Professional Documents
Culture Documents
�أعرا�ض املقاومــــة
كيف يكون ال�شعور باملقاومة؟ وما �أعرا�ضه وعالماته؟ يعترب ك ٌّل من القلق والأرق وال�صراعات الداخلية واللجوء للمهدئات واملن�شطات ولعب
دور ال�ضحية والتعا�سة وعدم الثقة يف النف�س واخلوف من عدم اكتمال امل�شروع ،م�ؤ�شِّ ٍ
رات على حدة املقاومة .ومن �أبراز �أعرا�ض املقاومة
الدالئل والهواج�س والتداعيات التالية:
و�سنتمكَّن حينها من بيع عالج له .قد يكون النجاح اخلالية من الأمل التي جتذب االنتباه الت�سويف
االكتئاب والتو ُّتر َع َر َ�ضني مر�ضيني ،ولك َّنهما �إلينا م�ؤ�شِّ رات ت�ؤكد َ
جت ُّذر املقاومة داخلنا. مل ن�سمـ ـ ْع �شاع ــر ًا يق ــول« :لـ ــن �أ�ؤلِّف
قد يكونان دليلني على ال�شعور باملقاومة ق�صيدتي �أبد ًا ،ولك َّننا �سمعنـا عن �شعراء
�أي�ض ًا وال �أ�سا�س علمي ًا لهما يف الواقع. التطبيب الذاتي ك ُُث يقولون�« :س�أ�شرع يف ت�أليف ق�صيدتي،
عندما تث ِّبط ه َّمتنا نتح َّول �إلى م�ستهلكني هل تتناول �أدوية لتخفيف ح َّدة االكتئاب �أو و�سوف �أبد�أ غد ًا»َّ � .إن �أ�سو�أ ما يف الت�سويف
�شرهني ،ونح ِّقق �أهداف الإعالنات التجارية التو ُّتر �أو للح�صول على طاقة زائدة وتعوي�ض هو �أنَّه يتح َّول �إلى عادة ال تفارقنا .فنجد
والثقافة املادية التي غ�سلت �أدمغتنا .وبد ًال نق�ص الفيتامينات وغري ذلك من امل�سميات، �أنف�سنا ال ن� ِّؤجل عمل اليوم �إلى الغد فح�سب،
الذاتي وال�صرب من التحلِّي باالن�ضباط َّ وذلك ا�ستناد ًا �إلى و�صفة طبية �أو من دون بل ن� ِّؤجله �أيام ًا و�شهور ًا و�أعوام ًا من دون
وال�سعي �إلى النجاح بالعمل اجلاد ،نلج�أ ا�ست�شارة الطبيب؟ �إذا كانت �إجابتك بـ إدراك ملنابع ودوافع الإحجام والت�أجيل. � ٍ
�إلى ا�ستهالك منتجات الإعالنات على �أمل أق�ص عليك احلكاية التالية: «نعم» ،فدعني � ّ
�أن تخلِّ�صنا من ي�أ�سنا وجزعنا ،ولذلك َع ِمل «�ستيفن بري�سفيلد» -امل�ؤلف -كاتب ًا يف ال�صراع الداخلي
يقع كثريون منا �ضحايا لل�شعور باملقاومة �إحدى وكاالت الدعاية والإعالن ال�شهرية، عتب ال�صراع الداخلي �أحد الأقنعة ال َّزائفة
ُي َ
واال�ستغالل التجاري. وكان املدير يقول دائم ًا :اخرتعوا مر�ض ًا ما، لل�شهرة ،فك ُّل املظاهر املُ�صطنعة �أو طرق
واملعاناة الداخلية .فعندما نرى الآخرين معزولون ومه َّم�شون وال ننتمي ملن حولنا، التعا�سة
يعي�شون حياتهم بب�ساطة وي�سريون يف فنكره �أنف�سنا وننبذ عملن ــا ونتخل ــى عنـ ــه، كيف يكون ال�شعور باملقاومة؟ �أوالً :قد ي�شعر
طريقهم من دون تردد �أو تكلُّف ،ينتابنا نوع مع �أن هذه املرحلة هي من �أبرز م�ؤ�شرات من ميار�س الإبداع بالتعا�سة وهو مقبل
من احل�سد �أو عدم اليقني ،فنبد�أ بانتقادهم. وتداعيات خما�ض الإبداع. على ابتكار علمي �أو �إجناز فني راق .وهو
دائم ًا ي�شعر بامللل و�ضغط الوقت وعدم
انعدام الثقة �أو املبالغة فيها االنتقاد جدوى ما هو مقدم عليه ،وقد ينتابه �شعور
ميكن �أن يكون انعدام الثقة يف النف�س دلي ًال توجه نقد ًا الذع ًا وتوجه
�إذا وجدت نف�سك ِّ بالذنب ولك َّنه يعجز عن معرفة م�صدر هذا
على املقاومة ،وقد يكون �أحد م�ؤ�شرات �أ�صابع االتهام على الدوام �إلى الآخرين، ال�شعور .فنحن نريد النومَّ ،ثم اال�ستيقاظ
التطلُّع والطموح املفرط .فهذا ال�شعور يعك�س املرجح �أنَّك تقوم بذلك ب�سبب املقاومة
فمن َّ واالحتفال ،ولكن ي�سيطر علينا �شعو ٌر ب�أنَّنا
الدعــــم
م�شجع ومطلوب بالت�أكيد ،ولكن ي�شبه طلب الدعم من الأحباء والزمالء والأ�صدقاء مبوا�ساتك وعيادتهم لك �أثناء مر�ضك .الدعم �أم ٌر ِّ
عندما تبحر ال�سفينة و�أنت على متنها ،فك ُّل ما ميكن للآخرين القيام به هو التلويح �إليك مو ِّدعني ،وهذا يعني �أنَّه كلَّما زاد اعتمادنا على
الدعم اخلارجي ،زاد �ضعفنا وعجزنا عن �إدارة �ش�ؤون �إبداعاتنا و�إجنازاتنا.
ف�سن�شعر باخلجل من �أنف�سنا .وقد يدفعنا التربير
ال�شعور باخلجل �إلى حماربة خوفنا .لذا التربير هو الذراع اليمنى للمقاومة ،ووظيفته
تلج�أ املقاومة �إلى التربير� .أ�سو�أ ما مي ِّيز هي منعنا من ال�شعور باخلجل والأ�سف عند
التربير الذي ت ُّبثه املقاومة داخلنا �أنَّ بع�ض �إحجامنا وعجزنا عن القيام بعملنا� .إال �أن
مربراتنا تكون منطقية .فقد تقاوم رغبتك التربير يزيد �ضغوطنا على �أنف�سنا ،فكثري ًا
يف �إكمال �أطروحتك ومناق�شتها لأنَّ زوجتك ما نعاتب �أو نعادي �أنف�سنا عندما نكت�شف
حامل ،ولك َّنك �إذا مت َّعنت يف الأمر ف�ستجد �أننا نكذب على �أنف�سنا َّثم ن�صدِّ ق �أكاذيبنا.
�أنَّ معظم التربيرات ال ت�ستند �إلى �أ�سا�س نحن نعلم �أنَّ اخلوف جز ٌء من املقاومة،
متني .فالكاتب ال�شهري «تول�ستوي» كان �أب ًا ولكن املقاومة �شعور ماكر ال يكتفي بالتخ ِّفي
لثالثة ع�شر طف ًال ،ومل مينعه ذلك من كتابة يف خوفنا فح�سب ،لأ َّننا لو علمنا علم اليقني
حتفته الأدبية اخلالدة «احلرب وال�سالم». �أنَّ خوفنا هو ما يعوقنا عن حتديد �أهدافنا
معدنك احلقيقي
قدرات خا�صة و�شخ�صية فريدة وهو َّية مم َّيزة من امل�ستحيل ٍ لكل منهم هل لديك �أطفال؟ �إذا كانت �إجابتك بـ»نعم» ،فال بد �أنَّك تعلم � َّأن ٍ
تغيريها �أو تبديلها ،ح َّتى � َّأن التوائم املتطابقة �شك ًال يختلف بع�ضها عن بع�ض يف مالمح ال�شخ�صية واملهارات .بعبارة �أخرى :مل ُيولد � ُّأي
ولكن ك َّل ٍ
فرد م َّنا يتم َّتع ب�شخ�صية متف ِّردة وروح مت ِّيزه عن نظريه ،كما �أنَّنا مل نولد �سي ًا يف الطريق الذي اختاره العامل لهَّ ، �شخ�ص ليكون ُم َّ
فر�ص ال نهائية واحتماالت ال ح�صر لها. لنختار بني ٍ
ال ميكن �أن ن�سعى �إلى حتقيق � ِّأي حلم نريده .فنحن ن�أتي �إلى هذا العامل لنواجه م�صرينا ون�سلك طريقنا ون�ؤدي ر�سالتنا ونحقق ذاتنا،
خملوقات مثالية وكاملة ،ولكن مه َّمتنا هي اكت�شاف قدراتنا وحتقيق ما ُخ ِلقنا من �أجله. ٍ وهذا يعني � َّأن مه َّمتنا لي�ست ت�شكيل �أنف�سنا لن�صبح
ر�سامني ،و�إذا ُو ِلدنا لرتبية الأطفال ،يجب �أن ن�صبح �آبا ًء و�أمهات. ف�إذا ُو ِلدنا للر�سم ،يجب �أن ن�صبح َّ
�سمــــــــــــات املحـتــــرفـــــــــــــــني
لك�سب املال واكت�ساب املزيد من املهارات. العمالء عندما يطلبون م�ساعدته ،وال يعود uيذهب املحرتف �إلى عمله يومي ًا .قد يكون
uال ميار�س املحرتف وظيفته بنا ًء على و�صف �إلى منزله �إال عند انتهاء عمله. الدافع وراء التزامه باحل�ضور خوفه من �أن
معي� .صحيح �أنَّه يفخر بعمله وقد وظيفي َّ ظهر املحرتف التزام ًا متفاني ًا يف العمل. ُ uي ِ يخ�سر عمله ،ولك َّنه يذهب �إلى عمله على � ِّأي
يعمل بعد �ساعات العمل ويف �أيام العطالت، قد ال يكون العامل �أو الفني املحرتف يف حال.
ولك َّنه يدرك جيد ًا � َّأن وظيفته تفوق ما هو نف�س �شركته �أو وظيفته يف العام املقبل، uيذهب املحرتف �إلى عمله مهما كانت
مذكور يف الو�صف الوظيفي ملهنته. ولك َّنه يظ ُّل يعمل دائم ًا. حالته� ،سواء �أكان مري�ض ًا �أم معافى .قد
ُ uيت ِقن املح ِرتف جميع خبايا وظيفته ،وال uيتع َّر�ض املحرتف ملخاطر كثرية .فهو بكد رغم يراه زمال�ؤه متعب ًا ،ولك َّنه يعمل ٍّ
مينعه ح ُّبه لوظيفته من انتقاد طريقته يف يخاطر ويكافح ويركز على �إعالة �أ�سرته املر�ض ح َّتى ال يخذل فريقه ورمبا يعمل
العمل يف بع�ض الأحيان. وتعليم �أبنائه ومن حوله .ولذا ف�إن عمله هو لأ�سباب نبيلة ال ي�شعر بها غريه.
uيتق َّبل املحرتف املديح مثلما يتق َّبل اللوم حياته. uيق�ضي املحرتف يومه يف العمل والإجناز.
لأنه واقعي وعملي ويدرك خبايا و�ضغوط uيتقا�ضى املحرتف �أجر ًا نظري عمله .فهو ال قد ي�شرد ذهنه ،ولك َّنه يركِّز كل طاقته يف
العامل الذي يعي�ش فيه. يذهب �إلى العمل للمتعة فقط ،بل هو يعمل العمل ،فري ُّد على املكاملات الهاتفية وي�ساعد
املحتـــرف �صبــــــور
تتف َّوق املقاومة على الهاوي ب�أكرث اخلدع املعروفة على الإطالق؛ فهي ت�ستخدم حما�سه
وتوظِّ فه �ضده .متيل املقاومة �إلى �إف�شالنا يف م�شروعاتنا و�إقناعنا بو�ضع جدول زمني غري
واقعي لإكمالها .ويدرك �شعور املقاومة جيد ًا �أنَّنا لن نتمكَّن من حت ُّمل ال�ضغط و�سنف�شل
حتم ًا يف الوفاء بجداول �أعمالنا .بينما ُيدرك املحرتف باملقابل �أهمية ال�صرب والعمل وفق
خطط حم�سوبة للو�صول �إلى نتيجة مثمرة يف النهاية .ي�ستعني املح ِرتف بال�صرب ويوظِّ فه
لدرا�سة كلِّ خطوة يتخذها وحماية نف�سه من التو ُّتر والإجهاد .فهو يعرف �أن كل مه َّمة� ،سواء
�أكانت كتابة رواية �أو تعلم مهارة جديدة ،تتطلَّب ِ�ضعف الوقت املُخطَّ ط لها و�ضعف التكاليف
واقع يجب التعامل معه.
أمر ٍ �أي�ض ًا ،ويتق َّبل هذه احلقائق ب�سعة �صدر وك� ٍ
“
يجب عليك فعله.
رتف �شجاع
املح ِ
يعتقد الهاوي �أ َّنه يجب �أن يتغ َّلب على خوفه �أو ًال قبل ال�شروع يف العمل ،بينما يدرك
املحرتف �أ َّنه ال ميكن التغلُّب على اخلوف �أبد ًا ،فهو يعلم جيد ًا �أ َّنه ال يوجد ما ُيعرف
با�سم «املحارب ال�شجاع» �أو «الف َّنان اجلريء»؛ فاملحارب يخاف ويحارب ،والفنان
يخاف ويبدع.
املح ِ
رتف يطـــور مهاراتـــــه وينمـــي قدراتـــــــه
يخ�ص�ص املحرتف وقته لإجادة اجلوانب الفنية يف عمله لي�س لأ َّنه يعتقد �أنَّ هذه اجلوانب �أهم من الإلهام ،بل لأ َّنه يريد �أن يكون بارع ًا يف
ِّ
جميع املهارات التي يتط َّلبها عمله عندما ي�ست�شرف حلظة الإلهام هذه .وعندما يتفانى املحرتف يف �إتقان هذه اجلوانب الفنية ،تتو َّلد العبقرية
وتظهر الرباعة.
ٍ
حممل �شخ�صي املحرتف ال ي�أخذ الف�شل والنجاح على
�شخ�صي
ٍّ املحرتف ال ي�أخذ الرف�ض على ٍ
حممل من الرف�ض لي�س �شعور ًا نف�سي ًا فح�سب ،ولك َّنه عندما ي�صف بع�ض الأ�شخا�ص ف َّنان ًا ب�أنَّه ال
ل َّأن ذلك يح ِّفز املقاومة .ف�إذا كنت كاتب ًا مثالً، بيولوجي املن�ش�أ �أي�ض ًا. يت�أثَّر باالنتقاد �أو الإهانة ،فال يق�صدون �أنَّه
يجب �أن تعي جيد ًا � َّأن املح ِّررين والن َّقاد لي�سوا ف�شعورك الداخلي باملقاومة يدرك هذه معدوم الإح�سا�س ،بل يعنون �أنَّه يف�صل بني
ولكن املقاومة الداخلية هي عد ُّوك �أعداءكَّ ، النقطة جيد ًا وي�ستغلُّها �ض َّدك .في�ستخدم وعيه املهني وغروره ال�شخ�صي .وذلك يتطلَّب
الذي يقود املعركة داخل ر�أ�سك .لذلك ،ال تدع اخلوف من الرف�ض يف �إعاقتك ومنعك ،لي�س يوجهنا ق َّو ًة خارق ًة ل َّأن �أعمق ما يف نفو�سنا ِّ
يعزز من قوة عد ِّوك الداخلي النقد اخلارجي ِّ من العمل فح�سب ،ولكن �أي�ض ًا من عر�ض هذا �إلى عك�س ذلك .لقد َّمتت برجمة نفو�سنا
ح َّتى لو كان النقد �صحيح ًا. العمل على الآخرين لتقييمه. الب�شرية على ال�شعور بالرف�ض ،ولذا فاخلوف
“
ٍ
ُخلقنا من أجله. وحده يف مواجهة عمله الفني و�أحا�سي�سه
التعبريية والدفينة جتاهه.
و�سر جناحه
االحرتاف� :أهميته ُّ
ملاذا ِ
تنهزم املقاومة �أمام �إ�صرارك على �أن تكون حم ِرتفاً؟ ل َّأن املقاومة منر من ورق؛ فهي ال تتم َّتع بق َّوة م�ستق َّلة بذاتها ،بل ت�ستم ُّد ق َّوتها
من خوفك منها .ولذا ف�إن جوهر االحرتافية هو الرتكيز على العمل ومتط َّلباته وجتاهل � ِّأي �شيء �آخر .فقد ا�شتهر جنود �إ�سربطة -
الفعال يف التدريب ،والذي يقوم على تخ ُّيل �أعدائهم بال �أ�سماء �أو وجوه .فقد كانوا ي�ؤمنون �إميان ًا را�سخ ًا ب�أ َّنهم �إذا مث ًال -مبنهجهم َّ
قاموا مبا هو مطلوب منهم على �أكمل وجه ،فلن تتم َّكن � ُّأي قوة على الأر�ض من هزميتهم .ف�أهم ما مييز املحرتف ور�سالته الإبداعية
قمة النجاح.أهم من املحاولة مرار ًا وتكرار ًا والت ََّ�ص ِّدي للف�شل ح َّتى نعتلي َّ
هو العمل اجلاد واملتفاين .فال �شيء � ّ
التدرج الهرمي
ُّ املنطقة مقابل
حتدد التد ُّرجات الهرمية هو َّيات معظم ِّ يدرك ك ُّل فرد موقعه بال�ضبط ،وي�صبح يف مملكة احليوان تع ِّرف احليوانات �أنف�سها
وعي منهم ،وي�ص ُعب �إدراك الأ�شخا�ص دون ٍ ك ُّل �شيء منطقي ًا بدء ًا من هذه اللحظة. ب�إحدى طريقتني� :إ َّما من خالل ترتيب كلِّ
مثل هذا الأمر .فاملدار�س والإعالنات والثقافة يعترب اعرتاف الفرد مبكانته داخل تد ُّرج حيوان يف التد ُّرج الهرمي (كرتتيب �أحد
املحيطة جتذبنا منذ امليالد للت�سليم بحقيقة معي هو الطريقة ال�سائدة ،وهذه هرمي َّ الذئاب يف قطيعه مثالً)� ،أو من خالل
حتدد
واحدة ،وهي � َّأن �آراء الآخرين هي التي ِّ هي الطريقة التي تر َّبينا عليها منذ ال�صغر، ارتباط كلِّ حيوان مبنطقته (�سواء �أكانت
هو َّيتنا احلقيقية .ا�شرب هذا الع�صري، فنحن نعي�ش حياتنا يف جماعات ،ونعلم تلقائي ًا خم�ص�صةهذه املنطقة م�سكن ًا له �أو منطقة َّ
اح�صل على هذه الوظيفة ،ا َّتبِع هذا ال�سلوك َم ْن هو القائد َوم ْن هم الأتباع ونعرف مكاننا لل�صيد �أو غري ذلك) ،وبهاتني الطريقتني
و�سيح ُّبك اجلميع. وو�ضعنا متام ًا يف جمموعاتنا. ي�صل الفرد �إلى الأمان النف�سي ،حيث
التوجه املكاين
ُّ
أرجل ،يحتل أعرج ي�سري على ثالث � ُ
ذئب � ُ
كان هناك ٌ
قمة �إحدى التالل .يف منطقته هذه كانت جميع
الفرائ�س والف�ضالت يف حوزته لأنها تقطع يف منطقته.
ومن ح ٍني �إلى �آخر ،حتاول ذئاب دخيلة وذات �أربع
أرجل اال�ستيالء على حيزه املكاين ،من دون �أن تنجح. � ُ
هذا يعني �أ َّنه مهما بلغت قوة الدخالء ،فلن يتم َّكنوا
ص.ب214444 :
دبي ،اإلمارات العربية المتحدة هديتــــك �إلــــى العالـــم
َّ
هاتف04 423 3444 :
نستقبل آراءكم على pr@mbrf.ae ر�سام �أو خمرتع �أو عامل بالفطرة؟ ال ميكنك الإجابة هل �أنت كاتب �أو َّ
عن هذا ال�س�ؤال �إال بالعمل والتجربة .ف�سواء و�ضعت مواهبك مو�ضع
تواصلوا معنا على
التطبيق �أم ال ،فرمبا يرتاءى لك �أن هذا �ش�أنك وحدك ،ولكن انظر
قدر ًا لك �أن ُتعالج ال�سرطان �أو
�إلى الأمر بهذه الطريقة �إذا كان ُم َّ
ت�ؤلِّف �سيمفونيات مو�سيقية� ،أو ت�ساعد بلدك على احتالل مرتبة
متقدمة يف الآداب �أو الألعاب بني الأمم ،فهذا ال يخ�صك وحدك؛
بل يخ�ص �أي�ض ًا �أهلك ووطنك وعاملك برمته .الإبداع احلقيقي لي�س
فع ًال �أناني ًا �أو م�صدر ًا للتفاخر ،بل هو هد َّيتك �إلى العامل �أجمع .فال
حترم نف�سك وبلدك وعاملك من ِن َع ِم �إبداعك وجزيل عطائك.
قـريـبـًا في المكتبات
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم
12