You are on page 1of 7

‫الفصل الثالث‬

‫اﻟﻣﯾﻛروﺑﺎت اﻟﻣﻌوﯾﺔ‪ :‬اﻟﻌﺎﻟم ﻏﯾر اﻟﻣرﺋﻲ‬

‫أك‪##‬ثر األش‪##‬ياء خ‪##‬طورة ال‪##‬تي ي‪##‬أخ‪##‬ذه‪##‬ا رائ‪##‬د ال‪##‬فضاء م‪##‬عه ف‪##‬ي ك‪##‬بسول‪##‬ته ال‪##‬فضائ‪##‬ية‬
‫أثناء رحالت الطيران املطولة هي عقله والفلورا املعوية* الخاصة به‪.‬‬

‫)بنجسون()‪(1‬‬

‫ما اإلنسان إال ما تجعل منه ميكروباته‪.‬‬

‫)روپلوف()‪(2‬‬

‫م‪##‬ن امل‪##‬تفق ع‪##‬ليه ب‪##‬ني األط‪##‬باء وال‪##‬باح‪##‬ثني أن‪##‬ه أث‪##‬ناء االض‪##‬طراب‪##‬ات امل‪##‬عوي‪##‬ة وأم‪##‬راض‬
‫األم‪#‬عاء امل‪#‬زم‪#‬نة ي‪#‬ضيع ال‪#‬تناغ‪#‬م ال‪#‬طبيعي وح‪#‬ال‪#‬ة ال‪#‬توازن ال‪#‬طبيعي ب‪#‬ني امل‪#‬يكروب‪#‬ات‬
‫امل ‪##‬عوي ‪##‬ة ال ‪##‬تي ت ‪##‬عيش ف ‪##‬ي ج ‪##‬هازن ‪##‬ا ال ‪##‬هضمي‪ .‬ول ‪##‬ذل ‪##‬ك م ‪##‬ن امل ‪##‬هم أن ن ‪##‬حصل ع ‪##‬لى‬
‫بعض الفهم لسكان عاملنا غير املرئي‪.‬‬

‫إن أم‪#‬عاء اإلن‪#‬سان – ق‪#‬بل امل‪#‬يالد – ت‪#‬كون خ‪#‬ال‪#‬ي ًة م‪#‬ن امل‪#‬يكروب‪#‬ات‪ (3،4).‬إال‬
‫‪#‬كثف ل‪#‬لمسار امل َ ِع ِدم‪#‬عوي وس‪#‬رع‪#‬ان م‪#‬ا ت‪#‬سكنه‬ ‫أن‪#‬ه م‪#‬نذ لح‪#‬ظة امل‪#‬يالد يح‪#‬دث غ‪#‬ز ٌو م ٌ‬
‫ع م‪## #‬تنوع ‪ٌ # #‬ة م‪## #‬ن امل‪## #‬يكروب‪## #‬ات ت‪## #‬عتمد ع‪## #‬لى ن‪## #‬وع الح‪## #‬ليب امل ُ‪# #‬تَنَا َول ب‪## #‬اإلض‪## #‬اف‪## #‬ة‬
‫أن‪## #‬وا ٌ‬
‫ل‪#‬لعوام‪#‬ل ال‪#‬بيئية األخ‪#‬رى‪ .‬ب‪#‬ل إن ب‪#‬عض ال‪#‬نمو امل‪#‬يكروب‪#‬ي ي‪#‬نتج ع‪#‬ن مل‪#‬س ج‪#‬لد األم‪،‬‬
‫ب‪#‬ينما ي‪#‬تول‪#‬د ال‪#‬بعض اآلخ‪#‬ر م‪#‬ن ال‪#‬هواء‪ .‬وإن رض‪#‬ع امل‪#‬ول‪#‬ود م‪#‬ن ص‪#‬در أم‪#‬ه ف‪#‬إن أك‪#‬ثر‬

‫* ع‪##‬ال‪##‬م م‪##‬يكروب‪##‬ات األم‪##‬عاء‪ :‬ال‪##‬بكتيري‪##‬ا واألش‪##‬كال األخ‪##‬رى امل‪##‬يكروس‪##‬كوب‪##‬ية امل‪##‬تن ِّوع‪##‬ة م‪##‬ن ال‪##‬كائ‪##‬نات‬
‫الحية التي تعيش في األمعاء‬
‫‪!13‬‬
‫م‪##‬ن ‪ %99‬م‪##‬ن إج‪##‬مال‪##‬ي م‪##‬يكروب‪##‬ات أم‪##‬عائ‪##‬ه ت‪##‬كون م‪##‬ن ن‪##‬وع ٍ واح‪##‬د‪ (3)،‬ث‪##‬م ب‪##‬إدخ‪##‬ال‬
‫أنواع أخرى من األطعمة يبدأ الطفل في تطوير تنوعا ً كبيرا ً من البكتيريا‪.‬‬

‫‪#‬شفَت ال‪##‬دراس‪##‬ات م‪##‬ؤخ‪##‬را ً ع‪##‬ن وج‪##‬ود أك‪##‬ثر م‪##‬ن أرب‪##‬عمائ‪##‬ة ف‪##‬صيلة م‪##‬ن‬ ‫وق‪##‬د َك‪َ #‬‬
‫ال‪#‬بكتيري‪#‬ا ت‪#‬عيش م‪#‬عا ً ف‪#‬ي ق‪#‬ول‪#‬ون اإلن‪#‬سان‪ (52)،‬أم‪#‬ا امل‪#‬عدة وم‪#‬عظم األم‪#‬عاء ال‪#‬دق‪#‬يقة‬
‫‪#‬دد ق‪##‬لي ٍل وم‪##‬تفر ٍق م‪##‬ن ال‪##‬فلورا امل‪##‬يكروب‪##‬ية‪ .‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬ي‪##‬زداد‬‫ف‪##‬ال ت‪##‬ؤوي أك‪##‬ثر م‪##‬ن ع‪ٍ #‬‬
‫ع‪## #‬دد امل‪## #‬يكروب‪## #‬ات ب‪## #‬شكل ط‪## #‬بيعي ف‪## #‬ي الج‪## #‬زء األخ‪## #‬ير م‪## #‬ن األم‪## #‬عاء ال‪## #‬دق‪## #‬يقة –‬
‫اللفائفي – بسبب قربه من القولون الغني بامليكروبات‪(5).‬‬

‫ف‪##‬ي امل‪##‬سار امل‪##‬عوي الس‪##‬ليم‪ ،‬ت‪##‬بدو امل‪##‬يكروب‪##‬ات امل‪##‬عوي‪##‬ة م‪##‬تعاي‪##‬ش ًة ف‪##‬ي ح‪##‬ال‪##‬ة‬
‫ات ‪## #‬زان؛ ف ‪## #‬يبدو أن س ‪## #‬يطرة أح ‪## #‬د األن ‪## #‬واع ال ي ‪## #‬منعها ِ ‪#‬‬
‫س ‪## #‬وى ن ‪## #‬شاط ‪## #‬ات األن ‪## #‬واع‬
‫األخ‪## #‬رى‪ .‬إن ه‪## #‬ذا ال‪## #‬تناف‪## #‬س ب‪## #‬ني امل‪## #‬يكروب‪## #‬ات ي‪## #‬منع أي ن‪## #‬وع ٍ م‪## #‬نها م‪## #‬ن إره‪## #‬اق‬
‫س‪#ِّ #‬م َيات ‪##‬ه‪ .‬ه ‪##‬ناك ع ‪##‬ام ‪#ُ #‬ل ح ‪##‬ماي ‪#ٍ #‬ة آخ ‪##‬ر ي ‪##‬عمل ل ‪##‬لحفاظ ع ‪##‬لى ق ‪##‬لة‬ ‫ال ‪##‬جسم ب ‪##‬نفاي ‪##‬ات ‪##‬ه أو ُ ‪#‬‬
‫األع‪## #‬داد ال‪## #‬بكتيري‪## #‬ة ب‪## #‬امل‪## #‬عدة والج‪## #‬زء األع‪## #‬لى م‪## #‬ن األم‪## #‬عاء ال‪## #‬دق‪## #‬يقة وه‪## #‬و نس‪## #‬بة‬
‫الح‪#‬موض‪#‬ة ال‪#‬عال‪#‬ية لح‪#‬مض ال‪#‬هيدروك‪#‬لوري‪#‬ك امل َ ِع ِدي وال‪#‬ذي ال تس‪#‬تطيع امل‪#‬يكروب‪#‬ات‬
‫أن ت ‪## #‬بقى ح ‪## #‬ي ًة ف ‪## #‬يه‪ .‬وب ‪## #‬اإلض ‪## #‬اف ‪## #‬ة إل ‪## #‬ى ذل ‪## #‬ك‪ ،‬ال ‪## #‬تق ُّلصات ال ‪## #‬طبيعية )امل ‪## #‬وج ‪## #‬ات‬
‫ال‪##‬الإرادي‪##‬ة م‪##‬ن االن‪##‬قباض‪##‬ات ال‪##‬عضلية( تُ ‪#‬نَظِّف ال‪##‬عدي‪##‬د م‪##‬ن امل‪##‬يكروب‪##‬ات وت‪##‬كنسها‬
‫خرج مع البراز وبالتالي تُق ِّلل من أعدادها )شكل )‪.((3‬‬ ‫خارج األمعاء لت َ ُ‬

‫‪!14‬‬
‫املريء‬

‫الغدة املرارية‬
‫الكبد‬ ‫املعدة‬
‫االثنى عشر‬ ‫البنكرياس‬
‫)بداية األمعاء الدقيقة(‬
‫القولون املستعرض‬
‫الصائم‬
‫)املنطقة الوسطى لألمعاء الدقيقة(‬
‫القولون الصاعد‬ ‫القولون النازل‬
‫اللفائفي‬
‫)نهاية األمعاء الدقيقة(‬
‫الزائدة الدودية‬ ‫املستقيم‬
‫الشرج‬
‫املسار املعوي‬ ‫شكل )‪(3‬‬

‫ع ‪##‬لى ال ‪##‬رغ ‪##‬م م ‪##‬ن ذل ‪##‬ك‪ ،‬ي ‪##‬مكن أن يح ‪##‬دث ازدي ‪##‬ا ٌد ف ‪##‬ي ن ‪##‬مو ال ‪##‬بكتيري ‪##‬ا ف ‪##‬ي‬
‫أسباب من بينها‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫املعدة واألمعاء الدقيقة‪ ،‬بل ويحدث بالفعل‪ ،‬لعدة‬

‫)‪ (1‬ال ‪## #‬تدخ ‪## #‬ل ف ‪## #‬ي الح ‪## #‬موض ‪## #‬ة ال ‪## #‬عال ‪## #‬ية ل ‪## #‬لمعدة ب ‪## #‬اس ‪## #‬تخدام م ‪## #‬ضادات‬
‫الحموضة بشكل مستمر‬

‫)‪ (2‬ن ‪##‬قصان ف ‪##‬ي ح ‪##‬موض ‪##‬ة امل ‪##‬عدة م ‪##‬ثل ال ‪##‬ذي يح ‪##‬دث أث ‪##‬ناء ع ‪##‬ملية ال ِه ‪#َ #‬رم‬
‫)تقدم السن()‪(6‬‬

‫)‪ (3‬س‪##‬وء ال‪##‬تغذي‪##‬ة أو إت‪##‬باع ن‪##‬ظام غ‪##‬ذائ‪##‬ي سي• وال‪##‬ذي ي‪##‬نتج ع‪##‬نه ض‪##‬عف‬
‫للجهاز املناعي للجسم)‪(7،8‬‬

‫)‪ (4‬ال‪## #‬عالج ب‪## #‬امل‪## #‬ضادات ال‪## #‬حيوي‪## #‬ة وال‪## #‬ذي ي‪## #‬مكن أن يتس‪## #‬بب ف‪## #‬ي م‪## #‬جالٍ‬
‫‪#‬ض م‪##‬ن ال‪##‬تغيرات امل‪##‬يكروب‪##‬ية‪ ،‬ف‪##‬امل‪##‬يكروب ال‪##‬ذي ي‪##‬سكن ع‪##‬ادةً ف‪##‬ي‬ ‫ع‪##‬ري‪ٍ #‬‬

‫‪!15‬‬
‫‪#‬تغيرات ع‪#‬دي ٍ‬
‫‪#‬دة ن‪#‬تيجة‬ ‫ٍ‬ ‫األم‪#‬عاء ب‪#‬دون أي آث‪#‬ار ض‪#‬ارة ق‪#‬د ي‪#‬تح َّور وي‪#‬مر ب‬
‫العالج باملضادات الحيوية)‪(9‬‬

‫‪#‬بب ك ‪##‬ان‪ ،‬ي ‪##‬مكن‬ ‫بمج ‪##‬رد م ‪##‬ا ي ‪##‬ضطرب االت ‪##‬زان ال ‪##‬طبيعي ل ‪##‬لقول ‪##‬ون ألي س ‪ٍ #‬‬
‫رق‪## #‬ل ع‪## #‬ملية ال‪## #‬هضم‬ ‫مل‪## #‬يكروب‪## #‬ات‪## #‬ه أن ت‪## #‬هاج‪## #‬ر إل‪## #‬ى األم‪## #‬عاء ال‪## #‬دق‪## #‬يقة وامل‪## #‬عدة ف ‪# #‬ت ُ َع ِ‬
‫وت ‪##‬تناف ‪##‬س ل ‪##‬لحصول ع ‪##‬لى امل ُ ‪##‬غذِّي ‪##‬ات وتُ‪# #‬ث ْ ِقل امل ‪##‬سار امل ‪##‬عوي بمخ‪َّ # #‬لفات ‪##‬ها‪ (3)،‬وع ‪##‬ند‬
‫ب ‪## #‬داي ‪## #‬ة ح ‪## #‬دوث زي ‪## #‬ادة ف ‪## #‬ي ع ‪## #‬دد ال ‪## #‬بكتيري ‪## #‬ا ف ‪## #‬ي األم ‪## #‬عاء ال ‪## #‬دق ‪## #‬يقة ي ‪## #‬ضطرب‬
‫االم ‪##‬تصاص ال ‪##‬طبيعي ل ‪##‬فيتام ‪##‬ني ب‪ ،12‬ف ‪##‬هناك أدل ‪##‬ة ك ‪##‬ثيرة ع ‪##‬لى أن ام ‪##‬تصاص‬
‫ف ‪##‬يتام ‪##‬ني ب‪ 12‬ي ‪##‬كون ف ‪##‬ي غ ‪##‬اي ‪##‬ة ال ‪##‬سوء ع ‪##‬ندم ‪##‬ا ت ‪##‬منع امل ‪##‬يكروب ‪##‬ات امل ‪##‬تزاي ‪##‬دة ف ‪##‬ي‬
‫األم ‪##‬عاء ال ‪##‬دق ‪##‬يقة االم ‪##‬تصاص ب ‪##‬واس ‪##‬طة ال ‪##‬لفائ ‪##‬في )الج ‪##‬زء األخ ‪##‬ير م ‪##‬ن األم ‪##‬عاء‬
‫الدقيقة(‪(12،13).‬‬

‫‪#‬ورط ال‪## #‬بكتيري‪## #‬ا والخ‪## #‬ميرة ف‪## #‬ي أم‪## #‬راض‬ ‫ي‪## #‬شير ال‪## #‬تاري‪## #‬خ ال‪## #‬طوي‪## #‬ل إل‪## #‬ى ت‪ُّ # #‬‬
‫ف تح‪##‬ليل ب‪##‬راز األط‪##‬فال ال‪##‬ذي‪##‬ن‬ ‫‪#‬ت ط‪##‬وي‪##‬ل – ع‪##‬ام ‪ – 1904‬ك‪َ #‬‬
‫‪#‬ش َ‬ ‫األم‪##‬عاء‪ ،‬ف‪##‬منذ وق‪ٍ #‬‬
‫ع‪#‬ان‪#‬وا ِ ‪#‬م َّ‪#‬ما ب‪#‬دا ك‪#‬مرض اإلس‪#‬هال ال‪#‬جوف‪#‬ي ع‪#‬ددا ً ه‪#‬ائ‪#‬الً غ‪#‬ير ط‪#‬بيعي م‪#‬ن ال‪#‬بكتيري‪#‬ا‬
‫املس‪#‬بِّبة للتخ ُّ‪#‬مر )آك‪#‬لة ال‪#‬كرب‪#‬وه‪#‬يدرات( واملس‪#‬بِّبة ل‪#‬لتعفُّن )آك‪#‬لة ال‪#‬بروت‪#‬ينات( وال‪#‬تي‬
‫ك‪#‬ان‪#‬ت ب‪#‬ال ش‪#‬ك ت‪#‬شارك ف‪#‬ي ع‪#‬ملية امل‪#‬رض‪ .‬وق‪#‬د اق‪#‬ترح األط‪#‬باء ال‪#‬ذي‪#‬ن أص‪#‬دروا ت‪#‬لك‬
‫امل‪#‬الح‪#‬ظة أن‪#‬ه ب‪#‬ال‪#‬رغ‪#‬م م‪#‬ن أن األم‪#‬عاء ال‪#‬طبيعية ت‪#‬تحكم ف‪#‬ي ن‪#‬مو ال‪#‬بكتيري‪#‬ا‪ ،‬إال أن‬
‫ف‪## #‬ي ح‪## #‬االت اإلس‪## #‬هال ال‪## #‬جوف‪## #‬ي نج‪## #‬د أن ال‪## #‬حال‪## #‬ة ال‪## #‬شاذة ل‪## #‬ألم‪## #‬عاء ت‪## #‬منعها م‪## #‬ن‬
‫التحكم التنظيمي الطبيعي الذي تقوم به في الحاالت الطبيعية‪(14).‬‬

‫‪#‬تقرح‪#‬ي أن ه‪#‬ذا الخ‪#‬لل‬ ‫ل‪#‬قد اع‪#‬تقد ال‪#‬باح‪#‬ثون ال‪#‬ذي‪#‬ن ي‪#‬عملون ع‪#‬لى ال‪#‬قول‪#‬ون ال ُّ‬
‫س‪#‬ببه ال‪#‬بكتيري‪#‬ا‪ ،‬وق‪#‬د ق‪#‬ام ال‪#‬عدي‪#‬د م‪#‬ن ال‪#‬باح‪#‬ثني م‪#‬ن ع‪#‬ام ‪ 1906‬ح‪#‬تى ع‪#‬ام ‪1924‬‬
‫‪#‬س ِّميات ال‪##‬تي‬ ‫ب‪##‬عزل ب‪##‬عض أن‪##‬واع ال‪##‬بكتيري‪##‬ا‪ ،‬وإم‪##‬ا ح‪##‬قنوا ال‪##‬بكتيري‪##‬ا ن‪##‬فسها أو ال‪ُ #‬‬
‫‪#‬ح ْقن أن ‪##‬تج م ‪##‬رض‬ ‫ت ‪##‬فرزه ‪##‬ا ال ‪##‬بكتيري ‪##‬ا داخ ‪##‬ل ح ‪##‬يوان ‪##‬ات امل ‪##‬عمل‪ ،‬وا ًدّع ‪##‬وا أن ه ‪##‬ذا ال ‪َ #‬‬
‫‪#‬تقرح‪#‬ي ف‪#‬ي ال‪#‬حيوان‪#‬ات‪ (18-15).‬ف‪#‬ي ع‪#‬ام ‪ ،1932‬ع‪#‬ندم‪#‬ا ت‪#‬ك َّلم ال‪#‬دك‪#‬تور‬ ‫ال‪#‬قول‪#‬ون ال ُّ‬
‫ب ‪##‬ي‪ .‬ب ‪##‬ي‪ .‬ك ‪##‬رون ع ‪##‬ن ن ‪##‬وع ٍ "ج ‪##‬دي ‪##‬د" م ‪##‬ن خ ‪##‬لل األم ‪##‬عاء وال ‪##‬ذي أس ‪##‬ماه االل ‪##‬تهاب‬
‫امل ‪##‬عوي ال ‪##‬لفائ ‪##‬في املح ‪ِّ #‬لي )وامل ‪##‬عروف ح ‪##‬ال ‪##‬يا ً ب ‪##‬مرض ك ‪##‬رون(‪ ،‬أق ‪##‬ر ب ‪##‬عض األط ‪##‬باء‬
‫ال ‪##‬ذي ‪##‬ن ح ‪##‬ضروا م ‪##‬حاض ‪##‬رت ‪##‬ه أن ه ‪##‬ذا امل ‪##‬رض الج ‪##‬دي ‪##‬د ي ‪##‬مكن أن ي ‪##‬كون ن ‪##‬ات ‪##‬جا ً ع ‪##‬ن‬
‫كائنات دقيقة‪(19).‬‬‫ٍ‬

‫‪!16‬‬
‫م ‪##‬ا زال ‪##‬ت تُ ‪##‬بذَل ال ‪##‬جهود م ‪##‬نذ ع ‪##‬ام ‪ 1920‬وح ‪##‬تى وق ‪##‬تنا ال ‪##‬حاض ‪##‬ر ل ‪##‬دراس ‪##‬ة‬
‫دور امل‪#‬يكروب‪#‬ات وم‪#‬نتجات‪#‬ها ال‪#‬تي تُخ‪#‬رج‪#‬ها مل‪#‬عرف‪#‬ة الس‪#‬بب وراء األش‪#‬كال امل‪#‬تعددة‬
‫‪#‬يل م‪#‬قنعٌ ل‪#‬لغاي‪#‬ة أن ن‪#‬وعٌ‬ ‫ألم‪#‬راض األم‪#‬عاء امللته‪#‬بة‪ (26-20)،‬وغ‪#‬ال‪#‬با ً م‪#‬ا ك‪#‬ان ه‪#‬ناك دل ٌ‬
‫س‪# #‬ت َ ِهل ن ‪##‬وع ‪#‬ا ً م ‪##‬عينا ً م ‪##‬ن أم ‪##‬راض األم ‪##‬عاء‪ ،‬ل ‪##‬كن‬ ‫مح ‪##‬د ٌد م ‪##‬ن ال ‪##‬بكتيري ‪##‬ا ي ‪##‬مكن أن يَ ْ ‪#‬‬
‫ل‪#‬ألس‪#‬ف ل‪#‬م ي‪#‬كتمل ه‪#‬ذا ال‪#‬عمل لِ ِ‪#‬ق َّلة األد َّل‪#‬ة‪ .‬وك‪#‬ان‪#‬ت ب‪#‬عض ال‪#‬صعوب‪#‬ات ال‪#‬تي واجه‪#‬ت‬
‫ِ‬
‫ه‪##‬ؤالء ال‪##‬باح‪##‬ثني ع‪##‬ند م‪##‬حاول‪##‬تهم لتح‪##‬دي‪##‬د امل‪##‬يكروب‪##‬ات امل ُ‪#‬ت َّ َهمة ِب‪#ِ #‬د َّق‪#ٍ #‬ة ن‪##‬ات‪##‬ج ًة ب‪##‬ال ش‪##‬ك‬
‫ع‪#‬ن ال‪#‬ظروف دائ‪#‬مة ال‪#‬تغ ُّير ل‪#‬لعا َل‪#‬م امل‪#‬يكروب‪#‬ي داخ‪#‬ل األم‪#‬عاء‪ ،‬أو م‪#‬ن ت‪#‬ن ُّوع س‪#‬الالت‬
‫ميكروبات األمعاء‪ ،‬أو من نقص تقنيات التعريف املعملية الدقيقة‪.‬‬

‫شنْكوف أن‬ ‫أث‪##‬ناء ت‪##‬لك ال‪##‬سنوات ال‪##‬بحثية امل ُ‪#‬بَ ِّكرة‪ ،‬اق‪##‬ترح ال‪##‬دك‪##‬تور إي‪##‬ليا ِ‪#‬م ‪#‬ت ْ ِ‬
‫س‪#ِّ #‬مية ي‪##‬تم ام‪##‬تصاص‪##‬ها ف‪##‬يما ب‪##‬عد ف‪##‬ي‬ ‫ال‪##‬بكتيري‪##‬ا امل‪##‬وج‪##‬ودة ب‪##‬األم‪##‬عاء تُ‪ِ #‬‬
‫‪#‬نتج م‪##‬وادا ً ُ ‪#‬‬
‫‪#‬س ِّمية ه‪#‬ي الس‪#‬بب وراء ال‪#‬عدي‪#‬د م‪#‬ن‬ ‫مج‪#‬رى ال‪#‬دم‪ ،‬وأق‪#‬ر م‪#‬تشنكوف أن ت‪#‬لك امل‪#‬واد ال ُ‬
‫أم‪#‬راض اإلن‪#‬سان‪ ،‬وق‪#‬د س َّ‪#‬مى ال‪#‬عملية ال‪#‬تي تتس‪#‬بب ف‪#‬يها امل‪#‬يكروب‪#‬ات ال‪#‬ضارة ف‪#‬ي‬
‫‪#‬تسمم ال‪##‬ذات‪##‬ي"‪ (27).‬وع‪##‬لى ع‪##‬كس ال‪##‬باح‪##‬ثني اآلخ‪##‬ري‪##‬ن ال‪##‬ذي‪##‬ن‬ ‫أم‪##‬راض األم‪##‬عاء "ال‪ُّ #‬‬
‫‪#‬تورط ‪##‬ة ف ‪##‬ي األن ‪##‬واع‬ ‫فش ‪##‬لوا ف ‪##‬ي م ‪##‬حاول ‪##‬ة م ‪##‬عرف ‪##‬ة ال ‪##‬كائ ‪##‬نات ال ‪##‬دق ‪##‬يقة املح‪َّ # #‬ددة امل ‪ِّ #‬‬
‫امل‪## #‬تع ِّددة م‪## #‬ن االض‪## #‬طراب‪## #‬ات امل‪## #‬عوي‪## #‬ة‪ ،‬ل‪## #‬قد ع‪## #‬ال‪## #‬ج م‪## #‬تشنكوف امل‪## #‬شكلة ب‪## #‬أس‪## #‬لوبٍ‬
‫‪#‬ختلف ت‪##‬مام ‪#‬اً‪ ،‬ف‪##‬قد ح‪##‬اف‪##‬ظ ع‪##‬لى ص‪##‬حة األم‪##‬عاء – م‪##‬ثلما ف‪##‬عل ال‪##‬عدي‪##‬دون – ألن‪##‬نا‬ ‫ٍ‬ ‫م‪#‬‬
‫‪#‬ش ِّكل امل‪##‬يكروب‪##‬ات ال‪##‬ضارة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ل‪##‬و اس‪##‬تطعنا ال‪##‬حفاظ ع‪##‬لى ب‪##‬يئة م‪##‬عوي‪##‬ة ص‪##‬حيحة ل‪##‬ن تُ‪َ #‬‬
‫أي خطر‪(30).‬‬

‫املنتش‪## # #‬ر ب‪ٍ # # #‬‬


‫‪#‬كثرة للح‪## # #‬ليب املُت َ َ‪#‬‬
‫ح‪#ِّ # # #‬مض‬ ‫ِ‪#‬‬ ‫ل‪## # #‬قد أ َّي‪## # #‬د م‪## # #‬تشنكوف االس‪## # #‬تخدام‬
‫)املتخ‪#ِّ #‬مر( – الش‪##‬بيه ب‪##‬ال‪##‬زب‪##‬ادي – واق‪##‬ترح أن ال‪##‬بكتيري‪##‬ا امل‪##‬فيدة املس‪##‬تخدم‪##‬ة ف‪##‬ي‬
‫إن ‪##‬تاج الح ‪##‬ليب املتخ ‪#ِّ #‬مر – وال ‪##‬تي م ‪##‬ا زال ‪##‬ت م ‪##‬تبقي ًة ب ‪##‬داخ ‪##‬له – س ‪##‬تدخ ‪##‬ل امل ‪##‬سار‬
‫امل ‪##‬عوي وت ‪##‬منع ال ‪##‬بكتيري ‪##‬ا األخ ‪##‬رى امل ‪##‬وج ‪##‬ودة ب ‪##‬األم ‪##‬عاء م ‪##‬ن ت ‪##‬شكيل س ‪##‬موم ٍ ض ‪##‬ارة‪.‬‬
‫وع‪#‬لى ال‪#‬رغ‪#‬م م‪#‬ن أن اق‪#‬تراح م‪#‬تشنكوف ل‪#‬م ُي‪#‬تَبَنَّى ع‪#‬امل‪#‬يا ً إال أن أف‪#‬كاره اع‪#‬ترف ب‪#‬ها‬
‫أط ‪##‬باء ب ‪##‬ارزون ل ‪##‬لجهاز ال ‪##‬هضمي وب ‪##‬اح ‪##‬ثون م ‪##‬عروف ‪##‬ون‪ .‬ف ‪##‬في ع ‪##‬ام ‪ ،1964‬أق ‪##‬ر‬
‫ال‪#‬دك‪#‬تور دون‪#‬ال‪#‬دس‪#‬ون ف‪#‬ي م‪#‬قال ط‪#‬وي‪#‬ل يتح‪#‬دث ف‪#‬يه ع‪#‬ن دور ال‪#‬بكتيري‪#‬ا ف‪#‬ي أم‪#‬راض‬
‫األمعاء بقوله‪:‬‬

‫‪!17‬‬
‫"ف‪##‬ي ب‪##‬عض ال‪##‬جوان‪##‬ب‪ ،‬ي‪##‬جب أن يُ‪##‬عاد األخ‪##‬ذ ف‪##‬ي االع‪##‬تبار‬
‫‪#‬تسمم ال ‪##‬ذات ‪##‬ي ال ‪##‬تي َ‪#‬ع ‪#َ #‬ر َ ‪# # #‬‬
‫ض ‪##‬ها م ‪##‬تشنكوف ب ‪##‬شكلٍ‬ ‫ف ‪##‬كرة ال ‪ُّ #‬‬
‫جاد"‪(12).‬‬

‫اس ‪##‬تمر ال ‪##‬باح ‪##‬ثون ف ‪##‬ي ان ‪##‬بهاره ‪##‬م ب ‪##‬اق ‪##‬تراح م ‪##‬تشنكوف ودراس ‪##‬ة ال ‪##‬فوائ ‪##‬د‬
‫امل‪##‬حتملة للح‪##‬ليب املتح‪#ِّ #‬مض‪ ،‬وي‪##‬سأل ال‪##‬باح‪##‬ثون الح‪##‬دي‪##‬ثون‪ :‬ه‪##‬ل ت‪##‬سكن ال‪##‬بكتيري‪##‬ا‬
‫املس‪##‬تخدم‪##‬ة لتخ‪##‬مير الح‪##‬ليب ف‪##‬عالً ف‪##‬ي األم‪##‬عاء؟ وإن ح‪##‬دث ذل‪##‬ك فَ‪##‬لِ َكم م‪##‬ن ال‪##‬وق‪##‬ت؟‬
‫وأي ن ‪##‬وع ٍ م ‪##‬ن ب ‪##‬كتيري ‪##‬ا ال ‪##‬زب ‪##‬ادي املس ‪##‬تخدم ‪##‬ة لتح ‪##‬ميض الح ‪##‬ليب س ‪##‬يقاوم ال ‪##‬سموم‬
‫ال ‪## #‬تي ت ‪## #‬نتجها م ‪## #‬يكروب ‪## #‬ات األم ‪## #‬عاء األخ ‪## #‬رى؟)‪ (28‬وه ‪## #‬ل ال ‪## #‬بكتيري ‪## #‬ا املس ‪## #‬تخدم ‪## #‬ة‬
‫لتح‪#‬ميض الح‪#‬ليب ه‪#‬ي امل‪#‬فيدة أم ه‪#‬ل الح‪#‬ليب املتح ِّ‪#‬مض )املتخ ِّ‪#‬مر( ف‪#‬ي ح‪#‬د ذات‪#‬ه‬
‫هو العامل املفيد؟)‪(29‬‬

‫ش ‪##‬ر ف ‪##‬ي ال ‪##‬ثمان ‪##‬ينات ع ‪##‬د ٌد م ‪##‬تزاي‪ٌ # #‬د م ‪##‬ن ال ‪##‬تقاري ‪##‬ر ال ‪##‬تي تُ ‪#ِ #‬قر ب ‪##‬أن س ‪##‬موم‬
‫نُ ِ ‪#‬‬
‫ب‪#‬كتيري‪#‬ا األم‪#‬عاء ت‪#‬بدو م‪#‬ؤذي‪ً #‬ة ل‪#‬لخالي‪#‬ا امل‪#‬عوي‪#‬ة متس‪#‬بب ًة – ن‪#‬تيجة ل‪#‬ذل‪#‬ك – ف‪#‬ي ال‪#‬عدي‪#‬د‬
‫‪#‬نتجة ل‪#‬تلك ال‪#‬سموم ل‪#‬م‬ ‫م‪#‬ن أم‪#‬راض اإلس‪#‬هال‪ ،‬م‪#‬ع م‪#‬الح‪#‬ظة أن ب‪#‬عض ال‪#‬بكتيري‪#‬ا امل ُ ِ‬
‫تُ ‪##‬عتبر ف ‪##‬يما م ‪##‬ضى م ‪##‬ن األن ‪##‬واع املس ‪#‬بِّبة ل ‪##‬ألم ‪##‬راض‪ (7).‬وب ‪##‬ال ‪##‬رغ ‪##‬م م ‪##‬ن أن ‪##‬ه م ‪##‬ا زال‬
‫‪#‬يكروب م ‪##‬عنيٍ ب ‪##‬ك ٍل م ‪##‬ن االض ‪##‬طراب ‪##‬ات امل ‪##‬عوي ‪##‬ة‬
‫ٍ‬ ‫ه ‪##‬ناك دي ‪#ٌ #‬ل غ ‪##‬ير ك ‪ٍ #‬‬
‫‪#‬اف ل ‪##‬لرب ‪##‬ط ب ‪##‬ني م ‪#‬‬
‫امل‪##‬زم‪##‬نة ع‪##‬لى ح‪##‬دة‪ ،‬إال أن‪##‬ه م‪##‬تفقٌ ع‪##‬ليه ع‪##‬ام ‪ً #‬ة أن م‪##‬يكروب‪##‬ات األم‪##‬عاء ليس‪##‬ت مج‪#َّ #‬رد‬
‫تفر ٌج بري ٌء غير مشارك في األحداث‪.‬‬ ‫ُم ِّ‬

‫ق‪## #‬د ي‪## #‬بدو ل‪## #‬نا اس‪## #‬تخدام امل‪## #‬ضادات ال‪## #‬حيوي‪## #‬ة م‪## #‬ن األس‪## #‬ال‪## #‬يب ال‪## #‬بسيطة‬
‫ب ه‪#‬ذا‬ ‫ل‪#‬إلق‪#‬الل م‪#‬ن ن‪#‬شاط‪#‬ات م‪#‬يكروب‪#‬ات األم‪#‬عاء غ‪#‬ير امل‪#‬رغ‪#‬وب ف‪#‬يها‪ .‬وغ‪#‬ال‪#‬با ً م‪#‬ا ُ ‪#‬‬
‫ج ِّ‪#‬ر َ‬
‫األسلوب‪ ،‬لكن لألسف له حدوده في معظم االضطرابات املعوية املزمنة‪(48-31).‬‬

‫ع‪##‬نده‪##‬ا‪ ،‬ت‪##‬واج‪##‬هنا االض‪##‬طراب‪##‬ات امل‪##‬عوي‪##‬ة ال‪##‬تي ت‪##‬تضمن أع‪##‬دادا ً ك‪##‬بيرة م‪##‬ن‬


‫امل‪#‬يكروب‪#‬ات ت‪#‬غ َّي َرت ف‪#‬ي ال‪#‬عدد أو ال‪#‬نوع أو ك‪#‬اله‪#‬ما‪ ،‬وص‪#‬ارت ال‪#‬تق ُّلصات ال‪#‬طبيعية‬
‫ش ‪#‬بِّ ِثني ب‪##‬ها‪ .‬وب‪##‬ال‪##‬فعل‬ ‫ل‪##‬عضالت األم‪##‬عاء غ‪##‬ير ق‪ٍ #‬‬
‫‪#‬ادرة ع‪##‬لى إزال‪##‬تهم‪ ،‬ف‪##‬يبدو أن‪##‬هم ُمت َ َ‪# #‬‬
‫ه‪##‬ناك أدل‪##‬ة ع‪##‬لى أن امل‪##‬يكروب‪##‬ات امل‪##‬عوي‪##‬ة ل‪##‬ن تتس ‪#‬بَّب ف‪##‬ي ح‪##‬دوث األم‪##‬راض إال إن‬
‫ط ‪َّ # #‬ورت طُ‪#ُ # #‬رق ‪# #‬ا ً ت‪## #‬لتصق ب‪## #‬ها ف‪## #‬ي ج‪## #‬دار األم‪## #‬عاء‪ (49،50).‬إن ال‪## #‬عالج ب‪## #‬امل‪## #‬ضادات‬
‫ال ‪##‬حيوي ‪##‬ة ل ‪##‬ه ف ‪##‬ائ ‪##‬دة مح ‪##‬دودة‪ ،‬ب ‪##‬ينما اس ‪##‬تخدام األدوي ‪##‬ة األخ ‪##‬رى م ‪##‬ن ك ‪##‬ورت ‪##‬يزون‬
‫لوقت طويل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫آثار جانبية إن استمر تعاطيها‬ ‫الس ْلفا لها ٌ‬‫وعائالت َّ‬
‫‪!18‬‬
‫م‪#‬ن أح‪#‬د أش‪#‬كال م‪#‬حارب‪#‬ة امل‪#‬يكروب‪#‬ات امل‪#‬عوي‪#‬ة امل‪#‬تح ِّورة ب‪#‬شك ٍل ع‪#‬اق‪ٍ #‬ل وب‪#‬دون‬
‫ض‪#‬رر ه‪#‬و ال‪#‬تالع‪#‬ب ب‪#‬مصدر ال‪#‬طاق‪#‬ة )ال‪#‬طعام( ال‪#‬ذي ت‪#‬حتاج إل‪#‬يه‪ ،‬وذل‪#‬ك م‪#‬ن خ‪#‬الل‬
‫ال‪#‬نظام ال‪#‬غذائ‪#‬ي‪ ،‬ف‪#‬معظم امل‪#‬يكروب‪#‬ات امل‪#‬عوي‪#‬ة ت‪#‬حتاج إل‪#‬ى ال‪#‬كرب‪#‬وه‪#‬يدرات ك‪#‬مصدرٍ‬
‫ل‪##‬لطاق‪##‬ة‪ (51)،‬وال‪##‬نظام ال‪##‬غذائ‪##‬ي مح ‪َّ #‬دد ال‪##‬كرب‪##‬وه‪##‬يدرات ي‪##‬ضع ح ‪َّ #‬دا ً ص‪##‬ارم ‪#‬ا ً ل‪##‬وج‪##‬ود‬
‫ت ‪##‬لك ال ‪##‬كرب ‪##‬وه ‪##‬يدرات‪ ،‬وبح ‪##‬رم ‪##‬ان امل ‪##‬يكروب ‪##‬ات امل ‪##‬عوي ‪##‬ة م ‪##‬ن م ‪##‬صدر ط ‪##‬اق ‪##‬تها س ‪##‬تقل‬
‫أعدادها تدريجيا ً ويقل معها ما تنتجه من منتجات‪.‬‬

‫‪!19‬‬

You might also like