Professional Documents
Culture Documents
Ù Ù Ø Ù Ø© 3 Ø Ø Ø Ø Ø© Ø Ø Ù Ø© Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ø Ù Ø Ù Ù Ù Ø© Ø Ù Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ø©
Ù Ù Ø Ù Ø© 3 Ø Ø Ø Ø Ø© Ø Ø Ù Ø© Ù Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ø Ù Ø Ù Ù Ù Ø© Ø Ù Ù Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ø©
محـاضـرات في مـادة
التدريب وتنمية الموارد البشرية
مقدمـة:
تحتاج المؤسسات إلى تنمية مهارات وقدرات مواردها البشرية لتنفيذ نشاطاتها وعملياتها
وتحقيق أهدافها ،خاصة مع ظهور وظائف جديدة ومع اتساع استخدامها لتكنولوجيا الحديثة،
0
وبالتالي عليها وضع برامج تأهيلية وتدريبية لمواكبة المهن الحديثة التي أنتجتها عوامل التكنولوجيا
والمعرفة ،وإلكساب األفراد مهارات وقدرات بشرية جديدة.
وهذا ما يؤكد أن عملية التطوير اإلداري التقني تفرض على الفرد أن يكون مطلعا على كل
جديد مدركا بكل ما يطرأ على مهنته من تغيير ،فالحياة العملية هي عملية تعليم مستمر ،وعليه
فالتكوين والتدريب ينبغي أن يكون مالزما للفرد منذ تعيينه حتى نهاية حياته العملية.
إن اكتساب المعارف عبر المراحل التقليدية للتعليم ليست كافية إلعداد المواطن لممارسة
الوظائف العمومية المختلفة ،حيث تطور الوضع اليوم في الكثير من الدول المتقدمة وحتى النامية
باالهتمام بتكوين الموظفين وتحسين مستواهم وبشكل متواصل ،لعدة أسباب:
-1الطابع التقني للوظيفة اإلدارة الذي يقتضي مهارات واستعدادات مميزة ال يمكن دائما إدماجها
في أهداف المنظومة التربوية بمختلف مستوياتها وبرامجها البيداغوجية.
-2تطور حاجيات التسيير والمهن الذي يفرض تحيينا مستمرا وتجديدا للمعارف والمهارات
طوال الحياة المهنية للموظف.
-3خصوصيات المرفق العام والخدمة العمومية والمقتضيات المرتبطة بامتيازات السلطة العامة
التي ال يمكن فصلها عن ثقافة وأخالقيات وسلوكات تميز الموظفين عن غيرهم من الفئات المهنية
واالجتماعية األخرى.
-1مفهوم التدريب والتكوين اإلداريين:
هناك تعريفات متعددة للتدريب ،نذكر منها:
التدريب هو نشاط مخطط يهدف إلى إكساب األفراد مجموعة من المعلومات والمهارات التي
تقودهم إلى زيادة معدالت األداء للمهام المسندة إليهم.
كما تم تعريف التدريب بأنه النشاط المستمر لتزويد الفرد بالمهارات والخبرات واالتجاهات
التي تجعله صالحا لمزاولة عمل ما.
كما يعرف التدريب على أنه عملية تعديل إيجابي ذو اتجاهات خاصة تتناول سلوك الفرد من
الناحية المهنية أو الوظيفية ،وذلك إلكساب المعارف والخبرات التي يحتاج لها اإلنسان وتحصيل
المعلومات التي تنقصه ،واالتجاهات الصالحة للعمل ولإلدارة واألنماط السلوكية والمهارات
المالئمة ،والعادات الالزمة من أجل رفع مستوى كفاءته في األداء وزيادة إنتاجيته ،بحيث تتحقق
فيه الشروط المطلوبة إلتقان العمل وظهور فعاليته مع السرعة واالقتصاد في التكلفة ،وكذلك في
الجهود المبذولة ،وفي الوقت المستغرق.
1
فقد تم وصف التدريب على أنه محاولة لتغيير سلوك األفراد بجعلهم يستخدمون طرقا وأساليب
مختلفة في أداء العمل ،بشكل يختلف بعد التدريب عما كانوا يتبعونه قبل التدريب.
وهناك تعريف آخر أشمل للتكوين وهو :إن التكوين عملية منظمة ومستمرة ،محورها الفرد في
مجمله ،تهدف إلى إحداث تغييرات محددة سلوكية وفنية وذهنية لمقابلة احتياجات محددة حالية أو
مستقبلية ،يتطلبها الفرد والعمل الذي يؤديه ،والمؤسسة التي يعمل فيها ،والمجتمع.
-2األساس القانوني لنظام التكوين واألبعاد المرتبطة به في الجزائر:
إن الجزائر من الدول التي تضمنت نصوصها القانونية المتعلقة بالوظيفة العمومية منذ
االستقالل بمبدأ التكفل بتكوين الموظفين وتحسين مؤهالتهم واتخاذ كل التدابير الضروريةـ لتجسيد
هذا المبدأ كحق للموظف وواجب في آن واحد ،وعلى اإلدارة أن تستوعب كل أبعاده في إطار
نظامها التسييري للموارد البشرية ،حيث تنص المادة 104من األمر رقم 06/03المتعلق
بالقانون األساسي العام للوظيفة العمومية على ما يلي " :يتعين على اإلدارة تنظيم دورات التكوين
وتحسين المستوى بصفة دائمةـ قصد ضمان تحسين تأهيل الموظف وترقيتهـ المهنية،ـ وتأهيله
لمهام جديدة".
بل قامت الجزائر بإصدار المرسوم رقم 96/92المؤرخ في 03مارس 1996متعلق
بالتكوين وتحسين مستوى الموظفين ورسكلتهم .كما قامت بالعديد من التفاقيات الثائية مع بعض
البلدان األجنبية لتكوين دفعات من الموظفين ،وأنشأن العديد من المدارس التطبيقية ومراكز
للتكوين في مختلف التخصصات اإلدارية والتقنية ،كالمدرسة الوطنية لإلدارة في جوان .1964
فاليوم ينبغي النظر للتكوين المتواصل كعملية استثمارية ال من حيث أبعادها اإلنتاجية فحسب
ولكن من حيث أبعادها البيداغوجية والعملية والتسييرية والمالية ،ألنه ال يستهدف تمكين اإلدارة
من االستجابة لحاجيات التسيير القريبة فحسب ،ولكن أيضا االستعداد لسد الحاجيات المستقبلية التي
يقتضيها المسار المهني في حد ذاته والتحوالت المتصلة بمهن الغد وضرورة تقسيمها مع التقدم
العلمي والتكنولوجي.
فمن الواضح أن المشرع الجزائري قد اعتبر التكوين:
-من منظور المسئول عن الموارد البشريةـ كعمل تسييري يومي ينبغي القيام به والتخطيط له
حتى يتمكن من التوفيق بين طموحات الموظف وحاجيات اإلدارة الحالية والمستقبلية.
ويقتضي هذا االتجاه بعدا ماليا وإ داريا ينبغي ضبطه بصفة قانونية ودقيقة ( تحديد البعد الزمني
لحق التكوين واالعتماد المالي بهدا الحق).
2
ِ
المكون كمسؤولية خاصة تقع على عاتقه التزاما بالنتائج ال بمجرد الوسائل، -من منظور
وتفترض هذه المسؤولية:
-تنمية الوسائل البيداغوجية المتطورة التي تتناسب مع حاجية التكوين.
-تنمية البحث البيداغوجي قصد تطوير برامج التكوين وأدواته مع انشغاالت اإلدارة.
-وضع نظام تقييمي ناجح يمكن من تحديد الفوارق الموجودة بين النتائج المحققة واألهداف
المسطرة.
فالمدرب هو الشخص المسئول عن إعداد واختيار المادة العلمية المناسبة لتلبية أهداف التدريب،
لذلك فإنه من المهم أن يتم اختيار المدرب المناسب القادر على استخدام وسائل التدريب وأساليبه
المتنوعة بما يتفق مع طبيعة المتدرب وأهدافه ومستوى التدريب.
المكون :يعني إدماج عملية التكوين في إطار سياسة الوظيفة العمومية باعتبارها
َ -من منظور
مصدر:
-لحق له أن يمارسه طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها.
-ولواجب عليه أن يؤديه في نفس الظروف.
ويترتب على هذه الصفة المزدوجة إقران عمل التكوين بمقتضيات المسار المهني وحاجيات
اإلدارة.
فوجود متدرب مقتنع بأهداف التدريب وبحقه فيه أو بحاجته إليه يعتبر من عوامل نجاح
التدريب ،فهو أساس ومحور العملية التدريبية.
-3مضمون التدريب:
من خالل التعاريف السابقة ،يتضمن التدريب العمل على تنمية النواحي التالية لدى الفرد:
-1تنمية المعرفة والمعلومات لدى المتدرب ،ومن بينها :معرفة تنظيم المنظمة وسياساتها
وأهدافها ،معلومات عن خطط المنظمة ومشاكل تنفيذها ،المعرفة بالوظائف اإلدارية األساسية
وأساليب القيادة واإلشراف ،وغيرها.
-2تنمية المهارات والقدرات للمتدرب ،ومن بينها :المهارات القيادية ،القدرة على تحليل
المشكالت ،القدرة على اتخاذ القرارات ،القدرة على تنظيم العمل واالستفادة من الوقت ،المهارات
الالزمة للتعبير والنقاش وإ دارة الندوات واالجتماعات ،وغيرها من المهارات.
3
-3تنمية االتجاهات للمتدرب ،ومن بينها :االتجاه لتأييد سياسات وأهداف المنظمة ،تنمية االتجاه
إلى التعاون مع الرؤساء والعاملين ،تنمية روح المسؤولية ،وتنمية الروح الجماعية للعمل ،تنمية
الرغبة في العمل ،وفي أهمية التفوق والتميز في العمل ،وغيرها.
يجب أن يقترن التدريب النظري بالتدريب التطبيقي ليتمكن المتدرب من ممارسة األساليب
والمهارات التي يكتسبها من خالل التدريب.
-4خصائص التدريب والتكوين:
من خالل هذه التعاريف حول مفهوم التدريب والتكوين ،فمن أهم خصائص التدريب ،نذكر:
عملية مستمرة :يتعين على الموظف التعلم باستمرار لتطوير قدراته اإلدارية على -1
مدى حياته العملية.
عملية منظمةـ :ألنه نشاط يقوم على أساس التخطيط والتنظيم. -2
عملية هادفة :فالتكوين وسيلة وليس غاية في حد ذاته ,فيجب أن يكون هدفه محدد -3
ودقيق.
التكوين محوره األساسي هو الفرد ،فالتكوين يهتم بالفرد نفسه ،بينما التعليم فيهتم -4
بموضوع التعليم.
فمن خالل كل التعاريف السابقة حول مفهوم التدريب والتكوين ،فمن أهم خصائص التدريب
أنه عملية مستمرة ويتعين على الموظف التعلم باستمرار لتطوير قدراته اإلدارية على مدى حياته
العملية.
-5الفرق بين التدريب و المفاهيم المقاربة له:
أ -الفرق بين التدريب و التكوين:
إن التكوين والتدريب يختلفان في أن األول يعني كل أوجه التعلم التي يتلقاه الفرد من قيم
ومهارات وثقافة عمالية وأفكار ومعلومات عامة ،بينما التدريب ينصب على التعلم في نطاق ضيق
يرتبط بمهنة واحدة باعتبار ارتباطها بالجانب العملي ضمن ناحية واقعية.
ب-الفرق بين التدريب و تنمية الموارد البشرية:
يختلف التدريب عن تنمية الموارد البشرية في المدى الزمني لكل منهما على الرغم من تشابه
المفهومين من حيث الوسائل المستخدمة في التعلم ،فالتدريب موجه بالحاجة اليومية ،ويركز على
وظيفة الفرد الحالية ،إال أن تنمية العاملين تركز على الوظائف المستقبلية في التنظيم ،فمع تطور
4
المسار المهني تبرز أهمية الحاجة إلى مهارات وقدرات جديدة بمعنى تنمية قدراتهم المختلفة
لتسهيل مساهمتهم في المنظمة لتحمل المسؤوليات اليوم قبل أن تسند إليه مستقبال.
فتنمية الموارد البشرية كما جاء مفهومها في محاضراتنا السابقة ،هي عملية شاملة لبناء
القدرات تتضمن الصحة والتعليم والتدريب وتخطيط القوى العاملة ،وتركز على أهمية التنمية
الذاتية لألفراد ،وزيادة وعيهم بأهمية جهودهم الذاتية في بناء وتنظيم قدراتهم.
التدريب التعليم
أهدافه سلوكية محددة لجعل العاملين أكثر كفاءة أهدافه عامة مجردة لخدمة احتياجات األفراد
وفعالية في وظائفهم وأعمالهم. والمجتمع بصفة عامة
من حيث الزمن التعليم طويل األجل بصفة عامة ممكن أن يكون التدريب قصيرا جدا خاصة
عندما يكون موجها إلى نوع معين من
المهارات.
التدريب غالبا ما يكون محدد بدرجة كبيرة من حيث المحتوى التعليم متسع وشامل ،ويتم
الحتياجات العمل الذي يقوم به الفرد. من خالل المؤسسات األكاديمية مثل المدارس
5
والمعاهد والكليات ،ويستهدف في النهاية توسيع لذلك يعتبر التدريب ضيقا من حيث النطاق
ويستهدف تنمية قدرات الفرد في مجاالت محددة مدارك الفرد ومجاالت المعرفة لديه.
للعمل.
المصدر :محمد مرعي ،التخطيط للتدريب ،مكتبة القاهرة الحديثة ،القاهرة ،1968ص .296
-6عالقة التدريب بالوظائف األخرى إلدارة الموارد البشرية:
إن عملية تحليل الوظائف يعتمد على تجميع معلومات تفصيلية عن الوظائف الحالية بغرض
المساعدة في القيام بوظائف الموارد البشرية األخرى مثل االختيار ،والتدريب ،وتقييم األداء،
وتعميم أنظمة المكافآت.
وعليه فإن تحليل الوظائف وتوصيفها يجب أن يشيرا إلى المعرفة والخبرة التي تم الحصول
عليها من كل وظيفة ،ولذلك يجب أن يوجه التدريب إلى تلك االحتياجات التي تم تحديدها في عملية
توصيف الوظائف ،وذلك لسد الفجوة بين متطلبات الوظيفة ومؤهالت شاغلها.
كما أن للتكوين عالقة كبيرة بالتخطيط اإلداري ،فاإلدارة تكتسب بهذه الوظيفة أي التخطيط
سيطرة أقوى وأوسع على جهازها ،وبالتالي فإنها ال تتمكن من التأثير على تطور حاجياتها
فحسب ،ولكنها تستطيع أن تدعم نفوذها على تحديد محتوى التكوين وتكيفه بصفة مستمرة مع
األهداف التي تتولى إنجازها.
وعملية تقييم البرنامج التدريبي كمرحلة من مراحل عملية التدريب تعتبر دليال على عالقة
عملية التدريب بعملية تقييم األداء لحاجة المدرب لتقييم أداء المتدرب وقياس مدى نجاح العملية
التدريبية.
-7أهمية التدريب والتكوين اإلداريين المستمرين في تجويد عمل الكوادر اإلدارية:
تدل كافة المؤشرات على تزايد االهتمام بالتدريب نظرا الرتباطه بمستوى أداء الفرد للوظيفة
التي يشغلها والكفاءة اإلنتاجية ،فانخفاض أداء الفرد يعتبر عالمة واضحة للتدخل المباشر من قبل
إدارة الموارد البشرية التخاذ كافة اإلجراءات لمواجهة هذا االنخفاض بحيث ينتج عن هذا التدخل
رفع مستوى أداء الفرد إلى المستوى المطلوب ،ورفع اإلنتاجية إلى مستوى المقاييس المطلوبة.
فلقد وجدت المنظمات في التدريب والتنمية الوسيلة الفعالة من أجل رفع مستوى أداء مواردها
البشرية إلى أعلى مستوى ممكن ،مما يمكنها من االبتكار واإلبداع وتقديم األجود في منتجاتها،
وهذا يعني أن التدريب أصبح أحد الركائز التي تقوم عليها منهجية إدارة الجودة الشاملة التي تمثل
اإلدارة الحديثة في منظمات اليوم.
6
فالتدريب يعد وسيلة أساسية لتطوير العاملين ومعالجة العديد من المشكالت التي يمكن ألي
منظمة أن تواجهها ،عندما يكون سببها سوء أداء العاملين ،أو سلوكهم ،أو ظهور الصراعات
التنظيمية ،أو ارتفاع معدالت التخلي والدوران والغياب عن العمل ،أو انخفاض معدل اإلنتاجية،
وغيرها من المشكالت.
لهذه فالعديد من الدول ،تركز اهتمامها على تدريب العاملين من خالل األموال المستثمرة في
مجال التدريب ،لغرض تأهيلهم وتطوير مهاراتهم وإ ثراء حصيلتهم المعرفية ،وتحديث أساليب
أدائهم للعمل ،وباألخص لتكوين القادة األكفاء وتنمية القيادات اإلدارية ،وغيرها من فوائد التدريب
ومزاياه.
هذا وإ ن كان بعض اإلدارات تنظر إلى التدريب على أنه تكلفة دون أن يقابل ذلك عائد متوقع،
وعلى أنه ال يقوم على أسس علمية ،وقد ال تهتم بعض المؤسسات اهتماما كبيرا به.
فالتدريب أهمية كبيرة ألنه وسيلة للتطور المهني وللتكيف مع متطلبات الوظائف والمناصب
المهنية .فهو ضروري إلكساب الموظفين المهنية المطلوبة ألداء مهامهم ورفع التحديات التي قد
يواجهونها أثناء حياتهم المهنية.
-8أهداف عملية التدريب:
تتركز األهداف األساسية للتدريب ،إلى جانب اعتباره ضرورة هامة النتظام وضمان األداء
المطلوب من األفراد ومن المؤسسة ،والذي يعني تحقيق معدل مرتفع للكفاءة اإلنتاجية في
المؤسسة ،فيما يلي:
-1الزيادة في اإلنتاج :وهي زيادة في كميته وتحسين نوعيته من خالل تدريب العاملين على
كيفية إتقانهم للعمل من ثم زيادة قابليتهم اإلنتاجية.
-2االقتصاد في النفقات :إن التدريب هو اقتصاد في النفقات ،إذ تؤدي البرامج التدريبية إلى
مردود أكثر من كلفتها ،إن تدريب العاملين على استخدام اآلالت طبقا ألصولها ووفق الطرق
السليمة فيه الكثير من االقتصاد في النفقات وسالمة لآللة واقتصاد في المواد وقلة في المخاطر.
-3التقليل في دوران العمل :إذ أن تدريب العاملين وتلقينهم من المعارف التي تتفق ومداركهم
وزيادة قدرتهم على مزاولة أعمالهم يعني إيجاد نوع من االستقرار والثبات في حياة العاملين
وزيادة رغبتهم وقدرتهم في مزاولة أعمالهم في خدمة المؤسسة.
7
-4الرفع من معنويات العاملين :حيث للتدريب أثر كبير على معنويات العاملين ،إذ عندما يشعر
الفرد أن المؤسسة جادة في تقديم العون له وراغبة في تطويره يزداد إخالصه واستعداده للعمل
دون ملل.
-5مساعدة العاملين وتنميتهم :مساعدة العاملين على أداء األعمال والوظائف الحالية بأحسن
مستوى ممكن ،وتنميتهم للقيام باألعمال والوظائف المستقبلية.
-6تخفيض حوادث العمل :إذ تكثر حوادث العمل نتيجة للخطأ من جانب األفراد عن تلك التي
تحدث نتيجة لعيوب في األجهزة والمعدات أو ظرف العمل ،لذلك فالتدريب على أسلوب الجيد
ألداء العمل وعلى كيفية أدائه ،يؤدي بال شك إلى تخفيض معدل تكرار الحادث.
-7استمرارية التنظيم وثباتهـ :استقرار التنظيم وثباته تعني قدرة التنظيم على المحافظة على
فاعليته رغم فقدانه ألحد المديرين الرئيسيين والمؤهلين لشغل هذه المراكز فور خلوها ألي سبب
من األسباب ،أما المرونة ،فتعني قدرة التنظيم على التكيف في األجل القصير مع أي تغيرات في
حجم العمل ،ويتطلب هذا توافر التكيف في األجل القصير مع أي تغيرات في حجم العمل ،ويتطلب
هذا توافر األفراد من ذوي المهارات المتعددة للنقل إلى األعمال التي تحتاج إليهم فاألفراد المدربين
واللذين لديهم الحافز أو الدافع للعمل هم أصل استثماري فعال في التنظيم.
-8رفع مستوىـ األداء والكفاءة اإلنتاجية لدى األفراد :سواء من النواحي الفنية أو السلوكية أو
اإلشرافية وغيرها من العوامل التي يقتضيها ظروف العمل وطبيعته.
-9تمكين األفراد :من ممارسة األساليب المتطورة بالفاعلية المطلوبة على أساس تجريبي قبل
االنتقال إلى مرحلة التطبيق الفعلي.
من كل ما ذكر من أهداف لعملية التدريب ،وغيرها فإن من الواضحـ أن عملية التدريب تهدف
باختصار إلى مساعدة العاملين على أداء أعمالهم والوظائف الحالية بأعلى مستوى ممكن للقيام
بالوظائف واألعمال المستقبلية ،واستمرارية التنظيم في تقديم المنتجات والخدمات الخاصة به على
أكمل وأفضل وجه ،فكل األهداف السابقة تنبثق عن هذين الهدفين أساسيين.
-9مجاالت التدريب:
تدريب العاملين الجدد لتزويدهم بفكرة عامة عن المنشأة والعمل على سرعة اندماجهم -1
مع العمل الجديد ،وتهيئتهم للقيام بعملهم الجديد على أكمل وجه.
تدريب العاملين القدامى لمواكبة التطور الفني والتكنولوجي الذي يطرأ على األعمال. -2
8
التدريب لغرض الترقية ،إذ عند ترقية العاملين إلى مراتب عليا البد من تدريب األفراد -3
على المهارات التي تتطلبها المسؤوليات الجديدة.
تدريب بهدف رفع مستوى قدرة المدراء على القيام باألعباء الخاصة بهم. -4
-10مبادئ التدريب والتكوين:
تقوم عملية التدريب والتكوين اإلداريين على مجموعة من المبادئ األساسية ،والتي يجب
مراعاتها عند تخطيط البرنامج التدريبي والتكويني ،نذكر:
-1اإلرشاد والتوجيه :اإلرشاد يساعد المتعلم على سرعة التعلم ودقته ،وعلى اقتصاد الوقت
والجهد ،وعلى تصحيح األخطاء وبذل الجهد لتعلم الصواب.ـ
-2الدافعية :لقد وضعت البرامج التدريبية بأنواعها لمساعدة العاملين في تطوير أنفسهم واكتساب
العديد من المهارات الجديدة والمعلومات المفيدة ،ولذلك يجب تحفيزهم ودفعهم لالنخراط في
البرامج التدريبية ،فكلما كان الدافع قويا لدى المتكون ساعد ذلك على سرعة التعلم واكتساب
المهارات الجديدة والمعرفة ،مثل :تحسين مستوى األداء للترقية ،أو لزيادة الراتب ،كما تتوقف
فاعلية برامج التكوين على وجود نظام سليم للحوافز لحث العاملين على اإلقبال على التكوين
بجدية.
-3مراعاة االعتبارات القانونية:ـ ترتبط هذه االعتبارات بتحديد االحتياجات التدريبية ،إذ يؤكد
العرف القانوني على عدم استبعاد مرشح من مجموع المرشحين لالختيار لكونه يفتقر إلى معرفة
يمكن أن يتعلمها من خالل البرنامج التدريبي.
-4مراعاة الفروق الفردية :إن االختالفات بين األفراد من حيث القدرات والطموح واالتجاهات
لها أثر على التدريب ،لذلك يجب مراعاتها عند تخطيط برامج التدريب وتحديد الطرق المناسبة
إليصال المعلومات لألفراد.
-5المشاركة الفعالة :تؤدي المشاركة الفعالة من قبل المتدربين إلى زيادة اهتمامهم ،وزيادة
دافعتيهم للتدريب ،لذلك يجب أن تشجع البرامج التدريبية المتدربين على المناقشة ،وتقديم
المبادرات ،وإ بداء آراءهم حول المواضيعـ المطروحة في برامج التدريب.
-6اختيار المتدربين والمدربين :تتميز بعض البرامج التدريبية بأنها برامج ذات خصوصية
معينة وتستهدف نوعا من العاملين ،لذلك على إدارة الموارد البشرية أن تحدد نوع المتدربين وفق
الحاجة التدريبية ومستواها.
9
كما ترتبط فاعلية معظم البرامج التدريبية بكفاءة المدربين واهتمامهم وكفاءتهم ،لذا فإن عملية
اختيار المدربين يجب أن تتم بدقة وعناية ،وأن تستند إلى معايير اختيار محددة ،تتضمن خبراتهم
ومعارفهم وكفاءاتهم في إدارة البرامج التدريبية.
-7تدريب المدربين :من األمور المهمة في إدارة برامج التدريب في الموارد البشرية متابعة
البرامج التدريبية السابقة وتقويمها واإلطالع على مستوى المدربين فيها ،ومن ثم استبعاد غير
المؤهلين منهم ،وقد تلجأ إدارة الموارد البشرية إلى تدريب المدربين بتحويلهم بدورهم لتلقي
دورات تدريبية تساعدهم على أداء مهامهم التدريبية مستقبال.
-8تطبيق مبادئ التعلم :هناك الكثير من مبادئ التعلم قابلة للتطبيق في التدريب ،منها :أهمية
االنتباه أثناء التدريب ،منع انشغال المتدرب ،بدأ التدريب من السهل إلى الصعب ،ومن البسيط إلى
المعقد ،ومن الجزء إلى الكل ،فإذا كان العمل مركب كان من األفضل تعلمه على مراحل متتالية،
وإ ذا كان العمل بسيطا ،يصعب تجزئته فمن المفيد أن يعطى مرة واحدة ،ومن المعلوم إلى
المجهول ،وقد يكون التكرار مفيدا لتثبيت المعلومة في ذهن المتدرب ،فالتكرار يساعد على تعلم
أداء أي عمل ،أما مقدار التكرار يتوقف على طبيعة المهارة المراد تعلمها وعلى شخصية المتعلم
وعلى الطرق المستخدمة في التكوين.
-11أنواع التدريب:
يقسم التدريب إلى أنواع مختلفة ،وفق معايير متعددة ،ويمكن التمييز بين ثالث أنواع للتدريب،
هي:
-1التدريب من حيث األهداف:
لكي يتمكن مدير الموارد البشرية من مواجهة احتياجات ومتطلبات المنظمة ،عليه أن يعرف
بوضوح أهداف التدريب ،وذلك بالبدء برسم األهداف وتوضيحها ألن فائدة كل برنامج تدريبي لن
تتحقق ما لم توضع األهداف كأساس للتخطيط لذلك البرنامج .ويجب أن يكون تحديد األهداف
مسبوقا بتحليل احتياجات المنظمة ومن الممكن تصنيف التدريب من حيث األهداف إلى زيادة قدرة
الفرد على التفكير اإلبداعي بما يمكنه من التغلب على الصعوبات والمشكالت التي يواجهها أثناء
عمله ،كذلك التدريب على رفع مستوى أداء الفرد في إكسابه المهارات المستحدثة في مجال عمله
أو تطوير مهاراته السابقة وإ كسابه المعلومات واالتجاهات الالزمة.
-2التدريب من حيث المكان :يصنف التدريب من حيث المكان إلى:
10
أ -التدريب الداخلي :هذا النوع من التدريب يكون داخل المنظمة وال تترتب عليه أي نفقات
مرتفعة كاستئجار القاعات أو األماكن ،ويكون اقتصادي في استغالل وتوظيف اإلمكانات المادية
والبشرية المتاحة داخل المنظمة ،ومن أشكال التدريب الداخلي هو التدريب أثناء الخدمة والذي
تتولى إدارة المنظمة التخطيط له ويتم تحت رقابتها ،كما تتولى تقويم البرنامج التدريبي منذ البدء به
حتى االنتهاء منه،ويتم التخطيط وفق احتياجات األفراد وعلى ضوء أهداف المنظمة.
ب -التدريب الخارجي :هذا النوع من التدريب يكون داخل البلد أو خارجه وفي مراكز تدريب
خصصت لهذا الغرض ،ومن مزايا هذا النوع من التدريب تنوع وتبادل الخبرات واكتساب
المهارات ،وتبادل وجهات النظر باعتبار أن المتدربين ينتمون إلى منظمات وخلفيات متباينة.
لكن يؤخذ على هذا النوع من التدريب الخارجي هو انعدام رقابة المنظمة ،مما يصعب عليها
مسألة التقويم لنتائج التدريب والتكوين بشكل موضوعي ،باإلضافة إلى أنه يكلف المنظمة نفقات
إضافية.
-3التدريب من حيث التوقيت :يقسم هذا النوع من التدريب إلى:
أ -التدريب قبل االلتحاق بالعمل :هذا النوع من التدريب يساعد المتدرب على التزود بالمفاهيم
األساسية في مجال تخصصه ويكسبه الخبرات والمهارات الالزمة وينمي لديه االتجاهات نحو
الوظيفة التي سيشغلها مستقبال.
ب -التدريب أثناء الخدمة :وهو ذلك النوع من التدريب الذي يقدم للعاملين في المنظمة إلكسابهم
مهارات جديدة أو خبرات في مجال مستحدث ،إضافة إلى تطوير نموهم المهني ،فال بد من تطوير
التدريب أثناء الخدمة بتقديم الدعم المادي الالزم ومنح الصالحيات من أجل التطوير واإلبداع،
وتنمية روح التعاون بين أجهزة التدريب ومؤسسات التدريب خارج قطاع المنظمة.
إضافة إلى إيجاد حوافز مناسبة لكل المشتركين بعملية التدريب ،وهذا كله يحتاج إلى تخطيط
جيد وفق خطة طويلة األمد ،كما أنه يحتاج إلى تضافر الجهود بين إدارات التدريب المختلفة.
-12أساليب أو طرق التدريب:
يجب أن تكون أساليب التدريب مناسبة لنوع التدريب الذي سيقدم ،وأن ال تقتصر على أسلوب
واحد بل تستخدم العديد من األساليب المناسبة لكل موضوع ،مع األخذ بعين االعتبار نوع
التدريب ،ونوع المتدربين ،والهدف من التدريب ،وقد يصلح أسلوب المحاضرة في حالة كون
البرنامج التدريبي يهدف إلى تزويد المتدربين بالعلوم والمعارف ،لكنه ال يصلح في حالة معالجة
شكاوى وتظلمات العاملين في المنظمة.
11
فمن الضروري للمدرب التنويع في أساليب التدريب كاستخدام أسلوب المحاضرة ،ومناقشة
الحاالت ،تمثيل األدوار ،المحاكاة ،وتقديم مشروعات وطرح األسئلة ،وحل المشكالت وإ جراء
التطبيقات العملية ،مع ضرورة استخدام الوسائل المساعدة من خرائط وصور ،بيانات ،أفالم،
وشرائح ،المؤتمرات،ـ الندوات ،اللجان...الخ.
-1أساليب التدريب أثناء القيام بالوظيفة:
يكون التدريب هنا داخل المؤسسة التي يعمل بها العامل ،فهو ال يحتاج إلى مكان خاص
للتدريب وال إلى معدات خاصة ،وبالتالي فإن سير العمل ال يتوقف أثناء فترة التدريب ،ويؤدي إلى
توفير النفقات واألفراد الالزمين إلدارة أعمال التدريب ،كما يتضمن وضع سياسات تجعل
الموظفين الجدد ينخرطون في العمل بسرعة ،وتوجد أنواع عديدة لهذا النوع من التدريب أكثرها
شيوعا باستخدام عامل ذو خبرة أو مشرف على التدريب ،وفي المستويات الدنيا قد يكسبون
خبرات تشغيل اآللة مثال عن طريق مالحظة المشرف ،ويمكن تطبيق هذا األسلوب أيضا في
المستويات العليا ،وهذه الطريقة تسهل التعليم على المدربين من خالل الممارسة الفعلية للوظيفة،
ولهذا النوع من التدريب عدة أساليب ،أهمها:
12
أصبح الكثير من أصحاب العمل يلجئون لمثل هذا األسلوب ،وهو الذي بدأ منذ العصور
الوسطى ،وهذا التدريب يتكون من مجموعة من خطوات مركبة ،حيث تتم التلمذة تحت
إشراف رئيس ماهر يصبح بعدها األفراد عماال مهرة من خالل ربط التعليم النظري مع
التدريب أثناء العمل ،وهذا األسلوب يستعمل على نطاق واسع في مهن بعينها.
وعليه هذا نوع من التدريب يتم في نفس مكان العمل ،وفي وقت الرسمي للعمل ،أو في
مراكز للتدريب الملحقة بالمؤسسات؛ وقد أصبح التدريب المهني خاضعا للتنظيم والتشريعات
الحكومية في كثير من الدول ،وذلك لوضع حد لالستغالل الذي قد يمارسه أصحاب الحرف
لألفراد المتدربين صغار السن ،فنظمت األجور وساعات العمل ،وحددت األعمال التي يشملها
التدريب.
د -التدريب عن طريق أفضل األفراد:
يتم هذا التدريب عن طريق أحد األفراد المنشود لهم بالخبرة ،وتتوافر لديهم المهارات
والقدرات والمعارف التي تجعلهم قادرين على تدريب اآلخرين.
ويؤخذ على التدريب عن طريق الرئيس المباشر ،والتدريب عن طريق أفضل األفراد عدة
عيوب ،أهمها احتمال نقل العامل القديم خبرات وأفكار خاطئة للعامل المتدرب فيما يخص
طرق ووسائل تأدية العمل ،لذلك عادة ما تلجأ المؤسسات إلى تقليص التدريب إثناء تأدية
العمل ،وتقوم أوال بإعداد برنامج لتدريب المشرفين أوال بطرق علمية.
ه -التدريب باستخدام األقراص الصلبة:
تستخدم بعض الشركات شبكات داخلية لتسهيل التدريب من خالل أجهزة الحاسب اآللي،
وذلك من خالل استخدام األقراص الصلبة ،بنقلها لألفراد من خالل شبكة معلوماتها الداخلية
ليستفيد منها األفراد وقت الحاجة.
-2أساليب التدريب خارج مكان العمل:
ويتم عادة هذا التدريب في قاعات التدريب في المعاهد التدريبية ،والجامعات على شكل
دورات قصيرة أو متوسطة المدى ،ويتفاوت ما بين أسلوب المحاضرات أو الندوات والحاالت
التدريبية واألفالم التلفزيونية.
ومن المفيد أن تلقى أساليب التدريب اهتمام واستجابة المتدربين اللذين قد يملون أسلوب
المحاضرة التقليدية ،والتي ال يتاح من خاللها للمتدرب المناقشة وإ بداء الرأي ،وهو أمر ال يتفق
13
مع خبراته اإلدارية ،فمن المفيد لألستاذ المدرب مهما كان عمله ،إتاحة المناقشة وإ بداء الرأي
في مثل هذه الدورات خاصة على مستوى المديرين في المستويات الوسطى والعليا.
أ -المحاضرات:
المحاضرات أسلوب يستخدم الرموز اللفظية في توصيل مجموعة من األفكار والمعلومات
والحقائق العلمية والنظريات والمفاهيم ،...حيث يتلقى المتدربون معلومات من المدرب دون
غيره ،وليس لهم الحق في المعارضة إزاء ما يقدمه لهم القائم بعملية التدريب ،وهنا تقع عليه
مسؤولية المدرب تجهيز وتحضير ما سوف يتلقاه هؤالء المتدربين.
وترتكز درجة فاعلية هذا األسلوب كأسلوب للتكوين على عدة شروط أو عوامل ،منها:
درجة إلمام المحاضر بالمادة ،وبالمعلومات الجديدة ،وكفاءته في نقل المعلومات الفنية أو
العلمية إلى الدارسين ،وقدرته على التأثير والسيطرة على سلوك وانتباه المتدربين.
ب -المؤتمرات والندوات واللجان:
في هذا النوع من األساليب تتم المناقشات والحوارات كمدخل للتعاون لحل المشكالت،
حيث يجتمع األفراد أو العمال لتبادل وجهات النظر والمعارف الجديدة والخبرات ،برسم خطة
جيدة إلدارة عمل المؤتمر بما يخدم أهدافه.
كما يمكن اللجوء إلى الندوات كأسلوب من أساليب التنمية اإلدارية للتنمية اإلدارية بأن
يتبادل عدد من المتخصصينـ موضوع محدد من جوانب مختلفة في ذات الوقت الذي يشاركهم
فيه المتدربون النقاش فهو من األساليب المناسبة للمستويات العليا.
كما قد تستخدم بعض المؤسسات أسلوب اللجان إلتاحة الفرصة للمدريين فيها إلكساب
خبرات أوسع لدراسة مشاكل قد تواجههم ،ومساعدة مجلس إدارة المؤسسة على ذلك ،وفي
التنبؤ التخاذ القرارات عند وصولهم للمراكز العليا.
ج -التدريب والتنمية باستخدام اإلنترنت والحاسب اآللي:
هناك برامج لتدريب األفراد على التفاعل مع شبكة اإلنترنت ،يتضمن مجموعة من
الجلسات التدريبية اليومية.
كما يستخدم الحاسب اآللي كوسيلة أساسية لتنمية معارف ومهارات المتدربين ،عن طريق
طرحهم لألسئلة التي يريدون االستفسار عنها ،ليجيب عنها الحاسب من خالل التشغيل بنظام
خاص ،ثم يقوم الحاسب بحصر مجموعة األخطاء التي وقع فيها المتدرب وكيفية تصحيحها،
14
وهذا ولقد أشارت نتائج الدراسات أن التعلم من خالل هذه الوسيلة يخفض وقت التعلم بنسبة
50بالمئة.
د -التعلم عن بعد باستخدام مؤتمرات الفيديو:
هو طريقة لتدريب موظفين في أماكن بعيدة عن المدرب باستخدام تقنية سمعية وبصرية
فهي تسمح للمتدربين باالتصال بآخرين من خالل االتصاالت السمعية البصرية.
-13مراحل وخطوات البرنامج التدريبي:
-1مرحلة جمع وتحليل المعلومات:
في هذه المرحلة يهتم واضعو البرنامج التدريبي بعملية جمع وتحليل المعلومات عن مختلف
عناصر النظام التدريبي وعن كافة المتغيرات المتصلة بعملية التدريب اإلداري ،حيث تتضمن
عملية جمع وتحليل المعلومات العناصر التالية:
-معلومات عن طبيعة وهيكلة النظام اإلداري في المؤسسة أي التنظيم اإلداري.
-معلومات عن األهداف والسياسات المستهدفة وحصر اإلمكانيات المادية.
-معلومات عن تطور األنشطة وعن األنظمة واإلجراءات.
-معلومات عن أفراد القوى العاملة وعن الظروف المحيطة باألفراد وأسلوب أداء الوظائف.
تحديد االحتياجات التدريبية: -2
يعتبر تحديد االحتياجات التدريبية من العناصر األساسية التي تساعد في تصميم البرنامج
التدريبي ،وذلك أن التحديد الدقيق لهذه االحتياجات وتحليلها يجعل النشاط التدريبي نشاطا هادفا،
وتحديد االحتياجات التدريبية يقصد به تحديد المهارات المطلوب إكسابها لألفراد ،والتي يتم
تفصيلها في مجموعة من األهداف المطلوب تحقيقها في نهاية التدريب ،وهي عبارة عن تغير في
االتجاهات ،وزيادة في المعارف والمعلومات ،وتطوير في المهارات في مجاالت وظيفية معينة،
أو تعديل هذه المهارات والقدرات أو السلوك.
كما أن عملية تحديد االحتياجات التدريبية تتطلب تحليل التنظيم وتحليل الوظائف وتحليل
األفراد.
-3تصميم أو إعداد البرنامج التدريبي:
في هذه المرحلة يتم تصميم البرنامج التدريبي بما يتالءم وتحقيق األهداف المسطرة،،
وتتضمن تحديد الموضوعات المطلوب التدريب عليها ،وإ عداد المادة التدريبية ،أو تجهيز المعدات
15
والمدربين...الخ ،ففي هذه المرحلة تتحدد معينات التدريب ،مثل :الكتب ،والمذكرات ،والوسائل،
واألفالم ...،وكذلك يتحدد األسلوب الذي سيتم استخدامه من قبل المدربين ،كأسلوب المحاضرة،
والمناقشة ،ودراسة الحالة ،وتمثيل األدوار ،وغيرها ،فعملية التصميم تتمثل في الخطوات التالية:
-موضوع التدريب:
يقصد به المادة العلمية التي تكون محل التدريب ،والذي يتحدد تبعا للهدف المنشود من التدريب
على أن يتناسب وأسلوب التدريب عن طريق المحاضرة أو عن طريق النماذج والخرائط.
-ميزانية التدريب:
إن تنفيذ البرنامج التدريبي على الوجه األمثل يتطلب توفير اإلمكانيات المادية والبشرية وهو
ما يمثل ميزانية التدريب ،وهي تشمل جميع النفقات التقديرية ،مثل :أجور األفراد الخاضعين
للتدريب ،أجور المشرفين على التدريب ،تكاليف متعلقة بأدوات التدريب ،مثل :األفالم التدريبية،
مستلزمات أخرى للتدريب.
-4تنفيذ البرنامج التدريبي ومتابعته:
يشمل تنفيذ البرنامج التدريبي على عدة أنشطة مثل تحديد الجدول الزمني لتنفيذ البرنامج
التدريبي من حيث مواعيد الجلسات ومواعيد االستراحة ،كما يتضمن تحديد مكان التدريب،
وترتيب بيئة التعلم فيه ،وتزويدها بالتجهيزات الالزمة ،وتطبيق برنامج التدريب على أرض
الواقع.
أما المتابعة اليومية لتنفيذ البرنامج التدريبي فهي من اختصاص إدارة الموارد البشرية
ومشرف التدريب وأخصائي التدريب ،وهذا للتأكد من أن البرنامج يسير بشكل جيد ومنتظم ،وبما
يطابق لما خطط له ،ألن منفذ البرنامج عليه التأكد من أن ما تم تصميمه هو الذي تم تنفيذه من
خالل السهر على المتابعة اليومية للتدريب والتأكد من أن عملية التنفيذ تتم بشكل منظم ودقيق.
وحتى يتم التدخل لحل المشكالت والعوارض الطارئة وتوفير سبل الراحة للمشاركين ،وتزويد
عملية التدريب بكل المستلزمات النجاح أثناء التنفيذ ،وبما يساعد الموظف في معارفه المهنية أو
الشخصية.
16
عملية التقييم تعني التشخيص والعالج وإ صدار األحكام من خالل المتابعة واستطالع آراء
المتدربين لمعرفة نقاط القوة ألجل تعزيزها ،ومعرفة نقاط الضعف لتالفيها مستقبال.
يقيم نجاح البرنامج التدريبي وفقا لما يلي:
-1التفاعل ( تفاعل المتعلمين المباشر بالتدريب)
-2التعليم ( استخدم أساليب التغذية الراجعة لقياس ما تعلمه المتعلمون بالفعل)
-3السلوك ( الحظ ردود أفعال المشرفين نحو أداء المتعلمين بالفعل)
-4النتائج ( حدد مستوى التحسن الطارئ على األداء الوظيفي).
ففي هذه المرحلة يتم الحكم على نجاح أو عدم نجاح البرنامج التدريبي ،وهذه العملية تفيد في
تحسين وتطوير األنظمة والبرامج التدريبية مستقبال.
وتختلف طرق التقييم على أساس المعايير المعتمدة في ذلك ،ومن الطرق الشائعة ،نذكر:
-تحقيق أهداف المؤسسة :فإذا كان الهدف من التدريب معالجة مشكلة معينة ،فتقييم التدريب
ينصب عما إذا كان التدريب قد أدى إلى تحسن الوضع غير مرغوب فيه ،وحل المشاكل المتكررة
من طرف العمال ،ورفع مؤشرات اإلنتاج مثال.
-اكتساب وتعلم خبرات جديدة :فتقييم التدريب بمعرفة إن كان هناك زيادة في كفاءة األداء
بالمقارنة بين مستويات األداء قبل وبعد البرنامج التدريبي.
فعملية تقييم التدريب هي عملية قياس مستمرة لكفاءة النظام التدريبي وقياس مدى تحقيقه
لألهداف المخططة لتطوير األداء على مستوى المنظمة.
ويمكن االستعانة في عملية تقييم التدريب بمالحظات المدربين وتقاريرهم ،وكذلك بآراء
المتدربين ومقترحاتهم في نهاية البرنامج التدريبي.
ومن أمثلة المقاييس المستعملة لتقييم فعالية البرنامج التدريبي ،نذكر :قد تتم عملية تقييم فعالية
البرنامج التدريبي بتوزيع استمارات استبيانات تتضمن أسئلة حول البرنامج التدريبي ،أو إجراء
اختبارات لتحديد درجة استيعاب محتوى البرنامج التدريبي وفق نتائج االختبارات ،او يقاس أداء
المتدرب بعد التدريب ويقارن مع أداءه قبل التدريب لمعرفة مدى استخدامه للمهارات والمعارف
الجديدة ،وهذا المقياس من أحسن مقاييس تقييم فعالية البرنامج خاصة عندما ينعكس ارتفاع األداء
الالحق عن السابق في انخفاض تكاليف البرنامج التدريبي قياسا بالعوائد أو ارتفاع العوائد المحققة،
كما يعتبر قياس العوائد اإلجمالية المحققة للمنظمة بعد تنفيذ البرنامج التدريبي قياسا بالتكاليف من
المقاييس المهمة لتقييم فاعلية البرنامج التدريبي.
17
جدول يوضح خطوات التدريب:
تقييم كفاءة التدريب: تنفيذ برامج التدريب: تصميمـ برنامج تحديد احتياجات
تقييم المتدربين الجدول الزمني التدريب: التدريب
تقييم إجراءات مكان التدريب *موجودات التدريب االحتياجات
البرنامج المتابعة اليومية *أساليب التدريب األهداف
تقيم نشاط للمتدرب * المديريين
التدريب. * ميزانية
-14معوقات التدريب:
توجد العديد من المعوقات تواجه عملية التدريب والتكوين اإلداريين ،حسب المؤسسات ،نذكر
أهمها:
-1االهتمام السطحي بعملية التدريب ،وذلك بقياس عدد من تم تدريبهم خالل السنة ،مقارنة ما
أنفق على التدريب في هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية ،واعتبار الزيادة في النفقات دالال على
نجاح العملية التدريبية ،كما أن هناك من المؤسسات تعتبره تقليدا يميز بعضها عن بعض ،لذلك
نجد بعض المؤسسات تقبل على األنشطة التدريبية دون التفكير في جدواها وأهميتها وأثرها على
الكفاءة.
كما يترجم عدم االهتمام بالتكوين المتواصل بالمبادرات الظرفية التي ظهرت هنا وهناك
بصفة غير منتظمة محدودة الفعالية ،والنعدام نظام تقييمي علمي لحاجيات التكوين ،والفتقارها إلى
أي أساس قانوني ملزم يربطها بالمسار المهني.
-2الفشل في ترجمة المعرفة المكتسبة خالل عملية التكوين إلى عمل فعلي بمعنى أن ما كسبه
الفرد خالل هذه العملية ال يجد سبيله إلى التطبيق الفعلي في المؤسسة ،وهذا قد يرجع إلى عدم قدرة
المتدرب على ذلك ،أو إلى مناخ العمل غير مساعد على ذلك( عالقات العمل ،االتصاالت ،نظام
المكافآت ،جمود نظام الترقية.)... ،
-3انخفاض كفاءة المشرفين على التدريب بالمؤسسات ومراكز التدريب.
18
-4هناك من يعتبر التدريب عملية للتخلص من العاملين الفوضويين ولو لبعض الوقت ،أو
كوسيلة لراحة العمال من العمل ،كما قد ينظر للتدريب على أنه عنصر للنفقة ال يبررها عائده ،أو
لعدم أيمان بعض المسئولين لفكرة التدريب وأهميتها ،وغيرها من المعوقات.
خالصة القول ،فإن هناك سوء استغالل عملية التكوين كأداة لتسيير الموارد البشرية خاصة في
قطاع الوظيفة العمومية ،فرغم الجهود المبذولة من طرف الدولة في مجال التكوين على مستوى
كل القطاعات ،فإن النتائج المحققة لم ترق إلى مستوى مقتضيات التقدم التقني والتكنولوجي ،ذلك
أن الجهود لم تتعد في غالب األحيان حد التكوين من أجل تقليد المنصب األول في حياة الموظف
المهنية ،فالموظف يجد نفسه مكتفيا برصيده التكويني األصلي لمواجهة كل المشاكل التي تعترض
سبيله فبحكم استقرار مركزه القانوني يجد نفسه غريبا ومقصى عن حركة التجديد والتقدم الذي
سجل في ميدان العلوم اإلدارية والعلوم األخرى.
خاتمـة:
يعتبر التدريب اإلداري أداة مهمة من أدوات التحفيز يستهدف إحداث تغييرات في معلومات،
وخبرات ،وطرق األداء ،وسلوك واتجاهات المتدربين لتمكينهم من استغالل إمكاناتهم ،ويساعدهم
على رفع كفاءتهم ،ويسهم التدريب في رفع الروح المعنوية للعاملين وحفزهم على اإلبداع وإ تقان
العمل.
لذلك فمن الضروريـ إلدارة الموارد البشرية االهتمام بالتدريب والبحث عن الوسائل المجدية
لتحفيز العاملين ودفعهم لبذل الجهود الالزمة لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه من أعمال مبدعة
ومنتجة وتنمية وتطوير قدراتهم الذاتية ومستويات أداء وظيفتهم.
فالتدريب نظام متكامل يحكم سيرورة المؤسسة وفعاليتها برفع مستوى األداء وتحسين وتطوير
طرق وأساليب العمل من خالل الربط بين هذه المخرجات للتدريب ومدخالتها المتمثلة في الموارد
البشرية ،ورأس المال ،وأجهزة وآالت ،وتكنولوجيا ،وتحديد األهداف عن طريق القيان بعملية
تحديد االحتياجات التدريبية على مستوى المؤسسة والوظائف أو المهام ،وعلى مستوى األفراد،
وتصميم برنامج التدريب ،وتنفيذه مع المتابعة المستمرة وتقييم التدريب.
وخالصة القول ،فإن تطور مفهوم تسيير إدارة الموارد البشرية أصبح يشمل بالضرورة مهمة
التكوين ببعديه األصلي قبل االلتحاق بالوظيفة ،أو المتواصلـ الذي يرافق مختلف مراحل المسار
المهني ،حتى يتمكن األفراد من تكييف مؤهالتهم مع حاجيات مناصب العمل.
19