You are on page 1of 3

‫‪13‬‏‪11/‬‏‪ 11:24 2022/‬ص‬ ‫موقع مكتب اإلفتاء > خطب منبرية > معركُة بدٍر الكبرى‬

‫عن المـوقــع‬

‫خريطة المـوقــع‬

‫اتصل بنا‬

‫بحث متقدم‬

‫خطب منبرية‬ ‫فكـر و دعـوة‬ ‫المكتبة‬ ‫المجلة‬ ‫صوتيات و مرئيات‬ ‫األخبــار‬ ‫المقـاالت‬ ‫الفتاوى‬ ‫الصفحة الرئيسية‬

‫• المكتبة‬

‫تحديث في قائمة المسالخ المصدرة للسلطنة والتي أجيزت لحومها شرعًا‬

‫تحديث في قائمة المسالخ المصِّدرة للسلطنة والتي أجيزت لحومها شرعًا‪...‬‬



‫خطب منبرية » معركُة بدٍر الكبرى‬ ‫القائمـة البريدية‬
‫أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا‬
‫معركُة بدٍر الكبرى‬

‫بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر ‪2012‬‬ ‫سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‬ ‫‪  ‬‬

‫ِبْس ِم الّلِه الَّرْح َم ِن الَّر ِح يِم‬


‫معركُة بدٍر الكربى‬ ‫المكتبة السمعية‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬الحمُد ِهلل الذي أّيَد رسَله والصالحني من عباِد ه بالنصِر والفتِح املبِني ؛‬ ‫أدلة إعجاز القرآن الكريم‬
‫ليظهَر الحَّق ‪ ،‬ويزهَق الباطَل ‪ ،‬ويقطَع دابَر الكافرين ‪ ،‬سبحانه له في نصِره‬ ‫سماحة الشيخ أحمد بن حمد ا‬
‫وقهِره ‪ ،‬وتأييِد ه وتبديِد ه ‪ ،‬ورفِع ه وخفِض ه ؛ آياٌت ظاهرٌة ‪ ،‬وِع ظاٌت باهرٌة ‪،‬‬
‫وكراماٌت ألهِل الحِّق شاهرٌة ‪ ،‬أحمُده تعالى بما هو له أهٌل من الحمِد وُأثني‬
‫عليه ‪ ،‬وأستغفُره من جميِع الذنوِب وأتوُب إليه ‪ ،‬وأومُن به وأتوّكُل عليه ‪،‬‬ ‫الكـل‬
‫من يهِد ه اُهلل فال ُمِض َّل له ‪ ،‬ومن ُيضِلْل فال هادَي له ‪ ،‬وأشهُد أن ال إلَه إال اُهلل‬
‫وحده ال شريَك له ‪ُ } ،‬هَو اَّلِذ ي َأْرَس َل َرُس وَلُه ِباْلُهَدى َوِد يِن اْلَح ِّق ِلُيْظِه َرُه َع َلى‬
‫الِّديِن ُكِّلِه َوَلْو َك ِرَه اُمْلْش ِرُك وَن { ( التوبة‪ ، )33/‬وأشهُد أَّن سيَدنا ونبَّينا محمدًا‬ ‫المكتبة المرئية‬
‫عبُده ورسوُله ‪ ،‬أرسَله اُهلل بالحّج ِة القاطعِة ‪ ،‬واملعجزِة الساطعِة ‪ ،‬والدعوِة‬
‫الجامعِة ‪ ،‬فبّلَغ الرسالَة ‪ ،‬وأّدى األمانَة ‪ ،‬ونصَح األّمَة ‪ ،‬وكشَف الغّم َة ‪،‬‬
‫وجاهَد في سبيِل اِهلل حتى أتاه اليقُني ‪ ،‬اللهَّم صِّل وسِّلْم وبارْك على عبِد َك‬
‫ورسوِلَك سيِد نا محمٍد ‪ ،‬وعلى آِله وصحِبه ‪ ،‬وعلى كِّل من اهتدى بهديه ‪،‬‬
‫واسَّنت بسّنِت ه ‪ ،‬وساَر على نهِج ه ‪ ،‬ودعا بدعوِت ه إلى يوِم الِّديِن ‪ ،‬أّما بعُد ‪:‬‬
‫‪   ‬فيا عباَد اِهلل ‪:‬‬
‫‪       ‬إَّن معركَة الحِّق والباطِل تدوُر رحاها باستمراٍر منُذ خلِق اِهلل سبحانه‬
‫وتعالى اإلنساَن ‪ ،‬واستخلَفه في األرِض ‪ ،‬وعلى رأِس قادِة معركِة الحِّق‬
‫أصفياُء اِهلل تعالى من خلِق ه ‪ ،‬رسُله وأنبياؤه والصالحون من عباِد ه ‪،‬‬
‫ويتوّلى ِك ْبَر قيادِة معركِة الباطِل الشيطاُن ‪ ،‬وِم ن ورائه حزُبه من الكافرين‬
‫واملنافقني ‪ ،‬الذين ضرَب فيهم بِج راِن ه ‪ ،‬ونفَخ في يافوِخ هم بسحِره ‪،‬‬
‫فاستخَّفهم فأطاعوه ‪ ،‬إّنهم كانوا قومًا ظاملني ‪ ،‬وتأتي الغايُة كما وعَد اُهلل‬
‫سبحانه وتعالى في كتاِبه عندما قاَل عَّز ِم ن قائٍل ‪ِ } :‬إَّنا َلَننُص ُر ُرُس َلَنا‬
‫َواَّلِذ يَن آَمُنوا ِف ي اْلَح َياِة الُّدْنَيا َوَيْوَم َيُقوُم اَأْلْش َهاُد { ( غافر‪ ، )51/‬وفي قوِله‬
‫الكـل‬

‫سبحانه وتعالى ‪َ } :‬وَك اَن َح ًّقا َع َلْيَنا َنْص ُر اُمْلْؤِمِن َني { ( الروم‪ )47/‬وقوِله ‪َ } :‬ك م‬
‫ِّمن ِف َئٍة َقِليَلٍة َغَلَبْت ِف َئًة َكِث يَرًة ِب ِإْذِن اِهّلل َواُهّلل َمَع الَّص اِبِريَن { ( البقرة‪، )249/‬‬ ‫مواقع صديقة‬
‫وعندما َبَع َث اُهلل سبحانه وتعالى عبَده ورسوَله سّيَدنا ونبَّينا محمدًا ـ عليه‬
‫وعلى آِله وصحِبه أفضُل الصالِة والسالِم ـ ‪ ‬اشتَّد ِس عاُر الجاهليِة ‪،‬‬ ‫‪ -‬وزارة األوقاف والشؤون الدينية‬

‫وامتألت صدوُرها باألحقاِد ‪ ،‬ووقفْت للرسوِل ‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪ -‬معهد العلوم الشرعية‬

‫‪ ‬وللمؤمنني في كِّل مرصٍد ‪ ،‬وكان األمُر ـ كما هو معلوٌم عندكم ـ أَّن هذه‬ ‫‪ -‬موقع بصيرة‬

‫الدعوَة بدأ صوُتها يعلو شيئًا فشيئًا وسَط ضجيِج الجاهليِة وصَخ ِبها ‪،‬‬ ‫اقرأ المزيد‬
‫فآمَن بها َمن آمَن ‪ ،‬إلى أن شاَء اُهلل أْن ُيكِرَم عباَده األنصاَر بهجرِة نبِّيه‬
‫محمٍد صلى اهلل عليه وسلم إليهم ‪ ،‬ثم بعَد ذلك استمَّر استفزاُز املشركني‬
‫للمؤمنني ؛ إذ كانت سنابُك خيِلهم تطُأ حرَم مدينِة الرسوِل ـ عليه أفضُل‬
‫الصالِة والسالِم ـ ‪ ،‬ومع ذلك فاملؤمنون أمسكوا أنفَس هم حتى ُوِّج هوا من‬
‫عند اِهلل سبحانه وتعالى بأن ُيناِج زوا عدَّوهم‪ ،  ‬فكانت معركُة بدٍر أّو َل معركٍة‬

‫ُر‬ ‫ْد ٌر‬


‫‪https://iftaa.om/artical_dis-486-108.html‬‬ ‫ِّق‬ ‫‪1/3‬‬
‫‪13‬‏‪11/‬‏‪ 11:24 2022/‬ص‬ ‫موقع مكتب اإلفتاء > خطب منبرية > معركُة بدٍر الكبرى‬

‫فاصلٍة بني الحِّق والباطِل ‪ ،‬وبني الهدى والضالِل ‪ ،‬وهي كاسِم ها بْدٌر منيُر ‪،‬‬
‫أضاَء للسالكني الطريَق ‪ ،‬وهي أيضًا كاسِم ها فرقاٌن ‪ ،‬فقد سّم ى اُهلل سبحانه‬
‫وتعالى يوَمها يوَم الفرقاِن ؛ ألّنه كاَن يومًا فارقًا بني الحِّق والباطِل ‪ ،‬وبني‬
‫حزِب الهدى وحزِب الضالِل ‪.‬‬
‫‪  ‬ولقَد هّيَأ اُهلل سبحانه وتعالى لهذه املعركِة أسباَبها حتى يصطدَم الحُّق‬
‫والباطُل ‪ ،‬فتكوَن الغلبُة للحِّق وحزِبه ؛ وليظهَر اُهلل ديَنه على الديِن كِّله ولو‬
‫كرَه املشركون ‪ ،‬فقد طلَب النبُّي ‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ‬من املؤمنني أن‬
‫يخرجوا من املدينِة املنّورِة ليالقوا ِع يرًا لقريش ؛ لعَّل اَهلل عَّز وجَّل ينِّفُلهم‬
‫إياها ‪ ،‬فخَّف قوٌم ‪ ،‬وثقَل آخرون ؛ ألّنهم لم يكونوا يحسبون حسابًا ملعركٍة ؛‬
‫إذ كانوا يظّنون أَّن القضيَة قضيُة ِع يٍر فقط ‪ ،‬فلذلك لم يخرج املؤمنون‬
‫بأكمِلهم ‪ ،‬وإّنما بقَي أكثُرهم باملدينِة املنّورِة ‪ ،‬وخرجت فئٌة قليلٌة ‪ ،‬واُهلل‬
‫سبحانه وتعالى ‪  ‬يِع ُد النبَّي ‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم ‪  ‬واملؤمنني إحدى‬
‫الطائفتني ‪َ } :‬و ِإْذ َيِع ُدُك ُم اُهّلل ِإْح َدى الَّطاِئَفِت ِنْي َأَّنَها َلُك ْم َوَتَوُّدوَن َأَّن َغْيَر َذاِت‬
‫الَّش ْوَكِة َتُك وُن َلُك ْم َوُيِر يُد اُهّلل َأن ُيِح َّق الَح َّق ِب َكِلَم اِت ِه َوَيْقَطَع َداِب َر اْلَك اِف ِريَن *‬
‫ِلُيِح َّق اْلَح َّق َوُيْبِط َل اْلَباِط َل َوَلْو َك ِرَه اُمْلْج ِرُموَن { ( األنفال‪ 7/‬ـ ‪ ، )8‬هكذا شاَء اُهلل‬
‫سبحانه وتعالى أن يخرج املؤمنون من أجِل لقاِء الِع ير ‪ ،‬ولكَّن الغايَة تكوُن‬
‫لقاَء النفيِر بمشيئِة اِهلل ‪ ،‬هكذا هّيَأ اُهلل سبحانه وتعالى األسباَب ‪ ،‬وربَط‬
‫بعَض ها ببعٍض ‪ ،‬وقد استنفَر املشركني َمن ذهب إليهم ليخبَرهم باألمِر‬
‫الواقِع ‪ ،‬وقد أثاَر ذلك حمّيَتهم ‪ ،‬ونفَخ في َس َح ِرهم ‪ ،‬فانطلقوا وهم يريدون‬
‫أن ُيطفئوا نوَر اِهلل بأفواِه هم ‪ ،‬ولكَّن اَهلل غالٌب على أمِره ‪ ،‬فقد أقبلوا بقِّض هم‬
‫وقضيِض هم ‪ ،‬وعِّدهم وعديِد هم ‪ ،‬وكانوا يحسبون أَّن املعركَة تكوُن حاسمًة‬
‫ملصلحِت هم ‪ ،‬وأَّن دوَّيها‪  ‬سيصُّخ أرجاَء الجزيرِة العربيِة لينتشَر بني العرِب‬
‫جميعًا ‪ ‬نبؤهم ؛ وليتمّك نوا بذلك من استئصاِل شأفِة الحِّق ‪ ،‬هكذا كانوا‬
‫يريدون ‪ ،‬وهكذا كانوا يطمحون ‪ ،‬وقد كاَن ِم ن حكمِة اِهلل سبحانه وتعالى أْن‬
‫قّلَل عدَد هؤالِء وعدَد هؤالِء في نظِر كِّل واحدٍة من الطائفتني ‪ ،‬فإَّن كَّل طائفٍة‬
‫رأت عدَد عدِّوها عددًا قليًال بمشيئِة اِهلل ‪ ،‬وقد أرى اَهلل سبحانه وتعالى نبَّيه‬
‫‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ‬أعداَءه الكافرين قّلًة } ِإْذ ُيِريَك ُهُم اُهّلل ِف ي َمَناِم َك َقِليًال‬
‫َوَلْو َأَراَك ُهْم َكِث يًرا َّلَفِش ْلُتْم َوَلَتَناَزْعُتْم ِف ي اَألْمِر َوَلِك َّن اَهّلل َس َّلَم ِإَّنُه َع ِليٌم ِب َذاِت‬
‫الُّص ُدوِر { ( األنفال‪ ، )43/‬وكذلك قّلَل عدَد املشركني في عيوِن املسلمني ‪ ،‬وقّلَل عدَد‬
‫املسلمني في عيوِن املشركني } َو ِإْذ ُيِريُك ُم وُهْم ِإِذ اْلَتَقْيُتْم ِف ي َأْعُيِن ُك ْم َقِليًال‬
‫َوُيَقِّلُلُك ْم ِف ي َأْعُيِن ِه ْم ِلَيْقِض َي اُهّلل َأْمًرا َك اَن َمْفُعوًال َو ِإَلى اِهّلل ُتْرَج ُع اُالُموُر { (‬
‫األنفال‪ ، )44/‬فإَّن اَهلل سبحانه وتعالى أراَد بذلَك أن تشّتَد حمّيُة كِّل واحدٍة من‬
‫الطائفتني للقاِء الطائفِة األخرى ؛ حتى يتَّم ما أراَد اُهلل سبحانه وتعالى من‬
‫النصِر والتأييِد لهذا الِّديِن ‪ ،‬فكانت تلك املعركُة الفاصلُة التي كانت سببًا‬
‫الرتفاِع رايِة الحِّق ‪ ،‬وسببًا لهواِن الباطِل ‪ ،‬وسببًا الندكاِك صرِح ه ‪ ،‬فقد‬
‫ُزلزِلت أركاُن الجاهليِة ‪ ،‬وُأنِزلت من ُغَلواِئ ها وقْدِرها ‪ ،‬بل أرغمْت أنَفها‬
‫وألصقْته بالتراِب ‪ ،‬وبوْح ِل الخْزِي والهواِن بعدما كان شامخًا بسبِب ما‬
‫لحَق أهَلها من الغروِر ‪ ،‬ذلك كُّله كاَن نْص رًا ِم ن عند اِهلل سبحانه ‪ ‬وتعالى‬
‫وحده ‪ ،‬فاُهلل تبارَك وتعالى يقوُل في محِك م كتاِبه ‪َ } :‬وَلَقْد َنَص َرُك ُم اُهّلل ِب َبْدٍر‬
‫َوَأنُتْم َأِذَّلٌة َفاَّتُقوْا اَهّلل َلَع َّلُك ْم َتْش ُك ُروَن { ( آل عمران‪ ، )123/‬نعم كاَن املسلمون قبَل‬
‫ذلك أذّلًة ؛ ألَّن املشركني ما كانوا يحسبون لهم حسابًا ‪ ،‬وكانوا يستفّزونهم‬
‫باستمراٍر ‪ ،‬وكانوا يحِرصون على إهانِت هم ‪ ،‬ويحرصون على إساءِة‬
‫سمعِت هم في بالِد العرِب إال أَّن اَهلل سبحانه وتعالى أراَد أن تكوَن هذه املعركُة‬
‫لطمًة في خِّد الكفِر العاتي ‪ ،‬وأن تكوَن ضربًة ُتوّج ُه إلى يافوِخ الجاهليِة‬
‫لَتشَدَخ ه ‪ ،‬وأراَدها اُهلل سبحانه وتعالى أن تكوَن وسيلَة إعالٍم لهذه الدعوِة‬
‫الحّقِة ‪ ،‬فقد أخذْت بعد ذلك هذه الدعوُة تنتشُر في أرجاِء الجزيرِة العربيِة‬
‫شيئًا فشيئًا ‪ ،‬إلى أْن شاَء اُهلل سبحانه وتعالى أن يِت َّم بعد ذلك ما يِت ُّم ِم ن‬
‫الصداِم بني الطائفتني ‪ ،‬وتالحقت املعارُك بني حزِب الحِّق وحزِب الباطِل‬
‫حتى تَّم فتُح مكَة املكرمِة بمشيئِة اِهلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬وهذا إْن دَّل على‬
‫شيٍء فإّنما يدُّل على أَّن القّوَة إّنما هي قوُة اإليماِن ‪ ،‬فالقّوًُة املادّيُة ـ إن ْلم‬
‫تصحْبها قّوٌة روحّيٌة ‪ ،‬قوٌة نابعٌة من اإليماِن ‪ ،‬ومن الِّص لِة باِهلل سبحانه‬
‫وتعالى ـ ال تكاُد ُتعُّد شيئًا ‪ ،‬فإَّن اَهلل تبارَك وتعالى وحده هّيَأ ِم ن األسباِب ما‬
‫هّيَأ حتى أظهَر هذا الِّديَن على الِّديِن كِّله ولو كرَه املشركون ‪ ،‬هّيَأ اُهلل‬
‫سبحانه وتعالى ما هّيَأ ِم ن األسباِب التي ثّبتْت عزائَم املسلمني ‪ ،‬والتي‬
‫زلزلت أركاَن الكافرين ‪ ،‬والتي أنزلت أولئك الذين كانوا متكِّبرين متغطِرسني‬
‫من علياِئ هم ‪ ،‬فقد جندلت هذه الغزوُة سبعني بطًال من أبطاِلهم ‪ ،‬فضًال عن‬
‫األسرى الذين وقعوا في الهواِن والذِّل ‪ ،‬والذين صفَح النبُّي ‪ ‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ ‬عن بعِض هم ‪ ،‬وقبَل الفديَة عن بعِض هم ‪.‬‬
‫‪      ‬فجديٌر إذًا باملؤمنني ـ وهم يمّرون بهذا اليوِم الذي تتجّدُد فيه هذه‬
‫الذكرى العطرُة ـ أن يستلِهموا منها الِع بَر ‪ ،‬وأن يأخذوا منها الدروَس ‪ ،‬وأن‬
‫يستفيدوا منها الِع ظاِت ‪ ،‬وأن يقّووا صلَتهم باِهلل تبارَك وتعالى ‪ ،‬فإَّن اَهلل‬
‫تعالى وحده متكِّفٌل بنصِر عباِد ه كما وعَد ذلك في كتاِبه العزيِز ‪.‬‬

‫‪https://iftaa.om/artical_dis-486-108.html‬‬ ‫ِّر ُب‬ ‫َد‬ ‫َهلل‬ ‫‪2/3‬‬


‫‪13‬‏‪11/‬‏‪ 11:24 2022/‬ص‬ ‫موقع مكتب اإلفتاء > خطب منبرية > معركُة بدٍر الكبرى‬

‫‪    ‬فاتقوا اَهلل يا عباَد اِهلل ‪ ،‬واحرصوا على ما يقِّر ُبكم إلى اِهلل ‪ ،‬وِص لوا ما‬
‫بينكم وما بني اِهلل يِص ِل اُهلل ما بينكم وبني الناِس ‪ ،‬أقوُل قولي هذا ‪،‬‬
‫وأستغفُر اَهلل العظيَم لي ولكم ‪ ،‬فاستغِف روا اَهلل يغفْر لكم ؛ إّنه هو الغفوُر‬
‫الرحيُم ‪ ،‬وادعوه يستجْب لكم ؛ إّنه هو البُّر الكريُم ‪.‬‬
‫*‪*                 *                ‬‬
‫الحمُد ِهلل رِّب العاملني ‪ ،‬والعاقبُة للمتقني ‪ ،‬وال عدواَن إال على الظاملني ‪،‬‬
‫أحمُده تعالى بما هو له أهٌل من الحمِد وأشكُره ‪ ،‬وأتوُب إليه من جميِع‬
‫الذنوِب وأستغفُره ‪ ،‬وأؤمُن به وال أكفُره ‪ ،‬وُأعادي من يكفُره ‪ ،‬وأشهُد أْن ال إلَه‬
‫إال اُهلل وحده ال شريَك له ‪ ،‬وأشهُد أَّن سيَدنا ونبَّينا محمدًا عبُده ورسوُله ‪،‬‬
‫اللهَّم صِّل وسِّلم وبارْك على عبِد َك ورسوِلَك سيِد نا محّم ٍد ‪ ،‬وعلى آِله‬
‫وصحِبه أجمعني ‪ ،‬وعلى أتباِع ه وحزِبه إلى يوِم الِّديِن ‪ ،‬أّما بعُد ‪:‬‬
‫‪ ‬فيا عباَد اِهلل ‪:‬‬
‫‪    ‬اتقوا اَهلل ‪ ،‬واعلُم وا أّنه ال يكفي املؤمَن عندما يمُّر بهذه الذكرياِت أن تهتَّز‬
‫ِم ن أجِلها مشاعُره ‪ ،‬وأن يتحّرَك من أجِلها وجداُنه ‪ ،‬ولكّنه ُيطاَلُب أن يجِّدَد‬
‫الِّص لَة باِهلل تبارَك وتعالى ‪ ،‬وذلك بأن يقِّوَي اإليماَن في نفِس ه ‪ ،‬واليقَني في‬
‫قلِبه ‪ ،‬وأن ُيصِلَح عمَله ‪ ،‬وأن يتقَي رَّبه ‪ ،‬وأن يدرَك أَّن نصَر اِهلل تبارَك وتعالى‬
‫إّنما هو لعباِد ه املؤمنني ‪ ،‬فاُهلل تبارَك وتعالى يقوُل ‪َ } :‬وَك اَن َح ًّقا َع َلْيَنا َنْص ُر‬
‫اُمْلْؤِمِن َني { ( الروم‪   )47/‬فال بَّد ِم ن أن يتحّقَق اإليماُن في عقيدِة املسلِم وفي‬
‫سلوِك ه وفي جميِع تصّرفاِت ه وأعماِله ؛ بحيُث تكوُن جميُع أعماِل املؤمِن‬
‫ترجمًة صادقًة لهذا اإليماِن ‪ ،‬ومّم ا يجدُر باملؤمِن وهو يمُّر بمْثِل هذه‬
‫الذكرياِت أن يحرَص على االقتداِء بالسلِف الصالِح الذين آتاهم اُهلل سبحانه‬
‫وتعالى ما آتاهم من النصِر ‪ ،‬ومّك َن لهم في هذه األرِض ‪ ،‬ومّك َن لهم ديَنهم‬
‫الذي ارتضى لهم ؛ ليتبّوَأ ما تبّوؤا ‪ ،‬ويصَل إلى ما وصلوا ‪ .‬‬
‫‪     ‬فاتقوا اَهلل يا عباَد اِهلل ‪ ،‬وتزّودوا فإَّن خيَر الزاِد التقوى ‪ ،‬تزّودوا من هذه‪ ‬‬
‫الذكرياِت ما ينفُعكم ‪ ،‬وتزّودوا من شهِركم الكريِم تقوى اِهلل تبارَك وتعالى‬
‫وصالَح األعماِل ‪ ،‬واحِرصوا على أن يكوَن صياُمكم خالصًا لوجِه اِهلل ‪ ،‬وأن‬
‫تكوَن أعماُلكم كُّلها خالصًة لوجِه اِهلل ‪ ،‬وابتُغوا ما عند اِهلل ‪ ،‬فما عند اِهلل خيٌر‬
‫وأبقى ‪. ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مكتب اإلفتاء بوزارة األوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان‬ ‫جميع الحقوق محفوظة © ‪2014‬‬

‫‪https://iftaa.om/artical_dis-486-108.html‬‬ ‫‪3/3‬‬

You might also like