You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫نحن ودوافعنا و�سلوكنا‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫وتوجه ال�سلوك الب�شري يف كل‬‫هناك �أربعة دوافع فطرية ت�ش ِّكل ِّ‬ ‫نبد�أ �أعداد ال�شهر الرابع لعام ‪ 2019‬من ملخ�صات‬
‫حاالته وت�ص ُّرفاته‪ ،‬وهذه الدوافع ت�شمل‪:‬‬ ‫علمي يتناول الأن�شطة‬
‫تعليمي ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫بكتاب‬
‫«كتاب يف دقائق» ٍ‬
‫‪ ‬دافع الك�سب والفوز‪� :‬أي اقتناء املمتلكات املالية والعينية‬ ‫التعليمية الف ّعالة التي ميار�سها الطالب منفردين‪،‬‬
‫واملعنوية‪.‬‬ ‫ومع املع ِّلمني �أي�ض ًا‪ ،‬وهو بعنوان‪« :‬مه ّمات التعليم‬
‫‪ ‬دافع الرتابط والتوا�صل‪� :‬أي �إقامة وتوطيد عالقات‬ ‫الأ�سا�سية» ت�أليف‪ :‬نان�سي �أخافان‪ُ ،‬تر ِّكز امل�ؤلفة على‬
‫�إن�سانية واجتماعية مع الآخرين‪.‬‬ ‫الواجبات التي تدعم امل�شاركة يف قلب الف�صول الدرا�سية والأعمال اليومية‪،‬‬
‫‪ ‬دافع التع ُّلم والنمو‪� :‬أي اكت�ساب املعرفة واال�ستئثار‬ ‫ب�صفتها حلق َة الو�صل التي تربط الطالب مبع ِّلميهم الذين يحفزونهم وهم‬
‫والتم ُّيز من خالل املعلومات‪.‬‬ ‫يج ِّربون وميار�سون عملية التعلُّم‪ .‬بداي ًة‪ ،‬ي�ساعد املعلم طال َبه على �إجناز مه َّم ٍة ما‬
‫‪ ‬دافع الدفاع والأمن‪� :‬أي الوقاية من املخاطر احلقيقية‬ ‫نف�سها يف �أداء‬‫املعلومات َ‬
‫ِ‬ ‫لزيادة فر�صة ا�ستيعاب املعلومات اجلديدة‪َّ ،‬ثم ِّ‬
‫يوظف‬
‫واالفرتا�ضية‪.‬‬ ‫مفاتيح هذه املعلومات من خالل امل�شاركة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الطالب‬
‫ُ‬ ‫مه َّمة جديدة �إلى �أن َ‬
‫ميلك‬
‫وتلعب هذه الدوافع الأربعة دور ًا مهم ًا يف جميع خياراتنا‬ ‫جناح‬
‫وهذا يعني �أنَّ امل�شاركة وامله َّمات ت�شكالن حج َر الزاوية الذي يقوم عليه ُ‬
‫وقراراتنا وحتديد �أولو َّياتنا‪.‬‬ ‫التعلُّم اجلماعي‪.‬‬
‫ت�أ َّمل حياتك وحياة من تعرفهم لوهلة من الزمن‪� ،‬ستعرف‬ ‫ت�ؤ ِّكد امل�ؤلفة �أي�ض ًا �ضرورة التح ُّول من التعليم �إلى التدريب‪ ،‬حيث ال يتح َّقق التعلُّ ُم‬
‫حينئذ �أن الذين يجدون ُ�سب ًال ويتم َّكنون من �إ�شباع الدوافع‬ ‫ٍ‬ ‫الف ّع ُال �إال عندما ي�ؤدي الطالب‪-‬ولي�س املـع ِّلم‪ -‬امله َّمات التعليمية ب�أنف�سهم‪.‬‬
‫بر�ضى �أكرث من‬
‫ً‬ ‫الأربعة‪ ،‬على الأقل مبرور الوقت‪ ،‬ي�شعرون‬ ‫فاملد ِّربون ُير�شدون املتد ِّربني �إلى الطريق َّثم يرتاجعون لينطلق الطالب يف‬
‫الذين ُير ِّكزون على بع�ضها فقط‪ .‬من ُيهمل دافع الك�سب‬ ‫م�سريتهم ويج ِّربوا ب�أنف�سهم ولأنف�سهم‪ .‬هذا ال يعني �أنهم يتخ ّلون عن طالبهم‪،‬‬
‫فقد يفتقر �إلى تقدير الذات وي�شعر بالغرية ممن يح ِّققون‬ ‫ويوجهونهم ويطرحون عليهم �أ�سئل ًة‬ ‫بل يراقبونهم عن كثب وي�شحذون طاقا ِتهم ِّ‬
‫نتائج و�إجنازات �أف�ضل منه‪� .‬أما الذين يهملون دافع االرتباط‬ ‫ت�ساعدهم على ت�أ ُّمل ما اكت�سبوه من خربات ب�أنف�سهم‪ .‬املعلمون النابهون ُيدركون‬
‫تن�سخ ال ُت ِبدع‪.‬‬ ‫َ‬
‫العقول التي ُ‬ ‫�أنَّ الأيدي العاطلة لي�ست كالأيدي العاملة‪ ،‬و�أنَّ‬
‫بالآخرين ف�سي�شعرون باخلواء النف�سي وال ُعزلة وعدم الإقبال‬
‫على احلياة‪ ،‬وحني يهمل الب�شر دافع التعلُّم ويعي�شون حياة تخلو‬ ‫يف ملخ�ص كتاب «الدوافع‪ :‬كيف ت�ش ِّكل الطبيعة الب�شرية خياراتنا الإيجابية»‬
‫من �إ�شباع الف�ضول‪ ،‬تزيد احتماالت ت� ُّأخرهم يف تطوير ذواتهم‬ ‫يق ِّرر امل�ؤلفان بول لوران�س ونيتني نوريا �أنَّ هناك �أربعة دوافع فطرية ت�ش ِّكل ِّ‬
‫وتوجه‬
‫وتنمية قدراتهم‪ ،‬وحني ُيهملون دافع الدفاع عن �أنف�سهم‪،‬‬ ‫كل حاالته وت�ص ُّرفاته‪ ،‬وهي دافع الك�سب والفوز؛ �أي اقتناء‬ ‫ال�سلوك الب�شريَّ يف ِّ‬
‫َ‬
‫يت�ضاءل �إح�سا�سهم بالأمان وي�شعرون ب�أن الآخرين يفوقونهم‬ ‫املمتلكات املالية والعينية واملعنوية‪ ،‬ودافع الرتابط والتوا�صل؛ �أي �إقامة وتوطيد‬
‫وي�ستغلُّونهم‪.‬‬ ‫العالقات الإن�سانية واالجتماعية‪ ،‬ودافع التعلُّم والنمو؛ �أي اكت�ساب املعرفة والتم ُّيز‬
‫من خالل املعلومات‪ ،‬و�أخري ًا الدفاع والأمن؛ �أي الوقاية من املخاطر احلقيقية‬
‫وينبع �سعي الب�شر �إلى �إ�شباع هذه الدوافع الأربعة من تراث‬ ‫واالفرتا�ضية‪ .‬وتلعب هذه الدوافع الأربعة دور ًا مه ّم ًا يف جميع خياراتنا وقراراتنا‬
‫وتاريخ وثقافة التط ُّور الب�شري طلب ًا للتقدُّم واملناف�سة‪ ،‬فقد‬ ‫وحتديد �أولو َّياتنا‪.‬‬
‫انت�صرت هذه الدوافع يف معركة البقاء لأنها مت ِّكن الإن�سان‬ ‫�أ ّما كتاب «العقل الرائد‪ :‬ا�سرتاتيجيات علمية لبلوغ ق َّمة الأداء» فيطرح منظور ًا‬
‫من موا�صلة التقدُّم ومواكبة امل�ستقبل‪ .‬هذا يعني �أن الدوافع‬ ‫جديد ًا للقيادة التي مل َت ُعد جم َّرد فن وال خياالت ور�ؤى و�شعارات‪ ،‬بل هي علم يقوم‬
‫تزيد قدرة اجلينات الب�شرية على اال�ستمرار‪ ،‬وت�سهم يف بقاء‬ ‫على فهم العقل الب�شري وا�ستيعاب قدراته يف ِّ‬
‫كل حاالته وحت ُّوالته‪ُ .‬ي ِّبي امل�ؤلفان‬
‫اجلن�س الب�شري وت�ساعده على االزدهار‪.‬‬ ‫فردريكيه فابريتي�س وهانز دبليو هيجمان �أنَّ الطرق والأمناط ال�سلوكية التي‬
‫نت�ص َّرف ون�ستجيب ونتفاعل بها‪ ،‬تن ُتج عن عمليات معرفية يف غاية الدقة والتف ُّرد‪،‬‬
‫فما قد يح ِّفزنا ويحبطنا‪ ،‬وم�ستويات ا�ستجابتنا للتهديدات واملكاف�آت‪ ،‬ك�أفراد‬
‫وجماعات‪ ،‬يعتمد على تلك ال�شبكات الع�صبية الدقيقة التي تتفاعل يف مقدمة‬
‫ر�ؤو�سنا‪ .‬فما كنا نعرفه عن الكيمياء الع�صبية والتفاعالت الدماغية ي�ساعدنا على‬
‫الو�صول �إلى �أف�ضل حاالتنا‪ ،‬من خالل عنا�صر حيوية ميكن �أن جتتم َع لته ِّي َئ لنا‬
‫فر�ص النجاح‪ ،‬فن�صبح ح ّق ًا و�صدق ًا من ذوي العقول الرائدة‪.‬‬
‫َ‬
‫جمال بن حويرب‬
‫المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪2‬‬
‫ا�ستقاللية هذه الدوافع بع�ضها عن الآخر‪،‬‬ ‫االجتماعي �أي�ض ًا �أنها تعمل �أحيان ًا بطريقة‬ ‫ي�ؤ ِّكد علماء الأنرثوبولوجيا وفال�سفة الرتبية‬
‫هي التي جتربنا على التفكري واالختيار لأننا ال‬ ‫جتعلها مرتابطة ويكمل بع�ضها بع�ض ًا‪ ،‬ثم تعود‬ ‫واملحللون النف�سيون �أن الدوافع الأربعة ت�ش ِّكل‬
‫ن�ستطيع تلبية كل االحتياجات يف كل الأوقات؛‬ ‫لتت�صارع وتتعار�ض بحيث يتم �إ�شباع �أحدها‬ ‫�أ�سا�س ًا را�سخ ًا يف �شخ�صية الإن�سان‪ ،‬على الرغم‬
‫ما يعني �أن تلك الدوافع هي التي جتعل كل‬ ‫على ح�ساب الثالثة الأخرى‪ ،‬فقد يت�صارع دافع‬ ‫من �أن كل دافع منها منف�صل عن الآخر‪ ،‬وال ينبع‬
‫�إن�سان من بني الب�شر خملوق ًا متميز ًا‪ ،‬وذا‬ ‫الك�سب مع دافع العالقات‪ ،‬كما ي�سبق دافع‬ ‫بع�ضها من بع�ض‪ ،‬وهذا يعني �أن �إ�شباع �أحدها‬ ‫ُ‬
‫�أهداف خمتلفة ومميزة‪ ،‬وتدفعه ل�صنع قرارات‬ ‫الدفاع عن النف�س‪ ،‬كل دوافع النمو والتثقيف‬ ‫ال ي�ؤدي �إلى �إ�شباع الدوافع الثالثة الأخرى‪،‬‬
‫وتف�ضيل خيارات خمتلفة �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫وقد الحظ خرباء التحليل النف�سي وال�سلوك‬

‫كيف ت�ؤ ِّثر دوافعنا يف اختياراتنا؟‬


‫زال النا�س ُ�سجناء ال�شهية التي كانت فطرة �أ�سا�سية و�ضرورة حيوية لبقاء‬ ‫رغم �أهمية ت�أثري العقل واملنطق يف قرارات الب�شر واختياراتهم‪ ،‬ومت ُّيز‬
‫�أجدادهم‪.‬‬ ‫الإن�سان عن �سائر املخلوقات الأخرى‪ ،‬يت�أ َّثر كل النا�س بدوافعهم الفطرية‪،‬‬
‫لقد تط َّورت الدوافع الأربعة التي بنينا عليها فر�ض َّيتنا يف ال�سياق احلايل‪،‬‬ ‫وعاد ًة ما تت�ضاد وتتنافر هذه الدوافع مع م�صالح العقل‪ ،‬ثم جندها تنت�صر‬
‫وهي‪ :‬الك�سب‪ ،‬واالرتباط‪ ،‬والتعلُّم‪ ،‬والدفاع‪ ،‬وحت َّولت �إلى �أدوات توجِّ ه‬ ‫يف النهاية لأنها ع َّززت وط َّورَت �آليات البقاء لدى �أ�سالفنا‪.‬‬
‫القرارات‪ .‬هذه الدوافع ُت�ش ِّغل عقول الب�شر ُوت ِّرك عملية اتخاذ القرار‬ ‫لن�أخذ الطعام‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬لكونه �إحدى احلاجات الأ�سا�سية للب�شر‪.‬‬
‫(من خالل املعرفة)‪ ،‬والإدراك (من خالل احلوا�س)‪ ،‬والتذ ُّكر (من خالل‬ ‫ي�شتهي معظم النا�س تناول مزيد من الأطعمة مرتفعة ال�سكر �أو مرتفعة‬
‫الت�ص ُّور)‪ ،‬والت�ص ُّرف (من خالل املهارات البدنية واحلركية)‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫الدهون‪ ،‬ورغم �إدراك معظم النا�س‪ ،‬من خالل العقل واملنطق والعلم‪� ،‬أن‬
‫من �أن هذه الدوافع لي�ست هي وحدها التي ُت ِّرك الب�شر‪ ،‬غري �أنها تبقى‬ ‫املقن لهذه الأطعمة يزيد من خطر التع ُّر�ض لأمرا�ض مثل‬ ‫اال�ستهالك غري َّ‬
‫وتغي ثقافته ال�سلوكية‬
‫�أ�سا�سية و�أكرث �أهمية لفهم حياة الإن�سان الع�صرية ِّ‬ ‫الأزمات القلبية‪ ،‬يبقى من ال�صعب عليهم عدم تناول ال�شوكوالتة و�شرائح‬
‫عرب مراحل تط ُّوره احل�ضاري‪.‬‬ ‫البطاط�س املقلية‪ .‬يُعزى هذا �إلى �أن �أخطر تهديد واجهه �أ�سالفنا مل يتم َّثل يف‬
‫هذا ال يعني �أن العقل واملنطق ال يلعبان �أي دور يف اختيارات الب�شر وقراراتهم‪،‬‬ ‫ً‬
‫و�شائعا‪،‬‬ ‫ً‬
‫حقيقيا‬ ‫�أمرا�ض القلب‪ ،‬بل يف اجلوع‪ ،‬فحني كان اجلوع مي ِّثل تهديد ًا‬
‫لأن ال�سلوك الب�شري ينتج عن �صراع بني العواطف (النابعة من الدوافع‬ ‫مت َّثل �أهم مقوِّمات البقاء يف اختزان الب�شر �أكرب قدر من الدهون حني يكون‬
‫الداخلية) والتفكري العقالين‪ ،‬فقد تنت�صر �أطماع الب�شر عليهم بحكم دافع‬ ‫الطعام متوافر ًا‪ ،‬متهيد ًا ملواجهة املجاعات‪ ،‬وعندما انتقلت جينات الأجداد‬
‫الك�سب‪ ،‬وقد ينت�صر خوفهم من امل�شكالت طويلة املدى بحكم دافع التعلُّم‪،‬‬ ‫جوعا‪ ،‬ومبرور الوقت‬ ‫�إلى جينات الأحفاد‪ ،‬زادت احتماالت جناتهم من املوت ً‬
‫تتمخ�ض‬‫ويف كل الأحوال ف�إن نتائج �سعي كل �إن�سان ونتائج �أدائه يف احلياة َّ‬ ‫�أدَّى هذا �إلى زيادة دافع احل�صول على مزيد من الطعام لدى جميع ال�شعوب‬
‫دائما عن نتيجة ال�صراع بني العقل والدوافع وبني املنطق والعواطف‪.‬‬‫ً‬ ‫�شائعا حلياة الب�شر‪ ،‬ما‬‫بال ا�ستثناء‪ ،‬ورغم �أن املجاعات مل تعُد مت ِّثل تهديد ًا ً‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫دافع الك�سب‬
‫بل هو غري قابل للإ�شباع كذلك‪ .‬يعتقد‬ ‫الإيجابي لدافع الغرية واحل�سد‪ ،‬فهو مرتبط‬ ‫يف عامل يبدو للوهلة الأولى قليل املوارد‪ ،‬يعتمد‬
‫معظم النا�س �أنهم �إذا ك�سبوا مباراة �أو‬ ‫بال�شغف‪ ،‬والرغبة‪ ،‬والإ�صرار على التف ُّوق‪،‬‬ ‫البقاء ب�شكل كبري على اال�ستعانة بالآخرين‪،‬‬
‫ح�صلوا على ترقية‪ ،‬ف�إنهم �سي�صبحون‬ ‫وحتقيق املزيد‪ ،‬واالرتقاء يف ُ�س َّلم املكانة‬ ‫ومع ذلك فلكي نبقى على قيد احلياة ونعي�ش يف‬
‫�سعداء طيلة حياتهم‪ ،‬لكن هذا ال�شعور ال‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية املالزمة جلميع‬ ‫رخاء ون�ستهلك ب�سخاء‪ ،‬يبقى علينا �أن نتف َّوق‬
‫يتح َّقق �إال نادر ًا‪� .‬صحيح �أن م�شاعر ال�سعادة‬ ‫م�ساعي الب�شر‪ ،‬من ناحية �أخرى ي�ش ِّكل احل�سد‬ ‫على الآخرين‪� ،‬سوا ٌء اعتمدنا عليهم �أم ال‪.‬‬
‫تبلغ �أوجها حني يتح َّقق االنت�صار‪ ،‬غري �أنها‬ ‫اجلانب ال�سلبي لدافع الك�سب‪ ،‬ويظهر حني‬ ‫َ‬ ‫دافع الفوز يف �سباق احلياة هو ما ُيح ِّركنا نحو‬
‫�سرعان ما تختفي‪ ،‬وينتهي النا�س �إلى نف�س‬ ‫يتف َّوق علينا الآخرون‪ ،‬وعندما يح�سد الب�شر‬ ‫البحث عن الأ�شياء الثمينة واخلربات الق ِّيمة‪،‬‬
‫احلالة التي كانوا عليها من قبل‪ ،‬وعليه فمن‬ ‫بع�ضهم‪ ،‬ف�إنهم يعمدون �إلى احلط من �ش�أن‬ ‫واال�ستحواذ وال�سيطرة عليها‪ ،‬واالحتفاظ بها‪.‬‬
‫ال�صعب �إ�شباع دافع الك�سب لأن كل النا�س‬ ‫الآخرين‪ ،‬ويق ِّللون من �أهمية جناحهم‪ ،‬وهذا‬ ‫خالل رحلة التط ُّور‪� ،‬أ�سهمت �ضغوط البقاء‬
‫يرغبون يف احل�صول على املزيد وي�سعون �إلى‬ ‫هو اجلانب ال�سلبي لدافع الفوز‪.‬‬ ‫و�صعوباته يف �أن ميتلك الب�شر هذا الدافع‬
‫بلوغ مكانة �أرقى‪.‬‬ ‫دافع الك�سب لي�س ُم ّلح ًا �أو فطري ًا فح�سب‪،‬‬ ‫القائم على احلاجات الأ�سا�سية للطعام‪،‬‬
‫واملاء‪ ،‬وامل�أوى‪ ،‬والتكاثر‪ ،‬وهكذا �أ�صبح الب�شر‬
‫يرتبطون عاطفي ًا بالأ�شياء التي يح�صلون‬
‫عليها واخلربات املمتعة التي يكت�سبونها‪.‬‬
‫بنو الب�شر مدفوعون دائم ًا للح�صول على‬
‫الأ�شياء املتوافرة والنادرة‪ ،‬ويوازي هذا‬
‫التمييز تفريق «�أفالطون» بني اجلانب الغريزى‬
‫(املادي) واجلانب الروحاين (املعنوي)‬
‫للنف�س الب�شرية‪ .‬ي�شري اجلانب املادي �إلى‬
‫�إقبال النا�س على الأ�شياء املادية مثل الطعام‪،‬‬
‫وامللب�س‪ ،‬وامل�أوى‪ ،‬والأن�شطة املمتعة مثل الأكل‪،‬‬
‫وال�شرب‪ ،‬والرتفيه‪ ،‬والتكاثر‪� .‬أما اجلانب‬
‫املعنوي في�شري �إلى احلاجة للأ�شياء النادرة‬
‫التي ت�ضفي نوع ًا من املكانة �أو التقدير على‬
‫الب�شر على ُ�س َّلم الهرم االجتماعي‪ ،‬ورغم‬
‫فهمنا لهذا الدافع وتداعياته‪ ،‬يبقى من‬
‫ال�صعب التفريق بني احلالتني مو�ضوع ًا‪ ،‬فقد‬
‫ميتلك �أحدهم �سيارة «فرياري» لأنه يريد �أن‬
‫تكون لديه �سيارة �سريعة‪ ،‬و�أن ي�شعر بتجربة‬
‫ال�سرعة‪ ،‬وقد ميتلكها فقط من �أجل الظهور‬
‫يف مكانة مرموقة ترتبط بالفخامة واجلاه‬
‫والرثاء‪.‬‬
‫يع ُّد الطموح من العواطف الإن�سانية القوية‪،‬‬
‫وينبع �أ�سا�س ًا من االندفاع �إلى امتالك �أكرث‬
‫مما ميتلك الآخرون‪ ،‬والطموح هو اجلانب‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫‪4‬‬
‫داروين‬ ‫دافع االرتباط‬
‫يلخ�صوا نظرية «داروين» للتط ُّور‪ ،‬ف�سيقول‬ ‫�إذا ُط ِلب من النا�س �أن ِّ‬
‫معظمهم‪« :‬البقاء للأ�صلح»‪ .‬غري �أن «داروين» مل ي�ستخدم هذه‬
‫ف�سيف�سر معظمهم‬ ‫ِّ‬ ‫العبارة على الإطالق‪ ،‬و�إذا ما ك َّررنا الطلب‪،‬‬
‫العبارة قائلني �إن الأ�صلح هو الأقوى والأ�شد‪ ،‬ال الأكرث تك ُّيف ًا �أو‬
‫ت�أق ُلم ًا مع ظروفه كما قال «داروين»‪.‬‬
‫كان «داروين» يعتقد �أن لبع�ض املخلوقات‪ ،‬مبا فيها الب�شر‪ ،‬غرائز‬
‫اجتماعية من �ش�أنها دفعهم نحو �سلوك تف�ضيلي و�إيثاري‪ .‬يقول‬
‫«داروين»‪« :‬يجب �أن يعرف اجلميع �أن الإن�سان كائن اجتماعي‪،‬‬
‫فنحن نرى هذا يف ابتعاده عن العزلة ورغبته يف الوجود داخل جمتمع‬
‫�أكرب من �أ�سرته ال�صغرية‪ ،‬وقبيلته الكبرية‪ ،‬ولهذا تع ُّد العزلة من‬
‫�أ�صعب العقوبات التي ُتفر�ض على الب�شر‪ ،‬ويتع َّلق الدافع لالرتباط‬
‫ب�أمور مثل احلب‪ ،‬والرعاية‪ ،‬والثقة‪ ،‬والتعاطف‪ ،‬واحلنو‪ ،‬واالنتماء‪،‬‬
‫وال�صداقة‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والوالء‪ ،‬واالحرتام‪ ،‬وال�شراكة‪ ،‬والتحالف‪.‬‬
‫يجذب هذا الدافع النا�س ليتعاون بع�ضهم مع بع�ض‪ ،‬فيقودهم نحو‬
‫ما هو ُمربح ومريح ومالئم جلميع الأطراف‪ .‬تنبع بع�ض العواطف‬
‫الإن�سانية من دافع االرتباط‪ ،‬لأن احلب عاطفة حت ِّفز عملية االرتباط‬
‫وجتعلها ت�ستمر وتتوهَّ ج حني تظهر وتتج َّلى الرغبة يف تبادل �شخ�ص‬
‫مل�شاعر الألفة واملو َّدة مع �شخ�ص �آخر‪ ،‬وعلى النقي�ض من ذلك‬
‫حتمي م�شاعر الغ�ضب والرف�ض ال�شخ�ص الودود الذي جتعله طيبته‬
‫تقن رغبة النا�س‬ ‫قاب ًال للخداع‪ ،‬وهناك �أي�ض ًا عاطفة االمتنان التي ِّ‬
‫عذب ال�شعور بالذنب‬ ‫يف تبادل املنافع فيما بينهم‪ ،‬من ناحية �أخرى ُي ِّ‬
‫الإن�سان املُخادع امله َّدد باكت�شاف فعلته‪ ،‬ويع ُّد اخلجل وال�شعور بالعار‬
‫�شعور ًا دفاعي ًا يحدوه خوف النا�س من افت�ضاح �أمرهم وانك�شاف‬
‫قتامة �سريرتهم‪.‬‬
‫يقع مفتاح االرتباط يف تعاملنا مع الآخرين يف اليد والطريقة التي‬
‫يريدون �أن نعاملهم بها‪ ،‬ومن هنا راح الب�شر ي�ضعون بع�ض قواعد‬
‫التعامل الأ�سا�سية مثل امل�ساعدة ال النكران‪ ،‬والوفاء بالوعد ال‬
‫نق�ضه‪ ،‬و�إبرام ال�صفقات العادلة ال الغ�ش‪ ،‬واحرتام ملكية الآخرين‬
‫ال �سرقتها‪ .‬هذا يعني �أن من �ش�أن امتزاج الأخالق بالدوافع �أن يجعل‬
‫الب�شر خملوقات فريدة من نوعها‪ ،‬فالب�شر َيجمعون بني الرغبة يف‬
‫�إر�ضاء دوافعهم وبني الأخالق التي حتول دون �أن يتم هذا الإر�ضاء‬
‫على ح�ساب الآخرين‪.‬‬
‫ت�ساعدنا هذه املهارة الفطرية على االرتباط لي�س ب�أفراد �آخرين‬
‫فح�سب‪ ،‬بل مبجموعات و�أ�صناف وفئات من جميع الأنواع كذلك‪.‬‬
‫هذه املهارة هي التي مت ِّكن الب�شر من اال�ضطالع باملهام الكبرية‬
‫مثل بناء املدن و�شق الطرق وارتياد الف�ضاء‪ ،‬لأن العملني يتط َّلبان‬
‫الت�ضافر والتعاون مع الآخرين‪ ،‬وميك ُّنهم مثل هذا التالحم من‬
‫التوحد وبناء االحتاد وال�سري حتت لواء واحد ومواجهة الآخرين‬ ‫ُّ‬
‫الذين ي�ص َّنفون يف عداد «الأعداء»‪ ،‬وهذا جانب مظلم �آخر من‬
‫جوانب الطبيعة الب�شرية‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫دافع التع ُّلم‬
‫لديهم ا�ستعداد لتحويل طاقاتهم نحو �إيجاد‬ ‫املتع ِّلقة بالذات وبالعامل‪ ،‬ويتم تخزين هذه‬ ‫يح ِّرك دافع التعلُّم الب�شر نحو جمع املعلومات‪،‬‬
‫طرق مبتكرة لإحباط نوايا الإدارة وتغيري‬ ‫املعتقدات يف الذاكرة اخلارجية والداخلية‬ ‫ودرا�سة البيئة املحيطة‪ ،‬ومالحظة الأحداث‪،‬‬
‫الواقع وتطوير نظم الإنتاج لتحويل عملية‬ ‫كي يرجع �إليها الب�شر م�ستقب ًال‪ ،‬ما ي�ساعد‬ ‫وفتح الباب ملناق�شة الأفكار والنظريات على‬
‫الإنتاج من حاالت امللل �إلى حاالت االبتكار‪.‬‬ ‫على بقائها يف اجلينات‪ ،‬ومن ثم تتوارثها‬ ‫امل�ستوى الفردي واجلماعي بهدف تنقيحها‬
‫�أما اجلانب املظلم لدافع التعلُّم فيتم َّثل‬ ‫الأجيال التالية‪.‬‬ ‫�صحتها من عدمها‪.‬‬ ‫وتطويرها‪� ،‬أو لإثبات َّ‬
‫يف نزوعنا �إلى جتاهل التبعات الأخالقية‬ ‫ت�شري الأبحاث التي �أُجريت على تخ�صي�ص‬ ‫يرى «وليم جيم�س» رائد علم النف�س �أن التعلُّم‬
‫الخرتاعاتنا‪ .‬لقد اختربنا هذا يف‬ ‫املهام (�أو تكليف �أ�شخا�ص مع َّينني باملهام‬ ‫ينبع من الف�ضول‪ ،‬والف�ضول عاطفة مرتبطة‬
‫التكنولوجيا النووية حني اخرتعنا ق َّوة تقتل‬ ‫التي تتفق مع نقاط ق َّوتهم) �إلى �أهمية توفري‬ ‫باخلوف‪ ،‬ومن هنا ي�صبح الف�ضول �أو ال�شغف‬
‫الب�شر وحترق ال�شجر وتنهي احلياة على‬ ‫ظروف عمل ت�شبع الدافع �إلى التعلُّم‪ ،‬ومن‬ ‫بالعلم نابع ًا من فجوة �أو نق�ص يف املعرفة‪،‬‬
‫الكوكب‪ ،‬و�إذ نتب َّنى اال�ستن�ساخ اجليني‬ ‫ثم ف�إن �إحباط ذلك الدافع يجعل العمل‬ ‫فحني ير�صد الب�شر �أية ظاهرة يعتقدون �أنها‬
‫وتكنولوجيا النانو وغريها من التقنيات‬ ‫على خطوط جتميع املنتجات من �أكرث املهام‬ ‫غري متفقة مع ما هو م�ألوف ومتعارف عليه‪،‬‬
‫اجلديدة‪ ،‬ف�إننا قد جند �أنف�سنا يف خطر‬ ‫عزلة و�إثارة للملل‪� ،‬إذ ي�ضطر ه�ؤالء العمال‬ ‫تن�ش�أ تلك الفجوة ويحدث نق�ص يف معارفهم‬
‫م�شابه‪ ،‬فاجلانب املظلم لدافع التعلُّم يكمن‬ ‫�إلى تثبيط دافع التعلُّم داخلهم كي ي�ؤ ُّدوا‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬ومن ثم يهرعون �إلى ت�سجيل كل‬
‫يف �أن ينحرف العلم عن �أهدافه ال�سامية‬ ‫مه َّمات روتينية ال تتط َّلب التفكري �أو االبتكار‪،‬‬ ‫معلومة جديدة يف ذاكرتهم‪ ،‬ومبرور الوقت‬
‫فيقتل العا َمل وت�صاب احل�ضارة الإن�سانية‬ ‫ما ُي�شعرهم بالإحباط‪ ،‬ف�إن مل يجدوا منفذ ًا‬ ‫يحدث تراكم للمعلومات اجلديدة‪ ،‬ما ي�سهم‬
‫بالدمار بد ًال من االزدهار‪.‬‬ ‫لإ�شباع هذا الدافع يف مكان العمل‪ ،‬ي�صبح‬ ‫يف تكوين جمموعة معقَّدة من املعتقدات‬

‫دافع الدفاع‬
‫ميتلك الب�شر دافع ًا فطري ًا للدفاع عن �أنف�سهم وعن �إجنازاتهم املهمة‪ ،‬فحني يتع َّر�ض الب�شر للتهديدات‪ ،‬تن�شط ا�ستجابة «جتنب الأمل» يف‬
‫�أخماخهم‪ ،‬ما ُي�شعرهم بخوف �شديد �أو غ�ضب يجعلهم يقاومون ذلك اخلطر‪� ،‬أو يهربون من مواجهته‪.‬‬
‫يف بع�ض الأحيان يكون لهذا الدافع �أثر �إيجابي يف احلفاظ على الإجنازات النافعة وامل�ؤ ِّثرة املرتبطة بالدوافع الثالثة الأخرى‪ ،‬وتن�شط هذه‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪6‬‬
‫ين�شط الدافع الرابع حلماية هذه الر�ؤى وتلك‬ ‫وميتلك الب�شر مهارة فطرية جتعلهم يط ِّبقون‬ ‫اال�ستجابة عندما يدرك الإن�سان �أمر ًا يُهدِّ ده‬
‫املعتقدات الذاتية حني تواجهها تهديدات‪،‬‬ ‫�أي ًا من هاتني اال�سرتاتيجيتني‪� ،‬إذ يعرفون‬ ‫�أو يهدِّ د ممتلكاته املادية (النا�شئة عن الدافع‬
‫فقد تتخذ التهديدات هيئة هجمة �شر�سة ُت�شنُّ‬ ‫كيف يهربون ويختبئون‪ ،‬كما يعرفون كيف‬ ‫الأول)‪ ،‬وعالقاته ووحدته (النابعة من الدافع‬
‫على منظومة فكرية بعينها‪� ،‬أو تتخذ �شك ًال �أقل‬ ‫ي�ستخدمون قب�ضات �أيديهم‪ ،‬و�أقدامهم‪،‬‬ ‫الثاين)‪ ،‬وت�ص ُّوراته الذهنية لنف�سه وبيئته‬
‫�أهمية كما يحدث حني يثبت عدم �صحة وجهة‬ ‫و�أ�سنانهم‪ ،‬و�أ�سلحتهم اليدوية كي يقاتلوا‬ ‫(نتيجة الدافع الثالث)‪ ،‬فالعقل الب�شري‬
‫نظر �أحدهم‪ ،‬وملواجهة مثل هذه املخاطر التي‬ ‫ويقاوموا‪ ،‬هذا وقد �أر�ست احل�ضارات‬ ‫مع ٌّد م�سبق ًا لإعطاء ا�ستجابات دفاعية ملثل‬
‫تهدِّ د معتقدات الب�شر‪ ،‬جتدهم ي�ستخدمون‬ ‫الب�شرية طرق ًا كثرية وابتكرت �أدوات عديدة‬ ‫هذه التهديدات لأنه يتمتَّع بعدد من املهارات‬
‫حي ًال دفاعي ًة ت�ساعدهم على الإنكار �أو‬ ‫لدعم هذه املهارات الفطرية مثل الأ�سلحة‬ ‫التي تتط َّور وفق ًا لتاريخ ال�شخ�ص وما يكت�سبه‬
‫ال�صمت‪� ،‬أكرث من املقاومة �أو الهروب‪.‬‬ ‫واملنظومات الأمنية والقانونية واملعاهدات‬ ‫من معلومات ومعارف وما ي�ؤدِّيه من جتارب‬
‫ومن �ش�أن التكامل بني الدافعني الثالث والرابع‬ ‫والتحالفات الدولية‪.‬‬ ‫وتراكم خربات‪.‬‬
‫يف�سر مرونة الب�شر‪ ،‬وت�أقلمهم على احلياة‬ ‫�أن ِّ‬ ‫تتم َّثل اال�ستجابة للمخاطر ِ‬
‫املحدقة بالدافع‬ ‫على امل�ستوى الفردي تع ُّد املخاطر التي تهدِّ د‬
‫يف ظروف بيئية عديدة‪ ،‬وبينما ميدُّنا الدافع‬ ‫الثاين يف الغ�ضب واملقاومة �أكرث من الهروب‪،‬‬ ‫ج�سم الإن�سان بالأذى �أو ممتلكاته بالدمار هي‬
‫الثالث بال�شجاعة والرغبة يف اال�ستك�شاف‪،‬‬ ‫فالعنف هو اال�ستجابة خليانة من نوع ما‪،‬‬ ‫التهديدات الأ�سا�سية ملا يح ِّققه الدافع الأول‬
‫ميدُّنا الدافع الرابع باحلذر‪ ،‬فيعمد املخ �إلى‬ ‫فكل خيانة تثري رد ًا غا�ضب ًا وعنيف ًا‪ ،‬ما يقود‬ ‫من �إجنازات‪ ،‬وتتم َّثل اال�ستجابة الأ�سا�سية‬
‫�إطالق جتارب ذهنية وانتقاء �أكرثها نفع ًا‬ ‫العالقات �إلى �أ�سو�أ النهايات‪.‬‬ ‫لهذه التهديدات يف الهروب‪� ،‬أو الرتاجع‪،‬‬
‫للمحاولة والتجريب‪ ،‬و�إدراك �أية حماولة‬ ‫ولأن الدافع الثالث‪� ،‬أي التعلُّم‪ ،‬يقود النا�س‬ ‫�أو البحث عن خمب�أ ي�ضمن جت ُّنب اخلطر‪،‬‬
‫�ستنجح‪ ،‬وتذ ُّكر ما ينجح ثم الت�أهُّب واملبادرة‬ ‫�إلى بلورة ر�ؤيتهم املع َّقدة نحو العامل املحيط‬ ‫وتتم َّثل اال�ستجابة الثانوية يف املقاومة �أو‬
‫للدفاع عنه‪.‬‬ ‫بهم‪ ،‬عالوة على معتقداتهم اخلا�صة بذواتهم‬ ‫الهجوم بهدف التغلُّب على هذا اخلطر‪،‬‬

‫ت�أثري الدوافع‪ :‬كيف يعمل العقل‬


‫يالحظ مخ الإن�سان دائم ًا وجود فجوة بني الدوافع البيولوجية واملعنوية‪� ،‬أي‬
‫بني ج�سم الإن�سان وثقافته‪ .‬تنتقل املعلومات �إلى املخ عرب الأع�ضاء احل�سية‬
‫(مثل العني) فتبدو يف �شكل �إ�شارات ثقافية (ك�أن يرفع الكبار حاجب ًا)‪� ،‬أو‬
‫ر�ؤية �أ�شياء معروفة (مثل �سيارة �سباق نتوق �إلى امتالكها)‪� ،‬أو �إدراك موقف‬
‫جديد (مثل املمار�سات الثقافية ملجموعة ب�شرية غري م�ألوفة)‪ .‬يت�س َّلم املخ‬
‫هذه الإ�شارات من الأع�ضاء احل�سية‪ ،‬فيقوم اجلهاز الطريف الذي يحتوي‬
‫على الدوافع الأربعة مبعاجلتها‪ .‬اجلدير بالذكر �أننا نتل َّقى هذه الإ�شارات‬
‫حمملة بدالئل عاطفية مرتبطة بالدافع الذي تتم ا�ستثارته‪ ،‬وميكن طبع ًا‬
‫�شحن الإ�شارة ب�أكرث من عاطفة‪ ،‬ك�أن يت�صارع الدافع للح�صول على �سيارة‬
‫جديدة فارهة‪ ،‬مع دافع االلتزام بادخار املال من �أجل الأ�سرة‪.‬‬
‫تتم بعد ذلك معاجلة الإ�شارات املح َّملة بالعواطف يف ق�شرة الدماغ الأمامية‬
‫التي حتتوي على الذاكرة الن�شطة والقدرات الذهنية التي ت�ساعد الب�شر على‬
‫اختيار الت�ص ُّرفات املُ�شبعة لهذه الدوافع‪ ،‬ثم تختلط هذه العملية مبعلومات‬
‫م�ستقاة من الذاكرة املخزنة التي تكتنز املهارات والثقافة و�آداب ال�سلوك‪.‬‬
‫حني يختار الب�شر الرتدُّد (ك�أن ي�ؤجلوا �شراء �سيارة �سباق مث ًال) من خالل‬
‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫اللغة والتفكري املجرد‪ ،‬اخرتع الب�شر كث ًريا من الأ�شياء‪ ،‬و�أقدموا على‬ ‫�إعمال �إرادتهم‪ ،‬ترت ُّد هذه الإ�شارة عرب املركز الطريف للمخ لتلتقط الطاقة‬
‫ا�ستك�شاف الكرة الأر�ضية كلها‪ ،‬وا�ستئنا�س النباتات واحليوانات‪ ،‬ما‬ ‫العاطفية التي تو ِّفرها الدوافع‪ .‬يتم بعد ذلك ربط هذه الإ�شارات اململوءة‬
‫زاد مواردهم املتاحة‪ ،‬ومن خالل الدافع لالرتباط واملهارات املتع ِّلقة به‬ ‫بالطاقة باملراكز احلركية التي تتح َّكم يف الع�ضالت وغريها من �أجزاء‬
‫مثل الأخالق‪ ،‬ا�ستطاع الب�شر تكوين م� َّؤ�س�سات كبرية وم�ستقرة متكنهم‬ ‫اجل�سم‪ُ .‬تع ُّد هذه الت�ص ُّرفات �سلوك ًا ب�شري ًا (مثل االبتعاد عن املكان الذي‬
‫من �إن�شاء م�شروعات البناء والري الكربى يف احل�ضارات القدمية‪،‬‬ ‫ُتعر�ض فيه �سيارة ال�سباق املُغرية)‪ .‬تولد مثل هذه ال�سلوكيات ا�ستجابات‬
‫ومن خالل الدافع للك�سب واملهارات املرتبطة به مثل ال�شعور باالمتالك‬ ‫يف�ضل االدخار على‬ ‫بيئية ت�ؤ ِّثر يف البقاء (مثل تقدير الزوجة لزوجها الذي ِّ‬
‫وحقوق املِلكية‪ ،‬بد�أ الب�شر يجمعون املنتجات الق ِّيمة وي�ضعونها يف‬ ‫البذخ)‪ ،‬وهو موقف جديد على الإن�سان �أن يتعامل معه‪ .‬قد يحدث هذا‬
‫خمازن كبرية‪ ،‬ومن خالل دافع الدفاع‪ ،‬ا�ستطاع النا�س ابتكار الأ�سلحة‬ ‫ب�سرعة �شديدة‪ ،‬وتتك َّرر هذه ال�سلوكيات مرار ًا وتكرار ًا يف حياتنا اليومية‪.‬‬
‫وغريها من �أدوات احلماية‪ .‬لقد و َّفرت هذه الدوافع الأربعة – الكامنة‬ ‫تع ُّد الدوافع الأربعة امل�ستقلة واملهارات املرتبطة بها �ضرورية لتط ُّور الب�شر‪،‬‬
‫يف عقول جميع الب�شر‪� -‬أ�سا�س ًا للتط ُّور يف خمتلف احل�ضارات وعلى مر‬ ‫تر�سخت هذه الدوافع واملهارات يف مخ الإن�سان‪� ،‬صار الإن�سان‬ ‫فحني َّ‬
‫الأزمنة‪.‬‬ ‫م�ستعد ًا للتط ُّور الثقايف‪ ،‬وبف�ضل الدافع للتعلُّم واملهارات املرتبطة به مثل‬

‫�أ�صل العقد االجتماعي‬


‫مييل الب�شر �إلى اعتبار العامل الزاخر بامل� َّؤ�س�سات �أمر ًا مفروغ ًا منه‪ ،‬وك�أن العامل عرف املنظمات وت�أ�سي�س امل�شروعات منذ بدء اخلليقة‪ ،‬وهذا لي�س‬
‫�صحيح ًا‪� ،‬إذ كان على الب�شر تخ ُّيل تلك امل� َّؤ�س�سات وتل ُّم�س احلاجة �إليها ثم اخرتاعها‪ .‬كل امل� َّؤ�س�سات مبختلف م�ستوياتها‪ ،‬بدء ًا من م� َّؤ�س�سات العمل‪،‬‬
‫ومرور ًا بامل� َّؤ�س�سات االجتماعية واالقت�صادية والثقافية وال�سيا�سية‪ ،‬وو�صو ًال �إلى امل� َّؤ�س�سات الرتفيهية والقبائل والأمم‪ ،‬مل تكن لتظهر لو َّنحينا دافع‬
‫االرتباط جانب ًا‪ ،‬ومل يكن الإن�سان ليف ِّكر يف امل� َّؤ�س�سات من دون حتريك دافع التعلُّم ملهارات ا�ستخدام الرموز وحفز النا�س على التفكري املجرد‪ .‬كان‬
‫ال بد من وجود هاتني العمل َّيتني كي يط ِّور الب�شر قدرتهم الفطرية على تنظيم العالقات وت�أ�سي�س ما عرف الحق ًا بالعقد االجتماعي‪ ،‬ولهذا يرى علماء‬
‫االجتماع �أن امتالك الإن�سان مهارة و�ضع القواعد و�أخالقيات االلتزام بالأعراف هي جوهر العقد االجتماعي‪.‬‬
‫حني مت َّكن الب�شر من التعاون واالرتباط بالكيانات اجلماعية‪ ،‬حدث الكثري‪ .‬ط َّور �أ�سال ُفنا منظومات مت�شابكة من الأعراف االجتماعية واملواثيق‬
‫الأخالقية التي ميكن تعزيزها مبكاف�آت وعقوبات رمزية‪ .‬ابتكروا ن�ش�أة القبيلة وطقو�س القبول داخلها واالنتماء �إليها‪ ،‬ثم كانت الفنون اجلماعية‬
‫التي ت�ص ِّور جهود الب�شر (مثل ر�سم املعارك والأعياد على جدران املعابد) واجلهود التعاونية التي ط َّورت التكنولوجيا على مر الع�صور ون�شرتها‬
‫ب�سرعة‪ ،‬ولأول مرة لعب التط ُّور احل�ضاري دور ًا رائد ًا يف التط ُّور اجلماعي‪ ،‬وانطلقت الثقافات‪ ،‬وراح الب�شر يخلعون �سماتهم الإن�سانية الفريدة على‬
‫احل�ضارات‪ ،‬ما ح َّول املعلومات �إلى �شكل كيانات ملمو�سة وخلق الأ�شكال االجتماعية املع َّقدة التي عرفت الحق ًا َّ‬
‫باملنظمات‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪8‬‬
‫ملاذا كل هذا التن ُّوع؟‬
‫الدوافع يف املخ �إذا �أخذنا يف االعتبار خمتلف‬ ‫االختالفات اجلينية تعني �أن �أولوية الدوافع‬ ‫لقد و�صلنا �إلى ما نحن عليه الآن‪ ،‬و�صرنا‬
‫النماذج الذهنية‪ ،‬كما �أن التن ُّوع الذي ُي�ضفيه كل‬ ‫واملهارات املرتبطة بها تختلف بني �شخ�ص‬ ‫جن�س ًا ب�شري ًا واحد ًا نعمل وفق ًا لدوافعنا الأربعة‬
‫�شخ�ص على تاريخ حياته وا�ضح �أي�ض ًا‪ ،‬فكر مث ًال‬ ‫و�آخر‪ ،‬فلكل جمموعة من املهارات ت�أثري ومزيج‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬فلماذا �إذ ًا يختلف كل �شخ�ص عن‬
‫يف الأثر الذي يرتكه التعليم املتم ِّيز واملع ِّلمون‬ ‫خمتلف‪ ،‬فمث ًال‪ :‬جند �أن املر�أة العادية تعطي‬ ‫الآخر وكل ح�ضارة عن الأخرى؟‬
‫املوهوبون وممار�سة الريا�ضة وتنمية املواهب‬ ‫الدافع الثاين �أولوية �أكرب من الرجل العادي‪،‬‬ ‫نتج ال�سلوك الب�شري عن التط ُّور اجلمعي‬
‫على حياتنا وحياة �أبنائنا و�أحفادنا �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫بينما جند العك�س يف الدافع الأول‪ ،‬لأن الن�ساء‬ ‫للجينات وللبيئة املادية واالجتماعية‪ ،‬ولأن لدى‬
‫وفكر �أي�ض ًا يف ت�أثري التحاقنا ب�سلك اجلندية‬ ‫هن الالتي يحملن الأطفال ويقمن برعايتهم‪،‬‬ ‫معظم النا�س جينات خمتلفة وخربات حياتية‬
‫يف �شخ�صياتنا‪ ،‬ودور املغامرات واملناف�سة يف‬ ‫يتخ�ص�ص الرجال يف ال�صيد وغريه‬ ‫َّ‬ ‫بينما‬ ‫خمتلفة‪ ،‬كان �ضروري ًا وجود هذا التن ُّوع بني‬
‫البطوالت على من ِّونا ب�أبعاده النف�سية والبدنية‬ ‫من الأن�شطة‪ .‬هذا على الرغم من �أن هذه‬ ‫الب�شر‪ ،‬فلك ٍّل جيناته التي حتدِّ د م�سار حياته‪،‬‬
‫العميقة‪.‬‬ ‫االختالفات ال ترتبط بالقدرات العقلية �أو �أولوية‬ ‫ولك ٍّل بيئة مادية واجتماعية ت�ؤ ِّثر فيه ت�أثري ًا قوي ًا‪.‬‬

‫ت�أثري طبيعتنا يف بيئة عملنا‬


‫يف كل مكان عمل يجب �أن يتمتَّع كل �إن�سان بفر�ص الك�سب والفوز‬
‫والنمو والتعلُّم والتعاون وال�شعور باالنتماء والأمان �أي�ض ًا‪ ،‬ولن‬
‫ميكن للعمل الذي ُي�ش ِبع دافع ًا �أو اثنني �أن يكون بدي ًال للعمل الذي‬
‫ي�شبع الدوافع الأربعة ويوازن بينها‪ ،‬وهذه نظرية وقاعدة علمية‬
‫يجب �أن يعيها كل قادة امل� َّؤ�س�سات‪.‬‬
‫�إذا افرت�ضنا �أن كل مهمة يف امل� َّؤ�س�سة قد ُ�ص ِّممت لتُ�شبع الدوافع‬
‫الأربعة‪ ،‬فكيف ع�ساها تكون؟ حني ي�ؤدِّي الإن�سان عمله‪� ،‬سيقود‬
‫دافع االرتباط كل �شخ�ص نحو البحث عمن تربطه به عالقة رعاية‬
‫والتزام‪ ،‬وكلما زاد دافع االرتباط لدى املوظفني‪ ،‬زاد وال�ؤهم‬
‫لفريقهم وللتنظيمات الإدارية التي تتجاوز م�ستويات عملهم‬
‫�سيوطدون عالقات وا�سعة �إذا ما م َّكنهم‬ ‫احلايل‪ .‬هذا يعني �أنهم ِّ‬
‫قادة امل� َّؤ�س�سة من ذلك‪.‬‬
‫وميكننا االنتباه الآن �إلى �أهمية العدالة والتوازن يف بيئة العمل‪،‬‬
‫ف�إن مل يتحقَّق التوازن‪� ،‬سي�ؤول الأمر �إلى تواط�ؤ املوظفني مع‬
‫بع�ضهم ليح ِّققوا م�صاحلهم بد ًال من �أن ير ِّكزوا يف �أداء مهامهم‬
‫على �إ�شباع دافع الك�سب‪.‬‬
‫من ناحية �أخرى �سيقود دافع الك�سب �إلى �إ�شعال التناف�س يف كل‬
‫الإدارات وامل� َّؤ�س�سات لأنه من الطبيعي �أن ي�سعى كل العاملني �إلى‬
‫تعزيز ن�صيبهم من املوارد النادرة‪ ،‬ما يجعلهم يبذلون جهود ًا‬
‫موجهني قلي ًال‬
‫حممومة كي ينتزعوا ن�صيبهم من تلك املوارد‪ِّ ،‬‬
‫من اجلهد �إلى حتقيق الأهداف الكربى للم� َّؤ�س�سة‪ ،‬ومن هنا يكون‬
‫على القائد �أن يوائم بني الطاقات التناف�سية للأفراد وبني �أهداف‬
‫امل� َّؤ�س�سة‪ .‬مبعنى �آخر‪ :‬عليه �أن يوازن بني الطاقات التناف�سية‬
‫لدافع الك�سب (اال�ستحواذ) وبني طاقات التعاون وحتقيق امل�صالح‬
‫املتبادلة التي يو ِّلدها دافع االرتباط‪.‬‬
‫كما يجب �أن يتحقَّق التوازن بني دافعي التعلُّم والدفاع‪ ،‬فكي يوفر‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫عقولهم ويتع َّلموا كيف يبتكرون طرق ًا‬ ‫الثالث والرابع‪ .‬يهدف هذا التوازن �إلى ت�شجيع‬ ‫قادة امل� َّؤ�س�سات فر�ص ًا للتعلُّم‪ ،‬عليهم �أن يطلبوا‬
‫لتح�سني الأداء‪.‬‬ ‫املخاطرة املق َّننة‪ ،‬ال املخاطرة الهوجاء‪ ،‬و�إر�ساء‬ ‫موظفيهم �أفكار ًا جديدة ومتن ِّوعة خللق‬ ‫من َّ‬
‫ح�صر مركزية اتخاذ القرارات‬ ‫‪‬‬ ‫احلدود بني املجموعات القابلة لالخرتاق‪،‬‬ ‫املواقف اجلديدة �أو ال�صعبة التي تثري الف�ضول‬
‫باال�سرتاتيجية بعد مناق�شتها على م�ستوى‬ ‫ف�إن ا�ستطاعت امل� َّؤ�س�سة اتباع هذه القواعد‪،‬‬ ‫ين�شط الدافع ل�سد الفجوة‬ ‫الذي من �ش�أنه �أن ِّ‬
‫وا�سع‪ ،‬وتفوي�ض كل القرارات املتع ِّلقة‬ ‫ف�ستتم َّكن من حتقيق جناح طويل املدى‪.‬‬ ‫بني ما هو معروف وما هو جمهول‪ ،‬وبطبيعة‬
‫بالآليات �إلى جميع قطاعات امل� َّؤ�س�سة‪.‬‬ ‫ً‬
‫احلال قد تكون الفجوة كبرية والتن ُّوع هائال غري �أن هذه القواعد لي�ست �سهلة التطبيق‪،‬‬
‫‪ ‬تب�سيط الهياكل الإدارية وتقلي�صها‬ ‫فمن ال�سهل �أن تنقاد امل� َّؤ�س�سات والأفراد نحو‬ ‫بدرجة حتدث ارتباك ًا‪.‬‬
‫واالعتماد على التكنولوجيا‪ ،‬وتقلي�ص‬ ‫وب�ش�أن دافع الدفاع يجب �إمداد فرق العمل املبالغة يف ا�ستخدام دافع واحد‪ ،‬ما ي�ؤدِّي �إلى‬
‫الفجوة بني الإدارة العليا وامل�ستويات‬ ‫بطرق فعالة لتطوير نظم حماية متن ِّوعة تقي �إحباط باقي الدوافع وتثبيطها‪ ،‬ويع ُّد حت ُّول‬
‫الإدارية الأخرى‪ ،‬ومتكني اجلميع من‬ ‫املنظمة من الهجمات اخلارجية‪ ،‬على �أن تكون �شركات النقل يف �أمريكا مث ًال ناجح ًا ملبادرة مل‬ ‫َّ‬
‫ممار�سة وتطبيق �أفكار االبتكار‪.‬‬ ‫هذه الفرق قادرة على ح�شد مطالبها امل�شروعة تنقطع تداعياتها يف بق َّية القطاعات ال�صناعية‬
‫‪ ‬فتح قنوات االت�صال اجلانبية بني فرق‬ ‫للموارد ودعم امل� َّؤ�س�سة ككل‪ ،‬كما يجب عليها يف الواليات املتحدة‪ ،‬فقد كانت التغيريات يف‬
‫العمل الفنية والإدارية ودجمها مع ًا يف عملية‬ ‫الدفاع عن هو َّياتها و�سمعتها �ضد الهجمات تلك القطاعات غري مكتملة وغري متوازنة‪،‬‬
‫اتخاذ القرار مع تطوير منظومة املكاف�آت‬ ‫توجه نحو تفعيلها كافة‪ ،‬ومت َّثل هذا‬‫غري العادلة‪ ،‬وحتتاج امل� َّؤ�س�سات عموم ًا �إلى وكان هناك ُّ‬
‫تقن التناف�س بني الفرق املختلفة‪.‬‬ ‫التي ِّ‬ ‫التوجه فيما يلي‪:‬‬ ‫قدرات دفاعية م�شابهة حلماية �صفقاتها‬
‫ُّ‬
‫موظف للم� َّؤ�س�سة ب�شكل عام‬ ‫‪ ‬ك�سب والء كل َّ‬
‫من ال�شركات املناف�سة‪� ،‬أو جماعات ال�ضغط ‪� ‬إعادة ت�صميم الوظائف الروتينية‬
‫ولوظيفته ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫لتتمتَّع مبزيد من التن ُّوع وحت ُّمل م�س�ؤولية‬ ‫وتغيري الت�شريعات احلكومية‪ ،‬ومن هنا حتتاج‬
‫‪ ‬تكوين عالقات طويلة املدى مع املتعاملني‬ ‫حل امل�شكالت كي ي�ستخدم جميع املوظفني‬ ‫امل� َّؤ�س�سات �إلى حتقيق التوازن بني الدافعني‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪10‬‬
‫بالرتكيز على عنا�صر اجلودة والقيمة والثقة‪.‬‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫‪ ‬و�ضع قوانني ولوائح متنع االحتكار وحتمي احلق يف املناف�سة وحماية‬
‫حقوق املتعاملني‪.‬‬
‫تدور جميع هذه التغيريات حول فكرة واحدة؛ م�ساعدة اجلميع على‬
‫�إ�شباع دوافعهم الأربعة وحتويلها �إلى ُم�س ِّرعات ترفع الإنتاجية وحت ِّقق‬
‫‪Drive‬‬
‫‪The Surprising Truth About What‬‬
‫الر�ضى الوظيفي‪ ،‬انطالق ًا من ر�ؤية التمكني والتمتني‪.‬‬
‫‪Motivates Us.‬‬

‫‪By Daniel Pink. 2011.‬‬


‫طريقنا �إلى �إ�شباع دوافعنا‬
‫رغم ت�أ ُّثر �سلوكيات الب�شر بثقافاتهم املحلية‪ ،‬تبقى الدوافع الأربعة ذات‬
‫�سمات عاملية‪ ،‬فجذورها واحدة يف جينات الب�شر وتاريخهم وح�ضارتهم‪.‬‬
‫‪The Personality Code‬‬
‫هذه الدوافع هي جوهر �إن�سانية الب�شر‪ ،‬دون النظر عن مكان ميالدهم‬
‫‪Unlock the Secret to‬‬ ‫وظروف ن�ش�أتهم‪.‬‬
‫‪Understanding Your Boss, Your‬‬
‫‪Colleagues, Your Friends and‬‬
‫‪Yourself.‬‬ ‫يوحد‬
‫تتحد وتتكامل الدوافع الأربعة باملهارات والقدرات الذهنية‪ ،‬ما ِّ‬
‫‪By Travis Bradberry. 2007.‬‬
‫بني النا�س كافة ويجعلهم مت�شابهني يف �سمات كثرية‪ ،‬رغم اختالف كل‬
‫�شخ�ص عن الآخر يف �سمات �أخرى‪.‬‬
‫ال تفرت�ض نظريتنا �سهولة تو ُّقع كيف ي�ستجيب النا�س لظرف معني‪،‬‬
‫�إذ ينتهج الب�شر �سلوكيات من �ش�أنها التوفيق بني اجلوانب املختلفة‬
‫‪How We Decide.‬‬
‫واملتناق�ضة للدوافع الأربعة‪ ،‬غري �أنه ال ميكن التن ُّب�ؤ بقرارات كل النا�س‬
‫‪By Jonah Lehrer. 2009.‬‬
‫يف كل الظروف‪� .‬أحيان ًا تعك�س خيارات الفرد �أحد هذه الدوافع‪ ،‬ويف‬
‫�أحيان �أخرى تعك�س مزيج ًا من الدوافع الأربعة‪ ،‬لكن ما تتو َّقعه نظر َّيتنا‬
‫بالت�أكيد هو �أن كل �إن�سان عاقل يف هذا العامل �سينتهج �سلوك ًا يعك�س‬
‫املتغية‪ ،‬وميكن مالحظة ذلك وتف�سريه‬ ‫الدوافع الأربعة يف ظل الظروف ِّ‬
‫�إذا ما َّمتت مراقبة �سلوكه عن كثب يف �أوقات متعدِّ دة‪.‬‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫لقد جعلنا مرياثنا اجليني م�س�ؤولني عن اختيار م�سارات حياتنا يف هذا‬
‫الكون‪ ،‬ما ي�ؤ ِّكد لنا �أن حرية الإرادة حقيقة علمية را�سخة لأن دوافعها‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬ ‫ونوابعها فطرية‪ ،‬ولكن يكمن التحدِّ ي يف العثور على طريق ن�سري فيه‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫نحو �إ�شباع هذه الدوافع بطرق مبتكرة و�أخالقية ومتوازنة‪ ،‬ويتم َّثل‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫هذا الطريق يف ا�ستخدام اجلانب الإيجابي لكل دافع‪ ،‬واحليلولة دون‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬
‫ا�ستخدام اجلانب ال�سلبي وغري الأخالقي واملته ِّور‪.‬‬
‫تواصلوا معنا على‬ ‫هناك �أ�سباب وم ِّربرات مقنعة جتعلنا ممت ِّنني ومه َّيئني كب�شر ملواجهة‬
‫�أنف�سنا وقبول التحدِّ ي يف ا�ستخدام اجلانب الإيجابي للدوافع يف حياتنا‬
‫دون اجلانب ال�سلبي‪ ،‬فدوافعنا الأربعة تعمل يف داخلنا وتقود حياتنا‬
‫اليومية‪ ،‬وحني تعمل هذه الدوافع بطريقة متوازنة و�إيجابية‪ ،‬ف�إنها هي‬
‫ذاتها مت ِّكننا من العثور على الطريقة املُثلى وال ُف�ضلى لإ�شباعها‪ ،‬وهذا‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫هو يف جوهر حياتنا وهدفها و�أ�سمى غاياتنا‪ ،‬فقدرنا الب�شري هو �أن‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫نوا�صل ال�سعي نحو اخلري واحلق واحلب اجلمال‪ ،‬واختيار الأف�ضل ثم‬
‫‪qindeel.uae‬‬ ‫ابتكاره‪ .‬لنا وملجتمعنا وللعامل �أجمع من حولنا‪.‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫رشكة تأمني تعتمد عليها‬
‫أســاس لـحــيــاة أكـثـر‬
‫مـن سعيدة‬

‫‪ss‬‬
‫‪ee‬‬

‫|‬
‫‪by‬‬ ‫جوائز “اليف واير” الخاصة بالمؤسسات لعام ‪ 2018‬و ‪ 2017‬و ‪ | 2015‬جوائز بانكر ميدل إيست لعام ‪ 2017‬و ‪ 2016‬و ‪2015‬‬
‫جائزة الشرق األوسط للتأمين والمخاطر – جائزة التميز لعام ‪ | 2016‬جائزة أفضل تجربة تطبيق على الهاتف المحمول من مهرجان الجوائز الخاص‬
‫قبل ستاندرد آند بورز‬‫قبل آيزو ‪ 9001‬لعام ‪ | 2015‬تصنيف بدرجة (‪ )A-‬من َ‬ ‫معتمدة من َ‬
‫َ‬ ‫لعام ‪ | 2015‬جائزة االبتكار والتميز ‪| 2015‬‬

You might also like