Professional Documents
Culture Documents
للدعوى العمومية
محمد اكدو _ حسناء أعدراوي عرض من انجاز :
سليمان اكدو _ خولة بشار
01
إجابة عن كل هذه اإلشكاليات ،يمكن القول بأنه للشخص
المتضرر الحق في اإلختيار بين أن يرفع دعوى مدنية مستقلة
لدى القضاء المدني المختص في النظر في المطالب المتعلقة
بجبر األضرار الخاصة وذلك وفق الفقرة االولى من المادة 10من
قانون المسطرة الجنائية " يمكن إقامة الدعوى المدنية،
منفصلة عن الدعوى العمومية ،لدى المحكمة المدنية
المختصة " ،وذلك عن طريق إتباع إجراءات المسطرة المدنية ،
وإن إختار المتضرر أن يرفع هذه الدعوى بشكل مستقل عن
الدعوى العمومية فإن هنالك قيود تتمثل في ما جاءت به
الفقرة الثانية من المادة 10من قانون المسطرة الجنائية
" يجب أن توقف المحكمة المدنية البت في هذه الدعوى إلى
أن يصدر حكم نهائي في الدعوى العمومية إذا كانت قد تمت
إقامتها " ،بالتالي يفهم من هذه الفقرة من الفصل ان المحكمة
المختصة بالبت في الدعوى المدنية يجب ان توقف البت في
الدعوى المدنية إن كانت هنالك دعوى عمومية قد حركت ،
وهذا التوقف يكون إلى ان يصدر حكم او قرار نهائي في الدعوى
العمومية ،أي إلى أن يكتسب الحكم او القرار قوة الشيء
المقضي به ،لكن كإختيار أخر يمكن للمتضرر ان يلجأ إلى رفع
دعوى مدنية تابعة للدعوى العمومية واألساس القانوني لذلك
هو الفقرة األولى من المادة 9من قانون المسطرة الجنائية
التي تنص على أنه " يمكن إقامة الدعوى المدنية والدعوى
العمومية في آن واحد أمام المحكمة الزجرية المحالة إليها
الدعوى العمومية " .
02
هناك إشكالية تطرح ،ما أساس القول بأن المدني يتبع
الجنائي وليس العكس ؟ ولماذا ال يمكن تحريك الدعوى
العمومية تابعة للدعوى المدنية ؟ ببساطة ال يمكن ألن حق
المجتمع سابق عن الحق الخاص ،وال يمكن مخالفة القاعدة
الفقهية القائلة بأن المدني يتبع الجنائي ،وهو امر سار عليه
المشرع كذلك في قانون المسطرة الجنائية من خالل المادة
9منه ،وتتجلى أهمية هذه الدعوى أنها متى كانت المحكمة
الجنائية تنظر في الدعوى العمومية والدعوى المدنية معا ،
فإنها تكون ملزمة بالفصل فيهما بحكم واحد ،باإلضافة الى
ذلك فالدعوى المدنية التابعة تخضع ألحكام قواعد المسطرة
الجنائية وال يجوز تطبيق قواعد المسطرة المدنية عليها إال إذا
وجد نص صريح ينص على ذلك ،لكن رغم التبعية ،هنالك
بعض القواعد التي تستقل بها الدعوى المدنية التابعة عن
الدعوى العمومية ،وتتجلى هذه االستقاللية أساسا في
أسباب اإلنقضاء ،فكل دعوى لها أسباب خاصة بها ،فسقوط
الدعوى العمومية ال يترتب عنه سقوط الدعوى المدنية التابعة
وتبقى خاضعة الختصاص المحكمة الزجرية ،ونظرا ألهمية
الدعوى المدنية التابعة ،تطرح مجموعة من اإلشكاليات ،ما
هي مظاهر تبعية الدعوى المدنية للدعوى المدنية ؟
وأطراف الدعوى المدنية التابعة ؟ وما هو موضوع وسبب
الدعوى المدنية التابعة ؟
03
محاور الموضوع
04
أوال :مظاهر تبعية الدعوى المدنية
للدعوى العمومية .
05
أوال :مظاهر تبعية الدعوى المدنية
للدعوى العمومية .
06
أوال :مظاهر تبعية الدعوى المدنية
للدعوى العمومية .
07
أوال :مظاهر تبعية الدعوى المدنية
للدعوى العمومية .
08
أوال :مظاهر تبعية الدعوى المدنية
للدعوى العمومية .
09
ثانيا :قواعد لها ارتباط بمسألة الدعوى
المدنية التابعة للدعوى العمومية .
10
ثانيا :قواعد لها ارتباط بمسألة الدعوى
المدنية التابعة للدعوى العمومية .
11
ثالثا :أطراف الدعوى المدنية
التابعة
تتمثل أطرف الدعوى العمومية التابعة في المدعي وهو كل
شخص تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو معنوي
تسببت فيه الجريمة مباشرة أو من ينوب عنه أو ورثته أو وكيله
،والمدعى عليه هو الفاعل األصلي أو المساهم أو المشارك
وكذا ورثتهم أو األشخاص المسؤولين مدنيا للتوضيح اكثر
سنتناول في الفقرة االولى المدعي ،وفي الفقرة الثانية
المدعى عليه .
المدعي :
هو الشخص المتضرر وفق المادة 7من قانون المسطرة
الجنائية إذ يتضح من خالل مضمونها أنه يرجح الحق في إقامة
الدعوى المدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن مخالفة أو جنحة
أو جناية لكل من تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو
معنوي تسببت فيه الجريمة مباشرة ،لكن لرفع الدعوى
المدنية التابعة البد من توفر ثالث شروط أساسية ،حتى
يكتسب الشخص حق التقاضي وهذه الشروط وفق المادة 1
من قانون المسطرة الجنائية الصفة ،األهلية والمصلحة ،
ولتحقق المصلحة في الدعوى المدنية التابعة البد من تحقق
عنصر الضرر وعليه سنتناول أهلية التقاضي وتحقق عنصر الضرر
.
12
ثالثا :أطراف الدعوى المدنية
التابعة
13
ثالثا :أطراف الدعوى المدنية
التابعة
لذلك فهو ملزم بإثباته ويجوز ذلك بجميع وسائل اإلثبات
كالبينة والقرائن ،لذلك نجد المشرع المغربي أجاز طبقا
للمادة 7من قانون المسطرة الجنائية رفع الدعوى المدنية
أمام المحاكم الزجرية لتعويض الضرر الناتج عن الجريمة ،لكن ال
يكفي لهذا الضرر أن يكون ناتج عن الجريمة حتى يكون للمتضرر
الحق بالمطالبة بالتعويض عنه وتقبل دعواه المدنية ،وإنما
يلزم أن تتوفر فيه شروط تتمثل أساسا في أن يكون شخصيا
ومباشرا و محققا وناشئا عن الجريمة المرفوعة بها الدعوى
العمومية .
المدعى عليه في الدعوى المدنية التابعة :
بالرجوع للمادة 8من قانون المسطرة الجنائية نجدها تنص
على أنه "يمكن إقامة الدعوى المدنية ضد الفاعلين األصليين أو
المساهمين أو المشاركين في إرتكاب الجريمة وضد ورثتهم
واألشخاص المسؤولين مدنيا عنهم " .
ويمكن تعريف المدعى عليه في الدعوى المدنية بأنه كل
شخص طبيعي أو معنوي يلزمه القانون بتعويض الناشئ عن
الجريمة سواءا كان فاعال أصليا أو مساهما أو مشاركا في
إرتكابها ،كما يجوز إقامتها على ورثة مرتكب الجريمة أو ضد
األشخاص المسؤولين عليه مدنيا ،وعليه فإن صفة المدعى
عليه تتوفر في الدعوى المدنية التابعة للدعوى العمومية
لألشخاص الطبيعية والمعنوية التالية :
14
ثالثا :أطراف الدعوى المدنية
التابعة
15
ثالثا :أطراف الدعوى المدنية
التابعة
16
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
اذا كان موضوع الدعوى العمومية هو االمطالبة بإنفاد الجزاء
على الشخص المخالف للقانون الجنائي سواء كان هذا الجزاء
عقوبة أو تدبير وقائي أو هما معا ،فإن موضوع الدعوى
المدنية التابعة يتمثل في حق المتضرر في طلب رفع وجبر
األضرار الالحقة به من جراء الجريمة ،وال يكون ذلك إال
بالتعويض عن كل ذلك ،فعندما تنتهي المحكمة الزجرية من
النظر في الدعويين ،فإنها تفصل إضافة الى العقوبة والتدبير
الوقائي في مواضيع فرعية ،يتعين عليها البث فيها بنفس
الحكم كمصاريف الدعوى والرد ،ونشر الحكم .
أما فيما يتعلق بالسبب الذي تستند عليه الدعوى المدنية
التابعة فيتمثل في الجريمة التي ترتبت عنها أضرار للغير ،
ويكون للمتضرر هنا الحق في المطالبة بالتعويض عن الضرر ،
وكذا المصروفات التي إستزمت لحصوله على حقه والمدعى
عليه في الدعوى المدنية التابعة هو الذي يلتزم بأداء هذه
التعويضات .
17
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
-1مصاريف الدعوى :
فإن مجانية التقاضي مبدأ سام يقضي بإعفاء المتقاضين من
أداء مصاريف الدعوى ،ولكن الدولة لما لها من اعباء ونفقات
باهظة إضطرت إلى إلزام المتقاضين مدنيا ،.بآداء مصاريف
قضائية لفائدة خزينة الدولة ،وهكذا نصت المادة 105من
قانون المسطرة الجنائية على أن " كل حكم بعقوبة أو تدبير
وقائي ،يجب أن يبت في الصوائر ومصاريف الدعوى طبقا
للقواعد المنصوص عليها في المادتين 367و 368من
المسطرة الجنائية " ،وقد حدد المشرع المبادئ العامة التي
تحكم الصائر والمصاريف والتي يمكن إجمالها في القواعد اآلتية:
-يتعين أن يتضمن الحكم في جوهر الدعوى ،تصفية المصاريف
مع تحديد مدة اإلكراه البدني عند اإلقتضاء .
-يتحمل المطالب بالحق المصاريف ،ما لم يكن متمتعا
بالمساعدة القضائية ،إذا كان هو الذي أثار الدعوى العمومية .
-تتحمل الخزينة العامة المصاريف المرتبطة بالدعوى العمومية
،ومن قبيل ذلك ،مصاريف تنقل الشهود وأتعاب الخبير ،وإذا
كانت النيابة العامة هي التي حركت الدعوى العمومية ،وصدر
حكم بالبراءة (حكم رقم 8611119صادر عن غرفة الجنايات
بطنجة بتاريخ ) 1986/05/19ولم يكن ثمت مطالب بالحق
المدني .
18
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
هذا وتجذر اإلشارة إلى أن بعض الشراح تستعمل مصطلح
المصاريف القضائية ،بمعنى خاص جذا ،فيربطه بالنفقات التي
يتكبدها المطالب بالحق المدني بغرض الوصول إلى إقتضاء
التعويض الجابر للضرر الذي لحقه شخصيا ،وتشمل هذه
النفقات الرسوم القضائية المؤداة اذا كانت واجبة ،وأتعاب
المحامي الذي يقوم له بالمسطرة ،وغيرها من المصاريف التي
البد منها حتى يتسنى له اقتضاء التعويض ،وقم تم التنصيص
على هذه المصاريف في مجموعة من المواد منها المادة 95و
216و 223و 224وغيرها من المواد من قانون المسطرة
الجنائية .
-2الرد :
أما فيما يتعلق بمسألة الرد ،فهذا المصطلح يفهم به عادة ،
إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل وقوع الجريمة ،وبذلك يبدو
وكأنه صورة من صور التعويض العيني عندما يطلبه المجني
عليه ومثال ذلك كالذي يطالب برد األشياء التي سرقت منه أو
نصب عليه فيها ،كما أن الفقرة األولى من الفصل 106من
القانون الجنائي قد عرفت لنا الرد بكونه "إعادة األشياء أو
المبالغ أو األمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد العدالة إلى
أصحاب الحق فيها ،كما يمكن للمحكمة أن تأمر بالرد ولو لم
يطلبه صاحب الشان.
وبهذا يمكن لقاضي التحقيق أو المحكمة أن يأمر بالرد و بدون
تقديم طلب بذلك إلى ضحية الجريمة أو لغيره أو للمتهم نفسه
في حالة ما إذا تبين أن الشئ المحجوز ال عالقة له بالجريمة ،أو
صدر قرار بعدم المتابعة أو حكمت المحكمة ببراءة المتهم ،
وهذا ما نصت عليه المادة 389من قانون
19
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
المسطرة الجنائية بقولها "إذا تبين أن المتهم لم يرتكب الفعل
أو أن الفعل ال يكون مخالفة للقانون الجنائي فإن المحكمة
تصدر حكما بالبراءة وتصرح بعدم اختصاصها للبث في الدعوى
المدينة ،وثبت عند اإلقتضاء في رد ما يمكن رده.
وفي هذا الصدد قضت غرفة الجنايات بمحكمة اإلستئناف
بطنجة برد المحجوزات إلى أصحابها الشرعيين بعد أن تبين لها
أنه ال عالقة لهم بالجريمة المرتكبة (قرار عدد )83/158صادر
عن محكمة اإلستناف بطنجة بتاريخ 1983/6/6
فالمحكمة يمكنها أن تأمر بالرد ولو لم يطلبه صاحب الشان
وذلك حسب ما هو منصوص عليه في الفصل 106من
القانون الجنائي
وقد أخد المشرع المغربي بالمفهوم الضيق للرد ،إذ ال يجوز
حسب الفصل 107من مجموعة القانون الجنائي رد غير :
>األشياء أو المبالغ أو االمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد
العدالة إلى أصحاب الحق فيها.
>المبالغ المتحصلة من بيع األشياء أو األمتعة المنقولة التي
كان للمطالب بالحق في استردادها عينا.
>األشياء أو األمتعة المنقولة المتحصل عليها بواسطة ما نتج
عن الجريمة مع احترام حقوق الغير
وحتى نفك اإللتباس بين الرد و التعويض فالبد من الوقوف
على النقاط التالية :طالب التقويض أمام المحكمة الزجرية،
يملكه المتضر شخصيا من الجريمة دون غيره في حين أن الرد
يمكن أن يطلبه كل من له الحق على الشئ وذلك وفق
مقتضيات الفصل 106من القانون الجنائي .
20
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
باإلضافة إلى أن التعويض كيفما كان نوعه يطلبه المتضرر وال
يمكن للمحكمة الزجرية أن تحكم به حتى و لو تبين لها من خالل
وقائع الدعوى أن هناك من آضرت به الجريمة وإلى جانب ذلك
أيضا ،أن طلب التعويض مهما كان نوعه تقضي به المحاكم
العادية ،في حين أن الرد تقرره المحاكم اإلستئنا
هذا وتجدر اإلشارة إال أنه البدا عند التحدث عن الرد التطرق
إلى مقتضيات المادتان 10و 49من قانون المسطرة
الجنائية ،والذي استحدث إجراء جديد يتعلق بإرجاع الحالة عند
االعتداء على الحيازة إلى من كانت عليه
المطلب الثاني :التعويضي ونشر الحكم :إذا كان موضوع
الدعوى المدينة التابعة هو طلب التعويض من جراء ما لحق
المتضرر من ضرر ناتج عن الجريمة .فإن نشر الحكم تبقى له غاية
معنوية بالنسبة للضحية وهو غسل العار الذي من مني به
بسبب ما تعرض له من اعتداء
-3التعويض :
تعتبر المطالبة بالتعويض من الشروط الشكلية لقبول الدعوى
المدنية أمام قضاء الحكم ،بحيت يتعين على المطالب بالحق
المدني أن يحدد مقدار ونوعية التعويض الذي يرغب في
الحصول عليه.
وقد قضى المجلس األعلى في هذا الشأن بأنه "ال تكفي
شكاية المجنى عليه لتحريك الـدعوة العمومية من طرفه
والحكم له بالتعويض بل ال بد أن يعبر عن رغبته في المطالبة
بالحق المدني ويحدد مبلغ التعويض عن الضرر الذي أصابه
"قرار عدد 1084و تاريخ 1982/7/23د.م.أ عدد 30ص 80
21
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
وتقدير التعويض ،يرجع للقضاء الذي يجب عليه اعتماد جملة
من العناصر الموضوعية كطبيعة الضرر ،ومقدار ما فات المضرور
من كسب أو لحقه من خسارة ،وال مجال إلغفال فكرة تجزئة
المسؤولة عند الحديث عن التعويض و يتعلق األمر بالحالة التي
يتعدد فيها المتسببون في الضرر ،وفي هذا السياق نص
الفصل 109من القانون الجنائي على أن "جميع المحكوم
عليهم من أجل نفس الجناية أو نفس الجنحة أو نفس المخالفة
يلزمون متضامنين بالغرامات والرد والتعويضات المدنية
والصوائر ،إلى إذا نص الحكم على خالف ذلك .
و بمقتضى هذا الفصل فإن الحكم بالتضامن ال يشمل إال
األشخاص المحكوم عليهم .
22
رابعا :سبب وموضوع الدعوى
المدنية التابعة
23
خامسا :أسباب انقضاء الدعوى
المدنية التابعة
-1التقادم كسبب من أسباب إنقضاء
الدعوى العمومية :
التقادم المسقط :أثر قانوني مترتب على عدم ممارسة صاحب
الحق لحقه خالل المدة المحددة قانونا لممارسته ،فعدم
ممارسة الدعوى المدنية التابعة خالل المدة التي حددها القانون
يترتب عن ذلك سقوط هذه الدعوى وإنقضاؤها ،وجذير بالذكر
أنه لكل من الدعوى العمومية والدعوى المدنية تقادم مختلف
تستقل به كل دعوى عن األخرى .
فالدعوة العمومية تتقادم وفق ما جاءت به المادة 5من قانون
المسطرة الجنائية بمرور 15سنة تبتدئ من يوم اقتراف الجريمة
وذلك بالنسبة للجنايات ،أما الجنح فتتقادم بمرور 4سنوات ،أما
المخالفات فتتقادم بمرور سنة واحدة ،أما بخصوص الدعوى
المدنية فيختلف فيها التقادم بحسب نوع الدعوى المدنية والتي
يوجد فيها نوعان تقصيرية وعقدية ،بالعودة للفصل 106من
قانون االلتزامات والعقود يتضح ان دعوى المسؤولية التقصيرية
تتقادم بمرور 5سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ إلى علم
المتضرر بالضرر والمسؤول عنه ،وتتقادم بجميع األحوال بمرور 20
سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر إن لم يعلم المتضرر بالضرر
والمسؤول عنه ،وبالنسبة للمسؤولية العقدية تتقادم بمرور 15
سنة تبتدئ من تاريخ إبرام العقد .
24
خامسا :أسباب انقضاء الدعوى
المدنية التابعة
بعد التطرق ألجاالت التقادم ،يمكن طرح اإلشكالية التالية فيما
يتعلق بالدعوى المدنية التابعة ،هل يؤدي سقوط الدعوى
العمومية بالتقادم الى سقوط الدعوى المدنية التابعة لها ام
ال ؟
جوابا على هذا اإلشكال نستحضر حكم صادر عن إبتدائية فداء
درب السلطان بتاريخ 2003/07/01الذي جاء فيه " إذا كانت
مقتضيات الفصل 12من قانون المسطرة الجنائية ،تنص على
أنه إذا كانت المحكمة الزجرية تنظر في الدعوى العمومية
والدعوى المدنية معا ،فإن وقوع حوادث مسقطة للدعوى
العمومية يترك الدعوى المدنية قائمة وتبقى خاضعة إلختصاص
المحكمة الزجرية فإن هذا النص العام ،وإن كان يشمل التقادم
كإجراء مسقط للدعوى العمومية طبقا للفصل الثالث من نفس
القانون إال أن مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 14من قانون
المسطرة الجنائية " إذا تقادمت الدعوى العمومية فال يمكن
أنذاك إقامة الدعوى المدنية سوى أمام المحكمة المدنية " ،
تعتبر مقتضيات قانونية خاصة تتعلق بأثر تقادم الدعوى العمومية
على مصير الدعوى المدنية التابعة ،وهي المقتضيات األولى
بالتطبيق وبالتالي يترتب عن ذلك الحكم بعدم قبول المطالب
المدنية شكال " .
بالتالي يتضح من الحكم القضائي ومن مقتضيات المواد المذكورة
فيه أن سقوط الدعوى العمومية ال يترتب عنه سقوط الدعوى
المدنية ،بل أن هذا السقوط يترك الدعوى المدنية التابعة قائمة
وخاضعة الختصاص القضاء الزجري .
25
خامسا :أسباب انقضاء الدعوى
المدنية التابعة
وجذير بالذكر أن هنالك أسباب أخرى إلنقضاء الدعوى المدنية
التابعة الى جانب التقادم ،نخص بالذكر من هذه االسباب :
-2الصلح :
تعتبر الدعوى المدنية التابعة دعوى مرتبطة بالمصالح الخاصة
لألفراد وليس بالنظام العام اي الحق العام للمجتمع ،لذا يجوز
الصلح فيها بمقابل وغالبا ما يكوم مقابل بمبلغ مالي أو جبر الضرر
.
- 3التنازل :
يمكن التنازل عن الدعوى العمومية التابعة وهذا التنازل ال يمنع
من رفع الدعوى مرة أخرى أمام القضاء المدني ولم يحدد
المشرع شكال للتنازل فقد يكون كتابيا أو شفويا أو ضمنيا كحالة
عدم تقديم مذكرة طلب تعويض ،غير أن التنازل عن اإلستئناف
يجب أن يكون صريحا وللمتهم أن يعارض التنازل ،كما لو تبين
للمدعي أن المتهم بريئ ،وتنازل حتى ال يحكم عليه بالتعويض
لصالح المتهم .
- 4صدور الحكم النهائي :
فعلى إعتبار أن الغاية التي يسعى إليها المدعي المدني من وراء
دعواه هي البت فيها بحكم يستجيب لمطالبه المدنية ،فإذا صدر
هذا الحكم وأصبح حائزا لقوة الشيء المقضي به فإن الدعوى
المدنية تنقضي ألنها تكون قد حققت الغاية من رفعها ،هذا
ويتعين أن يكون الحكم نهائيا قد فصل موضوع الدعوى المدنية
ولم يقتصر على عدم قبولها بسبب فقدان الصفة او األهلية أو
لعيب شكلي آخر .
26
وختاما نشكر الدكتور الفاضل محمد
متيوي مشكوري والذي منح لنا فرصة
إلنجاز هذا الموضوع ،فله منا كامل
الشكر والتقدير .