Professional Documents
Culture Documents
الشفـــاعـــــــة
تعريف الشفاعة:ـ
الشفاعة لغة:ـ الوسيلة والطلب
وعرفــا:ـ سؤال الخير من الغير للغير
وشرعـا:ـ طلب تعجيل دخول الجنة او زيادة درجة
.فيها من الرب عز وجل لعباده المؤمنين
اختالف العلماء في الشفاعة:ـ
قالت االشعرية :ـ ان الشفاعة تكون ألهل الكبائر يشفع لهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لهم عند
.ربهم فيتخلى اهلل عن وعيده عليهم بالعقاب ويعفوا عنهم ويدخلهم الجنة
ـ ويحتجون بقوله صلى اهلل عليه وسلم ـ(( شفاعتي ألهل الكبائر من امتي ))ـ
ـ واعترضوا بأن اهلل تعالى توعد المجرمين بالنار ووعيد اهلل ال يتبدل ،قال اهلل سبحانه ـ{ ما يبدل القول
لدي وما انا بظالم للعبيد }ـ
وقال اهل الحق واالستقامة ( االباضية) والمعتزلة :ان الشفاعة ال تكون اال للمؤمنين التائبين للتعجيل
بدخول الجنة او زيادة درجات ولهم في ذلك ادلة كثيرة نوردها فيما يلي:ـ
ادلة القائلين بأن الشفاعة ال تكون اال للمؤمنين:ـ
ـ1ـ قوله تعالى ـ { ليس بأمانيكم وال أماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجز به وال يجد من دون اهلل وليا
وال نصيرا }ـ
ـ 2ـ قوله تعالى ـ { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت
وجوههم في النار هل تجزون اال ما كنتم تعملون }ـ
ـ3ـ قوله تعالى ـ{ ما للظالمين من حميم وال شفيع يطاع }ـ فهذه اآليات تنص نصا قاطعا ان من عمل سوء
يجازى به والقول بالشفاعة ألهل الكبائر ينص على انه يعفى عنهم فهو يتعارض تعارضا كامال مع هذه
.اآليات ،حيث ان اآليات توجب لهم النار وهم يقولون ان ألهل الكبائر الجنة
ـ 4ـ قوله تعالى ـ { ال يشفعون اال لمن ارتضى }ـ فاآلية تنص على ان الشفاعة تكون لمن ارتضاه اهلل واهلل
.اليرتضي الزناة وشراب الخمر واهل الربا تعالى اهلل عن ذلك علوا كبيرا
.ـ 5ـ قوله صلى اهلل عليه وسلم ـ(( ليست شفاعتي ألهل الكبائر من امتي ))ـ رواه الربيع في مسنده الرفيع
ـ واعترض القائلون بالشفاعة ألهل الكبائر بقولهم انه ال حاجة للتائبين للشفاعة ألن التوبة كافية لمحق
.الذنوب
والجواب :ـ ال يمنع ذلك من شفاعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم لهم ليرفع درجتهم فالمالئكة
يستغفرون للتائبين كما قال اهلل تعالى ـ{ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا
سبيلك}ـ
.ـ فان قالوا ان المالئكة يستغفرون لمن في االرض كما جاء ذلك في سورة الشورى
.فجوابه :ـ ان ذلك العموم مخصص لهذه اآلية واال شمل استغفارهم المشركين
وقفـ ــة تأم ـ ـ ـ ــل
اخوة االيمان اذا تأملنا القول بالشفاعة ألهل الكبائر وجدنا مضمونه ان يأتي اللصوص والزناة والقتلة
والعاقون لوالديهم وغيرهم من اهل الكبائر يوم القيامة الى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيشفع لهم
.عند ربه فيسامحهم اهلل ويدخلهم الجنة ،حاشى اهلل ورسوله عن ذلك
وهذا القول مصادم لما جاءت به اآليات حيث انها تنص نصا صريحا ان من يعمل سوءا يجز به ومن
.يعمل سوء ال يجز اال بما يعمل وان الشفاعة ليست للمجرمين والظالمين
ولكن هذا القول من اماني اليهود والمشركين حيث يظنون انهم سيكونون في اآلخرة مثل ما هم عليه
في الدنيا وذلك كما اخبرت اآلية
ـ { ليس بأمانيكم وال اماني اهل الكتاب }ـ ولكن المسلمين الذين حذرهم اهلل من ذلك ،اخذوا دينهم:
.بالتقليد فلم يسلموا من هذا القول ـ واهلل المستعان ـ
الخـاتمـ ـ ـ ــة
اخي القارئ الكريم كتبنا هذه االسطر حفاظا على العقيدة الصحيحة لمن اراد من المتعلمين اتباع الحق
وترك النعصب والتقليد االعمى وحرر نفسه من الحجر الثقافي الذي يفرضه اهل بعض المذاهب على
.اتباع مذهبهم والذين ال يرون الحق اال في ما قالوه وما عداه بدعة وظاللة حسب زعمهم
وحفاظا على عقيدة من لم ينالوا قسطا وافرا من المعرفة باهلل وصفاته من الفساد الذي قد يتولد لديهم
من خالل سماع رؤية اهلل وتجلي اهلل سبحانه الذي ملء به الكتب واالشرطة فيظلون يتخيلون الصورة
التي سيشاهدونها للبارئ عز وجل ،فيجسم اهلل ويشبهه بخلقه تعالى اهلل عن ذلك علوا كبيرا ،وعلى
كل حال فعلى المسلمين _ كما يقال ـ اذا كان ال بد لهم ان يختلفوا فعليهم ان يختلفوا دون ان
.يتخاصموا ألنهم مأكولون كلهم .وآخر دعوانا ان الحمدهلل رب العالمين
واهلل الهادي الى سبيل الرشاد