Professional Documents
Culture Documents
*فراجي سليمة
هسبريس
وقد وردت على الحق عدة استثناءات انقسمت إلى مطلقة وأخرى
مقيدة ،تتجلى المطلقة في عدم إمكانية الحصول على المعلومات
المتعلقة بالدفاع الوطني وأمن الدولة الداخلي والخارجي ،وتلك المتعلقة
بالحياة الخاصة للأفراد أو التي تكتسي طابع مقتضيات شخصية أو
المشمولة بطابع السرية بمقتضى النصوص التشريعية الخاصة الجاري
بها العمل .أما الإستثناءات المقيدة فهي التي من شأن الكشف عنها
المس بالحريات والحقوق المنصوص عليها دستوريا ،ويؤدي إلى إلحاق
أضرار بالعلاقات مع دولة أخرى أو منظمة دولية حكومية ،أو إلحاق ضرر
بالسياسة النقدية أو الإقتصادية أو المالية للدولة ،أو حقوق الملكية
الصناعية أو حقوق المؤلف أو حقوق الضحايا والشهود والخبراء في ما
يخص جرائم الرشوة والإختلاس واستغلال النفوذ ،بالإضافة إلى تلك
المعلومات التي ينتج عن الكشف عنها الإخلال بسرية مداولات
المجلسين الوزاري والحكومي وسرية الأبحاث والتحريات الإدارية وسير
المساطر القضائية والتمهيدية ،ما لم تأذن بذلك السلطات المختصة،
وكذلك إذا كان الكشف عن المعلومة يخل بمبادئ المنافسة الحرة
والمبادرة الخاصة.
وللإشارة فإن لجنة الحق في الحصول على المعلومات مرتبطة برئاسة
الحكومة ،ويترأسها رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات
الطابع الشخصي ،ويتكون أعضاؤها من عضوين ممثلين للإدارات
العمومية ،يعينهما رئيس الحكومة وعضو عن مجلس النواب وآخر عن
مجلس المستشارين ،وممثل عن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من
الرشوة ،بالإضافة إلى تمثيلية عضو عن المجلس الوطني لحقوق
الإنسان ،وم مثل لـ"الوسيط" ،وآخر عن مؤسسة أرشيف المغرب ،وممثل
عن المجتمع المدني؛ وكل من يمكن للهيئة الإستعانة بخبرته .ومدة
عضوية الجميع محددة في خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ،كما
أن مهام اللجنة تتمحور في ضمان حسن ممارسة حق الولوج إلى
المعلومة ،وتقديم الإستشارة والخبرة ،بالإضافة إلى تلقي الشكايات
وإصدار التوصيات والإقتراحات إلى الحكومة لتجويد مساطر الحصول
على المعلومات.
لكن بقراءة متأنية للباب السابع من القانون المتعلق بالعقوبات يتبين أن
الشخص المكلف بتقديم المعلومة يتعرض لعقوبة تأديبية إذا امتنع عن
تقديم المعلومة ،إلا إذا أثبت حسن نيته ،في حين يتعرض لعقوبة زجرية
إن هو أعطى المعلومة واعتبرت بمثابة إفشاء للسر المهني ،ويعاقب
طبقا للفصل 446من القانون الجنائي ما لم يوصف الفعل بوصف أشد
بخصوص الإ ستثناءات من الحق في الحصول على المعلومة ،والتي
تناهز عشرين استثناء ،منصوص عليها في المادة السابعة من القانون.
كما أن طالب المعلومة مهدد بدوره بمقتضيات زجرية تتجلى في
متابعته طبقا لمقتضيات الفصل 360من القانون الجنائي الذي يحدد
العقوبة من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات في حالة تحريفه أو استعماله أو
إعادة استعماله المعلومة ،وأدى ذلك الفعل إلى إلحاق ضرر بالهيئة
المعنية أو بالمصلحة العامة أو المساس بحقوق الأغيار ،ما نستنتج منه
أن التأديب يعتبر أهون ضررا من المقتضى الزجري والعقاب بالحبس
والغرامة؛ وبالتالي فإن الشخص المكلف بإعطاء المعلومة قد يجنح إلى
عدم منحها في حالة وجود ارتباك ،ويتعرض للتأديب فقط إن امتنع ،بدل
إعطاء معلومة تعتبر إفشاء سر مهني ،خصوصا أنها متشعبة ،ويكون
مهددا بالعقوبة الزجرية .الأمر نفسه قد يجعل طالب المعلومة يفكر جيدا
قبل استعمالها أو إعادة استعمالها ،وما إن كانت ستلحق ضررا بالهيئة
المعنية أو بالمصلحة العامة أو تمس حقوق الأغيار ،فيصبح مهددا
بمتابعة جنحية .وهنا يتبادر إلى الذهن موضوع نسبية الضرر المعتمد
والمفسر ومعايير تحديده؛ مثلا قد يتضرر مستثمر من عرقلة مشروع
استثماري ويلجأ طالب المعلومة إلى تقديم شكاياته للجهات المختصة،
ويتم اعتبار لجوئه إلى هذه المساطر بمثابة إلحاق أضرار بالهيئة المعنية،
وقد يتعرض للمتابعة .كما قد لا يستوعب المكلف بمنح المعلومة قصد
المشرع بخصوص الإستثناءات الواردة في المادة السابعة ويواجه
بمقتضيات جنحية؛ لذلك ،وحتى لا يصبح القانون مطرقة تهدد الطالب
والمكلف بإعطاء المعلومة والتأرجح بين التأديب والمتابعة الجنحية ،لا بد
من دراسة تحليلية ودقيقة لمقتضيات المادة السابعة من القانون .31.13