Professional Documents
Culture Documents
ﻋدﻣﻬﺎ .وﻏﯾر ﺧﻔﻲ أن اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻛﺎن ﻣن أﻛﺎﺑر ﻣﺟﺗﻬدي ﺣوزة اﻟﻧﺟف ﻓﻲ زﻣن ﻣرﺟﻌﯾﺔ
اﻟﺳﯾد اﻟﺧوﺋﻲ )ﻗد( ﺑل وﻣن ﻣﺑرزي ﺗﻼﻣﯾذﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺻول ،وﻛﺎن ﺗﺻﻧﯾف ﻛﺗﺎب ﻗواﻋد اﻟﺣدﯾث ـ اﻟذي
طﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟزاء ـ ﻓﻲ وﻗت ﺧﻠت ﻓﯾﻪ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻧﺟف ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﻣن ﺗﺻﺎﻧﯾف ﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﻌﻠم اﻟﺣدﯾث ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻛﺎﻟﻔﻘﻪ واﻷﺻول.
وﻗد اﺑﺗدأت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﺗﻣﻬﯾد أﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻋﻧواﻧﻪ ،ﺛم ﺷرﻋت ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث ،ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻷول ﻣدى ارﺗﺑﺎط ﺗوﺛﯾق اﻟراوي ﺑﻌداﻟﺗﻪ وﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻷﻗوال
ﻓﻲ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت وﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟث ﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻣن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﺟﯾﺔ
ﻗول اﻟﻠﻐوي ،وﺑﻬذا ﻓﻘد ﺟﻣﻌت اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﯾن طﯾﺎت ﻛﺗﺎب ﻗواﻋد اﻟﺣدﯾث واﻟﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ
أﺟزاءﻩ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺑﺑﺣث واﺣد ﻣﺳﻠطﺎً اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬد اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺣدﯾﺛﻲ ﻟﻠﺳﯾد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻐرﯾﻔﻲ وﻣﺑﯾﻧﺎً
آراءﻩ اﻟﺣدﯾﺛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع.
ﺗﻣﻬﯾد :اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت:
أوﻻً :اﻟﺣﺟﯾﺔ:
َﺟﯾ ٌﺞ ،ﻓَﻌِﯾل ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻓﺎﻋل .واﻟﺗﱠﺣﺎجﱡ :اﻟﺗﱠﺧﺎﺻُم؛
ﺣﺎﺟ ْﺟﺗُﻪ ﻓﺄَﻧﺎ ﻣُﺣﺎ ﱞج وﺣ ِ
اﻟ ُﺣ ﱠﺟﺔُ :اﻟدﻟﯾل واﻟﺑرﻫﺎن .ﯾﻘﺎلَ :
وﺣﺟﱠﻪ َﯾ ُﺣﺟﱡﻪ َﺣ ّﺟﺎً :ﻏﻠﺑﻪ ﻋﻠﻰ
وﺣﺟﺎﺟﺎً :ﻧﺎزﻋﻪ اﻟ ُﺣ ﱠﺟﺔََ .
ُﺟ ٌﺞ وﺣِﺟﺎجٌ .وﺣﺎﺟﱠﻪ ﻣُﺣﺎ ﱠﺟﺔً ِ
وﺟﻣﻊ اﻟ ُﺣ ﱠﺟ ِﺔ :ﺣ َ
ُﺣ ﱠﺟﺗِﻪ .١وﻋرﻓت ﺑﺄﻧﻬﺎ :ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى ،أي اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﻔﯾد ﻏﻠﺑﺔ اﻟظن.٢
ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﻟﺧﺑر:
اﻟﺧﺑ َُر ،ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾك :واﺣد
َﺧﺑُرُﻩ إِذا ﻋرﻓﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ .و َ
َﻣر أ ْ
ْت اﻷ َ
وﺧﺑَر ُ
ْت ﺑﺎﻷَﻣر أَي ﻋﻠﻣﺗﻪَ .
ﻟﻐﺔَ :ﺧﺑُر ُ
اﻟﺧﺑَر.٣
ﱠﺧﺑ ُﱡر :اﻟﺳؤال ﻋن َ
ﺑﺎر واﻟﺗ َ
ِﺧ َُﺧﺑ ُِر .واﻻ ْﺳﺗ ْ
اﻟﺧﺑ َُر :ﻣﺎ أَﺗﺎك ﻣن ﻧَﺑِﺈ ﻋﻣن ﺗَ ْﺳﺗ ْ
اﻷَﺧﺑْﺎر .و َ
اﺻطﻼﺣﺎ :اﻟﺧﺑر واﻟﺣدﯾث :ﻣﺗرادﻓﺎن ،ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ،٤ﻓﺎﻟﺣدﯾث ﻫو ﻗول اﻟﻣﻌﺻوم أو ﻓﻌﻠﻪ أو ﺗﻘرﯾرﻩ،٥
وأﺷﺎر اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ أن اﻟﺧﺑر اﻟﻣرادف ﻟﻠﺣدﯾث أﻋم ﻣن أن ﯾﻛون ﻗول اﻟرﺳول )ص( واﻹﻣﺎم )ع(،
واﻟﺻﺣﺎﺑﻲ ،واﻟﺗﺎﺑﻌﻲ ،وﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﺻﻠﺣﺎء وﻧﺣوﻫم وﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻓﻌﻠﻬم وﺗﻘرﯾرﻫم .ﻫذا ،وﻗﺎل إﻧﻪ ﻫو
اﻷﺷﻬر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،واﻷوﻓق ﻟﻌﻣوم ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻠﻐوي.٦
وﻗد ﯾﺧص اﻟﺣدﯾث ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم ﻣن اﻟﻧﺑﻲ ،واﻻﻣﺎم .وﯾﺧض اﻟﺧﺑر ،ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﻋن ﻏﯾرﻩ .أو
ﯾﺟﻌل اﻟﺣدﯾث ،أﻋم ﻣن اﻟﺧﺑر ﻣطﻠﻘﺎ " ،ﻓﯾﻘﺎل ﻟﻛل ﺧﺑر ،ﺣدﯾث ،ﻣن ﻏﯾر ﻋﻛس.٧
وﻗد أﺷﺎر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،إذ ))ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣدﯾث أﺧص ﻣن اﻟﺧﺑر ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺑﻣﺎ
ﺟﺎء ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم )ع( وﺷﻣول اﻟﺧﺑر ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻋن ﻏﯾرﻩ وﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺣدﯾث ﺑﻣﺎ ﺟﺎء
ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم واﺧﺗﺻﺎص اﻟﺧﺑر ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ إطﻼق ﻟﻔظ اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺧﺑر ﺑﻪ اﻟﺛﻘﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع إو ﻧﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻔظ اﻟﺧﺑر((.٨
ﺛﺎﻟﺛﺎً :اﻟﺛﻘﺔ:
ق ﺑﻪ وﻫو ﻣوﺛوق ﺑﻪ ،وﻫﻲ
ق ﺑﻪ َﯾﺛِقُ ،ﺑﺎﻟﻛﺳر ﻓﯾﻬﻣﺎ ،وﺛﺎﻗﺔً وﺛِﻘَﺔً اﺋﺗﻣﻧﻪ ،وأﻧﺎ واﺛِ ٌ
ﻟﻐﺔ :اﻟﺛﱢﻘَﺔُ ﻣﺻدر ﻗوﻟك َوﺛِ َ
ِﻘﺎت .وﯾﻘﺎل :ﻓﻼن ﺛِﻘﺔٌ
ق ﺑﻬﺎ وﻫم ﻣوﺛوق ﺑﻬم ،ورﺟل ﺛِﻘﺔٌ وﻛذﻟك اﻻﺛﻧﺎن واﻟﺟﻣﻊ ،وﻗد ﯾﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺛ ٍ
ﻣَوﺛو ٍ
ووﺛﱠﻘْت ﻓﻼﻧﺎً إذا ﻗﻠت إﻧﻪ ﺛِﻘﺔٌ.٩
ِﻘﺎت ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎءَ .
وﻫﻲ ﺛِﻘﺔٌ وﻫم ﺛِﻘﺔٌ ،وﯾﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺛ ٍ
وﻗد أﺷﺎر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﺛﻘﺔ ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻟدى اﻟﻌرف وﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾث ،١٠ﻛﻣﺎ
وذﻛر اﺻطﻼﺣﺎت اﻟرﺟﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ ﺗوﺛﯾق اﻟرواة ﻣﺛل اﺻطﻼح )ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ( إذ ﻫو ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻣﺗﻌﻠق
اﻟﺗوﺛﯾق اﻟﻣطﻠق ،واﺻطﻼح )ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ( ﺑﺄﻧﻪ دال ﻋﻠﻰ ﺻدق اﻟراوي وﺗﺣرزﻩ ﻋن اﻟﻛذب إو ن ﺧدش
ﺣدﯾﺛﻪ ﻣن ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت اﻷﺧرى ،١١وأﺿﺎف ﺑﺄن ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣؤﺗﻣن ﻓﻬو أﻋم ﻣن اﻟﻌدل
ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻟﺻدﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣؤﺗﻣن ﻓﻲ إﺧﺑﺎرﻩ ﺻﺎدق ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ وﻟذا وﺻف ﺑﻪ ﻏﯾر اﻹﻣﺎﻣﻲ ﻣن ﻓرق
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﻣﺎ وﺻف ﺑﻪ اﻹﻣﺎﻣﻲ وﺳﺎق ﻋدة أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ.١٢
راﺑﻌﺎً :اﻟﻣوﺿوﻋﺎت:
اﺿﻊَ
اﺧﺗَﻠَﻘَﻪ .وﺗَو َ
َﺿﻌﺎًْ :
ﺿﻊَ اﻟﺷﻲ َء و ْ
َوﺿُوﻋﺎً ،وو َ
ﺿﻌﺎً وﻣ ْ
َﺿﻌُﻪ َو ْ
وﺿﻌَﻪ ﯾ َ
َﺿﻊُ :ﺿ ّد اﻟرﻓﻊَ ،
ﺿﻊَ ،اﻟو ْ
ﻣن َو َ
اﻟﻘوُم ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء :اﺗﱠﻔَﻘُوا ﻋﻠﯾﻪ ،١٣ووﺿﻊ اﻟرﺟل اﻟﺣدﯾث اﻓﺗراﻩ وﻛذﺑﻪ ﻓﺎﻟﺣدﯾث ﻣوﺿوع.١٤
ﻗﺎل اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﻌراﺿﻪ ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻟﻔظﺔ اﻟﻣوﺿوع)) :وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻛﻼم ﻛﺄﻓﻌﺎل
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻔﻘﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣوﺿوﻋﻪ وﺟﻣﻌﻪ ﻣوﺿوﻋﺎت وﻣواﺿﯾﻊ وﻫﻲ اﻟﻣراد ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﺑﺣث((.١٥
ﻓﻣﺧﺗﺎر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻫو اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻛم.
ﺗﻧﻘﺳم اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺳﻣﯾن :ﺣﻛم ﺗﻛﻠﯾﻔﻲ وﺣﻛم وﺿﻌﻲ .واﻟﺣﻛم اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﻲ ﻫو:
اﻟﺣﻛم اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻻﻧﺳﺎن واﻟﻣوﺟﻪ ﻟﺳﻠوﻛﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
واﻟﻌﺑﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟﺗﻬﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻧظﻣﺗﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،ﻛﺣرﻣﺔ ﺷرب اﻟﺧﻣر
ووﺟوب اﻟﺻﻼة ووﺟوب اﻻﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻗﺎرب إو ﺑﺎﺣﺔ إﺣﯾﺎء اﻷرض ووﺟوب اﻟﻌدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻬو
ﺣﻛم وﺟوب واﺳﺗﺣﺑﺎب وﺣرﻣﺔ وﻛراﻫﺔ إو ﺑﺎﺣﺔ اﻷﻣور واﻷﺷﯾﺎء ،١٦أﻣﺎ اﻟﺣﻛم اﻟوﺿﻌﻲ ﻓﻬو اﻻﻋﺗﺑﺎر
اﻟﺷرﻋﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﺗﻛﻠﯾف ﻣن وﺟوب أو ﻧدب أو ﺣرﻣﺔ أو ﻛراﻫﺔ وﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺗﺧﯾﯾر ) إﺑﺎﺣﺔ ( ،
ﺑل ﻫو اﻋﺗﺑﺎر اﻷﺷﯾﺎء أﺳﺑﺎﺑﺎ أو ﺷروطﺎ أو ﻣواﻧﻌﺎ ﻷﺷﯾﺎء أﺧرى ،ﻣﺛل اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺳرﻗﺔ ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻘطﻊ اﻟﯾد ﺑﻘوﻟﻪ
١٧
ﻓﺎﻟﺣﻛم اﻟوﺿﻌﻲ إذن ﻫو اﻟﺣﻛم ﺑﺻﺣﺔ اﻷﺷﯾﺎء وﻓﺳﺎدﻫﺎ ، ﱠﺎرﻗَﺔُ ﻓَﺎ ْﻗطَ ُﻌوْا أَﯾِْد َﯾﻬُﻣَﺎ{
ق وَاﻟﺳ ِ
ﱠﺎر ُ
ﺗﻌﺎﻟﻰ } وَاﻟﺳ ِ
أو ﺷرطﯾﺗﻬﺎ وﻧﺣو ذﻟك ،ﻻ ﺑﺣﻠﯾﺗﻬﺎ أو ﺣرﻣﺗﻬﺎ ،وﻻ ﺑﺎﺳﺗﺣﺑﺎﺑﻬﺎ أو ﻛراﻫﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻛم
اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﻲ.١٨
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن اﻟﺛﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺑر ﻋن اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ أو اﻟطﻬﺎرة ﻓﺈﻧﻪ ﻣن ﺑﺎب اﻹﺧﺑﺎر ﻋن
اﻟﻣوﺿوع أي ﺳﺑب اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ أو اﻟطﻬﺎرة وﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻛﻌدم ﺗذﻛﯾﺔ اﻟﺣﯾوان أو ﻣﻼﻗﺎة اﻟﻣطر ﻟﻠﺟﺳم اﻟﻣﺗﻧﺟس
وﺗﺟﻔﯾف اﻟﺷﻣس .ﻻ اﻹﺧﺑﺎر ﻋن أﺻل اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ أو اﻟطﻬﺎرة ﻷﻧﻬﻣﺎ ﯾرﺟﻌﺎن ﻓﻲ أﺻﻠﻬﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع ﻻ إﻟﻰ
ﻗول اﻟﺛﻘﺔ.١٩
اﻟﻘراﺋن اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﻣﺗﻌﺎﺿدة ﻣﺛل ﻛوﻧﻪ ﻣرﺟﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻔﻘﻬﺎء وﻛوﻧﻪ ﻣﻣن ﯾﻛﺛر ﻋﻧﻪ اﻟرواﯾﺔ ﻣن ﻻ ﯾروي إﻻ
ﻋن ﻋدل وﻧﺣو ذﻟك ﻣن اﻟﻘراﺋن ،وﺑﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻬﺎ إﻣﺎ ﺑﺄن ﯾﻘول ﻫو ﻋدل أو ﻣﺎ ﯾﺷﻣﻠﻪ أو ﯾﻘﺑل
ﺷﻬﺎدﺗﻪ إن ﻛﺎن ﻣﻣن ﯾرى اﻟﻌداﻟﺔ ﺷرطﺎ أو ﻧﺣو ذﻟك ،٢٨ﻓﻘد روي ﻋن ﻋﺑد اﷲ ﺑن أﺑﻲ ﯾﻌﻔور ﻗﺎل)) :ﻗﻠت
ﻷﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ )ع( :ﺑم ﺗﻌرف ﻋداﻟﺔ اﻟرﺟل ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﺗﻰ ﺗﻘﺑل ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻟﻬم وﻋﻠﯾﻬم؟ ﻓﻘﺎل :أن ﺗﻌرﻓوﻩ
ﺑﺎﻟﺳﺗر واﻟﻌﻔﺎف ،وﻛف اﻟﺑطن واﻟﻔرج واﻟﯾد واﻟﻠﺳﺎن وﺗﻌرف ﺑﺎﺟﺗﻧﺎب اﻟﻛﺑﺎﺋر اﻟﺗﻲ أوﻋد اﷲ ﻋز وﺟل ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻧﺎر ﻣن ﺷرب اﻟﺧﻣور ،واﻟزﻧﺎ ،واﻟرﺑﺎ ،وﻋﻘوق اﻟواﻟدﯾن ،واﻟﻔرار ﻣن اﻟزﺣف وﻏﯾر ذﻟك ،واﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻛﻠﻪ أن ﯾﻛون ﺳﺎﺗ ار ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﯾوﺑﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺣرم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺎ وراء ذﻟك ﻣن ﻋﺛراﺗﻪ وﻋﯾوﺑﻪ وﺗﻔﺗﯾش ﻣﺎ
وراء ذﻟك.٢٩((...
واﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺑﺷرط اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟراوي ﻫل ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺷﻬﺎدة واﺣد ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟراوي ﻋﺎدل أو ﺑﺎﺛﻧﯾن ﻛﻣﺎ
ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻟﺷﻬﺎدات ،اﺧﺗﺎر ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷول ﻛﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻠﻲ ) ٧٢٦ﻫـ( اﻟذي ﻗﺎل )) :إو ذا ﺣﻛم ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ ،أو
ﻋﻣل ﺑرواﯾﺗﻪ ،أو ﻗﺎل :ﻫو ﻋدل ﻷﻧﻲ ﻋرﻓت ﻣﻧﻪ ﻛذا ،أو أطﻠق ﻣﻊ ﻋرﻓﺎﻧﻪ ،ﻓﻬو ﺗزﻛﯾﺔ(( ،٣٠وﻛﺎﻟﺷﻬﯾد
اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( اﻟذي ﻗﺎل)) :وﻓﻲ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد اﻟﻌدل ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ :ﻗول ﻣﺷﻬور ﻟﻧﺎ وﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾﻧﺎ،
ﻛﻣﺎ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﻪ أي :ﺑﺎﻟواﺣد -ﻓﻲ أﺻل اﻟرواﯾﺔ .وﻫذﻩ اﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻓرع اﻟرواﯾﺔ ،ﻓﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌدد ﻓﻲ اﻷﺻل،
ﻓﻛذا ﻓﻲ اﻟﻔرع(( ،٣١وﻛﻛﺎﺷف اﻟﻐطﺎء ) ١٢٢٨ﻫـ( اﻟذي ﻗﺎل)) :اﻟﻣﺷﻬور ﺑﯾن اﻷﺻﺣﺎب ﺑل أﻛﺛرﻫم ذﻫﺑوا
إﻟﻰ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟراوي وﺟرﺣﻪ دون اﻟﺷﺎﻫد وﻧﺣوﻩ ...وذﻫب اﻟﻘﻠﯾل إﻟﻰ ﺧﻼﻓﻪ
ﻓﺎﺷﺗرطوا ﻓﻲ اﻟﺗزﻛﯾﺔ واﻟﺟرح ﺷﻬﺎدة ﻋدﻟﯾن(( ،٣٢واﺧﺗﺎر آﺧرون اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﻣﺣﻘق اﻟﺣﻠﻲ ) ٦٧٦ﻫـ( اﻟذي
ﻗﺎل)) :ﻋداﻟﺔ اﻟراوي ﺗﻌﻠم ﺑﺎﺷﺗﻬﺎرﻫﺎ ﺑﯾن أﻫل اﻟﻧﻘل ،ﻓﻣن اﺷﺗﻬرت ﻋداﻟﺗﻪ ﻣن اﻟرواة أو ﺟرﺣﻪ ﻋﻣل
ﺑﺎﻻﺷﺗﻬﺎر وان ﺧﻔﻲ ﺣﺎﻟﻪ وﺷﻬد ﺑﻬﺎ ﻣﺣدث واﺣد ﻫل ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﻪ ﺑﻣﺟردﻩ اﻟﺣق اﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺑل
ﻋﻠﯾﻪ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﺷﺎﻫد وﺟرﺣﻪ ،وﻫو ﺷﻬﺎدة ﻋدﻟﯾن(( ،٣٣واﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن ) ١٠١١ﻫـ( اﻟذي ﻗﺎل)) :اﻷﻗرب ﻋﻧدي
٣٤
واﻟﺣر اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ) ١١٠٤ﻫـ( اﻟذي ﻗﺎل)) :ﺗﻌرف ﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟراوي ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد((
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻟراوي ﺑﺗﻧﺻﯾص ﻋدﻟﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎﺿﺔ ﺑﺄن ﺗﺷﺗﻬر ﻋداﻟﺗﻪ ﺑﯾن أﻫل اﻟﻧﻘل أو
ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء((.٣٥
٣٧ ٣٦
واﻟﺷﯾﺦ اﻟطوﺳﻲ ) ٤٦٠ﻫـ( واﻟﻘﺎﺿﻲ اﺑن اﻟﺑراج ) ٤٨١ﻫـ( واﻛﺗﻔﻰ اﻟﻘدﻣﺎء ﻛﺎﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣﻔﯾد ) ٤١٣ﻫـ(
ﺑظﺎﻫر اﻟﻌداﻟﺔ واﻹﯾﻣﺎن وﻟم ﯾﺷﺗرطوا ﺷﻬﺎدة ﻋدل أو ﻋدﻟﯾن ،ﻗﺎل اﻟﺷﯾﺦ اﻟطوﺳﻲ)) :اﻟﻌدل اﻟذي ﯾﺟوز
ﻗﺑول ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن وﻋﻠﯾﻬم ،ﻫو أن ﯾﻛون ظﺎﻫرﻩ ظﺎﻫر اﻻﯾﻣﺎن ،ﺛم ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺳﺗر واﻟﺻﻼح واﻟﻌﻔﺎف
٣٨
وﻟم واﻟﻛف ﻋن اﻟﺑطن واﻟﻔرج واﻟﯾد واﻟﻠﺳﺎن ،وﯾﻌرف ﺑﺎﺟﺗﻧﺎب اﻟﻛﺑﺎﺋر اﻟﺗﻲ أوﻋد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎر((
ﯾﻘﺑل اﻟﻣﺗﺄﺧرون ذﻟك ،ﻗﺎل اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ)) :ﻧﺷﺗرط ظﻬور ﻋداﻟﺔ اﻟراوي ،وﻻ ﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑظﺎﻫر اﻹﺳﻼم أو
اﻹﯾﻣﺎن(( ،٣٩واﺷﺗرطوا أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻋداﻟﺔ اﻟراوي أن ﯾﻛون ﻋﺎدﻻً ﺑزﻣﺎن اﻟرواﯾﺔ ﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟرواﯾﺔ.٤٠
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﯾﻔﻲ ﻟرأي اﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻧﺎﻗش اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻟﻠراوي ﺑﺳﺑب اﻧﺳداد ﺑﺎب اﻟﻌﻠم ،وﺑﺣﺛﻬﺎ
اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن ﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ١٠١١ﻫـ( ﻣﻔﺻﻼً ﻓﻲ )ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻟﺟﻣﺎن( ﻓﻘﺎل)) :اﻷﻗرب ﻋﻧدي ﻋدم
اﻻﻛﺗﻔﺎء ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟراوي ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد ،وﻫو ﻗول ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻷﺻوﻟﯾﯾن ،وﻣﺧﺗﺎر اﻟﻣﺣﻘق أﺑﻲ
اﻟﻘﺎﺳم ﺑن ﺳﻌﯾد ،واﻟﻣﺷﻬور ﺑﯾن أﺻﺣﺎﺑﻧﺎ اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻬﺎ .ﻟﻧﺎ أن اﺷﺗراط اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟراوي ،ﯾﻘﺗﺿﻲ
اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﺑﻬﺎ ،وظﺎﻫر أن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ﻻ ﺗﻔﯾدﻩ ﺑﻣﺟردﻫﺎ ،واﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌدﻟﯾن ﻣﻊ ﻋدم إﻓﺎدﺗﻬﻣﺎ
اﻟﻌﻠم إﻧﻣﺎ ﻫو ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﻣﺎ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺷرﻋﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ(( ،٤١وذﻛر أدﻟﺔ اﻟﻣﺷﻬور ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌدل
اﻟواﺣد واﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ)) :أن اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻣﺗﻌذر ﻏﺎﻟﺑﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻧﺎط اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﻪ ،ﺑل ﺑﺎﻟظن وﻫو ﯾﺣﺻل ﻣن
ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد((.٤٢
وﻧﺎﻗش اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن أدﻟﺔ اﻟﻣﺷﻬور وأﺷﻛل ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وذﻛر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻟﻠﻣﺷﻬور
ﻟدﻟﯾﻠﻬم اﻟذي ﻣر ﻷﻧﻪ ﻣﺣل اﻟﺑﺣث واﻟﻧﻘﺎش ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ .إذ أﺷﻛل اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن ﻋﻠﻰ دﻟﯾل اﻟﻣﺷﻬور
ﺑﺛﻼﺛﺔ أﻣور:٤٣
اﻷول :أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﻠم ﺑﻌداﻟﺔ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺎﺿﯾن وﺑرأي ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزﻛﯾن ﻋن طرﯾق
اﻟﻘراﺋن اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎﻟﯾﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺧﻔﯾﺔ اﻟﻣواﻗﻊ ﻣﺗﻔرﻗﺔ اﻟﻣواﺿﻊ ﻓﻼ ﯾﻬﺗدي إﻟﻰ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ وﻻ ﯾﻘﺗدر ﺟﻣﻊ
أﺷﺗﺎﺗﻬﺎ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :وﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣﺻﯾل ﻫذﻩ اﻟﻘراﺋن ﻧﻣﻧﻊ ﻛون ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ﺑﻣﺟردﻫﺎ ﻣﻔﯾدة ﻟﻠظن ﻛﯾف وﻗد ﻋﻠم وﻗوع
اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻛﺛرة.
اﻟﺛﺎﻟث :وﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ أن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ﺑﻣﺟردﻫﺎ ﻣﻔﯾدة ﻟﻠظن ،ﻟﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟظن ﻣﻊ ﺗﻌذر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺗﻧﺎ
ﻫذﻩ ﻣﺷروط ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻣﺎ ﻫو أﻗوى ﻣﻧﻪ ،وﻻ رﯾب أن اﻟظن اﻟﺣﺎﺻل ﻣن ﺧﺑر اﻟواﺣد اﻟذي اﺳﺗﻔﯾدت ﻋداﻟﺗﻪ
ﻣن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ﻗد ﯾﻛون أﺿﻌف ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻣن أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺑراءة أو ﻋﻣوم اﻟﻛﺗﺎب.
وﻗد أﺷﻛل اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( ﻋﻠﻰ اﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣور.
أﻣﺎ اﻷول :٤٤ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘراﺋن اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎﻟﯾﺔ ﺧﻔﯾﺔ اﻟﻣواﻗﻊ ﻣﺗﻔرﻗﺔ اﻟﻣواﺿﻊ ﻓﻲ زﻣن اﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗﺑل ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻷرﺑﻌﺔ ﻗرون ﻓﻛﯾف ﺑزﻣﺎﻧﻧﺎ وأﻧﻰ ﻟﻧﺎ ﺗﺣﺻﯾل ﻫذﻩ اﻟﻘراﺋن ﻹﺛﺑﺎت ﻋداﻟﺔ اﻟرواة ،وﺣﺗﻰ ﻟو
ﻗﺎﻣت ﻫذﻩ اﻟﻘراﺋن ﻟدى أﺣدﻫم ﻓﻬﻲ ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻫو ﻧظﯾر ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻟدى ﺑﻌﺿﻬم ﻣن اﺣﺗﻔﺎف أﺣﺎدﯾث
اﻟﻛﺗب اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﻘراﺋن ﺗﺛﺑت أﻧﻬﺎ ﻗطﻌﯾﺔ اﻟﺻدور ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم.
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ :٤٥ﻓﺈن اﻟﻌﻠم ﺑوﻗوع اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣوارد ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻌﻠم وﻗوع
اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺣﺳﯾﺔ واﻟﺣدﺳﯾﺔ وﺑﻬذا ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺣﺻول اﻟظن ﻣن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ،وﻋدم
ﺣﺻول اﻟظن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣوارد ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻘط اﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻋن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻻ ﯾﺛﺑت أن ﺗزﻛﯾﺔ اﻟواﺣد ﻻ ﺗﻔﯾد
اﻟظن ﻣطﻠﻘﺎً ،ﺑل أن إﯾرادﻩ ﻫذا ﺧﺎرج ﻋن ﻣﺣل اﻟﺑﺣث ،إذ ﻣﺣل ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻣطﻠق اﻟظن ﺑوﺛﺎﻗﺔ اﻟراوي ﺳواء
ﺣﺻل ﻣن اﻟﺗزﻛﯾﺔ أم ﻏﯾرﻫﺎ إو ﯾرادﻩ اﺧﺗص ﺑﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌدل اﻟواﺣد.
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟث :٤٦ﻓﺈﯾرادﻩ ﺧﺎرج ﻋن ﻣﺣل اﻟﺑﺣث ،إذ ﻣﺣل اﻟﺑﺣث ﺣول اﻟظن ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻻ اﻟظن ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم
ﻓﻣﺗﻌﻠق اﻟظﻧﯾن ﻣﺧﺗﻠف إذ اﻷول ظن ﺑﺣﻛم ﻣﺻدرﻩ ﺧﺑر اﻟواﺣد واﻟﺛﺎﻧﻲ ظن ﻣﺻدرﻩ اﻷﺻول اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أو
ﻋﻣوم اﻟﻛﺗﺎب ،ﻛﻲ ﯾﻘﺎل أن اﻟظن اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻗوى ﻣن اﻷول ،وﺑﻌد أن ﻓرﺿﻧﺎ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟظن ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟراوي
وﺟﺎء ﻟﻧﺎ ﻫذا اﻟراوي ﺑﺣﻛم ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺎﻷﺻول اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أو ﻋﻣوم اﻟﻛﺗﺎب إذ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ دﻟﯾل
ﺧﺎص ﯾﺧﺻص ﻋﻣوم اﻟﻛﺗﺎب ،وﺟرﯾﺎن اﻷﺻول اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﻛون ﻓﻘط ﻋﻧد ﻋدم وﺟود أي دﻟﯾل أو ﺣﻛم ﯾﻣﻛن
اﻟرﻛون إﻟﯾﻪ أي ﻋﻧد اﻧﺳداد ﺑﺎب اﻟﻌﻠم ،ﻛﯾف وﺑﺎب اﻟﻌﻠم ﻣﻔﺗوح ﻓﯾﻬﺎ!.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺛﯾق:
اﺳﺗﻌرض اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أﻗوال ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ذﻫﺑوا إﻟﻰ أن إطﻼق ﺗوﺛﯾق اﻟﻌدل ﻟرٍاو ﻛﺎﺷف ﻋن ﻛوﻧﻪ
إﻣﺎﻣﯾﺎً ﻋدﻻً ،إو ن ﻟم ﺗﺛﺑت إﻣﺎﻣﯾﺗﻪ ﻣن طرﯾق آﺧر ﻓﯾﻛون ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘول ﻣرادﻓﺎً ﻟﻠﻔظ اﻟﻌدل،
ﻣﻧﻬم اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( اﻟذي ﻋ ّد اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ أﻟﻔﺎظ اﻟﺗﻌدﯾل ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌدل ،٤٧وﻣﻧﻬم اﻟﺷﯾﺦ
ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ) ١٠٣٠ﻫـ( ﺣﻔﯾد اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ذﻛر أن اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ إذا ﻗﺎل ﺛﻘﺔ وﻟم ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ ﻓﺳﺎد
اﻟﻣذﻫب ﻓظﺎﻫرﻩ أﻧﻪ ﻋدل إﻣﺎﻣﻲ ،٤٨وﻣﻧﻬم اﻟوﺣﯾد اﻟﺑﻬﺑﺎﻧﻲ ) ١٢٠٥ﻫـ( اﻟذي ذﻛر أن إطﻼق ﻟﻔظ )ﺛﻘﺔ(
ﻣن ﻗﺑل إﻣﺎﻣﻲ ﻋدل ﻛﺎﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ﻣﺛﻼً ﻋﻠﻰ رٍاو داﻻً ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋدل إﻣﺎﻣﻲ ،٤٩إو طﻼق ﺟﻣﻠﺔ )ﺛﻘﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣدﯾث( داﻻً ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎً.
وﻣﻣن ﺗﺑﻊ ﻫذا اﻟﻧﻬﺞ أﯾﺿﺎً اﻟﻣﺣﻘق اﻟداﻣﺎد ) ١٠١٤ﻫـ( ﻓﻲ )اﻟرواﺷﺢ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ( ،٥٠واﻟﺷﯾﺦ اﻟﺑﻬﺎﺋﻲ
واﻟﻣﺎزﻧدراﻧﻲ ) ١٢١٦ﻫـ( ﻓﻲ )ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﻣﻘﺎل ﻓﻲ أﺣوال اﻟرﺟﺎل(،٥٢ ٥١
) ١٠٣١ﻫـ( ﻓﻲ )ﻣﺷرق اﻟﺷﻣﺳﯾن(
واﻟﻛﺎظﻣﻲ ) ١٢٥٦ﻫـ( ﻓﻲ )ﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟرﺟﺎل(.٥٣
وذﻛر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( أدﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺛﯾق وأﺷﻛل ﻋﻠﯾﻬﺎ:٥٤
ﻓﺎﻟدﻟﯾل اﻷول :ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( ﻣن أن ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺟرح واﻟﺗﻌدﯾل ﻻ
ﺗﺳﺗﻌﻣل إﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌدل ،ﻓﯾﻛون اﺻطﻼﺣﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﻬم ،٥٥وﺳرد اﻟوﺣﯾد اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ) ١٢٠٥ﻫـ( ﻋدة
ﺗﻌﻠﯾﻼت ﻟﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻗوﻟﻪ)) :أو ﻷﻧﻬم وﺟدوا ﻣﻧﻬم اﻧﻬم اﺻطﻠﺣوا ذﻟك ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻣﯾﺔ وان
ﻛﺎﻧوا ﯾطﻠﻘون ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫم ﻣﻊ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﺑﺎن ﻣﻌﻧﻰ ﺛﻘﺔ "ﻋﺎدل" أو )ﻋﺎدل ﺛﺑت( ﻓﻛﻣﺎ أن "ﻋﺎدل" ظﺎﻫر ﻓﯾﻬم
ﻓﻛذا ﺛﻘﺔ((.٥٦
٥٨ ٥٧
) ٤٦٠ﻫـ( أطﻠﻘوا ﻟﻔظﺔ اﻟﺛﻘﺔ ) ٤٥٠ﻫـ( واﻟطوﺳﻲ وأﺷﻛل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن اﻟﻘدﻣﺎء ﻛﺎﻟﻧﺟﺎﺷﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدل ﻛﺛﯾ اًر وﻟم ﯾﺷﯾروا إﻟﻰ ﻣذﻫﺑﻪ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣﺛﻠﻣﺎ أطﻠﻘوﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل اﻹﻣﺎﻣﻲ ،ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻏﯾر
٦٠ ٥٩
وَﻧ ْﻘﻠِﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﺎﻩ واﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﻪ ﻋرﻓﺎً وﺷرﻋﺎً ﻣﺧﺗص ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﻲ .وأن ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ وﺿﻊ ﻟﻐﺔ ﻟﻠﻣؤﺗﻣن
اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي وﺿﻊ ﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻟرﺟﺎﻟﯾون ﻓﻲ ﺧﺻوص ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌدل ـ إن ﺛﺑت ـ ﯾؤدي إﻟﻰ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻘل إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ زﻣﺎن ﻧﺗﯾﻘن ﻓﯾﻪ ﺑﻬﺟر ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷول ،إذ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷول أﻧﻪ اﻟﻣؤﺗﻣن
وﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺟرح واﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺗﺄﺧرون أﻧﻪ اﻟﺛﻘﺔ وﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷول ﺳﺎﺑق ﻋن ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺣﺻل اﻟﯾﻘﯾن
ﺑﻬﺟر ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷول إﻟﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ زﻣﺎن اﻟﻘدﻣﺎء ﻓﻬﻧﺎك ﺷك ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷول
ﻋﻧد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل.
واﻟدﻟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺳﺗدﻻل اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن ﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ١٠٣٠ﻫـ( ﺑﺷﺄن ﺗوﺛﯾﻘﺎت اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ
) ٤٥٠ﻫـ( ،وﻗد ﻧﻘل ﻛﻼﻣﻪ اﻟوﺣﯾد اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ) ١٢٠٥ﻫـ( ،إذ ))إن اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ إذا ﻗﺎل) :ﺛﻘﺔ( وﻟم ﯾﺗﻌرض
إﻟﻰ ﻓﺳﺎد اﻟﻣذﻫب ﻓظﺎﻫرﻩ اﻧﻪ ﻋدل أﻣﺎﻣﻲ ﻻن دﯾدﻧﻪ اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻌدﻣﻪ ظﺎﻫر ﻓﻲ ﻋدم ظﻔرﻩ وﻫو
ظﺎﻫر ﻓﻲ ﻋدﻣﻪ ﻟﺑﻌد وﺟودﻩ ﻣﻊ ﻋدم ظﻔرﻩ ﻟﺷدة ﺑذل ﺟﻬدﻩ وزﯾﺎدة ﻣﻌرﻓﺗﻪ وان ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن(( ،٦١أي :إن اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﺛق أﺣد اﻟرواة وﻻ ﯾﺑﯾن ﻣذﻫﺑﻪ ﻓﻣﻌﻧﺎﻩ أﻧﻪ ﻋدل إﻣﺎﻣﻲ ﻷن ﻣﻧﻬﺞ
اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻘﺎت واﻟﺗﺿﻌﯾﻔﺎت ﻫو اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﻲ اﻟﻣذﻫب ﻓﻌدم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺧﻼف اﻟﻣذﻫب
ظﺎﻫر ﻓﻲ ﻋدم ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﺑﻣذﻫب اﻟرﺟل اﻟﻣوﺛَق ،وﻫذا ﺑﻌﯾد ﻋن اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ،ﻷﻧﻪ اﻟرﺟﺎﻟﻲ اﻷول وﻋﻠﻰ أﻗواﻟﻪ
اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻌﻠﻣﺎء.
وأﺷﻛل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( أن اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ﻗد وﺛق ﻣن ﻫم ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻹﻣﺎﻣﯾﺔ وﻟم ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ
ﻣذﻫﺑﻬم ﻛﻌﺑد اﷲ ﺑن ﺑﻛﯾر اﻟذي ذﻛرﻩ وﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓطﺣﻲ اﻟﻣذﻫب ٦٢وﻛذا ﻋﻣﺎر ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﺳﺎﺑﺎطﻲ،
اﻟذي وﺛﻘﻪ وﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓطﺣﻲ أﯾﺿﺎً ،٦٣إو ن ﻣﺎ اﺳﺗﺑﻌدﻩ ﺣﻔﯾد اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن أن ﻋدم اﻟﺗطرق إﻟﻰ
اﻟﻣذﻫب ﻣن ﻗﺑل اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ أن اﻟراوي ﻏﯾر إﻣﺎﻣﻲ ﻟﺷدة ﺗﺛﺑﺗﻪ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻹﺛﺑﺎت أن اﻟراوي إﻣﺎﻣﻲ،
وﻟو ﺳﻠﻣﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون ﻋدﻻً ﻓﺈن اﻟﻌدل أﺧص ﻣن اﻹﻣﺎﻣﻲ ،إذ ﻛل ﻋدل إﻣﺎﻣﻲ ،وﻟﯾس
اﻟﻌﻛس.
واﻟدﻟﯾل اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟوﺣﯾد اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ) ١٢٠٥ﻫـ( ﻣن ))أن اﻟظﺎﻫر ﻣن اﻟرواة اﻟﺗﺷﯾﻊ واﻟظﺎﻫر ﻣن
٦٤
وﻫذا ﻣن ﺿﻣن ﺗﻌﻠﯾﻼت اﻟوﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﻛﻼم اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( ﻓﻲ اﻟدﻟﯾل اﻟﺷﯾﻌﺔ ﺣﺳن اﻟﻌﻘﯾدة((
اﻷول.
وأﺷﻛل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( أن ﻫﻧﺎك ﻛﺛﯾ اًر ﻣن اﻟرواة اﻟذﯾن اﻧﺣرﻓوا ﻋن اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺣﻘﺔ
ﻛﺎﻟﻔطﺣﯾﺔ واﻟواﻗﻔﯾﺔ واﻟﻧﺎووﺳﯾﺔ ـ إو ن وﺻﻔوا ﺑﺄﻧﻬم ﻣن اﻟﺷﯾﻌﺔ ـ وﻫذا ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﺳﺗظﻬﺎر اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ﻋن ﺣﺳن
اﻻﻋﺗﻘﺎد ،إو ن ﻋداﻟﺔ اﻟراوي أﺧص ﻣن ﺣﺳن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻓﻼ ﺗﺛﺑت ﺑﻪ.
واﻟدﻟﯾل اﻟراﺑﻊ :ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ أﯾﺿﺎً ﻣن ﺿﻣن ﺗﻌﻠﯾﻼﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻼم اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ))أن اﻟﻣطﻠق
٦٥
واﻟﻌﺎدل أﻛﻣل اﻟﺛﻘﺎت ﻓﯾﻧﺻرف ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ إﻟﯾﻪ ،أي أن اﻟﺛﻘﺔ ﻟﻔظ ﻣطﻠق ﻟﻠراوي ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﻛﺎﻣل((
اﻟﻣﺗﺻف ﺑﻪ ،واﻟﻌﺎدل ﻫو ﻛﻣﺎل اﻟﺛﻘﺔ ﻟﻠراوي ﻓﯾﻧﺻرف اﻟﺛﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎدل ،وذﻛر اﻟﻣﺎﻣﻘﺎﻧﻲ ) ١٣١٥ﻫـ( أﻧﻧﺎ
))ﻧﺣﻛم أﯾﺿﺎ ﺑﻌداﻟﺔ ﻣن ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻪ ﺛﻘﺔ إذا ﻟم ﯾﻘم ﻋﻠﻰ ﻓﺳﻘﻪ دﻟﯾل وذﻟك إﻣﺎ ﻷن اﻟﻐﺎﻟب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ
اﻟﻌدل ﻓﺎﻹطﻼق ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﻪ ...أو ﻷن اﻟﻐﺎﻟب ﻛون اﻟﺻﺎدق و اﻟﻣﺗﺣرز ﻋن اﻟﻛذب ﻋﺎدﻻ ﻓﯾﻠﺣق اﻟﻔرد
اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟب ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘراء((.٦٦
وأﺷﻛل اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣﯾد اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ﺑﺄن ﻻ وﺟﻪ ﻻﻧﺻراف اﻟﻣطﻠق إﻟﻰ أﻛﻣل اﻷﻓراد ،ﺑل أن
ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻛﻣﺎل ﻟﻠﻔظ ﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﺑﻘرﯾﻧﺔ ﺗدل ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ ﻗرﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم ،وأﺷﻛل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣﺎﻣﻘﺎﻧﻲ أن
اﻧﺻراف ﻟﻔظ )اﻟﺛﻘﺔ( إﻟﻰ اﻟﻔرد اﻟﻐﺎﻟب )اﻟﻌدل( وﻫو ﻛﻣﺎ ﻗﺎل )ﻛون اﻟﺻﺎدق اﻟﻣﺗﺣرز ﻋن اﻟﻛذب ﻋﺎدﻻً(
ﯾﻛون إذا ﻛﺎن اﻟﻔرد اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻪ )اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ ﻓﯾﻣﺎ وﺿﻊ ﻟﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ( ﻧﺎد ارً ،وﻻ اﻧﺻراف ذﻫﻧﻲ إذا
ﻛﺎن اﻟﻔرد اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﺑﻪ )اﻟﻌدل( ﻛﺛﯾ اًر واﻟﻔرد اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣوﺿوع ﻟﻪ )اﻟﺛﻘﺔ( أﻛﺛر ،ﻓﻠﻔظ اﻟﻌﺎدل ﻛﺛﯾر وﻫو
ﻣﺧﺗص ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﻲ وﻟﻛن ﻟﻔظ اﻟﺛﻘﺔ أﻛﺛر ﻷﻧﻪ ﺗﻌدى إﻟﻰ اﻟﻔطﺣﻲ واﻟواﻗﻔﻲ وﻏﯾرﻫم ﻣﻣن وﺛﻘوا ﻓﻲ ﻛﺗب
اﻟرﺟﺎل ،ﺑل أن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻠﻔظ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺎﺋﻊ واﻧﺻراﻓﻪ ﻋن اﻟﻧﺎدر ﻣوﻫون ،ﻓﻬو اﺧﺗﺻﺎص ﺑدوي ﯾزول
ﺑﺄدﻧﻰ ﻧظر ،إﻻ إذا أﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﺎدر ﻗﺎﺻ اًر ﺑﻧظر اﻟﻌرف ﻓﻲ أن ﯾﺻدق اﻟﻠﻔظ اﻟﻣطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧدﻫﺎ
ﯾﺣدث اﻻﻧﺻراف اﻟﻛﺎﻣل إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺎﺋﻊ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ) ١٤١٢ﻫـ( أﻧﻪ ))ﻟم ﯾﺛﺑت وﺟﻪ ﯾﻣﻛن اﻟرﻛون إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎدة ﻛون
اﻟراوي ﻋدﻻً أو إﻣﺎﻣﯾﺎً ﻣن ﺗوﺛﯾق اﻟﻌدل اﻟرﺟﺎﻟﻲ ﻟﻪ ﻹﻣﻛﺎن أن ﯾرﯾد اﻹﺧﺑﺎر ﻋن ﺻدﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘول ﻓﺣﺳب
ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺗوﺛﯾق طﺎﺋﻔﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟرواة ﺧﺻوﺻﺎً ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺷﺗﻬر ﻣن ﻛﻔﺎﯾﺔ ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺧﺑر إو ن
ﻟم ﯾﻛن اروﯾﻪ ﻋدﻻً إﻻ إذا ﻗﺎﻣت ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻠﺣوظ وﺛﺎﻗﺗﻪ وأﻣﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ دﯾﻧﻪ إو ﺧﺑﺎرﻩ وﺳﺎﺋر أﻋﻣﺎﻟﻪ وﻫذا
إو ن أﻣﻛن إرادﺗﻪ ﺛﺑوﺗﺎً ﻣن إطﻼق اﻟﺗوﺛﯾق إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺛﺑت ﺧﺎرﺟﺎً ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘم ﻗرﯾﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣدﯾث أﺣﻣد ﺑن
إﺳﺣﺎق ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﻬﺎدي )ع( ﻗﺎل :ﺳﺄﻟﺗﻪ وﻗﻠت :ﻣن أﻋﺎﻣل ،وﻋﻣن آﺧذ ،وﻗول ﻣن أﻗﺑل؟ ﻓﻘﺎل )ع(
اﻟﻌﻣري ﺛﻘﺗﻲ ..ﻓﺈﻧﻪ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺄﻣون((.٦٧
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻗوال ﻓﻲ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﺟﯾﺔ:
أﺷﺎر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف اﻟذي ﺣﺻل ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻗﺑول ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت.
ﻓذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ ﻋدم اﻟﺣﺟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺷﯾﺦ اﻟطوﺳﻲ اﻟذي ﻗﺎل)) :إذا ﻛﺎن ﻣﻌﻪ إﻧﺎءان ،ﻓوﻟﻎ اﻟﻛﻠب ﻓﻲ
أﺣدﻫﻣﺎ واﺷﺗﺑﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ وأﺧﺑرﻩ ﻋدل ﺑﻌﯾن ﻣﺎ وﻟﻎ اﻟﻛﻠب ﻓﯾﻪ ،ﻻ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﻪ ...إو ﯾﺟﺎب اﻟﻘﺑول ﻣن اﻟﻌدل ﯾﺣﺗﺎج
إﻟﻰ دﻟﯾل(( .٦٨واﺑن اﻟﺑراج ﺑﻘوﻟﻪ )) :إو ذا ﻛﺎن ﻣﻌﻪ إﻧﺎءان ،ﯾﻌﻠم أن ﻣﺎء أﺣدﻫﻣﺎ طﺎﻫر وﻣﺎء اﻵﺧر ﻧﺟس ﺛم
ﻧﺳﻲ ذﻟك وﻟم ﯾﺗﻣﯾز ﻟﻪ ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن اﻵﺧر ،وأﺧﺑرﻩ ﻋدل ﺑﺄن اﻟﻧﺟس واﺣد ﻋﯾﻧﻪ ﻟم ﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻘﺑول ﻣﻧﻪ
وﻟم ﯾﺟز ﻟﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻷن اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﻓﻲ أﺣدﻫﻣﺎ ﻣﺗﯾﻘﻧﺔ(( ،٦٩واﺑن إدرﯾس ﺑﻘوﻟﻪ )) :إو ذا أﺧﺑرﻩ
ﻋدل ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎء ،ﻟم ﯾﺟز ﻗﺑول ﻗوﻟﻪ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﯾﻣم .ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺎ ﻋدﻟﯾن ﯾﺣﻛم ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎء ،ﻷن
وﺟوب ﻗﺑول ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﺎﻫدﯾن واﻟﺣﻛم ﺑﻪ ﻣﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﺷرع(( ،٧٠واﻟﻣﺣﻘق اﻟﺣﻠﻲ ﺑﻘوﻟﻪ)) :إذا أﺧﺑرﻩ واﺣد
ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎء ﻟم ﯾﺟب اﻟﻘﺑول ،وﻟو ﻛﺎن ﻋدﻻ ،ﺳواء أﺧﺑرﻩ ﺑﺳﺑب اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ أو ﻣطﻠﻘﺎ ،ﻷن اﻷﺻل طﻬﺎرة
٧٢
ﻷن ﺷﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻻ اﻟﻣﺎء ﻓﻼ ﯾﻧﺗﻔﻲ اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺎﻻﺣﺗﻣﺎل(( ،٧١واﻟﺻﯾﻣري ﺑﻘوﻟﻪ)) :واﻟﻣﻌﺗﻣد اﻷول
ﯾﺛﺑت ﺑﻬﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻷﺣﻛﺎم(( ،٧٣وﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻘﻣﻲ ﺑﻘوﻟﻪ )) :إو ذا ورد ﻋﻠﻰ ﻣﺎء ،ﻓﺄﺧﺑرﻩ ﻋدل ﺑﺄﻧﻪ
ﻧﺟس ﻻ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﻪ(( ،٧٤واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻠﻲ ﺑﻘوﻟﻪ)) :ﻟو أﺧﺑرﻩ ﻋدل ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎء ،ﻟم ﯾﺟب اﻟﻘﺑول إو ْن أﺳﻧدﻫﺎ
واﻟﻣﺣﻘق اﻟﻛرﻛﻲ ،٧٧ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺟوز اﻟﻣﺣﻘق اﻷردﺑﯾﻠﻲ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺳﻣﺎع ٧٦
إﻟﻰ ﺳﺑب(( ،٧٥وﺗﺑﻌﻬم اﺑن اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﯾﻘ أر اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘراءة ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻟﻣن ﻻ ﯾﻌرف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑل أوﺟب ﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﻪ
ﻣﺎ ﯾﻘرأﻩ ﻗرآﻧﺎً.٧٨
وذﻫب آﺧرون إﻟﻰ ﻗﺑول ﻗوﻟﻪ ،ﻛﻘطب اﻟدﯾن اﻟﺑﯾﻬﻘﻲ ﺑﻘوﻟﻪ)) :وﻗد ﺗﻌﻠم اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻫدة ،أو ﺑﺧﺑر ﻋن
ﻣﺷﺎﻫدة ﺗوﺟب اﻟﻌﻠم ...وﻣن ﻻ ﯾﺣﺳن اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﺎﻻﻣﺎرات أو ﻛﺎن أﻋﻣﻰ ﺟﺎز ﻟﻪ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ
٧٩
واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻠﻲ اﻟذي ﯾظﻬر أﻧﻪ ﻋدل اﻟﻘﺑﻠﺔ إﻟﻰ ﻗول ﻋدل ،ﻓﺈن ﻓﻘد اﻟﻌدل ﻓﺣﻛﻣﻪ ﺣﻛم ﻓﺎﻗد اﻻﻣﺎرات((
ﻋن رأﯾﻪ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﻌدم اﻟﺣﺟﯾﺔ ﺑﻘوﻟﻪ)) :وﻟو ﻗﺎل ﻟﻸﻋﻣﻰ اﻟﺷﻣس وراءك وﻫو ﻋدل وﺟب ﻗﺑول ﻗوﻟﻪ ﻷﻧﻪ
٨٠
واﻟﺷﻬﯾد اﻷول ﺑﻘوﻟﻪ)) :اﻻﺷﺗﺑﺎﻩ ﺑﺎﻟﻣﺿﺎف اﻟطﺎﻫر ،ﻓﯾﺗطﻬر ﺑﻬﻣﺎ ﻣﻊ إﺧﺑﺎر ﻋن ﻣﺣﺳوس ﻻ اﺟﺗﻬﺎد((
ﻓﻘد اﻟﻣﺗﯾﻘن :ﻟﻠﺟزم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣطﻠق .وﻟو أرﯾق أﺣدﻫﻣﺎ ،ﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺗﯾﻣم ،ﺗﺣﺻﯾﻼ ﻟﻠﯾﻘﯾن ،وﻟو ﻣﯾز
اﻟﻌدل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواﺿﻊ أﻣﻛن اﻻﻛﺗﻔﺎء ،ﻷﺻﺎﻟﺔ ﺻﺣﺔ إﺧﺑﺎرﻩ(( ،٨١واﻟﻣﺣﻘق اﻟﺑﺣراﻧﻲ ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﺛﺑوت
اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﺑﻘوﻟﻪ)) :اﻟﺣق ﻋﻧدي أن ﻗﺑول ﻗول اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن
٨٢
واﻟﻣﺣﻘق اﻟﻬﻣداﻧﻲ ﺑﻘوﻟﻪ)) :وﻫل ﺗﺛﺑت اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﺑﺈﺧﺑﺎر ﻋدل واﺣد أم ﻻ؟ ﻗوﻻن ،ﺣﻛﻲ ﻋن ﻗوة((
اﻟﻣﺷﻬور :اﻟﻌدم وﺣﻛﻲ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺛﺑوت وﻫذا ﻫو اﻷﻗوى ،ﺑل اﻷظﻬر ﻋدم اﺷﺗراط اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺔ ،وﻛﻔﺎﯾﺔ ﻛون اﻟﻣﺧﺑر ﺛﻘﺔ ﻣﺄﻣوﻧﺎ ﻣﺣﺗر از ﻋن اﻟﻛذب(( ٨٣واﻟﺳﯾد اﻟﺧوﺋﻲ ﺑﻘوﻟﻪ)) :ﺗﺛﺑت اﻟطﻬﺎرة
ﺑﺎﻟﻌﻠم ،واﻟﺑﯾﻧﺔ ،وﺑﺎﺧﺑﺎر ذي اﻟﯾد إذا ﻟم ﺗﻛن ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻬﺎﻣﻪ ،ﺑل ﺑﺎﺧﺑﺎر اﻟﺛﻘﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻷظﻬر ،إو ذا
ﺷك ﻓﻲ ﻧﺟﺎﺳﺔ ﻣﺎ ﻋﻠم طﻬﺎرﺗﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ طﻬﺎرﺗﻪ((.٨٤
وﻗد ﻓﺻل اﺑن ﻓﻬد اﻟﺣﻠﻲ اﻟﻘول ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻘوﻟﻪ)) :إذا ﺷﻬد ﻋدل ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎء ﻟم ﯾﺟب اﻟﻘﺑول ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﺎح ،أﻣﺎ إذا أﺧﺑر ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ ﻣﺎﺋﻪ أو ﻛﺎن ذا ﯾد ﻣﺗﺻرﻓﺔ ،ﻛﺎﻟوﻛﯾل واﻟزوﺟﺔ واﻟﺧﺎدم ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻘﺑول إو ن ﻟم
ﯾﻛن ﻋدﻻ(( ،٨٥واﺳﺗﺷﻛل اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟواﻫري وﻟم ِ
ﯾﻌط رأﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ،ﻗﺎل)) :إﻻ أن اﻻﻧﺻﺎف ﺑﻘﺎء اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ
ﻓﻲ ﺣﯾز اﻻﺷﻛﺎل ،ﻻﻣﻛﺎن اﻟﺗﺄﻣل واﻟﻧظر ﻓﻲ ﺳﺎﺋر ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻣن اﻟﻣﻘﺎل ﺑﻣﻧﻊ ﺑﻌﺿﻪ وﻋدم ﺛﺑوت اﻟﻣطﻠوب
ﺑﺎﻵﺧر((.٨٦
وﻗد اﺧﺗﺎر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت واﺳﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺎرﻩ ﺑﺄدﻟﺔ ﺛﻼث ،وأﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ
دﻟﯾﻼً راﺑﻌﺎً وﻫو آﯾﺔ اﻟﻧﺑﺄ وﻟﻛﻧﻪ ﻧﺎﻗﺷﻪ ﺑﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع:
اﻷول :ﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼء.
ﺣﯾث ﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن ﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼء اﻟﺗﻲ أﻣﺿﺎﻫﺎ اﻟﺷﺎرع ﻟم ﺗﻔرق ﺑﯾن ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺳواء أﺧﺑر ﻋن
اﻟﻣوﺿوع أو ﻋن اﻟﺣﻛم ﺑل إﺧﺑﺎر اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﻣوﺿوع أﻛﺛر ،واﺳﺗدل ﺑﻘول اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻬﻣداﻧﻲ ﻣن ))ﻛﻔﺎﯾﺔ
ﻛون اﻟﻣﺧﺑر ﺛﻘﺔ ﻣﺄﻣوﻧﺎ ﻣﺣﺗر از ﻋن اﻟﻛذب ،ﻻﺳﺗﻘرار ﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼء ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أﺧﺑﺎر اﻟﺛﻘﺎت ﻓﻲ
اﻟﺣ ّﺳﯾّﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗطرّق ﻓﯾﻬﺎ اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺧطﺄ اﺣﺗﻣﺎﻻ ﯾﻌﺗ ّد ﺑﻪ ﻟدﯾﻬم ﻣﻣّﺎ ﯾﺗﻌﻠﱠق ﺑﻣﻌﺎﺷﻬم وﻣﻌﺎدﻫم ،وﻟﯾﺳت
ﺣ ّﺟﯾّﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻟدى اﻟﻌﻘﻼء ﱠإﻻ ﻛﺣ ّﺟﯾّﺔ ظواﻫر اﻷﻟﻔﺎظ ،وﻣن ﻫﻧﺎ اﺳﺗﻘرّت ﺳﯾرة اﻟﻣﺗﺷرّﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﺧذ ﻣﻌﺎﻟم
دﯾﻧﻬم ﻣن اﻟﺛﻘﺎت ،وﻟم ﯾﺛﺑت ﻣن اﻟﺷﺎرع ردﻋﻬم ﻋن ذﻟك((.٨٧
}وﻻَ
ورد ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻫم اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻵﯾﺎت اﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟواردة ﺑﺎﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟظن أو اﻟﻌﻣل ﺑﻐﯾر ﻋﻠم ﻛﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ َ
٨٨
}وأَن ﺗَﻘُوﻟُوْا
وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ َ َﺎن َﻋ ْﻧﻪُ َﻣﺳْؤُوﻻً{
ِك ﻛ َ
َﺻ َر وَاْﻟﻔُؤَا َد ُﻛ ﱡل أُوﻟـﺋ َ
ِن اﻟ ﱠﺳ ْﻣﻊَ وَاْﻟﺑ َ
َك ﺑِ ِﻪ ِﻋْﻠ ٌم إ ﱠ
ْس ﻟ َ
ْف ﻣَﺎ ﻟَﯾ َ
ﺗَﻘ ُ
٩٠ ٨٩
ق َﺷ ْﯾﺋﺎً{
ْﺣ ﱢ
ِن اﻟ َ
ﱠن ﻻَ ُﯾ ْﻐﻧِﻲ ﻣ َ
َن اﻟظ ﱠ
}وﻣَﺎ َﯾﺗﱠﺑِﻊُ أَ ْﻛﺛ َُرُﻫ ْم إِﻻﱠ ظَّﻧﺎً إ ﱠ
وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ َ ُون{
َﻋﻠَﻰ اﻟﻠّ ِﻪ ﻣَﺎ ﻻَ ﺗَ ْﻌﻠَﻣ َ
ﺗﻧﻬﻰ ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼﺋﯾﺔ ،ﺑﺄن ﻣﻘﺎم ﺻدور ﻫذﻩ اﻵﯾﺎت اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎم اﻟﺑﺣث،
ﺑل ﺻدورﻫﺎ ﻷﺟل اﻹرﺷﺎد إﻟﻰ ﺣﻛم اﻟﻌﻘل وأن اﻟﻣﻛﻠف ﻻ ﺑد ﻣن أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺟﺔ واﻟﺑرﻫﺎن
ﻻ إﻟﻰ اﻟظن اﻟذي ﻻ ﯾﻐﻧﻲ ﻣن اﻟﺣق ﺷﯾﺋﺎً.
وﻗد ﺗطرق اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣظﻔر إﻟﻰ اﻟﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺑﺣﺛﻪ ﻋن ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟواﺣد ﻣوﺿﺣﺎً ﻟﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ:
))إﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ﻗطﻌﺎ اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺗرﯾﻪ اﻟرﯾب اﺳﺗﻘرار ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘﻼء ط ار واﺗﻔﺎق ﺳﯾرﺗﻬم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ -ﻋﻠﻰ
اﺧﺗﻼف ﻣﺷﺎرﺑﻬم وأذواﻗﻬم -ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﺧﺑر ﻣن ﯾﺛﻘون ﺑﻘوﻟﻪ وﯾطﻣﺋﻧون إﻟﻰ ﺻدﻗﻪ وﯾﺄﻣﻧون ﻛذﺑﻪ،
وﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎدﻫم ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻘﺎﺻدﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎت ...وﻛذﻟك أﺧذﻫم ﺑظواﻫر اﻟﻛﻼم وظواﻫر اﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﺈن
ﺑﻧﺎءﻫم اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،وذﻟك ﻣن ﻛل ﻣﻠﺔ وﻧﺣﻠﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﯾرة
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻗﺎﻣت ﻣﻌﺎﯾش اﻟﻧﺎس واﻧﺗظﻣت ﺣﯾﺎة اﻟﺑﺷر(( وأﺿﺎف ﺑﺄن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ))ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻛﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎس
ﺟرت ﺳﯾرﺗﻬم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ذﻟك ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎدة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻘدﯾم إﻟﻰ ﯾوم اﻟﻧﺎس ﻫذا ،ﻷﻧﻬم
ﻣﺗﺣدوا اﻟﻣﺳﻠك واﻟطرﯾﻘﺔ ﻣﻊ ﺳﺎﺋر اﻟﺑﺷر ،ﻛﻣﺎ ﺟرت ﺳﯾرﺗﻬم ﺑﻣﺎ ﻫم ﻋﻘﻼء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻏﯾر اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،إو ذا ﺛﺑﺗت ﺳﯾرة اﻟﻌﻘﻼء ﻣن اﻟﻧﺎس ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﺧﺑر اﻟواﺣد اﻟﺛﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺷﺎرع
اﻟﻣﻘدس ﻣﺗﺣد اﻟﻣﺳﻠك ﻣﻌﻬم ،ﻷﻧﻪ ﻣﻧﻬم ﺑل ﻫو رﺋﯾﺳﻬم ،ﻓﻼﺑد أن ﻧﻌﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺗﺧذ ﻟﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘﻼﺋﯾﺔ
ﻛﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎس ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻟﻧﺎ أن ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم طرﯾﻘﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﺧﺗرﻋﺎ ﻣﻧﻪ ﻏﯾر طرﯾق
اﻟﻌﻘﻼء .وﻟو ﻛﺎن ﻟﻪ طرﯾق ﺧﺎص ﻗد اﺧﺗرﻋﻪ ﻏﯾر ﻣﺳﻠك اﻟﻌﻘﻼء ﻷذاﻋﻪ وﺑﯾﻧﻪ ﻟﻠﻧﺎس وﻟظﻬر واﺷﺗﻬر،
وﻟﻣﺎ ﺟرت ﺳﯾرة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ طﺑق ﺳﯾرة ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺑﺷر ،وﻫذا اﻟدﻟﯾل ﻗطﻌﻲ ﻻ ﯾداﺧﻠﻪ اﻟﺷك((.٩١
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم:
إذ ﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺟﯾﺔ ﺷﺎﻫدة ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ))ﻷن ﺛﺑوت اﻟﺣﻛم إو ﺳﻧﺎدﻩ
إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع أﻫم ﻣن ﺛﺑوت اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎرﺟﺎً وأوﻟﻰ ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎط ﻣﻧﻪ(( ،٩٢ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم
ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟدم ﻓﻬو ﻛﺈﺧﺑﺎرﻩ ﺑﺗﻧﺟس اﻟﺛوب اﻟطﺎﻫر ﺑﺎﻟدم واﻟﺗﻔﻛﯾك ﺑﯾن ﺣﻛم ﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟدم وﺑﯾن ﺗﻧﺟس اﻟﺛوب
ﺑﻣﻼﻗﺎﺗﻪ ﻟﻠدم ﻫو ﺗﺣﻛم واﺿﺢ ،واﺳﺗدل اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﻛﻼم اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟواﻫري ﺑﺄن ﺛﺑوت اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣن ﻗول
اﻟﻌدل أﻛﺑر ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ،واﺳﺗدل ﺑﺧﺑر ﯾﻧﻬﻰ ﻋن إﻋﻼم اﻟﻣﺻﻠﻲ ﺑﻧﺟﺎﺳﺔ ﺛوﺑﻪ
٩٣
ﻣن ﺗﻧزﯾل ﺧﺑر اﻟﻌدل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﯾﻘﯾن ،وأﺿﺎف ))ﺑل ﻟﻌل ﺛﺑوت أﺻل اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﺑﻪ دون اﻟﺗﻧﺟس ﻣﻊ ﺑﺎﻟدم
أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺷﻬﺎدة ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﺗﻧﺎﻓﯾﺎن ،إذ ﻫو أﯾﺿﺎ ﻓﯾﻪ ﻗﺎطﻊ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن وﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻠم وﻏﯾرﻫﻣﺎ،
وﻣﻧﻪ ﯾﻌﻠم ﺣﯾﻧﺋذ ﺗﻧزﯾﻠﻪ ﻣﻧزﻟﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾن ،ودﻋوى ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻓﻲ أﺻل اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ دون اﻟﺗﻧﺟﯾس ﺗﺣﻛم ﻣن
ﻏﯾر ﺣﺎﻛم ،ﻓﻼ ﺟﻬﺔ ﺣﯾﻧﺋذ ﻟﻠﻘول ﺑﻛون اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن ﻣﺎ دل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ وﺑﯾن ﻣﺎ دل
ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﻗﺑول ﺧﺑر اﻟﻌدل ﻣن وﺟﻪ ،وﻻ ﻣرﺟﺢ ،ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ أﺻل اﻟطﻬﺎرة((.٩٤
اﻟﺛﺎﻟث :اﻷﺣﺎدﯾث اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ:
اﺳﺗﻌرض اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت وﻟزوم
اﻟﻌﻣل ﺑﻘوﻟﻪ ،٩٥وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻷﺣﺎدﯾث ﻣوزﻋﺔ ﻓﻲ أﺑواب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻻ رﺑط ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﯾﻘﺎل أن ﻫذﻩ اﻟﻔروع ﻟﻬﺎ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺑول ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ))ﺑل
ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻬﺎ أن اﻋﺗﺑﺎر ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻣواردﻫﺎ ﻣن أﺟل ﻗﯾﺎﻣﻪ ﻣﻘﺎم اﻟﻌﻠم وﻻزﻣﻪ اﻟﺗﻌدي ﻋﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻛل ﻣورد
أﺧﺑر ﺑﻪ ﻋن اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع((.٩٦
وﻋﻠق اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟواردة ﻓﻲ ﺣﺟﯾﺔ أذان اﻟﺛﻘﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ دﺧول وﻗت اﻟﺻﻼة،
ﻣﺣﺗﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺣﻛم ﺑدﺧول وﻗت اﻟﺻﻼة ﺑﺳﺑب أذان اﻟﻌدل ﻟﻠﻧﺻوص اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك وﻻ ﯾﺣﻛم ﺑدﺧول
اﻟوﻗت ﺻرﯾﺣﺎً إن أﺧﺑر اﻟﻌدل ﺑدﺧوﻟﻪ ﺑﻼ أذان ﻟﻌدم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣﻊ أن ﺗردﯾد اﻷذان ﻻ ﻣدﺧﻠﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﺗﺣﻘق زوال اﻟﺷﻣس ودﺧول وﻗت اﻟﺻﻼة ﻛﻲ ﯾﺗم اﻟﺟﻣود ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌل اﻟﺳﯾد ﻛﺎظم اﻟﯾزدي
ﻓﻲ ﺟﻣودﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﺑﻘوﻟﻪ)) :ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺻﻼة ﻗﺑل دﺧول اﻟوﻗت ،ﻓﻠو ﺻﻠﻰ ﺑطل ﻛﺎن ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻗﺑل
اﻟوﻗت ...ﻧﻌم ﯾﺟوز اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻌدﻟﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗوى ،وﻛذا ﻋﻠﻰ أذان اﻟﻌﺎرف اﻟﻌدل وأﻣﺎ ﻛﻔﺎﯾﺔ
ﺷﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺣد ﻓﻣﺣل إﺷﻛﺎل((.٩٧
وﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌرﺿﻬﺎ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ،رواﯾﺔ ﺣﻔص ﺑن اﻟﺑﺧﺗري ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع(
ﻓﻲ اﻟرﺟل ﯾﺷﺗري اﻷﻣﺔ ﻣن رﺟل ﻓﯾﻘول اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﺷﺎري أﻧﻲ ﻟم أطﺄﻫﺎ ،ﻓﻘﺎل اﻹﻣﺎم )ع()) :إن وﺛق ﺑﻪ ﻓﻼ
ﺑﺄس أن ﯾﺄﺗﯾﻬﺎ(( ،٩٨ورواﯾﺔ أﺑو ﺑﺻﯾر ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( ﻓﻲ اﻟرﺟل ﯾﺷﺗري اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﻫﻲ طﺎﻫر
وﯾزﻋم اﻟﺑﺎﺋﻊ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺄﺗﻬﺎ ﻣذ ﺣﺎﺿت ،ﻓﻘﺎل اﻹﻣﺎم )ع()) :إن اﺋﺗﻣﻧﺗﻪ ﻓ ِﻣﺳﱠﻬﺎ(( ،٩٩وﻧظﯾرﻫﻣﺎ ﺣدﯾث ﻋﺑد اﷲ
ﺑن ﺳﻧﺎن ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( .١٠٠ﻓﺎﺳﺗظﻬر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن ظﺎﻫر ﻫذﻩ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ ﻗﺑول
إﺧﺑﺎر ﺻﺎﺣب اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﻣﻬﺎ ﻣن أﺟل وﺛﺎﻗﺗﻪ وأﻣﺎﻧﺗﻪ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن إﺧﺑﺎرﻩ ﻋن
ﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻣورد آﺧر ﯾوﺟب اﻟوﺛوق ﺑﻘوﻟﻪ ،وﯾرﺗﻔﻊ ﺣﯾﻧﻬﺎ إﺷﻛﺎل أن ﻗﺑول ﻗول اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣب ﯾد.
ورواﯾﺔ إﺳﺣﺎق ﺑن ﻋﻣﺎر ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( ﻗﺎل)) :ﺳﺄﻟﺗﻪ ﻋن رﺟل ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﻋﻧدي دﻧﺎﻧﯾر وﻛﺎن
ﻣرﯾﺿﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :إن ﺣدث ﺑﻲ ﺣدث ﻓﺄﻋط ﻓﻼﻧﺎ ﻋﺷرﯾن دﯾﻧﺎ ار وأﻋط أﺧﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻓﻣﺎت وﻟم أﺷﻬد
ﻣوﺗﻪ ،ﻓﺄﺗﺎﻧﻲ رﺟل ﻣﺳﻠم ﺻﺎدق ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :إﻧﻪ أﻣرﻧﻲ أن أﻗول ﻟك اﻧظر اﻟدﻧﺎﻧﯾر اﻟﺗﻲ أﻣرﺗك أن
ﺗدﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ أﺧﻲ ﻓﺗﺻدق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻌﺷرة دﻧﺎﻧﯾر أﻗﺳﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻟم ﯾﻌﻠم أﺧوﻩ ان ﻋﻧدي ﺷﯾﺋﺎ ،ﻓﻘﺎل
)ع()) :أرى أن ﺗﺻدق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻌﺷرة دﻧﺎﻧﯾر(( .١٠١ﻓرأى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن وﺻف اﻟرﺟل ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎدق ﻛوﺻﻔﻪ
ﺑﺄﻧﻪ ﺛﻘﺔ ،ﻓﯾدل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ،ﻷن اﻹﻣﺎم أﻣر ﺑﺄن ﯾؤﺧذ ﺑﻘول ﻫذا اﻟﻣﺳﻠم اﻟﺻﺎدق وﯾﺗم
اﻟﻌدول ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
اﻟراﺑﻊ :ﺣول آﯾﺔ اﻟﻧﺑﺄ:
ِﺟﻬَﺎﻟَ ٍﺔ
ُﺻﯾُﺑوا ﻗ َْوﻣﺎً ﺑ َ
ق ﺑَِﻧ َﺑٍﺄ ﻓَﺗََﺑﯾﱠُﻧوا أَن ﺗ ِ
َﺎﺳ ٌ
ﯾن آ َﻣﻧُوا إِن َﺟﺎء ُﻛ ْم ﻓ ِ
أطﻠﻘت آﯾﺔ اﻟﻧﺑﺄ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﯾَﺎ أَﱡﯾﻬَﺎ اﻟ ِﱠذ َ
ِﯾن{ ،١٠٢إذ اﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء أن ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﺗدل ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎـ وﻫو ﻋﻛس
ُﺻﺑِ ُﺣوا َﻋﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻓَ َﻌْﻠﺗُ ْم ﻧَﺎ ِدﻣ َ
ﻓَﺗ ْ
ﻣﻧطوﻗﻬﺎ أي ﻧﺻﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗﺑﯾن واﻟﺗﺛﺑت ﻓﻲ ﺧﺑر اﻟﻌﺎدل ﻓﺗﺛﺑت ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﻌﺎدل ،وﻣوردﻫﺎ اﻹﺧﺑﺎر
ﻋن اﻟﻣوﺿوع ،وﻗد ﻧزﻟت ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻟﯾد ﺑن ﻋﻘﺑﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أﺧﺑر ﻋن ارﺗداد ﺑﻧﻲ اﻟﻣﺻطﻠق)) ،١٠٣وﻗد
أﻣﺿﻰ اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ أﺻل اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺧﺑر وﻫو ﻣن اﻷﺻول اﻟﻌﻘﻼﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺗﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أﺳﺎس
اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وأﻣر ﺑﺎﻟﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﺧﺑر اﻟﻔﺎﺳق وﻫو ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﺧﺑرﻩ ،وﺣﻘﯾﻘﺗﻪ
اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋدم اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺟﯾﺗﻪ وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻛﺎﻹﻣﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘﻼء ﻣن ﻋدم ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺧﺑر اﻟذي ﻻ
ﯾوﺛق ﺑﻣن ﯾﺧﺑر ﺑﻪ ...ﻓﺎﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟﺧﺑر ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﻼ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﻠم
اﻟﺣﺎﺻل ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣن طرﯾق اﻟﻣﺷﺎﻫدة واﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻪ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗوﻗﻔﺎ
اﺑﺗداﺋﯾﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘﻼء وﻣدار اﻟﻌﻣل(( ،١٠٤وذﻛر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺄن دﻻﻟﺔ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﻗد أطﻠق ﻟﯾﺷﻣل
ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت واﻷﺣﻛﺎم ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺗﺻﻠﺢ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻼﺳﺗدﻻل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﻌدل ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت.
وﯾرى اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن اﺑن اﻟﺷﻬﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،أن دﻻﻟﺔ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﺷﺎﻣل ﻟﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﻌدل ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻋدا
إﺧﺑﺎرﻩ ﻋن ﻋداﻟﺔ اﻟراوي ،ﻓﺎﻟﻌدل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺑر ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈن ﺧﺑرﻩ ﻣﻘﺑول ﺣﺳب اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻋدا
إﺧﺑﺎرﻩ ﻋن ﻋداﻟﺔ اﻟراوي ﻓﺈن اﻵﯾﺔ ﻻ ﺗﺷﻣﻠﻪ إو ن ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺷﻣوﻟﻪ ﻓﺈن ﯾﻠزم اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻷن اﻟﻔﺎﺳق اﻟذي ﺗﺣدﺛت
ﻋﻧﻪ اﻵﯾﺔ ﻣن ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﺳق ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﯾﺗوﻗف ﻗﺑول ﺧﺑرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻓﺳﻘﻪ وﺣﺻول اﻟﻌﻠم
ﻫذا ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎف اﻟﻔﺎﺳق ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻟو اﺗﺻف ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻓﺈن ﺧﺑر اﻟﻌدل ﺑﻣﺟردﻩ ﻻ ﯾوﺟب
اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻻﺗﺻﺎف ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺣﻣل اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ إرادة اﻹﺧﺑﺎر ﺑﻣﺎ ﺳوى اﻟﻌداﻟﺔ ،وﻻ ﯾﺳري ﻫذا
اﻹﺷﻛﺎل ﻋﻠﻰ إﺧﺑﺎر اﻟﻌدﻟﯾن ﺑﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟدﻟﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺑول ﺗزﻛﯾﺗﻬﻣﺎ ،ﺧﻼف ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌدل اﻟواﺣد
اﻟذي ﯾؤﺧذ ﻣن ﻧﻔس اﻵﯾﺔ ﻓﯾﺣﺻل إﺷﻛﺎل اﻟﺗﻧﺎﻗض .١٠٥
وأﺟﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳن ))ﺑﺄن اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﺑﯾﺎن ﻟزوم ﺗرﺗﯾب اﻷﺛر ﻋﻠﻰ
ﺧﺑر اﻟﻌدل ﯾﻛون ﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ أن ﺧﺑرﻩ ﻛﺧﺑر اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻛون اﻟﻣﺧﺑر ﺑﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎً ﺑﺎﻟﺗﻌﺑد ﻓﻠو أﺧﺑر ﺑﻌداﻟﺔ زﯾد
ﺣﺻل اﻟﻌﻠم ﺑﻌداﻟﺗﻪ ﺗﻌﺑداً ﻛﻣﺎ ﻟو أﺧﺑرت اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﻬﺎ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈطﻼق اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﺷﺎﻣل ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟﻌدل ﺑﻌداﻟﺔ
اﻟراوي ﻛﺈﺧﺑﺎرﻩ ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت(( .١٠٦وﻟﻛن اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﯾرى أن ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟذي ﻓﻲ ﺻددﻩ ﻫو ﻋن
ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت إو ن ﻟم ﯾﻛن ﻋدﻻً ﻛﻣﺎ أﺛﺑﺗﺗﻪ اﻷدﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻓﺗدل
ﺑﻣﻧطوﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﻔﺎﺳق إو ن ﻟم ﯾﻛن ﺛﻘﺔ ﻓﻲ إﺧﺑﺎرﻩ ﻓﯾﺣﺻل اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن ﻣﻧطوﻗﻬﺎ وﺑﯾن
اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺑﺗت ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت .وﯾﻘرر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﻬذﻩ اﻵﯾﺔ
اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻣوﻫون ،ﻷن اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻔﺎﻫﺔ ﻻ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻠم
وﺗﻌﻠﯾل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ أي إﺻﺎﺑﺔ ﻗوم ﺑﺎﻟﺳﻔﺎﻫﺔ ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ،
ﻟﻛون اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻋﻣﻼً ﻋﻘﻼﺋﯾﺎً اﺳﺗﻘرت ﺳﯾرت اﻟﻌﻘﻼء ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﻣر .١٠٧ﻗﺎل ﺻﺎﺣب )اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ()) :وﻟﻛﻧﻪ
ﯾﺷﻛل ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻫﺎﻫﻧﺎ ﻣﻔﻬوم ،وﻟو ﺳﻠم أن أﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم ،ﻻن اﻟﺗﻌﻠﯾل ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻘوم
ﺑﺎﻟﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوم واﻟﻣﻧطوق ،ﯾﻛون ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻣﻔﻬوم ،وﻻ ﯾﺧﻔﻰ أن اﻻﺷﻛﺎل إﻧﻣﺎ
ﯾﺑﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋدم اﻟﻌﻠم ،ﻣﻊ أن دﻋوى أﻧﻬﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﻔﺎﻫﺔ وﻓﻌل ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺻدورﻩ
ﻣن اﻟﻌﺎﻗل ﻏﯾر ﺑﻌﯾدة((.١٠٨
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ ﻋدم اﻟﺣﺟﯾﺔ:
ذﻛر اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻘت ﻟﺑﯾﺎن ﻋدم ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻣﺳﺗﻔﯾداً ﻣﻣﺎ ذﻛرﻩ
اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟواﻫري ﻣن أن ﻣﻧﺷﺄ اﻟظن ﻟو ﻛﺎن ))ﺳﺑﺑﺎ ﺷرﻋﯾﺎ ﻛﺧﺑر اﻟﻌدل ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻌﺗﺑر واﻟﻣﻧﺗﻬﻰ وﻣوﺿﻊ ﻣن
اﻟﺗذﻛرة وظﺎﻫر اﻟﻘواﻋد أو ﺻرﯾﺣﻬﺎ وﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎﺻد وﻋن اﻟﻣﺑﺳوط واﻟﺧﻼف واﻟﻣوﺟز وﺷرﺣﻪ واﻻﯾﺿﺎح
وﻏﯾرﻫﺎ ﻋدم اﻟﻘﺑول ...ﻟﻸﺻل وﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن واﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻣﻔﻬوم ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻌﻪ ﻣن
١٠٩
وﻣﺿﯾﻔﺎً إﻟﯾﻬم ﺳﺑﺑﺎً آﺧر ﻓﺗﺻﺑﺢ اﻷدﻟﺔ ﺧﻣﺳﺔ ،وﻗد ﻧﺎﻗش ﻛل ﻣﻧﻬﺎ: ﺧﺑري اﻟﺑﯾﻧﺔ((
أﻣﺎ اﻷول :وﻫو اﻷﺻل ،أي أﺻﺎﻟﺔ ﻋدم ﺣﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣورد ﯾﺗم اﻟﺷك ﻓﯾﻪ ،ﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن ﻻ ﻣورد
ﻟﺟرﯾﺎن اﻷﺻل ﺑﻌد أن ﻗﺎﻣت اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت.
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ :وﻫﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن ،١١٠ﻓﻠﯾس اﻟﻣراد ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻟدى اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻣن زﻣن اﻟﺷﯾﺦ
١١١
وﻣﺎ ﺑﻌدﻩ ،ﺑل اﻟﻣراد ﻫو ﻗﺎﻋدة اﻻﺣﺗﯾﺎط أي ﻟزوم ﺗﺣﺻﯾل اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﺷرﻋﻲ أو ﺑﺣﺟﯾﺔ اﻷﻧﺻﺎري
اﻟدﻟﯾل اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎط ،وردﻫﺎ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻷول ﻻ ﻣﺟﺎل ﻷن ﺗﺟري ﺑﻌد ﻗﯾﺎم
اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ،ﺑل أن اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع أﺧص ﻣن
اﻟﻣدﻋﻰ ،إذ ﺗﺧﺗص اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ وأﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺑطﻬﺎرة ﻣﺎ ﺗﻧﺟس ،أﻣﺎ ﻟو
ﻛﺎن اﻟﺷﻲء طﺎﻫ اًر وأﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﺟﺎﺳﺗﻪ ﻓﺎﻻﺣﺗﯾﺎط ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻠزوم اﻟﻌﻣل ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺗﻧﺟس ﻫذا اﻟﺷﻲء.
وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟث :وﻫو اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻘد ﻣﺛل اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺛﻼﺛﺔ أﺧﺑﺎر ،أوﻟﻬﺎ ﻣوﺛق
ﻋﻣﺎر ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( أﻧﻪ ﻗﺎل)) :ﻛل ﺷﻲء ﻧظﯾف ﺣﺗﻰ ﺗﻌﻠم أﻧﻪ ﻗذر ،ﻓﺈذا ﻋﻠﻣت ﻓﻘد ﻗذر ،وﻣﺎ
ﻟم ﺗﻌﻠم ﻓﻠﯾس ﻋﻠﯾك(( .١١٢ﺛﺎﻧﯾﻬﺎ ﺣدﯾث ﺣﻣﺎد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( أﻧﻪ ﻗﺎل)) :اﻟﻣﺎء ﻛﻠﻪ
طﺎﻫر ﺣﺗﻰ ﯾﻌﻠم أﻧﻪ ﻗذر(( .١١٣ﻣﺿﻣر ز اررة ﻋﻧﻪ )ع( أﻧﻪ ﻗﺎل)) :وﻻ ﺗﻧﻘض اﻟﯾﻘﯾن أﺑداً ﺑﺎﻟﺷك ،إو ﻧﻣﺎ
ﺗﻧﻘﺿﻪ ﺑﯾﻘﯾن آﺧر(( .١١٤وﺟواب اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺧﺑﺎر ﺑﺄن اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻌﻠم ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾرﻓﻊ ﺑﻪ
واﻟﻌﻠم اﻟﺗﻌﺑدي ،١١٦وﻟو أﺧﺑر ١١٥
اﻟﯾد ﻋن اﻟﻧظﺎﻓﺔ ،واﻟﯾﻘﯾن اﻟﺳﺎﺑق ﺑطﻬﺎرة اﻟﺷﻲء أﻋم ﻣن اﻟﻌﻠم اﻟوﺟداﻧﻲ
اﻟﺛﻘﺔ أو ذي اﻟﯾد ﺑﻣﻼﻗﺎة اﻟﺷﻲء ﻟﻠﻧﺟﺎﺳﺔ ﻓﺈن اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﺗﺛﺑت ﻟﻠﺷﻲء وﻟو ﻟم ﯾﺣﺻل اﻟﻌﻠم اﻟوﺟداﻧﻲ ﻣن
إﺧﺑﺎرﻫﻣﺎ ،وﺣﯾث أن اﻷدﻟﺔ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻓﻬو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﯾﻧﺔ وﻛوﻧﻪ ﻋﻠﻣﺎً
١١٧
ﺗﻌﺑدﯾﺎً ،وﻫذﻩ اﻷﺧﺑﺎر ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻠﻣﻧﻊ ﻣن اﻷﺧذ ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻌد أن ﻛﺎن دﻟﯾل اﻷﺧذ ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺣﺎﻛﻣﺎً
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وأﻣﺎ اﻟراﺑﻊ :وﻫﻣﺎ ﺧﺑري اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻠذﯾن اﺳﺗدل ﺑﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺧﺑر اﻷول وﻫو ﺧﺑر
١١٨
اذ أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ )ع( ﻓﻲ اﻟﺟﺑن ))ﻛل ﺷﻲء ﻟك ﺣﻼل ﺣﺗﻰ ﯾﺟﯾﺋك ﺷﺎﻫدان ﯾﺷﻬدان أن ﻓﯾﻪ ﻣﯾﺗﺔ((
١١٩
ﺑﻌدم اﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻟﺷﺎﻫد اﻟواﺣد ﻓﯾﺳﻘط ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻋن اﻻﻋﺗﺑﺎر .وردﻩ اﺳﺗدل ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻐﺎﯾﺔ
اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أﻧﻪ ﺿﻌﯾف اﻟﺳﻧد ﺑﺳﺑب وﺟود اﻟﻣﺟﺎﻫﯾل ﻓﻲ ﺳﻧدﻩ ،واﻟﺣﺻر ﺑﺛﺑوت اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ واﻟﺣرﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدﯾن ﻏﯾر ﻣراد ﻗطﻌﺎً ﻣن اﻟﺣدﯾث ﻟوﺟود اﻟطرق اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ واﻟﺣرﻣﺔ
ﻛﺎﻻﺳﺗﺻﺣﺎب وﺧﺑر ذي اﻟﯾد ،ﻛﻣﺎ أن ﻣورد اﻟﺣدﯾث ﻫو ﻓﻌل اﻟﻣﺳﻠم ﺻﺎﺣب اﻟﯾد اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟطﻬﺎرة
واﻟﺣﻠﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻣﺧﺗص ﺑﻌدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺛﻘﺔ اﻟواﺣد ﻓﻲ اﻹﺧﺑﺎر ﻋن اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ .وأﻣﺎ
اﻟﺧﺑر اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻋن ﻣﺳﻌدة ﺑن ﺻدﻗﺔ ﻋن اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق )ع( ﻗﺎل :ﺳﻣﻌﺗﻪ ﯾﻘول)) :ﻛل ﺷﻲء ﻫو ﻟك
ﺣﻼل ﺣﺗﻰ ﺗﻌﻠم أﻧﻪ ﺣرام ﺑﻌﯾﻧﻪ ﻓﺗدﻋﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻧﻔﺳك ،وذﻟك ﻣﺛل اﻟﺛوب ﯾﻛون ﻋﻠﯾك ﻗد اﺷﺗرﯾﺗﻪ وﻫو
ﺳرﻗﺔ ،أو اﻟﻣﻣﻠوك ﻋﻧدك ﻟﻌﻠﻪ ﺣر ﻗد ﺑﺎع ﻧﻔﺳﻪ ،أو ﺧدع ﻓﺑﯾﻊ ﻗﻬرا ،أو اﻣرأة ﺗﺣﺗك وﻫﻲ أﺧﺗك أو
رﺿﯾﻌﺗك ،واﻷﺷﯾﺎء ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﺑﯾن ﻟك ﻏﯾر ذﻟك ،أو ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺑﯾﻧﺔ(( ،١٢٠وردﻩ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ
ﺑﺄﻧﻪ ﺿﻌﯾف اﻟﺳﻧد أﯾﺿﺎً ﺑﻣﺳﻌدة ﺑن ﺻدﻗﺔ ،وﺣﺻر ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷﺎﻫدﯾن ﻏﯾر ﻣراد ﻣن اﻟﺣدﯾث ﻗطﻌﺎً،
واﺳﺗﺷﻬد ﺑﻛﻼم ﻷﺳﺗﺎذﻩ اﻟﺳﯾد اﻟﺧوﺋﻲ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣدﯾث؛ ﺑﺄن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻟم ﺗﻧﺣﺻر ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻌدﻟﯾن إو ﻧﻣﺎ
اﻋﺗﺑر اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺷﻬﺎدة اﻟﻌدﻟﯾن ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﯨﺂﻟﻪ ﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻌدﻟﯾن،
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺑل ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻫو ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻠﻐوي وﻫو ﻣﺎ ﺑﻪ اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺣﺟﺔ.١٢١
وأﻣﺎ اﻟﺧﺎﻣس :ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺧﺑﺎر اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻣن اﻟدﻋﺎوى واﻟﺣﻘوق ،ﻓﻠو اﻛﺗﻔﻲ
ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻟم ﯾﺑق ﻣوﺿوع ﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﺔ .وﻣﺛل ﻟﻬﺎ اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺣدﯾث ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻠم ﻋن أﺣدﻫﻣﺎ )ع(
ﻗﺎل :ﺳﺄﻟﺗﻪ )ع( ﻋن رﺟل ﺗرك ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﺑﯾن ﻧﻔر ﻓﺷﻬد أﺣدﻫم أن اﻟﻣﯾت أﻋﺗﻘﻪ ،ﻗﺎل )ع()) :إن ﻛﺎن اﻟﺷﺎﻫد
ﻣرﺿﯾﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن وﺟﺎزت ﺷﻬﺎدﺗﻪ وﯾﺳﺗﺳﻌﻰ اﻟﻌﺑد ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠورﺛﺔ(( .١٢٢وأﺟﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺄن ﻣوارد
اﻟدﻋﺎوى واﻟﺣﻘوق ﻻ ﺗﺛﺑت ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﺑل ﻫﻲ ﺧﺎرﺟﺔ ﺑﺎﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﺑﺷﻬﺎدة ﻋدﻟﯾن ﺑل أن
ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻻ ﯾﺷﻣل ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺣﻘوق واﻟدﻋﺎوى ،ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻺﺷﻛﺎل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :رأي اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻓﻲ ﻗول اﻟﻠﻐوي:
ﺗطرق اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ إﻟﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻟﻛون أن اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﺟﯾﺔ ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻻ ﺗﺧﺗص ﺑﺈﺧﺑﺎر
اﻟرﺟﺎﻟﻲ ﻋن وﺛﺎﻗﺔ ﻫذا اﻟراوي أو ذاك ))ﺑل ﺗﺟري ﻓﻲ إﺧﺑﺎر اﻟﻠﻐوي ﻋن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻔظ واﻟﻧﺣوي ﻋن ﺣرﻛﺗﻪ
واﻟﺻرﻓﻲ ﻋن وزﻧﻪ ﻓﺈن ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ﯾﺷﻬد ﺑﻣﺎ أﺧﺑر ﺑﻪ ﻓﺎﻟرﺟوع إﻟﯾﻬم ﻟذﻟك إﻻ إذا ﻗﺎﻣت اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﻣوارد ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻟﻸﺧﺑﺎر ﻫو اﻟﺣدس واﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﯾﺟري ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺻوص ﺗﻠك
اﻟﻣوارد(( ،١٢٣واﺳﺗﺷﻬد ﺑﻌدة أﻗوال ﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻧﻬم اﻟﺟوﻫري ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﺻﺣﺎﺣﻪ ﺑﻘوﻟﻪ)) :ﻓﺈﻧﻲ ﻗد أو
دﻋت ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻧدي ﻣن اﻟﻠﻐﺔ ...ﺑﻌد ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌراق رواﯾﺔ إو ﺗﻘﺎﻧﻬﺎ دراﯾﺔ وﻣﺷﺎﻓﻬﺗﻲ ﺑﻬﺎ
اﻟﻌرب اﻟﻌﺎرﺑﺔ ﻓﻲ دﯾﺎرﻫم ﺑﺎﻟﺑﺎدﯾﺔ((.١٢٤
وﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻋدم ﺟواز ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘوﻟوﻩ ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ أﻟﻔﺎظ ،إذ ﻣﺎ ﯾﻧﻘﻠوﻩ ﻣﺳﺗﻧدﻫم ﻓﯾﻪ إﻟﻰ
اﻟﺣس ،وﻻ ﯾﻘﺎس ﺑﺎﻟﺣدﺳﻲ ﻛﺈﺧﺑﺎر اﻟطﺑﯾب ﻋن ﻣرض ﻣﺛﻼً ،واﻻﺳﺗدﻻل ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي ﺑﺄﻧﻪ ﻣن
أﻫل اﻟﺧﺑرة واﺗﻔﺎق اﻟﻌﻘﻼء ﻋﻠﻰ رﺟوع اﻟﺟﺎﻫل إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻛل ﺻﻧﻌﺔ ﻣوﻫون ﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫذﻩ اﻟﺳﯾرة
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻷﻣور اﻟﺣدﺳﯾﺔ ﻻ اﻟﺣﺳﯾﺔ ،ﺑل أن أدﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ورﺟوع اﻟﺟﺎﻫل إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم
ﺗﺟري ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،واﻟﻠﻐوﯾون ﻟﯾﺳوا ﻋﻠﻣﺎء ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻻ ﻣن أﻫل اﻟذﻛر ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز
ﻟﻠﻣﺟﺗﻬد أن ﯾﻘﻠد اﻟﻠﻐوي ﻓﯾﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻔظ ﺑﺣﯾث ﯾﺑﻧﻲ ﻓﺗواﻩ ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﻠﻐوي ،ﻛﻘول اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ
ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺻﻌﯾد أﻧﻪ ﻣطﻠق وﺟﻪ اﻷرض .ﻗﺎل اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻣظﻔر)) :إن أﻗوال اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻻ ﻋﺑرة ﺑﺄﻛﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎم
اﺳﺗﻛﺷﺎف وﺿﻊ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻷن أﻛﺛر اﻟﻣدوﻧﯾن ﻟﻠﻐﺔ ﻫﻣﻬم أن ﯾذﻛروا اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺷﺎع اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻔظ ﻓﯾﻬﺎ
ﻣن دون ﻛﺛﯾر ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬم ﺑﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺎزﯾﺔ إﻻ ﻧﺎد ار ،ﻋدا اﻟزﻣﺧﺷري ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ )
أﺳﺎس اﻟﻠﻐﺔ ( وﻋدا ﺑﻌض اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر أن ﯾﻧص اﻟﻠﻐوﯾون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،
١٢٥
ﻓﺈن أﻓﺎد ﻧﺻﻬم اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟوﺿﻊ ﻓﻬو ،إو ﻻ ﻓﻼﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﺎس اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺣﺟﯾﺔ اﻟظن اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻣن ﻗوﻟﻬم((
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي:
اﺳﺗدل اﻟﻣﺛﺑﺗون ﻟﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻐوي ﺑدﻟﯾﻠﯾن ﻹﺛﺑﺎت دﻋواﻫم.
اﻷول :اﻹﺟﻣﺎع ،إذا ﯾرﺟﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣون إﻟﻰ ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻋﻧد اﻟﺟﻬل ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻟﻔظ وﯾﺣﻛﻣوﻧﻪ ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻋﻧد
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎظ.
وأﺟﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﻌدم ﺛﺑوت ﻣﺛل ﻫذا اﻹﺟﻣﺎع ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟﻧﻌرف
رأي ﻗداﻣﻰ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻹﺟﻣﺎع ﻟو ﺛﺑت ﻓﻬو ﻟﯾس إﺟﻣﺎﻋﺎً ﺗﻌﺑدﯾﺎً ﻟوﺟود اﺣﺗﻣﺎل اﺳﺗﻧﺎد
اﻟﻣﺟﻣﻌﯾن إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟوﺟوﻩ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي ،واﺳﺗﺷﻬد ﺑﻛﻼم اﻟﺷﯾﺦ
اﻷﻧﺻﺎري ﻓﻲ ﻣورد اﻹﺟﻣﺎع ﺑﺄن ))اﻟﻣﺗﯾﻘن ﻣن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﻫو اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬم ﻣﻊ اﺟﺗﻣﺎع ﺷراﺋط اﻟﺷﻬﺎدة
ﻣن اﻟﻌدد واﻟﻌداﻟﺔ وﻧﺣو ذﻟك ﻻ ﻣطﻠﻘﺎً أﻻ ﺗرى أن أﻛﺛر ﻋﻠﻣﺎﺋﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﯾﻣن ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﻪ ﻣن
١٢٦
ﻓﺻﺎر ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛﻼم ﻣن ﺑﺎب اﻟﺷﻬﺎدة. أﻫل اﻟرﺟﺎل ،ﺑل وﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻌدد((
اﻟﺛﺎﻧﻲ :إن ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻟﻧﺎ إﻣﺎ ﺑﺎﻷﺻل إو ﻣﺎ ﺳﻌﺔ وﺿﯾﻘﺎً ،ﻓﯾﺟري دﻟﯾل اﻧﺳداد ﺑﺎب اﻟﻌﻠم
ﻓﻲ ﺧﺻوص اﻟﻠﻐﺎت وﯾﺗﺣﺗم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗول اﻟﻠﻐوي.
وأﺟﺎب اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺄن ﺑﺎب اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم ﻣﺎ دام ﻣﻧﻔﺗﺣﺎً ﻓﻼ ﯾﺿر اﻧﺳدادﻩ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت ،إو ن ﻛﺎن اﻟﺑﺎب
ﻣﻧﺳداً ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﺈن ﻗول اﻟﻠﻐوي ﯾﻛون ﺣﺟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو أﻓﺎد اﻟظن ﻣن ﺑﺎب اﻟظن اﻟﻣطﻠق ،١٢٧واﻧﺳداد ﺑﺎب
اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻻ ﯾﺳوغ ﺟواز اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟظن ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺣﻛﻣﺎً ﺷرﻋﯾﺎً ﻣﺗﻌﻠﻘﺎً ﺑذﻣﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﻟﺗﺟوﯾز
اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟظن ﻋﻧد اﺳﻧداد ﺑﺎب اﻟﻌﻠم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﻘل اﻟﻠﻐوي ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎظ ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﻣﺟﺎز:
ﻧﺎﻗش اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﻛل ﻣن اﻟﺷﯾﺦ اﻷﻧﺻﺎري اﻟذي رأى ﺑﺄﻧﻪ ))ﻻ ﯾﻌرف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن
اﻟﻣﺟﺎز ﺑﻣﺟرد ﻗول اﻟﻠﻐوي ...ﻓﻼ ﯾﻧﻔﻊ ﻓﻲ ﺗﺷﺧﯾص اﻟظواﻫر .ﻓﺎﻹﻧﺻﺎف :أن اﻟرﺟوع إﻟﻰ أﻫل اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻊ
ﻋدم اﺟﺗﻣﺎع ﺷروط اﻟﺷﻬﺎدة((١٢٨واﻟﺷﯾﺦ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻲ اﻟذي رأى أن ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺣﺻﻠﻪ اﻟوﺛوق ﺑﻘوﻟﻪ
ﺑﺎﻟوﺿﻊ ))ﺑل ﻻ ﯾﻛون اﻟﻠﻐوي ﻣن أﻫل ﺧﺑرة ذﻟك ،ﺑل إﻧﻣﺎ ﻫو ﻣن أﻫل ﺧﺑرة ﻣوارد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﺑداﻫﺔ أن
ﻫﻣﻪ ﺿﺑط ﻣواردﻩ ،ﻻ ﺗﻌﯾﯾن أن أﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎن اﻟﻠﻔظ ﻓﯾﻪ ﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﻣﺟﺎ از ،إو ﻻ ﻟوﺿﻌوا ﻟذﻟك ﻋﻼﻣﺔ ،وﻟﯾس
ذﻛرﻩ أوﻻ ﻋﻼﻣﺔ ﻛون اﻟﻠﻔظ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﻪ ،ﻟﻼﻧﺗﻘﺎض ﺑﺎﻟﻣﺷﺗرك((.١٢٩
ورد اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ ﺑﺄن ))اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔظ ﻛﺛﯾ اًر ﻣﺎ ﯾﻌرف إﻣﺎ ﻻﻗﺗﺻﺎر اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻋﻠﯾﻪ أو ﻹطﺑﺎﻗﻬم
ﻋﻠﻰ ذﻛرﻩ واﺧﺗﻼﻓﻬم ﻓﻲ ﻏﯾرﻩ أو ﻟﻐﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻣور اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻛون اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻣﺣﺎورات اﻟﻌرب ﻣن
اﻟﻠﻔظ ﺑﻼ ﻗرﯾﻧﺔ ،ﻓﺈن ﺷﻛﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺎدﻫم إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﻣﻛن ﺟرﯾﺎن أﺻﺎﻟﺔ ﻋدﻣﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﺟري ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻌرﻓﻲ ﻋﻧد اﻟﺷك ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺎدﻩ إﻟﻰ اﻟﻘرﯾﻧﺔ واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻌﻧﻰ ﻋرﻓﻲ أﯾﺿﺎً.١٣٠((...
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻧﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
إن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟذي أﺧذ ﻓﻲ ﻗول اﻟﺛﻘﺔ ﻫو ﻧﻔس ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻠﻐوي وﻻ ﯾﺗﻌدى إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ آﺧر ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻫﻲ ﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑﺎل ﺧﺑرﻩ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻷﺣﻛﺎم.
ﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أن ﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺣﺟﺔ وﯾﻣﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺟﯾﺔ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻗول
اﻟرﺟﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗوﺛﯾﻘﺎﺗﻪ وﺗﺿﻌﯾﻔﺎﺗﻪ ﻟﻠرﺟﺎل ،وﻫذﻩ اﻟﺗوﺛﯾﻘﺎت واﻟﺗﺿﻌﯾﻔﺎت ﻫﻲ ﻣن ﺑﺎب اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌدد ،ﻓﺎﻟﺷﻬﺎدة ﺗﻛون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣورد ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻷﻋم ﻻ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻷﺧص اﻟذي ﯾؤﺧذ ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ واﻟﻣراﻓﻌﺎت
ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق.
ﻛﻣﺎ ﯾرى أن ﺗوﺛﯾق اﻟرﺟﺎﻟﻲ ﻷﺣد اﻟرواة ﻻ ﯾﺛﺑت ﻋداﻟﺗﻪ ﻓﺎﻟﻌداﻟﺔ أﺧص ﻣن اﻟﺗوﺛﯾق ،وﻣﻊ ﻫذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول
ﺑﺎﻷﺧذ ﺑﺧﺑر اﻟﺛﻘﺔ إو ن ﻟم ﯾﻛن ﻋدﻻً ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﻧﻘﻠﻪ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣﻌﺻوم ﻣﻘدار ﺻﻔﺔ اﻟﺻدق
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻛوﻧﻪ ﻣن أﻫل اﻟﺧﺑرة وﯾﻘﺎس ﻗﯾﺎس اﻟرﺟﺎﻟﻲ ،ﻓﯾرى اﻟﺳﯾد اﻟﻐرﯾﻔﻲ أﻧﻪ ﻗول
اﻟﻠﻐوي ﻟﯾس ﺑﺣﺟﺔ ﻷن ﻗوﻟﻪ ﻣﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﺣس واﻟﺣس ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘول اﻟﺣدﺳﻲ اﻟذي
ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﺑل أن أدﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻻ ﺗﺷﻣل ﻗول اﻟﻠﻐوي ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم ﻻ
اﻟﻠﻐﺔ ،واﻟﻔرق ﺑﯾن ﻗول اﻟﻠﻐوي وﻗول اﻟرﺟﺎﻟﻲ أن اﻷول اﺳﺗﻧد ﻗوﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺣس ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺈن ﻗوﻟﻪ ﻣن ﺑﺎب
اﻟﺷﻬﺎدة واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﻣن ﺑﺎب ﺣﺟﯾﺔ ﻗول اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع.
اﻟﻬواﻣش:
. ١١٩وﻫو ﻛﻣﺎ إذا ﻗﯾل ﻣﺛﻼ ﻫذا اﻟﻐذاء ﺣﻼل ﻟك إﻟﻰ ﻣﺟﺊ زﯾد ،أو ﻗﯾل ﺳر ﻣن اﻟﺑﺻرة إﻟﻰ اﻟﻛوﻓﺔ ؛ ﻓﯾﻛون ﻋدم اﻟﺣﻠﯾﺔ
ﺑﻌد ﻣﺟﺊ زﯾد وﻋدم وﺟوب اﻟﺳﯾر ﺑﻌد دﺧول اﻟﻛوﻓﺔ ﻣﻔﻬوﻣﯾن ﻻزﻣﯾن ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻛم ﺑذﻟك اﻟﺣد اﻟﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل
اﻷول وﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﺿوع ﺑﺎﻟﺣد اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ .ظ :ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺷﻛﯾﻧﻲ ،اﺻطﻼﺣﺎت اﻷﺻول.٢٥١ ،
.١٢٠ظ :اﻟﺣر اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،اﻟوﺳﺎﺋل ،٨٩ /١٧ ،ح ٤ب ،٤أﺑواب ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳب ﺑﻪ.
. ١٢١ظ :اﻟﺗﻧﻘﯾﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻌروة اﻟوﺛﻘﻰ ،ﻛﺗﺎب اﻟطﻬﺎرة ،ﺗﻘرﯾر أﺑﺣﺎث اﻟﺳﯾد اﻟﺧوﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺔ ،اﻟﺷﯾﺦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐروي/١ ،
.٣١٦
.١٢٢ظ :اﻟﺣر اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،اﻟوﺳﺎﺋل /٨٨ /٢٣ ،ح ١ب ،٥٢أﺑواب اﻟﻌﺗق.
.١٢٣ظ :ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻐرﯾﻔﻲ ،ﻗواﻋد اﻟﺣدﯾث.١٦٣ /٢ ،
.١٢٤ظ :اﻟﺟوﻫري ،اﻟﺻﺣﺎح.٣٣ /١ ،
.١٢٥ظ :اﻟﻣظﻔر ،أﺻول اﻟﻔﻘﻪ.١٤٧ /٣ ،
.١٢٦ظ :اﻷﻧﺻﺎري ،ﻓراﺋد اﻷﺻول.١٧٤ /١ ،
. ١٢٧أن ﻟﻠﻘﺎﺋل ﺑﺎﻻﻧﺳداد ﻋﻧد اﻟﺷك ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟواﻗﻌﯾﺔ دﻟﯾﻼ ﻋﻘﻠﯾﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ دﻟﯾل اﻻﻧﺳداد ،وﻋﻠﻰ ﻣﻘدﻣﺎﺗﻪ ﻣﻘدﻣﺎت
اﻻﻧﺳداد ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك اﻟدﻟﯾل وﺟوب اﻟﻌﻣل ﺑﻛل ظن ﺗﻌﻠق ﺑﺛﺑوت اﻷﺣﻛﺎم اﻟواﻗﻌﯾﺔ أو ﺑﺳﻘوطﻬﺎ ﺳواء ﺣﺻل ﻣن ظواﻫر
اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ أو ﻏﯾرﻫﻣﺎ وﯾﻌﺑرون ﻋن ﻛل ظن ﺛﺑت ﺣﺟﯾﺗﻪ ﺑﻬذا اﻟدﻟﯾل ﺑﺎﻟظن اﻟﻣطﻠق ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟظن اﻟﺧﺎص اﻟذي ﺛﺑت
ﺣﺟﯾﺗﻪ ﺑﻐﯾر ﻫذا اﻟدﻟﯾل .ظ :ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺷﻛﯾﻧﻲ ،اﺻطﻼﺣﺎت اﻷﺻول.٨٩ ،
.١٢٨ظ :اﻷﻧﺻﺎري ،ﻓراﺋد اﻷﺻول.١٧٥ /١ ،
.١٢٩ظ :اﻟﺧراﺳﺎﻧﻲ ،ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻷﺻول.٢٨٧ ،
.١٣٠ظ :ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻐرﯾﻔﻲ ،ﻗواﻋد اﻟﺣدﯾث.١٦٨ /٢ ،
اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ:
١ـ إرﺷﺎد اﻷذﻫﺎن إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻹﯾﻣﺎن.
اﻟﺣﻠﻲ ،اﻟﺣﺳن ﺑن ﯾوﺳف ) ٧٢٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻓﺎرس اﻟﺣﺳون ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٠ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٢ـ اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ ﺷرح اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن ﺑن زﯾن اﻟدﯾن ) ١٠٣٠ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٩ﻫـ،
طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﺗﺎرة ـ ﻗم ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث.
٣ـ اﻹﺷراف.
اﻟﻌﻛﺑري اﻟﺑﻐدادي ،ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﻧﻌﻣﺎن ) ٤١٣ﻫـ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٤ﻫـ ،ﻧﺷر :دار اﻟﻣﻔﯾد ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ـ ﺑﯾروت.
٤ـ إﺻﺑﺎح اﻟﺷﯾﻌﺔ ﺑﻣﺻﺑﺎح اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻟﺑﯾﻬﻘﻲ اﻟﻛﯾدري ،ﻗطب اﻟدﯾن )ق ،(٦ﺗﺣﻘﯾق :إﺑراﻫﯾم اﻟﺑﻬﺎدري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺣرم ،١٤١٦طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ اﻋﺗﻣﺎد ـ ﻗم،
ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق
٥ـ اﺻطﻼﺣﺎت اﻷﺻول.
اﻟﻣﺷﻛﯾﻧﻲ ،ﻋﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ١٤١٣ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻬﺎدي ،ﻧﺷر :دﻓﺗر ﻧﺷر ﻫﺎدي ـ ﻗم.
٦ـ أﺻول اﻟﻔﻘﻪ.
اﻟﻣظﻔر ،ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ) ١٣٨٣ﻫـ( ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٧ـ إﯾﺿﺎح اﻟﻔواﺋد ﻓﻲ ﺷرح إﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘواﻋد.
اﻟﺣﻠﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن ﺑن ﯾوﺳف ) ٧٧٠ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق وﺗﻌﻠﯾق :ﺣﺳﯾن اﻟﻣوﺳوي اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ،ﻋﻠﻲ ﺑﻧﺎﻩ اﻻﺷﺗﻬﺎردي ،ﻋﺑد
اﻟرﺣﯾم اﻟﺑروﺟردي ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،١٣٨٧طﺑﻊ :اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ـ ﻗم.
٨ـ ﺗﺣرﯾر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎﻣﯾﺔ.
اﻟﺣﻠﻲ ،اﻟﺣﺳن ﺑن ﯾوﺳف ) ٧٢٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :إﺑراﻫﯾم اﻟﺑﻬﺎدري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ اﻋﺗﻣﺎد ـ ﻗم ،ﻧﺷر:
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺻﺎدق.
٨ـ ﺗذﻛرة اﻟﻔﻘﻬﺎء.
اﻟﺣﻠﻲ ،اﻟﺣﺳن ﺑن ﯾوﺳف ) ٧٢٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٤ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ
ﻣﻬر ـ ﻗم ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث.
١٠ـ ﺗﻌﻠﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎل.
اﻟﺑﻬﺑﻬﺎﻧﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑﺎﻗر ) ١٢٠٥ﻫـ( ،طﺑﻌﺔ ﻗدﯾﻣﺔ.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛﻲ ) ٧٨٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٩ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ
ﺳﺗﺎرة ـ ﻗم ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ـ ﻗم.
٢٠ـ رﺟﺎل اﻟطوﺳﻲ.
اﻟطوﺳﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن ) ٤٦٠ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺟواد اﻟﻘﯾوﻣﻲ اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ،طﺑﻌﺔ ١٤١٥ﻫـ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٢١ـرﺟﺎل اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ
اﻟﻧﺟﺎﺷﻲ ،أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺣﻣد ) ٤٥٠ﻫـ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ١٤١٦ﻫـ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٢٢ـ اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻌﺷر
اﻟﺣﻠﻲ ،أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻓﻬد ٨٤١) ،ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﻬدي اﻟرﺟﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٩ ،ﻫـ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﯾد اﻟﺷﻬداء،
ﻧﺷر :ﻣﻛﺗﺑﺔ آﯾﺔ اﷲ اﻟﻌظﻣﻰ اﻟﻣرﻋﺷﻲ اﻟﻧﺟﻔﻲ ـ ﻗم.
٢٣ـ رﺳﺎﺋل اﻟﻛرﻛﻲ.
اﻟﻛرﻛﻲ ،ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ) ٩٤٠ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺳون ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٩ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺧﯾﺎم ـ ﻗم ،ﻧﺷر:
ﻣﻛﺗﺑﺔ آﯾﺔ اﷲ اﻟﻌظﻣﻰ اﻟﻣرﻋﺷﻲ اﻟﻧﺟﻔﻲ ـ ﻗم.
٢٤ـ اﻟروﺿﺔ اﻟﺑﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻠﻣﻌﺔ اﻟدﻣﺷﻘﯾﺔ.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،زﯾن اﻟدﯾن ﺑن ﻋﻠﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد ﻛﻼﻧﺗر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣٩٨ﻫـ ،ﻧﺷر :ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟف
اﻟدﯾﻧﯾﺔ.
٢٥ـ اﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدراﯾﺔ.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،زﯾن اﻟدﯾن ﺑن ﻋﻠﻲ ) ٩٦٥ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎل ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٨ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ
ﺑﻬﻣن ،ﻧﺷر :ﻣﻛﺗﺑﺔ آﯾﺔ اﷲ اﻟﻌظﻣﻰ اﻟﻣرﻋﺷﻲ اﻟﻧﺟﻔﻲ ـ ﻗم.
٢٦ـ اﻟرواﺷﺢ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ.
اﻻﺳﺗراﺑﺎدي ،ﻣﺣﻣد ﺑﺎﻗر ) ١٠٤١ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻏﻼم ﻣﺣﺳن ﻗﯾﺻري ﻫﺎ ،ﻧﻌﻣﺔ اﷲ اﻟﺟﻠﯾﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ﻫـ ،طﺑﻊ:
ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺣدﯾث ،ﻧﺷر :دار اﻟﺣدﯾث ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر.
اﺑن ﻣﻧظور ،ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ) ٧١١ﻫـ( ،طﺑﻌﺔ ١٤٠٥ﻫـ ،ﻧﺷر :أدب اﻟﺣوزة.
٣٦ـ ﻣﺑﺎدئ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻋﻠم اﻷﺻول.
اﻟﺣﻠﻲ ،اﻟﺣﺳن ﺑن ﯾوﺳف ) ٧٢٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق إو ﺧراج وﺗﻌﻠﯾق :ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑﻘﺎل ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤٠٤ﻫـ،
طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﻛﺗب اﻹﻋﻼم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻧﺷر :ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر ـ ﻣﻛﺗب اﻹﻋﻼم اﻹﺳﻼﻣﻲ.
٣٧ـ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺷرح إرﺷﺎد اﻷذﻫﺎن
اﻷردﺑﯾﻠﻲ ،أﺣﻣد ) ٩٩٣ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :أﻏﺎ ﻣﺟﺗﺑﻰ اﻟﻌراﻗﻲ ،ﻋﻠﻲ ﺑﻧﺎﻩ اﻻﺷﺗﻬﺎردي ،أﻏﺎ ﺣﺳﯾن اﻟﯾزدي ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر
اﻹﺳﻼﻣﻲ
٣٨ـ ﻣدارك اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﺷرح ﺷراﺋﻊ اﻹﺳﻼم.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﻣﺣﻣد ) ١٠٠٩ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٠ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﻬر ـ ﻗم،
ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ـ ﻗم.
٣٩ـ ﻣﺷرق اﻟﺷﻣﺳﯾن إو ﻛﺳﯾر اﻟﺳﻌﺎدﺗﯾن.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن ) ١٠٣١ﻫـ( ،ﻧﺷر :ﻣﻧﺷورات ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺑﺻﯾرﺗﻲ ـ ﻗم.
٤٠ـ اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻲ ﻏرﯾب اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠراﻓﻌﻲ
اﻟﻔﯾوﻣﻲ ،أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ،ﻧﺷر :دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
٤١ـ ﻣﺻﺑﺎح اﻟﻔﻘﯾﻪ.
اﻟﻬﻣداﻧﻲ ،أﻏﺎ رﺿﺎ ) ١٣٢٢ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﻌﻔرﯾﺔ ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ـ ﻗم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٧ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ
ﺳﺗﺎرة ـ ﻗم ،ﻧﺷر :اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﻌﻔرﯾﺔ ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ـ ﻗم.
٤٢ـ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت
إﻋداد :ﻣرﻛز اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻔﻘﻬﻲ
٤٣ـ ﻣﻌﺎرج اﻷﺻول.
اﻟﺣﻠﻲ ،ﺟﻌﻔر ﺑن اﻟﺣﺳن ) ٦٧٦ﻫـ( ،إﻋداد :ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن اﻟرﺿوي ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٣ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﯾد اﻟﺷﻬداء ـ
ﻗم ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر.
٤٤ـ ﻣﻌﺎﻟم اﻟدﯾن وﻣﻼذ اﻟﻣﺟﺗﻬدﯾن.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﺣﺳن ﺑن زﯾن اﻟدﯾن ) ١٠١١ﻫـ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ،١٤١٧طﺑﻊ :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ.
٤٥ـ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻣﺧﺗﺻر.
اﻟﺣﻠﻲ ،ﺟﻌﻔر ﺑن اﻟﺣﺳن ) ٦٧٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق وﺗﺻﺣﯾﺢ :ﻋدة ﻣن اﻷﻓﺎﺿل ،طﺑﻌﺔ ١٣٦٤ش ،طﺑﻊ :ﻣدرﺳﺔ اﻹﻣﺎم أﻣﯾر
اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﯾد اﻟﺷﻬداء ـ ﻗم.
٤٦ـ ﻣﻌﺟم أﻟﻔﺎظ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻌﻔري.
ﻓﺗﺢ اﷲ ،أﺣﻣد ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﺧول ـ اﻟدﻣﺎم.
٤٧ـ ﻣﻌﺟم ﻟﻐﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء.
ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻲ ،ﻣﺣﻣد ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٨ﻫـ ،ﻧﺷر :دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ـ ﺑﯾروت.
٤٨ـ ﻣﻘﺑﺎس اﻟﻬداﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدراﯾﺔ.
اﻟﻣﺎﻣﻘﺎﻧﻲ ،ﻋﺑد اﷲ ) ١٣٥١ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد رﺿﺎ اﻟﻣﺎﻣﻘﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ١٤١١ﻫـ ،طﺑﻊ :ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﻬر ـ ﻗم،
ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث.
٤٩ـ ﻣن ﻻ ﯾﺣﺿرﻩ اﻟﻔﻘﯾﻪ.
اﻟﻘﻣﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﺑﺎﺑوﯾﻪ ) ٣٨١ﻫـ( ،ﺗﺻﺣﯾﺢ وﺗﻌﻠﯾق :ﻋﻠﻲ أﻛﺑر اﻟﻐﻔﺎري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٥٠ـ ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻟﺟﻣﺎن ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺻﺣﺎح واﻟﺣﺳﺎن.
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﺣﺳن ﺑن زﯾن اﻟدﯾن ) ١٠١١ﻫـ( ،ﺗﺻﺣﯾﺢ وﺗﻌﻠﯾق :ﻋﻠﻲ أﻛﺑر اﻟﻐﻔﺎري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٣٦٢ش ،طﺑﻊ :اﻟﻣطﺑﻌﺔ
٥١ـ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﻣﻘﺎل ﻓﻲ أﺣوال اﻟرﺟﺎل.
اﻟﻣﺎزﻧدراﻧﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل ) ١٢١٦ﻫـ( ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٦ﻫـ ،طﺑﻊ:
ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﺗﺎرة ـ ﻗم ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ـ ﻗم.
٥٢ـ ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن
اﻟﺧوﺋﻲ ،أﺑو اﻟﻘﺎﺳم ) ١٤١٣ﻫـ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻣن واﻟﻌﺷرون ،ذي اﻟﺣﺟﺔ ١٤١٠ﻫـ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﻬر ـ ﻗم.
٥٣ـ اﻟﻣﻬذب.
اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن اﻟﺑراج ) ٤٨١ﻫـ( ،إﻋداد :ﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﯾد اﻟﺷﻬداء اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ ١٤٠٦ﻫـ ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٥٤ـ اﻟﻣﯾزان ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن.
اﻟطﺑﺎطﺑﺎﺋﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ) ١٤٠٢ﻫـ( ،ﻧﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾن ـ ﻗم.
٥٥ـ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟرد اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻔﺗوى.
اﻟطوﺳﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن ) ٤٦٠ﻫـ( ،ﻧﺷر :اﻧﺗﺷﺎرات ﻗدس ﻣﺣﻣدي ـ ﻗم.
٥٦ـ اﻟﻧور اﻟﺳﺎطﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻧﺎﻓﻊ.
ﻛﺎﺷف اﻟﻐطﺎء ،ﻋﻠﻲ ) ١٢٥٣ﻫـ( ،ﻧﺷر :اﻧﺗﺷﺎرات ﻣﻬدي ـ أﺻﻔﻬﺎن.