You are on page 1of 53

‫المحاضرة الخامسة‬

‫مشكالت مرحلة المراهقة‬


‫أ‪.‬م‪.‬د ‪ /‬محمود رامز يوسف‬
‫‪ ‬هناك العديد من العوامل األساسية المسببة لمشكالت المراهقين ذات الصلة باإلفراد الهرموني خاصة‪ ،‬وما يترتب عليه من‬
‫تغيرات وتحوالت وتقلبات في سلوك المراهق ومزاجه‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬تسبب التربية الخطأ في مراحل الطفولة السابقة‪ :‬تناقضات حادة تؤدى إلى تشكل العقد ‪ Complexes‬لدى الطفل‪ ،‬وتبقى تلك العقدة‬
‫كامنة ‪ Latent‬حتى مرحلة المراهقة‪ ،‬حيث تحد إمكانية للبروز على السطح ألن الدوافع الرئيسية أنشط منها في المراحل السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي الممارسات والمواقف السلبية الخطأ (نبذ‪ ،‬إهمال‪ ،‬عقاب بدني‪ ،‬إساءة طفلية‪ ...‬إلح) إلى نمو سلوك غير سوي للطف‪ ،‬وإلى‬
‫ظهور سلوك مشاكس وعدوانية ‪ Hostility‬في مرحلة المراهقة الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬يزيد من تفاقم المشكلة استمرارية سلبية المواقف التربوية من قبل األسرة في معاملة المراهق‪ .‬خاصة في حال إتباع األسرة أسلوب‬
‫المعاملة القاسية مع المراهقين وعقابهم بدنيا‪ .‬األمر الذي يؤدي إلى تكوين مراهق متمرد‪.‬‬
‫‪ ‬تسبب قلة الخبرة الحياتية لدى المراهق ونقص اإلرشاد والتوجيه من قبل المحيط االجتماعي إلى وقوع المراهق في مشكالت‬
‫كثيرة‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي اإلفراط في المثالية‪ ،‬الذي يسيطر على تفكير المراهق إلى وهم حقيقي يعيشه‪ ،‬فيعجز بسببه عن تحقيق أهدافه وطموحاته‪.‬‬
‫‪ ‬قد تحدث أحيانا صراعات نفسية لدى المراهقين نتيجة حاالت مختلفة من القلق العصابي تسببها خشيتهم من التغيير عن الدوافع‬
‫المحرمة الدفينة ‪ Forbidden Imqulses‬كالدوافع الجنسية مثال‪ .‬أو دوافع االنفصال عن األسرة‪.‬ويساهم في تعزيز تلك‬
‫الصراعات بعض المواقف السلبية الخطأ التي تقفها األسرة تجاه رغبة المراهق بالتعرف إلى طبيعة تلك الدوافع‪ ،‬كما تساهم‬
‫الممارسات الخطأ التي يشجع األقران على سلوكها في ظهور السلوك المشكل لدى المراهق وتزيد الخبرات السلبية التي ينقلونها‬
‫إلى المراهق بكثير من التضخيم أحيانا‪ .‬حول تلك الدوافع وكيفية إشباعها‪ ،‬في تعميق الصراعات وزيادة القلق النفسي لديه‪.‬‬
‫‪ ‬تحدث التغيرات السريعة في الوظائف الفسيولوجية‪ ،‬وما ينشأ عنها من خلل في آلية اإلفراز الهرموني‪ ،‬عدم استقرار مزاجي‬
‫‪ Temperamental Instability‬لدى المراهق‪ .‬ونزوع إلى تغيير السلوك االنفعالي لديه بسرعة كبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬قد تنشأ المشكالت أحيانا نتيجة مظاهر نمائية خاصة بمرحلة المراهقة‪ ،‬مثل تعقيدات البلوغ ومعوقاته الناتجة عن الخلل المفرط في‬
‫اإلفراد الهرموني‪ ،‬والصراع بين األجيال‪ .‬وأزمة الهوية‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫نماذج من مشكالت المراهقين‪:‬‬
‫علم نفس النمو يهتم أيضا بدراسة نمو الفرد من جوانبه المختلفة العقلية واالنفعالية والحركية واالجتماعية ‪،‬‬
‫وعالقتها بالمتغيرات اآلخرى ‪ ،‬كالتكوين البيولوجى والعوامل الوراثية والبيئية‪.‬‬
‫‪ ‬إن الحديث عن مشكالت المراهقين ال يعني أن مشكالت هذه المرحلة تفوق مشكالت مراحل النمو األخرى‪ .‬وإن‬
‫تكيف الفرد ال يعني خلوه من المشكالت‪ ،‬بل إن التكيف يقاس بالمقدرة على مواجهة كل المشكالت وإيجاد الحلول‬
‫المناسبة لها‪.‬‬
‫‪ ‬إن الهدف األساسي من عرض بعض النماذج من مشكالت المراهقين هو مساعدة المراهق في أن يفهم نفسه‪ ،‬ويفهم‬
‫مشكالته‪ ،‬ويكتسب األساليب الصحيحة لمواجهتها‪ ،‬وكذلك أن يتعرف اآلباء والمربون إلى مشكالت األبناء‬
‫ويتعاملون معهم باألساليب التربوية المناسبة التي تساعد في حل تلك المشكالت وتجاوزها‪.‬‬
‫‪ ‬وتتهدد مشكالت المراهقين بتعدد جوانب الحياة المختلفة‪ ،‬لذلك يصعب حصرها وتصنيفها في مجاالت محددة‪،‬‬
‫إضافة إلى أن تعقد السلوك البشري‪ ،‬يحول دون النظر إلى أي مشكلة قائمة بذاتها ومنعزلة عن بقية المشكالت‪،‬‬
‫فحياة الفرد كل ال يتجزأ وكل مجال من تلك المجاالت يؤثر ويتأثر باآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬وفيما يلي عرض لبعض المشكالت العامة والبارزة في مرحلة المراهقة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مشكالت النضج المبكر‪ ،‬والنضج المتأخر‪:‬‬

‫‪ ‬ترجع األسباب الرئيسية للنضج المبكر إلى سرعة النمو الفسيولوجي‪ ،‬وزيادة اإلفراز الهرموني‪ ،‬وخاصة إفراز‬
‫الغدة النخامية‪ ،‬بينما يؤدي نقص اإلفراد في الهرمونات إلى تأخر النضج الجنسي والتأخر في نمو األعضاء‬
‫التناسلية‪.‬‬
‫‪ ‬وإلى جانب النشاط الغددي‪ ،‬تؤثر عوامل أخرى ثانوية في تبكير أو تأخير موعد البلوغ الجنسي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة الصحية العامة للفتاة أو الفتى‪.‬‬
‫‪ ‬درجة االستعداد الفردي‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه الوجبات الغذائية التي يتناولها المراهق‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل البيئية االجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬عامل الذكاء‪ ،‬حيث يرى البعض أن األذكياء يسبقون غيرهم إلى البلوغ‪.‬‬
‫‪ ‬وزن المراهق الزائد ألن نسبة الدهون في الجسم تسبب تبكيرا نسبيا خاصة لدى الفتيات أكثر من الفتيات الالتي‬
‫يمارسن الرياضة باستمرار‪.‬‬
‫مشكالت النضج المبكر لدى البنات‪ ،‬وتتمثل بالتالي‪* :‬‬
‫‪ - ‬الخجل مع الميل إلى االستعراض‪.‬‬
‫‪ - ‬الشعور بالحرج والميل إلى االنعزالية نتيجة الطول الزائد‪ ،‬والوزن الزائد وتضخم الصدر واألرداف‪.‬‬
‫‪ - ‬وضع الفتاة أمام موقف صعب تجاه أقرانها من الجنسين‪.‬‬
‫‪ - ‬الشعور بالقلق والضيق عندما تضطر إلى إقامة صداقات مع من يكبرها في السن‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت النضج لمبكر لدى الذكور‪*:‬‬
‫‪ - ‬بالرغم من أن النضج المبكر لدى الذكور يعد ميزة‪ ،‬ذلك ألن األوالد المبكرين أكثر ثقة بالنفس واطمئنانا من األوالد المتأخرين‪،‬‬
‫فإن المراهقين المبكرين يواجهون مشكالت أهمها‪:‬‬
‫‪ - ‬التعرض للرفض عندما يحاول المراهق االنضمام إلى جماعات أكبر منه سنا‪.‬‬
‫‪ - ‬مواجهة صعوبات حياتية كثيرة‪ ،‬بسبب التوقعات العالية للكبار‪ ،‬التي قد ال يستطيع المراهق القيام بها بعد‪.‬‬
‫‪ - ‬تؤدي التغيرات الناتجة عن اختالف أعضاء الجسم وبسرعة النمو إلى سوء التكيف لدى بعض المراهقين الذين يعتبرون أن ذلك‬
‫غير طبيعيي‪.‬‬
‫‪ ‬وتتمثل مشكالت النضج المتأخر لدى البنات‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪ ‬الميل إلى العزلة والشعور بالوحدة والغيرة من القرينات‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بالقلق والخجل نتيجة تأخر البلوغ‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر تفوقهم للذات‪.‬‬
‫‪ ‬سوء التكيف االنفعالي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬سيطرة الوالدين عليهن‪ ،‬مما يسبب تأخر استقالليتهن‪.‬‬
‫‪ ‬يشعرن بالحاجة إلى االعتراف والتقدير‪.‬‬
‫ثانيا مشكالت سوء التوافق‪:‬‬

‫‪ ‬بالرغم من أن المراهقة مرحلة المآزم والضغوط فإنها المرحلة التي تولد فيها شخصية اإلنسان من جديد‪ ،‬لكن ذلك‬
‫يتوقف على قدرة المراهق على تحقيق التوافق باالشكاليه المختلفة‪ .‬النفسي واالجتماعي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬ونتيجة التغيرات الكثيرة والضغوط المؤقتة التي تحصل في مرحلة المراهقة تظهر مشكالت كثيرة تسبب سوء‬
‫التوافق للمراهق‪ ،‬ما تلبث أن تزول مع نهاية هذه لمرحلة‪.‬‬
‫‪ ‬أما أبرز أسباب سوء التوافق فهي‪:‬‬
‫‪ ‬عمليات البلوغ الجنسي والنمو الجسمي والفسيولوجي السريعين‪ ،‬وما يرافق ذلك من تغيرات فسيولوجية داخلية‪،‬‬
‫وبيولوجية خارجية‪ ،‬تحدث تقلبات انفعالية حادة‪ ،‬وتوترا وقلقال لدى المراهقين‪.‬‬
‫‪ ‬الحياة الغامضة والمضطربة التي يعيشها المراهق فال هو الطفل الذي يتمتع بحماية والديه‪ ،‬وال هو الراشد الذي‬
‫يتمتع بالمكانة والحرية واالحترام واالستقاللية‪.‬‬
‫‪ ‬الصراع بين اآلباء واألبناء بسبب الفجوة بنيهما‪ .‬فالمراهقين ينظر اآلباء غير رافعين واألبناء يشعرون بأن حقوقهم‬
‫مسلوبة من قبل اآلباء‪.‬‬
‫‪ ‬إن ما يحتوي المراهقة من حاالت سوء تكيف وصراع نفي‪ ،‬وتوتر وقلق‪ ،‬وتناقض وجداني‪ ،‬وانفعالية وعدوانية‬
‫وتعود‪ ،‬وانسحابية‪ ..‬ال يظهر فجأة في مرحلة المراهقة‪ .‬بل تمتد جذوره إلى مرحلة الطفولة ومشكالتها المترسبة في‬
‫ذاكرته وفي الشعور‪ ،‬كما تعود إلى ما مر به الطفل من عالقة سيئة بوالديه أو ما صادف من عالقة سيئة بالوالدين‬
‫أو ما عانى من حرمان عاطفي واجتماعي‪ ،‬أو معا عايش من فشل وإخفاق‪.‬‬
‫العالقة بين سوء التوافق والسمات الشخصية للمراهق‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬يرتبط توافق المراهق إلى حد كبير بسماته الشخصية‪ ،‬إذ أن أساليب توافقه تدل على شخصيته‪،‬‬
‫وشخصيته تدل على شكل توافقه المستقبلي ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد وجد أن المراهقين أصحاب سمة القلق العالية يعانون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين‬
‫األقل قلقا‪ .‬ذلك ألن المراهقين األكثر قلقا‪ ،‬أكثر استهدافا للمشكالت من المراهقين األقل قلقا‪ ،‬وهم يعانون‬
‫من التأخر في النضج االنفعالي‪ ،‬والنضج االجتماعي كما يضخمون آالمهم الجسمية‪ ،‬وهم أيضا‬
‫متشائمون ال يتوقعون الخير من أحد‪ ،‬وال يطمئنون إلى المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬كما يعاني المراهقون االتكاليون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين الذي يعتمدون على‬
‫أنفسهم‪ ،‬ذلك ألن لدى المراهق االتكالي شعورا بعدم الكفاءة وعدم الثقة بنفسه وباآلخرين‪ ،‬بالرغم من‬
‫اعتماده عليهم في شؤونه المختلفة‪ ،‬وينطبق علي هذا المراهق ما يسمي "فروم" بالشخص المتوافق‬
‫قهريا الذي يطلب رأي اآلخرين‪ ،‬وال يتصرف إال بحسب رأيهم وتوجيهاتهم‪ ،‬بالرغم من أنه يكرههم وال‬
‫يثق بهم‪.‬‬
‫‪ ‬وتوجد أيضا عالقة وثيقة بين سمة الشعور بالذنب ومشكالت التوافق في المراهقة‪ ،‬فكلما كان الشعور‬
‫بالذنب أعلى لدى المراهق‪ ،‬عانى أكثر من سوء التوافق‪ ،‬ذلك ألن الشعور بالذنب على ارتباط وثيق‬
‫بالقلق‪.‬‬
‫العالقة بين سوء التوافق والسمات الشخصية للمراهق‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬يرتبط توافق المراهق إلى حد كبير بسماته الشخصية‪ ،‬إذ أن أساليب توافقه تدل على شخصيته‪،‬‬
‫وشخصيته تدل على شكل توافقه المستقبلي ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد وجد أن المراهقين أصحاب سمة القلق العالية يعانون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين‬
‫األقل قلقا‪ .‬ذلك ألن المراهقين األكثر قلقا‪ ،‬أكثر استهدافا للمشكالت من المراهقين األقل قلقا‪ ،‬وهم يعانون‬
‫من التأخر في النضج االنفعالي‪ ،‬والنضج االجتماعي كما يضخمون آالمهم الجسمية‪ ،‬وهم أيضا‬
‫متشائمون ال يتوقعون الخير من أحد‪ ،‬وال يطمئنون إلى المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬كما يعاني المراهقون االتكاليون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين الذي يعتمدون على‬
‫أنفسهم‪ ،‬ذلك ألن لدى المراهق االتكالي شعورا بعدم الكفاءة وعدم الثقة بنفسه وباآلخرين‪ ،‬بالرغم من‬
‫اعتماده عليهم في شؤونه المختلفة‪ ،‬وينطبق علي هذا المراهق ما يسمي "فروم" بالشخص المتوافق‬
‫قهريا الذي يطلب رأي اآلخرين‪ ،‬وال يتصرف إال بحسب رأيهم وتوجيهاتهم‪ ،‬بالرغم من أنه يكرههم وال‬
‫يثق بهم‪.‬‬
‫‪ ‬وتوجد أيضا عالقة وثيقة بين سمة الشعور بالذنب ومشكالت التوافق في المراهقة‪ ،‬فكلما كان الشعور‬
‫بالذنب أعلى لدى المراهق‪ ،‬عانى أكثر من سوء التوافق‪ ،‬ذلك ألن الشعور بالذنب على ارتباط وثيق‬
‫بالقلق‪.‬‬
‫العالقة بين سوء التوافق والسمات الشخصية للمراهق‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬يرتبط توافق المراهق إلى حد كبير بسماته الشخصية‪ ،‬إذ أن أساليب توافقه تدل على شخصيته‪،‬‬
‫وشخصيته تدل على شكل توافقه المستقبلي ‪.‬‬
‫‪ ‬لقد وجد أن المراهقين أصحاب سمة القلق العالية يعانون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين‬
‫األقل قلقا‪ .‬ذلك ألن المراهقين األكثر قلقا‪ ،‬أكثر استهدافا للمشكالت من المراهقين األقل قلقا‪ ،‬وهم يعانون‬
‫من التأخر في النضج االنفعالي‪ ،‬والنضج االجتماعي كما يضخمون آالمهم الجسمية‪ ،‬وهم أيضا‬
‫متشائمون ال يتوقعون الخير من أحد‪ ،‬وال يطمئنون إلى المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬كما يعاني المراهقون االتكاليون من مشكالت سوء التوافق‪ ،‬أكثر من المراهقين الذي يعتمدون على‬
‫أنفسهم‪ ،‬ذلك ألن لدى المراهق االتكالي شعورا بعدم الكفاءة وعدم الثقة بنفسه وباآلخرين‪ ،‬بالرغم من‬
‫اعتماده عليهم في شؤونه المختلفة‪ ،‬وينطبق علي هذا المراهق ما يسمي "فروم" بالشخص المتوافق‬
‫قهريا الذي يطلب رأي اآلخرين‪ ،‬وال يتصرف إال بحسب رأيهم وتوجيهاتهم‪ ،‬بالرغم من أنه يكرههم وال‬
‫يثق بهم‪.‬‬
‫‪ ‬وتوجد أيضا عالقة وثيقة بين سمة الشعور بالذنب ومشكالت التوافق في المراهقة‪ ،‬فكلما كان الشعور‬
‫بالذنب أعلى لدى المراهق‪ ،‬عانى أكثر من سوء التوافق‪ ،‬ذلك ألن الشعور بالذنب على ارتباط وثيق‬
‫بالقلق‪.‬‬
‫‪ ‬كل ذلك بسبب التحوالت الجسدية السريعة‪ ،‬التي تجعله يحس بأنه متمزق متناثر وثائر ال يثق في نفسه‪ ،‬وال بمن حوله‬
‫لذلك ينطوي على نفسه ليجمعها ويوحدها‪.‬‬
‫‪ ‬إنه يراقب نفسه بالمرآة‪ ،‬ويتحسس جسده‪ ،‬ويتساءل عن هويته‪ ،‬من هو؟ من سيكون؟ كيف ينظر الناس إليه؟ هل يحبونه‬
‫ويقدرونه؟ كل هذه التساؤالت وتلك الهموم تستهلك معظم تفكيره وتصادر طاقته‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت خاصة بالشخصية‪ :‬مثل‪ :‬التوافق مع الذات الشعور بالنقص‪ ،‬الخوف من تحمل المسؤولية‪ ،‬الشعور بالخجل‪،‬‬
‫االرتباط نقص القدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬ضعف الثقة بالذات‪ ،‬القلق حول المستقبل‪ ،‬كثرة أحالم اليقظة‪ ،‬االنقباض‬
‫وعدم السعادة‪ ،‬الشعور بالفراغ والضياع‪ ،‬الخوف من النقد‪ ،‬قلة االستقرار‪ ،‬العناد‪ ،‬العصبية والحساسية‪ ،‬اإلحساس‬
‫باإلهمال‪ .‬االستهتار والالمبااله‪ .‬األحالم المزعجة والكوابيس‪ ،‬الشعور باأللم‪ ،‬الضيق من الحياة‪ ،‬والرغبة في التخلص‬
‫منه‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت خاصة بالمنزل واألسرة‪ ،‬مثل‪ :‬العالقة الوالدية السلبية باألبناء وفقدان الحوار معهم‪ ،‬األسر المفككة‪ ،‬عدم توافر‬
‫استقاللية في السكن‪ .‬الشجار مع اإلخوة‪ ،‬عدم وجود استقالل مادي (مصروف جيب مستقل)‪ ،‬الخالفات األسرية‪ ،‬تقييد‬
‫حرية المراهق والتدخل في شؤونه الخاصة‪ ،‬اللوم والتأنيب والتقريع‪ ،‬العقاب الجسدي‪ ،‬اإلفراط في المطالب التي تفوق‬
‫القدرات‪ ،‬التدخل في اختيار األصدقاء‪ ،‬اإللزام في التواجد في ساعة محددة‪ ،‬منع مشاهدة برامج تلفزيونية معينة والرقابة‬
‫الصارمة في ذلك‪ ،‬العراك مع اإلخوة‪ ،‬التفرقة بين اإلخوة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت التوافق الجنسي‪ :‬مثل التهيب من المشاركة االجتماعية‪ ،‬وخشية الوقوع في الخطأ‪ ،‬الخوف من االختالط‬
‫باآلخرين من الجنسين وخاصة من الجنس اآلخر‪ ..‬القلق الخاص بالمظهر الخارجي‪ ،‬القلق بخصوص السلوك‬
‫االجتماعي السليم والخشية من سخرية اآلخرين وانتقادهم‪ ،‬قلة األصدقاء والشعور بالحاجة إليهم دون أن يعرف السبيل‬
‫إلى ذلك‪ ،‬عدم فهم اآلخرين‪ ،‬عدم اللياقة‪ ،‬الرغبة في أن يكون أكثر شعبية‪ ،‬قلة أوجه النشاط الترفيهي‪ ،‬عدم وجود شريك‬
‫يناقش معه المشكالت الخاصة‪ ،‬القلق بخصوص التعصب االجتماعي وعمد التسامح‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت التوافق الجنسي‪ :‬التي تظهر نتيجة استفاقة طاقة الجنس مع نضوج األعضاء التناسلية‪ ،‬األمر الذي يتطلب منه‬
‫البحث والتجريب‪ ،‬واالستغراق في الخياالت التي تغذيها القراءات واإلثارات الجنسية‪ ،‬فيكون االستمناء سبيال لتفريغ‬
‫تلك اإلثارات المتراكمة‪ ،‬أما عدم االستمناء فيكون دليل عصاب وصد جنسي‪ ،‬ويؤدي اإلدمان عليه إلى مشاكل أخرى‬
‫تصنف من ضمن مشكالت الشذوذ الجنسي‪.‬‬
‫‪ ‬كل ذلك بسبب التحوالت الجسدية السريعة‪ ،‬التي تجعله يحس بأنه متمزق متناثر وثائر ال يثق في نفسه‪ ،‬وال بمن حوله‬
‫لذلك ينطوي على نفسه ليجمعها ويوحدها‪.‬‬
‫‪ ‬إنه يراقب نفسه بالمرآة‪ ،‬ويتحسس جسده‪ ،‬ويتساءل عن هويته‪ ،‬من هو؟ من سيكون؟ كيف ينظر الناس إليه؟ هل يحبونه‬
‫ويقدرونه؟ كل هذه التساؤالت وتلك الهموم تستهلك معظم تفكيره وتصادر طاقته‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت خاصة بالشخصية‪ :‬مثل‪ :‬التوافق مع الذات الشعور بالنقص‪ ،‬الخوف من تحمل المسؤولية‪ ،‬الشعور بالخجل‪،‬‬
‫االرتباط نقص القدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬ضعف الثقة بالذات‪ ،‬القلق حول المستقبل‪ ،‬كثرة أحالم اليقظة‪ ،‬االنقباض‬
‫وعدم السعادة‪ ،‬الشعور بالفراغ والضياع‪ ،‬الخوف من النقد‪ ،‬قلة االستقرار‪ ،‬العناد‪ ،‬العصبية والحساسية‪ ،‬اإلحساس‬
‫باإلهمال‪ .‬االستهتار والالمبااله‪ .‬األحالم المزعجة والكوابيس‪ ،‬الشعور باأللم‪ ،‬الضيق من الحياة‪ ،‬والرغبة في التخلص‬
‫منه‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت خاصة بالمنزل واألسرة‪ ،‬مثل‪ :‬العالقة الوالدية السلبية باألبناء وفقدان الحوار معهم‪ ،‬األسر المفككة‪ ،‬عدم توافر‬
‫استقاللية في السكن‪ .‬الشجار مع اإلخوة‪ ،‬عدم وجود استقالل مادي (مصروف جيب مستقل)‪ ،‬الخالفات األسرية‪ ،‬تقييد‬
‫حرية المراهق والتدخل في شؤونه الخاصة‪ ،‬اللوم والتأنيب والتقريع‪ ،‬العقاب الجسدي‪ ،‬اإلفراط في المطالب التي تفوق‬
‫القدرات‪ ،‬التدخل في اختيار األصدقاء‪ ،‬اإللزام في التواجد في ساعة محددة‪ ،‬منع مشاهدة برامج تلفزيونية معينة والرقابة‬
‫الصارمة في ذلك‪ ،‬العراك مع اإلخوة‪ ،‬التفرقة بين اإلخوة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت التوافق الجنسي‪ :‬مثل التهيب من المشاركة االجتماعية‪ ،‬وخشية الوقوع في الخطأ‪ ،‬الخوف من االختالط‬
‫باآلخرين من الجنسين وخاصة من الجنس اآلخر‪ ..‬القلق الخاص بالمظهر الخارجي‪ ،‬القلق بخصوص السلوك‬
‫االجتماعي السليم والخشية من سخرية اآلخرين وانتقادهم‪ ،‬قلة األصدقاء والشعور بالحاجة إليهم دون أن يعرف السبيل‬
‫إلى ذلك‪ ،‬عدم فهم اآلخرين‪ ،‬عدم اللياقة‪ ،‬الرغبة في أن يكون أكثر شعبية‪ ،‬قلة أوجه النشاط الترفيهي‪ ،‬عدم وجود شريك‬
‫يناقش معه المشكالت الخاصة‪ ،‬القلق بخصوص التعصب االجتماعي وعمد التسامح‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت التوافق الجنسي‪ :‬التي تظهر نتيجة استفاقة طاقة الجنس مع نضوج األعضاء التناسلية‪ ،‬األمر الذي يتطلب منه‬
‫البحث والتجريب‪ ،‬واالستغراق في الخياالت التي تغذيها القراءات واإلثارات الجنسية‪ ،‬فيكون االستمناء سبيال لتفريغ‬
‫تلك اإلثارات المتراكمة‪ ،‬أما عدم االستمناء فيكون دليل عصاب وصد جنسي‪ ،‬ويؤدي اإلدمان عليه إلى مشاكل أخرى‬
‫تصنف من ضمن مشكالت الشذوذ الجنسي‪.‬‬
‫‪ ‬ويضاف إلي ما تقدم‪ ،‬نقص المعلومات الجنسية الصحيحة‪ ،‬مشكالت النمو الجنسي‪ ،‬مشكالت النضج الجنسي المبكر أو‬
‫المتأخر‪ ،‬الكبت الجنسي‪ ،‬الخوف من الفشل بالحب‪ ،‬عدم معرفة السلوك السوي مع الجنس اآلخر‪ ،‬استغراق التفكير‬
‫بالجنس‪ .‬القلق بخصوص العادة السرية‪ ،‬الخشية من اإلغراء والتورط في ممارسات ال أخالقية يتبعها الشعور باإلثم‬
‫والندم‪ ،‬وتأنيب الضمير‪ ،‬التخوف من عدم استجابة الطرف اآلخر‪ .‬القلق والتوتر بسبب تأجيل الزواج لظروف مالية أو‬
‫دراسية أو اجتماعية‪ ...‬االرتباط لدى محاولة التحدث إلى الجنس اآلخر‪ ،‬عدم تحمل ردود األفعال السلبية‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت ذات صلة بالمعايير األخالقية‪ :‬وسببها‪ ،‬عدم تلقي المراهق التوجيهات الكافية‪ ،‬نقص المعايير التي تحدد الحالل‬
‫والحرام‪ ،‬والصواب والخطأ‪ ،‬والخير والشر‪ ،‬والحق والباطل‪ ،‬عدم إدراكه معنى الحياة‪ ،‬الحيرة بخصوص المعتقدات‪،‬‬
‫الشك الديني‪ ،‬عدم التمسك بالتعاليم الدينية‪ ،‬عدم احترام القيم األخالقية‪ ،‬الصراع بين المحافظة والتحرر‪ ،‬القلق‬
‫بخصوص التعصب الديني‪ ،‬والقلق بخصوص اإلصالح‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت مدرسية وأبرزها‪ ،‬عدم القدرة علي التركيز في التفكير ‪ ،‬النسيان‪ ،‬وضعف الذاكرة‪ ،‬عدم امتالك أساليب‬
‫الدراسة الناجحة‪ ،‬عدم القدرة على تنظيم الوقت‪ ،‬نقص القدرة على التعبير عن النفس شفويا وكتابيا‪ ،‬التأخر الدراسي في‬
‫مادة أو أكثر‪ ،‬شك المراهق بقدراته‪ ،‬عدم توافقه المدرسي‪ ،‬خوفه من االمتحان‪ ،‬خوفه من الرسوب‪ ،‬عدم تلبية المناهج‬
‫الدراسية لحاجاته‪ ،‬عدم تفهم المعلم ‪ /‬األقران لرغباته وحاجاته‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت تتصل بمهنة المستقل‪ :‬لعدم وجود من يرشده إلى اختبار نوع العمل الذي يناسب ميوله واهتماماته وقدراته‪،‬‬
‫وقلة فرص العمل المناسبة إلمكاناته‪ ،‬والمستويات الدراسية العالمية التي تتطلبها بعض األعمال التي يرغب العلم فيها‪...‬‬
‫إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت اختيار الرفاق‪ :‬وما يرتبط بذلك من خشية األهل‪ ،‬من مصاحبة األبناء‪ ،‬رفاق السوء‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت اختيار مرافق التسلية‪ :‬وما ينتج عنها من تفضيل المراهق لبعضها‪ ،‬ورفض األهل لبعضها اآلخر خشية‬
‫انجراف المراهق وراء المحظورات‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت اختيار االتجاه السياسي‪ :‬فالمراهق بطبيعته ثائر راديكالي يميل إلى التطرف وتبني االتجاهات السياسية‬
‫الرافضة‪ ،‬واألهل محافظون يريدون القديم‪ ،‬ويخشون إذكاء روح التمرد والتطرف والمعارضة لدى األبناء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مشكالت االغتراب‬
‫‪ ‬عندما يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة يظهر االنفصال الكبير والواضح بين المراهقين والراشدين‬
‫الكبار‪ ،‬والمراهقون لهم خصائصهم التي تميزهم عن اآلخرين‪ .‬وبعجز اجتماعي واقتصادي‪ ،‬وهم لم‬
‫يتحدد دورهم وانتماؤهم‪ ،‬األمر الذي يجعلهم يشعرون باالغتراب وسط من هم أكبر أو أصغر منهم سنا‪.‬‬
‫‪ ‬لالغتراب أسباب كثيرة‪ ،‬نفسية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وسياسية‪ ،‬وفكرية‪ ،‬وحضارية‪ ،‬وهو ال يقتصر‬
‫على المراهقين فقط‪ ،‬بل على جميع أفراد المجتمع من مختلف الفئات والطبقات االجتماعية‪ ،‬ولكن‬
‫االغتراب مشكلة حقيقية يعاني منها المراهقون بشكل خاص في مجتمعنا المعاصر‪ ،‬أكثر من باقي شرائح‬
‫المجتمع األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬يرجع فروم إن االغتراب إلى التفاعل الذي يحصل بين العوامل النفسية واالجتماعية‪ ،‬بينما يرى عبد‬
‫الغفار أن االغتراب يكمن في فقدان المعنى من الحياة‪ ،‬ومن ثم انفصال المرأة عن وجوده اإلنساني من‬
‫حيث هو كائن‪ ،‬ذلك أن اإلنسان حر في اختياره‪ ،‬يستطيع أن يتغلب على اغترابه‪ ،‬ويستطيع أن يجد نفسه‬
‫وأن يعيش وجوده‪ ،‬ويحقق إنسانيته‪.‬‬
‫‪ ‬ويعد االغتراب خبرة تنشأ نتيجة المواقف غير المرضية التي يعيشها الفرد‪ ،‬مع نفسه ومع غيره‪ ،‬وما ينتج‬
‫عن ذلك من عزلة وتعود ورفض وانسحاب وخضوع‪.‬‬
‫‪ ‬لهذا يشعر المراهقون الذين يعانون من االغتراب‪ ،‬باليئس من إصالح األمور‪ ،‬والغضب من مظاهر‬
‫االدعاء والتظاهر‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬ونفاذ الصبر من عدم فهم اآلخرين لحاجاتهم ورغباتهم‪.‬‬
‫أسباب االغتراب لدى المراهقين‬
‫‪ ‬غياب القيم الدينية واإلنسانية من حياة المراهقين‪.‬‬
‫‪ ‬الفجوة بين ثقافة المراهقين وثقافة الراشدين‪.‬‬
‫‪ ‬ما يسود بعض المجتمعات من نفاق ورياء وتالية الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل اآلخرين في صياغة حياة المراهقين‪.‬‬
‫‪ ‬فشل المراهقين في تحقيق ذاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬عجز المراهق في تحقيق ذاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬افتقاد المراهقين معنى الحياة الفتقارهم ألهدافها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬كثرة التناقضات داخل مجتمع الراشدين‪ ،‬مما يفقد المراهقين القدرة الصالحة‬
‫‪ ‬وفي الواقع الذي نعيشه تتبدى أبرز أشكال االغتراب من خالل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬االغتراب االجتماعي‪ :‬ويتمثل في عدم قدرة المراهق على التأقلم مع الواقع‪ ،‬األمر الذي يدفع به إلى االغتراب عاطفيا‪ ،‬أو‬
‫جنسيا‪ ،‬أو اقتصاديا‪ ،‬أو سياسيا‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬االغتراب االقتصادي‪ :‬الذي يسببه ضعف مؤسسات سوق العمل في امتصاص وتشغيل المراهقين والشباب الذين دخلوا‬
‫سن العمل ولم يجدوا فرصا مناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬االغتراب الثقافي‪ :‬وبسببه وجود هوة كبيرة بين ثقافة المراهقين والراشدين من ناحية وداخل ثقافة المراهقين والشباب‬
‫أنفسهم‪ ،‬التي تسودها عناصر ثقافية غير متجانسة‪.‬‬
‫‪ ‬االغتراب الديني‪ :‬إن انتقال المرء من طفل يتسم شعوره الديني بالرضوخ والسلبية والهدوء إلى مراهق لديه يقظة دينية‬
‫مصحوبة بشحنة انفعالية مضطربة‪ ،‬سببها التغيرات الفسيولوجية السريعة وما يتلوها من تقلبات انفعالية وقلق وتوتر‪ ،‬قد‬
‫تؤدي أحيانا إلى نوع من التدين المتطرف أو التدين االنطوائي‪ ،‬أو حتى الشك والنزوع إلى اإللحاد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مشكالت االنحراف الجنسي‪:‬‬
‫وتوجد أيضا بعض األمراض التي تنتقل عن طريق الوراثة مثل ارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم‬
‫وتكسر الدم وضعف البصر وارتفاع نسبة الدهون في الدم‪........‬الخ ‪.‬ولذا يجب االهتمام بالفحص قبل الزواج لسالمة‬
‫النشء وتمتعهم بالصحة البدنية والنفسية‪.‬‬
‫‪ ‬وهدف الوراثة هو المحافظة على الخصائص العامة للنوع والساللة وتهدف أيضا إلى الحياة الوسطى المتزنة أي‬
‫حمل الصفات القريبة من المتوسط‪.‬‬
‫وهي كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وغير شائعة لدى معظم المراهقين ولكنها موجودة لدى بعضهم اآلخر‪ ،‬وتهدف هذه‬
‫االنحرافات الجنسية إلى تحقيق إشباع جزئي عاطفي وجنسي‪ ،‬بوساطة تحويل موضوع الغريزة الجنسية من‬
‫موضوعها األصلي إلى موضوعات ثانوية أو فرعية غير سوية‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أبرز المشاكل الجنسية للمراهق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القلق الفاحش‪ :‬حيث يستخدم بعض المراهقين األلفاظ القبيحة في أحاديثهم‪.‬‬
‫‪ ‬الرسوم الجنسية‪ :‬كتلك التي يرسمها المراهق على الوراق‪ ،‬أو على جدران دورات المياه‪ ،‬أو على مقاعد الصف‬
‫الدراسية‪ ،‬ويدل وجود الرسوم في تلك األماكن على ارتباط فكري‪ ،‬بين الجنس‪ ،‬وبين األوساخ والموبقات‪ ،‬قد‬
‫يغوي على مزاولة االستمناء‪.‬‬
‫‪ ‬الصور العارية‪ :‬التي يميل إليها المراهق ميال شديدا‪ ،‬وخاصة في السر‪ ،‬بعيدا عن أعين الناس‪.‬‬
‫‪ ‬الصحف المبتذلة‪ :‬التي تتعمد استثارة الغريزة‪ ،‬ألنها تصور المرأة أوضاع مثيرة‪ ،‬وتعطي المراهق فكرة غير‬
‫صحيحة ومنحطة عن الجنس‪.‬‬
‫‪ ‬التجريب الجنسي‪ :‬يقصد الكشف عن طبيعة تلك الدافع وإشباعه‪.‬‬
‫أما أبرز مشكالت االنحراف الجنسي‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫الجنسية المثلية‪ :‬ويقصد بها توجه الفرد باشتهائه الجنسي إلى موضوع أو فرد من أفراد جنسيه‪ ،‬أو يميل الولد نحو‬
‫الولد‪ ،‬والفتاة نحو الفتاة ميال عاطفيا يزيد عن ما هو مألوف بين أفراد الجنس الواحد‪ ،‬وتوضح الدراسات النفسية‪،‬‬
‫أن حاالت االنحراف الجنسي هذه‪ ،‬تكون مصحوبة عادة باضطرابات نفسية شديدة‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن ما يطمئن بالنسبة إلى هذه المشكلة‪ ،‬نتائج الدراسة التي قام بها كينزي والتي أشارت إلى أن نسبة كبيرة من‬
‫المراهقين يميلون إلى الجنسية المثلية في بداية المراهقة ثم يزول هذا السلوك مع تقدم العمر‪.‬‬
‫‪ ‬تعالج هذه المشكلة‪ :‬من خالل التوجيه واإلرشاد النفسي وليس من خالل التشهير والقسوة والعنف‪ ،‬ألن ذلك من‬
‫شأنه االستمرار في هذا السلوك وعدم التخلي عنه‪.‬‬
‫‪ ‬الجنسية الغيرية‪ :‬ويقصد بها شعور المراهق بالميل إلى أفراد الجنس اآلخر‪ .‬ميال يظهر في رغبته في الحديث‬
‫عنهم واالطالع على أنور حياتهم الخاصة‪ ،‬والسعي إلى االلتقاء بهم والحديث معهم أو في اتخاذ اتجاه عدائي‬
‫نحوهم‪ ،‬أو في استمرار توجيه النقد لهم‪.‬‬
‫‪ ‬تعالج هذه المشكلة من خالل اإلشراف الدقيق من قبل األسرة والمدرسة وتوجيه المراهقين إلى السلوك الجنسي‬
‫السليم الذي يجب أن يكون من خالل االستعداد للزواج‪ ،‬ويتطلب ذلك أيضا محارب ما قد يشيع بين المرهقين من‬
‫أفكار خطأ‪.‬‬
‫‪ ‬االستمناء‪ :‬وهذه عملية شائعة بين المراهقين لذلك يمكن اعتبارها نشاطا جنسيا خاصا بهذه المرحلة‪ ،‬يذكر كينزي‬
‫في تحقيقه عن الجنس في أمريكا‪ ،‬أنه في عمر السادسة عشرة‪ ،‬تكون عملية االستمناء بنسبة ‪ %92‬لدى الذكور‪،‬‬
‫ونسبة ‪ %72‬لدى اإلناث وترتبط اللذة الجنسية لدى الذكر مباشرة بالعضو التناسلي‪ ،‬أما األنثى فإن التركيب‬
‫التشريحي ألعضائها التناسلية يمكنها من إحساسات شبقية تتخذ أشكاال خفية وغير مباشرة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تابع أما أبرز مشكالت االنحراف الجنسي‪ ،‬فهي‪:‬‬

‫‪ ‬يساهم االستمناء في تنفيس التوتر وإشباع الرغبات الجنسية لدى المراهق‪ ،‬فهو ردة‬
‫فعل دفاعية ضد القلق التي ينتابه‪ ،‬والنتائج عن صعوبة التكيف االجتماعي أو عن‬
‫الفشل المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬قد يؤدي االستمناء في النهاية إلى انكفاء جزئي على الذات‪ ،‬وقد تدخل عملية االستمناء‬
‫في صراع مع األنا األعلى وتطلق مشاعر الذنب واالستمناء ال يعد شذوذا إال إذا‬
‫استمرت ممارسته بعد المراهقة‪ ،‬وأصبحت تستحوذ على النشاط الجنسي العاطفي‬
‫للمراهق‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من انعكاسات سلبية بالنسبة إلى التوجيه نحو أفراد الجنس‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬ومما يزيد من خطورة هذه المشكلة ظهور ما يسمى قلق االستمناء‪ ،‬الذي يشعر من‬
‫خالله المستمني بالذنب واضطراره إلى تكرار االستمناء في محاولة لخفض القلق‬
‫فيدور في حلقة مفرغة‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز شخصية المستمني إجماال بالخجل وقلة الثقة بالنفس‪ ،‬والشعور بالعجز عن إقامة عالقة وطبيعية مع الجنس‬
‫اآلخر ويعيش المدمن على االستمناء بحالة قلق وتوتر عصبي‪ ،‬تتبين من خالل اإلحساس بالتعب والخمول‬
‫وتشوش الفكر‪ ،‬واالنطواء على الذات‪ ،‬والوقوع فريسة بمشاعر الذنب والعقاب الذاتي‪.‬‬
‫وتكون الرقابة من إدمان المراهق على االستمناء من خالل التوجيه المبكر‪ ،‬الذي يجب أن يحدث قبل مرحلة‬ ‫‪‬‬
‫المراهقة (من ‪ 12-9‬سنة) والذي يجب أن يقوم فيه االختصاصي النفسي واالجتماعي في المدرسة‪ ،‬حتى ال‬
‫تؤخذ المعلومات الجنسية الخطأ من األقران‪.‬‬
‫خطوات التعامل مع االنحرافات الجنسية عند المراهقين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعليم الوالدين والمعلمين االتجاهات الصحيحة نحو موضوعات الجنس‬ ‫‪‬‬
‫محاولة التعرف علي أسباب االنحرافات الجنسية قبل عالج مظهرها‬ ‫‪‬‬
‫محاولة تصحيح مافعله االباء واالمهات من أخطاء في التربية الجنسية‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة المراهقين علي تجريب أوجه نشاط مختلفة وهوايات وألعاب لشغل الفراغ والتغلب على المشكالت‬ ‫‪‬‬
‫المختلفة‬
‫اإلهتما بنشر التربية الجنسية بالنسبة للفرد والوالدين والمعلمين‬ ‫‪‬‬
‫تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة عن حقيقة الحياة الجنسية بطريقة علمية‬ ‫‪‬‬
‫وقاية الفرد من الوقع في أخطاء جنسية وتجارب غير مسئولة‬ ‫‪‬‬
‫ضمان عالقة سليمة جنسيا بين الرجل والمرأة‬ ‫‪‬‬
‫يجب تدريب المراهقين علي إحترام الرأي العام المتعلق بالمسائل الجنسية وتقديرها‬ ‫‪‬‬
‫تدريب المراهقين علي تنظيم حياتهم وتشجيعهم علي إنشاء عالقات إجتماعية سليمة بين الجنسين‬ ‫‪‬‬
‫خامسا ‪ :‬مشكالت انفعالية ‪:‬‬
‫‪ - ‬مشكلتا الخجل والحياء‪.‬‬
‫‪ ‬الخجل عند الذكور ‪:‬‬
‫‪ ‬يميز عبد الغني الديدي بين حالتين من الخجل‪.‬‬
‫‪ - ‬حالة الخجل – االنفعال – حالة الخجل ‪ -‬الشعور‪.‬‬
‫‪ - ‬في الحالة األولى تغطي الفسيولوجية والسطحية على ما عداها لكنها بالرغم من عنفها وفي بيئتها تزول بزوال الموقف‬
‫المثير لالنفعال‪.‬‬
‫‪ - ‬وفي الحالة الثانية‪ ،‬يعاني الفرد من إحساس دائم باالرتباط والخوف من تقويم اآلخرين له‪.‬‬
‫‪ ‬وللخجل أسبابه العميقة التي عود إلى مرحلة الطفولة‪ .‬يضاف إليها في مرحلة المراهقة‪ ،‬التغيرات الجسدية السريعة‬
‫واإلشكالية الجنسية‪.‬‬
‫‪ ‬يعرف الخجل‪ ،‬بأنه حالة انفعالية يتم صاحبها بالميل إلى تجنب التفاعل والمشاركة في المواقف االجتماعية‪ ،‬يصاحبها‬
‫شعور بالقلق والتوتر وعدم االرتياح‪ ،‬والخشية من لوم اآلخرين‪ .‬بسبب الشعوب بالنقص في مواجهة الذات واآلخرين‬
‫وتفضيل العزلة واالنسحاب بعيدا ً عن مواقف التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى ريكوفت في الخجل عارضا ًعصابياً‪ ،‬ذلك ألن الفرد الخجول‪ ،‬لديه تقييما ً زائد لنفسيه‪ ،‬ويخشى من اختالف‬
‫اآلخرين له في هذا التقييم‪.‬‬
‫‪ ‬يكون الخجل حالة سوية‪ ،‬عندما يحدث في المواقف المثيرة له عادة‪ ،‬ويزول بزاولها‪ ،‬لكنه قد يتحول إلى حالة غير سوية‬
‫(مرضية) عندما يصبح سمة مالزمة للفرد‪ ،‬يدفع به إلى االنسحاب واالنطوائية‪.‬‬
‫‪ ‬الخجل والحياء عند البنات المراهقات ‪:‬‬
‫‪ ‬أوالً ‪ :‬الخجل ‪:‬‬
‫‪ ‬تعاني الفتاة المراهقة من مشكلة الخجل أيضاً‪ ،‬ويكون وجود نقص في ناحية معينة‪ ،‬من أقوى األسباب وراء هذا الشعور‪.‬‬
‫‪ ‬قد يسبب الخجل للفتاة المراهقة‪ ،‬عقدا ً نفسية‪ ،‬فيعرقل تقدمهن‪ ،‬وال يستطعن التحكم في أي عمل أو مواجهة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬إن أسباب مشكلة الخجل عند الفتاة المراهقة هو‪ ،‬عدم ثقتها بنفسها‪ ،‬ألن عدم الثقة يؤدي إلى عدم االستقرار النفسي‪ ،‬وإلى اإلحساس بالتعاسة‬
‫والشعور بمطارد اآلخرين بنظراتهم‪ ،‬وتعليقاتهم وتهكمهم وكراهيتهم‪ ،‬وخياالت كثيرة أخرى ال أساس لها من الصحة‪ .‬وفي العادة يصيب‬
‫مرض الخجل وحيدة والديها نظرا ً ألنها تعودت على االستجابة لجميع مطالبها‪ ،‬فال يناقشها أحد فيما هو خطأ أو صواب‪ ،‬فتنشأ ضعيفة‬
‫الشخصية‪ ،‬شديدة القلق‪ ،‬تميل إلى اإلنطواء‪ ،‬ومما ال شك فيه أيضا ً أن أخصب حقل لالنطوائية والخجل‪ ،‬الفتاة التي تعاني من مرض التأتأة‪،‬‬
‫أو بعض التشوهات الجسمية‪ ،‬أو ظهور حب الشباب‪ ،‬أو نشأة الفتاة في جو عائلي تتخلله الكآبة والخالفات‪ .‬كل ما تقدم يؤدي إلى الشعور‬
‫بنفور الناس وعدم م حبتهم‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أبرز أشكال الخجل عند المراهقات‪ ،‬الخجل من الجنس األخر‪ ،‬والذي قد يكون سببه الفصل بين الجنسين في المجتمعات المحافظة‪ ،‬أو‬
‫في أثناء الدراسة‪ ،‬واستخدام اآلباء الشدة في معاملة البنت المراهقات‪ ،‬والتزمت والحد في حريتهن‪.‬‬
‫‪ ‬أما العالج فيكون من خالل ‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة الثقة بالنفس من خالل إقناع الفتاة المراهقة نفسها باإليحاء العقلي بكفاءتها وقدرتها على مواجهة الخجل بإرادة قوية‪ ،‬وإقناع نفسها بأن‬
‫باستطاعتها التغلب عليه‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد سعي الفتاة المراهقة إلتقان عملها في تحقيق النجاح في العمل‪ ،‬وبالتالي إعادة الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ ‬يعمل اهتمام الفتاة المراهقة بمظهرها الخارجي واختيار ما يناسبها من مالبس وتسريحة شعر‪ ،‬ومزاولة الرياضة في بناء صحة نف‪5‬سية‬
‫وجسمية جيدة‪ ،‬تقلل من الخجل وتتجاوزه‪.‬‬
‫‪ ‬تفيد المشاركة في األنشطة االجتماعية مع الجنس اآلخر في اإلقالل من مشاعر الخجل والتخلص منه‪.‬‬
‫‪ ‬تفيد القراءة والمطالعة في توسيع مدارك الفتاة المراهقة ‪ ،‬ويساعدها ذلك على المشاركة الجماعية مع الجنس اآلخر‪ ،‬األمر الذي يولد الثقة‬
‫بالنفس ويعالج الخجل‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن مصادر الخجل عند المراهق وتحديدها‪..‬‬
‫‪ ‬أسباب الخجل ‪:‬‬
‫‪ ‬تعود أسباب الخجل في معظمها‪ ،‬إلى ممارسة األهل أساليب التربية الخطأ في مراحل‬
‫الطفولة‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬الحماية المفرطة للطفل‪ ،‬وما ينتج عنها من ضعف الثقة بالنفس‪ ،‬وتهيب المواقف الجديدة‪،‬‬
‫والخوف منها واإلنسحاب‪.‬‬
‫‪ ‬تقييد الحرية الطفل وحركته ومنعه من االنطالق والتفاعل العفوي مع األقران والمحيط‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلزدواجية في التعامل‪ ،‬من خالل المنع عن شيء ما تارة‪ ،‬والحث على فعل الشيء ذاته‬
‫تارة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحباط العاطفي والشعور بالنبذ ومنها ينتج عنهما من إنقاص لتقدير الذات‪.‬‬
‫‪ ‬عالج الخجل ‪:‬‬
‫‪ ‬يعالج خجل الذكور من خالل التعامل مع كل حالة بحسب أسبابها‪ ،‬وال يجدي هنا الواعظ‬
‫واإلقناع‪ ،‬وخاصة إذا كان ذلك قاسيا ً وتسليطا ً يقلل من قيمة الذات‪ ،‬األمر الذي يزيد من‬
‫درجة الشعور بالنقص ومن اإلحباط‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ويتبع عادة أسلوبان أثنان في عالج الخجل ‪:‬‬
‫‪ ‬األول‪ ،‬األسلوب اإلشراطي‪ :‬الذي يدخل ضمن العالج السلوكي‪ ،‬من خالل إيجاد‬
‫اشراطات جديدة متكيفة‪ ،‬تعتمد تدريبات حسية حركية‪ ،‬من شأناه تعويد المراهق‬
‫الخجول على عدم االرتباط في المواقف لمخجلة ‪ ،‬وتعزيز اإلرادة لديه‪ ،‬وتدعيم ثقته‬
‫بنفسه عن طريق تشجعيه وإطالق عفويته‪.‬‬
‫‪ ‬ويفيد هنا تشجيع المراهق الخجول على التنافس اإليجاب مع اآلخرين ‪ ،‬وتعرفيه إلى‬
‫نقاط القوة التي يمتلكها واستغاللها ايجابياً‪ ،‬في تدعيم نجاحه واستعادة ثقته بنفسه‪.‬‬
‫‪ ‬ويقوم األسلوب الثاني على استكشاف العقد واإلحباط الطفلية‪ ،‬ومعالجة الشعور‬
‫بالنقص وتعديل المواقف الخطأ لدى المراهق‪ ،‬كل ذلك بهدف إعادة االعتبار للذات‬
‫وتقلبيها ‪ ،‬وتحرير المراهق الخجول من رواسب الماضي وشوائبه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحياء ‪:‬‬

‫وهو شعور مرتبط بالجنس أكثر من غيره‪ ،‬وهو يكتسب بالتربية رغم كونه ذا أساس بيولوجي أولي‪،‬‬
‫يزداد الحياء في المراهقة والسيما عند اإلناث‪ ،‬حيث يظهر من خالل حركات إخفاء الجسد عن‬
‫األنظار‪ ،‬وهو سلوك يعزز أنوثة الفتاة المراهقة ويثير هجومية الفتى المراهق‪.‬‬
‫‪ ‬ويتراوح سلوك الحياء بين الخجل الشديد والتحفظ والغنج والدلع‪ ،‬مرورا ً باالنزعاج والتواضع‪،‬‬
‫والحياء‪ ،‬كشعور أنثوي سوي‪ ،‬ذي قيمة أخالقية عالية‪ ،‬يستحب أن تحافظ عليه الفتاة المراهقة‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن إذا بالغت التربية المتزمتة والمتشددة في التركيز عليه‪ ،‬فإن ذلك يسبب خنقا ً للعفوية وسحقا ً‬
‫للشخصية‪ ،‬واحتقارا ً للجسد‪.‬‬
‫‪ ‬والحياء شعور طبيعي عند األنثى ينبغي على التربية أن تحسن توجيهه بما يحقق أنوثة الفتاة المراهقة‪،‬‬
‫ويضمن انطالقها وانفتاحها على الحياة االجتماعية‪ ،‬للقيام بمتطلباتها بالشكل األمثل‬
‫‪ - ‬مشكلة الغضب ‪:‬‬
‫يرتبط غضب المراهق بمحاوالته لتأكيد ذاته وتحقيق استقالله‪ ،‬وقد يفصح المراهق عن طريقة الغضب‬ ‫‪‬‬
‫ما هو راغب فيه‪ ،‬أو رغب عنه‪ ،‬ويختلف الغضب عمقا ً وشدة باختالف المرحلة العمرية‪ ،‬وباختالف‬
‫الظروف التي تسببه ‪ ،‬والغضب التفاعل غير موجه يحقق وظيفة أساسية في حياه المراهق‪ ،‬فهو وسيلة‬
‫إلثبات حقوقه‪ ،‬وحماية كبريائه‪ ،‬وتحقيق استقالله‪ ،‬وتحديد عالقاته بذوي السلطة من اآلباء والمربين‪.‬‬
‫مثيرات الغضب وأسبابه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن تلخيص أهم األسباب التي تثير غضب المراهقين فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود إعاقة بينه وبين أهداف يسعى إلى تحقيقها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شعوره بالظلم من قل األهل أو الرفاق أو المدرسين‪ ،‬والحرمان من بعض الحقوق والمزايا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة المزاجية التي تسببها أحيانا ً عوامل فسيولوجية داخلية (إفراز هرموني مفرط)‪ ،‬أو عوالم طبيعية‬ ‫‪‬‬
‫خارجية (حرارة شديدة‪ ،‬جوعاصف‪ ،‬أعاصير ‪ ..‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ ‬القيود التي تفرضها التقاليد واألعراف‪ ،‬وثقافة المجتمع (مثل ‪ :‬اختيار المالبس‪ ،‬حرية الخروج مع‬
‫األصدقاء)‪.‬‬
‫‪ ‬تعرض المراهق للفشل المتكرر‪.‬‬
‫‪ ‬تعرض المراهق للتأنيب والتوبيخ‪ ،‬واالنتقاد المتكرر‪.‬‬
‫‪ ‬عالج الغضب‬
‫‪ ‬ضرورة االهتمام بالمراهقين ودراسة مشكالتهم والتعرف علي ميولهم وقدراتهم من خالل االبحاث‬
‫والدراسات النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ االهتمام بتدريس برامج خاصة بالمراهقين تساعدهم علي كبت غضبهم نظرا الرتباط الغضب بالعديد من‬
‫المشكالت السلوكية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ إتاحة الفرصة لهم لممارسة األنشطة االجتماعية والرياضية والفنية والثقافية التي تؤدي إلي خفض انفعال‬
‫الغضب لديهم وتفريغ طاقاتهم الزائدة فيما يفيد‪.‬‬
‫‪ ‬ـ تنظيم برامج تربوية آلباء وأمهات المراهقين لتدريبهم علي التعامل مع ابنائهم وبذلك يتعاون المنزل مع‬
‫المدرسة من أجل أن يجتاز االبناء هذه المرحلة الصعبة‪.‬‬
‫‪ ‬ـ االهتمام بالمراهقين في وسائل اإلعالم وتقديم البرامج التي تظهر قدرتهم ومهاراتهم وإعطاء النموذج‬
‫والقدوة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬تأكيد أهمية دور المدرسة في رعاية المراهقين من خالل إيجاد عالقات قوية بينهم وبين االخصائي‬
‫االجتماعي والنفسي مما يساعد علي احتوائهم‬
‫‪ ‬كيف يتعامل الوالدين مع المراهق لعالج الغضب‬
‫‪ - ‬أن يكونا مثاالً وقدوة له في ضبط النفس عند الغضب‪ ،‬والتعامل مع بعضهما باحترام‪ ،‬وأن يكون الحوار‬
‫بينهما خاليا ً من الصوت العالي والثورة‪.‬‬
‫‪ - ‬غرس المبادئ والتعاليم عنده من خالل المنطق واإلقناع وليس من خالل األوامر‪ ،‬ألنه ال يقبل أسلوب‬
‫األمر والنهي‪ ،‬ويقابلهما بالغضب‪.‬‬
‫تصرف المراهق بخالف ما اتفقوا‬‫ّ‬ ‫‪ - ‬وضع القوانين التي يجب اتباعها معاً‪ ،‬مع اإلتفاق على العقاب إذا ما‬
‫تعبيرات الغضب واستجاباته ‪:‬‬
‫‪ ‬تختلف استجابات الغضب لدى المراهق عن استجابات الطفل‪ ،‬فهو ال يستجيب من خالل الضرب‬
‫والرفس ورمي نفسه على األرض كما كان يفعل وهو طفالً‪ ،‬بل يتعلم استجابات جديدة‪ ،‬أبرزها أشكالها‬
‫‪ ‬الشكل الحركي ‪ :‬من خالل زرع المكان جيئة وذهابا ً في ثورة واضطراب‪ ،‬مغادرة المنزل بعصيبة‪،‬‬
‫الضرب بقوة على المنضدة‪ ،‬تكسير أو تمزيق شيء ما يقع بين يديه‪.‬‬
‫الشكل اللفظي ‪ :‬من خالل التهديد والوعيد والشتائم‪ ،‬وإطالق األلقاب السيئة على اآلخرين‪ ،‬المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫بحدة وغضب‪ ،‬ويعتبر ذلك دليل تطور في النمو االنفعالي لدى المراهق يختلف عن أسلوب التصرف‬
‫السابق‪ ،‬وقد يستخدم المراهق أحيانا ً اإلشاعة والوشاية‪ ،‬واالفتراء وتشويه السمعة‪ ،‬ويلجأ في ذلك إلى‬
‫ممارسة القسم واليمين المغلظة‪.‬‬
‫الشكل التعبيري ‪ :‬من خالل التهجم والعبوس‪ ،‬وتقطيب الجبين والنرفزة العصبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اللوم والعتاب ‪ :‬من خالل لوم الذات لوما ً شديداً‪ ،‬وانتقاد نفسه بشكل الذع‪ ،‬فقد يبكي أحيانا ً ويشعر بالندم‬ ‫‪‬‬
‫على خطيئة ارتكبها‪.‬‬
‫أما تعبيرات المراهقات عن غضبهن فيختلف اختالفا ً جذريا ً عن تعبيرات المراهقين الذكور‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫يغلب عليه االنفجار في البكاء والنحيب‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استعمال العنف والضرب الجسدي أبدا ً‪.‬‬
‫‪ - ‬دراية األهل بالتغييرات الجسدية التي تحدث له‪ ،‬حتى يتفهموا أسباب الغضب‪ ،‬وكيفية التعامل معه‪ ،‬وال يفسروا غضبه بأنه عدم‬
‫احترام لهما‪.‬‬
‫‪ - ‬اتباع أسلوب التشجيع المستمر وكلمات تمنحه الثقة بالنفس‪ ،‬فهو في أشد اإلحتياج لهذا‪.‬‬
‫‪ - ‬السماح ألبنائهم المراهقين بالتعبير عن أنفسهم ومشاعرهم من اعتراض‪ ،‬وانتقادات‪ ،‬فهذا يتيح فرصة لألهل تعليم ابنهم كيفية‬
‫التعبير عن غضبه بطريقة صحيحة‬
‫‪ -3 ‬مشكلة القلق ‪:‬‬
‫‪ ‬القلق حالة انفعالية‪ ،‬سببها الخوف من المجهول‪ ،‬أو من شيء قد ال يستعدي ذلك الخوف‪ ،‬وهو خليط مركب النفعاالت كثيرة‪ ،‬منها‬
‫الغضب واالكتئاب وعدم االستقرار‪ ،‬واإلحساسات الغامضة‪ ،‬التي ال يجد لها المرء ‪ /‬المراهق تفسيرا‪.‬‬
‫‪ ‬تزداد مشكلة القلق عند المراهقين‪ ،‬نتيجة مواجهتهم مشكالت حياتية جديدة‪ ،‬ومتطلبات قد تسبب لهم الصراع (كالدوافع والرغبات‬
‫الجنسية)‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب القلق ‪:‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق من االمتحان الذي يكون غير مستعد له‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق نتيجة خشيته من الفشل في مجاراة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق نتيجة الشكوك والريبة إزاء مشاعر اآلخرين نحوه‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق إزاء عدم قدرته على تأكيد ذاته‪ ،‬واستقالله مع وجود رغبة جامحة لهذا االستقالل‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق إزاء نموه الجسمي والجنسي السريع والمفاجئ‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق إزاء المستقبل‪ ،‬وفرص اختيار تخ‪0‬صص دراسي مناسب أو مهنة مناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬قلق المراهق الناتج عن وضعه لنفسه معايير وأهداف مثالية يصعب عليه تحقيقها والوصول إليها‪.‬‬
‫تعبيرات الغضب واستجاباته ‪:‬‬
‫‪ ‬تختلف استجابات الغضب لدى المراهق عن استجابات الطفل‪ ،‬فهو ال يستجيب من خالل الضرب‬
‫والرفس ورمي نفسه على األرض كما كان يفعل وهو طفالً‪ ،‬بل يتعلم استجابات جديدة‪ ،‬أبرزها أشكالها‬
‫‪ ‬الشكل الحركي ‪ :‬من خالل زرع المكان جيئة وذهابا ً في ثورة واضطراب‪ ،‬مغادرة المنزل بعصيبة‪،‬‬
‫الضرب بقوة على المنضدة‪ ،‬تكسير أو تمزيق شيء ما يقع بين يديه‪.‬‬
‫الشكل اللفظي ‪ :‬من خالل التهديد والوعيد والشتائم‪ ،‬وإطالق األلقاب السيئة على اآلخرين‪ ،‬المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫بحدة وغضب‪ ،‬ويعتبر ذلك دليل تطور في النمو االنفعالي لدى المراهق يختلف عن أسلوب التصرف‬
‫السابق‪ ،‬وقد يستخدم المراهق أحيانا ً اإلشاعة والوشاية‪ ،‬واالفتراء وتشويه السمعة‪ ،‬ويلجأ في ذلك إلى‬
‫ممارسة القسم واليمين المغلظة‪.‬‬
‫الشكل التعبيري ‪ :‬من خالل التهجم والعبوس‪ ،‬وتقطيب الجبين والنرفزة العصبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اللوم والعتاب ‪ :‬من خالل لوم الذات لوما ً شديداً‪ ،‬وانتقاد نفسه بشكل الذع‪ ،‬فقد يبكي أحيانا ً ويشعر بالندم‬ ‫‪‬‬
‫على خطيئة ارتكبها‪.‬‬
‫أما تعبيرات المراهقات عن غضبهن فيختلف اختالفا ً جذريا ً عن تعبيرات المراهقين الذكور‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫يغلب عليه االنفجار في البكاء والنحيب‪.‬‬
‫‪ ‬مظاهر القلق وتعبيراته ‪:‬‬
‫‪ ‬قد يظهر القلق أحيانا ً في صورة يبالغ فيها ال المراهق بإتقان عمله إلى الحد الذي قد يتعطل فيه عن العمل ذاته‪ ،‬بحجة أنه‬
‫يريد إتقانه‪ ،‬وال يستطيع اآلن تحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬قد يظهر القلق من خالل عدم االتزان وزيادة الحركة والنشاط‪ ،‬الذي ال هدف له وإتباع عادات سلوكية سلبية‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫(المشي جيئة وذهاباً‪ ،‬هز الساقين أو الذراعين‪ ،‬قضم األظافر‪ ،‬الظهور عراة" حركات وتعبيرات ال شعورية في أقسام‬
‫الوجه"‪ ،‬حك الرأس‪ ،‬طقطقة اليدين ‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ ‬يلجأ المراهق أحيانا ً إلى االنعزال واالنطوائية بسبب تكرار فشله في المواقف االجتماعية‪ ،‬وقد يتطور هذا األسلوب لديه‪،‬‬
‫فيتحول إلى مرض نفسي أو عقلي (الزغبي‪ ،‬مرجع سابق‪.)451 ،‬‬
‫‪ ‬قد تظهر لدى المراهق اضطرابات في وظائف الجسم مثل ‪ :‬الصداع‪ ،‬سوء الهضم‪ ،‬اإلسهال‪ ،‬الضعف والوهن‪.‬‬
‫أنسب وسائل عالج القلق عند المراهقين‬ ‫‪‬‬
‫التحدث عن سبب القلق وتوتّر‪ :‬قد يكون الرغم البوح لك بسبب القلق قد يكون شبه مستحيل في هذه المرحلة‬ ‫•‬ ‫‪‬‬
‫بمجرد الشعور باالهتمام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يستحق عناء المحاولة وسيشعره بالدعم المعنوي واألمان‬ ‫العمرية ّإال ّ‬
‫أن األمر‬
‫المشاركة بالنشاطات الرياضية‪ :‬تساهم ممارسة التمارين الرياضية في التخلّص من الطاقة السلبية التي تسيطر‬ ‫•‬ ‫‪‬‬
‫وتزوده بالنشاط والراحة النفسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على الجسم‬
‫االستعانة بالنشاطات التي تشتّت التفكير‪ :‬مثل اإلستماع إلى الموسيقى أو القراءة أو القيام بأي نشاط قد يغيّر منحى‬ ‫•‬ ‫‪‬‬
‫األفكار التي تقود إلى القلق‬
‫تشجيع المراهق على التعبير عن مشاعره‬ ‫‪• ‬‬
‫‪ ‬يرشح المختصون في علم النفس عدة طرق للعالج وتفادي تضاعف األزمات النفسية‪ ،‬ومنها العالج الطبي‪ ،‬فقد يصلح‬
‫التدخل الطبي والوصفات العالجية في العديد من الحاالت‪ ،‬رجوعا إلى طبيعة حالة القلق ومدى تقدم الحالة‪ ،‬واألدوية التي‬
‫توصف لتلك الحاالت هي في مجملها األدوية التي توصف في حاالت االكتئاب‪.‬‬
‫ظاهرة الهروب في المراهقة‬

‫‪ ‬تعد ظاهرة الهرب من مظاهر التمرد على األسرة‪ ،‬ويكون الهرب ألسباب متعددة‪ ،‬فهو يعبر عن‬
‫الضيق بالسلطة األسرية والتطلع نحو االستقالل والتحرر‪ ،‬وترتبط هذه الظاهرة بالنزعة ا لرومانسية‬
‫التي يتسم بها المراهق‪ ،‬ويرى بضع العلماء ارتباط الهرب ترتبط ببعض األمراض العقلية‪ ،‬وتظهر عند‬
‫المصابين بالبارنويا (أوهام العظمة وجنون الشك)‪" ،‬ولكن هذا ال يعني أن كل حالة هرب هي‬
‫بالضرورة حالة جنون‪ .‬إنما الهرب تعبير عن الرغبة في التخلص من الضغط والتحرر من سلطة‬
‫األسرة‪ ،‬وتعبير عن القلق الذي ينتاب المرء في فترة المراهقة"‪.‬‬
‫‪ ‬يتركز جزء كبير من أحالم اليقظة في المراهقة إلى الهروب بعيداً‪ ،‬للهجرة إلى عالم مختلف‪ ،‬حيث ا‬
‫لحرية والتحرر من كل أشكال السلطة والتقاليد االجتماعية والقيود األسرية‪.‬‬
‫‪ ‬يفصح الهرب عن التناقض العاطفي في مواقف المراهق من األسرة‪ ،‬فهو هارب من ضغوط األسرة‪،‬‬
‫ولكن أيضا ً لجلب االهتمام‪ ،‬إذ تراوداه أفكار جميلة‪ ،‬منها أن األب يبحث عنه في كل مكان واألم تبكي‬
‫حزناً‪ ،‬واإلخوة يفتشون هنا وهناك‪ ،‬وذلك ما يشعره بأهميته وقيمته‪ ،‬فالهرب ينطوي على المخاطرة‬
‫وعلى األماني في التحرر من الروابط التي قيدته كطفل‪.‬‬
‫‪ ‬الجنوح‬
‫‪ ‬يعد الجنوح من المشكالت التي عرفتها المجتمعات اإلنسانية منذ القدم‪ ،‬ويتزايد في عصرنا االهتمام بمشكلة الجنوح‬
‫التي يزداد تأثيرهـا في المجتمعات الحديثة‪ ،‬مـع ازدياد عدد الشبان الذين يرتكبون المخالفات وهم أدنى من ثمانية‬
‫عشر عاماً‪ ،‬وتشمل هذه المخالفات األعمال غير القانونية التي تتراوح بين تجاوز األسوار الممنوعة إلى الشرود‪،‬‬
‫وتناول الخمر وتمتد حتى تبلغ السرقة والعدوان واالغتصاب وجرائم القتل‪ ،‬تزداد جرائم الشبان سنة بعد سنة ‪ ،‬ففي‬
‫الواليات المتحدة نجد أن ثلث جرائم الخطيرة التي وقعت عام ‪ 1977‬ارتكبها شبان دون الثامنة عشرة‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب الجنوح ‪:‬‬
‫‪ ‬يرتبط السلوك الجانح المعادي للمجتمع بثالثة أنماط من األسباب ويمكن أن يكون عرضا ً من أعراض‬
‫االضطرابات النفسية أو العضوية أو العصابية‪ .‬فالمراهقون المصابون باضطرابات وظائف الدماغ أو الفصام‬
‫يرتكبون جرائم ألنه يعوزهم الحكم على ما هو صحيح وما هون خطأ‪ ،‬أو ألنهم ال يستطيعون التحكم باندفاعاتهم‪،‬‬
‫ويعزي الجنوح المتكرر إلى عوامل اجتماعية اقتصادية ثقافية معادية للمجتمع‪ ،‬أو إلى أسلوب شخصية مضادة‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم األسباب التي تجعل المراهق عرضة لالنزالق نحو الجنوح ‪:‬‬
‫‪ ‬يجد في السلوك الجانح متنفسا ً لما يتعرض له من إحباط أسري أو اجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬عندما يجد ما يشجعه على عدم االكتراث بالمعايير االجتماعية‪..‬‬
‫‪ ‬قابلية المراهق لإليحاء واإلغراء‪.‬‬
‫‪ ‬يكون الجنوح ردة فعل على معاناة المراهق في مراحل الطفولة‪.‬‬
‫‪ ‬يحاول المراهق االنسياق وراء كل ما من شأنه إرضاء حاجاته غير أبه بالمعايير االجتماعية‬
‫‪ ‬ويميل الكثير من الباحثين إلى اعتبار الجنوح من المشكالت المرتبطة بالتغيرات االجتماعية‬
‫واالقتصادية السريعة التي عرفتها المجتمعات الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬التغيرات االقتصادية االجتماعية الجنوح‬
‫‪ ‬ترتفع معدالت الجنوح نتيجة التغيرات السريعة في توسيع األحياء الشعبية الفقيرة المحيطة بالمدن‬
‫الكبرى‪ ،‬وازدياد تنقل الناس‪ ،‬مما يعر تكون المجتمع للتغير‪ ،‬ويعزز شعور الفرد بأنه كائن مجهول‪،‬‬
‫عندما تضطرب مشاعر االرتباط باألسرة والجوار والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ويبلغ الجنوح أشده في األحياء الفقيرة المختلفة التي تقطنها األقليات اإلثنية أو العرقية أو الدينية حيث‬
‫تتوافر الفرص لتعلم السلوك الجانح من األقران‪ ،‬ويزداد الجنوح بين المراهقين الذين ينتمون إلى أسر‬
‫متداعية من مستويات اقتصادية متدنية‪ ،‬في هذه األحياء ينضم الكثير من الشبان إلى عصابات‬
‫الجانحين‪ ،‬وقد أصبحت هذه الشلل شديدة العنف التخريب في السنوات األخيرة‪ .‬أشارت بعض‬
‫الدراسات إلى أن ‪ %60‬من ضحايا العنف الشلل هم أعضاء في هذه الشلل نفسها في حين يكون ‪%40‬‬
‫من الضحايا هم من خارج هذه الشلل‪.‬‬
‫‪ ‬صحيح أن الفقر والحرمان وتداعي األسرة واالضطراب النظم االجتماعية االقتصادية تسهم في‬
‫الجنوح‪ ،‬إال أن بعض المراهقين من األسر ميسورة الحال والمتماسكة يتحولون إلى الجنوح‪.‬‬
‫خصائص الشخصية والجنوح‬
‫‪ ‬من سمات الشخصية عند الجانحين التمرد وعدم االستقرار والريبة والكراهية والميل إلى التخريب‪،‬‬
‫وهم ال يحبون أنفسهم ويرون أنفسهم كسالى جهلة محزونين‪ ،‬كما يشعرون أنهم غير أكفاء‪ ،‬منبوذون‬
‫عاطفياً‪ ،‬وعرضة لإلحباط في حاجاتهم إلى التعبير عن الذات‪ ،‬ويتسمون بالرعونة واالندفاعية‬
‫ويفتقرون إلى القدر على ضبط الذات والسيطرة على انفعاالتهم‪ ،‬ومن الصفات المميزة للجانحين تخلفهم‬
‫التربوي والعلمي‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون ضعفهم الدراسي منت أسباب سخطهم واستيائهم الذي يؤدي‬
‫على ظهور سلوكهم المعادي للمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ويعد دور األبوين في الجنوح دورا جوهرياً‪ ،‬إذ تشير البحوث الحديثة إلى أن أساليب التأديب المبكرة‬
‫التي يتعرض عليها الجانحون كانت متذبذبة أو متراخية أو مفرطة في القسوة‪ ،‬يغلب عليها طابع العقاب‬
‫البدني بدالً من أساليب المناقشة العقلية جول الخطأ أو حول المخالفة‪ .‬وتتسم العالقات بسين الجانحين‬
‫والوالدين بالكراهية المتبادلة وعدم التضامن العائلي والنبذ وعدم االهتمام‪ ،‬ويوصف األب غابا ً بالقسوة‬
‫والفظاظة والميل إلى السخرية من أطفاله وتحقيرهم وغياب الدفء والمودة عن عالقاتهم بهم‪ ،‬في حين‬
‫توصف األم باإلهمال في رعاية األطفال وعدم االهتمام والعدائية‪ ،‬إن احتمال الجنوح عند األسر التي‬
‫تتسم بالبالدة العاطفية وتتبادل الكراهية بين أعضائها أعلى بكثير من احتمال الجنوح عند أسرة ليس‬
‫فيها إال أحد األبوين فقط ولكنها مترابطة يتوافر فيها تبادل المودة والمساندة‪.‬‬
‫الوقاية من الجنوح وعالجه ‪:‬‬
‫‪ ‬لقد أخفقت المحاوالت المعددة من التأثير في خفض معدالت الجنوح‪ ،‬كما فشلت المدارس اإلصالحية‬
‫في تحقيق هذا الهدف‪ ،‬ألن هذه الجهود كانت تبذل بعد فوات األوان‪ ،‬ألنها كانت تتركز على الشبان من‬
‫أصحاب المشكالت الخطيرة ولم تكن جهودا ً كافية كما لم تكن على درجة من الشمول واالستمرارية‪.‬‬
‫‪ ‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬البد من تركيز الجهود على الوقاية بدالً من العقاب‪ ،‬إن العقاب وحده ال يصلح ليكون‬
‫عالجا ً ناجعا ً لمشكالت الجنوح‪ ،‬فهناك الكثير من الطرق للحد من السلوك الجانح بعيدا ً عن العقوبات‬
‫الجسدية أو عقوبة السجن وأهم ما يشترك به الجانحون هو أنهم سبق وأن عانوا من العقاب المؤلم‪.‬‬
‫وجزء من هذا العقاب يحدث في المدرسة إذا ما أخفق الحدث في المضي قدما ً في دراسته بصورة‬
‫عادية‪ ،‬عندما ال يجد أحدا يأخذ بيده بطريقة ودية لمساعدته في تجاوز الصعوبات المدرسية‪ ،‬ستخفق‬
‫المدرسة في أداء رسالتها إذا استسلمت للظروف السيئة التي يعاني منها هذا الحدث‪ ،‬وتنصلت من‬
‫المسؤولية زاعمين أن الظروف القاسية لهذا الطفل سبق أن تكونت‪ ،‬فعالً مجال اآلن إلعادته إلى الحالة‬
‫الطبيعية وإصالح شأنه‪ ،‬بعد أن جاء بكل مشكالته ليلقى بها في المدرسية التي ال حول لها وال قولة في‬
‫ذلك‪ .‬كما أن بضع المدرسين المسؤولين عن تربية المراهقين وتوجيههم يبتعدون عن الجانحين وعن‬
‫األحداث الذين يظهرون استعدادا ً للجنوح‪ ،‬بينما نجد البعض اآلخر من هؤالء المربين يبذلون قصارى‬
‫جهدهم للتواصل مع هؤالء األحداث ومحاولة فهمهم ومساعدتهم ومعرفة ماذا بإمكانهم أن يفعلوا إلعادة‬
‫الجانحين إلى رشدهم‪ ،‬إن دور المدرسية على درجة كبيرة من األهمية في الوقاية من الجنوح وفي‬
‫عالجه إذا توافر لها المزيد من الخدمات النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫السلوك العدواني‬
‫‪ ‬لقد جاءت نظرية لورنس في العدوان لتدعم وجهة نظر فرويد حول هذا السلوك‪ ،‬يقوم تصور لورنس‬
‫لعدوان على التسليم بوجود دافع عدواني يأخذ شكل طاقه داخلية محددة تراكم تدريجيا عند الفرد‬
‫وتظهر بالضرورة بشكل أو بأخر‪ ،‬ويكفي أن يتوافر ((المثير)) ولو كان ضئيال لكي تنفلت هذه الطاقة‬
‫العدوانية المتراكمة كالسيل الجارف‪ ،‬هذه الكمية المؤدية من العدوانية تشكل جزءا وراثيا يخترق‬
‫اإلنسان حتى األعماق‪ ،‬ويرى لورنس خطورة ذلك علي البشر حيث يقف اإلنسان المعاصر وفي يده‬
‫القنبلة الهيدروجينية‪ ،‬نتائج ذكائه‪ ،‬وفي قلبه غريزة العدوانية الموروثة من أجداده األوائل‪ .‬فعلقه ال‬
‫ستطيع السيطرة عي هذه الغريزة‪ .‬ربما كان سلوك العدوان من أهم نقاط المقاطع بين االيثولوجيا وعلم‬
‫النفس‪.‬‬
‫‪ ‬يعد مفهوم ((الغريزة العدوانية)) من المفاهيم المركزية في نظرية لورنس )‪ Karli, 1987: 28‬إال أن ال‬
‫يميز بين هذا السلوك الغريزي القابل للمالحظة والطاقة الداخلية التي تجد تعبيرها نحو الخارج عبر‬
‫هذا السلوك الغريزي القابل للمالحظة والطاقة الداخلية التي تجد تعبيرها نحو الخارج عبر هذا السلوك‪،‬‬
‫وهو يشير إلى الخصائص الغريزية المبرمجة وراثيا لصيغة حركية قد يزيد تعقيدها أو ينقص‪ ،‬مع‬
‫نشاط عصبي تلقائي للتنفيذ هذا النشاط الحركي (الفعل العدواني)‪ ،‬ويرى لورنس أن الدافع العدواني‬
‫ينبثق تلقائيا من قبل اإلنسان‪ ،‬وهذه التلقائية تجعله خطرا‪ ،‬فلو كان هذا الدافع ردة فعل نحو جملة من‬
‫العوامل الخارجية كما يزعم بعض علماء النفس وعلماء االجتماع‪ ،‬باإلنساني لن تكون في خطر كما‬
‫هي عليه اآلن‪ ،‬فالعوامل التي تثير ردود فعل هذه يمكن دراستها واستبعادها مع أمال كبيرة في النجاح‪،‬‬
‫فالفكرة القائلة إن هذا السلوك هو ردة فعل هي فكرة عبر صحيحة من وجهة نظر لورنس‪ .‬يبدو إذن أن‬
‫غريزة العدوان ترتبط‪ ،‬بالنسبة إلى لورنس‪ ،‬ليس فقط بوجود السلوك العدواني‪ ،‬وإنما ترتبط أيضا‬
‫بطاقة داخلية خاصة يجب تفريغها ‪.‬‬
‫‪ ‬مظاهر السلوك العدواني‪:‬‬
‫‪ ‬السلوكيات المؤدية الى ضرر أوأذي أو إصابة شخص أخر أو أخرين‪.‬‬
‫‪ ‬السلوكيات التي تحدث تدمير أو تخريب أو ضرر أو خسارة في الممتلكات‬
‫‪ ‬سلوكيات اإلحتيال والنصب والسرقة‬
‫‪ ‬السلوكيات التي تنتهك القوانين والتقاليد االجتماعية‬
‫‪ ‬السلوك العدواني في المراهقة‬
‫يأخذ السلوك العدواني في المراهقة أشكاال متعددة بدءا من االعتداءات البسيطة علي األشخاص‬ ‫‪‬‬
‫والممتلكات وصوال إلى ارتكاب الجرائم الدموية البشعة (تناولنا هذا الموضوع عند الحديث عن الجنوح)‪ ،‬لقد أشار‬
‫فرويد إلى أهمية أحداث الطفولة وإلى تقمص شخصية األب في تكوين الكوابح (األنا العليا) عند الصبيان‪ ،‬إذ‬
‫يخضع األطفال‪ ،‬عبر خارجيا‪ ،‬فالطفل يرتدع من خالل التدخل المباشر للوالدين‪ ،‬ولكن يتعلم الطفل تدريجيا‬
‫وبالرغم من أن الطفل يحاول االمتثال لمتطلبات والديه‪ ،‬إال أن الضبط‪ ،‬الذي يمارسه علي سلوك يكون خارجيان‪،‬‬
‫نتيجة الخوف من العقاب لذلك يتطلب الضبط الذاتي للطفل الحضور المستمر للراشد صاحب الضبط‪ ،‬ولهذه‬
‫السبب فالخوف من العقاب ال يشكل رادعا فعاال لسلوك العدواني المضاد للمجتمع‪ ،‬وكن حين يقبل الطفل معايير‬
‫والديه كمعايير خاصة به‪ ،‬عندئذ فقط يبدأ بمراعاة نواهيهما‪ ،‬والتواصل إلى هذا التبني للنواهي وتذويبها وإضفاء‬
‫الصبغة الذاتية عليها عملية تتم بالتدريج‪ ،‬وربما ال تكتمل أبدا عند الكثير من األفراد‪ ،‬فحتى الرشد قد ال يردعه‬
‫عن التجاوز في بعض األحيان إال الخوف من العواقب الخارجية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬يتسع تدريجيا نطاق السلوك باتساق‬
‫وتجانس‪ ،‬ويصبح سلوك الفرد النامي خاضعا لنوع جديد من الردع أال هو الوجدان أو الضبط الذاتي نتيجة الشعور‬
‫باإلثم‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من العدوان‬
‫‪ ‬يقترح بعض العلماء تنظيم بعض النشاطات التي يمكن أن نخفف من التوتر وان تحد من تطور السلوك‬
‫العدواني‪ ،‬يرى لورنز مثال ضرورة تشجيع الرياضية وتنظيم التنافس الرياضي الحر مما يمكن الفرد‬
‫من التعبير اإليجابي عن (ميوله العدوانية)) والتنفس عنها‪ ،‬وضرورة تشجيع روح ألنكتة والحبور لما‬
‫لذلك من تأثير مهم في خفض التوتر وتجنب العدوان‪.‬‬
‫وأشار بعض الباحثين إلى أن إتاحة الفرصة للفرد بالتعبير عما يدور في نفسه غالبا ما يكون له‬ ‫‪‬‬
‫تأثير في خفض العدوان‪ ،‬كما تقدم النظريات السلوكية أساليب فعالة في ضبط السلوك العدواني وتعديله‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أهمية العوامل التربوية‪ ،‬في إطار األسرة أو المدرسة‪ ،‬في السلوك العدوان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قد يتم تعزيز هذا السلوك من قبل األهل بتشجيعهم التوجه العدواني عند الطفل ليتمكن من ((تأكيد ذاته))‬
‫االجتماعية القائمة على منطق القوة والقمع ظهر السلوك العدواني‪ ،‬وتجعل منه سلوكا عاديا‪ ،‬وعندما‬
‫يكون العدوان هو الوسيلة األساسية في التعامل بين أفراد األسرة‪ ،‬يستخدمها الكبار نحو الصغار‪،‬‬
‫والمعلم نحو تالميذه‪ ،‬واألب نحو أفراد أسرته‪ ،‬يؤدي ذلك إلي تسهيل ظهور السلوك العدواني عند‬
‫الطفل وإلى تطور هذا السلوك في المستقبل‪.‬‬
‫• يجب أن تكون ظاهرة السلوك العدواني في الطفولة بمثابة إنذار لألهل ولمرين بأنها قد تتطور نحو‬
‫الجنوح واالنحراف في مرحلة المراهقة ‪ ،‬فالعدوان المتكرر عند الطفل يكون مؤشرا للتنبؤ بالجنوح‬
‫واالنحراف في مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من العدوان‬
‫‪ ‬يقترح بعض العلماء تنظيم بعض النشاطات التي يمكن أن نخفف من التوتر وان تحد من تطور السلوك‬
‫العدواني‪ ،‬يرى لورنز مثال ضرورة تشجيع الرياضية وتنظيم التنافس الرياضي الحر مما يمكن الفرد‬
‫من التعبير اإليجابي عن (ميوله العدوانية)) والتنفس عنها‪ ،‬وضرورة تشجيع روح ألنكتة والحبور لما‬
‫لذلك من تأثير مهم في خفض التوتر وتجنب العدوان‪.‬‬
‫وأشار بعض الباحثين إلى أن إتاحة الفرصة للفرد بالتعبير عما يدور في نفسه غالبا ما يكون له‬ ‫‪‬‬
‫تأثير في خفض العدوان‪ ،‬كما تقدم النظريات السلوكية أساليب فعالة في ضبط السلوك العدواني وتعديله‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أهمية العوامل التربوية‪ ،‬في إطار األسرة أو المدرسة‪ ،‬في السلوك العدوان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قد يتم تعزيز هذا السلوك من قبل األهل بتشجيعهم التوجه العدواني عند الطفل ليتمكن من ((تأكيد ذاته))‬
‫االجتماعية القائمة على منطق القوة والقمع ظهر السلوك العدواني‪ ،‬وتجعل منه سلوكا عاديا‪ ،‬وعندما‬
‫يكون العدوان هو الوسيلة األساسية في التعامل بين أفراد األسرة‪ ،‬يستخدمها الكبار نحو الصغار‪،‬‬
‫والمعلم نحو تالميذه‪ ،‬واألب نحو أفراد أسرته‪ ،‬يؤدي ذلك إلي تسهيل ظهور السلوك العدواني عند‬
‫الطفل وإلى تطور هذا السلوك في المستقبل‪.‬‬
‫• يجب أن تكون ظاهرة السلوك العدواني في الطفولة بمثابة إنذار لألهل ولمرين بأنها قد تتطور نحو‬
‫الجنوح واالنحراف في مرحلة المراهقة ‪ ،‬فالعدوان المتكرر عند الطفل يكون مؤشرا للتنبؤ بالجنوح‬
‫واالنحراف في مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من العدوان‬
‫‪ ‬يقترح بعض العلماء تنظيم بعض النشاطات التي يمكن أن نخفف من التوتر وان تحد من تطور السلوك‬
‫العدواني‪ ،‬يرى لورنز مثال ضرورة تشجيع الرياضية وتنظيم التنافس الرياضي الحر مما يمكن الفرد‬
‫من التعبير اإليجابي عن (ميوله العدوانية)) والتنفس عنها‪ ،‬وضرورة تشجيع روح ألنكتة والحبور لما‬
‫لذلك من تأثير مهم في خفض التوتر وتجنب العدوان‪.‬‬
‫وأشار بعض الباحثين إلى أن إتاحة الفرصة للفرد بالتعبير عما يدور في نفسه غالبا ما يكون له‬ ‫‪‬‬
‫تأثير في خفض العدوان‪ ،‬كما تقدم النظريات السلوكية أساليب فعالة في ضبط السلوك العدواني وتعديله‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أهمية العوامل التربوية‪ ،‬في إطار األسرة أو المدرسة‪ ،‬في السلوك العدوان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قد يتم تعزيز هذا السلوك من قبل األهل بتشجيعهم التوجه العدواني عند الطفل ليتمكن من ((تأكيد ذاته))‬
‫االجتماعية القائمة على منطق القوة والقمع ظهر السلوك العدواني‪ ،‬وتجعل منه سلوكا عاديا‪ ،‬وعندما‬
‫يكون العدوان هو الوسيلة األساسية في التعامل بين أفراد األسرة‪ ،‬يستخدمها الكبار نحو الصغار‪،‬‬
‫والمعلم نحو تالميذه‪ ،‬واألب نحو أفراد أسرته‪ ،‬يؤدي ذلك إلي تسهيل ظهور السلوك العدواني عند‬
‫الطفل وإلى تطور هذا السلوك في المستقبل‪.‬‬
‫• يجب أن تكون ظاهرة السلوك العدواني في الطفولة بمثابة إنذار لألهل ولمرين بأنها قد تتطور نحو‬
‫الجنوح واالنحراف في مرحلة المراهقة ‪ ،‬فالعدوان المتكرر عند الطفل يكون مؤشرا للتنبؤ بالجنوح‬
‫واالنحراف في مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫االكتئاب والسلوك االنتحاري‬
‫‪ ‬تكمن خطورة االكتئاب من بين االضطرابات العقلية كلها‪ ،‬أنه قد ينتهي باالنتحار‪ ،‬فاالنتحار هو الموت في المرض‬
‫االكتئابي‪ ،‬وتكون دراسة مشاعر االكتئاب على درجة كبيرة من األهمية‪ ،‬بسبب ارتفاع تكرارها من جهة‪ ،‬وبسبب‬
‫عالقتها بالسلوك االنتحاري من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬إن أخطر ما يتعرض له المكتئب هو االنتحار‪ ،‬ويرتفع احتمال االنتحار في حين يبدو ظاهريا ً أن االكتئاب قد‬
‫تراجع‪ ،‬إال أن االنتحار يمكن أن يحدث ألسباب أخرى‪ ،‬إذ تشير بعض الدراسات إلى أن ‪ %50‬من المنتحرين‬
‫يفعلون ذلك في أثناء إصابتهم باالكتئاب‪.‬‬
‫‪ ‬لقد أوضحت بعض الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات الهرمونية التي تحدث في أثناء المراهقة تزيد من قابلية‬
‫المراهق لإلصابة باالكتئاب‪ ،‬ويتضح ذلك في التقدير السلبي للذات‪ ،‬وللعالم وللمستقبل‪ ،‬وضعف في القدرة على‬
‫العمل وفي تنظيم أوقات التسلية وعدم الرغبة في العالقات االجتماعية‬
‫‪ ‬أعراض االكتئاب‬
‫‪ ‬لقد حددت الجمعية األريكية الطبية النفسية أعراض االكتئاب نذكر فيما يلي أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬يفقد المريض االهتمام‪ ،‬وال يشعر بأي متعة في حياته اليومية أو في نشاطاته المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬يشعر المصاب بالحزن واليأس وعدم الفعالية‪.‬‬
‫‪ ‬يصاب المريض باضطرابات عضوية‪ ،‬وقد تقل شهيته للطعام ويصاب بالنحول أو قد تزداد شهيته ويصاب‬
‫بالسمنة‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب في النوم وفي النشاط الحركي الذي يتميز باإلثارة المفرطة أحيانا ً أو بالبطء الشديد في حاالت أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬يشكو المصاب من أنه ال يتمكن من التفكير إال بصعوبة وببطء ويتعذر عليه تركيز الذهن‪.‬‬
‫‪ ‬يجد المريض صعوبة في اتخاذ القرار مهما كان بسيطا ً‪.‬‬
‫‪ ‬عالج االكتئاب‬
‫‪ ‬لقد تقدمت صناعة األدوية المضادة لالكتئاب‪ ،‬وتؤثر في شفاء نسبة عالية من مرضى االكتئاب‪ ،‬وتكون المعالجة‬
‫الكيميائية (استخدام العقاقير الطبية) المدعمة بالمعالجة النفسية أفضل وسيلة لتحسين التواصل االجتماعي وإزالة‬
‫أعراض المرض‪ ،‬مما يؤدي إلى تحسين قدرات التكيف عند المريض‪ ،‬ورفع قدراته في مقاومة الضغوط واستعادة‬
‫تفاوله‪.‬‬
‫‪ ‬وظهرت حديثا ً صيغة جديدة للمعالجة وهي المعالجة اإلدراكية للسلوك التي تطورت من الفرضية القائلة إن حالة‬
‫االكتئاب هي نتيجة االنطباع السيئ للشخص عن ذاته‪ ،‬إذ يؤثر هذا االنطباع السيئ في طريقة تنظيم التجارب‬
‫الحياتية‪ ،‬وتركز هذه المعالجة على تعديل األفكار الخطأ وطرائق التفكير‪.‬‬
‫التشجيع على القيام بأنشطة اجتماعية‪.‬‬ ‫‪• ‬‬
‫التشجيع على األكل الصحي‪.‬‬ ‫‪• ‬‬
‫التشجيع على النوم مبكرا واالستيقاظ مبكرا‪.‬‬ ‫‪• ‬‬
‫التقليل من مشاهدة التلفزيون واإلنترنت‪ ،‬واالتشجيع على ممارسة هوايات مثل الكتابة والرسم والغناء‪،‬‬ ‫‪• ‬‬
‫فهي كلها وسائل للتواصل تساعده على التعبير عن نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع مراهق مصاب باالكتئاب على التكلم عن مشكلته‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كنت تشك في أن المراهق في حياتك يعاني من االكتئاب‪ ،‬قم بالتحدث على الفور‪ .‬حتى لو كنت غير متأكد بأن‬
‫االكتئاب هو القضية‪ ،‬فالسلوكيات المزعجة والعواطف التي تراها في ابنك المراهق هي دالئل على وجود مشكلة‪.‬‬
‫‪ ‬التكلم إلى مراهق مصاب باالكتئاب‬
‫‪ ‬قم بعرض الدعم‪ .‬اسمح للمراهقين المصابين باالكتئاب أن يعرفوا بأنك موجود ألجلهم‪ ،‬بشكل كامل ودون قيد أو‬
‫شرط‪ .‬ابتعد عن طرح الكثير من األسئلة (المراهقون ال يحبون أن يشعروا بأنهم يحتاجون إلى رعاية)‪ ،‬ولكن‬
‫أوضح أنك على استعداد وترغب في تقديم كل الدعم الذي يحتاجون إليه‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من االكتئاب‬
‫‪ ‬إن ارتباط االكتئاب بشروط الحياة وقسوتها وبزيادة الضغوط النفسية التي يتعرض لها المراهق‪ ،‬تجعل من‬
‫المساعدة االجتماعية لتجاوز هذه الضغوط على درجة كبيرة من الفائدة‪ ،‬كما أن الدعم العاطفي‪ ،‬خصوصا ً‬
‫من قبل األسرة‪ ،‬يساهم مساهمة عظيمة في التخفيف من آثار الكرب وتحسين الصحة النفسية‪ ،‬كما أن‬
‫التخفيف من معاناة البشر وتحسين شروط الحياة اليومية يساهم في الوقاية من االكتئاب وغيره من اآلفات‬
‫النفسية والعقلية‪.‬‬
‫‪ ‬السلوك االنتحاري‬
‫‪ ‬يندر حدوث االنتحار بين األطفال والمراهقين‪ ،‬إذ تشير بعض األرقام أن نسبة ‪ %6‬من المنتحرين تقل‬
‫أعمارهم عن عشرين سنة‪ ،‬إال أن محاوالت االنتحار تشكل نسبة عالية عند المراهقين‪ ،‬وترتفع هذه النسبة‬
‫عند الذكور مقارنة باإلناث‪.‬‬
‫‪ ‬ويختلف المراهقون في الطرائق التي يستخدمونها في االنتحار‪ ،‬فمعظم الفتيان الذين يقتلون أنفسهم‬
‫يستخدمون األسلحة النارية في حين تستخدم الفتيات السم‪ ،‬أما بالنسبة إلى أولئك الذين يحاولون االنتحار‬
‫فقط فاستخدام المواد السامة جهي الطريقة األكثر شيوعا ً‪.‬‬
‫‪ ‬أصول السلوك االنتحاري‬
‫‪ ‬أهم اضطرابات سلوك التغذية‬
‫‪ ‬فقدان الشهية العصبي‪*:‬‬
‫‪ ‬يعاني اإلنسان المعاصر الكثير من أشكال اآلالم واالضطرابات العضوية والنفسية‪ ،‬وترتبط هذه‬
‫االضطرابات إلىحد كبير بتطور الجانب المادي للحضارة اإلنسانية فنحن نعيش في عصر يتسم بالتوتر‬
‫القلق واالنفعال العنيف واالكتئاب والضيق والتمزق وغيرها من الضغوط المختلفة‪ ،‬وتتفاعل هذه العوامل‬
‫النفسية مع مشكالت الحياة المادية بأنواعها لتؤثر على الصحة الجسدية والنفسية لإلنسان‪ ،‬ويؤخذ هذا‬
‫التأثير صورة اختالل نفسي أو جسمي (نفسجسمي) يأخذ أشكال مختلفة (شتى) من االضطرابات‬
‫واألمراض منها‪:‬‬
‫‪ ‬االضطرابات النفسية كالقلق والوساوس والمخاوف واالنحرافات السلوكية كالعنف والتخريب‪.‬‬
‫‪ ‬االضطرابات النفسية ذات اآلثار الجسمية أي التي تظهر أعراضها على الجسم وهي االضطرابات النفسية‬
‫الجسمية )‪ (Psychosomatic‬ومنها قرحة المعدة واإلثنى عشر وبعض أنواع عسر الهضم واضطرابات‬
‫سلوك التغذية مثل زيادة الشهية أو ف قدان الشهية العصبي‪.‬‬
‫‪ ‬يعرف فقدان الشهية العصبي على أنه اضطراب في سلوك التغذية يتصف بتقييد الشخص المصاب لكمية‬
‫الطعام التي يتناولها‪ ،‬ويتصف بخوف شديد من البدانة‪ ،‬وباضطراب صورة الجسم‪ ،‬وبنقص في الوزن‬
‫يتراوح بين ‪ 15‬و‪ %25‬من الوزن الطبيعي‪ ،‬وقد ينتهي بصاحبه إلى الموت (‪ %15‬من المصابين‬
‫يموتون)‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب المرض‪:‬‬
‫‪ ‬إن فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬يدخل في إطار االضطرابات النفسية الجسمية‪ ،‬وينشأ هذا المرض كنتيجة‬
‫لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية واالجتماعية والنفسية‪ ،‬فاالرتفاع في معدالت اإلصابة بين التوائم الصنوية مقارنة‬
‫بالتوائم غير الصنوية يبين تأثير العوامل الوراثية في هذا االضطراب‪ ،‬كما يزداد انتشار هذا المرض بين الطبقات‬
‫الوسطى والغنية وبين الجماعات المهنية التي تهتم بالوزن والرشاقة والنحافة‪ ،‬والنموذج المثالي لجسم المرأة‪ ،‬وتؤثر‬
‫الحالة النفسية في هذا االضطراب إذ يرى بعض الباحثين أنه نتيجة لإلخفاق في التطور من الطفولة إلى المراهقة‪،‬‬
‫ويرتبط أيضا ً ببعض حاالت الصراع والتوترات الجنسية المرتبطة بالبلوغ‪ ،‬ألن سوء التغذية يؤدي إلى خفض‬
‫االهتمامات الجنسية مما يعزز‪ ،‬عند هؤالء‪ ،‬سلوك تجويع الذات‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم ما يتميز به هذا االضطراب‪:‬‬
‫‪ ‬يعد فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬أحد اضطرابات سلوك التغذية ويتصف بأن الشخص المصاب يضع لنفسه‬
‫حدودا ً غذائية وتقييدا ً لكمية الطعام التي يتناولها‪.‬‬
‫‪ ‬يصاب الشخص بانخفاض كبير بالوزن‪ ،‬وخوف شديد من البدانة أو زيادة الوزن كما أن هؤالء المرضى يعانون‬
‫اضطرابا ً قويا ً في صورة الجسم‪ ،‬فهم يعلنون شعورهم بالبدانة على الرغم من ضعفهم وهزالهم في الواقع‪ ،‬يتراوح‬
‫النقص في الوزن بين ‪ %25 – 15‬من الوزن الطبيعي عند المصابين بفقدان الشهية العصبي‪ ،‬ويتبع هؤالء المرضى‬
‫نظام حمية غذائية (رجيم) بشكل دائم‪ ،‬كما يوجد لدى اإلناث انقطاع الطمث أحياناً‪ ،‬ويتظاهر الكثير من المرضى بأنهم‬
‫قد أكلوا ولكنهم في الحقيقة لم يأكلوا إال القليل‪ ،‬ويعد هذا المرض من األمراض النفسية التي يمكن أن تتخذ سياقا ً يؤدي‬
‫إلى الوفاة‪ ،‬وتصاحب فقدان الشهية العصبي أمراض متعددة منها‪:‬‬
‫‪ ‬خوف شديد من البدانة‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب أساسي في صورة الجسم‪.‬‬
‫‪ ‬ويشمل هذا االضطراب‪:‬‬
‫أ – الشهية‪ ،‬ب – سلوك التغذية‪ ،‬جـ ‪ -‬صورة الجسم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أسباب المرض‪:‬‬
‫‪ ‬إن فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬يدخل في إطار االضطرابات النفسية الجسمية‪ ،‬وينشأ هذا المرض كنتيجة‬
‫لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية واالجتماعية والنفسية‪ ،‬فاالرتفاع في معدالت اإلصابة بين التوائم الصنوية مقارنة‬
‫بالتوائم غير الصنوية يبين تأثير العوامل الوراثية في هذا االضطراب‪ ،‬كما يزداد انتشار هذا المرض بين الطبقات‬
‫الوسطى والغنية وبين الجماعات المهنية التي تهتم بالوزن والرشاقة والنحافة‪ ،‬والنموذج المثالي لجسم المرأة‪ ،‬وتؤثر‬
‫الحالة النفسية في هذا االضطراب إذ يرى بعض الباحثين أنه نتيجة لإلخفاق في التطور من الطفولة إلى المراهقة‪،‬‬
‫ويرتبط أيضا ً ببعض حاالت الصراع والتوترات الجنسية المرتبطة بالبلوغ‪ ،‬ألن سوء التغذية يؤدي إلى خفض‬
‫االهتمامات الجنسية مما يعزز‪ ،‬عند هؤالء‪ ،‬سلوك تجويع الذات‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم ما يتميز به هذا االضطراب‪:‬‬
‫‪ ‬يعد فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬أحد اضطرابات سلوك التغذية ويتصف بأن الشخص المصاب يضع لنفسه‬
‫حدودا ً غذائية وتقييدا ً لكمية الطعام التي يتناولها‪.‬‬
‫‪ ‬يصاب الشخص بانخفاض كبير بالوزن‪ ،‬وخوف شديد من البدانة أو زيادة الوزن كما أن هؤالء المرضى يعانون‬
‫اضطرابا ً قويا ً في صورة الجسم‪ ،‬فهم يعلنون شعورهم بالبدانة على الرغم من ضعفهم وهزالهم في الواقع‪ ،‬يتراوح‬
‫النقص في الوزن بين ‪ %25 – 15‬من الوزن الطبيعي عند المصابين بفقدان الشهية العصبي‪ ،‬ويتبع هؤالء المرضى‬
‫نظام حمية غذائية (رجيم) بشكل دائم‪ ،‬كما يوجد لدى اإلناث انقطاع الطمث أحياناً‪ ،‬ويتظاهر الكثير من المرضى بأنهم‬
‫قد أكلوا ولكنهم في الحقيقة لم يأكلوا إال القليل‪ ،‬ويعد هذا المرض من األمراض النفسية التي يمكن أن تتخذ سياقا ً يؤدي‬
‫إلى الوفاة‪ ،‬وتصاحب فقدان الشهية العصبي أمراض متعددة منها‪:‬‬
‫‪ ‬خوف شديد من البدانة‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب أساسي في صورة الجسم‪.‬‬
‫‪ ‬ويشمل هذا االضطراب‪:‬‬
‫أ – الشهية‪ ،‬ب – سلوك التغذية‪ ،‬جـ ‪ -‬صورة الجسم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عالج فقدان الشهية العصبي ‪:‬‬
‫‪ ‬ال يهتم المصابون بفقدان الشهية العصبي بالعالج وقد يقاومون أي عالج‬
‫لحالتهم‪ ،‬إعادة تأهيل المريض تحتاج إلى صبر جميل وغالبا ً ما يتطلب ذلك‬
‫إدخاله المستشفي‪ ،‬ومعالجة طبية متخصصة وشاملة‪ ،‬ويحتاج أيضا ً إلى العالج‬
‫النفسي الفردي ويحتاج أن يتحدث كثيرا ً عما يجول في خاطره ويجب أن يشجع‬
‫على ذلكن‪ ،‬ويستخدم في هذا النوع من العالج التحليل النفسي والعالج السلوكي‬
‫والعالج المعرفي‪ ،‬كما يمكن تركيز العالج على األسرة بتصحيح بعض أنماط‬
‫السلوك‪ ،‬يجب أن تنظر األسرة إلى هذا االضطراب على أنه محاولة لطلب‬
‫المساعدة‪ ،‬وتتعدد طرق العالج باختالف حاالت فقدان الشهية العصبي‪ ،‬ومن‬
‫المعايير المهمة في نجاح هذه الطريقة أو تلك هو استعادة المريض ألوضاعه‬
‫العادية‪ ،‬زيادة الوزن وتحسن الحالة النفسية وعودة الحيض عند اإلناث‪.‬‬
‫‪ – 2 ‬اإلفراط في تناول الغذاء(السمنة)‬
‫‪ ‬تعد السمنة وزيادة الوزن سمة من سمات عصرنا‪ ،‬وتتعدد أسباب هذه المشكلة إال أن سببها األساسي هو اإلفراط في تناول‬
‫الطعام "التخمة"‪.‬‬
‫‪ ‬والحقيقة التي يجب أن نعيها أن السمنة مشكلة مهمة من المشكالت الصحية واالجتماعية والنفسية في المجتمعات‬
‫المعاصرة‪ ،‬خصوصا ً في البلدان الغنية‪ ،‬وفي أوساط الطبقات المترفة في البلدان الفقيرة‪ ،‬ولو سلمنا أن مجتمعاتنا تقبل‬
‫البدانة المفرطة بأنها مسألة شخصية تعبر عن النعيم والراحة النفسية‪ ،‬إال أن الحقيقة أن اإلفراط في الطعام والشراهة غير‬
‫مرغوب فيهما‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ السمنة‪:‬‬
‫‪ ‬إذا بحثنا في تاريخ السمنة سنجد أنها موجودة منذ وجود البشر‪ ،‬إال أن اتساعها وزيادة انتشارها هي ظاهرة معاصرة‪،‬‬
‫فالتغير في النمط الحياتي والغذائي في الكثير من المجتمعات أدى إلى قلة النشاط الجسمي‪ ،‬وكذلك إلى تغير في العادات‬
‫الغذائية‪ ،‬وبدأت تظهر بعض أمراض الحضارة التي لم تكن منتشرة بنسبة ملحوظة في الماضي ومن هذه األمراض‬
‫أمراض القلب والشرايين والسكري وبعض أنواع السرطان‪ ،‬كذلك‪ ..‬وقد دلت األبحاث الحديثة إلى وجود عالقة قوية بين‬
‫هذه األمراض والسمنة‪.‬‬
‫‪ ‬هل السمنة مرض؟‬
‫‪ ‬قد ال تكون السمنة في حد ذاتها مرضاً‪ ،‬ولكن من المؤكد أنها عامل خطورة لكثير من األمراض‪ ،‬وما زالت األبحاث تظهر‬
‫لنا عالقة السمنة بأمراض جديدة‪ ،‬ولعل أخطر ما تتجه إليه هذه النتائج هي عالقة السمنة بأمراض القلبوالموت المفاجئ‪ ،‬ثم‬
‫يلي ذلك في األهمية أمراض تصلب الشرايين ومرض السكري وضغط الدم‪ ،‬والكثير من األمراض األخرى التي تشير‬
‫بعض األبحاث إلى عالقتها بالسمنة‪ ،‬مثل مشاكل التنفس‪ ،‬وداء النقرس‪ ،‬وأمراض المرارة‪ ،‬وسرطان الرحم والثدي‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب السمنة‪:‬‬
‫‪ ‬إن العامل األساسي المسبب للسمنة هو زيادة كمية الطاقة المتناولة على صورة غذاء‪ ،‬يؤكد عن كمية الطاقة المستهلكة‬
‫على صورة نشاط جسمي وذلك نتيجة ما يلي‪::‬‬
‫‪ ‬أسباب المرض‪:‬‬
‫‪ ‬إن فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬يدخل في إطار االضطرابات النفسية الجسمية‪ ،‬وينشأ هذا المرض كنتيجة‬
‫لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية واالجتماعية والنفسية‪ ،‬فاالرتفاع في معدالت اإلصابة بين التوائم الصنوية مقارنة‬
‫بالتوائم غير الصنوية يبين تأثير العوامل الوراثية في هذا االضطراب‪ ،‬كما يزداد انتشار هذا المرض بين الطبقات‬
‫الوسطى والغنية وبين الجماعات المهنية التي تهتم بالوزن والرشاقة والنحافة‪ ،‬والنموذج المثالي لجسم المرأة‪ ،‬وتؤثر‬
‫الحالة النفسية في هذا االضطراب إذ يرى بعض الباحثين أنه نتيجة لإلخفاق في التطور من الطفولة إلى المراهقة‪،‬‬
‫ويرتبط أيضا ً ببعض حاالت الصراع والتوترات الجنسية المرتبطة بالبلوغ‪ ،‬ألن سوء التغذية يؤدي إلى خفض‬
‫االهتمامات الجنسية مما يعزز‪ ،‬عند هؤالء‪ ،‬سلوك تجويع الذات‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم ما يتميز به هذا االضطراب‪:‬‬
‫‪ ‬يعد فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬أحد اضطرابات سلوك التغذية ويتصف بأن الشخص المصاب يضع لنفسه‬
‫حدودا ً غذائية وتقييدا ً لكمية الطعام التي يتناولها‪.‬‬
‫‪ ‬يصاب الشخص بانخفاض كبير بالوزن‪ ،‬وخوف شديد من البدانة أو زيادة الوزن كما أن هؤالء المرضى يعانون‬
‫اضطرابا ً قويا ً في صورة الجسم‪ ،‬فهم يعلنون شعورهم بالبدانة على الرغم من ضعفهم وهزالهم في الواقع‪ ،‬يتراوح‬
‫النقص في الوزن بين ‪ %25 – 15‬من الوزن الطبيعي عند المصابين بفقدان الشهية العصبي‪ ،‬ويتبع هؤالء المرضى‬
‫نظام حمية غذائية (رجيم) بشكل دائم‪ ،‬كما يوجد لدى اإلناث انقطاع الطمث أحياناً‪ ،‬ويتظاهر الكثير من المرضى بأنهم‬
‫قد أكلوا ولكنهم في الحقيقة لم يأكلوا إال القليل‪ ،‬ويعد هذا المرض من األمراض النفسية التي يمكن أن تتخذ سياقا ً يؤدي‬
‫إلى الوفاة‪ ،‬وتصاحب فقدان الشهية العصبي أمراض متعددة منها‪:‬‬
‫‪ ‬خوف شديد من البدانة‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب أساسي في صورة الجسم‪.‬‬
‫‪ ‬ويشمل هذا االضطراب‪:‬‬
‫أ – الشهية‪ ،‬ب – سلوك التغذية‪ ،‬جـ ‪ -‬صورة الجسم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أضرار السمنة‬
‫‪ ‬تسبب السمنة الزائدة أضرارا ً ومعوقات متعددة لإلنسان وذلك حسب إحصاءات شركات التأمين والتقارير العلمية‬
‫لألطباء المتخصصين وعلماء التغذية وفيما يلي أهم تلك األضرار المتعلقة بصحة اإلنسان‪:‬‬
‫‪ -1 ‬السمنة من أهم العوامل التي تهيئ لإلصابة بمرض السكر ألن اإلفراط في تناول األغذية الكاربوهيدراتية بكثرة‬
‫يجهد غدة البنكرياس إلفرازها كميات كبيرة من هرمون األنسولين وينتهي هذا اإلجهاد بعجز وقصور البنكرياس عن‬
‫إفراز األنسولين الكافي لحاجة الجسم‪.‬‬
‫‪ -2 ‬السمنة تجهد أعضاء الجسم وأجهزته باستمرار وهي تشكل ثقالً على المناطق التي يرتكز عليها الجسم مثل العمود‬
‫الفقري ومفاصل الركبتين مما يسبب آالما ً في هذه المناطق في الجسم‪.‬‬
‫‪ -3 ‬تسبب السمنة ثقل الجسم وعدم كفاية وقلة الحركة العضلية كما تسبب الخمول الجسمي والعقلي‪.‬‬
‫‪ ‬يتأثر الجهاز الهضمي ويصاب المرء بعسر الهضم واضطرابه مثل الغازات واالنتفاخات وعدم الراحة ألن كثرة‬
‫واستمرارية تناول الطعام ال يعطي فرصة لراحة المعدة‪ ،‬كما أن السمنة تجهد المرارة وتساعد على تكوين حصى‬
‫المرارة‪.‬‬
‫‪ ‬تتعرض كليتا الشخص السمين للمتاعب ألن اإلفراط في تناول األطعمة البروتينية مجهدة للكليتين‪.‬‬
‫‪ ‬تتأثر طبيعة مكونات الدم حيث ترتفع نسبة الدهون في الدم وكذلك نسبة الكوليسترول وزيادة هذه العوامل في الدم‬
‫تسبب اإلصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين‪.‬‬
‫السمنة تقلل من قابلية الفرد للشفاء من العمليات الجراحية ألن النسيج الدهني الزائد يحول دون التئام الجروح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تؤثر على نفسية الفرد مما يجعله يميل إلى االنطوائية والعزلة لشعوره بعدم الثقة بالنفس أو يأخذ (يتقمص) دور‬
‫المهرج لكي يتغلب على سمنته "بخفة دمه"‪.‬‬
‫‪ ‬السمنة تؤثر على الحياة االجتماعية للفرد‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب المرض‪:‬‬
‫‪ ‬إن فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬يدخل في إطار االضطرابات النفسية الجسمية‪ ،‬وينشأ هذا المرض كنتيجة‬
‫لتفاعل مجموعة من العوامل الوراثية واالجتماعية والنفسية‪ ،‬فاالرتفاع في معدالت اإلصابة بين التوائم الصنوية مقارنة‬
‫بالتوائم غير الصنوية يبين تأثير العوامل الوراثية في هذا االضطراب‪ ،‬كما يزداد انتشار هذا المرض بين الطبقات‬
‫الوسطى والغنية وبين الجماعات المهنية التي تهتم بالوزن والرشاقة والنحافة‪ ،‬والنموذج المثالي لجسم المرأة‪ ،‬وتؤثر‬
‫الحالة النفسية في هذا االضطراب إذ يرى بعض الباحثين أنه نتيجة لإلخفاق في التطور من الطفولة إلى المراهقة‪،‬‬
‫ويرتبط أيضا ً ببعض حاالت الصراع والتوترات الجنسية المرتبطة بالبلوغ‪ ،‬ألن سوء التغذية يؤدي إلى خفض‬
‫االهتمامات الجنسية مما يعزز‪ ،‬عند هؤالء‪ ،‬سلوك تجويع الذات‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم ما يتميز به هذا االضطراب‪:‬‬
‫‪ ‬يعد فقدان الشهية العصبي )‪ (Anorexia‬أحد اضطرابات سلوك التغذية ويتصف بأن الشخص المصاب يضع لنفسه‬
‫حدودا ً غذائية وتقييدا ً لكمية الطعام التي يتناولها‪.‬‬
‫‪ ‬يصاب الشخص بانخفاض كبير بالوزن‪ ،‬وخوف شديد من البدانة أو زيادة الوزن كما أن هؤالء المرضى يعانون‬
‫اضطرابا ً قويا ً في صورة الجسم‪ ،‬فهم يعلنون شعورهم بالبدانة على الرغم من ضعفهم وهزالهم في الواقع‪ ،‬يتراوح‬
‫النقص في الوزن بين ‪ %25 – 15‬من الوزن الطبيعي عند المصابين بفقدان الشهية العصبي‪ ،‬ويتبع هؤالء المرضى‬
‫نظام حمية غذائية (رجيم) بشكل دائم‪ ،‬كما يوجد لدى اإلناث انقطاع الطمث أحياناً‪ ،‬ويتظاهر الكثير من المرضى بأنهم‬
‫قد أكلوا ولكنهم في الحقيقة لم يأكلوا إال القليل‪ ،‬ويعد هذا المرض من األمراض النفسية التي يمكن أن تتخذ سياقا ً يؤدي‬
‫إلى الوفاة‪ ،‬وتصاحب فقدان الشهية العصبي أمراض متعددة منها‪:‬‬
‫‪ ‬خوف شديد من البدانة‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب أساسي في صورة الجسم‪.‬‬
‫‪ ‬ويشمل هذا االضطراب‪:‬‬
‫أ – الشهية‪ ،‬ب – سلوك التغذية‪ ،‬جـ ‪ -‬صورة الجسم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مراحل زيادة الوزن في حياة اإلنسان‪:‬‬
‫‪ ‬فترة الطفولة‪ :‬خالل السنة األولى من عمر الطفل ألنه ال يزال الغالبية العظمى من األمهات يعتقدون أن السمنة في‬
‫الطفولة المبكرة مظهر من مظاهر الصحة الجيدة ودليل على نجاحها كأم‪.‬‬
‫‪ ‬فترة المراهقة‪ :‬يتعرض اإلنسان في هذه الفترة لتغيرات في هرمونات الجسم وتغييرات في نمو وتطور الجسم قد‬
‫تؤدي إلى زيادة الحاجة إلى الطاقة‪ ،‬وللعادات الغذائية وأنماط التغذية في مرحلة المراهقة دور كبير في زيادة‬
‫الوزن ألن هذه الفئة من الناس تميل إلى التغذية ذات المحتوى العالي من السعرات الحرارية وذات الكثافة الغذائية‬
‫المنخفضة مثل الحلويات والمشروبات الباردة بصورة خاصة الكاربونية واألطعمة سريعة التحضير‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة الزواج‪ :‬هناك مبدأ خطير متوارث في أذهان معظم السيدات مفاده أن تغذية الزوج عامل كبير في استقرار‬
‫الحياة الزوجية‪ ..‬فتنهمك فئة منهن في إعداد وجبات دسمة وشهية ألزواجهن فتكون النتيجة زيادة في الوزن‬
‫للزوجين معا ً‪.‬‬
‫‪ ‬فترة الحمل والرضاعة‪ :‬كذلك الفكرة السائدة هنا أن المرأة الحامل تأكل لشخصين كما تشاء في فترة الحمل وهي‬
‫الفترة الوحيدة في حياة المرأة التي تستطيع فيها التمتع باألكل دون قيود فهي غير مطالبة بالرشاقة بل بالعكس كلما‬
‫زادت في الطعام كانت أقوى وتستطيع أن تنجح في حملها‪ ،‬ورضاعتها‪ ،‬وهذا خطأ حذر منه األطباء حتى ال‬
‫تتعرض حياة الحامل والطفل ألخطار السمنة‪ ،‬ومن ثم حدوث مضاعفات الحمل والوالدة قد ال تحمد عقباه‪ ،‬يجب‬
‫أال تتجاوز الزيادة في وزن الحامل من ‪ 8‬إلى ‪ 12‬كغ في فترة الحمل عن وزنها العادي‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية عالج السمنة والوقاية منها‪:‬‬
‫‪ ‬التحكم الغذائي‪ :‬إن التحكم الغذائي هو أهم وأنجح طريقة يمكن بها عالج السمنة وحماية اإلنسان من مضاعفاتها‬
‫وتتلخص فكرة التحكم الغذائي بتقليل الغذاء المتناول لحدود أقل من حاجة الجسم من الطاقة لذا للوصول للصورة‬
‫األنجح في هذه الطريقة ال بد من معرفة أمور ثالثة وهي كمية حاجة الجسم للطاقة وعدد السعرات الحرارية للمواد‬
‫الغذائية ثم معرفة القيمة الغذائية للمواد الغذائية وتوافر العناصر الغذائية بها وخاصة الفيتامينات والمعادن‪.‬‬
‫‪ ‬ربما كان االعتدال في تناول الطعام من أهم العوامل التي تمكننا من الوقاية من السمنة‪ ،‬لقد جاء في الحديث الشريف‪،‬‬
‫عن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬ما مأل آدمي‬
‫وعاء شرا ً من بطنه‪ ،‬بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ال محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة ممارسة النشاط الجسدي والعمل اليدوي في الهواء الطلق لتخليص الجسم من الطاقة الزائدة‪ ،‬وإذا تعذر ذلك‬
‫في شروط الحياة في التجمعات المدنية الكبرى‪ ،‬ال بد من ممارسة النشاط الرياضي للمحافظة على التوازن في حياة‬
‫المرء‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيف الوزن باألدوية‪ :‬إن الحقيقة التي ال مناص منها هي أن األدوية هي المتصدرة قائمة الطرق المستعملة عالميا ً‬
‫لتخفيف الوزن‪ ،‬ومما ال شك فيه أن ما هو طبيعي هو األفضل واألسلم‪.‬‬
‫‪ ‬العالج الجراحي‪ :‬إن األصل في العالج الجراحي للسمنة كان عبارة عن أصل بتجميلي مثل إزالة الجلد والدهن الزائد‬
‫للتخلص من ترهل البنط مثالً وربما في قليل من األحيان تصبح هذه الطريقة ضرورة تقرها الحاجة عند البدانة‬
‫المفرطة جدا ً التي يمكن أن تشكل خطرا ً على حياة المريض‪.‬‬
‫‪ ‬طرق المنع المؤقت‪ :‬هذه الطرق هي المنع من تناول الطعام لفترة مؤقتة‪ ،‬ويمكن القول إن هذه الطرق قد تفيد بداية‬
‫لتخفيفوزن مفرط البدانة وتفقد فائدتها إذا لم يعقبها مباشرة طريقة العالج النفسي والغذائي‪.‬‬
‫‪ ‬نخلص مما سبق إلى أهمية مشكالت الغذاء والتغذية في عالمنا المعاصر‪ ،‬هذه المشكالت تستوجب إعادة النظر في‬
‫البرامج التربوية بحيث تمكن الناشئة من تكوين ثقافة غذائية سليمة‪ ،‬فالتغيرات السريعة في النظام الغذائي وتنوع‬
‫األغذية والضغوط اإلعالمية الدعائية تؤثر في تعديل سلوك الفرد‪ ،‬وفي موقفه نحو الغذاء‪ ،‬كما أن مكننة الحياة اليومية‬
‫وإدخال اآللة في جميع مجاالت العمل لتحل محل الجهد اإلنساني‪ ،‬وقلة النشاط الجسدي الذي يقوم به باإلنسان‬
‫المعاصر‪ ،‬أدى إلى تفاقم مشكالت التغذية‪ ،‬وإلى استفحال مشكالت زيادة الوزن والسمنة وما ينجم عنها من أخطار‬
‫صحية ونفسية واجتماعية‪ ،‬كما أن هذه المشكالت أدت إلى رواج تجارة التنحيف والتخسيس‪ ،‬والتركيز على المظاهر‬
‫الخارجية‪ ،‬خصوصا ً لدى الشابات‪ ،‬دون االهتمام باألمور الجوهرية؛ كالعلم والمعلومات والمهارات والخبرات ذات‬
‫المستوى المتميز‪ ،‬والثقافة الحقيقية التي ترتقي بإنسانية اإلنسان وتحقق له االنسجام الروحي والجسدي‪.‬‬

You might also like