Professional Documents
Culture Documents
في
ٍ
يف عام ،1776و�ضع «�آدم �سميث» �آراءه يف كتاب «ثروة الأمم».
ما م َّيز «�سميث» عن جميع م�ؤ ّلفي كتب االقت�صاد هو قدرته ي�س ُّرنا �أن نختم �أعداد هذا العام مبلخ�ص هذا
الفائقة على الرتكيز ،فمنذ ن�ش�أته وبداياته ،ح�صل «�سميث» الكتاب الرائع وهو بعنوان «عادات النجاح :كيف
على ق�سط وافر من التعليم .كما التحق بجامعة «جال�سجو» ي�صل اال�ستثنائيون �إىل القمة» من ت�أليف «بريندون
وهو يف �سن الرابعة ع�شرة ،ثم ح�صل على منحة درا�سية يف بو�شـ ــارد» .فــالأداء اال�سـتثنائ ــي كما يرى «بو�شارد»
جامعة «�أك�سفورد» وهو يف ال�سابعة ع�شرة ،و�أثناء عودته من يتخطى معايري النجاح القيا�سية على املدى الطويل .فبعد درا�سات وا�سعة
«�أك�سفورد» �إىل «�أدنربه» ،دُعي �إىل �إلقاء �سل�سلة من اخلطب وق�ضاء ِعقد من الزمن يف قيا�س �أداء اال�ستثنائيني حول العامل يحدد لنا
واملحا�ضرات العا َّمة التي دارت حول مو�ضوعات متن ّوعة بد�أت امل�ؤلف العادات ال�ست الأكرث فاعلية للو�صول �إىل النجاح والأداء اال�ستثنائي
باحلديث عن البالغة ،ثم تاريخ الفل�سفة ،و�أخري ًا عن فل�سفة امل�ستدام .فقد �أ�سفرت واحدة من �أكرب الدرا�سات اال�ستق�صائية عن �ست
الت�شريع ،وبف�ضل تلك املحا�ضرات� ،صار ب�إمكان الباحثني عادات ُتهد لنا الطريق وت�ساعدنا على النجاح امل�ستدام ،تلك العادات
والفال�سفة والعلماء تكوين ت�ص ُّور عام ومعلومات مفيدة عن ال�ست هي ال�سعي نحو الو�ضوح ،و�شحذ الهمة ،وااللتزام ب�ضرورة تقدمي �أداء
�آراء «�سميث» وعنا�صر ال�شرح والتو�ضيح وطرح املفاهيم. ا�ستثنائي ،ورفع الإنتاجية ،وترك ب�صمة ،و�إظهار ال�شجاعة .وهذا هو كل ما
أهم ما نبحث عنه يف �شرح �أي مو�ضوع هو يرى «�سميث» �أنَّ � َّ نحتاجه لنقدم �أدا ًء عالي ًا ونحتفظ مبكاننا على القمة.
«الفكرة وال�صلة» التي تربط بني الأحداث التي تبدو غري ومع اقرتابنا من «قمة املعرفة» ،التي نرتقي ونرى �آفاق املعرفة العاملية يف
مرتابطة ،فهو يعترب العلم بحث ًا دائم ًا ود�ؤوب ًا عن «الروابط غربها و�شرقها كل عام ،نقدم لكم ُملخ�صني لكتابني �أ�سا�سيني هما« :مزايا
اخلفية» التي تربط بني الأ�شياء املتنافرة التي تبدو للوهلة التن ُّوع :كيف تنجح الفرق العظيمة يف اقت�صاد املعرفة» ت�أليف �سكوت بيدج،
الأوىل وك�أ َّنها متناثرة ،وعلينا �أن نرى تلك ال�صالت بد َّقة وي�ستعر�ض املنافع التي ميكن حتقيقها حني تعمل الفرق الع�صرية املتن ّوعة
ت�شبه د َّقة حركة الآالت ،ذلك لأنَّ «هناك �أوجه ت�شابه كثرية بع�ضها مع بع�ض يف بيئة مفعمة باحلما�سة واملناف�سة وال�سرعة ،لأن القدرة
بني املنظومات والآالت» ،ومن هنا تتم َّثل براعة الو�صول الفردية الن�سبية مل تعد كافية .كما �أن حل امل�شكالت يتط َّلب جمع الكثري من
�إىل ال�شرح والطرح يف خلق منوذج ذهني� ،أو «�آلة خيالية» املعلومات وا�ستخدام مزيج معقَّد من الأدوات ،بينما ي�سهم التن ُّوع املعريف يف
ذات قدرة وجدارة �أكرب ،ما مي ّكننا من ربط �أ�سباب الأمور حتقيق النجاح للم�ؤ�س�سات عرب ِف َرقها الذكية .وي�ؤكد امل�ؤلف �أن التن ُّوع ال يتم
بنتائجها و�إزالة االلتبا�سات التي قد تطال �أي منوذج �أو ق�ضية. ع�شوائي ًا ،لأ َّننا نحتاج �إىل فهم الكيفية التي يعمل بها ،مع خلق ثقافة تُعزّز
التفاعالت املتناغمة بني اخلربات املتع ّددة ،واخللفيات التعليمية املتكاملة،
يرى «�سميث» �أنَّ القيا�س الع�شوائي هو عد ُّو النظرية الوا�ضحة، والهو َّيات املختلفة.
ويتم َّثل هذا القيا�س الع�شوائي يف حماولة املف ّكرين �شرح �شيء �أما امللخ�ص الثاين فيقدم كتاب كارال �أوديل و�سندي هيوبرت وعنوانه:
من خالل عالقته ب�شيء �آخر ،فمث ًال نالحظ �أن م�ؤ ّيدي نظرية «ع�صر املعرفة :ت�أثري �إدارة املعرفة يف م�ستقبل الأعمال»� ،إذ حتتاج كل
«فيثاغور�س» راحوا ي�شرحون جميع الأ�شياء م�ستخدمني م�ؤ�س�سة يف ظل اقت�صاد املعرفة �إىل تطوير برنامج فني متكامل ُيح ِّول املعرفة
خ�صائ�ص الأرقام؛ ولطاملا راح الأطباء ُي�ش ّبهون علم وظائف الفرد َّية �إىل م�ؤ�س�س َّية عرب ا�سرتاتيج َّية ذك َّية ومالئمة� .إدارة املعرفة ُجهد
الأع�ضاء باجلهاز ال�سيا�سي (ي�ض ُّم اجلهاز ال�سيا�سي جميع منظم يحول البيانات �إىل معرفة ،وميكنها من النمو و�إ�ضافة قيمة حني يوفر َّ
املعرفة املنا�سبة للأ�شخا�ص املنا�سبني يف الوقت املنا�سب ،وي�ساعد النا�س على
Adam Smith: 1723 – 1790 ت�شا ُرك املعلومات وتوظيفها يف حت�سني الأداء امل� َّؤ�س�سي .ولأنَّ ت�صميم منظومة
�صاحب كتاب (ثروة الأمم)
جديدة لإدارة املعرفة لي�س �أمر ًا �سه ًال ،يجب البدء بتحديد القيمة املقرتحة
لربامج �إدارة املعرفة ،وت�أمني دعم قادة امل� َّؤ�س�سة لتطوير ا�سرتاتيج َّية ر�سمية
ت�ضمن تخ�صي�ص جزء من املوارد لذلك الربنامج ،ما يتط َّلب �إعداد عر�ض
عمل ،وت�صميم منهج َّية معرفية ت�شمل تقييم القدرات التي يتمتَّع بها فريق
للتو�سع م�ستقب ًال.
التطوير ،وحتديد الفر�ص اجلديدة وو�ضع خطط ُّ
جمال بن حويرب
المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 2
كانت حما�ضرات «�سميث» الثالث الأوىل وعدم الرتابط» ،كما تن�ساب فيه الأفكار معي ويت ُّم التعامل معهم الأ�شخا�ص يف بلد َّ
ناجحة للغاية ،ما جعل جامعة «جال�سجو» عرب الذهن ويف العقل بتلقائيةُ .ي�ضاف على �أ َّنهم جمموعة واحدة ،وعاد ًة ما ي�ستمر
تختار «�سميث» يف عام 1751ملن�صب �أ�ستاذ �إىل هذا �أن ال�شرح الوايف كفي ٌل لي�س ب�إقناع التمثيل عن طريق هذا ال�شرح املجازي
املنطق ،ومن هنا �أ�صبح «�سميث» �أول خبري املتخ�ص�صني فح�سب ،بل والعامة كذلك ،و�إال
ِّ �أنَّ ر�أ�س احلكومة هو ر�أ�س الدولة) ،وعلى
اقت�صاد �أكادميي يف التاريخ� ،إذ و�ضع الإطار �صار لدى اخلرباء كثري من الدوافع واحلجج هذا يع ّلق «�سميث» بقوله �إنَّ ال�شرح الوايف
النظري لهذا املجال� ،أو ملا ن�سميه اليوم «علم واال َّدعاءات كي يتظاهروا مبعرفة �أكرث مما واملفهوم ال ب َّد �أن يكون �سل�س ًا ومرتابط ًا� ،أي
االقت�صاد». يعرفونه بالفعل. �أ َّنه يخلو من «الفجوات ،والثغرات ،والتو ُّقف،
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 4
النهر اجلويف
مل يقتنع كثريون بفكرة �أنَّ النق�ص الدائم والع َوز والتفكري بالندرة قبل
التفكري بالوفرة هو م�صري الب�شر َّية يف بدايات القرن التا�سع ع�شر،
وراح بع�ض خرباء االقت�صاد البارزين يعملون على نظر َّية م�صنع
التخ�ص�ص
ُّ الإبر ،غري �أ َّنهم مل يحقّقوا جناح ًا ملحوظ ًا يف رفع �شعار
ومنو املعرفة كمحورين �أ�سا�سيني لالقت�صاد .لقد �أ�صبح اقت�صاد
«م�صنع الإبر» ،بح�سب عبارة «كينيث �أرو» بعد �سنوات عدة ،مبثابة
«نهر جويف» ال يربز على ال�سطح �إال بعد عقود قليلة.
و�سرعان ما ظهر �صحايف وكاتب �آخر متط ّرف على ال�ساحة �أ�صبح
فيل�سوف ًا اقت�صادي ًا فيما بعد� ،أال وهو «كارل مارك�س» .لقد كان
«مارك�س» مقتنع ًا متام ًا بفكرة «ريكاردو» املتم ّثلة يف ال�صراع ثالثي
الأقطاب على ال�صدارة ،وتب َّنى «مارك�س» فكرة الفقر االقت�صادي؛
التوجهات لك َّنه �أدخل عليها بع�ض التعديالت ،و�إذ ت�أ َّمل «كارل مارك�س» ُّ
اال�ستعمارية ،ا�ستبدل مب�صطلح «عوامل الإنتاج» مفهوم ًا �آخر هو
م�صطلح «الطبقات» ،وبد ًال من ا�ستخدام «الأر�ض» �صار هناك مالك
للأر�ض ،و�أر�ستقراطيون ،و�إقطاع ،وح َّلت «الربجوازية» �أو (الطبقة
John Stuart Mill: 1806 – 1873
حمل «ر�أ�س املال» ،وجادل «مارك�س» �أنَّ الطبقات الوافدة املتو�سطة) َّ
ّ
فيل�سوف االقت�صاد احلر
حمل الطبقة الأر�ستقراطية من خالل الثورة الر�أ�سمالية �ستح ُّل َّ
اخلفية التي ميكن تت ُّبعها يف �أحداث جرت منذ قرنني �أو ثالثة ،وبد ًال
الأمر بتغيري الأحوال االقت�صاد َّية للأمم لتتح َّول �إىل معرفة ملمو�سة، من احلديث عن «العمالة» وقوى الإنتاج ،تط َّرف مارك�س وراح ير ّكز
�أو مواد ومنتجات و�آالت ،ف�إنَّ هذا �سيعود �إىل العلوم الطبيعية والفنون على «الطبقة العاملة» البائ�سة كما كان يراها.
معني بالأ�سباب النف�سية القائمة على �أ�سا�سها� .أ َّما االقت�صاد فهو ٌّ �أ�صبحت التكنولوجيا هي نزعة الطبقة الر�أ�سمالية النامية ،وكانت
وامل� َّؤ�س�سية للنمو فح�سب» ،ومل يكن تق�سيم العمل قد اختفى متام ًا يف املتو�سطة تبت ُّز وحتظى بكل الأرباح املمكنة من النظام احلايل، الطبقة ّ
ذلك احلني ،بل �أ�ضحى ق�سم ًا واحد ًا �أو فكرة �شاملة َّمت التعارف على �إذ كان �أع�ضا�ؤها مفطورين نف�سي ًا ملثل هذا العمل ،ويف النهاية كانت
و�صفها بالـ«مبد�أ الأكرث ر�سوخ ًا» �أو مبد�أ «التعاون» .يحدث التعاون املتو�سطة ،ال ُمالك الأرا�ضي ،هي التي �ستعمل وحت�صل فقط الطبقة ّ
حني ي�ساعد العاملون بع�ضهم بع�ض ًا على �أداء مها ّمهم� ،سواء �أكانت على ال ُفتات ،ولكن كانت الطبقة العاملة �ست�صعد بعد ذلك وتقلب
التخ�ص�ص� ،أ�صبح هناك «�صندوق �أ�سود» ُّ ب�سيطة �أم معقَّدة ،وبد ًال من الأحوال ر�أ�س ًا على عقب ،وكان �أع�ضا�ؤها �سي�صادرون «و�سائل الإنتاج»
�أطلق عليه «جون �ستيوارت ميل» ا�سم «الإنتاجية» �أو (القدرة على من خالل عدم اال�ستقرار الذي �ست�شهده خمتلف الدول.
الإنتاج) .كان «ميل» يرى �أنَّ الأمور �ست�صبح على ما يرام طاملا زادت ثم جاء خبري االقت�صاد الإجنليزي «جون �ستيوارت ميل» فلم يتجاهل َّ
القدرة على الإنتاج ،ومن هنا �أ�صبح منو املعرفة التقنية ق َّوة اقت�صاد َّية التق ُّدم التقني متام ًا ،غري �أ َّنه مل يحاول �شرحه �أي�ض ًا ولو بطريقة
كا�سحة؛ بينما �أ�ضحت القدرة على الإنتاج ق َّوة خارجية لها �أ�صولها بعيدة عن علم االقت�صاد كما كان يراه .لقد افرت�ض وبكل ب�ساطة
وقواها الدافعة. ملدة �أطول؛ وكتب يف هذا يقول« :حني يتع َّلق �أنَّ الأمور �ست�ستمر هكذا َّ
5 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
لقد راح �أحد خرباء االقت�صاد ي�شرح كيف حدث الت�صنيع
الذي بد�أ يف القرن املا�ضي .كان هذا اخلبري هو «�ألفريد
مار�شال» �أ�ستاذ االقت�صاد ال�سيا�سي يف جامعة «كامربيدج»
حتى �أنَّ جناحه �أثار الده�شة ،ففي �شرحه كيف يتعاي�ش
التخ�ص�ص مع املناف�سة يف العامل احلديث� ،أعاد «مار�شال» ُّ
احلد
توجيه ر�ؤية «�آدم �سميث» الثنائية ب�شكل بارع جعل َّ
والتخ�ص�ص) غري مرئي ُّ الفا�صل بني الأمرين (املناف�سة
متام ًا ،ومل يكن الأمر يتط َّلب �سوى حيلة ب�سيطة ،فنحن
ال ن�ستطيع �أن نفهم ما حدث لعلم االقت�صاد يف القرن
الع�شرين من دون �أن نعرف �شيئ ًا ولو قلي ًال عن زيادة
العائد اخلارجي �أو بعبارة �أخرى :عن العوامل اخلارجية،
ف�سرعان ما �أعطي اخرتاع «مار�شال» ا�سم ًا غري ر�سمي.
فهل يعتمد ال�سعر على تكاليف الإنتاج� ،أم على رغبة
ال�شخ�ص الذي يدفعه؟ قال «مار�شال» �إنَّ الإجابة
ال�صحيحة هي �أ َّنه يعتمد على كلتيهما ،فالعر�ض والطلب،
والإنتاج واال�ستهالك ،واملنافع املكت�سبة وتكاليف الإنتاج
كلها مه َّمة بدرجات خمتلفة ويف �أوقات خمتلفة .لقد تبنَّى
«مار�شال» ا�سرتاتيج َّية احلل الو�سط التي �أطلق عليها ا�سم
«التوازن اجلزئي» ،فال�سوق ي�شبه الآلة احلا�سبة العمالقة،
�إذ يعطي ر�أ�س املال والعمالة ن�صيب ًا مت�ساوي ًا من الأهمية
بحيث يعتمد ك ٌّل منهما على الآخر اعتماد ًا متباد ًال وب�شكل
مت�سا ٍو ،ومن �ش�أن االحتادات االحتكارية �أن تُعزّز �أثر هذا
االعتماد.
للتعامل مع العائدات ،ر�أى «مار�شال» �أ َّنه يجب �أن يكون
هناك م�صدران لتخفي�ض التكاليف ،ونوعان من العائد
املرتفع؛ يرتبط كالهما بوفرة الإنتاج� ،أي بحجم ال�سوق.
كانت االقت�صادات الداخلية (االقت�صادات اخلا�صة
مب� َّؤ�س�سة بعينها) هي اقت�صادات ظاهرة �أو كحالة م�صنع
الإبر املعروفةَّ � ،أما االقت�صادات اخلارجية ،فكانت تعتمد
على التط ُّور العام لل�صناعة ككل ،وت�شمل وفورات احلجم
توزيع تكاليف بع�ض اخلدمات الأ�سا�سية املطلوبة يف
الت�صنيع وتكاليف ر�أ�س املال الثابتة على الإنتاج الكلي ،ما
ي�ؤ ّدي �إىل زيادة العائد.
ول�ضمان احلفاظ على املناف�سة يف النظام االقت�صادي كله،
�أدخل «مار�شال» املنافع التي ميكن توفريها للجميع دون
مقابل� ،أي العائد اخلارجي .ي�أتي هذا العائد من حجم
ال�صناعة الذي ُي�شار �إليه ويو�صف ب�أ َّنه «ت�أثري اجلرية»،
و�سرعان ما �أُ�شري �إىل هذه العوامل اخلارجية على �أ َّنها
«ت�أثريات امتداد» من دون �أن تفقد معناها ،فلم تكن
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 6
ت�أثريات االمتداد هي النفقات املع َّلقة للن�شاط االقت�صادي ،ومل يكن مطلوب ًا �أن َّ
يتم ت�أييد هذه النفقات يف ح�سابات الإنتاجية
احلدية ،فهي مل تكن ُمدخالت ،ومل تتط َّلب �ضمانات ،ومل تلعب �أي دور يف �شكل وترتيب ال�سعر ،ومن هنا حافظت ت�أثريات االمتداد
ّ
على نظرية «مار�شال» التي اعتربها كثريون �أدا ًة فعالة يف التوفيق بني زيادة العائد وفر�ضية مناف�سة اليد اخلفية ،مع جعل
احل�سابات م�ضبوطة ومتوازنة.
7 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
من تلقاء نف�سه ،ف�ستتناق�ص العوائد ،ويع ُّد منو الإنتاجية �أو الدخل
منوذج املرتوكات
تعب عن تراكم العمالة م�ضروبة يف ثابت ع�شوائي مي ّثل منو دالة ّ بقي لغ ٌز واح ٌد يف االقت�صاد التقني يف �أوائل خم�سينيات القرن
معدالت حدوث التق ُّدم التقني من خالل افرتا�ض املعرفة ،وتُقا�س َّ حدة،املا�ضي ،فقد �صارت امل� َّؤ�س�سات �أكرب؛ وبدت املناف�سة �أقل َّ
�أنَّ املعرفة �ستزيد زيادة ثابتة مبرور الوقت ،وعام ًا تلو الآخر ،وقد مما كان عليه من قبل، ومع ذلك كان االقت�صاد ينمو ب�شكل �أ�سرع َّ
حدث هذا بالفعل ،وما زال يحدث مبتواليات َّ
م�ضطردة. فكيف حت َّول تقلُّ�ص املُ َّدخرات �إىل منو اقت�صادي؟ وماذا حدث ملا
لكن منوذج «�سولو» افرت�ض �ضمني ًا �أنَّ املدخرات لي�ست مه َّمة كان ُيفرت�ض �أ َّنه املنطق احلتمي لتناق�ص العوائد؟ لقد كان هناك
يف النمو االقت�صادي ،وهو �أم ٌر غريب� ،إذ ي�شري �إىل �أنَّ ت�أثري مي�ض وقت طويل قبل �أن مبد�أ جديد يو�شك على البزوغ؛ ومل ِ
املدخرات بوا�سطة زيادة ر�أ�س املال لكل عامل -مثل م�ضاعفة َّ ُيطلق عليه ا�سم «منوذج املرتوكات» ،وها هو «روبرت �سولو» يدخل
معدل النمو �سي�صبح م�ؤ َّقت ًا ،ولكن متى �سي�صبحال�ضرائب -على َّ ال�ساحة.
م�ؤ َّقت ًا؟ خالل �سنوات �أم خالل عقود؟ ولكنَّ هذا مل يكن مهم ًا، يع ُّد ابتكار �أو فكر «�سولو» منوذج ًا �إنتاجي ًا يقوم على التبادل ومن
ففي النهاية �ست�ؤ ّدي كل هذه الإجراءات �إىل تناق�ص العوائد، �أهم �إ�سهاماته .ا�ستبدل «�سولو» مببد�أ ن�سبة اال�ستثمار (ر�أ�س املال)
�إذ ارتفعت �أجور العاملني بالن�سبة �إىل تكلفة الآالت .وعليه فلن متغية �إىل النمو ،مبد�أ �آخر جديد ًا ن�سبي ًا مم َّث ًال يف دا َّلة �إنتاجية ّ
تتم َّكن الأمم من رفع َّ
معدالت من ّوها بنف�س الن�سبة ،فب�إمكان النمو ذات مزايا م�ضاعفة .لقد �سمح هذا املبد�أ للمنتجني بالتح ُّرك
التغي التقني فح�سب �أن يفعال ذلك.
ومعدل ُّال�سكاين َّ والتق ُّدم �إىل الأمام و�إىل اخللف ،م�ستخدمني ر�أ�س املال حني
ويف عام ،1951ا�س ُتخدِ مت النظرية والتحليل التقريبي يف حتديد تكون العمالة ُمك ّلفة والعك�س بالعك�س ،ومن هنا مل يعد النموذج
متى يكون للمعادالت التي ت�صف االقت�صاد ح ًال ،ما �أوجد ح ًال مي ّثل م�شكلة خطرية ،كما �أف�سحت الآلية اجلديدة (التنقُّل �إىل
لأحد �أ�صعب الألغاز يف علم االقت�صاد احلديث ،وبنا ًء عليه حت َّولت متغي جديد على النموذج� ،أال وهو الأمام واخللف) املجال لدخول ّ
املعادالت �إىل ُمنحنيات و�إىل فراغات بد ًال من نقاط على خطوط، التغيات التكنولوجية. معدالت ُّ «املعطيات» التي ت�صف َّ
وحت َّولت الر�سوم الهند�سية البيانية التي ت�صف العر�ض والطلب افرت�ض «�سولو» وجود مناف�سة مثالية ،ما يخدم منوذجه ،بحيث
�إىل حدود لإمكانية الإنتاج (منحنيات �إمكانية الإنتاج). تغي �أحدهما تُعاد املنتجات احل ّدية لر�أ�س املال وال ُع َّمال ،و�إذا ما َّ
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 8
اجتاهات جديدة
بحلول عام ،1978ابتكر «بول كروجمان» خريج معهد ما�سات�شو�ست�س للتكنولوجيا منوذج ًا للمنتجات املم َّيزة .لقد �شرح كيف ميكن،
ال مل� َّؤ�س�سة فح�سب ،بل لأ َّمة ب�أ�سرها �أن حتتفظ مبيزات مع َّينة ،و�أن تُب ِعد املناف�سنيَّ .بي «كروجمان» كيف يتحقَّق التعاي�ش بني زيادة
العوائد والتوازن العام ،ف�إذا ما تق َّدمت دولة �أو منطقة مع َّينة يف الإنتاج ال�شامل لأحد املنتجات الراقية الذي ال يوجد له بديل ،ف�إ َّنها
َّ
و�سيتعذر على الآخرين اقتحام هذه التخ�ص�ص �سيق ّلل تكاليف الوحدة (�أي وحدة املنتج)،
ُّ ت�ستطيع االحتفاظ بهذا التق ُّدم ،وذلك لأنَّ
الدائرة.
9 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
ي�شري هذا �إىل �أنَّ االعتماد على الأ�سواق لي�س �ضروري ًا كي ت�سري
الأمور على ما يرام ،كما كان يرى (ت�شامربلني)� ،إذ قد يزيد تو ُّتر
الأ�سواق مبرور الوقت ،بد ًال من العودة �إىل حالتها «الطبيعية» ،وبلغة
النظريات ،قد تكون هناك �أ�شكال عدة للتوازن ،وكانت هذه نتيجة
ثورية للغاية لأ َّنها ق َّللت من �ش�أن نظريات الرخاء و�أ�شارت �ضمن ًا �إىل
وجود دور تلعبه احلكومات ،فلم يعد مبد�أ االختالفات اجلغرافية،
التخ�ص�صُّ �أو امليزة الن�سبية هو ال�شيء الوحيد الذي ّ
يو�ضح �أطر
بغ�ض النظر عن �أي العاملية ،ويف بع�ض الأحيان يكون التاريخ نف�سهّ ،
بلد بد�أ بداية جيدة ،هو ال�سبب.
وقبل مرور وقت طويل ،و�ضع «بول رومر» منوذج ًا �أكرث قدرة على
التخ�ص�ص� ،أي زيادة تق�سيم العمل ب�أ�سلوب عام .يطلق على ُّ و�صف
هذا النموذج ا�سم «اقت�صاد التجديد» الذي يعتمد على توفري منتجات
تختف متام ًا؛ وكان
جديدة كي يعمل ،غري �أنَّ املنتجات القدمية مل ِ
مقيا�س الدولة هو عدد �س َّكانها .هذا يعني �أنَّ �أم ًة كبرية مثل ال�صني
يجب �أن تنمو ب�شكل �أ�سرع من دولة �أخرى ذات اقت�صاد �صغري ومغلق.
التخ�ص�ص� ،أي املنتجات اجلديدة، ُّ مت َّثلت النقطة الأ�سا�سية يف �أن Paul Robin Krugman
2008 احلائز على نوبل لالقت�صاد
وما ي�ستتبعه من زيادة يف العوائد ،هو �أ�سا�س زيادة الإنتاج.
ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 10
غري �صحيح للحجم ،والأهم هو �أنَّ هذا النموذج َّبي كيف �أنه من خالل
كتب مشابهة: فتح الأ�سواق �أمام املعرفة اجلديدة ،ت�ؤ ّثر �سيا�سة التجارة ال يف الرخاء
فح�سب ،بل ويف معدَّل النمو نف�سه� ،إذ يختلف اقت�صاد ابتكار الأفكار عن
اقت�صاد �صناعة الأ�شياء ،لأنَّ �أي عدد من النا�س ي�ستطيع نقل الأفكار
Capital in the Twen-
وا�ستخدامها دون تكاليف ،بدء ًا من امللكية الفكرية وو�صو ًال �إىل البحث
ty-First Century. الأ�سا�سي.
By Thomas Piketty. 2017.
ومن هنا �أ�صبحت االبتكارات� ،أي جمموعات «املعارف» املتنوعة التي
بزغت ورواد الأعمال الذين ا�ستخدموها� ،أ�سا�س النمو .كان جتميع
مال ب�شري ًا �إ�ضافي ًا (يف
املواد القدمية بطرق جديدة ،وما يتط َّلب ر� َأ�س ٍ
�شكل تدريب متزايد) ومزيد ًا من ر�أ�س املال املادي هو �شيء حقيقي،
Knowledge, Class, and Eco- لكنَّ تكاليف العثور على جمموعات جديدة من املعارف كانت ال�شيء
nomics
Economics as Social Theory.
معارف جديدة� ،آملني َ املثري لالهتمام ،ومن هنا راح النا�س يبتكرون
By Theodore Burczak and others.
ي�سجلون براءتها� ،أويف حتقيق الربحَّ ،ثم ُيخفون بع�ض خ�صائ�صها� ،أو ّ
2017. ي�ستخدمون ميزة املعرفة اجلديدة كي يوا�صلوا ال�سعي ويبتكروا مزيد ًا
من املعرفة.
تر َّتبت النتيجة الثانية للنموذج على النتيجة الأوىل؛ وكانت هذه النتيجة
مرتبط ًة بانت�شار املناف�سة االحتكارية ،وكان «رومر» يرى بو�ضوح �أنَّ
Patents, Citations, and وجود احلقوق املتع ّلقة بامللكية الفكرية ،واحلقوق املتع ّلقة ب�أ�سرار
Innovations التجارة واملهارة ،تعني انت�شار املناف�سة االحتكارية يف االقت�صاد كله،
A Window on the Knowledge
Economy. وتعني و�ضع �أ�سعار وعالمات جتارية على جميع املنتجات بدء ًا بالكتب،
By Adam B. Jaffe, Manuel Trajten- ومرور ًا برقائق الذرة ،واملطاحن ،واملحار بغية متييزها ،وهنا �أ�صبح
berg, and Paul M. Romer. 2005.
2017. مبد�أ التكاليف الثابتة رابط ًا مهم ًا .لقد احتفظت مناذج النمو الأخرى
يف منوذج الوفرة ب�سلوك عدم ت�أثري امل�شرتين �أو البائعني يف ال�سعر� ،أي
املناف�سة املثالية.
قراءة ممتعة
اقت�صاد املعرفة
ص.ب214444 : هكذا ن�ش�أ االقت�صاد اجلديد الذي نعرفه اليوم ونع�شقه ب�سبب ا�سمه
دبي ،اإلمارات العربية المتحدة الإيجابي املتع ّلق ب�ضرورة �أن يعرف الإن�سان �أكرث� ،أال وهو اقت�صاد
هاتف04 423 3444 : تغي نتيجة ذلك؟
املعرفة ،فما الذي َّ
نستقبل آراءكم على pr@mbrf.ae
تتغي يف النظرية االقت�صاد َّية� ،أو على الأقل يبدو �أنَّ �أمور ًا كثرية مل َّ
تواصلوا معنا على التغيات املهمة بالفعل هي التي طر�أت على �أنَّ التغيري مل يحدث بعدُّ .
العامل الذي وقعت فيه واملم َّثلة يف �صعود االكت�شافات واالبتكار ،وابتعاد
الدولة عن ال�سيطرة على االقت�صاد و�إدارته ،وفتح الأ�سواق العاملية .لقد
حلق علم االقت�صاد بهذه التط ُّورات يف الوقت املنا�سب ،غري �أ َّنه ال يزال
هناك جهد �س ُيبذل يف ا�ستيعاب تلك التط ُّورات والعمل طبق ًا لها.
qindeel_uae لقد �أ�صبح االقت�صاد �أكرث �إثارة لالهتمام ،وباتت حتدّياته تنتظرنا كي
qindeel_uae ن�ستك�شف �أ�سرار ثروة الأمم �أو املهارات التي �أطلق عليها «�آدم �سميث»
qindeel.uae ا�سم «العواطف الأخالقية»� ،أي ما نعتربه �إن�ساني ًا يف طبيعة الإن�سان.
qindeel.ae
11 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
مبادرة #بالعربي
َّ
أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بهدف تشجيع الجمهور العربي
على استخدام لغتهم األم عبر قنوات التواصل االجتماعي ،واستعادة المكانة الرائدة
للغة العربي�ة كلغة عالمية ،وتعزيز حضورها في وسائل اإلعالم المختلفة.
ْ ً
شارك في فعاليات مبادرة بالعربي ِ تزامنا مع االحتفال باليوم العاليم للغة العربي�ة،
المقامة في معظم مراكز التسوق بالدولة في الفترة من 14إلى 18ديسمبر .2018