Professional Documents
Culture Documents
()68
الطعن رقم 36172لسنة 3القضائية
( ) 1تهرب ضريب .حكم " تسبيبه .تسبيب غير معيب " .
مثال لتسبيب سائغ في حكم صادر بعدم قبول اَّلستئناف شكالً للتقرير به من غير ذي
صفة في جريمة تهرب من أداء الضريبة .
( ) 2تعويض .حكم " تسبيبه .تسبيب غير معيب " .نقض " المصلحة ف الطعن " .
انتفاء مصلحة المدعى بالحقوق المدنية فى استئناف الحكم الذى انتهى إلى عدم ثبوت
ارتكاب المطعون ضده للفعل المسند إليه .
( ) 3تعويض .قانون " تطبيقه " .نقض " ما ال يجوز الطعن فيه من األحكام " .
انغالق باب الطعن باَّلستئناف .أثره :عدم جواز الطعن بالنقض .انتهاء الحكم
المطعون فيه إلى عدم وجود صفة لهيئة قضايا الدولة في الطعن في الحكم الصادر من محكمة
أول درجة بطريق اَّلستئناف لصدور حكم بعدم دستورية التعويض المنصوص عليه في الفقرة
األولى من المادة 43من القانون رقم 11لسنة . 1991صحيح .أثره :عدم جواز الطعن فيه
بطريق النقض َّ .ل يجزئ في ذلك القول بانطواء عقوبتى الضريبة والضريبة اإلضافية على
عنصر التعويض .علة ذلك؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلسة 17من أبريل سنة 2013 512
-1لما كان يبين من األوراق أن النيابة العامة قدمت المطعون ضده للمحاكمة الجنائية
بوصف أنه وبصفته مسجالً وخاضعاً ألحكام قانون الضريبة العامة على المبيعات تهرب من
أداء الضريبة بعدم التقدم للمصلحة للتسجيل فى المواعيد المحددة قانوناً ،وهى التهمة المعاقب
عليها بمواد القانون 11لسنة ، 1991وبتاريخ 2009/6/28قضت محكمة أول درجة حضورياً
ببراءة المتهم مما نسب إليه تأسيساً على تشكك المحكمة ـ ـ لألسباب السائغة التى أوردتها ـ ـ فى
ثبوت التهمة قبل المطعون ضده واقتناعها بأنه لم يتهرب من أداء الضريبة على الدخل ،استأنفت
هيئة قضايا الدولة ـ ـ بصفتها ممثلة للخزانة العامة ـ ـ وبتاريخ 2009/8/1قضت محكمة ثانى
درجة بحكمها المطعون فيه ـ ـ حضورياً بعدم قبول اَّلستئناف شكالً للتقرير به من غير ذى صفة ،
وأسس الحكم قضاءه فى قوله .... " :وحيث إن الطعن الماثل قد قرر به من قبل هيئة قضايا
الدولة باعتبارها ممثلة للخزانة العامة فى الدعوى ولها الحق فى التدخل فى الدعوى المدنية تأسيساً
على أن العقوبة التكميلية تنطوى على عنصر التعويض لصالح الخزانة العامة ....وحيث إنه
قد صدر حكم المحكمة الدستورية فى الدعوى رقم 9لسنة 2008ق دستورية بتاريخ
2007/11/4بعدم دستورية الفقرة األولى من المادة 43من قانون ضريبة المبيعات رقم 11
لسنة 1991والمتضمن وجوب الحكم على الفاعلين متضامنين بتعويض َّل يجاوز مثل الضريبة
....فإنه وفقاً لنص المادتين 402 ، 1من قانون اإلجراءات الجنائية ....وحكم المحكمة
الدستورية فى الدعوى رقم 9لسنة 28ق دستورية ،فإن هيئة قضايا الدولة أصبحت ليس لها
مقصور على النيابة العامة والمتهم فقط دون
اً صفة فى متابعة مثل هذه القضايا وأصبح استئنافها
غيرهما ،األمر الذى تقضى معه المحكمة بعدم قبول اَّلستئناف لرفعه من غير ذى صفة ، " ....
وكان ما أورده الحكم ـ ـ على نحو ما سلف ـ ـ يتفق وصحيح القانون .
-2لما كان شرط الحكم بالتعويض المدنى فى حالة الحكم بالبراءة هو ثبوت وقوع الفعل
موضوع الدعوى الجنائية وصحة إسناده إلى المتهم دون أن تتوافر به األركان القانونية للجريمة ،
ولما كان ِّ
البين من الحكم المستأنف أنه قد انتهى إلى عدم ثبوت ارتكاب المطعون ضده للفعل
المسند إليه ،فإن ذلك مما تنتفى به مصلحة المدعى بالحقوق المدنية فى اَّلستئناف .
-3من المقرر أنه حيث ينغلق باب الطعن فى الحكم بطريق اَّلستئناف َّل يجوز من
باب أولى الطعن فيه بطريق النقض ،وكان الحكم المطعون فيه إضافة إلى ما تقدم قد انتهى
فى قضائه ـ ـ صحيحاً ـ ـ ـ إلى عدم وجود صفة للطاعنة ـ ـ هيئة قضايا الدولة ـ ـ فى الطعن فى الحكم
513 جلسة 17من أبريل سنة 2013
الصادر من محكمة أول دجة بطريق اَّلستئناف ـ ـ بعد صدور حكم المحكمة الدستورية فى الدعوى
رقم 9لسنة 2008ق دستورية بعدم دستورية التعويض المنصوص عليه فى الفقرة األولى من
المادة 43من قانون الضريبة العامة على المبيعات رقم 11لسنة 1991ـ ـ وهو أساس تدخلها
فى الدعوى ،ومن ثم َّل يجوز لها الطعن فيه بطريق النقض ،ويتعين التقرير بعدم قبول الطعن
شكالً ،وَّل يجزئ فى ذلك القول بأن عقوبتى الضريبة والضريبة اإلضافية المنصوص عليهما
فى المادة 1/43من القانون 11لسنة 1991المعدل ـ ـ أنهما من قبيل العقوبات التى تنطوى
على عنصر التعويض ـ ـ ـ ومن ثم إجازة تدخل الطاعنة ـ ـ بصفتها ممثلة للخزانة العامة للدولة ـ ـ
أمام المحكمة الجنائية لطلب الحكم بهما ،ذلك أن العقوبات المنصوص عليها فى المادة 43
المار بيانها تنقسم إلى شقين ـ ـ األول عقوبات جنائية بحتة تمثلت فى الحبس والغرامة ،وقد
استهدف المشرع من تقريرها تحقيق الردع العام والخاص ووضع لكل عقوبة حدين أدنى وأقصى
حتى يعمل القاضى سلطته التقديرية فى إيقاع القدر المناسب منها فى كل حالة على حدة ـ ـ
والشق الثانى تمثل فى عقوبتى الضريبة والضريبة اإلضافية ،وهما عقوبتان تكميليتان تقضى
بهما المحكمة من تلقاء نفسها ،األولى تحمل معنى الرد العينى ـ ـ أى رد الضريبة التى تخلف
الممول عن توريدها للخزانة العامة للدولة ،والثانية بمثابة عقوبة جزائية ـ ـ بحتة ـ ـ جراء تأخره عن
توريد الضريبة فى المواعيد المقررة قانوناً لردع المكلفين بتحصيل الضريبة عن التقاعس فى
توريدها للخزانة العامة وحثهم على المبادرة إلى إيفائها ،ومن ثم فإن هاتين العقوبتين ـ ـ َّل تحمالن
ـ ـ بأى حال ـ ـ معنى التعويض ،ويؤيد هذا النظر أن المشرع بعد أن نص على العقوبتين سالفتى
الذكر ،فارق بينهما وبين التعويض بعبارة " تعويض َّل يجاوز مثل الضريبة " ،ذلك أنه من
المقرر فى صحيح قواعد اللغة أن حرف الواو يفيد العطف ،وأن العطف يقتضى المغايرة بين
المعطوف والمعطوف عليه ،ويرسخ هذا النظر اختالف المعنى اللغوى لكل من لفظى الضريبة
البد ُل
والتعويض ،إذ إن األولى تعنى ما يفرض على الملك والعمل والدخل للدولة والثانية تعنى َ
ف.
والخَل ُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحكمــــــة
من حيث إنه يبين من األوراق أن النيابة العامة قدمت المطعون ضده للمحاكمة الجنائية
بوصف أنه وبصفته مسجالً وخاضعاً ألحكام قانون الضريبة العامة على المبيعات تهرب من
جلسة 17من أبريل سنة 2013 514
أداء الضريبة بعدم التقدم للمصلحة للتسجيل فى المواعيد المحددة قانوناً ،وهى التهمة المعاقب
عليها بمواد القانون 11لسنة ، 1991وبتاريخ 2009/6/28قضت محكمة أول درجة حضورياً
ببراءة المتهم مما نسب إليه تأسيساً على تشكك المحكمة ـ ـ لألسباب السائغة التى أوردتها ـ ـ فى
ثبوت التهمة قبل المطعون ضده واقتناعها بأنه لم يتهرب من أداء الضريبة على الدخل ،استأنفت
هيئة قضايا الدولة ـ ـ بصفتها ممثلة للخزانة العامة ـ ـ وبتاريخ 2009/8/1قضت محكمة ثانى
درجة بحكمها المطعون فيه ـ ـ حضورياً بعدم قبول اَّلستئناف شكالً للتقرير به من غير ذى صفة ،
وأسس الحكم قضاءه فى قوله .... " :وحيث إن الطعن الماثل قد قرر به من قبل هيئة قضايا
الدولة باعتبارها ممثلة للخزانة العامة فى الدعوى ولها الحق فى التدخل فى الدعوى المدنية تأسيساً
على أن العقوبة التكميلية تنطوى على عنصر التعويض لصالح الخزانة العامة ....وحيث إنه
قد صدر حكم المحكمة الدستورية فى الدعوى رقم 9لسنة 2008ق دستورية بتاريخ
2007/11/4بعدم دستورية الفقرة األولى من المادة 43من قانون ضريبة المبيعات رقم 11
لسنة 1991والمتضمن وجوب الحكم على الفاعلين متضامنين بتعويض َّل يجاوز مثل الضريبة
....فإنه وفقاً لنص المادتين 402 ، 1من قانون اإلجراءات الجنائية ....وحكم المحكمة
الدستورية فى الدعوى رقم 9لسنة 28ق دستورية ،فإن هيئة قضايا الدولة أصبحت ليس لها
مقصور على النيابة العامة والمتهم فقط دون
اً صفة فى متابعة مثل هذه القضايا وأصبح استئنافها
غيرهما ،األمر الذى تقضى معه المحكمة بعدم قبول اَّلستئناف لرفعه من غير ذى صفة ، " ....
وكان ما أورده الحكم ـ ـ على نحو ما سلف ـ ـ يتفق وصحيح القانون ،فضالً عن أن شرط الحكم
بالتعويض المدنى فى حالة الحكم بالبراءة هو ثبوت وقوع الفعل موضوع الدعوى الجنائية وصحة
إسناده إلى المتهم دون أن تتوافر به األركان القانونية للجريمة ،ولما كان ِّ
البين من الحكم
المستأنف أنه قد انتهى إلى عدم ثبوت ارتكاب المطعون ضده للفعل المسند إليه ،فإن ذلك مما
تنتفى به مصلحة المدعى بالحقوق المدنية فى اَّلستئناف .لما كان ذلك ،وكان من المقرر أنه
حيث ينغلق باب الطعن فى الحكم بطريق اَّلستئناف َّل يجوز من باب أولى الطعن فيه بطريق
النقض ،وكان الحكم المطعون فيه إضافة إلى ما تقدم قد انتهى فى قضائه ـ ـ صحيحاً ـ ـ ـ إلى
عدم وجود صفة للطاعنة ـ ـ هيئة قضايا الدولة ـ ـ فى الطعن فى الحكم الصادر من محكمة أول
دجة بطريق اَّلستئناف ـ ـ بعد صدور حكم المحكمة الدستورية فى الدعوى رقم 9لسنة 2008ق
دستورية بعدم دستورية التعويض المنصوص عليه فى الفقرة األولى من المادة 43من قانون
515 جلسة 17من أبريل سنة 2013
الضريبة العامة على المبيعات رقم 11لسنة 1991ـ ـ وهو أساس تدخلها فى الدعوى ،ومن ثم
َّل يجوز لها الطعن فيه بطريق النقض ،ويتعين التقرير بعدم قبول الطعن شكالً ،وَّل يجزئ فى
ذلك القول بأن عقوبتى الضريبة والضريبة اإلضافية المنصوص عليهما فى المادة 1/43من
القانون 11لسنة 1991المعدل ـ ـ أنهما من قبيل العقوبات التى تنطوى على عنصر التعويض
ـ ـ ـ ومن ثم إجازة تدخل الطاعنة ـ ـ بصفتها ممثلة للخزانة العامة للدولة ـ ـ أمام المحكمة الجنائية
لطلب الحكم بهما ،ذلك أن العقوبات المنصوص عليها فى المادة 43المار بيانها تنقسم إلى
شقين ـ ـ األول عقوبات جنائية بحتة تمثلت فى الحبس والغرامة ،وقد استهدف المشرع من تقريرها
تحقيق الردع العام والخاص ووضع لكل عقوبة حدين أدنى وأقصى حتى يعمل القاضى سلطته
التقديرية فى إيقاع القدر المناسب منها فى كل حالة على حدة ـ ـ والشق الثانى تمثل فى عقوبتى
الضريبة والضريبة اإلضافية ،وهما عقوبتان تكميليتان تقضى بهما المحكمة من تلقاء نفسها ،
األولى تحمل معنى الرد العيني ـ ـ أى رد الضريبة التى تخلف الممول عن توريدها للخزانة العامة
للدولة ،والثانية بمثابة عقوبة جزائية ـ ـ بحتة ـ ـ جراء تأخره عن توريد الضريبة فى المواعيد المقررة
قانوناً لردع المكلفين بتحصيل الضريبة عن التقاعس فى توريدها للخزانة العامة وحثهم على
المبادرة إلى إيفائها ،ومن ثم فإن هاتين العقوبتين ـ ـ َّل تحمالن ـ ـ بأى حال ـ ـ معنى التعويض ،
ويؤيد هذا النظر أن المشرع بعد أن نص على العقوبتين سالفتي الذكر ،فارق بينهما وبين
التعويض بعبارة " تعويض َّل يجاوز مثل الضريبة " ،ذلك أنه من المقرر فى صحيح قواعد اللغة
أن حرف الواو يفيد العطف ،وأن العطف يقتضى المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ،
ويرسخ هذا النظر اختالف المعنى اللغوي لكل من لفظي الضريبة والتعويض ،إذ إن األولى
تعنى ما يفرض على الملك والعمل والدخل للدولة والثانية تعنى البدل والخلف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ