل جماع واللذرام إذن موجذود لذدى النذاس لالاانذا ً يسذتطاعون إ فذاء ولكنذه لالاانذا ً‬
‫ي ئم ز وينتصر ع رغبت ز ل إ فاره يه ر متب ورا ً ل لةاة مسج ‪ ،‬و ل بطن منفوخ اللرام الذوي ينذ‬
‫سمع عنه يا كري ل ندي و صدته موجود و يمكن صور كري ل ندي بموتفه هوا من وجته لنه يدا ع‬
‫ويلا عن تاز ومبادئ عامف لو لنه يدا ع عن تاز المجتمع ي ه‪ ،‬بالرغز من جبرو ه وا مه ل غرابذوة الفةذراء‬
‫يتورع عن عل لي شلء ةجل مص لته‪ ،‬و بدو مسصلف الشرف نديف ويصن ا الف بئوجتذه لو لبنذاء طبةتذه‬
‫لسب ولن الرله ع تامف الشرف ينلصر مدا ب ن و يسري ع نساء الغرابوة‪ ،‬وإ بماذا يفسر عذدم‬
‫االترامه لنساء الغرابوة فل بلسه عن المرلة الجاناف يستعرا كري ل ندي نسذاء الغرابذوة جمذاع ن وي مذس‬
‫لجساده ن لاتصيد هل ع ا ا آثار المل لو و دة بل لنه يتردد ذل التلذر بصوللذب النسذوة‪ ،‬وبمضذل اةيذام‬
‫للبل نوا ع غريبف تلرك اه ي ما رلى بنتا ً لو امرلة من بناج الترالا ف‪ ،‬بل وجد نفسه ذاج مرة يمرح مع‬
‫واالدة من ن‪ ،‬ومرة ادع لنفسه ول ناس إنه يئغذد بنتذا ً ذل لذدرها لائجرهذا‪ ،‬وار طمذ يذد طبعذا ً بسذدي ا‪،‬‬
‫وروع ت امً الان وجد بكرا ً مكتنئا ً يالكرة‪ ،‬لما البن ةد دهش الان رلى وج ا يب ذ جذصة ويصنمذا سذلب‬
‫منه يل دمارذه‪ ..‬يذا للطذاف هللا لممكذن لن نسذاء الترالا ذف خجذل و غضذب هذل اة ذرى يبةاذف ذ هللا؟! ‪.‬‬

‫ويستشف الةارئ طباعف الموتف التس طل إ اء وجته ونساء الةريف من مل لس وب عام ه الصذارم مع ذن‪،‬‬
‫و بد ل ضغة المترايز لن يولد انفجاراً‪ ،‬تس ة المصمور والكب الوي يمارسه والوي عاناه وجته لدى إل لن‬
‫تصرف بما ي ا ب ا‪ ،‬ا هل لاول العبث مع (دماانت الرجل المعتو ل الةريف شةا الباشكا ب (مسالف‬

‫‪8‬‬
‫ل نديت لتفرح عن نفس ا‪ ،‬ةد استدعته يوما ً إل منئل ا لةراءة البخ يان يؤرت ا هو المشك ف التل طالما لرت‬
‫نساء الةريفل رى هل دماان اه ل نساء لم يص ح ل ن؟ يان هو المشك ف ي ما طذرج ل ذا اعتبر ذا عابذا ً‬
‫والراما ً يصح لن سمح لنفس ا بالخوا ا ا‪ ،‬ولكن ل ب الساعف دري هل نفسذ ا لمذاذا لذز عتبذر لن‬
‫التفكاذذر ا ذذا لذذز يعذذد الرام ذا ً لو عاب ذاً‪ ..‬يذذل مذذا ذذل اةمذذر لن ذذا ريذذد لن عذذرف‪ ،‬ذذل هذذوا يعذذد الرام ذاً؟‪.‬‬
‫ومع لن (لم لفوجت بلس ووجدج ل ا لعوارا ً واهاف لتوسال ع ت ا ل لاول لن بلذث عذن الجذانل الذوي‬
‫ار كب اللرام مع (عئيذئةت‪ ،‬وربمذا سذرب إلا ذا ذل (دماذانت وع ا ذا لو ً لن تصيذد هذل هذو إنسذان سذوي‬
‫ورجل‪ !!..‬وله ل النساء ما ل رجال؟ و ل هوا اةمر ارذد انل التصيذد مذن تدر ذه الجنسذاف!! واة ذرى إشذباع‬
‫ضول ا و بديد والد ا و الف لن ا الباسف البا ‪ ،‬لكن الكا ب ي مح إلذ المسذصلف الساناذف بت مالذاج ذياذف مذن‬
‫مل عبارا ه وللفااه يان الرغبف ستبد ب ا الت ول إل الدرجف التل لز عد ستطاع مع ا لبراً‪ ..‬هل‬
‫غريه و مضل ل إغراره إل ن ايف الشوط لترى إن يان ساستجاب؟ ‪..‬‬
‫إن ا تاار الكا ب (لم لفوجت الصرا ً ب المرلة الملالرة بةاود وج ا ستدراح (دماانت ع هذوا النلذو‬
‫يلتمل إيلاء إل شاوع الفساد وانتشار بالتفتاش وللاب رلس الةوم‪ ،‬فكري ل ندي يمسذل مذع وجتذه مكانذف‬
‫اجتماعاف عالاف ل الةريف‪ ،‬ويخفل الكا ب ما الذد مذن شذصن دماذان و وجذف المذصمور اريذا ً لمخا ذف الةذارئ‬
‫صور ما الد ل و ا‪ ،‬ةد لج سته ع الكنبف ل الجرة النوم رغمذا ً عنذه‪ ..‬وط بذ منذه لن يلسذب ل ذا‬
‫نجم ا‪ ..‬وشرع دماان ية ب يد ويب ل إلبعاه ويرسز ب ما ع ذ ا ذر يذد ويلسذب‪ ،‬ولذز كذد مضذل بضذع‬
‫دتار الت شاهد الناس دماان يند ع جاريا ً من با المصمور‪ ..‬وعبسذا ً الذاول الذبعض إيةا ذه لسذؤاله عذن سذبب‬
‫جريه ‪.‬‬
‫إن يوسف إدريس يناتش مسصلف اللريف التل خص المرلة والمجتمع معاً‪ ،‬الةاود الكساذرة تذد كذون ذمانف‬
‫يا اف ل لا ولف دون رق المرلة اللدود المسموح ب ا ل متااً‪ ،‬إن لز كن ب الةاود دا عا ً ل ا ع هذوا الخذرق‬
‫و لد النتارج العكساف من ورار ا‪ ،‬ل منع المرلة والرجل من اإل اان بكذل اة عذال التذل يرون ذا لطذز‬
‫ب اةغمل و ج ب الراالف ل ز‪ ،‬وإذا يان ( كري ل نديت تد منذع وجتذه مذن المشذاريف ذل الذرلي ولذادر‬
‫الريت ا و لز يستطع لن يمنل ا الراالف ل ز‪ ،‬وإذا يان ( كري ل نديت عندما عسف ذل رباذف ابنتذه‪ ،‬ذو لذز‬
‫يستطع منع ا من ال رب مع الباب ا و واج ا منه‪ ،‬و ل هوا يةول يوسف إدريس لن الكسار من الرجال خذاف ز‬
‫ي مف (اللريفت إذا ذيرج مةرونف بك مف (المرلةت ربما ةن ز يعتةدون لن الريف المذرلة عنذل لررهذا الجنسذل‬
‫وانفم ا لوا و يرى العكس للالا ً وإن ذب النهذرة اطلذف و بذد مذن العمذل ع ذ صذلال ا لريذف‬
‫المرلة عنل شر ا‪ ،‬ذلب لن المرلة اللرة يمكن لن عطل نفس ا بالمال لو الش رة‪ ..‬المرلة الرة متمتعف ليضا ً‬
‫بلريف ا تاار‪ ،‬ا تاار الئوح الوي ستتئوجه‪ ،‬واللباب الوي لبه‪ ،‬لما المرلة المغ وبف ع لمرهذا اللباسذف‬
‫ل با لبا ا لو وج ا ل التل عطل نفس ا ةي طارق‪ ،‬هل المغ وبف الةاةف ولاس اللرة هل المغ وبف ‪.‬‬
‫أم إبراهيم‬
‫وجف ةاه الةريف ومؤذن الجامع يان معر ت ذا بصالمذد سذ طان وطاذدة‪ ،‬إذ يانذ مذن لوارذل مذن عذرف مذن‬
‫النساء‪ ،‬الان جاء لول ما جاء إل التفتاش‪ ،‬ثز طورج ب (المعر فت إل نوع من الصداتف‪ ،‬طذب لذذه لالاانذا ً‬
‫و اديه بطب تشطف لالاانا ً ل رى‪ ،‬مع لن ا يان تد ةدج اةمذل اذه و ذل جذدد عمتت مذا يةذدم الكا ذب (لم‬
‫إبراهازت ب و الصورة ويصرح لنا منو البدايف بفسادها وسوء س وي ا بعذد لةار ذا بصالمذد سذ طان سذ ز ع ا ذا‬
‫وترل ا ل بطن ا يعاد ه ل اةيام الغابرة‪ ،‬وبعد عتاب طويل من ذا والجذج منذه تذالل عذايئك ذل الاجذف‪ ،‬ذ‬
‫لؤمر‪ ..‬ذ لندة‪ ..‬ل إذن ال ةف الولل بان العشاق و لاول م اد اةمور بان ما بعد لن يان هذل ذاج مذاا‬
‫آسن‪ ،‬ويصور لنا الكا ب الصورة المعايسف ل موتف نفسه‪ ،‬بانما هذل مذع لالمذد سذ طان ينذئل ع ا ذا لذوج‬
‫وج ا المؤذن ل صمة‪ ،‬ل ل واد و وج ا ل واد آ ر‪ ،‬لورة متناتضف مرلة يفترا ل ا لن كون تدوة‬
‫نساء التفتاش‪ ،‬واستدارج لم إبراهاز طةط بشبشب ا عاردة ويصن لذوج لبذل إبذراهاز تذد اجصهذا مت بسذف ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ل كارهذا (الةديمذفت عذن اةدب‬ ‫وتد نجل ل ارا ً ل إتناع (لنذدةت بذصن (لالمذد سذ طانت يلب ذا بعذد لن غسذ‬
‫واة مق‪ ،‬وتد لا رها الكا ب امرلة لعوبا ً ئين ل فتااج ا نلراف الخ ةل‪.‬‬
‫زكية‬
‫امرلة متس طف سالف الخ وهل وجف (ملبوبت ساعل البريد اةب ه لال الجسذز والعةذل والشخصذاف الذوي‬
‫يجعل الةراءة والكتابف‪ ،‬ويان الرجال الان يجدون شالا ً يفع ونه يكتفون ملبوبا ً ويلذاولون إجبذار ع ذ لن‬
‫يعترف ل ز ياف ينام مع ا وملبوب يستغاث والرجذال يضذلكون سذتغاثته واعترا ا ذه‪ ،‬ولغذرب شذلء لن‬
‫ياف يان عكس وج ا جاد الةراءة والكتابف الت لن ا الوالادة بان نساء التفتاش التل يان سذتطاع تذراءة‬
‫الجرنال‪، ..‬و ياف هو ستغفل وج ا ولماته ترسل طاباج الغرام مع وج ذا إلذ الباب ذا ذل ب ذدة ثاناذف‪،‬‬
‫يكتشف ملبوب اةمر لد ف بعد لن شب ل إالدى الرسارل شلء إل ل تال لل لن الخة دة ة مرا ب يذا ود‬
‫يا ملبوب‪ ..‬ويلاول يوسف إدريس مرة ل رى لن يذئرع الشذب ذل لذدر الةذارئ جذا ياذف‪ ،‬ذل امذرلة‬
‫مست ترة و توان عن عل لي شلء‪ .‬يما يعمد الكا ب إل يشف الةاةف التناتض دا ذل المجتمذع وبذاة ص‬
‫دا ل ( كري ل نديت‪ ،‬ةد شكا ملبوب اانذف ياذف ل مذصمور كذري ل نذدي لكونذه ل بذر شخصذاف ولذاالب‬
‫الك مف المسموعف إ لن اة ار لز يكتر لذه بل ياد يموج من الضلب ولز يكن الت يبول لي مج ود إل فذاء‬
‫لكه بل ليسر من هوا ي ما رلى (ملبوباًت منفعمً ومتصثرا ً داهمته رغبف ل الضلب ‪.‬‬
‫ومع لن ل و ع الئوجف المسذت ترة مذا يشذل بخاانت ذا لئوج ذا إ لن المذصمور ينهذر إلذ شذكوى ملبذوب‬
‫بسخريف شديدة بما يوالل بنهرة طبةاف متعالاف ستكسر ع الفةراء والبسطاء لمسال ملبوب لن يف مذوا معنذ‬
‫العار والعاب وربما اعتةدوا لن ذلب العاب يمس ز ةة دون غارهز‪.‬‬
‫نبوية‬
‫لول شخصاف نسويف يلوم الول ا الشب إل الذد ا ذام الذبعض ل ذا بصن ذا لم الطفذل المخنذوق‪ ،‬وهذل مذن نسذاء‬
‫التفتاش ويبدو لن ما ا ا مشكوك اه‪ ،‬ومن مل الوار رجال الةريف مع بعض ز البعض يكشذف لنذا الكا ذب‬
‫عن شخصاف نبويف‪ ،‬بعد ايتشاف لمر ال ةاة‪ ،‬يةول كري ل نديل وهللا يمكن الب نبويف ذ ةال لالح الخذوالل‬
‫وتد غار رليه ع الفورل وما يمكنشل لاه دي اجرة باض ولعابذف‪ ،‬وتذال اةسذطف ملمذدل دي بةال ذا عا بذف‬
‫مان‪ ،‬الد عارف يمكن لستغفر هللا العهاز‪ ،...‬وتال عبد المط ب الخفار وهللا ما ل غارهذا‪ ..‬ويمذا يبذدو ذإن‬
‫الكا ب من مل هوا اللوار يكشف عن نمة متخ ف وسارد من العة اف الريفاف التل شب و ت ز و تةول دونمذا‬
‫دلال ع الرغز من وجود الرادع الدينل الوي عبر عنه عبارة (لستغفر هللات و عةد المجالس ل نمامف التل جذد‬
‫ل ا آذانا ً لاغاف‪ ،‬وةن ا مجالس رجالاف م عجب لن بةا نهر ز ملصورة ل البلث عن الجاناذف المذرلة‪،‬‬
‫ويتناسون الجانل الرجل‪ ،‬بل يخطر ل لذهذان ز لن ثمذف رجذمً بذد لن يكذون تذد اشذترك ذل هذوا الجذرم‪،‬‬
‫و عكس ب اةتاويل النهرة المئدوجف التل ينهر ب ا لألمر‪ ،‬ما دام الجانل لالد الرجذال ذاس هنذاك مشذك ف‬
‫معه‪ ،‬بل إن الةارئ ل رتبه لمعر ف لاالب الجريمف ينس دور الرجذل ا ذا و ينتهذر إ معر ذف الجاناذف‪.‬‬

‫وجف لعربجل من عربجاف التفتاش‪ ،‬وماج و رك ل ا العربذف واللصذان وبنتذا ً وولذداً‪ ،‬باعذ‬ ‫ونبويف يان‬
‫العربف واللصان و اجرج بسمن مذا ذل (الةوطذفت ول سذ وعم ذ مةاولذف لنفذار و بذا ة و دامذف ذل باذ‬
‫المصمور الساب واشتغ ل ارا ً اجرة باض‪ ،‬ورب الولد‪ ،‬بل الت لرس الولد لاتع ز ذل الكتذاب غاذر لن‬
‫نبويف لز بث لن رس يل اةلسن الان شاهدها المصمور ومن الوله وتد ع ة (السب ت ذل يذدها وراالذ‬
‫طرق اةبواب وهل ل ل ز للف و سصل عن الباض ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وع الرغز من ةر (نبويفت ونهرة لهل التفتاش ل ا إ لن ا ةف موتفا ً إيجاباا ً مذن (عئيذئةت ذل امذرلة ولم‬
‫مس ا نهر إلا ا برل ف اةم التل ةدج ولادها عندما اشتد المرا بعئيئة ووتف مع ا الغرابوة موتفذا ً مسذاندا ً‬
‫ل ا ةن ا من ز‪ ،‬ساهم (نبويفت بإطعام (عئيئةت والوتوف مع ا ل ملنت ا وتد ذبل عذن نفسذ ا وعاال ذا‪،‬‬
‫يما تال لرنبف لغارة وطبخت ا والم ت ا ل ال ت ا إل لم الترالا ف يل طعم ا إياها‪ .‬و ع هذوا بذان دهشذف‬
‫لهل العئبف واستكسارهز لن فعل نبويف الفةارة المعدمف هوا‪....‬‬
‫إن ا ور الشخصااج السانويف النسذويف ب ذو الصذورة يذان مرسذوما ً بعنايذف شذديدة و صذماز ذهنذل وا ذح‪،‬‬
‫اوسف إدريس واف ب الشخصذااج ذل إعطذاء الصذورة اللةاةاذف ل شخصذاف الرراسذف عئيذئة‪ ،‬بذل عمذد‬
‫إا ارها ب وا الشكل السلء لتو اح س وك يل من الشخصااج كانذ م مذف الشخصذااج السانويذف هذل إلةذاء‬
‫الضوء ذ بصورة غار مباشرة ذ ع الجوانب المج ولف من نفساف و رياباف الشخصاف الرراسف وتد لعب دور‬
‫(الةوة المعايسف المضادةت إذ لن من لبر صارص الشخصااج السانويف لن ا ةوم بذ دور المعايس ‪ Foil‬الوي‬
‫كون ل كار وتامه ومس ه مخت فف ماما ً ا تمف عن ل كار وتذاز ومسذل الشخصذاف الرراسذف‪ ،‬ويعنذل هذوا لن‬
‫الشخصاف السانويف ستطاع لن لدد و ؤيد و عان مواتف الشخصاف الرراسف ةن ا عرا لورة مغايرة ماما ً‬
‫عن ا ‪ ،‬وهوا الدور لعبته بإ ةان شخصااج (اللرامت السانويف ةد سذارج با جذا معذايس لشخصذاف (عئيذئةت‬
‫الرراسف وتد بدج لور ان ل العمل متناتضذتان مامذا ً الصذورة اةولذ لذورة عئيذئة بجريمت ذا وعارهذا‬
‫مةابل السورة ا لساناف (نساء التفتاشت لورة البراءة والوداعف لكن مجرياج اةالدا ت ب اةمذور رلسذا ً ع ذ‬
‫عةب مع انت اء الروايف يان لورة عئيئة تد بدل بعد لن ا ر معدن ا اةلال‪ ،‬وانة ب لذورة البذراءة‬
‫لنساء التفتاش إل لورة تبالف صدر عن نفوس آثمف‪ ،‬ويوسف إدريس يعاد ه يضع المتناتضان معذا ً لابذرر‬
‫ا ثنان ويسارا جنبا ً إل جنب و ه ر تو ان متضاد ان مما يعطل اللد الروارل تامته الفناف ويبذر عوامذل‬
‫اإلثارة والجوب ذلب لن و عاف الصراع الضروريف ل روايف يمكن ذا لن نشذص و تطذور و جذد لنفسذ ا الذم‬
‫بدون و يع الشخصااج إل معسكرين متةاب ان يتبادل ما التجاذب والتنذا ر بلاذث يتلةذ التذوا ن وا طذراد‬
‫المط وبان ل الخطاب الروارل ‪.‬‬
‫إن (عئيئةت لز فعل سوى لن ا ل ال اللجاب ذ وبدون وعل من ا ذ عن ل عذال وسذ وك نسذاء الةريذف ويذوجئ‬
‫الكا ب ذلب بعبارة رلانف ويصنب ل لةا بلجر خز ل ماء رايد آسن ‪ .‬ه رج اةسذرار والخفايذا التذل‬
‫الاول لهل التفتاش إ فاءها‪ ،‬وما ليسر اةسذرار التذل ار فعذ عن ذا لغطات ذا و االذ رارلت ذا وبذدلج ذئيز‬
‫اةنوف ‪.‬‬
‫لةد استخدم الكا ب الفضالف ذاج اةثر الملدود التل مس (بفضالف عئيئةت بخة متوا ٍ سذار مذع الفضذالف‬
‫ا جتماعاف الكبارة ذاج اةثر الفعال‪ ،‬ناك مصساة اجتماعاف وع ذ المفكذرين لن يةتربذوا من ذا التذ يذدريوا‬
‫لبعادها‪ ،‬وإذا يان يوسف إدريس تداعتمد ع الكشف التل ا ل لت ب الهواهر إ لنذه ذل لغ ذب الروايذف يذان‬
‫يصدر عن الس سجا ل ي تز بدتار اةمور والتفالال اللاف ل مجتمع‪ ،‬ويبذدو لن لذوج يوسذف إدريذس تذد‬
‫لةل آذانا ً لاغاف وملاولف إلمح و يةولل لنا يتب (اللرامت‪ ،‬ويذان عمذال التراالاذل منفاذان مذن اللاذاة‬
‫وع إثر (اللرامت للدر جمال عبد النالر ترارا ً بجعذل اللذد اةدنذ لألجذور(‪25‬ت ترشذا ً بعذدما يذان (‪6‬ت‬
‫ترو ‪ ،‬وهوا من صثار (اللرامت‪ ،‬ونهام الترالال للغل منه نهام المتع دين ‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like