Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثالثة
المحاضرة الثالثة
إنشاء النقود هي عملية يقوم بواستطتها النظام البنكي بتوفير أهم وسائل الدفع في االقتصاد ،و يكون
ذلك عن طريق قيام هذا النظام بتنقيد الحقوق بين مختلف االعوان االقتصاديين فحسب : Berger
«la création de monnaie est l’operation qui consiste a la monétisier des
.» créances
أي أن خل ق النق ود أي ك ان نوعه ا م اهي في الواق ع اال تعب يرا عن الق درة على تحوي ل بعض االص ول
"حقيقية كقروض لالقتصاد ،شبه نقدية كتسبيقات الخزينة أو نقدية من نوع مغاير كإحتياطي الصرف"
الى وحدات نقد اي أدوات تداول و خاصة مصدرها.
و بذلك فخلق النقود هو نتيجة حصول البنك على أصول متعددة و التي سبق ذكرها و التي ُي َن ِق ُد َها عن
طريق إصدار سلعة خاصة تقابلها.
هي السلعة تخضع لقواعد العرض و الطلب و عوامل المضاربة بها،هي سلعة خاصة تراكمها يكون
رأسمال و ادخارها ي سلعة يحقق ثمن هو سعر الفائدة ،و انفاقها يحقق عائد أو العكس فقد يؤدي الى
مجرد ارتفاع االسعار ،فهي سلعة استهالكية و ليست سلعة انتاجية و انما هي مبادلة عندما تصبح تيارا
،و سلعة تخزين عندما تأخد صورة رصيدا ،باختصار هذه السلعة هي النقود.
مالحظة:
يجب أن نم يز عن د دراس ة إنش اء النق ود بين عملي ة إنش اء النق ود القانوني ة (نق ود ورقي ة و معدني ة) من
ط رف البن ك المرك زي و عملي ة إنش اء نق ود الودائ ع من ط رف النظ ام البنكي التج اري ،و يعت بر ه ذا
التمييز مهما إلعتبارات مرتبطة بطبيعة النقود ذاتها التي تنشأ في الحالتين ،كما يعتبر مهما ألنه يحدد
طبيعة السلطة و توزيعا بين مختلف الهيئات المنشأة للنقود.
يعتم د الخل ق النق دي على العملي ات المرتبط ة بالبن ك المرك زي "تك وين أولي" و البن وك و المؤسس ات
المالية "تكوين ثانوي".
في حالة البنك المركزي ،نتكلم عادة عن إصدار النقود ،وليس إنشاء أو خلق النقود ،ألن البنك
المركزي ال يقوم في الواقع إال بعملية تنقيد أصول و ديون سبق و أن تم إنشاؤها في االقتصاد ،و
بالت الي فإن ه يق وم فق ط بتع ويض ه ذه االص ول و ال ديون المتداول ة بنق ود قانوني ة تس مح بالرب ط بين
العمليات التي يقوم بها جميع االعوان االقتصاديين سواء كانوا يتعاملون عن طريق النظام البنكي
أو بشكل مباشر فيما بينهم .
وعلي ه ،ف إن إص دار النق ود من ط رف البن ك المرك زي يتم ع بر تنقي د بعض االص ول ،حيث أن
التنقيد هي عملية تتجسد في طبع وصك النقود القانونية مقابل حصولها على أصول حقيقية و نقدية
من الجهات التي اصدرت النقود لفائدتها،و تمثل هذه االصول العناصر المقابلة لإلصدار النقدي أو
غطاءه .1contreparties de l’émission monétaire ou couverture
وتبعا لما سبق فما هي هذه المقابالت لإلصدار "مقابالت الكتلة النقدية".
يع د ال ذهب أص ل حقيقي يمث ل ق وة ش رائية مع ترف به ا من ط رف جمي ع االقتص اديين و يق وم
ح ائز ال ذهب بالتن ازل عن ه لص الح البن ك المرك زي فيص بح مالك ه ،و يعطي مقاب ل ذل ك نق ودا
قانونية الى هذه الجهة ،وهنا نقول أن البنك المركزي قد قام بتنقيد هذا االصل "قيمة ذاتية و
عالمية ".
مخص ص أص ال كغط اء إلص دار ال ورقي و كأحتي اطي لمنح الثق ة في العملي ة المحلي ة بالنس بة
للمعامالت الدولية و لمواجهة المدفوعات الخارجية نتيجة العجز في ميزان المدفوعات و أثناء
االزمات االقتصادية.
1
العمالت االجنبي ة يمكن الق ول ان الموج ودات الخارجي ة في االص ول الخارجي ة تزي د االص ول
الخارجية للبلد بتدفق العمالت االحنبية القابلة للتحويل الى داخله "زيادة الصادرات ،االقتراض
من الخ ارج ،هب ات ".....و تنخفض في حال ة ت دفق العمالت االجنبي ة القابل ة للتحوي ل الى
خارج ه"زي ادة اس تيراد ،منح ق روض الى الع الم الخ ارجي ،س ياحة خارجي ة "....و س وف
نحصل في نهاية االمر "خالل فترة ومنية معنية " على رصيد يسمى صافي االصول الخارجية
يك ون موجب ا عن دما يك ون ت دفق االص ول الخارجي ة الى ال داخل أك بر من ت دفقها الى الخ ارج،
ويس اوي ص افي الموج ودات الخارجي ة رص يد م يزان الم دفوعات ،و بالت الي فإن ه يع بر عن
التغير في احتياطات الصرف الرسمية خالل الفترة.
يتجس د النش اط الم الي للحكوم ة في مجموع ة النفق ات ال تي تق وم به ا و االي رادات ال تي تحققه ا
بحيث تشكل النفقات فيضا متواصال خالل الزمن على عكس االيرادات التي تتم جبايتها بشكل
متقطع .
على هذا االساس يمكن أن ال تتوافق االيرادات زمنيا مع فيض النفق ات و ال تكفي لتغطيتها في
لحظة معينة ،تحتاج فيها الحكومة الى مصادر تمويلية أخرى ،و قد ال تكفي االيرادات خالل
فترة زمنية معينة أصال لتمويل النفقات الحكومية سواء الن هذه النفقات تفوق الطاقة الجبائية
لألقتص اد أو أن ه ذا االخ ير يم ر بف ترات رك ود ثق ل فيها الجبايــة ،وفي ك ل االح وال تحت اج
الحكومة الى التمويل ،فتلجأ الى البنك المركزي لطلب الدعم المالي الكافي.
يتم تمويل الخكومة عن طريق البنك المركزي بإعطائها تسبيقات في الحساب الجاري للخزينة
المفتوح لديه ،و تعتبير هذه التسبيقات مستحقات على الحكومة ،و ال يقابل في الحقيقة إصدار
النقود المترتب عن تقديم هذه التسبيقات أي أصل مادي ،بل يعتبر قرضا للحكومة على بياض
،اي دون وجود مستندات تغطيه.
إال أن التس بيقات الى الحكوم ة في الحس اب الج اري ال تش كل العنص ر الوحي د ال ذب يس يي
االصدار النقدي لصالحها ،إذ يقوم البنك المركزي في إطار عمليات السوق المفتوحة بشراء
سندات عمومية في السوق النقدية ثم إصدارها في مراحل سابقة من طرف الخزينة قام بشرائها
أعوان اقتصاديون "خاصة البنوك التجارية "و يقومون االن ببيعها في السوق النقدية.
يقوم البنك المركزي عند الحاجة بمنح قروض لألقتصاد عن طريق البنوك التجارية انطالقا من
صفته كبنك للبنوك يشكل بالنسبة لها الملجأ االخير لإلقتراض .
و تعني هذه الصفة أن البنوك عندما تحتاج الى السيولة و لم تعثر عليها في أماكن أخرى تلجأ
الى البن ك المرك زي لتطلب من ه إعادة تمويله ا ،يمكن البن ك المركزي وفق ا لظ روف و شروط
معينة أن تقوم بمنح قروض لهذه البنوك على سبيل إعادة التمويل.
و يقوم البنك المركزي بعملية إعادة تمويل البنوك عادة مقابل حصوله على أصول تتمثل في
السندات التجارية (و حتى سندات عمومية مع اعتبار هذه الحالة إصدار نقديا لصالح الحزينة
ص احبة ه ذه الس ندات ) ،و تق دم البن وك ه ذه الس ندات إم ا في إط ار عملي ة إعــادة الخصم ،أو
كضمان لقروض يمنحها لها مباشرة في الحساب الجاري أو في إطار عمليات السوق المفتوحة
،و في كل هذه الحاالت يقوم البنك المركزي بتنقيد هذه السندات أي إصدار نقود قانونية لفائدة
النظام البنكي مقابل حصوله عليها.
ب-االصدار من طرف البنوك التجارية "خلق نقود الودائع":
يقصد بعملية خلق "إنشاء أو اشتقاق أو توليد " نقود الودائع ،توليد ودائع جديدة من الودائع االولية ،و
تعتمد هذه العملية على إجراءات متسلسلة ضمن دورة محددة يطلق عليها دورة خلق نقود الودائع .
ويعتمد ميكانيزم إنشاء "خلق " الودائع على القاعدة الشهيرة "الودائع تسمح باالقراض و القروض تخلق
الودائع" و بالتالي يمكن للبنك منح قروض تفوق حجم الوديعة االولية.
خلق نقود الودائع هي انعكاسات للتسجيالت المحاسبية المرتبطة بالودائع و القروض ،و هي ليست
نقودا ملموسة بل نقود ائتمانية تم خلقها نتيجة تكرار عمليات االيداع و االقراض
500
450 50
450
405 45
405
364,5 40,5
تتدخل الخزينة العامة مباشرة في خلق النقود مثل البنوك التجارية ألنها بإمكانها أن تزيد من الودائع و
تستطيع جذب الجمهور (ودائع المؤسسات العامة و الخاصة ) و ذلك بأسلوبين هما:
من خالل الحسابات الجارية التي يمكن فتحها لدى الخزينة العامة.
من خالل الحسابات الجارية المفتوحة في مراكز الصكوك البريدية ،ألن كل ودائع هذه المراكز
تودع بدورها في حساب خاص بالخزينة العامة.
العــرض النقــدي "العوامــل المــؤثرة .III
في إمكانية البنوك التجارية في خلق نقود الودائع"
إن قدرة البنوك التجارية في خلق النقد ليست مطلقة فواقع االمر أن هذه القدرة تخضع لعدد من القيود
منها ماهي طبيعية و منها ماهي قيود نظامية:
كلما كانت نسبة تسرب العملة خارج البنوك أكبر ،كلما زادت حصة الجمهور من القاعدة
النقدية ،و كلما انخفضت إمكانية البنك على التوسع المضاعف في األئثمان المصرفي .
في البلدان النامية تنتشر عادة استخدام النقود الورقية ،مما يؤدي الى تسرب جانب كبير
من االحتياط ات النقدي ة من البن وك التجاري ة ،و ي ترتب على ذل ك الح د من ق درة البن وك
التجاريى على التوسع في األئتمان و خلق نقود الودائع.