‫رأي قانوني‬

‫م�آل الدعـــوى املدنية التابعـة‬

‫بعد تقادم الدعوى العموميــــة‬
‫إال أن ه�ذا الق�رار س�يعرف تأكيدا‬ ‫يجد مبدأ الفرع يتبع األصل تطبيقا‬
‫يف ق�رار حدي�ث ج�دا ً ص�ادر ع�ن‬ ‫يف ع�دة مناحي من قانون الش�كل‬
‫محكم�ة النق�ض تح�ت ع�دد‬ ‫و املوض�وع ‪ ،‬ومن بينه�ا الدعوى‬
‫‪ 2422‬بتاري�خ ‪ 2019/12/11‬يف‬ ‫املدني�ة املقدم�ة أم�ام القض�اء‬
‫امللفين املضمومين ع�دد ‪-7188‬‬ ‫الجنح�ي و الت�ي ‪ ،‬باعتباره�ا‬
‫‪ 2018/7/6/7189‬و ال�ذي ج�اء‬ ‫«دعوى تابع�ة»‪ ،‬فهي تتبع وجودا‬
‫في�ه ‪ « :‬و بن�اء عىل امل�ادة ‪ 12‬من‬ ‫و عدم�ا الدع�وى العمومي�ة ‪،‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج الت�ي تنص بأنه (إذا كانت‬ ‫فالق�ايض الزج�ري و تطبيقا لهذا‬
‫املحكم�ة الزجرية تنظر يف الدعوى‬ ‫املبدأ يس�تمد اختصاص�ه للبت يف‬
‫العمومي�ة والدع�وى املدني�ة معاً‪،‬‬ ‫الدع�وى املدني�ة م�ن رشط ال ب�د‬
‫فإن وقوع س�بب مسقط للدعوى‬ ‫منه و هو البت مسبقا يف موضوع‬
‫العمومي�ة يترك الدع�وى املدني�ة‬ ‫الدعوى العمومية و ذلك يف معرض‬
‫قائمة‪ ،‬وتبقى خاضعة الختصاص‬ ‫إدانته للمتهم من أجل كل أو بعض‬
‫املحكم�ة الزجري�ة) ‪ ،‬و عليه فإن‬ ‫املنسوب إليه ‪.‬‬
‫املحكمة ملا قضت بعدم اإلختصاص‬ ‫هذا املب�دأ يجد تلطيف�ا يف القانون‬
‫للب�ت يف مطالب الطاعنين املدنية‬ ‫املغربي‪ ،‬إذ أن امل�ادة ‪12‬من قانون‬
‫املقدم�ة يف مواجه�ة املته�م بع�د‬ ‫املسطرة الجنائية أبقت اختصاص‬
‫الترصي�ح ببراءة ه�ذا األخري مما‬ ‫الق�ايض الزجري للب�ت يف الدعوى‬
‫نس�ب إلي�ه بعل�ة تق�ادم الدعوى‬ ‫املدني�ة بالرغ�م م�ن س�قوط‬
‫العمومي�ة ‪ ،‬و الح�ال أن املحكم�ة‬ ‫م�ن ط�رف النيابة العام�ة إال أنها‬ ‫و ه�و نف�س املب�دأ ال�ذي أكدت�ه‬
‫واصل�ت النظ�ر يف الدع�وى املدنية‬ ‫الحق�ا يف قرارها عدد ‪ 581‬الصادر‬ ‫الدعوى العمومي�ة‪ ،‬و تنص يف هذا‬
‫املطع�ون يف قراره�ا كانت تنظر يف‬ ‫الص�دد بأن�ه ‪ « :‬إذا كانت املحكمة‬
‫الدعويني الجنائية و املدنية التابعة‬ ‫التابع�ة و قضت بقبولها تكون قد‬ ‫بتاري�خ ‪ 2010/05/19‬امللف عدد‬
‫خرقت املقتىض املذكور»‬ ‫‪.)09/7534‬‬ ‫الزجرية تنظر يف الدعوى العمومية‬
‫معا مما تبق�ى معه مختصة للبت‬ ‫والدع�وى املدنية مع�اً‪ ،‬فإن وقوع‬
‫يف الدع�وى املدني�ة التابع�ة مم�ا‬ ‫إال أن�ه ه�ذا املوق�ف س�يعرف‬ ‫م�ن الواض�ح أن محكم�ة النقض‬ ‫س�بب مس�قط للدعوى العمومية‬
‫يبق�ى مع�ه الق�رار املطع�ون فيه‬ ‫تعريج�ا ‪ revirement‬يف الق�رار‬ ‫حس�مت األم�ر بخص�وص جميع‬ ‫يرتك الدعوى املدنية قائمة‪ ،‬وتبقى‬
‫عندم�ا قضى بع�دم اإلختص�اص‬ ‫الص�ادر بتاري�خ ‪2014/10/30‬‬ ‫األس�باب املس�قطة للدع�وى‬ ‫خاضع�ة الختص�اص املحكم�ة‬
‫للبت يف الدعوى املدنية التابعة بعد‬ ‫تحت ع�دد ‪ 1007‬يف امللف الجنائي‬ ‫العمومية‪ ،‬باس�تثناء التقادم الذي‬ ‫الزجرية» ‪.‬‬
‫الترصيح بتقادم الدعوى العمومية‬ ‫ع�دد ‪ 13/11/6/17706‬و ال�ذي‬ ‫وج�د تطبيق�ا مغاي�را للتفسير‬
‫اعتربت من خالله محكمة النقض‬ ‫القضائ�ي ملضم�ون امل�ادة ‪ 12‬من‬ ‫فرس مضمون هذه املادة من طرف‬
‫فاس�د التعليل امل�وازي إلنعدامه و‬
‫بأن ‪ « :‬امل�ادة ‪ 12‬من ق‪.‬م‪.‬ج تنص‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬سيما و أنه كسبب مسقط‬ ‫القضاء املغربي يف اتجاه إس�تمرار‬
‫عرضة للنقض و اإلبطال»‬
‫إذا كانت املحكمة الزجرية تنظر يف‬ ‫ال يمك�ن أن يح�دث بمنطق األمور‬ ‫اختصاص القايض الزجري للبت يف‬
‫يبق�ى م�ن املبتسر تصني�ف هذا‬ ‫الدعوى املدنية فقط يف حالة حدوث‬
‫اإلجته�اد كإمت�داد للتف�رد ال�ذي‬ ‫الدعوى العمومية و الدعوى املدنية‬ ‫أثناء نظر املحكمة يف الدعوى ‪ ،‬عىل‬
‫مع�ا ‪ ،‬ف�إن وقوع س�بب مس�قط‬ ‫اعتبار أن املتابعة يعد سببا قاطعا‬ ‫السبب املس�قط للدعوى العمومية‬
‫دش�نه القرار عدد ‪ ، 1007‬لكن من‬ ‫بع�د تحريكه�ا و ليس قب�ل ذلك ‪،‬‬
‫الواضح أنه تبنى تفسريا يجنح إىل‬ ‫للدع�وى العمومي�ة يترك الدعوى‬ ‫للتق�ادم (امل�ادة ‪ 6‬م�ن ق‪.‬م‪.‬ج)‪،‬‬
‫املدني�ة قائم�ة ‪ ،‬و تبق�ى خاضعة‬ ‫و ه�و أم�ر ينس�جم م�ع الفق�رة‬ ‫فف�ي الق�رار ع�دد ‪ 2677‬الصادر‬
‫إق�رار ح�ق الضحي�ة يف التعويض‬ ‫بتاريخ ‪ 2004/07/28‬يف امللف عدد‬
‫أم�ام القض�اء الزج�ري بغ�ض‬ ‫الختص�اص املحكم�ة الزجرية ‪ ،‬و‬ ‫الثاني�ة م�ن املادة ‪ 14‬م�ن ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫هو م�ا يفسر أن الدع�وى املدنية‬ ‫الت�ي تن�ص‪« :‬إذا تقادمت الدعوى‬ ‫‪ 02/2401‬اعتربت محكمة النقض‬
‫النظ�ر عن مآل الدع�وى العمومية‬ ‫ب�أن ‪ « :‬بق�اء املحكم�ة الزجري�ة‬
‫متبني�ا تفسيرا واس�عا للم�ادة‬ ‫تبقى قائمة ‪ ،‬و إن سقطت الدعوى‬ ‫العمومية فال يمكن إقامة الدعوى‬
‫العمومي�ة بالتق�ادم عملا باملادة‬ ‫املدنية إال أمام املحكمة املدنية» ‪.‬‬ ‫مختصة بالنظ�ر يف الدعوى املدنية‬
‫‪ 12‬م�ن ق‪.‬م‪.‬ج و ذل�ك اخت�زاال‬ ‫التابع�ة مشروط بك�ون الوقائع‬
‫للزم�ن القضائ�ي و درءا للتكاليف‬ ‫املذك�ورة أعلاه ‪ ،‬و ه�و ما قضت‬ ‫فف�ي قراره�ا ع�دد ‪ 1088‬الصادر‬
‫ب�ه املحكمة ‪ ،‬و بالتايل يبقى القرار‬ ‫املسقطة للدعوى العمومية وقعت‬
‫اإلضافي�ة الت�ي س�يتكبدها أم�ام‬ ‫بتاري�خ ‪ 2010/10/20‬مل�ف‬ ‫وق�ت نظ�ر املحكم�ة يف الدعويني‬
‫القضاء املدني‪.‬‬ ‫املطعون فيه معلال تعليال سليما» ‪.‬‬ ‫ع�دد ‪ 10/12354‬أك�دت محكم�ة‬ ‫مع�ا العمومي�ة و املدني�ة‪ ،‬أم�ا إذا‬
‫املرشع الفرنيس حل هذا اإلش�كال‬ ‫اعترب هذا القرار إىل حد ما «اجتهادا‬ ‫النقض بأنه ‪ »:‬إذا تقادمت الدعوى‬ ‫وقعت ح�وادث مس�قطة للدعوى‬
‫بإخضاع الدع�وى املدني�ة التابعة‬ ‫فريدا» على هامش امل�ادة ‪ 14‬من‬ ‫العمومية فاليمكن إقامة الدعوى‬ ‫العمومية قبل ذل�ك ‪ ،‬فإن املحكمة‬
‫لنف�س تقادم الدع�وى العمومية ‪،‬‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج الذي ت�وارى وراء التطبيق‬ ‫املدني�ة إال أم�ام املحكم�ة املدني�ة‬ ‫الزجرية ال تك�ون مختصة بالنظر‬
‫و ه�و حل يبقى جد عميل يف نظرنا‬ ‫املجرد و التفسير الواس�ع للمادة‬ ‫طبق�ا للفقرة ‪ 2‬من امل�ادة ‪ 14‬من‬ ‫يف الب�ت يف الدعوى املدنية التابعة ‪،‬‬
‫م�ن املمكن اإلقت�داء ب�ه يف قانون‬ ‫‪ 12‬م�ن نف�س القان�ون و ال�ذي‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬و املحكم�ة الزجري�ة مل�ا‬ ‫ألن األس�اس الذي تقوم عليه هذه‬
‫املسطرة الجنائية املغربي‪.‬‬ ‫ل�م يعد يمي�ز يف أمر تاري�خ طروء‬ ‫ثب�ت له�ا أن الدع�وى العمومي�ة‬ ‫األخرية لم يعد قائما» ‪.‬‬
‫السبب املسقط للدعوى العمومية ‪.‬‬ ‫ق�د طاله�ا التقادم قب�ل تحريكها‬
‫ر‪.‬ب‬