You are on page 1of 8

‫البعد الجمالي لمفهوم إرادة القوة واإلنسان األعلى‬

‫في فلسفة نيتشه‬


‫بن دوخة هشام‬

‫مل يكن نقد « نيتشه « لثقافة عرصه‪-‬الرومانسية‪ -‬نقدا عقيام وإنّ ا كان نقده نقدا ب ّناءا‪ ،‬مبعنى أنّه‬
‫أىت ببديل‪ ،‬من هنا كان الغرض من هذه الدراسة هو الوقوف عىل مالمح البديل الرومنيس الذي تصوره‬
‫« نيتشه «‪ ،‬وهو البديل الجاميل وتقومياته البديلة عن التشاؤم الرومانيس‪ .‬ولذلك تسعى هذه الدراسة‬
‫من خالل الوقوف عىل مفهوم إرادة القوة وكذلك مفهوم اإلنسان األعىل يف فكر « نيتشه «‪،‬لتسري‬
‫عكس بعض التأويالت الغري املتأنية و القراءات املترسعة سيام االيديولوجية منها لنؤكّد أ ّن هذين‬
‫املفهومني‪ :‬مفهومني جامليني‪ ،‬فإرادة القوة ال محالة تسلك مسلك إرادة الفنان‪ ،‬مبا هي إرادة مبدعة‬
‫تتف ّنن بالقوة لتجميل األشياء وتزيينها‪ .‬واإلنسان األعىل‪ ،‬إنسان جاميل‪ ،‬مقبل عىل املغامرة فقط من أجل‬
‫طلب ال ّنازع الجاميل الحاث عىل الحياة‪ ،‬فمثله يف ذلك إذن مثل إرادة القوة سعي لسلك درب الفنان‬
‫الذي يؤمن باإلستيطيقا (‪ )L’esthétique‬وسيلة إليجاد املتعة يف الحياة‪.‬‬
‫أ‪ -‬إرادة القـوة (‪:)Wille Zur Macht‬‬
‫‪ -)1‬إرادة القـوة ضد إرادة الحياة‪:‬‬
‫يقول « نيتشه عىل لسان « زراداشت يف إحدى الشذرات‪ << :‬لقد أفصحت إىل الحياة برسها‬
‫قائلة ‪ :‬إنه محكوم عيل دامئا أن أتفوق عىل ذايت‪ .‬والحقيقة أنكم تسمون هذا إرادة تناسل ودافعا إىل‬
‫غاية‪ ،‬إىل يشء أعىل‪ ،‬وأبعد‪ ،‬وأكرث تنوعا‪ .‬ولكن كل هذا يشء واحد ورس واحد‪ ،‬وإين أفضل الفناء عىل‬
‫إنكار هذه الوحدة‪ .‬والحق أنكم حيث تشاهدون ذبول أوراق النباتات وتساقطها‪ ،‬هنالك تشاهدون‬
‫تضحية الحياة بنفسها من أجل القوة‪ .‬ذلك أنني محتوم عيل أن أكون نضاال وصريورة وغاية ومعارضة‬
‫للغايات‪ .‬ويا أسفاه فإن كل من يتكهن‪ .‬ما هي إراديت‪ ،‬يجب أن يتكهن أيضا عىل أي طرق ملتوية‬
‫ينبغي أن تسري هذه اإلرادة ‪ .‬وأيا كان اليشء الذي أخلقه‪ ،‬ومهام يكن ح ّبي له كبريا‪ ،‬فرسعان ما‬
‫سأنقلب ضد ح ّبي له‪ ،‬هكذا تبتغي إراديت >> (‪.)1‬‬
‫يف الشذرة داللة عىل اكتشاف « زرادشت» أن إرادة القوة(‪ )La volonté de puissance‬ليست‬
‫مجرد خاصية من خصائص الحياة فحسب‪ ،‬بل هي ماهية الحياة وجوهرها ‪ .‬فالحياة هي إرادة القوة‬
‫التي تتفوق عىل نفسها باستمرار وبهذا يعلن « نيتشه « عىل لسان « زراداشت» إميانه املطلق «‬
‫بإرادة القوة « ولكن السؤال الذي يطرح هو ما هي املس ّوغات التي س ّوغت لظهور فكرة « إرادة القوة‬
‫بالنسبة إىل « نيتشة «؟‪ ،‬ث ّم ما هي القراءة األقرب إىل الفهم األصيل ملفهوم إرادة القوة؟‬
‫إذا كان « شوبنهور» قد عجز عن تخطي حدود إرادة الحياة أو حدود التشاؤم الذي انتهت إليه هذه‬
‫اإلدارة‪ ،‬فإن « نيتشه» يأخذ بهذه اإلرادة وبهذا التشاؤم الشوبنهوري « بعيدا ليتح ّول عنه‪ ،‬ثم ليح ّوله‬
‫من السلب إىل اإليجاب‪ .‬فإرادة القوة تقع يف طريف نقيض مع إرادة الحياة التي ترهن خالص اإلنسان‬
‫‪33‬‬
‫من املعاناة والشقاء واألمل بخالصه من إرادة الحياة نفسها طاملا أنها يف نظر « شوبنهور « رش مالحق‬
‫لإلنسان دامئا أبدا ما مل يطلّق إرادة الحياة‪ ،‬بتطليق الرغبة واجتثاث جذور غريزة الحياة(‪L’instinct‬‬
‫‪. ) de vivre‬‬
‫إ ّن عدمية إرادة الحياة التي نجح « شوبنهور» يف ترويجها تع ّد يف نظرنا أوىل بوادر التسويغ النيتشوي‬
‫إلرادة القوة التي تبدو من وجهة نظرنا كرد فعل عىل إرادة الحياة يف صورتها النافية واملتشامئة التي‬
‫رسمها لها « شوبنهور «‪ .‬ذلك أ ّن « إرادة القوة تفصح عن عداء رصيح ضد إرادة الحياة مبا هي دعوى‬
‫إىل الخيار بني احتاملني اثنني‪ ،‬أولهام‪ :‬قطع اإلنسان لصلة االرتباط مع أي مغري من إغراءات الحياة‪.‬‬
‫وثانيهام‪ :‬العزوف عن الحياة باعتباره السبيل الوحيد للتخلّص من أمل الحياة وشقائها‪ .‬عىل أ ّن هذين‬
‫االحتاملني تسويغ ملفهوم واحد‪ ،‬أال وهو‪ :‬االنتحار خري من أن يكابد اإلنسان شقاء الحياة وأملها‪ .‬وهكذا‬
‫ظل أسريا يف سجن التشاؤم‪ ،‬شاجبا بوجهه عن الحياة معرضا عنها ومحرضا‬ ‫إذا كان « شوبنهور» قد ّ‬
‫لحب الحياة‪ ،‬مخلصا لها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عىل الخالص منها بهجرها وتطليقها ‪ ،‬فإ ّن « نيتشه « يبقى دامئا وفيا ّ‬
‫الحب بالذات –حب الحياة– هو الذي و ّجه « نيتشه « باالتجاه املضاد‪ ،‬مبعنى من إرادة الحياة‬ ‫وهذا ّ‬
‫إىل إرادة القوة‪ .‬فام إن أخضع « نيتشه « إرادة التشاؤم « الشوبنهوري» إىل املبدأ الجينيالوجي حتى‬
‫انفتحت عيناه عىل النقيض االيجايب‪ ،‬املتمثل يف إرادة القـوة‪ ،‬مبا هي إرادة اإلقبال عىل الحياة وقبول‬
‫لها واستقواء فيها‪.‬‬
‫من هنا كان رد إرادة القوة عىل إرادة الحياة‪ ،‬كون أ ّن هذه األخرية إرادة نفي للحياة قامت أساسا‬
‫من اجل تكريس مثل عليا ‪( :‬الخالص‪ ،‬التشاؤم‪ ،‬الشفقة‪ )...‬وغايتها يف ذلك واحدة وهي أن الحياة‬
‫أكذوبة‪ .‬وبالتايل كانت إرادة الحياة بالدرجة األوىل إرادة تنبيه اإلنسان إىل عبثية الحياة (‪L’absurdité‬‬
‫‪ ، )de la vie‬وإرادة االنسحاب من الحياة وقتلها بالزهد أو باملثال الزهدي(‪)L’idéal ascétique‬‬
‫بوصفه الخالص النهايئ من عبثية الحياة‪.‬‬
‫إن ثقافة اإلرادة فيام يرى « نيتشه « ال تعرتف بفصل اإلرادة عن الحياة‪ ،‬بل إن واحدا منهام ال‬
‫يقوم بإلغاء اآلخر‪ ،‬يف حني أن اإلرادة الشوبنهورية تعرتف باإلرادة كموجه للحياة‪ ،‬ثم تضل عن طريقها‬
‫املستقيم حينام ترهن خالص اإلرادة برفعها عن عامل الحياة‪ ،‬ذلك أ ّن اإلرادة مبا هي مستقلة عن الحياة‪،‬‬
‫ومبا هي مخطئة للحياة قبليا كام هو حالها مع « شوبنهور» تكشف يف نظر « نيتشه « الحقيقة ضد‬
‫باطل األباطيل‪ :‬ذم الحياة وتحقريها وتبخيسها‪.‬‬
‫إن إرادة القوة يف نظرنا مرشوع قام من أجل تصويب الخطأ‪ ،‬من أجل أن يلغي انقياد الحياة‬
‫بالخطأ‪ ،‬ومن أجل أن يحيي الثقافة الرتاجيدية من جديد‪ ،‬مبا هي حكمة « ديونيزوسية «‪ ،‬وإرادة حياة‬
‫ال باملعنى « الشوبنهوري» وإمنا باملعنى الديونيزويس الذي يبارك كل ما يف الحياة ويجعله عيدا وبهجة‪.‬‬
‫فال مكانة لقول الخطيئة والتشاؤم والزهد يف الحياة‪ ،‬وإمنا مثة قول لإلقبال عىل الحياة فقط مبىلء‬
‫ما فيها‪ :‬شقائها ونعيمها‪ ،‬فرحها وقرحها‪ ،‬أو ليست الثقافة الرتاجيدية‪ ،‬وحرصا الثقافة الديونيزوسية‬
‫مامرسة للذة يف األمل؟!‬

‫‪34‬‬
‫وهكذا انبثقت إرادة القوة من ذلك التعارض بني الرفض والقبول‪ :‬رفض الحياة مع إرادة الحياة‪،‬‬
‫وقبول الحياة مع إرادة القوة وحول ذلك التعارض بني الرفض والقبول تجلت القوة كامهية أصيلة‬
‫لإلرادة وللحياة عىل حد السواء أمام « نيتشه «‪ ،‬فوحدها الق ّوة يف نظر « نيتشه» تأكيد ايجايب عىل‬
‫الحياة ‪ << :‬وبقدر ما تكون الحياة قوية‪ ،‬بقدر ما يكون العامل املوجود أكرث خصوبة>> ‪.)3‬‬
‫‪ -)2‬إرادة االقتدار بوصفها جامال‪:‬‬
‫يقول « لوك فريي « ‪ Luc Ferry‬وهو واحـد من نخبة الفالسفة املعارصين الفرنسيني املهتمني‬
‫بفلسفة « نيتشه «‪ ،‬يف كتابه «اإلنسان الجاميل « (‪ << :)Homo Aestheticus‬بالنسبة لنيتشه‪،‬‬
‫يتمظهر الفن بوصفه استعراضا ملا هو حقيقي من خالل ارادة القوة «‪ .4‬يخضع الفن يف نظر « نيتشه «‬
‫فني‪.‬‬
‫كام يؤكّـد عىل ذلك « لوك فريي» إىل إرادة اإلقتدار التي تكمن يف صلب الفنان من حيث هي نازع ّ‬
‫فثمة إذن نازع إرادة اإلقتدار وهو نفسه ال ّنازع الجاميل الذي يدفع الفنان إىل تصوير الطبيعة تصويرا‬
‫جامليا‪ ،‬ولنئ تأ ّملنا هذا ال ّنازع الجاميل الذي يدفع الفنان إىل تصوير الطبيعة تصويرا جامليا ألمكننا أن‬
‫نقول فيه‪ :‬إنّه نازع إرادة اإلقتدار نفسه‪ .‬‬
‫كل أنشطة الحواس والذّهن‪ .‬وهو دافع تقف وراءه‬ ‫إنّه ملن القـ ّوة مبكان بحيث يتحكّم الفن يف ّ‬
‫إرادة اإلقتدار التي يقوم اإلنسان الف ّنان بفضلها بقلب أنسجة وخاليا املفاهيم‪ ،‬معوضا إياها باستعارات‬
‫جديدة ومجازات‪ ،‬حامال نفسه بإستمرار عىل أن يعطي العامل الذي يتبدى أمام أعني اإلنسان املتأمل‬
‫صبغة شديدة اإلختالف‪ ،‬دامئة التجدييد‪ ،‬مليئة سحرا‪ ،‬شبيهة بالحلم‪ .‬فمن شأننا أن نحيا تحت سحر‬
‫الفن وإبداع الفنان يف وهم دائم‪ ،‬أي يف عامل من اإلستعارات والكنايات (‪ )Les métaphores‬ال يف‬
‫عامل من الوقائع‪ .‬وإ ّن لفي ذلك إختالف جوهري بني الفيلسوف وبني الفنان كام يؤكّد عىل ذلك « ماتيو‬
‫كسلر « ‪ Mathieu Kessler‬يف قوله‪ << :‬ينبغي عىل الفيلسوف وصف العامل يف حقيقته‪ ،‬بينام‬
‫يتحتم عىل الفنان إبداع واقع ال ميت بصلة مع الواقع‪ .‬الفنان مجرب عىل تصور العامل بخالف ما هو‬
‫عليه‪ ،‬أ ّما الفيلسوف‪ ،‬فمجرب التفكري داخل انساق عقله‪ .‬وحده الفنان قادر أن يطلق العنان لجنونه‬
‫يك يح ّرر خياله‪.)5(« .‬‬
‫إ ّن الفنان لهو من يقفز عىل الواقع ويعتقد أن اليشء الجميل ال يصري جميال إالّ بخروجه عن‬
‫املفاهيم املجردة التي تهيمن عىل العقل وأنّه بقدر ما يكون اليشء قويا بقدر ما يصبح أكرث جامال‪،‬‬
‫فإرادة الجامل كام جاء عىل لسان « ياسربز « ‪ <<:‬تعني التط ّور الالّمحدود لألشكال‪ :‬وحدها األجمل‬
‫ووحدها األقوى>> (‪.)6‬‬
‫إ ّن الغريزة التي يتق ّوم بها اإلنسان يف نظر « نيتشه « ما كانت يوما غريزة العقل أو غريزة ذهن‬
‫يطمح إىل املعرفة ‪ <<:‬فال ّذهن نفسه نتاج لجهاز كان يف البدء جامليا>> (‪ ،)7‬إنّ ا الغريزة التي ترسي يف‬
‫عروق اإلنسان هي غريزة الجامل‪ ،‬فالعني مشدودة إىل الشكل الجميل‪ ،‬واألذن متعلقة باإليقاع الجميل‪،‬‬
‫قـوي‪ ،‬ولنئ شئنا أن نعرف‬
‫ويف ذلك كله إبداع قوة فنية جاملية‪ ،‬ومن مث ّة فإ ّن الجامل هو نشوة فـنان ّ‬
‫طبيعة الجامل فلننظر إىل مدى ق ّوته‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫إ ّن معيار الجامل بالنسبة « نيتشه « هو « إرادة القوة « ذلك أ ّن الجامل داللة عىل اإلرادة‪ ،‬واإلرادة‬
‫يف فلسفة « نيتشه « رهن القـ ّوة‪ .‬وها هنا خطأ آخر من « شوبنهور» حينام ذهب إىل إعتبار أ ّن أحد‬
‫مزايا الجامل ‪ << :‬إماتة لإلرادة وتح ّرر منها >> (‪ ،)8‬بيد أ ّن حقيقة الجامل فيام يرى « نيتشه « هي‬
‫كل حكم جاميل إحساس بالقوة‪ ،‬والق ّوة وحدها تحدد‬ ‫أنّها داللة عىل سالمة اإلرادة وعافيتها‪ ،‬فوراء ّ‬
‫استعامل نعت « الجميل»‪.‬‬
‫إ ّن اإلنسان الجاميل‪ ،‬لهو إنسان إرادة القوة بامتياز‪ ،‬ذلك أن يف إبداعه للجميل إستقواء وإستقدار‬
‫يح ّول معاناة اإلنسان إىل فيض حياة و وفرة قـ ّوة‪.‬‬
‫إ ّن إرادة اإلقتدار يف نظرنا هي نفسها إرادة الجامل (‪ )La volonté du Beau‬باملعنى الذي يس ّميه‬
‫« نيتشه « جامال ديونيزوسيا (‪ ،)Beauté Dionysiaque‬شأنه أن يعكس الرؤية الرتاجيدية للحياة التي‬
‫تتم عن قـ ّوة فنية هائلة‪ ،‬أي إرادة االقتدار التي تثري املتعة والنشوة يف الجامل‪.‬‬
‫إ ّن القول عن يشء ما أنه « جميل « معناه التأكيد عىل قوته‪ ،‬فوحده الجامل داللة عىل القوة‪ ،‬مثلام‬
‫القبح داللة عىل الوهن‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلنسان األعىل‪Umbermensech :‬‬
‫‪ -)1‬اإلنسان األعىل والحياة‪:‬‬
‫أزف إليكم بشارة اإلنسان‬‫يعلن « زراداشت « عن فحوى بشارته لإلنسانية قائال‪ << :‬جئت ّ‬
‫األعىل‪ ،)9( >>...‬واملم ّعن ال ّنظر يف خالصة الرسالة التي أدىل بها « زرادشت « ليجد أ ّن غايته الوحيدة‬
‫تنصب عىل تثقيف اإلنسان األعىل (‪ )Le surhomme‬جنبا إىل جنب مع ثقافة إرادة القوة والعود‬
‫األبدي(‪ .* )L’éternel retour‬وإذا كان مفهوم اإلنسان األعىل مفهوما أساسيا يف فلسفة « نيتشه «‬
‫عامة ويف مؤلفة « هكذا تكلّم زرادشت» خاصة‪ ،‬فإ ّن السؤال الذي يطرح‪ :‬ما هي سامت اإلنسان األعىل‬
‫يف فلسفة « نيتشه «‪ ،‬وما هو البعد الدي يتخفى وراءه هدا املفهوم؟‪.‬‬
‫يؤكّـد « زرادشت « فور إعالنه عن نبأ اإلنسان األعىل‪ ،‬أ ّن هذا األخري ينتمي إىل األرض ال إىل عامل‬
‫آخر مفارق‪ ،‬بل إنّه ميثّل يف حقيقته معنى هذه األرض‪<< :‬اإلنسان األعىل هو معنى األرض‪ ،‬فلتجعلوا‬
‫إرادتكم تقول‪ :‬ينبغي أن يكون اإلنسان األعىل معنى األرض>>( ‪،)Nietzsche (F),1993,p291)(10‬‬
‫وبذلك يربط « نيتشه « برباط وثيق بني مفهوم « اإلنسان األعىل وبني الحياة‪ ،‬فاإلنسان األعىل يبارك‬
‫الحياة وال يلعنها‪ ،‬يثني عليها وال يحقّرها‪.‬‬
‫إ ّن اإلنسان األعىل هو ذلك املندفع شوقا صوب الحياة‪ ،‬غايته يف ذلك هي إضفاء الجامل عىل صورة‬
‫نصب نفسه عدوا ضد محقّري الحـياة (‪:)Les contempteurs de la vie‬‬ ‫الحياة ولذلك نـراه قـد ّ‬
‫فهو رافع شعار « موت اإلله» (‪ ،)Dieu est mort‬وهو محارب الوصايا القدمية مناديا برضورة قلب‬
‫للمنيس‪ ،‬للحياة‬
‫ّ‬ ‫القيم (‪ ،)Renversement des valeurs‬وه ّمه الوحيد وراء ذلك إنّ ا هو ر ّد اإلعتبار‬
‫باعتبارها بؤرة الوجود األبدية وحلقة متكررة ال تعرف النهاية‪.‬‬
‫<< إنّ اإلنسان األعىل هو ذلك اإلنسان األقرب إىل الحياة >> (‪ ،)11‬فليس مث ّة سوى الحياة يلهث‬
‫‪36‬‬
‫يف طلبها‪ :‬حياة تستبدل بحياة إىل األبد‪ ،‬موت يتلوه موت وميالد يعقبه ميالد‪ ،‬حياة يف موت وموت يف‬
‫حياة‪ ،‬تلك هي حياة اإلنسان األعىل األبدية التي ما فتئ اإلنسان األعىل يتلذذ بحبها‪ ،‬تلذذ عاشق منتيش‬
‫ير ّدد تحت تأثري الهذيان‪ :‬إنّ ا نحن نؤمن بالحياة األبدية!‪.‬‬
‫إ ّن اإلنسان األعىل هو إنسان ما بعد املسيحية‪ ،‬بل إ ّن ظهوره ما قام إالّ بغية اإلعالن عن موت‬
‫اإلله املسيحي الذي سلب براءة الحياة بإدانتها بتهمة الخطيئة‪ .‬لقد بلغ اإلنسان األعىل من الوعي ما‬
‫مكّـنه من كشف خدعة اإلله املسيحي‪ ،‬فام « الذّنب « ومـا « الخطيئة « إالّ رضب من رضوب االفرتاء‬
‫التهيب من‬ ‫والكذب‪ ،‬أبدعتهام الكنيسة إنتقاما من الحياة‪ ،‬إن هي إالّ ضالالت ابتدعها « القس» بغية ّ‬
‫الحياة‪ ،‬بل إ ّن القس نفسه ليدرك أ ّن أقاويل من هذا القبيل ما هي إالّ الكذب بعينه (‪.)12‬‬
‫الصرب حتى يكتم غيظه من هذه األمور‪ ،‬بل كيف ميكن لقدوة‬
‫ما بقي لإلنسان األعىل مزيد من ّ‬
‫الحياة بأن يطيق عدو الحياة؟!‬
‫إ ّن أفول اإلنسان املسيحي صار أمرا ال بد منه‪ ،‬بل إن اإلنسان األعىل ليرتقّب موت هذا اإلنسان‬
‫وموت إلهه عىل السواء بلهف وشوق حتى يصلح العطب ويداوي الداء ويحارب الكذب ويحطّم‬
‫األصنام أمال يف شفاء الحياة من لذغة أعدائها‪.‬‬
‫إ ّن ما عبد تحت إسم اإلله املسيحي ما كان إلها باملعنى الحق‪ << :‬وإنّ ا إلها عىل مقاس «بولس»>>‬
‫(‪ ،)13‬قاسه مبقياس الشّ فقة والخطيئة والذّنب‪ ،‬وبالجملة إنّه الجرمية ض ّد الحياة‪ ،‬وال غرابة إذن يف موت‬
‫هذا اإلله‪ << :‬وذلك ال يعني موت األمر اإللهي أو موت الشأن املقدّ س [‪ ]...‬إنّ ا اإلله الذي وصفه‬
‫نيتشه باملوت هو إله بولس‪ ،‬إله الضّ عفاء وال ّناقمني والحاقدين عىل الحياة واألقوياء>>(‪.)14‬‬
‫إ ّن موت اإلله الذي نادى برضورته « نيتشه « ليمثل يف نظرنا دعوة القضاء عىل أثر كانت عواقبه‬
‫وخيمة‪ ،‬ونعني بها العدمية التي كانت املسيحية يف نظر « نيتشه»‪ ،‬إحـدى املر ّوجني لها‪ ،‬جنبا إىل‬
‫جنب مع « األفالطـونية « أو ليست املسحية فيام يرى « نيتشه « سوى أفالطونية مسترتة؟!‪ ،‬فكال هام‬
‫ّ‬
‫والشك وال ّريبة‪ ،‬ورضورة تو ّخي الحذر والحيطة‬ ‫‪-‬األفالطونية – املسيحية – أثارا يف نفوس الناس الحرية‬
‫من الحياة‪ ،‬كون هذه األخرية متثّل يف نظرهام مصدر رش مالحق‪ ،‬سببه خطيئة إنسان‪ ،‬ما إنفكت‬
‫اإلنسانية تدفع مثنها‪.‬‬
‫إ ّن « زراداشت» الذي استبرش بشارة اإلنسان األعىل‪ ،‬ليضع هذا األخري يف طريف نقيض مع اإلنسان‬
‫العدمي‪ ،‬ذلك أن اإلنسان األعىل ال يرى يف الحياة ظالما وال هام وال حزنا‪ ،‬وإمنا هي بالضد من ذلك يف‬
‫نظره ‪ :‬نور وفرح وغبطة‪.‬‬
‫إ ّن اإلنسان ال يرىض بسعادة صغرى‪ ،‬وذلك حال اإلنسان األعىل متعطش إىل سعادة كربى‪ ،‬ينفتح‬
‫‪15‬‬
‫بحب هذه الحياة‪:‬‬ ‫مبوجبها أفق حياة متجددة وأبدية‪ ،‬وإ ّن قلبه ملفعم ّ‬
‫هذا و تجدر بنا اإلشارة إىل أ ّن معنى اإلنسان األعىل ال يستوي مع معنى اإلنسان النظري (‪Homo‬‬
‫‪ )Theoreticus‬ذلك أ ّن إرادة اإلنسان األعىل هي إرادة القـ ّوة‪ ،‬بينام إرادة اإلنسان ال ّنظري هي إرادة املعرفة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫إ ّن إرادة اإلنسان األعىل تنزع نزوع الحياة‪ ،‬بينام تنزع إرادة املعرفـة نـزوع «الحقيقة»‪ .‬وها نحن‬
‫أمام نقيضني‪ :‬شغف بالحياة وشغف بالحقيقة(‪ .)Le pathos de la vérité‬ذلك أ ّن اإلنسان ال ّنظري‬
‫منذ أن ظهر‪ ،‬عرف باحثا مخلصا عن « الحقيقة « ومثال « سقراط « خري دليل عىل ص ّحة هذا القول‪،‬‬
‫فمعلوم عن « سقراط « أنّه ك ّرس حياته من أجل املعرفة والحقيقة‪ ،‬بل إ ّن ه ّمه الوحيد وقضيته األوىل‬
‫كانت البحث عن الحقيقة ولو عىل حساب األعراف والتقاليد‪ .‬وما معادلته الشهرية ‪ :‬العقل = الفضيلة‬
‫= السعادة إالّ رضبا من رضوب إرادة الحقيقة‪.‬‬
‫إ ّن إرادة الحقيقة كغاية الغايات بالنسبة لإلنسان ال ّنظري إنّ ا تعني البحث عن عامل حق ال يعاين‬
‫فيه اإلنسان‪ ،‬بيد أ ّن اإلنسان األعىل يبحث عن الحياة فقط‪ ،‬ألنّها وحدها الحقيقة بعينها يف نظره‪،‬‬
‫ولذلك نراه يطلب الحياة باستمرار وينشد العودة إليها دون انقطاع‪ ،‬وإ ّن لسان حاله ليهتف‪ :‬أهذه‬
‫هي الحياة‪ ،‬ألعود ّن إليها من جديد!‪.‬‬
‫يشك أبدا يف أ ّن مثة حقيقة أخرى غري حقيقة الحياة ولذلك تراه باحثا نشطا‬ ‫إ ّن اإلنسان األعىل ال ّ‬
‫كل درب يؤ ّدي إىل الحياة‪ ،‬بينام ترى اإلنسان ال ّنظري بالض ّد من ذلك‪ ،‬يزعم بوجود حقائق مفارقة‬ ‫عن ّ‬
‫ولربا كان ذلك سبب لنسجه‬ ‫رش الحياة‪ّ ،‬‬ ‫للحياة‪ ،‬وذلك حيلة منه للفرار من الحياة‪ ،‬واتّقاءا منه ل ّ‬
‫إستعارات يس ّميها « حقيقة «‪ ،‬يقول « نيتشه» يف هذا الصدد‪ << :‬إنّنا ال نعلم أبدا من أين تأيت‬
‫غريزة** الحقيقة [‪ ،]...‬أن تكون حقيقي‪ ،‬ذلك يعني استحضار كنايات لإلستعامل >> (‪ ،)16‬ولذلك‬
‫كانت إرادة الحقيقة‪ ،‬إرادة كذب عىل الحياة‪ ،‬وإرادة ضا ّرة باإلنسان‪ ،‬مثلها يف ذلك مثل « إرادة العـدم»‬
‫تكشف يف جوهرها ويف عمقها عن تشاؤم رهيب‪ << :‬وإنّ ال ّتشاؤم لهو أوىل أشكال العدمية >> (‪.)17‬‬
‫ذلك هو أه ّم ما يتّسم به اإلنسان النظري‪ ،‬إميانه بوجود « الحقـائق»‪ ،‬وهو بذلك يقع يف طريف‬
‫نقيض مع اإلنسان األعىل‪ ،‬الذي ال يؤمن بحقيقة قطّ‪ ،‬الله ّم إالّ حقيقة الحياة‪ ،‬بوصفها الحقيقة الوحيدة‬
‫للصدق وما عدا ذلك فكلّه هراء وكذب‪.‬‬ ‫القابلة ّ‬
‫وبعد إذا كان اإلنسان األعىل ال يجد ضالّته يف منوذج اإلنسان األخري وال حتى يف منوذج اإلنسان‬
‫الديني‪-‬املسيحي‪ ،‬وكذلك اإلنسان ال ّنظري‪ ،‬كام أرشنا إىل ذلك سالفا‪ ،‬فإ ّن السؤال الذي يُطرح‪ :‬ما هو‬
‫ال ّنموذج األقرب إىل كنية اإلنسان األعىل؟‪.‬‬
‫‪ -)2‬اإلنسان األعىل إنسان جاميل‪:‬‬
‫تقول « لوسالومي « ‪ <<: « ***Lous Salomé‬إنّ اإلنسان األعىل ليس إنسانا مساملا أو إنسانا‬
‫رس اإلنتهاك ولو عىل حساب ذاته‪ ،‬نجد فيه قسوة فنان >>(‬ ‫شهويا‪ :‬إنّه محارب [‪ ]...‬نجد يف شخصه ّ‬
‫‪.)Andreas (L),1992,p156 )(18‬‬
‫يحيل تعريف « لوسالومي « لإلنسان األعىل‪ ،‬أ ّول ما يحيل إىل أ ّن هذا األخري يعني صنفا من اإلنسان‬
‫استكملت قـ ّوته واعتدلت طبيعته‪ .‬إنسان قاهر لذاته ‪،‬قايس قسوة فنان‪! ‬‬
‫إ ّن حقيقة اإلنسان األعىل يف نظرنا‪ ،‬هي أنّه إنسان جاميل‪ ،‬استحدثه « نيتشه « بغية تزيني اإلنسان‬
‫وتجميله‪ ،‬وبغية جعل الحياة جميلة ال ّنظر ال خوف منها وال قرف‪ .‬ومن مث ّة فإن اإلنسان األعىل ليس‬
‫محل تفاؤل‬
‫إنسان تدنيس وإنّ ا هو فن تزيني اإلنسان والحياة عىل حد السواء‪ ،‬بطابع يجعل الحياة ّ‬
‫‪38‬‬
‫ال تشاؤم‪ ،‬اإلنسان األعىل كام عرب عن ذلك «ميشال أونفراي « ‪،Michel onfray‬النيتشوي الفرنيس‬
‫كل إمكانات التشاؤم >> (‪ ،)19‬يج ّمل الحياة ويجعلها جديرة بالعيش‪.‬‬
‫املتمرد‪ << :‬يقيص ّ‬
‫بكل صنوف التجميل والتزيني بشكل يح ّول الحياة إىل‬ ‫تلك هي غاية اإلنسان األعىل ه ّمه اإلستلذاذ ّ‬
‫رس الناظرين‪ ،‬أو إىل غواية تثري اإلعجاب وتش ّد األنظار إليها‪.‬‬‫تحفة ت ّ‬
‫إ ّن اإلنسان األعىل عىل ح ّد تعبري « ماتيو كسلر « ‪ <<:Mathieu Kessler‬هو أوال فيلسوف وفنان‪،‬‬
‫للصورة الجميلة التي‬‫مبعنى أنّه محطّم ومبدع >> (‪ ،)20‬إنسان محطّم للوجه القايس للحياة ومبدع ّ‬
‫تزيّن الحياة وتن ّم عن فيض حياة وقـ ّوة‪ .‬وهنا يلعب اإلنسان األعىل يف نظرنا نفس الدور الذي كان‬
‫يلعبه « ديونيزوس» يف الثقافة الرتاجيدية اليونانية‪ ،‬أين كان الفن الديونيزويس‪ ،‬قـ ّوة عالجية هائلة‬
‫ترغّب يف الحياة وال تنفّـر منها‪.‬‬
‫كل معرفة‪ << :‬ذلك أنّ‬ ‫إ ّن غاية الغايات بالنسبة لإلنسان األعىل هي إقرار الفن يف الوجود مكان ّ‬
‫تنم عن ضعف أو صعوبة ملواجهة‬ ‫« نيتشه» ال يأخذ برأي تلك النظرة التي ترى أنّ الحاجة إىل الفن ّ‬
‫الحياة وجها لوجه‪ ،‬بل عىل العكس من ذلك‪ ،‬فهو ينظر إليه –الفن– كمصدر لنمو القوة‪ ،‬كقـ ّوة‬
‫للتحول‪ ،‬كطبيعة فنان >> (‪ .)21‬فالفن الذي يسعى إليه اإلنسان األعىل‪ ،‬مبا هو فن تجميل الوجود‬
‫وتزيينه‪ ،‬داللة عىل اإلحساس بالقوة‪ ،‬بل و عىل منوها‪ .‬إ ّن التجميل عبارة عن إرادة منترصة تنسجم من‬
‫خاللها الرغبات القـويّة يف شكل جميل يثري املتعة ويحمل عىل اإلقبال‪.‬‬
‫لتبي لنا أنّه ين ّم عن صورة اإلنسان الفـنان‪ ،‬أو اإلنسان الجاميل‪،‬‬
‫ولنئ حقّقنا يف أمر اإلنسان األعىل‪ّ ،‬‬
‫الذي يحكم عىل الوجـود بأنّه جميل ومن مث ّة يستحق أن نحـياه‪ ،‬أو نحيا الحياة ملئها‪ .‬ذلك أ ّن هذا‬
‫اإلنسان– األعىل‪ ،‬وهو يثني عىل الحياة ويقول « نعم» للحياة‪ ،‬إنّ ا يعني ذلك انه ال يرى يف الحياة سوى‬
‫جامال‪ ،‬أو باألحرى ال يرى سوى تجميله للحياة‪ .‬وحيثام وجد الجامل وجدت القـ ّوة‪ ،‬ومن مثة صدق‬
‫القـوي وهو نفسه اإلنسان األعىل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القول‪ :‬كن قـويّا ترى العامل جميال‪ .‬فاإلنسان املجمل هو اإلنسان‬
‫شغله الشاغل هو صناعة الجميل من أجل أن تصبح الحياة جديرة للعيش‪،! ‬و بالتايل مساعدتها عىل‬
‫التخلص من إحساسها بالذنب‪ ،‬والعـودة إىل براءتها و تحريها من إرادة العدم التي سجنت فيها‪.‬‬
‫إ ّن الغرض من خالل وقوفنا عىل فكـريت إرادة القوة واإلنسان األعىل ‪،‬هو قراءة مخالفة لتلك‬
‫القراءات اإليديولوجية التي حملت نيتشه ما مل نجده يف نصوصه‪. ! ‬وعليه كانت القراءة الجاملية‬
‫لبعد هدين املفهومني هي القراءة األقرب إىل القراءة األصيلة‪.‬من هنا دافعنا عىل أن هدين املفهومني‬
‫مفهومني جامليني نحتهام «نيتشه» بغية تعرية العدمية و تحرير اإلنسان من إرادة العدم‪،‬و دفعه إىل‬
‫تربير العامل تربيرا جامليا ال تربيرا عدميا ‪.‬‬
‫قامئة املصادر واملراجع‬
‫‪(1)- Nietzsche (F), Ainsi Parlait Zarathoustra, Friedrich Nietzsche Oeuvres, Edition dirigé‬‬
‫‪par Jean Lacoste et Jacques le rider, Ed. Robert Laffont, Paris, 1993, «De la victoire sur soi-‬‬
‫‪même», P 372.‬‬
‫‪(2)- Voir : Nietzsche (F), Ainsi Parlait Zarathoustra, Op. cit,» Lire et écrire «, P 313.‬‬
‫‪(3)- Edelman Bernard, Nietzsche un continent perdu, P.U.F, 1999, P 53.‬‬
‫(*)‪ -‬يعترب هذا الكتاب من املؤلفات األخرية التي نرشت بعد وفاة « نيتشه»‪ ،‬وهو منسوب إىل ‹نيتشه» الذي متنى‬
‫‪39‬‬
‫ فجمعت شقيقته « اليزابت‬، ‫ إال أن « الجنون « حرمه من ذلك‬، « ‫يوما أن يضع عمال منسقا هو « إرادة القوة‬
‫ وذلك بعد أن شوهت الكثري من آراء‬، ‫فوسرت « أشتاته ثم قامت بنرشه بعد وفاة شقيقها تحت عنوان إرادة القوة‬
:‫ راجع يف هذا الصدد‬. ‫ مثل مفهوم إرادة القوة واإلنسان األعىل‬،‫« نيتشه» التي جعلتها تتامىش والتطلعات النازية‬
.‫ الجزء األول‬،‫ مرجع سابق‬،‫ يف مقدمة ترجمته لكتاب إرادة القوة‬Geneviève Bianquis ‫تعليق‬
(04)- Ferry Luc, Homo Aestheticus, Ed. Grasset, Paris 1990, P. 258.
(05)- Kessler Mathieu, « L’art a plus de valeur que la vérité», Magazine littéraire Hors-série N°
34-ème Trimestre, 2001, P 47.
(06)- Jaspers karl, Nietzsche, Introduction à sa philosophie, Trad. Henri Niel, Gallimard,
1950, P. 313.
(07)- Nietzsche (F), La volonté de puissance,trad.Genevieve Bianquis Vol. I,gallimard,1995,
P 251, Aph (96).
(08)- Nietzsche (F), La généalogie de la Morale, Friedrich Nietzsche Œuvres, Op cit, P. 843,
Aph (6).
(09)- Nietzsche (F), Ainsi parlait Zarathoustra, Op. cit, «Le prologue de Zarathoustra», P 291,
Aph (3).
Le( ‫ حينام كان يتج ّول يف بحرية سيلس مـاريا‬،‫ العود األبدي – أمام « نيتشه « كالصاعقة‬- ‫ تجلت هذه الفكرة‬-*
‫ وخالصتها أنّ الحياة تتك ّرر عددا المتناهيا‬،‫ أين هبطت عليه فكرة العود األبدي‬،‫) بسويرسا‬lac de sils –Maria
:‫ راجع يف هذا الصدد تعليق‬،‫من املرات‬
Safranski (R), Nietzsche Biographie d’une pensée,trad.nicole casanova,actes sud,2000,p 209.
(10)- ibidem.
(11)- Edelman (B), Nietzsche un continent perdu, Op.cit, P 53.
)12(- Voir : Nietzsche (F), L’antéchrist suivi de Ecce Homo, Trad. Jean Claude Henerey,
Gallimard, 1974, P. 51, Aph (38).
)13(- Ibid,p P6465-, Aph (47).
،2008 ،‫ الطبعة األوىل‬،‫ بريوت‬،‫ الشبكة العربية لألبحاث والنرش‬،‫ نقد الحداثة يف فكر نيتشه‬،‫ الشيخ محمد‬-)14(
.730-729 ‫ص‬
)15(- Voir : Schlechta Karl, Le cas Nietzsche, Ed. Gallimard, 1960, P. 26.
28 ‫ و ص‬11 ‫ ص‬: ‫ أنظر مثال‬،‫ ينعت نيتشه الحقيقة مبصطلح الغريزة يف عدة مواقع من الكتاب اآليت ذكره‬-**
: ‫من الكتاب األيت ذكره‬
(16(- Nietzsche (F), Vérité et Mensonge au sens Extra–Moral, Tard. Nils Gascuel, Lecture de
François Warin et Philipe Cardinali, Ed. Actes sud, 1997, P 17, Aph (1).
(17)- Nietzsche (F), Le Nihilisme européen, Introduction et traduction par Angèle Kremer-
Marietti, Ed. Kimé, Paris, 1998, P 35, Aph (9).
-1937 1861( »‫ إىل روما حيث إلتقى «بلوسالومي‬Paul Rée(( »‫ تلقى «نيتشه» دعوة من صديقه « بول ريه‬-***
‫ إال‬،‫ ولقد طلب «نيتشه» منها الزواج‬، ‫ رحلت من روسيا إىل ايطاليا‬،‫) وهي شابة روسية عىل قدر كبري من الذكاء‬
.‫ إذ أن اهتاممها « بنيتشه» كان منصبا عىل فكره ال شخصه‬،‫أنها رفضت‬
)18)- Andreas Lous- Salomé, Friedrich Nietzsche à travers ses œuvres, Tard . J .Benoist, Ed.
Grasset, Paris, 1992, P. 156.
)19(- Onfray Michel, La sagesse tragique du bon usage de Nietzsche, Livre de poche, Librairie
générale Française, 2006, P. 126.
)20(- Kessler (M), «L’art a plus de valeur que la vérité», Magazine littéraire, Hors-Série, Op.cit, P 47.
)21(- Bouveresse Renée, L’expérience esthétique, Ed. Armand Colin/Masson, Paris, 1998, P. 44.
40

You might also like