You are on page 1of 15

‫أسلوب االلتفات‬

‫بقلم‪:‬‬

‫فحرول ر‬

‫الرقم اجلامعي‪80100221044 :‬‬

‫الدراسيات العليا قسم العربية و أدهبا‬

‫جبامعة عالء الدين اإلسالمية مكاسر‬

‫م ‪2022‬‬
‫الباب األول‬

‫مقدمة‬

‫خلفية البحث‬ ‫ا‪.‬‬


‫االلتف **ات نظ **ام من نظ **وم علم البالغ **ة ال **يت ك **انت هلا أن **واع كث **ري من اجلم **ال‪ ،‬و‬
‫تك **ون االلتف **ات يف بعض األح **وال ج **زء ال يتج **زء من علم املع **اين و علم الب **ديع حيث‬
‫تنض* **م يف علم املع* **اين عن* **د االحتي* **اج إليه* **ا و تنض* **م يف علم الب* **ديع بوج* **ود العالق* **ة هبا‬
‫باألمور الغربية الشاذة‪.‬‬
‫ويف احلقيق**ة االلتف**ات يف اللغ**ة مش**تقة من ق**ول الع**رب "التف**ات مش**الو و مين**و عن‬
‫اإلنسان" أي اإلنسان يلتفت وجهه ميين*ا ومشاال يع*ين اإلنس**ان بتوج*ه ك*ذا وك**ذا‪ ،‬ويك*ون‬
‫ه**ذا احلال يف الكالم‪ ،‬لك**ون االلتف**ات ق**د تغ**ري حال**ه من ح**ال إىل ح**ال آخ**ر من ش**خص‬
‫‪1‬‬
‫إىل شخص آخر من فعل ماض إىل مصارعه أو العكس‪.‬‬
‫االلتف**ات يف الكالم ال تقتص**ر يف خط*ة واح**دة أو ش**كل واح**د إمنا تتول**د منه*ا مع*ان‬
‫ش* **يت و أش* **كال خمتلف* **ة ال منش* **اء حبس* **ب م* **ا أراده املتكلم يف كالم* **ه‪ ،‬ول* **ذلك أس* **لوب‬
‫االلتفات جبانب أنه يقصد منها أغراض و مقاصد إنه كذلك ال خيرج من شكل و عنص**ر‬
‫اللغة املقرر و حتقق هذا القصد عند تعبري الكالم مطالب خاصة على أساليب اللغة‪.‬‬
‫االلتف* **ات ليس* **ت أم* **ر ب* **ديع يف أدب اللغ* **ة العربي* **ة‪ ،‬يق* **ول ابن األث* **ري هي ن* **وع من‬
‫الش**جاعة العربي**ة حيث بالش**جاعة تق**دم اللغ**ة العربي**ة كتق**دم رج**ل ش**جاع و يقص**ي م**اال‬
‫يقضيه غريه و ركب* ماال يركبه غريه و جيرتح ماال جيرحه غريه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪A’ Jamiy, Jurnal Bahasa dan Sastra Arab, Vol. 05. No.02, September 2016. h. 193‬‬

‫‪1‬‬
‫نتيجة البحث‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪ .1‬ما مفهوم االلتفات؟‬
‫‪ .2‬ما أنواع االلتفات؟‬
‫أغراض البحث‬ ‫ج‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلكساب على معرفة االلتفات‬
‫‪ .2‬اإلكساب على معرفة أنواع االلتفات‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثاني‬

‫البحث‬

‫مفهوم االلتفات‬ ‫ا‪.‬‬

‫االلتف**ات أس**لوب من أس**اليب علم البالغ**ة م**أخودة من أص**ل املادة ألفت من كلم**ة‬
‫‪2‬‬
‫لفت مبعىن الصرف كقوله صرف الشيء عن جهله املستقيمة منه‪.‬‬
‫يعرف اهلاشيمي أن االلتفات يف اإلصطالح أنه ‪:‬‬
‫االلتف**ات ه**و االنتق**ال من ك**ل من التكلم – أو اخلط**اب ‪ ،‬أو الغبي**ة – إىل ص**احبه‪،‬‬
‫املقتض **يات ومناس **بات تظه **ر بالتأم **ل يف مواق* *ع* االلتف **ات‪ ،‬تفنن **ا يف احلديث‪ ،‬وتل **وين يف‬
‫اخلط* **اب‪ ،‬ح* **ىت ال ميل الس* **امع من ال* **تزام حال* **ة واح* **دة‪ ،‬وتنش* **يطا ومحال ل* **ه على زي* **ادة‬
‫‪3‬‬
‫اإلصغاء‪ ،‬فإن لكل جديد هلل ولبعض مواقعه لطائف‪ ،‬ومالء إدراكها الذوق السليم‪".‬‬
‫مث ذهب الرمكشري يف مفهوم االلتفات أنه قال‪:‬‬
‫إن االلتفات خمالفة الظاهر يف التعب**ري عن الش**يء بالع**دول عن إح**دى الط**رق الثالث‬
‫‪4‬‬
‫إىل األخريب منها‪.‬‬
‫وأما عبد القادر احلسني يقول يف مؤلفه فنون البالغة‪:‬‬
‫االلتف**ات ه**و اإلنتق**ال باألس**لوب من ص**يغة التكلم أو اخلط**اب أو الغيب**ة إىل ص**يغة‬
‫أخ**رى من ه**ذه الص**بغ‪ ،‬بش**رط أن يك**ون الض**مري يف املتنق**ل إلي**ه عاهلا يف نفس األم**ر إىل‬
‫امللتفت عن* **ه‪ ،‬مبع* **ىن أن يع* **ود الض* **ري الث* **اين على النفس الش* **يء ال* **ذي ع* **اد إلي* **ه الض* **مري‬
‫األول ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibnu Manzur, Lisan al-‘Arab, Juz VIII, (Cairo: Dar al-Hadits, 2013), h. 100‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Al-Hasyimi, Ahmad, Jawahir al-Balagoh fi al-Ma’ani wa al-Bayan wa Al-Badi’, h. 239‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Al-Zamakhsyary, Alkasysyaf, (Beirut: Dar al-Ma’rifah,tt), h. 62‬‬

‫‪3‬‬
‫ويس**تنبط من مفه**وم االلتف**ات الثالث**ة املذكورة ت**دل على أن االلتف**ات فق**ط حتت**وي‬
‫على الضمري و االنتقال بني الضمائر الثالثة وهي ضمري املتكلم وض*مري املخ*اطب وض*مري‬
‫الغائب‪ ،‬مث ظهر خصائص أسلوب االلتفات يف مفهوم االلتفات الآلخر‪ ،‬أي أن االلتف**ات‬
‫‪5‬‬
‫ليست جمرد التغري وانتقال الضمري فحسب بل أن الصور* بأين جديد حيقق ضريه األول‪.‬‬
‫مث ي**أيت مفه**وم أخ**ر من االلتف**ات ال**ذي* الحيدد* دور االلتف**ات على الض**مري فحس**ب‬
‫إمنا ي **دور حول **ه على أش **كال خمتلف **ة م**ع أبق **اء حطت**ه األوىل حتت**وي على مجل **تني وض**مري‬
‫أخر حيقق ضمريه األول‪ .‬ويل كتاب شرح جوهر املكنون يقال فيه‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫وااللتفات* وهو اإلنتقال من ‪ -‬بعض األساليب إىل بعض‪".‬‬
‫ويف كت**اب البالغ**ة و أس**لوها ال**ذي* كتب**ه حمم**د عب**د املط**الب يع**رف االلتف**ات على‬
‫اإلمجال وهو أرقى من مفهوم اآلخر املذكور* من قبل أنه قال‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫العدول* من أسلوب يف الكالم إىل أسلوب آخر خمالف لألول‪.‬‬
‫ومن ق**ولني اآلخ**رين يع**رف على أن االلتف**ات ال ي**دوم حال**ه على الض**مري أب**دا‪ ،‬ب**ل‬
‫ي * **دور ك* * **ذلك يف االلتف* * **ات الع * **ددي* وااللتف * **ات املعجمي وااللتف* * **ات الش * **ايف النح* * **وي‬
‫والإللتفات األداة‪.‬‬

‫أنواع االلتفات‬ ‫ب‪.‬‬

‫يقول حسن طبل يف كتابه أسلوب االلتف**ات يف البالغ**ة القرآني**ة أن وج**ود االلتف**ات‬
‫يف اآلية القرانية دليل علي إعجاز القرآن هلا قيم رائع وأما األنواع يف االلتفات هي‪:‬‬

‫االلتفات يف الصيغة‬ ‫‪.1‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Abdul Qadir Husen, Fannu al-Balagoh, (Beirut: ‘Alam al-Kutub, 1984), h. 280‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Abdurrahman Al-Akhdari, Syarah al-Jauhar al-Maknun fi al-Ma’ani wa al-Bayan wa al-Badi’,‬‬
‫‪(Indonesia: Dar Ihya al-Khutubu al-Arabiyyah, tt), h. 88‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Muhammad Abdul Mutalib, al-Balaghoh al-Uslubiyyah, (Mesir: Al-Syirkah al-Mishriyyah al-‬‬
‫‪Alamiyyah li al-Nasyr, 1994), h. 24‬‬

‫‪4‬‬
‫يتحق * **ق االلتف* **ات يف ه * **ذا اجملال كلم* **ا ختالفت ض* **يعتان يف نس* **ق واح * **د من م* **ادة‬
‫معجمية واحدة‪ ،‬وينقسم إىل‪:‬‬

‫ا‪ .‬صيغة الفعل‬

‫ص**يغة الفع**ل وهي ن**وع من االلتف**ات ال**ذي يتب**ادل فعل**ه علي ش**كل ص**ريف ويف‬
‫األص **ل أهنا واح **د وإمنا تزي **د ل **ه ح**رف أو أك **ثر للتعدي **ة‪ .‬مث **ال اس **تعمال كلم **ة‬
‫علي ورد أفعل و فعل و يف األصل أهنا مأخوذة من كلمة فعل‪.‬‬
‫وذلك يف قوله عز وجل‪:‬سورة آل عمران‪3:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َّز َل َعلَي َ ِ‬
‫يل‬ ‫ص ِّدقًا لِّ َما َب ْي َن يَ َديْه َو َ‬
‫َأنز َل الت َّْو َرا َة َواِإْل نج َ‬ ‫اب بِال َ‬
‫ْح ِّق ُم َ‬ ‫ك الْكتَ َ‬ ‫ْ‬
‫وقوله سبحانه يف سورة النساء‪136:‬‬

‫اب الَّ ِذي َن َّز َل َعلَ ٰى َر ُس ولِ ِه‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫آمنُ وا بِاللَّ ِه ورس ولِ ِه وال ِ‬
‫ََ ُ َ‬
‫ي ا َُّأيه ا الَّ ِذين آمن وا ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫بْل ۚ َو َم ْن يَ ْك ُف ْر بِاللَّ ِه َو َماَل ِئ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُس لِ ِه‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫اب الَّ ِذي َأنْز َل ِ‬
‫م‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫وال ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضاَل اًل بَ ِعي ًدا‬ ‫َوالَْي ْوم اآْل ِخ ِر َف َق ْد َ‬
‫ض َّل َ‬
‫ب‪ .‬صيغة اإلسم‬

‫ص**يغة االس**م وهي ن**وع من االلتف**ات ال**ذي* يتب**ادل امسه على ش**كل ص**ريف ويف‬
‫األصل أنا واحد‪.‬‬
‫وذل**ك يف قول**ه ع**ز وج**ل يف اإلخب**ار عن ق**وم ن**وح وتك**ذيبهم ل**ه علي**ه الس**الم‪،‬‬
‫يعين يف سورة األعراف‪6۱ - 6۰:‬‬
‫ال ٰي َق وِ‬ ‫اك فِ‬ ‫ال ال َْمُأَل ِمن َق ْو ِم ِه ِإ‬
‫س بِ ْي َ‬
‫ض اَل لَةٌ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ن‬ ‫ي‬‫ض اَل ٍل ُّمبِ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬‫َ‬‫ل‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫قَ َ‬
‫العالَ ِم ْي َن‬
‫ب َ‬ ‫َو ٰل ِكنِّى َر ُس ْو ٌل ِم ْن َر ِّ‬

‫‪5‬‬
‫ج‪ .‬صيغة الفعل املاضي إىل الفعل املضارعى‬

‫االلتف * **ات يف ه * **ذا اجملال تغي * **ري نس * **ق الفع * **ل ‪ ،‬إم * **ا من املاض * **ي إيل مص * **ارعه أو‬
‫العكس وغلب أننا جند هذا احلال يف اآلية القرآنية‪.‬‬
‫جند ذلك على سبيل املثال يف قوله عز وجل‪:‬‬
‫لْك تَجْ ِري فِي الْبَحْ ِر بِ َْأم ِر ِه‬ ‫ض َوالْ ُف َ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّر لَ ُكم َّما في ْ‬ ‫َألَ ْم َت ر َّ َّ‬
‫َأن اللهَ َس خ َ‬ ‫َ‬
‫وف‬‫َّاس لَ َرءُ ٌ‬ ‫ض ِإاَّل بِِإ ْذنِ ِه ۗ ِإ َّن اللَّهَ بِالن ِ‬
‫اَأْلر ِ‬
‫اء َأن َت َق َع َعلَى ْ‬
‫الس َم َ‬
‫ك َّ‬ ‫َويُ ْم ِس ُ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫َّرح ٌ‬
‫د‪ .‬صيغة الفعل إىل اإلسم‬

‫االلتفات يف هذا اجملال هي تغي**ري و تب**ادل من نس*ق الفع**ل إىل االس**م أو العكس‪،‬‬
‫وغالب**ا أن جند ه**ذا الن**وع من االلتف**ات يف اآلي**ة القرآني**ة‪ ،‬مث**ال‪:‬كلم**ة خيادعون‬
‫تتغري إىل شكله يدل على اسم الفاعل‪.‬‬
‫أي خادع يف سورة النساء ‪١٤٢:‬‬

‫الص اَل ِة قَ ُاموا‬


‫ادعُ ُه ْم َوِإذَا قَ ُاموا ِإلَى َّ‬ ‫ادعُو َن اللَّهَ و ُه و َخ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِإ َّن الْمنَ افِ ِقين ي َخ ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫َّاس َواَل يَ ْذ ُك ُرو َن اللَّهَ ِإاَّل قَلِياًل‬
‫سالَ ٰى ُي َراءُو َن الن َ‬
‫ُك َ‬
‫االلتفات العددي*‬ ‫‪.2‬‬

‫االلتف**ات الع**ددي* وهي تغي**ري نس**ق و اس**تخدام* الكلم**ة ي**دل على الع**دد وه**ذا اجملال‬
‫حتتوي على تغيري و تبادل من األفراد إىل اجلمع أو العكس‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ا‪ .‬بني اإلفراد واجلمع‬

‫من ذلك مثال إفراد السمع ومجع األبصار والقلوب يف قوله تعاىل يف سورة‬
‫البقرة‪7:‬‬

‫اب‬ ‫ص ِر ِه ْم ِغ َٰ‬
‫ش َوةٌ ۖ َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ِ‬
‫َختَ َم ٱللَّهُ َعلَ ٰى ُقلُوبِ ِه ْم َو َعلَ ٰى َس ْمع ِه ْم ۖ َو َعلَ ٰ ٓى َأبْ َٰ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫ب‪ .‬بني اإلفراد والتقنية‬

‫يتجلى ذلك يف قول احلق تبارك وتعاىل يف سورة التوبة‪٦٢:‬‬

‫ضوهُ ِإن َكانُواْ‬ ‫يَ ْحلِ ُفو َن بِٱللَّ ِه لَ ُك ْم لُِي ْر ُ‬


‫ضو ُك ْم َوٱللَّهُ َو َر ُسولُهۥُٓ َ‬
‫َأح ُّق َأن ُي ْر ُ‬
‫ين‬ ‫ِِ‬
‫ُمْؤ من َ‬
‫بني التثنية واجلمع‬ ‫ج‪.‬‬

‫من املواطن القرآنية اليت حتقق فيها التحول عن التلبية إىل اجلمع اإللتفات ‪،‬‬
‫وقوله سبحانه يف سورة احلج‪19:‬‬

‫اب ِّم ْن نَّا ۗ ٍر‬ ‫ص ُم ْوا فِ ْي َربِّ ِه ْم فَالَّ ِذيْ َن َك َف ُر ْوا قُطِّ َع ْ‬
‫ت لَ ُه ْم ثِيَ ٌ‬ ‫ص ٰم ِن ا ْختَ َ‬
‫ٰه َذ ِ‬
‫ان َخ ْ‬
‫ْح ِم ْي ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص ُّ ِ‬
‫ب م ْن َف ْوق ُرءُ ْوس ِه ُم ال َ‬ ‫َُ‬

‫‪7‬‬
‫حيث أس* **د فع* **ل اإلختص* **ام إىل ض* **مري اجلماع* **ة (اختص* **موا) ال إال ص* **ري البني* **ة‬
‫(اختصما)‬

‫الضمائر*‬ ‫‪.3‬‬

‫املقصود منها وه*و التغي*ري و التب*ادل من ض*مري إىل ض*مري آخ*ر‪ .‬وهي الض*مري الثالث*ة‬
‫املعروفة ضمري املتكلم و ضمري املخ*اطب و ض*مري الغ*ائب* وال ب*د أن يك*ون الض*مري‬
‫الذي* بأن لاللتقات حيقق الضمري األول‪.‬‬

‫ا‪ .‬غيبة ‪ -‬خطاب‬

‫قوله عز وجل يف سورة النور‪۱۲:‬‬

‫ٰت بِاَْن ُف ِس ِه ْم َخ ْي ًر ۙا َّوقَ الُْوا ٰه َذٓا اِف ٌ‬


‫ْك‬ ‫ِ‬
‫لَ ْوٓاَل ا ْذ َس ِم ْعتُ ُم ْوهُ ظَ َّن ال ُْمْؤ ِم ُن ْو َن َوال ُْمْؤ ِمن ُ‬
‫ُّمبِْي ٌن‬

‫ب‪ .‬غيبة – التكلم‬

‫قوله تبارك وتعاىل يف سورة األعراف‪١٥٨:‬‬

‫ات‬‫الس ماو ِ‬
‫لْك َّ َ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ِإلَْي ُك ْم َج ِم ًيع ا الَّ ِذي لَ هُ ُم ُ‬ ‫َّاس ِإنِّي َر ُس ُ‬ ‫قُ ْل يَ ا َُّأي َه ا الن ُ‬
‫يت ۖ فَ ِآمنُوا بِاللَّ ِه َو َر ُس ولِ ِه النَّبِ ِّي ِّ‬
‫اُأْلم ِّي‬ ‫ض ۖ اَل ِإ ٰلَ هَ ِإاَّل ُه َو يُ ْحيِي َويُ ِم ُ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫َو ْ‬
‫الَّ ِذي ُيْؤ ِم ُن بِاللَّ ِه َو َكلِ َماتِِه َواتَّبِعُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم َت ْهتَ ُدو َن‬

‫ج‪ .‬التكلم ‪ -‬اخلطاب‬

‫قوله تبارك وتعاىل يف سورة يس‪۲۱-۲۲:‬‬

‫‪8‬‬
‫ٱتَّبِعو ۟ا من اَّل يسـَٔلُ ُكم َأجرا وهم ُّم ْهتَ ُدو َن ‪ ،‬ما لِى ٓاَل َأ ْعب ُد ٱلَّ ِذى فَطَ رنِى وِإلَي ِ‬
‫ْه‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ ًْ َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ُت ْر َجعُو َن‬

‫د‪ .‬اإلضمار واإلظهار*‬

‫قوله تبارك وتعاىل يف سورة البقرة‪97:‬‬


‫قُ ل من َك ا َن َع ُد ًّوا لِّ ِجب ِريل فَ ِإ نَّهۥُ َن َّزلَهۥُ َعلَ ٰى َق ْلبِ َ ِ ِ‬
‫ك بِ ِإ ْذن ٱللَّه ُم َ‬
‫ص ِّدقًا لِّ َم ا َب ْي َن‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ين‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يَ َديْه َو ُه ًدى َوبُ ْش َر ٰى لل ُْمْؤ من َ‬
‫ه‪ .‬تذكري الضمري و تأنيثه‬

‫كما يف قوله سبحانه يف سورة املؤمنون‪11:‬‬

‫س ُه ْم فِ َيها َٰخلِ ُدو َن‬ ‫ِ‬


‫ين يَ ِرثُو َن ٱلْف ْر َد ْو َ‬
‫َّ ِ‬
‫ٱلذ َ‬
‫األدوات‬ ‫‪.4‬‬

‫ذهب حسن طبل على أن هذا اجملال ينقسم إىل قسمني‪:‬‬

‫ا‪ .‬املخالفة بني األدوات‬

‫وهو التحول يف التغيري أو السياق الواحد من أداة إىل أداة أخرى ماهلا يف أداء‬
‫وظيفتها العامة و تفرتق عنها يف خصوصية هذا األداء‪ .‬كتحول أداة اجلار – لـ ـ‬
‫‪ -‬إيل ‪ -‬يف ‪ -‬يف سورة التوبة ‪. .:‬‬

‫وب ُه ْم َوفِى‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٓاء وٱلْم ٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٱلص َد ٰقَ ُ ِ‬


‫ين َعلَْي َه ا َوٱل ُْمَؤ لََّف ة ُقلُ ُ‬
‫س كي ِن وال َْٰعمل َ‬ ‫ت ل ْل ُف َق َر َ َ َ‬ ‫ِإنَّ َم ا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ٱللَّ ِه َوٱبْ ِن َّ‬
‫ٱلس بِ ِ‬ ‫ين َوفِى َس بِ ِ‬ ‫اب وٱلْ ٰغَ ِر ِ‬
‫يض ةً ِّم َن ٱللَّه ۗ َوٱللَّهُ َعل ٌ‬
‫يم‬ ‫يل ۖ فَ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ٱلرقَ ِ َ‬
‫ِّ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫َحك ٌ‬

‫‪9‬‬
‫ب‪ .‬حدف األداة وذكرها‬

‫وهو التحول يف السباق الواحد عن ذكر األداة إىل حذفها أو العكس القيمة‬
‫تعبريية تقتضى هذا أو ذاك‪ ،‬جند هذا االلتفات يف سورة املؤمنون‪16-15:‬‬

‫يام ِة ُت ْب َعثُو َن‬ ‫ِ‬ ‫ثُ َّم إنَّكم َب ْع َد ذَلِ َ‬


‫ك لَ َميِّتُو َن‪ .‬ثُ َّم إنَّكم َي ْو َم الق َ‬
‫االلتفات بناء النحوي‬ ‫‪.5‬‬

‫االلتفات البناء النحوي هي التحول أو االنكسار* يف نسق املكونات النحوية للتغيري‪،‬‬


‫و ذك**ر مام**ات زين ال**دين أن ه**ذا اجملال االلتف**ات أن**واع اجلمل**ة حيث في**ه التح**ول‬
‫‪9‬‬
‫إىل‪:‬‬ ‫سياق الكلمة و أنواعها‪ 8.‬و ينقسم حسن طبل هذه االلتفات‬

‫ا‪ .‬التفات اجلملة الفعلية إىل اجلملة االمسية‪ ،‬كقوله تعايل يف سورة آل عمران‪54:‬‬
‫ِ‬
‫َو َم َك ُرواْ َو َم َك َر ٱللَّهُ ۖ َوٱللَّهُ َخ ْي ُر ٱل َْٰمك ِر َ‬
‫ين‬

‫وظهر أن يف اآلية تستخدم التفات اجلملة الفعلية إيل اجلملة االمسية كلمة ‪-‬‬
‫مكروا فعل أي محلة فعلية وكلمة – واهلل خري املاكرين ‪ -‬فاعل أي مجلة امسية‬
‫تدل على املبتدأ و اخلري‪ ،‬واجلملة الثانية بيان ختالف احلملة األوىل‪.‬‬

‫ب‪ .‬التفات احلملة االمسية إيل اجلملة الفعلية كقوله تعايل يف سورة األنعام‪٩٩:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٱلسم ِ‬ ‫وهو ٱلَّ ِذي َأنز َل ِ‬
‫ات ُك ِّل َش ْيء فََأ ْخ َر ْجنَا م ْنهُ‬ ‫آء فََأ ْخ َر ْجنَا بِ ِه َنبَ َ‬
‫ً‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫آء‬ ‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ َُ ۤ َ َ َ‬‫م‬
‫ت ِّم ْن‬ ‫ضراً نُّ ْخ ِرج ِم ْنهُ حبّاً ُّمَتراكِباً و ِمن ٱلنَّ ْخ ِل ِمن طَل ِْع َها قِ ْنوا ٌن َدانِيةٌ وج ٰنَّ ٍ‬ ‫َخ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫شبِ ٍه ٱنْظُُرۤواْ ِإلِ ٰى ثَ َم ِر ِه ِإ َذآ َأثْ َم َر‬
‫ٱلر َّما َن ُم ْشتَبِهاً َوغَْي َر ُمتَ َٰ‬
‫ٱلز ْيتُو َن َو ُّ‬ ‫َأ ْعنَ ٍ‬
‫اب َو َّ‬
‫ت لَِّق ْوٍم ُيْؤ ِمنُو َن‬‫َألي ٍ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َو َي ْنعه ِإ َّن في ٰذل ُك ْم َٰ‬
‫‪8‬‬
‫‪Mamat Zainuddin, Uslub al-Iltifat dalam Al-qur’an, (Bandung: Universitas Pendidikan Indonesia‬‬
‫‪Press, 2007), h. 147‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Hasan Thabl, Uslub al-Iltifat fi al-Balaghoh al-Qur’aniyyah, h. 216-218.‬‬

‫‪10‬‬
‫واآلية تقع فيها الثقات حيث يكون فيها حتول احلملة االمسية ‪ -‬وهو الذي* أنزل‬
‫من السماء ماء ‪ -‬من مبتدأ وخرب إىل اجلملة الفعلية ‪ -‬فأخرج به ثبات كل‬
‫شيء ‪ -‬حتتوي فعل و فاعل ومفعول به‪ .‬و اجلملة الثانية بيان عن الفاعل يف‬
‫اجلملة األوىل‪.‬‬

‫االلتفات املعجمي‬ ‫‪.6‬‬

‫يتمث**ل االلتف**ات يف ه**ذا اجملال بني األلف**اظ ال**يت تت**داخل دوهلا الداللي**ة حبيث تتالقي‬
‫يف مس **احة أو قط **ر من املع **ين‪ ،‬مث ينف **رد ك **ل منه **ا ببعض اخلصوص **يات التعبريي **ة أو‬
‫الطاق **ات اإلجيابي **ة ال **يت ال يش **اركه فيه **ا س **واه كث **ري م **ا وج **دنا من ه **ذا الن **وع من‬
‫االلتفات يف القرآن الكرمي‪ ،‬كقوله تعايل يف سورة العنكبوت‪14 :‬‬
‫ِ‬ ‫ث فِي ِهم َ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َألْف َس نَة ِإاَّل َخ ْمس َ‬
‫ين َع ًام ا فََأ َخ َذ ُه ُم‬ ‫وح ا ِإلَ ٰى َق ْوم ه َفلَب َ ْ‬
‫َولََق ْد َْأر َس لْنَا نُ ً‬
‫الطُّوفَا ُن َو ُه ْم ظَالِمُو َن‬

‫و االلتفات يف اآلية تقع يف كلمة ‪ -‬سنة اليت حتول إىل كلم**ة عام**ا و ه**ذان كلمت**ان‬
‫سواء يف املعىن ولو ختالف يف اللفظ‬

‫‪11‬‬
‫الباب الثالث‬

‫الخاتمة‬

‫االستنباط‬ ‫ا‪.‬‬

‫االلتفات أسلوب من أساليب علم البالغة م*أخوذة من أص*ل املادة ل‪ -‬ف‪ -‬ت من‬
‫الكلمة لفت مبعين الصرف كقوله صرف الشيء عن جهت*ه املس*تقيمة من*ه أن*واع االلتف*ات‬
‫ستة‪ :‬االلتفات يف الصيغة‪ ،‬االلتفات الع**ددي‪ ،‬التف**ات الض**مائر‪ ،‬األدوات‪ ،‬االلتف**ات البن**اء‬
‫النحوي و االلتفات املعجمي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المراجع‬
A’ Jamiy, Jurnal Bahasa dan Sastra Arab, Vol. 05. No.02, September 2016.

Ibnu Manzur, Lisan al-‘Arab, Juz VIII, (Cairo: Dar al-Hadits, 2013).

Al-Hasyimi, Ahmad, Jawahir al-Balagoh fi al-Ma’ani wa al-Bayan wa Al-Badi’.

Al-Zamakhsyary, Alkasysyaf, (Beirut: Dar al-Ma’rifah,tt).

Abdul Qadir Husen, Fannu al-Balagoh, (Beirut: ‘Alam al-Kutub, 1984).

Abdurrahman Al-Akhdari, Syarah al-Jauhar al-Maknun fi al-Ma’ani wa al-Bayan wa al-

Badi’, (Indonesia: Dar Ihya al-Khutubu al-Arabiyyah, tt).

Muhammad Abdul Mutalib, al-Balaghoh al-Uslubiyyah, (Mesir: Al-Syirkah al-Mishriyyah

al-Alamiyyah li al-Nasyr, 1994).

Mamat Zainuddin, Uslub al-Iltifat dalam Al-qur’an, (Bandung: Universitas Pendidikan

Indonesia Press, 2007).

13
Hasan Thabl, Uslub al-Iltifat fi al-Balaghoh al-Qur’aniyyah.

14

You might also like