Professional Documents
Culture Documents
د.يحيى ملحم
-1-
بين يدي الكتاب
يمكنك تمكين الناس بعض األحي ان ويمكنك تمكين بعض الن اس في كل
األوقات ولكن من الصعب تمكين كل الناس في كل األحيان واألوقات
ابراهام لنكولن
بدأت األدبيات الغربية تهتم بموضوع التمكين الذي يتضمن منح المرؤوس حرية واستقاللية في
العمل وفرصة للمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية بشكل أكبر .وقد تزامن ذلك مع
انحسار دور النقابات العمالية ودور القطاع الحكومي والمؤسسات العامة وتخفيف القوانين
Deregulationsوالتشريعات التي كانت تُفرض بواسطة الدول .وقد صدرت مئات المقاالت
والمؤلفات واألبحاث في موضوع التمكين خالل السنوات العشر الماضية لما لهذا الموضوع من
أهمية في إعتاق الفرد من الرقابة التقليدية والسياسات الصارمة واللوائح المُلزمة ،علمًا بأن
الباحث والكاتب العربي يحتاج إلى بذل المزيد من االهتمام والدراسة بسبب تواضع ما نشر في
العالم العربي في هذه المجاالت.
وقد جاءت فكرة هذا الكتاب من أجل تقديم مساهمة في موضوع التمكين بهدف رفد المكتبة
العربية بهذا الجهد ،آمالً أن يفيد القارئ العربي سواء أكان باحثًا أم طالبًا أم مديرًا وتتلخص
أهمية هذا الكتاب بشكل أكثر تحديدًا فيما يأتي.
-2-
من المؤمل أن يقدم هذا الكتاب جه دًا مختلفًا نوعًا ما من خالل النظر إلى مفه وم التمكين
بصفته مفهومًا متصلًا ومرتبطًا مع مفاهيم وتطورات إدارية واقعية مختلفة .فال يمكن بحال
من األحوال لفكرة التمكين أن تطبق وتنجح في أي مؤسسة ،بغياب المناخ التنظيمي المالئم
واالستعداد اإلداري المناسب ،وتوفر الموظف الذي يمتلك الكفاءة والقابلية لتحمل مسؤولياته
بالشكل المناسب.
وسيحاول هذا الكتاب اإلشارة إلى الممارسات المتعثرة من جهة ،واإلش ارة إلى الس ياقات
المالئمة للتمكين من جهة أخرى ،وعلى أسس و مبادئ س ليمة من أجل مس اعدة الم دير
العربي على فهم الشروط المناسبة وتهيئتها لتمكين الموظف من خالل اس تراتيجية بعي دة
المدى ال من خالل نظرة آنية قريبة األجل.
ومن هنا يرى الكاتب أن يقدم بين يدي القارئ ،سواء أكان باحثًا أم مديرًا أم مثقفًا في المؤسسات
الخاصة أو العامة أو غير الربحية كتابًا حول التمكين بصفته مفهومًا إداريًا معاصرًا يركز على
إطالق طاقات اإلنسان وإمكانياته الذاتية بدوافع ذاتية .وسيقدم هذا الكتاب القرائن التي تبين أهمية
هذا الموضوع ومالءمته للباحث والمدير العربي على حد سواء .ويهدف أيضًا إلى استثارة
المدير في المؤسسة العربية والباحث في المراكز األكاديمية والجامعات العربية ،على طرق
أبواب هذا الموضوع الذي تم تجاهله في زمن ُكتب عنه الكثير ،وتمت ممارسته من قبل الكثير
من المنظمات في الدول المتطورة وفي زمن العولمة التي نحن جزء ال يتجزأ منها.
فهذا الكتاب يهدف بكل أمانة وإخالص بعيدا عن أهداف آنية أو قريبه األجل لتقديم معلومة من
نوع جديد تساعد القارئ العربي في محاولته التخلص من أعباء البيروقراطية واإلدارة التقليدية.
خطة الكتاب
يقع هذا الكتاب في تسع فصول شملت مفاهيم إدارية متنوعة ذات صلة بشكل مباشر وغير مباشر
في موضوع التمكين الذي يعد بمثابة مفهوما إداريا معاصرا .ه ذا وقد تم تخص يص الفصل
األول مقدمة لمفهوم التمكين ليشرح طبيعة التمكين والتط ورات الفكرية التاريخية ال تي أسست
لفكر التمكين في اإلدارة المعاصرة إضافة إلى شرح أساليب التمكين التي تحدث عنها العلماء في
الفكر اإلداري الحديث .أما الفصل الثاني فيوضح ركائز التمكين ومقوماته األساسية مثل المعرفة
والمهارة واالتصال والمعلوم ات والثقة بين أف راد المنظمة إض افة إلى موض وع الح وافز
والمكافآت .أما الفصل الثالث فقد تم إفراده للحديث عن نتائج تط بيق مفه وم التمكين وآث اره
-3-
وفوائده بالنسبة للمنظمة والفرد فيه ا .الفصل الرابع يتح دث عن موض وع التمكين وعالقته
بالخدمات ،وخاصة أن أهمية تطبيق مفهوم التمكين تتزايد في قطاعات الخدمات بشكل أكبر من
القطاعات التصنيعية.
Dادس ال ذي ينتقل
الفصل الخامس يشرح موض وع التمكين والتنظيم اإلداري يليه الفصل السD
للحديث عن التجارب والتطبيقات العملية لموضوع التمكين من خالل شركات نجحت في تطبيقه
وحققت النتائج التي تم اإلشارة لها في الفصل الثالث .أما الفصل السادس والسDDابع فيتطرق ان
لمواضيع ذات صلة بالعنصر البشري ورأس المال البش ري ودور العنصر البش ري في تنمية
المنظمات وتقدمها وتفوقها .ولقيادة التغيير دور هام أيضًا في تمكين الع املين وتنمية ق دراتهم
واالستفادة من مشاركاتهم في منظمات األعمال .هذا الموضوع تفاص يله ك انت واض حة في
الفصل الثامن من الكتاب أما الفصل األخير ،الفصل التاسع فيقدم للقارئ الع ربي رؤية ح ول
كل مختصر واقع التمكين في البيئة العربية والثقافة اإلسالمية ويُختتم الكتاب بخالصة تبين بش
العناصر والمفاهيم األساسية التي تم شرحها في الفصول التس عة من ه ذا الكت اب كما يوضح
النموذج اآلتي.
الفصل الخامس: الفصل الرابع: الفصل الثالث :آثار الفصل الثاني :ركائز الفصل األول:
التمكين والتنظيم الخدمات والتمكين وفوائد التمكين التمكين ومقوماته التمكين:
اإلداري مفهوم إداري
معاصر
-4-
جدول المحتويات
-5-
المنظمة المتعلمة (35................................)LEARNING ORGANIZATION
أساليب التمكين 38...........................................................................................
نظرية سيكولوجيا التمكينو (نظرية التمكين النفسي)38...............................................
تفويض السلطة أو الصالحية (39....................)DELEGATION OF AUTHORITY
أساليب التمكين المعاصرة40..............................................................................
أسلوب القيادة40.............................................................................................
أسلوب تمكين األفراد40....................................................................................
أسلوب تمكين الفريق40....................................................................................
مرحلة إدارة الجودة الشاملة والتمكين41...............................................................:
أسلوب األبعاد المتعددة{ في التمكين41.................................................................. :
آراء في التمكين42..........................................................................................
الخالصة 45..................................................................................................
الفصل الثاني 52.................................................................................................
ركائز التمكين ومقوماته52...................................................................................
مقدمة 54......................................................................................................
أوال :المعرفة والمهارة 54.................................................................................
أهمية المعرفة وإ دارة المعرفة؟56........................................................................
مستقبل اإلدارة 60...........................................................................................
ثانيا :االتصال وتدفق المعلومات62......................................................................
أنظمة االتصال غير الرسمية62.........................................................................:
عملية االتصال في المؤسسات الناجحة62.............................................................:
التمكين واإلدارة على المكشوف منهجاً إدارياً حديثاً . .OPEN BOOK MANAGEMENT
64
المصارحة باألرقام66......................................................................................
فوائد تطبيق مفهوم اإلدارة على المكشوف 66..........................................................
اإلدارة على المكشوف واالبتكار67......................................................................
خطوات تطبيق منهج اإلدارة على المكشوف 68.......................................................
مفهوم اإلدارة بالتجوال72..........MANAGEMENT BY WANDERING AROUND
االتصال العفوي72..........................................................................................
-6-
الثقة بالقيادة والتمكين75....................................................................................
العمل الجماعي والجماعة 76.................COMMUNITY AND TEAMWORK .
الثقة بالنفس (79.....................................................................)CONFIDENCE
أسس الثقة بالنفس79........................................................................................
دعم روح المبادرة وتشجيعها 81..........................................................................
صراع بين الموظف واإلدارة84..........................................................................
نتائج اإلدارة بالخوف 86...................................................................................
الثقة والروح المعنوية 89...................................................................................
الشعور بالسعادة في العمل شعور مؤقّت91.............................................................
رفع مستوى حماس العاملين93...........................................................................
المكاشفة وبناء الثقة بالنفس95.............................................................................
رابعا:الحوافز المادية والمعنوية 97.......................................................................
مفهوم التسويق الداخلي (101................................... )INTERNAL MARKETING
التسويق الداخلي والتمكين102............................................................................
التسويق الداخلي والموظف المباشر INTERNAL MARKETING AND FRONTLINE
103.................................................................................................STAFF
التسويق الداخلي والبيئة العربية 103.....................................................................
خالصة104..................................................................................................
الفصل الثالث109...............................................................................................
اآلثار المترتبة والفوائد الناجمة عن تطبيق مفهوم التمكين109.......................................
مقدمة 111....................................................................................................
نتائج التمكين112............................................................................................
نتائج خاصة بالموظف112................................................................................
أعباء التمكين 114...........................................................................................
-2نتائج خاصة بالنسبة للمنظمة115................................................................... .
-3نتائج خاصة بالزبائن 116............................................................................
التسويق بالعالقات 116..........................RELATIONHSIP MARKETING
-7-
الخالصة 119................................................................................................
الفصل الرابع 123...............................................................................................
الخدمات والتمكين123.........................................................................................
مقدمة 125....................................................................................................
ماهية الخدمات126.........................................................................................
خصائص الخدمات127....................................................................................
الجودة الشاملة للخدمات 128..............................................................................
أوالً :نموذج سلسلة الخدمة – الربح (.....)THE SERVICE PROFIT CHAIN MODEL
129
جودة الخدمة الداخلية 131..............................INTERNAL SERVICE QUALITY
نموذج مقترح للعالقة بين التمكين ورضا الزبائن133................................................
الخالصة 134................................................................................................
الفصل الخامس 139............................................................................................
التمكين والتنظيم اإلداري 139................................................................................
مقدمة 141....................................................................................................
اتجاهات تنظيمية{ معاصرة141...........................................................................
(الهايبراركي) ،HYPERARCHYهيكل تنظيمي معاصر150...................................
التفكير خارج الصندوق151............................................................................. :
التحوالت التنظيمية 153....................................................................................
العيش في عصر السرعة154.............................................................................
الخالصة 154................................................................................................
الفصل السادس 157............................................................................................
واقع التمكين من خالل :تطبيقات وتجارب رائدة 157....................................................
مقدمة 159....................................................................................................
رؤية المؤسسات ،ال رؤية المؤسسين(160...............)VISIONARY INSTITUTIONS
أسطورة الرجل العظيم168................................................................................
تجارب وحاالت أخرى من أرشيف الشركات الناجحة 171..........................................
-8-
التركيز على الربح قد يفقد المنظمة التركيز على اإلنسان 172......................................
أيديولوجية المنظمة(قيمها الجوهرية) 176..............................................................
ثقافة العمل في المؤسسات الممكنة للموظفين 179.....................................................
الخالصة 181................................................................................................
الفصل السابع 185..............................................................................................
رأس المال البشري 185.......................................................................................
(العنصر البشري واإلنتاجية) 185...........................................................................
مقدمة 187....................................................................................................
واقع العالقة بين المديرين والعاملين187................................................................
واقع العالقة بين المديرين والموظفين في المنظمات الناجحة 189..................................
العنصر البشري واإلنتاجية 190..........................................................................
العنصر البشري في واقع بعض المنظمات الناجحة191..............................................
رأس المال البشري في القرن الواحد والعشرون192.................................................
الميزة التنافسية والطاقات الكامنة في منظمات القرن الواحد والعشرين193......................
إطالق الطاقات الكامنة194................................................................................
التغيير في مصادر التفوق التنافسي195....................................................................
التكنولوجيا195..............................................................................................
الميزة التنافسية والميزة التقليدية198.....................................................................
أهمية العنصر البشري وكيفية إدارته-حاالت عملية199........................................... .
التدريب وتطوير مهارات العاملين201..................................................................
العمالة المؤقتة203..........................................................................................
أساليب إدارة الموارد البشرية المعاصرة واإلدارة الفاعلة لرأس المال البشري205.............
-1األمان الوظيفي206.....................................................................................
-االنتقائية في التعيين 207........................................................................ 2
-3األجور العالية209.....................................................................................:
-4الحوافز211..............................................................................................
استقاللية الموظف212 ............................................................................
-5الموظف المالك (213........................................)EMPLOYEE OWNERSHIP
-6تدفق المعلومات213.....................................................................................
-9-
-7المشاركة والتمكين{215.................................................................................
-8روح الفريق ،وهيكلة الوظيفة 216...................................................................
-9التدريب وتطوير المهارات 217......................................................................
.10المساواة االجتماعية 219...........................................SOCIAL EQUALITY
.11تقليل الفرق في األجور (221................................)WAGE COMPRESSION
.12الترقية من الداخل (222............................)PROMOTION FROM WITHIN
الممارسات السلبية في إدارة الموارد البشرية223.....................................................
الخالصة224...............................................................................................:
الفصل الثامن229...............................................................................................
رأس المال البشري 229.......................................................................................
(التمكين وعامل المعرفة)229................................................................................
المقدمة231......................................................................................................
- 11 -
قائمة الجداول
جدول 1أشكال العالقة بين الموظف واإلدارة22...........................................................
جدول 2التصنيفات المتعلقة بموظف المعرفة55...........................................................
جدول 3مقارنة بين النموذج اإلداري الحديث والنموذج القديم من خالل بعض الممارسات
اإلدارية التقليدية وما يقابلها من ممارسات حديثة58............................................. .
جدول 4التحول من الممارسة التقليدية في اإلدارية إلى الممارسة المعاصرة60....................:
جدول 5ازدهار الخدمات مقارنة مع المنتجات126....................................................
قائمة األشكال
شكل رقم 1ماسلو للحاجات30.................................................................................
شكل رقم 2سلسلة الخدمة-الربح-نموذج 128......................................HESKETT ET AL
شكل رقم 3نموذج مقترح في التمكين132..................................................................
شكل رقم 4الهيكل التنظيمي المعاصر141.................................................................
شكل رقم 5مقارنة بين الهيكل المنبسط والعمودي145..................................................
شكل رقم 6التظيم األفقي145.................................................................................
قائمة الحاالت
حالة 1في المباريات الرياضية 70............................................................................
حالة 2شفافية المكاتب73.......................................................................................
حالة 3المركز الصحي95.....................................................................................
حالة 4التمكين{97................................................................................................
حالة :5النزالء االستراليين 98...............................................................................
حالة 6قيم جوهرية 176........................................................................................
حالة 7موظف المستشفى 232.................................................................................
حالة 8قصة في التمكين 251..................................................................................
- 12 -
الفصل األول
مقدمة في التمكين
مفهوم التمكين وطبيتعه :المداخل
والطروحات.
- 13 -
- 14 -
- 15 -
المقدمة
يعد الجانب اإلنساني وإدارة الموارد البشرية موضوعًا هامًا ،ألن اإلنسان هو المسئول
ات أو دولة األول واألخير عن الفشل والنجاح ألي شركة من الشركات أو مؤسسة من المؤسس
من الدول .لذلك كان االهتمام به وبإدارته وبتوجيهه وتحفيزه ،من أهم األمور التي تك اد تف وق
أهميتها كل القضايا األخرى المتعلقة بالمال والتكنولوجيا والهيكل والتصميم ،وغيرها من األمور
الملموسة (.)Pfeffer, 1994
تكمن في اإلنسان معالم غير ملموسة كثيرة ،فيصعب معرفة كنهه وعوالمه وأعماق ه ،وهو بحر
من المواقف واالنطباعات والغرائز والدوافع التي ال ترى ،وتصعب مالحظتها وتحت اج إلى من
يسبر أغوارها ،وقبل ذلك تحتاج إلى من يقف ويقدر أهمية التعامل معها.3
إن القضايا المتعلقة بالبعد البشري كثيرة جدا ،وإدارة الم وارد البش رية موض وع مع روف
ومطروق في كتب اإلدارة بأشكال كثيرة متعددة ،تُجمع في مجملها على أهمية االختيار واالنتقاء
ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،وتطوير اإلمكاني ات والت دريب والمحافظة على
الموظفين وإعطائهم الحوافز والمكاف آت المادية والمعنوية ،إلى غيرذلك من أس اليب التحف يز
وتطوير األداء والعالقات العمالية.
لكنه يبرز من بين هذه القضايا موض وع ما زالت اإلدارات العالمية في ش ركات الع الم غربا
ام ورعاية أحيانا ثانية، وشرقا تتناوله بحذر مرات وبشكوك مرات أخرى وريبة أحيانا وباهتم
وهو موضوع التمكين في اإلدارة.
وما كان هذا الشك واالهتمام والريبة ليحدث لو أنّ األمر متعلق بتطوير تكنولوجيا جديدة ،أو في
زيادة أرباح المنظمات أو الحصول على عدد أكبر من العمالء أو زيادة حصص المساهمين ،أو
غيرها من األمور الملموسة التي ال تعد وال تحصى.
تى بين ولكن عندما يتعلق األمر بقضية سياسية كالسيطرة والنفوذ ،فإن الصراعات ال تنتهي ح
الدول على النفوذ والسيطرة والقوة والسيادة .وموضوع التمكين هو موضوع نفوذ وإعادة توزيع
لذلك النفوذ.
وال يختلف األمر لدى المؤسسات فقضية تمكين اإلنسان بحق ،معناها إعادة هيكلة مراكز القوى
وإعادة توزيع للسلطة ولحقوق التصرف واتخاذ القرار .وهنا تصبح العملية صعبة ومعقدة أحيانا
وتحتاج إلى تفكير وإعادة نظر .فتط بيق مفه وم التمكين في المنظمة يحت اج إلى تغي يرات
- 16 -
وتعديالت متعددة؛ منها سلوكية ونفسية وإدارية وسياسية وسلطوية ،ومنها إعادة لهيكلة المنظمة
كذلك.
وتثير بعض الدراسات 4شكوكا وأسئلة حول واقعية تطبيق مفهوم التمكين في اإلدارة ،وص عوبة
تطبيقه على أرض الواقع ،وعلى الرغم من هذه الشكوك فهنالك شركات عالمية ومؤسسات كبيرة
وصغيرة بدأت تمارس هذا المفهوم وتطبقه ،وتجد مردودا إيجابيا ليس على المستويات المعنوية
(مثل رضا العاملين ووالئهم) فحسب ،بل على المستويات المادية مثل األرباح واإليرادات كذلك.
وبالمقابل هنالك شركات ومؤسسات حاولت تطبيق المفه وم ولكنها فش لت ،ولم تحقق النج اح
المتوقع .وأخرى لم تحاول مستفيدة من تجارب اآلخرين الفاشلة.
وفي الجانب األكاديمي هنالك باحثون وعلماء استجابوا للنتائج األخ يرة ،وأك دوا مثل Chris
وهم وخيال ال جدوى منه وآخرون كثر أكدوا عكس ذل ك ،أي أن التمكين
أن التمكين ْ
ّ Argryis
5
هو أساس للتقدم والرقي والنجاح وعلى أنه واقعي ،ويمكن تطبيقه وتنفيذه في منظمات األعمال
هذه الجدلية على المستوى األكاديمي ،وعلى المستوى اإلداري ،أي على مس توى المؤسس ات
وعلى المستويات المختلفة ،تعطي أهمية خاصة في تسليط الضوء على ه ذا المفه وم ،لمحاولة
رات سبر أغواره بطريقة علمية ،ومن ثم إبراز رأي موضوعي متكامل من خالل دراسة لعش
الكتب ومئات المقاالت األكاديمية والعلمية التي تناولت الموضوع من جوانب وزوايا متعددة.
أهمية الموضوع
هذا الموضوع ليس موضوعا يكتب به لترفيه المدير أو إثراء معلومات الق ارئ أو الب احث أو
لترف فكري ،وإنما هو موضوع في غاية الجدية في زمن العولمة وثورة المعلوم ات والث ورة
الرقمية والثورة المعرفية ،وغيرها من المستجدات المتسارعة التي ال تنتظر اإلنسان ال ذي يفكر
ببطء وال ذلك المدير المتردد.
ات وهذا الموضوع ليس للتسلية إنه في غاية األهمية وهذا الكالم ليس من أجل التسويق أو لغاي
ايا مهمة الدعاية أو إلثارة األهمية ،فموضوع التمكين له أهمية خاصة الرتباطه بمجموعة قض
ة، على رأسها موضوع الالمركزية اإلدارية ،والجودة الشاملة ،وإعادة الهندسة ،وإعادة الهيكل
اح وعمل الفريق ،والمؤسسة المتعلمة ،والمؤسسة األفقية ،وغيرها من القضايا التي تتعلق بنج
- 17 -
المؤسسة وتفوقها وقدرتها التنافسية .فهذه المف اهيم لها عالقة وثيقة بموض وع التمكين وه ذه
سببا أو نتيجة.
العالقة تكاد تكون في بعض األحيان إما ً
فالفرضية المطروحة أمام الباحث ،والمدير ،وأمام القارئ بشكل عام وببساطة تتمثل في:
"إنّ مزيدا من التمكين يؤدي إلى مزيد من النجاح اإلداري ،ولكن بشروط ال بد من توافرها".
لذلك سيتم إفراد فصول مستقلة لشرح مفصّل ألهم المقومات التي ال بد من توافرها ،إض افة إلى
النتائج ال تي يمكن تحقيقها من خالل ممارسة مفه وم التمكين وتنفي ذه بص فته منهجًا إداريًا
معاصرًا.
ماهية التمكين
6
من أهم التعريفات التمكين وأوضحها هو ما جاء عند )Bowen and Lawler, (1992; 1995
" التمكين يتمثل في إطالق حرية الموظف ،وهذه حالة ذهنية ،وسياق إدراكي ال يمكن تطويره
بشكل ُيفرض على اإلنسان من الخارج بين عشية وضحاها .التمكين حالة ذهنية داخلية تحتاج
إلى تبني وتمثُل لهذه الحالة من قبل الفرد ،لكي تتوافر له الثقة بالنفس والقناعة بما يمتلك من
قدرات معرفية تساعده في اتخاذ قراراته ،واختيار النتائج التي يريد أن يصل إليها".
وقبل مناقشة تعريف مصطلح التمكين ،البد من االعتراف بأن هنالك آراء مختلفة حول التعريف
إال أنها تجمع في أغلبها على أن التمكين يتمحور حول إعطاء الموظفين صالحية ،وحرية أكبر،
في مجال الوظيفة المحددة ال تي يق وم بها الموظف حسب الوصف الخ اص بتلك الوظيفة من
ناحية ،ومن ناحية أخرى منحه حرية المشاركة وإبداء الرأي في أم ور في س ياق الوظيفة ،أي
خارج إطار الوظيفة.7)Cogner and Kanungo، 1988، Bowen and Lawler، 1992(.
والتمكين لدى البعض ينظر إليه على انه تحرير اإلنسان من القيود ،وتشجيع الف رد ،وتحف يزه،
ومكافأته على ممارسة روح المبادرة ،واإلبداع.8)Zemke and Schaaf,1989, 65( .
حاب والتمكين عند آخرين هو عدم القيام باألشياء على أساس القوانين الجامدة بحيث ينظر أص
التمكين إلى القوانين على أنها وسائل مرنة لتحقيق غاي ات المؤسسة وأه دافها .ولكن الم دير
ذلك تفعل البيروقراطية البيروقراطي التقليدي ينظر إلى القوانين على أنها غاية ووسيلة معًا .ل
ارمة فعلها في كبح جماح اإلبداع والتفكير المستقل ،ولكن التمكين يحرر الفرد من الرقابة الص
والتعليمات الجامدة والسياسات المحددة ،ويعطيه الحرية في تحمل المس ؤولية عن التص رفات
واألعمال التي يقوم بها ،وهذا بدوره يحرر إمكانيات الفرد ومواهبه الكامنة ال تي حتما س تبقى
غير مفعّلة ومستغلة في ظل البيروقراطية الجامدة واإلدارات المستبدة.
- 18 -
فال يمكن االستفادة من مواهب الفرد وقدراته وإمكانياته ،ال للمؤسسة وال للفرد نفسه مما ي ؤدي
إلى إهمال هذه القدرات وضياعها وموتها في النهاية (.9)Carlzon، 1987
وهناك من وصف التمكين على أنه حاله ذهنية ( Bowen and Lawler, 1995; Berry,
( .11)Rafiq and Ahmed, 1998لدرجة أن الموظف الذي يمتلك هذه الحالة الذهنية 10
)1995
( )State of Mindيمتلك الخصائص اآلتية التي يمكن أن نطلق عليها خص ائص الحالة
الذهنية للتمكين والتي تشتمل على:
.1الشعور بالسيطرة والتحكم في أدائه للعمل بشكل كبير.
.2الوعي واإلحساس بإطار العمل الكامل (أي األعمال واألشياء ال تي ت دور في ذلك العمل
الخاص الذي يقوم به الموظف).
.3المساءلة والمسؤولية عن نتائج أعمال الموظف.
.4المشاركة في تحمل المسؤولية فيما يتعلق بأداء الوحدة ،أو الدائرة ،وح تى المؤسسة ال تي
يعمل بها.
إن ما يساهم في توضيح أهمية التمكين بشكل أكبر ،أن نرى بأن التمكين يعطي الفرد مزي دا من
المسؤولية المناسبة للقيام بما هو مسؤول عنه (أي إعطاء اإلنسان األقرب للمش كلة مس ؤولية
كاملة وحرية للتصرف في المشكلة ألنه أو ألنها أقرب الناس للمشكلة وأكثرهم احتكاكًا وت أثيرًا
بمشكلته أو مشكلتها) .مث ال على ذلك موظف البنك ( )Tellerال ذي يحتلك بش كل مباشر مع
الزبائن فهو أقرب من مديره لمشكلة الزبائن واألقدر على فهم ما يريد الزبون.
ويؤيد الكاتب ما جاء به Randolph and Sashkin (2002) 12من أن التمكين هو االعتراف
بحق الفرد بالحرية والتحكم ،وهذا األمر يمتلكه اإلنسان بما يتوافر لديه من إرادة مستقلة وخبرة
ومعرفة ودافع داخلي
فهنالك بون شاسع بين من يمتلك إرادته ومن ال يمتلكها ،ومن يتحمل المسؤولية ومن ال يتحملها،
ومن هو جدير بالثقة ومن هو غير جدير بها .والقائمة ال تنتهي .فإذا جرّدنا الفرد في أي س ياق
اجتماعي وتنظيمي من هذه المقومات ،فسيكون في هذا تكريس لالنصياع والالمسؤولية والشعور
بعدم األهمية .والشعور بعدم االستقاللية والشعور بفقدان أي معنى للوظيفة والش عور ب النقص
وتكريس الشعور بالتبعية وعدم القدرة على التصرف .ه ذه النت ائج ال تب دو مُحبطة للموظف
فحسب ،ولكنها أيضًا نتائج عكسية على المؤسسة التي تم ارس في ه ذه الحالة جهدًا أك بر في
- 19 -
الرقابة والتأكد والمتابعة بدالً من الثقة التي تعطي مجاالً لإلدارة والمدير ليقوم بأشياء أكثر أهمية
من مراقبة أتباعه والتأكد من أنهم يعملون وال يلعبون.
Lashely هذا وقد حاول بعض العلماء وضع تعريفات متباينة للتمكين ،فمثال ق ام (1999) 13
بتعريف التمكين من خالل تقسيمه إلى عدد من األصناف مث ل؛ التمكين بواس طة المش اركة،
والتمكين من خالل المساهمة في اتخاذ القرار والمش اركة في تحمل المس ؤولية ،والتمكين من
خالل االنتماء مع ما يتضمنه من انتماء ألهداف المؤسسة .ويؤخذ على هذا التعريف بأنه لم يحدد
تعريفا ومفهوما محددا للتمكين معتمدا بدال من ذلك على عدد من النتائج أو المقومات التي تساهم
في خلق المناخ المالئم للتمكين ،وال يمكن بحال من األحوال أن تتم عملية التمكين دون مقومات
المشاركة والتفاعل واالنتماء الذي ينسجم مع الشعور بالمسؤولية وتحقيق األه داف .ف التمكين
يقود الفرد إلى الشعور باالنتماء المعنوي للمؤسسة واالنتماء الم ادي ،وكل منه ا مكمل لآلخر،
ويترك كل منها آثارًا إيجابية على نفسية الموظفة أو الموظف وشعورهما باألهمية في المؤسسة
إن التمكين وباالعتبار والتقدير ،ألن التمكين وخاصة عندما نتحدث عن المؤسسات الخدمية ،ف
اكلهم ،ليس يساهم في جعل المؤسسة أكثر قربًا من الزبائن وأكثر مسؤولية تجاههم في حل مش
فقط خالل عملية البيع ،بل في ما يسمى بخدمات ما بعد البيع والخدمات المكملة لصفقة البيع التي
أصبحت تستثمر لرفع مستوى العالقة بين الزبائن والمؤسسات على المدى الطوي ل ،وفي ه ذه
ته على حد العالقة فإن التمكين يعطي الموظف الروح التي تمكنه من االنتماء لزبائنه ولمؤسس
سواء.
اتهم أما في العالقة اإليجابية السلبية فتكون اإلدارة عالقتها مع الموظفين إيجابية وتقدر احتياج
ومشاكلهم ،ولكن ال ينعكس ذلك على أدائهم في التعامل مع الزبائن ،وهذه حالة شاذة وس ببها قد
يكون سوء اإلدارة في بعض أو معظم الممارسات المتعلقة بإدارة الموارد البش رية ،مثل س وء
التعيين واالنتقاء والتدريب وغيرها من ممارسات سلبية.
- 21 -
وأما في العالقة السلبية اإليجابية ،فعندما تمارس اإلدارة أساليب غير سليمة وغ ير مناس بة في
التعامل مع الموظف وال تلبي احتياجاته أو تعتني بمشاكله ،ولكنه بالمقابل يقوم بأداء مهام وظيفته
بشكل مناسب .وهذه األخيرة تحدث بشكل خاص في المؤسسات الخدمية التي يتعامل فيها قطاع
عام من الموظفين مع الزبائن وجهًا إلى وجه ،ولكن هذه العالقة بشكلها السلبي اإليجابي ال تدوم
طويالً ،وهذه العالقات أشار إليها وأكد عليها بشكل مباشر أو غير مباشر علم اء في الم وارد
البشرية والخدمات مثل ( .14)Bowen and Schneider, 1981; 1983; 1993والجدول اآلتي
يبين باختصار شكل هذه العالقات المختلفة.
جدول 1أشكال العالقة بين الموظف واإلدارة
عالقة الموظف مع األداء أنواع العالقات بين اإلدارة اإلدارة /مع الموظف /مع
الزبائن (مثاالً) الزبائن الموظف والموظف والنتائج
فاإلدارة الناجحة هي تلك اإلدارة ال تي تق وم بتش خيص طبيعة العالقة بين الم دير أو اإلدارة
والموظف من ناحية ،وبين الموظف ونتائج األداء أو الزبائن من ناحية أخرى .وهذا يحتاج إلى
استقصاء اآلراء واالنطباعات لمعرفة رأي كل ط رف من أط راف العالقة ب اآلخر ،وما هي
التوقع ات ال تي يتوقعها كل من اآلخ ر .وتحت اج إلى ممارسة مزيد من الش فافية والواقعية
والصراحة لبناء النوع الثاني من العالقات ،وهو التوافق اإليجابي الذي يحتاج إلى مقوم ات من
وظفين ،لينعكس التمكين والمشاركة والثقة ،لكي تتمكن اإلدارة من بناء عالقات إيجابية مع الم
بشكل إيجابي ومتميز على الزبائن أو اإلنتاج.
فمفهوم التمكين من المفاهيم المعاصرة التي ترتقي بالعنصر البشري في المنظمة المعاصرة إلى
مستويات راقية من التعاون وروح الفريق والثقة بالنفس واإلب داع والتفك ير المس تقل وروح
المبادرة .ويبين هذا الفصل وفصول أخرى ،وإن اختلفت التعريفات والمف اهيم ،ب أن ج وهر
- 22 -
التمكين يتمركز حول منح المرؤوس حرية في أداء العمل ومشاركة أوسع في تحمل المس ؤولية
ووعي أكبر بمعنى العمل الذي يقوم به.
والتمكين يحتاج إلى مقومات طويلة المدى من العالقة اإليجابية والثقة والش عور بالش راكة بين
اإلدارة والموظف أو العامل .والتمكين ليس بمجرد تفويض صالحيات أو مسؤوليات ،وإنما هو
حالة من الشعور بالمساواة ضد مبدأ الطبقية في التعامل ،بحيث يعترف المدير بالموظف ودوره
ال{{ذي يق{{وم ب{{ه دون تقلي{{ل ألهمية ذل{{ك ال{{دورVan Oudtshoorn and Thomas، 1993،( 15
.)Spreitzer، 1995، Thomas and Vethouze، 1990، Cogner and Kanungo، 1988
المحاور اآلتية من هذا الفصل ستتركز حول موض وع التمكين في الفكر اإلداري والتط ورات
التاريخية في فكر التمكين ومن ثم شرح أساليب التمكين المتباينة.
- 23 -
التمكين في الفكر اإلداري
بدأ مفهوم التمكين المعاصر يتبلور في أدبيات اإلدارة وفي ممارسة بعض المؤسس ات في البيئة
الغربية بعد التسعينات من القرن العشرين .فلم يظهر فكر التمكين بش كل مف اجئ ،وإنما ظهر
نتيجة تراكمية وتطّورية عبر ما يزيد عن مائ ة ع ام من التط ور في الفكر اإلداري بمفاهيمه
ان المختلفة بشكل عام ،وبالمفاهيم التي تتعلق بإدارة الموارد البشرية وإدارة العالقات مع اإلنس
داخل المؤسسة (العاملين) أو خارج المؤسسة ( الزبائن).
من هنا ،سيتطرق هذا الجزء من الفصل األول ألهم مالمح التطور والتدرج في مفاهيم ونظريات
الفكر اإلداري من خالل بعض المفكرين والفالسفة الذين س اهموا أكاديميا ،وعلميا في تط وير
نظريات ظلت ترتقي بالفكر حتى مهدت السبيل لمفاهيم ومص طلحات ،ترتبط بش كل مباشر أو
غير مباشر بمفهوم التمكين المعاصر.
المراحل التاريخية
من أهم المراحل التاريخية في الفكر اإلداري الحديث واألساليب التي رافقت تلك المراحل:16
.1النظريات التقليدية (األساليب الكالسيكية) في اإلدارة.
.2األساليب السلوكية في اإلدارة.
.3األساليب الحديثة في اإلدارة.
.4ما بعد األساليب الحديثة في اإلدارة.
.5أساليب أخرى في اإلدارة.
يعود الفكر اإلداري إلى أحقاب تاريخية ضاربة في التاريخ ،ألن اإلنسان خلقه اهلل واس تخلفه في
األرض ومنحه ق درة على التخطيط والتنظيم والقي ادة والرقابة والمتابعة والتنس يق وتوظيف
الموارد ،والعمران على خالف بقية المخلوقات التي خلقها اهلل سبحانه وتعالى .فصفة التدبير أي
اإلدارة هي حالة فطرية في اإلنسان منذ أن أوجد اهلل سبحانه وتعالى آدم عليه السالم .وهذا األمر
ب ديهي وال يحت اج إلى أدلة علمية أو تاريخية ،ولكن بعض العلم اء أرّخ وا لبعض المراحل
التاريخية مثل Daniel Wren (1993)17الذي أرجع مراحل التطور في اإلدارة إلى عهد
السومريين ،أي ما قبل 5000عام قبل ميالد المسيح عليه السالم ،وذلك عندما استخدموا عملية
التوثيق في السجالت لمساعدة الدولة والمؤسسات التجارية في عملياتها اإلدارية .واإلدارة كانت
اء الواحد منها عشرين عاما أيضا مهمة في عهد الفراعنة عندما بنوا االهرامات التي تطلّب بن
- 24 -
وعشرات اآلالف من العاملين .إنّ هؤالء العاملين وأعدادهم الكبيرة ما كانت لتنجز مشروعا في
غاية العظمة والدقة والجمال دون توجيه وتنظيم وتفكير مبدع خالق.
وفي التاريخ اإلسالمي ظهرت مصطلحات وممارسات ،إدارية منها مفاهيم إلهية مثل الش ورى
ومنها مفاهيم احتاج المسلمون إلى استنباطها مثل الدواوين ،مثل ديوان الحسبة وغيرها.
وفي القرن السابع عشر بدأت الثورة الصناعية وظهرت معها أفكار آدم سميث ح ول الكف اءة
اإلنتاجية من خالل مبادئ التخصص وتقسيم العمل .وقد ب دأت اإلدارة ونظرياتها تتبل ور في
الكتب واألبحاث والجامعات والمؤتمرات العلمية مع بداية القرن العشرين ،من خالل الم دارس
الكالسيكية وتالها السلوكية والنظريات الحديثة.
أما النظريات الكالسيكية فقد كان في مقدمتها نظرية اإلدارة العلمية ال تي ج اء بها المهن دس
فريدريك تيلور ( )Fredrick Taylorفي عام .1911
- 25 -
تتحقق من خالل دراسة خطوات العمل وتحديد الخطوات الض رورية واإلبق اء عليها وتحديد
الخطوات غير الضرورية وإلغائها ،فتبقى الطريقة المثلى لتأدية أي عمل يقوم به العامل.
أما التمكين ونظرية اإلدارة العلمية فعلى طرفي نقيض ،ولم يكن أصال مفه وم التمكين معروفا
في ذلك الوقت ،وما ورثه فردريك تيلور من الثورة الصناعية من آدم س ميث يتن افى أصال مع
مبدأ التمكين في اإلدارة المعاصرة .النظرة التي ك انت س ائدة تج اه العامل على أنه آلة يجب
ضبطها بالطريقة المثلى إلنجاز أكبر كم من اإلنتاج ،حتى لو تطلب األمر تقديم حوافز للع املين
من أجل زيادة إنتاجيتهم فقط ،ومن أجل زيادة الكفاءة وتحسين مستوى اإلنتاج ،وخاصة أن ما يتم
إنتاجه يتم بيعه ،فمستوى الطلب في تلك الفترة من الزمن كان كبيرا من قبل مجتمع المس تهلكين
المتعطش للمنتجات الصناعية.
لذلك كان الفكر السائد في تلك الفترة من الزمن بعيدا عن مفهوم التمكين أو حتى التفويض ،وذلك
بسبب الظروف التي كانت سائدة في تلك الف ترة وخاصة ض عف المف اهيم ذات العالقة بالبعد
اإلنساني وسيطرة المفاهيم ذات البعد المادي .و على ال رغم من ذلك فنظرية المب ادئ العلمية
تضر ،على المدى البعيد ،حتى في البعد المادي ال ذي طالما أسس له فردريك ت ايلور ،بس بب
أم المغاالة في مبدأ الطريقة المثلى التي جاء بها والتي تؤدي بالعامل إلى الشعور بالملل والس
تطيع أن يحيد عنها قيد أنمله ،فضال عن أنها ال واإلرهاق من إتباع أساليب محددة وثابتة ال يس
ات تترك للفرد مجاال للتفكير الخالق وخلق بدائل مختلفة لحل المشكلة .وما تزال هنالك مؤسس
ام بها دون أي تطبق مبادئ اإلدارة العملية إلى وقتنا الحاضر ،بوضع قواعد محددة للعامل للقي
مجال من المرونة أو التفاوت ،وذلك من أجل ضمان نتائج محددة تحديدًا مسبقا.
النظريات التقليدية يجد درجة عالية من التركيز على تحقيق الضبط والنظام والثب ات في العمل،
ولكن ال يجد مجاال فيها لمنح الموظف أي دور في المشاركة وإبداء الرأي أو حرية التصرف.
أما ماري باركر فوليت وأفكارها اإلنسانية التي قدمتها في تلك الحقبة فقد سبقت زمانها بعقود
طويلة كما وصفها .Peter Drucker
- 26 -
ماري باركر فوليت ()Mary parker Follett
لقد كان صوت Follettالصوت الوحيد المختلف في عهد المدارس اإلدارية التقليدية الذي تميز
عن بقية األصوات 20وإذا كان Taylorيدعى ب أبي اإلدارة العلمية ،ف إن Follettك انت كما
يصفها Peter Druckerأم اإلدارة .فقد تحدثت في مواضيع في أوائل القرن الماضي ،ينظر
إليها على أنها حديثة حتى في وقتنا الحاضر .فتناولت مواضيع مثل التعاون والعمل الجم اعي،
ونظرت إلى المؤسسات على أنها مجتمعات متعاونة علبها أن تعمل لتحقيق أه داف مش تركة.
وشجعت العاملين والمديرين على العمل بتوافق وتعاون وانسجام دون سيطرة جهة على أخرى.
وأكدت أهمية الحرية في التعبير وأهمية التعاون لحل الخالف في العم ل .ورأت بأنه من واجب
المدير أن يساعد الناس في المنظمة على التعاون معا وتحقيق التكامل في المصالح واألهداف.
تبرز هذه المقاالت إيمان وفي مجموعة من المقاالت التي تم جمعها وتوثيقها عن Follett
21
تلك المرأة الكبير بدور الموظف في المنظمة كمالك لها ،لخلق شعور بالمسؤولية الجماعية تج اه
العمل وتجاه أهداف المنظمة واليوم وبعد ما يقارب من مئة عام ب دأت أدبي ات اإلدارة تن اقش
"Employeeو "المش اركة في ال ربح" و " مواضيع مثل "الموظف المالك" "Ownership
المشاركة في المكاسب" .وهذا يؤكد اهتمام ه ذه العالمة بالبعد اإلنس اني في العمل ،من خالل
نظرة متوازنة بين أهداف العمل وأهداف وحاجات اإلنسان .على أي حال ،كانت أفكارها متميزة
ومتقدمة على الحقبة التي كانت تعيشها وهذا يدل على أن االهتمام بالجانب اإلنس اني وتنميته ال
يرتبط بزمان أو مكان أو فكر معين.
- 27 -
هنا مبالغة في التشدد والبطء في اإلجراءات والجمود في القوانين .وكان جل هدف وغاية المفكر
البيروقراطي هو تحقيق النظام والكفاءة والعمل الجاد والبعد عن المصالح الشخص ية لحس اب
مصلحة المنظمة .وهذه الغايات مهمة جدا في حياة المنظمات ،وهنالك الكثير من المنظم ات في
ؤال العالم التي أصبحت منذ ذلك الوقت تأخذ بالنظريات البيروقراطية وتستفيد منها .ولكن الس
الذي يطرح نفسه هو :هل نستطيع أن نعتبر البيروقراطية وغيرها من النظريات الكالسيكية هي
الحل المناسب لمنظمات القرن الواحد والعشرين بعد التغيرات الكبيرة التي حدثت في الع الم من
حيث التغيرات التكنولوجية والمعلوماتية واالجتماعية وتغ يرات العولم ة؟ .وهل البيروقراطية
تفي بالغرض في ظل هذه التغيرات والتطورات؟ .وهل تلبي متطلبات موظف المعرفة وموظف
المهارة والموهبة؟ وهل تفي في ظل الدعوة إلع ادة هيكلة المنظم ات أفقيا ب دال من هيكلتها
عموديا كما كان سائدا في زمن الفالسفة الكالسيكيين؟
لم تنتظر هذه التساؤالت زمنا طويال ،فقد بدأت تتفاعل منذ عام 1920مع بداية بروز حرك ات
جديدة توجه انتقاداتها لمبادئ اإلدارة الكالسيكية التي ال يحظى فيها الج انب اإلنس اني بحض
وافر ،فظهرت النظريات السلوكية.
- 28 -
-1دراسات هوثورن وحركة العالقات اإلنسانية.
-2نظرية الحاجات لماسلو
-3نظرية X and Yل دجلوس ماكقريقور (. )Douglas McGregor
-4الشخص ية البالغة ل دى ك رس آرق ريس (خط وة هامة ج دا تج اه التمكين)Chris(.
)Argyris
- 29 -
Argyrisوغيرها من النظريات التي بدت تمهد الطريق بشكل تدرجي نحو التمكين ورفع سوية
العنصر البشري في منظمات األعمال.
الحاجات االجتماعية
حاجات األمان
الحاجات الفسيولوجية
وظهرت مقدمات هامة جدا مثل إثراء العمل وتوسيع العمل وإشراك العامل في المشورة واتخاذ
القرار؛ لتحسين صورة المنظمات التجارية بشكل خاص بعدما استغرقت لعدة عقود في عمليات
اإلنتاج والتسويق والربح وتحقيق أكبر حصة سوقية ممكنة ،وقد ظل حجم الطلب يزيد عن حجم
العرض لفترات زمنية طويلة.
الجوانب فحان الوقت في بداية الخمسينات من القرن الماضي للتحول التدريجي نحو االهتمام ب
اإلنسانية ،أمال بتحقيق تميز ونمو في المنظمات من نواحي اقتصادية ونواحي إنس انية على حد
سواء ،فظهرت نظرية ماسلو الشهيرة في تقسيم حاجات اإلنسان إلى خمسة أقسام ،كما هو مبين
في الشكل رقم واحد أعاله.
- 30 -
إن متابعة وتقصي دوافع وحاجات وهموم الع املين أفضى إلى دراسة قض ايا خاصة وأك ثر
تحديدا ،تتعلق في مشاركة العاملين في اتخاذ الق رار وتحمل المس ؤولية وت دوير العمل (Job
)Rotationوتفويض الصالحيات وتوسيع العمل ( )Job Enlargementو إثراء العمل (Job
، )Enrichmentوغيرها من األمور التي بدأت تظهر في أدبيات اإلدارة ،وفي مقدمة هذه
المفاهيم المعاصرة في زماننا هذا مفهوم تمكين العاملين .ومن أهم المفاهيم ال تي س اهمت في
تسريع الخطوات نحو التمكين نموذج الخصائص المحورية.
نم وذج الخص ائص المحورية)Core Characteristics Model ( 25
Greg Oldham يحدد في هذا النموذج كل من Richard Hackmanو
خمس خصائص هامة لوصف الوظيفة ذات المعنى والقيمة الكبيرة:
.1تنوع المهام -عندما تحتوي الوظيفة على أنشطة متعددة وعن دما تتطلب
من العامل مهارات ومواهب مختلفة.
.2هوية الوظيفة -عندما تتطلب الوظيفة من العامل القي ام بمه ام الوظيفة
بالكامل ،من ألفها إلى يائها دون القيام بعمل مبتور ،أو بجزء من العمل.
.3أهمية المهام -عندما تترك الوظيفة أثراً على اآلخرين داخل أو خ ارج
المنظمة (أي أن يكون للوظيفة دور في التأثير في حياة اآلخرين).
.4االستقاللية في العمل -عندما تمنح الوظيفة حرية للعامل واس تقاللية في
العمل وحرية في التصرف في تخطيط العمل وجدولته وتحديد إجراءات
العمل.
.5التغذية الراجعة -عندما يحصل العامل على معلوم ات بش كل مباشر
وواضح عن نتائج عمله ونتائج أدائه.
أن األف راد ال ذين تتوافر
تؤكد هذه النظرية التي جاءت لتعزز نظرية إث راء العملّ ،
عندهم الخصائص الخمس السابقة سيكون لديهم إثراء العمل كبيرًا ،وهذا يتطلب وجود
حاجة عند هؤالء لإلنجاز والتميز .أما األفراد الذين ال تت وافر عن دهم تلك الحاجة أو
تلك الرغبة فلن يكون بمق دورهم إث راء العمل؛ ألنهم ال يتمتع ون بدرجة عالية من
الخصائص الخمس المذكورة.
- 31 -
نظرية X and Yلصاحبها ( Douglas McGregorخطوة هامه تجاه التمكين).
تأثر ( )Douglas McGregorبأفكار Maslowودراسات هوثورن ،فقدم إضافة جديدة لحركة
العالقات اإلنسانية من خالل كتاباته ،وخاصة في كتابه "الوجه اإلنس اني من المش روع" (The
، )Human Side of Enterpriseمن خالل نظريته التي سماها نظرية Xو .Yولكل من
Xو Yافتراضات؛ ففي حين يفترض المدير الذي يتب نى نظرية Xأن العامل كس ول ويفتقد
لروح المبادرة وتحمل المسؤولية ،فإن المدير الذي يتبنى نظرية Yيحمل افتراض ات مغ ايرة
تماما ،فيرى في مرؤوسيه حب العمل وروح المبادرة والرقابة الداخلية والقدرات الخالقة وحب
التميز.26
ما يميز نظرية ماكريقر أمر في غاية األهمية ،وهو السلوك بشكل يوافق توقع ات اآلخ رين (
)Self-Fulfilling Prophecyأي أن الفرد قد يتأثر مع مرور الوقت بتوقعات اآلخرين تجاهه،
فتنسجم وتتوافق سلوكياته مع توقعاتهم .فالمديرون من أنصار نظرية Xيتصرفون بطرق فيها
مستويات عالية من السيطرة واإلشراف المباشر ،بشكل ال يدع لمرءوس يهم مج اال من حرية
التصرف ،أو االستقاللية في العمل .وهذا النوع من القادة يخلق موظفين سلبيين واعتماديين وال
يعملون إال بحسب ما يطلب منهم .أما المديرون من أصحاب نظرية Yفيتصرفون بطريقة أكثر
ديموقراطية ،ويمنحون مجاال أوسع للمشاركة وحرية التصرف مما يفتح المج ال واسعًا أم ام
مرؤوسيهم نحو اإلبداع والتفوق وتحقيق الذات ،والشعور بالقيمة الحقيقية لقدراتهم ومواهبهم في
العمل .ويتصرف الموظفون مع الزمن بروح المب ادرة والمش اركة الفاعلة وحرية التص رف
والتمكين ،انسجاما مع توقعات مديريهم منهم .وهذا يشجع المديرين الذين ي ترددون في ممارسة
أساليب مثل التمكين ،أن ال يشككوا بانتماء مرؤوس يهم ألن ثقتهم بهم هي ال تي ستص نع ذلك
االنتماء وعدم الثقة سيصنع غير ذلك.
الشخصية البالغة لدى كرس آرقريس (خطوة هامة جدا تجاه التمكين)
()Chris Argyris
طلح "التمكين" “ تخدام مص اج إلى اس رد لم تكن دائما تحت دعوة إلى تمكين الف ال
”EMPOWERMENTبشكل حرفي ومحدد ،قام به كرس آرقريس ( )Chris Argyrisمن
جهود في نقض عرى النظريات التقليدية ،هو في حد ذاته تعب ير واضح منذ ع ام 1957عن
يكية في كتابه "المؤسسة التوجه لفكر التمكين ،وخاصة عندما وجه نقدا شديدا للنظريات الكالس
27
أن النظريات الكالس يكية
”Personalityمؤكدا ّ and “Organization والشخصية"
- 32 -
والممارسات اإلدارية التقليدية ال تنسجم مع اإلنسان؛ إذا نظرنا إليه على أنه بالغ وناضج وعاقل.
ويرى آرقريس بأن اإلدارة العلمية بمبادئها المحددة والمقيدة تمنع الفرد من تحقيق ذاته؛ ألن كل
شيء محدد مسبقا ومقيد بطريقة محددة ال مجال فيه ألي اجتهاد من قبل الفرد.
كما يؤكد على أن مبادئ البيروقراطية ال تخلق سوى إنسان اعتمادي وسلبي يشعر أنه ال سيطرة
لديه على مقومات العمل أو بيئة العمل التي يعمل بها ،بسبب السلطة الهرمية والعمودية وسيطرة
اإلدارة العليا المطلقة لمختلف المس تويات اإلدارية وس يطرتها على جميع الس لطات بش كل
مركزي.
أما في رده على المبادئ اإلدارية التي نادى بها هنري فايول؛ فيؤكد بأن هذه المبادئ ال تؤدي إال
إلى القصور الذاتي لدى العاملين؛ بسبب نظام وحدة األمر ووح دة التوجيه ال ذي يف ترض أن
الكفاءة تزداد عندما يتم تخطيط وتحديد وتوجيه كل فرد بكل صغيرة وكبيرة من قبل المراقب أو
المشرف.
لذلك ال يرى آرقريس أن هذه النظريات تتعامل مع العامل على أنه إنسان عاقل يمكنه أن يتحمل
مسؤولياته كإنسان بالغ عاقل مدرك ،وإنما تح اول أن تتعامل معه وكأنه طفل يحت اج دائما إلى
التوجيه واإلشراف والمساعدة .والحل من وجهة نظر كرس آرقريس هو في التعامل مع الن اس
على أنهم بالغون وناضجون دون وصاية عليهم ،وهذا يتحقق من خالل توسيع نطاق صالحياتهم
ومنحهم حق المشاركة وتحمل المسؤولية في العمل ،وتحسين شكل العالقات بينهم وبين اإلدارة.
ويقر بأن أسباب التغيب ودوران العمل والكسل والنفور من العمل ،يعود في مجمله لممارس ات
اإلدارة التي أصبحت غير صالحة لالستخدام في الوقت الحاضر.
النظرية الظرفية:
تقوم هذه النظرية على مبدأ التكيف مع المتغيرات الظرفية أو البيئية التي تواجه المنظمة .وه ذه
النظرية توصي بعدم تعميم أي مبدأ أو مفهوم من مف اهيم اإلدارة على مختلف المنظم ات وفي
مختلف الظروف .29وهذا يعني أنه ال يوجد نظرية في اإلدارة ص الحة لكل زم ان ومك ان.
فاختيار أي مبدأ أو نظرية يعتمد على ما يناسب المنظمة ،ويحتاج من القيادة أن تفكر وتوائم بين
واقعها من ناحية ،وبين النظرية من ناحية أخرى .وما يناسب مؤسسة أو ظرف من الظروف ،قد
ال يناسب مؤسسة أخرى أو ظرف من الظروف األخرى .وه ذه النظرية مفي دة من ناحية أنها
تتطلب من المؤسسة التفكير والعصف الذهني قبل المبادرة بتطبيق مبدأ ما أو فكرة إدارية معينة.
وما يبرر ذلك أن كثيرا من المنظمات تفشل نتيجة للتسرع في تطبيق فكرة إدارية جديدة لمج رد
أنها نجحت في مكان آخر ،وس رعان ما تفشل نتيجة لع دم موائمتها للظ روف ،أو للثقافة ،أو
للمتغيرات الظرفية الخاصة بالمنظمة.
والنظرية الظرفية مجال مناسب ورحب للتفكير الخالق وعدم التسرع ،وخاصة عن دما تُغف ل
المنظمة مبدأ المشاركة والتمكين وفرصة المشاركة في دراسة األفكار والتأكد منها قبل تطبيقها.
نظرية Z
31
. نظرية Zنظرية يابانية-أمريكية قدمها William OuchiوRichard Tanner
ائف وتركز هذه النظرية على الحركة األفقية للعاملين وهي التي تعني :أن يتقن العاملون الوظ
المختلفة قبل السعي للترقية إلى وظائف أعلى في السلم ال وظيفي ،واالهتم ام بتخطيط المهنة (
)Careerواتخاذ القرار بش كل )Careerوالتنمية المهنية ( Development Planning
جماعي ،والتركيز على عمل الفريق ،والتركيز على مشاركة العاملين وانخراطهم في المنظمة.
- 36 -
أساليب التمكين
لقد تم الحديث حول التطور في الفكر اإلداري المعاصر بشكل يبين وجه العالقة بين هذا التطور،
وما رافقه من تطور واضح في الفكر السلوكي ال ذي س اهم في احتض ان فكر التمكين إلى أن
وصل وتبلور بشكله المعاصر في وقتنا الحاضر.
وسينصب الحديث في هذا المحور حول مراحل تطور مفه وم التمكين .ف التمكين مفه وم له
تفسيرات متباينة نتيجة الختالف في وجهات النظر حول هذا المفهوم المرتبط بالسلوك البش ري
ددة أدت وبالسلوك التنظيمي والسلوك اإلداري وإدارة الموارد البشرية .فهذه االرتباطات المتع
كل إلى بروز تفسيرات متعددة لمساعدة علماء اإلدارة للوصول إلى تحديد المفهوم وتعريفه بش
يخدم الباحث واإلداري على حد سواء بعد الوصول إلى رؤية مشتركة ح ول مفه وم التمكين؛
مفهومًا إداريًا معاصرًا.
وفيما يأتي سيتم شرح نظرية من أهم نظريات الس لوك التنظيمي وهي نظرية التمكين من خالل
البعد السيكولوجي.
- 38 -
أساليب التمكين المعاصرة
وعلى أي حال فالكتابات المعاصرة حول التمكين تطرقت إلى عدة اتجاهات وأساليب في التمكين
منها:
أسلوب القيادة
يعـد تمكين المرؤوسين مـن األساليب القيادية الحديثةالتي تساهـم في زيادة فاعلية المؤسسة (
42) Bennis, 1989، Kanter, 1989, McClelland,1965وأسلوب القيادة هذا ،يقوم على
دور القائد أو المدير في تمكين الموظفين .وهذا األسلوب يشير إلى أن المؤسسة الممكّنة هي تلك
المؤسسة التي تتضمن نطاق إشراف واسع ،بمعنى أن نسبة الموظفين إلى المديرين نس بة عالية
بالقياس إلى هذه النسبة في المؤسسات التقليدية ،وتتضمن أيضًاَ منح صالحيات أكبر للمستويات
اإلدارية الدنيا في المؤسسة ( .43)،Malone, 1997وهذا األسلوب يركز بش كل خ اص على
تفويض الصالحيات أو السلطات من أعلى إلى أسفل.
- 39 -
القوة وتطويرها وزيادتها من خالل التع اون الجم اعي والش راكة والعمل معًا (Rothstein,
.46 )1995يؤكد Torrington et al ( 2005) 47
أن عمل الفريق يعد أسلوبا يستخدم لتمكين العاملين ومسوغا لتط وير ق دراتهم وتعزيز األداء
المؤسسي ،وأن تمكين الفريق ينسجم مع التغييرات الهيكلية في المنظم ات ،من حيث توس يع
نطاق اإلشراف والتحول إلى المنظمة األفقية والتنظيم المنبسط ()Flat Structuresبدال من
التنظيمات الهرمية .هذا وإن منح التمكين للفريق يعطي للفريق دورا أكبر في تحسين مس تويات
األداء؛ ألن اإلعتمادية المتبادلة ( )Interdependencyبين أعض اء الفريق ت ؤدي إلى قيمة
كبرى من استقاللية الفرد ( . )Dependencyكما تتحقق القيمة المضافة ( )Added Valueمن
اء الفريق، تعاون أعضاء الفريق عندما تتحقق شروط المه ارة والمعرفة لكل عضو من أعض
عندما يقدم كل منهم مساهمة نوعية تضيف شيئًا جديدًا إلى القرار الجماعي ب دال من االعتم اد
على الرأي الفردي الذي يعّد عرضة للخطأ والقصور.
آراء في التمكين
هناك في واقع األمر جدل دائم حول موضوع التمكين وتعريف مصطلح التمكين ،على الرغم من
اتفاق الكثير من الكتاب وعلماء اإلدارة على عناصر أساسية متفق عليها في تعريف التمكين ،إال
أن البعض ما زال يجادل في وضع مفهوم واضح ومحدد للتمكين.
اخ التنظيمي المناسب، وعلى الرغم من ذلك فإن حقيقة المفهوم تعتمد بش كل أساسي على المن
وأهم ما في ذلك هو خلق الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المؤسسة وأنهم عند حسن ظن اإلدارة في
تحملهم لمسؤولياتهم ( 51)Bowen and Lawer, 1995ويؤكد ذلك مؤلف كتاب العادات السبع
ألكثر الناس فاعلية في كتابه الشهير واألكثر مبيعًا في العالم( (Stephen Covey 1999
52
الذي يُصر على أن الشعور بالمسؤولية هي الخطوة األولى والعادة األساس ية ال تي تق ود إلى
النجاح وإلى الفاعلية الفردية والجماعية.
إن المؤسسات الناجحة هي تلك التي تس تخدم أنظمة إدارية متع ددة لخلق بيئة عمل مش جعة
وداعمة للتفكير االستراتيجي على مستوى األفراد والمسئولين .ذلك التفكير االستراتيجي الذي ال
ؤولية في يرتبط بالوظائف فحسب بل بها وبالمؤسسة على حد سواء ،مع تبني مبدأ تحمل المس
إتقان وجودة األداء .أي أن يصبح مبدأ اإلتقان في العمل وجودة األداء مس ؤولية الجميع وليست
مسؤولية لجهة محددة.
- 41 -
ويُبدي بعض العلماء تحفظا تجاه تطبيق مفهوم التمكين في المنظمات .فيؤكد البعض من أمثال
53
Ecclesأن التمكين يتطلب جهودا جبارة من حيث إع ادة هيكلة المؤسسة وعملياتها )(1993
ائج ملموسة من ناحية اء جو من التمكين إن أردنا تحقيق نت وأنظمتها ومناخها التنظيمي ،لبن
األرباح واإليرادات وغيرها من النتائج.
إن فشل اإلدارات في تطبيق ه ذا المفه وم يع ود في أغلب األحي ان إلى س وء تنفيذ التمكين
ومتطلباته األساسية ،مثل :المناخ التنظيمي المناسب ،وإيج اد الثقة والتع اون بين الم وظفين
واإلدارة ،وإيجاد سبل العلم والمعرفة والمؤسسة المتعلمة ،وإيجاد قنوات االتصال الصحيحة وما
تحمله من معلومات ،وإيجاد الحوافز ال تي ت دفع من يتحمل المس ؤولية إلى مزيد من الفاعلية
والنتائج الجيدة.
لذلك فالتمكين ليس حالً سحريًا وال عالجًا سريع األثر ،ولكنه برنامج تغيير وتجديد يسبقه برامج
متعددة لتهيئة المناخ المناسب لتطبيق هذه الرؤية ،والتي إن نجحت أدت إلى نتائج نهائية ب اهرة
على مستوى الفرد وعلى مستوى المؤسسة وعلى مستوى الزب ائن ،فجميع ه ؤالء يمكنهم أن
يستفيدوا من تطبيق هذا البرنامج ومن فوائده المتعددة .من الجدير ذكره هنا أن هن اك العديد من
اذج المنظمات التي نجحت في تطبيق مفهوم التمكين .وسيبين الفصل الثامن من هذا الكتاب نم
واقعية لمنظمات نجحت في تطبيق مفهوم التمكين.
فكما يقول ) 54Forrester (1995ويؤكد :إن كثيرًا من برامج التمكين قد تفشل عندما يص بح
التركيز منصبًا على القوة التي هي جزء ال يتجزأ من التمكين ،دون إع ادة توزيع المعلوم ات
والمعرفة ،والمكافآت ،وغيرها ،ونشرها بالشكل المناسب ،وتكون بعد ذلك النتيجة منح الموظف
المباشر السلطة مثالً لكي يتصرف لصالح الزب ائن وفعل ما يمكن فعله إلس عادهم ،ولكن ،مع
األسف ،دون امتالك التدريب الكافي والمهارة الكافية ليتصرف بمس ؤولية وعقالنية وفاعلي ة.
ألنه أحيانًا قد يتصرف الموظف بطريقة خاطئة لمصلحة الزبائن ،على سبيل المثال ،ولكن على
حساب المصلحة العامة للمؤسسة.
وفي هذا االتجاه يقدم ) Bowen and Lawler (1995معادلة التمكين التي تبرهن على أهمية
اح التمكين في المنظمة، بعض المقدمات والمقومات التي قد تعتبر بمثابة عوامل أساس ية لنج
وهذه المعادلة:
"التمكين = القوة × المعلومات × المعرفة × المكافآت"
وحسب )Bowen and Lawler (1995فإن حاصل ضرب هذه العوامل األربعة يبين أنه إذا
كان أي عنصر من هذه العناصر مساويًا لصفر ،فإن نتيجة التمكين الكلية سوف تكون صفرًا.
- 42 -
وهذا يذّكر المديرين بعدم إعطاء الموظفين قوة أكبر دون إعطائهم الدعم الك افي لممارسة ه ذه
القوة وهذه الحرية ،بذكاء وحكمه .وحسب رأي هؤالء العلماء وتجاربهم التي استخلص وها من
المؤسسات التي قاموا بإجراء دراسات وبحوث عليها ،فإ ّ
ن الممارسات اإلدارية التي تعمل على
بث القوة والمعرفة والمعلومات والمكاف آت ،تمنح الم وظفين حالة ذهنية خ اص،ة وهي حالة
التمكن والتمكين المنبثقة من اإلمكانية والقدرة ( )Abilities and capabilitiesوالقابلية.
وفر التمكين توافرت نتائجه فإن توافرت تلك الممارسات اإلدارية توافر عندها التمكين ،وإن ت
المتعلقة برضا الموظف وشعوره باألهمية وباالستقاللية وبالمسؤولية وباالنتماء وبالعمل ،لتحقيق
أفضل النتائج من حيث اإلنتاجية والربحية وسمعة المؤسسة من خالل الجودة والنوعية.
فأصبح ضروريًا في هذا العصر نتيجة ألحداث عالمية ومس تجدات إقليمية ،وغ ير إقليمية أن
تس عى المؤسس ات إلى تحرير البشر من العبودية المفرطة لق وانين وتعليم ات ونظم وهيكل
تنظيمي ،قد يقيد الفرد ويمنعه من التفكير الحر وحرية االختيار والمفاضلة بين ب دائل مختلف ة.
وقد تصل بعض الممارسات اإلدارية في بعض الدول وفي بعض المنظمات إلى مستوى استعباد
الموظف واستغالله أبشع استغالل ،من أجل الربح وتحقيق حصص مغرية للمساهمين والمالكين.
ود وترى الكثير من أدبيات التمكين أنه من الصعوبة بمكان تحقيق أفضل ما لدى الفرد من جه
جبارة ومشاركات فاعلة وطاقات متفجرة ،في حين تص نع المنظم ات في كل ي وم سياس ات
وإجراءات ُتمعن في معاملة أفرادها على أنهم لصوص أو متهمون أو أطفال على األقل.
ويجادل) Deming (1982المؤسس لمفهوم إدارة الجودة الشاملة في دور المديرين في إزالة كل
العوائق التي تمنع الموظف من ممارسة وظيفته بكفاءة وفاعلي ة .فيجب إع ادة النظر في دور
المديرين ،وإعادة تشكيل أدوارهم ،واتجاهاتهم ،وصياغتها ،وبرمجتها من جديد من أجل التخلي
تويات عن تلك الممارسات ،التي تمنع العامل من القيام بكل ما يمكن القيام به للوصول إلى مس
أعلى من الكفاءة والفاعلية واإلبداع.
ويؤكد Demingأن هذه العوائق تحرم الموظفين والعاملين الحق الطبيعي في االعتزاز والفخر
بالعمل وحقهم الطبيعي بالقيام بعملهم بشكل جيد .لذلك فإن اإلدارة ال تي تعمل على دعم أفرادها
وتمارس رقابة محدودة على تصرفاتهم فإنها تعزز روح اإلبداع لديهم (Pfeffer and Veiga
55).1999وروح المبادرة والفاعلية.
كل ما سبق يوضح لنا أن التمكين ال ينشأ من فراغ أو في ف راغ .وإنما يحت اج إلى مقوم ات
يل وتعميق داخل المؤسسة ،فأسس الثقة ،والمعرفة، أساسية وهذه المقومات تحت اج إلى تأص
- 43 -
داتهم، ونشر القوة ،والمشاركة في الرؤية ،والمعلومة تحتاج إلى تغيير في نوايا الجميع ،ومعتق
وسلوكياتهم ،لتبني هذه األسس ،لكي تعمل كشروط أساسية ،إلنجاح مفهوم التمكين.56
الخالصة
على الرغم من شيوع التمكين مصطلحًا ومنهجًا تطبقه العديد من المؤسسات بأشكال مختلفة ،إال
أن هذا المصطلح بقي عصيًا على الفهم والوضوح للكثيرين .فبينما يرى البعض التمكين على أنه
بأن تفويض السلطة تفويض للسلطة ،يزعم آخرون( )Bowen and Lawler, 1995
والصالحيات ما هي إال جزء وش كل من أش كال التمكين ،وأن التمكين هو في إع ادة الحرية
تلك الحرية التي يمتلكها أصالً بفطرته وبما يتوافر 57
المسلوبة من الفرد()Randloph, 2000
لديه من قدرات ذهنية وحسية تمكنه من القي ام بعمله باس تقاللية وحري ة .ومنهم من نظر إلى
التمكين على أنه وهم وخيال من أمثال ) Argyris (1998و (، 58Eccles (1993كما ذكر
سابقا.
ال Forrester ومنهم من رأي في هذا الحكم ظلمًا على المصطلح وتجنيًا على المفهوم من أمث
) (2000الذي يؤكد أهمية التمكين وتوزيع السلطة ودفعها للمستويات اإلدارية المختلفة.وخاصة
تلك المستويات ذات االحتكاك المباشر بالزبائن وخطوط اإلنتاج األمامية.
و لكل من هؤالء العلماء وجهة نظره التي قد يقدم لها المبررات ويسوق لها المعطيات
التي تساعده في إقناع اآلخرين ،وهذا بحد ذاته يدل على أن موضوع التمكين هو مادة
صالحة للبحث المستفيض لسبر أغوار هذا المفهوم من خالل تمحيص الواقع ،واختبار
ه ذا المص طلح من خالل الممارسة الحقيقية له ،من أجل معرفة أبع اده وآث اره
ومقوماتـه ومتطلباته المختلفة ( 59)Melhem, 2004; Eylon, 1998وهذا يقودنا إلى
ية من خالل مناقشة التمكين وعرض مقوماته وشروطه ومرتكزاته الحقيقية واألساس
الفصل القادم.
- 44 -
- 45 -
الفصل الثاني
- 46 -
- 47 -
مقدمة
لطة وحرية أصبح مفهوم التمكين واضحا من خالل الفصول السابقة فهو ينص على توزيع الس
التصرف والتحكم أعلى إلى أسفل المنظمة ،ومنح المرؤوسين الحق في المشاركة الفاعلة وتحمل
المسؤولية .ويتعارض مع هذا المفهوم أن تبقى السلطة المركزية هي المتحكمة في كل ص غيرة
وكبيرة في المنظمة ،وهنا يبقى الق رار مركزًا ومنوط ًا فقط بالرجل األول في المنظمة بحيث
تغيب المأسسة وتكون القرارات عرضة لمزاجية المدير وأهوائه ورغباته.
واألسوأ من تكريس المركزية في أي منظمة ،هو في أن يمنح المدير للمرؤوسين الحق في اتخاذ
القرار و الحرية في التص رف ،دون توف ير متطلب ات ذلك الحق وتلك الحرية في التص رف
والمشاركة في تحمل المسؤولية والمساءلة.
وتؤكد الكثير من األدبيات على أهمية خلق وتوطيد بعض المقومات األساس ية وتوطي دها قبل
تمكين العاملين في المنظمة .من هنا فإن هذا الفصل قد خصص للحديث ح ول تلك المقوم ات
األساسية والتي تشتمل على أربعة مقومات وركائز أساسية إضافة إلى بعض المقومات األخرى.
وأهم هذه المقومات (:)Bowen and Lawler, 1992; 1995
العلم والمعرفة والمهارة.
االتصال وتدفق المعلومات.
الثقة بين القائد والمرؤوسين.
والحوافز المادية والمعنوية.
والموظف المب دع للمعرفة Knowledge فهن اك الموظف المس تخدم للمعرفة User
.Knowledge Creatorفالموظف المبدع للمعرفة هو ذاك الذي يخلق أفكار وأساليب إبداعية
جديدة ويعمل على توظيفها في المؤسسة .وهذا الصنف يشمل العلماء والب احثين في مج االت
البحث والتطوير ،ويشمل المهندس ين في تط وير الس لع الجدي دة وإنتاجه ا ،والمص ممين
واألكاديميين والمبدعين ،في مجال اإلعالن والدعاية والكتابة الصحفية.
شيوعا هو في استخدام المعرفة بعد ابتكارها مثل استخدام البرامج المتاحة بعد
ً والتصنيف األكثر
إبداعها ومثل المدققين الماليين الذين يستخدمون المعرفة المتوافرة والمتاحة.
Davenportالمعرفة على أساس من يقدمون أفكارًا هامة وأفكارًا غ ير وقد صنف )(2001
هامة:
- 49 -
أما األفكار الهامة :فهي تلك األفكار التي تساهم في تغيير األفراد أو الجماعات أو المؤسسات.
مثال ذلك ،أفكار في خلق إستراتيجيات جديدة تساهم في تغيير مسار المؤسسة ،أو إبداع ب رامج
إدارية جديدة ،أو تقديم أفكار في تغيير التكنولوجيان المستخدمة في المؤسسة ،وهكذا.
أما األفك ار البس يطة وغ ير الهامة :فهي تتضمن تعديالت طفيفة وغير جوهرية في طريقة
العمل .مثال كأن يتم إحداث تعديالت في تصميم المكاتب لتصبح أقل تكلفة وأكثر كفاءة الستخدام
الموظفين .وهي أيضا شبيهة بالتحسين المستمر على النوعية.
أما األفك ار العظيمة والهامة :فهي مثل فكرة نظام المخ زون اللحظي (Just in Time
)Inventoryو كذلك أنظمة الحاسوب المساعد في اإلنتاج والحاسوب المس اعد في التص ميم
CAM، Computer Aided Manufacturing and CAD،Computer Aided Design
والنظرة التقليدية إزاء هذه التصنيفات تدعم فئة محدودة من فئات المنظمة ،للمساهمة بتقديم أفكار
هامة وكبيرة والنظرة التقليدية لمعظم الموظفين أنهم فقط مستخدمون ،وليسوا مبدعين لألفك ار.
وإذا حدث أن كانوا مبدعين فإنهم يبدعون أفكارا بسيطة وغير هامة.
و في هذا السياق يؤكد) Davenport (2001أنه إذا أرادت المؤسسات أن تكون ناجحة في
القرن الواحد والعشرين فعليها أن تشجع موظفيها على إبداع المعرفة واستخدامها بش كليها المهم
وغير المهم وخلق األفكار الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء .ومن المؤكد ،كما يق ترح ()2001
،Davenportأن على المؤسسات إذا أرادت أن تنجح في المستقبل أن تسمح لكل من يعمل بها
على التفكير وتقديم اآلراء أن تكافئهم وتشجعهم على ذلك .ومن أهم مقتض يات التش جيع :أن
يعطى الموظف حرية في التفكير واستقاللية في العمل وفرصا للتمكين ،وتشجيع روح المخاطرة
وعدم قمع المحاولة والخطأ.
- 50 -
لدى الع املين؟ ،هل ه ذه الوظ ائف ما زالت مالئمة في عهد عامل المعرفة (Knowledge
)Workerبحسب وصف "بيتر دركر".61
إن من أهم مالمح التغيير التي برزت في وقتنا الحاضر وبشكل خ اص بحل ول األلفية الثالثة،
ظهور المعرفة واعتماد المؤسسات على المعرفة والعامل أو الموظف ص احب تلك المعرف ة.
وعلى الرغم من معرفة الدول النامية بما في ذلك الدول العربي ة ،ب التغير ال ذي ح دث في
المؤسسات الغربية وفي الدول الصناعية تبعا لذلك ،وعلى الرغم من استيراد الدول النامية للكثير
من مصادر المعرفة كتكنولوجيا المعلومات ،إال أن األنماط اإلدارية لم تتغير تبعًا لذلك ،ومازالت
الدول النامية والكثير من الدول العربية تتبع أساليب إدارية تقليدية.
إن النمط اإلداري التقلي دي ك ان مناس با لكي يتعامل مع ظ روف مختلفة عما تعيشه اإلدارة
والمؤسسة في الوقت الحاضر .فالنمط اإلداري البيروقراطي التقليدي ربما كان مناس با ح تى
السبعينات من القرن الماضي .أما في الوقت الحاضر فاألمور تتغير على مختلف الصُعد .فثقافة
العامل كانت أقل ودوافعه مادية وانتماء الموظف للنقابات كان أمرًا ض روريًا .والبيروقراطية
التي جاء بها ماكس ويبر كانت إيجابية وال يمكن االستغناء عنها ،وتقسيم العمل كذلك كان أم را
أساسياً وكانت أدوار العمل ومهامه منفصلة ومستقلة عن العامل .وما زالت منظمات األعم ال
حتى هذه األيام تمارس النظريات والمفاهيم اإلدارية التي نادى بها أناس مثل ماكس ويبر وهنري
فايول وفريدريك تايلور منذ ما يقرب من حوالي مائة عام أو أقل ،علماً بأن هذه المفاهيم ك انت
مناسبة إلى حد كبير في ذلك الوقت ،وهذا أمر طبيعي أن تكون مناسبة حينئذ وما هو غير طبيعي
هو في عدم استثمار المفاهيم المعاصرة التي تتناسب مع بيئة العمل المعاصرة أو عدم ممارستها
في هذه األيام ،وما زالت الكثير من المنظمات تمارس مفاهيم مئة عام خلت .والجدول اآلتي يبين
الفرق الواضح بين النموذج اإلداري القديم والنموذج الحديث ،علما ب أن معظم المؤسس ات في
الدول العربية مثال ما زالت تطبق النموذج اإلداري القديم ،على الرغم من عدم مالئمته في عهد
تتبنى فيه منظمات القرن الواحد والعش رون ،المعرفة وأنظمة المعلوم ات اإلدارية وتكنولوجيا
المعلومات ،وغيرها من مفاهيم إدارية معاصرة.
- 51 -
جدول 3مقارنة بين النموذج اإلداري الحديث والنموذج القديم من خالل بعض الممارسات
اإلدارية التقليدية وما يقابلها من ممارسات حديثة.
النموذج اإلداري القديم النموذج اإلداري الحديث
-1استقاللية اإلدارة عن العاملين فالمدير يدير والعاملون يعملون -1وج ود ت داخل بين اإلدارة والعمل والعم ال
-2وض وح بداية العمل ونهايته وس هولة قي اس أداء الع املين وأغلب األعم ال وعدم القدرة على الفصل بينهم.
يدوية. -2ص عوبة قي اس أداء الع امين وع دم وض وح
-3فرض ية اإلدارة تق وم على أس اس أن العم ال تحكمهم أن انيتهم ومص لحتهم المهام وعدم سهولتها.
االقتص ادية بالدرجة األولى وال بد من م راقبتهم من قبل المش رفين للتأكد -3هن اك دوافع معنوية في العمل ومه ارة
من أنهم يقومون بعملهم كما هو مطلوب منهم. العامل ومعرفته تحتم عليه تأدية عمله دون
-4مه ام الم ديرين في اإلدارة ال دنيا وفي اإلدارة الوس طى كهم زة وصل مراقبة شديدة.
ووسيط في نقل المعلومات والتقارير والتعليمات من اإلدارة العليا لإلدارة دنيا أو ديرون في اإلدارة ال -4يعمل الم
ال دنيا ومن اإلدارة ال دنيا لإلدارة العلي ا .والتسلسل الرئاسي أمر في غاية الوس طى منس قين ومس اعدين وم دربين
القداسة وتجاوز المرجع ذنب ال يغتفر. يس اعدون في تنس يق المه ام وليس في
-5ال يجوزتقويم المديرين فهم فوق الشبهات. مراقبة أداء المهام.
-6القدرات والمهارات الفكرية هي من اختصاص المديرين وليس العاملين. ويم األداء من خالل منهجية التغذية -5تق
العكسية ب 360درجة ال يستثني المديرين
-7معرفة الم ديرين ومه ارتهم في المه ام ال تي يق وم بها ويمارس ها الع املين
من تقويم مرؤوسيهم لهم.
تف وق إمكان ات الع املين ودور الم ديرين هو في إرش اد الع املين بكيفية
تأديتهم ألعمالهم. اج العامل إلى المعرفة وأنظمة -6يحت
المعلوم ات وتكنولوجيا المعلوم ات ربما
-8المدير يفكر والم رؤوس ينفذ ( وكما قل هنري ف ورد ذات ي وم "أنا ال أريد
أكثر من مديره.
إال أيدي تعمل ولسوء الحظ أنها متصلة بأجساد).
-7المرؤوس يعرف المهام المطلوبة منه أكثر
من مديره.
-8الجميع يفكر من موقعه والجميع ُينظر إليهم
على أنهم شركاء ال أنداد أو عبيد.
- 52 -
واستجابة للتغيرات البيئية الخارجية ،ولتسمح لموظفيها باستخدام قدراتهم ومعرفتهم وكف اءاتهم،
وتمكينهم من أجل تحقيق ميزة تنافسية مستديمة لمؤسساتهم .فهناك فرق بين توظيف قدرات فئة
محدودة مثل اإلدارة العليا في تحقيق التغيير والتطوير المنش ود كما هو األمر تقلي ديا ،وبين أن
يزة يشارك الجميع في المؤسسة في محاولة استخدام مواهبهم وعقولهم في سبيل تحقيق تلك الم
التي تم ذكرها ،وخاصة في زمن المعرفة ورأس المال الفك ري واإلب داعي ال ذي لم يعد يقبل
التفكير البيروقراطي الذي يُنكر إمكانيات فئات معينة لصالح فئات أخرى.
- 53 -
فمع بداية القرن الواحد والعشرون زادت ،بشكل ملحوظ ،ع دد الوظ ائف ال تي تتطلب
الت ( باه الموص ال وأش ركات االتص ات وفي ش المعرفة في معالجة المعلوم
)Semiconductorsوشركات اإلنترنت وغيرها.
مستقبل اإلدارة
بناء على ما سبق من التحول نحو المعرفة فإن مستقبل اإلدارة والممارسة اإلدارية ال بد أن
يتغير أيضا والجدول اآلتي يفي دنا كث يرا في اس تعراض التغ يرات المتوقعة للممارسة
المستقبلية للمدير واإلدارة.
جدول 4التحول من الممارسة التقليدية في اإلدارية إلى الممارسة المعاصرة:
تق ويم األداء الكيفي والن وعي المتعلق باإلنج ازات بناء المهارة اليدوية.
المعرفية. اهد المش
ويم األداء ُ تق
بناء ثقافة المعرفة والتعلم دات المنتجة والكمي (مثال كمية الوح
يوميا).
تجاوز البيروقراطية وتحييدها
تحييد الثقافة وتجاهل النظام
غير الرسمي.
دعم البيروقراطية
هذا الجدول يبين حجم التحوالت التي بدأت تتبل ور في ممارس ات الم ديرين وتوجه اتهم في
المؤسسة المعاصرة نحو بناء مناخ تنظيمي مناسب للمعرفة ،ومن أجل احتض ان رأس الم ال
البشري في مؤسسة القرن الواحد والعشرين .وهذه التحوالت تعتبر بحق ث ورة على األنم اط
اإلدارية التقليدية التي سادت في القرن العشرين وبدأت تتداعى في نهاياته تاركة المجال ألنم اط
حديثة تتالءم مع التحوالت البيئية المعاصرة.
- 54 -
وموظفو المعرفة يرغبون بالعمل بشكل مس تقل وتمكّن ،ودون مراقبة وإش راف مباشر ،ودور
اإلدارة يجب أن يتمحور في تمكين هؤالء من المشاركة في المعرفة والمهارة وتنس يق المعرفة،
ألن موظف المعرفة ربما ال يتوافر لديه الوقت الكافي للتعاون والمشاركة في المعرفة ،وهنا يأتي
دور اإلدارة في مساعدة موظفي المعرفة ،بتخليصهم من الوظ ائف الروتينية من أجل التف رغ
للقيام بالتعاون والمشاركة في المعرفة فيما بينهم.
من الجدير بالذكر هنا أهمية دور اإلدارة في استقطاب الم واهب الن ادرة للمؤسسة والمحافظة
عليها وعدم التفريط بها بسهولة .فسر نجاح ش ركات مثل مايكروس وفت يكمن في الق درات
اإلدارية الفائقة للشركة في استقطاب موظفي المعرفة من أصحاب المواهب على مستوى صناعة
البرمجيات بمختلف أشكالها .ومن ه ذا المنطلق يتوقع الكث ير من علم اء اإلدارة من أمث ال
أن تكون المنافسة في المستقبل حول اس تقطاب المه ارة وأص حاب )Davenport(2001
الكفاءات ممن يطلق عليهم بموظفي المعرفة .وللمحافظة عليهم يجب على اإلدارة المعرفة التامة
واألكيدة بأن المناخ البيروقراطي غير مناسب لموظفي المعرفة .فهم يرغب ون بتأدية أعم الهم
دون مراقبة شديدة ودون قواعد وإجراءات صارمة ونظم عمل رس مي،ة ألن إج راءات العمل
ير البيروقراطية قد تشكل بيئة طاردة لمثل هذه الكفاءات ،ألنهم لن يتمكنوا من الحرية في التفك
واالستقاللية في اإلبداع واالبتكار .ومن المعروف أن حرية التفكير والمحاولة والتجربة والفشل
واإلبداع واالبتكار كلها أمور من صميم عمل موظف المعرفة أو المؤسسة ال تي تمتلك ما يمكن
أن يطلق عليه "رأس المال المعرفي".
يالحظ مما سبق في الحديث عن المعرفة والمهارة أهميتها بصفتها مقوم ًا أساسيًا من مقوم ات
تمكين العاملين ومنحهم ،حرية في التصرف ،وفي المشاركة ،وفي التمكين .وهذا أمر ط بيعي،
فكلما زادت خبرة الفرد ،وزادت مهاراته ومكتسباته المعرفية ،زادت قدرته على تأدية مهام عمله
بكفاءة واقتدار ،واستقاللية أكبر .و على الرغم من ذلك ،فالمعرفة والمهارة ال تكفي وح دها من
أجل تمكين العاملين في منظمات األعمال .لذلك تنظم إلى عنصر المعرفة عناصر أخرى أساسية
من أجل تمكين العاملين .وألهمية المعرفة كمحور أساسي من المفاهيم المعاصرة ومن مقومات
التمكين كمفهوم معاصر فإنه سيتكرر الحديث عن هذا الموضوع في مواطن متع ددة من ه ذا
الكتاب .أما اآلن فسيتم الحديث عن المقوم الثاني من ضمن المقوم ات األساس ية للتمكين وهو
االتصال وتدفق المعلومات .وفيما يأتي شرح تفصيلي عن هذا المقوم الحيوي.
- 55 -
ثانيا :االتصال وتدفق المعلومات
بعد استعراض دور المعرفة والمهارة كمتطلب ضروري وحيوي من متطلبات تمكين الع املين،
فإن العنصر الثاني الذي ال يقل أهمية هو االتصال وتدفق المعلومات وتداولها والمشاركة الفاعلة
ٍا يعتمد علية الموظف في عملية بها عبر مستويات المنظمة جميعها .وتعد المعلومة سالحًا هام
اتخاذ القرار وفي حل مشاكل العمل ومشاكل المستهلكين .فدون المعلومة الصحيحة أو المعلومة
المتجددة ،ال يمكن للعامل التصرف بحرية ،واقتدار؛ ألنه ،ببساطة ،يفتقر للمعلومة ال تي تمنحه
ثقة بالتصرف الصحيح دون خوف أو تردد من أن تصرفه قد يكون خطًأ.
فاالتصال الفاعل في المؤسسات الناجحة 63يعزز في تلك المؤسسات مبدأ اإلبداع .وهنالك خمسة
خصائص ألنظمة االتصال التي تعزز اإلبداع واالبتكار.
ويؤكد هؤالء العلم اء أن فتح س جالت الش ركة للع املين وإطالعهم على األرق ام المهمة،
ومصارحتهم بإنجازات وإخفاقات ومشاكل المؤسسة ،أهم بكثير من إخف اء المعلوم ات عنهم.
وهذا المنهج يحدد أه دافا مفهومة وواض حة ومترابطة للجمي ع .وفي معظم الش ركات يهتم
اءة عالية العاملون باألرقام التي يحققونها وبمعدالت اإلنتاجية الخاصة بهم فقط ويحسبونها بكف
ويحسبون كذلك مكافآتهم المرتبطة بإنت اجيهم بكف اءة عالية فكيف بك عن دما يربط ون بين
إنتاجيتهم ،وإنتاجية الشركة ،والعالقة الطردية بين االثنتين.
اإلدارة على المكشوف ستمكن أفراد المبيعات من إدراك وتحديد حجم تأثيرهم وت أثير مس توى
مبيعاتهم جميعا على أداء الشركة الكلي من ناحية مالية ،بدال من التقوقع ومعرفة عدد الوح دات
التي باعها مندوب المبيعات فقط .فهو في ه ذه الحالة يتوسع إط ار االهتم ام لديه من دائرته
اون مع الضيقة إلى دائرة أوسع وهي دائرة الفريق والشركة كلّها ،مما يساهم في مزيد من التع
كلها ،ألن ه ذا
زمالئه في سبيل تحقيق أرقام أفضل على مستوى القسم كله ،وبالتالي الش ركة ّ
المبدأ يمنح الموظف حوافز مرتبطة بأدائه الفردي وكذلك بأداء الفريق.
ما هي المتطلبات؟
متطلبات مبدأ اإلدارة على المكشوف تتلخص في:
عدم التركيز على المهام الفردية.
- 59 -
تشكيل فرق عمل متجانسة وغير متنافسة وال متصارعة.
المصارحة باألرقام
في مبدأ اإلدارة على المكشوف ،يتعرف أعضاء المنظمة على أرقامها المهمة ويفهمون عالقات
تلك األرقام وتوابعها وآثارها ،كما يكتسبون حساسية خاصة تجاه هذه األرقام من خالل اللقاءات
مان واالجتماعات التي تصبح جزءاً من العمل وليست على حساب العمل .وهذا يساهم في ض
إخالص جميع العاملين وانخراطهم في المؤسسة وتفهمهم ألهداف الشركة وغاياتها .66
- 60 -
إجراءات اإلدارة على المكشوف:
كشف األرقام بكل صراحة بعد ت دريب األف راد على فهمها وفهم طريقة التعامل
بها ،وهذا يتطلب تدريب األفراد على الق وائم المالية والحس ابات والميزاني ات
دريبا ومصادر التمويل والتدفقات النقدية ومعرفة نظام المكافآت ،وهذا يتطلب ت
إلزاميا يلزم األفراد في معرفة هذه األرقام ومعرفة كيفية التعامل معها ،وال ينظر
إلى هذه المعلومات على أنها ترف فكري لكي يفهم مساهمته في توليد األرقام.
تفعيل االتصاالت وتدفق المعلومات في المنظمة في مختلف االتجاه ات ،عموديا
وأفقيا وقطريا مما يؤدي إلى السرعة الفائقة في اتخاذ القرار وحل المشاكل في أي
موقع من المواقع .كما يساهم ذلك مساهمة كبيرة في منع اإلشاعة ،ومنع احتك ار
المعلومة ،أو استغاللها من أي مستوى من مستويات المؤسسة ،بشكل سلبي وغير
مناسب.
الشعور العام بالمصلحة العامة من خالل اإلحساس المشترك بالمس ؤولية تج اه
النتائج التي أصبحت واضحة ومفهومة.
التدريب من أجل فهم األرقام ،وهذه قد تكون مس ؤولية الم ديرين في المؤسسة
للتأكد من ق درة المرؤوس ين على فهم األرق ام ،وال يوجد من هو أفضل من
المديرين في محاولة تدريب وتطوير قدرات الموظفين في هذا اإلطار.
- 61 -
خطوات تطبيق منهج اإلدارة على المكشوف
الخطوة األولى :التعريف والتوعية
يتالءم منهج اإلدارة على المكشوف كما يصفه Schuster،J., Carpenter, J and Kaneمع
اهج منهج التمكين من حيث دور القيادة الذي أساسه قناعتها ونيتها األكيدة على تطبيق هذه المن
وتفعيلها ،دون عزم القيادة وإصرارها وقناعتها لن يتسنى النجاح لهذه المش اريع .والس بب في
ذلك يكمن في حاجة مثل هذه المبادرات إلى ال دعم من قبل القي ادة وتوفيرها للم وارد الالزمة
لعمليات التدريب والتطوير المناسبة .ومن المحددات التي تقف أمام اإلدارة في تطبيق مش روع
اإلدارة على المكشوف :انشغال وعدم توفر الوقت الكافي لإلدارة ،وعدم قناعة القيادة في بعض
رارًا األحيان ،وعدم استعداد القيادة على التخلي عن المعلومات ،وخوفها عليها؛ ألنها تعدّها أس
وسالحًا ال يمكنها التنازل عنها .ولكن الخطوة الهامة التي يمكن للقي ادة أن تق وم بها إذا توافر
لديها نوع من القناعة ،أن تبدأ بعقد جلسات ولقاءات للعصف ال ذهني ولدراسة المفه وم دراسة
وافية ،من خالل اإلطالع على ما كتب في هذا الموضوع من مقاالت وكتب ون دوات وح االت
دراسية عملية.
وعي بأهميته فعندما يتوافر لإلدارة العليا الوعي الكافي حول مفهوم اإلدارة على المكشوف وال
بالنسبة للمنظمة ،فعندها ستبدأ القيادة بنشر الموضوع عبر مختلف المستويات اإلدارية وتح اول
توعية اآلخرين وإقناعهم بجدوى تطبيقه.
الخطوة الثانية :تحديد األهداف.
أي منهج أو برنامج عمل ال بد أن تتضح أهدافه س واء أك انت أه دافاً عامة أم
تفصيلية .وال بد من معرفة :إلى أين نريد أن نصل ،وعلى أي قاع دة نقف؛ لكي
يتم االنطالق على أسس واضحة المع الم .ويتم تحديد األه داف من خالل تحديد
املوا معها األرقام ومؤشرات األداء الهامة التي ينبغي أن يتعلمها العاملون ويتع
كاآلتي:
االتفاق على المعايير التي تقيس درجة تقدم المنظمة اتجاه أهدافها طويلة األجل.
املين تشكيل قيم ومبادئ وثقافة مشتركة على ضوء األدوار الجديدة المطلوبة من الع
والقيادة على حد سواء.
إعداد برامج للحوافز التي تدعم العملين وتشجعهم على التنفيذ.
إعادة تشكيل نظم االتصاالت الحالية بما يتفق ومنهج اإلدارة على المكشوف.
- 62 -
ومن أهم األمور التي ينبغي االنتباه لها أن تتوافر للمنظمة قوى عاملة تتمتع بالمهارة وحب التعلم
والرغبة في تحمل المسؤولية والتمكين.
الخطوة الثالثة :بناء فريق العمل وتدريبه وتطويره.
تتمثل مهمة الفريق في تفعيل روح الفريق ،والعمل الجماعي حيث يتك ون الفريق من مختلف
الوحدات اإلدارية ،بهدف دراسة واقع المنظمة من حيث مستوى استعداد الجميع للتعاون ،ومن ثم
يعمل هذا الفريق على نقل العاملين إلى مس تويات من االس تعداد المرغوبة ،من أجل التع اون
تمرة ،بأهمية عمل الفريق والتنسيق والتفاهم .وهذا يحتاج إلى نوع من التثقيف ،والتوعية المس
وتعاونه.
الخطوة الرابعة :خطة التنفيذ
ال بد في هذه الخطوة من عدم استباق النتائج .أي إنه يجب االعتراف بأن الوقت لم يحن بعد لكي
يكون برنامج اإلدارة على المكشوف قيد التنفيذ دون وجود أي صعوبات ،فال بد من وجود فجوة
بين الواقع الحالي والواقع المرغوب ،والن اس في أي عملية تغي ير س رعان ما يع ودون إلى
ممارسة السلوكيات التي تعودوا عليها لفترة طويلة من الزمن ،ما لم يكن هنالك قيادة واعية تعمل
على تثبيت أسس النظام الجديد وزعزعة أسس النظ ام الق ديم وتقويضه والتخلص من آث اره
المتبقية.
وتتضمن هذه الخطوة خطة عمل تصل إلى ثالث سنوات تش تمل الس نة األولى على ج دول
تفصيلي ومجموعة من البرامج الربع سنوية .مع وجود خطط بديلة وظرفية لمواجهة الط وارئ
غير المتوقعة لتوفير قدرات على التكيف مع المستجدات والمتغيرات.
الخطوة الخامسة :الدور المحوري لإلدارة الوسطى.
تلعب اإلدارة الوسطى دورا محوريا في تنفيذ برنامج اإلدارة على المكشوف بتش جيع عملي ات
التعلم واالبتكار والعصف الذهني بإيعاز وتوجيه وتف ويض من اإلدارة العلي ا .وتعمل اإلدارة
وف ،من خالل امج التمكين واإلدارة على المكش طى كحلقة وصل هامة لتفعيل برن الوس
االجتماع ات المكثفة مع اإلدارة العليا من أجل فهم رؤيتها والتأكد من توجهاتها ومن ثم إج راء
امج اجتماعات مماثلة مع اإلدارة الدنيا والعاملين لترجمة ونقل توجهات اإلدارة العليا حول برن
اإلدارة على المكشوف ،وهذا يؤدي إلى زيادة ثقة العاملين بص دق توجه اإلدارة في التط بيق
والتنفيذ .وهنا ال بد من أن يتوافر لإلدارة الوسطى حقيقة أن عليهم التنازل عن بعض صالحياتهم
وسلطاتهم السابقة لمصلحة اإلدارة الدنيا .والمثال التالي حول المباريات الرياض ية ي بين دور
- 63 -
اإلدارة على المكشوف من خالل اللوحة اإللكترونية ال تي تكشف تق دم أداء الف رق المتبارية
للجميع.
- 64 -
المكشوف إال أنه ما زال يفتقد لوجود دراسات ميدانية أكاديمية لدراسة واقع العالقة بين تط بيق
هذا البرنامج ووجود نتائج ملموسة بالنسبة ألداء المؤسسة وتميزها .وهذا المنهج بجانبيه الفكري
والنظري يحتاج من الباحث العربي فضال عن الباحثين بشكل ع ام محاولة إج راء دراس ات
ميدانية رصينة لمعرفة واقعية هذا المنهج وواقعية تطبيقه في منظم ات األعم ال العربية؛ ألن
فاعلية هذا المنهج الميدانية إن ثبتت فقد تؤدي إلى تشجيع الكثير من المنظمات على االستفادة منه
وتطبيقه فعال.
- 65 -
االتصال العفوي
يعمل االتصال العفوي أو غير الرسمي( كما تم ذكره في بداية الفصل) كبديل عن أساليب الرقابة
ار، التقليدية .وهذه نقطة جديرة بالعناية واالهتمام حيث إن الرقابة التقليدية تقيد اإلبداع واالبتك
ولكن عندما يتاح استخدام االتصال الحر القائم على أساس تلقائي ينس جم مع جهد المرؤوس ين
التلقائي لتحقيق أهداف المؤسسة ،فإن ذلك يص نع نت ائج مذهلة من األداء الن وعي والكف اءة
اإلنتاجية غير المسبوقة .فالرقابة التقليدية تحتاج إلى وس ائل مكلفة وتحت اج إلى مديرين همهم
وشغلهم الشاغل هو الرقابة والتف تيش والتأكد بط رق س رية وعلنية من أن الن اس يقوم ون
بأعمالهم.68
وقد تحتاج هذه أحيانًا إلى أساليب إستخبارية ،وتجسس ية حيث إن بعض الم وظفين يعمل ون
مخبرين لمصلحة المدير ،وهذه قمة "عدم الثقة" التي تكلّف المؤسسة تك اليف معنوية ومادي ة،
ولكن عند الحديث عن الرقابة التطوعية ،الرقابة الذاتية والرقابة الجماعية الناجمة عن احتك اك
الناس في مواسم ومناسبات رمزية أو وطنية أو تذكارية بشكل مكثف بش رط أن تك ون هنالك
رؤية جماعية مشتركة .فهذا يعمل عمله الملفت لالنتباه في استثارة الجه ود واستنهاض ها نحو
هدف مشترك يشعر كل فرد بالثقة وليس بدافع خارجي ونتائج الدافع الداخلي تصنع دائمًا وأب دًا
أضعاف ،أضعاف ما تصنعه نتائج الدافع الخارجي ،علمًا بأن نتائج الدافع الخ ارجي والض غط
الخارجي والرقابة الخارجية تقود إلى االنصياع واالنقياد الم ؤقت ،ذلك االنقي اد ال ذي تنتهي
صالحيته بانتهاء الدافع الخارجي سواء أكان ذلك الدافع قوة الرقابة ،أم قوة العقوبة ،أو اإلكراه،
أو المكافأة.
وهنا البد من اإلشارة إلى أن توافر ه ذه العوامل الس الفة يس اهم في تعزيز دور التمكين في
اإلدارة؛ ألنه دون عوامل االتصال التي توفر المعلومات وتدفعها بانسياب حر فإن عملية التمكين
ستبقى متعثرة إلى ماال نهاية.
وتعمل اآلن الكثير من المؤسس ات على فعل كل ما يمكن فعله لتحس ين أس اليب التواصل بين
الموظفين .فمثال ترى بعض المؤسسات بأن تصميم المكاتب بطريقة معينة ،قد يكون له دور هام
في تحسين عملية االتصال بين الموظفين ،وتحسين نتائج األداء تبعا لذلك ،والحالة التالية توضح
ذلك.
- 66 -
حالة 2شفافية المكاتب
شفافية المكاتب
قام توماس ألين ( )Thomas Allenمن ( )MITبدراسة ت بين أن التصميم
الهندس ي للمكات ب الذي يس مح بوجود مس افة ( )10أمتار بي ن الموظ ف
واآلخر في داخل المكاتب المفتوحة ،تكون احتمالية اتصالهم بعضهم ببعض
مرة في األسبوع ما بين ( .)%9-%8وعندما تكون المسافة ( )5أمتار بين
الموظف واآلخر ،تكون احتمالية اتصالهم ببعضهم بعضا ،لمرة في األسبوع
( .)%25وهذا يدل عل ى أهمي ة ترتي ب وتص ميم المبان ي والمكات ب بحي ث
ال لالتص ال والتعاون ،والتنس يق فيم ا بينه م وخاص ة عندم ا تكون
تعط ي مجا ً
المسافات قريبة ومفتوحة بين الزمالء في العمل.
ي
ثالثا :الثقة
المقوم الثالث بعد المعرفة والمه ارة واالتص ال وت دفق المعلوم ات هو :الثقة بين الم دير
والمرؤوسين فهذا مقوم جوهري من مقومات التمكين ،أال وهو الثقة والتف اهم ،فالثقة :اس تعداد
الفرد للتعامل مع اآلخرين معتقداَ بكفاءتهم أو أمانتهم أو صدقهم واهتمامهم بمصلحته وعدم توقع
إساءتهم (.69)Mayer et al., 1995 and Hart and Saunders, 1997
- 67 -
الثقة بالقيادة والتمكين
الثقة سالح قوي وهي رأس مال هام جدا وكما يقول فرانسيس فوكوياما ب أن الثقة هي أهم رأس
مال اجتماعي وأن العجز في رأس المال هذا" ،الثقة" يعد أخطر من العجز في ميزان م دفوعات
الدول .70والثقة شعور متبادل بين القائد والمرؤوسين ،وثقة الناس في القائد هي دليل على نجاحه
وهي إحدى أهم نتائج التمكين وهذا ما يعرف بالتب ادل المثمر للطاق ة .فالثقة يجب أن تكتسب
ولهذا السبب تعد القي ادة ص ناعة ينبغي إع ادة اختراعها 71،واكتس اب الثقة يتحقق من خالل
ومهم االهتمام باآلخرين ،وأن تكون إلى صفهم في ما يحدث لهم من خير أو شر وتشاركهم هم
ومشاكلهم حتى تحظى بثقتهم تلك الثقة ال تي قد تب نى كالبن اء من خالل اس تمرار االهتم ام
والتواصل والعالقة القائمة على الربح المتبادل وسياسة "أنا أربح وأنت تربح".
إن االهتمام والصدق والصراحة من أهم المقومات التي تؤدي إلى تك وين التمكين ال ذي يجعل
المرؤوسين يتصرفون وكأنهم أصحاب المؤسسة أو على األقل كأنهم ش ركاء فيه ا .والتمكين
بدوره يشكل دافعا نحو بذل طاقة غير عادية من أجل التغيير والتط وير نحو األفض ل .وه ذا
بطبيعة الحال يقود نحو دافع من نوع آخر وهو تطوير الذات من خالل اكتس اب العلم والمعرفة
الممكنين تتكون لديهم رغبات ودوافع أكبر
ّ واستمرارية التعلم .وتبين الدراسات بأن المرؤوسين
نحو اكتساب مع ارف جدي دة من خالل اإلقب ال على دورات الحاس وب واللغة وتكنولوجيا
المعلومات وغيرها من التقنيات وذلك بشكل يفوق أق رانهم ممن ال يتوافر لهم ق در مماثل من
الصالحيات أو التمكين .Rothstein et al. (1995)72
والثقة بين بني البشر هي مشكلة المشاكل وتكاد تكون غاية في الصعوبة والتطبيق بسبب عوامل
متعددة ومتداخلة .فالثقة الحقيقية صعبة حتى بين الناس الذين ارتبط وا معا لس نوات طويل ة،
كاألزواج مثالً على الرغم من انتقائهم واختيارهم بعضهم لبعض .واألمر أصعب بكثير عندما ال
يكون لإلنسان خيار في انتقاء زمالء العمل ،واألمر في غاية الصعوبة في المؤسسات الكب يرة،
وبالتأكيد فإن الثقة بين المدير والمرؤوس صعبة أيضاَ ،وخاصة عندما يك ون لكل ط رف حق
إنهاء العالقة مع الطرف اآلخر بمحض إرادته.،وعندما نبحث في أسباب ودوافع المنظم ات في
وضع القوانين والتعليمات الصارمة والقيود فإننا نجد أنها تع ود ألحد أم رين ،األول :من أجل
تأمين سير األمور بش كل منتظم تالفيا للفوضى ،واألمر اآلخر :بطبيعة الح ال يك ون تالفيا
الستغالل النظام واإلساءة له من قبل اآلخرين ،أي ع دم الثقة .ومهما تكن األم ور فالثقة بين
رن الواحد والعشرون. أعضاء المنظمة ،عاملين أم مديرين تعد في غاية األهمية لمؤسسات الق
فما هي يا ترى العوامل التي يمكن توفيرها من أجل ضمان الثقة بين أعضاء المؤسسة والفرقاء
- 68 -
المهتمين والمت أثرين بنت ائج عمل المؤسسة ( )Stakeholdersمثل المس اهمين والزب ائن
والمنظمات األخرى؟ .إنّ أهم العوامل والمقومات التي يمكن أن تدعم الثقة وتعززها بين أف راد
المؤسسة يتمثل بما يأتي:
الكفاءة:
يثق بعضنا ببعض من خالل ما نتمتع به من كفاءة ومهارة .وأحيانا نس تبدل كلمة الثقة بكلمة
كفاءة أو مهارة فنقول :الطبيب الفالني يتمتع بكف اءة عالية ،فنثق بتشخيصه للم رض كما نثق
بالعالج الذي يقدمه لنا فنسمح له بإجراء ما يلزم من تشخيص وعالج .إذن "أمنحك ثقتي عن دما
أؤمن بكفاءتك وقدرتك ،وتتوقف ثقتي بك عندما أشك في مهارت ك".وه ذا ينس حب على مهن
ووظائف مختلفة مثل المعماري والميكانيكي ورجل الصيانة وغيرها من مهن بنسب مختلفة وهذا
ما ينسحب أيضاَ على عالقات العمل في المؤسسات ال تي نعمل به ا .وه ذه الثقة أص بحت
ضرورية في منظمات األعم ال والمؤسس ات المختلفة أك ثر من أي وقت مضى ،إذا ما أراد
المديرون التحول عن المنظمات التقليدية الهرمية والوظيفية المتخصصة ،فبحكم التخصص كان
المدير يعلم ويعرف وعلى مهارة أكبر من أي موظف في القسم أو في ال دائرة ،ولكن اآلن ليس
شرطًا الزماَ أن يكون المدير أعلم أو أكفأ من مرؤوسيه فوظيفته تنس يق مه اراتهم أك ثر من
إتقانها .إذن وظيفة مدير القرن الواحد والعشرون وظيفة تنسيقية كما يؤكد ذلك بيتر درك ر ،هي
تنسيقية للتخصصات المختلفة ،ودور الثقة مهم فتزداد ثقته بهذه التخصص ات ال تي يعمل على
تنسيقها بمقدار كفاءة المتخصصين فيها ،ومن هنا فهو يمنحهم ثقته ال تي بطبيعة الح ال يتبعها
يز والتعُلم منحهم حرية في التصرف وتمكيناَ واستقالليةً ومناخاَ مناسباَ لإلبداع واالبتكار والتم
الدائم (.Stewart, 2001( 73
االنتماء
ة .والثقة هنا تعتمد على يعد االنتماء من العوامل المساندة للنقطتين السابقتين؛ الكفاءة والجماع
مدى استعداد العاملين في المؤسسة للوقوف خلف أهداف المؤسسة وغاياتها .واالنتماء أله داف
المؤسسة وغاياتها لن يتحقق دون رؤية مشتركة ألهمية هذه األهداف من وجهة نظر الع املين،
والمشكلة أن كثيرا من المؤسسات تع اني وتت ذمر فيها اإلدارات من ع دم والء المرؤوس ين
وانتمائهم .والمشكلة التي تقع فيها اإلدارات أنها تتجاهل عدم فهم واس تيعاب وقناعة الع املين
بأهداف أو غايات المؤسسة ببساطه ،ألن هذه األهداف والغايات من وجهة نظر العاملين هي فقط
تخدم المديرين أو المساهمين على حساب العاملين ،فال تتحقق الرؤية المشتركة التي تعدّ متطلب ًا
أساسيًا النتماء العاملين ووقوفهم خلف غايات المؤسسة مدافعين عنها.
إن االنتماء المشترك لغايات وأهداف المؤسسة ورس التها ينس جم ويتماشى مع وج ود أف راد
بموصفات الريادة ومؤسسات بأشكال منبسطة أفقية في هيكلها التنظيمي ومديرين يشرفون على
عدد أكبر من ذي قبل ،بسبب توافر الموظف والعامل صاحب المعرفة والخبرة ،وبتوفير برامج
التمكين التي تؤدي إلى تحقيق نتائج عالية في مستويات األداء.
االتصال
- 70 -
موضوع االتصال يتك رر هنا ألهميته وعالقته مع مح ور الثقة ،ذات العالقة الوثيقة بالتواصل
واالتصال بين أفراد المنظمة ،لبناء جو من الثق ة .فاالتص ال هو بمنزلة أداة أو آلية لتنش يط
يحة .فال وتكريس الثقة بين األفراد بتبادل المعلومات والتغذية الراجعة وتبادل المشورة والنص
اك يمكن تحقيق الثقة بين الناس دون اتصال ودون رسائل متبادلة بين األطراف المتبادلة .وهن
وسائل متعددة لتفعيل عملية االتصال في المؤسسة من خالل عدد من الوسائل منها :سياسة الباب
المفتوح ،واإلدارة بالتجوال واإلدارة على المكشوف ،وحلقات الجودة التي تم الحديث عنها بشكل
مفصل في البند السابق ،إضافة إلى تفعيل أشكال االتص ال األفقي والعم ودي والقط ري بين
مختلف المستويات في المؤسسة .وهناك مقولة حديثة في االتصال مفادها " نحن ال يوجد ل دينا
أي أسرار" وهذا الشعار أو المقولة تؤكد الشفافية والوضوح إضافة إلى تدريب الم وظفين على
فهم المعلومة والرقم وأهميتهما.
وبوداع المديرين لألنظمة البيروقراطية ف إن عليهم اس تقبال موض وع في غاية األهمية وهو
موضوع الثقة ،فالثقة ليست ض رورة للع املين في المؤسسة فحسب ،بل هي في غاية األهمية
أيضا لزبائن المؤسسة .وعلى القادة فهم وإدراك أن الثقة لن تأتي بعصا سحرية ولكن تحتاج إلى
مضن في بنائها والمحافظة عليها ومأسستها؛ ألن ذلك سيحقق نتائج مبهرة في تعاون الجميع
ٍ جهد
نحو تحقيق هدف مشترك .والثقة قد تك ون أيضا في النفس ( )Confidenceإض افة إلى الثقة
باآلخر .وبناء الثقة بالنفس قد يكون نتيجة ومحصلة طبيعية لثقة الناس فيما بينهم.
والثقة باآلخر هي الثقة بقدراته ،وتأخذ شكال عاما؛ كأن يثق المعلم بقدرات تلميذه دون أن ت ؤثر
تلك الثقة على مصلحة المعلم بشكل مباشر ،وهناك الثقة بين األطراف المختلفة من خالل التعاقد،
ينجم على هذا النوع من الثقة تأثير قد يكون ايجابيًا أو س لبيًا من حيث نت ائج األداء في ال ربح
والخسارة .فهناك خسارة لطرف وربح آلخر وهناك ربح مش ترك وقد يك ون هنالك خس ارة
للطرفين.
- 71 -
والثقة بالناس ال تتحقق بالكالم والخطابات ،وال يمكن خلق الثقة بالناس من خالل أن نربت على
أكتافهم ،ونثني عليهم أثناء قيامهم بالعمل .فهي ترتبط بالنجاح فعندما تتوقع أنك ستنجح فهنا تتولد
الثقة التي تدعم الجهد الالزم لتحقيق النجاح .حتى على المستوى العام في اقتصاديات الدول فإن
الثقة في الذات (الطاقة واإليمان والوالء واالنتماء) هي التي تجذب االس تثمار.وتؤكد Kanter
) (2004أن الذي يصنع الفروقات الحقيقية هو الجهد الذي يقوم به األفراد وبشكل خاص ذلك
الجهد اإلضافي الذي يقدمه هؤالء األفراد .وعندما تتكون الثقة في النفس يتكون عندها االستعداد
لبذل جهد من أجل تحقيق ما هو مطلوب .وقد يشاهد المرء مثاال حي ًا وواقعيا لطبيعة الحم اس
والثقة بالنفس في األلعاب والمباريات الرياضية؛ فقد يكون الفائز في الخلف وقد يتقدم أحيانا إلى
األمام وقد يسقط أحيانا أخرى على األرض وقد يفقد في بعض األحيان الس يطرة على الك رة،
ولكنه يثابر ويتعلم من أخطائه ومن تجاربه ،وهذا هو نتاج الثقة بالنفس (.)Kanter ,2004
- 72 -
رين كلما مواطن قوة لمحاولة التعاون من خاللها .ويزداد احترام اإلنسان لآلخ
علم نقاط القوة المتاحة لديهم ،فيثق أن باستطاعته االعتم اد عليهم وهم ك ذلك.
يقومون بما هو فالثقة في اآلخرين تزداد وتترعرع عندما يعلم اإلنسان بأنهم س
مطلوب منهم بكفاءة ومهنية عالية ،ولكن عندما يعلم غير ذلك فإنه سيقول لنفسه:
" حسنا ،سأقوم بهذا األمر بنفسي فليس باستطاعتي االعتم اد على غ يري في
إنجاز هذا العمل ،ال أثق بهم وال يمكنني احترامهم" .عندما يتردد مثل هذا القول
دهور وعندما تنشأ ظاهرة "فك االرتباط" بين الناس فيما بينهم تكون المحصلة ت
في األداء .وهنا يأتي دور القي ادة في محاولة تأس يس التع اون وتأص يله في
المنظمة.
قد يبدو هذا الحديث كأنه وعظ وإرشاد نتيجة لتكراره في كثير من الكتب واألدبيات التي تتحدث
عن المنظمات وتنميتها .فنقرأ في كثير من كتب اإلدارة عن مواضيع تتعلق بروح الفريق وبناء
الفريق وأهمية عمل الفريق وغيرها ،ولكن كانتر ( )Rosabeth Kanterتؤكد في كتابها "الثقة"
واطن بالدولة وثقة الدولة حول دور الثقة الجوهري على كل األصعدة االجتماعية :مثل ثقة الم
بالمواطن وثقة المستثمر في النظام القانوني وتشريعات االستثمار والنظ ام االقتص ادي .وثقة
العامل برب العمل وثقة المدير بالمرؤوس وثقة األب بابنه وثقة األب بأبيه.
فالثقة تصنع المعجزات في الظروف الصعبة كما حدث في شركة كونتنانتال للطيران ،وهي التي
هر 8 تمكنت من إبقاء طائراتها تعمل دون توقف عندما توقفت شبكة الكهرباء عن العمل في ش
عام 2003عندما كانت أمريكيا تواجه ظالما دامسا كان األسوأ في تاريخها وبشكل خ اص في
شبكة الطاقة الشمالية الشرقية من أمريكيا ،فتمكنت الشركة من تنس يق جهودها بطريقة معق دة
وتمكنت من تحريك طائراتها في الجو على الرغم من الكارثة .وقد كان سر ذلك يكمن في ثالثة
أمور :المساءلة والتعاون والمبادرة .وكان مفتاح األمر في نوعية التعاون ومستواه الراقي على
الرغم من أن األفراد لم يتعاونوا في حل المشكلة وجها لوجه ،إال أنهم تمكنوا من تنسيق جهودهم
ة. وتحمل المسؤولية وعلموا أن غيرهم في مواقع أخرى سيتحملون مسؤولياتهم بكفاءة وفاعلي
كان لديهم احترام كبير متبادل ،وقد ُترجم ذلك االحترام إلى صورة من أجمل ص ور التنس يق
ير اآلخر من قبل ولكن ك ان
والتعاون في حل المشكالت .لم يكن ذلك كالما نظريا فمنهم من لم َ
رائد هذا التعاون هو الثقة بقدرات اآلخر ومواطن القوة التي يمتلكها الطرف اآلخر ألن الش ركة
ال تمتلك غير المواهب الذكية والقدرات الخالقة.
- 73 -
.2روح المب ادرة :الركن الثالث من أركان الثقة هو روح المب ادرة .فلو لم تتوافر
اع لشركة كونتننتال روح المبادرة لما أقدم العاملون على حل المشكلة عند االنقط
الكبير للتيار الكهربائي الذي حدث في تلك الفترة ،وقد كان هنالك ثقة وتشجيع ألخذ
زمام المبادرة ومعرفة أكيدة بأن مبادراتهم ستصنع الفرق وتحل المشكلة .دون ذلك
ال يوجد شيء أسمه ثقة بالنفس وثقة بالنظام وثقة الواحد باآلخر .فالقادة وح دهم ال
يمكنهم فعل كل ما حصل في تلك الشركة.
املين ،ولكن تجد أنها مكبوتة أو في كثير من الحاالت تجد روح المبادرة موجودة في أنفس الع
مصادرة بسبب ممارسات القيادة التي ال تعمل على تشجيع الع املين على روح المب ادرة .وفي
أول محاولة للمبادرة تجد المدير يقول للمبادر :نحن لسنا بحاجة ألفك ار جدي دة وال داعي ألن
تُتعب نفسك وال يوجد مجال أو استخدام لتلك األفكار .مثل ه ذه ال ردود ت ؤدي إلى قتل روح
راد فهي المبادرة ووأد الثقة بالنفس في مهدها .عندما يحصل هذا الرد من قبل أإلدارة نحو األف
تقدر عواقب ذلك الرد وآثاره في نفوس المرؤوس ين وأذه انهم ،وال تق وّم حجم
في الحقيقة ال ّ
الضرر الذي يحدث هنا لمعنويات العاملين ،فضال عن التدهور الذي قد يحدث للثقة بالنفس والثقة
بالقيادة.
- 74 -
دعم إنه ذلك الشعور بالقدرة على الفعل والتأثير وكل ما يحتاجه العامل لتقوية هذه الحالة هو ال
من اإلدارة والدعم من القيادة في أي مساهمة أو نشاط لكي تتعزز هذه الروح وتس تمر .فالعملية
يرة ال تتم بيوم وليلة وإنما تحتاج إلى تشجيع على األعمال الصغيرة حتى نصل للمبادرات الكب
والمؤثرة .المهم هو قيام القيادة ببناء المناخ والبيئة المناسبة لتش جيع الع املين على أن يب دأوا
بخطوات بسيطة ،وأن يشعروا بأن هذه الخطوات لها أهمية ومساهمة ،وهذا مهم في خلق نظ ام
منتج وثقة بالنفس .فالناس ال يستطيعون الجلوس واالنتظار للقيام بالمب ادرات العظيمة ،فهي ال
تأتي بشكل دائم ومستمر وإن جاءت فهي قد تأتي من القمة ال من القاعدة .وه ذا ال يكفي لبن اء
مناخ عام من الثقة فال بد من مشاركة الجميع في المبادرة حتى يعلو صرح الثقة في المنظمة .وال
مانع أن تكون المبادرات صغيرة أو كبيرة فالمهم أن تأخذ صفة الشمولية على مس توى المنظمة
كلها.
- 75 -
ولكن الثقة بالنفس بالنسبة للقيادة ليس هو السر ،وإنما ثقة القي ادة ب اآلخرين هي السر الحقيقي
للقيادة .فالقيادة الناجحة هي التي تعمل ليل نهار في سبيل خلق مناخ تمنح وتخلق من خالله الثقة
بالموظفين وتخلق ثقة عالية بأنفسهم وبمصادر قوتهم .فالقيادة هي التي تحفز العاملين لبذل أفضل
ما لديهم من جهد وتوجيه ذلك الجهد في اتجاه صحيح ومنتج .والقادة عليهم أن يدركوا ويعتقدوا
بأنهم قادرون على االعتماد على غيرهم في القيام بواجباتهم بالشكل الصحيح .فإذا ك ان فعال قد
أتي قام العاملون بتولي مهام عملهم وتحمل مسؤولياتهم بجدارة كأبطال؛ فال حاجة عندها لمن ي
ليتولى تلك المهام ويقول بأن العاملين لم يقوموا بها .فالتركيز على نقاط ضعف العاملين يقوض
ثقتهم بأنفسهم ،ويحطم معنوياتهم ،ويؤدي إلى تالشي بريق الثقة في نفوسهم .بالمقابل فإن اإليمان
بهم يؤدي إلى ازدهار الثقة وبنائها ،والفوز عندها يصبح أقرب من أي وقت من األوقات.
فثقة القيادة بنفسها هي من ثقة القيادة بتابعيها ،وتتمثل بكيفية بناء القائد للثقة في كل فرد من أفراد
المنظمة .فالقادة يعززون الثقة في نفوس العاملين باعتناقهم لمعايير عالية تتبل ور في الرس ائل
والمعلومات التي يتبادلونها مع اآلخرين ويتمثلون تلك المعايير في تصرفاتهم وفي أفع الهم لكي
يكونوا قدوة لآلخرين ومثلًا يحتذى في المنظمة.
رى القائد إن بناء الثقة كما تقول كانتر يحتاج إلى معايير وقيم ورؤى يتمثلها وينشرها القادة وي
صداها في سلوك المرؤوس ين .وهنا يحت اج القائد إلى ب ذل جهد خ اص في تعزيز تلك القيم
وترسيخها ،من خالل االتصال واالحتكاك المستمر مع اآلخرين وتشجيع كل صاحب ق رار في
المنظمة أن يقوم بنفس ال دور في بن اء الثقة في مرؤوس يه؛ لكي تس اهم تلك الثقة في تعزيز
المسؤولية والمشاركة والوالء للعمل والشعور بملكية العمل والمهام التي يق وم بها كل واحد في
تي مكانه .فالثقة بالنفس بناء هام في تكوين الفرد المتمكّن القادر على العمل بنفس المسؤولية ال
يحملها صاحب العمل وبروح المبادة الكاملة .ومن هنا فإن الثقة ب النفس والتمكين ص نوان ال
يمكن تحقيق أحدهما دون اآلخر.
كما يحتاج بناء الثقة إلى نماذج قيادية تتمثل ما تقول وتضرب مثال يقت دي به اآلخ رون ،فعلى
القيادة الناجحة أن تضع أسسًا وقواعد رسمية لبناء تلك الثقة ،من خالل قوانين وإجراءات إدارية
النفس. تعزز الثقة بالنفس والثقة باآلخر والثقة بالنظام .وهناك ممارسات تدمر وتقوض الثقة ب
والخوف يعتبر من أهم هذه الممارسات التي تدمر ثقة الفرد بنفسه كما تبين ذلك الفقرات القادمة.
اإلدارة بالخوف ،وتدمير الثقة
يواجه مديرو اليوم إشكالية في التعامل مع م وظفيهم وقد نطلق على ه ذه اإلش كالية
صدمة الفجوة المعرفية Knowledge Gap Shockوهذه الفجوة ناتجة عن الفرق بين ما كان
- 76 -
يتمتع به الموظف من معرفة قبل الثورة المعرفية والثورة المعلوماتية وبعدها .75والص راع هو
صراع إداري يكمن في االس تمرار على إدارة الم وظفين بأس اليب وأدوات ما قبل الث ورة
المعلوماتية وعلى أسس تقليدية تتجاهل الثورة المعلوماتية وتتجاهل التغير الحاصل في إمكانات
اح هؤالء الموظفين المعرفية والمعلوماتية ،مع أن ما يتوافر لديهم أو على األقل ما يمكن أن يت
لديهم من معرفة ومواهب يستدعي نسف كل الممارسات واألساليب اإلدارية التقليدية في التعامل
مع هؤالء األفراد فتحدث أشكال متعددة من الصراع:
- 79 -
وهنا يشعر الموظفون باإلهانة و الدونية وتثور بداخلهم مش اعر الغضب واالكتئ اب والت وتر
وخيبة األمل واإلجهاد ،وهذه أعراض تؤدي إلى انعدام الثقة بالذات وضعف مس تويات التمكين
والقدرة على التفكير الخالق والمشاركة الفاعلة وحرية التفكير وعدم الجرأة على إب داء ال رأي
وانعدام الشجاعة على التصرف بحرية واستقاللية.
- 81 -
فالثقة وتالشي الخ وف وإزالة الريبة بين األف راد داخل المؤسسة ،كلها من المقوم ات الهامة
لتحرير الموظفين من القيود التقليدية أمال في تحويلهم من الداخل إلى شركاء في المؤسسة بالً من
أن يتحولوا خصومًا.
فالنظرة التقليدية التي ما زالت سائدة تكمن في النظر للمرؤوسين على أنهم خص وم وتكلفة ال بد
من محاولة العمل الدؤوب على تخفيضها كلما أمكن ذلك .هذه النظرة تتحول وتتشكل في سلوك
اإلدارة والمرؤوسين ،فتترجم في الواقع العملي على شكل ممارس ات لها انعكاس اتها الس لبية
بأشكال متعددة ،نفسية ومعنوية ومادية .تفضي هذه األشكال إلى عالقات عدائية بشكل أو ب آخر
ال تخدم مصالح المؤسسة وال الموظفين وال المستهلكين أو المراجعين ،وتصبح سياسة الخ وف
والترصد وسياسة الربح والخسارة Win-loss Relationshipسيدة الموقف.
بعد هذا كله فإن من المؤسف عدم وعي المديرين بوجود مثل هذه المشاكل ،ومنهم من يعتقد بأن
سياسة الخوف و "العصا والجزرة" هي السياسة التي تنفع مع هؤالء ،متهما الموظفين بالتق اعس
واألنانية والطمع واالستغالل ،مما يؤدي إلى مراقبتهم والترصد لهم للتأكد من أنهم يقومون بتأدية
أعمالهم بالشكل المطلوب وحسب األصول.
- 82 -
عت معدل الزيادة في الصناعة تصل إلى .%6وقد سحبت المقارنات على 9240شركة خض
للدراسة.
هذه الشركات الناجحة تعمل على أساس من المنطق دون تعقيد لألمور ،فهي تشجع مرءوس يها
على االعتزاز بعملهم والفخر بما يقومون به من أداء.
يأمل العاملون بتحقيق ثالثة أهداف في العمل:
أن تتم معاملتهم بشكل عادل وبالتساوي .ويهمهم أنهم يحصلون على أج ور عادلة، .1
فهم دائما يطمحون أن يحصلوا على المنافع األساسية ،ويهتم ون ب األمن ال وظيفي،
والمزايا الصحية مثل التأمين الص حي .ومن ناحية أخ رى يهتم الموظف ب أن يُعامل
ية باحترام وتقدير لعقله وقدراته وأن ال يعامل كطفل أو متهم .هذه الحاجات هي أساس
بالنسبة للعامل لتعزيز معنويات العاملين؛ فإذا حدث أي نقص في ه ذه العناصر تت أثر
المعنويات بشكل كبير وخطير.
يرغب العاملون بتحقيق شعور باإلنجاز من العمل ال ذي يقوم ون ب ه .والعنصر .2
األساسي هنا أن يشعر العامل بالفخر بالعمل الذي يقوم به وبالمنظمة التي ينتمي إليها.
العمل مع اآلخرين والشعور بوجود أصدقاء يعملون معا بروح الفريق وه ذا يجلب .3
شعورا بالسعادة لدى العامل.
وقد رد ديفيد سيروتا وزمالؤه على المقولة التي تزعم بأن الموظف في ال وقت الحاضر ال يهتم
اتهم كثيرا في االستقرار واألمان الوظيفي؛ بأن هذه المقولة غير دقيقة ووجدوا من خالل دراس
الشاملة أن الموظف لم يتغير من حيث سعيه نحو األمان واالس تقرار في العمل ،وأن عملي ات
التسريح الجماعي التي تتم بناء على ذلك في كثير من المنظم ات أمر غ ير مفيد على الم دى
الطويل.
مؤقت
الشعور بالسعادة في العمل شعور ّ
من هو الذي يقوض دافعية الموظف هل هو الموظف نفسه أم اإلدارة؟ يتردد مثل ه ذا الس ؤال
كثيرا وبشكل استنكاري أحيانا ،أي أن اإلدارة ليست هي التي تقوض دافعية وحماس الم وظفين
وإنما هم الذين تتناقص الدافعية لديهم بعد ستة أشهر من بداية العمل .وسيروتا ))Sirotaيق ول
راد وليس عكس ذلك .أي أن اإلدارة هي التي تدمر الدافعية والحماس في حقيقة األمر عند األف
- 83 -
العكس .فالدراسات التي قام بها تُِّبين أن الناس عن دما ي أتون للعمل ف إنهم يكون ون س عداء
ومتحمسين ومعظمهم سعداء للغاية ويتشوقون لرؤية زمالئهم في العمل .ولكن عند اس تعراض
البيانات التي حصل عليها سيروتا من خالل دراساته وجد أن المعنويات والحم اس يتناقص ان
بشكل سريع عادة بعد خمسة إلى ستة أشهر .هنالك نظرية تصف هذه الفترة الذهبية ،أي الس تة
تمر في أشهر على أنها كشهر العسل الذي حتما له نهاية .ولكن هذا الشهر ،أي شهر العسل يس
%10من الشركات التي خضعت للدراسة لبقية حياة الموظف المهنية في المنظمة .أي أن هنالك
منظمات تحافظ على استمرارية حماس موظفيها وروحهم المعنوية العالية .والفرضية التي يمكن
عب أن تحافظ على حماسك لمؤسسة أو منظمة ال تبادلك نفس طرحها هنا هي أنه من الص
الحماس والدافعية .ما يحدث على أرض الواقع أن الكثير من المديرين يتوقعون من المرؤوسين
أن يكونوا متحمسين ومندفعين للعمل بكل نشاط ولكن في أول مناس بة يح دث فيها تراجع في
المنظمة يعمد الم ديرون إلى التخلص من الم وظفين من خالل ب رامج التس ريح المختلفة
. Downsizingفتتغير طريقة التعامل معهم بش كل ج ذري ويص بحون تكلفة زائ دة ينبغي
ددون التخلص منها .فكيف تتوقع اإلدارة أن تستمر دافعيتهم وحماسهم بنفس المستوى وهم مه
بسيف التسريح أو الطرد؟ وكيف سيهتمون بمن ال يهتم بهم؟.
لقد ظهرت بعض االتجاهات في التسعينات من القرن الماضي وخاصة في ال دول الغربية حيث
الطفرة االقتصادية واالزدهار الذي حققته الواليات المتحدة األمريكية بشكل خ اص ،فظه رت
اتجاهات تدّعي أن األمان الوظيفي ليس مهما وخاصة في الشركات العالية التقنية High Tech
على أساس أنه فقدان الموظف لوظيفة في شركة ما يتمكن أن يجد وظيفة بكل سهولة في ش ركة
أخرى .ولكن بتراجع الشركات العالية التقنية عادت أهمية األمان الوظيفي إلى القمة .فمثال تصر
شركة ساوث ويست للطيران بعد حدث كارثة 11/9أن الشركة على استعداد لخسارة في أسعار
أسهمها ولكنها على استعداد للتضحية في أي موظف من موظفيها؛ ألنها تعتقد بأنها إذا فعلت ذلك
فسيبدأ حماس الموظفين يتدهور وتتحطم روحهم المعنوية بعد أك ثر من ثالثين عاما من البن اء
المتواصل لتلك الروح التي هي من أهم أسباب نجاح الشركة وتفوقها في سوق الطيران.
العقبات والصعوبات التي تعيق األداء تعدّ أيضا من األمور األخرى التي ت دمر الحم اس مثل
نقص التدريب أو عدم توافر الوسائل واألجهزة واإلمكانيات المناسبة أو ظ روف العمل غ ير
المناسبة أو بسبب الظروف البيروقراطية الجامدة التي تبطئ اإلجراءات وت ؤخر عملية اتخ اذ
القرار.
- 84 -
دال من الصراع هو أيضا من المشاكل التي تقوض الدافعية والفخر والحماس وتلهي العاملين ب
تحسين أدائهم .،أي تلهيهم ببعضهم بعضا ،وبمحاولة ال ربح على حس اب خس ارة اآلخ ر.
فالصراعات والتوترات بين األفراد تعدّ من أخطر العوامل التي قد تفت في عضد المنظمة.
ويقدم ) Pfeffer (1994آراء جدلية في موضوع المساواة في العمل ،فيؤكد على أن الف وارق
الطبقية والفوارق السلطوية تساهم في إعاقة األداء ،تلك الف وارق ال تي ينجم عنها التعامل مع
الموظفين كمواطنين من الدرجة الثانية ،ويظهر هذا واضحا في الف رق بين الم وظفين حسب:
األجر الشهري من ناحية والموظف براتب مقطوع من ناحية أخرى أو الموظف الدائم والموظف
المؤقت .فهذه التصنيفات بحسب ) Pfeffer (1994تعطي انطباعا بأن الموظفين براتب شهري
هم األقدر واآلخرين يجب مراقبتهم والحذر منهم .وهن اك أيضا رم وز ت دل على الف وارق
اتهم الخاصة في السلطوية؛ ففي بعض الشركات يحق للموظفين براتب شهري اصطفاف مركب
مواقف قريبة بينما توجد مواقف الموظفين األقل حظًا في مواقع بعيدة .فالش ركات ال تي تهتم
بالمحافظة على معنويات موظفيها تتجنب مثل هذه األمور .وهذه األم ور بس يطة وليست لها
عالقة بالعمل ولكنها تغذي األنا واإلحساس ب التفوق للبعض على حس اب الغالبية العظمى من
العاملين.
هنالك نسبة من العاملين قد تصل إلى %5ال يحبون العمل قد تزيد ه ذه النس بة وقد تتن اقص
ولكنها تبقى نسبة قليلة إلى الغالبية من العاملين في المنظمة .ه ؤالء القلة هم المزعج ون حقا،
ولكنَّ رد فعل المديرين أكثر إزعاجا عندما يعاملون عشرات أو مئات الع املين اآلخ رين على
أنهم ال .%5فتوضع القوانين واإلجراءات التعسفية واإلشراف الشديد ،فعن دها نجد أن الن اس
الذين قد قدموا للعمل بدافعية وحماس وفخر يواجهون ما لم يكن في حس بانهم ويكتش فون أنهم
يعاملون على أنهم مجرمون أو أنهم دائما متهمون.
وع ادة ما يك ون رد اإلدارة على النحو ااآلتي " :ال نريد أن نتعامل بازدواجية ونريد أن نضع
قوانين تطبق على الجميع وليس على فئة دون أخرى" .وهذه هي المشكلة بحد ذاتها ،وذلك بأن
نضع قوانين في تعاملنا مع الجميع وأن نس اوي بين الجمي ع ،المتق اعس والمتحمس .ونعامل
الجميع على أنهم أطفال أو مجرمون .هذا هو األمر الذي يراه سيروتا م دمرا لل روح المعنوية
لغالبية العاملين أو نسبة كبيرة منهم بسبب نسبة أخرى وغالبا ما تكون نسبة قليلة.
- 85 -
رفع مستوى حماس العاملين
يمكن رفع مستوى الحماس عن طريق األمان الوظيفي ،ويجب اللجوء لتس ريح .1
العاملين كآخر حل بيد اإلدارة وليس أول ما تق وم به اإلدارة .فيجب محاولة أم ور
أخرى مثل تدريب العاملين أو أستيعاب أعمال أخرى لكي نصنع لهم عمال يقوم ون
به من عقود أو ما شابه ذلك .أو صنع منافذ إنتاجية جديدة.78
.2وجود فرق عمل تعمل بشكل مستقل أو شبه مستقل .وفي الس بعينات مثال ق امت
شركة تويوتا بإثراء العمل لدى العاملين على خط إنتاج الس يارات ،ففك رت بمنح
مجموعات من العاملين مهمة إنتاج السيارة بكامل مراحلها ثم فكرت بطريقة أفضل
من ذلك وذلك بجعل فريق من العاملين يقوم بجزء من عملية التجميع ،ويمكن له ذا
الفريق أن يهتم أيضا بالجودة والصيانة المطلوبة في عملية اإلنتاج وك ذلك ت دوير
العاملين ( )Rotating workersوقد كانت هذه المحاولة رائعة ومرضية بالنسبة
للعاملين .وهذا يقلل من الحاجة إلى البيروقراطية ويقلل من األسلوب "من أعلى إلى
أسفل" في اإلدارة ألن الناس هنا يديرون أنفسهم بأنفسهم.
.3التقدير أيضا مهم .فالعامل ال ينتظر من المدير أن يقول له بأنه يحبه ،ولكنّه ي رغب
أن يقدر عمله وينظر إلنجازاته بالتقدير واالحترام .المكافآت ينبغي أن تشبه ج ائزة
نوبل بحيث يساهم الزمالء في انتخاب من يستحق الحص ول على الج ائزة وعلى
اإلنجاز المتميز.
.4أفضل أسلوب للتعامل مع الع املين هو أن تتعامل معهم اإلدارة على أنهم ش ركاء
وليسوا بأبناء أو أعداء أو مس تخدمين .التعامل معهم على األقل على أس اس أنك
بحاجة إليهم وهم بحاجة لك وال يمكن القيام بمهام العمل دون هذه الشراكة المتعادلة.
كل وقد ُيَّقوض الحماس لدى العاملين عندما يتخذ المدير قرارات وأفعالًا تؤثر على العاملين بش
سلبي ،وتؤثر على عملهم وحياتهم دون حتى علمهم بقراراته وأفعاله؛ عن دها ال يمكن أن نتجنب
هبوطا واضحا في الروح المعنوية للعاملين في المنظمة بالمقابل ،خاصة عن دما تق وم بعمل ما
وتعتقد بأن هذا العمل يس تحق نوعا من ال دعم أو التق دير الشخصي وكل ما تحصل عليه هو
تجاهل أو قمع لهذا األداء؛ عندها سنشهد أيضا نقصا واضحا في الروح المعنوية للع املين .وقد
يصل األمر ببعض المديرين وخاصة في اإلدارة الوسطى إلى االعتقاد بأن على المرؤوس أن ال
ا. يشعر بروح معنوية عالية ،ويجب أن تبقى معنوياته متدنية ،لكي ال يتمرد وتتضخم لديه األن
ألنه قد يتجاوز حدوده وعندها ربما يتمرد وتصعب بعدها السيطرة عليه .ل ذلك ال بد أن يل زم
- 86 -
حدوده ،فهو في النهاية مستخدم وليس مديرًا وليس مسئولًا .هذه الذهنية الموجودة لدى المديرين
تعمل بشكل واضح وصريح ضد مبدأ حماس المرؤوسين ورفع الروح المعنوية لديهم ،بل تعمل
على هزيمة تلك الروح المعنوية من الداخل.
وهذا يتناقض مع أي إمكانية لتطبيق منهج التمكين الذي من مقوماته األساسية وج ود حم اس
رف بحرية وتمكين وثقة ودافعية وروح معنوية عالية لدى العاملين ،فال يمكن إلنسان أن يتص
بالنفس دون حماس ومعنوية ودافعية قوية نحو العمل واألداء .لذلك من الم ديرين من يطلب من
العاملين حرية التصرف واالستقاللية بالعمل والتمكين والمشاركة ،وهم في نفس الوقت يقوضون
اس والطاقة األسس الهامة التي قد تقوم عليها حرية التصرف واالستقاللية في العمل مثل الحم
الكامنة لدى المرؤوسين نحو العمل.
- 88 -
حالة 3المركز الصحي
"مرك$ز ص$حي خاص كان يواج$ه اإلفالس عندم$ا ت$م تعيي$ن مدي$ر جدي$د وكان الجمي$ع
يعتقدون أ$ن أول قرار س$يتخذه هذا المدي$ر ه$و إغالق المرك$ز وبدال م$ن أ$ن يفع$ل ذل$ك
وج$د موجودات عظيم$ة :اإلنس$ان الفعال ،والمبان$ي الجميل$ة ،ومجتمعا ً حول ذل$ك المرك$ز
متعطشا ً لخدماته .فق$$د وج$$د ذل$$ك المدي$$ر طرقا ً لي$$بين للناس ك$$م ه$$ي قيمته$$م هام$$ة
وأس$اسية؛ فبدأ بإص$الح المشاك$ل الملموس$ة الت$ي لطالم$ا أثرت عل$ى حياته$م اليومي$ة ف$ي
العم$$ل ،مدعم$$ا هذا بحوار مفتوح وكش$$ف للحقائ$$ق ،وتشجي$$ع العاملي$$ن عل$$ى تقدي$$م
أفكاره$$م بشك$$ل مفتوح ودع$$م أ$$ي مبادرة حيوي$$ة لح$$ل المشاك$$ل؛ مم$$ا أدى إل$$ى تحول
ثوري ف$ي مس$توى الثق$ة بالنفس .$بدأت ثق$ة الناس تزداد وتتشك$ل وبدأ الجمي$ع يرون أ$ن
بمقدوره$$م تقدي$$م مس$$اهمة م$$ا ،وبدأ األداء يتحس$$ن وبدأ التشجي$$ع يتس$$ع عل$$ى نطاق
- 89 -
هذا ما صنعه في الوقت الحاضر نيلسون مانديال في تحويل الظروف واألحوال من أسوأ الس يئ
إلى أفضل ما يمكن ،من خالل طرح الحقائق .ولكن دون خوف أو وجل من عقوبة أو ما ش ابه
دق ألننا ذلك .فطلب من الجميع أن يتقدم ويقول الحقيقة فقال لهم " :تقدموا وقولوا الحقائق بص
يجب علينا التعامل مع الحقائق القائمة قبل أن نتقدم أي خطوة لألمام" .من أهم مشاريع نيلس ون
مانديال تكوين لجنة التسوية والحقائق وهي من أهم المؤسسات التي بناها نيلس ون مان ديال في
جنوب أفريقيا وبنى أيضا جسرا بين األجناس المختلفة لبناء تك اتف وتعددية ثقافية و نش اطات
تثمارها في مشتركة بين مختلف الطوائف .وبعدها عمل على تمكين الناس بإيجاد الموارد الس
ادت بها مشاريع جديدة لمجتمعات السود في تلك القارة .فكان قد استثمر األركان الثالثة التي ن
كانتر وهي التي صلحت في الش ركات وفي المؤسس ات الخاصة والعامة وح تى في الف رق
الرياضية وهي التي نراها هنا تصلح على مستوى الدول.
هؤالء القادة يتميزون بأمر آخر له أهمية مكملة لما سبق ،وهو ما تسميه كانتر بالبعد اإلنساني (
)THE HUMAN TOUCHأو اللمسة اإلنسانية .وهذه اللمسة قد تتحقق عن دما تن ادي
المرؤوسين بأسمائهم ،وعندما يشعرون بالمتعة مع قيادتهم ،وعندما ترسل مالحظة ألحدهم تقدر
رف من خاللها جهده المتميز وتثني عليه بما قام به من عمل ،وأن تكلف نفسك كقائد عناء التع
على اهتمامات اآلخرين وتحاورهم حول تلك االهتمامات .هذه محتويات اللمس ات اإلنس انية
مجتمعة مع النظم الرسمية التي تبني الثقة بالنفس؛ ألن الثقة في نهاية األمر تنبثق من قناعة الفرد
بأن هنالك من هو مهتم به ،ويسأل عنه ويدعمه.
- 90 -
آخر فإنّ من يستثمر التمكين في تحقيق نتائج أداء متفوقة يحصل على حوافز أكبر ،وهذا ي ؤدي
إلى المنافسة بين الممكنين نحو تحمل أفضل للمسؤولية والكفاءة واإلبداع والتفكير الخالق.
- 91 -
حالة :5النزالء االستراليين
من الجدير ذكره هنا حول هذه القصص الحقيقية أنه لوال المن اخ التنظيمي المالئم ول وال
الحوافز والدوافع المستمرة لسلوكيات التمكين لما قام هؤالء الموظفون بهذه األدوار .أما في
تراليين قصة الفندق فنتائجها كانت مبهرة فلم يمر وقت طويل حتى أصبح الكثير من االس
يرتادون هذا الفندق ،وهذا أمر غير مستغرب بفعل السمعة ونقل المعلومة من شخص آلخر(
80
.)Word of Mouth
أما الحوافز فهي قبلية وبعدية في موضوع التمكين:
وظفين الحوافز القبلية :أي قبل سلوك التمكين حيث تشجع اإلدارة الم
على ممارسة التمكين من خالل التشجيع على روح المبادرة والمخاطرة وعدم الخوف
من التجربة والخطأ وعدم الخوف من الفشل غير المتعمد .به ذا تتش كل دافعية قوية
- 92 -
لدى العاملين وخاصة في المستويات الدنيا من المؤسسة على القيام بأدوار يتمثل فيها
تحمل المسؤولية والتصرف باستقاللية وحرية.
أما الحوافز البعدية :فهي بعد التصرف سواء نتج عن هذا التصرف أو
السلوك نتائج إيجابية أم لم ينتج فالمهم نوعية وجودة تلك السلوكيات ال تي يقصد منها
الوصول إلى نتائج إيجابية قد تتحقق وقد ال تتحقق بفعل أسباب غير متوقع ة .وه ذه
الحوافز البعدية تنقسم إلى قسمين:
حوافز مادية :هي مثل الحوافز المرتبطة باألداء مثل .1
المشاركة بأسهم الشركة وغيرها من الح وافز ال تي تم ذكرها في
وافز فال بد من أن مواقع مختلفة من الكتاب .ومهما كانت هذه الح
تتأكد اإلدارة من ربطها بشكل مباشر مع نت ائج األداء ذات العالقة:
بتحمل المسؤولية ،وروح المبادرة والمرونة في التفكير ،والمشاركة
في حل مشاكل العمل ،والمس اهمة في تق ديم اقتراح ات جوهرية
لتحسين إجراءات العمل ،ومكافأة استعداد العاملين على المشاركة في
المعلومات وروح الفريق.81
حوافز معنوية :في هذا يجادل الس ياق علم اء مثل .2
كرس آرقريس بأن الحوافز الخارجية ال تؤدي إلى االنتماء .ويوضح
بأن هنالك عالقة قوية بين االنتم اء والتمكين ،ومن هنا فهو يش جع
على االنتماء الداخلي الذي ال يتحقق إال من الدوافع الداخلية إذا
أردنا بش كل خ اص تمكين الم وظفين (Argyris, .3
.82)1998
هذا صحيح إلى حد ما ولكن الدوافع الداخلية ال بد أن تتعزز بدوافع خارجية ،وبالت الي ال بد من
لوك وتقويته كما يؤكد Skinner وجود حوافز خارجية بشكليها المادي والمعنوي ،لتعزيز الس
من خالل مساهماته في نظرية تعزيز السلوك المشهورة التي على رأس ها التعزيز )(1948
اإليجابي ،وهي التي تنص على تعزيز السلوك عند الفرد بمنح صاحبه نتائج مرغوبة بن اء على
ذلك السلوك.83
ومن الجدير ذكره هنا أن الحوافز المعنوية ترتبط بشكل أكبر في الدوافع الداخلية عند الفرد .فمن
يبادر باقتراح منهجية أقل تكلفة في تصميم المنتج؛ فال بد من تقدير جهده من خالل نظام للجوائز
يتضمن مثال تكريم المبدعين في حفل بهيج ،ووضع أسم هذا الشخص في نشرات ومطبوع ات
- 93 -
المؤسسة تقديرا له .وقد يتبع ذلك منحه أدوات ووسائل وموارد مالية لتطوير أفك ار جدي دة في
مجاالت معينة .فهذا سيعزز لديه روح المبادرة واالستمرار على النهج الذي بدأ به والبناء عليه.
وهذا بحد ذاته يعدّ من أهم الحوافز المعنوية التي ترتبط بطاقة الفرد الكامنة وخاصة عندما تكون
ذات عالقة بنفس التميز الذي تميز به الموظف .فهنا نالحظ أن قي ام المؤسسة ببن اء وتوس يع
المختبر الذي تمكن الموظف من خالله إنجاز ذلك العمل المتميز تكريما له يعدّ أهم وأقوى أنواع
الحوافز المعنوية التي تعدّ من جنس العمل المبدع الذي بدأ به الفرد .وهنالك عدد من المف اهيم
األخرى التي يمكن اعتبارها مقومات مساندة ومساعدة للعاملين في موض وع التمكين وخاصة
عندما تحاول المنظمة إتباع نظم التسويق بالعالقات والتسويق الداخلي.
- 95 -
العاملين أنفسهم على التكيف واالستجابة لتلك المتغ يرات ،بأس لوب معاصر من حيث المرونة
والعالقات الداخلية والخارجية المناسبة.
قدرات الموظف ودافعيته ،األمر الذي يؤدي إلى مستويات عالية من جودة الخدمات التي يقدمها
الموظفون ،وبالمقابل فإن جودة الخدمات تساهم في رضا الزب ائن أو العمالء وض مان والئهم،
ومن ثم تحقيق إيرادات عالية للمنظمة وتحقيق ربحية عالية في النهاية.
وعلى الرغم من هذه النظرة الواسعة والشمولية لمنهج التسويق الداخلي إال أن هنالك نقص ًا في
مجالين مهمين للغاية:
األول في انخراط الموظف ومشاركته وتمكينه. .1
حصول الموظفين على المكتسبات المناسبة من حيث المعرفة والمهارة .2
وإلمكانات .ولسد هذه الفجوة ال بد من االستثمار في ت دريب الع املين لتحس ين
قدراتهم إذا أرادت المنظمات فعال أن تطبق وتواكب المف اهيم الش املة للتس ويق
الداخلي .وخاصة في البيئة العربية التي تحتاج إلى فهم المصطلح وتوظيفه بش كل
مناسب في أدبيات التسويق المستخدمة في اللغة العربية ،حيث إن اس تخدام ه ذه
دم المصطلحات قد يبدو غير مالئم بسبب عدم التعود عليها من ناحية ،وبسبب ع
وجود المناخ والبنية الفكرية المناسبة الستيعابها من ناحية أخرى ،فقد تبدو نش ازا
وغير مستساغة للقارئ العربي .وهذا ال يع ني تجاهلها ،فمن غ ير المفيد تجاهل
األفك ار المعاص رة والحديثة ولكن من األفضل التع رف إليها ومحاولة تحليلها
وتمحيصها من خالل الواقع والبيئة بصرف النظر عن مالءمة تطبيقها في ال وقت
الحاضر ،فإن لم تكن مالئمة حاليا فقد يأتي ال وقت المناسب ال ذي قد تك ون فيه
مالئمة ومناسبة للتطبيق وخاصة في زمن العولمة وتقاطع الثقافات وتزاوجها.
خالصة
أن األف راد بحاجة إلى دعم على أسس من التع اون وتش جيع روح المب ادرة
ونخلص إلى ّ
والمساءلة ،من خالل المعلومات الصادقة والصراحة والوضوح .ف إذا توافرت ه ذه ال دعائم
الثالث؛ فإن الناس سيمتلكون الثقة بالنفس .ولكن عندما تفتقد المنظمة للحقائق الواض حة ،وعند
أثير (أي أن أفعالك غياب المساءلة ،وعند غياب الدعم ،من قبل اآلخرين ،وعندما تفتقد لقوة الت
لها تأثير) ،فعندها تفتقد إلى الثقة بالنفس .وعندها ال يرى العاملون ج دوى من ب ذل جه ود
إضافية ،ووقت إضافي .وعندها يتردد المستثمرون في االس تثمار ،ويتوقف المت برعون عن
التبرع ،ويختفي المعجبون ،وتتدهور الثقة أكثر فأكثر.
- 97 -
ومن أهم دالالت الثقة أنها تنمو بتك رار التج ارب الناجحة وتجعل من الس هولة أن تس تخدم
ول نشر مهاراتك في المرات القادمة (كالباحث الجديد في مجال البحث يشعر بالنشوة نتيجة لقب
أبحاثه من قبل المجالت العلمية فإن هذا الشعور يكسبه قدرة على ممارسة مهاراته البحثية بيسر
وسهولة في المرات القادمة) .وتزداد الثقة في كل مرة أكثر من المرة السابقة .وعندما تتن اقص
الثقة بالنفس نتيجة للفشل والتراجع وعدم تحقيق أي تقدم فهذا يجعل تحقيق التقدم والخ روج من
بوتقة الفشل أمرا في غاية الصعوبة .وهكذا عندما تتدهور الثقة في النفس تصبح األمور أصعب
وكل مرة تزداد صعوبة .وهنا تحتاج المنظمة مثال إلى قيادة جديدة وبداية جديدة (أي أن تبدأ من
جديد متجاهال آثار الهزيمة أو الفشل) .وهنا يأتي دور القيادة أو دور اإلنسان الذي يبدأ من جديد
دون استسالم للفشل ،فأخطر ما يدمر األفراد والمجتمعات والمنظمات وحتى األمم هو خط ورة
االستسالم للفشل ال ذي ي ؤدي للهزيمة ،وما هو أخطر من الهزيمة في المعركة هو الش عور
بالهزيمة في وقت السلم ألنها الحالة التي تؤدي إلى موت الثقة التي تصنع الكر بعد الفر.
يرا من هو القائد، أما بريق الفوز فيصنع دائرة للنجاح وسلسلة من التقدم لألمام ال يهم معها كث
ألن النجاح يصنع قوة دافعة ايجابية يتحمل الكل خاللها المسؤولية وليس القائد فحسب .المش كلة
الخطيرة في حاالت فقدان الثقة التي تنتج عن سلسلة من الخسائر المتالحقة .فالمنظمة تشعر بهذه
الحالة عندما تفقد الدعم وفي تدني مستوى اإلقب ال من قبل الزب ائن ،وت دنٍ واضح في الحصة
السوقية ،وعندما ال يتوافر األعمال الكافية للعاملين ،وتبدأ اإلدارة في إعادة النظر في وج ودهم
ودورهم ،وهكذا تجد هذه األمور كلها أعراضًا لسلسلة الفشل والتدهور .وإن لم توقف هذه الحالة
فإنها ستتفاقم وتسوء أكثر وأكثر ،والفشل ال يولد إال الفشل()Kanter, 2004
وأخيرا فإن الثقة والحوافز والمعرفة والمهارة والمعلومات ،وتدفقها بش كل حر وواض ح ،لهي
جميعها من أهم مقومات التمكين بصفته مفهومًا من مفاهيم اإلدارة الجدي دة .وه ذه المقوم ات
يتبعها ويعززها مقومات أخرى مثل التسويق الداخلي والمناخ التنظيمي المالئم والمشجع لتعاون
العاملين وروح الفريق.
- 98 -
- 99 -
الفصل الثالث
93Nielsen and Pederson (2003) .)Flohr Nielson and Host, 2000(92يدعمون كل
رف ما سبق ويجيبون عن األسئلة السابقة باإليجاب .فنتائجهم بينت أن منح العاملين حق التص
بحرية واستقاللية يحقق مستويات تنافس ية أفضل مع ال دعم واإلرش اد والت دريب المناسب
للموظفين في الوقت المناسب .وهذا فحوى الفرضية التي تقول بأن س عادة ورضا الزب ائن من
أعباء التمكين
مثلما يحقق التمكين منافع ومكاسب ومزايا متعددة بالنس بة للموظف ،فهو قد يتض من أعب اء
اء الناتجة مزيدا من األعب
ً ومسؤوليات ليست بذات السهولة واليسر فال بد من أن يتحمل العامل
عن تحمل مزيدٍ من المسؤولية والمساءلة معا .فتحمل المسؤولية يصاحبه مسؤولية عن النت ائج
ومحاسبة عليها ،فال يقتصر تمكين الموظف على حصوله على منافع ومكاسب فحسب بل هنالك
جوانب تتمثل في المشاركة بالمخاطرة سواء أكانت نتائج تحمل المخاطرة إيجابيًا أم سلبيًا فال بد
من المشاركة في الجانبين .ألن التمكين يشبه إلى حد ما ملكية الموظف للوظيفة التي يق وم بها،
والمالك عادة يتحمل المخاطرة ونتائج تلك المخاطرة .لذلك قد ال يكون مشروع التمكين مناس با
لكل الناس ألن بعض الن$$$$$اس ال يحبون تحمل المساءلة وعواقب األمور ويق اومون المخ اطرة
وتحمل نتائج المخاطرة .أما الج انب المهم في األمر هنا أن المش اركة في المخ اطرة وتحمل
تبعات المسؤولية بالنسبة للموظف تؤدي إلى زي ادة ح رص الموظف على :تجنب األخط اء،
وتجنب التكاليف ،وتجنب النتائج التي قد يكون لها أثر سيء بالنسبة للمنظمة .فمثلما أنه س يكافأ
على النتائج الجيدة فال بد أن يساءل عن النتائج السلبية ،مما يؤدي إلى أن يب ذل كل جهد ممكن
لتجنب تلك النتائج .من هنا نجد بأن بعض الموظفين يتهرب من التمكين خوفا من المس اءلة في
حالة النتائج غير المُرضية .فيرغب بأن تحدد له كل األمور وكل المه ام دون أن يك ون له أي
دور في تحديد النتائج أو سير العمل؛ خوفا من تحمل المسؤولية والمس اءلة ورغبة في األم ان
واستقرار النتائج.إال أن$$ه يب$$دو مم$$ا س$$بق أن مزاي$$ا التمكين أك$$بر من أعبائ$$ه عن$$د البعض إذا توافرت
المقدمات المناسبة للتمكين وخاص$$ة وج$$ود الموظ$$ف ص$$احب الق$$درة واالس$$تعداد المس$$بق ،ومن يتحلى
بروح المبادرة واالستقاللية.
من ناحية أخرى فإن الموظف المباشر وعالقاته مع الزبائن هي أيضا ذات أهمية في التأثير على
درجة التمكين لدى هؤالء الموظفين .فعندما تنهج المنظمة نهج تسويق العالقات فهي تمنح هؤالء
الموظفين نوعا من التمكين للتصرف بحرية ومرونة مع رغبات الزبائن واس تجابة لرغب اتهم
106
الخاصة التي ربما تختلف في بعض األحيان من شخص آلخر ()Corsun and Enz, 1999
.وتزداد أهمية التمكين كلما كانت رغبات الزب ائن متفاوتة ٍ،ألن ه ذا التف اوت في رغب اتهم
وحاجاتهم ومشاكلهم يتطلب موظفا يتمتع بالمرونة الكافية للتجاوب مع هذه االختالف ات .ودون
هذا التمكين سيطبق الموظف قاعدة ثابتة مع جميع الزبائن متجاهال أن لديهم هموما وربما قضايا
مختلفة ،وهذا يكاد يكون واضحا جدا عند المنظمات التي تقدم مثال خدمات استش ارية أو قانونية
أو خدمات طبية .ففي الخدمات القانونية سيواجه رجل القانون ،بصفته مقدم خدمة ،قضية مختلفة
وربما فريدة من نوعها لدى كل مواطن متقدم بشكوى.
من ناحية أخرى وجد ) Corsun and Enz (1999أن احترام وتقدير الزبائن للبائع أو الموظف
المباشر يمنحه تعزي زا وتش جيعا في ممارسة التمكين .ه ذه العالقة التبادلية تؤكد أن معاملة
الزبائن أيضا للموظف المباشر لها دور في ميله لتقديم خدمات ذات ج ودة أفضل ورعاية أفضل
للزبائن ) Corsun and Enz (1999ويجادل ) Corsun and Enz (1999بأن المنظمة التي
ترعى وتهتم بعالقات الزبائن( )Customer Relationshipوتش جع موظفيها على ممارسة
عالقات طيبة معهم فإن هذا التشجيع يعدّ مؤشرا على تمكين الموظفين .إذن يمكننا أن نعدّ احترام
الزبائن عامال مشجعا وليس هو العامل الحاسم في تمكين العاملين الذين يعمل ون بش كل مباشر
- 109 -
على خدمة الزبائن إضافة إلى قدرة الموظف األص لية على ممارسة التمكين .ل ذلك يمكننا أن
نخلص إلى القول بأنه من األمر المتوقع أن يمارس الموظف الق ادر والمؤهل عالق ات جي دة
وايجابية مع الزبائن ضمن مفهوم تسويق العالق ات والعالق ات مع الزب ائن ،ويمكن له ؤالء
الموظفين استثمار تلك العالقات من أجل تلبية احتياجات الزبائن بشكل أفضل .وأنهم األقدر على
اإليفاء بوعودهم والتزاماتهم للزبائن .وقد تبين أيضا من خالل أدبي ات التس ويق والتمكين ما
يأتي:
رغبة الزبائن في التعامل مع الموظف الذي يتمتع باستقاللية وقدرة أكبر على التص رف
دون الرجوع بشكل متكرر للتعليمات أو لرأي المسؤول.
حصول الزبائن على معلومات وخ برات جي دة :ف الموظف الممكن لديه من المه ارة
والمعرفة ما يمّكنه من توفير كامل المعلومات التي يحتاجها الزب ائن ح ول الس لعة أو
الخدمة .وبمقدور الموظف الممكن حل مشاكل الزبائن بشكل أفضل.
المرونة والتكيف واالستجابة في التعامل مع الزبائن دون الحاجة إلى الرجوع للم دير أو
للتعليمات أو للمركز.
حص ول الزب ائن على خ دمات حسب الطلب لق درة الموظف المتمكن من مراع اة
االختالفات في رغبات الزبائن وتقديم ما يلبي احتياجاتهم حسب الطلب.
الخالصة
مما سبق في هذا الفصل يتبين أن نتائج وفوائد التمكين ذات أبعاد متعددة تشمل كل من الموظف
الذي يستشعر معنى الوظيفة والمهام التي يقوم بها وتكون عملية التمكين بالنسبة له السبيل لتنمية
قدراته وتحقيق ذاته والشعور باحترام اإلدارة له
وأما من ناحية المنظمة فإن تمكين العاملين فيها يؤدي إلى تنمية المنظمة بشكل أفضل وقدرة
أكبر على التطوير والتجديد ومواكبة التغيرات البيئية المتسارعة ومستجدات القرن الجديد .هذا
ألن الموظف الممكّن أكثر استعدادا للتكيف مع برامج المنظمة في التغيير والتطوير ،وأكثر قابلية
للمشاركة في هذه البرامج ،ال بل من الممكن أن يساعد في عملية اإلبداع والتجديد من خالل ما
يتمتع به من روح المبادرة وتحمل المسؤولية فيكون عنصر دعم وتعزيز لرؤية المنظمة
وتحقيقها للتميز والتفوق التنافسي والتنمية المستديمة.
الخدمات والتمكين
لذلك قد ال نرى في قطاع الخدمات شيئا ملموسا يقدمه الموظف أو مقدم الخدمة ،وهنالك أمثلة كثيرة على
ذلك في لتعليم أو في المنظمات الصحية أو التأمين أو السفر أو في الهاتف أو صالون الحالقة أو غيرها.
فالخدمة تتمثل في ق درة ب ائع الخدمة على حسن التص رف والكياسة واللباقة والس رعة في تأدية الخدمة
للزبائن .من هنا يحتاج موظف الخدمات إلى نوع من المرونة في التصرف ونوع من الحكمة في التعامل،
وهذا غالبا ال يعتمد على نص محدد وإ نما يعتمد على مواهب وقدرات وسيطرة بائع الخدمات وما يتوافر
لديه من ص الحيات في حسن التص رف والمرونة والحرية في حل مش اكل الزب ائن بالطريقة ال تي يراها
تخدم المصلحة العامة للمنظمة والزبائن على حد سواء.107
في هذا الفصل سيتم التركيز بشكل خاص على أهمية التمكين في قطاع الخدمات ،والتحول الملحوظ في
العالم من القطاع الصناعي إلى قطاع الخدمات ،علما بأن التمكين مفهوم عالمي يمكن تطبيقه في أي مجال
بنسب متفاوتة تعتمد على طبيعة عمل المنظمة أو المؤسس ة .كما س يتناول ه ذا الفصل نموذج اً نظري اً
يتحدث عن العالقة بين التمكين ،وبين الربح فيما يسمى بنموذج سلسلة الخدمة -الربح الذي تم اإلشارة له
في الفصل الس ابق ( .108 )The Service Profit Chain Modelوهذا الفصل س يبين للقارئ أهمية
التمكين في قطاع الخدمات وما يترتب على ذلك من فوائد ونت ائج ايجابية من خالل تمكين ب ائع الخدمات،
لتعذر وجود مقاييس ومعايير ومواصفات محددة للخدمة كما هو الحال في السلع.
هذا وتؤكد الكثير من الدراسات والمؤشرات إضافة لهذه األرقام التي وضحها ت وم بي ترز في
كتابه لعام 2004التحول الملحوظ في اعتماد االقتصاد العالمي على المؤسسات التي تقدم سلعًا
ملموسة إلى المؤسسات التي تقدم خدمات غير ملموسة كالخ دمات البنكية والرياض ية والفنية
وخدمات االنترنت والمحطات الفضائية وغيرها من الخدمات.
ماهية الخدمات
الخدمات ،كما تم ذكره أنفًا هي أوجه نشاط غير ملموسة فعند ذهاب المستهلك إلى البنك أو إلى
الفندق أو عند السفر في الطائرة ،أو في وسائط النقل ،يحصل المستهلك على خدمة وهذه الخدمة
وس ،وإنما غير ملموسة ،وعند شراء بوليصة تأمين أيضا ال يحصل المستهلك على شيء ملم
يحصل على األمان واالطمئنان على ممتلكاته من أي عارض أو حادث .إذن الخاصية األساسية
للخدمات أنها غير ملموسة ،وه ذه من أهم الخص ائص ال تي تم يز الخ دمات عن السلع (
- 116 -
)Lovelock,فعند المقارنة بين الخدمات والسلع يالحظ المرء في السلع أنه بواس طة 1983
حاسة اللمس واستخدام الحواس المختلفة يمكن تحديد جزء هام من ج ودة المنتج وكفاءته مقابل
يء نفسه، السعر الذي يدفعه ثمنا للخدمة ،ولكن في السلع الملموسة ال يمكن للمشتري فعل الش
وإنما هنالك عوامل أخ رى للحكم والتق ويم مثل س رعة أداء الموظف وخبرته وقدرته على
مساعدة المستهلك في حل المشكلة بالطريقة المناسبة ()Lovelock, 1983
خصائص الخدمات
فمن أهم الخصائص التي تميز الخدمات عن السلع بحسب كل من (;;Zeithaml et al, 1985
110
)Shostack, 1982; Parasuraman et al., 1985
الخاص ية األساس ية :تتسم الخدمات بأنها أوجه نش اط غ ير ملموسة ((
.Intangible
الخدمات غير متجانسة ( )Heterogeneityو متباينة ( .)Variabilityهذه
دة الخاصية هامة جدا في بيان دور مقدم الخدمة .فالسلع ال يمكن أن تختلف من وح
إلى أخرى فمن الصعوبة بمكان ضبط أي فروقات بين جهاز حاسوب وآخر من نفس
المنتج لنفس الشركة ،ويصعب هذا األمر في الكثير من الخدمات وذلك بسبب اختالف
الزبائن وتباين احتياجاتهم واختالف الظروف وتباين المتغيرات تحت س يطرة مق دم
الخدمة .وهنا يأتي دور مقدم الخدمة وما يتوافر لديه من مرونة وصالحية وتمكين في
تلبية رغبات الزبائن المختلفة والظروف المتباينة التي تحكم كل خدمة.
فال يمكن تخزين تذاكر الخ دمات غ ير قابلة للتخ زين()Perishable
السفر في حالة المقاعد غير المحج وزة من أجل اس تخدامها في الرحلة القادمة وال
يمكن تخزين تذاكر المسرح غ ير المس تخدمة للمس رحية القادمة والمقعد الدراسي
الب الشاغر في أحد المعاهد ال يمكن توفيره للعام الدراسي القادم إذا لم يشغله أي ط
لهذا العام.
صعوبة الفصل بين إنت اج الخدمة واس تهالكها ( )Inseparableفتُستهلك
توديو الخدمة خالل علمية اإلنتاج .من األمثلة على ذلك في صالون الحالقة وفي أس
المصور وفي المستشفى وفي الفندق وغيرها من الخدمات .وتُبرز ه ذه الخاص ية
بشكل واضح أهمية مقدم الخدمة ( )Service Providerوما يتمتع به من قدرات من
حيث المرونة والتكيف والسرعة في األداء.
- 117 -
يتبين من خالل أدبيات الموضوع بأنه عندما يصعب الفصل بين عمليات إنتاج الخدمات من قبل
مقدم الخدمة واستهالكها من قبل مستقبل الخدمة ،أي الزبون ،فعندها يمتلك مقدم الخدمة في هذه
الحالة فرصة ذهبية ومهمة في تحسين الجوانب النوعية ،أو الوظيفية من الخدم ة .ل ذلك يمكن
لمقدمي الخدمات من أصحاب القدرات العالية أن يلعبوا أدوارا أساسية ،وهامة في إعادة تشكيل،
وصياغة رأي وإدراك وانطباع المستهلك أو الزبون بما يتعلق بنوعية الخدمات التي يقدمها لهم.
وبشكل خاص عندما يتمتع بالتمكين الكافي في تغيير وجهات نظر الزبائن ح ول المنظمة ،فينقل
تصورًا إيجابيًا للزبائن حول جودة المنظمة ،وما تقدمه من خدمات.
دم من هنا يبدأ لغز العالقة بين التمكين والخدمات يتضح من خالل العالقة بين الزبون وبين مق
ين الخدمة (أي الموظف الذي يقدم الخدمة) فهذا الموظف هو الذي يمتلك اللغز والسر في تحس
نوعية الخدمة ورؤية قيمة عالية لها في نظر الزبائن ،وقد يتحكم بالخدمة من خالل أدائ ه ،ومن
رعته ومن خالل أناقته خالل ابتسامته الجميلة ،ومن خالل مودته وحسن تعامله ،ومن خالل س
ولباقته ،ومن خالل مجاملته وقدرته على تقديم بدائل أك ثر مالءمة للزب ائن ومن خالل مرونته
وقدرته على االستجابة وتفهم احتياجات الزبائن.
هذه األمور تشكل حجر األساس في مستوى الخ دمات المقدمة.،وإن الج ودة المتوقعة من قبل
الزبائن تختلف حسب االستراتيجية المتبعة بواسطة المنظمة ( .)Grönroos, 1994هذا يقودنا
إلى نظرية جودة الخدمات الشاملة التي طورّتها المدرسة النرويجية للخدمات Nordic School
. of Services
الربحية
Profitably
Source: Heskett, J.L, et al., Putting the Service Profit Chain to Work, Op cit.
كل واضح لذلك فإن نموذج "سلسلة الخدمة – الربح" كما هو موضح في الشكل السابق يدلنا بش
على عالق ات خطية بين الربحية ووالء الزب ائن ورضا الموظف ووالئه للمنظمة إض افة إلى
مستوى إنتاجيته (.)Heskett، et al.، 1994
فتبدأ هذه الحلقات بالحلقة األخيرة ،بالربح والنمو الذي يُعزز ويزيد أو يتناقص من خالل زيادة أو
تناقص الحلقة التي تسبقها وهي والء الزبائن .ووالء الزبائن ينظر إليه على أنه حلقة تنبثق بشكل
مباشر عن رضا الزبائن ،فرضا الزبائن هنا يصب بتحسين مستويات انتمائهم .ورضا الزب ائن
محصلة لمستوى الخدمات وقيمتها فكلما كانت قيمتها عالية يفترض
ً أيضًا يتمخض بشكل مباشر
أن تساهم في زيادة رضا الزبائن والعكس صحيح .وهذه األخيرة تُعزز وت زداد بزي ادة رضا
الموظفين ووالئهم وإنتاجيتهم .فمن غير المعقول الحصول على زبائن سعداء بواسطة خ دمات
يقدمها موظفون تعس اء ،ورضا الم وظفين ينجم عن الحلقة األصل واألم وهي المتعلقة بنوعية
- 120 -
تي تمّكن الخدمات الداخلية المرتبطة بسياسات المؤسسة الداعمة والمشجعة للموارد البشرية ال
الفرد من القيام بعمله باقتدار وكفاءة ومسؤولية.
جودة الخدمة الداخلية Internal Service Quality
ما هي يا ترى جودة الخدمة الداخلية َInternal Service Quality؟؟
قد نفهم بسهولة ما هو المقصود بجودة الخدمة التي يتلقاها الزبائن والتي في هذا السياق قد تكون
الخدمة الخارجية التي تخ رج من المؤسسة إلى الزب ائن ،ولكن الخدمة الداخلية تحت اج إلى
توضيح وشرح.
اخ التنظيمي فالخدمة الخارجية هي في الحقيقة نتاج الخدمة الداخلية ،والخدمة الداخلية هي المن
الداخلي الذي يوفر للعاملين داخل المؤسسة اإلمكانيات والق درات ال تي تمكنهم من أداء العمل
بنوعية وكفاءة وفاعلية عالية ،بحيث يساهم هذا األداء الفاعل بجودة خ دمات ومنتج ات عالية
ومرتفعة.
ومن أهم عناصر ذلك المناخ اإليجابي:
.1توفير مناخ مالئم لإلبداع والتميز.
.2توفير مناخ لالعتماد المتبادل من خالل التعاون وروح الفريق المتكامل.
.3توفير درجات من التمكين وحرية التصرف في العمل.
.4توفير مناخ من الثقة بين المدير والمرؤوس.
.5توافر مناخ من التعلم المستمر والسماح بهامش من المخاطرة والخطأ والتجربة.
.6توافر الدعم والحماية للمرؤوسين من أجل اإلبداع.
.7توفير تدفق مستمر للمعلومات.
.8توفير المناخ المالئم للتدريب واكتساب المهارة والمعرفة.
.9توفير الحوافز المناسبة.
هذه العناصر هي مكونات أساسية للجودة الداخلية التي تمكن المرؤوسين في داخل المؤسسة من
أداء العمل بجودة عالية ونوعية متميزة .ويبرز من بين مكونات الجودة الداخلية مك ون أساسي
وهام وهو تمكين الموظف ومنحه حرية تصرف وصالحيات أكبر.
التمكين أم أس لوب خط اإلنت اج (Empowerment or Production Line
)Approach
- 121 -
هنا يجدر بنا مناقشة خيار من بين خيارين أحدهما يرتبط التمكين ،واآلخر يرتبط بأسلوب " خط
The Production Line Approach or The اإلنت اج" و "الرقابة ( Control
.)Approachالذي أكده Theodore Levitt, 1972115عندما تحدث عن أسلوب خط اإلنتاج
الذي يفترض مستويات عالية من النمطية والرتابة على خط اإلنتاج ،ذلك الخط الذي تت دفق من
خالله المنتجات في المصنع بشكل واسع النطاق ،مما يتطلب درجة عالية من األشراف والرقابة
على العاملين من اجل ضمان تطبيق التعليمات واإلجراءات الصارمة ،التي تضمن بدورها إنتاج
السلع بدرجة مناسبة من االنسجام ،والثبات؛ لتف ادي أي خلل في دقة المواص فات والمق اييس
الخاصة بهذه المنتجات.
هذا األسلوب بحسب) Gilmore and Moreland (2000:4يتطلب ما يناسبه من الهيكل
التنظيمي المناسب بحيث يكون تنظيما هرميا وبيروقراطيا تتم فيه عملية االتصال من أعلى إلى
اسفل لضمان درجة عالية من النمطية في العمل Work Standardizationوقد دعى العديد
من العلماء وعلى رأسهم Levitt (1976) 116إلى ضرورة محاكاة هذا األسلوب في واقع قطاع
الخدمات لضمان مستويات ثابتة من االنسجام وتفادي عملية التذب ذب في مس تويات اإلنت اج،
كالبنوك والتامين والصحة وغيرها من قطاعات الخدمات المختلفة.
سطة بشكل مب الغ فيه ،فمن غ ير الممكن في واقع األمر أن نضع لموظف
هذه االفتراضات مب ّ
البنك (كالتلر مثال) ضوابط محددة للقيام بها من اجل تقديم الخدمات للزبائن .ومن غ ير الممكن
تحديده بوقت ثابت لإليداع أو لصرف شيك أو إلنجاز أي حركة .وكما ال يمكن تحدي ده بش كل
وم به العامل ثابت بطريقة محددة للترحيب بالزبائن أو حل مشاكلهم المختلفة والمتباينة مثلما يق
على خط اإلنتاج عند قيامه بتغليف أو تعبئة المنتجات في عبوات لتكون جاهزة لش حنها لتج ار
الجملة أو التجزئة .ففي قطاعات الخدمات يختلف األمر تماما عنه في القطاع اإلنتاجي .وتزداد
الحاجة الستخدام أسلوب التمكين كما يؤكد ذلك كل من ;)Bowen and Lawler (1992;1995
;Lovelock, 1983117 118
;Bitner et al., 1990; Parasuraman et al.،119 1985
120
وكلما كانت المهام التي يقوم بها موظف الخدمات أكثر Hartline and Ferrel, 1996
تعقيدا وأقل روتينية وأكثر شخصنه( )Personalizedزادت أهمية المرونة في مواجهة التب اين
في رغبات المستهلكين ،مما يتطلب من الموظف مراعاة احتياجات المس تهلكين حسب الطلب (
.) Customization
من هنا تؤكد مختلف الدراسات الدور الهام والمُتجاهل ( )Melhem, 2005للموظف المباشر،
فموظف الخدمات عندما يتمتع بحرية التصرف وروح المبادرة الذاتية وال دافع ال ذاتي لخدمة
المعرفة
رضا
رضا المعلومات
الزبائن التمكين
الموظف الثقة
الحوافز
الخالصة
موضوع التمكين وتسويق الخدمات من المواضيع الهامة في أدبيات التمكين والتسويق .وتتزايد
أهمية هذا الموضوع بتزايد اعتماد اقتصاديات الدول على قطاع الخ دمات ،وخاصة بعد األلفية
الثالثة وزيادة االعتماد على تكنولوجيا المعلومات ،وتوسع شبكة اإلنترنت ،وتع اظم خ دماتها،
والتطور الكبير في تكنولوجيا االتصال ،وفي التكنولوجيا بشكل عام.
وهنالك زيادة واضحة في إقبال المستهلكين على الخدمات مثل خ دمات االتص ال (اإلن ترنت
والفضائيات والهاتف النقال أو المحمول) والتأمين والسياحة والترفيه والسفر وخدمات التوصيل
والتجارة االلكترونية والبنوك والصيانة وخدمات المطاعم وخدمات الشحن والبريد وغيرها .هذا
كله ساهم في تركيز المنظم ات على رأس الم ال البش ري والترك يز على العمالة (Labor
)Intensiveأكثر من التركيز على رأس المال التقليدي ( ، )Capital Intensiveفلم تعد الكثير
نعم ،إن التنظيمات التقليدية ،في حقيقة األمر ،لم تعد مناسبة ،وال بد من ب دائل لتحل محل ه ذه
الهياكل التنظيمية القديمة .واهم هذه االتجاهات التنظيمية التي يمكن أن تصاحب مفهوم التمكين :
ذين يمكن للمنظمة ومن ثم محاولة إرضاء من يمكنه أن يرضي الزبائن ،أال وهم الموظفون ال
ًا من تمكينهم من تقديم خدمات أو منتجات ذات قيمة تفي برغبات الزبائن ،مما يحقق هدفًا هام
أهداف المنظمة.
شكل رقم 4الهيكل التنظيمي المعاصر
الزبائن
اإلدارة
العليا
يرات واألساليب التنظيمية المناسبة بدأت تتطور بشكل تدريجي مع التطور الطبيعي في المتغ
الخارجية والداخلية التي حتمت على المؤسسات أن تتحول عن التنظيم الرأسي القديم .فكيف تم
ذلك؟
بدأت المؤسسات تدرك أهمية الدور الذي يقوم به الموظفون في قاع دة اله رم التنظيمي ودور
المهارة والمعرفة التي يمكن أن يتمتع بها هؤالء .يقول بيتر دركر عالـم اإلدارة المشهور بأننا
ورة أصبحنا نعيش اليوم في زمن يسمى زمن المعرفة وآخرون يرون أننا نعيش في عصر الث
المعلوماتية والثورة الرقمية وغيرها من الثورات التي تعتمد على سالح المعرفة والعلم .وه ذا
كله ليس من فراغ وإنما من المش اهدات الحقيقية للتط ور الملح وظ في إمكاني ات الموظف
ارة ومكتسباته العلمية والمهاراتية ،حيث كان الموظف قبل عشرات السنوات يعتمد على المه
العضلية والقدرة التقليدية أك ثر من الي وم حيث يعتمد العامل في البنك وفي المستش فى وفي
المصنع على أدوات أكثر تقنية تتطلب مهارة أعلى .ونتيجة لما سبق ساهمت هذه التطورات في
التحول التنظيمي بزيادة نطاق اإلشراف ( )Span of Controlبحيث زاد عدد الموظفين وقل
عدد المديرين ،وهذا أدى إلى تحول في الهيكل التنظيمي من الشكل الهرمي إلى الشكل الهرمي
المنسبط كما يوضح المثال اآلتي في شكل رقم ( ،)5فزاد عدد الموظفين في القاعدة وقل العدد
دة الهيكل التنظيمي .والشكالن في اإلدارة اإلشرافية ،ورافق ذلك إعطاء صالحيات أكبر لقاع
اآلتيان يبين ان تص ميمًا للهيكل التنظيمي اله رمي إلى اليمين والهيكل التنظيمي المنبسط إلى
اليسار ،فيدل األول على عدد أكبر من المس تويات اإلدارية ال تي تفصل بين القمة والقاع دة،
ويوضح الشكل الثاني عددا أقل من المستويات اإلدارية واتساعا أكبر في نطاق اإلش راف ،مما
يساهم في زيادة كفاءة وفاعلية هذا التصميم عندما تتحقق شروط المعرفة والمهارة واالستقاللية
لدى العاملين وعندما يتوافر لهم التمكين والحق في التصرف بحرية واعتمادية متبادلة.
وتبع هذا التحول تحوالت تدريجية في األشكال التنظيمية فلم يعد تص ميم الهيكل التنظيمي على
فوفة التنظيمية ومن ثم شكل المثلث كما هو في الشكلين السابقين ،وإنما تحول إلى شكل المص
تحول في بعض المنظمات إلى الشكل الدائري أو األفقي ،كما هو موضح في الشكل اآلتي:
شكل رقم 6التظيم األفقي
فريق
فريق
فريق فريق فريق
فريق
فريق المحور األساسي فريق
فريق
فريق
فريق
فريق
ومن مزايا هذه التنظيمات أنها تعتمد على روح الفريق بحيث يكون لكل فريق قائد يعمل لهدف
معين ويتبلور هذا الهدف في محور عمل المنظمة األساسي كما هو م بين في منتصف الش كل
ويبدو أن الجميع يعمل بتنسيق وتعاون نحو تحقيق هذا الهدف المحوري.
كما تسعى جميع الفرق وتتعاون بوظائف مختلفة بعض ها مع بعض في س بيل تحقيق اله دف
المركزي الذي تسعى له المؤسسة ،ومن األش كال األخ رى ،المص فوفة التنظيمية (Matrix
التحوالت التنظيمية
ات يقول توم بيرز في كتابه اإلدارة المتحررة 1992133هنالك تحوالت هائلة تجتاح المؤسس
والشركات العالمية ،وهذه التحوالت هي حقائق تشهدها شركات عالمية ناجحة وهي كذلك ألنها
متحررة ومتحولة .وهي تحوالت في ثقافة المؤسسات وط رق التنظيم والعمل وتغي ير نظ ام
الحوافز واستغالل الموارد وأساليب التخطيط .وهذه التحوالت تتطلب إعادة هيكلة المؤسسات.
وقد شملت هذه التحوالت النواحي التنظيمية اآلتية:
الخالصة
إن التمكين بصفته مفهومًا معاصرًا يتطلب تنظيمًا معاصرًا أيضًا .فمما سبق ،نستنتج
وجود عالقة بين التنظيم وتص ميم الهيكل التنظيمي من ناحية ومس توى التمكين من
ناحية أخرى .وتوضح المحاور اآلتية خالصة للتح والت الالزمة من أجل االنتق ال
للتنظيم المناسب الذي يتناسب مع مفهوم التمكين بشكله المعاصر:
االنتقال من الهياكل التنظيمية الهرمية إلى الهياكل التنظيمية األفقية التي .1
تعد إطارًا مناس با لمزيد من المش اركة وحرية التص رف والتمكين ل دى
العاملين.
كل تصميم الهياكل التنظيمية بشكل تقترب فيه المنظمة من زبائنها بش .2
أفضل.
محاولة تقليل عدد المستويات اإلدارية والتقليل من االل تزام الح رفي .3
بمبادئ اإلدارة التقليدية مثل مبدأ وحدة األمر والتسلسل الرئاسي وغيرها.
أن يكون نطاق اإلشراف واسعًا مع مراع اة تحقيق الكف اءة والفاعلية .4
المناسبتين.
االتجاه نحو الالمركزية. .5
تشجيع التفك ير الخالق من خالل الق وانين واألنظم ة ال تي تش جع .6
المرؤوسين على حرية التفكير خارج إطار النص وص المح ددة والتفك ير
خارج الصندوق.
فلم تكن الغاية إنتاج اآللة الحاسبة مثال وإنما كانت الشركة والفلسفة التي تقوم عليها تلك الشركة
هو التركيز على اإلنسان المبدع ومنحه التمكين الكافي للمساهمة في صنع ق وة دافعة مس تمرة
ودائمة للمؤسسة.
Masaruفي سوني .لم تكن غايته النهائية صناعة وإنتاج الوكم ان وإنما في كذلك Ibuka
تأسيس سوني ،المؤسسة ،وما تقف وراءه من قيم جوهرية .وك ذلك "والت دزني" ال تي لم تكن
"فانتازيا" Fantasiaأو Snow Whiteوال حتى "دزني الند" نهاية المطاف بالنسبة له وإنما
خلق والت دزني ،المؤسسة ،وقدرتها على خلق السعادة في قل وب اآلخ رين .وك ذلك Sam
" لقد جهزت نفسي منذ سنتين لترك منصبي ولكي أكتفي بدوري االستشاري
في الشركة .أعرف بأن هذا قرار حكيم فهو ال يريحني من تحمل المسؤولية
فق ط ولكن ه يمن ح رفاق ي فرص ة لك ي يشاركوا أيض ا ف ي تحم ل المس ؤولية
وعبء األمانة .ولكي يتمكنوا من المضي قدما في استكشاف الفرص التي
الفرص ستكون أكبر في المستقبل من أي وقت
- 156ليس لها حدود وربما -هذه
مضى"
Source: Collins, J and Porras, J, Built To Last Op cit
Companies Op cit
Dاركة،
Dال لهم للمشD
Dاح المجD
هذه المقولة تعبر عن استعداد كامن لمنح اآلخرين دورًا ،وإفسD
وتحمل المسؤولية ،إضافة لتمكينهم من استكشاف فرص جديدة.
وهذا المنطق نفسه ينطبق على شركة Wal-mart ،،ومؤسسها Sam Waltonالذي قال في
مذكراته:
" كنا منذ البداية نحاول أن نكون أفضل من أي منافس آخر ونقدم أفضل ما
Dون األفضل – أفضل
Dتهلك .فقد عملنا بكل طاقتنا لنكD
يمكن أن نقدمه للمسD
المديرين وأفضل العاملين بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة .ال شك أن لDDدي
Dذه القيDادة روح المقاتل في
شخصية قيادية مشجعة ولكن يتوارى تحت هD
Dياء على أحسن
Dنع األشD
الصفوف األمامية ،ذلك اإلنسان الذي يود أن يصD
وجه .وكان أهم شيء بالنسبة لي هو بناء المنظمة على أحسن صورها"
تمر ولم يكن واعظا فعلى سبيل المثال كان Waltonيقدس التغيير والتجريب والتحسين المس
وتمكن من خلق اآلليات المؤسسية المناسبة لدفع عملية التغيير في االتجاه الصحيح وخلق نوعية
وجودة في العمل بش كل أفضل كل ي وم .وقد نفذ رؤيته من خالل منح المديرين في ال دوائر
المختلفة الحرية والصالحيات إلدارة دوائرهم كما لو أنها لهم أو ملكهم أنفسهم .قام بمنح مكافآت
عمال متميزا ،وقد خلق أيضا مس ابقات لتش جيع
ً لكل مجد وتقدير شخصي أيضا لكل من يعمل
العاملين على االنخراط بمحاوالت وتجارب إبتكارية وخالقة وكان يعقد لقاءات لالحتفال بأفضل
التجارب والحديث عن الطريقة التي يمكن االستفادة منها عمليا .وكان يعقد لق اء في كل ي وم
سبت في الصباح ليقدم للحضور أحد الموظفين الذين حاولوا ش يئا جدي دا وك ان ذلك مفي دا
وناجحا.
هذا ويتم باستمرار نشر األفكار المتميزة التي يقترحها الموظف ون في مجلة الش ركة الداخلية
والتي يرغب الجميع باإلطالع عليها حال ص دورها .وقد عملت اإلدارة أك ثر من ذل ك .فقد
استثمرت في نظام أقمار صناعية ( )Satellite Communications Systemلالتصال ،لنشر
التفاصيل الدقيقة حول الشركة بالسرعة الممكنة.
"أول أولوي ة كان ت الزبائ ن ،وذل ك بتقدي م س لع وخدمات بأعل ى مس توى ممك ن م ن الجودة وأق ل
مس توى ممك ن م ن التكالي ف وبمس توى معقول م ن الربح .أم ا المس ؤولية الثاني ة فه ي تجاه الناس
يمكنون الشركة من القيام بتأدية المسؤولية األولى ،تجاه الزبائن ،وهم الرجال والنساء الذين
الذين ّ
- 160 -
يعملون ف ي المكات ب وف ي المخت برات وف ي ك ل مكان .واألم ن الوظيف ي م ن األمور الت ي ال تحتم ل
المس اومة وظروف العم ل يج ب أ ن تكون ممتازة جدا .ال ب د م ن وجود نظام محك م يوف ر للموظفي ن
الفرص ة للتع بير والشكوى وتقدي م االقتراحات .والمشرفون والمديرون يج ب أ ن يتمتعوا بالكفاء ة
العالية والمرونة العقلية .يجب تأمين فرص للتنمية وتطوير الكفاءات .واالحترام يجب أن يكون سيد
إن استعراض هذا النموذج الذي تم إعالنه من قبل جونسون مؤسس ش ركة جونس ون ،ي بين
نة من قضايا هامة ومفيدة لتكون فلسفة ألي منظمة في القرن الواحد والعشرين أي بعد 52س
هذا الشعار .وهناك عدد من القضايا التي ال بد من سردها بصفتها بنودًا تحليلية لهذه الفلسفة:
إن هذه الفلسفة لم تكن مج رد ش عارٍ يط رح ويوضع في ()1
تقارير المنظمة وفي دساتيرها ومن ثم يدفن في األدراج أو فوق الرفوف وإنما كان
واقعا يتحرك على األرض.
كان التركيز في تلك الفلسفة على اإلنسان واحترامه وتق دير ()2
احتياجاته سواء أكان مستهلكا أم موظفا.
لم يكن تحقيق األرباح هو الغاية النهائية للشركة ،وإنما كانت ()3
محصلة أكيدة لفلسفة جوهرها تقديم األفضل من خالل التط وير المس تمر والتعلم
والتجريب وخوض غمار المحاولة والمخاطرة.
وقد كانت الترجمة واضحة لهذه الفلسفة في عام 1982عن دما ت وفي 7أش خاص في مدينة
مى شيكاغو األمريكية نتيجة لتناولهم ألحد األدوية التي تنتجها الشركة ،وهو عالج للصداع يس
تايلنول (( )Tylonolوقد تمت اإلشارة إلى هذا المثال في موضع آخر من هذا الكتاب ،والتفصيل
هنا لزيادة في التوضيح بما يتناسب مع الموضوع في هذا الفصل) .وكان س بب تلك الحادثة هو
العبث من خالل وضع السم في تلك الكبسوالت من قبل عابثين من خ ارج الش ركة .فق امت
الشركة مباشرة يسحب جميع العبوات من جميع أنحاء الواليات المتحدة األمريكية وليس فقط من
"القاعدة رقم واحد :ح ّكم نفسك في جميع المواقف التي تواجهها.
ال يوجد لدينا أي قوانين أخرى.
الرجاء أن تشعر بكل حرية إن كان لديك أي استفسار وأن تعود ألي من
مديريك في أي وقت من األوقات".
قد يعتقد المرء بأن المؤسسات الناجحة التي تقدم هذه الشعارات للموظفين الجدد سهلة وودية في
كل الظروف .وحقيقة أألمر غير ذلك تماما .فكث ير من الم وظفين ي تركون وال يس تطيعون
االستمرار في مثل هذه المؤسسات نتيجة ألن ما تطلبه هذه المؤسس ات ليس بتلك الس هولة من
حيث األداء من ناحية ومن حيث التوافق مع قيم المؤسسة وثقافتها.
الخالصة
يع ود نج اح وتق دم أي مؤسسة اجتماعية على الم دى الطويل إلى العمليات والتفاعالت
نتيجة لفكرة واحدة عظيمة أو لعالم وصاحب رؤية ال مثيل
ً األساسية المتجذّرة في المؤسسة وليس
له وصاحب قرارات عظيمة وال من يمتلك قوة إعجاب عظيمة وكاريزما وسلطان عظيم .ل ذلك
ينبغي أن ال يكون التركيز على شخصية القائد على الرغم من أن هنالك قادة مشهورين لهم أسماء
المعة في التاريخ وصنعوا أفكارا عظيمة واتخذوا قرارات هامة في تاريخ منظم اتهم أو ح تى
واندثارا برحيلهم ،وهناك قادة مشهورون أيضا
ً زواال بزوالهم
ً دولهم ،ولكن واجهت تلك األفكار
ار قدموا قرارات وأفكارا راقية في الحكمة والقوة والبصيرة ولكنهم تمكنوا من إدامة تلك األفك
العظيمة من خالل تمكين غ يرهم من ممارسة أدوار عظيمة تماما ك األدوار ال تي ق اموا بها
بعظمتها ،على الرغم من االختالف في نوعية األفكار؛ ألن البشر مختلفون بأفكارهم ومهاراتهم
وقدراتهم وطريقة تفكيرهم .المهم هنا في األمر أن يفكر صاحب القيادة العظيمة في بن اء ق ادة
وبناةٍ قادرين على االستمرار في البناء لكي يساعدوه في وج وده ولكي ال يتوقف وا عن
ورجال ُ
ار، البناء بعد غيابه عنهم .المهم في القيادة أن تنتج رجالًا ألن الرجال أهم من المنتجات واألفك
وألن الرجال هم من يصنعون األفكار والسلع والخدمات ،والعكس دائما غير صحيح.
الجانب البشري أك بر اهتم ام وعناية ،وواقع الح ال يختلف اختالفًا كب يرًا عن ذلك فهم في
الممارسة أبعد ما يكونون عن احترام ورعاية الجانب اإلنساني في المؤسسة .ولكن المؤسس ات
المتميزة تفعل بالتأكيد شيئًا مغايرًا ) Peters and Waterman (1982فتعمد منذ نشأتها إلى
إيالء الجانب اإلنساني كل اهتمام من خالل برامج الت دريب والح وافز والمس اواة االجتماعية
التكنولوجيا
فالتكنولوجيا مثال لم تعدّ حكرًا على أحد ،والتطور والتجدد التكنول وجي حَتّم على المؤسس ات
دوام التطوير والتجديد فإذا نظرنا إلى زيروكس ( )Xeroxفي عام 1959نرى بأنها قد طورت
آالت التصوير المعروفة وبعد 13عامًا وصلت حصتها السوقية أكثر من %90ألجهزة ظلت
و :أين هي تعتمد على نفس التكنولوجيا حتى عام .1972والسؤال المهم في الوقت الراهن ه
المنتجات أو األجهزة التي يمكن تصنيعها اآلن لكي تحتفظ ب %90من حصة السوق ولمدة 13
عاما وباالعتماد على نفس التكنولوجيا؟!
إن دورة حياة المنتجات أصبحت قصيرة جدا وعملية تطوير السلع الجديدة تتم بشكل أسرع من
أي وقت مضى ،واالعتم اد على تكنولوجيا ثابتة أص بح من ض رب الخي ال .فالتكنولوجيا
المستخدمة والمتطورة مثل ال CADو ال CAMوالجمع بينهما وتقنيات أخرى كلها ساهمت
يزة في تهميش الميزة التنافسية التي تحصل عليها الشركات ،وساهمت في تقليص مدة تلك الم
في حال الحصول عليها .فتقادم السلع بسرعة يجعل من األهمية بمك ان الس رعة في التجديد
واالبتكار واإلبداع إذا أراد المنتجون تحقيق ما يرغبون به من أرباح وتخفيض النفق ات وكسب
العمالة المؤقتة
لقد ظهر اتجاه متزايد في ال وقت الحاضر نحو العمالة المؤقتة أو الخارجية بأس ماء
بحنا مختلفة ،ولقد انتقلت هذه الظاهرة في التوظيف من الدول الغربية إلى الدول العربية ،فأص
نرى مؤسس ات تلجأ إلى التوظيف الم ؤقت والتوظيف من خالل التعاقد مع ش ركات خارجية
للتوظيف وتّدعي هذه المؤسسات بأنها بذلك تسعى إلى تحقيق الميزة التنافسية .ويتساءل الكث ير
من المراقبين والمنتقدين( ، )Pfeffer, 1994لهذه الظاهرة بالقول" :كيف ستحقق مؤسسة ما
ميزة تنافسية مستديمة بموظف مستعار وليس أصيلًا في المؤسسة التي يعمل بها؟ وأين االنتم اء
الذي يمكن أن تخلقه المؤسسة لدى هؤالء والمؤسسة بالنسبة لهم هي الشركة التي قامت بتشغيلهم
وتوظيفهم"؟ والمشكلة تكون أكثر خطورة عندما يقوم هؤالء الموظفون المس تعارون بوظ ائف
أساسية تعتمد عليها المؤسسة في منتجها الرئيس .ومن األمثلة على ذلك في بعض الجامعات مثال
تلجأ الجامعة إلى أساتذة ليعملوا لديها بشكل مؤقت أو جزئي Part- timeبهدف تخفيض النفقات
وتقليل التكاليف؛ ألن الموظف المؤقت تكلفته أقل بكثير من الموظف ال دائم .والس ؤال اله ام
هنا":هل لدى هؤالء القدرة على تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسات التي يعملون بها؟" ونعلم ب أن
لديهم االستعدّاد للعمل في أي مؤسسة وربما يعملون في أكثر من مؤسسة بنفس الوقت ففي ه ذه
الحالة لمن سيكون انتماؤهم في العمل ولمن س يكون والؤهم له في تحقيق أداء متم يز بنوعية
عالية؟ وهذا األمر له آثاره السلبية وخاصة على منظمات تق دم خ دمات فنية أو تكنولوجية أو
تعليمية أو مالية مثل الجامعات التي تعتمد في كفاءاتها المحورية على مهارات وق درات عامليها
- 191 -
وهذه الكفاءات ستكون ناقصة إذا لم تقترن بنسبة من االنتماء للمؤسسة التي يعملون بها الن تميز
المؤسسة يعتمد بالدرجة األولى على تميزهم وقدرتهم واس تعدّادهم للتعلم المس تمر والتط وير
واكتساب المعرفة ،وهذه المزايا ال تتوافر لمن يدرك بأن عمله مؤقت وليس دائمًا فضال عن من
يعمل لحساب الشركة المتعاقدة وليس المؤسسة ال تي يعمل بها ويم ارس فيها أعماله(Pfeffer,
.)1994
واألمر األكثر تحديا في موض وع التمكين ،إن أرادت المنظمة مثال تمكين الم وظفين ومنحهم
مستحقات التمكين من الحوافز والمعلوم ات الكاملة والمس تمرة والت دريب الك افي والمعرفة
عر أنه في وضع المتجددة فمن غير الممكن فعل كل ذلك مع موظف غير مستقر أو موظف يش
مؤقت .فال يمكن أن يتناسب التمكين بمعناه الصحيح مع عمالة مستعارة وغير أصيلة.
ويؤكد Pfefferأن هذه العملية لن تحقق ميزة تنافسية مستديمة بأي شكل من األشكال .ويؤكد أن
كثيرا من المؤسسات والباحثين على حد سواء قد أغفلوا اآلثار السلبية الطويلة المدى الناجمة عن
يين العمالة التي يطلق عليها هنا بالعمالة المستعارة ،والسرعة في الحصول على موظفين .فتع
موظفين بشكل دائم يتطلب ربما :اإلعالن واس تقبال طلب ات المرش حين ودراسة الطلب ات
وتصفيتها ومقابلة المتقدمين واتخاذ القرارات المتعلقة بانتقائهم وتع يينهم ومن ثم انتف اعهم من
التامين الصحي والضمان االجتماعي أو التقاعدي ،وهذه كلها تكاليف بالنس بة للمؤسسة ال تي
يعملون بها .ولكن الحصول على موظف مؤقت أو part-timeقد يتطلب فقط مكالمة هاتفي ة.
ومن سلبيات ذلك ربما الحصول على أفراد ال تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة.158
سجلت حاالت حيث يعمل أفراد بش كل
وقد يسبب العامل المؤقت أضرارا مادية في العمل ،وقد ُ
مؤقت ال يتوافرون على التدريب والتأهيل الكافيين ،ففي مصانع للكيماويات ساهم هؤالء بالعديد
من الحوادث الخطيرة التي أدت إلى وفاة أف راد داخل المص نع من خالل انفج ارات وحرائق
وأحداث ذات عالقة بتسرب مواد كيماوية ،وكان سبب ه ذه الح وادث في معظم الح االت من
العمالة المؤقتة .لهذا فإن المؤسسات في الواقع هي صاحبة القرار األول واألخير في هذا الش أن
فإن أرادت تحقيق ميزة تنافسية مستديمة من خالل االعتم اد على األي دي العاملة المؤقتة ومن
خالل االستئجار فإنها في واقع األمر لن تحصل على هذه الميزة إال إذا استخدمت هؤالء فقط في
اليف مواقع ووظائف ثانوية وبمستوى محدود جدا .أما إذا كان هدف المؤسسات هو توفير التك
وضبط النفقات وتحقيق فوائد ومكاسب على المدى المنظور ،فإن هذه المكاسب لن تستمر لتحقق
ميزة تنافسية لفترات طويلة.
أساليب إدارة الموارد البشرية المعاصرة واإلدارة الفاعلة لرأس المال البشري
قبل التحدث عن الخطوات التي تتطلبها اإلدارة الفاعلة للموارد البشرية ،فال بد من طرح األسئلة
المفصلية اآلتية أمام قادة المؤسسات ،واألكاديميين على حد سواء ،وهي:
هل تود القيادة تحقيق تفوق وميزة تنافس ية طويلة الم دى،أم أنها تريد أن تحقق نجاحا س ريعا
وربحا مؤكداً على المدى المنظور؟ وهل تريد القيادة أن تستثمر الوقت المحدود أمامها لتحقيق ما
يمكن تحقيقه قبل فوات األوان؟أم أنّ هاجس اإلدارة هو ضبط النفق ات ب أكبر س رعة وتحقيق
مكاسب مقنعة للمساهمين ولو على حساب العاملين؟
إذا كان الشق األول من التساؤل هو المطروح من قبل الق ادة ففي الممارس ات اإلدارية اآلتية
اإلجابة المناسبة لالستفادة منها من أجل توف ير من اخ مالئم للتمكين وخلق عمالة ق ادرة على
التغيير ،وإن كان الشق الثاني من األسئلة فمن العسير توفير الحلول المناسبة لها في هذا المؤلف.
أهم هذه الممارسات التي تساهم في خلق مناخ مالئم للتمكين التي تؤكد عليها الكثير من األدبيات
علما بأن هذه الممارسات ال يمكن أن تؤخذ بش كل بما فيها كتابات "جيفري بففر" (،)Pfeffer
جزئي وإنما بشكل متكامل ومتوازن بعضها مع البعض ،فهناك ت داخل بين ه ذه الممارس ات
وهناك نوع من التفاعل بينه ا ،أي أن بعض ها يعتمد على البعض اآلخر ،فال يمكن مثال تحقيق
التفوق بواسطة التدريب دون أن يكون هنالك أمان وظيفي وال يمكن تحقيق األمان الوظيفي دون
تدريب وكفاءة مناسبة.
أما هذه الممارسات فهي:159
نافذة واحد :الموظف الذي يشعر باألمان يشعر بالتمكين ويشعر بأن هناك من
يحترمه ويقدره ويثق به.
D
-االنتقائية في التعيين 2
األمن الوظيفي الذي تم الحديث عنه في البند السابق يترتب عليه أن تكون المنظمة حريصة غاية
الحرص في انتقاء الموظفين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .وتعني االنتقائية في
خاصا في عمليات التوظيف والتشغيل واالنتقاء والتعيين ،فمثال
ً ً
جهدا التدريب أن تبذل المؤسسة
ذا شركة ساوث وست للطيران ،التي تم االستشهاد بممارساتها الفاعلة في أكثر من موقع من ه
الكتاب ،تقوم بعملية مضنية في االنتقاء بعيدا عن أي عالقات شخصية أو محاباة في التوظيف أو
دت وساطة أو عالقات خاصة ،فقد استقبلت في إحدى السنوات 124،000طلب توظيف وعق
مقابالت مكثفة ل 38،000من هذه الطلبات لكي يتم تعيين 5،473موظفًا ،وهذه العملية تتم وفقا
لمعايير غاية في الدقة والعناية للحصول على م وظفين أكف اء ،بما ينس جم مع ثقافة المنظمة،
وقيمها التي تعتمد على الموظف القادر على العمل باستقاللية ومشاركة وتمكين وروح الفري ق.
ومن ال تتوافر لديه هذه المواصفات فال يتم تعيينه مهما بلغ من الكفاءة الفنية أو الشهادة العلمية.
أما شركة IBMفتقوم بأمر قد يكون مستغربا في إجراءات التع يين التقليدية؛ فهي تس تبعد في
الكثير من الحاالت ،الحاصل على تقدير ممتاز في الجامعة ،من التوظيف ،العتقادها بأنه لم يكن
لديه متسع من الوقت لعالقات اجتماعية في أثناء دراسته الجامعية ،وتأخ ذه مؤشرًا على ع دم
استعدّاده على المشاركة والتعاون وروح الفريق والعالقات غير الرسمية التي تساهم في اإلبداع
الجماعي واالبتكار من خالل عمل الفريق.
والجدير بالذكر هنا أن ممارسات الكثير من المؤسس ات والمنظم ات في الع الم الع ربي في
التوظيف والتعيين تخضع لتأثيرات اجتماعية تؤدي إلى الجنوح بعيدا عن ممارسات المؤسس ات
الناجحة .وتشتكي اإلدارة من أن موظفيها يفتقدون لروح المبادرة واالستقاللية واالنتم اء وحب
العمل والروح المعنوية فضال عن حب المشاركة والتمكين.
وهذا في واقع الحال قد يعود لممارسات المؤسسة في سوء االنتقاء والتعيين .لذلك فإن أهم مدخل
رية هي من مداخل إدارة الموارد البشرية هو المدخل المتعلق في االنتقاء .وإدارة الموارد البش
- 195 -
سلسلة من العمليات المصيرية التي تبدأ بأهم حلقة في هذه السلسة وهي االنتق اء ال تي قد تع دّ
الخطوة األساسية والقاعدة المفصلية لبقية أدوات وعناصر الموارد البشرية التي تتعلق :بالتهيئة
والتدريب وتطوير األداء وفهم قيم المؤسسة والتناغم مع النسيج االجتماعي لبقية أفراد المؤسسة،
بحيث تقوم اإلدارة بانتقاء موظفين بمواصفات تلتقي مع رؤية القي ادة والقيم والثقافة الس ائدة.
ولنعطي مثاال على ذلك ،فهنالك بعض الن اس ممن ال يمكن أن ي ؤدي أي عمل دون إش راف
وتوجيه واضح ،ومنهم من ال يمكنه تأدية أي واجب يحتمل التفكير المستقل ،فهو يريد األمور أن
تكون واضحة دون أي مجال للغموض ،وكثير من الناس من يحب أن يطلب منه أداء مهام ،وأن
يُمنَح مع هذه المهام مرشدًا بخطوات محددة يسترشد به لتأدية العمل من أوله إلى أخره.
ومنهم بالمقابل من يتمتع بق درات شخص ية وعلمية أو فنية ال يحتمل معها المراقبة المس تمرة
واإلشراف المباشر .هؤالء يرغبون من مديريهم أن يخبروهم عما هو مطل وب أو عن المه ام
بشكل عام ومن ثم أن يُترك لهم المجال والحرية لتأدية عملهم بالطريقة التي تناس بهم .فالن اس
أنواع ،وتستطيع أن تقرر بصفتك مديرًا للموارد البشرية ،إذا توافرت الظروف المناسبة الختيار
الصنف المناسب من األفراد دون عشوائية في االنتقاء والتع يين ،وبع دها ته ون الخط وات
الالحقة ،فتكمل البناء على هذه القاعدة األساسية من خالل التدريب وتط وير األداء وغيرها من
أدوات الموارد البشرية المختلفة .فإذا حصلت على موظف بجودة عالية ،فال بد أن تحصل على
أداء مشابه وإن حصلت على موظف بجودة متدنية فال بد أن تحصل على أداء مش ابه أيضا فمن
يزرع نوعية وجودة وكفاءة فال بد أن يحصد جودة ونوعية ،والعكس صحيح.
تي ينجم أن توافر موظفين متمكنين يعتمد إلى حد كبير على قرارات التعيين ال
وخالصة القول ّ
عنها دخول من تتوافر لديهم مواصفات مناسبة ومقدمات مشجعة للتمكين .هذه المواص فات من
الممكن التعرف عليها بشكل مباشر من خالل المقابالت وبناء معايير خاصة لالنتقاء يتم اعتمادها
في تلك المقابالت.
نافذة :4التمكين يعني بذل جهد إضافي في تحمل مزيد من المسؤولية وقبول
مبدأ المحاس بة ،وم ن يبذل جهدًا إضافيًا ،ويقب ل بالمس اءلة والمحاس بة وتحم ل
المس ؤولية ينبغ ي أ ن يشع ر بوجود مقاب ل ،والمقاب ل ه و الحواف ز وخاص ة
المعنوية.
نافذة :5ال يوج د م ن ه و أحرص عل ى العم ل م ن ص احب العم ل فكي ف إذا كان
الموظف صاحب العمل أو صاحب الفكرة أو على األقل ،شريكًا.
162
-6تدفق المعلومات
إن النقاط السابقة ال تكفي دون تدفق للمعلومات ،وإن المشاركة في األسهم ،وش عور الع املين
بالملكية في النقطة السابقة يع دّ أصال على أنه ح افز ،ودافع ق وي للمش اركة في المعلومة،
والمعلومة كما ذكر في مواضع أخرى من الكتاب هي مصدر قوة لصاحبها ،تمنحه نوعا من الثقة
والمعنوية العالية والقدرة على التحكم بمهام العمل بشكل أفضل والتمكن من المشاركة في اتخ اذ
القرار بشكل أكفأ .فمن ال يمتلك المعلومات الكافية ال يمكنه اتخاذ القرار السليم.
فالمشاركة في المعلومات في شركة لنكولن الكترك ( )Lincoln Electricميزة يحصل عليها
جميع الموظفين دون استثناء ،والمعلومات التي يتشاركون بها معلومات مالية ،ومعلومات تتعلق
بمركز الشركة في السوق باستخدام وسائط اتصال مكتوبة ،وشفوية لنقل تلك المعلوم ات .وفي
شركة ليفاي ستراس ( )Levi Straussتم وضع نظام لتحسين النوعية مصاحبا لنظام المشاركة
في المكاسب ( )Gain Sharingوكانت النتائج ممتازة جدا .وخالل س تة ش هور اس تطاع
الموظفون االستجابة بشكل إيجابي ،أي أنهم فهموا واستوعبوا النظام بكل وضوح وشفافية .وهذه
الشفافية والفهم كانا مهمين إلنجاح النظام الذي تم تطبيقه .وقد كان السبب في فشل هذا النظام في
مواقع أخرى يتمثل في التردد في المشاركة في المعلومة وعدم تدفقها بشكل حر بين الموظفين.
تنافسي في زمن ال مفر فيه من المنافسة فإن عليهم
ّ فإن كان المديرون يريدون فعال تحقيق تفوق
ان األمر االعتراف بأن العنصر البشري في المؤسسة هو المصدر الرئيس ،لهذا التفوق وإذا ك
كذلك فإن على المديرين أيضا أن يعترفوا بحق الموظفين بالمعلومة التي أصبحت ضرورة حتمية
في زمن المعلوماتية لتمكينهم من القيام بمهام وظائفهم التي تساهم في تحقيق ذلك التفوق التنافسي
وتلك الميزة التنافسية .وقد يضع بعض الم ديرين أس بابا منطقية لحجب المعلوم ات خوفا من
تسربها للمنافسين ،في الوقت الذي تثبت التجارب أن الكثير من المعلومات التي تعدّ سرية يعرفها
-7المشاركة والتمكين
كما تم التأكيد في النقطة السابقة ،فإن المعلومة مهمة جدا لعملية التمكين التي تعدّ الجوهر األساس
وظفين على تجزئة لهذا الكتاب .فمثال في الشركات اليابانية مثل شركة "تويوتا" يتم تدريب الم
المهام أو الوظائف إلى أجزائها الصغيرة ،ويتم تدريبهم حول كيفية فهم وتحليل ه ذه األج زاء
وتحفيزهم على التفكير ،بأفكار إبداعية حول تحسين العمليات اإلنتاجية لألجزاء أو للمنتج بصفة
كلية .وهذا درس هام من دروس المشاركة واإلبداع واالبتك ار .وفي ش ركة نوردس تروم (
)Nordstromهنالك إدارة ديموقراطية تشجع المرؤوسين على تقديم اقتراحاتهم وأفكارهم ،ولم
تضع هذه الشركة للموظفين من قوانين صارمة سوى ما يلي من القواعد:
إضافة إلى ذلك فإن الهيكل التنظيمي الهرمي يهدف إلى تحقيق مستويات عالية من التنسيق عبر
- 203 -
الوظائف المختلفة .وحتى في المؤسسات التي تطبق ب رامج التمكين فإنها بحاجة إلى التنس يق
والض بط والرقابة؛ ألن المؤسس ات إنما هي أنظمة تق وم على مب دأ االعتمادية التبادلية(
ان أن يعمل تقاللية ال يعني ويض واالس )Interdependencyبين أنظمتها الفرعية والتف
الموظفون دون أي ضوابط وقيود.
هنالك بديال عن الهيكل التقليدي وهذا البديل يحقق التمكين للموظفين واالس تقاللية في أعم الهم
بيق على الرغم من أنه يحتفظ بمقتضيات الرقابة والتنسيق المطلوب .ويتمثل هذا البديل في تط
عمل الفرق ،فالناس اجتماعيون بطبيعتهم يستمدون سعادتهم من عالقاتهم االجتماعية والجماعة
عادة تشكل تأثيرا كبيرا على أفرادها .فالفريق يك رس االنس جام من خالل قيم وتقاليد الجماعة
التي تنظم ما هو مطلوب من العمل واألداء كما ونوعا .وهذا البديل هو ب ديل ط بيعي ،وربما
يكون مقبوال أك ثر من الس يطرة الهرمية للنظم التقليدية .164والفريق ال ذي تتم رعايته من قبل
تقاللية أو التمكين المناسب ألداء عمله اإلدارة ويتم تقديم الحوافز له هو الفريق الذي يُمنح االس
وعمل أعضائه بكل كفاءة ،واقت دار ،وهو الفريق ال ذي يحقق نت ائج تتج اوز ما تحققه النظم
التقليدية .وتثبت الكثير من الدراسات أن النت ائج ال تي تتحقق من عمل الفريق الممكّن المتكامل
المتجانس هي نتائج تصفها الدراسات بأنها جي دة ج دا من ناحية الكمية والنوعية في اإلنت اج
والربحية.165
طلبت من م دير المص نع كمية من
في أحد مصانع النسيج في دولة من دول االتحاد األوروبي ُ
اإلنتاج تفوق الطاقة االستيعابية للمصنع ،وكاد المدير يعت ذر عن الص فقة ،ولكنه قبل أن يفعل
ظمين على شكل فرق من 20-5فطلبوا
جمع جميع الموظفين وعرض عليهم العرض وكانوا مَُن َ
منه مهلة لمدة أسبوع استطاعوا خاللها تقدير ما هو مطلوب من جهد إضافي وأجه زة وم واد
فعادوا بعد مدة أسبوع بتقديرات تشير إلى قدرتهم على إنجاز العمل وقالوا بصوت عال للم دير:
"نعم" نستطيع القيام بالمهمة".
هذه المعنويات العالية لم تكن لتظهر لو كانوا فرادى أو لو ك ان التنظيم اله رمي التقلي دي هو
التنظيم المسيطر .في هذا المثال لمصنع النسيج ع برة ودرس يمكن االس تدالل علية من عمل
الفريق وروح الفريق ،وعندما نقول روح الفريق ،يقصد ب ذلك تلك العالقة الخفية بين أعض اء
الفريق التي تعمل كالس حر على خلق دافعية ذاتية وروح معنوية عالية ورقابة ذاتية وإجم اع
تلقائي وعفوي ،على ما هو مقبول وما هو غير مقبول فتصبح بمنزلة عقد معنوي تحكم تصرفات
أعضاء الفريق ،دون الحاجة إلى قوانين مكتوبة ،ورقابة الفريق هذه أفضل من رقابة المس ؤول
بسبب تلقائيتها وعفويتها وروح العمل الجماعي الذي هو أساسها.
نافذة :9تدري ب الموظفي ن يعن ي زيادة معرفته م وزيادة معرفته م تعن ي زيادة
تمكينهم.
" كان المس$$تشفى ف$$ي تدهور مس$$تمر فقرر هذا الموظ$$ف الجدي$$د أ$$ن يص$$نع فروقات
جوهري$$$ة خالل مدة عامي$$$ن فق$$$ط ف$$$ي غرف$$$ة الطوارئ الت$$$ي كان$$$ت تح$$$ت إشراف$$$ه
ومس$$ؤوليته ،فق$$د كان$$ت هام$$ة وك$$بيرة ومتدهورة بنف$$س األهمي$$ة والحجم .فقرر هذا
اإلداري م$ا يأت$ي :يج$ب عل$ى أ$ي مري$ض يدخ$ل إل$ى غرف$ة الطوارئ أ$ن يُعرض عل$ى
ممرض$$ة كفؤ$$ه خالل 60ثاني$$ة م$$ن دخوله .فخالل 12شهرا م$$ن هذا التغيي$$ر كان هذا
الجهاز أنموذج$ا لك$ل مس$تشفيات الواليات المتحدة األمريكي$ة ،وخالل س$نتين انتق$ل هذا
النموذج إلى جميع أقسام المستشفى فكانت عملية تحويلية رائعة".
هذه حالة ربما تتكرر فقط مع أولئك الذين يثقون بقدراتهم على التغيير .فهذا الموظف منذ البداية
يثق بنفسه ويعلم أن بمقدوره إحداث أثر في العمل ،وع دم قب ول الوضع ال راهن بمش اكله
- 218 -
وتداعياته .هذا التفكير ال ينطبق أيضا إال على أولئك ال ذين يتمتع ون بمقوم ات التمكين من
استقاللية وحب المبادرة واالنتماء للعمل وللمهنة التي يمارس ونها .وه ؤالء ال يتوقف ون عند
إدراكهم لذواتهم ومكنوناتها ،وإنما ينطلقون للتعاون مع اآلخرين وي دركون أن من مقوم ات
التعاون مع اآلخرين معرفة مكنوناتهم وقدراتهم ونقاط قوتهم وضعفهم.
رن الواحد دراتها وإمكانياتها ال يكفي في بيئة العمل في الق معرفة عامل المعرفة لنفسه وق
اون والعشرين ،فال بد من معرفة اآلخرين لكي يتمكن أو تتمكن من إدارة عملية التعامل والتع
عفه وقيمه أو معرفة معهم .فال بد من معرفة المسؤول مثال ،من حيث قدراته ونقاط قوته وض
أعضاء الفريق ونقاط قوتهم وأوجه قصورهم .وأول وأهم سر من أسرار الفاعلية الشخصية أن
تفهم أآلخرين وتجعلهم يفهمونك 171وذلك لكي تتمكن من اس تثمار نق اط ق وتهم وتمكينهم من
توظيف مصادر قوتهم والتغلب على قصورهم من أجل التعاون معهم لتحقيق القيمة المض افة
في العمل .والقيمة المض افة ،تتحقق في هذا السياق من خالل ذلك التفاعل التب ادلي أو ما
يسمى باالعتمادية المتبادلة ( )Interdependencyبين أعض اء الفريق مما ينجم عنه نت ائج
وم تُضاعف قيمة النتائج التي تنجم عن اإلنجاز الفردي المستقل .وواقع الحال ،أن العاملين الي
يؤدون وظائف متباينة ،فهم ال يعرفون ما يتجاوز حدود وظائفهم وجهلهم هذا يتطلب معرفة :ما
يعمله اآلخرون ،وكيف يعملون ،ولماذا يعملون ،كما يعملون وما هي النتائج التي يرغب ون من
أجل تحقيق التكامل في العمل والقيمة المضافة.172
وواقع الحال أيضا أنه نادرا ما تجد الفرد في المنظمة يس أل زميله في العمل عما يعمله .ولكن
عامل المعرفة يسأل كل من حوله سواء أكانوا أقل منه أو أعلى أو من هم في مستواه الوظيفي،
ير فنية ،وذلك من أجل التعلم حول أسرار العمل وتحدياته وآخر تطوراته من نواحي فنية وغ
والتكامل ( )Synergyوالتعاضد والتنمية .وهذا ال يحتاج إلى ثقة بين األف راد فحس ب ،وإنما
يستلزم ويستدعي ثقافة التدخل الموضوعي ،بدال من التدخل الشخصي ،وبدال من عدم التدخل.
فال يستوجب أن يكون الدافع هي العالقة الشخصية أو من أجل المحبة والمودة (علما بأن المودة
ذلك والمحبة إن تحققت فهذا أمر جيد) وإنما الهدف الموضوعي هو الفهم والتعلم والتطوير .ل
في هذا السياق يؤكد بيتر دركر أن وظيفة صنع العالق ات الموض وعية أمر في غاية األهمية
وليس ترفا مهنيا أو رغبة شخصية.)Drucker, 1999(173
من هنا يتضح بشكل جلي دور وأهمية رأس المال البشري ،ولكن ليس للجميع وكما يقول العالمة
بيتر دركر في كتابه الشهير ،الحقائق الجديدة . ”The New Realities“ ،هنالك جموع غفيرة
من األقل حظًا في المجتمع ممن سيكون نصيبهم ومساهمتهم في تش كيل رأس الم ال البش ري
متدنية ،وسيبقى هؤالء لألعمال الدونية الروتينية ال تي ال تتطلب تلك الق درات المعرفية ال تي
تتطلبها منظمات المعرفة ورأس المال البشري والمنظمات المتعلمة .نعم أصبحنا نرى حتى في
بعض الدول النامية ومنها دول في العالم العربي ،مؤسسات متطورة وشركات تكنولوجية تضغط
بشكل مباشر وغير مباشر على خريجي الجامعات من أجل تجاوز متطلب ات الش هادة الجامعية
بامتالك مهارات ومعارف أخرى إضافة إلى تلك التي توجد في الخطة الجامعية للطالب.
فقد أص بح األمر واقعا على األرض أن تطلب الش ركات والمؤسس ات الخاصة والعامة من
المتقدمين للوظيفة وثائق أخرى غير الش هادة الجامعية األساس ية ،مثل م ؤهالت في البرمجة
وإتقان الحاسوب والمعرفة باالنترنت ومتطلبات أخرى مثل :رخصة الحاسوب الدولية ()ICDL
وإتقان اللغة اإلنجليزية كتابة ومحادثة ومعرفة وربما لغات أخرى وتقنيات مختلفة .لذلك يُنصح
الطالب على مقاعد الدراسة الجامعية أن يخطط من أجل اكتساب معارف ومهارات إضافية لكي
يتمكن من المنافسة في سوق العمل الذي ص ار انتقائيا إلى حد كب ير ،نتيجة لتوافر الكف اءات
- 223 -
رض من ناحية ،ونتيجة لحاجة ه ذه الش ركات لموظف المعرفة انب الع المختلفة في ج
Knowledge workerفي جانب الطلب من ناحية أخرى.
فبعض طالبي الوظيفة األذكياء من الجامعيين من يح اولون دائما اكتس اب مه ارات جدي دة
ويستثمرون في معرفة علوم وتقنيات جديدة من أجل رفع قيمتهم إلى أعلى مس توى في س وق
العمل ،وهذا ينطبق بشكل كبير على المهن ذات العالقة بالحاسب اآللي والبرمجيات وتكنولوجيا
المعلومات وعالم اإلنترنت واالستشارات والبحوث وغيرها ولكن بمستويات مختلفة.
في ظل مؤسسات تتعامل مع م وظفين ينطبق عليهم ما تم ذك ره من مواص فات مثل موظف
المعرفة ورأس المال البشري وغيرها من مواصفات تدل على قدرات ومواهب قابلة لالس تثمار
لتنمية المنظمة وتقدمها ووصولها إلى الم يزة التنافس ية المطلوبة .ويبقى هنا دور اإلدارة في
توجيه واستثمار هذه القدرات من أجل إح داث التنمية المس تديمة .ومن أهم الوس ائل اإلدارية
المناسبة لمثل هذه المواصفات طرح منهج وش عار التمكين وتطبيقه في المؤسسة ،وخاصة ألننا
هنا نتعامل مع إنسان لديه المعرفة والقدرة الكافية على القي ام بالعمل بحرية واس تقاللية ودون
تدخل مستمر من اإلدارة .فال بد من تغيير في األساليب اإلدارية والتنظيمية من أجل تكوين مناخ
إداري وتنظيمي يالئم ما تم سرده من مواصفات ،لكي يكون ذلك المناخ حاضنة لتمكين الموظف
ومنحه ما يستحق من ثقة وتمكّن وتعّلم ذاتي من أجل تمهيد الس بيل لتك وين منظمة متعلمة فيها
الجميع يتعلم.
كما أشرنا في مواقع أخرى من الكت اب ،ف إن التعلم والتعليم والمعرفة مف اهيم ومص طلحات
مترابطة ومتكاملة ،فاكتساب المعرفة يتم من خالل وسيلة التعلم التي تس اهم في تك وين عامل
المعرفة الذي يتمتع بالمهارة والمعرفة والقدرة على النهوض بالمنظمة التي يعمل به ا .والتعليم
في حقيقته نشاط هام وأساسي ألي مؤسسة ترغب في التطوير المستمر والتجديد الدائم ،والتعليم
اإلداري والمنظمة المتعلمة من المواضيع التي تأخذ ح يزا هاما من دراس ات اإلدارة والتنظيم
فالتعلم بحسب علماء النفس هو " تعديل مستمر للسلوك من خالل الخبرة" :كما يعتمد التعلم على
تراكم الخبرات وتبادل المهارات .ويتفق العلم اء على أن التعلم عملية فطرية في البشر وبه ذا
يمكننا اعتبار الجهل مخالفا للفطرة وإذا سحبنا ذلك على المؤسسات نستطيع أن نس تدل على أن
التعلم هو من طبيعة الموظفين .فإذا ك انت مؤسسة ما ال تتعلم فهي تب ني ح اجزا يعيق عملية
تي تفكر التعلم ،وقد يتمثل هذا الحاجز بالخوف من المخاطرة ،وهذا ما يحدث مع المؤسسات ال
بالربح والخسارة فقط وخاصة الربح العاجل والقريب ،عندها تقل فرص المخاطرة والمحاول ة.
ألن المحاوالت الفاشلة تؤدي إلى الخسارة .ف المخرج الوحيد هو إزالة كل ما يقف أم ام التعلم
الخالصة:
راد المنظمة وعالقة المعرفة والمنظمة، يتبين مما سبق أهمية المعرفة المتجددة لكل فرد من أف
المتعلمة واإلبداع والتجديد والتفكير الالعقالني مع الموضوع الرئيس في ه ذا الكت اب أال وهو
موضوع التمكين .فحقيقة التمكين وحرية التصرف والتفكير الخالق المبدع يحتاج إلى موظف أو
موظفة لديها أو لديه نوع من المعرفة والمهارة المتج ددة من خالل التعلم المس تمر لرفد عملية
اإلبداع واإلنجاز النوعي المتميز .إن الحديث حول هذه المواضع ربما يتطلب فصولًا عدة ،ال بل
ربما تحتاج إلى مجلدات ،حيث إن هنالك اآلن منهجا جدي دا في إدارة المعرفة وهنالك علم اء
ودراسات في المعرفة وإدارة المعرفة ونقل المعرفة والمشاركة في المعرفة .180
والمعرفة تساعد بطبيعة الحال العاملين في تحسين قدراتهم على التفكير الخالق والمبدع ،وتعزز
الثقة بالنفس وتضفي نوعا من الرضا الداخلي الذي ال يتحقق من األعمال التي يخضع فيها الفرد
لمراقبة صارمة من قبل المدير ولتوجيه مستمر وقوانين ال تسمح للعقل أن يفكر ويعمل بطريقته
الخاصة.181
ماهية القيادة
هنالك تعريفات متعددة للقيادة والقائد ،ومن أهم وأحدث التعريف ات للقي ادة أنها" :عملية إله ام
اآلخرين لبذل قصارى جهدهم من أجل إنجاز مهام ذات أهمية للعمل 182وهناك مفاهيم تقليدية في
أدبيات اإلدارة تشير إلى أن القيادة هي عملية تأثير وممارسة س لطة وق وة تجعل المرؤوس ين
ادر ينفذون إرادة وتوجيهات القائد بالطريقة التي يريدها .183وتتحدث أدبيات اإلدارة عن مص
متعددة يستمد منها القادة سلطتهم وقوتهم في جعل اآلخرين ينفذون ما يريدون.
التزام موقوت.
الكفاءة القيادية
تتحقق الكفاءة للقيادة عندما يحقق القائد أعلى مستوى من التأثير بالمرؤوسين بأقل جهود ممكنة.
فهنالك قادة يبذلون جهودا كبيرة بسبب عدم الثقة بمرؤوسيهم ،فيراقبونهم بشكل كبير ويستخدمون
أنظمة بيروقراطية متشددة إلحكام الرقابة والتأكد من سير العمل بصورة دائمة .هؤالء الق ادة ال
يتركون في حياتهم الوظيفية وقتا كافيا لألمور االستراتيجية المص يرية في حي اة المنظمة ،وال
يعملون على خلق رؤية ونقلها ونشرها بين المرؤوسين ،وال يمكنهم إعمال الشفافية في المنظمة.
وتسود حالة من الشك وعدم الثقة بين المستويات المختلفة .أما القي ادة من خالل التمكين فتعطي
للقائد كفاءة قيادية وفاعلية قيادية كبيرة ،فهو ال يشغل نفسه كث يرا في التأكد والرقابة والتف تيش
والسيطرة وهي كلها وس ائل خارجية بالنس بة للعامل وس بب ذلك هو الثق ة .فالثقة وق درة
قصة في التمكين
يروي ستيفن كوف ي قصة حقيقية حدثت ألح د أص دقائه الذي شكت له زوجت ه ذات يوم م ن
شدة اإلرهاق والمعاناة مع األوالد؛ ألنهم ال ينجزون أي عمل دون أن تشرف عليهم بنفسها
فجمع األب جميع أبنائه وسألهم ذات يوم" :من منكم يستطيع أن يصحوا في الصباح بنفسه
أو بواسطة استخدام المنبه فليرفع يده؟" فرفعوا أيديهم جميعا .ثم سألهم" :من منكم يستطيع
أن يرتدي مالبسه بنفسه؟" فرفعوا أيديهم ثانية .ثم سألهم" :من منكم يستطيع القيام بواجباته
المدرسية بنفسه إال إذا استعصت عليه مسألة فيمكنه طلب المساعدة مني أو من والدته؟"
فأجاب الجمي ع بنعم".فنظ ر األ ب إل ى األ م وقال" :أرأي ت؟! كله م يمكنه م القيام بهذه المهام
دون أ ن ترهق ي نفس ك .ولك ن مكنيه م للقيام بذل ك بأنفس هم .المشكل ة أن ك ال تثقي ن به م
عر األوالد ربما كان هنالك بعض الصعوبات في التطبيق ولكن بعدها ارتاحت األم وش
بحالوة التعاون وطعمه واالعتماد على ألذات ومعنى المشاركة في تحمل المسؤولية .
188
نحاول دائما كبت المشاعر السلبية .ونقوم بهذا بشكل تلقائي من خالل الالوعي.
فهذه العوامل األربعة أو أي منها يبرز بشكل طبيعي عندما نواجه أي فشل أو قصور ما ،فنصبح
دفاعيين لدرجة تمنعنا من التفكير والتمعن في الفشل وأسبابه ،وهذا الدفاع عن الذات وقصورها
يحدث في أدعى لحظة من لحظات الحاجة للتعلم؛ أي عندما يكون اإلنسان أحوج ما يكون للتعلم
ومعرفة أسباب القصور والفشل .ومن هنا فإن الممارسين لنظرية التغيير المتقدمة هم أقدر على
إدراك هذه الحالة .فكيف يكون ذلك؟.
الجواب :يطلب هؤالء القادة من الموظفين تط بيق ب رامج التمكين مثال ،فيس تجيب ه ؤالء
الموظفون من الداخل ولكن المديرين غالبا ما تكون استجابتهم خارجية وش كلية ،فيق دمون تلك
خلق دافعية حقيقية وخلق مهارات القي ادة والتف اوض واإلقن اع والت أثير في
اآلخرين وحفزهم.
خلق رؤية وبصيرة وقدرة على استلهام سيناريوهات مختلفة للمستقبل.
والذكاء الوجداني هو من أهم مقومات نظرية التغيير المتقدمة ،والقادة من أصحاب نظرية التغيير
المتقدمة يبعثون اإللهام باآلخرين من أجل إبراز أفضل ما لديهم وبذل قصارى جهودهم من أجل
الوصول إلى مستويات عالية من المعنوية والرفعة والفضيلة .وق ادة النظرية المتقدمة للتغي ير
يشجعون على اإلبداع والتفكير الخالق ،متجاوزين الروتين والظروف الصعبة والقي ود الواقعية
والقوانين والتعليمات البيروقراطية .فأتباع هذه النظرية يعتقدون أن تغيير العالم الخارجي يجب
ؤثر أن يبدأ بتغيير النفس .وهذه النظرية تنطلق من منطلق هام جدًا وهو منطلق المبادئ التي ت
في السلوك ،ذك السلوك الذي يخلق ويشكل المبادئ.
عب أن فال يوجد أقوى من السلوك والتصرفات التي تحكمها القيم والمبادئ ،فصاحبها من الص
ينهار ويستسلم بينما اآلخرون سرعان ما يستسلمون في أول لحظة اختبار صعبة ،فال توجد لديهم
قوة المبدأ التي تخلق قوة دفع ذاتية في اإلنسان الذي يستعد أن يم وت في س بيل ذلك المب دأ.
والتغيير االجتماعي هو من أصعب أنواع التغيير؛ ألنه يحتاج إلى تغي ير مص احب في الثقافة
والقيم والعادات والتقاليد وال يوجد أصعب من التغيير في األعراف والتقاليد ونظم الحي اة ،فمثال
دول الوساطة والمحسوبية التي تنخر كالسوس في بعض المجتمعات في الدول النامية ،مثل ال
العربية ،تحتاج إلى مثل هذا النوع من التغيير الذي ينبغي أن يبدأ من خالل قادة نظرية التغي ير
المتقدمة.
200
إعادة اختراع القيادة والتمكين
حتى يتسنى لبرامج التدريب أن تنجح وتسير في االتجاه الص حيح ،فال بد من قي ادة تعمل على
إنجاح هذه البرامج وتمكنها من تطوير المنظمة والنهوض بها لمستويات أفضل .وإن فشل الكثير
من برامج التمكين يعود لعدم قناعة القيادة وع دم تمثلها لما تن ادي به ،أي ع دم وج ود النية
المتأصلة في القيادة للتغيير فيقال بأنه عندما تنوي القيادة التغي ير ف إن التغي ير حتما سيحصل
وعندما تفتقد النية فإن التغيير سيراوح مكانه.
ومع اتجاه اإلدارة الحديثة كما يؤكد ) Bennis and Townsend (1995إلى تصغير المؤسسات
والحد من المستويات اإلدارية ،أصبح لزاما إعادة صياغة القي ادة اإلدارية لكي تتالءم مع الواقع
الجديد .لم تعد القيادة المسيطرة والبيروقراطية صالحة في الوقت الحاضر .فنعيش اليوم في عالم
تُّغير فيه التكنولوجيا أساليب التفكير ،وتتداخل فيه المصالح والمتناقضات لتنقل اإلنسان إلى عالم
مختلف عن الماضي.
فمن يريد أن يتميز في عالم اليوم يجب أن يمارس قيادة من نوع آخر ،قيادة شغلها الشاغل هو في
ار بناء مؤسسة برأس مال فكري بدال من رأس المال المادي فحسب .قيادة تقود عمليات االبتك
وتخلق المناخ المناسب لالبتكار والتميز في األداء .فقد وقفت كل األس اليب القهرية والقس رية
عاجزة عن دفع العاملين في المؤسسات إلى االبتكار .ولن يحدث االبتكار واإلبداع إال من خالل
التمكين وحرية التصرف وحرية التفكير واإلبداع .وكلما تض اعف رأس الم ال الفك ري في
المنظمة أصبحت بحاجة أكبر إلى قادة بأنماط قيادية جديدة تدفع إلى نسيج المنظمة بحرية أك بر
الخالصة
ال إن للقيادة دورًا هامًا في مواجهة التحديات وفي إحداث التنمية المستديمة في منظمات األعم
وغيرها من المنظمات .إن لدى القيادة القرار وإمكانية تقديم الدعم والتحفيز والتشجيع ،من أجل
هذه الصراعات والتحوالت والتغيرات بال شك تؤثر وستؤثر مع مرور الزمن على عنصر هام
وحيوي في المجتمع العربي واإلسالمي ،وهذا العنصر هو الثقافة العربية واإلسالمية.
205
التمكين في العالم العربي
يؤكد القريوتي على تزايد االهتمام في الدول النامية بتحسين كفاية اإلدارة لتحقيق أهداف تنموية
طموحة ،ومن هنا يحاول المعنيون بمواضيع التنمية اإلدارية ،التعرف إلى مختلف العوامل التي
ملت 332 من شأنها أن تساهم ببلوغ هذا الهدف .كما يؤكد القريوتي من خالل دراسته التي ش
نقص المعرفـة
التحدي الثالث ،بعد تحديات نقص الحرية ،والتحديات التي تواجه المرأة ،ت أتي مش كلة نقص
المعرفة ضمن تلك التحديات الخطيرة في وجه التنمية البشرية وتحرير اإلنسان العربي من القيود
والحدود .تحدٍ خطير آخر تواجه ه البالد العربية ،وهي فج وة المعرفة ال تي تس تلزم وضع
استراتيجيات سليمة لتحقيق التكامل بين استيعاب المعرفة واكتسابها ونشرها .كما يل زم إيج اد
صالت واضحة تربط المبدعين والباحثين ومحللي السياسات مع المنتجين أو صانعي القرارات
الي أعلى مما وعلى الرغم من أن العالم العربي ينفق على التعليم نسبة من الناتج المحلي اإلجم
بين ع امي تنفقه أي منطقة أخرى في العالم النامي ،وارتفاع األنفاق على التعليم بنسبة %50
1980ـ ،1995ظلت هناك أمور يتعين االهتمام بها .فمن أهم القض ايا في التعليم ،النوعية
والكيفية ،التي تتطلب من أصحاب القرار في العالم العربي وضعها ض من أهم األولي ات ذات
العالقة في البرامج التنموية .وتجدر اإلشارة إلى دراسة شملت 132بل دا خلصت إلى إن رأس
المال البشري واالجتماعي يساهم بما ال يقل عن %64من أداء النمو ،أما رأس المال المادي ـ
آالت ومبان وبنى أساسية ـ فنسبته ،%16في حين يساهم رأس المال الطبيعي بالنسبة المتبقية
أي في حدود 20% 212
من هنا فإنه من المفيد بشكل أكبر لألفراد والجماعات والمؤسسات أن تنظر إلى النصف الف ارغ
من الكأس وتدقيق النظر به أكثر بمرات من التغني ب المنجزات ،كما ينبغي أن يك ون اله دف
موضوعيًا ،وبناء وليس سلبيًا وهدامًا ،وهذا يقتضي من الفرد أو المؤسسة الترك يز على تق ويم
ونقد الذات ،بدال من إلقاء اللوم على اآلخرين ،فدوام إلقاء اللوم على اآلخ رين ،ونقد ،وتق ويم
اآلخرين ،بدال من تقويم الذات قد يؤدي إلى وضع الذات موضع الكمال ،واالرتقاء ف وق النقص
والعيوب ،أو على األقل تجاهل العيوب والقصور الذاتي ،مما يوقع المرء فعال بالنقص والعيوب.
وه ذا يقودنا للح ديث عن مقتل في الثقافة العربية واإلس المية وهو متعلق بموض وع مركز
السيطرة أو مركز الضبط.
الخالصة
نرى من هذا الفصل أن مصطلح التمكين قد تم ذكره في القران الكريم في أكثر من مناس بة وقد
كان أولى بالمسلمين أن يستفيدوا من فكر الق ران الك ريم في التمكين فكريًا واجتماعيًا وعلميًا
ربي. وإداريًا .ولكن شيئًا من هذا لم يحصل ،وخاصة في المؤسسات والمنظمات في العالم الع
يهدف هذا الكتاب إلى تقديم رؤية جديدة حول مفهوم التمكين بصفته مفهوما إداريا معاصرًا .وهو
مفهوم متداخل ومترابط مع مفاهيم إدارية أخرى ،وال يمكن اختزاله كمفهوم منعزل ومستقل عن
غيره من األبعاد والمفاهيم اإلدارية.
ويبين النموذج اآلتي عرضًا لفصول الكتاب يعرض الك اتب من خالله ملخصًا س ريعًا له ذه
الفصول توضح معالم هذا الجهد بأفكاره المتعددة وتداخالته المترابطة وأهدافه المرجوة.
فصول كتاب التمكين :مفهوم إداري معاصر
الفصل السادس:
تجارب وتطبيقات
- 273 - رائدة في التمكين
الفصل الثاني :ركائز الفصل الخامس:
التمكين ومقوماته التمكين والتنظيم
اإلداري
الفصل السادس:
تجارب وتطبيقات
رائدة في التمكين
ففي الفصل األول تم التقديم لمفهوم التمكين من أجل توضيح طبيعته ومعانيه وتعريفاته والجدليات
القائمة حول هذا الموضوع من قبل وجهات نظر مختلفة وتم ت دعيم ذلك بأدبي ات ونظري ات
مختلفة ومتباينة تدل على أهمية هذا الموضوع ومجال التقدم والتطور في ه .وقد ع رض ه ذا
الفصل لمراحل تطور الفكر اإلداري وعالقته ب التمكين لي بين للق ارئ أهمية ه ذه المراحل
التطورية في الولوج إلى فكر التمكين بشكل طبيعي ال بشكل طارئ .فهنالك الكثير من المف اهيم
الحديثة التي ظهرت بصفتها موضات سريعة طارئة تأتي وتذهب بسرعة ولكن ه ذا المفه وم،
التمكين ،ولد من رحم التطورات الفكرية اإلدارية ونتيجة حتمية لها تدل على مس توى متق دم،
اإلفادة من هذا الجهد الذي تبلور من وحي أطروحة المؤلف لل{{دكتوراه ال{{تي ح{{ازت على ج{{ائزة أفض{{ل أطروح{{ة دكت{{وراه على
،2003 مستوى العالم العربي في مجال العلوم اإلدارية للعام
,)2000( . فاتن, و أبو بكر. المنظمة العربية للتنمية اإلدارية, مدخل للتحسين والتطوير المستمر: تمكين العاملين,)2003( . عطية,فندي 2
، و القريوتي.. طبعة أولى, ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع: القاهرة, ثورة األعمال القادمة للقرن الحادي والعشرين:نظم اإلدارة المفتوحة
أبحاث،2004 ، دراسة ميدانية: آراء المديرين من مستوى اإلدارة الوسطى في األردن بشأن العوامل المعززة للشعور بالتمكن، محمد
1636-1607 ص.اليرموك
3
Pfeffer، J (1994) Competitive Advantage through People، Harvard Business School Press:
Boston، Massachusetts.
4
Argyris, C. (1998), Empowerment: The Emperor’s new Clothes, Harvard Business Review (May-Jun) ,
98-105.
5
Ibid.
6
Bowen, D.E. and Lawler, E. (1995)، Empowering Service Employees, Sloan Management
Review، summer, 73-83, Bowen, D.E. and Lawler, E.E. (1992), the Empowerment of Service
Workers: What, Why, How, and When, Sloan Management Review, Spring, 31-40.
7
Conger, J.A. and Kanungo, R.B. (1988), The Empowerment Process: Integrating Theory and
Practice, Academy of Management Review, 13 (3), 471-482.
8
Zemeke, R. and Schaaf, D (1989), The Service Edge: 101 Companies That Profit from Customer Care (New
York: New American Library, pp. 65-66.
9
Carlzon, J. (1987), Moments of Truth, New York, Harper & publishers.
10
Berry, L.L. (1995), Relationship Marketing of Services Growing Interest: Emerging Perspectives,
Journal of the Academy of Marketing Science, 23 (4), 236-245.
11
Rafiq, M and Ahmed, P.K, (1998) A Customer-Oriented Framework For Empowering Service
Employees, The Journal Of Services Marketing, 12 (5), 379-396.
12
Randolph and Sashkin (2002), Can Organizational Empowerment? Work in Multinational Settings,
Academy of Management Executive, 16 (1), 102-115.
13
Lashley, C. (1999), Employee Empowerment in Services: A framework for Analysis, Personnel review,
28 (3) 169-192.
14
Schneider, B. and Bowen, D. (1985), Employee and Customer Perception of Service in Banks:
Replication and Extension, Journal of Applied Psychology, 423.,Schneider, B. and Bowen, D. (1993), The
Service Organization: Human Resource Management is Crucial, Organizational Dynamics, 21 pp. 39-52.,
Schneider, B. and Bowen, D.E (1999), Understanding Customer Delight and Outrage. Sloan Management
Review 41 Fall (1999), pp. 35¯45.
15
Van Oudtshoorn, M. and Thomas, L. (1993), A Management Synopsis of Empowerment, Empowerment
in Organizations, 1, (1)., Spreitzer, G.M. (1995) Psychological Empowerment in The Workplace:
Dimensions, Measurement, and Validation, Academy of Management Journal, 38 (5), 1442-1465., Thomas,
K. W., and Velthouse, B.A. (1990), Cognitive Elements of Empowerment: An Interpretive Model of
Intrinsic Task Motivation, Academy of Management Review, 15 (4) 666-681., Conger, J.A. and Kanungo,
R.B. The Empowerment Process: Integrating Theory and Practice, Op cit.
16
للمزيد من التفاصيل حول مراحل تطور الفكر اإلداري يمكن الحصول عليها من أي كتاب من كتب مبادئ اإلدارة أو وظائف اإلدارة أو
.أسس اإلدارة
17
Daniel A. Wren (1993), The Evolution of Management Thought, 4th ed. New York: Wiley.
18
Taylor, Fredrick. (1911), The Principles of Scientific Management, New York: w. W. Norton.
1967. Harper & Brothers.
19
Henri Fayol(1949), General and industrial administration , London: Pitman, UK.
20
Follett, M (1949), Freedom and Coordination, London: Management Publications Trust.
21
Garwood, Judith (1984), A Review of Dynamic Administration: The Collected papers of Mary Parker
Follett, New Management , vol. 2, pp. 61-62.
22
Henderson, A. M and Parsons, T (1947). Max Weber : The Theory of Social Economic Organization,
New York: Free Press.
23
Schermerhorn, J (2002) Management, 7th ed. John Wiley & Sons, Inc.
24
Maslow, A. (1970), Motivation and Personality, 2nd edition, New York: Harper & Row.
25
Hackman, R., and Oldham, G. (1980), Work Redesign, Reading, MA: Addison-Wesley, p.90.
26
Macgregor, D. (1960), The Human Side of Enterprise, New York: McGraw-Hill.
27
Argyris, C. (1957), Personality and Organization, New York: Harbor and Row.
28
Bertalanffy, L (1972), The History and Status of General Systems Theory, Academy of Management
Journal, vol 15، pp. 407-26.
29
Schermerhorn, J (2002) Management, 7th ed. John Wiley & Sons, Inc
30
Crosby, P. (1995), Quality is Still Free: Making Quality Certain in Uncertain times, New York:
McGraw-Hill.
31
Ouchi, W(1981) Theory Z: How American Businesses Can Meet Japanese Challenge, Reading, MA:
Addison-Wesley.
32
Senge, P. (1990), The Fifth Discipline, New York: Harbor.
33
Kanter, R. M. (1989), When Giants Learn to Dance: Mastering the Challenge of Strategy, Management,
and Careers in the 1990s, New York, NY: Simon and Schuster., Thomas, K. W., and Velthouse, B.A.
(1990), Cognitive Elements of Empowerment: An Interpretive Model of Intrinsic Task Motivation,
Academy of Management Review, 15 (4) 666.
34
Conger and Kanungo (1988), Op cit.
35
Spreitzer, (1995), Op cit.
36
Thomas, K. W., and Velthouse, B.A. (1990), Cognitive Elements of Empowerment: An Interpretive
Model of Intrinsic Task Motivation, Academy of Management Review, 15 (4) 666-681.
37
Ibid.
38
Gist, M (1987), Self-Efficacy: Implications for Organizational Behavior and Human Resource Management,
Academy of Management Review, 12, 472-485.
39
Deci, E.L. Connell, J. P and Ryan, R. M (1989), Self Determination in a Work Organization, Journal of
Applied Psychology, 74, 580-590.
40
Ashforth, B. E. (1989), The Experience of Powerlessness in Organizations, Organizational Behavior
and Human Decision Processes, 207-242.
41
Neilsen, E. (1986), Empowerment Strategies: Balancing Authority and Responsibility, In Srivastra. S
(Ed.), Executive power, San Francisco: Jossey-Bass, 78-110., Burke, W. (1986), Leadership As Empowering
Others, In Srivastra, S (Ed.), Executive Power, San Francisco: Jossey-Bass, 51-77.
42
Bennis, W. (1999), The End of Leadership: Exemplary Leadership is Impossible without Full Inclusion,
Initiative, and Cooperation of Followers, Organizational Dynamics, Summer, 28 (1), 71-80, McClelland, D.
Achievement Motivation Can be Develop (1965), Harvard Business Review, 43(1): 6-24.
43
Malone, T. W (1997), Is Empowerment Just a Fad? Control, Decision-making, and IT, Sloan
Management Review, 38 (2), 23-35.
44
Spreitzer, G.M. (1996), Social Structural Characteristics of Psychological Empowerment, Academy of
Management Journal, 39 (2), 483-504.
45
Sims, H. P., Jr. (1986), Beyond Quality Circles: Self-Managing Teams, Personnel, 52 (1), 25-31.
46
Rothstein, L. R. Hackman, J. R. Pascual, E.G. Mary, V. (1995), The Empowerment Effort That Came
Undone, Harvard Business Review, 73 (1), 20-31.
47
Torrington, D., Hall, L and Taylor, S (2005), Human Resource Management, Sixth ed, Prentice Hall
48
Honold, L (1997), A Review of the Literature on Employee Empowerment, Empowerment in
Organizations, 5 (4), 202-212.
49
Deming, W.E (1982) Barriers Rob Workers of the Right to be Proud of their Work, Quality,
Productivity, and Competitive Position, MIT Centre for Advanced Engineering Studies, Cambridge, MA.
50
Garfield, C (1993), Employee Empowerment, Executive Excellence, 10 (3), 20-22.
51
Bowen, D.E. and Lawler, E. (1995), Op cit.
52
Covey, S.R (1992), The 7 Habits of Highly Effective People: Restoring the Character Ethic / Stephen R.
Covey. London: Simon & Schuster.
53
Eccles, T (1993), The Deceptive Allure of Empowerment, Long Range Planning, 26 (6), 13- 21.
54
Forrester, R. (2000), Empowerment: Rejuvenating a Potent Idea, Academy of Management
Executive, 14 (3), 67-80.
55
Pfeffer, J. and Veiga, J (1999), Putting People First for Organizational Success, The Academy of
Management Executive, 13 (2), 37-48.
.تفصيل أكثر حول مقومات التمكين في الفصل الثاني 56
57
Randolph, W. A (2000), Re-thinking Empowerment: Why is it Hard to Achieve?, 29 (2), 94-108.
58
Eccles (1993) and Argyris (1998), Op. Cit.
59
Melhem, Yahya (2004), The Antecedents of Customer-Contact Employees' empowerment, Employee
Relations, vol. 26, No. 1, 72-93. Eylon, D. (1998), Understanding Empowerment and Resolving its
Paradox: Lessons from Mary Parker Follett, Journal of Management History, 4 (1), 16-28.
Davenport, D. H. (2001) Knowledge Work and the Future of Management, Chapter in a Book, The Future of
Leadership, Jossy-Bass, CA. pp. 67- 77.
61
Drucker, P, (1989), New Realities: In Government and Politics/ In Economics and Business/ In Society
and World View, Harper Business, HarperCollins Publishers, New York.
62
Nonaka, I. and Takeuchi,H. (1995), The Knowledge Creating Company, Oxford: Oxford University Press.,
Cortada, J. (1998), Where Did Knowledge Workers Come From, in Cortada, J (ed), Rise of Knowledge Worker,
Portsmouth, N.H.: Butterworth-Heinemann.
63
Peters, T.J., and Waterman, R.H. (1982) In Search of Excellence, New York: Random House.
Lioyd, B and Case, J. (1998), Open Book Management: A New Approach to Leadership, Leadership and
64
. دبي، دار القلم للنشر والتوزيع، الطبعة الخامسة،) أصول اإلدارة1997 ( سمير،عسكر
126
Schermerhorn, J (2002) Management, Seventh Edition, John Wiley and sons, inc.
127
Harvey, D and Brown, D, (2001), An Experiential Approach to Organization Development,
Sixth edition, Prentice-Hall.
128
() Daft, R (1997), Management, Fifth edition, The Dryden Press, pp.556-557.
عن1982 توم بيترز من أكثر الناس تأثيرا كعالم في إدارة األعمال وخاصة في عقد الثمانينات من خالل كتابه الشهير الذي ألفه في عام 129
أكثر الشركات األمريكية نجاحا وتفوقا وقد لخص في كتابه أهم الممارسات اإلدارية التي تمارسها هذه الشركات الناجحة مما مكنها من
.الوصول إلى النجاح والتفوق
130
Loren Gary (2004), The Rise of Hyperarchies, Harrods Management Update, March, Vol,59, No.03.
131
.10 ص، شعاع، الشركة العربية لإلعالم العلمي، التفكير خارج الصندوق،)2004 (يونيو. المختار اإلداري132
133
Peters, Tom (1992), Liberation management, Alfred A.knoph, ed, N.Y
.الحلقة المعرفية تعني بناء شبكة عالقات غايتها بناء واكتساب المعرفة بشكل مستمر ومتجدد 134
135
مراجع وهوامش الفصل
Argyris, C. (1998), Empowerment: The Emperor’s new Clothes, Harvard Business Review (May-Jun),
98-105.
136
Eccles, T (1993), The Deceptive Allure of Empowerment, Long Range Planning, 26 (6), 13- 21
137
Badaracco, Jr. Joseph (1991) The Knowledge Link: How Firms Compete Through Strategic Alliances,
Harvard Business School, U.S.A, 189 pages.
138
Collins, J and Porras, J.(1994), Built To Last: Successful Habits of Visionary Companies, USA.
139
Collins, J and Porras, Built To Last: Successful Habits of Visionary Companies, OP cit.
140
http://www.arabbank.com/user_shoman_found.asp
141
Collins, J and Porras, Built To Last: Successful Habits of Visionary Companies, OP cit.
. لدجلوس ماقريقر التي تم الحديث عنها في الفصل السابقX and Y انظر نظرية
143
Lawler, E. E. III. (2001) The Era of Human Capital Has Finally Arrived In Bennis, W., Spreitzer, G. and
Cummings, T (2001), The Future of Leadership, 14 –25.
144
Lawler, E.E III (1992), The Ultimate Advantage: Creating the High-Involvement Organization, Jossey-
Bass, San Francisco, CA.
145
Pfeffer, J. and Veiga, J (1999), Putting People First for Organizational Success, The Academy of
Management Executive, 13 (2), 37-48.
146
Thomas J. Watson, Jr “IBM’s philosophy, A Business and its Beliefs, p. 13
147
Pfeffer, J (1994) Competitive Advantage through People, Harvard Business School Press: Boston,
Massachusetts.
148
Argyris, C. (1998), Empowerment: The Emperor’s new Clothes, Harvard Business Review (May-Jun),
98-105.
149
Bennis, Warren (2001) , The Future Has no Shelf Life, the Future of Leadership: Today's Top Leadership
Thinkers Speak to Tomorrow's Leaders, Chapter in A book, Jossey-Bass, San Francisco, pp. 3-13.
150
Edward E- Lawler III, The Era of Human Capital Has Finally Arrived, the Future of Leadership: Today's Top
Leadership Thinkers Speak to Tomorrow's Leaders, OP cit
. عمان األردن, دار وائل للنشر, ) اقتصاديات التعليم2001( . عبداهلل, الرشدان151
152
Psacharopoulos, G Rates of Return to Investment in Education Around the World, Computer Education
Review, No.1, London, 1972, pp.54-67.
153
Porter, M. (1985) Competitive Advantage, Creating and Sustaining Superior Performance New York, Free
Press.
154
Pfeffer, J (1994) Competitive Advantage through People, OP cit.
155
Porter, M. (1980), Competitive Strategy , New York: Free Press, pp.36-46.
156
Pfeffer, J. (1994), Competitive Advantage Through People, Op. Cit.
.27 ص, مرجع سابق، اقتصاديات التعليم، عبداهلل, الرشدان157
Pfeffer, 1994, Op Cit
158
Pfeffer (1994) Ibid. ;Pfeffer, J. and Veiga, J (1999), Putting People First for Organizational Success, The
159
، الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الوطن العربي، وطارق شريف. محمد، و الطعامنة.2004، نيسان22-20 ، األردن، الكرك،مؤتة
.150-149 ص ص،2004 ، القاهرة،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية
،2004 ، دراسة ميدانية: آراء المديرين من مستوى اإلدارة الوسطى في األردن بشأن العوامل المعززة للشعور بالتمكن، محمد، القريوتي205
1636-1607 ص.أبحاث اليرموك
. القاهرة، المنظمة العربية للتنمية اإلدارية، قضايا وتطبيقات: Governance ) الحكمانية2003( . زهير،الكايد 206
الواليات المتحدة، نيويورك، المكتب اإلقليمي للدول العربية،2002 تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام، برنامج األمم المتحدة اإلنمائي207
.106-104 ص،2002 عام،األمريكية
UNDP, Human Development report 2000, Oxford University Press, N.Y., U.S.A.
208
209
{. اإلنترنت، وهي متاحة من خالل الشبكة العالمية،من تقارير األمم المتحدة للتنمية البشرية التي تقدم أرقاما ومعدالت سنوية للتنمية البشرية
أكتوبر، 21 ، أبو ظبي، في محاضرة في المنتدى الثقافي،)2002( عالء، التميمي210
211
UNDP, Human Development report, Op cit.
. مرجع سابق،)2002( عالء، التميمي212
213
Arab Human Development Report (2003) issued by the United Nations Development Program
214
Arab Human Report, Op cit.
215
Reported by the institute of Higher Education, Shanghai Jiao Tong University in China.
216
. مرجع سابق،)2002 (عن محاضرة للدكتور عالء محمود التميمي
، دمشق، تشرين أول، وقائع المؤتمر العربي الرابع في اإلدارة، الموائمة بين البرادايم والسياق: اإلدارة والثقافة،)2003( عادل،الرشيد 217