You are on page 1of 23

‫التزكية‬

‫الجزاء ‪ :‬الجنة و النار‬

‫الوضعية ‪:‬‬
‫شاهد أحمد مناظرة في التلفزة حول عذاب يوم القيامة فقال األول ‪ ( :‬إن المسلمين هم وحدهم من يدخل الجنة )‪ .‬و قال الثاني ‪:‬‬
‫( كيف يدخل النار من كان كافرا و انقذ البشرية باختراعاته للدواء أو الكهرباء ‪ ) ...‬فاستشهد‪ 3‬األول بقوله تعالى ‪ ( :‬و من يبتغ غير‬
‫االسالم دينا فلن يقبل منه ‪ .‬و هو في اآلخرة من الخاسرين ) سورة آل عمرا اآلية ‪ . 85‬و استشهد الثاني بقوله تعالى ‪ (:‬و ال تزر‬
‫وازرة وزر أخرى ‪ .‬و ما كنا معذبين حتى نبعث رسوال ) سورة االسراء اآلية ‪ . 15‬فقال األول ‪ ( :‬لذلك كان علينا معرفة الجنة و‬
‫النار ألنهما المصير الذي سنؤول إليه ) فقال الثاني ‪ (:‬ال أريد أن أعرف عالم الغيب أكثر مما أعرف عالم الشهادة )‬

‫ما رأيك في أدلتهما ؟‬

‫حديث عن أبي هريرة‬ ‫سورة محمد اآلية ‪13‬‬ ‫األسناد ‪ :‬سورة الكهف اآليات ‪31...29‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يبين النص األول حرية االنسان في اختيار عقيدته ‪.‬‬

‫يبين النص األول نعيم أهل الجنة و عذاب أهل النار ‪.‬‬

‫يبين النص الثاني جزاء المؤمنين و جزاء الكافرين ‪.‬‬

‫يبين حديث أبي هريرة عندما خلق هللا الجنة و النار فحفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬الجزاء بالجنة و النار و األدلة على ذلك ‪.‬‬

‫الجنة لغة ‪ :‬هي البستان و المكان الذي فيه زرع و ثمار و أشجار ‪ ،‬فيتوارى من سار فيها و تستره ‪.‬‬

‫و اصالحا ‪ :‬هي الدار التي أعدها هللا تعالى لثواب المؤمنين في اآلخرة ‪.‬‬

‫هي دار الخلود و الكرامة التي أعد هللا لعباده المؤمنين ‪ :‬و أكرمهم بالنظر إلى وجهه الكريم ‪ :‬و فيها من النعيم المقيم األبدي ‪ .‬قال‬
‫تعالى في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري و مسلم "عن أبي هريرة رضي هللا عنه أنّ الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم قال‪،‬‬
‫قال هللا تعالى‪ :‬أعددت لعبادي الصالحين ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‪ .‬وفي بعض رواياته‪ :‬وال يعلمه ملك‬
‫مقرب وال نبي مرسل"‪  .‬و قال تعالى ‪ ( :‬فال تعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) سورة السجدة اآلية‬
‫‪. 17‬‬

‫عن أبي هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬عن الرسول ‪-‬عليه الصّالة والسّالم‪" -‬أنّ الجنة مائة درجة أع ّدها هللا للمجاهدين في سبيله بيْن‬
‫هللا فسلوه الفردوس فإنه وسط الج ّنة وأعلى الج ّنة‪ )... ،‬أخرجه البخاري‬‫الدرجتيْن كما بين السماء واألرض‪ ،‬فإذا سألت ُم َ‬

‫النار في اللغة ‪ :‬هي اللهيب الذي تراه العين و يحس االنسان حرارته ‪.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬هي دار العذاب التي أعدها هللا في اآلخرة للكافرين الذين كفروا باهلل و عصوا رسله ‪.‬‬

‫عن النعمان بن بشير رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬إن أهون أهل النار عذابا من له نعالن و شراكان‬
‫من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا ‪ ،‬و إنه ألهونهم عذابا ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫و قد ربط هللا تعالى الجنة بأعمال الخير في الدنيا تحفيزا لإلنسان ليقوم بها ‪ :‬فيكون مفيدا و ايجابيا في الدنيا و فائزا في اآلخرة ‪ :‬كما‬
‫ربط النار بكل أنواع الشر و اإلثم التي نها هللا عنها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و هذا مستقيم و منطقي عقال و نقال ‪:‬‬

‫فمن العقل أن وجود اإلنسان في هذا الكون إذا لم يربط بالجزاء كان وجوده و عمله عبثا فتميل ترفاته إلى الظلم و الطغيان ‪ :‬فتختل‬
‫موازين العيش المشترك و تتحول الحياة إلى جحيم ال يطاق ‪ :‬و هو ما ال يقبله العقل و المنطق ‪.‬قال تعالى ‪ ( :‬أفحسبتم أنما خلقناكم‬
‫عبثا و أنكم إلينا ال ترجعون ) سورة المؤمنون اآلية ‪.116‬‬

‫أما نقال فقد أخبرنا هللا سبحانه و تعالى أن الجنة مأوى المؤمنين و أنها مراتب و درجات تتناسب‪ 3‬مع مستوى االيمان و التقوى و‬
‫العمل الصالح الذي يقدمه االنسان في الحياة الدنيا ‪ .‬قال تعالى ‪ (:‬و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي‬
‫المأوى ) سورة النازعات اآليتان ‪. 40 – 39‬‬

‫إن قضايا الجنة و النار من األمور الغيبية التي ال يستطيع االنسان أن يبحث و يجتهد فيها ‪ ،‬بل ينبغي عليه أن يكتفي في هذا المجال‬
‫أن يكتفي بما أخبر به هللا تعالى في كتابه العزيز و ما أخبر به رسوله الكريم صلى هللا عليه و سلم ‪.‬و يؤمن به إيمانا راسخا ال يشوبه‬
‫شك أو ريب ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬الجزاء األخروي من عدل هللا تعالى و رحمته ‪:‬‬

‫عدله تعالى‬

‫إن من تمام حكمة‪ 3‬هللا و عدله سبحانه و تعالى أن يفرق بين وليه و عدوه ‪ ،‬و أهل طاعته و أهل معصيته ‪ ،‬و من عبده و من عبد‬
‫غيره ‪ ،‬و إال فالتسوية بين هؤالء جميعا من الظلم الذي يناقض العدل و الحكمة ‪ ...‬فإذا كان المخلوق ال يساوي بين عدوه و وليه ‪ ،‬و‬
‫يعد ذلك في عقول الناس و أفهامهم و أعرافهم سفها و جهال و ظلما ‪ ،‬فكيف برب العالمين سبحانه ؟‪! ‬‬

‫رحمته تعالى ‪:‬‬

‫ال شك أن هللا هو أرحم الراحمين ‪ ،‬و أن رحمته وسعت كل شيء لذلك ال بد أن نفرق بين رحمة هللا العامة التي تكون في الدنيا فيرحم‬
‫العباد جميعا عاصيا و طائعهم ‪ ،‬مؤمنهم و كافرهم ‪.‬و رحمة هللا الخاصة التي تكون في اآلخرة و ال تكون إال للمؤمن و ليس للكافر‬
‫منها نصيب ‪ .‬قال تعالى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم‪ . 3‬ساء‪3‬‬
‫ما يحكمون ) الجاثية ‪ . 20‬و قال تعالى ( أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في االرض أم نجعل المتقين كالفجار )‬
‫سورة ص اآلية ‪ . 27‬و قال تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ‪ .‬ما لكم كيف تحكمون ) القلم ‪36 – 35‬‬

‫علمه تعالى ‪:‬‬

‫علم هللا تعالى مطلق ال يقيده زمان – و ليس كعلم العباد – لذلك فهو يعلم كل شيء و يعلم ما سيفعل العباد و ال يعذب العباد بمقتضى‬
‫العلم و القدر ‪ ،‬و لكن يعذبهم بأعمالهم التي اكتسبوها باختيارهم و قدرتهم قال تعالى ( ال يكلف هللا نفسا إال وسعها ‪ .‬لها ما كسبت‪ 3‬و‬
‫عليها ما اكتسبت ) سورة البقرة اآلية ‪ . 285‬و قال تعالى ( و ال تجزون إال ما كنتم تعملون ) يورة يس اآلية ‪ . 53‬و هللا سبحانه‬
‫قد أقام الحجة على عباده بإرسال الرسل ‪ .‬قال تعالى ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسوال ) اإلسراء ‪ . 15‬فأنزل هللا الكتب و بين‬
‫طريق الخير من طريق الشر و أعطى للعباد قدرة ليختاروا عملهم قال تعالى ( من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها ‪ .‬و ما‬
‫ربك بظالم للعبيد ) سورة فصلت اآلية ‪. 45‬‬

‫االمتدادات السلوكية‬

‫َم ْنع النفس عن الهوى والمعاصي؛ لتكون الج ّنة هي المأوى‪.‬‬

‫الرضا باليسير من ُأمور الدنيا‪ ،‬ألنّ ثمن الج ّنة هو تر ُ‬


‫ك الدنيا والزهد فيها‪.‬‬

‫الحرص على الطاعات والتعلق بها‪ ،‬فتكون سببًا في المغفرة ونيل الج ّنة‪.‬‬

‫ً‬
‫شفاعة ألن هللا عزوجل لو غفر لواحد منهم منحه الشفاع َة ألصحابه‪.‬‬ ‫محبّة الصالحين ومالزمتهم؛ ففي مخالطتهم ومجالستهم‬

‫اإلكثار من الدعاء بأن يرزقه هللا الجنة ويفتح له أبواب الخير‬

‫‪2‬‬
‫جدول لبعض المعلومات عن الجنة و النار‬

‫النار‬ ‫الجنة‬
‫النار – جهنم ‪ -‬الهاوية –السعير –‬ ‫الجنة – النعيم – الفردوس – دار المتقين‬ ‫أسماؤها‬
‫الجحيم –الحطمة –سقر – سجين –‬ ‫– دار الخلد – جنة عدن ‪......‬‬
‫السموم ‪...‬‬
‫النار دركات‬ ‫الجنة درجات‬ ‫أبوابها‬
‫لها سبعة أبواب‬ ‫لها ثمانية أبواب ( باب الصالة ‪ -‬باب‬
‫الصدقة باب الجهاد – باب الريان ‪ -‬باب‬
‫األيمن – باب التوبة – باب الكاظمين‬
‫الغيظ ‪)..‬‬
‫ملك اسمه (مالك )‬ ‫ملك اسمه ( رضوان )‬ ‫خازنها‬
‫نهر الويل لمن هم عن صالتهم ساهون‬ ‫الكوثر – أنهار من ماء – أنهار من‬ ‫أنهارها و عيونها‬
‫نهر غي لمن أضاعوا الصالة‬ ‫حليب – أنهار من عسل مصفى ‪ -‬أنهار‬
‫نهر سقر لتاركي الصالة‬ ‫من خمر ال يسكر – عين سلسبيل ‪ -‬عين‬
‫تسنيم ‪.....‬‬

‫‪3‬‬
‫االقتداء ‪:‬‬

‫غزوة بدر و أحد ( دروس و عبر )‬


‫الوضعية ‪:‬‬

‫وقع نقاش بين مناهض لإلسالم و مدافع عنه فقال المعادي لإلسالم أنه انتشر بفضل السيف و الحروب و قال الثاني أن الحروب‬
‫كانت من أجل تحرير الشعوب من االحتالل الذي استعبد شعوبها كما وقع في العراق و الشام و شمال افريقيا ‪ ،‬و انتشر بالتجارة و‬
‫الدعوة السلمية في كل بقاع العالم ‪ ...‬ثم قال األول أن النبي صلى هللا عليه و سلم نفسه قام بحروب و غزوات و قتل فيها الكثير ‪.‬‬
‫فقال الثاني ‪ :‬في كل الغزوات كان المسلون في موقف دفاع و ليسوا في موقف هجوم ‪.‬‬

‫ما رأيك فيهما‪ 3‬؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫سورة آل عمران اآلية ‪152‬‬ ‫سورة آل عمران اآليات ‪.126 -123‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يذكر النص األول انتصار المسلمين في غزوة بدر‬

‫يبين النص األول أن المسلمين انتصروا بصبرهم و بعون من هللا ‪.‬‬

‫يقرر النص األول أن النصر في غزوة بدر كان بشرى لالنتصارات القادمة ‪.‬‬

‫يبين النص الثاني أن الهزيمة في غزوة أحد كانت بسبب عصيان أمر الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬

‫يبين النص الثاني أن الهزيمة في غزوة أحد كانت امتحانا للمسلمين كانت درسا لالعتبار ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬غزوة بدر ‪.‬‬

‫‪: 1‬أسباب و نتائج المعركة ‪:‬‬

‫رغم التعذيب الذي تعرض له المسلمون من طرف كفار قريش و رغم مصادرتهم ألموال المسلمين و حصارهم لهم ‪ ...‬رغم ذلك فقد‬
‫أمرهم النبي صلى هللا عليه و سلم المسلمين بالصبر ‪ ،‬و نصحهم بالهجرة إلى الحبشة ثم أمرهم بالهجرة إلى يثرب ‪.‬‬

‫و بعد الهجرة أسسوا الدولة االسالمية القائمة على األخوة و السالم و العدل و حسن الجوار ‪ ...‬وفي شهر رمضان من السنة الثانية‬
‫للهجرة علم المسلمون بقافلة لقريش رجعت من الشام و ستمر قرب المدينة و كان يقودها أبو سفيان ‪ ،‬فأراد المسلمون اعتراضها‬
‫من أجل استعادة األموال التي صودرت منهم في مكة ‪ :‬و في نفس الوقت تحركت جيوش قريش لحماية قافلتهم فالتقى جيش‬
‫المسلمين البالغ ثالثة مائة و أربعة عشر مقاتال مع جيش قريش البالغ ألف مقاتل بالقرب من آبار بدر ( و هي أقرب إلى المدينة‬
‫من مكة ) يوم الجمعة‪ 3‬سابع عشر من رمضان ‪ ،‬فانتصر المسلمون و قتلوا سبعين من المشركين و أسروا سبعين آخرين ‪ .‬في‬
‫حين استشهد اربعة عشر من المسلمين وغنموا الغنائم كتعويض عما اغتصب منهم في المرحلة المكية ‪.‬‬

‫‪ : 2‬الدروس و العبر ‪:‬‬

‫استشارة الرسول صلى هللا عليه و سلم ألصحابه في الخروج إلى لقاء العدو و في اختيار موقع المعركة من طرف الصحابي الجليل‬
‫الحباب بن المنذر ‪.‬‬

‫التوكل على هللا رغم قلة المقاتلين و العتاد ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التخطيط الجيد للمعركة و حسن إدارتها ‪.‬‬

‫صبر المسلمين و استماتتهم في الدفاع عن دين هللا و رسوله و التصميم على استرجاع قوقهم المسلوبة ‪.‬‬

‫االنضباط للقيادة الحكيمة و طاعة الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬

‫دفاع المسلمين المظلومين عن الحق في مقابل هجوم قريش الهادف الى االعتداء ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬غزوة أحد ‪.‬‬

‫‪ : 1‬أسباب و نتائج المعركة ‪:‬‬

‫بعد عام من هزيمة قريش في عزوة بدر جمعوا أمرهم و قرروا االنتقام و الثأر و ذلك بالقضاء على النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و‬
‫بذلك يمكنهم استرجاع المهابة و االحترام أمام العرب جميعا و القضاء على االسالم بقيادة أبي سفيان ‪ ،‬فقصدوا المدينة المنورة‬
‫بجيش عدده ثالثة أالف مقاتل ‪ ،‬فاستشار النبي عليه السالم أصحابه و رأى أن يبقى المسلمون في المدينة ويتحصنوا بها و يدافعوا‬
‫عنها ‪ ...‬و لكن الصحابة فضلوا الخروج لمالقاة العدو الذي وصل إلى ضواحي المدينة ‪ ،‬فخرجوا يوم الخامس عشر من شوال من‬
‫السنة الثالثة للهجرة في جيش بلغ ألف مقاتل لمالقاة قريش قرب (جبل أحد ) ‪ ...‬و في الطريق رجع ثالث مائة من المنافقين‬
‫بقيادة عبد هللا بن أبي بن سلول إلى المدينة و بقي فقط سبع مائة من المسلمين ثم أمر النبي عليه السالم خمسين من رماة النبال أن‬
‫يبقوا فوق( جبل الرماة ) و ال ينزلوا منه إال بأمر منه عليه الصالة و السالم ‪ ...‬فانتصر المسلمون في البداية لكن نزول الرماة من‬
‫الجبل جعل خالد بن الوليد و جيشه ( و كان يومئذ ال يزال من المشركين ) أن يباغتهم من الخلف و يحول الهزيمة إلى انتصار ‪،‬‬
‫فقتل سبعون من المسلمين و شج وجه النبي عليه السالم و كسرت رباعيته ‪ ...‬و شيع أنه عليه الصالة و السالم قتل ‪ .‬فبقي النبي‬
‫عليه السالم يثبت المؤمنين في أرض المعركة ‪.‬قال تعالى ( حتى إذا فشلتم و تنازعتم في االمر و عصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون‬
‫‪ .‬منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد اآلخرة ‪.‬ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ‪ .‬و لقد عفا عنكم ‪ .‬و هللا ذو الفضل العظيم ) سورة آل‬
‫عمران اآلية ‪. 152‬‬

‫في اليوم المالي لغزوة أحد نزل قوله تعالى ( فبما رحمة من هللا لنت لهم ‪ .‬و لو كنت فظا غليظ القلب النفظوا من حولك ‪ .‬فاعف‬
‫عنهم و استغفر لهم و شاورهم في االمر ‪ .‬فإذا عزمت فتوكل على هللا ‪ .‬إن هللا يحب المتوكلين ) سورة آل عمران اآلية ‪ . 159‬فجمع‬
‫النبي عليه الصالة و السالم أصحابه الستخالص الدروس ‪ ،‬و علمهم أن الهزيمة ليست نهاية الطريق ‪ ،‬و لكنها امتحان يميز هللا به‬
‫الصابرين الصادقين من المنافقين أصحاب األغراض و المطامع الشخصية ‪ .‬فكانت‪ 3‬فرصة لتجديد العزم و التخطيط الجيد و تجاوز‬
‫األخطاء ‪.‬قال تعالى ( و ال تهنوا و ال تحزنوا و أنتم األعلون إن كنتم مؤمنين ‪ .‬إن يمسسكم فرح فقد مس القوم قرح مثله ‪ .‬و تلك‬
‫األيام نداولها بين الناس ‪ .‬و ليعلم هللا الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء ‪ .‬و هللا ال يحب الظالمين ‪ .‬و ليمحص هللا الذين آمنوا و يمحق‬
‫الكافرين ‪ .‬أم سبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم هللا الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين ) سورة آل عمران اآليات ‪. 142—139‬‬

‫‪ : 2‬الدروس و العبر ‪:‬‬

‫لزوم طاعة األمير أو القائد و عدم االختالف عليه من أسباب النصر ‪.‬‬

‫إن االختالف و التنازع من أسباب الفشل و الهزيمة أمام العدو ‪ .‬قال تعالى ‪ (:‬و أطيعوا هللا و رسوله ‪ .‬و ال تنازعوا فتفشلوا و تذهب‬
‫ريحكم ‪ .‬و اصبروا ‪ .‬إن هللا مع الصابرين ) سورة األنفال اآلية ‪. 47‬‬

‫نبه هللا تعالى إلى خطورة سيطرة المال و حب الدنيا على النفس رغم الفقر و شدة الحاجة ‪.‬‬

‫إن التوكل على هللا من أعظم أسباب النصر قال تعالى ( إن ينصركم هللا فال غالب لكم ‪ .‬و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده‬
‫‪ .‬و على هللا فليتوكل المؤمنون ) سورة آل عمران اآلية ‪.160‬‬

‫إن االخالص و الصدق من أسباب النصر على األعداء ‪.‬‬

‫إن المنافقين في كل زمان و مكان يكيدون لإلسالم و أهله ‪ .‬و يدبرون المكائد و يخذلون المؤمنين في مواطن الشدة ‪.‬‬

‫إن حكمة‪ 3‬هللا تعالى و سنته في رسله و أتباعهم أن ينتصروا تارة و ينهزموا أخرى لكن تكون لهم العاقبة ‪ ،‬فلو أنهم انتصروا دائما‬
‫لم يحصل المقصود من البعثة و الرسالة ‪ .‬فاقتضت حكمة هللا أن جمع لهم بين األمرين ليتميز من يتبعهم و يطيعهم للحق و ما جاءوا‬
‫به ممن يتبعهم على الظهور و الغلبة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ميزت محنة ( غزوة أحد ) بين المؤمن و المنافق الذي دخل االسالم ظاهرا بعد انتصار المسلمين في ( غزوة بدر ) قال تعالى ( ما‬
‫كان هللا ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) سورة آل عمران اآلية ‪179‬‬

‫هيأ هللا نفوس المسلمين في ( غزوة أحد ) لتلقي نبأ وفاة الرسول صلى هللا عليه و سلم بعد ذلك ‪ ،‬و في ها تعليم للمسلمين أن رباط‬
‫المسلمين برسولهم إنما يكون عن طريق ما جاء به من تعاليم و سنن و ما حث عليه من توجيهات و إرشادات و إن هذه العالقة‪ 3‬هي‬
‫الحبل الموصول الذي يربطهم بنبيهم حيا و ميتا ‪ .‬فواجب المسلم هو الثبات على العقيدة و الجهاد في سبيلها و الوفاء لها في حياة‬
‫النبي عليه الصالة و السالم و بعد وفاته ‪.‬‬

‫‪ : 3‬االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أن أطيع هللا و رسوله ‪.‬‬

‫آخذ العبرة من مدى تضحية األسالف من أجل نشر دين هللا الحنيف ‪.‬‬

‫أستشير أساتذتي و من لهم تجربة في الحياة‬

‫أدافع عن االسالم بسالح العلم و السلم ‪.‬‬

‫أخطط لكل مشروع أو إنجاز أنوي القيام به ‪.‬‬

‫غزوة أحد‬ ‫غزوة بدر‬


‫يوم ‪ 15‬شوال من السنة الثالثة للهجرة‬ ‫يوم الجمعة ‪ 17‬رمضان من السنة الثانية‬ ‫التاريخ‬
‫للهجرة‬
‫قرب جبل أحد و هو بضواحي المدينة‬ ‫آبار بدر جنوب المدينة بحوالي ‪155‬‬ ‫المكان‬
‫المنورة ( حوالي ‪ 6‬كيلومتر )‬ ‫كيلومترا و شمال مكة ‪310‬كيلومترا و‬
‫شرق البحر األحمر بحوالي ‪ 30‬كيلومترا‬
‫عدد المسلمين هو ‪ 700‬مقاتل‬ ‫عدد المسلمين ‪ 314‬مقاتال فيهم فارسان و‬ ‫الجيش‬
‫عدد الكفار هو ‪ 3000‬مقاتل‬ ‫سبعون بعيرا و الباقون مشاة‪... 3‬و كان‬
‫قائدهم هو الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬
‫و جيش قريش عدده ألف مقاتل بسالحهم‬
‫و خيلهم و كان يقودهم أبو سفيان‬
‫اقترح النبي صلى هللا عليه و سلم‬ ‫استشار النبي صلى هللا عليه و سلم‬ ‫االستشارة و التخطيط‬
‫التحصن بالمدينة و اقترح المسلمون‬ ‫المسلمين فأشاروا عليه بلقاء العدو ‪ .‬و‬
‫الخروج لمالقاة العدو ‪ .‬و لما خرجوا إلى‬ ‫استشار الحباب بن المنذر فأشار على‬
‫أحد أمر خمسين من الرماة بعدم النزول‬ ‫رسولنا الكريم بتغيير المكان إلى مكان‬
‫من الجبل فعصوا أمره ‪ .‬و في اليوم‬ ‫مرتفع و التزود بالماء و السيطرة على‬
‫الموالي للمعركة نزل الوحي ليأمر النبي‬ ‫اآلبار ‪.‬‬
‫عليه السالم باستشارة المؤمنين‪.‬‬
‫خرجت قريش للقضاء على الرسول صلى‬ ‫كان المسلمون يريدون اعتراض قافلة‬ ‫السبب‬
‫هللا عليه و سلم و القضاء على االسالم ‪.‬‬ ‫قريش السترجاع أموالهم المسلوبة من‬
‫كما خرجوا من أجل إعادة الهيبة التي‬ ‫طرف قريش قبل الهجرة ‪.‬‬
‫فقدتها قريش في هزيمة ( غزوة بدر )‬ ‫خرج جيش ريش لنجدة القافلة التي كان‬
‫المسلمون يريدون اعتراضها ‪ ،‬و تأديب‬
‫المسلمين الذين خرجوا عن دين قريش ‪.‬‬
‫انتصار قريش‬ ‫انتصار المسلمين‬ ‫النتيجة‬
‫استشهاد سبعين من المسلمين‬ ‫استشهاد ‪ 14‬من المسلمين‬
‫قتل ‪ 70‬من قريش و أسر سبعين‬
‫انهزم المسلمون ألن الرماة عصوا أمر‬ ‫انتصر المسلمون رغم قلتهم ألن قضيتهم‬ ‫أسباب النصر أو الهزيمة‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم و نزلوا من‬ ‫عادلة و دافعوا بكل ما يملكون من قوة في‬
‫الجبل لجمع الغنائم ‪...‬‬ ‫سبيل هللا و في سبيل الحق‪ ..‬مع حسن‬
‫و انتصرت قريش آلنهم خططوا لقتل‬ ‫التخطيط و االستشارة و طاعة الرسول عليه‬
‫السالم‪..‬‬
‫القيادة االسالمية كحمزة و النبي صلى هللا‬
‫و انهزم قريش ألن الجيش لم يكن له قناعة‬
‫عليه و سلم‬
‫بالدفاع عن مصالح األغنياء والسادة‬
‫االستجابة‬
‫‪6‬‬
‫فقه المعامالت‬

‫المعامالت المالية في االسالم ( أحكامها و ضوابطها )‬


‫الوضعية ‪:‬‬

‫ربح سعيد خمسة آالف درهم في لعبة القمار ‪ ،‬و اشترى مالبس بألفي درهم و أقرض صديقه أحمد ألف درهم ‪ ،‬ثم ذهب إلى‬
‫المستشفى و اشترى الدواء ألحد الفقراء بألف درهم ‪ ...‬فقال له أحمد ‪ :‬ما فعلته من القمار حرام و ما تصدقت به لن يشفع لك عند‬
‫هللا ‪ .‬فقال سعيد ‪ :‬لقد تصدقت بألف درهم و الحسنة بعشر أمثالها ‪ ...‬و بذلك نلت من الحسنات أكثر من السيئات ‪.‬‬

‫كيف تفك لهما اإلشكال ؟‬

‫سورة القصص اآليتان ‪ 26‬و ‪ - 27‬سورة النساء‪ 3‬اآليتان ‪– 7‬‬ ‫سورة الكهف اآلية ‪ - 19‬سورة المائدة اآلية ‪1‬‬ ‫األسناد ‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يبين النص األول أن المال ضروري و ال تستقيم الحياة بدونه‪.‬‬

‫يبين النص التأدب في التعامل المالي ‪.‬‬

‫يقرر النص الثاني وجوب الوفاء بالعقود ‪.‬‬

‫استحسان القوة و األمانة في التعامل المالي ‪.‬‬

‫اإلجارة من المعامالت المالية الجائزة في االسالم ‪.‬‬

‫التملك حق للذكر و األنثى في االسالم ‪.‬‬

‫االرث من أسباب التملك في االسالم ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوم المال و المعامالت المالية في االسالم ‪.‬‬

‫يقصد بفقه المعامالت المالية ‪ :‬فهم معاني المعامالت المالية و سبر أغوار أسرارها ‪ ،‬و بواطن مقاصدها ‪.‬‬

‫و المعامالت‪ 3‬المالية هي ‪ :‬عمليات المبادالت الجارية بين الناس فيما يتعلق بالعقود المالية المنجزة من طرف األفراد و المؤسسات‪،‬‬
‫سواء أكانت بعوض مقابل تمليك شيء ما ‪ ،‬أم بغير عوض تبرعا بمحض الجود و الكرم ‪.‬‬

‫المال في االسالم ‪ :‬هو كل شيء وهبه هللا تعالى لإلنسان كي ينتفع به على الوجه المشروع ‪ ،‬كالنقود و سائر الممتلكات العينية‬
‫( ذهب و فضة ‪ )..‬و المادية ( السلع و العروض التجارية و العقارات ‪ )...‬باإلضافة إلى ما يحصل عليه االنسان من غير ما سبق‬
‫كاإلرث و الصدقة و الهدية ‪،‬‬

‫مكانة المال في االسالم ‪ :‬وصف هللا المال بأنه زينة الحياة الدنيا قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و‬
‫القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و االنعام و الحرث ‪ .‬ذلك متاع الحياة الدنيا ‪ .‬و هللا عنده حسن المئاب ‪) 14‬‬
‫سورة آل عمران اآلية ‪ . 14‬و قال تعالى ( المال و البنون زينة الحياة الدنيا ) سورة الكهف اآلية ‪. 46‬‬

‫و نظرا لألهمية القصوى للمال في الحياة فقد حدد سبحانه األوجه المشروعة لكسبه من تجارة و فالحة و صناعة و وظيفة و‬
‫خدمات‪ ... 3‬و نهى عن أوجه غير مشروعة كالقمار و الخمر و الرشوة و الغش و السرقة‪ ...‬و نهى عن إعطائه لمن ال يحسن‬
‫التصرف فيه لقوله تعالى ( و ال تؤتوا السفهاء‪ 3‬أموالكم التي جعل هللا لكم قيما ) سورة النساء اآلية ‪. 5‬‬

‫‪7‬‬
‫و المال بموجب التصور االسالمي هو مال هللا و االنسان مستخلف فيه مصداقا لقوله تعالى ( آمنوا باهلل و رسوله و أنفقوا مما جعلكم‬
‫مستخلفين فيه ‪ .‬فالذين آمنوا منكم و أنفقوا لهم أجر كبير ‪ )7‬سورة الحديد اآلية ‪ . 7‬و عليه فليس لإلنسان مطلق الحرية في التصرف‬
‫فيما في حوزته من االموال و الممتلكات‪ 3‬إال وفق القواعد الشرعية ‪.‬‬

‫أنواع المعامالت المالية في االسالم ‪:‬‬

‫معامالت مالية عوضية ( إعطاء بدل ما في مقابل تمليك ذات أو منفعة ) كالبيع و الشراء والرهن و اإلجارة و الكراء ‪....‬‬

‫معامالت مالية غير عوضية ( تبرعية ) بدون مقابل كالهبة و الصدقة و الوصية ‪....‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬أحكام المعامالت المالية في اإلسالم و ضوابطها ‪.‬‬

‫للمعامالت المالية في االسالم أحكام منها ما يلي ‪:‬‬

‫جواز تحقق العقد بالمراسلة و المكاتبة و جميع أنواع االتصال ‪.‬‬

‫يكون التعاقد بين حاضرين باتصال مباشر ‪.‬‬

‫عدم جواز عقد من تلزمه الجمعة بعد ندائها ‪.‬‬

‫حرمة العقد على ما يكون وسيلة لمحرم ‪.‬‬

‫حرمة احتكار السلعة لما ينطوي عليه من ظلم التسبب في غالء المعيشة ‪.‬‬

‫من كمال االيمان إجراء عقود التبرع بين أفراد المجتمع مثل اإلرث و الوقف ‪.‬‬

‫يشترط لصحة جميع عقود المعامالت شروط و ضوابط أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫التراضي بين المتعاقدين ‪.‬‬

‫القصد الجدي إلنجاز العقد من غير هزل و ال لهو ‪.‬‬

‫أن يكون صاحب العقد بالغا عاقال راشدا ‪..‬‬

‫صدور العقد من مالكه المتصرف فيه ‪ ،‬أو ممن يقوم مقامه كالولي و الولي و الوصي ‪..‬‬

‫أن يكون ( المتعاقد‪ 3‬عليه ) مباح النفع و غير محرم ‪.‬‬

‫القدرة على تسليم المعقود عليه ‪.‬‬

‫أن يكون المعقود عليه معلوما عند المتعاقدين ‪.‬‬

‫أن يكون الثمن معلوما عند المتعاقدين ‪.‬‬

‫االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أن أبتعد عن العقود الحرام ‪.‬‬

‫أن أكون خالص النية هلل عند عقد العقود ‪.‬‬

‫أن ال أضيع المال في التفاهات و سفاسف األمور ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫القسط‬

‫حق الغير ‪ :‬العمل الصالح‬


‫الوضعية ‪:‬‬

‫ساعد يوسف صديقه حسن في الغش في االمتحان بدعوى أن حسن فقير و يجب أن ينجح لكي يصبح موظفا و له راتب شهري يعيل‬
‫به أسرته ‪ .‬فشاهدهما أحمد و قال لهما أن االسالم حرم الغش بكل أشكاله ‪ ،‬و أن المساعدة من األحسن أن تكون بالتحضير الجماعي‬
‫للدروس و ليس بالمساعدة على الغش ‪ .‬فخاصمه أصدقاؤه ( يوسف و حسن و آخرون ) لكنه بقي مصرا على أن الغش حرام ‪.‬‬

‫ما هو موقفك ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫ضي ُع َأ ْج َر َمنْ َأ ْحسَنَ َع َماًل (‪ُ )30‬أو ٰلَِئ َك لَ ُه ْم َجنَّاتُ َع ْد ٍن ت َْج ِري ِمن ت َْحتِ ِه ُم‬ ‫ت ِإنَّا اَل نُ ِ‬ ‫قال تعالى ‪ِ( :‬إنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫صالِ َحا ِ‬ ‫‪ ‬‬
‫سنَتْ‬ ‫اب َو َح ُ‬ ‫ق ُّمتَّكِِئينَ فِي َها َعلَى اَأْل َراِئ ِك ۚ نِ ْع َم الثَّ َو ُ‬
‫ستَ ْب َر ٍ‬
‫س َوِإ ْ‬
‫سن ُد ٍ‬ ‫ب َويَ ْلبَسُونَ ثِيَابًا ُخ ْ‬
‫ض ًرا ِّمن ُ‬ ‫سا ِو َر ِمن َذ َه ٍ‬‫اَأْل ْن َها ُر يُ َحلَّ ْونَ ِفي َها ِمنْ َأ َ‬
‫ُم ْرتَفَقًا‪ )31( ‬سورة الكهف اآليتان ‪ 31‬و ‪. 32‬‬

‫ش ِركْ بِ ِعبَا َد ِة َربِّ ِه َأ َحدًا (‪ )110‬سورة الكهف‬ ‫قال تعالى ‪ ( :‬فَ َمن َكانَ يَ ْر ُجو لِقَا َء َربِّ ِه فَ ْليَ ْع َم ْل َع َماًل َ‬
‫صالِ ًحا َواَل يُ ْ‬

‫ت ُأو ٰلَِئكَ ُه ْم َخ ْي ُر ا ْلبَ ِريَّئ ِة (‪ )  )7‬سورة البينة‬ ‫‪ ‬قال تعالى (‪ِ :‬إنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫صالِ َحا ِ‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪  ‬دخلت امرأة النار من جراء هرة لها أو هر ربطتها‪ ‬فال هي أطعمتها وال هي أرسلتها ترمرم‬
‫من خشاش األرض حتى ماتت هزال ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يقرر النص األول أن ارتباط االيمان بالعمل الصالح يدخل صاحبه الجنة ‪.‬‬

‫يبين النص األول جزاء أصحاب العمل الصالح ‪.‬‬

‫العمل الصالح شرط إلرضاء هللا و دخول الجنة ‪.‬‬

‫خير الناس هم أهل العمل الصالح ‪.‬‬

‫العمل الصالح يشمل االحسان إلى الناس و الحيوان ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوم العمل الصالح و مكانته في اإلسالم ‪.‬‬

‫العمل الصالح هو كل تصرف إيجابي لمختلف الجوارح ظاهرها و باطنها ‪ ،‬حكم الشرع أو العقل أو العرف بصالحه يُثمر خيرا‬
‫الخ لق في الحال أو المآل ‪ ،‬و يكون فرديا و جماعيا و مؤسسيا ‪ ،‬و يكون َقبوله عند هللا عز و جل ليجازي عنه بشرط االيمان‬
‫لجميع َ‬
‫به تعالى ‪.‬‬

‫العمل الصالح هو فعل الخير بجميع أبوابه ‪ ،‬و نفع الناس و اإلحسان إليهم ‪ ،‬و إتقان العمل الديني و الدنيوي قال تعالى ‪ (:‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون ) سورة الحج اآلية ‪. 75‬‬

‫و العمل الصالح في االسالم يشمل تصرف االنسان تجاه أخيه االنسان و تجاه الحيوان و النبات ‪ ..‬و كل مكونات البيئة ‪ .‬و فيه‬
‫الواجب كإسداء‪ 3‬النصيحة للغير ومساعدة المريض وانقاذ الغريق ‪ ..‬و فيه المستحب‪ 3‬كالنوافل في الصالة و الصوم أو توفير‬
‫الكماليات للمساجد أو االحتياط من إزعاج الحيوانات ‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫و يدخل في العمل الصالح االحسان إلى من خالفونا في العقيدة قال عمر بن عبد العزيز ‪ ( :‬بلغني أن أمير المؤمنين عمر مر بشيخ‬
‫من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أنصفناك أن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك ‪ :‬ثم ضيعناك في كبرك ‪ .‬قال ‪ :‬ثم‬
‫أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه ) ‪.‬‬

‫و قد ارتبط االيمان بالعمل الصالح في كثير من اآليات قال تعالى ‪ ( :‬إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات‪ 3‬سيجعل الرحمان لهم ودا )‬
‫سورة مريم اآلية ‪ . 97‬في إشارة إلى أن العمل الصالح هو االمتداد العملي لإليمان في المجتمع ‪ .‬فاإليمان هو الذي يدفع االنسان إلى‬
‫طاعة هللا و حب الغير و اإلكثار من الخير و االبتعاد عن الفساد في االرض ‪.‬‬

‫و العمل الصالح يكفر الذنوب و يمحو السيئات قال تعالى ‪ ( :‬و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم و لنجزينهم‬
‫أحسن ما كانوا يعملون ) سورة العنكبوت اآلية ‪. 6‬‬

‫و العمل الصالح هو سبيل الفوز في الدنيا و اآلخرة قال تعالى ‪ ( :‬و العصر إن االنسان لفي خسر إال الذين آمنوا و عملوا الصالحات‬
‫و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ) سورة العصر ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬شروط قبول العمل الصالح و مجاالته ‪.‬‬

‫مقياس العمل الصالح ‪:‬‬

‫أسس الشرع الحنيف العمل الصالح على االيمان باهلل تعالى ألن تعظيم هللا الخالق يستوجب تعظيم ما يصدر عنه من تشريعات‬
‫مرشدة و إرشادات موجهة ‪ ،‬يترتب عليها الجزاء بالنعيم لمن أطاع و الجزاء بالعذاب لمن عصى كما أن السبيل األنجع لتحقيق‬
‫العدل و القسط بين جميع المخلوقات هو اتناع منهج الوحي الذي يساوي بين العباد و يجعل ميزان التفاضل هو تقوى هللا قال تعالى (‬
‫يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عن هللا أتقاكم ) الحجرات ‪12‬‬

‫شروط قبول العمل الصالح ‪:‬‬

‫لقبول العمل الصالح يجب أن يكون خالصا هلل تعالى و أن يكون صائبا موافقا للشرع ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬يجب إخالص النية هلل تعالى من غير رياء و ال سمعة قال تعالى ( و ما أمروا إال ليبعدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء ) سورة‬
‫البينة اآلية ‪ : 5‬و قال صلى هللا عليه و سلم ( إنما األعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ‪ )...‬أخرجه البخاري ‪ .‬إذ بإخالص النية‬
‫هلل يتجرد االسان من حظوظ النفس التواقة إلى الذكر و الشهرة و المدح و الثناء من الناس ‪ ،‬فيصبح الدافع إلى العمل الصالح هو‬
‫السعي إلى مرضاة هللا وحده ألن العمل الذي يتعلق بحظوظ النفس ال يستمر و ال يدوم و ال يكتب له القبول في الدنيا و اآلخرة قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ) قال هللا تعالى ‪ :‬من عمل عمال و أشرك فيه غيري تركته و شركه ) أخرجه مسلم ‪ .‬و جاء في‬
‫األثر ( ما كان هلل دام و اتصل و ما كان لغير هللا انقطع و انفصل ) ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فال يمكن الزيادة في العبادات أو النقص منها ألن هللا ال يعبد إال بما شرع ‪.‬‬

‫مجاالته ‪:‬‬

‫للعمل الصالح مجاالت كثيرة اجتماعية و اقتصادية و سياسية و ثقافية و ترفيهية ‪ ...‬و كل منها يكمل اآلخر ‪:‬‬

‫فحق التربية هو من اختصاص األسرة و المدرسة و وسائل االعالم و غيرها ‪ ...‬و حق الحياة و الحرية هو من اختصاص األمن و‬
‫القضاء ‪ ...‬وغيرها من األعمال الجماعية ‪.‬‬

‫كما يمكن أن يكون العمل الصالح فرديا كدفع األذى عن الطريق و قضاء الدين عن الغارم و بر الوالدين و االحسان إلى الجار و‬
‫مساعدة المحتاجين ‪....‬‬

‫‪10‬‬
‫الحكمة‬

‫الرفقة الصالحة‬
‫الوضعية ‪:‬‬

‫حكمت‪ 3‬المحكمة على سعيد بسنتين سجنا بتهمة السرقة و حكمت‪ 3‬على صديقه فريد بسنة سجنا بتهمة إخفاء والتستر على مجرم‬
‫‪ ،‬فقال فريد أن صديقه كان ضيفا عنده و أنه لم يكن يعرف أن صديقه سارق ‪ .‬و رغم تنكر سعيد للسرقة إال أن كاميرا المراقبة‬
‫كانت دليال على اإلدانة ‪ .‬و رغم إصرار فريد على البراءة إال أن صداقته كانت كافية‪ 3‬لإلدانة ‪...‬‬

‫ما رأيك في الحادث ‪.‬‬

‫‪ -‬سورة التوبة اآلية ‪40‬‬ ‫سورة الكهف اآلية ‪ – . 59‬سورة الكهف اآليات ‪70 ... 64‬‬ ‫األسناد ‪:‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫الصبر من سمات‪ 3‬الرفقة الصالحة ( النص األول )‪.‬‬

‫الرفقة الصالحة سبيل لتعلم العلم النافع ( النص الثاني )‬

‫في الرفقة الصالحة تواصي بالمعروف و نهي عن المنكر ( النص الثاني )‪.‬‬

‫الرفقة الصالحة مدعاة للتضحية ي سبيل هللا ‪ ( .‬النص الثالث )‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوم الرفقة الصالحة و الترغيب فيها ‪.‬‬

‫‪ : 1‬مفهوم الرفقة الصالحة و أهميتها ‪.‬‬

‫الرفيق في اللغة هو المعين و النافع ‪ ،‬نقول رافقه في السفر أي صاحبه ‪ .‬و الرفقة الصالحة هي الصحبة المؤدية إلى الخير و‬
‫الصالح ‪.‬‬

‫لقد أمرنا هللا تعالى أن نتحرى الرفقة الصالحة لما فيها من دور في ترسيخ قيم التناصح و التعاون و االرشاد و التوجيه ‪ ،‬فالرفيق‬
‫الصالح يعينك على ارتياد طريق الخير و يساعدك عند الحاجة قال تعالى ( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون‬
‫بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصالة و يؤتون الزكاة و يطيعون هللا و رسوله ‪.‬أولئك سيرحمهم هللا ‪ .‬إن هللا عزيز حكيم‬
‫‪ )72‬سورة التوبة اآلية ‪. 72‬‬

‫و حذرنا من اختيار أصدقاء و رفقاء السوء فيكونون سببا في كثير من االمراض االجتماعية و اآلفات‪ 3‬السلوكية ‪ ،‬فكم من صديق‬
‫صالح كان لصاحبه مشعال و نبراسا يهتدي به في دروب الحياة ‪ ،‬و كم من صديق سوء جر على صاحبه مشكالت‪ 3‬سلوكية و أخالقية‬
‫أصابته بكثير من الضرر و األذى ‪ ،‬فلحقه الندم و تمنى لو أنه ما عرفه من قبل و يصور القرآن ذلك في قال تعالى ( يا ويلتي ليتني‬
‫لم أتخذ فالنا خليال ) سورة الفرقان اآلية ‪. 28‬‬

‫‪ : 2‬من شروط الرفقة الصالحة ‪:‬‬

‫‪ : 1‬صدق النية في المرافقة قال تعالى ( األخالء يومئذ بعضهم لبعض عدو إال المتقين ) سورة الخرف اآلية ‪ . 67‬و قال صلى هللا‬
‫عليه و سلم ( المرء على دين خليله ‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل )أخرجه الترمذي ‪.‬‬

‫‪ : 2‬اإلخالص و الوفاء قال عليه الصالة و السالم ( ال تصاحب إال مؤمنا‪ 3‬و ال يأكل طعامك إال تقي ) أخرجه الدارمي ‪.‬‬

‫‪ : 3‬الصبر ‪ :‬و هو تحمل كل صعب من أجل تآلف الرفقة ‪ ،‬لما في الصبر من األجر و الثواب قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا و‬
‫صابروا و رابطوا و اتقوا هللا لعلكم تفلحون ) آل عمران اآلية ‪ . 200‬و قال صلى هللا عليه و سلم ( اعلم أن النصر مع الصبر و أن مع العسر‬

‫‪11‬‬
‫يسرا ) أخرجه أحمد ‪ .‬و قال أبو سعيد الخدري رضي هللا عنه ( و من يتصبر يصبره هللا و من يستغن يغنه هللا ‪ ،‬و لن تعطوا عطاء خيرا و أوسع‬
‫من الصبر ) أخرجه البخاري ‪.‬‬

‫‪ : 4‬التضحية ‪ :‬و هي بذلها في سبيل الرفقة بخدمتها‪ 3‬و حسن معاشرتها لتبقى متآلفة متماسكة ما دامت في سفر و غربة إلى أن ترجع ‪ ،‬و لو صدر‬
‫خطأ من أحد اعتذر و سامح فقد جاء في الحديث القدسي ( وجبت محبتي للمتحابين في و المتجالسين في و المتزاورين في و المتباذلين في )‬
‫أخرجه اإلمام مالك ‪ .‬و قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ( من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مَكس ) أخرجه‬
‫ابن ماجة ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬نماذج من الرفقة الصالحة و ثمارها ‪.‬‬

‫‪ : 1‬نماذج من الرفقة الصالحة ‪:‬‬

‫رفقة أبي بكر الصديق لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم في هجرته قال أبو ذر الغفاري سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قبل‬
‫أن يموت بخمس و هو يقول ( أني أبرأ إلى هللا أن يكون لي منكم خليل ‪ ،‬و لو كنت متخذا من أمتي خليال التخذت أبا بكر خليال )‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫رفقة موسى عليه السالم ألخيه هارون و رفقة موسى عليه السالم للخضر عليه السالم في طلب العلم قال تعالى ( قال له موسى هل‬
‫أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا ‪ 65‬قال إنك لن تستطع معي صبرا ‪ 66‬و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ‪ 67‬قال‬
‫ستجدني إن شاء هللا صابرا و ال أعصي لك أمرا ‪ 68‬قال فإن اتبعتني فال تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ‪ )69‬سورة‬
‫الكهف اآليات ‪. 69... 65‬‬

‫أصحاب الكهف الذين خرجوا من ديارهم فرارا بدينهم الذي ارتضوه حيث كانوا يؤمنون بإله واحد و يوحدونه في العقيدة و العبادة‬
‫منعزلين عن عبادة األصنام و األوثان التي يعبدها قومهم قال تعالى ( إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة و‬
‫هيء لنا من أمرنا رشدا ‪ . ) 10‬سورة الكهف اآلية ‪. 10‬‬

‫صحبة أصحاب الجنتين اللذين ذكرهما القرآن الكريم في سورة الكهف قال تعالى ( و اضرب لهم مثال رجلين جعلنا ألحدهما جنتين‬
‫من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا ‪ 32‬كلتا الجنتين آتت أكلها و لم تظلم منه شيئا ‪ .‬و فجرنا خاللها نهرا ‪ 33‬و‬
‫كان له ثمر فقال له صاحبه و هو يحاوره ‪ :‬أنا أكثر منك ماال و أعز نفرا ‪ ) 34‬سورة الكهف اآليات ‪. 34 33 – 32‬‬

‫‪ : 1‬ثمرات الرفقة الصالحة ‪:‬‬

‫من ثمار الرفقة الصالحة ‪ :‬تقوية الروابط ‪ -‬دوام العشرة ‪ -‬اكتساب القيم واالخالق الفاضلة ‪ -‬كسب الثقة و المحببة ‪-‬‬
‫النصرة و النصح هلل تعالى ‪ -‬التعاون على البر و التقوى ‪ -‬اكتساب حسن الخلق ‪.‬‬

‫هذه الثمار الحميدة تنتج مجتمعا‪ 3‬سليما متماسكا يشد بعضه بعضا قال صلى هللا عليه و سلم ( المؤمن مرآة أخيه ) أخرجه البخاري‬
‫و قال أيضا ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و‬
‫الحمى ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫التزكية‬

‫‪12‬‬
‫علم هللا المطلق‬

‫الوضعية ‪:‬‬

‫في خطبة الجمعة‪ 3‬تناول الخطيب علم هللا انطالقا من قوله تعالى ( إن هللا عنده علم الساعة و ينزل الغيث ‪ .‬و يعلم ما في االرحام ‪ .‬و‬
‫ما تدري نفس ما تكسب غدا ‪ .‬و ما تدري نفس بأي أرض تموت ‪ .‬إن هللا عليم خبير ‪ )33‬سورة لقمان اآلية ‪ . 33‬فقال سعيد ‪ :‬تطور‬
‫العلم جعل الناس تعرف متى يسقط المطر ‪ .‬و تعرف ما في بطن المرأة ‪ .‬و تعرف المرضى متى يموتون ‪...‬‬

‫كيف نفك اإلشكال ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫‪ -‬سورة األنعام اآلية ‪ - 60‬سورة لقمان اآلية ‪. 33‬‬ ‫‪ -‬سورة الكهف اآلية ‪104‬‬ ‫سورة الكهف اآلية ‪48‬‬ ‫‪-‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يعرض على االنسان يوم القيامة كتاب فيه كل أعماله في الدنيا ‪.‬‬

‫علم هللا المطلق الذي ال حدود له ‪.‬‬

‫يشمل علم هللا كل ما في الكون بكل جزئياته ‪.‬‬

‫يشمل علم هللا المطلق علمه تعالى للغيب ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬علم هللا المطلق و أدلته ‪.‬‬

‫‪ : 1‬علم هللا ‪:‬‬

‫علم هللا هو ‪ :‬صفة ينكشف بها المعلوم على ما هو به انكشافا‪ 3‬ال يحتمل النقيض بوجه من الوجوه ‪.‬‬

‫و هو صفة من صفات الذات اإللهية الواجبة ‪ .‬و علم هللا مطلق ال حدود له ‪ :‬يشمل العلم بالكليات و الجزئيات ‪ ،‬و الماضي و‬
‫الحاضر و المستقبل ‪ ...‬و كل ما يقع في ملك هللا تعالى ‪ .‬قال تعالى ‪ (:‬قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ‬
‫كلمات ربي ‪ .‬و لو جئنا بمثله مددا ) سورة الكهف اآلية ‪ . 104‬و علم هللا غير مكتسب و ال مسبوق بجهل فهو سبحانه عليم منذ‬
‫األزل و إلى االبد ‪ .‬و علمه ليس كعلم االنسان النسبي (القليل المحدود االدراك ) فقد يعلم االنسان شيئا و تغيب عنه أشياء كثيرة‬
‫جدا ‪ .‬قال تعالى ( و ما أوتيتم من العلم إال قليال ) سورة االسراء اآلية ‪. 85‬‬

‫‪ : 2‬األدلة عليه ‪.‬‬

‫من األدلة النقلية قوله تعالى ( وسع ربنا كل شيء علما ) سورة األعراف اآلية ‪ 88‬و قال تعالى ( ربنا وسعت كل شيء رحمة و‬
‫علما ) سورة غافر اآلية ‪ . 7‬و قال تعالى ( و قال الذين كفروا ال تأتينا الساعة ‪ .‬قل ‪ :‬بلى و ربي لتأتينكم ‪ .‬عالم الغيب ال يعزب عنه‬
‫مثقال ذرة في السماوات و االرض ‪ .‬و ال أصغر من ذلك و ال أكبر إال في كتاب مبين ) سورة سبأ اآلية ‪.3‬‬

‫و من األدلة العقلية ‪ :‬أن هللا تعالى خالق الكون و المتصرف فيه ‪ ،‬فال تقع فيه أحداث أو تفاعالت أو تصرفات إال بتقديره و علمه ‪،‬‬
‫فهذا االتقان العجيب ‪ ،‬و التدبير الحكيم لهذا الكون الرحب الواسع ‪ ،‬و ما يجري فيه من التسلسل و التتابع ؛ وفق نظام رائع ال خلل‬
‫فيه و ال ارتجال فيه و ال مصادفة ‪ ،‬ال يمكن أن يكون إال عن علم شامل و واسع و مطلق ‪.‬‬

‫فال يمكن للخالق أن يجهل ما يخلق و ال يمكن للصانع أن يجهل ما يصنع ‪ .‬و لذلك فالعلم المطلق من كمال ربوبيته و ألوهيته ألن‬
‫الخالق الذي ال يعلم كل شيء ال يخلق كل شيء ‪.‬‬

‫و بتظافر األدلة النقلية و العقلية على علم هللا المطلق يطمئن المؤمن إلى تدبير خالقه لحياته و مصيره في الدنيا و اآلخرة قال تعالى‬
‫( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر هللا ‪ .‬أال بذكر هللا تطمئن القلوب ) سورة الرعد اآلية ‪. 29‬‬

‫‪13‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬ال يعلم الغيب إال هللا ‪.‬‬

‫يجوز في حق هللا تعالى أن يختص عباده بمعرفة ما يشاء من علمه ‪ ،‬و من هنا كان ذلك حافزا لإلنسان على التعلم و البحث في جميع‬
‫المجاالت و إنتاج مختلف العلوم ( العلوم الشرعية و غير الشرعية )‪ ،‬و قد جعل هللا تعالى طلب العلم من أجل العبادات بل هو أول‬
‫عبادة فرضها هللا على آدم و أول عبادة نزل بها القرآن ‪ .‬قال تعالى ( و علم آدم االسماء كلها ) سورة البقرة اآلية ‪ . 31‬و قال تعالى‬
‫( اقرأ باسم ربك الذي خلق ‪ .‬خلق االنسان من علق ‪ .‬اقرأ و ربك األكرم الذي علم بالقلم علم اإلنسان ما لم يعلم ) سورة العلق اآليات‬
‫‪. 5. 4 .3 .2 .1‬‬

‫فالعلم وسيلة للقيام بمهمة اإلعمار و االستخالف و به تتيسر حياة االنسان و به يتميز عن غيره من المخلوقات‪... 3‬‬

‫فقد سمح هللا لعباده بادراك الكثير من الحقائق و لكنه استأثر بعلم المغيبات التي ال يعلمها إال هو قال تعالى ( قل ال يعلم من في‬
‫السماوات و االرض الغيب إال هللا ‪ .‬و ما يشعرون أيان يبعثون ) سورة النمل اآلية ‪ . 67‬و قد حددت سورة األنعام هذه المغيبات‬
‫الكبرى في خمسة أمور ‪ .‬قال تعالى ‪ ( :‬إن هللا عنده علم الساعة ‪ .‬و ينزل الغيث ‪ .‬و يعلم ما في االرحام ‪ .‬و ما تدري نفس ماذا‬
‫تكسب غدا ‪ .‬و ما تدري نفس بأي أرض تموت ‪ .‬إن هللا عليم خبير ) سورة لقمان اآلية ‪. 33‬‬

‫و ينقسم علم هللا إلى علم غيب نسبي يهبه لمن أراد من مالئكته أو أنبيائه عليهم السالم أو من أراد من عباده الصالحين كسيدنا محمد‬
‫صلى هللا عليه و سلم و العبد الصالح في قصة موسى عليه السالم في سورة الكهف ‪ ...‬فاهلل قد يطلع من عباده من يشاء على ما يشاء‬
‫و متى شاء ‪ .‬و ال يتجاوز ما أراد هللا تعالى اطالعه عليه مثقال ذرة ‪.‬‬

‫و علم غيب مطلق استأثر هللا بعلمه و لم يطلع عليه أحدا من خلقه ‪ .‬قال تعالى ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و ال يحيطون بشيء‬
‫من علمه إال بما شاء ) سورة البقرة اآلية ‪ . 254‬و قال تعالى ( و هلل غيب السماوات و االرض ) سورة النحل اآلية ‪. 76‬‬

‫و بناء عليه فال يجب تصديق الذين يدعون علم الغيب من الكهان و العرافين و السحرة و المنجمين و أصحاب األبراج ‪ ،‬و قراءة‬
‫األكف و الضاربين بالرمل أو الحصى أو الورق أو الفنجان ‪...‬فهم كذابون على هللا و على الناس ‪ ،‬و ينشرون الخرافة بدل العلم‬
‫الصحيح ‪ ،‬و ال يجوز تصديقهم فيما يقولون ‪ .‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ( من أتى‬
‫عرافا أو كاهنا فصدقه‪ 3‬بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) أخرجه الحاكم ‪ .‬و قال تعالى ( قل ال يعلم من في السماوات و االرض‬
‫الغيب إال هللا ‪ ).‬سورة النمل اآلية ‪. 67‬‬

‫االمتدادات السلوكية ‪.‬‬

‫أن ال أصدق من يدعون علم الغيب‬

‫أن أطلب كل علم صالح‬

‫أن أبتعد عن الخرافات‪3‬‬

‫أن أخاف هللا و أستحضر مراقبته‬

‫أن أعمل الصالحات استعدادا لليوم اآلخر ‪.‬‬

‫االقتداء‬

‫نماذج للتأسي‬

‫‪14‬‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه و عزة االسالم‬

‫الوضعية ‪:‬‬

‫سأل الولد أباه ‪ :‬لماذا نجد عمر بن الخطاب هو رمز العدل في كل العالم ؟ قال االب ‪ :‬ألنه أعدل رجل بعد رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫و سلم ‪ .‬فقال االبن ‪ :‬و لماذا هاجر عمر نهارا بخالف كل المسلمين ؟ فقال األب ألنه قوي و شجاع و ال يخشى غير هللا ‪ .‬فقال االبن‬
‫‪ :‬و لماذا لم يكن من المبارزين قبل بداية المعركة ؟‬

‫كيف نقنع االبن ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫حديث أخرجه البخاري عن عبد هللا بن عمر قال ‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫نص من كتاب ( خلفاء الرسول ) لخالد محمد خالد‬
‫عن عبد هللا بن عمر قال ‪ :‬خطبنا عمر بالجابية فقال ‪ :‬يا أيها الناس ‪ :‬إني قمت‪ 3‬فيكم كمقام‬ ‫( بينما أنا على بئر ‪)....‬‬
‫رسول هللا ‪...‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يبين النص األول كيف نصر هللا االسالم بعمر بن الخطاب ‪.‬‬

‫نصر هللا االسالم بعمر بن الخطاب استجابة لدعاء الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬

‫رغم جاهليته كان عمر أقرب الناس إلى هللا ‪.‬‬

‫عمر بن الخطاب صاحب الفطرة القوية السوية و الجياشة‬

‫يبين النص الثاني صدق رؤيا الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬

‫يبين النص الثاني ثقل المسؤولية في زمن ابي بكر و في زمن عمر‬

‫يبين النص الثاني قصر مدة خالفة أبي بكر و طول خالفة عمر ‪.‬‬

‫في النص الثالث وصية بالصحابة رضي هللا عنهم ‪.‬‬

‫يوصي النص الثالث بالتزام الجماعة المسلمة ‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬عمر بن الخطاب و قصة إسالمه ‪.‬‬

‫‪ : 1‬حياته ‪ :‬هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح القرشي العدوي كنيته أبو حفص و لقبه الفاروق ‪ .‬ولد بمكة بعد‬
‫عام الفيل بثالث عشرة سنة ‪ .‬هو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر ‪ .‬و هو أبو حفصة زوجة النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ .‬و هو‬
‫أول من لقب بأمير المؤمنين ‪ ،‬بقي في الخالفة عشر سنين إلى أن طعنه أحد المجوس بسكين مسمومة و هو يؤم بالناس صالة‬
‫الصبح ‪ .‬و استشهد بالمدينة المنورة في أواخر ذي الحجة سنة ثالث و عشرين للهجرة و هو في الثالثة و الستين من عمره‪. .‬‬

‫‪ 2‬قصة إسالمه ‪:‬‬

‫في ذي الحجة من السنة السادسة‪ 3‬بعد البعثة ‪ .‬كان عمر يريد أن يقتل النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ .‬و مر بأحد الصحابة و كان ذلك‬
‫الصحابي يكتم إسالمه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬إلى أين يا عمر ؟ فقال ‪ :‬سأخلص قريشا من هذا الرجل الذي يزعم أنه رسول ‪ ،‬فقال الصحابي ‪:‬‬
‫قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله ‪ ،‬فابدأ بآل بيتك أوال ‪ .‬فقال عمر رضي هللا عنه ‪ :‬من؟ قال الصحابي ‪ :‬أختك فاطمة و زوجها ‪ ،‬فقد‬
‫اتبعا محمدا على دينه ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬أو قد فعل ؟ فقال الصحابي ‪ :‬نعم ‪ .‬فانطلق عمر رضي هللا عنه مسرعا غاضبا إلى دار أخته‬
‫فاطمة‪ 3‬و زوجها سعيد بن زيد رضي هللا عنهما ‪ ،‬فلما وصل البيت سمعهما يقرآن القرآن ‪ ،‬فطرق الباب بشدة ‪ ،‬و لما فتح سعيد بن‬
‫زيد عنه الباب أمسكه عمر و قال له ‪ :‬أراك صبأت ؟ فقال سعيد رضي هللا عنه ‪ :‬يا عمر ‪ ،‬أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟‬

‫‪15‬‬
‫فضربه ‪ ،‬ثم أمسك أخته فقال لها ‪ :‬أراك صبأت ؟ فقالت ‪ :‬يا عمر ‪ ،‬أرأيت إن كان على الحق ؟ فضربها حتى سقطت من يدها‬
‫صحيفة كتبت فيها آي من القرآن ‪ ،‬ثم أخذ الصحيفة فقرأ فيها اآليات الست األولى من سورة طه ‪ .‬فاهتز عمر لما تال من كالم هللا‬
‫تعالى و قال ‪ :‬ما هذا بكالم بشر ‪ ،‬فساد البيت صمت رهيب ‪ ،‬و الكل ينظر إلى عمر و قد جلس مطرقا ‪ ،‬فما لبث أن قال ‪ :‬أشهد أن‬
‫ال إله إال هللا و أن محمدا رسول هللا ‪ .‬ثم قام واقفا فقال ‪ :‬دلوني على محمد ‪ ،‬فذهبوا به إلى دار األرقم بن أبي األرقم فطرق الباب‬
‫فقال الصحابة ‪ :‬من ؟ قال ‪ :‬عمر ‪.‬فخاف الصحابة رضوان هللا عليهم ‪ ،‬و لما فتح الباب و دخل عمر أمسك به رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه و سلم و قال له ‪ :‬أما آن األوان يا ابن الخطاب ؟ فحكى له قصة خروجه لقتله و ما وقع له في دار أخته فاطمة ‪ ،‬ثم قال عمر ‪:‬‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا و أنك رسول هللا ‪ .‬فأعز هللا االسالم بعمر و كان حمزة بن عبد المطلب قد أسلم قبله بثالثة أيام فصار‬
‫المسلمون ال يخشون إعالن إسالمهم‪ 3‬بين الناس ‪ ،‬فتحقق دعاء النبي صلى هللا عليه و سلم ( اللهم أعز االسالم بأحد العمرين ) أخرجه‬
‫أحمد‬

‫المحور الثاني ‪ :‬فضل عمر بن الخطاب و مواقفه‬

‫‪ : 1‬فضله ‪:‬‬

‫أول من وضع تاريخا للمسلمين و اتخذ التأريخ من هجرة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬

‫أول من وسع المسجد النبوي الشريف ‪.‬‬

‫أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن ‪.‬‬

‫أول من وضع البريد‪.‬‬

‫أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة و الوالة و محاسبتهم و ذلك في موسم الحج فيكونوا في أعلى حالتهم اإليمانية فيطمئن على‬
‫عبادتهم و أخبارهم ‪.‬‬

‫أول من جمع الناس لصالة التراويح ‪.‬‬

‫أول من دون الدواوين و جعل للدولة إدارة ‪.‬‬

‫أول من مهد الطرق و منها قولته الشهيرة ( لو عثرت بغلة في العراق لسألني هللا تعالى عنها ‪ :‬لم لم تمهد لها الطريق ‪.‬‬

‫أول من أوقف في االسالم ‪.‬‬

‫أول من أحصى أموال عماله و قواده و والته و طالبهم بكشف حساب أموالهم ( من أين لك هذا ؟ )‬

‫و الكالم طويل في مناقبه و أعماله‬

‫‪ : 2‬مكانته ‪:‬‬

‫كان في الجاهلية من أشراف قريش و المتحدث الرسمي باسمهم مع القبائل األخرى ‪ .‬قال عليه السالم ( خياركم في الجاهلية خياركم‬
‫في االسالم إذا فقهوا ) أخرجه ابن حبان ‪.‬‬

‫قال فيه الرسول صلى هللا عليه و سلم ( إن هللا جعل الحق على لسان عمر و قلبه ) أخرجه الترمذي ‪ .‬و قال صلى هللا عليه و سلم‬
‫( إيه يا ابن الخطاب و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إال سلك فجا غير فجك ) أخرجه البخاري ‪ .‬قال عبد هللا بن‬
‫مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر أخرجه البخاري ‪ .‬قال محمد بن عبيد ( لقد رأينا و ما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر‬
‫فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي ) أخرجه البخاري ‪.‬‬

‫عرف بالعدل إلى درجة أنه كلما ذكر العدل ذكر معه عمر ‪ .‬و عرف بالشجاعة و االستماتة في الدفاع عن االسالم ‪ .‬و عرف بالتجديد‬
‫إلى درجة أنه أكثر الصحابة اجتهادا في الدين ‪........‬‬

‫‪ 3‬مواقفه و أقواله ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم أحرارا ‪.‬‬

‫ال يقعد أحدكم عن طلب الرزق و يقول ‪ :‬اللهم ارزقني ‪ .‬فقد علمتم أن السماء ال تمطر ذهبا و ال فضة ‪.‬‬

‫إنا كنا أذل قوم فأعزنا هللا باإلسالم ‪ ،‬فمهما‪ 3‬نطلب العزة بغير ما أعزنا هللا به أذلنا هللا ‪.‬‬

‫رحم هللا عبدا أهدى إلي عيوبي ‪.‬‬

‫و لست أدع أحدا يظلم أحدا و يتعدى عليه حتى أضع خده على االرض ‪ ،‬و أضع قدمي على الخد اآلخر حتى يذعن للحق ‪ .‬و إني بعد‬
‫شدتي تلك أضع خدي على االرض ألهل العفاف و أهل الكفاف ‪.‬‬

‫الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ‪.‬‬

‫االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أدافع عن ديني بالعقل و العلم‬

‫أتحلى بالشجاعة في الدفاع عن الحق ‪.‬‬

‫أحترم كل الصحابة رضي هللا عنهم في أقوالي و أفعالي و ال أنقص من قدرهم ‪.‬‬

‫أعتز بإسالمي ‪.‬‬

‫أعود نفسي على العدل و أنشره في محيطي ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫االستجابة‬

‫فقه المعامالت المالية ‪ :‬مبادئ استثمار األموال في االسالم‬

‫الوضعية ‪:‬‬

‫كان سعيد يكنز األموال و كان ال يفرق بين الحالل و الحرام في كسبه ‪ .‬فقال له صديقه ‪ :‬إن هللا سيحاسبك يوم القيامة عن‬
‫مصدر كسب المال و سيسألك عن وجوه إنفاقه ‪ .‬فقال سعيد قال عليه السالم ‪ ( :‬إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة‬
‫يتكففون الناس في أيديهم ‪ )...‬فأردت أن أترك أبنائي أغنياء ‪.‬‬

‫ما موقفك ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫حديث عن عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما‬ ‫سورة الملك اآلية ‪16‬‬ ‫سورة الجمعة اآلية ‪10‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يحرم النص األول البيع و الشراء وقت صالة الجمعة‪.‬‬

‫يحث النص األول على طلب الرزق مع ذكر هللا‪.‬‬

‫يبين النص الثاني أن هللا سخر لإلنسان ثروات االرض ‪.‬‬

‫يحث النص الثالث على تثمير أموال اليتامى‪.‬‬

‫يحث النص الثالث على تثمير المال حتى ال تأكلها الزكاة‪.‬‬

‫التحليل ‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬مبادئ استثمار المال في االسالم ‪.‬‬

‫‪ : 1‬مفهوم استثمار المال ‪:‬‬

‫المال شرعا هو كل ما يمكن حيازته و االنتفاع به سواء كان عينا أو حيوانا أو عقارا ‪...‬‬

‫االستثمار هو توظيف الفرد أو الجماعة للمال الزائد عن الحاجة الضرورية بشكل مباشر أو غير مباشر في نشاط اقتصادي ال‬
‫يتعارض مع مبادئ الشرع و مقاصده العامة‪ ، 3‬بغية الحصول على عائد منه يستعين به على القيام بمهمة الخالفة و عمارة االرض ‪.‬‬

‫‪ : 2‬مبادئ استثمار المال في االسالم ‪.‬‬

‫أرسى االسالم أربعة قواعد توجه سلوك المستثمر المسلم و هي‬

‫أوال ‪ :‬المبادئ العقدية ‪ :‬و هي مبادئ قطعية أوجب الشارع على المستثمر المسلم االيمان بها ايمانا راسخا ‪ .‬هي‬

‫االيمان بأن المال مال هللا و االنسان مستخلف فيه فليس له حق التصرف المطلق فيه بل يتصرف كما أمره الشارع قال تعالى ( و‬
‫آتوهم من مال هللا الذي آتاكم ) سورة النور اآلية ‪. 33‬‬

‫االيمان بوجوب إعمار األرض و ذلك باالنتفاع بمواردها بما يضمن السعادة للناس في الدنيا و اآلخرة قال تعالى ( هو أنشأكم‪ 3‬من‬
‫االرض و استعمركم فيها ) سورة هود اآلية ‪. 60‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبادئ القيم و األخالق ‪ :‬و يقصد بها مجموعة القيم و المبادئ األخالقية الثابتة التي يجب أن يلتزم بها كل مستثمر مسلم من‬
‫أجل ضمان تحقيق النفع و الخير له و لمجتمعه ‪ .‬و من أهم هذه المبادئ األخالقية ‪ :‬الصدق و األمانة و الوفاء و تجنب الكذب و الغش‬
‫و الخيانة ‪...‬‬

‫‪18‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المبادئ االجتماعية ‪ :‬االستثمار في االسالم وسيلة لتحقيق الرفاهية االقتصادية و االجتماعية للفرد و المجتمع عن طريق تحقيق‬
‫الكفاءة و العدالة االقتصادية للمستثمر و مجتمعه‪ 3‬و إشاعة المحبة و اإلخاء بين أفراد المجتمع ‪ .‬لذلك حرم االحتكار و الربا و حرم‬
‫االكتناز ‪ ...‬و حرم السلع التي تضر بالمجتمع كالخمر و المخدرات ‪ ...‬و كلما يضر الكليات الخمس‬

‫رابعا ‪ :‬المبادئ االقتصادية ‪ :‬و هي مبادئ على ارتباط بالقرار االقتصادي رغم أنها ال تمهل الجانب االجتماعي و تمتاز بأنها‬
‫متغيرة تبعا لتغير الزمان و المكان ‪ .‬و يدخل فيها التخطيط األمثل لقرار االستثمار و يعني أن على المستثمر ضرورة اإللمام‬
‫بالواقع االقتصادي و المعامالت التجارية التي تجري في السوق و العوامل المؤثرة فيها حتى يأمن الوقوع في الخسائر بسبب الجهل‬
‫بها ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬مقاصد استثمار المال في االسالم ‪.‬‬

‫يمكن اجمالها في ما يلي ‪:‬‬

‫مقاصد اقتصادية‬ ‫مقاصد اجتماعية‬ ‫مقاصد تربوية‬


‫تحقيق نماء المال المستثمر‬ ‫بناء الثقة و األمان في نفوس الناس‬ ‫ترشيد السلوك المالي للفرد‬
‫حركية االقتصاد‬ ‫ترسيخ فيم األخوة و التضامن فيما بين‬ ‫زرع القناعة و الرضى في نفس االنسان‬
‫بناء مشاريع تساهم في تقوية الدولة‬ ‫الناس‬ ‫تقوية االيمان بأن هللا هو قاسم األرزاق‬
‫بث روح المنافسة‪ 3‬الشريفة بين الناس‬ ‫على االنسان أن يجتهد في كسب المال‬
‫التقليص من البطالة‬ ‫الحالل‬
‫التربية على محاربة الجشع و الطمع في‬
‫نفس االنسان‬

‫االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أن أسعى لكسب المال الحالل‬

‫أن ألتزم األخالق االسالمية في التعامالت المالية ‪.‬‬

‫حق البيئة ‪ :‬اإلصالح و عدم الفساد‬ ‫القسط‬

‫‪19‬‬
‫الوضعية ‪:‬‬

‫قرأ سعيد أن ( مؤتمر الفرقاء‪ )  » Conference of Parties « ‬أو ما يعرف ( مؤتمر قمة االرض للمناخ ) الذي يعقد كل سنة‬
‫في دولة من دول العالم لتدارس تأثير التلوث على المناخ و بخاصة االحتباس الحراري الذي تسبب في اتساع ظاهرة التصحر و‬
‫الجفاف ‪ ...‬لكن هذا المؤتمر يفشل في كل سنة بسبب اعتراض أمريكا و الصين و عدم التزامهما بقرارات المؤتمر حيث أن أمريكا‬
‫تتسبب في خمسين في المائة من نسبة التلوث و الصين تتسبب في خمس و عشرين في المائة من نسبة التلوث فتتذرعان بأن‬
‫التخفيض من االنبعاث للغازات السامة‪ 3‬معناه الرفع من البطالة و توقيف التطور الصناعي و التقليص من الطاقة الكهربائية ‪...‬‬

‫في حين تنادي الدول غير الصناعية إلى إنقاذ االرض قبل فوات األوان فقد تلوث الغالف الجوي و تضرر غالف االوزون و نشأت‬
‫قارة من البالستيك في المحيط الهادي و بدأ التصحر و الجفاف يغزوان الكثير من دول العالم ‪...‬‬

‫ما هو الموقف الذي يرضي كل األطراف في نظرك ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫‪ .‬حديث أخرجه‬ ‫سورة األعراف اآليات ‪ 53‬و ‪ 54‬و ‪55‬‬ ‫سورة الكهف اآلية ‪90‬‬ ‫سورة الكهف اآلية ‪76‬‬
‫البخاري‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يبين النص األول أن االصالح في االرض من صفات المؤمنين ‪.‬‬

‫يقرر النص األول أن المصلح ال ينتظر جزاء إال من هللا تعالى ‪.‬‬

‫يذكر النص الثاني وجوب محاربة الفساد ‪.‬‬

‫يبين النص الثالث أن هللا سخر الكون لإلنسان ‪.‬‬

‫في النص الثالث ينهى هللا عباده عن االفساد في االرض ‪.‬‬

‫في ا لحديث الشريف حث على اعمار االرض ‪.‬‬

‫في الحديث دعوة إلى التنمية المستدامة ‪.‬‬

‫التحليل‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوم البيئة و االعتناء بها في االسالم ‪.‬‬

‫‪ : 1‬مفهوم البيئة ‪:‬‬

‫هي كل األشياء التي تحيط بنا و تؤثر على وجود الكائنات الحية على سطح األرض متضمنة الماء و الهواء و التربة و المعادن و‬
‫المناخ و الكائنات الحية ‪.‬‬

‫بالنظر إلى النصوص الشرعية نجدها تدعوا إلى العناية بالبيئة و إصالحها و عمران االرض بدل اإلفساد فيها قال تعالى ( إنا‬
‫جعلنا ما على األرض زينة لنبلوهم أيهم أحسن عمال ) سورة الكهف اآلية ‪ . 7‬و قال تعالى ( و ال تفسدوا في االرض بعد إصالحها )‬
‫سورة األعراف اآلية ‪ . 55‬و قال تعالى ( و اذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد و بوأكم في االرض تتخذون من سهولها قصورا و‬
‫تتخذون الجبال بيوتا فاذكروا آالء هللا ‪ .‬و ال تعثوا في االرض مفسدين ) سورة االعراف اآلية ‪. 73‬‬

‫و جاءت‪ 3‬السنة النبوية لتدعو إلى الحفاظ على البيئة و تربط بين جمالية البيئة و الجزاء عند هللا قال عليه السالم ( ما من مسلم‬
‫يغرس غرسا أو يزرع زرعا فتأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إال كان له به صدقة ) أخرجه البخاري ‪ .‬و قال عليه السالم‬
‫( االيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول ‪ :‬ال إله إال هللا ‪ ،‬و أدناها إماطة األذى عن الطريق ‪ ،‬و الحياء شعبة من االيمان )‬
‫أخرجه مسلم ‪ .‬و عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك ‪،‬‬
‫فأخره فشكر هللا له فغفر له ) أخرجه البخاري ‪ .‬و عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ( ال يبولن‬

‫‪20‬‬
‫أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه ) أخرجه البخاري ‪ .‬و عن معاذ بن جبل رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول صلى هللا عليه و سلم‬
‫( اتقوا المالعن الثالثة ‪:‬البراز في الموارد ‪ ،‬و قارعة الطريق ‪ ،‬و الظل ) أخرجه أبو داوود ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬مجاالت عناية االسالم بالبيئة ‪.‬‬

‫يستعمل االنسان عناصر البيئة لتأمين احتياجاته اليومية في الغداء و السكنى و التنقل و التدفئة ‪ ...‬و نتيجة لالستخدام المكثف و‬
‫غير المعقلن للموارد الطبيعية في الفالحة و الصناعة اختل نظام البيئة و أصبح مهددا ‪ .‬لذلك تنوعت مظاهر العناية بالبيئة سواء‬
‫كانت البيئة حية ( كاإلنسان و الحيوان و النبات ) أو غير حية ( كالماء‪ 3‬و الهواء و التراب و الجبال الشمس ‪)...‬‬

‫و من مظاهر االهتمام بالبيئة نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫الماء ‪ :‬الماء هو أهم عناصر الحياة قال تعالى ( و جعلنا من الماء كل شيء حي ) و أمر اإلسالم باالقتصاد فيه و عدم االسراف‬
‫في استعماله فعن عبد هللا بن عمرو بن العاص أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم مر بسعد و هو يتوضأ فقال ‪ :‬ما هذا السرف يا‬
‫سعد ؟ قال ‪ :‬أفي الوضوء سرف ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬و إن كنت على نهر جار ) أخرجه أحمد ‪.‬‬

‫الهواء ‪ :‬هو ثاني عنصر من عناصر البيئة فال ينبغي تلويثه بدخان السيارات و السجائر و دخان مصانع و بخاصة مصانع‬
‫انتاج الكهرباء التي تشتغل بمصادر الطاقة األحفورية كالنفط و الفحم الحجري ‪ ...‬بل يجب التوجه نحو الطاقات النظيفة المتجددة ‪.‬‬
‫و وسائل النقل الكهربائية النظيفة ‪ ...‬قال عليه السالم ( النظافة من االيمان ) و قال تعالى ( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت‪3‬‬
‫أيدي الناس ) سورة الروم اآلية ‪. 40‬‬

‫مصادر الغداء ‪ :‬أمرنا االسالم باستهالك المواد الغدائية في إطار الوسطية و االعتدال و نهانا عن تبذيرها و احتكارها ضمانا‬
‫الستمرارها قال تعالى ( و كلوا و اشربوا و ال تسرفوا إن هللا ال يحب المسرفين ) سورة األعراف اآلية ‪ . 31‬و بما أن النبات هو‬
‫غداء أغلب الكائنات فقد حثنا االسالم على العناية به إضافة إلى أنه يستهلك غاز الكربون وينتج االكسيجين و يلطف الجو ‪ ...‬قال‬
‫عليه السالم ( من نصب شجرة فصبر على حفظها و القيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند هللا‬
‫عز و جل ) أخرجه البيهقي ‪.‬‬

‫الحيوان ‪ :‬أمر االسالم بالرفق بالحيوان قال تعالى ( و ما من دابة في االرض و ال طائر يطير بجناحيه إال أمم أمثالكم ) سورة‬
‫االنعام اآلية ‪.38‬‬

‫عن أنس بن مالك قال ( كان رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أحسن الناس خلقا ‪ ،‬و كان لي أخ يقال له ‪ :‬أبو عمير – أحسبه قال ‪:‬‬
‫كان فطيما ‪ ، -‬قال ‪ :‬فكان إذا جاء رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فرآه قال ‪ :‬يا أبا عمير ما فعل النغير؟ – طائر صغير كالعصفور‬
‫‪ -‬قال ‪ :‬فكان يلعب به ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ( :‬دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت ‪،‬‬
‫فال هي أطعمتها و سقتها إذ هي حبستها ‪ ،‬و ال هي تركتها تأكل من خشاش االرض ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫عن عبد هللا بن جعفر أن النبي صلى هللا عليه و سلم ‪....‬فدخل يوما حائطا ( بستانا ) من حيطان األنصار ‪ ،‬فإذا جمل قد أتاه فجرجر‬
‫و ذرفت عيناه ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما رأى النبي صلى هللا عليه و سلم حن و ذرفت عيناه ‪ ،‬فمسح رسول هللا صلى هللا عليه و سلم سراته و‬
‫ذفراه ( ظهره و أذنيه ) فسكن ‪ ،‬فقال ‪ :‬من صاحب الجمل ؟ فجاء‪ 3‬فتى من األنصار ‪ :‬هو لي يا رسول هللا ‪ ،‬فقال صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪ :‬أما تتقي هللا في هذه البهيمة التي ملككها‪ 3‬هلل ‪ ،‬إنه شكا إلي أنك تجيعه و تدئبه ( تتعبه) ) أخرجه أحمد ‪.‬‬

‫لقد أحاط االسالم تسخير البيئة بسياج من التوجيهات و االحكام لكي يستغلها االنسان بما يوافق الشرع و وفق ما يصونها و يحفظا‬
‫خالفا لمن يقولون بالصراع مع الطبيعة أو غضب الطبيعة ‪ .‬فالطبيعة ملك لكل البشر و تدهورها في جهة من جهاتها يتضرر منه‬
‫الجميع لذلك ال بد أن تتظافر الجهود لحمايتها بما يضمن االستمرار لها و للبشرية ‪.‬‬

‫االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أن أحافظ على البيئة‬

‫أ ألتزم الوسطية و االعتدال في استغالل البيئة‬

‫الحكمة‬

‫‪21‬‬
‫الوصايا التسع‬

‫( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم )‬

‫الوضعية ‪:‬‬

‫سأل سعيد صديقه أحمد ‪ :‬لماذا نجد وصايا هللا لعباده في التوراة و القرآن ‪ .‬قال أحمد ‪ :‬ألن دين هللا واحد و الرسل كلهم مبعوثون من‬
‫عند رب العالمين ‪ .‬فقال سعيد ‪ :‬أقصد لماذا أنزل هللا هذه الوصايا ؟ فقال أحمد ‪ :‬هي أوامر و نواهي تشمل كل األسس للدين‬
‫االسالمي لذلك تكررت في كل الرسائل السماوية ‪ .‬قال سعيد ‪ :‬إذا قمنا باألوامر فهل هذا معناه أننا اجتنبنا النواهي ؟ و هل األوامر‬
‫تغنينا عن النواهي ؟‬

‫كيف تفك اإلشكال ؟‬

‫األسناد ‪:‬‬

‫حديث الموبقات السبع الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة‬ ‫سورة األنعام اآليتان ‪153 – 152‬‬

‫المضامين ‪:‬‬

‫يبين النص األول تحريم بعض الكبائر و األمر ببعض الواجبات ‪.‬‬

‫يتناول النص األول أهم المحرمات‪ 3‬في االسالم ‪.‬‬

‫يعدد النص الثاني الموبقات السبع‬

‫التحليل ‪ :‬المحور األول ‪ :‬وصايا للعاقلين ‪.‬‬

‫تتناول السور المكية العقيدة و االدلة و البراهين على وحدانية هللا تعالى و إفراده بالعبودية و على البعث و الحساب ‪ ،‬و سورة‬
‫األنعام كباقي السور المكية تركز على العقيدة باعتبارها أساس الشريعة ‪ .‬ألن قبول عقيدة التوحيد يجعل النفوس مهيأة لقبول ما ينبني‬
‫عليها من الكليات األساسية لإلسالم فجاءت‪ 3‬الوصايا التسع في سورة األنعام تشمل خمس وصايا للعاقلين ‪.‬‬

‫الشرك ‪ :‬و الشرك هو أن يعبد المخلوق كما يعبد هللا ‪ ،‬أو يعظم كما يعظم هللا تعالى ‪ .‬و التوحيد في االسالم هو محور الدين و منه‬
‫تتشعب العقيدة و تتفرع الشريعة ‪.‬فاهلل هو الخالق الرازق و هو وحده الجدير بالعبادة ‪.‬قال تعالى ( إن هللا ال يغفر أن يشرك به و يغفر‬
‫ما دون ذلك لمن يشاء ) سورة النساء اآلية ‪. 48‬‬

‫عقوق الوالدين‪ :‬هللا هو الخالق و هو الموجد لكل المخلوقات‪ 3‬و الوالدان هما الوسيلة لهذا الخلق لذلك أمر هللا ببرهما و جعل‬
‫عقوقهما ثاني كبيرة بعد اإلشراك باهلل‪ .‬قال تعالى ( و قضى ربك أال تعبدوا إال إياه و بالوالدين إحسانا ) سورة االسراء اآلية ‪23‬‬

‫قتل األوالد ‪ :‬إذا كان الوالدان سبب مجيئنا إلى هذا العالم ‪ ،‬فإن أوالدنا هم سبب استمرارنا كنوع بشري ‪ .‬و حرم هللا عادة قتل‬
‫األوالد بسبب الفقر التي كانت عند بعض عرب الجاهلية ‪ .‬و حرم ظاهرة اإلجهاض المنتشرة في عصرنا الحاضر ‪ .‬أو ما يؤدي إلى‬
‫االنقراض البشري ‪ .‬قال تعالى ( و ال تقتلوا أوالدكم خشية إمالق نحن نرزقهم و إياكم ‪ .‬إن قتلهم كان خطئا كبيرا ) االسراء ‪.31‬‬

‫ارتكاب الفواحش ‪ :‬الفاحشة هي كل ما اشتد و تناهى قبحه عقال و شرعا ‪ :‬سواء كان قوال أو فعال أو اعتقادا ‪ .‬فالفاحشة‪ 3‬كالزنى‬
‫منهي حتى االقتراب منها بمعنى أن مقدماتها حرام و وسائلها الموصلة إليها حرام و نتائجها حرام ‪ ...‬فالفواحش عصيان هلل و‬
‫إضرار باألصول و الفروع ‪.‬‬

‫قتل النفس ‪ :‬حرم االسالم قتل النفس بغير حق سواء كانت هذه النفس مسلمة أو غير مسلمة ‪ .‬قال تعالى ( لذلك كتبنا على بني‬
‫إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد‪ 3‬في االرض فكأنما قتل الناس جميعا ‪ .‬و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) سورة‬
‫المائدة اآلية ‪ . 34‬و لحماية النفس شرع االسالم القصاص و الحدود ‪ ...‬فأوجب قتل القاتل عمدا و ظلما ‪ .‬و المفسد في االرض‬
‫كالحرابة ‪ ،‬و الزاني المحصن و المرتد و الساحر ‪ .‬قال عليه الصالة و السالم ( ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال هللا و أني‬
‫رسول هللا إال بإحدى ثالث ‪ :‬الثيب الزاني ‪ ،‬و النفس بالنفس ‪ ،‬و التارك لدينه المفارق للجماعة ) أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫كانت هذه الوصايا الخمس للعاقلين ألن هللا ميز االنسان بالعقل و فضله به عن سائر المخلوقات‪ 3‬و جعل العقل مناط التكليف ‪..‬‬

‫‪22‬‬
‫و أكد أن العاقلين ذوي الفطرة السليمة يبتعدون عن هذه المحرمات الخمس ‪ .‬قال تعالى ( ذلكم وصآكم به لعلكم تعقلون ) سورة‬
‫األنعام اآلية ‪. 152‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬وصايا المتذكرين ‪.‬‬

‫ثم تمضي الوصايا لتحثنا على عدم االعتداء على الغير فحرمت‪ 3‬قتل الغير و حرمت أخذ ماله بغير حق أو عدم الوفاء بالعهود‬
‫المعقودة معه ‪:‬‬

‫أكل مال اليتيم ‪ :‬يطلق اسم اليتيم على من مات أبوه من وقت والدته إلى أن يبلغ ‪ .‬فال يجوز أخذ ماله أو إضاعته قال تعالى ( و ال‬
‫تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن )االنعام ‪ 153‬و قال تعالى ( و ابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا‬
‫إليهم أموالهم ‪ .‬و ال تأكلوها إسرافا و بدارا أن يكبروا ‪ )..‬سورة النساء اآلية ‪6‬‬

‫التطفيف في الوزن ‪ :‬أمر هللا بتوفية الكيل و الوزن ‪ ،‬و األمر بالشيء نهي عن ضده ‪ ،‬و بهذا حرم بخس الكيل و الوزن و التطفيف‬
‫فيهما ‪ .‬قال تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ‪ .‬و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ‪ .‬أال يظن أولئك أنهم‬
‫مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ) سورة المطففين اآليات ‪. 4 - 3 - 2 -1‬‬

‫الجور في األقوال و األحكام ‪ :‬حرم هللا شهادة الزور و أمر بالعدل في القول ‪ .‬قال تعالى ( و ال تكتموا الشهادة و من يكتمها فإنه آثم‬
‫قلبه ) سورة البقرة اآلية ‪ 283‬و قال تعالى ( و ال يأب الشهداء إذا ما دعوا ) سورة البقرة اآلية ‪ . 282‬و قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه و سلم ( أال ُأنَ ِب ُّئ كم بأكبر الكبائر؟ ثالثًا‪ :‬اإلشراك باهلل‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وشهادة الزور ‪ -‬أو قول الزور))‪ ،‬وكان‬
‫ت"؛ رواه مسلم‪،‬‬ ‫ك َ‬‫س َ‬
‫كرّرها؛ حتى قلنا‪ :‬لي َته َ‬ ‫رسول هللا ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ُ -‬م َّتكًِئ ا‪ ،‬فجلَس‪ ،‬فما زال ُي ِ‬

‫نكث العهد و خلف الوعد ‪ :‬أمر هللا بالوفاء بالعهود و العقود و حرم نكثها و نقضها و عدم الوفاء بها ‪ .‬لذلك اختتمت اآلية بالتأكيد‬
‫على تاج القيم الذي هو الوفاء بالعهد ‪ .‬قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) سورة المائدة اآلية ‪ . 1‬و قال تعالى ( و أوفوا‬
‫بالعهد إن العهد كان مسؤوال ) سورة االسراء اآلية ‪. 34‬‬

‫تختتم الوصايا التسع بقوله تعالى ( ذلكم وصآكم به لعلكم تذكرون ) سورة األنعام اآلية ‪ . 153‬إشارة إلى ما تضمنته هذه اآلية الثانية‬
‫مما حرم هللا تعالى على عباده ‪ .‬و قوله ( لعلكم تذكرون) أي ليعدكم بذلك ألن تذكروا فتتعظوا فتجتنبوا ما حرم عليكم ‪.‬‬

‫االمتدادات السلوكية ‪:‬‬

‫أن أبتعد عن كل أنواع الشرك‬

‫أن أبر بوالدي ‪.‬‬

‫أن أبتعد عن الفواحش ‪.‬‬

‫أن أقول الحق و ال أشهد الزور ‪.‬‬

‫أن أفي بالعهود ‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like