You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫مراحل احلياة الثالث‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫عل��ى الرغ��م م��ن �صعوب��ة تعري��ف احلي��اة‪ ،‬فدعونا ن�ض� ْع تعريف ًا‬ ‫يف ع�صر ا�ست�شراف امل�ستقبل واالعتماد على اخليال‬
‫عام � ًا ومب�س��ط ًا‪ ،‬ونق��ول‪ :‬ه��ي عمل َّي��ة ق��ادرة عل��ى االحتف��اظ‬ ‫يف حتريك الطاقات الإبداعية‪ ،‬وحتويل خمرجات‬
‫بتعقيده��ا وتكراره��ا؛ وم��ا يتك� َّرر لي���س امل��ادة (امل�صنوع��ة م��ن‬ ‫الإبداع �إلى ابتكارات‪� ،‬شاعت ظاهرة اهتمام كليات‬
‫ال��ذ َّرات)‪ ،‬ب��ل املعلوم��ات (امل�صنوع��ة م��ن اجلزيئ��ات) الت��ي‬ ‫�إدارة الأعمال العاملية املرموقة يف جذب خريجي‬
‫حت��دِّ د الكيف َّي��ة الت��ي تنتظ��م به��ا ال��ذ َّرات‪ ،‬ومثله��ا مث��ل الك��ون‬ ‫العلوم الإن�سانية‪ ،‬والفنانني والباحثني يف التاريخ وعلم النف�س واالجتماع‬
‫نف�سه؛ �أ�صبحت احليا ُة تدريجي ًا �أكرث تعقيد ًا وت�شويق ًا‪ ،‬وميكن‬ ‫للح�صول على ماج�ستري �إدارة الأعمال‪ .‬وي�أتي كتاب «جورج �أنديرز» بعنوان‪:‬‬
‫تق�س��يم احلي��اة �إل��ى ث�لاث مراح��ل طبق� ًا مل�س��توى تعقيده��ا‪:‬‬ ‫«ميكنك الإبداع يف كل املجاالت‪ :‬الفر�ص اال�ستثنائية لدار�سي العلوم الإن�سانية»‬
‫‪ ‬املرحلة الأولى (البيولوج َّية)‬ ‫انعكا�س ًا لهذا التح ُّول‪ ،‬وت�أكيد ًا الجتاهات التكامل بني خمتلف العلوم‪.‬‬
‫يقدم �آالف الفر�ص للقادرين على �إ�ضفاء‬ ‫ي�ؤ ِّكد الكتاب �أنَّ �سوق العمل ِّ‬
‫تُط ِّور �أجهزتها (�أي املادة) وبرجم َّياتها (�أي املعلومات)‪.‬‬
‫التغي والتط ُّور‪ ،‬ويعر�ض الفوائد التي‬ ‫مل�سة �إن�سانية على م�ستقبلنا �سريع ُّ‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية (الثقاف َّية)‬
‫التخ�ص�صات الناعمة التي ت�ساعدنا على ا�ستثمار‬ ‫ُّ‬ ‫�سيجنيها املجتمع من‬
‫تُط ِّور �أجهزتها‪ ،‬وتعيد ت�صميم الكثري من برجم َّياتها‪.‬‬
‫اجلمال واحلكمة الإن�سانية‪ ،‬ملعاجلة نقاط االلتقاء بني حياتنا احلقيقية‬
‫‪ ‬املرحلة الثالثة (التكنولوج َّية)‬
‫وحياتنا الرقمية‪ .‬فال حدود للمدى الذي ميكن للحا�صلني على �شهادات‬
‫ت�صمم ك ًال من �أجهزتها وبرجم َّياتها‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫العلوم الإن�سانية بلوغه؛ ه�ؤالء الذين ال َّبد �أن ي�ستفيد العامل من مواطن‬
‫ظه��ر كوكبن��ا لأول م��رة من��ذ نح��و ‪ 400‬ملي��ون ع��ام‪ ،‬وقب��ل‬
‫اخللقة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها التفكري النقدي والإميان‬ ‫قوتهم ومن طاقاتهم َّ‬
‫ذل��ك بكث�ير‪ ،‬كان��ت الأر���ض تع� ُّج مبجموع��ة متن ِّوعة من �أ�ش��كال‬
‫تخ�ص�صات �ض ِّيقة‪ ،‬وقوالب‬ ‫ُّ‬ ‫با�ستحالة حتجيم الذكاء الإن�ساين يف‬
‫احلي��اة‪ ،‬وكان��ت �أكرثه��ا جناح� ًا ه��ي الق��ادرة عل��ى التفاع��ل مع‬
‫رقمية جامدة‪.‬‬
‫�كل ما‪ ،‬وحتديد ًا‪ ،‬كانت هذه الأ�ش��كال كيانات جتمع‬ ‫بيئاتها ب�ش� ٍ‬
‫ويف ملخ�ص كتاب‪« :‬احلياة يف طبعتها الثالثة‪ :‬الإن�سان يف ع�صر الذكاء‬
‫املعلوم��ات ع��ن بيئاته��ا م��ن خ�لال ُم�ست�ش � ِعرات‪ ،‬ث� َّ�م تعاجله��ا‬
‫اال�صطناعي» يتماهى الباحث املرموق «ماك�س تيجمارك» وهو �أ�ستاذ يف معهد‬
‫التخ��اذ ق��رار ب�ش��أن الأ�س��لوب الأن�س��ب للتفاع��ل م��ع بيئاتها‪ .‬قد‬
‫ويب�شر بالنهايات‬‫«ما�سات�شو�ست�س» للتكنولوجيا‪ ،‬مع كتاب «�أنديرز» ال�سابق ِّ‬
‫يت�ض َّمن ذلك عمل َّية معاجلة �شديدة التعقيد للمعلومات‪ ،‬كتلك‬
‫وح�ص َّنا‬
‫ال�سعيدة التي ميكننا حتقيقها �إذا ما ر َّو�ضنا الذكاء اال�صطناعي‪َّ ،‬‬
‫الت��ي حت��دث ح�ين ت�س��تخدم املعلوم��ات الت��ي ت�س��تقبلها عين��اك‬
‫ب�شلالت بياناتها الهائلة؛ لأننا �سنكون‬ ‫جمتمعاتنا قبل �أن تداهمنا التكنولوجيا َّ‬
‫و�أذن��اك لتق� ِّرر م��ا يج��ب �أن تقول��ه خ�لال حمادث��ة ما‪ ،‬بي��د �أ َّنها‬
‫�أف�ضل حا ًال �إذا ع َّلمنا �أبناءنا كيف يبتكرون تكنولوجيا مفيدة‪ ،‬و�أال ي�سمحوا‬
‫قد تت�ض َّمن �أجهزة وبرجم َّيات ب�س��يطة نوع ًا ما‪ ،‬فمث ًال‪ :‬متتلك‬
‫لها بالتم ُّرد والتح ُّول �إلى قوى غا�شمة‪ .‬ولأنه من املنطقي �أن نخاف من �أنف�سنا‬
‫بع�ض �أنواع البكترييا م�ست�ش��عر ًا لقيا���س ن�سبة تركيز ال�س َّكر يف‬
‫ومن بع�ضنا قبل �أن نخاف من التكنولوجيا؛ علينا �أو ًال ت�سوية النزاعات الدول َّية‬
‫ال�س��ائل املحيط بها‪ ،‬وهي ت�س��تطيع ال�سباحة با�ستخدام هياكل‬
‫قبل �أن تتفاقم وت�سفر عن �سباقات ت�سلُّح‪ ،‬مثلما علينا بناء نظم اقت�صاد َّية‬
‫�ش��بيهة بامل��راوح الدافع��ة ت�س� َّمى الأ�س��واط‪ ،‬غ�ير �أنَّ البكتريي��ا‬
‫و�أخالق َّية عادلة تكفل الرخاء للجميع‪ ،‬وتلغي احتماالت �أن ي�صنع الذكاء‬
‫ال ُتي��د التعلُّ��م‪ ،‬فه��ي ال ت�س��تطيع �أن تتع َّل��م كي��ف ت�س��بح جت��اه‬
‫اال�صطناعي مزيد ًا من عدم امل�ساواة‪ .‬ولهذا يجب �أن ن�سعى يف مواجهة هذا‬
‫ال�س� َّكر‪ ،‬و� َّإن��ا كان��ت ه��ذه اخلوارزم َّي��ة ق��د ُث ِّبت��ت يف حم�ضه��ا‬
‫الواقع �إلى تكوين جمتمعات �إن�سان َّية �أكرث ان�سجام ًا وتعاون ًا لتحقيق �أهدافنا‬
‫الن��ووي من��ذ البداي��ة‪ .‬بالطب��ع كان��ت هن��اك عمل َّي��ات تعلُّ��م‬
‫امل�شرتكة‪ ،‬فنبقي وم�ضات الإيجابية وال�سعادة مت�ألقة‪.‬‬
‫متن ِّوع��ة‪ ،‬غ�ير �أ َّنه��ا مل حت��دث خ�لال ف�ترة حياة تل��ك البكترييا‬
‫ويف امللخ�ص الثالث لهذا ال�شهر‪ ،‬تقدِّ م م�ؤلفة كتاب «قاعدة الثواين اخلم�س‪:‬‬
‫بالذات‪ ،‬و� َّإنا خالل فرتات الن�ش��وء ال�س��ابقة لهذا النوع‪ ،‬عرب‬
‫غي حياتك وعملك ب�شجاعة وثقة» مفاج�أ ًة �سارة‪ ،‬حيث يتمحور الكتاب حول‬ ‫ِّ‬
‫عمل َّي��ة بطيئ��ة تعتم��د عل��ى التجرب��ة واخلط��أ عل��ى م��دى �أجي��ال‬
‫فكرة ب�سيطة‪ ،‬هي �أنك عندما تت�ص َّرف ب�شجاعة‪ ،‬ف�إنَّ قلبك يتو َّلى َ‬
‫زمام‬
‫ع� َّدة‪ ،‬ومت ِّث��ل تلك البكترييا ما ن�س� ِّ�ميه «املرحلة الأولى للحياة»‬
‫يتنحى عقلك جانب ًا‪ ،‬فتتخ َّل�ص من احل�سابات‬ ‫القيادة‪ ،‬ف ُت ْن ِ�صت �إليه؛ بينما َّ‬
‫الت��ي تن�ش��أ فيه��ا الأجهزة والربجم َّي��ات الالزمة حلياة الكائن‪،‬‬
‫املنطق َّية والتحليل َّية‪ُ ،‬وت ِّكن القوة الكامنة يف ذاتك من حتقيق نتائج باهرة‪.‬‬
‫وال تُ�ص َّم��م‪.‬‬
‫يحدث هذا لأنَّ قاعد َة الثواين اخلم�س تريحك من الرتدُّد‪ ،‬وجتعلك تغتنم‬ ‫ُ‬
‫م��ن ناحي��ة �أخ��رى‪ُ ،‬يعترب الب�ش��ر مثا ًال لنم��اذج «املرحلة الثانية‬
‫الفر�ص املواتية يف عملك وعالقاتك‪.‬‬
‫جمال بن حويرب‬
‫المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪2‬‬
‫تخ�ض��ع احلي��ا ُة لرتقي��ة �أخ�يرة نح��و املرحل��ة الثالث��ة‪ ،‬الت��ي ال ت ِّ‬
‫ُ�صم��م‬ ‫للحياة»‪ ،‬التي تتط َّور فيها الأجهزة‪ ،‬بينما تُ�ص َّمم الربجم َّيات ب�شكل‬
‫برجم َّياته��ا فح�س��ب‪ ،‬ب��ل و�أجهزته��ا �أي�ض � ًا‪ ،‬مبعن��ى �أنَّ املرحل��ة‬ ‫كب�ير‪ ،‬واملق�ص��ود بالربجم َّي��ات جمي��ع اخلوارزم َّي��ات واملعلوم��ات‬
‫الثالثة للحياة �ست�صنع م�صريها وتكون �س ِّيدة نف�سها‪ ،‬ويتو َّقع بع�ض‬ ‫املعرف َّية التي ت�ستخدمها ملعاجلة املعلومات التي ت�ستقبلها من خالل‬
‫خ�براء وعلم��اء ال��ذكاء اال�صطناع��ي �أن نبل��غ املرحل��ة الثالث��ة للحي��اة‬ ‫حوا�س��ك واتخ��اذ ق��رار ب�ش��أن م��ا يج��ب �أن تفعل��ه‪ ،‬وي�ش��مل ذل��ك كل‬ ‫ِّ‬
‫خالل القرن القادم‪ ،‬مدفوعني بالتق ُّدم الذي ي�ش��هده جمال الذكاء‬ ‫�شيء بداي ًة من قدرتك على معرفة �أ�صدقائك حني تراهم‪ ،‬وو�صوالً‬
‫اال�صطناعي‪.‬‬ ‫�إلى قدرتك على امل�شي والقراءة والكتابة واحل�ساب و�إلقاء النكات‪.‬‬
‫�أن��ت مل تك��ن ق��ادر ًا عل��ى �أداء � ٍّأي م��ن تل��ك امله َّم��ات ح�ين ُو ِلدت‪ ،‬فك ُّل‬
‫ه��ذه الربجم َّي��ات ج��رت برجمته��ا داخ��ل عقل��ك فيما بع��د من خالل‬
‫عمل َّية التعلُّم‪ ،‬ويف حني �أنَّ املناهج التي در�ستها يف طفولتك خ�ضعت‬
‫ب�ش��كل كبري للت�صميم من ِق َبل �أفراد عائلتك ومع ِّلميك الذين كانوا‬
‫يق ِّررون ما يجب �أن تتع َّلمه‪ ،‬ف�إ َّنك قد اكت�سبت ب�شكل تدريجي؛ تلك‬
‫الق��درة الت��ي تتي��ح ل��ك ت�صمي��م برجم َّيات��ك بنف�س��ك‪ .‬ق��درة املرحل��ة‬
‫اخلا�صة مت ِّكنها لي���س‬
‫َّ‬ ‫الثاني��ة م��ن حيات��ك عل��ى ت�صميم برجم َّياته��ا‬
‫فق��ط م��ن �أن تك��ون �أك�ثر ذكا ًء م��ن املرحل��ة الأول��ى‪ ،‬بل و�أك�ثر مرونة‬
‫�أي�ض� ًا‪ .‬عل��ى �س��بيل املث��ال‪ :‬الفتاة التي تعرف �أنَّ لديها ح�سا�س� َّية من‬
‫لتتج َّنب َ‬
‫الفول ال�س��وداين‪.‬‬ ‫الف��ول ال�س��وداين تغ ِّ�ير �س��لوكها يف احل��ال َ‬
‫ال�س��بل التكنولوج َّي��ة القو َّية الت��ي ننعم بها يف‬‫ولك��ن عل��ى الرغ��م م��ن ُّ‬
‫يومنا هذا‪ ،‬ف�إنَّ جميع �أ�شكال احلياة تبقى ُمق َّيدة بطبيعة �أجهزتها‬
‫البيولوج َّي��ة‪ ،‬ف�لا يوج��د كائ��ن ح��ي ي�س��تطيع احلي��اة مل� َّدة ملي��ون عام‬
‫�أو ي�س��تطيع حف��ظ جمي��ع حمتوي��ات «ويكيبيديا» ع��ن ظهر قلب‪ ،‬كما‬
‫ال يوج��د كائ��ن ح��ي ي�س��تطيع حتوي��ل �أكوانن��ا الت��ي تخل��و م��ن احلي��اة‬
‫�إل��ى حمي��ط حي��وي يزده��ر مللي��ارات ال�س��نوات‪ ،‬فكل ذل��ك يتط َّلب �أن‬

‫الذكاء اال�صطناعي واللغة الطبيع َّية‬


‫ماذا يعني �أن تكون �إن�سان ًا يف ع�صرنا احلايل؟‬
‫وم��ا ال��ذي نق��دِّ ر قيمت��ه حق� ًا يف �أنف�س��نا ويجعلن��ا خمتلف�ين ع��ن �أ�ش��كال احلي��اة‬
‫الأخ��رى وع��ن الآالت؟‬
‫وم��ا ال��ذي يق��دِّ ر الآخ��رون قيمت��ه فين��ا ويجعله��م م�س��تعدِّ ين لتق��دمي الوظائ��ف‬
‫لنا؟‬
‫�سيغيها تدريجي ًا‪.‬‬
‫�أي ًا كانت �إجاباتنا‪ ،‬فمن الوا�ضح �أنَّ ظهور التكنولوجيا ِّ‬
‫اللغ��ة م��ن املج��االت الت��ي ح َّق��ق ال��ذكاء اال�صطناع��ي تق ُّدم � ًا مذه�ل ًا فيه��ا‬
‫�أخ�ير ًا‪� ،‬إذ مل تع��د هن��اك لغ��ة ن�س��تطيع ترجمته��ا ب�ش��كل �أف�ضل من نظ��ام الذكاء‬
‫اال�صطناعي الذي ط َّوره عقل «جوجل»‪ ،‬فقد �أ�صبحت معاجلة اللغات الطبيع َّية‬
‫واح��د ًا م��ن �أك�ثر جم��االت ال��ذكاء اال�صطناع��ي التي تتق� َّدم بخطى �س��ريعة‪ ،‬لأنَّ‬
‫اللغة حمور َّية للغاية بالن�سبة �إلى بني الب�شر‪ ،‬وك َّلما َّ‬
‫حت�سن التن ُّب�ؤ اللغوي للذكاء‬
‫حت�س��نت قدرت��ه على كتابة ردود معقول��ة عرب الربيد الإلكرتوين‪،‬‬ ‫اال�صطناع��ي‪َّ ،‬‬
‫�أو قدرت��ه عل��ى �إج��راء حمادث��ة �ش��فه َّية‪ ،‬وه��ذا يعن��ي لغ�ير اخل�براء �أنَّ الأم��ر‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫�س��يبدو كم��ا ل��و �أنَّ هن��اك عمل َّي��ة تفكري ب�ش��ر َّية حتدث‪.‬‬
‫�وات �صغ�ير ًة نح��و اجتي��از اختبار‬ ‫ت�أخ��ذ �أنظم��ة التعلُّ��م العمي��ق خط� ٍ‬
‫«تورين��ج» ال�ش��هري‪ ،‬وه��و اختب��ار تكتب فيه الآل��ة بدرجة من الإتقان‬
‫تكف��ي خل��داع �ش��خ�ص وجعله يعتقد �أ َّنها �إن�س��ان مثل��ه‪ ،‬ولأنَّ اختبار‬
‫«تورين��ج» يتمح��ور ح��ول اخل��داع‪ ،‬فق��د تع َّر�ض لالنتق��اد لأ َّنه يخترب‬
‫�س��ذاجة وعفو َّي��ة الإن�س��ان �أك�ثر م��ن اختب��اره لل��ذكاء اال�صطناع��ي‪،‬‬
‫خمططات‬ ‫وعل��ى النقي���ض‪ :‬هن��اك اختب��ار مناف���س ُي�س� َّمى «حت��دِّ ي َّ‬
‫فينوج��راد» ال��ذي يعتم��د عل��ى احل�� ِّ�س الإدراك��ي الع��ام ال��ذي تفتق��ر‬
‫�إلي��ه �أنظمة التعلُّ��م العميق احلال َّية‪.‬‬
‫غ�ير �أنَّ معاجل��ة اللغ��ات يف جم��ال ال��ذكاء اال�صطناع��ي م��ا زال‬
‫�أمامه��ا طري��ق طوي��ل‪ .‬قد ن�ش��عر ببع�ض ال�ض�آلة ح�ين يتف َّوق الذكاء‬
‫اال�صطناع��ي علين��ا يف الرتجم��ة‪� ،‬إال �أ َّنن��ا ن�ش��عر ب�أ َّنن��ا يف ح� ٍ‬
‫�ال‬
‫�أف�ض��ل مبج��رد �أن نذ ِّك��ر �أنف�س��نا ب�أ َّن��ه �إل��ى الآن ال يفه��م م��ا يقول��ه‬
‫كم هائل من البيانات‪،‬‬ ‫ب�أيِّ �شكل منطقي‪ ،‬ونظر ًا �إلى تدريبه على ٍّ‬
‫وعالقات تت�ض َّمن كلم��ات‪ ،‬دون الربط بينها‬ ‫ٍ‬ ‫ف�إ َّن��ه يكت�ش��ف �أمناط� ًا‬
‫وب�ين �أيِّ �ش��يء يف الع��امل الواقع��ي‪ ،‬فمث�ل ًا‪ :‬ق��د ي�س��تنتج ال��ذكاء‬
‫اال�صطناع��ي اعتم��اد ًا عل��ى البيان��ات �أنَّ االخت�لاف ب�ين «املل��ك»‬
‫و«امللكة» ي�شبه االختالف بني «الزوج» و»الزوجة»‪ ،‬ولك َّنه رغم ذلك‬
‫لي���س لدي��ه �أدن��ى فك��رة عن معنى الذكر والأنث��ى‪� ،‬أو حتَّى �أنَّ هناك‬
‫�ش��يئ ًا ا�س��مه الواق��ع امل��ادي موج��و ٌد يف اخلارج‪ ،‬ويتك� َّون من الزمان‬
‫وامل��كان واملادة‪.‬‬

‫حتـديــات وفــر�ص امل�ستقـبـل‬


‫ِّ‬
‫كل م��ا نح ُّب��ه يف احل�ض��ارة ه��و نت��اج لل��ذكاء الب�ش��ري‪ ،‬ف��إذا ا�س��تطعنا م�ضاعفته من خ�لال الذكاء اال�صطناع��ي‪ ،‬فمن الوا�ضح �أ َّننا �س��نقدر على‬
‫مما يق ِّلل ن�س��بة‬
‫جع��ل احلي��اة �أف�ض��ل‪ ،‬وق��د ي��ؤدِّي التق� ُّدم الب�س��يط يف جم��ال ال��ذكاء اال�صطناع��ي �إلى حت�س��ينات مه َّمة يف العل��وم والتكنولوجيا‪َّ ،‬‬
‫احل��وادث والأمرا���ض والظل��م واحل��روب والفق��ر‪ ،‬ولك��ن ك��ي جنن��ي تل��ك الثم��ار دون �أن نخلق م�ش��كالت جدي��دة‪ ،‬فنحن بحاجة �إل��ى الإجابة عن‬
‫بع���ض الأ�س��ئلة امله َّمة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫مما هي عليه الآن‪ ،‬حتَّى تفعل ما نريد دون �أن تنهار �أو َّ‬
‫تتعطل �أو تُخرتَق؟‬ ‫‪ ‬كيف جنعل �أنظمة الذكاء اال�صطناعي يف امل�ستقبل �أكرث قو ًة َّ‬
‫التغي؟‬
‫‪ ‬كيف ميكننا �أن ن�ستبدل مبنظوماتنا القانون َّية �أخرى �أكرث عدالة وكفاءة‪ ،‬و�أن نواكب امل�شهد الرقمي �سريع ُّ‬
‫أقل ُعر�ضة لقتل املدن ِّيني الأبرياء دون �أن نت�س َّبب يف �سباق ت�سلُّح خارج عن ال�سيطرة؟‬ ‫‪ ‬كيف ميكننا جعل الأ�سلحة � َّ‬
‫ننمي اقت�صادنا ونزيد رخاءنا من دون �أن جنعل النا�س يعانون ويفقدون وظائفهم ومعنى وجودهم؟‬ ‫‪ ‬كيف ِّ‬

‫ذكــاء ا�صطناعي قـــوي‬


‫م��ن امله��م �أن تك��ون التكنولوجي��ا الت��ي نعتم��د عليه��ا موثوق��ة وقو َّي��ة وق��ادرة عل��ى تنفي��ذ م��ا نطلبه منه��ا‪ ،‬وعلى م��دار التاريخ الإن�س��اين‪ ،‬اعتمدنا على �س��لوك‬
‫نف�ضل��ه‪ ،‬وه��و التعلُّ��م م��ن �أخطائن��ا‪ ،‬فقد اخـ�ترعنا النار‪َّ ،‬ثم اخرتعـ��نا �إنـ��ذار احلريق‪ ،‬وخمـ��ارج الطــ��وارئ‪ ،‬ومطفـ��أة احلــ��ريق‪ ،‬ولكن مع‬
‫مل نك��ن نعني��ه �أو ِّ‬
‫الذكــاء اال�صطنـاعي �سنـكـون �س َّباقني وا�ست�شراف ِّيني‪ ،‬وهذه بع�ض النجاحات والإخفاقات ال�سابقة يف جمال تكنولوجيا املعلـومـات‪ ،‬مع الــدرو�س املفـيـدة‬
‫الت��ي ميكننا تعلُّمها‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪4‬‬
‫الذكاء اال�صطناعي يف �إدارة الأموال‬
‫�ش��هد القط��اع امل��ايل حت� ُّو ًال كب�ير ًا بف�ض��ل تكنولوجي��ا املعلوم��ات الت��ي �أتاح��ت �إع��ادة تخ�صي���ص امل��وارد ب�ش��كل ف َّع��ال عل��ى م�س��توى الع��امل وب�س��رعة الربق‪.‬‬
‫معظم قرارات بيع و�ش��راء الأ�س��هم يف �س��وق البور�صة تُتخذ من خالل احلا�س��بات الآل َّية‪ ،‬و�صار التح ُّقق من وفاء الربجم َّيات بجميع املتط َّلبات املتو َّقعة‬
‫منها �أمر ًا �ضروري ًا للربجم َّيات املال َّية‪ .‬لقد �أدركت م� َّؤ�س�سة «نايت كابيتال» الأمريك َّية هذا بعد �أن دفعت الثمن غالي ًا يف الأول من �أغ�سط�س عام ‪،2012‬‬
‫بع��د �أن خ�س��رت ‪ 440‬ملي��ون دوالر يف ‪ 45‬دقيق��ة نتيج��ة ا�س��تخدام برجم َّي��ات ت��داول غ�ير دقيق��ة‪ ،‬وت�س� َّبب خط��أ �آخ��ر ع��ام ‪ 2010‬يف تذب��ذب �أ�س��عار �أ�س��هم‬
‫بع���ض امل� َّؤ�س�س��ات الك�برى مث��ل «بروك�تر �آن��د جامب��ل» ب�ين �س��نت واح��د و‪� 100‬ألف دوالر‪ ،‬ومل يكن ال�س��بب خط�أ برجمي ًا �أو �إلكرتوني� ًا‪ ،‬بل كان جم َّرد خط�أ‬
‫ظل �أو�ضاع غ�ير متو َّقعة‪ ،‬ف�صارت افرتا�ضاتها‬ ‫يف التو ُّقع��ات الت��ي َّمت��ت خمالفته��ا‪ ،‬فوج��دت برام��ج التداول الآل َّية التابعة مل� َّؤ�س�س��ات ع َّدة نف�س��ها تعمل يف ِّ‬
‫خمالفة للمنطق وغري مربجمة‪ ،‬مثل افرتا�ض �أ َّنه يف حالة �إبالغ كمبيوتر التداول ب�أنَّ �سعر ال�سهم يبلغ �سنت ًا واحد ًا‪ ،‬فال بد �أن تكون قيمته الفعل َّية �سنت ًا‬
‫واحد ًا فع ًال‪.‬‬
‫يو�ض��ح �أهم َّي��ة م��ا ُي�س� ِّ�ميه علم��اء احلا�س��ب الآيل «الت�صدي��ق»‪ .‬مرحل��ة التح ُّق��ق ت�س��أل‪« :‬ه��ل بني��ت النظ��ام بال�ش��كل املنا�س��ب؟»‪ ،‬بينم��ا ت�س��أل مرحلة‬‫ه��ذا ِّ‬
‫الت�صديق‪« :‬هل بنيت النظام املنا�سب؟»‪ .‬مث ًال‪ :‬هل يعتمد النظام على افرتا�ضات قد ال تكون �صاحلة يف كل احلاالت ودون ا�ستثناءات؟ و�إذا كانت هذه‬
‫هي احلال‪ ،‬كيف ميكن حت�سينه كي يتعامل ب�شكل �أف�ضل مع حاالت التقلُّب والاليقني؟‬

‫الذكاء اال�صطناعي والرعاية ال�صح َّية‬


‫�أظهرت درا�س��ة هولند َّية ُ�أجريت عام ‪� 2015‬أنَّ ت�ش��خي�ص احلا�س��ب الآيل ل�س��رطان الربو�س��تاتا با�س��تخدام �صور الرنني املغناطي�س��ي كان بنف���س‬
‫جودة الت�ش��خي�ص الب�ش��ري بوا�س��طة �إخ�صائ ِّيي الأ�ش� ّعة‪ ،‬و�أظهرت درا�س��ة �أجرتها جامعة «�س��تانفورد» عام ‪� 2016‬أنَّ الذكاء اال�صطناعي ي�س��تطيع‬
‫ت�ش��خي�ص �س��رطان الرئة با�س��تخدام ال�صور امليكرو�س��كوب َّية ب�ش��كل �أف�ضل من �إخ�صائي علم الأمرا�ض‪ ،‬غري �أنَّ هناك للأ�سف درو�س ًا قا�سي ًة حول‬
‫�أهم َّي��ة الربجم َّي��ات الدقيق��ة يف جم��ال الرعاي��ة ال�صح َّي��ة‪ ،‬فمثل� ًا‪ :‬كان جه��از العالج بالأ�ش� َّعة الكندي ال�صنع «ث�يراك ‪ »25‬م�ص َّمم ًا لعالج مر�ضى‬
‫ال�سرطان بطريقتني‪� :‬إ َّما من خالل �أ�ش َّعة لإلكرتونات منخف�ضة الق َّوة‪� ،‬أو من خالل الأ�شعة ال�سين َّية �شديدة الق َّوة التي ُتقا�س ق َّوتها بامليجا فولت‪،‬‬
‫واق ُ�صنع خ�صي�ص ًا لها‪ ،‬ولكن للأ�سف ت�س َّببت هذه التقنية املعيبة يف ا�ستخدام الفن ِّيني من وقت‬ ‫وقد حوفظ عليها يف م�سارها عن طريق حجاب ٍ‬
‫�إلى �آخر �أ�ش� َّعة امليجافولت‪ ،‬بينما كانوا يعتقدون �أ َّنهم يتعاملون مع الأ�ش� َّعة منخف�ضة الق َّوة‪ ،‬ودون ا�س��تخدام احلجاب الواقي‪ ،‬الأمر الذي �أ�س��فر‬
‫عن وفاة العديد من املر�ضى‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫ف�أي��ن م��ن املفرت���ض �أن نر�س��م اخلط��وط الفا�صلة بني العدال��ة واخل�صو�ص َّية؟‬ ‫القــــوانــيــن‬
‫وه��ل �س��تتزحزح تل��ك اخلط��وط بالتدري��ج يف اجت��اه قم��ع اخل�صو�ص َّي��ة مب��ا �أ َّنه‬
‫الإن�س��ان كائ��ن اجتماع��ي يتف� َّوق عل��ى غريه من املخلوق��ات بف�ضل قدرته على‬
‫ميك��ن تزيي��ف الأدل��ة؟ مث�ل ًا‪ :‬عندم��ا ي�صب��ح ال��ذكاء اال�صطناع��ي ق��ادر ًا عل��ى‬
‫التعاون مع بني جن�سه‪ ،‬وقد و�ضع الب�شر قوانني لتي�سري التعاون بينهم‪ ،‬ف�إذا‬
‫�إنتاج فيديوهات مز َّورة �شديدة الإتقان لك‪ ،‬فهل �سري�ضي اجلميع يف احلياة‬
‫ا�س��تطاع ال��ذكاء اال�صطناع��ي حت�س�ين الأنظم��ة القانون َّي��ة ومعايري احلوكمة‪،‬‬
‫يف ظ� ِّ�ل حكوم��ة �أو يف دول��ة تقتف��ي �أث��ر اجلميع ط��وال الوقت؟‬
‫مم��ا يعن��ي �أنَّ القوان�ين بحاج��ة �إل��ى‬‫ف�س��نتم َّكن م��ن التع��اون ب�ص��ورة �أف�ض��ل‪َّ ،‬‬
‫وهن��اك خ�لاف �آخ��ر تعر�ض��ه الدرا�س��ات الأخ�يرة الت��ي �أثبت��ت �أ َّن��ك �إذا د َّرب��ت‬
‫التط� ُّور ملواكبة التكنولوجيا التي نبتكرها‪.‬‬
‫ال�س��جناء‪ ،‬ف�س��ي�صبح قادر ًا ب�ش��كل‬ ‫نظ��ام تعلُّ��م �آلي� ًا عل��ى ك� ٍّ�م هائ��ل من بيانات ُّ‬
‫ي�س��تطيع ال ُق�ض��اة الآل ُّي��ون �أن ي�ضمن��وا امل�س��اواة ب�ين اجلمي��ع �أم��ام القان��ون‪،‬‬
‫�أف�ض��ل م��ن الق�ض��اة الب�ش��ر ِّيني عل��ى التن ُّب ��ؤ بالأ�ش��خا�ص املحتم��ل �أن يع��ودوا‬
‫فم��ن املمك��ن برجمته��م لتطبي��ق القان��ون ب�أ�س��لوب غ�ير متح ِّي��ز‪ ،‬فم��ن عي��وب‬
‫�إل��ى ارت��كاب اجلرائ��م‪ ،‬ولك��ن ماذا لو اكت�ش��ف ه��ذا النظام �أن تلك االنتكا�س��ة‬
‫الق�ض��اة الب�ش��ر ِّيني �أ َّن��ه ق��د ال ُيت��اح لهم الوقت الكايف لدرا�س��ة جميع تفا�صيل‬
‫مرتبط��ة �إح�صائي� ًا بن��وع ال�س��جني �أو ِعرق��ه �أو ن�ش��أته‪ ،‬فه��ل �س� ُينظر �إل��ى ه��ذا‬
‫الق�ض َّي��ة‪ ،‬بينم��ا يتك� َّون الق�ض��اة الآل ُّي��ون م��ن برجم َّي��ات تتيح له��م التعامل مع‬
‫جلن�س ما‪ ،‬ما يتط َّلب �إعادة‬ ‫اال�ستنتاج على �أ َّنه ا�ستنتاج عن�صري �أو مناه�ض ٍ‬
‫�كل متوازٍ‪ ،‬بد ًال من التعامل معها ب�ش��كل مت�سل�س��ل‪،‬‬ ‫جميع الق�ضايا املُع َّلقة ب�ش� ٍ‬
‫برجم��ة ال ُق�ض��اة الآل ِّي�ين؟ فقد �أثبتت درا�س��ة �أُجريت ع��ام ‪� 2016‬أنَّ برجم َّيات‬
‫كما �أ َّنه من امل�س��تحيل للق�ضاة الب�ش��ر ِّيني �أن يجيدوا جميع املهارات ويعرفوا‬
‫التن ُّب��ؤ املُ�س��تخ َدمة ع�بر الوالي��ات املتح��دة كان��ت منح��ازة �ض��د الأمريكيني من‬
‫كل املعلوم��ات املطلوب��ة يف كل ق�ض َّي��ة حمتمل��ة‪.‬‬
‫ن�صف��ة بح ِّقهم‪.‬‬
‫�أ�ص��ل �أفريق��ي‪ ،‬و�أ�س��همت يف �إ�ص��دار �أح��كام غ�ير ُم ِ‬
‫�أ َّما ق�ضاة امل�ستقبل الآل ُّيون ف�سيمتلكون ذاكرة وقدرة تعلُّم غري حمدودتني‪.‬‬
‫م��ا نحتاج��ه م��ن احلكوم��ات لي���س الرقاب��ة‪ ،‬ب��ل الر�ؤي��ة الثاقب��ة‪ ،‬الت��ي تتح ّق��ق‬
‫ولك��ن‪ ،‬م��اذا ل��و ظه��رت ل��دى الق�ض��اة الآل ِّي�ين عي��وب برجم َّي��ة �أو تع َّر�ض��وا‬
‫بوج��ود �أ�ش��خا�ص ذوي خ�برة تقن َّي��ة ي�ش��غلون منا�ص��ب حكوم َّي��ة وي�س��تطيعون‬
‫لالخرتاق؟ وحتَّى لو �أ�صبح الذكاء اال�صطناعي قوي ًا ومع�صوم ًا بالقدر الذي‬
‫مراقب��ة م��دى تق �دُّم ال��ذكاء اال�صطناع��ي وت�س��يريه‪.‬‬
‫يجعلن��ا نث��ق ب��أنَّ القا�ض��ي الآيل ي�س��تخدم اخلوارزم َّية القانون َّي��ة ال�صحيحة‪،‬‬
‫فه��ل �سي�س��توعب الب�ش��ر حينئ� ٍ�ذ منطق��ه القان��وين بال�ش��كل ال��ذي يجعله��م‬
‫يحرتم��ون احلك��م ال�ص��ادر من��ه؟ ف�إذا كان املُ َّدع��ى عليهم يرغبون يف معرفة‬
‫�أ�س��باب �إدانتهم‪� ،‬أفال ي�س��تح ُّقون �إجابة �أف�ضل من هذه‪« :‬لقد د َّربنا النظام‬
‫تو�ص��ل �إليه؟»‪.‬‬
‫عل��ى كث�ير م��ن البيان��ات‪ ،‬وه��ذا هو الق��رار الذي َّ‬
‫تل��ك ه��ي الأ�س��ئلة امله َّم��ة الت��ي نحت��اج جميع � ًا �إل��ى مناق�ش��تها ل�ضم��ان‬
‫احل�ص��ول عل��ى �أك�بر فائ��دة م��ن ال��ذكاء اال�صطناع��ي‪.‬‬

‫جــــدل قــانــونـي‬
‫هن��اك ن��زا ٌع يعك���س ال�ص��راع ب�ين اخل�صو�ص َّي��ة وحر َّي��ة املعلوم��ات‪ ،‬ف�أن�ص��ار‬
‫حر َّي��ة املعلوم��ات ي��رون �أ َّن��ه ك َّلم��ا انخف�ض �س��قف احلر َّية التي نتم َّت��ع بها‪ ،‬زاد‬
‫حج��م الأد َّل��ة الت��ي ت�س��تطيع املحاك��م الو�ص��ول �إليه��ا‪ ،‬وزاد �إن�ص��اف الق�ضاة‪،‬‬
‫ف�إذا فتَّ�شت احلكومات يف كل جهاز �إلكرتوين لت�سجيل مكان �صاحبه وت�سجيل‬
‫كلمات��ه الت��ي يطبعه��ا عل��ى اجله��از‪ ،‬والرواب��ط التي ي�ضغط عليه��ا‪ ،‬وما يقوله‬
‫وم��ا يفعل��ه‪ ،‬ف�س��وف ُيح� ُّل لغ��ز العدي��د م��ن اجلرائ��م ونتج َّن��ب جرائ��م �أخ��رى‪.‬‬
‫�أ َّم��ا �أن�ص��ار اخل�صو�ص َّي��ة فيدفع��ون ب�أ َّنهم ال يريدون دول��ة رقابة قمع َّية‪ ،‬فهُم‬
‫قلقون من احتمال ارتكاب الأنظمة املدعومة بالذكاء اال�صطناعي الأخطاء‬
‫م��ن ح�ين �إل��ى �آخ��ر‪ ،‬وكذل��ك م��ن ا�س��تخدام احلكوم��ات الت��ي ال تدع��م حر َّي��ة‬
‫الفك��ر ملث��ل ه��ذه التكنولوجي��ا لتج��رمي اعتن��اق معتق��دات وتب ِّن��ي �آراء بعينه��ا‪،‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪6‬‬
‫الأ�ســلــحـــة‬
‫ي��رى كث�يرون �أنَّ الأ�س��لحة النوو َّي��ة حت��ول دون ن�ش��وب ح��روب ب�ين ال��دول الت��ي‬
‫متتلكه��ا لأنَّ عواقبه��ا مرعب��ة‪ ،‬فم��اذا ع��ن ال�س��ماح بابت��كار �أ�س��لحة �أك�ثر رعب� ًا‬
‫اعتم��اد ًا عل��ى ال��ذكاء اال�صطناع��ي �أم�ل ًا يف الق�ض��اء عل��ى احلروب للأب��د؟ و�إذا‬
‫كنت تظنُّ �أنَّ احلرب �ش� ٌر ال بد منه‪ ،‬فماذا عن ا�س��تخدام الذكاء اال�صطناعي‬
‫جلع��ل تل��ك احل��روب �أك�ثر �إن�س��ان َّي ًة؟ �إذا �أ�صبح��ت احل��روب عب��ارة ع��ن �آالت‬
‫حت��ارب �آالت �أخ��رى‪ ،‬فل��ن يتع َّر���ض اجلن��ود �أو املدن ُّي��ون للقت��ل‪ ،‬فلم��اذا تن�ش��ب‬
‫احل��روب �إذن؟‬
‫تدخ��ل ب�ش��ري‪ ،‬وق��د‬‫وتتوج��ه نحوه��ا دون �أي ُّ‬ ‫تخت��ار الأ�س��لحة امل�س��تقلة �أهدافه��ا َّ‬
‫تت�ض َّم��ن تل��ك الأ�س��لحة طائ��رات الهليكوب�تر الرباع َّي��ة املُ�س � َّلحة الت��ي ت�س��تطيع‬
‫البح��ث ع��ن �أنا���س بعينه��م وفق � ًا ملعاي�ير حم �دَّدة �س��لف ًا والق�ض��اء عليه��م دون‬
‫�س��واهم‪ ،‬وق��د و�صل��ت تكنولوجيا ال��ذكاء اال�صطناعي �إلى مرحل��ة متقدِّ مة حيث‬
‫ميك��ن ا�س��تخدام تل��ك الأنظم��ة ب�ش��كل عمل��ي ‪� -‬إن مل يك��ن ب�ش��كل قان��وين ‪ -‬يف‬
‫غ�ض��ون �س��نوات قليل��ة‪ ،‬وبع��د �إنت��اج تل��ك الأ�س��لحة ب�أع��داد �ضخم��ة‪ ،‬م��ن املحتمل‬
‫�أن تك��ون تكلف��ة الطائ��رات ال�صغ�يرة املُقا ِتل��ة دون ط َّي��ار‪ ،‬الت��ي تعم��ل ع��ن طريق‬
‫الذكاء اال�صطناعي‪ ،‬مثل تكلفة الهاتف الذكي‪ ،‬ولن يحتاج النا�س �سوى حتميل‬
‫�ص��ور �أهدافه��م و�إر�س��الها �إل��ى الطائ��رة املقاتل��ة املربجم��ة �س��تطري ف��ور ًا �إل��ى‬
‫تفج��ر نف�س��ها ل�ضم��ان‬ ‫وجهته��ا وحت��دِّ د ال�ش��خ�ص امل�س��تهدف وتق�ض��ي علي��ه‪ ،‬ث��م ِّ‬
‫تو�ص��ل �أي �ش��خ�ص �إل��ى هو َّي��ة امل�س ��ؤولني ع��ن الهج��وم �أو اجلرمي��ة‪� .‬أ َّم��ا‬
‫ع��دم ُّ‬
‫الطائ��رات املُ�ص َّمم��ة به��دف التطه�ير العرق��ي‪ ،‬فم��ن ال�س��هل برجمته��ا لقت��ل �أي‬
‫�ش��خ�ص اعتم��اد ًا عل��ى ل��ون ب�ش��رته �أو ِعرق��ه‪ ،‬وك َّلم��ا كان��ت تل��ك الأجه��زة �أك�ثر‬
‫ذكا ًء‪ ،‬ق َّل عدد الذخائر والقدرات الع�سكر َّية والأموال الالزمة لقتل �أي �إن�سان‪.‬‬

‫الـحـــرب الإلكـتـرون َّية‬


‫هناك جانب �ش��ائق �آخر للذكاء اال�صطناعي‪ ،‬وهو �أ َّنه قد ي�س��مح لك مبهاجمة العد ِّو‬
‫دون �أ�س��لحة‪ ،‬وذل��ك م��ن خ�لال احل��رب الإلكرتون َّي��ة‪ ،‬وكمثال ب�س��يط ملا ق��د يجلبه لنا‬
‫ن�سب �إلى احلكومة الأمريك َّية‪،‬‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬ف�إنَّ دودة ‪� -‬ستوك�سنت ‪ -‬احلا�سوب َّية التي ُت َ‬
‫هاجم��ت �أجه��زة الط��رد املرك��زي التابع��ة لربنام��ج التخ�صي��ب الن��ووي الإي��راين‪،‬‬
‫وت�س� َّببت يف تعطيله��ا ذاتي� ًا‪ ،‬وك َّلم��ا ازدادت برجم��ة املجتم��ع‪ ،‬وق� َّوة هجم��ات ال��ذكاء‬
‫اال�صطناع��ي‪ ،‬زادت معه��ا ق��درة احل��رب الإلكرتون َّي��ة عل��ى التدم�ير‪ ،‬ف��إذا ا�س��تطعت‬
‫اخ�تراق �س� َّيارات ع��د ِّوك ذات َّي��ة القي��ادة وحتطيمه��ا‪ ،‬وطائراته التي تط�ير بال ط َّيار‪،‬‬
‫وروبوتات��ه ال�صناع َّي��ة‪ ،‬و�أنظم��ة ات�صاالت��ه‪ ،‬و�ش��بكات الطاق��ة الكهربائ َّي��ة التابع��ة ل��ه‪،‬‬
‫فب�إمكان��ك �أن ِّ‬
‫حتط��م اقت�ص��اده وت�ش� َّل خط��وط دفاع��ه‪ ،‬ول��ذا ف��إنَّ الت�أ ُّك��د م��ن تف� ُّوق‬
‫َوغ َلبة الطرف املُدافع وانت�صاره‪ ،‬ال ب َّد �أن يكون �أحد الأهداف ق�صرية املدى لتطوير‬
‫الذكاء اال�صطناعي‪ ،‬و�إال ف�إنَّ كل التكنولوجيا الرائعة التي بنيناها قد تنقلب علينا!‬

‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫الوظـــائـــف والالمـ�ســـاواة‬
‫ق��د نع��رف كي��ف ميك��ن لل��ذكاء اال�صطناع��ي �أن ي�ؤ ِّث��ر فين��ا كم�س��تهلكني‪ ،‬حيث‬
‫يق��دِّ م لن��ا منتج��ات وخدمات جديدة ب�أ�س��عار معقولة‪ ،‬ولكن كيف �س��ي�ؤ ِّثر فينا‬
‫كعاملني؟‬
‫هن��اك اتف��اق ع��ام ب�ين علم��اء االقت�ص��اد عل��ى �أنَّ ح��االت الالم�س��اواة يف‬
‫متو�س��ط م�س��توى‬ ‫تزاي��د ُم َّط��رد‪ ،‬ورغ��م �أنَّ االقت�ص��اد م�س��تمر يف النم��و ورف��ع ِّ‬
‫دخ��ل الف��رد‪ ،‬ف��إنَّ املكا�س��ب عل��ى م��دار العق��ود الأربع��ة املا�ضي��ة ذهب��ت �إل��ى‬
‫املوظف�ين‪ ،‬بينم��ا عان��ى‬ ‫ه ��ؤالء الأك�ثر ث��را ًء‪ ،‬الذي��ن ي�ش � ِّكلون ن�س��بة ‪ %1‬م��ن َّ‬
‫املوظف��ون الأك�ثر فق��ر ًا م��ن الرك��ود عل��ى م�س��توى الدخ��ل‪ ،‬وهن��اك ج��د ٌل ب��أنَّ‬ ‫َّ‬
‫ال�س��بب الأ�سا�س��ي هو العوملة وال�سيا�س��ات االقت�صاد َّية‪ ،‬كاحلدِّ من ال�ضرائب‬
‫املفرو�ض��ة عل��ى الأثري��اء‪ ،‬غ�ير �أنَّ ع� ِ�ال االقت�ص��اد «�إري��ك برينجولف�س��ون»‬
‫يج��ادل ب�أنَّ ال�س��بب الرئي���س ه��و التكنولوجيا‪ ،‬وي�ؤ ِّك��د �أنَّ التكنولوجيا الرقم َّية‬
‫�س��تزيد ظاه��رة الالم�س��اواة بث�لاث ط��رق‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬كاف ��أت التكنولوجي��ا املتع ِّلم�ين‪ ،‬نظ��ر ًا �إل��ى تغي�ير الوظائ��ف القدمي��ة‬
‫�إل��ى �أخ��رى جدي��دة تتط َّل��ب مه��ارات �أك�بر‪ ،‬فمن��ذ منت�ص��ف �س��بعين َّيات القرن‬
‫الع�شرين‪ ،‬ارتفعت مر َّتبات اجلامع ِّيني بن�سبة ‪ ،%25‬يف حني انخف�ضت رواتب‬
‫الذي��ن مل يكمل��وا درا�س��تهم الثانو َّي��ة بن�س��بة ‪.%30‬‬
‫ثاني� ًا‪ :‬من��ذ ع��ام ‪ ،2002‬ذه��ب الن�صي��ب الأك�بر م��ن الأرب��اح امل� َّؤ�س�س� َّية �إل��ى‬
‫�أ�صح��اب امل� َّؤ�س�س��ات مقارن � ًة بالعامل�ين لديه��م‪ ،‬والآن‪ ،‬وبع��د �أن حت � َّول كل‬
‫�ش��يء �إل��ى ال�صيغ��ة الرقم َّي��ة‪ ،‬ب��دء ًا م��ن الكت��ب وانته��ا ًء بالأف�لام والأدوات‬
‫ال�ضريب َّي��ة‪ ،‬فم��ن املمك��ن البي��ع والت�س��ويق عل��ى م�س��توى الع��امل دون تكلف��ة‬
‫يف�س��ر �س��بب‬ ‫موظف�ين �إ�ضاف ِّي�ين‪ ،‬وه��ذا ِّ‬‫تقريب � ًا‪ ،‬ودون احلاج��ة �إل��ى تعي�ين َّ‬
‫املوظف�ين يف «في�س��بوك» و«جوج��ل» و«�أب��ل» ويف البن��وك ح��ول‬ ‫تراج��ع �أع��داد َّ‬
‫الع��امل‪ ،‬ويف نف���س الوق��ت ارتف��اع قيم��ة ه��ذه امل� َّؤ�س�س��ات مبق��دار ثالث�ين �ضعف ًا‬
‫يف �س��وق الأ�س��هم من��ذ ع��ام ‪.2014‬‬
‫ثالث� ًا‪ :‬االقت�ص��اد الرقم��ي يفي��د النج��وم الكب��ار �أك�ثر م��ن �أي �ش��خ�ص �آخ��ر‪.‬‬
‫«�س��كوت ك��وك» مثل� ًا ح�ص��د ملي��ار دوالر م��ن خ�لال ت�صمي��م برنام��ج «تريب��و‬
‫تاك���س» الحت�س��اب ال�ضرائ��ب‪ ،‬ال��ذي ميك��ن بيع��ه يف �ش��كل يت� ُّم حتميل��ه يف �أق��ل‬
‫موظفي ال�ضرائب الب�ش��ر ِّيني‪ ،‬وحيث �إنَّ معظم‬ ‫من دقيقة‪ ،‬على النقي�ض من ِّ‬
‫النا���س م�س��تعدُّون لدف��ع القلي��ل �أو ال �ش��يء على الإطالق نظ�ير �أف�ضل برنامج‬
‫الحت�س��اب ال�ضرائ��ب‪ ،‬فلي�س��ت هن��اك م�س��احة يف ال�س��وق �إال لع��دد حمدود من‬
‫النج��وم الكب��ار ال�س� َّباقني �إل��ى ابت��كار حل��ول مفي��دة لبع���ض النا���س‪ ،‬و�ض��ا َّرة‬
‫ببع�ضه��م الآخر‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪8‬‬
‫هــل �سنفقــد وظائفنــا ال حمــالـــة؟‬
‫ي��رى املت�ش��ائمون �أنَّ الأ�س��واق احل��رة ُت��دِّ د الروات��ب بن��ا ًء عل��ى العر���ض والطلب‪ ،‬وتوا ُّف��ر العمالة الآل َّية الرخي�صة �س��ي�ؤدِّي يف نهاية املط��اف �إلى تراجع‬
‫آالت‪ ،‬وانتقلنا �إلى وظائف �أعلى‬ ‫املوظفني من بني الب�ش��ر حتَّى ال تعود تفي مبتط َّلبات املعي�ش��ة‪ ،‬يف �أثناء الثورة ال�صناع َّية‪ ،‬ا�س��تبدلنا بع�ضالتنا � ٍ‬ ‫رواتب َّ‬
‫دخ ًال ن�س��تخدم فيها عقولنا ب�ش��كل �أكرب‪ ،‬وها نحن اليوم ن�س��تبدل بعقولنا الآالت تدريجي ًا‪ ،‬ف�إذا ما جنحنا يف هذا الأمر‪ ،‬فما الوظائف التي �س��تبقى‬
‫لنا؟‬
‫�أ َّم��ا املتفائل��ون في�أمل��ون يف �أن تتم َّث��ل االنتعا�ش��ة القادم��ة يف وظائ��ف جدي��دة قائم��ة عل��ى التكنولوجي��ا مل تك��ن لتخط��ر ببالن��ا‪ ،‬فرغ��م كل �ش��يء‪ ،‬م��ن كان‬
‫يتخ َّي��ل يف �أثن��اء الث��ورة ال�صناع َّي��ة �أنَّ �أحف��اده �س��يعملون م�ص ِّمم�ين للمواق��ع الإلكرتون َّي��ة و�س��ائقني ل�س� َّيارات «�أوب��ر»؟‬
‫ويف الواق��ع‪� ،‬إذا ا�س��تم َّر تق�دُّم ال��ذكاء اال�صطناع��ي ب�لا ه��وادة‪ ،‬ف��إنَّ كال الفريق�ين ق��د يك��ون حمق� ًا‪� :‬أحدهم��ا عل��ى امل��دى القري��ب‪ ،‬والآخ��ر عل��ى امل��دى‬
‫البعي��د‪ ،‬فنح��ن نري��د وظائ��ف لأ َّنه��ا مت ُّدن��ا بالدخ��ل واله��دف‪ ،‬ولكن نظر ًا �إلى وف��رة املوارد التي حت ِّققها الآالت‪ ،‬فحريٌّ بن��ا البحث عن طرق بديلة تو ِّفر‬
‫لن��ا الدخ��ل م��ن دون جه��د‪ ،‬واله��دف دون وظائف ذات �أدوار ور�س��االت ومعان‪.‬‬

‫الدخــــــل‬
‫جم� َّرد �إع��ادة توزي��ع جزء ب�س��يط فقط من الكعكة االقت�صاد َّي��ة املتنامية من املفرت�ض‬
‫�أن يجع��ل اجلمي��ع �أف�ض��ل ح��ا ًال‪ ،‬وهناك مقرتحات عدَّة فيما يتع َّلق مب�ش��اركة الرثوات‪،‬‬
‫�أب�س��طها الدخ��ل الأ�سا�س��ي‪ ،‬حي��ث يتل َّق��ى كل �ش��خ�ص مبلغ� ًا �ش��هري ًا ثابت� ًا دون �ش��روط‬
‫خط��ط له��ا‬ ‫م�س��بقة �أو متط َّلب��ات‪ ،‬وهن��اك بالفع��ل ع��دد م��ن التج��ارب املح��دودة الت��ي ُي َّ‬
‫حالي� ًا يف كن��دا وفنلن��دا وهولن��دا عل��ى �س��بيل املثال‪ .‬يت�س��م الدخ��ل الأ�سا�س��ي ب�أ َّنه �أكرث‬
‫فاعل َّي��ة م��ن البدائ��ل الأخ��رى‪ ،‬كاملعون��ات االجتماع َّي��ة الت��ي يح�ص��ل عليه��ا املع��وزون‪،‬‬
‫وذلك لأ َّنه يق�ضي على الإزعاج والروتني الإداري الذي يحدث عند حتديد الأ�شخا�ص‬
‫الذي��ن ي�س��تح ُّقون الدعم‪.‬‬
‫ميك��ن للحكوم��ات �أن ت�س��اعد مواطنيه��ا لي���س بامل��ال فح�س��ب‪ ،‬ب��ل وبتق��دمي خدم��ات‬
‫جمان َّي��ة �أو مدعوم��ة مث��ل‪ :‬الطرق‪ ،‬واملتنزَّهات‪ ،‬وو�س��ائل النق��ل العام‪ ،‬وخدمات رعاية‬
‫الأطف��ال‪ ،‬والتعلي��م‪ ،‬والرعاي��ة ال�صح َّي��ة‪ ،‬ودور امل�س � ِّنني‪ ،‬وخدم��ات الإنرتن��ت‪ .‬ه��ذه‬
‫اخلدم��ات حت ِّق��ق هدف�ين‪ :‬فه��ي تو ِّف��ر عل��ى النا���س ج��زء ًا م��ن تكالي��ف املعي�ش��ة‪ ،‬وتو ِّف��ر‬
‫لهم وظائف يف نف�س الوقت‪ ،‬وحتَّى يف امل�ستقبل الذي �ستتف َّوق فيه الآلة على الب�شر يف‬
‫جمي��ع الوظائ��ف‪ ،‬ميك��ن للحكوم��ات �أن تخت��ار دفع املال للنا���س نظ�ير عملهم يف رعاية‬
‫الأطف��ال ودور امل�س� ِّنني‪ ،‬ب��د ًال م��ن �إ�س��ناد مه َّم��ات الرعاي��ة �إل��ى الروبوتات‪.‬‬
‫وميك��ن للتق�دُّم التكنولوج��ي �أن ي�س��اعد عل��ى تق��دمي العدي��د م��ن املنتج��ات واخلدم��ات‬
‫تدخ��ل حكوم��ي‪ ،‬فمث�ل ًا‪ :‬اعت��اد النا���س دف��ع امل��ال مقاب��ل ا�س��تخدام‬ ‫باملج��ان وم��ن دون ُّ‬ ‫َّ‬
‫املو�س��وعات املعرف َّي��ة‪ ،‬والأطال���س‪ ،‬و�إر�س��ال اخلطاب��ات‪ ،‬و�إج��راء االت�ص��االت الهاتف َّية‪،‬‬
‫و�ص��ار الآن مبق��دور كل �ش��خ�ص لدي��ه ات�ص��ال بالإنرتن��ت احل�ص��ول عل��ى كل تل��ك‬
‫اخلدم��ات دون تكلف��ة‪ ،‬ه��ذا بالإ�ضاف��ة �إل��ى م�ؤمت��رات الفيدي��و املجان َّي��ة‪ ،‬وم�ش��اركة‬
‫ال�ص��ور‪ ،‬ومواق��ع التوا�ص��ل االجتماع��ي‪ ،‬والربام��ج التدريب َّي��ة ع�بر الإنرتن��ت والتعلي��م‬
‫العايل الإلكرتوين‪ ،‬وغريها من اخلدمات‪ ،‬وباخت�صار‪� :‬إذا ا�ستطاعت الآلة يف يوم ما‬
‫�أن ُتن ِت��ج كل الب�ضائ��ع واخلدم��ات املتاح��ة حالي ًا ب�أقل تكلفة‪ ،‬فال بد �أنَّ هناك قدر ًا من‬
‫ال�ثروة يكف��ي جلع��ل اجلمي��ع �أف�ض��ل حا ًال‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫الهــــــــدف واملــعـــنـى‬
‫بحث �أُجري عام ‪� 2012‬أنَّ البطالة تت�س� َّبب يف �آثار �س��لب َّية طويلة املدى على �س��عادة الإن�س��ان‪،‬‬ ‫الوظائف ال تو ِّفر للنا���س املال والرثوة فقط‪ ،‬فقد �أظهر ٌ‬
‫وبي �أنَّ بع�ض الوظائف ‪ -‬ولي�س كلها ‪ -‬تو ِّفر العديد‬ ‫تعزز �إح�سا�س النا�س بال�سعادة وبالهدف‪َّ ،‬‬ ‫وقد حدَّد علم النف�س الإيجابي عدد ًا من العوامل التي ِّ‬
‫من تلك النعم واحلوافز الإيجاب َّية مثل‪:‬‬
‫‪� ‬شبكة اجتماع َّية من الأ�صدقاء والزمالء‬
‫‪� ‬أ�سلوب حياة �صحي ومن�ضبط‬
‫‪� ‬إح�سا�س ممتع باالن�سياب َّية واالندماج يف العمل ينبع من ممار�سة املرء وظيفة يتقنها‬
‫‪ ‬الإح�سا�س باملعنى الذي ينبع من كونك جزء ًا من كيان �أكرب منك متار�س من خالله العطاء وحت ُّقق الرخاء‪.‬‬
‫وكل تل��ك العوام��ل ميك��ن توفريه��ا وتقدميه��ا �أي�ض� ًا خ��ارج م��كان العمل‪ ،‬من خالل الريا�ضة ‪ -‬على �س��بيل املثال ‪ -‬وامله��ارات‪ ،‬ودورات التعلُّم‪ ،‬وب�صحبة‬
‫واملنظمات الإن�سان َّية‪ ،‬ولت�أ�سي�س جمتمع ذي معدَّل عمالة منخف�ض يزدهر بد ًال من �أن يتجه �إلى ال�سلوك‬ ‫العائلة‪ ،‬والأ�صدقاء‪ ،‬وامل� َّؤ�س�سات املجتمع َّية‪َّ ،‬‬
‫دم��ر لل��ذات‪ ،‬فنح��ن بحاج��ة �إل��ى دع��م الأن�ش��طة الت��ي تقودن��ا وك َّل م��ن حولن��ا لتحقي��ق ال�س��عادة‪ ،‬ف�إذا ُك ِّر�س��ت جه��ود ج��ادَّة لتحقيق ال�س��عادة للجميع‪،‬‬
‫املُ ِّ‬
‫مت ِّوله��ا ال�ثروات الت��ي يجلبه��ا ال��ذكاء اال�صطناع��ي يف امل�س��تقبل‪ ،‬ف�س��ي�صبح املجتم��ع ق��ادر ًا عل��ى االزده��ار ب�ص��ورة �أف�ضل م��ن �أي وقت م�ضى‪.‬‬

‫ن�صـائـح لأجــيــال امل�ستـقـبـل‬


‫بالتوج��ه نح��و امله��ن الت��ي ال جتيده��ا الآل��ة يف‬ ‫ن�س��تطيع �أن نن�ص��ح �أبناءن��ا ُّ‬
‫الوقت احلايل‪ ،‬ولي���س من املحتمل �أن تتع َّر�ض لهجوم الربجم َّيات الذك َّية يف‬
‫امل�ستقبل القريب‪ ،‬وهناك �أ�سئلة يجب طرحها حول امل�سار املهني قبل اتخاذ‬
‫معي‪.‬‬
‫تخ�ص���ص �أو جم��ال َّ‬ ‫ق��رار بالدرا�س��ة الأكادمي َّي��ة يف ُّ‬
‫مثــل‪:‬‬
‫‪ ‬ه��ل يتط َّل��ب ه��ذا املج��ال نوع� ًا م��ن ُ‬
‫التفاع��ل م��ع النا���س وا�س��تخدام ال��ذكاء‬
‫االجتماعي؟‬
‫‪ ‬هل يتط َّلب الإبداع الو�صول �إلى حلول مبتكرة؟‬
‫‪ ‬هل يتط ّلب العمل يف بيئة يتع َّذر التن ُّب�ؤ بها؟‬
‫وك َّلم��ا ازداد ع��دد الأ�س��ئلة الت��ي ت�س��تطيع الإجاب��ة عنه��ا بنع��م‪ ،‬تزاي��دت‬
‫احتم��االت �أن يك��ون ق��رارك املهن��ي �أف�ض��ل‪ .‬ه��ذا يعن��ي �أنَّ الفر���ص الآمن��ة‬
‫ن�س��بي ًا تت�ض َّم��ن وظائ��ف املع ِّلم‪ ،‬واملُم ِّر���ض‪ ،‬والطبيب النف�س��ي‪ِ ،‬‬
‫والعال‪ ،‬ورائد‬
‫ربمج‪ ،‬واملهند�س‪ ،‬واملحامي‪ ،‬والإخ�صائي االجتماعي‪ ،‬والفنان‪،‬‬ ‫الأعمال‪ ،‬واملُ ِ‬
‫وم�ص ِّف��ف ال�ش��عر‪ ،‬وعل��ى النقي���ض ف��إنَّ الوظائ��ف الت��ي تت�ض َّم��ن �أعم��ا ًال ذات‬
‫من��ط متك� ِّرر �أو م��ن ال�س��هل التن ُّب��ؤ ب��ه‪� ،‬س��رعان م��ا �س��تخ�ضع للميكن��ة وهج��وم‬
‫الآل��ة‪ .‬هن��اك العدي��د م��ن الوظائ��ف التي لن تختفي ب�ش��كل كام��ل‪ ،‬ولكنَّ جزء ًا‬
‫مهامه��ا �س��يخ�ضع للأمتت��ة‪ ،‬فمث�ل ًا‪� :‬إذا اخ�ترت درا�س��ة الط��ب‪ ،‬فال تخرت‬ ‫م��ن ِّ‬
‫�أن تك��ون �إخ�صائ��ي �أ�ش� َّعة‪ ،‬ب��ل اخ�تر �أن تك��ون طبيب ًا خمرتع ًا جله��از ذكي‪� ،‬أو‬
‫طبيب� ًا نف�س��ي ًا يجال���س النا���س وي�ش��عرهم بالألف��ة واالهتم��ام واملعن��ى‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪10‬‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫�صداقـة الذكـــاء اال�صطناعي‬
‫ح�ين ن�ص ِّم��م �آل��ة مل�س��اعدتنا‪ ،‬ق��د يك��ون م��ن ال�صع��ب �أن جنع��ل �أهدافه��ا تتما�ش��ى‬
‫تتعط��ل �أو تخط��ئ م�صي��دة الفئ��ران‬ ‫�كل ت��ام‪ .‬عل��ى �س��بيل املث��ال‪ :‬ق��د َّ‬
‫م��ع �أهدافن��ا ب�ش� ٍ‬
‫وتطب��ق عل��ى ي��دك فت�ؤمل��ك‪ ،‬ب��د ًال م��ن �أن ت�صط��اد ف��أر ًا؛ م�صي��دة الفئ��ران هذه ميكن‬
‫‪Our Final Invention‬‬ ‫�أن تغل��ق ومت�س��ك ب��أي �ش��يء يتح� َّرك �أمامه��ا �أو يالم�س��ها‪ ،‬لأ َّنه��ا ال تع��رف م��ا الف��أر‪.‬‬
‫‪Artificial Intelligence and the End‬‬
‫‪of the Human Era.‬‬
‫معظم احلوادث ال�صناع َّية املميتة تقع لأنَّ الآالت ال ت�ستطيع متييز النا�س من كل ما‬
‫‪By: James Barrat. 2015‬‬
‫حولها‪ ،‬وك َّلما ازداد ذكاء الآلة‪ ،‬تزايدت �أهم َّية �أن تتوافق �أهدا ُفها مع �أهدافنا‪ ،‬حتَّى‬
‫ن�ص��ل �إل��ى ما ي�س� ِّميه املهند���س «�إليزير يودكو�س��كي»‪ :‬ال��ذكاء اال�صطناعي ال�صديق‪.‬‬
‫كي يتع َّرف الذكا ُء اال�صطناعي على �أهدافنا‪ ،‬ال ب َّد له من اكت�ش��اف لي���س ما نفعله‪،‬‬
‫و� َّإن��ا �س��بب م��ا نفعل��ه‪ ،‬ف��إذا طلب��ت من �س��يارة ذات َّي��ة القي��ادة �أن ت�أخذك �إل��ى املطار‬
‫‪The Master Algorithm‬‬
‫‪How the Quest for the Ultimate‬‬
‫يف �أ�س��رع وق��ت ممك��ن‪ ،‬ون َّف��ذت كالم��ك حرفي� ًا‪ ،‬ف�س��تالحقك طائ��رات الهليكوب�تر‬
‫‪Learning Machine Will Remake‬‬
‫‪Our World.‬‬
‫املرور َّي��ة وتخالف��ك �أن��ت و�س� َّيارتك‪ ،‬فم��ن �س��يكون املخط��ئ‪� :‬أن��ت �أم ال�س� َّيارة؟ لك��ي‬
‫‪By: Pedro Domingos. 2015‬‬
‫تكت�ش��ف م��ا يري��ده الآخ��رون حق� ًا‪ ،‬لي���س م��ن املنطق��ي �أن تقب��ل ب��كل م��ا يقولون��ه‪ ،‬ب��ل‬
‫ف�ص��ل للع��امل‪ ،‬يت�ض َّمن الكثري من التف�ضيالت امل�ش�تركة التي‬ ‫�س��تحتاج �إل��ى من��وذج ُم َّ‬
‫مني��ل �إل��ى تركه��ا دون تو�ضي��ح لأ َّنن��ا نعتربه��ا وا�ضحة ومفهوم��ة بالفعل‪.‬‬
‫يح��اول علم��اء ال��ذكاء اال�صطناع��ي يف الوق��ت احل��ايل �أن يجعل��وا الآل��ة ق��ادرة عل��ى‬
‫فه��م وا�س��تيعاب الب�ش��ر بب�س��اطة‪ ،‬م��ن خ�لال مراقب��ة �س��لوكهم املُن�ص� ِّ�ب عل��ى حتقيق‬
‫‪Superintelligence‬‬
‫‪Paths, Dangers, Strategies.‬‬
‫�أه��داف حم�دَّدة‪ .‬يتم َّث��ل التح��دِّ ي الأول ال��ذي يواجهن��ا هن��ا يف العث��ور عل��ى طريق��ة‬
‫‪By: Nick Bostrom. 2016‬‬
‫لت�شفري الأنظمة التقدير َّية للأهداف واملبادئ الأخالق َّية داخل منظومات احلا�سب‬
‫الآيل‪� ،‬أ َّم��ا التح��دِّ ي الث��اين فيتم َّث��ل يف ُ�صن��ع �آالت ت�س��تطيع اكت�ش��اف وحتديد النظام‬
‫الذي يتنا�س��ب ب�ش��كل �أف�ضل مع ال�س��لوك الذي تراقبه‪ ،‬لتكون هي ذاتها م�س��ؤولة عن‬
‫تنفي��ذه وت�صحيحه‪.‬‬
‫قراءة ممتعة‬
‫النـهــايـــات ال�سـعــيـدة‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬
‫ن�أم��ل �أن نك��ون ق��د �أدركن��ا و�أو�ضحن��ا �إل��ى �أي م��دى ُيكن لل��ذكاء اال�صطناعي �أن‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬ ‫مينحنا فر�ص ًا هائلة وحتدِّ يات �ضخمة‪ ،‬وهناك ا�سرتاتيج َّية ميكن �أن تفيدنا يف‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬ ‫مواجهة التحدِّ يات اجلوهر َّية للذكاء اال�صطناعي‪ ،‬وتتم َّثل يف تعاوننا جميع ًا على‬
‫حت�س�ين وحت�ص�ين جمتمعاتن��ا قب��ل �أن ينطل��ق ال��ذكاء اال�صطناع��ي بكام��ل ق َّوته‪.‬‬
‫تواصلوا معنا على‬
‫م��ن املرج��ح �أ َّنن��ا �س��نكون �أف�ضل حا ًال �إذا ع َّلمنا �أبناءنا كي��ف يبتكرون تكنولوجيا‬
‫مفي��دة‪ ،‬قب��ل �أن ي�س��محوا له��ا بالتم� ُّرد وتتح� َّول �إل��ى ق��وى هائل��ة �أو غا�ش��مة‪ ،‬ولع� َّل‬
‫من املنطقي قبل �أن نخاف من التكنولوجيا‪� ،‬أن نخاف من �أنف�سنا ومن بع�ضنا‪.‬‬
‫علين��ا �أو ًال ت�س��وية النزاع��ات الدول َّي��ة قب��ل �أن تتفاق��م وت�س��فر ع��ن �س��باقات ت�س�لُّح‬
‫بالأ�س��لحة امل�س��تق َّلة؛ وعلين��ا ثاني� ًا بن��اء نظ��م اقت�صاد َّي��ة عادل��ة و�أخالق َّي��ة تكف��ل‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫الرخ��اء للجمي��ع لنلغ��ي احتم��االت �أن ي�صن��ع ال��ذكاء اال�صطناع��ي مزي��د ًا م��ن‬
‫‪qindeel.uae‬‬ ‫الالم�س��اواة‪ ،‬فعندم��ا ن�س��تطيع تكوي��ن جمتمع��ات �إن�س��ان َّية �أكرث ان�س��جام ًا وتعاون ًا‬
‫‪qindeel.ae‬‬ ‫لتحقي��ق �أهدافنا امل�ش�تركة‪ ،‬ف�س��تكون اخلامتة �س��عيدة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪12‬‬

You might also like