You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫بني الواقع واخليـــال ‪..‬‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫ٌ‬
‫حيــاة بعيــدة املنــال‬ ‫ُيهمل الكثريون مهارة حتديد الأولويات يف حياتهم‪،‬‬
‫فتجدهم يتخبطون يف �أداء مهامهم اليومية‪ ،‬وي�ؤجلون‬
‫يعرف معظـ ــم النـ ــا�س كت ــاب «فن‬ ‫الكثري من واجباتهم االجتماعية‪ ،‬كما ُيق�صرون يف‬
‫احلـ ــرب» لفيل�سـ ـ ــوف اال�سرتاتيجية‬ ‫عالقاتهم مع �أطفالهم وعائالتهم‪ .‬ويف نهاية املطاف‬
‫ال�صيني «�صن ت�سـ ــو» والذي كتبـ ــه يف‬ ‫ي�صلون �إلى مرحلة الك�آبة والعزلة وانعدام الثقة‬
‫�أواخر القـ ــرن ال�ساد�س قبل امليــالد‪.‬‬ ‫بالنف�س‪ ،‬واليدركون �أن حتديد املهارات هو املفتاح ال�سحري حلياة �أكرث �إبداع ًا‬
‫ولكن مل ي�سمـ ــع كـثـريون بكتـ ــاب‬ ‫و�سعادة ور�ضا‪.‬‬
‫«حرب الف ـ ــن» اجلديد والذي حقق‬ ‫وقد يظن البع�ض �أن مهارة حتديد الأولويات �صعبة التنفيذ لكن يف الواقع هي‬
‫�شهرة وا�سعة �أي�ضا وجتاوزت مبيعاته التوقعات‪ .‬يتناول‬ ‫�أ�سهل بكثري مما يظنون‪ ،‬لكنها تتطلَّب وقفة ق�صرية ووا�ضحة مع النف�س والتفكري‬
‫«فن احلرب» ا�سرتاتيجيات خو�ض املعارك �ضد الأعداء‬ ‫برت ٍّو يف جوانب حياتنا كافة‪ ،‬والبدء بتحديد املهم فالأهم وما الذي يجب �إجنازه‬
‫اخلارجيني؛ بينما يتناول كتاب «حرب الفن» ا�سرتاتيجيات‬ ‫�أوالً‪ ،‬وما الذي ميكن ت�أجيله‪ ،‬خا�صة �أن امل�شاريع والأن�شطة يف حياتنا لي�ست‬
‫خو�ض املعارك �ضد العقبات الداخلية التي تعوق الإبداع‪.‬‬ ‫جميعها بذات الأهمية‪.‬‬
‫وتكمن فائدة حتديد الأولويات يف �إتاحة الفر�صة لإجناز الأمور على �أكمل وجه‬
‫يعي�ش ك ُّل � ٍ‬
‫إن�سان حياتني‪ :‬حيا ًة واقعية‪ ،‬وحيا ًة خيالية تبقى �أ�سرية‬ ‫بل والإبداع فيها‪ ،‬وتخطي العقبات واتخاذ القرارات ال�صائبة دون تردد‪ ،‬كما‬
‫�شخ�ص‬
‫ٌ‬ ‫الت�ص ُّور ال�شخ�صي لكل منا‪ .‬فهل �سبق لك وت�ص َّورت �أنَّك‬ ‫متنحنا هذه املهارة عند تطبيقها مت�سع ًا �أك َرب من الوقت ميكننا �أن نق�ضيه مع‬
‫�آخر؟ هل تخ َّيلت الأعمال والإجنازات التي كنت لتقوم بها لو كنت‬ ‫�أطفالنا �أو يف ممار�سة هواياتنا‪ ،‬والأهم ف�إن حتديد الأولويات هو �أهم �سمات‬
‫�صاحب هو َّي ٍة �أخرى؟ هل �أنت كاتب مل يحال ْفه احلظُّ يف كتابة‬ ‫َ‬ ‫ال�شخ�صية الناجحة والقيادية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عمل مم َّيز؟ �أم �أنك �أنت ف َّنان مل يل ِّون حياته َب ْعد بلوحات فنية‬
‫تروي �سريته وت َو ِّثق م�سريته؟ هل متتلك عقل َّية رجال الأعمال‬ ‫ومن خالل مبادرة «كتاب يف دقائق»‪ ،‬التي �أطلقتها م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل‬
‫ت ِجم عن �إقامة م�شروعك اخلا�ص؟ �إذا كانت �إجاباتك‬ ‫مكتوم‪ ،‬والتي تقدم لكم ملخ�صات لنخبة من �أف�ضل الكتب العاملية يف جماالت‬
‫ولك َّنك ُ ْ‬
‫عن � ٍّأي من هذه الأ�سئلة هي «نعم»‪ ،‬فهذا يعني �أنَّك تعي�ش حالة‬ ‫خمتلفة �سنتعرف �إلى تقنيات حتديد الأولويات واتخاذ القرارات‪� ،‬إلى جانب‬
‫فنون مقاومة ال�ضغوط اخلارجية‪ ،‬وكيفية تهذيب �أبنائنا بال ت�أنيب‪.‬‬
‫«�إحجام» وامتناع عن الإبداع‪.‬‬
‫ففي الكتاب الأول الذي يحمل عنوان «حرب الفن ‪ ..‬كيف تتجاوز العقبات‬
‫عتب مقاومة الإبداع طاقة �سلبية خطرية وم�صدر ًا للتعا�سة‬ ‫ُت َ‬ ‫وتنت�صر يف معارك الإبداع» نتعرف �إلى طرق نبذ مقاومة الإبداع وفتح العنان‬
‫وال�شقاء فهي تعترب مثل الفقر والعجز وو�أد املوهبة‪ .‬اال�ست�سالم‬
‫له يف نفو�سنا وعدم الت�أثر بال�ضغوط اخلارجية التي حتد منه‪ ،‬وجتنب �أعرا�ض‬
‫لهذه الطاقة ال�سلبية يك ِّبلنا ب�أغالل انعدام الثقة فال نح ِّقق‬
‫الت�سويف والت�أجيل‪ ،‬والت�صرف كاملحرتفني الذين يتقنون ويبدعون يف كل‬
‫طموحاتنا الواقعية يف حياتنا اليومية‪ ،‬ونظ ُّل �شاردين ومرت ِّددين‬
‫مايقومون به‪.‬‬
‫بال ٍ‬
‫هدف كبري ن�سعى �إليه �أو وجهة نن�شدها‪ ،‬لي�صبح حلياتنا معنى‪.‬‬
‫�أما الكتاب الثاين «منهجية الع�شرات يف اتخاذ القرارات‪ ...‬ع�شر دقائق‪..‬ع�شرة‬
‫�شهور ‪ ..‬ع�شر �سنوات» نتعلم تقنية الع�شرات التي تعتمد على تقييم الوقت احلايل‬
‫وامل�ستقبل القريب والبعيد‪ ،‬ومن خالل التقييم نحدد الأولويات واخليارات‬
‫املتاحة يف حياتنا‪ ،‬ونق ِّيمها ونفكِّر يف تبعاتها‪ ،‬مما ي�ساعدنا يف اتخاذ القرارات‬
‫وحتديد الأولويات حلياة �أف�ضل‪.‬‬
‫وير�شدنا الكتاب الثالث» تهذيب بال ت�أنيب ‪ ..‬املنهج املتكامل لتن�شئة الأبناء وتنمية‬
‫عقولهم» �إلى الطرق ال�صحيحة لتهذيب الأبناء دون اللجوء �إلى �أ�ساليب التهديد‬
‫والوعيد‪ ،‬وتنمية مهارات �ضبط النف�س‪� ،‬إ�ضافة �إلى التوا�صل الف َّعال مع الأبناء‬
‫لرتبيتهم ب�شكل �صحيح‪ ،‬من خالل فهم م�شاعرهم وتوجيههم ب�شكل �سليم وعدم‬
‫التعنت معهم‪ .‬ويف اخلتام ن�أمل �أن تنال ملخ�صات «كتاب يف دقائق» اجلديدة‬
‫ٍ‬
‫ومزيد من الإيجابية‪.‬‬ ‫�إعجابكم وت�سهم بتطوير معارفكم نحو حيا ٍة �أف�ضلَ ‪،‬‬
‫جمال بن حويرب‬
‫العضو المنتدب لمؤ سسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪2‬‬
‫ال�ضغوط والتوتر ون�صاب ب�أمرا�ض ال�سكر‬ ‫تعتدها من قبل؛ ثم فوجئت هي و�أطبا�ؤها‬ ‫الق�صة من قبل؟ عرفت‬ ‫هل �سمعت بهذه َّ‬
‫والبدانة وندمن الإنرتنت ومواقع التوا�صل‬ ‫�أنها تعافت متام ًا من ال�سرطان‪.‬‬ ‫�إحدى ال�سيدات �أ َّنها ُم�صابة بال�سرطان‪،‬‬
‫االجتماعي ونهرب من الواقع ون�ؤجل‬ ‫و�أ َّنه مل يتبقَّ لها يف هذه احلياة �سوى �ستة‬
‫ا�ستثمار قدراتنا و�إطالق طاقاتنا ملجرد‬ ‫بعد قراءة هذه الق�صة؛ هل علينا �أن نواجه‬ ‫�شهور كما �أفادها الطبيب‪ .‬فا�ستقالت‬
‫�أننا ال نريد مالحقة �أحالمنا وا�ستك�شاف‬ ‫نتح َّم�س‬ ‫َ‬
‫�ضغوط اللحظات احلا�سمة حتَّى َ‬ ‫من وظيفتها وق َّررت �أن ت�سعى وراء ُحلمها‬
‫مواهبنا الكامنة؟ عدم الإقدام هو العدو‬ ‫إحجام ومقاوم َة الإبداع؟ هل‬
‫وننبذ ال َ‬ ‫َ‬ ‫الذي تخ َّلت عنه فيما م�ضى؛ وهو كتابة‬
‫الأول للإن�سان‪ ،‬لأن الذين يبادرون‬ ‫َ‬
‫ندرك‬ ‫يجب �أن ن�شارف على الهالك حتى‬ ‫فظن‬
‫ال�شعر ودرا�سة اللغات الكال�سيكية‪َّ ،‬‬
‫وي�ستك�شفون ويغامرون هم الذي يغريون‬ ‫�أن �إحجامنا عن اال�ستغراق يف الإبداع‬ ‫�أ�صدقا�ؤها �أ َّنها �أ�صيبت َمب ٍّ�س من اجلنون؛‬
‫العامل وي�صنعون واقع ًا جديد ًا‪.‬‬ ‫يجب �أن يتوقف؟ وهل علينا �أن نعاين من‬ ‫حاالت من ال�سعادة مل‬
‫ٍ‬ ‫لكنها بد�أت ُ‬
‫تعي�ش‬

‫الأهداف الب�شرية التي قد تتعر�ض ملعوقات داخلية‬


‫�أو االلتزام بالقيم االجتماعية والثقافة امل�ؤ�س�سية‪.‬‬ ‫هذه بع�ض الأن�شطة الإبداعية التي قد تواجه نوع ًا من «املقاومة»‬
‫‪� -7‬إقامة م� َّؤ�س�سة خريية �أو منظمة �إن�سانية بهدف م�ساعدة‬ ‫عندما َنه ُّم بها‪:‬‬
‫الآخرين‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال�شروع يف الكتابة �أو الر�سم �أو �أيِّ عمل �إبداعي �سوا ًء كان‬
‫‪ -8‬الوفاء بالتزام �أو واجب �أ�سري �أو اجتماعي مثل اتخاذ قرار‬ ‫ب�سيط ًا �أو م َعقَّد ًا‪.‬‬
‫الزواج �أو �إجناب الأطفال �أو �إنقاذ عالقة مهِ َّمة من االنهيار‪.‬‬ ‫‪ -2‬بدء م�شروع جتاري �أو م� َّؤ�س�سة بغر�ض الربح �أو لأيِّ غر�ض �آخر‪.‬‬
‫ينبع الإحجام من �أيِّ ت�ص ُّرف ينبذ ال�شعور بالر�ضـ ــا الف ــوري عل ــى‬ ‫‪ -3‬ا ِّتباع نظام غذائي جديد �أو ِح ْم َية �أو ممار�سة الريا�ضة اليومية‪.‬‬
‫ح�ســاب �أيِّ نتيجة �إيجابيـ ــة من�شـ ــودة علـ ــى املـ ــدى الطويل‪ ،‬مثل‬ ‫‪ -4‬االلتزام بربنامج للتخلُّ�ص من عادة �ضا َّرة كالإدمان �أو التدخني‪.‬‬
‫ال�صحة �أو النزاهة‪ .‬وتظهر «املقاومة» الداخلية والرتدد‬ ‫َّ‬ ‫النم ِّو �أو‬ ‫‪ -5‬ت َعلُّم مهارات �أو ممار�سة هوايات جديدة‪.‬‬
‫عندما نحاول �أن ن�سمو ب�أرواحنا ونفو�سنا على عيوبنا‪.‬‬ ‫‪ -6‬الت�ص ُّرف ب�شجاعة �أدبية �أو �أخالقية مثل تغيري �سلوكيات �سلبية‬

‫�سمات املقاومة الداخليـــــة‬


‫‪ u‬املقاومة �شعور خفي‪ :‬ال ميكن ر�ؤيته �أو مل�سه �أو �سماعه‪ ،‬ولكن ميكن الإح�سا�س به‪ .‬وت�شكل املقاومة حق ًال‬
‫و�ص ِدنا عن القيام ب�أعمالنا التي تتطلب قوة دفع‬ ‫من الطاقة ال�سلبية وق َّوة طاردة ت�ؤدي �إلى ت�شتيت انتباهنا َّ‬
‫تخرج من منطقة الراحة املعتادة‪.‬‬
‫فنظن خط�أً‬ ‫داخلي‪ :‬ومع ذلك فنحن نعتقد �أن عقبات الإبداع تنبع من اخلارج؛ ُّ‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ u‬املقاومة �شعو ٌر‬
‫ولكن احلقيقة هي � َّأن املقاومة تنبع‬
‫� َّأن م�صدرها هو الزوج �أو الزوجة �أو الوظيفة �أو املدير �أو الأطفال‪َّ ،‬‬
‫من داخلنا وهي عقبة ت َتولَّد ذاتي ًا‪.‬‬
‫‪ u‬املقاومة �شعو ٌر خادع‪ :‬هذا ال�شعور يجذبك نحو انتهاج � ِّأي ت�ص ُّرف يحول دون قيامك بعملك‬
‫ويجعلك فري�سة للأعذار والرتدد والالمباالة‪ .‬وهنا ت�أخذ املقاومة � َّأي ٍ‬
‫�شكل و� َّأي �صورة قد تتخ َّيلها‬
‫ل َّأن هذا ال�شعور خادع ومراوغ‪.‬‬
‫‪ u‬املقاومة �شعو ٌر عنيد‪ :‬فهو �إح�سا�س ال ميكن �صرفه بالعقل واملنطق‪ ،‬فهو يقف يف طريقك‬
‫ويجربك على تغيري وم�سارك و ُيق ِّو�ض جناحك‪.‬‬
‫‪ u‬املقاومة �شعو ٌر �شائع‪ :‬فاجلميع يعاين منه؛ �أي � َّأن هذه احلالة لي�ست‬
‫فرد بعينه �أو فئة حم َّددة من الأ�شخا�ص دون غريهم‪.‬‬ ‫قا�صرة على ٍ‬
‫‪ u‬ت�شتد املقاومة عندما نو�شك على النجاح‪ :‬عندما‬
‫نقرتب من الفوز‪ ،‬تنتابنا بقايا من ال�شك‪ ،‬وغالب ًا ما تكون هذه‬
‫املحاولة الأخرية لهدف ما �أجنزن ــاه وجنحنا يف حتقيقه‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫‪ u‬للمقاومة حلفا�ؤها و�أن�صارها‪ :‬املقاومة �أ�ص ًال �شكل من �أ�شكال الردع الذاتي‪ ،‬ولكنها ال تعدم امل�ؤيدين واملنا�صرين‪ .‬فعندما تبد�أ م�شروع ًا‬
‫جديد ًا �ستجد الكثري من املعار�ضني يحاولون �إقناعك ب�أن ابتكارك م�ستحيل �أو �أن الكتاب الذي �ست�ؤلفه يحتاج �إلى �سنوات من البحث والدرا�سة‪.‬‬
‫وكلَّما زادت درجة قرب ه�ؤالء املناه�ضني منك زادت معار�ضتهم وانفعاالتهم حد ًة و�شرا�سة وهكذا �ستجد معظم الغرباء ي�ؤيدونك‪ ،‬وبع�ض الأقرباء‬
‫والأ�صدقاء والزمالء يحبطونك‪.‬‬

‫�أعرا�ض املقاومــــة‬
‫كيف يكون ال�شعور باملقاومة؟ وما �أعرا�ضه وعالماته؟ يعترب ك ٌّل من القلق والأرق وال�صراعات الداخلية واللجوء للمهدئات واملن�شطات ولعب‬
‫دور ال�ضحية والتعا�سة وعدم الثقة يف النف�س واخلوف من عدم اكتمال امل�شروع‪ ،‬م�ؤ�شِّ ٍ‬
‫رات على حدة املقاومة‪ .‬ومن �أبراز �أعرا�ض املقاومة‬
‫الدالئل والهواج�س والتداعيات التالية‪:‬‬

‫و�سنتمكَّن حينها من بيع عالج له‪ .‬قد يكون‬ ‫النجاح اخلالية من الأمل التي جتذب االنتباه‬ ‫الت�سويف‬
‫االكتئاب والتو ُّتر َع َر َ�ضني مر�ضيني‪ ،‬ولك َّنهما‬ ‫�إلينا م�ؤ�شِّ رات ت�ؤكد َ‬
‫جت ُّذر املقاومة داخلنا‪.‬‬ ‫مل ن�سمـ ـ ْع �شاع ــر ًا يق ــول‪« :‬لـ ــن �أ�ؤلِّف‬
‫قد يكونان دليلني على ال�شعور باملقاومة‬ ‫ق�صيدتي �أبد ًا‪ ،‬ولك َّننا �سمعنـا عن �شعراء‬
‫�أي�ض ًا وال �أ�سا�س علمي ًا لهما يف الواقع‪.‬‬ ‫التطبيب الذاتي‬ ‫ك ُُث يقولون‪�« :‬س�أ�شرع يف ت�أليف ق�صيدتي‪،‬‬
‫عندما تث ِّبط ه َّمتنا نتح َّول �إلى م�ستهلكني‬ ‫هل تتناول �أدوية لتخفيف ح َّدة االكتئاب �أو‬ ‫و�سوف �أبد�أ غد ًا»‪َّ � .‬إن �أ�سو�أ ما يف الت�سويف‬
‫�شرهني‪ ،‬ونح ِّقق �أهداف الإعالنات التجارية‬ ‫التو ُّتر �أو للح�صول على طاقة زائدة وتعوي�ض‬ ‫هو �أنَّه يتح َّول �إلى عادة ال تفارقنا‪ .‬فنجد‬
‫والثقافة املادية التي غ�سلت �أدمغتنا‪ .‬وبد ًال‬ ‫نق�ص الفيتامينات وغري ذلك من امل�سميات‪،‬‬ ‫�أنف�سنا ال ن� ِّؤجل عمل اليوم �إلى الغد فح�سب‪،‬‬
‫الذاتي وال�صرب‬ ‫من التحلِّي باالن�ضباط َّ‬ ‫وذلك ا�ستناد ًا �إلى و�صفة طبية �أو من دون‬ ‫بل ن� ِّؤجله �أيام ًا و�شهور ًا و�أعوام ًا من دون‬
‫وال�سعي �إلى النجاح بالعمل اجلاد‪ ،‬نلج�أ‬ ‫ا�ست�شارة الطبيب؟ �إذا كانت �إجابتك بـ‬ ‫إدراك ملنابع ودوافع الإحجام والت�أجيل‪.‬‬ ‫� ٍ‬
‫�إلى ا�ستهالك منتجات الإعالنات على �أمل‬ ‫أق�ص عليك احلكاية التالية‪:‬‬ ‫«نعم»‪ ،‬فدعني � ّ‬
‫�أن تخلِّ�صنا من ي�أ�سنا وجزعنا‪ ،‬ولذلك‬ ‫َع ِمل «�ستيفن بري�سفيلد» ‪ -‬امل�ؤلف ‪ -‬كاتب ًا يف‬ ‫ال�صراع الداخلي‬
‫يقع كثريون منا �ضحايا لل�شعور باملقاومة‬ ‫�إحدى وكاالت الدعاية والإعالن ال�شهرية‪،‬‬ ‫عتب ال�صراع الداخلي �أحد الأقنعة ال َّزائفة‬
‫ُي َ‬
‫واال�ستغالل التجاري‪.‬‬ ‫وكان املدير يقول دائم ًا‪ :‬اخرتعوا مر�ض ًا ما‪،‬‬ ‫لل�شهرة‪ ،‬فك ُّل املظاهر املُ�صطنعة �أو طرق‬

‫لعـب دور ال�ضحيــــة‬


‫عتب الت�ص ُّرف ك�ضحية �شك ًال من �أ�شكال االعتداء ال�سلبي على الذات وعلى الآخرين‪.‬‬ ‫ُي َ‬
‫من يلج�أ �إلى هذا الت�ص ُّرف ي�س َع �إلى �إ�شباع حاجاته واخل�ضوع �إلى هواج�سه من خالل‬
‫التهديد ال�صامت �أو الإيحاء بالتعر�ض للخطر‪ ،‬وذلك بد ًال من العمل اجلاد �أو اال�ستعانة‬
‫باخلربة �أو الب�صرية �أو احلب �أو البحث عن موجه ومر�شد يقدم الن�صيحة الإيجابية‪،‬‬
‫ومن َّثم يجرب من يلعب دور ال�ضحية الآخرين على حماولة �إنقاذه من م�شكالت غري‬
‫حقيقية‪.‬‬

‫واملعاناة الداخلية‪ .‬فعندما نرى الآخرين‬ ‫معزولون ومه َّم�شون وال ننتمي ملن حولنا‪،‬‬ ‫التعا�سة‬
‫يعي�شون حياتهم بب�ساطة وي�سريون يف‬ ‫فنكره �أنف�سنا وننبذ عملن ــا ونتخل ــى عنـ ــه‪،‬‬ ‫كيف يكون ال�شعور باملقاومة؟ �أوالً‪ :‬قد ي�شعر‬
‫طريقهم من دون تردد �أو تكلُّف‪ ،‬ينتابنا نوع‬ ‫مع �أن هذه املرحلة هي من �أبرز م�ؤ�شرات‬ ‫من ميار�س الإبداع بالتعا�سة وهو مقبل‬
‫من احل�سد �أو عدم اليقني‪ ،‬فنبد�أ بانتقادهم‪.‬‬ ‫وتداعيات خما�ض الإبداع‪.‬‬ ‫على ابتكار علمي �أو �إجناز فني راق‪ .‬وهو‬
‫دائم ًا ي�شعر بامللل و�ضغط الوقت وعدم‬
‫انعدام الثقة �أو املبالغة فيها‬ ‫االنتقاد‬ ‫جدوى ما هو مقدم عليه‪ ،‬وقد ينتابه �شعور‬
‫ميكن �أن يكون انعدام الثقة يف النف�س دلي ًال‬ ‫توجه نقد ًا الذع ًا وتوجه‬
‫�إذا وجدت نف�سك ِّ‬ ‫بالذنب ولك َّنه يعجز عن معرفة م�صدر هذا‬
‫على املقاومة‪ ،‬وقد يكون �أحد م�ؤ�شرات‬ ‫�أ�صابع االتهام على الدوام �إلى الآخرين‪،‬‬ ‫ال�شعور‪ .‬فنحن نريد النوم‪َّ ،‬ثم اال�ستيقاظ‬
‫التطلُّع والطموح املفرط‪ .‬فهذا ال�شعور يعك�س‬ ‫املرجح �أنَّك تقوم بذلك ب�سبب املقاومة‬
‫فمن َّ‬ ‫واالحتفال‪ ،‬ولكن ي�سيطر علينا �شعو ٌر ب�أنَّنا‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪4‬‬
‫ما‪ ،‬كان هذا دلي ًال على �ضرورة القيام بذلك‬ ‫ح َّبك للقيام ب�شيء ما وحلمك بالنجاح فيه‪.‬‬
‫الأمر من دون تر ُّدد‪.‬‬ ‫فعندما تبالغ يف الت�سا�ؤل الذاتي �أو طلب‬
‫الت�أكيد من �أ�صدقائك ع َّما �إذا كنت كاتب ًا‬
‫احلب‬
‫ُّ‬ ‫املرجح �أن تكون كاتب ًا مبدع ًا‬
‫ح َّق ًا �أم ال‪ ،‬فمن َّ‬
‫�أحيان ًا يرتبط ال�شعور باملقاومة ارتباط ًا ن�سبي ًا‬ ‫فعالً‪ .‬كما �أن املغاالة يف الثق ــة بالنف�س ال‬
‫باحلب‪ .‬هذا يعني �أنَّك �إذا كنت تعاين من �شعو ٍر‬ ‫تقل خطر ًا عن غيابها‪ ،‬لأنها قد تقود �إلى‬
‫مفرط باملقاومة‪ ،‬ف�إنَّك على الأرجح �شغوف‬ ‫الغرور �أو عدم طلب امل�شورة فت�ؤدي �إلى عدم‬
‫وحتب الهدف الذي تقاوم حتقيقه‪ ،‬و�إال‬ ‫بعملك ُّ‬ ‫التعلم واال�ستماع �إلى طلبات و�آراء اخلرباء‬
‫ما كنت لت�شعر ب� ِّأي �شيء‪ .‬ولكي ندرك طبيعة‬ ‫والعمالء‪.‬‬
‫م�شاعر حبنا لأعمالنا ف�إن عدم وجود احلب‬
‫ال يعني كراهية العمل‪ ،‬بل الالمباالة وعدم‬ ‫اخلوف‬
‫االهتمام بر�سالتنا ودورنا يف تغيري عاملنا وترك‬ ‫هل يعوقك اخلوف عن التق ُّدم؟ �إذا كانت‬
‫ب�صمتنا‪ .‬وبالتايل كلما زاد �شعورك باملقاومة‬ ‫الإجابة ب ــ«نعم»‪ ،‬فهذه عالمة ُمطم ِئنة‪.‬‬
‫كان هذا دلي ًال على مدى �أهمية فنك �أو‬ ‫فاخلوف م�ؤ�شِّ ر ج ِّيد ‪ -‬مثل انعدام الثقة‬
‫م�شروعك �أو مبادرتك مما ي�ؤكد �أنك �ست�شعر‬ ‫بالنف�س ‪ -‬فهو يدلُّنا على ما يتح َّتم علينا‬
‫بالر�ضا التام �إذا ما حققتها �أو �أبدعتها‪.‬‬ ‫القيام به‪ .‬فكلَّما زاد خوفك من القيام ب� ٍ‬
‫أمر‬

‫الدعــــم‬
‫م�شجع ومطلوب بالت�أكيد‪ ،‬ولكن‬ ‫ي�شبه طلب الدعم من الأحباء والزمالء والأ�صدقاء مبوا�ساتك وعيادتهم لك �أثناء مر�ضك‪ .‬الدعم �أم ٌر ِّ‬
‫عندما تبحر ال�سفينة و�أنت على متنها‪ ،‬فك ُّل ما ميكن للآخرين القيام به هو التلويح �إليك مو ِّدعني‪ ،‬وهذا يعني �أنَّه كلَّما زاد اعتمادنا على‬
‫الدعم اخلارجي‪ ،‬زاد �ضعفنا وعجزنا عن �إدارة �ش�ؤون �إبداعاتنا و�إجنازاتنا‪.‬‬
‫ف�سن�شعر باخلجل من �أنف�سنا‪ .‬وقد يدفعنا‬ ‫التربير‬
‫ال�شعور باخلجل �إلى حماربة خوفنا‪ .‬لذا‬ ‫التربير هو الذراع اليمنى للمقاومة‪ ،‬ووظيفته‬
‫تلج�أ املقاومة �إلى التربير‪� .‬أ�سو�أ ما مي ِّيز‬ ‫هي منعنا من ال�شعور باخلجل والأ�سف عند‬
‫التربير الذي ت ُّبثه املقاومة داخلنا �أنَّ بع�ض‬ ‫�إحجامنا وعجزنا عن القيام بعملنا‪� .‬إال �أن‬
‫مربراتنا تكون منطقية‪ .‬فقد تقاوم رغبتك‬ ‫التربير يزيد �ضغوطنا على �أنف�سنا‪ ،‬فكثري ًا‬
‫يف �إكمال �أطروحتك ومناق�شتها لأنَّ زوجتك‬ ‫ما نعاتب �أو نعادي �أنف�سنا عندما نكت�شف‬
‫حامل‪ ،‬ولك َّنك �إذا مت َّعنت يف الأمر ف�ستجد‬ ‫�أننا نكذب على �أنف�سنا َّثم ن�صدِّ ق �أكاذيبنا‪.‬‬
‫�أنَّ معظم التربيرات ال ت�ستند �إلى �أ�سا�س‬ ‫نحن نعلم �أنَّ اخلوف جز ٌء من املقاومة‪،‬‬
‫متني‪ .‬فالكاتب ال�شهري «تول�ستوي» كان �أب ًا‬ ‫ولكن املقاومة �شعور ماكر ال يكتفي بالتخ ِّفي‬
‫لثالثة ع�شر طف ًال‪ ،‬ومل مينعه ذلك من كتابة‬ ‫يف خوفنا فح�سب‪ ،‬لأ َّننا لو علمنا علم اليقني‬
‫حتفته الأدبية اخلالدة «احلرب وال�سالم»‪.‬‬ ‫�أنَّ خوفنا هو ما يعوقنا عن حتديد �أهدافنا‬

‫معدنك احلقيقي‬
‫قدرات خا�صة و�شخ�صية فريدة وهو َّية مم َّيزة من امل�ستحيل‬ ‫ٍ‬ ‫لكل منهم‬ ‫هل لديك �أطفال؟ �إذا كانت �إجابتك بـ»نعم»‪ ،‬فال بد �أنَّك تعلم � َّأن ٍ‬
‫تغيريها �أو تبديلها‪ ،‬ح َّتى � َّأن التوائم املتطابقة �شك ًال يختلف بع�ضها عن بع�ض يف مالمح ال�شخ�صية واملهارات‪ .‬بعبارة �أخرى‪ :‬مل ُيولد � ُّأي‬
‫ولكن ك َّل ٍ‬
‫فرد م َّنا يتم َّتع ب�شخ�صية متف ِّردة وروح مت ِّيزه عن نظريه‪ ،‬كما �أنَّنا مل نولد‬ ‫�سي ًا يف الطريق الذي اختاره العامل له‪َّ ،‬‬ ‫�شخ�ص ليكون ُم َّ‬
‫فر�ص ال نهائية واحتماالت ال ح�صر لها‪.‬‬ ‫لنختار بني ٍ‬
‫ال ميكن �أن ن�سعى �إلى حتقيق � ِّأي حلم نريده‪ .‬فنحن ن�أتي �إلى هذا العامل لنواجه م�صرينا ون�سلك طريقنا ون�ؤدي ر�سالتنا ونحقق ذاتنا‪،‬‬
‫خملوقات مثالية وكاملة‪ ،‬ولكن مه َّمتنا هي اكت�شاف قدراتنا وحتقيق ما ُخ ِلقنا من �أجله‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا يعني � َّأن مه َّمتنا لي�ست ت�شكيل �أنف�سنا لن�صبح‬
‫ر�سامني‪ ،‬و�إذا ُو ِلدنا لرتبية الأطفال‪ ،‬يجب �أن ن�صبح �آبا ًء و�أمهات‪.‬‬ ‫ف�إذا ُو ِلدنا للر�سم‪ ،‬يجب �أن ن�صبح َّ‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫االحرتاف ي�ساند الإبداع‬
‫وجل حياته‪.‬‬ ‫يخ�ص�ص له معظم وقته ُّ‬‫الذي ِّ‬ ‫لو كانت املقاومة �شعور ًا ال ُيقهر‪ ،‬ملا‬
‫كلمة «الهاوي» م�شتقة من «الهوى»‪ ،‬وهذا‬ ‫خرجت ُتف فنية مثل «روميو وجولييت»‬
‫يعني �أن غري املحرتف يعمل على «هواه»‬ ‫و«ال�سيمفونية اخلام�سة» �إلى النور‪َّ � .‬أما‬
‫وكما �شاء له �شعوره ليمتع نف�سه‪َّ � .‬أما‬ ‫بالن�سبة �إلى الفنانني الذين ينهزمون �أمام‬
‫املحرتف في�صعد بهوايته �إلى م�ستوى �أعلى‬ ‫املقاومة‪ ،‬فتجمعهم �صفة م�شرتكة‪ ،‬وهي‬
‫ويغو�ص بها �إلى نقاط �أعمق ليمتع نف�سه‬ ‫�أ َّنهم هواة ولي�سوا حمرتفني‪ .‬فاللحظة‬
‫وي�ؤثر يف العامل ب�شكل �إيجابي فيغريه �إلى‬ ‫يتحول فيها الفنان الهاوي �إلى فنان‬ ‫التي َّ‬
‫يحب ف َّنه‬‫ُّ‬ ‫الأف�ضل‪ .‬ولذا ف�إن املحرتف‬ ‫حمرتف ت�شبه يف وقعها وقع حلظة ميالد‬
‫�أو م�شروعه �أكرث من الهاوي حتى ال يعود‬ ‫�شيء من‬ ‫يتغي ك ُّل ٍ‬
‫الطفل على �أبويه‪ ،‬حيث َّ‬
‫متي ٌم‬
‫يفرق بني «هوايته» وهو َّيته‪ .‬فاملحرتف َّ‬ ‫هذه النقطة ف�صاعد ًا وال يعود كما كان �أبداً‪.‬‬
‫يكر�س‬ ‫بف ِّنه وعمله �إلى الدرجة التي جتعله ِّ‬ ‫يختلف املبدع الهاوي عن املبدع املحرتف يف‬
‫الفن �أو العمل دون كلل �أو ملل‪،‬‬
‫حياته لهذا ِّ‬ ‫عدة جوانب‪ ،‬فالهاوي يعمل من �أجل املتعة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وهذا ما نق�صده بالطريق �إلى االحرتاف‪،‬‬ ‫واملحرتف يعمل يف �سبيل الإتقان والإجادة‪.‬‬
‫فال�شعور باملقاومة الداخلية قد يحول دون‬ ‫جمرد هواية ال ت�ستغرق وقت ًا‬ ‫عمل الهاوي َّ‬
‫و�صول املبدع �إلى االحرتاف‪.‬‬ ‫طويالً‪ ،‬بينما تكمن هو َّية املحرتف يف عمله‬

‫�سمــــــــــــات املحـتــــرفـــــــــــــــني‬
‫لك�سب املال واكت�ساب املزيد من املهارات‪.‬‬ ‫العمالء عندما يطلبون م�ساعدته‪ ،‬وال يعود‬ ‫‪ u‬يذهب املحرتف �إلى عمله يومي ًا‪ .‬قد يكون‬
‫‪ u‬ال ميار�س املحرتف وظيفته بنا ًء على و�صف‬ ‫�إلى منزله �إال عند انتهاء عمله‪.‬‬ ‫الدافع وراء التزامه باحل�ضور خوفه من �أن‬
‫معي‪� .‬صحيح �أنَّه يفخر بعمله وقد‬ ‫وظيفي َّ‬ ‫ظهر املحرتف التزام ًا متفاني ًا يف العمل‪.‬‬ ‫‪ُ u‬ي ِ‬ ‫يخ�سر عمله‪ ،‬ولك َّنه يذهب �إلى عمله على � ِّأي‬
‫يعمل بعد �ساعات العمل ويف �أيام العطالت‪،‬‬ ‫قد ال يكون العامل �أو الفني املحرتف يف‬ ‫حال‪.‬‬
‫ولك َّنه يدرك جيد ًا � َّأن وظيفته تفوق ما هو‬ ‫نف�س �شركته �أو وظيفته يف العام املقبل‪،‬‬ ‫‪ u‬يذهب املحرتف �إلى عمله مهما كانت‬
‫مذكور يف الو�صف الوظيفي ملهنته‪.‬‬ ‫ولك َّنه يظ ُّل يعمل دائم ًا‪.‬‬ ‫حالته‪� ،‬سواء �أكان مري�ض ًا �أم معافى‪ .‬قد‬
‫‪ُ u‬يت ِقن املح ِرتف جميع خبايا وظيفته‪ ،‬وال‬ ‫‪ u‬يتع َّر�ض املحرتف ملخاطر كثرية‪ .‬فهو‬ ‫بكد رغم‬ ‫يراه زمال�ؤه متعب ًا‪ ،‬ولك َّنه يعمل ٍّ‬
‫مينعه ح ُّبه لوظيفته من انتقاد طريقته يف‬ ‫يخاطر ويكافح ويركز على �إعالة �أ�سرته‬ ‫املر�ض ح َّتى ال يخذل فريقه ورمبا يعمل‬
‫العمل يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫وتعليم �أبنائه ومن حوله‪ .‬ولذا ف�إن عمله هو‬ ‫لأ�سباب نبيلة ال ي�شعر بها غريه‪.‬‬
‫‪ u‬يتق َّبل املحرتف املديح مثلما يتق َّبل اللوم‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫‪ u‬يق�ضي املحرتف يومه يف العمل والإجناز‪.‬‬
‫لأنه واقعي وعملي ويدرك خبايا و�ضغوط‬ ‫‪ u‬يتقا�ضى املحرتف �أجر ًا نظري عمله‪ .‬فهو ال‬ ‫قد ي�شرد ذهنه‪ ،‬ولك َّنه يركِّز كل طاقته يف‬
‫العامل الذي يعي�ش فيه‪.‬‬ ‫يذهب �إلى العمل للمتعة فقط‪ ،‬بل هو يعمل‬ ‫العمل‪ ،‬فري ُّد على املكاملات الهاتفية وي�ساعد‬

‫املحتـــرف �صبــــــور‬
‫تتف َّوق املقاومة على الهاوي ب�أكرث اخلدع املعروفة على الإطالق؛ فهي ت�ستخدم حما�سه‬
‫وتوظِّ فه �ضده‪ .‬متيل املقاومة �إلى �إف�شالنا يف م�شروعاتنا و�إقناعنا بو�ضع جدول زمني غري‬
‫واقعي لإكمالها‪ .‬ويدرك �شعور املقاومة جيد ًا �أنَّنا لن نتمكَّن من حت ُّمل ال�ضغط و�سنف�شل‬
‫حتم ًا يف الوفاء بجداول �أعمالنا‪ .‬بينما ُيدرك املحرتف باملقابل �أهمية ال�صرب والعمل وفق‬
‫خطط حم�سوبة للو�صول �إلى نتيجة مثمرة يف النهاية‪ .‬ي�ستعني املح ِرتف بال�صرب ويوظِّ فه‬
‫لدرا�سة كلِّ خطوة يتخذها وحماية نف�سه من التو ُّتر والإجهاد‪ .‬فهو يعرف �أن كل مه َّمة‪� ،‬سواء‬
‫�أكانت كتابة رواية �أو تعلم مهارة جديدة‪ ،‬تتطلَّب ِ�ضعف الوقت املُخطَّ ط لها و�ضعف التكاليف‬
‫واقع يجب التعامل معه‪.‬‬
‫أمر ٍ‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬ويتق َّبل هذه احلقائق ب�سعة �صدر وك� ٍ‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪6‬‬
‫“‬
‫الوصول إلى االحتراف ليس‬
‫مهمةً صعبةً ‪ ،‬فاألمر‬
‫قوة إرادتك‬ ‫يتوقِّ ف على َّ‬
‫ال وأخيراً‪ .‬إذا كنت ترى‬ ‫أو ً‬
‫فتصرف‬
‫َّ‬ ‫نفسك محترفاً‪،‬‬
‫على هذا النحو‪ ،‬وهذا ما‬

‫“‬
‫يجب عليك فعله‪.‬‬

‫رتف �شجاع‬
‫املح ِ‬
‫يعتقد الهاوي �أ َّنه يجب �أن يتغ َّلب على خوفه �أو ًال قبل ال�شروع يف العمل‪ ،‬بينما يدرك‬
‫املحرتف �أ َّنه ال ميكن التغلُّب على اخلوف �أبد ًا‪ ،‬فهو يعلم جيد ًا �أ َّنه ال يوجد ما ُيعرف‬
‫با�سم «املحارب ال�شجاع» �أو «الف َّنان اجلريء»؛ فاملحارب يخاف ويحارب‪ ،‬والفنان‬
‫يخاف ويبدع‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫�أن يتخطى حواجز املقاومة‪ .‬يدرك املحرتف‬ ‫املحرتف ال ي�سوق الأعذار‬
‫�أي�ض ًا �أنَّ معركته مع املقاومة َّ‬
‫تتغي ك َّل يوم‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ي�ستخف الهاوي بق َّوة �شعور املقاومة وي�ست�سلم‬
‫وهو ال يريد االنت�صار الآن ‪ -‬فالنجاح �سي�أتي‬ ‫لأ َّول م�شكلة تواجهه ويتو َّقف عن العمل‪ ،‬بينما‬
‫ال حمالة ‪ -‬ولذا فهو يتمالك نف�سه ويتح ُّكم‬ ‫يعلم املحرتف الت�أثري القوي للمقاومة‪ ،‬ويدرك‬
‫بانفعاالته قدر الإمكان‪.‬‬ ‫�أ َّنه لو ا�ست�سلم لأعذاره املقبولة ف�سي�ست�سلم‬
‫غد ًا لأعذاره الواهية‪.‬‬
‫املحرتف ال ي�صاب بالغرور‬
‫يخ�صه وحده‬ ‫يتم َّيز عمل املحرتف ب�أ�سلوب ُّ‬ ‫م�ستعــد دائمــــ ًا‬
‫ٌّ‬ ‫املحرتف‬
‫دون غريه؛ فهو ال يدَ ع براعته ومتيزه ي�ؤ ِّثر على‬ ‫ال نق�صد هنا اال�ستعداد املهني‪ ،‬فهذا �أم ٌر‬
‫عالقاته �سلب ًا‪ .‬ف�أ�سلوبه يخدم الهدف �أو الغاية‬ ‫بديهي‪ ،‬بل نق�صد �أنَّ املحرتف م�ستع ٌّد ملواجهة‬
‫التي ي�ؤمن بها �أو ًال؛ �أي �أ َّنه ال يفر�ض عمله على‬ ‫�إح�سا�س الأمل الداخلي الذي تو ِّلده املقاومة‬
‫الآخرين ليجذب انتباههم �إليه‪.‬‬ ‫يومي ًا‪ ،‬فهو يعلم هذا ال�شعور ويعلم �أ َّنه ي�ستطيع‬

‫املح ِ‬
‫رتف يطـــور مهاراتـــــه وينمـــي قدراتـــــــه‬
‫يخ�ص�ص املحرتف وقته لإجادة اجلوانب الفنية يف عمله لي�س لأ َّنه يعتقد �أنَّ هذه اجلوانب �أهم من الإلهام‪ ،‬بل لأ َّنه يريد �أن يكون بارع ًا يف‬
‫ِّ‬
‫جميع املهارات التي يتط َّلبها عمله عندما ي�ست�شرف حلظة الإلهام هذه‪ .‬وعندما يتفانى املحرتف يف �إتقان هذه اجلوانب الفنية‪ ،‬تتو َّلد العبقرية‬
‫وتظهر الرباعة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حممل �شخ�صي‬ ‫املحرتف ال ي�أخذ الف�شل والنجاح على‬
‫�شخ�صي‬
‫ٍّ‬ ‫املحرتف ال ي�أخذ الرف�ض على ٍ‬
‫حممل‬ ‫من الرف�ض لي�س �شعور ًا نف�سي ًا فح�سب‪ ،‬ولك َّنه‬ ‫عندما ي�صف بع�ض الأ�شخا�ص ف َّنان ًا ب�أنَّه ال‬
‫ل َّأن ذلك يح ِّفز املقاومة‪ .‬ف�إذا كنت كاتب ًا مثالً‪،‬‬ ‫بيولوجي املن�ش�أ �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫يت�أثَّر باالنتقاد �أو الإهانة‪ ،‬فال يق�صدون �أنَّه‬
‫يجب �أن تعي جيد ًا � َّأن املح ِّررين والن َّقاد لي�سوا‬ ‫ف�شعورك الداخلي باملقاومة يدرك هذه‬ ‫معدوم الإح�سا�س‪ ،‬بل يعنون �أنَّه يف�صل بني‬
‫ولكن املقاومة الداخلية هي عد ُّوك‬ ‫�أعداءك‪َّ ،‬‬ ‫النقطة جيد ًا وي�ستغلُّها �ض َّدك‪ .‬في�ستخدم‬ ‫وعيه املهني وغروره ال�شخ�صي‪ .‬وذلك يتطلَّب‬
‫الذي يقود املعركة داخل ر�أ�سك‪ .‬لذلك‪ ،‬ال تدع‬ ‫اخلوف من الرف�ض يف �إعاقتك ومنعك‪ ،‬لي�س‬ ‫يوجهنا‬ ‫ق َّو ًة خارق ًة ل َّأن �أعمق ما يف نفو�سنا ِّ‬
‫يعزز من قوة عد ِّوك الداخلي‬ ‫النقد اخلارجي ِّ‬ ‫من العمل فح�سب‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا من عر�ض هذا‬ ‫�إلى عك�س ذلك‪ .‬لقد َّمتت برجمة نفو�سنا‬
‫ح َّتى لو كان النقد �صحيح ًا‪.‬‬ ‫العمل على الآخرين لتقييمه‪.‬‬ ‫الب�شرية على ال�شعور بالرف�ض‪ ،‬ولذا فاخلوف‬

‫املحرتف ي�صرب على ال�شدائد‬


‫ي�ضع املحرتف النجاح �صوب عينيه دائم ًا ولي�س العقبات التي تواجهه للو�صول �إلى هذا النجاح‪ ،‬فهو يذكِّر نف�سه ب� َّأن م�صارعة الثريان �أف�ضل‬
‫من اجللو�س �أو حتى الوقوف بني املتف ِّرجني‪.‬‬
‫“‬
‫املحـتـــرف يـــدرك حــــدوده‬ ‫املحرتف ي�سعى لإثبات ذاته‬
‫مهمتنا األولى في الحياة‬
‫َّ‬ ‫وقيوده �أي�ض ًا‬ ‫همته‪،‬‬
‫ي�سمح الهاوي للآراء ال�سلبية بتثبيط َّ‬
‫ليست إعادة تشكيل‬ ‫�شخ�صي ويفقد‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫حممل‬ ‫في�أخذ النقد على‬
‫لذلك ي�ستع ــني بخدم ــات وكي ـ ٍـل وحم ـ ـ ٍ‬
‫ـام‬
‫أنفسنا لنصبح مخلوقات‬ ‫وحمرتف‬ ‫ماهر‬ ‫وحما�سب‪ ،‬لأ َّنه يعلم �أ َّنه‬ ‫ثقته بنف�سه وبعمله‪ .‬وهذا ناجت عن املقاومة‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مهمتنا‬
‫َّ‬ ‫مثالية وكاملة؛‬ ‫يف جمال واحد فقط‪ .‬في�سمح للمحرتفني‬ ‫الداخلية‪َّ � ،‬أما املحرتف فال ي�سمح لأفعال‬
‫هي معرفة أنفسنا‬ ‫املتخ�ص�صني يف جماالت �أخرى مب�ساعدته‬ ‫حتدد هويته‪.‬‬‫الآخرين ب�أن تق ِّو�ض حما�سه �أو ِّ‬
‫ِّ‬
‫وتحقيق ذواتنا بإنجاز ما‬ ‫باحرتام وتقدير‪.‬‬ ‫ويعاملهم‬ ‫يتغيون با�ستمرار‪ ،‬ويبقى الكاتب‬ ‫فال ُن َّقاد َّ‬

‫“‬
‫ٍ‬
‫ُخلقنا من أجله‪.‬‬ ‫وحده يف مواجهة عمله الفني و�أحا�سي�سه‬
‫التعبريية والدفينة جتاهه‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪8‬‬
‫م�شروعـــك اخلـــــا�ص‬
‫معرفة ما عليك فعله يف ذلك الأ�سبوع‪.‬‬ ‫�إذا تخ َّيلت نف�سك م� َّؤ�س�سة �أو م�شروع ًا‬
‫يعقد «�ستيفن بري�سفيلد» اجتماع ًا مع نف�سه‬ ‫تعزز هو َّيتك االحرتافية‪،‬‬‫م�ستقالً‪ ،‬ف�سوف ِّ‬
‫كلَّ يوم اثنني ي�ستعر�ض فيه املهام املُ�سندة‬ ‫ل َّأن ذلك �سي�ؤ ِّدي �إلى ف�صل اجلانب الفني‬
‫ثم يكتبها ويطبعها وي�سلمها لنف�سه‪.‬‬ ‫�إليه‪َّ ،‬‬ ‫يحركك‬‫عن جانب الوعي والإرادة الذي ِّ‬
‫يحتفظ «�ستيفن» ب�أدواته املكتب َّية وبطاقات‬ ‫للقيام بعملك والتف ُّوق فيه‪ ،‬وبالتايل؛ مهما‬
‫العمل اخلا�صة لأنه يعترب نف�سه م�شروع ًا‬ ‫كانت ال�ضغوط التي يتل َّقاها اجلانب الأول‪،‬‬
‫قائما بذاته‪.‬‬ ‫ف�إن اجلانب الثاين �سيتلقاها باحرتافية‬
‫ويدفعك دائم ًا لل�صعود واالرتقاء‪.‬‬
‫�إذا اعتربنا �أنف�سنا م�شروعات قائمة‪،‬‬
‫ف�سيمنحنا ذلك ر�ؤي ًة �أو�ضح عن �أنف�سنا‪،‬‬ ‫هل �سبق لك العمل يف مكاتب �أو م�شروعات؟‬
‫و�سن�صبح �أقلَّ حت ُّيز ًا و�أكرث مو�ضوعية‪،‬‬ ‫�إذا كانت �إجابتك بـ «نعم»‪ ،‬فرمبا �أنك‬
‫نتعر�ض‬
‫وبالتايل لن ن�أخذ ال�صدمات التي َّ‬ ‫ح�ضرت �أحد اجتماعات بداية الأ�سبوع‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حممل �شخ�صي‪ ،‬و�سنكون‬ ‫لها يف حياتنا على‬ ‫حيث يلتقي الفريق برئي�سه ال�ستعرا�ض‬
‫�أكرث قدرة على تقدير ذواتنا وما ميكننا‬ ‫املهام املوكلة �إلى كلِّ ع�ضو من �أع�ضائه‪.‬‬
‫تقدميه ملجتعنا وعاملنا‪ .‬كما لن نتناول‬ ‫وعند انتهاء االجتماع يقوم امل�ساعد‬
‫الأمور من منظور �شخ�صي‪ ،‬و�إمنا من‬ ‫ب�إعداد جدول العمل وتوزيعه‪ .‬عندما تتل َّقى‬
‫منظور م� َّؤ�س�سي واحرتايف‪.‬‬ ‫ن�سخة من هذا اجلدول‪ ،‬ي�صبح ب�إمكانك‬

‫و�سر جناحه‬
‫االحرتاف‪� :‬أهميته ُّ‬
‫ملاذا ِ‬
‫تنهزم املقاومة �أمام �إ�صرارك على �أن تكون حم ِرتفاً؟ ل َّأن املقاومة منر من ورق؛ فهي ال تتم َّتع بق َّوة م�ستق َّلة بذاتها‪ ،‬بل ت�ستم ُّد ق َّوتها‬
‫من خوفك منها‪ .‬ولذا ف�إن جوهر االحرتافية هو الرتكيز على العمل ومتط َّلباته وجتاهل � ِّأي �شيء �آخر‪ .‬فقد ا�شتهر جنود �إ�سربطة ‪-‬‬
‫الفعال يف التدريب‪ ،‬والذي يقوم على تخ ُّيل �أعدائهم بال �أ�سماء �أو وجوه‪ .‬فقد كانوا ي�ؤمنون �إميان ًا را�سخ ًا ب�أ َّنهم �إذا‬ ‫مث ًال ‪ -‬مبنهجهم َّ‬
‫قاموا مبا هو مطلوب منهم على �أكمل وجه‪ ،‬فلن تتم َّكن � ُّأي قوة على الأر�ض من هزميتهم‪ .‬ف�أهم ما مييز املحرتف ور�سالته الإبداعية‬
‫قمة النجاح‪.‬‬‫أهم من املحاولة مرار ًا وتكرار ًا والت ََّ�ص ِّدي للف�شل ح َّتى نعتلي َّ‬
‫هو العمل اجلاد واملتفاين‪ .‬فال �شيء � ّ‬

‫التدرج الهرمي‬
‫ُّ‬ ‫املنطقة مقابل‬
‫حتدد التد ُّرجات الهرمية هو َّيات معظم‬ ‫ِّ‬ ‫يدرك ك ُّل فرد موقعه بال�ضبط‪ ،‬وي�صبح‬ ‫يف مملكة احليوان تع ِّرف احليوانات �أنف�سها‬
‫وعي منهم‪ ،‬وي�ص ُعب �إدراك‬ ‫الأ�شخا�ص دون ٍ‬ ‫ك ُّل �شيء منطقي ًا بدء ًا من هذه اللحظة‪.‬‬ ‫ب�إحدى طريقتني‪� :‬إ َّما من خالل ترتيب كلِّ‬
‫مثل هذا الأمر‪ .‬فاملدار�س والإعالنات والثقافة‬ ‫يعترب اعرتاف الفرد مبكانته داخل تد ُّرج‬ ‫حيوان يف التد ُّرج الهرمي (كرتتيب �أحد‬
‫املحيطة جتذبنا منذ امليالد للت�سليم بحقيقة‬ ‫معي هو الطريقة ال�سائدة‪ ،‬وهذه‬ ‫هرمي َّ‬ ‫الذئاب يف قطيعه مثالً)‪� ،‬أو من خالل‬
‫حتدد‬
‫واحدة‪ ،‬وهي � َّأن �آراء الآخرين هي التي ِّ‬ ‫هي الطريقة التي تر َّبينا عليها منذ ال�صغر‪،‬‬ ‫ارتباط كلِّ حيوان مبنطقته (�سواء �أكانت‬
‫هو َّيتنا احلقيقية‪ .‬ا�شرب هذا الع�صري‪،‬‬ ‫فنحن نعي�ش حياتنا يف جماعات‪ ،‬ونعلم تلقائي ًا‬ ‫خم�ص�صة‬‫هذه املنطقة م�سكن ًا له �أو منطقة َّ‬
‫اح�صل على هذه الوظيفة‪ ،‬ا َّتبِع هذا ال�سلوك‬ ‫َم ْن هو القائد َوم ْن هم الأتباع ونعرف مكاننا‬ ‫لل�صيد �أو غري ذلك)‪ ،‬وبهاتني الطريقتني‬
‫و�سيح ُّبك اجلميع‪.‬‬ ‫وو�ضعنا متام ًا يف جمموعاتنا‪.‬‬ ‫ي�صل الفرد �إلى الأمان النف�سي‪ ،‬حيث‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫الفنَّان والتد ُّرج الهرمي‬
‫ال ميكن حتديد هوية الف َّنان من منظور تد ُّرج هرمي‬
‫دق م�سمار النع�ش يف حياته‬ ‫معي‪ ،‬لأنَّ هذا يعني َّ‬
‫َّ‬
‫لنلق نظرة على ما يحدث للف َّنان يف حالة‬ ‫ً‬
‫الفنية‪� .‬أوال‪ِ :‬‬
‫ا ِّتباع تد ُّرج هرمي َّ‬
‫معي‪.‬‬
‫يقوم الف َّنان عندما يرى نف�سه من منظور هرمي مبا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يتناف�س مع الآخرين على ال�سلم الوظفي �سعي ًا �إلى‬
‫االرتقاء مبكانته والتف ُّوق على َمنْ هم �أعلى منه‬
‫ممنْ هم �أق َّل منه‪.‬‬
‫وحماية مكانته َّ‬
‫‪ُ -2‬ي َق ِّيم �سعادته و �إجنازاته وفق ًا لرتتيبه احلايل‪ ،‬مع‬
‫ال�شعور ب�أق�صى درجات ال�سعادة عند الو�صول �إلى‬
‫مكانة �أعلى يف هذا التد ُّرج‪ ،‬والعك�س �صحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬يتعامل مع الآخرين وفق ًا ملكانتهم يف التد ُّرج‬
‫الهرمي دون مراعاة �أي عوامل �أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬ينظر �إلى كل خطوة يخطوها وفق ًا لت�أثريها على‬
‫الآخرين؛ فنج ــد قراراتـ ــه وت�ص ُّرفات ـ ــه ومظهره‬
‫و�أفكـ ــاره ت�ضع ا�ستجاب ـ ــات الآخرين �أو ًال‪ ،‬وفن ــه‬
‫و�إبداعــه ثاني ًا‪.‬‬
‫لكن الف َّنان احلقيقي ال ي�سعى �إلى �إثبات ذاته من‬
‫خالل ا�ستح�سان الآخرين �أو ا�ستهجانهم‪ .‬يجب �أن‬
‫يكون عمله نابع ًا من ح ِّبه وتقديره لذاته ولإبداعه‪.‬‬
‫عندما يعمل الف َّنان من منطلق التد ُّرج الهرمي ت�صبح‬
‫نظرته �إلى الأمور �سطحية‪ .‬وكلما قابل �شخ�ص ًا‬
‫جديد ًا يبد�أ يف طرح الأ�سئلة التالية‪« :‬ما الذي ميكن‬
‫�أن يقدِّ مه هذا ال�شخ�ص يل؟ كيف ميكن �أن ي�ساعدين‬
‫على االرتقاء والتد ُّرج على �سلم النجاح؟» وهذا يعني‬
‫�أنَّ الف َّنان ينظر يف اجتاهني فقط‪� :‬إلى �أعلى و�إلى‬
‫�أ�سفل؛ ويتجاهل املكان الأهم والأخ�ص الذي عليه‬
‫النظر �إليه فع ًال �أال وهو داخل نف�سه‪.‬‬

‫التوجه املكاين‬
‫ُّ‬
‫أرجل‪ ،‬يحتل‬ ‫أعرج ي�سري على ثالث � ُ‬
‫ذئب � ُ‬
‫كان هناك ٌ‬
‫قمة �إحدى التالل‪ .‬يف منطقته هذه كانت جميع‬
‫الفرائ�س والف�ضالت يف حوزته لأنها تقطع يف منطقته‪.‬‬
‫ومن ح ٍني �إلى �آخر‪ ،‬حتاول ذئاب دخيلة وذات �أربع‬
‫أرجل اال�ستيالء على حيزه املكاين‪ ،‬من دون �أن تنجح‪.‬‬ ‫� ُ‬
‫هذا يعني �أ َّنه مهما بلغت قوة الدخالء‪ ،‬فلن يتم َّكنوا‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪10‬‬
‫من اال�ستحواذ على موارد تلك التلة لأ َّنها موطن الذئب الأعرج‪ .‬نف�س‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫املبد�أ ينطبق على بني الب�شر �أي�ض ًا‪ ،‬ولكن ملناطقنا ومواطن ق َّوتنا طابع ًا‬
‫نف�سي ًا؛ فمث ًال عندما نرى «بيل جيت�س» يوقف �سيارته يف �ساحة انتظار‬
‫�شركة «ميكرو�سوفت»‪ ،‬ن�شعر ب�أ َّنه يف ملعبه ويف نطاقه اخلا�ص الذي‬
‫مينحه م�صد َر قوته‪.‬‬
‫‪Ten Types of Innovation‬‬
‫‪The Discipline of Building‬‬
‫‪Breakthroughs.‬‬
‫ما �سمات وخ�صائ�ص موطن الق َّوة؟‬
‫‪ -1‬هذه املنطقة تو ِّفر �أف�ضل م�صدر للرزق‪.‬‬
‫‪By Larry Keeley ‬‬
‫‪and Helen Walters. 2013‬‬ ‫‪ -2‬منطقتنا تدعمنا دون احلاجة لعون خارجي‪.‬‬
‫تخ ُّ�صنا ومن ِل ُكها وحدنا‪.‬‬
‫‪ -3‬منطقتنا هي ِحمانا وهي ُ‬
‫‪ -4‬منطقتنا تلزمنا وت َر ِّتب علينا ا�ستحقاق ًا دائم ًا لكي ُنطو َرها ون�صونها‬
‫ونخدمها‪.‬‬
‫‪Design Thinking for‬‬ ‫‪ -5‬منطقتنا تعطينا بقدر ما نعطيها و تعيد �إلينا ما ن�ستثمره فيها‪.‬‬
‫‪Strategic Innovation‬‬
‫‪What They Can’t Teach You at‬‬ ‫فهل اكت�شفت �أو عرفت منطقتك؟‬
‫‪Business or Design School.‬‬

‫‪By Idris Mootee. 2013‬‬


‫توجهك؟‬
‫ما ُّ‬
‫توجهك مكاني ًا �أم هرمي ًا؟ ا�س�أل نف�سك‪« :‬ماذا‬
‫كيف تعرف ما �إذا كان ُّ‬
‫�أفعل عندما �أ�شعر بالتوتُّر؟» �إذا كنت ترفع �س َّماعة الهاتف وتت�صل ب�ستَّة‬
‫توجهك‬ ‫�أ�صدقاء لكي ت�سمع �أ�صواتَهم وتطمئنهم عليك‪ ،‬فهذا يعني �أنَّ ُّ‬
‫هرمي‪ ،‬لأ َّنك ت�سعى �إلى احل�صول على ا�ستح�سان الآخرين ودعمهم‪.‬‬
‫‪Turning Pro‬‬
‫‪Tap Your Inner Power and Create‬‬ ‫توجهك‪ .‬ا�س�أل نف�سك �أثناء قيامك ب�أيِّ‬‫وهناك طريقة �أخرى ملعرفة ُّ‬
‫‪Your Life›s Work.‬‬ ‫ن�شاط‪« :‬لو كنت تعي�ش وحدك يف جزيرة معزولة‪ ،‬هل �ستمار�س نف�س‬
‫‪By Steven Pressfield. 2012‬‬ ‫الن�شاط؟» عندما نكون مبفردنا ال يعود للتد ُّرج الهرمي �أهمية كبرية لعدم‬
‫وجود �أ�شخا�ص �آخرين ميكننا �إثارة �إعجابهم‪ ،‬وبالتايل ف�إن ذوي التوجه‬
‫الأفقي �أو النطاقي والذي يركز على م�ساحاتهم اخلا�صة ميار�سون نف�س‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫الأن�شطة التي يبدعون فيها حتَّى لو كانوا معزولني �أو وحيدين على كوكب‬
‫الأر�ض‪.‬‬

‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫هديتــــك �إلــــى العالـــم‬
‫َّ‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬ ‫ر�سام �أو خمرتع �أو عامل بالفطرة؟ ال ميكنك الإجابة‬ ‫هل �أنت كاتب �أو َّ‬
‫عن هذا ال�س�ؤال �إال بالعمل والتجربة‪ .‬ف�سواء و�ضعت مواهبك مو�ضع‬
‫تواصلوا معنا على‬
‫التطبيق �أم ال‪ ،‬فرمبا يرتاءى لك �أن هذا �ش�أنك وحدك‪ ،‬ولكن انظر‬
‫قدر ًا لك �أن ُتعالج ال�سرطان �أو‬
‫�إلى الأمر بهذه الطريقة �إذا كان ُم َّ‬
‫ت�ؤلِّف �سيمفونيات مو�سيقية‪� ،‬أو ت�ساعد بلدك على احتالل مرتبة‬
‫متقدمة يف الآداب �أو الألعاب بني الأمم‪ ،‬فهذا ال يخ�صك وحدك؛‬
‫بل يخ�ص �أي�ض ًا �أهلك ووطنك وعاملك برمته‪ .‬الإبداع احلقيقي لي�س‬
‫فع ًال �أناني ًا �أو م�صدر ًا للتفاخر‪ ،‬بل هو هد َّيتك �إلى العامل �أجمع‪ .‬فال‬
‫حترم نف�سك وبلدك وعاملك من ِن َع ِم �إبداعك وجزيل عطائك‪.‬‬

‫لخدمات الطباعة والنشر‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪THE LEGACY‬‬ ‫موسوعة‬
‫‪OF MUSLIM‬‬ ‫المسلمين‬
‫‪SICLY‬‬ ‫في صقلية‬
‫تأليف سلمى الخضراء الجيوسي‬

‫تتفرد مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وألول مرة‬


‫في إطالق الموسوعة التاريخية األشمل لتاريخ المسلمين في صقلية اإليطالية‬

‫قـريـبـًا في المكتبات‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫‪12‬‬

You might also like