Professional Documents
Culture Documents
الفلوجة الشامخة
في ز ّلته األحدث ،لم تحضر بغداد المدورة ببال (جو بايدن) وال
البصرة ثغر العراق الموبوء بعمالء إيران وال الموصل الحدباء
المختطفة من قبل عصائب الخزعلي ،لم تحضر كربالء " المقدسة"F
وال النجف "األشرف" ،وحدها رأس الرمح العراقي ..الفلوجة،
هي التي حضرت وجعلت منه أضحوكة العام.
أوجاع الرئيس األمريكي اآليل للسقوط نابعة من خسارة إبنه ومن
تعاطفه كأمريكي مع من تم إصطيادهم بالفلوجة من مرتزقة قتلة
نالوا جزاءهم العادل على يد رجال إنقرض أمثالهم وندرت جيناتهم
فالتبس على بايدن النطق بإسم ( خيرسون) وألقت سفن ذاكرته
المشوشة مراسيها على حروف الفلوجة البطلة فاختلطت األمور
عليه لبرهة كانت كافية للتعبير عن الحال.
في الفلوجة وقتها ،إصطف مزيج من مقاتلين عراقيين ومجاهدين
من خارج العراق ،ربض بعضهم في المنطقة الصناعية عند مدخل
المدينة من جهة الطريق السريع بمنتهى الصبر مع القليل القليل
من الماء تحت مظلة من قماش متهريء قرب دبابات أبرامز كان
طواقمها يرتجفون من الرعب داخلها ويتبولون بقناني الماء
البالستيكية ليرموها من فتحات الدخول للدبابة كي ال يضطروا
لمغادرة تلك المخابيء المدرعة فتتلقفهم قناصات عرفوا طعمها من
تجارب من سبقوهم بأفغانستان وبالصومال.
ال تقولوا لي( كربالء المقدسة ) وال (النجف األشرف) ففي هاتين
المثابتين الصنميتين إصطف بالطوابير من قاتلوا األمريكان لفترة
قصيرة ومن ثم رفعوا الراية البيضاء ،إصطفوا كي يبيعوا أسلحتهم
مقابل حفنة دوالرات فيما أرخص أبطال الفلوجة أرواحهم وتخلوا
عنها في معترك الفسفور األبيض والقصف المحموم F،وهل هناك
أغنى من الروح عربون وفاء لقضية وشعار رجولة نادرة نسيها
العالم منذ قرون؟
الفلوجة ..هي وحدها المقدسة وهي الجديرة بالتشريف ،رغما ً عن
أنف كل مليشياوي ذيل خائن جبان فاشل بكل مسعى ...قتلى
الفلوجة شهداء للجنة وقتلى المليشيات أدران أرواح مرتحلة لجهنم
دون أدنى شك فسلعة هللا هي الجنة ،سلعة هللا الغالية هي الجنة.