Professional Documents
Culture Documents
دكتور
عبد الحميد عبدالفتاح املغريب
أ
املؤلف
يعمل عضوا بهيئة التدريس بكلية التجارة جامعة املنصورة
يقوم بتدريس مقررات إدراة األعامل واإلدارة اإلسرتاتيجية وإدارة املوارد
البرشية ,ونظم املعلومات اإلدارية.
قام بالتدريس يف كثري من الجامعات واملعاهد العليا املرصية والعربية شارك يف
تصميم وتنفيذ العديد من اإلستشارات والربامج التدريبية يف مجال تنمية املهارات
اإلدارية وتنمية املوارد البرشية ,واملجاالت البيعية والتسويقية.
ب
الكتاب
يعرض ملاهية السلوك اإلنساين يف منظامت اإلعامل يف شكل مبسط ومتسلسل
.فيتناول سلوك اإلفراد يف املنظامت مبينا امناط شخصياتهم اإلدارية
وكيفية إدراكهم لإلشخاص واألشياء املحيطة بهم ,هذا إيل جانب بيان دوافع سلوكهم
ومامرستهم ألنشطتهم.
كام يتناول سلوك الجامعات يف التنظيم فيعرض ملوضوعات القيادة
اإلدارية واإلتصاالت ,واتخاذ القرارات وسلوك الجامعات باالضافة إىل اشكال الرصاع
التنظيمي وكيفية إدارته.
ويركز الكتاب يف الجزء األخري منه عيل بعض املوضوعات املتعلقة
بسلوك املنظامت والتي تتمثل يف تحليل وتصميم الوظائف لتحقيق جودة الحياة
والثقافة التنظيمية والتغري والتطوير التنظيمي
ويعتمد الكتاب عيل منهج إداري ونفيس يف ذات الوقت بحيث ميكن
للدراس واملامرس اإلستفادة منه ,ولقد تم تذييل كل فصل بأحد املقاييس العلمية
التي ميكن من خاللها قياس القدرات واملهارات السلوكية
ج
مقدمة
بسـم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العاملني ,والصالة والسالم عىل املبعوث رحمة للعاملني,
سيدنا محمد وعىل آله وصحبه أجمعني وبعد ,,
ســلوكنا يعرب عام بداخلنا ,حيث تعكس ترصــفاتنا وحركاتنا ما نعتنقه ونتبناؤ ونؤمن به من قيم
ومعتقدات وإتجاهات سواء كانت موروثة أو مكتسبة ,وحني نتعامل مع أنفسنا أو مع بعضنا البعض ىف
أى مكـان أو مـان فنن هذا بال شـــج لوجود أســـباب وبفعل مثريات وقوى تدفعنا لهذا التعامل آملني
تحقيق أهداف معينة.
فاألســتاذ مصــطفى الذى اســتيقو من نومه مبكراو ,وتوضــأ وصــىل الفجر ,وأيقو أهله وتناول
فطوراو خفيفاو ,وجلس يقرأ ويفكر فيام ســـيجرى عليه عمله وعالقاته ىف هذا اليوم ,وإرتدى مالبســـه ,
وذهب لعمله وأثناء ذهابه قابل العديد من األفراد ىف مسـكنه وشارعه وعند إنتقاله ىف املواصالت وعند
دخوله إىل منظمته تجدؤ وقد سـلم عىل هذا وضـحج مع هذا وواعد هذا ,وتعلم من هذا وأرشد هذا ,
واســتشــعر الطقس ورأى املناظر عىل اختالفها ,وفكر فيام ســيصــل إليه من نتائج من خالل أنشــطته
وأعامله وإرتباطاته ,وعند جلوســـه عىل مكتبه ىف إدارته تراؤ وقد بدأ ىف عالقته مع مجموعته فاتصـــل
هاتفياو باألستاذ محمود ميله ىف العمل ,واستدعى األستاذ مجدى أحد مرؤوسيه لتكليفه ببعض األعامل
مع تحفيزؤ وتوجيهه ,وقد يقتضــيه الحال أن يذهب لألســتاذ حســن رئيســه للحصــول عىل اإلرشــادات
وتقديم املقرتحات ,وقد يبلغه رئيســه بحضــور اإلجتامع الذى ســيعقد لدراســة مشــكلة إنخفاض الروح
املعنوية للعاملني باألقســام اإلنتاجية نتيجة علمهم مبا تنويه املنظمة لتخفيض حجم العاملة ,فرتاؤ وقد
جلس يعيد ترتيب أوراق وتخطيط وقته ,وتحديد أدوارؤ داخل وخارج العمل ,ومتىضــ ســاعات العمل
حتى نهايته ,فيتوجه إىل منزله ,وبعد وصوله يستبدل مالبسه ويصىل ويتناول غذاءؤ ويحمد ربه راضيا
عام كان ىف يومه ويطمنئ عل أفراد أرسته ويســـتمع إىل ما لديهم بانتباؤ وميدهم بنرشـــاداته ويحفزهم
عىل استكامل أدوراهم ىف الحياة ومتابعة أنشطتهم باهتامم ,وبعد تناول قسط من الراحة تجدؤ يخرج
مسـاءاو ملقابلة بعض أصدقائه و يارة بعض أقاربه أو حضور ندوة أو إجتامع للمجلس املحىل /أو النادى
الذى يترشف بعضويته …
د
ىف هذا املثال املبسط تجد عزيزي القارئ أن األستاذ مصطفى الذى ميثل أحد الشخصيات اإلدارية
املسئولة وهو :
يحس وينتبه ويدرك ويفكر فيام حوله.
باحثاو عن أدوارؤ ويضع وأنشطته ومشاركا ىف تحديد أنشطة اآلخرين وأدوارهم.
عامال ىف جامعة يستشعر دورؤ فيها يؤثر فيها ويتأثر بها.
قـائـد ملجموعـة من األفراد ,قـادراو عىل التـأثري فيهم من خالل مكـانته ومجاالت قوته
املتعددة.
متصال بالعديد من األفراد داخل وخارج منظمته.
إن ما سـبق يشـري إىل بعض مناذج الســلوك والت رصف الذى ميارسه األفراد ىف حياتهم ومنظامتهم.
وعليج أن تتصــور معي العديد من أمناط الســلوك والترصــف التى ميارســها الناس منذ والدتهم وحتى
موتهم....
إننا ىف هذا الكتاب ســـنحاول أن نتعايع مع ســـلوك األفراد وترصـــفاتهم داخل منظامتهم وهذا
بدورؤ يتطلب منا خطة مبســطة تيرس ـ لنا عرض تلج املوضــوعات وقد رأينا أنه مام يبســط تناول هذؤ
املوضـوعات أن نعرض ىف الباب األول :ملاهية السـلوك اإلنسـاو والتنظيمى وخصـائصه وأسباب دراسته
وتطورؤ والتحديات املعارصة التى تواجه االهتامم به وتحليله.
أمـا البـاب الثـاو فنعرض فيـه للســـلوك الفردى ىف منظامت األعامل والذى يعرض ملوضـــوعات
الشخصية ,عمليات اإلحساس واالنتباؤ واإلدراك والتعلم والتفكري ,القيم واإلتجاهات.
ه
وىف الباب الثالث نعرض للســـلوك الجامعى ىف منظامت األعامل والذى يعنى بتناول موضـــوعات
متعددة ندرس منها االتصاالت وجامعات وفرق العمل.
وىف الباب الرابع نعرض باختصـــار لســـلوك املنظمة وفيه نتناول موضـــوعات الثقافة التنظيمية ,
والفعالية التنظيمية.
نأمل أن أكون قد وفقنا ىف عرض موضوعات السلوك التنظيمى ذاك املوضوع الشائج الشيق الذى
يهم كل من يعمل وينتمى إىل منظمة ما ويسعى إىل تحقيق أهدافها ...ىف ضوء تحقيق أهدافه.
و
الباب األول
السلوك اإلنساو واإلدارة
1
الفصل األول
السلوك اإلنساو
2
مقدمة
الســلوك اإلنســاو هو ما يشــغلنا جميعاو ىف كافة أمور حياتنا ,فمنذ أن نصــحو
صـباحاو حتى ننام مسـا وء ونحن منارس سلوك وترصفات ونالحو سلوك وترصفات غرينا
ومندح بعضــها وننتقد بعضــها ,هذا الســلوك والترصــف ,ما هى أســبابه ا وما هى
أهـدافها وكيف تتم آلية مامرســـتها وما هى املؤثرات والخصـــائص التى متيز ذلج
السلوك والترصف دون غريؤ من سلوكيات الكائنات األخرىا
هذؤ التساؤالت وغريها غالباو ما تداعب أفكارنا ,ىف محاولة لإلجابة عليها نتطرق
ىف هذا الفصل لبعض املوضوعات التى متثل متهيداو لدراستنا ألبعاد السلوك التنظيمى
بعد ذلج.
ولذا نتناول ىف هذا الفصل املوضوعات التالية :
مفهوم السلوك اإلنساو وأنواعه.
خصائص السلوك اإلنساو وعنارصؤ.
مربرات االهتامم بالسلوك اإلنساو.
أثر السلوك اإلنساو ىف اإلدارة.
مبادئ السلوك اإلنساو ىف الفكر اإلسالمى.
تطبيق عمىل :معامل السلوك اإلنساو الهادف.
3
مفهوم السلوك اإلنساو
ميثــل الســلوك اإلنســاو األنشــطة املتعــددة التــى يقــوم بهــا اإلنســان ىف حياتــه
لــي يتكيــف مــع متطلبــات البيئــة والحيــاة املحيطــة بــه وهــذؤ األنشــطة هــى
محصـــلة التفاعـــل بـــني العوامـــل الشخصـــية والعوامـــل البيئيـــة كـــام ىف الشـــكل
(.)1/1
شخصية
البيئــة اإلنسان
السلوك
4
الشكل رقم ()4/1
منوذج السلوك اإلنساو
ىف تحقيق هذؤ الحاجات ,فلكل فرد حاجاته النفسية وقدراته ودوافعه الخاصة
إىل تحقيق وإشباع هذؤ الحاجات.
ولقد تعددت البحوث والدراســات واملدارس النفســية ىف وصــف أنواع ومجاالت
السلوك اإلنساو ,وذلج حسب رؤية وأهداف كل باحث أو كل مدرسة ,األمر الذى
جعل دراسة السلوك وتقسيمه متعددة بحسب مجاالت السلوك والحاجة إىل الدراسة
واالستفادة منها .وسوف نلقى الضوء فيام يىل عىل بعض هذؤ التقسيامت :
5
وحيث أن ســلوك اإلنســان ميثل تلج األنشــطة التى يؤديها ىف حياته ,فنن عمله
الوظيفى هو جزء من هذؤ األنشــطة أو جزء من ســلوكه العام ومتثل دراســة الســلوك اإلنســاو
لألفراد عند تأدية الواجبات واملســئوليات الخاصــة بعملهم عامل مهم ىف توجيه ســلوكهم الوجهة
السليمة ,لتحقيق أهداف اإلدارة واملنظمة التى ينتمى إليها.
ب -السلوك الفردى والسلوك الجامعى :
-1السـلوك الفردى :ميثل هذا السـلوك أبسـط صــورة للســلوك اإلنساو من حيث
املثري واالســـتجـابة لفرد واحد ,مبعنى تفاعالت اإلنســـان الفرد إ اء املثريات ىف
الحياة من حوله.
-4الســلوك الجامعى (االجتامعى) :ميثل هذا النوع من صــور الســلوك عالقة الفرد
بغريؤ من األفراد اآلخرين ,كأفراد الجامعة التى ينتمى لها ىف :املنزل ,املدرســة
,النـادى ,مكـان العمـل …الخ .وال شـــج أن العالقة من هذا النوع هى عالقة
تبـادل من حيـث التـأثري والتأثر .وبرغم أن التفاعل ىف هذا النوع من الســـلوك
حـاصـــل بني الفرد والجامعة ومتبادل بينهم ,فنن درجة تأثري الجامعة ىف الفرد
تكون عادة أقوى بكثري من تأثري الفرد ىف الجامعة.
جـ -السلوك من حيث النتيجة والهدف :
قام العديد من الباحثني بدراســة الســلوك اإلنســاو من حيث النتيجة والهدف
اللذان يحققهام اإلنسان من سلوكه .وقد وجدوا أن السلوك اإلنساو ينقسم إىل ثالثة
أقسام ,هى :
-1السـلوك املجزئ :وهو السـلوك الذى يحقق من خالله اإلنسان هدفه ؛ أى يصل
إىل هدفه دون عوائق .فعندما يصــل الفرد إىل هدفه ىف أثناء مامرســته لســلوكه
يعترب هذا السلوك سلوكاو هادفاو أو مجزياو.
-4الســـلوك املحبط :وهو أن يحول عائق بني اإلنســـان وبني تحقيق هدفه .وهذا
يعنى أن الفرد مل يصـــل إىل هدفه أو وصـــل إليه ولكن ليس بالشـــكل الكاىف
واملرىض .ويسـعى اإلنسان عادة إىل تجنب تكرار السلوك املحبط ,ألنه ال يحقق
هدفه وال يشبع حاجاته ورغباته .أو يشبعها بشكل غري متكامل.
-3السـلوك الدفاعي (الحيل الالشــعورية) :وهو السلوك الذى ميارسه اإلنسان لي
يتفادى ويتجنب الســلوك املحبط .وهذا النوع من الســلوك عبارة عن وســائل
دفاعية أو حيل ال شـــعورية متعددة ميارســـها الفرد بهدف حامية نفســـه من
التهـديـدات واإلحباطات املختلفة أو الرصـــاعات .وميارس جميع األفراد – دون
اســتثناء – هذؤ الوســائل أو الحيل الدفاعية ىف مختلف مراحل أعامرهم ,وعىل
مختلف مستوياتهم التعليمية والثقافية بدرجات متفاوتة حيث أنها :
6
أ -تســـاعد الفرد عىل االحتفاث بثقته بنفســـه ,فأكث ما يثري قلق الفرد
فقدانه الثقة بنفسه.
ب -تساعد الفرد عىل تخفيض التوتر والقلق الذى يعانيه.
ج -تسـم للفرد بالتنفيس عن نفســه ,والتخفيف من الضغوط الواقعة
عليه.
ومن أهم انواع الحيل الالشعورية :
القمع :وهو عملية اسـتبعاد مؤقت لإلشـباع إىل أن تتهيأ الظروف املناسبة لهذا -1
اإلشـــبـاع .فمثال عندما يوبخ املدير أحد موظفيه يكتم هذا املوظف غيظه
حتى يذهب عنه رئيسه ,وبعد ذلج يقوم هذا املوظف بشتمه أو إهانته.
الكبت :وهو عملية ميارســـها اإلنســـان ليبعد الدافع والذكريات أو األفكار من -4
منطقة إىل منطقة الالشـــعور .وكلام كثت اإلحباطات بالنســـبة للفرد ادت
الرغبات املكبوتة ,بل وهددت باالنفجار.
النقـل (اإل احـة أو التحويـل) :وهو عمليـة تهـدف إىل نقـل الدوافع أو الرغبة -3
املرتبطة باملوضــوع املعني إىل موضــوع آخر ,حيث أن مصــدر اإلحباط قد
يكون شـخصـا مهام يخشــاؤ الفرد أو يخ ـ غضبه فيوجه الفرد عدوانه إىل
شـــو أو إىل شـــخص آخر غري الذى ســـبب له اإلحباط .وقد يكون مصـــدر
اإلحباط الشــخص نفســه ,فال يرىض أن يواجه نفســه ويوجه عدوانه إليها ,
فيلجأ إىل توجيه عدوانه إىل شــخص أو إىل شــو أخر ليس له عالقة باإلحباط
الذى يعانيه.
اإلســــقـاط :وهو عمليـة الهـدف منهـا التخلص من الدافع ,وذلج بنلقائه عىل -2
شخص خارجى ,فمثال يكون للفرد صفات غري مرغوب فيها وسلوك ال يرىض
أن يعرتف بـه وال بـد له من أن يعفى نفســـه من تبعة االعرتاف مبثل هذؤ
النقائص ,لذلج فهو يســـقط مثل هذؤ الصـــفات عىل غريؤ من األفراد .كام
يتمثل اإلسـقاط ىف لوم الفرد غريؤ من األفراد أو األشياء عىل فشل أو سلوك
شــاذ هو املســئول األول عنه .ومن أمثلة اإلســقاط :اتهام شــخص آلخر بأنه
يكرهه ويبغضــه ويكيد له ,والحقيقة قد تكون عكس ذلج .فالشــخص الذى
يوجه هذا االتهام لغريؤ ,يسـقط ىف الحقيقة ما ىف نفسه من كراهية وبغضاء
وينسبهام لغريؤ.
التربير :وهو عملية الهدف منها وضع مسببات ومسوغات لتربير سلوك مارسه -5
الفرد ,ألنــه مل يلق قبوال من الغري ,أو مبعنى آخر هو التفســـري لــدافع غري
شـعورى تفسـرياو منطقياو ومقبوال وإقناع الذات بأن السلوك مقصود ومدبر ,
وهو عمليـة خداع ترمى إىل الحصـــول عىل احرتام الذات وإبعاد الشـــعور
بالذنب.
7
-6النكوص :وهو عملية الهدف منها عودة الفرد إىل مامرســـة أمناط من الســـلوك
واإلشـباع النف لدوافعه بطريقة ال تتناسب مع مرحلة العمر التى يعيشها
؛ أى العودة إىل مامرســة ســلوك الطفولة ,مثل :البكاء ,مط الشــفاؤ .ويلجأ
املرء عادة إىل هذا األســـلوب عندما يواجه موقفاو صـــعباو أو ضـــغطاو يهدد
تحقيق حاجاته النفسية.
-7التعويض :وهو عملية تهدف إىل إســتبدال العمل مبامرســة عمل آخر ,والنجاح
فيه لي يعوض فشله ىف املجال األول .ويلجأ املرء إىل التعويض حتى يجنب
نفســه الشــعور بالنقص وما يص ـاحب ذلج من توتر وقلق .كام أن التعويض
يشـعر الفرد باألمن واألهمية ,ألنه وسـيلة دفاعية إلشباع الحاجة إىل الجاؤ
واملكانة االجتامعية.
-8أحالم اليقظة :هى عملية الهدف منه إشباع دوافع اإلنسان املستحيلة ىف الواقع.
فـالجـائع كام يقول املثـل يحلم بـالخبز ,والفـاشـــل يحلم بالنجاح .فأحالم
اليقظة هى عبارة عن متنفس للفرد لترصـــيف انفعاالته التى ال يســـتطيع
تحقيقها ىف عامل الواقع ,وهى وسيلة تساعد عىل التكيف النف للفرد.
-9رد الغعل :وهو عملية إخفاء دافع أو نزعة غري مرغوب فيها وراء ســلوك مغاير
؛ أى عملية متويه ال شـعورية ترمى إىل حامية الذات .فمثال الشعور بالرفض
أو العداء قد يخفيه الشـــخص تحت شـــعار التأدب الزائد أو الزهو املنفر.
والعدوانية قد تكون نتيجة لشـــعور الشـــخص بالقلق وعدم األمن .واملثالية
عند بعض األفراد قد تكون رد فعل لنزعات عدوانية ال شعورية.
-10التقمص :وهو عملية عكس اإلســقاط ,حيث نجد ىف اإلســقاط أن الفرد يحاول
التخلص من الصـــفات الرذيلة أو املكروهة بنلصـــاقها للغري ,بينام نجد أن
التقمص هو امتصــاص الصــفات املحببة للنفس أو املكملة للشــخصــية عند
شــخص آخر ونســبتها إىل شــخصــيته ونفســه .ويؤكد اإلنســان بهذا العمل
شخصيته ويعز ذاته.
8
خصائص السلوك اإلنساو وعنارصؤ :
ميثل الســلوك اإلنســاو مجموعة من الترصــفات والتعبريات الخارجية والداخلية
التى يســـعى الفرد عن طريقهــا لتحقيق اإلشـــبــاع والتوفيق بني مقومــات وجودؤ
ومقتضـــيـات اإلطار اإلجتامعى الذى يعيع داخله ,وميكننا تحديد أهم خصــــائص
السلوك اإلنساو فيام يىل :
( )1أنه سـلوك مسـبب ,مبعنى أن السـلوك اإلنساو ال يظهر من العدم ولكن يكون
هناك دامئاو سـبب يؤدى إىل نشأته ويوض الشكل رقم ( )3/1النموذج األساىس
للسلوك اإلنساو
إنه ســلوك هادف ,حيث أن الســلوك اإلنســاو يســعى عادة إىل تحقيق غاية ()4
معينة أو إشباع حاجة غري مشبعة لدى الفرد.
إنه سـلوك متنوع ,مبعنى أن السـلوك اإلنسـاو يظهر ىف صور متعددة ومتنوعة ()3
حتى ميكنه أن يتواءم ويتوافق مع املواقف التى تواجهه.
إنـه ســــلوك مرن مبعنى أن الســـلوك اإلنســـاو يتعدل ويتبدل طبقاو للظروف ()2
واملواقف املختلفــة التى تواجــه الفرد ,ولكن مع األخــذ ىف االعتبــار أن مرونــة
الســـلوك عملية نســـبية تختلف من شـــخص إىل آخر طبقاو الختالف مقومات
الشخصية والعوامل البيئية املحيطة بها.
إنه سـلوك عقيل .فالفرد ال يقدم عىل سـلوك معني إال إذا كان سـابقاو أو مصاحباو ()5
أو الحقـاو لــه قــدر من التفكري .وهــذا مـا مييز ســـلوك اإلنســــان عن غريؤ من
الحيوانات والتى تعترب سلوكها غريزياو ىف معظم جوانبه.
9
( )6إنه ســلوك معقد .حيث ينتج الســلوك عن تفاعل عدد كبري من العوامل منها ما
هو متعلق بطبيعة الفرد نفســـه ,وما هو متعلق بطبيعة املوقف ,وما يتعلق
بالبيئة املحيطة بالفرد وما يتعلق بالثقافة والقيم التى يعتنقها الفرد.
أمــا بــالنســــبــة ألهم العنــارص التى تحــدد ســــلوك اإلنســــان فيمكن ذكرهــا
كام يىل :
الهدف :إن لكل سلوك هدفاو يسعى الفرد إىل تحقيقه وهذا الهدف يختلف من -1
فرد إىل أخر.
االسـتعداد والتهيؤ :ويعنى أن الفرد يسـتجيب عادة ملثري معني بطرق وأساليب -4
مختلفة .غري أن هذا الفرد لن يستطيع القيام باستجابات معينة إال إذا كان قادراو
عىل القيام بها ومستعداو لها.
املوقف :ميـد الفرد بـالبـدائـل املختلفة التى تتطلب منه أن يقوم باالختيار من -3
بينها .وهذؤ البدائل تعطى الفرصة للفرد لي يشبع حاجاته ويواجه مطالبه.
التفســري :إن التفســري هو العملية التى يســتطيع الفرد من خاللها أن يقرر أى -2
البدائل يختار وأى االســـتجابات يقوم بها .وهذا العنرصـــ يعتمد أســـاســـاو عىل
املعلومات والبيانات عن املوقف ,لي يستطيع اتخاذ القرار املناسب.
االســتجابة :يأىت عنرص ـ االســتجابة بعد مرحلة التفســري ,حيث يتم من خاللها -5
انتقاء السلوك املناسب الذى يقود إىل أكرب قدر من اإلشباع والرضاء الذى يوصل
إىل الهدف املرغوب.
النتيجة :إن ســـلوك الفرد قد يكون محققا لألهداف التى ينشـــدها ,ومشـــبعاو -6
لحاجاته ودوافعه وتوقعاته .ومييل الفرد عادة إىل تكرار الســـلوك الذى يشـــبع
حاجاته .ويحصل العكس إذا جاءت النتائج عكسية ؛ فقد يضطر الفرد إىل إعادة
تفسري املوقف واختيار بديل آخر مناسب.
11
مربرات اإلهتامم بدراسة السلوك اإلنساو :
ترجع أهمية دراســة الســلوك اإلنســاو إىل أنه ال ميكن فهم الفرد والقدرة عىل
تفســري ســلوكه إال إذا تعرفنا عىل الســلوك الصــادر عنه وكشــف النقاب عن أســبابه
الحقيقيـة .ومن املربرات التى تزيـد من أهمية دراســــة هذا الســــلوك ىف املنظامت
املختلفة ما يىل :
أن املنظمة ىف املفهوم الحديث تعمل عىل بلوغ هدفني رئيســـســـيني هام يادة -1
اإلنتـاج من خالل أداء العمـل بكفاءة ,وتحقيق رضـــاء العاملني وانســـجامهم
وتقدمهم وتطور شـخصياتهم .وقد تواجه اإلدارة بدرجات متفاوتة من التعارض
أو التنـاقض بني هذين الهدفني ,وملا كان ما يهمنا هنا التعرف عىل جوانب هذا
التناقض والعمل عىل تضييقه من خالل التوفيق بني مصالحها ومصال العاملني ,
فنن عليها أن تفهم طبيعة الســـلوك اإلنســـاو للتعرف عىل كل ما يحركه حتى
ميكنها توجيهه أو تعديله إىل الوجهة األفضل.
إحســـاس اإلدارة بالتقدم املســـتمر ىف العلوم الســـلوكية ,من خالل األســـلوب -4
العلمى الـذى يعتمـد عليه ىف البحث والدراســـة ,ورؤيتها للنتائج الطيبة التى
تحققها تلج العلوم ىف مجاالت دراســـة اإلنســـان وســـلوكه ودوافعه واتجاهاته
وتفاعله مع اآلخرين ,مام جعل اإلنسان أكث وضوحاو ,والتعامل معه أكث يرساو.
تعقد الســلوك اإلنســاو خصــوصــاو ىف املجتمعات الحديثة ,فالحياة االجتامعية -3
واالقتصــادية والصــناعية قد عقدت العالقات اإلنســانية ,وتشــابكت املصــال
الفرديـة ,وتعـددت امليول واألهواء ,بحيث أصـــب يتعذر عىل الفرد أن يدرك
ملاذا يسلج سلوكاو معيناو بد وال من سلوك آخر ,وإذا سئل عن فعله لسلوك معينة
فننه يربرؤ مبا يحرضــؤ من حجج أو أعذار مع محاولة إخفاء األســباب الحقيقية
لهذا السلوك خاصة إذا كان ىف إظهارها حرجاو أو رضراو له ,لذلج لزم عىل اإلدارة
أن تخلق معه عالقات ودية وتحاول الوصول إىل أغوارؤ حتى ميكنها أن تصل إىل
الدوافع الحقيقية للسلوك الذى يصدر عن الفرد.
ظهور النقابات واالتحادات العاملية واتجاهاتها إىل الدفاع عن مصــال أعضــائها -2
من العـاملني ,فرض عىل إدارة املنظامت رضورة اإلهتامم بالســـلوك اإلنســـاو
وتفسريؤ ,من أجل تحقيق أقىص إشباع لحاجات العاملني.
11
ظهور املنافسة الحادة بني املنظامت املختلفة ,ولقد كانت األجور وملحقاتها من -5
أهم أســلحة املنافســة بني تلج املنظامت ىف بادئ األمر من أجل الحصــول عىل
نوعيات العاملني التى تتسـم تخصـصـاتها بالندرة ,هذا إىل جانب اتجاؤ بعضـها
إىل ارتياد مجال آخر يدعم موقفها التناف ,ومتثل ىف اهتاممها بدراسة السلوك
اإلنسـاو من حيث مسـبباته وأمناطه وأبعادؤ ,حتى يسهل عليها توفري الظروف
املالمئة التى متكنها من النجاح ىف اســـتقطابه واملحافظة عليه متغلبة بذلج عىل
غريها من املنظامت.
ضـــخـامـة حجم املنظامت ,وتبـاين نوعيات العاملني بها مع اختالف أهدافهم -6
ومصــالحهم ورمبا تناقضــها ,وهو األمر الذى كثرياو ما يؤدى إىل ظهور أمناط من
السلوك غري اإليجاىب بينهم تكون نتيجته تهديد مصال املنظمة.
أن التغيري يعد أحد ســامت العرص ـ الذى نعيشــه ,ولقد انعكس ذلج عىل حياة -7
املنظامت ,حيث اتجهت إىل تطوير سـياساتها وأهدافها مبا يتفق وروح العرص ,
مام اقتىضـ منها التغيري ليس ىف سياستها اإلنتاجية فقط ,ولكن أيضاو ىف سياسات
األفراد الخاصة بها إلعداد الكوادر الصالحة للتعامل مع هذا التغيري.
يادة إهتامم الحكومات واملنظامت بقضــية إنتامء العاملني ومتكينهم ,ذلج أن -8
إنتامء العـاملني للمنظامت التى يعملون بها يحمل ىف طياته ارتفاع معنوياتهم ,
و يادة ارتباطهم ومتسـكهم بتلج املنظامت ,ومن ثم ارتفاع مستوى إنتاجيتهم.
ولقــد أيقنــت املنظامت متــامـاو بــأن تحقيق هــذا االنتامء ال ميكن أن يتحقق من
مجرد تقدميها لألجور والحوافز املجزية للعاملني ,بل يقتىضــ منها أيضــاو رضورة
فهمهم والتعرف عىل احتياجاتهم ,بل ومعاملتهم كبرش لهم ميولهم ودوافعهم
الخاصة.
إنتشـار بعض مظاهر السلوك غري األخالقى ىف العديد من املنظامت مثل الرشوة -9
واملحســوبية وســوء اســتخدام الســلطة وإهدار املوارد واإلمكانيات وغريها من
األمور التى تؤثر سلبياو عىل فعالية املنظامت ومن ثم عىل املجتمع بأرسؤ.
12
أثر السلوك اإلنساو ىف اإلدارة :
إن اإلنسان كائن متعدد الجوانب يخضع لتأثري وسيطرة عدد كبري من املتغريات.
فاألفراد يختلفون ىف القدرات واالسـتعدادات واملهارات ,وميكن أن نعرب عن الســلوك
اإلنساو باعتبارؤ محصلة التفاعل بني :
اإلنســان :الذى يتصــف برغبات وتطلعات يهدف إىل تحقيق أهدافه الخاصــة ,
ويحتفو لنفسه مبفاهيم وأفكار وآراء محددة حيال شتى املوضوعات.
املوقف :وهو عبــارة عن طبيعــة الظروف املحيطــة بــالفرد ىف أى وقــت من
األوقات .ويعرب املوقف عن الفرص املتاحة ,والقيود التى يلتزم بها اإلنسان.
ومن ثم فنن اإلنســـان يدرك املواقف املختلفة التى متر به ,ويحاول اســـتغالل
الفرص بشــكل يحقق لكل رغباته ويوصــله إىل أهدافه ,وذلج ىف حدود القيود التى
يفرضها املوقف.
وىف ضــوء ما ســبق تتضـ حقيقة املشــكلة التى تواجهها اإلدارة عند تعاملها مع
اإلنســـان عىل اختالف مســـتوياته ىف التنظيم ,فاإلدارة تســـعى إىل تحقيق أهداف
محـددة ,ومن ثم فهى تعمــل عىل خلق املواقف املنــاســـبــة للوصـــول إىل النتــائج
املرغوبة .ولكن العامل الحاســم ىف تحديد مدى النجاح أو الفشــل ىف هذؤ املهام هو
كيف يدرك األفراد الذين تتفاعل معهم اإلدارة تلج املواقف ,وهل تتفق الفرص التى
توفرهـا لهم اإلدارة مع رغبـاتهم وميولهم وقـدراتهم .وكـذلج فنن أنواع القيود التى
تفرضــها اإلدارة تشــكل عنرصــاو هاماو ىف تحديد مدى اســتجابة األفراد ملا تطلبه اإلدارة
منهم (انظر الشكل رقم ()2/1
13
الشكل رقم ()2/1
سلوك الفرد بناء عىل متغريات املوقف
اإلحساس واإلدراك
ومع االعرتاف بــأهميــة الجوانــب الفنيــة واملــاديــة ىف األعامل اإلداريــة ,إال أن
الحقيقة التى تفرض نفسـها توضـ لنا سيطرة العنرص البرشى عىل الناحية املادية ىف
العمـل .فـالتقـدم الفنى أو املادى ال يتحقق إال من خالل األداء اإلنســـاو ,وبالنظرة
الدقيقة إىل مكونات العملية اإلدارية نجد أن السـلوك اإلنســاو ميثل عامال مشرتكاو ىف
كـل منهـا .فـالتخطيط يهتم بـالتنبؤ مبا ســـيكون عليه املســـتقبل ويبحث ىف كيفية
االســـتعـداد لـه ,ومن ثم فنن كفاءة التخطيط وفاعليته تعتمد عىل نوعيات األفراد
القــامئني بعمليــة التخطيط ,كام أن األفراد الــذين يتولون مهــام التنظيم واإلارشاف
والتوجيه دوراو أساسياو ىف تحديد مستوى التنفيذ ودقته ويصدق هذا القول عىل كافة
األنشــطة اإلدارية األخرى حيث ميثل اإلنســان العنرص ـ األســاىس الذى يقرر مســتوى
األداء ويحدد بذلج درجة النجاح املتوقعة للنشاط.
14
وال شــج أن هناك أســاليب متعددة ميكن لإلدارة اســتخدامها ىف توجيه الســلوك
اإلنساو ىف مختلف املنظامت منها :
اختيار أنسب العنارص للعمل وتو يعها التو يع األفضل. -1
توفري الظروف املناسبة للعمل من الناحيتني املادية واملعنوية. -4
خلق جو من العالقات اإلنسانية املناسبة ىف كافة عالقات املنظمة. -3
توفري الحوافز املناسبة لألفراد مبراعاة الشكل املناسب لتقدميها. -2
توفري االتصاالت الفعالة أى التدفق الال م من البيانات واملعلومات. -5
توفري القيادة والتوجيه السليم الذى يسهم بفعالية ىف تحقيق األهداف. -6
إارشاك األفراد ىف تخطيط وتنظيم العمل املنوط بهم تنفيذؤ. -7
التدريب العمىل والتنمية املستمرة للعاملني لرفع مستوياتهم ومهاراتهم. -8
تحديد العالقات التنظيمية مبا يزيل التضـــارب واال دواج ىف األداء ,ويعمل عىل -9
توضي االختصاصات وتحديد املسئوليات.
15
مبادئ السلوك اإلنساو ىف الفكر اإلسالمى
إن الدين اإلســـالمى الحنيف بصـــفته دســـتور حياة للناس جميعاو جاء ليحدد
الســلوك اإلنســاو واإلداري .يقول الله ســبحانه وتعاىل ىف محكم كتابه " :فبام رحمة
من اللـه لنـت لهم ولو كنـت فظـاو غليو القلـب النفضــــوا من حولـج فاعف عنهم
واسـتغفر لهم وشاورهم ىف األمر فنذا عزمت فتوكل عىل الله إن الله يحب املتوكلني"
(آل عمران .)59 :
تحدد هذؤ اآلية الكرمية معامل السلوك اإلنساو واإلداري ىف الحياة العامة وحياة
املنظامت ,حيث تناولت عدة أسس إنسانية وإدارية تتمثل فيام يىل :
اللني ىف التعامل.
نبذ القسوة والشدة والفظاظة والغلظة.
العفو واملغفرة.
املشاورة ىف األمر.
التصميم وعدم الرتدد ىف اتخاذ القرارات.
إن اإلسـالم ينظر ألمور الحياة نظرة شمولية بصفته فلسفة شاملة ودستور حياة
صالحا لكل مان ومكان ,وقد سبق غريؤ من النظريات واملدارس والدعوات والنامذج
ىف كافة مجاالت الحياة وحقول املعرفة.
إن القرآن الكريم ملو بـاآليـات الكرميـة التى تحـدد معامل الســـلوك اإلنســـاو
واإلدارى .كام أن ىف األحاديث النبوية ما يرشــح ويوض ـ تطبيقات اإلســالم ىف مجال
السلوك اإلنساو واإلدارى.
إن الفكر اإلدارى اإلسالمى تفوق عىل النظريات اإلدارية املعارصة ,التى برهنت
عىل عجزهـا عن تفســـري مقنع وعميل لســـلوك الفرد ىف املنظمـة اإلداريـة ,فالفكر
البرشـى مهام سام وارتقى فهو فكر قارص ,غري صال إلدراك الحقائق كلها ,أما الفكر
اإلســـالمى فهو جزء من اإلســـالم الذى وصـــفه الحق ســـبحانه وتعاىل بقوله "… قد
جـاءكم من اللـه نور وكتاب مبني ,يهدى به الله من اتبع رضــــوانه ســــبل الســــالم
ويخرجهم من الظلامت إىل النور بـنذنه ويهديهم إىل رصاط مســــتقيم" (املائدة :15
.)16
ولقد دعا اإلســالم ممثالو بالقرآن الكريم الســنة النبوية املطهرة ,إىل العديد من
املبادئ واألسـس التى متثل جوهر الســلوك اإلنساو ىف كل من الحياة العامة والحياة
الخاصة ومن أهم تلج األسس واملبادئ :
16
-1الحب والود :
قال تعاىل :
( … " )1وجعل بينكم مودة ورحمة " (الروم .)41 :
( … " )4قل ال أسألكم عليه أجراو إال املودة ىف القربة " (الشورى .)43 :
( … " )3إن الله يحب املتوكلني " (آل عمران .)159 :
وىف الحديث الرشيف :
( )1عن أىب هريرة قال :قال رسول الله صىل الله عليه وسلم "والذى نف بيدؤ ال
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ,وال تؤمنوا حتى تحابوا ,أوال أدلكم عىل شـــو إذا
فعلتموؤ تحاببتما أفشوا السالم بينكم" (رواؤ مسلم).
( )4وعن أىب هريرة قال :قال رسـول الله صىل الله عليه وسلم "إن الله تعاىل يقول
يوم القيـامـة :أين املتحابون بجالىل ا اليوم أظلهم ىف ظيل يوم ال ظل إال ظيل"
(رواؤ مسلم).
-4التعاون
قال تعاىل " :وتعاونوا عىل الرب والتقوى وال تعاونوا عىل اإلثم والعدوان" (املائدة
)4:وقال عليه الصالة والسالم " :املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاو ".
17
-2الصدق :
قال تعاىل :
( " )1يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقني " (التوبة .)119 :
( .. " )4فلو صدقوا الله لكان خرياو لهم " (محمد .)41 :
( " )3ليجزى الله الصادقني بصدقهم … " (األحزاب .)42 :
وىف الحديث الرشــيف :عن ابن مســعود رىض الله عنه عن النبى صــىل الله عليه
وســلم قال " :إن الصــدق يهدى إىل الرب وإن الرب يهدى إىل الجنة ,وإن الرجل ليصــدق
حتى يكتب عن الله صديقاو ,وإن الكذب يهدى إىل الفجور ,وإن الفجور يهدى إىل النار.
وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباو" (متفق عليه).
-5األمانة :
قال سبحانه وتعاىل :
( " )1إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها … " (النساء .)58 :
( " )4والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون " (املؤمنون .)8:
وىف الحديث النبوي :
( " )1ال إميان ملن ال أمانة له ,وال دين ملن ال عهد له" (رواؤ أحمد).
( " )4أد األمانة إىل من إئتمنج وال تخن من خانج" (رواؤ أحمد وأبو داود).
( " )3من سمع من رجل حديثاو ال يشتهى أن يذكر عنه فهو أمانة وإن مل يستكتمه"
(رواؤ أحمد).
-6العدل :
يقول الله سبحانه وتعاىل :
( … " )1إن الله يحب املقسطني " (املائدة .)24 :
( " )4يأيها الذين آمنوا كونوا قوامني لله شــهداء بالقســط وال يجرمنكم شــن ن قوم
عىل أال تعـدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبري مبا تعملون "
(املائدة .)8:
-7الحلم واإلناة والرفق :
قال تعاىل :
( " )1خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلني " (األعراف .)199 :
( " )4وال تستوي الحسنة وال السيئة ,ادفع بالتي هى أحسن فنذا الذى بينج وبينه
عـداوة كـأنـه وىل حميم .وما يلقاها إال الذين صـــربوا وما يلقاها إال ذو حو
عظيم " (فصلت .)32:35 :
( … " )3وإن الساعة آلتية ,فاصف الصف الجميل " (الحجر .)85:
18
وىف الحديث الرشيف :
( )1عن عائشـــة رىض الله عنها قالت :قال رســـول الله صـــىل الله عليه وســـلم
" إن الله رفيق يحب الرفق ىف األمر كله " (متفق عليه).
( )4عن عائشـــة رىض الله عنها قالت :قال رســـول الله صـــىل الله عليه وســـلم
" إن الرفق ال يكون ىف شو إال اله ,وال ينزع من شيو إال شانه" (رواؤ مسلم).
( )3وعن أنس رىض الله عنه عن النبى صـــىل الله عليه وســـلم قال " :يرســـوا وال
تعرسوا .وبرشوا وال تنفروا" (متفق عليه).
-8التواضع :
قال تعاىل :
( " )1وعباد الرحمن الذين ميشـــون عىل األرض هوناو وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا
سالما " (الفرقان .)63 :
( " )4واخفض جناحج ملن اتبعج من املؤمنني " (الشعراء .)415 :
وىف الحديث الرشيف :عن عياض بن حامر رىض الله عنه قال :قال رسول الله
صـىل الله عليه وسـلم " :إن الله تعاىل أوىص إ َّىل أن تواضعوا حتى ال يبغى أحد عىل
أحد ,وال يفخر أحد عىل أحد " (رواؤ مسلم).
-9الشكر :
قال سبحانه وتعاىل :
( " )1وإذ تـأذن ربكم لنئ شـــكرتم أل يـدنكم ,ولنئ كفرتم إن عذايب لشـــديد "
(إبراهيم .)7 :
( " )4وهو الذى انشأ لكم السمع واألبصار واألفئدة ,قليالو ما تشكرون " (املؤمنون
.)78 :
( " )3فاذكروين أذكركم واشكروا ىل وال تكفرون " (البقرة .)154 :
وىف الحديث الرشيف :
( " )1أشكركم لله أشكركم للناس " (رواؤ الطرباين وأحمد).
( " )4إن الله جميل يجب الجامل ,ويحب أن يرى أثر نعمته عىل عبدؤ ,ويبغض
البؤس والتباؤس " (رواؤ البيهقي).
( " )3من أوىت معروفـاو فليـذكرؤ .فمن ذكرؤ فقـد شـــكرؤ ,ومن كتمه فقد كفرؤ"
(رواؤ الطرباين).
-10حفو اللسان :
قال تعاىل :
( " )1واجعل ىل لسان صدق ىف اآلخرين " (الشعراء .)82:
( " )4يـوم تشـــهــد عـلـيـهم ألســـنتهم وأيــديهم وأرجلهم مبــا كــانوا يعملون "
(النور .)42:
19
وىف الحديث الرشيف :
( )1عن أىب موىس رىض الله عنه قال " :سئل رسول الله ..أى املسلمني أفضل ا قال
:من سلم املسلمون من لسانه ويدؤ " (متفق عليه).
( )4عن أىب هريرة رىض اللــه عنــه عن النبى صـــىل اللــه عليــه وســـلم قــال :
"من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر ,فليقل خرياو أو يصمت" (متفق عليه).
( " )3أكث خطايا ابن آدم من لسانه " (رواؤ الطرباين والبيهقى).
-11الجود والكرم :
قال تعاىل :
( " )1لن تنالوا الرب حتى تنفقوا مام تحبون ,وما تنفقوا من شــو فنن الله به عليم
" (آل عمران .)94 :
( " )4يأيها الذين أمنوا انفقوا من طيبات ما كســبتم ومام أخرجنا لكم من األرض ,
وال تيمموا الخبيث منه تنفقون ولســتم ب خذيه إال أن تغمضــوا فيه ,واعلموا
أن الله غنى حميد " (البقرة .)467 :
وىف الحديث الرشـيف :عن أىب هريرة رىض الله عنه أن رسول الله صىل الله عليه
وسلم " :قال الله تعاىل :أنفق يا بن آدم ينفق عليج " (متفق عليه).
-14الوسطية واإلعتدال :
يقول سبحانه وتعاىل :
( " )1وكذلج جعلناكم أمة وسط لتكونوا شهداء عىل الناس ويكون الرسول عليكم
شهيداو … " (البقرة .)123 :
( " )4وال تجعـل يـدك مغلولة إىل عنقج وال تبســـطها كل البســـط فتقعد ملوماو
محسوراو " (اإلرساء .)49 :
ويـقـول الـرســـول صـــىل الـلــه عليــه وســـلم " خري األمور أوســــطهــا "
(رواؤ البيهقى).
-13الشورى :
قال تعاىل :
( ... " )1وشاورهم ىف األمر… " (آل عمران .)159 :
( ... " )4وأمرهم شورى بينهم … " (الشورى .)38 :
-12الرقابة الذاتية :
يقول الله سبحانه وتعاىل :
( … " )1وإنج لتهدى إىل رصاط مستقيم " (الشورى .)54
( " )4ما يلفو من قول إال لديه رقيب عتيد " (ق )18 :
21
مناذج من السلوك اإلنساو ىف اإلسالم
الحـــب والــود
التعـــــــاون
حســــن الخلـق
الصــــــــدق
األمانــــــــة
العـــدل واملساواة
الحلم والرفق واألناة
التواضـــــــع
الشكــــــــر
الجــود والكــرم
حفـو اللســــان
الوسطية واالعتـدال
الشــــــورى
الرقابــة الذاتيـة
لقد جاء اإلســـالم مببادئ لتنظيم العالقات اإلنســـانية ىف الحياة العامة ,وكذلج
باملنظامت عىل اختالف أمناطها ,وميكننا بيان أهم املبادئ الســلوكية داخل املنظامت
ىف الفكر اإلسالمى كام يىل :
الشـورى :قال تعاىل " :والذين اسـتجابوا لربهم وأقاموا الصـالة وأمرهم شـورى -1
بينهم ومام ر قناهم ينفقون " (الشورة .)38:
تغليب املصـــلحة العامة :قال تعاىل " :هو الذى خلق لكم ما ىف األرض جميعاو -4
… " (البقرة .)49 :
االختيار والتعيني بحسـب األهلية :قال رسـول الله صىل الله عليه وسلم " :من -3
وىل أمر املسـلمني شيئاو فوىل رجالو وهو يجد من هو أصل منه للمسلمني فقد
خان الله ورسوله ".
الـتــدرج الــرئــاىس :قــال تعــاىل "… نحن قســــمنــا بينهم معيشــــتهم ىف -2
الحياة الدنيا ,ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات…" (الزخرف .)34:
سـلوكيات االستعانة بذوى الكفاءة :قال تعاىل "… إن خري من استأجرت القوى -5
األمني" (القصص .)46 :
21
-6املسـئولية :قال الرسـول صـىل الله عليه وسلم " :كلكم راع وكلكم مسئول عن
رعيته".
-7الرقابة الذاتية :قال تعاىل " :كل نفس مبا كسبت رهينة" (املدثر.)38:
-8التعاون والرتابط والقوة :قال تعاىل " :واعتصـــموا بحبل الله جميعاو وال تفرقوا
واذكروا نعمة الله عليكم " (آل عمران )103 :
-9تدعيم االنتامء والتمكني للعاملني ,قال تعاىل " :وكذلج مكنا ليوسف ىف األرض
( " ...يوسف )56 :
-10املســــاواة بني العـاملني :قـال تعـاىل " :يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلنـاكم شـــعوبـاو وقبائل لتعارفوا إن أكركم عند الله أتقاكم " (الحجرات :
.)13
22
تطبيق عمىل :
نقوم عادة بالعديد من الترصــفات واملامرســات بقصــد إشــباع حاجاتنا ,وتحقيق أهدافنا ,
واملطلوب منج قراءة األسئلة التالية بدقة ,ثم اإلجابة عىل كل منها بـ (نعم) أو بـ (ال) .
-10هل فكرت ىف اآلثار التى ســترتتب عىل ترصفاتجا وتنعكس عليج وعىل من
حولجا
-11هـل تقوم بتقييم ومراجعـة ما بذلته من مجهودات وخطوات لقياس مدى
تحقق أهدافجا
-14هل تستفيد ىف أعاملج وترصفاتج املستقبلية من نتائج مامرستج وترصفاتج
السابقةا
23
ال حو :
إذا أعطيت لنفسج درجة واحدة لكل إجابة بــــ (نعم) ,وحصلت عىل 10درجات فأكث
فنن ســلوكج هادف ورشــيد ,وإذا تراوحت درجاتج ما بني , 9 : 7فننه ال يزال هناك ما
ينبغى عليج القيام به للوصول إىل أهدافج ,أما إذا كانت درجاتج 6فأقل فأمامج الكثري
حتى تتمكن من تحقيق السلوك الذى ترىض عنه.
24
سلوكيات قواعد القراءة الصحيحة
25
الفصل الثاو
املدخل إىل دراسة السلوك التنظيمى
26
مقدمة
يعتمد العلامء والباحثني املامرسني ىف دراساتهم ملوضوعات السلوك التنظيمى عىل العلوم
السلوكية Behavioral Sciencesومنها علم النفس وعلم االجتامع وعلم األنرتويولوجيا تلج
التى تسعى للتعرف عىل سلوك األفراد وترصفاتهم داخل التنظيامت املختلفة باتباع املنهج
العلمى Scientific Methodإذ تبنى تلج الدراسات عىل أسس موضوعية ومعلومات واقعية
عام يدور بداخل املنظامت من أنشطة وترصفات .تستخدم هذؤ ملعارف واملعلومات كأسس لبناء
النظريات والتوصل للطرق واألساليب التى تسهم ىف حل العديد من املشكالت التنظيمية .فعىل
سبيل املثال :ما الذى يجب أن يفعله األفراد لزيادة انتاحيتهم وتحقيق رضائهم الوظيفىا متى
وكيف يعمل األفراد ىف فريق عمل ناج ا كيف ميكن تصميم الوظائف واملنظامت لتحقيق أفضل
استجابة وتكيف مع عوامل ومتغريات التغيري ىف البيئة املحيطة .هذؤ مجرد تساؤالت قليلة من
بني العديد من التساؤالت املتعلقة مبجاالت السلوك اإلنساو داخل منظامت األعامل.
وسـنحاول ىف هذا الفصـل التعرض لبعض املوضــوعات التى متثل مدخال مناســباو لدراســة السلوك
التنظيمى مبا ميهد لعرض بقية موضــوعاتنا ىف هذا الكتاب .وتشــتمل موضــوعاتنا ىف هذا الفصــل
عىل النقاط التالية :
27
تعريف املنظامت وأهم عنارصها
مع تعدد وتنوع املنظامت التى نتعامل معها ونراها ونســمع ونقرأ عنها بحســب طبيعة نشــاطها
وحجمهـا وأهـدافهـا وملكيتها ومكانتها وشـــهرتها ,إال أنه ميكننا تعريف املنظمة كام تعرض لها
العديد من الكتاب والباحثني عىل النحو التاىل :
تشـــري املنظمــة إىل تلــج الوحــدات اإلجتامعيــة التى تهــدف إىل تحقيق مجموعــة من الغــايــات
واألهداف املنشودة ,من خالل الجهود الجامعية ,مبراعاة الظروف البيئية املحيطة.
ويبدو من التعريف السابق عدة عنارص جوهرية تتمثل فيام يىل :
-1أن املنظمـة متثـل وحـدات إجتامعيـة : Social Inventionsعنـدما نقول أن املنظمة هى
وحدات إجتامعية برشـــية فنننا نعنى بذلج وجود عدد من األفراد يعملون معا وميارســـون
عدة أنشـطة يهدفون من وراءها إىل تحقيق هدف يجمعهم ســوياو ,ومع تباين شــخصياتهم
وقيمهم ومعارفهم وطرق تفكريهم إال أنهم ميثلون كيانات تجتمع ىف النهاية لتحقيق غايات
واحـدة .ومن ذلـج ندرك أن املنظمة ليســـت عقارات ومواد وآالت وتجهيزات فقط ,وإمنا
أفراد وعالقات وثقافة وقيم وعادات وتقاليد تنظيمية.
-4تحقيق الغــايــات واألهــداف : Goals Accomplishmentيعــد املربر الجوهرى لوجود
واســـتمرار املنظامت ســـعيها لتحقيق الغايات واألهداف التنظيمية وتتعدد هذؤ األهداف
وقــد ذكر "بيرت دراكر" أن لألهــداف أهميــة كبرية ىف كــل املجــاالت التى يكون فيهــا لألداء
والنتائج تأثرياو عىل بقاء واســتمرار املنظمة ,ففى هذؤ املجاالت الرئيســية تســاعد األهداف
عىل :
28
وقد إقرتح "بيرت دراكر" مثانية مجاالت رئيسية لألهداف تتمثل فيام يىل :
ومام ال شـــج فيه أن التحديد الدقيق ألهداف املنظامت يســـاعد عىل تالىف ســـري العمل بشـــكل
عشـــوات وتجنب األعامل واألنشـــطة غري املنتجة وغري املتصـــلة مباارشة بتحقيق األهداف ,كام
تساعد األهداف عىل تنسيق كافة الجهود وانسجامها وتكاملها وإحكام الرقابة عليها ,واالستخدام
األمثـل للموارد واالمكـانـات املتـاحـة ,كام أنها تعد مبثابة مقاييس أو معايري موضـــوعية لرقابة
األنشطة والعمليات باملنظمة.
-3تعمل املنظامت من خالل جهود وأنشـطة الجامعات Group Effortبشـكل مهيكل واض
املعـامل ومحـدد األطراف فـاملهـام التنظيميـة يتم تقســـيمها ىف هيكل يحتوى عىل وحدات
مســـتقلة متارس كل وحدة مجموعة من األنشـــطة ويعمل كل فرد مجموعة من األنشـــطة
واألعامل تصـاغ ىف شـكل وظيفة تتضـ معاملها من خالل عملية تحليل وتوصيف الوظائف
وتظهر بشــكل نهات ىف بطاقة الوصــف الوظيفى لتحدد املســئوليات والصــالحيات الخاصــة
بالوظيفة.
-2تعمـل املنظمـة ىف ظـل ظروف بيئيـة معينة Environment factorsإذ تؤثر تلج الظروف
والعوامل عىل مامرســـة املنظمة ألنشـــطتها ســـواء كانت عوامل بيئية داخلية تتحكم فيها
املنظمـة ,أو كانت عوامل بيئية خارجية ال ميكن الســـيطرة عليها كالعوامل الســـياســـية
واإلقتصادية واإلجتامعية والتكنولوجية والثقافية وينتج عن تحليلها إما فرصا ميكن للمنظمة
اقتناصها واالستفادة منها أو تهديدات يجب عىل املنظمة تحجيم آثارها السلبية عليها.
29
تعريف السلوك التنظيمى
يقصــد بالســلوك اإلنســاو كافة الترصــفات واألفعال التى تصــدر عن الفرد ومنها ما يكون مختفياو
ويســتعىصــ إدراكه عىل املالحو الخارجى مثل التفكري واإلحســاســات واملشــاعر .وألهمية هذا
السلوك ىف فهم اإلنسان تهتم العلوم السلوكية بتفسريؤ ,ووضع قواعد للتنبؤ به والسيطرة عليه ,
وتوجيهه نحو املسار الصحي .
ويصــدر الســلوك اإلنســاو نتيجة تفاعل الفرد مع بيئته التى يتعامل معها ,إذ ال يخضــع س ـلوكه
لتكوينه الداخىل فحسـب ,بل يخضـع أيضاو لعوامل البيئة الخارجية املحيطة به ,بحيث يؤدى أى
تغري ىف أحد ظروفها إىل تغيري ىف نوع السلوك الذى يصدر عن الفرد.
والسـلوك اإلنساو ىف املنظامت ال يختلف إال من اوية تركيز اهتامماته عىل دراسة سلوك األفراد
داخل تلج املنظامت ىف ضـــوء املفاهيم والنظريات الســـلوكية الحديثة ,وبالتاىل ميكن القول بأن
السلوك التنظيمى هو سلوك األفراد باملنظامت ,ويقصد هنا االستجابات التى تصدر عن الفرد أو
الجامعة نتيجة االحتكاك باألفراد أو الجامعات األخرى ,واالتصال بالبيئة الخارجية.
ويتعلق الســـلوك التنظيمى بدراســـة ســـلوك وترصـــفات وأداء العاملني ىف بيئة تنظيمية معينة ,
ودراســـة أثر املنظمة والجامعة عىل إدراك ومشـــاعر وترصـــفات العاملني ,وتأثريات البيئة عىل
املنظمة وسياستها وأهدافها ومواردها البرشية ,وكذلج تأثريات العاملني عىل املنظمة وفعاليتها.
يرى ســـيزالجى وواالس Szilagyi and Wallaceأن الســـلوك التنظيمى هو :االهتامم بدراســـة
ســلوك واتجاهات وميول وأداء العاملني بالوحدات التنظيمية ,فاملنظامت والجامعات الرســمية
تؤثر ىف إدراك العاملني ومشــاعرهم وتحركاتهم ,كام تؤثر البيئة ىف املنظامت ومواردها البرشــية
وأهدافها.
ويرى التانس Lauthansأن الســلوك التنظيمى "يهتم بفهم الســلوك اإلنســاو والتنبؤ به والرقابة
عليه ىف املنظامت :أى انه ميثل الطريقة السلوكية لإلدارة.
كام يرى ديفز Davisأن ,مصـطل السلوك التنظيمى Organizational Behaviorيطبق بشكل
واســع عىل تفاعل العنرصــ البرشــى ىف العمل بجميع أنواع املنظامت ,مثل :األعامل التجارية ,
األعامل الحكومية ,املدارس ,منظامت الخدمات العامة ,وأينام يحل األفراد مشـــاركني بعضـــهم
البعض اآلخر ىف شكل رسمى لتحقيق أهداف معينة ,لذلج هناك تفاعل بني األفراد والتكنولوجيا
والهيكل التنظيمى ,باإلضافة إىل تأثري النظام االجتامعى الخارجى ويوصف هذا التفاعل للعنارص
األربعـة (األفراد ,التكنولوجيـا ,الهيكل ,النظام االجتامعى الخارجى) بأنه الســـلوك التنظيمى ,
ويوض الشكل ( )1/4عنارص السلوك التنظيمى.
31
الشكل رقم ()1/4
عنارص السلوك التنظيمى
ومن وجهـة النظر اإلداريـة يؤكـد ديفز Davisأن املديرين يتحملون مســـئولية كبرية من حيث
اسـتفادتهم من السـلوك التنظيمى ,وذلج ألنهم هم الذين يتخذون القرارات التى تؤثر ىف الكثري
من العــاملني لــديهم مبنظامت األعامل ,وميثــل املــديرون جوهر النظــام اإلدارى ,وىف الســـلوك
التنظيمى يتمثـل دورهم ىف التوفيق مـا بني النظـام اإلجتامعى والنظـام الفردى وذلج لتحســـني
عالقات األفراد ىف املنظامت ,ويوضـــ الشـــكل رقم ( )4/4دور النظام اإلدارى لتحســـني عالقات
األفراد ىف منظامت األعامل.
31
الشكل رقم ()4/4
دور النظام اإلدارى لتحسني عالقات األفراد ىف منظامت األعامل
ويرى البعض أيضـاو أن مجال الســلوك التنظيمى ,من املجاالت الحديثة التى يتطرق لها الباحثون ىف
مجال اإلدارة ,وترب أهمية هذا املجال باعتبارؤ مدخال يجمع بني النظرية والتطبيق ,فهو ال يقترصـ
عىل مجرد اسـتخالص املبادئ واألسـس العلمية املرتبطة بسلوك األفراد والجامعات داخل املنظامت,
ولكنه ميتد إىل توفري مجموعة من األدوات واألســاليب العلمية التطبيقية التى ميكن اســتخدامها ىف
عالج املشكالت التنظيمية واإلدارية.
ونسـتخلص مام سبق أن السلوك التنظيمى يشري إىل ترصفات وأداء العاملني ىف املنظمة ,سواء كانوا
أفراداو أو جامعات صـغرية أو تنظيامت شاملة ومتكاملة ,وكذلج تفاعل املنظمة مع بيئتها الخارجية
– العوامل السـياسـية واالقتصـادية واالجتامعية والثقافية والحضارية – ومع سلوك العاملني بها ,وما
يعتنقونه من قيم واتجاهات ودوافع وتوقعات وجهود وقدرات ...الخ.
والهدف من دراسـة السـلوك التنظيمى هو تحسـني األداء واإلنتاجية والفعالية التنظيمية والرضاء
الوظيفى للعـاملني ,وذلـج إلنجـا األهداف املشـــرتكة واملرغوبة للموظف كفرد وللمنظمة التى
يعمل بها – ســواء كانت هذؤ املنظمة حكومية أو خاصــة مثل الرشــكات وغريها -وذلج لتحقيق
أهداف املجتمع ككل.
32
وىف ضوء ما سبق نخلص إىل أن السلوك التنظيمى يركز عىل دراسة األطراف التالية :
-1الفرد :
حيـث ميثل الفرد نقطة االرتكا ,فغالباو ما يرتكز البحث حول فهم العالقات املتبادلة بني العوامل
النفسـية والخصـائص الشـخصـية وأدوار العمل ,فيتم تحديد الخصــائص الشخصية التى يأىت بها
الفرد للمنظمـة ,ويتم دراســـة العوامـل التنظيميـة التى تؤثر عىل اتجـاهات الفرد أو إدراكه أو
دافعيته أو رضاؤ الوظيفى ,هذا باإلضافة إىل دراسة تأثري خصائص الشخصية عىل السلوك واألداء
ىف العمل.
-4الجامعة :
يهتم السـلوك التنظيمى بدراسة الجامعة وخصائصها وتطورها ومدى متاسكها .حيث أن خصائص
جامعات العمل قد تختلف عن الخصـائص الشخصية ألعضائها ,ففعالية األفراد املكونني للجامعة
ال تعنى تلقائياو فعالية الجامعة أو العكس .لذلج يلزم دراســة الجامعة دراســة مســتقلة ودقيقة
فهى تفكر وتضع أهدافاو ولها سلوكياتها وترصفاتها وأداءها.
-2البيئة :
يتأثر كل من األفراد والجامعات واملنظامت بالبيئة ويؤثرون فيها .وبالتاىل فعملية التأثري قامئة وال
بد منها فاملنظمة تحصـل عىل احتياجاتها من البيئة ,وتعطى للبيئة مخرجاتها من سلع وخدمات
وغريها .وهذؤ املخرجات منها ما هو نافع وما هو ضار.
33
مراحل تطور السلوك التنظيمى
كان الســلوك التنظيمى يعرف ىف أوائل القرن العرشــين بعلم النفس الصــناعى ,حيث قام علامء
علم النفس الصـــناعى بدراســـة الفروق الفردية بني األفراد العاملني ىف املؤســـســـات والرشـــكات
واملؤثرات الفسيولوجية (املادية) املحيطة بهم ,معتمدين عىل الطريقة العلمية ىف حل مثل هذؤ
املشكالت ,وكان تركيزهم عىل الفرد العامل فقط.
ثم ظهرت مدرســة العالقات اإلنســانية ىف عامى 1942 :م و1947م ,عىل يد ألتون مايو و مالئه
, Mayo et al.حيث إعتمد الدارســون والباحثون عىل دراســة العالقات اإلنســانية بني جامعات
العمل املختلفة ملعرفة مدى تفاعلها بعضها مع بعض ,وأثر ذلج عىل اإلنتاجية والرضاء الوظيفى.
واستمر الحال عىل هذا املنوال حيث تطورت حركة مدرسة العالقات اإلنسانية ىف األربعينات وما
تالها من ســـنوات ,وذلج عىل يد ميكريجور McGregorوليكرت Likertوأرجريس , Argyris
وتركزت معظم الدراسات عىل دوافع العاملني والقيادة اإلدارية.
وىف أواخر السـتينات اهتمت الدراسـات والبحوث ىف مجال السلوك التنظيمى تهتم ليس بالعامل
وجامعات العمل فحســب .بل أيض ـاو بتفاعل العاملني ىف منظامت األعامل مع العمل نفســه .وقد
فت هذا بدورؤ الباب عىل مرصاعيه لتظهر مدرسة السلوك التنظيمى ,ليتطور هذا العلم ويأخذ
صيغه جادة ولتكون له أرضية خصبة وصلبة ينطلق منها.
ويوضـ الشـكل ( )3/4مراحل تطور السـلوك اإلنساو ىف مجاالت العمل ,ومنه يتض أن املرحلة
األوىل بـدأت بعلم النفس الصـــنـاعى ,الـذى يـدرس الفرد العـامـل من حيث مهاراته واملواقف
واالتجاهات التى يتميز بها ,مثل :الذكاء والقدرات والفروق الفردية بني العاملني.
34
الشكل رقم ()3/4
مراحل تطور السلوك التنظيمى
ثم تأىت مرحلة مدرســـة العالقات اإلنســـانية التى تهتم باألفراد كجامعات ,ملعرفة العالقات فيام
بينهم وأثر ذلج ىف إنتاجية العمل وىف رضائهم الوظيفى.
وأخرياو تأىت مرحلة السلوك اإلنساو والتنظيمى التى تهتم بدراسة الفرد والجامعة ,وتفاعلها أفراداو
وجامعات مع منظامت العمل وبيئتها املحيطة والداخلية ,ومعرفة التفاعل بني اإلنسان واملنظمة
التى يعمل بها
ويتضـ من الشـكل رقم ( )3/4أيضاو مدى االهتامم الذى لقيه السلوك التنظيمى خالل السنوات
الخمســـني املاضـــية ,وكيف تطورت البحوث والدراســـات الســـلوكية ىف مجال اإلدارة ,ومدى
اســـتفـادتهـا من علم النفس وعلم النفس االجتامعى وفروع وحقول املعرفـة األخرى وميـادينها
املختلفة.
35
وإذا أردنا أن نربط عملية التطور هذؤ بدراسات املدارس والنظريات اإلدارية ,سنجد أن كثري من
الكتـاب والباحثني ىف هذا امليدان يجمعون عىل أن تجارب ودراســـات العالقات اإلنســـانية متثل
بــدايــة االنطالقــة الحقيقيــة للســـلوك التنظيمى ولكنهم ىف ذات الوقــت يعرتفون بوجود بعض
الدراســـات واألبحاث واملامرســـات العملية التى ســـبقت ذلج .وطورت قاعدة معرفية ال ميكن
إغفالها ,وميكن القول بأن تطور مجال الســلوك التنظيمى واكب تطور الفكر اإلدارى ىف الكثري من
سامته وخصائصه ,ولهذا ميكن الرجوع إىل مراجع إدارة األعامل لدراسة وخصائص املدارس التالية
:
36
أهمية السلوك التنظيمى
يولد معظم األفراد ويتعلمون ىف منظامت ,ويكتســـبون ثرواتهم املادية من املنظامت ,وأيضـــاو
ينهون حياتهم كأعضـــاء ىف منظامت .فكثري من أنشـــطة حياتنا تنظم من خالل منظامت ســـواء
كـانـت حكوميـة أو غري حكومية ,كام أن كثري من األفراد ميضـــون أمتع أيام حياتهم يعملون ىف
منظامت.
وىف عالقـاتنـا مع املنظامت ,ميكن أن نتبنى أى دور من هذؤ األدوار العديدة .كأن نكون عمالء,
أو موردين ,أو عاملني ,أو رؤســـاء أو مرؤوســـني .فالســـلوك التنظيمى ميثل أهمية كبرية خاصـــة
للمديرين ,حيث يوضـ العوامل التى تؤثر ىف كيفية إدارة املديرين ملنظامتهم من خالل محاولة
وصـف البيئة اإلنسـانية املعقدة التى يعمل فيها املديرين .كام يعرف املشــاكل املرتبطة بالسلوك
اإلنســاو حتى يكن فهمها وإتخاذ اإلجراءات الســلوكية الصــحيحية ,لزيادة فعالية هذا الســلوك.
وتتمثل قيمة وأهمية السلوك التنظيمى ىف تقديم وجهات نظر وآراء محددة فيام يتعلق بالجانب
اإلنساو لإلدارة.
وبالرغم من أن الســلوك التنظيمى ليس وظيفة تؤدى يومياو مثلها مثل املحاســبة أو التســويق أو
التمويـل ,إال أنهـا تتغلغـل ىف كل وظيفة تقريباو عىل مســـتوى املنظمة ,وعىل مســـتوى جميع
التخصصات .فكل فرد يخطط ألن يشغل عمالو ىف أى منظمة ,سواء كانت كبرية أو صغرية الحجم
,عامة أو خاصة ,ال بد له أن يدرس ويفهم السلوك التنظيمى ليتعامل مع اآلخرين.
ولقد بدأت أهمية السلوك التنظيمى للمنظامت املعارصة للعديد من األسباب من بينها :
-1أهمية املوارد البرشـية للمنظمة اسـتلزم رضورة االهتامم بدراسة وفهم سلوك األفراد مبا لها
من تأثري عىل فعالية املنظمة.
-4تغري النظرة إىل املوارد البرشـــيـة ,جـذب االنتباؤ إىل رضورة االهتامم بتنمية وتطوير هذؤ
املوارد ,وميكن تحقيق هذا باالسـتثامر فيها لزيادة كفاءتها وتحسني مهاراتها ,ومن ثم فنن
الفهم الصحي لسلوك األفراد ميكن املنظمة من التعامل مع األفراد بطريقة صحيحة.
-3تعقد الطبيعة البرشــية ووجود االختالفات الفردية التى متيز هذا الســلوك ,مام تطلب من
املنظمة فهم وتحليل هذؤ االختالفات للوصول إىل الطرق التى تتناسب مع هذؤ االختالفات.
37
أ -فهم سلوك العاملني :
ويتطلب ذلج التعرف عىل أمناط ســـلوك وترصـــفات األفراد والجامعات ىف مواقع العمل ,ودراســـة
وتحليل األسباب والدوافع الكافية وراء هذا السلوك.
ويوض الشكل رقم ( )2/4أهداف االهتامم بدراسة السلوك اإلنساو ىف املنظامت وآثارؤ :
38
الشكل رقم ()2/4
أهداف دراسة السلوك اإلنساو ىف املنظامت
39
أدوار املديرين وأنشطتهم مبنظامت األعامل
قدم هرنى مينتزبرج تقسيامو ألدوار املدير ,وقد صنف تلج األدوار ىف مجموعات ثالث عىل النحو
املبني ىف الشكل رقم ()5/4
املصدر :
- Henry Mintzberg "The Manager’s job Folklore and Fact", Harvard Business Review,
July- August, 1975.
41
وفيام يىل نبذة عن كل دور من هذؤ األدوار :
41
-3دور املتحدث باسم املنظمة :
يدل هذا الدور عىل النشاط املتوقع من املديرين والخاص بنقل املعلومات إىل األطراف املوجودة
خارج املنظمة ,وطبيعى أن نجد أن اإلدارة العليا متارس هذا الدور بشـــكل أكرب وأكث أهمية من
مامرسة اإلدارة ىف املستويات الوسطى والتنفيذية.
42
أما فيام يتعلق بأنشــطة املديرين ,فيمكن القول أن املدير يؤدى مجموعة األنشــطة واملهام ويضــع
نصــب عينيه مجموعة "األهداف" التى يرجو تحقيقها ســواء منها ما يتعلق بأهدافه الشــخصــية أو
أهـدف منظمتـه أو أهـداف مرؤوســـيـه لدرجة ميكن معها القول أنه يدير عملية تحقيق التوافق ىف
اإلشباع من خالل تحقيق مجموعة متعددة وأحياناو كثرية متعارضة من األهداف.
وحتى ميكن القول أن املـدير ميـارس عملـه بكفـاءة ,فعليـه القيام مبجموعة األنشـــطة اإلدارية
املتعددة والتى ميكن صياغتها ىف األبعاد الجوهرية التالية :
-1أنشـــطة إدارة املوارد والتعامل مع البيئة :متثل إدارة املوارد واســـتخدامها بأفضـــل الطرق
واألســاليب أحد العنارص الجوهرية لقياس فعالية املدير ,كذلج مراعاته لبيئة العمل داخل
وخارج املنظمة ومراعاته ملا يحيط بهام من ظروف ومتغريات.
-4أنشــطة تنظيم وتنســيق العمل :يلتزم املدير ىف هذا الصــدد مبســئولية ذات شــقني يتعلق
األول منهام بتنظيم املهـام املتعـددة داخـل الوحدة اإلدارية ,ىف حني يهتم الثاو بتنســـيق
املهام املتنوعة من خالل التعاون والتكامل مع اآلخرين.
-3أنشـــطـة تنميـة وتطوير قـدرات ومهـارات املرؤوســـني :يقوم املديرين األكفاء بالتطوير
والتنميـة الـذاتيـة ألنفســـهم كمديرين هذا باإلضـــافة إىل تطوير وتنمية قدرات ومهارات
مرؤوسيهم.
-2أنشــطة تبادل البيانات واملعلومات :إن عمل املدير ال يتصــل باآلالت واألدوات بل اتصــاله
بالبيانات واملعلومات واالتصـــاالت ولهذا فمن الرضـــورى تنمية وتطوير هذا الجانب الهام
والحيوى ىف عمل املديرين.
-5أنشـــطـة حفز العاملني وإدارة الرصـــاع فيام بينهم :من بني ما تعنيه اإلدارة الفعالة مدى
اهتامم املدير بحفز مرؤوســيه فيقوم املدير بشــحذ همم املرؤوســني وصــقل جهودهم من
أجل تحقيق أهداف وحدته اإلدارية ,كام يقوم املدير الفعال مبعالجة وإدارة الرصاعات التى
تنشأ بني املرؤوسني ويعمل عىل يادة دافعيتهم للعمل.
-6أنشـــطة حل املشـــكالت واتخاذ القرارات :تهتم اإلدارة الفعالة بكفاءة املدير ىف تشـــخيص
وحل املشــكالت واتخاذ القرارات اإلدارية ىف كافة نواحى عمله ســواء مع متغريات وظروف
البيئة الداخلية أو الخارجية.
ولقد أثبتت العديد من الدراســة تنوع األنشــطة التى ميارســها املديرين ,وخلصــت إحدى هذؤ
الدراســـات التى طبقت عىل املديرين ىف مجاالت متعددة ومنظامت متباينة النشـــاط أن هناك
أربعة مجاالت أساسية ألنشطة املديرين تتمثل فيام يىل :
43
-1االتصـاالت املعتادة ,والتى تتمثل ىف املراسـالت الرسـمية للمعلومات سواء املرسلة أو التى
يتم استالمها أو التى تتم من خالل اللقاءات واالجتامعات ,وتداول األوراق وامللفات.
-4األنشـــطـة اإلداريـة التقليـديـة ,والتى تتمثـل ىف التخطيط ,وإتخاذ القرارات والرقابة وما
يشابهها.
-3العالقات التبادلية ســواء من األطراف الخارجية التى تقع خارج نطاق املنظمة ,أو الداخلية
التى تهتم بالتنظيامت غري الرسمية.
-2إدارة املوارد البرشـــية والعالقات اإلنســـانية ,وتتعدد األبعاد داخل هذا املجال فتشـــمل
الـدافعية والتحفيز والتنظيم وإدارة الرصـــاع التنظيمى واالختيار الدقيق والتدريب وتنمية
املرؤوســني والجدول رقم ( )1-4يوض ـ ملخصــا لألنشــطة اإلدارية التى ميارســها املديرين
وتو يع مجهودهم ووقتهم عىل تلج األنشطة.
44
الجدول رقم ()1-4
األنشطة اإلدارية للمديرين واألهمية النسبية للوقت والجهد املبذول
األهمية النسبية للوقت
النشــاط
والجهد املبذول
45
عالقة السلوك التنظيمى بالعلوم األخرى
اســتفاد علم الســلوك التنظيمى من دراســات العلوم اإلجتامعية ذات العالقة خالل فرتة تطورؤ ,
وفيام يىل فكرة مخترصة عن العلوم اإلجتامعية ذات الصلة به ,والتى يوضحها الشكل رقم ()6/4
:
46
-4علم النفس اإلجتامعى :
ويختص علم النفس االجتام عى بدراسة سلوك الفرد ىف املجتمع ,والعالقات التى تنشأ بني األفراد
ىف املجتمع ,كذلج دور املؤثرات االجتامعية التى تشكل سلوك الفرد.
ومن أهم مجاالت البحث ىف علم النفس ذات العالقة بالسلوك اإلنساو ما يىل :
أ -اإلدراك Perception :
يشــري مفهوم اإلدراك إىل الطريقة أو األســلوب الذى يفرســ من خالله اإلنســان ما يحيط به من
أشـــخاص أو أشـــياء اعتامداو عىل مجموعة الحواس التى ميتلكها الشـــخص ,والتى وهذؤ تشـــمل
السـمع والبرصـ والشم واللمس والتذوق .وترجع أهمية اإلدراك إىل أن سلوك اإلنسان يتأثر مبدى
شـعورؤ وتفهمه للبيئة التى يعيع فيها ,ويساعد ذلج بطبيعة الحال عىل دراسة وتفسري السلوك
اإلنساو.
ب -الشخصية Personality :
يشـري مفهوم الشـخصـية إىل تلج الخصائص الجسامنية والنفسية التى متيز الشخص عن غريؤ من
األشـخاص ,وتحد د شـخصية اإلنسان مبجموعة من العوامل التى ترجع إىل عوامل الوراثة وكذلج
العوامل املوقفية الناتجة عن وجود الشخص ىف مجتمع معني.
47
د -التعلم Learning :
يقصد بالتعلم مجموعة التغريات التى تحدث ىف سلوك اإلنسان نتيجة الخربات والتجارب السابقة
لدى اإلنسان ,وتوجد عملية التعلم ىف حياة الشخص سواء كان ىف األرسة أو املدرسة أو العمل أو
املجتمع بصــفة عامة .ويؤثر التعلم ىف ســلوك اإلنســان ,حيث يؤدى إىل تغيري إدراكه أو تفكريؤ
ومن ثم تغيري مستمر ىف سلوكه.
-1املجتمع :
يعرف املجتمع بأنه نظام يوجه ســلوك األفراد وذلج باســتخدام وســائل مختلفة .ويقوم املجتمع
عىل مجموعة من العنارص تشمل :
48
-4الجامعات Groups :
يهتم علم االجتامع بـدراســـة الجامعـات التى يتكون منهـا بنـاء املجتمع .ويشـــمـل ذلج أنواع
الجامعـات واألســـس الســـلوكية ىف الجامعة ,وتتكون الجامعة من فردين أو أكث تجمعهم قيم
معينة ,وتنشأ بينهم عالقات مستمرة مثل جامعة األرسة أو جامعة العمل.
وعادة تصــنف الجامعات إىل :جامعات أولوية ,وجامعات ثانوية ,جامعات رســمية وغري رســمية,
وجامعات عضوية وجامعات مرجعية.
ويرجع االهتامم لدراسة الجامعات ملا لها من تأثري وأهمية ىف فهم السلوك اإلجتامعى لألفراد.
-1األنثوبولوجيا الطبيعية ويختص بدراســة صــفات ومقاييس الجســم اإلنســاو ,والبحث عن
أصــوله ومراحل تطورؤ عرب العصــور ,ويتعلق ذلج القســم بعلم ترشــي الجســم ووظائف
أعضاء الجسم.
-4االنثوبولوجيا الثقافية الحضارية ,وهو يختص بدراسة حضارات الشعوب وأساليب الحياة.
ويشتمل علم االنثوبولوجيا الطبيعية عىل :
ويوض الشكل رقم ( )7/4عالقة السلوك التنظيمى بالعلوم السلوكية الثالث السابقة.
49
رابعاو :علم البيئة اإلجتامعية (اإليكولوجيا) :
وهو العلم الذى يدرس البيئة الطبيعية ,وبشــكل خاص تلج العالقات الداخلية بني اإلنســان وما
يرتبط به ,ومن أهم فروع علم اإليكولوجيا العامة اإليكولوجيا البرشية ,ويعنى بدراسة اإلنسان
والبيئة ,سواء دراسة عالقة نوع مبفردؤ من أنواع الكائنات الحية املوجودة ىف البيئة املحيطة – ما
يسمى بنيكولوجيا الفرد – أو دراسة العالقات األكث تعقيداو املتبادلة بني تجمعات مختلفة لألنواع
الحيـة وبني البيئـة املحيطـة أو مـا يســـمى بنيكولوجيا الجامعة ,ويرتبط علم البيئة اإلجتامعية
(اإليكولوجيـا) بصـــلة بعلم االجتامع ,ويعترب جزءاو من هذا العلم .كام أن له صـــلة وثيقة بعلم
النفس وعلم الجغرافيا وعلم السياسة وعلم االقتصاد.
51
الشكل رقم ()7/4
عالقة السلوك التنظيمى بعلم النفس واالجتامع واألنثبولوجيا
51
:علم االقتصاد :
يهتم علم االقتصـــاد باإلنتاج والتو يع واالســـتهالك املتبادل .ونظراو لتأكيدؤ عىل املوارد الطبيعية
ورأس املال والعمل والتنظيم ,فنن عالقته وثيقة بفعالية التنظيم والسلوك التنظيمى.
52
التحديات التى تواجه دراسات السلوك التنظيمى
ومامرساته
تتميز املرحلــة التى تعيشـــهــا منظامت اليوم بــالتغري الرســـيع والتقــدم التكنولوجى ,والتحول
االجتامعى ,وتغري أمناط العالقات فأصـــبحت املنظامت دامئة البحث عن التكنولوجيا املناســـبة ,
والربمجيات الجديدة ,وهذا يتطلب بدورؤ القادة وأصحاب الرؤى الذين يستطيعون التعامل مع
تلج التغريات.
ويطرح التســـاؤل الجوهرى ماذا يحدث لهذؤ املنظامت وموظفيها عندما يتغري العامل من حولهم
بخطى رسيعـة ا ويتمثـل الرد عىل ذلج ىف رضورة تغري هياكل التنظيم وأنظمة األجور واملكاف ت
والعلوم اإلنسـانية ,فشكل القيادة التى كانت سائدة حتى الستينيات أصب ال يناسب بيئة عمل
اليوم وتوجهات القرن الحادى والعرشـين .كام أصـب الشغل الشاغل للعلامء والباحثني يتمثل ىف
دراسـة األسواق الحرة وأسواق األوراق املالية واملرشوعات املشرتكة واالندماجات الكبرية ,وأمناط
املنظامت الجديدة وما تضـيفه التكنولوجيا سنويا من صيغ وأساليب ,وما يؤثر به كل ذلج عىل
قيم األفراد ومعتقداتهم وبالتاىل اتجاهاتهم وميولهم وسلوكهم ىف شتى املجاالت.
أصــبحت املنظامت ىف ظل االتجاؤ الســائد نحو العوملة والتكتالت االقتصــادية تواجه العديد من
التحديات التى تدفعها إىل رضورة العمل ورفع مســـتوى جودة الســـلع والخدمات التى تقدمها
للصـمود ىف وجه املنافسة القوية العاملية ,وتطبيق املفاهيم العلمية ىف إدارة السلوك التنظيمى ,
باإلضــافة إىل االســتغالل األمثل ملواردها وإمكانياتها املحلية ,ورفع مســتوى األداء و يادة القدرة
عىل العمــل الجامعى وغرس أخالقيــات وثقــافــات التطوير واالبتكــار مبــا يســــاعــد هــذؤ الــدول
واملنظامت العاملة بها عىل التكيف مع الظروف الجديدة التى تفرضــها عليها االتجاهات العاملية
السائدة.
كام يجب أن يســـود اتجاؤ نحو إيجاد كيانات اقتصـــادية قومية ســـواء باإلندماج بني الرشـــكات
الوطنية أو التحالفات بني هذؤ الدول لحامية نفســها واقتصــادياتها ,ذلج أن هناك مجموعة من
الحقائق التى يجب أن تدركها قيادات املجتمع ومنظامته والتى ترتبط باالتجاؤ نحو العوملة وهى
:
-1اتخاذ الدول املتقدمة من سـياسـات العوملة وسيلة لتنميتها الذاتية وتحقيق مصالحها بغض
النظر عن مصال الدول األقل تقدماو.
53
-4أن عملية التقدم رهنية بســالمة وقوة املنظامت العاملة ىف املجتمع ,ومدى توافر مقومات
التنمية املحلية ىف كل دولة.
-3اتجاؤ الرشــكات العاملية الكربى نحو االندماج والتكتالت فيام بينها للســيطرة عىل األســواق
العاملية وتوجيهها وفق مصالحها وإضعاف قدرة املنظامت األخرى عىل منافستها.
-2اتجاؤ الرشـكات العاملية الكربى نحو االستثامر ىف أسواق الدول النامية برؤوس أموال وطنية
,لإلســـتفـادة من املميزات املتوافرة ىف هـذؤ األســـواق ,مع تجنب إقامة منظامت بحث
وتطوير ,أو نقل التكنولوجيا إىل هذؤ البلدان.
-5التحول من مرحلة التأثري الكبري للثقافة ىف صـــنع التكنولوجيا إىل مرحلة تأثري التكنولوجيا ىف
صـــنع الثقافة .ومن ثم إرســـاء قيم ثقافية غربية ,مبا يؤدى إىل تفتيت االنتامءات األرسية
واالجتامعية والوطنية.
-6التنوع واالختالف بني متطلبات العمل ىف املنظامت املحلية واملنظامت العاملية ,حيث أدت
املتغريات الـدميجرافيـة وتبـاين خصـــائص قوة العمل إىل رضورة االهتامم مبختلف مجاالت
السلوك التنظيمى.
-7التغريات التى أثرت عىل تكوين الهيكل ,ويتض ذلج عند إعادة التنظيم , Restructuring
وإعادة هندســة العمليات اإلدارية Re-engineeringوتخفيض حجم العاملة Downsizing
,واالعتامد عىل املصادر الخارجية .Outsourcing
-8الرتكيز عىل الجودة ,والرسـعة ,واملرونة كعوامل أصبحت الحاجة إليها ماسة لتحقيق املزايا
التنـافســـية ومواجهة متطلبات العميل املتزايدة .وكل هذؤ العوامل تحتاج إىل من يتبناها
ويؤمن بها ويشجع عىل تطبيقها.
وعىل هذا األساس تسعى املنظامت الحديثة من خالل تعاملها مع السلوك اإلنساو إىل االستفادة
من األبعاد التالية :
تأكيد وتدعيم أمناط السـلوك املعاون وحفز مصـادرؤ الفردية أو الجامعية عىل االستمرار -1
ىف االتجاؤ اإليجاىب املحاىب ألهدافها وسياستها.
اســتقطاب املحايدين وتحويلهم إىل متعاونني .مبعنى أنها تحاول إقناع أصــحاب الســلوك -4
السلبى غري املؤثر باملشاركة ىف نشاطاتها واإلسهام من أجل تحقيق أهدافها.
تعديل الســـلوك املناقض وتحويله إىل ســـلوك محايد أو ســـلوك معاون مع مالحظة أن -3
التغلب عىل السـلوك املعادى للمنظمة وتحويله إىل سلوك إيجاىب يعمل من أجل تحقيق
أهــدافهــا هو من األمور الصـــعبــة التى تتطلــب التعــامــل مع عــدد كبري من العوامــل
واملتغريات.
54
التعرف عىل العوامـل واملتغريات التى تتحكم ىف أمنـاط الســـلوك الظـاهرة واملشـــاهدة -2
وتحليل العالقات بينها بحيث تتوصــل إىل فهم واض ـ وتفســري ســليم للمظاهر واألمناط
السلوكية السائدة.
التنبؤ مبا ميكن أن يصـري إليه السلوك اإلنساو ألفراد وجامعات املنظمة وأولئج املتعاملني -5
أو املتصلني بها.
ونخلص من استعراضنا ملوضوعات الفصل األول والثاو إىل عرض تساؤل جوهرى ,ما الذى يريدؤ
املوظفني عىل اختالف فئاتهم من الوظائف التى ميارسونها واملنظامت التى يعملون بها ا وما هى
العوامل املؤثرة عىل سلوك هؤالء األفرادا إن اإلجابة عىل هذا التساؤل تستحق عرض باقى فصول
هـذا الكتـاب ,فقط عليـج عزيزى القارئ أوالو الوقوف قليالو أمام الجدول التاىل :ما الذى يريدؤ
املوظفني ىف حياتهم الوظيفية ومنظامتهم ,ثم انتقل إىل الشــكل رقم ( )8/4للتعرف عىل العوامل
املؤثرة عىل سلوك األفراد ىف منظامت األعامل تلج التى سيتم عرضها ىف فصول الكتاب املختلفة.
55
ما الذى يريدؤ املوظفني ىف حياتهم الوظيفية ومنظامتهم ا
-1االتصاالت املفتوحة.
-4الحياة الشخصية واألرسية السعيدة.
-3طبيعة عمل مناسب.
-2جودة اإلدارة.
-5اإلارشاف املناسب.
-6اكتساب مهارات جديدة.
-7السيطرة عىل كل محتويات العمل.
-8ضامن الوظيفة.
-9عالقات طيبة مع مالء العمل.
-10العمل املثري واملحفز.
-11املوقع الوظيفى املناسب.
-14السياسات املعز ة ملكانة األرسة.
-13الفوائد واملزايا املناسبة.
-12الرقابة والسيطرة عىل جداول العمل.
-15الفرص املستمرة للتحسني.
-16األجور واملرتبات املناسبة.
-17القرب من متخذى القرارات.
-18عدم التهديد من اآلخرين.
-19فرص اإلدارة والتنظيم.
-40مكانة مرموقة لصاحب العمل.
56
الشكل رقم ()8/4
العوامل املؤثرة عىل سلوك األفراد ىف منظامت األعامل
57
تطبيق عمىل
سامت السلوك التنظيمى لألفراد ىف املنظامت
إقرأ كل عبارة من العبارات التالية باهتامم ,وضع دائرة حول الرقم الذى يعرب عن درجة موافقتج عىل كل منها :
58
بعد أن تنتهى من اإلجابة عىل جميع األسـئلة السابقة ,عليج تجميع األرقام داخل الدوائر التى حددتها .وميكنج
مقارنة املجموع الكىل الذى حصلت عليه بالنتائج التالية :
انج تتمتع بقدرة عالية بااللتزام بالسلوك التنظيمى الصحي ,فأنت تحافو عىل تنمية 60 – 50
منظمتـج وتســـعى لتطويرهـا وتـدعم عالقـاتـج مع اآلخرين بهـا وتهتم بتطوير ذاتج
وعملج.
ميكنج أن تدفع بنفســـج ىف مجال الســـلوك التنظيمى الصـــحي ,فلســـت ببعيد عن 29 – 20
السلوكيات واملامرسات التنظيمية املقبولة.
املوقف يحتـاج إىل تغيريات جوهرية حتى ينضـــج ســـلوكج التنظيمى ومطلوب منج 39 – 40
مراجعة نفسج.
املوقف ال يطمنئ ,فسلوكج التنظيمى يتميز بقصور واض ويحتاج إىل تعديل رسيع. أقل من 40
59
الباب الثاين
السلوك الفردى داخل
املنظامت
61
الفصل الثالث
الشخصية وأهمية دراستها ىف منظامت األعامل
61
مقدمة
تسـتعمل كلمة الشـخصية كثرياو .فيقال فالن ضعيف الشخصية ,وفالن قوى الشخصية .ولو
سـألنا عن املميزات الشـخصـية إلنسان معني لقيل لنا أنه مثالو من الناحية الجسمية طويل القامة
أسمر اللون عريض املنكبني ,أقنى األنف … وهو من الناحية النفسية ذىك حارض البديهة ,هادئ
الطبع ,عميق الفكر ,وهو من الناحية االجتامعية أمني خلوق ,اجتامعى ويهتم باألمور العامة ,
وهكذا ينظر إىل الشخصية اإلنسانية Human Personalityباعتبارها التنظيم الديناميي املكون
من عـدد من العنـارص املتفـاعلـة مع بعضـــها البعض ,وهى عنارص غري ملموســـة ىف معظمها.
فالشــخصــية اإلنســانية مبا تتضــمنه من أهداف واحتياجات مادية واجتامعية ونفســية ,وقدرات
ومهـارات وقيم تصـــور للفرد نفســـه ول خرين ,وأفكار ومعتقدات وقيم واتجاهات وعادات ,
ومناذج للترصــف ىف مواقف معينة ,وخصــائص وصــفات مميزة ,والشــخصــية اإلنســانية تعنى
التنظيم الفريد لهذؤ العنارص جميعها ىف شــكل أدوار يســتغلها الفرد ىف عملية التفاعل مع الغري
وىف تكوين استعدادؤ للسلوك ىف مواقف ومجاالت معينة.
وىف تناولنا ملوضوع الشخصية سنحاول أن نعكس ذلج عىل العملية اإلدارية داخل منظامت
األعامل مبعنى أنه يهمنا أن نتعرف عىل سامت وخصائص الشخصية اإلدارية وأمناطها مبا يسهم ىف
تعرف املديرين عىل شخصيتهم اإلدارية ودورها ىف تحقيق األهداف التنظيمية.
62
تعريف الشخصية
ترجع دراسـات الشـخصـية إىل آالف السنني عندما كان الفالسفة يالحظون ويفرسون سلوك
اإلنسان ,فلقد عرف اإلغريق والعرب قدمياو موضوع وحدة الشخصية اإلنسانية ومتاسكها واتساقها
,فلقد حاول " هيبوقراط " ىف القرن الخامس قبل امليالد ,كام حاول بعدؤ كثريون ,وحاول الفخر
الرا ى ىف القرن الثالث عرش امليالدى أن يقيم دعائم نظرية لوحدة الشخصية.
ومع هذؤ الجهود إال أن هؤالء العلامء والباحثني مل يســـتطيعوا التوصـــل إىل الكشـــف عن
مقومات بناء الشــخصــية بالصــورة التى تم تنميتها ىف القرن العرشــين ,بســبب قصــور أدوات
الدراســة التجريبية للشــخصــية وطرق قياســها وأســاليب التحليل اإلحصــات املتاح لنا ىف الوقت
الحارض.
وهكذا تشري الشخصية إىل مجموعة الصفات الجسمية والنفسية واإلجتامعية واملزاجية التى
متيز املرء عن غريؤ .إذ تؤلف كال متكامالو من العوامل واالســـتعدادات والوظائف النفســـية التى
تصــب مميزاو لهذا اإلنســان فيتذكرؤ الناس بهذؤ الصــفات ,ويذكرونه فيام بينهم بها أو بأهمها ,
ويشريون إليها لتدل عليه ومتيزؤ عن غريؤ ,فيشريون مثالو إىل ذكائه أو اندفاعه أو تساميه أو نبله
أو … وهذا يعنى أن الوظائف النفسـية التى تتكون منها الشخصية ال تعمل منفصلة بعضها عن
بعض بل تتحد وتتكامل لتكّون ما نسـميه (الشـخصـية) .فالشخصية هى ىف الواقع خالصة الحياة
النفسـية .ودراسـتها هى الهدف الجوهرى لعلم النفس ,فاإلنسـان عندما يشــعر بشــخصيته ,إمنا
يشـــعر مبـاضـــيـه وبكيـانه املتميز عن غريؤ وبقدراته وأهميته االجتامعية وما يجب عليه تجاؤ
مجتمعـه من آداب واعتبـارات ,ومـا يجـب عىل املجتمع نحوؤ ومـا مييزؤ عن أقرانه وما مييزهم
عنه.
63
إن تعريف مفهوم الشــخصــية يعد من أكث مفاهيم علم النفس تعقداو وتركيباو ,حيث يشــمل
كافة الصـــفات الجســـمية والعقلية والخلقية والوجدانية ,ىف تفاعلها مع بعضـــها البعض وىف
تكاملها ىف شخص معني يتفاعل مع بيئة إجتامعية معنية.
ولقد تعددت وتباينت اآلراء التى تعالج مفهوم الشـــخصـــية وطبيعتها وحقائقها واختلفت
تعاريفها ,وإن اتفقت عىل أن الشــخصــية اإلنســانية متثل تكوين فرىض أو مفهوم نفرتض وجودؤ
يشـــري إىل ذلـج " اإلطار املنظم ملجموعة من العالقات الوظيفية التى تعرب بدورها عن العالقات
بني األحداث السلوكية من ناحية وبني األحداث البيئية من ناحية أخرى .وهكذا يكون تصورنا عن
الشخصية مبثابة أسلوب أو منهج يتبع لتصنيف الظواهر النفسية.
وميكن تصـنيف تعريفات الشخصية كام عالجها الكتاب والباحثني ىف علم النفس عىل النحو
التاىل :
-1الشخصية كمثري يدركه اآلخرين :
يقوم مفهوم الشـــخصـــيـة عىل اعتبارها مثري أو مؤثر إجتامعى ىف اآلخرين ,أى من حيث
تأثريها االجتامعى عىل اآلخرين وما تخلقه من استجابات لديهم.
ومن أهم التعريفات اإلجرائية للشــخصــية التى ســنتكلم عنها هو تعريف البورت Alport
الذى يصــف الشــخصــية بأنها " :التنظيم الديناميي الذى يكمن بداخل الفرد ,والذى ينظم كل
األجهزة النفســية والجســمية ,وهذا التنظيم هو الذى يحدد األســاليب الفريدة التى يتوافق بها
الفرد مع بيئته".
64
ويتميز هذا التعريف بنظرته للشخصية عىل أنها :
أ -وحدة متكاملة متفاعلة ,ومكوناتها تؤثر بعضها ىف البعض اآلخر.
ب -تنطوى عىل مكونات بيولوجية عضوية ونفسية واجتامعية.
ج -تتكون عن طريق التفاعل املســـتمر بني الفرد والبيئة بعنارصها املختلفة وبخاصـــة ذلج
التفاعل املستمر بني الفرد واآلخرين.
د -تتأثر وتضطرب إذا حدث االضطراب ىف أى جانب من جوانب الشخصية.
هــــ -تتميز بالفردية والذاتية الخاصة مهام تشابه الفرد مع غريؤ ىف بعض املكونات الفردية أو ىف
الظروف املحيطة.
وهناك من يرى أن الشـــخصـــية هى " الكل الديناميي الذى مييز كل فرد عن غريؤ والذى
يوجه سـلوك الفرد ويحدد فاعليته وقدرته عىل التوافق والتكيف مع بيئته ,والشــخصية هى من
نتـاج التفـاعل املســـتمر بني العوامل الوراثية والعوامل البيئية التى تؤثر عىل الفرد خالل مراحل
حياته ".
65
بعض النظريات ىف تفسري الشخصية
ال يوجد اتفاق عام عىل نظرية واحدة للشـخصـية إذا اختلف العلامء ىف تعريف الشــخصية
ومدلولها كذلج اختلف مفهومهم للنظرية التى تحكم وتفرس هذؤ الشخصية .وميكن بصفة عامة
تقسيم النظريات التى تعرضت لتفسري الشخصية عىل النحو التاىل :
وىف ضوء تلج النظرية ينقسم األفراد إىل أمناط مختلفة يتميز كل منط منها بخصائص معينة
,ويتطلب ســلوكاو معيناو ,ويتميز الشــكل النمطى مبظاهر خاصــة ,كالشــكل والحجم واملظهر ,
وأسلوب التحدث وغريها ,وطبقاو لهذؤ النظريات ميكن تقسيم األفراد إىل األمناط التالية :
66
أ -النمط البطنى ويتصف أفراد هذا النمط بسمنة البطن واستدارة الجسم ,ويتميزون باملرح
والبساطة والروح اإلجتامعية.
ب -النمط النحيل :تصـف أفراد هذا النمط بالنحافة ,وامليل إىل العزلة ويسيطر عليهم العقل
البرشى.
ج -النمط العضـــىل ويتصـــف أفراد هذا النمط بالقوة البدنية والعضـــالت والقدرة عىل بذل
طاقات كبرية ,ويتميزون بحب السيطرة وروح القوة واالندفاع.
67
-2أمناط إجتامعية :
قسم شرينجر أمناط الناس بحسب قيمهم ومعتقداتهم إىل األمناط التالية :
-1النمط النظرى :وميثل الشـــخص الذى يتميز بنظرة موضـــوعية نقدية ومعرفية تنظيمية ,
ويسعى وراء القوانني التى تحكم األشياء بقصد معرفتها والتحكم فيها.
-4النمط االقتصـادى :ويشري إىل الشخص الذى يتميز بنظرة عملية لقيم األشياء تبعاو ملنفعتها
ويهدف إىل الحصول عىل الثوة و يادتها عن طريق اإلنتاج االستثامر.
-3النمط الجامىل :يهتم الفرد مبا هو جميل من ناحية الشكل أو التوافق أو التنسيق.
-2النمط االجتامعى :يشــري إىل الشــخص الذى يتميز ســبامليل إىل حب الناس ومســاعدتهم
كهدف ىف حد ذاته وليس كوسائل لألهداف األخرى.
-5النمط الســـياىس :ميثل الشـــخص الذى يتميز بالنفوذ والقوة وحب الســـيطرة والتحكم ىف
األشياء أو األشخاص والقدرة عىل توجيه غريؤ والتحكم ىف مصريؤ.
-6النمط الدينى :يشري إىل الشخص الذى يتميز مبيله إىل معرفة ما وراء العامل الظاهرى.
فالسمة تعنى أى صفة ميكن أن نفرق عىل أساسها بني فرد وآخر أو هى استعداد عام تطبع
سـلوك الفرد بطابع خاص وتشـكله وتحدد وتعني نوعه .أو هى صــفة أو خاصــية للسلوك تتصف
بقدر من االستمرار وميكن مالحظتها وقياسها.
إال أن جيلفورد Guilfordيرى أن السامت ال تالحو ,ولكن الذى يالحو هو السلوك ,ومن
مالحظته يســتدل عىل الســامت ,ويطلق جيلفورد عىل الســلوك الذى يالحو ويشــري إىل وجود
السمة اسم مؤارش السمة.
والسـامت السـلوكية هى خصـائص للفرد تتصــف بطابع االســتمرار ,وتجعلنا نتوقع صدور
أنواع من السـلوك عن الفرد ,وعدم توقع أنواع أخرى ,وســامت الشخصية أنواع متعددة يصنفها
جيلفورد ىف ســـبع فئات هى :امليول واالتجاهات ,والحاجات ,واملزاج ,واالســـتعدادات ,وبناء
الجسم ,ووظائف الجسم ,وهى كل متكامل ميكن النظر إليها من اتجاهات مختلفة.
68
وأيضـاو اهتم البورت Allportمبفهوم السمة كوحدة أساسية لدراسة الشخصية ,فالسمة ىف
نظر البورت هى اســتعداد عند الفرد تدفع وتحدد ســلوكه ومن ثم فهى ســابقة عليه ,وإن كان
اســـتنباطها ال يتأىت إال من خالل مالحظة هذا الســـلوك ,كذلج اهتم البورت اهتامماو بالغاو إىل ما
يحدث داخل الفرد ,ولكنه مل يوجه اهتامماو كافياو لتأثري القوى الخارجية.
وهذؤ السـامت تنتظم فيام بينها بحيث ميكن ترتيبها ىف مدرج هرمى فقد تسـودؤ أما سمة
واحدة رئيسية أو أصلية ,أو هذؤ السامت تسودها عدة سامت مركزية وهى أكث شيوعاو ,ومتثل
امليول التى متيز الفرد ,وكذلج التنبؤ بدقة بسلوك الفرد ,أو مجموعة كبرية من السامت الثانوية
فهى أقل حدوثاو وأقل أهمية ىف وصـف الشخصية وأقل تأثرياو عىل السلوك وال تفيد كثرياو ىف التنبؤ
به.
وتعترب السـمة ىف ضــوء نظرية البورت شــو أو وحدة لها وجود قائم بذاته ,ولكن الســمة ال
تعدو عن كونها مفهوماو افرتاضـياو أو متغرياو وسيطاو بني الشخصية وسلوك الفرد ,فقد وجد البورت
أن عدد الكلامت التى تعرب عن الســامت ىف اللغات يرتاوح ما بني 5000 – 300كلمة وال شــج ىف
أن هذا التعدد الكبري للصــفات التى ميكن أن تعرب عن الســامت يجعل وصــف الشــخصــية أمراو
مستحيالو.
أما كاتل فننه يتفق مع البورت ىف اعتبار السمة مبثابة الوحدة األساسية لدراسة الشخصية ,
وإن كان ألبورت مل يستخدم األساليب اإلحصائية التى استخدمها كاتل.
ومــن خــالل نــتــائــج دراســـــات كــاتــل أمــكــن الــتــوصـــــل إىل نــوعــني مــن
السامت هام :
69
وتنقسم تبعاو لنشأتها إىل نوعني هام :
71
رابعاو :نظريات التعلم : Learning Theories
اهتم فريق من علامء النفس ىف دراسـتهم للشـخصية ومنوها بالخربات التى يتعلمها الفرد ,
وحاولوا فهم الشــخصــية وتفســريها عىل أســاس مبادئ التعلم التى توصــلوا إليها من دراســاتهم
التجريبية لعملية التعلم.
وترجع نظريات التعلم إىل دراسات " بافلوف " ىف اإلارشاط ,ودراسات ثورنديج ,كذلج من
أهم نظريات التعلم ىف الشـخصـية النظرية التى وضعها جون دوالرد John Dollardونيل ميللر
Neal E.Millerعاملا النفس األمريكيان ,حيث اهتام بوضـع نظرية ىف الشخصية عىل ضوء نتائج
البحوث التجريبية لعملية التعلم.
بالرغم من أن نظريات التعلم ىف الشـخصـية تتسم باملوضوعية وتطبيق املنهج التجريبى ىف
دراسة السلوك اإلنساو وعرض مفاهيمها بطريقة واضحة منظمة مام جعل كثرياو من علامء النفس
يبـدون اهتاممـاو كثرياو بها ويجرون كثرياو من البحوث حولها ,إال أنها مع ذلج كانت عرضـــة لنقد
فريق من علامء النفس ,ومن االنتقادات التى وجهت إىل نظريات التعلم ىف الشـخصية اهتاممها
البالغ بنجراء التجارب لدراسـة أنواع بسـيطة من السلوك عند الحيوانات ,ثم افرتاضها أن املبادئ
املستمدة من ناتج هذؤ التجارب تنطبق أيضاو عىل السلوك اإلنساو املعقد.
ومن االنتقـادات الهـامـة التى وجهـت أيضـــاو إىل أن هذؤ النظريات جزئية تهتم بدراســـة
الجزئيات وتهمل دراسة الكليات.
بعد العرض السابق لنظريات الشخصية ,لعل القارئ يتساءل " :ما هى النظرية األص " ا
ولإلجابة عىل هذا السؤال نقول إن قيمة النظرية أو فائدتها تتوقف عىل مدى قدرة النظرية عىل
التنبؤ بأحداث معينة ,ومدى قدرتها عىل ضــبط هذؤ األحداث ,وإن أية نظرية تكون صــحيحة
فحســب ىف الحدود التى ثبت فيها جدواها ىف التنبؤ أو فيام تقدمه من ضــبط للســلوك .وبعض
نظريات الشـخصـية التى تعرضـنا لها سابقاو أكث قيمة من بعضها اآلخر من حيث هذين الهدفني.
ولكن مع ذلج فنننا ال نجد نظرية واحدة من هذؤ النظريات ميكن اعتبارها ناجحة جداو ىف التنبؤ
بالسلوك اإلنساو وضبطه .ولذلج فال ال كثري من علامء النفس مهتمني بنجراء مزيد من البحوث
الكتشـاف متغريات جديدة ىف الشـخصية تساعد عىل وضع نظرية ىف الشخصية تكون أكث نجاحاو
ىف تنظيم البيانات التى لدينا عن السلوك اإلنساو بحيث نكون أقدر عىل التنبؤ بالسلوك وضبطه.
71
خصائص الشخصية السوية
-1القـدرة عىل مواجهـة األ مات العادية وحلها بجرأة وحكمة ,أما الهرب من مواجهة األ مات أو
االضطرابات واللجوء إىل اآلخرين ألتفه املشكالت فال يدل عىل شخصية سوية.
-4تكامل النوا ع والوظائف النفســية وعدم عزعة الرصــاع النف ـ لكيان الشــخصــية ,بل توجه
سـلوكها بفكرة معينة ,أو مثل أعىل أو مبدأ يتخذؤ الفرد لنفسـه حتى يجعل عاطفته السـائدة
تستمد قوتها من هذا املبدأ.
-3اإلحسـاس بالسـعادة والكفاية النفسـية إحسـاسـا ايجابياو فال يشكو الفرد الضعف والخوف من
الظروف والطوارئ وال يشـــعر بـالكـ بة واالنقباض من الناس باســـتمرار وال يعرتيه الوجوم ,
والخجل كلام صادف إنساناو جديداو أو غريباو .وال يشكو امللل والس مة باستمرار.
-2القــدرة عىل التكيف مع العــامل الخــارجى ومع املجتمع أى القــدرة عىل تكوين العالقــات
اإلجتامعية والتفاهم مع اآلخرين ,وحل املشـــكالت التى تنشـــأ بني الفرد وبينهم بأســـلوب
إجتامعى لبق ,والنظر إىل الحيـاة نظرة واقعيـة جـديـة بكل ما فيها من متع وخريات وارشور
وقسوة وأن يكون معاىف من التخيالت واألوهام املستحيلة التحقيق.
-5اإلحسـاس بسعادة مجتمعه وبحاجات هذا املجتمع والعمل عىل إسعادؤ والنهوض به والتوافق
معه ويستطيع أن يسعد ىف جو الجامعة وأن يظهر مواهبه ل خرين ,ويفيدهم بها ,ويستفيد
من خصائص اآلخرين ,وإن يجابه الواقع بروح من املسئولية.
-6البعد عن التطرف ىف الوظائف النفســية ,فاإلنســان الذى يغضــب مثالو ألتفه األســباب التى ال
يغضب لها الناس عادة ,وكذلج اإلنسان الذى ال يغضب إطالقاو هو إنسان غري سوى الشخصية
ألن كل شــذوذ ىف إحدى الوظائف النفســية ( الخوف والكالم وامليل ل خرين والضــحج والنوم
واألكـل وحـب الظهور وجميع املظاهر الســـلوكية والوظائف النفســـية) دليل مبدت عىل أن
صاحبه غري سوى.
72
العوامل املحددة للشخصية
تؤثر ىف تكوين الشـخصـية ومنوها عدة عوامل ميكن عرضـها عىل النحو املبني ىف الشكل رقم
(.)1/3
ويتعلق بالعوامل الجسـمية أيضـاو الحالة الصـحية للفرد وحالة الغدد وخاصة الغدد الصامء
والتى تفر الهرمونات ىف دم الفرد مام ينتج عنه تأثري واض ـ وكبري عىل ســلوك الفرد وترصــفاته.
ويتصل بالنواحى الجسمية إصابة الفرد أو عدم إصابته بأية تشوهات خلقية أو عاهات أو ضعف
ىف الحواس مام يكون له تأثري واضــ عىل ســلوك الفرد وعىل شــخصــيته وعىل توافقه وتكيفه ىف
الحياة.
والقول بأن للوراثة تأثرياو عىل سـامت الشـخصـية ال يعنى أن سامت الشخصية تورث ,وإمنا
يعنى أننــا نرث تكوينــات معينــة من الجهــا العصـــبى والغــددى تهيو الفرد ألنواع معينــة من
السلوك حينام تتفاعل مع املؤثرات البيئية.
73
وللتكوين البدو للفرد تأثري ىف شـــخصـــيته .فنحن نالحو أن حجم جســـم الفرد وقوته البدنية
يؤثران كثرياو ىف ســلوكه مع غريؤ من الناس وىف اســتجابات اآلخرين له .فالشــخص املعوق ,مثال ,قد
يظهر سـامت الشـعور بالنقص واالنطواء ,والشـخص القوى البدن املفتول العضـالت قد يظهر سامت
الجرأة واملغامرة ,والشخص البدين يظهر عادة سامت املرح والفكاهة.
وال شج أن توافر مستوى مناسب لدى الفرد من بعض هذؤ القدرات الخاصة يكون له تأثري
موجب عىل شخصية الفرد وعىل فاعليته ىف الحياة ونجاحه ىف العمل.
74
رابعاو :العوامل البيئية واالجتامعية للشخصية :
وهذؤ العوامل تشـكل الجوانب املكتسـبة من الشخصية .فشخصية الفرد أسهم ىف تشكيلها
األرسة التى ترىب وعـاش فيهـا الفرد الســـنوات األوىل الهـامة من حياته .وكذلج الحال بالنســـبة
للســنوات الطويلة التى قضــاها الفرد ىف املدرســة واكتســب فيها الكثري من الخربات االجتامعية
والثقافية واملهنية.
وكـل جامعـة ينتمى إليها الفرد ويعيع فيها بعض الوقت ويســـهم الفرد مع أعضـــائها ىف
تحقيق أهداف مشــرتكة ترتك وال شــج أثارا باقية عىل شــخصــيته .ويؤدى الفرد ىف كل من هذؤ
الجامعات أدواراو Rolesمختلفة ,وكل دور يؤديه الفرد ىف الجامعة يرتك بصـــامته عىل ســـلوكه
وعىل ترصفاته وعىل شخصيته.
وتؤثر الطبقة االجتامعية التى ينتمى إليها الفرد تأثرياو واضـــحاو عىل شـــخصـــية الفرد وعىل
ســـلوكه .وعادة ما نقســـم هذؤ الطبقات إىل :الطبقة العليا والطبقة املتوســـطة والطبقة الدنيا
فالفرد الذى ينتمى للطبقة املتوســطة عادة ما تكون أهدافه وترصــفاته وقيمة واتجاهاته مختلفة
عن فرد آخر ينتمى للطبقــة الــدنيــا .ولو أننــا نتوقع أن نجــد فروقــا فرديــة بني أفراد الطبقــة
االجتامعية الواحدة ,كام أن اللغة التى يســـتخدمها أفراد كل طبقة كثريا ما تختلف ىف الشـــكل
واملحتوى.
والجوانب الســابقة وغريها متثل الجوانب املكتســبة من شــخصــية الفرد التى اكتســبها الفرد
نتيجة خرباته االجتامعية املتنوعة ونتيجة معيشــته ىف ظل ثقافة Cultureمعينة والتى اكتســبها
عن طريق عملية التعلم املستمر ىف مختلف املواقف ىف البيوت واملدرسة والعمل وغريها.
75
personality Tests اختبارات الشخصية
ميكن تحليل الشـخصـية ملحاولة اكتشـاف بعض خصـائصـها من خالل االختبارات الشخصية
التى يقوم بها املحلل النف ـ والخرباء املتخصـصـون ىف سـيكولوجية اإلدارة وديناميات الجامعة ,
فنختبارات الشــخصــية تهتم بالكشــف عن مكنونها عن طريق التحليل واملالحظة الدقيقة ,ومن
أهم طرق قياس الشخصية واختبارها ما يىل :
76
النفســية .عىل هذا املوقف الغامض غري املنظم .وال يكون الفرد مدركاو أنه يقوم بعملية إســقاط ,
أو أنه يقوم بالكشـف عن حقيقة شـخصـيته .ولهذا السبب تعترب االختبارات اإلسقاطية من أهم
الوسائل للكشف عن النواحى الالشعورية من الشخصية.
ومن أهم االختبارات اإلسقاطية الذائعة االستخدام اختبار رورشاخ Rorschach Testالذى
السويرسى .ويتكون هذا االختبار من عرش صور تعرب عن أشكال وضعه رورشاخ الطبيب النف
مختلفة من بقع الحرب ,بعضها ملون وبعضها غري ملون .تقدم هذؤ الصور واحدة بعد األخرى إىل
املفحوص ويطلب منه أن يقول ماذا يرى فيها .وا عتقد علامء النفس أن استجابات املفحوص عىل
بقع الحرب تكشف عن الحالة االنفعالية للمفحوص ومستواؤ العقىل.
ومن االختبارات اإلسـقاطية الشـائعة االسـتخدام أيضاو "اختبار تفهم املوضوع" Thematic
) Apperception Test (T.A.Tالذى وضعه مورى H.A.Murrayعامل النفس األمريي ومساعدوؤ.
وهو يتكون من عرشـين صورة تتضمن شخصاو أو شخصني ىف مواقف مختلفة .وتعطى للمفحوص
هذؤ الصـور واحدة بعد أخرى ,ويطلب منه أن يؤلف قصــة كاملة عن كل صورة بحيث تتضمن
قصته األحداث التى أدت إىل املنظر املوجود ىف الصورة ,وماذا يفعل األشخاص ىف الوقت الحاىل ,
ومـاذا يفكرون فيـه ,ومـا هى مشـــاعرهم ,وما هى النتيجة التى تنتهى إليها األحداث .ويقوم
الفاحص بتفســري القصــص التى يؤلفها املفحوص محاوالو أن يعرف شــخصــيته من خالل اتجاهات
ومشاعر شخصيات القصة التى يؤلفها.
وبجانب هذؤ الطرق الرئيسـية توجد بعض الطرق األخرى التى شارك فيها بعض العلامء العرب
ومن أهمها :اختبارات الصــفات االنفعالية واختبار امليول املهنية التى وضــعها األســتاذ الدكتور أحمد
ىك صــال وقد أقتبس اختبار الصــفات االنفعالية من االختبار املعروف باســم (Tem Peramental
) Scheduleويهدف هذا االختبار إىل الكشــف عن الشــخصــية الســوية وغريها من الشــخصــيات غري
السوية ,كام يبني الفروق الفردية بني األفراد .أما اختبارات امليول املهنية فهى التى تستهدف الكشف
عن االتجاهات املهنية مبعنى معرفة مدى صالحية الشخص ملامرسة مهنية معينة.
77
أمناط الشخصية اإلدارية وكيفية قياسها
تعترب دراســات الشــخصــية من الدراســات واألبحاث املعقدة واملتعددة الزوايا ,فقد كتب فيها
علامء النفس ,وعلامء االجتامع ,وعلامء االقتصــاد ,وعلامء الرتبية ,وعلامء اإلدارة … ,وغريهم
,ويهتم كل منهم بدراسـة الشـخصـية من وايا إهتامم تخصـصه .إال أنه بصفة عامة ميكن النظر
إىل الشـــخصـــية عىل أنها "الصـــورة املنظمة املتكاملة لجميع مكونات الفرد ووظائفه الجســـمية
والنفســية واالجتامعية التى ينظر إليها ,وينظر هو إىل نفســه من خاللها ,فتجعله يشــعر بكيانه
املتميز عن غريؤ".
لقد بدأ االهتامم بدور الشــخصــية اإلنســانية ىف نظرية التنظيم منذ األربعينات من هذا القرن ,
ففى عـام 1920كتـب Mertonمقـاال عن "البناء البريوقراطى للشـــخصـــية" ينتقد فيه نظرية
البريوقراطية ملاكس ويرب ,وىف عام 1957نرشـ Argyrisكتابا له بعنوان الشخصية والتنظيم ,وىف
عام 1962أصــدر كتابا آخر بعنوان الفرد والتنظيم ,ويركز فيهام Argyrisعىل أن فهم شــخصــية
الفرد ال تنفصــم عن التنظيم الذى يعمل فيه ,وأن االهتامم يجب أن يتزايد بدراســة الشـخصــية
اإلدارية وبحثها داخل تنظيامت العمل الرسمية.
واملتتبع للدراسـات والبحوث ىف مجال الشخصية داخل منظامت األعامل ميكنه استخالص العديد
من التقسيامت ألمناط الشخصية ,ومن تلج التقسيامت ,تقسيم الشخصيات حسب استجاباتهم
لسـياسـات املنظمة إىل إيجابية وسـلبية ,وذلج تجاؤ مختلف السـياسـات مثل سياسة الرواتب ,
ومنط اإلارشاف ونظام اإلتصاالت ودرجة متاسج التنظيم غري الرسمى.
كام يوجد تقسـيم آخر للشخصية يركز عىل مراكز األفراد وسلطاتهم داخل التنظيم من منطلق أن
إستخدام السلطة ال م ورضورى لفعالية أداء املنظامت.
هذا وقد قسم روتر Rotterالشخصية اإلدارية من منظور ما يسمى مبركز التحكم إىل صنفني هام
منط شخصية ذاتية درجة عالية من السيطرة الداخلية ,ومنط الشخصية اآلخر ذو درجة عالية من
الســـيطرة الخارجية .فبالنســـبة للنمط األول فنن أفرادؤ يؤمنون بأنه ىف اســـتطاعتهم الســـيطرة
والتأثري عىل الكثري مام يحدث لهم داخل التنظيم .أما بالنســبة للنمط الثاو فنن أفرادؤ يعتقدون
أن ما يحدث لهم ينتج عن عوامل خارجة عن إرادتهم.
78
كام ميكن التمييز بني أربعة أمناط للشخصية من ناحية سلوكها داخل التنظيم.
-1النمط األوتوقراطى :وتســتمد هذؤ الشــخصــية قوتها من الســلطة الرســمية ,ولهذا تعتمد
عىل إصدار األوامر والتعليامت ,وتحديد تفاصيل العمل للمرؤوسني.
-4النمط العـائل :وتهتم شـــخصـــية هذا النمط مبن بعض املزايا للعاملني وتحقيق قدر من
العناية وإشباع الحاجات املادية لهم.
-3النمط املسـاند أو املشـارك :وتسـتمد هذؤ الشـخصـية مقوماتها ىف الســلوك والترصف عىل
أساس إيجاىب فتثق بقدرات العاملني وتحثهم عىل الترصفات اإليجابية.
-2النمط االجتامعى (الفريق) :وتترصــف هذؤ الشــخصــية عىل أســاس روح الجامعة وتحس
اآلخرين عىل ذلج ,فاملسـئولية عن العمل شـخصية ولكن ىف ظل عمل الفريق ,ولهذا فهى
تتميز بالحامس املرتفع للوصول إىل األداء األفضل مع فريق العمل.
ويوجد تقسـيم آخر ألمناط الشخصية اإلدارية يعتمد عىل تقسيمها إىل أربعة أمناط أساسية هى :
النمط الحرىف املــاهر ,والنمط االجتامعى املشــــارك ,والنمط القوى العمىل ,والنمط املبتكر
الخالق ,ويتســم بالشــمول واملوضــوعية والدقة واالتســاق والوضــوح ,وتتكون األمناط األربعة
للشخصية اإلدارية عىل النحو التاىل :
-1النمط الحرىف املـاهر :ويتســـم هذا النمط بنتقانه للعمل ومراعاة أخالقياته من خالل الرتكيز
عىل املهارة واالبتكار ىف تحقيق أهدافه وواجباته ,ويراعى شــئون أرسته ,وينظر إىل املشــاكل
عىل أنهـا مواقف يخترب ىف الوصـــول إىل حلول لها محققا الجودة فيام يقوم به من إنجا ات ,
وتحـدد عالقتـه مع اآلخرين من خالل نوعيـة العمـل الـذى يؤدونه معا فهو يحب العمل مع
املجموعات التى يسـودها التفاهم والتعارف ويحكم عىل اآلخرين من خل ما يقدمونه له من
مسـاعدات ودعم ىف نواحى عمله املختلفة ,وتتمثل أهم خصــائص الشخصية اإلدارية للحرىف
املاهر فيام يىل :
79
-4النمط االجتامعى املشــارك :يدرك هذا النمط أهمية التنمية عىل املســتوى البعيد ,ولذا فهو
يتسـم بالوالء واالنتامء واملسئولية واإلخالص للمنظمة التى يعمل بها .ويبنى شعورؤ باألمان عىل
أسـاس عالقاته بأعضـاء التنظيم ويسـعى لتحسني عالقاته مع اآلخرين ويراعى مشاعرهم إعتامداو
عىل أســاس أنه جزء من كل وفرد من مجموعة .هذا ويتســم هذا النمط بقدرته عىل التعامل مع
جميع أنواع البرش ,وبفضل التعاون والت لف مع اآلخرين ,ويقدم مشاكل املنظمة واملجتمع عىل
مشاكله الخاصة ,وتتمثل أهم خصائص الشخصية اإلدارية لإلجتامعى املشارك فيام يىل :
-3النمط القوى العمىل :يركز هـذا النمط عىل تحقيق القوة والنجاح ,فالحياة لديه رصاع يبقى
فيه القوى ويخرج منه الضـــعيف ,ومييل هذا النمط إىل التحكم والســـيطرة وارتقاء املكانة التى
ت حقق له القوة واملسئولية والهيبة والنجاح املادى وإتخاذ القرارات املؤثرة ىف اآلخرين .ولهذا فهو
يحب أن يكون أكث ذكاءا وقوة من اآلخرين ممن يعمل معهم ودامئاو لديه فائز وخارس… منترص
ومهزوم ,ومييل إىل العمل ىف جو نشط ومنتج وعادة ال مييل إىل الحذر الشديد أو الكسل والرتدد
,وتتمثل أهم خصائص الشخصية اإلدارية للقوى العمىل فيام يىل :
81
مييــل إىل إصــــدار األوامر وإتخــاذ القرارات والتحكم ىف اآلخرين ويســـعى إىل تحمــل
املسئولية.
تحكمه القيم السياسية ولذا مييل إىل حب النفوذ والسيطرة.
يحب أن يرى نفسه أكث ذكاء وقوة ممن يتعامل معهم.
مستعد لتحمل املخاطر الكبرية ىف سبيل النجاح.
ال يؤمن مبن يتسم بالحذر الشديد والكسل والرتدد.
يتميز بالحرص ,والكتامن ىف عالقاته مع اآلخرين وال يحب أن يرى الضعف ىف اآلخرين.
-2النمط املبتكر الخالق :يعمـل هـذا النمط عىل محـاولـة اكتشـــاف الطرق الجـديدة ,ويتبع
أســاليب التفكري الحديثة ,ويســتحث نفســه واآلخرين للمنافســة والتحدى للتجديد واالبتكار ىف
العمل ,ويتسـم هذا النمط بالديناميكية ورسعة استحضار األفكار الجديدة للمواقف الصعبة مع
تحملـه للمخـاطر وميكنـه الرد عىل النقد وتحمله ومقاومته ,ويحب الرد عىل اآلخرين من خالل
األعامل واألفعال وليس إعتامداو عىل الكلامت أو العالقات ,وتتمثل أهم خصـــائص الشـــخصـــية
اإلدارية للمبتكر الخالق فيام يىل :
يتسم بالتحدى واملثابرة.
ينظر للحياة وكأنها سلسلة متتالية من اإلختبارات عليه أن يجتا ها.
عالقاته مع عمله مباراة ينبغى االنتصـار فيها من خالل تحريج أفكارؤ وتنويعها حسب
قوة خصمه.
يحب املخاطرة ومولع بكل جديد ويهتم بأساليب التفكري الجديدة.
يعمل عىل دفع وحفز اآلخرين لبذل أقىصـــ جهدهم والســـعى إىل ما وراء خطواتهم
املعتادة.
يؤمن بالتغيري والديناميكية ويتقبل املنافسة.
لديه القدرة عىل تحمل املتاعب واستيعابها والتعايع معها.
ال يتسم بالغرور ,بل يضع كربياءؤ ىف سبيل تحقيق معتقداته وأفكارؤ.
يتقبل النقد ويسعى لتعديل عيوبه ونقاط ضعفه.
يبنى عالقاته مع اآلخرين عىل الصدق والرصاحة.
ولقد أصـــب واضـــحاو أن النظريات املعارصة للتنظيم تعطى قدرا كبريا من اإلهتامم ,من خالل
البحوث واملناقشـات – لدراسة شخصية الفرد وأثرها عىل فعالية التنظيم -فضال عن دراسة تأثري
التنظيم عىل هذؤ الشخصية.
81
إدارة الـــذات
عند الحديث عن الذات اإلنسانية ينتاب األفراد مشاعر وأحاسيس متباينة وذلج الختالف اإلدراك
لـدى كـل فرد عن مـاهيـة الـذات ومكونـاتها وكيفية التعامل معها ,فالبعض يطلق عليها "األنا"
وآخرون يقولون "الذات" وهى أيضاو "النفس".
لقد تحدث ربنا سبحانه وتعاىل عن النفس ىف القرآن الكريم مرات عديدة فيام يقرب من ثالمثائة
مرة فيام يوضــ أهميتها ورضورة دراســتها وفهمها وتحليلها حتى ميكننا النجاح ىف التعامل معها
أوالو ثم النجـاح ىف التعـامـل مع بعضـــنـا البعض ليتســـنى لنـا النجـاح بعد ذلج ىف التعامل مع
مقتضيات الحياة وفهم مغزاها وتحقيق رسالتنا عىل األرض للوصول إىل الغايات املنشودة.
ومع تعدد ذكر النفس ىف القرآن الكريم إال أن تقسيمها قد متثل ىف ثالثة أنواع هى :
ويبدو من سـامت هذؤ النفس أنها راضـية مبا قسـم لها ومبا صارت إليه ومرضية ملا حصلت عليه
من مردود.
82
أنواع النفس ىف القرآن
متثل الذات الكلية (الشــخصــية) مجموعة متكاملة وإطاراو واحداو يتكون من عدة عوامل جســمية
ونفسية ,وتحدد أسلوب تعامل الشخص مع مكونات البيئة.
ولقـد قـام عـامل النفس إيريـج برين Eric Berneعـام 1961بتنميـة نظريـة ىف تحليـل العالقات
التبادلية تحت اســـم Transactional Analysisمتثل الهدف منها ىف تعرف الفرد عىل نفســـه من
خالل عالقتـه بـاآلخرين ممن يتعامل معهم ,إذ نظر " إيريج برين " إىل الفرد من حيث طريقته
ىف التعامل مع اآلخرين تحت ما أســامؤ حاالت "الذات" ىف مباريات يلعبها البرش ـ يؤثر عليهم ىف
ذلج مشاعر وأحاسيس ووجدان وانفعاالت وتحركهم ق يمهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم التى نشأوا
عليها وتبنوها.
وتتضــ أســس نظرية "برين" من خالل تعامل األفراد ىف عالقاتهم املختلفة ,واملوقف االجتامعى
الذى يربط شـــخصـــني هو الذى يحدد ذات كل شـــخص منهام ,إذ يوجد مثري لدى احداهام ,
واسـتجابة لدى آخر تظهر مكنون الذات لديهام ,وتحليل العالقة التبادلية بني الشــخصــني يسهم
بفحص حالة الذات التى متثل املثري ,وحالة الذات األخرى التى متثل االستجابة لها.
وىف ضـــوء ذلـج ميكننـا القول أن تحليل العالقات التبادلية يعد طريقة منطقية لفهم الســـلوك
وتأســيس ســبيل لالتصــال الفعال واملفتوح بني مختلف األفراد ,وهى منهجية منطقية ميكن من
خاللهـا التامس النجاح ىف التعامل مع اآلخرين ىف املنظامت وىف املنزل وىف الشـــارع ومع الزمالء
واألصدقاء والعمالء…
83
ومن خالل نظريـة العالقـات التبـادليـة يرى إيريج برين أن الذات الكلية تتكون من ثالث ذوات
فرعية هى الوالدية Parentوالبالغ Adultوالطفولة Childوبالتاىل فالذات اإلنســانية متثل تفاعل
الـذوات الثالث وليس مجموعهـا ,وكـل شـــخص لـديه حاالت الذات الثالث عىل النحو املبني ىف
الشكل رقم (.)4/3
84
ويوض الجدول ( )1-3أهم سامت حاالت الذات (الوالدية ,البالغ ,الطفولة)
جدول رقم ()1-3
أهم سامت حاالت الذات (الوالدية /البالغ /الطفولة)
الطفولة البالغ الوالدية
يحب اللعب واللهو - يجمع معلومات - يضع املحددات والقيود -
مييل إىل النكتة يـــــفـــــحـــــص - - يقدم النصائ واإلرشادات -
يشتي ويعاتب - املعلومات يوجه ويدير -
ال يباىل أحياناو. يــتــخــذ ق ـرارات - - يحمى ويرعى -
هادئ ومؤدب. - مناسبة يحافو عىل التقاليد -
مبدع ومبتكر. - يحاسب ويلوم - يصدر األحكام والتعليامت -
نشيط وفعال. مييل إىل املثاليات- . - ينتقد ويلوم ويؤنب -
متمرد وثائر. - يتعاطف ويطمنئ -
يناور ويؤثر ىف اآلخرين. - يضع ارشوط وقواعد لكيفية الحياة. -
وتسـمى هذؤ العملية بالوالدية املستوعبة ,فيحدث االستيعاب حينام يستوعب الطفل شخصيه
واحد من الشـخصـيات الوالدية بالنسـبة له .وشخصية الوالدية املستوعبة لها أيضاو ثالث حاالت
للذات ,فلها ذات والدية وذات بالغ وذات طفولة فعىل سبيل املثال فالفرد قد :
85
الشكل رقم ()3/3
الوالدية املستوعبة
وأحياناو تكون ذات الوالدية متحفزة ومتعصبة تضع القواعد واملحددات وتصيغ الرشوط وتحافو
عىل القوانني والعادات ,والتقاليد وتصــدر األحكام واالنتقادات والتعليامت وهى تســمى والدية
إنتقـاديـة ,وأحيـانـاو أخرى تكون مهتمـة وراعيـة تحـافو عىل الذات واآلخرات وتترصـــف بروح
العاطفة والتشــجيع والتحفيز ,وتوفري الجو املري والحامية والطينينة ل خرين وتســمى والدية
راعية.
وهى بطبيعـة الحـال متارس عالقاتها التبادلية داخليا مع بقية الذوات لدى اإلنســـان (الطفولة ,
البالغ) وخارجيا مع اآلخرين من خالل تعاملها مع الذوات الثالث.
ومن أهم سـامت ذات البالغ أنها تجمع وتشـغل وتخزن املعلومات عىل أســاس الخربات السابقة
وتضـع كل االحتامالت املمكنة قبل الترصـف ,كام أنها ترى أن هناك مصادر مختلفة للمعلومات
ســواء العامل الخارجى (عامل الحقائق واألرقام واألشــياء واألشــخاص) أو العامل الداخىل (املشــاعر
والتخيل واالتجاهات والقيم والوجدان)...
ومن أهم األسـباب التى تدعو إىل تقوية وتدعيم ذات البالغ أنها مبثابة املدير للشـخصية ,وذات
البالغ ىف دور املدير تعنى أنها تتخذ قرارات ملا هو مناســب لالســتعامل من ذات الوالدية وذات
الطفولة وتستطيع أن تتوىل إدارة الشخصية من خالل :
86
الوقوف مبثابة حكم حينام يكون هناك رصاع داخىل بني ذات الوالدية وذات الطفولة.
وطاملا أن التفكري الواضـ هو سمة ذات البالغ ,فأحياناو يصاب هذا التفكري بالتشويع من خالل
اختيارات ذات الوالدية وذات الطفولة وهذا يشـــري إىل تلوث ذات البالغ ,وقد يســـبب التلوث
ذات الوالدية :وذلج عندما يتأثر الفرد بشـخصيات والدية حقيقية كانت متعصبة كام ىف الشكل
رقم (.)2/3
الشكل رقم ()2/3
تلوث ذات البالغ بذات الوالدية
كام قـد يـأىت التلوث من حـالـة ذات الطفولـة إذا كـان الفرد قـد تعلم أن يكون غري واقعى يتأثر
بالخياالت واألوهام فتســـتمر معه مهام كرب فتؤثر عىل تفكريؤ وســـلوكه وهو ىف حالة ذات البالغ
كام ىف الشكل رقم (.)5/3
87
الشكل رقم ()5/3
تلوث ذات البالغ بذات الطفولة
وميكن إ الة تلوث ذات البالغ بندراكها العتقادات وآراء ذات الوالدية أو مشـــاعر وتخيالت ذات
الطفولـة التى مل يتم مراجعتهـا ىف ضـــوء الواقع وحينام تحـدث لحظـة اإلدراك هـذؤ فان حدود
حاالت الذات يعاد ضبطها بحيث ال يحدث التداخل.
وبصـــفـة عامة فاألفراد حينام يترصـــفون بنفس الطريقة التى كانوا يفعلونها ىف طفولتهم فننهم
يكونون ىف حالة ذات الطفولة .فالطفل وهو صغري قد يترصف بعنف مثل الرصاخ والبكاء ليحمل
والدؤ عىل املوافقة عىل شــو معني ثم بعد ذلج يفعل نفس الشــو أو قريباو من ذلج عندما يكرب
ليحصــل عىل ما يريد .وكون الفرد ىف حالة ذات الطفولة ال تعنى بالرضــورة أنه يترصــف بغباء أو
ترصفات صبيانية وإمنا تعنى أنه يترصف بنفس املنطق الذى كان يترصف به وهو طفل صغري.
وميكن تقسيم حالة ذات الطفولة إىل ثالثة أجزاء مختلفة عىل النحو التاىل :
أ -الطفل الفطرى :وميثل الجزء الحر أو الطليق وغري املراقب ,وهو متاماو مثل الرضيع بطبيعته
تلقـائيـاو ومحبـا لالســـتطالع ,والفرد الـذى يفعل أى شـــو يريد أن يفعله دون التفكري ىف
العواقب يكون ىف حالة ذات الطفل الفطرى.
ب -الطفـل املتكيف :وميثـل ذلـج الجزء املـدرب واملتـأثر باملتغريات الخارجية ويختلف الطفل
املتكيف باختالف نوع التدريب والتأثري الذى تعرض له .فبعض األطفال يتكيفون عىل سامع
عبارات مســتمرة بأنهم أغبياء وال يصــلحون ألى شــو ,وعندما يكربون فان هذا الجزء من
شــخصــيتهم ســوف يســتجيب غالباو لهذا املشــاعر املكتســبة ويكون ىف حالة ذات الطفولة
املتكيفة عند حدوث هذؤ االستجابة.
88
األسـتاذ الصـغري (الباشـا) :وميثل ذلج الجزء املاهر أو األستاذ الصغري ىف كل فرد ,فاألطفال
الصــغار عندهم ملكات ابتكارية وفطنة ويتعلمون اســتغالل اآلخرين حتى يحصــلوا عىل ما
يريدون ,وعىل هذا فالفرد الذى يسـتغل تعبريات وجهه ليجعل شخص آخر يشعر باألسف
أو يتأمل من أجله يكون ىف حالة ذات األستاذ الصغري (الباشا).
ولكن قد تظهر لنا إحدى الشخصيات عىل النحو املبني ىف الشكل رقم ()6/3
الشكل رقم ()6/3
سيطرة ذات معينة عىل الشخصية
واآلن
كيف ميكننا االســـتفادة من تحليل العالقات التبادلية ىف فهم إتجاهات وســـلوك األفراد وإجراء
االتصاالت الفعالة واملعامالت بني األفرادا
ميكن اإلجابة عىل هذا التســاؤل من خالل بيان أثر العالقات التبادلية لخدمة االتصــاالت بني
األشخاص حيث تأخذ االتصاالت أكث من صورة عىل النحو املبني بالشكل رقم (.)7/3
89
الشكل رقم ()7/3
أمناط االتصال بني األشخاص ىف ظل نظرية تحليل العالقات
91
تطبيق عمىل
أمناط الشخصية اإلدارية
تنقســم كل مجموعة إىل أربع فقرات وصــفية تصــف مزيج من املعتقدات والتوقعات التى يؤمن بها العديد من
األفراد عىل نطاق واسع ىف املنظامت.
وميكنج تقييم هذؤ الفقرات عىل النحو التاىل :
اقرأ الفقرة جيدا .ثم عالجها كعنرصــ متكامل مبراعاة اســتخدام جميع املعلومات املتاحة بها .ال تقرأ جملة -1
واحدة أو جملتني منها فقط .بعد ذلج اعط درجة لكل فقرة كام تراها بالنســبة لج ىف مامرســاتج الحالية
عىل الجانب األمين ,مع تحديد ذلج عىل املقياس الذى يبدأ من ( )1وينتهى بـ( )5كام يىل :
أمتتع بهذؤ الخصائص بدرجة كبرية ال أمتتع بأى من هذؤ الخصائص
رتب كل فقرة أيضــاو عىل أســاس ما تحب أن تكون عليه عىل الجانب األيرســ ,ال تهتم مبا أنت عليه اآلن , -4
أعط درجـة للوصـــف الـذى تحويه الفقرة كنمط إدارى أمثل تتمنى أن تكون عليه ,مع تحديد ذلج عىل
املقياس الذى يبدأ من ( )1وينتهى بـ ( )5كام يىل :
91
الوضع املأمول املجموعــــــات الوضع الحاىل
5 2 3 4 1 والفقرات داخل كل مجموعة 5 2 3 4 1
92
الوضع املأمول املجموعــــــات الوضع الحاىل
5 2 3 4 1 والفقرات داخل كل مجموعة 5 2 3 4 1
93
الوضع املأمول املجموعــــــات الوضع الحاىل
5 2 3 4 1 والفقرات داخل كل مجموعة 5 2 3 4 1
94
الوضع املأمول املجموعــــــات الوضع الحاىل
5 2 3 4 1 والفقرات داخل كل مجموعة 5 2 3 4 1
95
(مفتاح الحل)
واآلن ميكنج رصــد نتائج املقياس الســابق لتحديد منط شــخصــيتج اإلدارية .بالنســبة لكل منط حدد الدرجة التى
حصلت عليها ىف كل فقرة سواء للوضع الحاىل أو الوضع املأمول وذلج عىل النحو التاىل :
96
واآلن ما هى أمناط شخصيتج اإلدارية ا
الحرىف املاهر
اإلجتامعى املشارك
القوى العمىل
املبتكر الخالق
97
الفصل الرابع
اإلدراك
98
مقدمة
يعد اإلدراك شـكال من أشـكال السلوك الفردى ىف املنظامت إذ ميثل عملية من خاللها يقوم الفرد
برتتيب وتفسري املثريات من حوله مبا ميكنه من التعامل معها .فاتخاذ املدير ألى قرار من القرارات
يسبقه إحساس وإدراك ألبعاد املوقف.
وهكذا فنننا نتعامل مع املثريات املوجودة حولنا ىف البيئة املحيطة كام ندركها وليس كام هى عليه
ىف الواقع ألن أسـلوب إدراكها يحدد سـلوكنا مع تلج املثريات (األشياء – املواقف – الناس) ومتثل
الحواس األدوات التى من خاللهــا يتم االنتبــاؤ إىل املثريات ,ثم يــأىت دور العمليــات الفكريــة
والذهنية لرتتيب وتنظيم وتفســري تلج املحســوســات ثم تحديد كيفية التعامل معها والترصــف
حيالها.
وحتى ميكننا التعرض لدراسـة موضوع اإلدراك فننه البد من التعرف باختصار عىل مفهوم كل من
اإلحساس واالنتباؤ ,ولذا فنننا سنتناول ىف هذا الفصل املوضوعات التالية :
عملية اإلحساس
عملية االنتباؤ
مفهوم عملية اإلدراك ومراحله.
العوامل املؤثرة ىف عملية اإلدراك.
اإلدراك اإلجتامعى.
تطبيق عمىل :كيف تدرك اآلخرين
99
عملية اإلحساس
اإلحسـاس هو الخطوة األوىل لإلدراك السـليم ,وهو األثر النف ـ الذى يحدث ىف الجها العصبى
نتيجة ملنبه مثري ,أو هو تلج العملية التى يتم عن طريقها اكتشاف املثريات وتحديدها وتقديرها
,وتتم هـذؤ العملية بتتابع معني لألحداث .فال بد أوالو من وجود مثري بشـــدة كافية ومناســـب
للحاســة املســتقبلة له حتى تبدأ عملية االســتقبال ,وعند تلقى عضــو االســتقبال للمثري يقوم
العصب املكون لهذا العضو بتحويل طاقة املثري إىل إمكانية فعل ,وتنقل هذؤ اإلمكانية –كنشارة-
عرب الجها العصـــبى الح ـــ إىل املخ ,وتنشـــط جزء معني فيه فيقوم بتســـجيل هذؤ اإلشـــارة
كنحساس ,وال يحدث اإلحساس حتى تصل تلج اإلشارة إىل املخ ويتم تسجيلها.
هذا وتوجد خمسة أنواع أساسية لحواس اإلنسان هى اإلبصار ,السمع ,الشم ,اللمس ,التذوق ,
ويضـيف البعض إليها حاســتى التوا ن واإلحســاس بالحركة .وتقع معظم املســتقبالت الحســية ىف
أماكن محفوظة داخل الجســـم ,فهى توجد عىل مســـافة من ســـط الجســـم (باســـتثناء بعض
املسـتقبالت الحسـية الجلدية) ,ومن ثم يصعب إصابتها فمستقبالت اإلبصار ال توجد عىل سط
العني فحسـب ,وإمنا توجد ىف مؤخرة مقلة العني فهى بذلج محفوظة جيدا بواسطة املقلة نفسها
,وكذلج باألنسجة والعظام والشعر املحيط بها ,وتتمثل أنواع أعضاء الحس فيام يىل :
-1اللمس :إن الجلد هو ســط حســاس يتلقى من العامل الخارجى التنبيهات املتعددة ,وفيه
أربعة أنواع من اإلحساسات هى :
-اإلحساس باللمس والضغط.
-اإلحساس بالحرارة (السخونة).
-اإلحساس بالربودة.
-اإلحساس باألمل.
111
ب -حاسـة الشـم :ومكان حاسة الشم ىف القسم األعىل من فتحتى األنف ,واإلحساسات الشمية
تتعلق بجها التنفس وعضــالت األنف التى تفت القســم األســفل من األنف وتضــيقه من األعىل
وبذلج تكث كمية الهواء املسـتنشقة وتكث بالتاىل الجسيامت الغا ية الصغرية التى تحمل الرائحة
املوجودة ىف الهواء ,ويالحو أن الحيوانات أقوى ىف شـــمها من اإلنســـان ,فحاســـة الشـــم لدى
معظمها تستقبل بشكل دقيق جداو.
جـــــ -حاســة التذوق :وعضــو الذوق هو اللســان مبا يوجد فيه من الرباعم والحلميات الذوقية ,
والتنبيه الذوقى كيميات ال يحدث إال بعد إذابة األشـــياء املذاقة وتفاعلها مع الحلميات الذوقية.
ويالحو أن العالقة قوية جداو بني حاسـة الشــم وحاســة الذوق .فنذا أصــيب املرء برشـ تضعف
حاسـة الشـم والتذوق ىف الوقت نفسـه .وإذا سد اإلنسان أنفه سداو محكامو وذاق شيئاو فننه قد ال
يستطيع التفرقة والتمييز بني األطعمة املختلفة.
ولكن الذوق والشم يختلفان عن بعضهام ىف أن حاسة الذوق ال تتأثر إال إذا كان التامس مباارشاو ,
أما حاسة الشم فننها تتأثر عن بعد.
د -حاسة البرص :آلتها العني ,مع مالحظة أن العضو املستقبل للتنبيهات البرصية هو ىف الحقيقة
القسـم األخري من العني املسـمى بالشبكية ,وال يتم اإلبصار الدقيق إال إذا وقع خيال املوجودات
الخارجية عىل منطقة معينة منها وهى البقعة الصفراء.
ولحاسـة اإلبصـار أهمية كبرية جداو ىف حياة اإلنسـان ,وذلج ألنها دقيقة ىف أجزائها وإحساساتها ,
فهى املنبع الغزير ملعلومـاتنـا التى نعرفهـا عن العـامل الخارجى الذى يحيط بنا ,وفوق ذلج فنن
العني مزودة بعضالت كثرية متكننا من النظر إىل جميع الجهات بسهولة وبدون تحريج الرأس.
هــــ -حاسـة السـمع :عضوها األذن والسيام الداخلية ,أما األذن الخارجية والوسطى فهى تقوم
بوظيفة إيصال االهتزا ات فقط.
ولحاســة الســمع أهمية كربى ,بديعية ,متكننا من االســتمتاع باملرســات الفنية كســامع النغامت
املختلفة التى هى من أشــد األشــياء تأثريا ىف النفس .أما القيمة الثانية فهى ,عقلية وهى ال تقل
عن القيمة البديعية حيث تزودونا بالثقافة واملعلومات وتجعلنا نتفاهم مع غرينا بواســـطة اللغة
الصوتية املعروفة.
111
ويجب أن نعرف بادئ ذى بدء أن اإلحساس أو الشعور Sensingواإلدراك شيئان مختلفان ,عىل
الرغم من أن كثريين ال مييزون بينهام ,ومع أن اإلدراك يســتند إىل اإلحســاس من أجل الحصــول
عىل املعلومات الخام ,فاإلحســـاس هو اســـتقبال الفرد ملثري خارجى من خالل حواســـه الخمس-
البرصـ والســمع واللمس والذوق والشــم -ونقل معلومات خام عن املثري للدماغ بصــورة مرئية أو
مسـموعة…الخ فاإلحساس عملية عصبية فسيولوجية أساساو ,أما اإلدراك Perceptionفهو عملية
أكث تعقيداو وشـموالو من اإلحسـاس ,فهو عملية معرفية ذهنية تتضمن االنتقاء واالختيار من بني
املعلومات التى توصلها الحواس للدماغ ,وإسقاط بعض املعلومات ,وتعديل وتغيري بعضها اآلخر
أو تغيريها كلي وة ,ثم تنظيم املعلومات وتحليلها وتفسـريها ,وإعطائها معنى ,والترصــف ىف ضوء
هذا التفسري.
فاإلحساس ما هو إال استقبال معلومات وإيصالها للدماغ ,وأما اإلدراك فهو عملية طابعها ذهنى
ومعرىف ترتكز ىف تنظيم املعلومـات وتفســـريهـا وإعطـائهـا معنى يتأثر به ســـلوك الفرد وكذلج
اتجاهاته.
وىف كثري من األحيان يتم الخلط بني اإلدراك واإلحساس ,وصحي أن اإلحساس يرتتب عليه أحياناو
سلوك ,إال أن هناك تفرقه واضحة بني اإلدراك واإلحساس ,ولي يتم اإلدراك البد من توافر ثالثة
ارشوط رئيسية هى :
-1عـامل املـدركـات الذى يأىت منه مختلف املثريات ,وهو مســـتقل عىل نحو ما عن اإلنســـان
املدرك.
-4وسائل اإلدراك املختلفة املوجودة لدينا ,والتى تتمثل ىف الحواس.
-3الجها العصــبى املركزى الدماغى الشــوىك (املخ) الذى يرتجم املحســوســات إىل مدركات ذات
معنى ,وبغريؤ يستحيل علينا إدراك أى شو.
وهكذا يتضـ أن اإلحساس مرحلة أولية وال مة للوصول إىل اإلدراك ,وأنه ال إدراك بغري إحساس
وان كان من املمكن أن يحدث اإلحســاس دون اإلدراك ,ومن ثم فكل إدراك يســبقه إحســاس ,
وليس من الرضورى أن يعقب اإلحساس إدراك.
112
عملية االنتباؤ
يتأثر اإلنســان ىف أية لحظة بالكثري من املنبهات الحســية ,ولكنه يختار بعضــها لينتبه إليه .فنذا
جلســت ىف حجرتج تقرأ كتاباو مشــوقاو ,فننج تنظر بانتباؤ إىل الكلامت التى تقرأها عىل صــفحات
الكتاب ,وال تحس بكثري من املنبهات األخرى الكثرية التى تقع عىل حواســج .فأنت ال تحس مثال
بضـغط الحذاء عىل قدميج ,أو بضـغط املالبس عىل بدنج ,أو يضغط سوار الساعة عىل معصم
يدك .وقد يوجد أمام ج ىف مجال برصـ كثري من األشــياء األخرى ذات األشكال واأللوان املختلفة ,
ولكنـج ال تنتبـه إليهـا .وقد تكون هناك ىف الحجرة ســـاعة حائط تدق دقات واضـــحة ,وبعض
األطفال يلعبون ىف حديقة املنزل ,وأصـوات السيارات تغدو مرسعة ىف الطريق ,إىل غري ذلج من
املنبهات الحسية الكثرية التى تصدر عن األشياء املختلفة ىف العامل الخارجى املحيط بج .ولكنج ال
تحس بكل هذؤ املنبهات الحسية إحساساو واضحاو ىف وقت واحد ,بل إنج ىف العادة تركز انتباهج
ىف شـو معني كالكتاب الذى تقرأؤ ,وتســتغرق ىف قراءته اسـتغراقاو تاماو ,مام يجعلج ال تشــعر ىف
الغالب بكل املنبهات األخرى املحيطة بج .إن اإلنســـان عادة يختار من املنبهات الكثرية املختلفة
املحيطة به بعضـــها ويوجه انتباؤ إليها ,ويدركها إدراكاو واضـــحاو .فاالنتباؤ ,إذن ,هو اختيار أحد
(أو بعض) املنبهات الحســية املعينة من بني املنبهات األخرى الكثرية املوجودة ىف البيئة الخارجية
التى تحيط بنا لي ندركه ونسـتجيب له .ويصب هذا املنبه حينئذ ىف بؤرة شعورنا أو وعينا ,بينام
,أى خارج بؤرة الشعور أو الوعى نغفل عن املنبهات األخرى فنجعلها عىل هامع اإلدراك الح
,أو قد ال ندركها إطالقاو.
وهناك عالقة وثيقة بني االنتباؤ واإلدراك الح ـــ .فنحن ندرك عادة ما ننتبه إليه .كام أن كال من
يؤدى إىل نتيجة واحدة وهى الوعى باألشياء الخارجية وبأنفسنا .غري أنه االنتباؤ واإلدراك الح
وميهد له. ميكن أن منيز بني االنتباؤ واإلدراك الح ـ عىل أسـاس أن االنتباؤ يسبق اإلدراك الح
ولكن ليس من الرضـــورى أن يتم اإلدراك الح ـــ إذا ما حدث االنتباؤ ,فقد ننتبه إىل شـــو ما
أيضاو من حيث أن اإلدراك لندركه ولكننا قد نفشـل ىف إدراكه .يختلف االنتباؤ عن اإلدراك الح
يتضمن التنظيم والتفسري ملا ندرك ,بينام ال يتضمن االنتباؤ أية عملية للتنظيم أو التفسري الح
,فقد تنتبه مجموعة من األفراد إىل شو معني بالذات ,ثم نالحو أن كال منهم قد أدركه بطريقة
مختلفة ,ألن كالو منهم قد نظمه وفرسؤ بطريقته الخاصة.
وبتحليـل عمليـة االنتبـاؤ نســـتطيع أن متيز بني ثالثـة أنواع من االنتبـاؤ هى :االنتباؤ الالإرادي ,
واالنتباؤ اإلرادي ,واالنتباؤ االعتيادي .ويجب أن نالحو أنه ال توجد ىف الحقيقة حدود فاصلة بني
هذؤ األنواع الثالثة من االنتباؤ ,إذ قد تتداخل معا ىف بعض األحيان.
113
-1االنتباؤ الالإرادي Involuntary attention
يحـدث االنتبـاؤ الالإرادي حينام تفرض بعض املنبهـات الخـارجيـة ذاتها علينا كام يحدث ,مثالو ,
عندما نسـمع صوت انفجار فنننا ننتبه إليه بطريقة ال إرادية ,ويتميز هذا النوع من االنتباؤ بأنه
ال يتطلب مجهوداو شـــعورياو منج ,بل عىل العكس إنه يتطلب منج مجهودات لترصـــف انتباهج
عنه ,وتركزؤ ىف عملج .ويحدث االنتباؤ الالإرادي عادة حينام نتعرض ملنبهات شــديدة كاألصوات
أو األضواء الشديدة أو الروائ النفاذة.
يتـأثر االنتبـاؤ بالعديد من العوامل منها ما هو خارجى ومنها ما هو داخىل ,فالعوامل الخارجية
املؤثرة ىف االنتبـاؤ متثـل مـا يتعلق بالظروف املتعلقة باملنبه والتى تجعله أكث إثارة لالنتباؤ ومن
بينها :
تتم عملية اإلدراك بصـورة عامة ,عند أى إنسـان وفق عدة مراحل يوضـحها الشكل رقم (, )1/2
عىل النحو التاىل :
-1التعرض ملثري ,ليس كل ما يراؤ اإلنســـان أو يســـمعه أو يحس به يثري انتباهه ,وحيث أن
اإلنسان يعيع وسط مثريات عديدة مختلفة ال ميكن استيعابها كلها ,لهذا يختار مثرياو معيناو
ويسـتجيب له و يسـتخدم واحدة أو أكث من حواسه لتحويل املعلومات الخام عن املثري إىل
الدماغ.
-4االنتبـاؤ :وميثـل اهتامم الفرد بـأحـد املثريات املتعـددة من حوله ,وتركيزؤ عليه دون غريؤ
وبالتاىل توجه إليه الحواس متهيدا إلعامل النواحى العقلية واملعرفية.
115
-3تسـجيل املعلومات وتنظيمها :يوصل اإلحساس معلومات خام للدماغ ,حيث يقوم برتجمة
وتفســـري املعلومات الخام ىف صـــور ومخططات ذهنية (فئات معرفية ,مســـميات…الخ)
وتخزينها .وال يقوم الدماغ بتخزين املعلومات الخام املنقولة إليه ىف صــورتها األصــلية ,وىف
هذؤ املرحلة تلعب حواس اإلنسـان وجها ؤ العصبى دوراو هاماو ,ويتأثر ما يستقبله اإلنسان
ويسـجله من معلومات بقدراته الفسيولوجية والعصبية .ثم يقوم العقل بتنظيم املعلومات
املرتجمة ىف أشكال ذهنية وتصنيفها وترتيبها ىف وحدات أو مجموعات أو فئات مستقلة عىل
أسس التشابه أو التكامل أو التقارب ,ومن ثم العمل عىل تخزين املعلومات واالحتفاث بها
ىف الذاكرة.
-2تفســـري املعلومـات ,يتم االنتقـاء من بني املعلومات املنظمة واملخزنة ,وتحليلها وإعطائها
معنى ىف ضــوء خربات الفرد الســابقة مبثل هذا املوقف ,وشــخصــيته وقيمه وغريها .وهذؤ
املرحلة تعترب أهم جانب معرىف ىف عملية اإلدراك.
-5االسـتجابة السـلوكية ,وتتمثل هذؤ املرحلة ىف إقدام الفرد عىل سلوك معني ىف ضوء تفسريؤ
للمثري واملعنى الذى كونه عنه (استناداو ملا ادراك) .وقد تتخذ االستجابة صورة سلوك ظاهرى
أو ســلوك مســترت (تكوين اتجاؤ) ,وتعترب نتيجة الســلوك الذى قام به الفرد ىف ضــوء إدراكه
للمثري آخر خطوة ىف عملية اإلدراك ,والنتيجة قد تكون إيجابية أو سـلبية بالنسبة للفرد أو
املنظمة أو كليهام.
116
العوامل املؤثرة ىف عملية اإلدراك
تتـأثر عملية اإلدراك بالعديد من العوامل – بجانب تأثري الحواس -منها ما يتعلق بالشـــء املثري
الذى يتم إدراكه ,ومنها ما يتعلق بالفرد ذاته ,باإلضـافة إىل ما يتعلق باملوقف املحيط ,ويوض
الشكل رقم ( )4/2العوامل املؤثرة ىف اإلدراك ,وميكننا تناولها عىل النحو التاىل :
متثل العوامل املوضوعية تلج العوامل التى تكمن ىف طبيعة املثريات ذاتها ,وتساعدنا عىل إدراكها
بالكيفية التى تبدو عليها برصـــف النظر عن العوامل الذاتية التى تكمن ىف الذات املدركة .فالعامل
املحيط بنا ملو باملثريات املختلفة املنبعثة منه باســتمرار .لكننا ال ندرك كل هذؤ املثريات بدرجة
واحدة من الوضــوح أو الشــدة ,فأنت تدرك برســعة املدير العام الذى يجلس عىل مكتب فخم
بنحدى القاعات باملنظمة ولكنج قد ال تدركه إذا كان ســـائرا بني الناس ىف أحد الشـــوارع كذلج
تدرك برسعة وقوة رجل الدين الذى يجلس بني املدعوين مرتديا مالبسه الدينية وبيدؤ املسبحه ,
وقد ال تدركه بنفس الرسعة ورمبا قد ال تدركه مطلقا وهو جالس بني املصلني ىف أحد املساجد.
117
وباملثل ميكن القول ,أنج تدرك النقطة املضـيئة ىف وســط الظالم الدامس أو بقعة سوداء ىف رداء
أبيض ,وقد ال تدرك نفس البقعة ىف رداء رمادى غامق .وباملثل ميكن القول أنج تدرك صوت نفري
(كالكس) الســيارة وســط الســكون التام بدرجة أقوى وأرسع مام لو حدث هذا الصــوت وســط
ضجيج النهار .وأنت أكث قدرة عىل سامع صوت هامس صادر من أحد مالئج أثناء السكون التام
,وقد ال تسمعها مطلقا وسط هرج وضجيج الحضور.
ونحن ال ندرك من املوضـوعات املحيطة بنا تفاصـيلها بادئ ذى بدء وإمنا ندرك صيغ كلية أوال…
ثم قد ندرك التفاصيل فيام بعد.
فنذا نظرت ألى تفصيل من تفصيالت الشكل رقم ( )3/2فننج ستعجز عن فهمه وتفسريؤ ,وحتى
لو حاولت ســتجد نفســج مشــدوداو ملعرفة عالقة هذا التفصــيل بالصــيغة الكلية املكونة ملجموع
تفاصيله .انظر إليه نظرة فاحصـة
الشكل رقم ()3/2
اإلدراك يتم عىل الكل أوالو وليس التفاصيل
118
واسأل نفسج ماذا ترىا .تجد اإلجابة حارضة من تلقاء نفسها ..لقد تعرفت عليه إنه بالقطع أكث
من مجرد خطوط جمعت بطريقة هندســـية فحني نظرت إىل ذلج الشـــكل قد تعرفت عليه ,إنه
إلنسـان ,وهذا هو إدراك الصيغة الكلية ثم تأىت مرحلة إدراك التفاصيل فيام بعد ,هل هو رجل
أم إمرأة ,هـل هو (أو هى) جالس أم واقف ,هل يقراو أم يفكر ,الخ التفاصـــيل املمكنة .والذى
يحـدد هذا اإلدراك الكىل عامل الخربة الســـابقة ,فأنت حني ترى مثريا من املثريات التى حولج ,
تضـــفى عليـه املعنى والداللة حتى تتمكن من إدراكه ,وعىل هذا فاملعنى والداللة ال تكون عن
طريق األجزاء بـل تكون عن طريق الكـل ,والكـل ىف اإلدراك ليس مجرد مجموع التفـاصـــيل أو
األجزاء بل هو أكرب من مجموع التفاصيل أو األجزاء ومثال عىل ذلج :إذا نظرت إىل لوحة طبيعية
لفنـان مـا ,أمامج ,ماذا ترىا … لوحة طبيعية جميلة تشـــد انتباهج ملشـــاهدتها ,أو منفرة
تدفعج إىل تركها وشـــأنها… وىف الحالتني فأنج قد تأثرت مبدرك كىل… فنذا شـــدتج إليها وقفت
تتأمل تفاصيلها.
إذن ميثل اإلدراك عملية عقلية معقدة تؤثر فيها عدة عوامل موضـــوعية يتعلق بعضـــها بانتقاء
واختيار املثريات ,وبعضها اآلخر بتنظيم املثريات وترتيبها ,وفيام يىل نشري باختصار إىل كل منهام
119
د -التكرار Repetition
إن حـدوث أمر أو موقف بصـــورة متكررة ,تزيـد احتامالت جـذب انتباؤ الفرد إليه أكث مام لو
حدث مرة واحدة بصورة عرضية ,وهذا أحد أسباب نرش اإلعالنات بصورة متكررة.
111
الشكل رقم ()2/2
الشكل واألرضية
واآلن انظر إىل الشــكل رقم ( )5/2ســتجد أن األجزاء املظللة هى الشــكل أو الصــيغة البار ة عىل
األرضية (املساحة البيضاء املحددة) وبعد قليل ميكن أن يتم التناوب بينهام.
111
وبرغم أن إدراكنا يتم ألشكال أو صيغ عىل أرضيات ,إال أنه يختلف تبعا الختالف األرضيات التى
يوضع فيها نفس الشكل أو نفس الصيغة .انظر إىل الشكل رقم ( )6/2بجميع أجزائه بدءا من (أ)
حتى (د) ,ماذا ترىا
سوف ترى أن الشكل (أ) يختلف عن األشكال ب ,جـــ ,د وباملثل الشكل (جـــ) يختلف عن بقية
اإلشـكال وهكذا ,عىل الرغم أن الصـيغة واحدة ىف األصـل كل منها عبارة عن خمسة مجموعات
كل مجموعة مكونة من خطان مائالن (أب ,جــ ,د ,هـــ ,و ,ح ,ط ى) طول كل منها بوصة.
ومع ذلـج فنجراء تحويرات طفيفة جعلت األرضـــية ىف كل شـــكل مختلفة مام أدى إىل اختالف
إدراكنا لها.
112
ب -قانون اإلحاطة والتكميل أو اإلغالق Closure
انظر إىل الشـــكل رقم ( , )7/2ماذا ترىا… ســـوف ترى دائرة ىف الجزء (أ) ,عىل الرغم من أنها
مجموعة من النقاط التى أخذت شــكال معيناو (بخربتج تراها دائرة) .ولو ترك أمامج هذا الشــكل
وىف يـدك قلم فـأغلـب الظن أنـج ســـوف تكمـل الدائرة (تغلق الدائرة) .وحتى إذا مل تجد قلام
إلكاملها فننج ســوف تكملها برصــيا (إدراك) لتعطيها املعنى والداللة .وباملثل فانج لو شــاهدت
الجزء (ب) فننج ســـوف تجد فيه أكث من مجرد أربعة خطوط مســـتقيمة تالقت ىف نقطة ما…
أنج ســوف تراها عىل أنها خطان متعامدان… وباملثل الجزء (جـــــ) الذى تراؤ عىل أنه معني …
وهكـذا قـد قمـت بـاالحـاطـة التامة (أى إغالق الدائرة) حتى ترى املعنى والداللة .ونحن ىف كل
لحطة من لحظات حياتنا نقوم بعملية االحاطة أو التكميل ,فنذا شاهدت فيلام سينامئيا قد تركه
املخرج عن عمد بال نهاية فننج تقوم بوضع نهاية من عندك.
113
شكل رقم ()7/2
أثر قانون اإلحاطة واإلغالق ىف اإلدراك
114
الشكل رقم ()8/2
أثر قانون التقارب والتشابه عىل اإلدراك
إنج س ـرتى كل خطني (أب -جـــــ د ..الخ) عىل أنهام ميثالن وحدة واحدة ,ىف الجزء (أ) .والذى
ســـهـل لـج إدراك هـذا املعنى تقـارب كـل خطـان أو كل نقطتان وهذا هو لب قانون التقارب.
فاملثريات املتقاربة ىف الزمان أو املكان أســـهل ىف اإلدراك .فأنت اآلن جالس للقراءة مســـاء والجو
هادئ والناس نيام… فجأة تســـمع صـــوت نقاط املاء تنســـاب من صـــنبور ىف الحامم نقطتان
متالحقتان يعقبهام ســـكون وهكذا أو نقطتان متالحقتان ثم نقطة مفردة… هذا اإليقاع يجعلج
أقدر عىل إدراكهام .فنذا ما تركت منزلج ونزلت إىل الطريق وركبت األتوبيس ونظرت من الشباك
اســـرتعى انتباهج أن كل عرشـــة أمتار يقف ارشطى بوليس… وهنا تدرك أن هناك احتفال أو أن
رئيس الدولة سوف مير أو ائر رسمى للدولة …
115
وهكذا بتحوير طفيف انقلب التقارب إىل تشــابه ,فأصــبحت املســافة البعيدة ىف الجزء (أ) وهى
(ب جــــ) قريبة ىف الجزء (ج) فقد أدركتها برسعة برغم استحالتها عليج ىف الجزء (أ) .إذن تشابه
املثريات يجعلنا أقدر عىل رؤيتها ومن ثم إدراكها … فنذا دخلت أحد أقســـام اإلنتاج اســـرتعى
انتباهج أن هناك ثالثة عامل يرتدون مالبس حمراء … وأن كانت املسـافات التى بينهم شـاسعة
ىف القسم.
116
الشكل رقم ()9/2
أثر قانون االستمرار ىف اإلدراك
إن السـياق الذى يسـتخدم كل العنارص ىف الشـكل يكون أكث قابلية لإلدراك من أى سياق آخر ال
يســتخدم جميع عنارص الشــكل .أنظر إىل الشــكل رقم ( )10/2والحو أنج ترى شــكالو ســداســياو
يتكون من جميع الدوائر السـوداء وال ترى شـكالو مربعاو يتكون من الدوائر املتوسطة وتوجد عىل
كل من جانبيه دائرة.
117
شكل رقم ()10/2
أثر الشمول ىف عملية اإلدراك
تلعب العوامل الفردية ىف اختيار املثريات وتحديد ما يود الفرد إدراكه من هذؤ املثريات دوراو كبرياو
ىف عمليـة اإلدراك ,فنحن نتعرض يوميـا آلالف املثريات املحيطة بنا ,فهل ندركها جميعا بطريقة
واحدةا اإلجابة بطبيعة الحال "ال" .ولقد اتضـ مام سبق اإلدراك عملية متعددة املراحل وبالغة
التعقيد… ونضــيف اآلن أن جزءاو أســاس ـياو من التعقيدات البالغة ىف عملية اإلدراك هو اســتحالة
املطابقة التامة بني طبيعة الشـــو املدرك كام هو عليه ىف الواقع الخارجى (املوضـــوعى) وكام هو
عليه ىف الواقع الداخىل (الذاىت).
فـنذا نظرنـاو إىل " الوردة " كمثري واحد ,يدركها املحب إدراكا يختلف عن الطالب املتخصـــص ىف
كلية الزراعة ,يختلف عن الرسـام ,يختلف عن بائع الزهور ,يختلف عن البستاو الذى يرويها.
والورود ىف (فرح) أو (حفلـة عيـد ميالد) يختلف إدراكنـا لهـا عام لو كانت ىف (مأتم) أو (جنا ة)
وهكذا يكون للمثري الواحد (املدرك) معاو مختلفة بالنســـبة ملختلف األفراد ,وبالنســـبة للفرد
ال واحد ىف مواقف مختلفة ,فندراكج للوردة وأنت سعيد مبتهج يختلف إلدراكج لها وأنت حزين
مكتئب .وهكذا مييل الفرد بصــورة عامة إىل انتقاء األحداث والظواهر واألشــياء التى تتوافق مع
شخصيته وحاجاته ودوافعه وخرباته ,ومن أهم العوامل الذاتية املؤثرة ىف اإلدراك ما يىل :
118
-4الحاجات والدوافع :
تلعـب حـاجـات الفرد غري املشـــبعـة ودوافعـه دوراو هـامـاو ىف اختيار ما يثري انتباهه من مواقف
وأحداث وظواهر ,وتؤثر أيضاو ىف إعطاء املعاو والتفسريات للمعلومات املنتقاة.
فالفرد الذى يشــعر بحاجة اقتصــادية ملحة ســيثري انتباهه ما يســمعه من أخبار وأنباء عن إعادة
النظر ىف سياسة املرتبات واملكاف ت والفرد الذى لدية حاجة ملامرسة النفوذ والتأثري عىل اآلخرين
يجذب انتباهه املواقف واألعامل التى متكنه من إشباع رغبته ,وهكذا مييل الفرد بصورة عامة إىل
إدراك األمور واألشياء بطريقة تنفق ونوعية الحاجات التى يسعى إىل إشباعها.
-3الشخصية :
تؤثر شخصية الفرد املدرك عىل إدراكه للمثريات من مواقف وأحداث وأمور يواجهها .ويتض ذلج
من الهوة والفجوة بني األجيال (مديرين صغار السن ومديرين كبار السن) حيث يتفاوت إدراكهم
لنفس األمور واملواقف.
ومن العوامل املرتبطة بالشــخصــية الرتكيب الفســيولوجي لإلنســان وقدراته العقلية واالســتعداد
الذهنى الســـتقبال املثريات ,وقيم ومعتقدات واتجاهات الفرد فكل هذؤ األمور ال ميكن إغفال
تأثريها إيجابا أو ســـلباو ىف انتباؤ الفرد نحو األحداث واملواقف واألشـــياء وىف تفســـريها وإعطائها
معنى.
-2النسق اإلدراىك
يتعلم بعض األفراد العاملني ىف نفس املنظمة أن يفرسـوا األمور من حولهم بصــورة متشابهة .ولكنه
ينشــأ أيضــاو عن التعلم ىف نفس الوقت اختالفات ىف املدركات .فقد يرى مدير املبيعات أن مشــكلة
تدو املبيعات ترجع إىل نقص مهارات مندوىب البيع ,بينام يرى مديرى األفراد أن الســـبب يكمن ىف
عدم االسـتفادة السـليمة من املوارد البرشية املتوافرة ,كام قد يرى مدير اإلنتاج عالج مشكلة تدو
الجودة يتطلـب إعادة تصـــميم املعدات وغريها ,ىف حني قد يرى مدير األفراد أن الحل هو تدريب
العاملني و يادة الحوافز.
وإذا تعمقنا وتركنا االتجاهات إىل القيم ,نجد الصـــورة أكث برو او .فنذا فرض و ار مدينة القاهرة
شـــخصـــان األول ذا قيم دينية (متدين) والثاو ذا قيم اجتامعية وجاملية فامذا يريان ىف مدينة
القاهرة .األول يدرك الجوانب الطيبة وتحكم مسار حركته ىف املدينة فيزور أماكن العبادة ويلتقى
برجـال الـدين وال يرى ىف النـاس ال الخرييني منهم ,بينام الثـاو ال يرى اإل كـل مـا تحكمه قيمه
االجتامعية والجاملية ,فال يرى من القاهرة إىل املسارح وأماكن الرتفيه والحدائق واألبراج واآلثار.
121
ثالثاو :العوامل التى تتعلق باملوقف املحيط :
تؤثر البيئة السياسية واالقتصادية واالجتامعية والطبيعية التى يعيع فيها الفرد تأثرياو واضحاو عىل
كيفيـة إدراكـه لألمور املحيطـة به ,فاألرسة واملدرســـة والجامعة والنادي وجامعات األصـــدقاء
والنواحى االقتصــادية والســياســية تلعب دوراو رئيســياو ىف تكوين شــخصــية الفرد وتحدد قيمه
ومعتقداته واتجاهاته والتى تسهم بدورها ىف تفسريؤ للظواهر واملواقف واألحداث.
وتلعـب بيئـة العمـل والظروف املواكبة لها دوراو جوهرياو ىف إدراك املوقف املثري ,ويبدو ذلج من
تـأثري الظروف املـاديـة واملعنويـة التى تتمثـل ىف ترتيب اآلالت واملعدات واألثاث ونظافة املكان
واتســـاعه …… ,هذا باإلضـــافة إىل أمناط العالقات الســـائدة والروح املعنوية وعوامل االنتامء
والوالء …… كل هذؤ العوامل وغريها تؤثر عىل إدراك الفرد وتفسريؤ ملا يدور حوله.
121
Social Perception اإلدراك اإلجتامعى
يشـــري اإلدراك االجتامعى إىل كيف يدرك الناس بعضـــهم البعض ,كيف يعرف اإلنســـان الناس
اآلخرين .وإدراك الناس لبعضــهم البعض أكث صــعوبة وتعقيداو من إدراك الناس لألشــياء .ويتأثر
إدراك الناس بعضهم لبعض بخصائص الفرد املدرك واملدرك ,وذلج عىل النحو التاىل :
122
-3اإلعزاء
يشـري اإلعزاء ببسـاطة إىل طريقة تفسـري سـبب سـلوك اإلنسان نفسه أو سلوك شخص أخر ,أنها
العملية التى يتوصل الناس من خاللها إ ىل استنتاجات حول العوامل التى تؤثر ىف سلوك فرد آخر.
وميكن أن تعزى أســباب ســلوك اإلنســان عىل نحو معني إىل عوامل داخلية مثل خصــائص الفرد,
ودافعيتـه ,وقـدراتـه أو أن يعزى ســـلوكه إىل عوامل خارجية مثل أنظمة العمل وســـياســـاته
واألســلوب االارشاىف وغريها .فاالعزاء هو البحث عن أســباب لتفســري ســلوك أشــخاص آخرين أو
سـلوك اإلنسـان نفسـه .وهذا اإلعزاء السـببى الذى يقوم به اإلنسان يؤثر كثرياو ىف إدراكه وسلوكه
تجاؤ الفرد اآلخر املدرك .فاألسباب التى يعزيها املدير ألداء املوظف املتدو ستؤثر كثرياو ىف إدراك
املدير لهذا املوظف وبالتاىل كيفية الترصف نحوؤ.
-2اإلسقاط
ويعنى أن يعزى الفرد خصـائصـه ومشـاعرؤ لشـخص آخر ,أو يرى الشــخص صفات اآلخرين من
خالل صـفاته الذاتية ,أى أن يسـقط الفرد مشــاعرؤ ودوافعه وخصائصه ىف الحكم عىل اآلخرين.
وعادة ما يســقط الفرد املدرك الصــفات واملشــاعر غري املرغوبة فيه ,ولكنه ال يود االعرتاف بها.
وهو شائع كثرياو ويشكل عائقاو كبرياو ىف عملية اإلدراك.
123
تطبيق عمىل :
( )1كيف تدرك اآلخرين ا
دخلت عيادة أحد األطباء االسـتشـاريني للكشف عندؤ ,ووجدت 10أفراد يجلسون بانتظار دورهم ىف الدخول ,
وكان كل منهم يترصف ويسلج سلوكاو معيناو ,ونظرت لكل منهم فوجدتهم ىف الحاالت التالية :
املطلوب منج تسجيل مضمون الرسالة غري اللفظية التى أدركتها واستنتجتها من كل منهما
124
( )4كيف تفرس األشكال التالية ا
125
الفصل الخامس
السلوك اإلبتكارى للمدير
وأثرؤ ىف تنمية قدرات مرؤوسيه
126
ناقص من اصل املصدر
127
الفصل السادس
القيم واالتجاهات
128
مقدمة
نـالـت القيم قـدرا كبريا من اهتاممـات العلامء والباحثني عىل اختالف انتامءاتهم العلمية وما
ال هـذا االهتامم يتعـاظم كلام اشـــتدت الحاجة إىل الكشـــف عن طبيعتها ودورها كمتغري له
أهميته يف كافة نواحي الحياة االقتصادية واالجتامعية السياسية والثقافية .
وقـد اختلف العلامء واملفكرين يف تحديد مدلول القيم حيث أن كل منهم ينطلق من منظور
فكري يختلف عن منظور اآلخرين ,فريى علامء النفس أن القيم هي اتجاهات ورغبات وأهداف
ومعتقدات واتجاهات وسامت الشخصية ,يف حني يركز علامء االجتامع عىل دور القيم يف تحقيق
التوافق الـداخيل للفرد وتوافقـه مع البيئـة الخـارجيـة ,أما يف الناحية اإلدارية فقد صـــاغ علامء
اإلدارة للقيم عدة مفاهيم تركزت عىل أنها املرشد للسلوك والترصفات واتخاذ القرارات .
ويف هذا الفصل نتناول مفهوم القيم وأهميتها يف مجال املنظامت ونتعرض بنيجا لتقسيامت
القيم ثم نوضـــ اآلثـار الســـلبيـة املرتتبـة عىل عدم االلتزام بالقيم ,ونلم إىل القيم يف الفكر
اإلســـالمي ,وننتقـل بعد ذلج إىل الحديث عن تعريف االتجاهات ومكوناتها ,وخصـــائصـــها
مصــادرها األســاســية ,وإىل جانب ذلج نبني كيفية قياس االتجاهات وأخرياو وباختصــار نتعرض
لتغيري االتجاهات ,وذلج عىل النحو التايل :
129
تعريف القيم وأهميتها :
يري Fremontأن القيم هي املرشـد األساا يف توجيه اتخاذ القرارات والترصفات األخرى ,
والتي تحدد إطارا عاما للمامرسـات الرضـورية املرغوبة ,وأنها – أي القيم – يف سبيل ذلج تؤدي
الوظائف التالية :
تحديد بدائل الترصف املمكنة .
تقييم بدائل الترصف .
الترصف وفقا لتوجيه قيمي معني .
الترصف وفقا لتوجيه قيمي معني
تحديد ردود الفعل الفردية تجاؤ ما تم اتخاذؤ من ترصفات
وينظر Rokeachإىل القيم باعتبارها اعتقاداو راســخاو بأن الترصــف بطريقة معينة أفضــل من أى
طريقـة أخرى متـاحة ,وأن اتخاذ هدفاو أو غاية معينة يكون أفضـــل من اتخاذ أهدافاو أو غايات
أخرى .
كام يؤكد Scheinإىل أن القيم عبارة عن مجموعة من املشــاعر واألحاسيس الداخلية التي تؤدي
عدة مهام منها .
التأثري يف توقعات األفراد وأمناط سلوكهم تجاؤ املواقف املختلفة .
التأثري بدرجات مختلفة عىل ميكانيزمات التوافق بني أعضاء الجامعة .
املساعدة يف تحديد وفهم الدوافع الحقيقية وراء كل ترصف يقوم به الفرد والجامعة .
تشكيل هيكل ثقافة الجامعة وأمناط السلوك الثقايف التي متيزها .
تحقيق التكامل واالنسجام بني أهداف ومعايري كل من األفراد والجامعات .
أما Bengstonفينظر إىل القيم عىل أنها مفهوم أو تصـور لألشـياء املرغوبة ويشعر بها الفرد
من خالل بااللتزام أو الدافع الختيار ســـلوك معني دون آخر ,وأنها متثل معايري إلصـــدار أحكام
الفرد عىل مدى مناسبة السلوك وتحدد توجهاته نحو الترصف .وقد تكون القيم واضحة فيستدل
عليها من خالل التعبري اللفظي وقد تكون كامنة فيستدل عليها من خالل سلوك الفرد وترصفاته.
يف حني يري Kluckholnأن القيم متثل تصــورا – رصيحاو أو ضــمنياو – مييز الفرد أو الجامعة
ويحدد ما هو مرغوب فيه ,ويؤثر يف اختيار الطرق واألســـاليب والوســـائل واألهداف الخاصـــة
بالترصــف ,وفكرة املرعوب فيه تحددها ثقافة الفرد والجامعة التي تعترب حجر الزاوية يف مفهوم
القيم .
131
وبصفة عامة من خالل عرض االتجاهات السابقة عن مفهوم القيم ميكن الخروج بعدة حقائق
هي :
-1أن هنـاك إجامع من قبـل العلامء والبـاحثني بـأن القيم هي املوجـه األســـاا ألمناط
وســـلوك والترصـــفات واتخاذ القرارات ,وأنها توفر األســـاس املوضـــوعي لإلختيار بني
العديد من األساليب والترصفات .
-4أن هنـاك شـــبـه اتفقا بني العلامء والباحثني عىل ما للقيم من دور يف تحقيق التوافق
والتوا ن الـداخيل للفرد ,باإلضـــافة إىل توافقه مع الجامعات املحيطة به والبيئة التي
ينتمي إليها .
-3إمكانية التعرف عىل أمناط القيم من خالل تحديد أمناط الســلوك الفردي تجاؤ مواقف
محـددة ,كل ما هنالج بأن تكون تلج الترصـــفات واملواقف نابعة من الثقافة والبيئة
التي ينتمي إليها الفرد .
-2أن القيم تنطوي عىل أبعـاد وجوانـب متعـددة منها ما هو معريف وما هو وجداين وما
هو ســـلو ,وهذؤ األبعاد تندرج يف قوتها وتأثريها ,وهو األمر الذي يعني بأن القيم
تنتظم يف بناء هرمي ,أى أنها ليست ذات ردجة واحدة من األهمية وتختلف األهمية
النسـبية لهذؤ القيم من فرد آلخر طبقاو الختالف البيئة والخربات املكتسبة والخصائص
الشخصية .
-5أن القيم موضــوعات مرغوبة دامئاو ,وهو ما يعني بأن اتخاذ الســلوك لنمط معني بناء
عىل توجه قيمي محدد يجب أن يتم وفقاو لرغبة الفرد وإرادته دون ضـــغط أو إذعان
ألي مصدر خارجي .
وتبدو أهمية القيم يف أنها تحدد اإلطار الفكري للشـــخصـــية ذلج الذي يرســـم االتجاهات
ويساعد يف توجيه السلوك بعد ذلج ولهذا فالقيم أكث تأصيالو وثباتاو واستمراراو من االتجاهات ,إذ
أنها متثل نتاج تفاعالت نفســية وبيولوجية داخل إطار بيئة معينة ,ويوضــ الشــكل رقم ()1/6
جذور شجرة القيم وفروعها .
131
شكل رقم ()1/6
جذور شجرة القيم وفروعها
ويالحو من الشكل أن جذور القيم تكمن يف مكونات الشخصية وأبعادها وما يؤثر عليها من
ظروف بيئيــة وثقــافيــة متعــددة .وتلعــب القيم دوراو مؤثراو يف تكوين اتجــاهــات األفراد ,وبنــاء
املعايري التي يحتكمون إليها يف تقييمهم لألمور ,كام تؤثر يف الســلوك ,ويتض ـ من الش ـكل رقم
( )4/6العالقة بني القيم واالتجاهات والسلوك .
رقم ()4/6
العالقة بني القيم واالتجاهات
132
ومن الشكل رقم ( )4/6يتض لنا أهمية القيم التي تتمثل يف :
-1أن القيم تحدد ما ميكن اعتبارؤ صحيحاو ومقبوالو وأخالقياو .
-4أن القيم تساعد يف تقويم مخالف أنواع السلوك والترصفات الفردية .
-3أن القيم تلعب دوراو مؤثراو يف تحديد نوعية األفراد الذين ميكن أن يتوافق الفرد معهم .
-2أن القيم تحدد اتجاهات األفراد فيام يتعلق مبختلف النواحي االجتامعية والســياســية
واالقتصادية .
ويتبني مام سبق أن القيم تختلف عن االتجاهات ويوض ذلج الجدول رقم (. )1-6
ويف ضــوء ما ســبق ميكننا بيان أهمية القيم للمديرين ومتخذي القرارات يف ضــوء ما اقرتحه
England & Leeعىل النحو التايل :
-1تؤثر يف إدراك وتوقع املدير للمشاكل الحالية واملستقبلية.
-4تؤثر عىل أمناط القرارات الشخصية والتنظيمية وحلول املشكالت.
-3تحديد أسلوب تعامل املديرين مع األفراد الجامعات داخل وخارج املنظمة.
-2تؤثر عىل تحديد معاين اإلنجا والنجاح الفردي والتنظيمي.
-5تضع حدود معينة للسلوك األخالقي وغري األخالقي.
-6تؤثر عىل مدى قبول املدير واستيعابه الضغوط من داخل وخارج املنظمة.
-7تؤثر يف تحديد األهداف الفردية والتنظيمية وأوليات تحقيقها.
133
الجدول رقم ()1-6
الخصائص التي تحدد الفروق بني القيم واالتجاهات
134
تقسيامت القيم :
تتعدد تقســيامت القيم ألكث من ســبب من أهمها تعدد وجهات نظر الباحثني يف هذا املجال
كل حسـب تخصـصـه ,وارتباط القيم باإلنسـان وهو دامئاو عامل متقلب ال يسكن وال يستقر عىل
حال دائم باختالف الزمان واملكان هذا باإلضــافة إىل تقلب الفكر وعدم ثباته وحاجاته املســتمرة
إىل اإلضافة والتعديل والتطوير بغية الوصول إىل الكامل.
أ -تقسـيم القيم بحسب مثاليتها وواقعيتها :تعددت االتجاهات يف تقسيم القيم بحسب
مثاليتها عىل النحو التايل :
( )1اتجاهات اهتمت مبثالية القيم.
( )4اتجاهات اهتمت بواقعية القيم.
( )3اتجاهات اهتمت بنسبية القيم.
135
ب -تقسيم القيم بحسب أمناط الشخصية وامليول املهنية :
يعترب الكتاب الذي ألفه شـــربانجر Sprangerوأطلق عليه أمناط الرجال , Types of manوفيه
تكلم عن ســتة أمناط من القيم كام يوضــحها الشــكل رقم ( , )3/6ويعترب هذا الكتاب أســاســاو
للمقياس الذي وضـعه "البورت وفرينون" وتم تعديله بعد ذلج باالشرتاك مع جاردنر لند ي وهو
املقياس الذي شاع استخدامه يف دراسة القيم لدى األفراد.
الشكل رقم ()3/6
القيم الشخصية
الخصائص املميزة القيمة
العالقات بني األشخاص ,الحب ,واإلخاء ,واالنتامء . القيم االجتامعية
الحقيقة واملعرفة واألفكار ,الرؤية املستقبلية . القيم النظرية
املجاالت املادية واملالية واملنفعة. القيم االقتصادية
الجامل ,الحق ,العدل ,الشكل والتناسق والجامليات. القيم الجاملية
املعتقدات واملبادئ الدينية الراسخة . القيم الدينية
املركز والنفوذ والسلطة والسيطرة واملكانة . القيم السياسية
ويتضــمن هذا االختبار 140ســؤاالو تتو ع بالتســاوي عىل القيم الســت املذكورة ويشــري كل
عرشين سؤاالو من هذؤ األسئلة إىل قيمة من هذؤ القيم.
ويقصـد بالقيم النظرية إهتامم الفرد وميله إىل اكتشاف الحقيقة ,وهو يف سبيل ذلج الهدف
يتخذ اتجاهاو معرفياو من العامل املحيط به ,فهو يوا ن بني األشـــياء عىل أســـاس ماهيتها ,كام أنه
يســعى وراء القوانني التي تحكم هذؤ األشــياء بقصــد معرفتها ,دون النظر إىل قيمتها العملية أو
إىل الصــورة الجاملية لها .ولذلج نجد أن األشــخاص الذين يضــعون هذؤ القيمة يف مســتوى أعىل
من مســـتوى غريهـا من القيم يتميزون بنظرة موضـــوعية نقدية ,معرفية تنظيمية وهم عادة
يكونون من الفالسفة والعلامء.
أما القيمة االقتصـادية فيقصد بها اهتامم الفرد وميله إىل ما هو مادي يف سبيل هذا الهدف يتخذ
من العامل املحيط به وسـيلة للحصول عىل الثوة و يادتها عن طريق اإلنتاج والتسويق واستهالك
البضــائع واســتثامر األموال.ولذلج نجد أن األشــخاص الذين تتضــ فيهم هذؤ القيمة يتميزون
بنظرؤ عمليـة وتقييم األشـــيـاء واألشـــخـاص تبعاو ملنفعتها ,وهم عادة يكونون من رجال املال
واألعامل.
136
أما القيمة الجاملية فيقصد بها اهتامم الفرد وميله إىل ما هو جميل من ناحية الشكل أو التوافق,
وهو لذلج ينظر إىل العامل املحيط به نظرؤ تقدير من ناحية التكوين والتنســيق والتوافق الشكيل
,وال يعني هــذا أن الــذين يتميزون بهــذؤ القيمــة يكونون فنــانني مبتكرين بــل أن بعضـــهم ال
يستطيعون اإلبداع الفني ,وإن كانوا يتذوقون نتائجه.
أمـا القيمة االجتامعية فيقصـــد بها إهتامم الفرد وميله إىل غريؤ من الناس فهو يحبهم ومييل إىل
مساعدتهم ,ويجد يف ذلج إشباعاو له ,وهو ينظر إىل غريؤ عىل أنهم غايات يف حد ذاتها ,وليسوا
وســائل لغايات أخرى ولذلج يتســم األفراد الذين يتميزون بالقيمة اإلجتامعية بالعطف والحنان
واإليثار وخدمة الغري.
أما القيمة الســياســية فيقصــد بها اهتامم الفرد وميله للحصــول عىل القوة والنفوذ ,فهو شــخص
يهدف إىل الســيطرة والتحكم يف األشــياء أو األشــخاص ,وال يعني هذا أن الذين يتميزون بهذؤ
القيمة يكونون من رجال الحرب أو السـياسـة فبعضهم قادة يف نواحي الحياة املختلفة ,يتصفون
بقدرتهم عىل توجيه غريهم والتحكم يف مصائرهم.
أما القيمة الدينية فيقصـــد بها اهتامم الفرد وميله إىل معرفة ما وراء العامل الظاهري ,فهو يرغب
يف معرفة أصــل اإلنســان ومصــريؤ ويرى أن هناك قوة تســيطر عىل العامل الذي يعيع فيه .وهو
يحاول أن يصل نفسه بهذؤ القوة .
وال يعني هذا التقسـيم الذي أوردؤ شـربانجر للقيم أن األفراد يتو عون عليها وإمنا يعني أن هذؤ
القيم توجـد جميعهـا يف كـل فرد ,ولكنها تختلف يف ترتيب يف ترتيب أهميتها النســـبية من فرد
آلخر قوة وضعاو يف الفرد ,ويف مجموعات األفراد.
137
الشكل رقم ()2/6
القيم اإلسالمية الرئيسية
138
اآلثار السلبية املرتتبة عىل عدم اإللتزام بالقيم :
تتعـدد اآلثـار الســـلبية التي ترتتب عىل تدين القيم لدى أفراد املجتمع ,ومن أهم ما ترتب
عىل ذلج أن تدين القيم الدينية واالجتامعية وحتى االقتصــادية لدى األفراد يســاعد عىل االهتامم
بالنواحي املادية وتعظيمها حتى أصبحت تلج النواحي هي الغاية وليست الوسيلة ,هذا ويؤدي
تدين القيم وحدوث الخلل يف تبنيها إىل العديد من النتائج الســـلبية املتمثلة يف تدهور العالقات
االجتامعيــة بني األفراد والجامعــات ,وحــدوث التفكــج واالنحالل يف جميع املنظامت بــدءاو من
األرسة وحتى أكرب املنظامت يف املجتمع وسـوء الحالة االقتصادية وتدهور الحالة السياسية ,ومن
بني املظاهر واآلثار الســـلبية املرتتبة عىل عدم االلتزام بالقيم يف مختلف املنظامت انتقينا النقاط
التالية :
.1قيام بعض القادة بدور السامرسة بني املنظامت التي يعملون بها وبني عمالء من خارج
املنظمة.
.4التدخل بالوساطة أو السلطة لضامن تعيني بعض األصدقاء أو األقارب أو املؤيدين.
.3املوافقة عىل إصـدار العقود والرتاخيص ألعامل ترضـ بالصـال العام أو تسبب تلوث يف
البيئة لتحقيق مكاسب شخصية.
.2فرض الحاميـة أو التســـرت عىل بعض الخـارجني عىل القانون أو املزاولني ألعامل منافية
لقيم وتقاليد املجتمع.
.5مامرســة بعض العاملني ألمناط ضــارة باملجتمع وتخل مببدأ تكافؤ الفرص بني املواطنني
مثل الرشوة واملحسوبية.
.6ابتكار طرق وأساليب ملتوية يف االستغالل وسوء استخدام السلطة واملركز الوظيفي.
يـادة ظـاهرة طلـب العموالت والبقشـــيع من جانب بعض العاملني وارتفاع قيمتها .7
بشـــكل ملحوث بارتفاع املســـتوى اإلداري ,وذلج يف العديد من مجاالت العمل حتى
أصبحت تلج الظاهرة وكأنها حق مكتسب لهم.
.8لجوء بعض املســئولني إىل التهرب من املســئولية عن بعض األعامل وإلقاء تبعيتها عىل
صغار العاملني ليدفعوا مثن أخطاء غريهم.
.9استغالل املنصب واملركز الوظيفي يف اإلثراء غري املرشوع.
.10سوء معاملة الجمهور من املتعاملني والتعايل عليهم.
.11إظهار فروض الطاعة والوالء من جانب بعض املرؤوســـني لرؤســـائهم حتى ولو تعارض
ذلج مع صال العمل.
139
اإلعالن عن قيام مرشــوعات وهمية أو احتيالية ثم يكتشــف املتعاملون أنهم ضــحايا
نصب وإحتيال.
.14تهرب بعض أصــحاب األعامل من دفع حق الدولة من الرضــائب املســتحقة عىل نتائج
أعاملهم أو ابتكار أساليب ملتوية للغع والتزييف.
.13عدم مشاركة منظامت األعامل يف النهوض باملجتمع والوفاء مبسؤولياتها تجاهه.
ومام ال شـج فيه أن كافة الترصـفات السـابقة تؤثر تأثرياو سلبياو عىل أداء العامل يف املنظامت
بنهدار مواردها وتكوين انطباع سيو عنها وتغليب األهداف الفردية عىل األهداف التنظيمية.
هـذا ,ولقـد أثبتـت إحدى الدراســـات أن الســـلبيات األخالقية املرتتبة عىل تدهور القيم ,
وأصـبحت ســائدة يف سـلوكيات العاملني بالحكومة والقطاع العام يف مرصـ ترجع لبعض األســباب
منها :
-1افتقاد املوظف القدوة الحسنة داخل وخارج العمل.
-4وجود بعض صور التمييز يف املعاملة مام يشعر اإلنسان بعد العدالة.
-3سوء األحوال االقتصادية السائدة.
-2كثة القوانني وتعقد اإلجراءات املتعلقة بننجا الخدمات الجامهريية.
-5عـدم االهتامم مبوضـــوع أخالقيـات التعـامل يف مناهج املعاهد اإلدارية أو يف الربامج
التدريبية.
141
القيم يف الفكر اإلسالمي :
متثـل القيم يف الفكر اإلســـالمي " :مجموعة املبادئ واألســـس واملعايري النابعة من القرآن
الكريم والســـنة النبوية الرشـــيفة املؤثرة عىل األفراد والجامعات ,والتي متثل موجهاو ومرشـــداو
لألعامل والترصـفات وإتخاذ القرارات املتعلقة بالنواحي املادية واملعنوية وتكون لها قوة الرضورة
واإللزام والعمومية وذلج بهدف إقامة املجتمع اإلسالمي املتكامل " .
وتتعدد أنواع القيم يف الفكر اإلسالمي كام يوضحها الشكل رقم ( , )2/6وميكننا القول أنها تنقسم
يف عدة مجموعات عىل النحو التايل :
-األوىل :قيم روحية ,ومتثل أساس عالقة الفرد بربه سبحانه وتعاىل.
-الثانية :قيم مادية ومعنوية وروحية ,ومتثل أساس عالقة الفرد بنفسه.
-الثالثة :قيم جامعية ,ومتثل أساس العالقات داخل الجامعة.
141
-الرابعة :قيم عملية ,ومتثل أساس عالقة الفرد بعمله ,وتشمل مجموعة القيم الواجب توافرها
بصــفة أكث ترســيخاو لدى املهتمني باألمور الســياســية والحكم والترشــيع والقضــاء ...وما شــابه ,
والقيم االقتصـــاديـة الواجـب توافرهـا لـدى املهتمني بـاألمور املـالية والتجارية ,واإلنتاجية وما
شاكلها ...
ويرتتب عىل االلتزام بالقيم اإلســـالمية يف كافة أمور الحياة ,ســـواء فيام بني مختلف أفرادؤ
وجامعاته عدة آثار إيجابية يجني مثارها الفرد واملنظمة واملجتمع نذكر منها :
( )1عبادة الله الواحد األحد ,واإلخالص له وحدؤ :
إن عبادة الله وحبه تقتيض تقدميه وتعظيمه جل وعال عىل جميع العباد مهام كانت قرابتهم
,واألشياء مهام كانت قيمتها ,واألموال مهام بلغت كثتها ,فالعبادة لله وحدؤ تخلف يف اإلنسان
العزة والكرامة والثقة والرفعة ,فالكل سواء يف حاجاتهم لله وخضوعهم إليه وليس لعباد مثلهم.
142
( )4األمر باملعروف والنهي عن املنكر :
إن األمر بـاملعروف والنهي عن املنكر يعترب من ســـامت املجتمع الواعي النامي الذي يحرص
أفرادؤ وجامعاته عىل مصال بعضهم البعض ,فمن ركائز التقديم والنمو أن تبنى األمور عىل كل
ما هو صـحي ,وأن تتجنب كل ما هو منكر ,وردئ ,واألمة اإلسالمية قد اختارها الله لتكون يف
طليعة األمم ووصفها خري األمم وذلج ال لتزامها مببدأ األمر باملعروف والنهي عن املنكر ومتسكها
بهدى الله .يقول تعاىل :
" -كنتم خري أمــة أخرجــت للنــاس تــأمرون بــاملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون بــاللــه" (آل
عمران .)110 :
وروى البخاري بســندؤ عن ســامل أن عبد الله بن عمر أخربؤ أن رســول الله صــىل الله عليه
وسـلم قال " :املسلم أخو املسلم ال يظلمه ,وال يسلمه ,ومن كان يف حاجة أخيه كان الله
يف حـاجته ,ومن فرج عن مســـلم كربه فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ,ومن
ترس مسلامو سرتؤ الله يوم القيامة".
143
( )2استقرار األمور السياسية :
تسـاعد القيم اإلسـالمية عىل اسـتقرار األمور السـياسـية ,ويتض ذلج يف العديد من
األمور من أهمها :
أ -حسن اختيار القادة :فالرسول صىل الله عليه وسلم يقول :
" -من ويل من أمر املســلمني شــيئاو ,فأمر عليهم أحد محاباة فعليه لعنه الله ,ال يقبل منه رصفاو
وال عدالو حتى يدخله جهنم".
ولهذا فقد اشـرتط البعض بعض الصـفات يف القادة والداعني إىل اإلصالح من أهم هذؤ الصفات :
اإلميان العميق ,التصور الدقيق ,الصدق واألمانة ,العلم ,واألخالق ,القوة.
ب -الشــعور باملســئولية :فالرســول عليه الصــالة والســالم يقول :كلكم راع وكلكم مســئول عن
رعيته.
(املدثر )38 : ويقول تعاىل " :كل نفس مبا كسبت رهينة"
144
تعريف االتجاهات : Attitude
يعرف كامبل االتجاهات بأنها تعبري عن درجة االتســاق يف االســتجابة ملوقف أو موضــوع ما ,
فـنذا الحظنا فردين األول يســـلج بطريقة مختلفة كل مرة يواجه فيها نفس املوقف ,يف حني أن
الثاين يسـلج سـلوكاو متشـابهاو كل مرة يواجه فيها نفس املوقف أو املوضـوع ,فكيف ميكن تفسري
ذلج ا ميكن تفسـري التناقض يف سلوك الفرد األول بأنه دليل عىل عدم وجود اتجاهات لديه تجاؤ
املوقف واملوضـوع ,يف حني ميكن تفسـري التشابه أو االتساق يف سلوك الفرد الثاين بأنه دليل عىل
وجود اتجاهات لديه تجاؤ املوقف أو املوضـوع يف حني ميكن تفسري التشابه أو االتساق يف سلوك
الفرد الثـاين بـأنـه دليل عىل وجود اتجاهات لديه حيال املوقف أو املوضـــوع بغض النظر كونها
إيجابية أو سلبية.
يعرف ألبورت االتجاهات بأنها حالة اســـتعداد عقيل منظمة من خالل الخربة الفردية ,تؤثر
تأثرياو فعاالو عىل استجابة الفرد تجاؤ جميع املوضوعات وكذلج املواقف التي ترتبط بها.
يتفق معظم علامء النفس عىل أن االتجاؤ هو ميل أو اســتعداد ذهني وعصــبي ونفيسـ للفرد
تنظمه خرباته ألن يسـتجيب لصـال أو ضـد نوع معني من األشـياء أو املواقف أو املوضوعات أو
األفراد.
والحقيقة أن معظم التعريفات املشهورة تشري إىل النواحي األساسية يف إصالح االتجاهات عىل
النحو التايل :
-1االتجاهات االجتامعية عبارة عن حاالت من االستعداد أو التهيؤ للعمل.
-4أن هذؤ االستعدادات مكتسبة عن طريق الخربة أو التجربة أو التعلم.
-3أنها منظمة تنظيم دينامييك مبعنى أنها متصلة بعضها ببعض يف التنظيم املعريف للفرد.
-2أنها تحدد تقييم الفرد للمنبهات االجتامعية سواء كان مدفوعاو نحوها أو مدفوعاو عنها.
ويف ضـوء ما سـبق ميكننا القول أن هناك فارقاو كبرياو بني اتجاؤ الفرد نحو موضوع أو موقف ما
ومعلوماته عن هذا املوضـــوع أو املوقف ,فاالتجاهات قوى دافعة موجهة يف حني أن املعلومات
قوى خامدة ,مبجرد معرفة الفرد مبعاين الصــدق مثالو ال يؤدي به إىل ســلوك فعيل ,أما اتجاهاته
وعواطفه نحو هذؤ املعاين فاستعدادات دافعة حافزة.
أما الرأي فهو التعبري باللفو أو اإلشـارة عن االتجاؤ النفيسـ حول موضوع جديل أو هو حكم
أو وجهة نظر يف موضوع معني عىل أساس املعرفة والواقع إال أن هذا الحكم يعرب عن اتجاؤ الفرد
وعواطفه بدرجة كبرية.
145
أما امليول متثل اتجاؤ نفيســ لكنه اتجاؤ موجب يعمل عىل حفزها للعمل والترصـــف بطريقة
إيجابية.
مكونات االتجاهات :
تتض ـ مكونات االتجاهات من التعريف الذي أوردؤ ترياندس Traindisوالذي يحتوي عىل
معظم املفـاهيم األســـاســـيـة التي وردت يف مختلف التعريفات وهو أن االتجاهات متثل فكرة
مشبعة بالعاطفة ,ومتيل إىل تحريج النامذج املختلفة من السلوك ,نحو موقف أو موظف معني.
يعني ذلج أن الفكرة التي كونها الفرد من موضـــوع ما يجب أن يرتبط بها شـــعور ما حيالها,
وأن هذا الشعور لن يتكون إال إذا تكونت الفكرة أوالو.
إن طبيعة الشـعور الذي يتولد حيال موضـوع ما يتوقف عىل طبيعة العالقة بني هذا املوضوع
وبني األهداف األخرى التي يراها الفرد هامة .لذلج فنن الشـعور يصب إيجابياو تجاؤ أي موضوع
,إذا كان ذلج يؤدي بدورؤ إىل تحقيق أهداف أخرى ,والعكس صحي .
وهكذا يشري املكون إىل أنه إذا توافرت لدى الفرد املعرفة مبوضوع ما ,ثم تالها تولد شعور محدد
(إيجايب أم سلبي) حيالها ,فننه يصب أكث ميالو إىل أن يسلج سلوكاو محدداو تجاؤ هذا املوضوع.
146
خصائص االتجاهات ومصادرها :
تتميز االتجاهات بعدة خصائص من أهمها :
-1االتجاهات مكتسـبة وليست وراثية :مرتبطة مبثريات ومواقف اجتامعية ويشرتك عدد
من األفراد أو الجامعات فيها.
-4االتجـاهـات ال تتكون من فراغ ولكنهـا تتضـــمن دامئـاو عالقـة بني فرد وموضـــوع من
موضوعات البيئة.
-3االتجاهات تختلف وتتعدد حسب املثريات التي ترتبط بها.
-2توضـــ االتجاهات وجود عالقة بني الفرد وموضـــوع االتجاهات ,ويغلب عىل االتجاؤ
الذاتية أكث من املوضوعية.
-5االتجاهات منها ما هو واض وظاهر ومنها ما هو غامض.
-6يقع االتجـاؤ بني طرفني مقـابلني أحـدهام موجبة واآلخر ســـالب أي التأييد املطلق أو
املعارضة املطلقة.
-7االتجاؤ له صفة الثبات النسبي ولكن من املمكن تعديله أو تغيريؤ فنذا كان قوياو يقاوم
هذا التعديل والتغيري قد يكون ضعيفاو ميكن تعديله وتغيريؤ.
أما بالنســبة ملصــادر االتجاهات فنن عوامل التنشــئة االجتامعية وعىل رأســها األرسة واملدرســة
ووســـائـل اإلعالم والجامعات املرجعية تلعب دوراو هاماو يف تكوين االتجاهات فالوالدين واملربني
ينقلون إىل األطفــال عن طريق عمليــات التعلم والتقليــد والتوحــد وتبني ميولهم واتجــاهـاتهم
وتعصبهم ومطامحهم.
كام تتبع االتجاهات من الظروف االجتامعية االقتصـــادية والســـياســـية وتتم ـــ مع مرحلة
التطور التي يجتا ها الفرد ,وتتكون االتجاهات من خالل عملية التفاعل االجتامعي ويف املواقف
االجتامعية ذات األهمية الخاصــة بالنســبة للفرد والجامعة لذا تلعب العوامل واملؤثرات الثقافية
والحضـارية مبا تشـمله من النظم الدينية واألخالقية واالقتصادية والسياسية دوراو هاماو يف تحديد
اتجاهات الفرد ,باإلضـافة إىل ذلج تلعب التجارب الشخصية يف املواقف االجتامعية دوراو هاماو يف
تكوين االتجاهات.
147
قياس االتجاهات :
اهتم العـديـد من الباحثني والدارســـني بتحديد وقياس االتجاهات باعتبارها عملية نفســـية
معقدة ومركبة تعرب عن ميل مكتســـب تجاؤ موقف ما أو شـــو معني ,وذلج بغية التعرف عىل
طبيعة االتجاهات ومدى قوتها ,وميكن قياس االتجاهات من خالل طرق عديدة منها :املقابالت
الشـــخصـــية املتعمقة ,واالســـتقصـــاءات والتجارب العملية ,ومن أكث الطرق شـــيوعاو طريقة
االستقصاء ,ومن أهم املقاييس املستخدمة يف قياس اتجاهات األفراد نحو العمل ما ييل :
148
تغيري االتجاهات :
االتجاهات قابلة للتغيري رغم أنها تتميز بالثبات النسـبي ولها صـفة االستقرار النسبي ,وهناك
فرق بني عملية تغيري االتجاهات املقصـــودة وعملية تغيري االتجاهات تلقائياو نتيجة ملا يؤثر عليها
يف الحياة العادية مثل تأثري األغلبية وتأثري اإليحاء.
ومن النـاحيـة النظريـة فـنن تغيري االتجـاهات يتطلب يادة املؤثرات املؤيدة لإلتجاؤ الجديد
وخفض املؤثرات املضـــادة أو األمرين معاو ,أما إذا تســـاوت املؤثرات املؤيدة للتغريات واملؤثرات
املضادة له فننه يحدث حالة من التوا ن وثبات االتجاؤ وعدم تغريؤ.
149
-3التغيري يف موضع االتجاؤ :
إذا حدث تغيري يف موضوع االتجاؤ نفسه وإدراك الفرد ذلج فنن اتجاهه نحو املوضوع يتغري.
151
تطبيق عميل
اتجاهات املديرين
نحو تنمية ودعم مرؤوسيهم
إقرأ كل عبارة بدقة ,وضع دائرة حول الرقم املعرب عن درجة موافقتج عىل كل منها :
151
1 4 3 2 5 -8أبذل جهداو كبرياو يف حامية مرؤوا
والحفاث عىل مكانتهم لدى الجهات
املختلفة.
1 4 3 2 5 -9أصعد إنجا ات وأفكار مرؤوس
للجهات اإلدارية األعىل.
1 4 3 2 5 -10أترك للمرؤوسني قدراو من املرونة
وأسم لهم بحرية الترصف يف بعض
املواقف.
الحو :
إنج إذا حصلت عىل مجموع كيل يرتاوح ما بني :
فنن اتجاهاتج إيجابية نحو تنمية ودعم مرؤوسيج. 50 : 20
فنن اتجاهاتج فوق املتوسطة وتحتاج إىل تنميتها. 39 : 45
42 فـأقـل فـنن اتجـاهـاتـج نحو تنمية وتدعيم مرؤوســـيج غري إيجابية
وتحتاج إىل مراجعتها والسعي لتنميتها.
152
الباب الثالث
السلوك الجامعي
153
الفصل السابع
االتصاالت اإلدارية
154
مقدمة
يتطلب إنجا أى عمل جامعى مشاركة اثنني أو أكث من األفراد ,وال ميكنهم إمتام
ذلج بنجاح دون اتصـــال ,فمن خالل عملية االتصـــال تنقل البيانات واملعلومات ىف
صـورة قرارات وتوجيهات وتقارير بني العاملني ىف املنظمة ,وبدونها يتوقف النشاط.
وعىل ذلـج يعتمـد أداء املنظمـة إىل حد كبري عىل كفاءة نظام االتصـــاالت ,وتلعب
اإلدارة دوراو رئيسياو ىف تخطيط نظام االتصاالت املناسبة وتشغيله وتنميته بعد ذلج.
واالتصـاالت بصـفة عامة مهمة للجميع فكل فرد البد أن يتصل باآلخرين يحصل
منهم عىل معلومات وخربات تفيدؤ والعكس ,ومن ثم تقوم االتصاالت عىل التعاون
وتبـادل املعلومـات والخربات بني األفراد مام يســـاعـد عىل اتخاذ القرارات بصـــورة
صحيحة وعىل أسس سليمة ,وتظهر أهمية االتصاالت اإلدارية ىف كونها تساعد املدير
ىف توجيه ومتابعة مرؤوسيه ,والتعرف عىل ما يحدث من أخطاء فيمكن معالجتها ىف
الحال كام أن االتصاالت اإلدارية تساعد ىف إنجا أعامل املديرين وتحقيق أهدافهم ,
كام أن االتصــــاالت لهــا دور كبري ىف نقــل املعلومــات إىل املــدير عن ســـلوك األفراد
ومامرســـتهم وبـالتـاىل يســـتطيع املـدير أن يتخـذ القرارات الال مـة ملعـالجة هذؤ
السلوكيات.
وتبدوا أهمية االتصـــاالت من خالل عالقتها الوثيقة بالتخطيط من ناحية وبعملية
إصـــدار القرارات من ناحية ثانية,والرقابة من ناحية أخرية ,فاالتصـــال الجيد يســـاعد
القامئني عىل وضـع الخطة من معرفة حقيقة الثوة البرشية واملادية ,وكذلج املؤارشات
اإلحصـــائية الدقيقة التى تتوقف عليها صـــحة التنبؤ وبالتاىل صـــحة التخطيط .كذلج
تحديد األهداف بشكل واض ومحدد.
ومن ناحية صـنع واتخاذ القرارات فننها تتوقف عىل وجود منافذ جيدة وواضحة
لالتصـاالت ,ومجرد اتخاذ القرار ال ميثل شيئاو بالنسبة للمنظمة ويظل عديم األثر ما
مل تتم عملية نقله وتوصيله إىل من يهمهم القرار من وحدات وأفراد.
وتبدوا أهمية االتصــاالت ىف التعرف عىل العالقات التنظيمية وانســياب خطوط
الســـلطـة ,والوقوف عىل مراكز وعالقات الوحدات اإلدارية ببعضـــها البعض داخل
التنظيم ,كذلج بيان دور التنظيم الرســمى وغري الرســمى ىف مجريات األمور داخل
املنظمة.
155
وتعـد وظيفــة االتصــــاالت جزءاو من الوظيفــة التوجيهيــة للمــديرين ,رغم أنهــا
مطلوبـة ومتـارس ىف كـل الوظائف املختلفة وذلج من أجل تنفيذ األهداف وتحقيقها
من كافة األفراد ىف التنظيم.
كام تتوقف فعالية الرقابة إىل حد كبري عىل ســـهولة االتصـــال ووضـــوح قنواته
فاإلداري ال يستطيع أن يؤدى وظيفة الرقابة بطريقة مثمرة وجادة ,مل مل يكن لديه
شـبكة جديدة وفعالة لالتصـال يربط بواسطتها بني كافة أرجاء التنظيم ,وسنقوم ىف
هذا الفصل بعرض املوضوعات التالية :
تعريف االتصاالت وأهميتها.
خصائص االتصاالت الفعالة.
عنارص االتصاالت.
أهداف االتصاالت اإلدارية.
معوقات االتصاالت اإلدارية.
أنواع االتصاالت.
املهارات الجوهرية لالتصاالت اإلدارية الفعالة.
تعريف االتصاالت Communicationوأهميتها
تحظى االتصــــاالت بتعريفــات كثرية ومعــاين متعــددة وســـنــذكر بعض هــذؤ
التعريفـات لتوضـــي مفهوم االتصـــاالت :فيعرفهـا بعض كتـاب اإلدارة بأنها "نقل
واســـتقبال املعلومات من شـــخص آلخر ,وهى وســـيلة توحيد األنشـــطة املتعددة
للمنظمة "
وهذا يعنى أن االتصــاالت عملية يتم بواســطتها نقل املعلومات من فرد إىل فرد
آخر أو إىل مجموعة من الناس كام أن االتصاالت تعترب وسيلة هادفة إىل إنجا أعامل
املنظمـة فهى تقوم عىل توحيـد األنشـــطـة املتعـددة داخـل املنظمـة وذلج بتو يع
التعليامت ,واألوامر عىل تلـج األنشـــطة املتعددة مام يؤدى إىل توحيد وانســـياب
األنشطة وتحقيقها ألهدافها.
وتعرف الجمعيـة األمريكيـة للتـدريب االتصـــاالت بأنها " :عملية تبادل األفكار
واملعلومات من أجل فهم مشرتك وثقة بني العنارص اإلنسانية ىف املنظمة ".
فـاالتصـــاالت عمليـة تبـادل األفكـار واملعلومات وهذا التبادل يكون بواســـطة
الحديث أو الكتابة من أجل إيجاد فهم مشــرتك بني األفراد ىف املنظمة من حيث فهم
سياسات املنظمة وأهدافها ومحاولة تطبيقها وتنفيذها أيضاو .البد من إيجاد الثقة بني
األفراد ىف املنظمـة حتى يتم التعاون وتبادل األفكار واملعلومات ســـواء بالتحدث ىف
سري العمل أو بالكتابة من حيث التقارير أو الخطابات أو النرشات.
كام يعرف االتصـــال اإلدارى بأنه ":عملية نقل هادفة للمعلومات من طرف إىل
آخر بغرض إيجاد نوع من التفاهم املتبادل فيام بينهام"
156
فهـذؤ املعلومـات تنقـل من طرف آخر من أجـل تحقيق أهـداف املنظمة وهذؤ
األهـداف كام نعلم تحتـاج إىل تعـاون وتفـاهم متبادل من الطرفني فيام بينهم حتى
يتم تحقيق األهداف وإنجا ها.
كام ميكن تعريف االتصـــال بـأنـه "عمليـة يتم عن طريقهـا تنـاقل املعلومات
Informationمن أى نوع فيام بني أعضــاء الهيكل التنظيمى بقصــد إحداث تغيري ".
وعىل ذلج فنن أداء املنظمة يعتمد إىل حد كبري عىل كفاءة نظام االتصــاالت املناسب
وتشغيله وتنميته بعد ذلج.
وتعرف االتصـــاالت اإلداريـة أيضـــا بـأنهـا "إنتـاج أو توفري أو تجميع البيـانات
واملعلومات الرضــورية الســتمرار العملية اإلدارية ونقلها أو تبادلها أو إذاعتها بحيث
ميكن للفرد أو الجامعـة إحـاطـة الغري بأمور أو أخبار أو معلومات جديدة ,أو التأثري
عىل ســلوك أو توجيه وجهة معينة .وتتم هذؤ العمليات عادة ىف صــورة متبادلة من
الجانبني ال من جانب واحد ,مبعنى نقل أو إبطاء البيانات أو املعلومات إىل اآلخرين
وبالعكس.
يعنى ذلـج أن االتصـــاالت تعمـل عىل نقـل املعلومات وانســـيابها بني مختلف
املستويات ىف صورة متبادلة بني الجانبني.
يقول "جورج ميد" إن عملية االتصال ال ميكن أن تتحقق وأن تحدث ىف حد ذاتها
,ولكنها تحدث كافرتاض أســـاىس للعملية االجتامعية ,وىف مقابل ذلج تعد العملية
االجتامعية افرتاضاو أساسياو لالتصال املمكن.
ومن الواض بأن االتصاالت إىل جانب كونها عملية إدارية فهى ىف األساس عملية
اجتامعيـة عن طريقهـا تتفاعل الجامعة فهى تشـــري إىل نقل املعاو والرمو فيام بني
األفراد ,ومن ثم فهى جوهر النظام االجتامعى.
ويعرفهــا تــايلور وآخرون بــأنهــا عمليــة تبــادل الكلامت والخطــابــات والرمو أو
الرسائل بني شخص وآخر من خالل فهم مشرتك بينهام.
لالتصـــاالت أهمية بالغة ىف املنظامت الحكومية وغري الحكومية فالبد من وجود
االتصـــاالت الفعالة التى تعمل عىل تحقيق أهداف املنظمة ,فنذا كانت االتصـــاالت
فعالة أدى ذلج إىل نجاح املنظمة ىف تحقيق أهدافها ,والعكس إذا كانت االتصــاالت
سيئة ومل تؤد الرسالة املراد توصيلها بصورة صحيحة فنن ذلج يؤدى إىل فشل املنظمة
ىف تحقيق أهدافها.
يقىضـ الفرد الجزء األكرب من حياته اليومية ىف التعامل مع املنظامت سواء كانت
ىف شكل مدارس وجامعات ,أو ىف شكل منظامت أعامل ,أو مصانع ,أو مستشفيات
,أو أجهزة حكوميـة ...الخ وميكننـا القول بـأن العرصـــ الذى نعيع فيه هو عرصـــ
املعلومــات واملنظامت حيــث ينتمى كــل فرد إىل منظمــة من املنظامت ,وهــذؤ
املنظامت عبارة عن أجهزة تســـعى إىل تحقيق األهداف عن طريق الجهود التعاونية
املنســـقـة بني األفراد املشـــرتكني ىف تكوين هذؤ املنظامت من خالل تناقل البيانات
واملعلومات بشكل مستمر.
157
والنظـام الـذى تتميز به هذؤ املنظامت هو تقســـيم العمل حيث يقوم كل فرد
بدور محدد من الجهد املتبادل للوصول إىل الهدف النهات.
ولن يســـتطيع أى فرد داخل املنظمة أن يســـاهم بجهدؤ للوصـــول إىل الهدف
املشـــرتك ما مل تكن األهداف معروفة له ,وما مل يكن دورؤ محدداو تحديداو واضـــحاو ,
ومـا مل يكن لـديـه دافع للقيام بهذا الدور ,فالتعرف عىل األهداف واألدوار املحددة
التى تقوم بها األفراد وحفزهم عىل العمل يجب أن يجرى بشأنها االتصال.
وتبدو أهمية االتصاالت من خالل استعراضنا للنقاط التالية :
متثل االتصــاالت جزءاو كبرياو من أعامل املديرين اليومية حيث يقدر بعض الخرباء -1
أنها رمبا تستهلج ما بني %95 – 75من وقت املديرين.
تتوقف القدرة عىل إنجا األهداف عىل كفاءة االتصـــاالت التى يجريها املدير ىف -4
عمله ,ويتض ـ أن وظيفتي التخطيط والرقابة اإلدارية متثالن عمليات اتص ـال
موسعة من شأنها أن تؤثر عىل فعالية املدير ىف تحقيق األهداف املطلوبة.
تقود االتصاالت إىل مامرسة القوة والسلطة. -3
تهتم االتصاالت بتوحيد الجهود املختلفة ىف التنظيم. -2
متثل االتصـاالت الوسيلة إلحداث التغيري ىف السلوك ,والتغيري املستمر ىف فلسفة -5
املنظمة وسياستها.
تعد االتصــاالت وســيلة فعالة ىف إحداث التأثري املطلوب من أجل إنجا أهداف -6
املنظمـة ومن أجـل إحـداث هـذا التـأثري تتم عمليـة تناقل وتبادل املعلومات
املختلفة من الخارج ومن داخل املنظمة … الخ.
158
خصائص االتصاالت الفعالة
تختلف تفاصيل االتصاالت من عملية ألخرى ومن منظمة ألخرى ,ويتوقف عىل
موضـــوع االتصـــال وأهميتـه ونوعية املعلومات والوثائق املراد نقلها وعىل إمكانية
املنظمة ىف توفري وسـائل االتصاالت املناسبة وعىل الغرض من ذلج ولكنه ميكننا بيان
عدد من الخصــائص واملواصــفات العامة الواجب توافرها ىف أية عملية لالتصــال عىل
النحو التاىل :
الرســعة :االتصــال الجيد يعمل عىل نقل الرســالة بأفضــل رسعة مبراعاة الوقت -1
املنـاســـب قبـل فوات األوان ,فـأى تأخري قد يرتتب عليه نتائج خطرية وتكلفة
عالية والتزامات أخرى عىل املنظمة.
الدقة :وتعنى نقل املعلومات والبيانات كاملة دون تشويه أو تغيري ىف مضمون -4
االتصال ,وهذا العنرص مرتبط بالرسعة – فنذا كان هناك رسعة فالبد من وجود
الـدقـة ىف نقـل املعلومـات والبيـانـات الال مـة وال ينبغى أن نجا ف بعدم دقة
البيانات والبد أن تختار الوسـيلة املناســبة لذلج وتختار أفضل وأيرس املفردات
واملصطلحات التى تتناسب والوضع اإلدارى للموظفني عىل حسب فهمهم.
انخفاض التكاليف :االتصال الجيد هو الذى يحقق الغرض املطلوب بأقل تكلفة -3
وعىل اإلدارة أن تراعى عنرصـ التكلفة املتمثل ىف اآلالت واألجهزة املستخدمة ىف
االتصال ,وتشمل أيضا مصاريف التشغيل ,والصيانة ,وأجور العامل وغريها.
سهولة االستخدام :تعمل االتصاالت عىل تسهيل اإلجراءات وتيسري أداء األعامل -2
واألنشـــطـة من خالل تنـاقـل البيـانـات واملعلومات دون تعقيد وذلج يتطلب
دراســـة إمكانيات وقدرات ومســـتويات العاملني والعمل عىل تدريبهم وتنمية
قدراتهم ىف مجال مهارات االتصال.
اإلقناع والتأثري :إذا كان هناك اتصال ذا طابع فعال وله رد إيجاىب فننه يقوم بال -5
شـــج عىل إقناع املرســـل إليه والتأثري فيه حتى يتأقلم ويكون فكرة عامة عن
املوضـوع .ومام الشـج فيه أن عملية االتصال الجيد ترتك أثر فعال وطيب لدى
املرسل واملستقبل وتعز بالثقة وترفع الروح املعنوية.
الشــمولية :قدرة نظام االتصــال عىل تغطية إدارات وأقســام املنظمة والعاملني -6
فيها بشبكة منظمة من االتصاالت الجيدة فنظام االتصاالت الفعال يستطيع أن
يلم بكافة املعلومات املنظمة ويغطى كافة تخصصاتها واألقسام املختلفة
وفرة املعلومات وسهولة الحصول عليها :ويعترب توفري نظام جيد للمعلومات ىف -7
مختلف أشـكالها املكتوبة أو املسجلة أو املصورة من املقومات األساسية لنجاح
االتصـاالت بطريقة منظمة تسهل االسرتجاع فيام بعد وتضمن كفاية املعلومات
والبيانات باستمرار.
وضـــوح املعاو :يجب أن تتكيف املعلومات عىل أســـاس الطرف املرســـل إليه -8
وليس كام يراهــا املرســــل ,كام يجــب أن تكون الكلامت واضـــحــة ال تقبــل
التفسريات العديدة واآلراء املختلفة وذلج عن طريق:
159
ارشح املعلومات غري الواضحة مبقارنتها بغريها.
تجنب املصطلحات املتخصصة والفنية.
استخدام األمثلة التى توض املعلومات املعروفة.
تلخيص املعلومات وإبرا النقاط الهامة التى تتضمنها.
-9االهتامم بالعوامل النفسية :إذ أن االتصال الجيد يتم عندما يكون املرؤوسني ىف
حالة نفسـية تؤهل املرؤوسـني السـتقبال املعلومات إذا كان املرؤوسني ىف حالة
نفسـية جيدة فهذا بال شج يبعث لديهم تقبل املعلومات ويدلون معلومات إىل
املسـتويات بكل دقة ,وذلج بعكس الحالة النفسية السيئة للمرؤوسني التى قد
تؤدى إىل إمداد اآلخرين مبعلومات غري دقيقة.
-10مراعـاة االختالفات الفردية :إذ تلعب االختالفات والفروق الفردية دوراو هام ىف
االتصــال .ويرتتب عىل عدم مراعاتها نتائج ســيئة وقد ال تحقق األهداف من
االتصاالت.
161
عنارص االتصاالت
تتعدد عنارص االتصاالت لدى الكثري من الكتاب ولكن يبدو أن أهم هذؤ العنارص
هى :املرســل – الوســيلة – املســتقبل – الرســالة ,ولكن البعض أضــاف العديد من
العنارص األخرى وذلج من حيث الغرض والدقة واألســلوب ..,وغريها ويوض الشكل
رقم ( )1/9أهم عنارص االتصال
وفيام يىل نلقى الضوء عىل كل عنرص من عنارص االتصال بصورة موجزة :
املرســــل :وهو ذلــج الطرف الــذى يقوم بتوجيــه األوامر وتقــديم -1
املعلومات وإبداء االقرتاحات واملالحظات فقد يكون املرســل رئيســاو
يقوم بنصـــدار التعليامت والتوجيهات إىل مرؤوســـيه كام قد يكون
املرسل هو املرؤوس وذلج بقصد إبالغ رئيسه ما لديه من معلومات,
كام قد يكون املرسل ميالو ..الخ.
املســتقبل :وهو ذلج الشــخص أو املجموعة املســتهدفة من عملية -4
االتصــــال فقــد يكون فرداو أو جامعــة يبلغ أوامر أو توجيهــات أو
معلومات.
الرســــالــة :وهى عبــارة عن األفكــار واملعــاين واملفــاهيم أو األوامر -3
والتوجيهـات واملعلومـات واالقرتاحات أو أى رمو أخرى يتم تداولها
بني طريف عملية االتصال.
الوسيلة :متثل األداة املستخدمة لنقل األفكار واملعاين ,ولقد تعددت -2
وسـائل االتصال ىف وقتنا الحارض نتيجة للتقدم العلمى والتقني الذى
يشهدؤ العرص ,فقد يكون االتصال عن طريق التحدث مباارشة وجهاو
لوجــه أو بــالحــديــث التليفوين أو التلفزيوين ,وقــد يكون عن طريق
الكتابة (تقارير – مذكرات – اقرتاحات – شكاوى – صحف – مجالت
– منشورات – قرارات إدارية متنوعة ...الخ).
161
كام قد يكون االتصــال باألســلوب املصــور كاألفالم الســينامئية واإلذاعة املرئية
والرشائ وامللصقات ,واإلعالنات التجارية ,وقد يكون عن طريق لغة الجسم مع ما
تحمله من تعبريات وحركات وإمياءات ونظرات.
-5الهدف :فأى اتصال البد له من هدف محدد يسعى إىل تحقيقه وأى
اتصـــال ال غرض منـه فـننه يعترب مضـــيعة للجهود املبذولة وإهدار
للوقت والتكاليف.
-6الوقت :أن أى اتصــال يصــل إىل املســتقبل ىف من غري مناســب ,أى
عندما يكون املسـتقبل غري مســتعد ذهنياو ونفســياو لهذا االتصال فنن
هـذا االتصـــال ال يؤدى الغرض أو الهدف املطلوب إنجا ؤ وتحقيقه
وبالتاىل ال ميكن جنى مثار هذا االتصال.
-7األســــلوب :وهو الطريقـة أو الـديبـاجة التى تنطلق أو تتحدث بها
الرســـالة مبا يســـهم ىف نقل محتوى هذؤ الرســـالة وكذلج يقتنع بها
ويهتم بها مستقبلها.
-8املكان :بالنسبة ملكان املرسل فهو عادة مقر عمله أو إقامته بالنسبة
ملكان املسـتقبل فننه يختلف وفقاو ملوضوع أهمية الرسالة فنذا كانت
الرسالة مهمة فننها تبلغ له ىف أى مكان.
-9التغذية العكســية :وهى عملية تبني مدى نجاح أو فشــل الرســالة
ومدى تحقيقها لألهداف وتختلف القنوات املســـتخدمة ىف االتصـــال
بـاختالف طرق التغذية العكســـية وذلج ملعرفة ردود فعلها حول ما
يحدث داخل املنظمة سلباو أو إيجاباو.
162
أهداف االتصاالت اإلدارية
من الصعب أن يكون لالتصال هدف محدد ولكنه عادة يستهدف أكث من غرض
وذلــج ألنــه يرمى لتحقيق أغراض متعــددة .وميكن تلخيص النتــائج التى تعود من
االتصال الفعال من اآلىت :
تـعـريف أعضـــــاء الجامعــة مجــاالت وأهــداف االتصـــــال الفعــال لي -1
يقتدوا به.
نقل التعليامت من القادة إىل املرؤوسني. -4
التنســـيق بني مختلف الجهود التى يبذلها األعضـــاء أو التى تقوم بها األجهزة -3
اإلدارية املختلفة.
توصيل املعلومات الهامة إىل القيادة لتستعني بها ىف اتخاذ قراراتها. -2
نقل آراء ووجهات نظر أعضــاء الجامعة وردود أفعالهم تجاؤ األوامر الصــادرة -5
إليهم من القيادات املعنية بأمرهم
تحقيق الرضــا عن الجهود بصــفة عامة فيام يتصــل بنشــاط املنظمة وتكوين -6
صورة ذهنية طيبة عنها لدى األفراد.
ومن هذا يتبني أن االتصـال الفعال يضمن استمرار التنظيم وبقائه كام يؤدى إىل
متاسج أجزاء البنيان التنظيمى.
163
معوقات االتصاالت اإلدارية
تختلف معوقات االتصال من منظمة إىل أخرى حسب بياناتها التنظيمية وحسب
ظروف عملها وحسـب نشاط املنظمة إن كانت خدمية أو ربحية أو منظمة حكومية
ال تهدف إىل رب ...الخ وميكن القول أن أهم معوقات االتصال هى :
( )1معوقات تنظيمية :وتتمثل ىف عدم وضـوح الهدف ومشاكل السلطة
والتخصـــص ونقص التعليامت والبيانات واملعلومات كام يؤثر حجم
البنـاء التنظيمى عىل فعـالية االتصـــال فكلام تعددت املســـتويات
اإلدارية أدى ذلج إىل صعوبة االتصال وتعقدؤ.
( )4معوقات إنسـانية :وتتمثل ىف السـلوك الفردى والنزعات الشـخصية
التى قــد تنعكس ىف صـــورة انخفــاض معــدالت التعــاون ونقص
املعلومات املتبادلة ,التحديد الضيق للمعلومات.
( )3املعوقات اللغوية :وترب هذؤ املعوقات عند كتابة موضوع االتصال
أو التعبري عنه بصــورة شفهية وتظهر الصعوبات ىف هذا إذا استخدم
كل من املرســـل واملســـتقبل كلامت وتعبريات غري واضـــحة ويرجع
االختالف اللغوى إىل وجود فوارق واختالفات ىف املستويات الدراسية
والثقافية ألطراف االتصال.
( )2معوقات التخصـــص :قد يكون التخصـــص من معوقات االتصـــال ,
وذلـج ىف الحـاالت التى يشـــكل فيها الفنيون جامعات متباينة لكل
منها لغتها الخاصـة ,وأهدافها الخاصة ,والنظر إليها دامئاو من اوية
واحدة.
( )5حجم املنظمــة وموقعهــا الجغراىف :يؤثر حجم املنظمــة عىل عمليــة
االتصال ألن كرب حجم املنظمة يرتبط باالنتشار الجغراىف للمنظمة مام
قـد يخلق مشـــكلة ىف ســـبيل االتصـــال الجيد والفعال .وتبدو هذؤ
الظــاهرة ىف املنظامت التى لهــا مركز رئي ـــ وفروع أو مكــاتــب ىف
مناطق أخرى.
( )6معوقـات تتعلق بكثة املعلومـات أو قلتها عن الحد املطلوب :متثل
كثة املعلومـات ىف عملية االتصـــال عائقاو كبرياو فكثة املعلومات قد
تؤدى إىل عدم فهم املســتقبل لها وعدم اســتيعابها ,فكثة الرســائل
واملعلومــات عن املطلوب تؤدى إىل عرقلــة االتصــــاالت وأخــذ من
طويل من وقت الرئيس .كام أن قلة املعلومات ونقصــها ىف الرســالة
تؤدى إىل عدم وصــول االتصــال بالصــورة املطلوبة ,فيجب االعتدال
والتوسط ىف عملية االتصال فيجب أن تكون الرسالة وافية من جميع
الجوانـب دون يادة وال نقصـــان وذلج حفاظاو عىل الوقت والجهد
وسـهولة استيعاب هذؤ الرسالة من قبل املستقبل حتى يتم تحقيق
الهدف من هذا االتصال.
( )7معوقات خاصـــة بغياب املعلومات املرتدة :أى أن غياب املعلومات
عن مدى االسـتجابة لدى املستقبل وردود أفعاله تجاؤ الرسالة التى
وصلته ومدى فهمه لكافة أبعادها.
164
( )8معوقات خاصــــة بالبيئة :وذلج من حيث مدى اســـتقرار البيئة أو
ديناميكيتها ,فاملنظمة التى تعمل ىف بيئة متغرية وشـــديدة التغلب
تتطلب اتصال متجدد تواكب هذا التغري.
أنواع االتصاالت
وتــنــقســــم االتصــــاالت اإلداريــة إىل عــدة تــقســــيــامت ميــكــن بــيــانــهــا مــن
خالل الشكل رقم ( )4/9وفيام يىل نلقى الضوء عىل كل تقسيم فيها بشكل مخترص.
165
الشكل رقم ()4/9
التقسيامت املختلفة لالتصاالت
166
ومتثل االتجاهات الصـــاعدة القنوات التى تنقل من خاللها التقارير واملعلومات
عن األداء واملقرتحات والشــكاوى وذلج من املرؤوســني إىل الرؤســاء .أما االتجاهات
األفقية فهى التى تنتقل فيها االتصاالت بني العاملني ىف مستوى إدارى واحد يعرب عن
مشاعرهم فيام بينهم وذلج عن طريق عقد اللجان.
168
النرشــــات أو الكتـب الـدوريـة :وهى التى يصـــدرها املدير نتيجة -3
الدراســـة الســـابقة ملوضـــوع معني أو بعد اتخاذ قرارات من جانب
اإلدارة العليا ,أو عند القيام بأعامل دورية كام هو الحال عند أعداد
امليزانية أو خطة التدريب.
التقارير :وهى تحتوى عىل معلومات ترفع من أسفل إىل أعىل لتيرس -2
للمستوى اإلدارى األعىل أن يتابع أعامل املرؤوسني ,أو يلم مبجريات
األمور ىف العمل أو يحيط بتفســـريات أو إحصـــائيات أو ما إىل ذلج
وهـذؤ التقـارير قـد تكون دوريـة أو قـد ترفع وقـت الحـاجـة إليها
ويراعى عنــد إعــداد التقرير الرتتيــب املنطقى ,وأال يكون مســـهبـاو
بـالـدرجـة التى ميلها قارئه أو مخترصـــاو لدرجة عدم قدرته عىل نقل
الرسالة .وكل هذا يسهم ىف أن تصب التقارير وسيلة اتصال جيدة.
الشـكاوى :ترفع الشكاوى من املرؤوسني إىل الرئيس ,وعىل املسئول -5
أن يهتم بها للتعرف عىل أسبابها وإيجاد الحلول ,وأن يعطى الفرصة
لكـل متظلم أو مغبون ىك يتقـدم بشـــكواؤ ,ألن االهتامم والعنـاية
بـالشـــكـاوى ترفع من روح املوظف املعنويـة وتشـــعرؤ بأهميته ,
فاملرؤوس الذى يشــعر بالظلم ال يكون إنتاجه كام يجب ,إىل جانب
هذا فنن الكثري من الشـــكاوى الجادة تؤدى إىل اكتشـــاف الكثري من
االنحرافات ىف العمل.
املذكرات :وهى نوع من أنواع املكاتبات يعدها املرؤوسني لرؤسائهم -6
أو الزمالء لبعضــهم ,لتوضــي بعض املعاو أو تفســري أمر من األمور
أو إثبات واقعة أو تقديم اقرتاح .وإىل جانب هذا فقط يقوم الرؤساء
بتقدميها لغرض الرشح أو تأكيد معاو أو التذكري ببعض الواجبات.
االتصاالت الشفهية :
وهو االتصال الذى يتم فيه تبادل املعلومات بني املتصل به شفاهة أى عن طريق
الكلمة املنطوقة ال املكتوبة وهذا األســـلوب يعترب أقرصـــ الطرق لتبادل املعلومات
واألفكار وأكثها ســـهولة ويرســـاو ورصاحة ,إال أنه يعاب عليه أن يعرض املعلومات
للتحريف وسوء الفهم.
ومن وسـائل االتصال الشفهية االتصال املباارش الذى يتم دون استخدام أداة وسيطة
وعادة ما يكون ذو اتجاهني وآخر غري مباارش يتم فيه استخدام وسائلة وسيطة .ووسائل
االتصال الشفهية متعددة ميكننا أن نذكر بعضها كام يىل :
-1املقابالت الشخصية :
وتعترب إحـدى وســـائـل االتصـــال الناجحة وتهدف إىل التعرف عىل الحقائق أو
االقرتاحات ,أو الشكاوى أو التنظيم ىف املنظمة ,والوقوف عىل استعدادات املوظفني
وقدراتهم عىل االختيار وقياس مدى استعداد املوظف للتعليم والتدريب.
وتعترب املقابلة وســيلة اتصــال وجها لوجه ,وبالتاىل يلزم مراعاة طريقة الحديث
وتعبريات الوجه خوفاو من تشـــويه املعنى املقصـــود ,فليســـت العربة باألقوال ذاتها
ولكن بكيفية تقديم وارشح تلج األقوال.
169
-4املكاملات الهاتفية :
وتستخدم للعمليات ذات املسافات البعيدة وتتصف بالرسعة ويتميز هذا النوع
بالرصاحة التى قد ال تتوفر ىف الوسائل األخرى .وعند إدخال التليفون يجب مراعاة ما
يىل :
ربط املنظمة بالتليفونات الكافية وبلوحة للتحويل والربط "سنرتال "
ويكون ربط املكاتب الداخلية ببعض بواســطة الطلب اآلىل الذى ال يتعارض
مع لوحة التحويل.
تعيني األفراد املدربني عىل صيانة وتصلي التليفونات والتشويع.
-3الندوات واالجتامعات :
قــد يحتــاج العــاملون إىل معرفــة اآلراء ووجهــات النظر املختلفــة التى تتعلق
مبوضـــوع معني والتى ال تســـتطيع أن يقدمها فرد واحد ,فنجد أن أســـلوب الندوة
يحقق هذؤ الرغبة حيث يشـــرتك أكث من شـــخص ىف تقديم وجهات نظرهم ىف هذا
املوضــوع بني وجهات النظر هذؤ .وتســتخدم الندوة بشــكل عام ىف مجال التدريب
ومناقشـة املوضـوعات السـياسية والقومية واالقتصادية واالجتامعية .ويرتك للعاملني
فيها فرصة طرح األسئلة بعد عرض املوضوع.
ومن األهـداف التى تحققهـا الندوات واالجتامعات كنوع من أنواع االتصـــاالت
الشفهية ما يىل :
مناقشة وجهات نظر العاملني واقرتاحاتهم ىف مشكالت العمل وطرقه. -1
إ الة سوء الفهم لدى العاملني بعد عرض وجهة نظر اإلدارة. -4
القضاء عىل الشائعات من خالل طرح الحقائق واملعلومات الصحيحة -3
االتصاالت الهابطة واالتصاالت الصاعدة :
-1االتصاالت الهابطة :
وهى اتصـــاالت من خط الســـلطة العليا تحمل األوامر والتوجيهات وهى بذلج
اتصاالت هابطة من أعىل إىل أسفل .ومن وسائل نقل التعليامت واألوامر واإلرشادات
والقرارات وغريها ما يىل :
األوامر والتعليامت التى تعطى وقد تكون شــفهية أو تحريرية
ثم تنقل بعد ذلج من مستوى إىل آخر.
النرشــات الدورية والخاصــة :قد تكون هذؤ النرشــات خاصــة
بالعاملني ,وقد تكون خاصــة بالرشــكة ومبنتجاتها وســياســاتها
املختلفة.
الكتيبــات :وتفيــد ىف تعريف الفرد الجــديــد عىل أهــداف
املرشوع والخرائط التنظيمية واالختصاصات وغريها.
املقـابالت الجامعيـة :وهى مقـابالت تعقد للجامعة ليجتمعوا
ىف أمر ما يهمهم جميعاو ويكون معلناو لهؤالء الجامعة قبل ذلج
بوقت كاف.
171
-4االتصاالت الصاعدة :
وهى تلج االتصاالت التى تأىت من املرؤوسني إىل الرؤساء أى تنتقل من أسفل إىل
أعىل ,فهى تعترب وســـيلـة لرفع املعلومـات والتقارير عن اإلنجا ات املحققة وكذلج
تعترب وســـيلة لالســـتفســـار والتأكد من بعض التعليامت وكذلج تعمل عىل تنســـيق
األنشطة املختلفة ,كام تساعد عىل رفع اآلراء واملقرتحات إىل الرؤساء املسئولني.
وتوجد عدة وســائل لنقل املعلومات واالتجاهات من خالل القنوات من أســـفل
إىل أعىل كام يىل :
التقـارير الـدوريـة وغري الـدوريـة :وهى تقارير ترفع وتعرض
عىل اإلدارة العليا واملرشــفني يوضــ فيها املرؤوســني مجاالت
اإلنجا املختلفة ومدى التقدم ىف تنفيذ القرارات.
التساؤالت واالستفسارات :ومتثل رجوع املرؤوسني إىل الرئيس
للتعرف عىل الطرق واألســـاليـب واجبة االتباع عندما يعن له
أمر من األمور الخاصة مبامرسته ألنشطته.
نظم الشــــكـاوى واملقرتحـات :وهـذا النظام يعطى الفرصـــة
للعاملني لتقديم شكاواهم ومقرتحاتهم.
اســـتقصـــاء الروح املعنوية :وهذا االســـتقصـــاء يحتوى عىل
مجموعة من األســئلة املقدمة للعاملني بصــدد هذا املرشــوع
وكــذلــج اتجــاهــاتهم نحو اإلدارة وكيفيــة رفع الروح املعنويــة
لديهم.
سـياسـة الباب املفتوح :وهى ســياســة ينتهجها بعض الرؤساء
وذلج باستقبال مرؤوسيهم بدون أى مواعيد مسبقة.
االتصاالت األفقية والجانبية :
-1االتصاالت األفقية :
تعمل عىل سـد الفجوة التى وجدت من االتصاالت الهابطة وكذا الصاعدة ,فهذؤ
االتصـاالت تتي الفرصة لتبادل املعلومات إلنجا أهداف املنظمة ,وهذؤ االتصاالت
تحدث بني اإلدارات املختلفة وكذلج تحدث بني األقســـام املختلفة داخل املنظمة ىف
نفس املستوى.
-4االتصاالت الجانبية :
وهى االتصـــاالت التى ال ترتبط بخط الســـلطـة الرســـمى ومن أمثلتهـا تبادل
املعلومات أو إعطاء االســـتشـــارات والنصـــائ لإلدارات املختلفة ســـواء اإلدارات
االسـتشـارية أو اإلدارات املختلفة ىف التنظيم وهذؤ االتصاالت الجانبية هى اتصاالت
مكملة ألنواع االتصال األخرى بحيث تساعد عىل تحقيق وإنجا األهداف.
171
االتصاالت الداخلية والخارجية :
االتصــــاالت الــداخليــة :ومتثــل االتصــــاالت التى تتم داخــل املنظمــة وقــد تكون
مكتوبة أو شفهية.
-1االتصاالت املكتوبة ,ومنها :
تســـليم املذكرات والنامذج والتقارير من املكاتب ونظم النقل
املكتبية.
نقل الكلمة بواســـطة الوســـائل االلكرتونية والحاســـب اآللية
كالفاكس والتليكس والكمبيوتر.
-4االتصاالت الشفهية ومنها :
التليفون
نظم االتصاالت الداخلية بني اإلدارات واألقسام.
الدوائر التلفزيونية املغلقة.
االتصـــــاالت الخــارجيــة :ومتثــل االتصـــــاالت التى تتم خــارج املنظمــة ,وقــد
تكون مكتوبة أو شفهية :
-1االتصاالت املكتوبة ومنها :
تسليم املراسالت والنامذج واألوراق بواسطة املراسلني.
الفاكس والتلكس والربيد االلكرتوين.
الخدمات التلغرافية.
-4االتصاالت الشفهية ومنها :
التليفون
الدوائر التلفزيونية املغلقة.
املهارات الجوهرية لالتصاالت اإلدارية الفعالة :
يعتمد نجاح عملية االتصـــال عىل توفر عدة مهارات يجب أن يتحىل بها األفراد يف عالقتهم
املهنية والشخصية ومن أهم تلج املهارات :
-1تحديد الهدف من الحديث :يجب إخبار اآلخرين عن الهدف من الحديث بشـــكل واضـــ
ومحدد يساعد يف تقييم عملية االتصال بعد ذلج.
-4التعرف الجيد عىل املســـتمعني :عىل املتحدث أن يعرف عدد املســـتمعني وخصـــائصـــهم
املختلفة من حيث التأهيل والوظائف والتعليم والنوع … وغريها.
-3تحديد محتوى الحديث :فيجب التحديد الدقيق للموضـــوع الذي يتم الحديث بصـــددؤ
واالختيار املدروس لعنارصؤ املختلفة منذ مقدمته وصلبه وخامتته.
-2التوقف عن الكالم بني لحظة وأخرى إلتاحة الفرصـــة للمســـتمع للمتابعة واالســـتفســـار ,
وجذب انتباهه وإعطاءؤ الفرصــة للتفكري واالنتقال التدريجي بني عنارص املوضــوع الذي
يتم طرحه.
-5متابعة ردود أفعال املســتمعني وذلج من خالل تعبرياتهم غري اللفظية وحركاتهم الكتشــاف
مدى اهتاممهم ومتابعتهم للحديث أو انرصافهم وانشغالهم عن املتحدث.
-6اختيار نربة الصــوت املناســبة ,ويتوقف ذلج بحســب أهمية املوضــوع املطروح والحقائق
واألرقام أو الدالالت التى يتم الحديث عنها.
-7تفهم الحالة النفسـية للمسـتمعني ومراعاة مستوى ثقافتهم ويؤثر ذلج عىل انتقاء األلفاث
والكلامت املعربة واملســايرة لحالتهم ومبا ال يؤثر عىل املعنى األصــيل للرســالة ,كام يجب
االهتامم بــالبعــد الثقــايف الــذي ينعكس عىل أبعــاد الحــديــث بكــاملــة يف اإلنتــاج وعرض
املوضوع وارشح أبعادؤ وكذلج يف ختام املوضوع.
-8تحديد الشكل العام لعملية العرض والحديث واملكان املناسب ويتم ذلج مبراعاة :
173
-9اإلنصــات الجيد لتعليقات واســتفســارات املســتمعني فكام أتاحوا الفرص للمتحدث للتعبري
يجب عليه هو اآلخر أن مينحهم الفرصة للتساؤل أو االستفسار أو االقرتاح
-10التكيف مع األمناط املختلفة للمســتمعني والســعي لكســب ثقتهم والعمل عىل التعامل مع
كل منهم من الزاوية التي تؤدى يف النهاية لنجاح العرض وبلوغ الهدف املنشود.
-1االكتامل :يجب أن تتميز الرســـالة املكتوبة باالكتامل ويدل ذلج عىل احتوائها عىل جميع
الحقائق التي يحتاجها القارئ مبا ميكنه من االستجابة ملا يريدؤ الكاتب.
-4االختصــــار :ويشـــري إىل التعبري عن املعنى املطلوب بــأقــل عــدد من الكلامت والعبــارات
الواضحة دون أن يؤثر ذلج عىل فقدان اكتامل الرسالة.
-3االعتبارية :وتعنى الرتكيز عىل االعتبارات التى ينتظرها القارئ من الرسالة ومراعاة مشاعرؤ
وإمكاناته وظروفه املحيطة والفوائد التى ستعود عليه من قراءتها.
-2التامســج :وميثل التامســج يف الكتابة التحديد والتناســق والرتابط بني جزيئاتها واســتخدام
الحقائق املحددة واالبتعاد عن الكلامت والعبارات غري املحددة مع الرتكيز عىل اســـتخدام
الكلامت والعبارات الحية.
-5الوضــوح :ويعنى وضــوح املعاين والصــياغة أمام القارئ ويتطلب ذلج اســتخدام الكلامت
املحـددة بـاملعنى املـألوف للقـارئ ويتطلـب ذلـج اســـتخدام الكلامت املحددة باملعنى
املألوف للقارئ واستخدام الجمل املؤثرة واملرتابطة ومراعاة وحدة الكتابة.
-6الكياسة :ومتثل جانب االهتامم النفيس بالقارئ عند الكتابة والبعد عن العبارات العدوانية
واملثرية ,وااللتزام بالرصاحة يف غري خدش ملشاعر القارئ وأحاسيسه.
-7الدقة والرصـاحة :حتى تكون الكتابة صادقة ودقيقة يجب مراعاة املستوى املناسب للتعبري
اللغوي ,مع االعتامد عىل الحقائق واألرقام والكلامت املحددة كلام أمكن ,هذا إىل جانب
تجنب األخطاء اللغوية والهجائية.
175
مهارات القراءة
تعد مهارات القراءة من بني مهارات االتصــال الرضــورية وخاصــة للمديرين يف املســتويات
العليا ,فغالباو ما يحتاج املدير إىل قراءة العديد من التقارير واملذكرات هذا باإلضــافة إىل اعتامدؤ
للخطط والربامج والعمليـات ,إىل جـانـب توقيعـه عىل القرار والطلبـات ...وكـل ذلـج يحتاج إىل
قراءة وفهم واســـتيعاب حتى ميكن اتخاذ القرار املناســـب ويف أقل وقت ممكن مبا ال يبدد وقت
املدير ويسـتنزفه يف مجرد قراءة بيانات ومعلومات وخاصة إذا كانت إحصائيات وجداول ونسب
وأرقام ,ومن ثم يجب أن يتسم بالخصائص التالية:
الرسـعة ,وهى تشري إىل قراءة أكرب عدد من الكلامت يف أقل وقت ممكن مع السيطرة
عىل فهمها واستيعابها.
الدقة ,وتعنى القدرة عىل التمكن والسيطرة لفهم ما يقرأ ,بحيث ال تؤثر الرسعة عىل
الفهم واالستيعاب ملعنى ما يتم قراءته.
التفكري املنطقي والتحليـل ,يهتم التفكري املنطقي بالقدرة عىل التعرف عىل األســـباب
واملربرات ,والسيطرة عىل معاين األلفاث واألرقام التي يتم قراءتها.
الربط واالســـتنتـاج ,ويعنى قـدرة القارئ عىل ربط األفكار والفقرات واملوضـــوعات
ببعضــها حتى مينه من اتخاذ قرار بشــأنها والوصــول إىل نتيجة معينة وقد تطلب األمر
أيضاو قراءة ما بني السطور لفهم املعنى املتكامل ملا تم كتابته.
التفســـري املوضـــوعي للامدة التي يتم قراءتها :ويتوقف ذلج عىل البنود الســـابقة مبا
يؤدى يف النهاية إىل نجاح عملية القراءة أو شـلها فالتفسري الدقيق واملوضوعي يتم عن
مهارات متعددة للقارئ.
التذكر والتقييم ,من خصـــائص القارئ الجيد أن يتذكر ما قرأؤ يف بداية التقرير أو يف
نهاية تقارير سابقة حتى يتمكن من تقييم أبعاد العمل بكامله.
176
الشكل رقم ()3/7
منوذج االتصال كام قدمه ديفيد بريلو
املصدر :
)David Berlo , the process of communication (New York : Holt , 1960
177
إن تكوين الروابط االجتامعية يف جامعة ما أو منظمة معينة ميكن مالحظته بنشوء شبكات
االتصــــال أو العالقــات االجتامعيــة التي تربط األفراد واحــداو بــاآلخر ,وتعرف كــذلــج بــالوحــدة
االجتامعيـة ,إن أي جامعة أو منظمة ال يشـــرتط أن متر بجميع املراحل أثناء تطورها ولكنها قد
تنتقل من مرحلة إىل أخرى حتى تصل إىل مرحلة التكامل انظر الشكل رقم ()2/7
ويف املنظامت تتعدد شبكات االتصال بني األفراد والجامعات وتأخذؤ عدة أشكال عىل النحو
املبني يف الشكل رقم ()5/7
178
ومن الشــكل رقم ( )5/7يتض ـ أن هناك عدة أشــكال لشــبكات االتصــال الفرق الجوهري
بينهام يكمن يف مدى االعتامد عىل املركزية يف االتصاالت.
يف الشبكة األوىل :يوجد الفرد يف الوسط ويوجد أربع أفراد أو أكث عىل الطرف اآلخر وهذؤ
الشـبكة مركزية إىل درجة كبرية حيث يسـتطيع أعضـاء األطراف االتصال مع فرد واحد يف
املركز.
يف الشــبكة الثانية :يوجد عضــوين يخدمان كمركز اتصــال يســتطيع أي منهام االتصــال مع
شخص آخر يف الوسط ويخدم أعضاء الوسط كنقاط التقاء للفرد املوجود باملركز .ويف هذؤ
الحالة يتصـــل فرد املركز مباارشة بفردي الوســـط بينام ال ميكن االتصـــال بأفراد األطراف
وتتسم هذؤ الشبكة أيضاو باملركزية ولكنها ليست مثل السابقة.
أما الشبكة الثالثة :تتسم بالالمركزية حيث ميكن لكل فرد االتصال باألفراد التاليني له.
الشبكة الرابعة :فتتسم بالالمركزية الشديدة حيث يستطيع كل فرد أن يتصل مباارشة بباقي
أفراد الجامعة.
إن املدير يف منظامت األعامل يجب أن يوىل االتصــاالت غري اللفظية أهمية كبرية يف مختلف
املواقف واملعـامالت مع رؤســـائه ومرؤوســـيه وعمالئه و مالئه ,فلقد دلت البحوث أن املعاين
تنتقل يف %65إىل %93من الحاالت اعتامداو عىل الســـلوكيات غري اللفظية ,إن االتصـــاالت غري
اللفظية تساعدنا كثرياو يف الوقوف عىل حاالت األفراد يف البهجة والرسور – التعجب واالندهاش –
الخوف والرهبة – الحزن واإلحباط – الغضـب والحدة – واالشمئزا … الخ ومع احتامل اختالف
فهم معاين تلج االتصـاالت بني األفراد فننه مام يطمئنا أن قدرتنا عىل فهم االتصاالت غري اللفظية
تنمو من خالل تعامالتنا مع األفراد.
179
إن املدير الحصـيف ذو الفراسة والرؤية الثاقبة يستطيع أن يتفاعل بنجاح مع مرؤوسيه من
خالل مالحظته لســلوكهم ومتابعته لتعبرياتهم غري اللفظية وذلج اعتامداو عىل قراءته ملشــاعرهم
وأحاسيسهم ,انظر إىل الجدول رقم ( )1-7الذي يوض بعض السلوكيات غري اللفظية ومعناها يف
عملية اإلتصال.
181
الشكل رقم ()6/7
قنوات االتصال غري اللفظي
ويـتضـــ مـن الشـــكــل رقـم ( )6/7أن قـنـوات االتصـــــال غــري الــلــفــظــي تــتــمثــل
فيام ييل :
اسـتخدام الحركا ت التوضـيحية تزداد أهميته عندما يكون املوضــوع مهم بالنســبة للمرسل.
وعىل املستقبل أن يقدر األمناط السلوكية للمرسل عند الحديث ,فلو أننا يف املثال السابق افرتضنا
أن املرسل (الصياد) نادراو ما يستخدم الحركات التوضيحية لتأكيد رسالته الشفوية ,فنن استخدام
هذؤ الحركات اآلن يدل عىل إثارة إضافية بسبب صيد مثل هذؤ السمكة وأنها كانت فعال كبرية.
182
إن كثري من األفراد ال ميكنهم الســيطرة عىل ســلوكهم غري اللفظي ومع ذلج قد يكون هناك
حالة من عدم الفهم لذلج السلوك لدى املستقبل .ولتقليل عدد الرسائل غري املفهومة أو التي قد
يساء فهمها فننه يجب عىل املدير أن يتعلم كيفية توجيه قدر كبري من االهتامم إىل تأثري املظهر ,
كـذلـج يجـب عليـه أن يتعلم يف نفس الوقـت كيفيـة التعامل مع أســـلوب املرؤوســـني لتقييم
االتجاهات الداخلية عندهم والتي ال يعرب عنها بطريقة لفظية.
إن انتصــاب القامة أو اتكاء املســتقبل تجاؤ املرســل أو اتكائه بعيداو عنه أو يف غري اتجاهه..
كلها مظاهر يجب أن يتم تفسـريها يف ضـوء معرفة املرسـل بهذا الشخص وال يجب أن تبنى عىل
تفسريات شخصية ترتبط بأشخاص آخرين أو بأحداث مرتبطة يف ذهن املرسل مبواقف أخرى.
183
ويقال أن األفراد الذين يحســنون االتص ـال البرصــي متفتحون ولديهم نزعة إىل قبول األفكار
والعروض ,بينام األفراد البعيدون عن االتصــال البرصــي ليســوا كذلج ,كام أن الفرد الذي
يقوم باتصـــال برصـــي جيد يصـــب االحتامل كبري يف فهمه كام يقول املتحدث وقد أشـــار
الباحثون إىل أن عيون املسـتقبل مبا يف ذلج من الرموش والحواجب أغنى مصادر املعلومات
عن الحالة العاطفية ,والشــعورية الخاصــة بالرســالة مثل الغضــب واالشــمئزا والســعادة
واالرتباك.
ومع ما سبق ال يوجد ضامن عىل أن مستقبيل اإلشارات أو املؤثرات غري اللفظية عىل صواب
يف تفسـريهم ,ولذلج يجب الحذر يف املبالغة يف الوصول إىل استنتاجات معينة ,وحيث أننا
نتعـامـل مع االســـتنتـاجـات فيوجد دامئاو احتامل للخطأ ,ولتقليل هذا االحتامل يجب عىل
املدير أن يحدث ويجدد من قاعدة بياناته املعرفية الخاصة بسلوك مرؤوسيه.
ومتثل هذؤ التقســـيامت املســـتويات املتزايدة من التقارب واأللفة والدعم بني فردين ,فنذا
سم شخص ما آلخر بأن يسلم عليه باليد ,فنن هذا يدل عىل مستوى معني من التقارب ,ولكن
هذا املســتوى ليس أكرب من مســتوى التقارب إذا ســم هذا الفرد لشــخص آخر بأن يتبادل معه
األحضـــان .ويجب عىل املديرين أن يدركوا أثناء التعامل مع الســـلوك املالمس أن ما يتم إدراكه
وفهمه عىل أنه مناسب سوف يكون من خصائص الفرد واملواقف املختلفة والخلفية الثقافية لهذا
الفرد.
184
-2املسافة بني األفراد Personal space
إن املسـافة أو البعد املسـموح به بني األفراد ميكن أن يسـتخدم لنقل مستوى الود أو الحب
بني شخصني.
لقد قام Hallبتصـميم أحد مقاييس البعد االجتامعي وصـف من خالله املسافة ومستوى
األلفة أو املودة والخصائص الصوتية ومحتوى الرسالة ويوض ذلج الجدول رقم (. )4-7
رسى جداو. همس رقيق. حميمة (درجة األلفة). من صفر إىل 6بوصة.
موضوع شخيص. صوت ناعم. شخيص (درجة تالصق). من 1.5إىل 4.5قدم.
موضوع غري شخيص. صوت منخفض. شخيص (درجة تباعد). من 4.5إىل 2قدم.
موضوع غري شخيص. صوت كامل. اجتامعي (درجة تالصق). من 2إىل 7قدم.
صـــوت كــامــل ومرتفع معلومـات عـامة يجب أن اجتامعي (درجة تباعد). من 7إىل 14قدم.
يسمعها اآلخرون. بدرجة بسيطة.
صــوت مرتفع يتحدث إىل معلومـات عـامة يجب أن عام (صورة قريبة). من 14إىل 45قدم.
يسمعها اآلخرون. مجموعة.
الرتحيبات والوداع. أعىل صوت ممكن. عام (صورة بعيدة). 45قدم فأكث.
185
وتكمن أهمية االتصـال الصـو يف أن اســتخدامه ميكن أن يغري معنى كلامت الحديث .فنذا
طلب أحد املرؤوسـني من رئيسه إجا ة ملدة ثالث أيام ورد عليه "دعنى أدرس األمر" ,فنن صوته
يف الرد يحمـل أكث من معنى ,فـنن قيلـت العبارة بدون تشـــديد أو تأكيد عىل أي من الكلامت
وخرجت بطريقة عادية دون تعبريات وحركات أو إشـــارات أخرى رمبا تعنى أن األمر ســـيدرس
موضوعياو بالفعل واحتامل حصوله عىل اإلجا ة كبري ,أما إذا قيلت هكذا ..دعنى (متبوعة بوقفة
قصرية قبل تكملة الجملة) أدرس األمر فنن الرسالة ال تطمنئ يف االستجابة لطلب اإلجا ة.
وبـذلـج نرى أن نفس الكلامت ميكن قولهـا بـأكث من طريقة مام ينتج عنه أكث من معنى ,
والسؤال هو كيف تصب املعاين مقبولة بصفة عامة لدى اآلخرين ,مفتاح ذلج يكمن يف املالحظة
املسـتمرة وتوفيقها ولكام استمرت هذؤ العملية لفرتة أطول كلام كان تفسري املتلقي أو املستقبل
للمعنى املقصود من املرسل أدق.
-6الزمن Time
يعد الزمن من املتغريات الهامة ملعظم األفراد ومؤارش غري لفظي يضيف للرسائل معاين متعددة ,
وتلعـب الثقـافة والفروق الفردية دوراو هاماو يف تناول األفراد ألهمية الوقت ,ومع ذلج فهناك بعدين
جوهريني يف هذا الصدد وهام:
فبعض األفراد مييل إىل وضـع قيمة عالية للوقت وبالتايل نالحو ذلج بوضوح عند مامرسته
لعمله يف البدء واالنتهاء و من األداء كذلج مييل بعض األفراد إىل وضــع قيمة أكرب للخصــوصية يف
إدارة وقته وحياته.
إن االختالفـات يف تطبيق الوقـت متثل جز وء كبرياو من العالقات املتداخلة بني األفراد ميكن أن
تنقل اختالفات يف املشــاعر واألحاســيس واالهتاممات ,فنذا طلب املديرين أحد مرؤوســيه القيام
بعمل معني خالل األســـبوع القادم ,فاالحتامل األكرب أن املرؤوس يضـــع هذا املوضـــوع ضـــمن
املوضـوعات األقل أهمية .أما إذا قام املدير بتحديد الزمن قائال ":أريد هذا املوضوع منتهياو عىل
مكتبي الســاعة الثانية بعد الظهر يوم الخميس " فمن املؤكد أن املرؤوس ســيضــع هذا املوضــوع
ضمن أكث املوضوعات أولوية.
186
-7لغة األشياء Language of things
تتعامل لغة األشـياء مع العنارص املادية التي ميكن لألفراد التحكم فيها ومن بني ذلج سيارة
املــــديــــر ,املــــلــــبــــس ,الــــتــــجــــهــــيــــزات املــــكــــتــــبــــيــــة أو أدوات
املكتب … ويقوم األفراد بنقل كثري من الرسـائل عرب األدوات املســتخدمة سواء بطريقة شعورية
أو ال شــعورية ولذلج يجب عىل املدير أن يبذل جهداو كبرياو للتعرف عىل مدلول هذا الســلوك غري
اللفظي حتى يتم التفاعل مع اآلخرين وفهمهم والتأثري يف سلوكهم.
وتعترب املالبس الشــخصــية من بني عنارص لغة األشــياء األكث شــيوعاو فعن طريقها ميكن أن
تنتقل الرســائل فيام بني األفراد ,فاألفراد الذين يلبســون بطريقة مغايرة عن الذين يحيطون بهم
وبطريقة غري تقليدية قد يتم إدراكهم عىل أنهم أشخاص مغامرون ومستقلون.
إن البيئـة املادية التي يخلفها املدير والتي يؤدى وظيفته يف إطارها تنقل نوعية هذا املدير
وتنقل ل خرين معاين محددة عن شـــخصـــيته … فاملكتب والكراا وترتيبها وســـاعة الحائط
واللوحات املعلقة والسجادة املفروشة وقصارى الزرع ونوعيته … ولج أن تتصور أنج قد ذهبت
ملقابلة أحد املديرين – مل ترؤ من قبل – واســتقبلج ســكرتريؤ الخاص وأدخلج غرفة املدير وطلب
منـج انتظـارؤ ولـدقائق حتى ينتهي من اجتامعه ,وجلســـت تتفحص كل ما حولج من أشـــياء
وعنارص مادية … الشــج أنج ســتبنى اســتنتاجات معينة عن شــخصــيته هل هو جاد /صــارم /
متجهم /ممل /بشوش /اجتامعي /ودي /منظم …
لقد تحدث ربنا ســـبحانه وتعاىل عن النفس يف القرآن الكريم مرات عديدة فيام يقرب من
ثالمثائة مرة فيام يوض أهميتها ورضورة دراستها وفهمها وتحليلها حتى ميكننا النجاح يف التعامل
معها أوالو ثم النجاح يف التعامل مع بعضـــنا البعض ليتســـنى لنا النجاح بعد ذلج يف التعامل مع
مقتضيات الحياة وفهم مغزاها وتحقيق رسالتنا عىل األرض للوصول إىل الغايات املنشودة.
187
ومع تعدد ذكر النفس يف القرآن الكريم إال أن تقسيمها قد متثل يف ثالثة أنواع هي :النفس
املطمئنة ,والنفس اللوامة ,والنفس األمارة بالسوء .
متثـل الذات الكلية (الشـــخصـــية) مجموعة متكاملة وإطاراو واحداو يتكون من عدة عوامل
جسمية ونفسية ,وتحدد أسلوب تعامل الشخص مع مكونات البيئة.
ولقـد قام عامل النفس إيريج برين Eric Berneعام 1961بتنمية نظرية يف تحليل العالقات
التبادلية تحت اســـم Transactional Analysisمتثل الهدف منها يف تعرف الفرد عىل نفســـه من
خالل عالقته باآلخرين ممن يتعامل معهم .
ويف ضـوء ذلج ميكننا القول أن تحليل العالقات التبادلية يعد طريقة منطقية لفهم السلوك
وتأســيس ســبيل لالتصــال الفعال واملفتوح بني مختلف األفراد ,وهى منهجية منطقية ميكن من
خاللهـا التامس النجاح يف التعامل مع اآلخرين يف املنظامت ويف املنزل ويف الشـــارع ومع الزمالء
واألصدقاء والعمالء…
ومن خالل نظريـة العالقـات التبـادليـة يرى إيريـج برين أن الذات الكلية تتكون من ثالث
ذوات فرعيـة هي الوالدية Parentوالبالغ Adultوالطفولة Childوبالتايل فالذات اإلنســـانية
متثل تفاعل الذوات الثالث وليس مجموعها.
188
حاالت الذات الثالثة
189
)1حالة ذات الوالدية :
تشـتمل حاالت ذات الوالدية عىل االتجاهات والسلوك املالحو عن شخصيات والدية هامة
يف حياة الفرد ,وهذا يعنى أن الفرد قد يقلد ودون أن يشـــعر أحياناو مناذج والديه بالنســـبة له
فيقوم بســـلوك مياثل ســـلوكهم حتى وإن مل يتعامل معهم بشـــكل مباارش ,فالفرد قد يكتســـب
الوالدية من األب واألم والجد واألخ األكرب واملعلم ,وحني يكتسبها الفرد أوال فننها تسمى الوالدية
املســـتوعبـة ,فـاألطفال يتابعون والديهم وبدون أن يدركوا أنهم يقلدون ســـلوكهم ,فقد ميثلون
شــخصــية الوالدية االنتقادية ويقومون بتوبيخ القطط أو الكالب أو العرائس التى يلعبون بها أو
حتى أخوتهم األصغر منهم متاماو كام يوبخهم والدهم أو والدتهم أو من يربونهم ,كام قد ميثلون
دور الوالد الراعي ويظهرون حناناو ورعاية تجاؤ نفس األشــياء أو األشــخاص كام يفعل والدهم أو
والدتهم أو من يتولون رعايتهم.
وتســمى هذؤ العملية بالوالدية املســتوعبة ,فيحدث االســتيعاب حينام يســتوعب الطفل
شـخصـيه واحد من الشخصيات الوالدية بالنسبة له .وشخصية الوالدية املستوعبة لها أيضاو ثالث
حاالت للذات ,فلها ذات والدية وذات بالغ وذات طفولة فعىل سبيل املثال فالفرد قد :
يحب لعب الكرة (مثل حالة طفولة الشخصية الوالدية)
ينبغ يف املسائل الرياضية (مثل حالة بالغ الشخصية الوالدية)
يحب مواساة اآلخرين يف الشدائد (مثل حالة والدية الشخصية الوالدية)
191
الوالدية املستوعبة
وأحياناو تكون ذات الوالدية متحفزة ومتعصـبة تضــع القواعد واملحددات وتصـيغ الرشــوط
وتحافو عىل القوانني والعادات ,والتقاليد وتصـدر األحكام واالنتقادات والتعليامت وهى تسمى
والدية إنتقادية ,وأحياناو أخرى تكون مهتمة وراعية تحافو عىل الذات واآلخرين وتترصــف بروح
العاطفة والتشـجيع والتحفيز ,وتسـعي لتوفري الجو املري والحامية والطينينة ل خرين وتسمى
والدية راعية.
وهى بطبيعة الحال متارس عالقاتها التبادلية داخليا مع بقية الذوات لدى اإلنسان (الطفولة
,البالغ) وخارجيا مع اآلخرين من خالل تعاملها مع الذوات الثالث.
ومن أهم ســـامت ذات البالغ أنها تجمع وتشـــغل وتخزن املعلومات عىل أســـاس الخربات
الســابقة وتضــع كل االحتامالت املمكنة قبل الترصــف ,كام أنها ترى أن هناك مصــادر مختلفة
للمعلومات ســواء العامل الخارجي (عامل الحقائق واألرقام واألشــياء واألشــخاص) أو العامل الداخيل
(املشاعر والتخيل واالتجاهات والقيم والوجدان)...
ومن أهم األســباب التى تدعو إيل تقوية وتدعيم ذات البالغ أنها مبثابة املدير للشــخصـية ,
وذات البالغ يف دور املدير تعنى أنها تتخذ قرارات ملا هو مناســب لالســتعامل من ذات الوالدية
وذات الطفولة وتستطيع أن تتوىل إدارة الشخصية من خالل :
191
-الوقوف مبثابة حكم حينام يكون هناك رصاع داخيل بني ذات الوالدية وذات الطفولة.
-الترصف كحامي لذات الطفولة حينام تشعر أنها مهددة.
-وضع األهداف املعقولة وتقرير اإلجراءات املناسبة لتحقيق األهداف.
-اختيار واستعامل ذات الوالدية بشكل مناسب.
-اختيار واستعامل ذات الطفولة بشكل مناسب.
-تعلم طرق جديدة للتفكري والترصف.
وطاملا أن التفكري الواضـ هو سـمة ذات البالغ ,فأحياناو يصاب هذا التفكري بالتشويع من
خالل اختيـارات ذات الوالـدية وذات الطفولة وهذا يشـــري إىل تلوث ذات البالغ ,وقد يســـبب
التلوث ذات الوالدية :وذلج عندما يتأثر الفرد بشـخصيات والدية حقيقية كانت متعصبة كام يف
الشكل رقم (.)7/7
192
الشكل رقم ()7/7
تلوث ذات البالغ بذات الوالدية
كام قد يأ التلوث من حالة ذات الطفولة إذا كان الفرد قد تعلم أن يكون غري واقعي يتأثر
بالخياالت واألوهام فتستمر معه مهام كرب فتؤثر عىل تفكريؤ وسلوكه وهو يف حالة ذات البالغ .
وميكن إ الة تلوث ذات البالغ بندراكها العتقادات وآراء ذات الوالدية أو مشـــاعر وتخيالت
ذات الطفولـة التى مل يتم مراجعتهـا يف ضـــوء الواقع وحينام تحـدث لحظـة اإلدراك هـذؤ يعاد
ضبطها بحيث ال يحدث التداخل.
193
)3حالة ذات الطفولة :
تشـتمل حالة ذات الطفولة عىل كل التلقائيات والترصفات الفطرية التى ولد الشخص عليها
,كام تحوى أيضاو تسجيالت للتدريبات والخربات منذ الطفولة.
وبصفة عامة فاألفراد حينام يترصفون بنفس الطريقة التى كانوا يفعلونها يف طفولتهم فننهم
يكونون يف حالة ذات الطفولة .فالطفل وهو صغري قد يترصف بعنف مثل الرصاخ والبكاء ليحمل
والدؤ عىل املوافقة عىل شــو معني ثم بعد ذلج يفعل نفس الشــو أو قريباو من ذلج عندما يكرب
ليحصــل عىل ما يريد .وكون الفرد يف حالة ذات الطفولة ال تعنى بالرضــورة أنه يترصــف بغباء أو
ترصفات صبيانية وإمنا تعنى أنه يترصف وكأنه طفل صغري.
وميكن تقسيم حالة ذات الطفولة إىل ثالثة أجزاء مختلفة عىل النحو التايل :
أ -الطفل الفطري :وميثل الجزء الحر أو الطليق وغري املراقب ,وهو متاماو مثل الرضيع بطبيعته
تلقـائيـاو ومحبـا لالســـتطالع ,والفرد الـذي يفعل أي شـــو يريد أن يفعله دون التفكري يف
العواقب يكون يف حالة ذات الطفل الفطري.
ب -الطفـل املتكيف :وميثـل ذلـج الجزء املـدرب واملتـأثر باملتغريات الخارجية ويختلف الطفل
املتكيف باختالف نوع التدريب والتأثري الذي تعرض له .فبعض األطفال يتكيفون عىل سامع
عبارات مســتمرة بأنهم أغبياء وال يصــلحون ألي شــو ,وعندما يكربون فان هذا الجزء من
شــخصــيتهم ســوف يســتجيب غالباو لهذا املشــاعر املكتســبة ويكون يف حالة ذات الطفولة
املتكيفة عند حدوث هذؤ االستجابة.
ج -األسـتاذ الصـغري (الباشـا) :وميثل ذلج الجزء املاهر أو األستاذ الصغري يف كل فرد ,فاألطفال
الصــغار عندهم ملكات ابتكارية وفطنة ويتعلمون اســتغالل اآلخرين حتى يحصــلوا عىل ما
يريدون ,وعىل هذا فالفرد الذي يسـتغل تعبريات وجهه ليجعل شخص آخر يشعر باألسف
أو يتأمل من أجله يكون يف حالة ذات األستاذ الصغري (الباشا).
194
سيطرة ذات معينة عىل الشخصية
واآلن كيف ميكننا االستفادة من تحليل العالقات التبادلية يف فهم إتجاهات وسلوك األفراد
وإجراء االتصاالت الفعالة واملعامالت بني األفرادا
ميكن اإلجابة عىل هذا التســاؤل من خالل بيان أثر العالقات التبادلية لخدمة االتصــاالت بني
األشخاص حيث تأخذ االتصاالت أكث من صورة .
195
196
تطبيق عميل :
تقدم هذؤ القامئة فرصـة لج ليك تحكم عىل مدى فعاليتج يف إجراء عالقتج واتصـاالتج ,وسـوف تســاعدك
عىل فهم أفضـــل لكيفية تقديم نفســـج ل خرين واالســـتفادة من قدراتج يف التعامل واالتصـــال بهم من خالل
تعامالتج وأنشطتج.
نرجو منج التفضـــل باإلجابة عن كل ســـؤال بأرسع ما ميكن تبعا ملا تشـــعر به يف نفس لحظة قراءته .كام
نرجوا أال تتأثر بأي شـخص وأنت تجيب عىل هذؤ القامئة ,وميكنج مناقشتها مع أى شخص بعد استكامل اإلجابة
عليها.
تذكر أن صدق اإلجابة رضوري جدا ,ونرجوا الرصاحة الكاملة أثناء إجابتج عن تلج القامئة .مع مالحظة أن
عمود "نعم" ميكن اســـتخدامه عندما تكون إجابتج بأن هذا العنرصـــ يحدث معظم الوقت أو عادة .يف حني أن
عمود "ال" ميكنج اســـتخدامه عندما تكون إجابتج أن هذا العنرصـــ ال يحدث أبدا أو نادرا ما يحدث .هذا ويتم
استخدام عمود "أحياناو عندما ال متيل إجابتج إىل "نعم أو "ال" ونرجو منج عدم استخدامه كلام أمكن.
واآلن ……
اقرأ كل سـؤال بعناية ,وإذا مل تسطع اإلجابة املحددة لسؤال ما ,أجب بأفضل ما ميكنج ولكن تأكد من
اإلجابة عىل كل سؤال ,أجب مبا تشعر به فور قراءتج للسؤال.
الــرجــا وضـــــع عــالم ( )أمــام اإلجــابــة الــتــى تــراهــا مــنــاســـــبــة لــكــل عــنرصــــ مــن
العنارص التالية :
197
أحياناو الدرجة ال نعم األسئلة
198
أحياناو الدرجة ال نعم األسئلة
-44هل تتجهم وتعبس لوقت طويل إذا شـوش عليج شـخصا ما أثناء
حديثجا
-43هل أنت قادر بصفة عامة عىل الثقة يف األفراد اآلخرين ا
-42هل تجد أنه من الصعب مجاملة اآلخرين وإطرائهما
-45هل تتعمد إخفاء عيوبج وأخطائج عن اآلخرينا
-46هل تســـاعد اآلخرين عىل فهمج وذلج من خالل اإلفصـــاح عن
تفكريك وشعورك ومعتقداتجا
-47هل من الصعب عليج الوثوق يف اآلخرين ائتامنهم عىل أرساركا
-48هـل متيل إىل تغيري موضـــوع الحديث عندما تجد أن املناقشـــة
بدأت تثور فيها املشاعرا
-49يف محـادثتج هل تســـم للطرف اآلخر أن ينهى حديثه قبل أن
يتلقى رد فعلج عن هذا الحديثا
-30هل تجد نسج غري منتبه ملا يقوله اآلخرين أثناء حديثهم معج ا
-31هل تحاول أن تصغي باهتامم عندما يتحدث معج شخص ماا
-34هل يبدو عىل اآلخرين أنهم منصتني أثناء حديثج معهما
-33خالل املحادثة هل من الصـعب بالنســبة لج أن تتفهم األمور كام
يراها اآلخرينا
-32هـل تتظــاهر بــاإلنصــــات ل خرين مع أنــج يف حقيقـة األمر غري
منصت لهما
-35يف املحادثات هل تســتطيع أن تتبني الفرق بني ما يقوله الفرد وما
يشعر بها
-36خالل محادثتج ,هل تســـتشـــعر دون صـــعوبة رد فعل اآلخرين
لحديثجا
-37هل تشـعر بأن األفراد اآلخرين يتمنون أن تكون شخصية مختلفة
عام أنت عليه اآلنا
-38هل يفهم اآلخرين حقيقة مشاعركا
-39هل يالحو اآلخرين أنج تعتقد أنج باستمرار عىل حقا
-20هل تعرتف بالخطأ عندما تعرف أنج مخطو يف أمر ماا
199
الفصل الثامن
القيادة اإلدارية
211
الفصل الثامن
القيادة اإلدارية
211
مقدمة
املدير هو الشخص املسؤول عن إدارة مجموعة املوارد البرشية بنحدى الوحدات
اإلداريـة داخـل املنظمة بحيث ينظم العالقات واملعامالت فيام بينهم مبا يســـهم ىف
تحقق مجموعة األهداف املرجوة مبراعاة الظروف والعوامل املحيطة.
ومن ذلج يتضـــ أن املدير هو الشـــخص الطبيعى الذى يؤثر ويتأثر مبجموعة
العوامـل واملتغريات املحيطـة وهو املســـئول ,وهذا يعنى بالدرجة األوىل أنه ملتزم
ذاتياو وليس ملزماو خارجياو باالضـــطالع مبجموعة املهام واألنشـــطة التى تيرســـ تحيق
األهـداف ,هـذا بجـانـب توىل هـذا املـدير مســـئوليـة مزاج مجموعة املوارد املزيج
املناسـب لكل عمل أو نشاط ملا يحتاجه من أموال وموارد ,وأفراد ,وتحفيز ...الخ ,
ومـا دامت اإلدارة ىف جوهرها هى إدارة الناس ,فتنظيم العمل وتنســـيق العالقات
واملعامالت واإلجراءات فيام بني البرش يعترب البعد الثالث والهام ىف عمل املدير.
وميكن القول أن املدير وهو يدير مجموعة األنشــطة واملهام يضــع نصــب عينيه
مجموعة األهداف التى يرجو ســـواء منها ما يتعلق بأهدافه الشـــخصـــية أو أهداف
منظمتـه التى يرجو مرءوســـيـه لـدرجـة ميكن معهـا القول أنـه يدير عملية تحقيق
التوافق ىف اإلشباع من خالل مجموعة متعددة وأحياناو كثرية متعارضة من األهداف.
إن املــدير حتى يحقق ذلـج يعمـل من خالل مجموعــة متكــاملــة من الوظــائف
تتمثـل ىف -1 :وظيفة التخطيط -4 .وظيفة التنظيم -3 .وظيفة التوجيه القيادة -2
وظيفة املتابعة والرقابة.
وهى وظائف متكاملة مرتابطة متفاعلة ليس بينها فواصــل منية أو مكانية وإمنا
هى متالحمة وإن تم تقسيمها وترتيبها فلألغراض البحثية فقط.
وأيـا كانت تعريفات القيادة فنن هناك اتفاقاو بني الكتاب والباحثني ىف موضـــوع
القيادة عىل أنها تشتمل عىل األبعاد التالية :
إن القائد هو الذى يحدد أهداف الجامعة ويبنيها ويفرســــها بالشـــكل الذى -1
ييرس ألفراد الجامعة االلتزام بها وتحقيقها ,وقد يتطرق األمر ملناقشتها معهم
والتعرض لبعض التفاصيل التى تدعم خطوات الجامعة.
إن القـائد هو الذى يخطط أســــاليب العمل ويســــعى للتنســــيق فيام بينها -4
فهو الذى يعى جيداو إمكانيات األفراد واملوارد األخرى ومدى قدرة األفراد عىل
تحمـل املســـئوليـة ومن ثم ميكن توظيف هـذؤ اإلمكـانيـات دون تعارض أو
ا دواج.
213
إن القــائــد هو الــذى ينظم العالقــات بني أفراد الجامعــة حيــث تلتقى عنــدؤ -3
خطوط العالقــات بني مختلف أفراد الجامعــة ويقوم القــائــد بتنظيم عالقــات
العمل عن طريق التخطيط والتنســـيق وتو يع العمل والتوجيه واملتابعة ,كام
يســعى باإلضــافة إىل ذلج ملواجهة الرصــاع والتو يع والضــغوط التى قد تظهر
داخل الجامعة.
إن القـائـد هو الـذى يربط نشــــاط الجامعة بغريها من الجامعات حيث متتد -2
مهام عمله لتشتمل عىل ربط نشاط جامعته بغريها من جامعات العمل.
ويلخص أحـد الكتـاب الـدور الهام للقيادة ىف أربعة جوانب رئيســــية تتمثل ىف:
الجـانـب التنظيمى ,والجـانـب اإلنســــاو ,والجـانـب االجتامعى ,والجانب الخاص
باألهداف .وفيام يىل عرضاو مخترصاو لهذؤ الجوانب.
)1الدور التنظيمى للقائد :حيث ال يقترصـــ دور القائد عىل مجرد إصـــدار األوامر
والتأكد من أن النشاطات تتم ىف الحدود املرسومة لها ,بل ميتد ليشمل إمداد
املرؤوسني بكل ما يحفزهم ,ويبعث النشاط ىف نفوسهم ويحافو عىل روحهم
املعنويـة عـالية .كام يرب دور القائد التنظيمى من خالل قدرته عىل تنســـيق
نشاطات املرؤوسني وتوجيه جهودهم ,وربط أقسام التنظيم اإلدارى بالعاملني
فيها ,وباألهداف التى يسعى التنظيم لتحقيقها.
الدور اإلنســاو للقائد :ويتض ـ أهمية الجانب اإلنســاو ىف عمل القائد ,إذا ما )2
أدركنــا أن تحقيق أهــداف منظامت األعامل تتم من خالل األفراد بــالــدرجــة
األوىل .وعملية التوجيه التى تعترب محور نشــاط القيادة ,تنصــب أســاسـاو عىل
السـلوك اإلنسـاو لألفراد ,مســتهدفة تنمية روح التعاون االختياري بينهم عن
طريق االتصال الفعال بني قيادة التنظيم والعاملني فيه .كام يتض دور القيادة
ىف الجانب اإلنســـاو إذا ما اســـتعرضـــنا مســـئوليات القائد ىف مجال العالقات
اإلنســـانية واملتمثلة ىف الرتكيز عىل التفاهم املتبادل ,واارشاكهم ىف كل ما ميس
شـــئونهم ,واالعتـداد مبا يبدونه من آراء واقرتاحات ,واشـــعار كل مرؤوس
بالتقدير واالعرتاف ملا يبذله من مجهود ,وحفزؤ عىل العمل بحامس ورضـــا ,
ومتكينه من استخدام مهاراته ىف العمل.
214
)3الجانب االجتامعى للقائد :ومن املظاهر الهامة االجتامعية القائد امتداد عالقته
باملرؤوسـني خارج نطاق العمل ىف شــكل مامرسة األنشطة الرياضية والثقافية
أو الرتفيهيــة .ويرب دور القيــادة هنــا من خالل قــدرتهــا عىل توجيــه هــذؤ
النشاطات واستغاللها مبا يكفل تعزيز التعاون بني املرؤوسني .من ناحية أخرى
,ويتأثر ســـلوك القائد بقيم وعادات وتقاليد األفراد وكذلج املجتمع املحيط ,
ويجـب عىل القـائـد النـاج تقـدير هـذؤ النواحى وأخـذهـا ىف االعتبار حتى
يستطيع تحقيق أهدافه التنظيمية بالكفاءة والفاعلية املرغوبني.
)2مســــئوليــة القــائــد عن تحقيق أهــداف التنظيم .عىل الرغم من تعــدد وتبــاين
األهـداف التنظيميـة تبقى وظيفـة القـائـد ودورؤ ىف تحقيق الهـداف واحد ىف
جميع املنظامت ,وهو العمـل عىل تحقيق هذؤ األهداف من خالل تحديدها
وتوضيحها للمرؤوسني ,وبني أهداف املجتمع ككل.
والخالصـــة ,أن القيادة ىف أى موقع ,تعترب روح التنظيم وعليها تتوقف فاعليته
وحيويته واستمرار وجودؤ.
215
عنارص القيادة
بناء عىل اســـتعراضـــنا ملفهوم القيادة وأهميتها ميكن إنجا العنارص الجوهرية
للقيادة الفعالة فيام يىل :
أوالو :القدرة عىل التأثري :وتتعدد الوســائل التى ميكن للقائد ان يســتخدمها إلحداث
التأثري املطلوب ىف مرؤوسيه ومن أهم هذؤ الوسائل :
أ -اإلثـابـة :حيـث تعترب املكـافـأة عـامالو هاماو ىف حفز املرؤوســـني عىل العمل
بنشاط.
ب -اإلكراؤ :وتقوم هذؤ الوسـيلة عىل اسـتخدام املدير لســلطته لدفع مرؤوسيه
إىل العمل عن طريق استشارة الخواف والتهديد وتوقيع الجزاء.
ج -القوة املرجعيـة :وتعنى ان يتخـذ املـدير من تفهمـه لخلفيـات مرؤوســـيه
وثقافتهم وشخصياتهم ووجهة نظرهم مرجعاو أو مدخالو للتأثري فيهم.
د -قوة الخربة :حيث تزداد قدرة املدير ىف التأثري عىل مرؤوســيه كلام اتســمت
شــخصــيته باملرونة ,وكان عىل دراية كبرية بالنواحى الخاصــة بالنشــاط الذى
يعمل فيه.
هــــــ -قوة الرشــعية والرشــد :وذلج بأن يحاول املدير ىف إطار من الرشــعية تغيري
اتجاهات مرؤوسيه وميولهم وتقاليدهم من خالل ترشيدؤ لسلوكهم .وال شج
أن فهم املدير للعالقات االجتامعية غري الرســمية التى تنشأ بني أفراد الجامعة
,وإدراكـه إلبعـادها ومعرفته التجاهات األفراد ,يؤدى إىل يادة قوة وفاعلية
التأثري التى ميكن أن ميارسه عىل مرؤوسيه من خالل هذؤ العالقات.
ثانياو :املقدرة عىل توجيه املرؤوسني وتوحيد جهودهم :تستهدف عملية التأثري التى
يقوم بها املدير القائد نحو مرؤوسيه .تنظيم جميع القوى البرشية التى توجد
ىف التنظيم وتوجيهها وضــبط ســلوكها ىف جميع املواقف .فاملدير يرشــف عىل
مجموعـة من التـابعني الـذين يختلفون من حيـث الســـن والثقافة والظروف
النفسية وا الجتامعية .واملدير القائد هو الذى يستطيع من خالل عملية التأثري
أن يشكل فريقاو متعاوناو رغم أوجه االختالف بينهم.
216
ثالثاو :املقدرة عىل تحقيق الهدف :فالغرض األســـاىس من عملية التوجيه التى يقوم
بهـا القـائـد نحو مرؤوســـيـه من خالل تأثريؤ فيهم وتوحيدؤ لجهودهم ,إمنا
يتمثــل ىف تحقيق الهــدف املنشـــود للتنظيم .ورغم أن أهــداف التنظيم قــد
تختلف مع أهداف املجموعات الفرعية للتنظيم أو مع األهداف الشـــخصـــية
للتابعني ,وكذلج األهداف الشـــخصـــية للمدير القائد ,مام يحاول إيجاد نوع
من التوا ن والتوفيق بني تلـج األهـداف املتعددة ,والتى قد تبدوا متعارضـــة
أحياناو ,ليصل بالتاىل إىل تحقيق الهدف النهات للتنظيم.
رابعاو :املقدرة عىل تحقيق االتصـــال الفعال :إذ تعكس التعاريف الســـابقة للقيادة
قدرة القائد عىل إحداث التأثري الشـخىصـ بوسائل التأثري املتعددة والتى ميكن
مامرسـتها من خالل عملية االتصـال .ويسـتهدف االتصال ىف هذؤ الحالة ليس
مجرد نقـل املعلومـات او األفكـار ولكن كـذلج التأثري عىل اتجاهات التابعني ,
حتى يجعلهم مستعدين للتحرك ىف اتجاؤ الهدف الذى ينبغى تحقيقه.
نظريات القيادة
تعـددت الـدراســـات والبحوث التى أجراها العلامء ســـعياو للتعرف عىل النمط
القيـادى الفعـال الـذى يتمكن من إدارة املوارد املتـاحـة للمنظمـة وتحقيق أهدافها.
ومن أقدم النظريات ىف هذؤ الصـــدد ما قدمه ليفيت وهوايت (Lippitt , White ,
) 1930حول أمناط القيادة حيث قدما ثالثة مناذج للقيادة وهى القيادة األوتوقراطية
,والقيادة الدميقراطية ,والقيادة غري املوجهة .وىف فرتات األربعينات والخمســـينات
تركزت االهتاممات حول ســامت القائد فظهرت نظرية الســامت ىف القيادة .ثم كانت
االتجاهات السلوكية ىف القيادة من الدراسات التى أجرتها جامعتى أوهايو وميتشجان
والتى اهتمت بدور القائد نحو العاملني ومشاعرهم والعمل وإنتاجية ,هذا باإلضافة
إىل جهود يليج وموتن من خالل منوذج الشبكة اإلدارية.
ومع تدخل فيدلر لدراســـة أبعاد ومحددات القيادة ,أعطى فتحاو جديداو إلدخال
ظروف املوقف كمتغريات تتفـاعـل مع خصـــائص القـائد وبالتاىل ميكن تحديد مدى
فعالية األســلوب القيادى بناء عىل اهتامم القائد باألفراد واهتاممه بالعمل إىل جانب
217
ظروف القوة والســـلطة عىل الســـلم الوظيفى لكل من الرئيس واملرؤوس ثم كانت
جهود هـاوس ىف نظريتـه املســـار – الهـدف ,وجهود وليم ريـدن لتحقيق الفعـالية
القيادية وبالتاىل تحقيق فعالية املنظمة.
تعد من أكث النظريات شـــيوعاو ىف الفكر اإلدارى ,إذ يتم تصـــنيف القادة عىل
أسـاس أسـلوب القائد وطريقته ىف مامرسـة عملية التأثري عىل مرؤوسيه ,وفقا لتلج
النظرية ميكن تصـنيف القيادة عىل ثالثة أمناط رئيسية وفقا للدراسة التى أعدها كل
من Lippitt and White, 1930هى :
اعتامد القـادة عىل الســـلطة الرســـمية واتخاذها كأداة للتحكم والســـيطرة عىل
املرؤوسني إلجبارهم عىل تنفيذ األعامل.
تركيز كل السلطات ىف يد القائد واالنفراد بنصدار األوامر والتعليامت التى تشتمل
عىل التفاصيل.
انخفاض ثقة القائد ىف مرؤوسيه وعدم دعمه ملقرتحاتهم أو تأييدؤ ألدائهم.
ضـــعف وضـــ لة االتصـــاالت من أســـفل إىل أعىل واالعتامد بشـــكل جوهرى عىل
االتصاالت الهابطة.
اســـتخـدام التهديد والعقاب وتوقيع الجزاءات ,فالتخويف والرتهيب أهم عند
هؤالء القادة من التبشري والرتغيب.
218
ومن عيوب هذا النمط من القيادة أنها تؤدى لوجود شـــعور بعدم الرضـــا عند
املرؤوســـني مام ينعكس بالســـالب عىل روحهم املعنوية ,هذا باإلضـــافة إىل تكوين
شــعور عدات لدى املرؤوســني نحو القائد وإىل ضــعف كفاءتهم ىف تحقيق األهداف
السلبية ىف العمل واالكتفاء بالحد األدو من العمل وإنجا األنشطة واألعامل وتف
الذى يجنبهم عقاب القائد.
ورغم عيوب هذا النمط إال أن له متطلبات تطبيقه واالعتامد عليه بشكل جوهرى
مثـل فرتات الظروف الطارئة واأل مات وتختلف الظروف التى تتطلب الحزم والشـــدة
لحسـم األمور ,هذا إىل جانب رضورته مع املرؤوسني الذين يتطلب معاملتهم ذلج ىف
حاالت الفوىض والتســـيب أو أنهم بطبيعتهم مييلون إىل االنقياد والتبعية والتهرب من
تحمل املسئولية ونقص الثقة بالنفس.
219
امليل إىل اســتخدام التحفيز اإليجاىب والتشــجيع املســتمر ومن املكاف ت بدرجة
أعىل من التهديد والعقاب وتوقيع الجزاءات.
ومن مزايا القيادة الدميقراطية أنها تشبع جو من الرضا واالرتياح لدى املرؤوسني
مام ينعكس عىل ارتفــاع الروح املعنويــة لهم وتــدعيم روح املودة والتعــاون والوالء
للتنظيم والقائد ,هذا إىل جانب مســاهمتها ىف توفري الكفاءة العالية لدى املرؤوسني
ىف تحقيق األهداف وخلق الروح اإليجابية فيهم.
أما أهم عيوب هذا النمط القيادى ما قد يبدو من تنا ل ىف العملية القيادية من
القائد ملرؤوسـيه واالسـتغالل السـيو لهذا التنا ل من قبل املرؤوسني ,هذا باإلضافة
إىل أن طبيعة عمل بعض القادة قد ال يتي لهم تبادل الرأى مع املرؤوســـني ,وأخرياو
قد ال مييل املرؤوسني إىل تحمل املسئولية وال يرغبونها وإمنا يفضلون القائد الحا م.
اتجاؤ القائد إىل إعطاء أكرب قدر من الحرية للمرؤوســـني ملامرســـة نشـــاطهم
وإصدار القرارات واتباع اإلجراءات التى يرونها مناسبة إلنجا العمل.
االعتامد عىل تفويض الســـلطة للمرؤوســـني عىل أوســـع نطاق وامليل إلســـناد
الواجبات إليهم بطريقة عامة غري محددة.
تزايد االعتامد عىل سـياسـة الباب املفتوح ىف االتصاالت وتبدو وجود هذا النمط
ىف الحياة العملية أو اســـتمرارؤ إن وجد لعدم قدرته عىل تحقيق األهداف أو
إنجا األعامل.
211
ثانياو :نظرية السامت :
إن دراسـة خصـائص القادة وســامتهم لتعد من أوىل الدراســات الخاصــة بسلوك
القادة وتأثريهم ىف ســـلوك مرؤوســـيهم ,إذ اهتمت تلج الدراســـات ببحث وتحليل
الخصـــائص املميزة للقائد عن الشـــخص العادى من حيث الذكاء والطموح وتحمل
املســـئولية واملبادأة … وغريها ,ولقد تعددت تلج الدراســـات وكان من بينها تلج
الدراســة الشــاملة التى أجراها ســتوجل Stogdillوراجع كافة البحوث التى متت منذ
1928وصنف السامت الواجب توافرها ىف القائد ىف مجموعات ست عىل النحو املبني
بالجدول رقم ( )1-8وهى عىل النحو التاىل:
الخصائص الجسمية :وتهتم ببعض الحقائق الطبيعية كالعمر واملظهر والطول -1
والو ن وهى بطبيعة الحال يجب أن تكون ىف وضــع أفضل مام هى عليه عند
مرؤوسيه.
جدول رقم ()1-8
بعض األمثلة لسامت القيادة التى تم دراستها
211
الخلفيـة االجتامعية واالقتصــــادية :مبا تشـــتمل عليه من عنارص مثل التعلم -4
واملركز االجتامعى وإمكانية التنقل.
الذكاء :إذا يجب أن يتصف القائد بالحكم األصوب والحسم واملعرفة والطالقة -3
ىف الحديث والقدرة الفكرية املتميزة.
الشخصية :من مميزات شخصية القائد اليقظة والثقة بالنفس والتكامل الذاىت -2
وتأكيد الذات والتحكم والسيطرة.
الخصــــائص املرتبطة بالعمل :وذلج من خالل حرص القائد عىل تحقيق نتائج -5
إيجابية مســتمرة والرغبة ىف اإلنجا وتحمل املســئولية واملبادأة وحب الحب
حيث الدافعية مرتفعة لإلنجا والتوجه للعمل الجاد.
الخصــائص االجتامعية :حيث يشــارك القادة ىف األنشــطة املختلفة ويتفاعلون -6
مع عدد كبري من الناس ويتعاونون مع اآلخرين.
من أبر الـدراســـات التى أجريـت حول الـدور الســـلوىك ىف القيادة منذ نهاية
األربعينات دراســات جامعة أوهايو وميتشــجان ,وكان الهدف من هذؤ الدراســات
فحص العالقة بني ســلوك القائد ومقاييس القيادة الفعالة وأهم هذؤ املقاييس درجة
رضاء املرؤوسني عن القائد ومستوى األداء أو اإلنتاجية للمرؤوسني.
وتوصلت دراسات جامعة أوهايو إىل تحديد بعدين جوهرين للقيادة :
البعد األول :القائد الذى يهتم مبراعاة مشاعر املجموعة (يركز عىل العاملني)
البعد الثاو :القائد الذى يهتم بنتائج التنظيم (يركز عىل العمل)
وقد وجدت الدراسة أن النمط األول من القيادة يظهر أسلوباو قيادياو بأعىل درجة
من االهتامم بالتنظيم واملرؤوســـني معاو ,ىف حني نجد النمط الثاو لديه قدرة عالية
من االهتامم بـالتنظيم وقـدر قليـل من االهتامم باملرؤوســـني والنمط الثالث يتميز
بالوسطية من الناحيتني ويوض ذلج الشكل رقم ()1/8
212
شكل رقم ()1/8
أبعاد القيادة ىف دراسة جامعة أوهايو واألمناط القيادية املرتتبة عليها
وىف جامعة ميتشـجان توصـلت الدراسـات إىل منطني متميزين للقيادة متشـابهني
مع أســـس وأبعاد الدراســـة بجامعة أوهايو حيث تم التوصـــل من خالل دراســـات
ميتشجان إىل تحديد أسلوبني متميزين من أساليب القيادة هام :
-1األســلوب القيادى الذى يهتم بالعمل :ويهتم باإلارشاف الفعال واســتخدام القوة
الرشعية وااللتزام بجداول اإلنتاج وتقويم أداء العمل.
-4األســـلوب القيــادى الــذى يهتم بــاملوظف :ويهتم بــاألفراد ويركز عىل تفويض
السلطات وإشباع حاجات املوظفني.
ولقد قام فرنسيس ليكرت بدراسة مناذج السلوك القيادى وتوصل إىل التمييز بني
أربعة أمناط للقيادة وهى :
-1النمط التحكمى املســتغل :وتتم عملية اتخاذ القرارات ىف إطارؤ بشــكل مركزى
شــديد ,واالتصــاالت هابطة والتفاعل قليل بني القائد ومرؤوســيه ويشــوبه
الخوف وعدم الثقة ويسود التهديد والرقابة والسيطرة الشديدة.
213
-4النمط التحكمى الخري :وهو ال يختلف عن النمط األول إال ىف اإلحساس الطيب
الذى يستشعرؤ القادة عند تعاملهم مع املرؤوسني وإشباع حاجاتهم.
-2النمط املشــــارك الدميقراطى :وميثل منط املشـــاركة الكلية حيث يثق القائد ىف
مرؤوسيه ثقة كاملة ويستشريهم ويحصل منهم عىل ألداء واألفكار ويشجعهم
عىل اتخاذ القرارات ىف كافة املســـتويات ويتي لهم الفرصـــة لإلبداع واالبتكار
ويفوض لهم السلطة.
وقد ضــمت الشــبكة 81منطاو ركز الباحثان عىل خمســة أمناط رئيســية منها نظراو
لتميزهـا واقرتانهـا ببعض النظريـات الســـابقة ىف الفكر اإلدارى ,وتعبريها عن باقى
األمناط بشكل أو ب خر.
وقد تم وضــع تلج األمناط ىف مصــفوفة ســميت بالشــبكة اإلدارية ميثل بعدها
األفقى االهتامم بالعمل وبعدها الرأىس االهتامم بالعاملني وتقع درجة االهتامم لكل
من البعـدين عىل مقيـاس من تســـع درجات تعطى فيه درجة واحدة ألقل درجات
االهتامم بالعمل أو العاملني ,وتســع درجات ألعىل درجات االهتامم ,وقد تم وضــع
األمناط الخمسـة ىف اوية املصـفوفة وىف وسـطها كام يوضـ ذلج الشكل رقم ()4/8
وتتمثل هذؤ األمناط فيام يىل :
214
-1النمط ( : ) 1 , 1وميثل النمط السلبى ,ويعطى اهتامم محدود لكل من اإلنتاج
والعاملني.
-4النمط ( : ) 1 , 9وميثـل النمط العمىل ,ويهتم أســـاســـاو بـاإلنتاج بينام يكون
اهتاممه بالعاملني بقدر محدود.
-3النمط ( : ) 5 , 5وميثـل النمط املتوا ن ويهتم بـدرجة متوا نة بكل من اإلنتاج
والعاملني.
-2النمط ( : ) 9 , 1وميثـل النمط االجتامعى ويهتم بـاإلنتـاج بقـدر محدود بينام
يكون اهتاممه بالعاملني بدرجة كبرية.
-5النمط ( : ) 9 , 9وميثـل النمط املتكامل ويهتم بكل من اإلنتاج والعاملني بقدر
كبري.
215
الباب الرابع
سلوك املنظمة
216
الفصل التاسع
دوافع السلوك
217
مقدمة
يعمـل األفراد داخـل املنظامت املختلفـة تدفعهم ىف ذلج قوى وأســـباب متعددة ,اهتم العلامء
والبـاحثني بـدراســـة تلـج القوى واألســـبـاب وتحليلهـا للتعرف عىل مكوناتها وترتيبها مبا يؤدى
الستثامر املوارد البرشية أفضل استثامر ممكن.
إن موضـــوع الدافعية يعد واحداو من أهم املوضـــوعات التى يجب دراســـتها وتحليلها ىف مجال
اإلدارة والســـلوك التنظيمى ولقد اهتمت مختلف النظريات واملدارس اإلدارية بدراســـة دافعية
العامل وإن اختلفت العوامل التى اهتمت بها كل مدرســة ,فقد درســت املدرســة الكالســيكية
العـامـل كـأحـد العنـارص املـاديـة واهتمـت بتحفيزؤ مـادياو وتدرج اهتامم املدارس األخرى حتى
توصلت إىل أن العامل ميكن تحفيزؤ من خالل عوامل عديدة معنوية كالتحدى والرغبة ىف اإلنجا
والنمو والتقدم بجانب العوامل املادية.
وىف ضـوء النتائج التى توصـلت إليها مدارس اإلدارة ,كذلج بناء عىل مامرسات املنظامت ونتائج
أعاملها أصــب من الرضــورى أن تضــع كل منظمة هيكال متكامال لنظم الحوافز لديها يعتمد عىل
تغطية النواحى املادية واملعنوية ىف حياة العاملني ,وىف ضوء ذلج يتناول هذا الفصل املوضوعات
التالية :
218
مفهوم الدوافع وأهمية دراستها
تشري الدافعية إىل القوى التى تحرك األفراد ىف اتجاؤ معني وذلج للقيام بعمل ما أو الترصف حيال
موقف محدد ,ومبعنى آخر هى القوى التى تحرك العاملني واملديرين لتحقيق إنتاجية أفضـــل ,
وميكن أن تأخذ أشكاالو متعددة.
إن األداء الفعال يعتمد عىل توافر ثالثة قوى رئيســية هى :القدرة ,والعوامل البيئية ,والدافعية
,ويوض ذلج الشكل رقم (: )1/7
219
فـنذا توفرت القدرات األســـاســـية لدى العاملني ,وقامت املنظمة بتدعيمها عن طريق العوامل
البيئية والتنظيمية ,وتوفر قدر مناســـب من الدافعية ,هنا ميكن تحقيق أفضـــل النتائج وتتهيو
الفرصـــة لتحقيق الغايات واألهداف .ومع تغري هذؤ العوامل يتغري األداء وتتأثر اإلنتاجية إيجاباو
وسلباو.
ىف العديد من الحاالت ميكن للمديرين أن يســـاعدوا مرؤوســـيهم عىل تنمية قدراتهم من خالل
التدريب ومنحهم الفرصـــة للقيام باألنشـــطة واملهام املختلفة .كذلج ميكنهم توفري مجموعة من
الظروف والعوامل البيئية والتنظيمية املساعدة كاإلضاءة والتهوية واألمن والسالمة والجو املري
وغريهـا من العنـارص ,أمـا عوامـل الـدافعيـة فـننها تختلف من فرد إىل آخر ,ألن الدافعية متثل
عوامـل وقوى داخلية فننه ال ميكن مالحظتها وقياســـها وتحليلها والتعرف عىل أبعادها بدقة كام
تقوم املنظمة بتحليل وقياس أرصدتها ومواردها وغريها من إمكاناتها املادية.
وحيث أن النموذج األســاىس للســلوك اإلنســاو يبدأ من خالل تعرض الفرد ملثريات معينة تؤدى
بدورها إىل إثارة حاجاته ورغباته قاصـداو تحقيق هدف معني فننه يصب من الرضورى بيان مكانة
وأثر الدوافع ىف بيان خطوات هذا السلوك واآلثار الناتجة عنه.
وميكن النظر إىل الدوافع عىل أســاس أنها عملية متكاملة متر بعدة مراحل حتى يتحقق اإلشــباع.
ويوض الشكل رقم ( )4/7دور الدوافع ىف تحقيق اإلشباع والرضا الوظيفى.
الشكل رقم ()4/7
منوذج سيزالجى وواالس للدافعية
221
ومن الشـكل السـابق يتض أن الدوافع تركز عىل تحليل ودراسة الحاجات ,الدوافع ,واألهداف ,
والحوافز وتتمثل أهم خطواتها عىل النحو التاىل :
-1تبدأ الحاجة ىف الظهور مع الوصول إىل حالة من التوتر وعدم التوا ن الداخىل.
-4البحث والتفكري فيام يتعلق بكيفية إشباع الحاجات.
-3السلوك ,يحول الفرد عملية البحث والتفكري إىل سلوك موجه نحو تحقيق الهدف ,وتتدخل
القدرة بني البحث والتفكري والسلوك الفعىل.
-2تقييم األداء وذلــج من خالل الفرد أو اآلخرين ويتمثــل ىف تحليــل مــدى النجــاح ىف األداء
والسلوك السابق ىف تحقيق الهدف
-5املكــاف ـ ت أو العقــاب هى الخطوة التــاليــة التى تتوقف عىل نتيجــة عمليــة تقييم األداء
السابقة.
-6الربط بني السـلوك والجزاء ىف هذؤ الخطوة يقوم الفرد مبقارنة السلوك والجزاء الذى حصل
عليه إلشباع حاجته األصلية.
إذا كانت دورة الدوافع السابقة قد أشبعت الحاجة التى بدأت بها فالنتيجة تكون توا ناو ورضاء ,
أمـا إذا بقيـت الحـاجة غري مشـــبعة فنن دورة الدوافع ميكن إعادتها مرة أخرى مع احتامل أكرب
لتغيري وتعديل السلوك األول ب خر ميكن من خالله تحقيق التوا ن والرضا.
وىف ضوء ما سبق ميكننا التفرقة بني بعض املصطلحات الجوهرية ىف هذا الصدد عىل النحو التاىل :
-1الدوافع :
تعرف الدوافع بأنها طاقة كامنة عند الفرد تعمل عىل يادة استثارته ليسلج سلوكاو معيناو ىف العامل
الخـارجى ويتم ذلـج عن طريق اختيار االســـتجابة املناســـبة وظيفياو ىف عملية تكيفه مع بيئته
الخارجية ,ويعرف البعض الدوافع بأنها :
221
مفاهيم أساسية
قوى كامنة لدى الفرد تدفعه ليسلج سلوك معني الدافـع
نقص ىف أحد الجوانب يرتتب عليه توتر داخىل يفقد الفرد توا نه الحاجة
ما ينشط الفرد ويهيئه للعمل ,أى مبثابة املثري الحافز
موقف خـارجى يثري الـدافع ويرضـــيـه ىف آن واحد ,وقد يكون إيجاىب الباعث
(يجذب الفرد) أو سلبى (يبعد الفرد)
-4الحاجة :
يلزم الفرد نوع من االتزان بينـه وبني البيئـة الخـارجيـة التى يعيع فيهـا ,وأن أى خلـل ىف حالة
االتزان هذؤ تنتج ما يسمى بحالة االنحراف عن الرشوط الال مة لحفو بقاء الكائن وهو ما يعرف
بالحاجة.
فالحاجة إحســـاس بالتوتر الداخيل ناتج عن حالة نقص أو يادة ىف شـــيو ما تفقد الفرد توا نه
ومتى تشبع تلج الحالة يعود الفرد مرة أخرى إىل حالة االتزان. النف
-3الحافز :
الحـافز هو مـا ينشـــط الفرد ويهيئه للعمل أى مبثابة املثري الذى يهيو اســـتعداد الكائن للقيام
باستجابات متاميزة.
الحافز مثري داخيل عضـوى يجعل الفرد مستعداو للقيام باستجابات معينه نحو موضوع معني
ىف البيئة الخارجية أو البعد عن موضوع معني.
مام سـبق نشري إىل أن الحافز هو الوجه املحرك للدافع لكنه ال يوجه السلوك توجيهاو مناسباو
فهو مجرد دفعه من الداخل ىف حني أن الدافع دفعه ىف اتجاؤ معني.
-2الباعث :
البـاعـث هو موقف خـارجى يثري الـدافع ويرضـــيـه ىف آن واحد فالبواعث نوعان االيجابية منها
تجذب الفرد إليها والسلبية منها تحمل الفرد عىل تجنبها واالبتعاد عن عواقبها.
فالباعث هو املوضــوع الذى يهدف إليه الفرد ويوجه اســتجاباته ســواء تجاهه أو بعيداو عنه
ومن شأنه إ الة حالة التوتر التى يشعر بها.
222
الدوافع Motivation
الدافعية هى القوة forceالتى تســـتثري وتوجه ســـلوك الفرد إىل وجهة معينة وهى أيضـــاو تحدد
كيفية مامرسة الفرد لهذا السلوك واالستمرار فيه ,ولذا تشخص الدافعية عن طريق :
وتبدو أهمية دراســة الدوافع من كونها املوضــوعات الهامة ىف دراســات الســلوك التنظيمى ألن
دوافع السـلوك تفرسـؤ .وال تقترصـ أهميته معرفة الدوافع عىل عالج الســلوك املنحرف فحسب ,
وإمنـا تســـهم ىف التعرف عىل مقدرة الفرد وما لديه من خربة ومهارة وتدريب وما يحيط به من
متغريات مناسبة لعمله … كل ذلج ال ميكن أن يؤىت مثارؤ إال إذا اقرتن بدوافع قوية إىل العمل.
كام أن معرفـة الدوافع أمر رضوري لكل مســـئول عن جامعة فاملدير ىف حاجة إىل معرفة دوافع
مرؤوسيه وميولهم حتى يتسنى له أن يستغلها ىف حفزهم عىل العمل وتحقيق األهداف ,فالعمل
لن يكون جيداو ما مل يشــبع حاجات األفراد ويرىض دوافعهم ,كذلج فالفرد نفســه يجب أن يفهم
دوافع سلوكه ليتجنب الكثري من املتاعب واملشكالت واملعتقدات الباطلة واأل مات النفسية.
إن موضـوع الدوافع يتصل بجميع موضوعات علم النفس مثل اإلدراك والتذكر والتخيل والتفكري
والتعلم ويعترب املدخل إىل دراسـة شخصية الفرد وال يفوتنا أن نؤكد أن وراء كل سلوك دافع وقد
تكون عـدة دوافع وقد يؤدى الدافع الواحد إىل ألوان متباينة من الســـلوك طبقا الختالف األفراد
واختالف الثقافات.
وال شــج أن فهم دوافع الفرد وطرق إشــباعها ومدى اإلشــباع يضــيف إىل قدرتنا عىل املســاعدة
للوصول إىل أفضل مستوى للرضا عن العمل وتحقيق اإلنتاجية والعالقات الطيبة معه.
223
تصنيف الدوافع
قد تكون الدوافع شـعورية أو ال شعورية ,فالدوافع الشعورية تبدو حني يتبني الشخص األسباب
التى تحرك سلوكه ىف موقف من املواقف ,والدوافع الالشعورية تبدو حني ال يعى الفرد األسباب
الحقيقية املحركة للسلوك.
وأشــار بعض العلامء إىل إمكانية تقســيم الدوافع إىل إيجابية وســلبية ,فالدوافع اإليجابية هى
التى تدفع الفرد إىل ســـلوك معني ,أما الدوافع الســـلبية فتتمثل ىف تلج الدوافع التى متنع الفرد
عن الترصف بطريقة معينة.
ومن أكث التقسـيامت شـيوعاو للدوافع تقسيمها إىل نوعني رئيسني هام الدوافع الفطرية والدوافع
املكتسبة :
من هذؤ الصــفات ميكن تعريف الدافع الفطرى بأنه " :اســتعداد عصــبى نفســاو فطرى يجعل
صــاحبه يتأثر مبؤثرات مناســبة له ,ويدركها إدراكاو حســياو ,ويشــعر عند ادراكها بانفعال من نوع
خاص وبدافع إىل سلوك خاص يشبع حاجة عضوية أو نفسية ويحقق غرضاو حيوياو ".
224
-5كل سـلوك غريزى مصـحوب بادراك ونزوع ,أى استعدادات حركية ينتج عنها سلوك يحقق
هدف الغريزة.
-6الدافع الغريزى مصـحوب بانفعال :فاالنفعال واضـ ىف غضـب اإلنسـان عندما يسلبه أحد
بعض حقوقه.
-7الـدافع مصـــحوب بحـاجة :ومتثل الحاجة اختالل توا ن الفرد وما ينتج عن ذلج ,كجفاف
الحلق ىف حـالـة العطع ,أمـا الـدافع فيمثل القوة التى تدفع الفرد إىل إعادة التوا ن الذى
فقدؤ.
-8الدافع مصـحوب بقوة محرضة ديناميكية داخلية موجهة ,مصاحبة للسلوك الغريزى تدفع
الفرد إىل العمل والسعى وراء الحاجة وإ الة الخلل أو القلق الذى أحدثته الحاجة.
وتقسم الدوافع الفطرية إىل نوعني :الدوافع األساسية األولية ,والدوافع الثانوية.
225
ومن أمثلة الدوافع ,برصف النظر عن كونها أولية أو ثانوية :
226
تصنيف مكدوجل للغرائز والدوافع
227
نظرية تدرج الحاجات
لدراسـة دوافع السـلوك عند اإلنسـان ميكن الرجوع إىل دراسـات الفالسفة والعلامء األوائل حيث
اهتم العديد منهم بدراسـة األسس واألسباب التى تدفع األفراد للترصف بالطريقة التى يريدونها
,ولكن ميكننـا القول أن املتـاح من الـدراســـات حول الـدافعيـة كاملتاح ىف الكتابات عن اإلدارة
وأصـــولها أى منذ أواخر القرن التاســـع عرشـــ وخالل القرن العرشـــين ,وفيام يىل نلقى الضـــوء
باختصـــار شـــديد حول نظرية تدرج الحاجات ملاســـلو ,حيث تفرتض نظرية ماســـلو ىف التدرج
الهرمى للحـاجات أن األفراد ميكن دفعهم للعمل واألداء إلشـــباع مجموعة من الحاجات الذاتية
تتدرج من الحاجات الدنيا إىل الحاجات العليا وقد بنى ماسلو نظريته مستنداو إىل ثالثة افرتاضات
أساسية:
-1أن اإلنســان ىف حاجة مســتمرة وأن حاجاته تؤثر عىل ســلوكه والحاجات غري املشــبعة هى
املؤثرة عىل السلوك.
-4ميكن ترتيـب حـاجات اإلنســـان بحســـب األهمية واألولية فنجد ىف قاعدة الهرم الحاجات
األساسية ثم تتدرج حتى تصل إىل الحاجة إىل تحقيق الذات.
-3ينتقل األفراد من مســتوى إىل مســتوى أعىل ىف درجات الهرم عندما يشــبع الحاجات الدنيا
فـالتى تليهـا … وهكـذا مبعنى أن العـاملني يهتمون أوال بـالحـاجات الدنيا وبعد أن يتم
إشباعها يسعون لتحقيق اإلشباع ىف الحاجات العليا.
228
الشكل رقم ()3/7
التدرج الهرمى للحاجات عند ماسلو
يبني الشكل رقم ( )3/7أن الحاجات عند ماسلو تنقسم إىل خمس تقسيامت عىل النحو التاىل :
-1الحاجات األساسية (املادية) :وتشري إىل الحاجات الفيسيولوجية التى متثل رضوريات للفرد
ال يســتطيع أن يعيع بدونها كالحاجة إىل الطعام والرشــاب والســكن وامللبس والنوم …
الخ.
وتتمثـل هـذؤ الحاجات لألفراد داخل التنظيم ىف االهتامم باألجر واملكاف ت والحوافز باإلضـــافة إىل
االهتامم بظروف العمـل املـاديـة وتتميز هـذؤ الحـاجات بعموميتها لدى الناس جميعاو مع اختالف
أعامرهم وجنسـياتهم ودخلهم … ,وذلج ألنها فطرية وليست مكتسبة من البيئة .هذا باإلضافة إىل
أن لها األولوية ىف اإلشــباع عىل باقى الحاجات .فنذا تم إشــباع الحاجات األســاســية عند الحد األدو
فنن حاجات املستوى األعىل مباارشة تأخذ أهميتها كعوامل دافعة.
229
-4حـاجـات الســـالمـة واألمن :ومتثـل حـاجـة الفرد للتحرر من التهـديد والوقاية من الخطر
والحوادث وتفادى األرضار التى متس أمنه املادى أو النف .وميكن أن نجد هذؤ الحاجات
لدى األفراد داخل التنظيم ىف صــورة الحاجة إىل :ظروف عمل آمنة ,الحاجة إىل اســتقرار
أو يادة األجور واملكاف ت ,اآلمان الوظيفى الحصـــول عىل املزايا والخدمات اإلضـــافية
لتوفري حاجات الحامية والصحة والحاجة إىل الضامن واألمان عند التقاعد.
وبنشباع الح د األدو من الحاجات األساسية وحاجات السالمة واألمن من خالل األجور واملكاف ت
بـاالعتامد عىل املعـايري الحـاكمـة املوضـــوعية والعادلة ملعاملة األفراد ىف مختلف الظروف ميكن
االنتقال إىل الحاجات االجتامعية
-3الحـاجـات االجتامعيـة :تشـــتمل هذؤ الحاجات عىل الحاجة إىل إقامة عالقات الود واالنتامء
والصــداقة والحب مع اآلخرين ,أنها تشــري إىل تلج العالقات املرضــية مع اآلخرين بدءاو من
عالقات الفرد مع أرسته والديه وأخوته وأقاربه ,وعالقاته مع وجته وأبنائه و مالئه وجريانه.
وميكن أن نجـد هـذؤ الحـاجات ىف مجال التنظيم من خالل حاجات األفراد إىل االهتامم بالتفاعل
املتكرر مع مالء العمل ,واإلارشاف والعناية بالعاملني وتوجيههم وإرشادهم والنص لهم ,كذلج
القبول والقرب من اآلخرين والشعور باأللفة والتعاون واالنسجام.
إن عدم إشـباع الحاجات االجتامعية للعاملني قد يؤدى إىل نتائج سيئة وغري مأمونة العواقب عىل
املنظمــة واألفراد مع ـاو فتزداد معــدالت دوران العمــل والتامرض والغيــاب والكراهيــة أن تكون
الجامعات الرسـمية داخل التنظيم الشـج تسهم بشكل كبري ىف إشباع تلج الحاجات ,كذلج فرق
الـعـمــل والـجـامعــات غـري الــرســـمــيــة واألنشـــطــة املختلفــة التى تجمع بني عــدد من
األفراد … كل ذلج ميثل صـوراو يجب عىل اإلدارة تشجيعها وعدم محاربتها بل عليها أن تستثمرها
إلشباع الحاجات االجتامعية لدى األفراد.
-2الحاجة إىل التقدير واملكانة :وتشــري إىل حاجة الفرد إىل التقدير واملركز واالحرتام ســواء من
قبل الذات أو من اآلخرين كذلج الحاجة إىل تنمية الشعور بالثقة بالنفس واالعتبار ويتم
إشـباع الحاجة إىل التقدير واملكانة من خالل تحقيق أو إنجا مهام وأنشطة معينة بنجاح
يرتتـب عليـه تقـدير اآلخرين لقدرات ومهارات الفرد ىف األداء ,كذلج تخصـــص الفرد ىف
أعامل معينـة متميزة يقـدرهـا اآلخرين ,كذلج حاجة الفرد إىل تكوين الســـمعة الطيبة
واملكانة الرفيعة والحصول عىل األلقاب الرباقة (مدير ,رئيس قسم – كبري محاسبني …)
وىف مجال العمل يجب الســعى إلشــباع حاجات التقدير واملكانة من خالل مراعاة مشــاعر األفراد
ومكانتهم فالرتقية وما يحيط بها من إجراءات خاصـــة مبكان العمل ,واالنتقاالت ,وبعض املزايا
األخرى كلها متثل دالالت عىل تقدير األفراد وإشباع حاجاتهم للتميز واالحرتام والشهرة.
231
-5الحـاجـة إىل تحقيق الـذات :وتشـــري إىل حـاجـة األفراد إىل تأكيد ذاتهم وإظهار إمكانيتهم
والتعبري عن متيزهم ,وذلج باالسـتفادة من القدرات واملهارات واإلبداعات الخاصة بهم ,
ويسـعى األفراد الذين يسـتشعرون الحاجة إىل تحقق الذات إىل البحث عن مهام تتحدى
قدراتهم ومهاراتهم وتسم لهم بالتطور واستخدام األساليب اإلبداعية واإلبتكارية وتوفر
لهم فرص التقـدم العـام والنمو الذاىت وميكن أن نجد أن هذؤ الحاجات ىف مجال التنظيم
من خالل حــاجــة األفراد إىل أن تفوض لهم بعض األعامل املتميزة واملبتكرة ومتنحهم
االستقاللية والسلطات الكافية التخاذ القرارات وتشعرهم بقيمة وأهمية إنجا اتهم ,هذا
باإلضــافة إىل حاجة األفراد املســتمرة للنمو ىف مجال عملهم وعالقاتهم من خالل حرصــهم
عىل يادة معلوماتهم ومهاراتهم ىف مجال تخصصهم.
ويوضـــ الشـــكـل رقم ( )2/7العوامـل العامة والعوامل التنظيمية للمســـتويات املختلفة من
الحاجات حسب تصنيف ماسلو.
231
الشكل رقم ()5/7
العوامل العامة والعوامل التنظيمية للمستويات املختلفة من الحاجات
232
املتغريات األساسية املؤثرة ىف الدوافع
قدم بورتر ومايلز منوذجاو نظرياو لدراسـة الدافعية خالل السبعينات ,لقى قبو وال كبرياو ,حيث كونا
منوذجهام اســـتقراء العديد من البحوث التجريبية التى متت ىف هذا املجال .ويعترب هذا النموذج
من أوائل املحاوالت املتكاملة لتحديد املتغريات األساسية التى تؤثر ىف دافعية األفراد ألداء العمل
ىف املنظامت ,ويعرض الجدول رقم ( )1-7لهذؤ املتغريات ,وأيضاو لبعض األمثلة البار ة عليها.
الجدول رقم ()1-7
املتغريات األساسية املؤثرة ىف الدوافع
متغريات متعلقة متغريات متعلقة متغريات متعلقة
بالبيئة التنظيمية بطبيعة العمل بالفرد
بيئة العمل املباارشة -1 منط العوائد -1 اهتاممات الفرد -1
جامعة العمل - الداخلية اتجاهات الفرد -4
منط اإلارشاف - درجة االستقالل -4 نحو نفسه -
الــقـرارات والترصــــفــات -4 املتاحة للفرد ىف نحو عمله. -
التنظيمية أداء العمل نحو بيئة العمل. -
أنظمة العوائد - مقدار املعلومات -3 الحاجات األساسية للفرد األمان , -3
الفردية. املتوفرة عن نتائج االجتامعية ,اإلنجا ,وما إليها.
أنظمة العوائد - اإلنجا .
الجامعية.
وقبـل أن نتعرض لهذؤ املجموعات الثالثة من املتغريات األســـاســـية املؤثرة ىف الدافعية ,يجب
اإلشارة إىل أن هذؤ املتغريات ال متثل نظاماو ساكناو ,فهى ليست ثابتة عرب الزمن بل أنها تتغري من
موقف ألخر .وباإلضافة إىل ذلج ,فهذؤ املتغريات ال متارس تأثريها منفردة بل هى تؤثر ىف دافعية
األفراد مجتمعة ,كام أنها ىف ذات الوقت تؤثر ىف بعضــها البعض ,ويتوقف مســتوى دافعية الفرد
إذن عىل طبيعـة وقوة هـذؤ املجموعات الثالث من املتغريات ,وأيضـــاو عىل ما يحدث بينها من
تفاعالت .وميكن صياغة هذا املفهوم ىف معادلة مبسطة كام يىل :
الدافعية = متغريات متعلقة بالفرد × متغريات متعلقة بطبيعة العمل × متغريات متعلقة بالبيئة
التنظيمية.
عىل أن الظاهرة الجديرة باالهتامم ىف هذؤ الدراســـات يتمثل فيام قررته من نتائج تتعلق مبقولة
أن تأثري املتغريات املتعلقة بطبيعة العمل عىل الدافعية يزداد عندما يؤخذ ىف االعتبار الدور الذى
متارسه املتغريات املتعلقة بالفرد ,كمتغريات وسيطة ىف هذؤ العالقة.
234
طرق تحفيز العاملني
ال يوجد سلوك دون دافع يكمن وراءؤ ,لذا وجب تحريج تلج الدوافع عن طريق الحث واإلثارة
من خالل أدوات ووسائل معينة يحبها األفراد ويتمنونها ,تلج التى يطلق عليها الحوافز.
ومن هنـا تأىت التفرقة بني الدوافع والحوافز ,فنن الدوافع Motivesمتثل الطاقات الكامنة لدى
الفرد وتدفعه ليسلج سلوكاو معيناو أى هى القوة الداخلية التى تعمل داخل الفرد وتدفعه للبحث
عن يشء محدد مبا ييرس ـ له رســم غاياته وتســهل له عملية التكيف مع ظروف البيئة الخارجية.
أما الحافز Incentivesفهو املثري الخارجى الذى يحرك ىف نفس الفرد الدوافع للقيام بعمل معني
,والصلة بني الدافع والحافز صلة وثيقة كالتى تربط بني املثري واالستجابة.
ولهذا ميكن القول أن العوامل واملتغريات التى تحث الفرد عىل الترصــفات بطريقة معينة ,وتقلل
أو تزيد من رسعة هذا الترصف يطلق عليها اسم الحوافز وبهذا ميكننا تعريف الحوافز عىل أنها :
مجموعة األدوات والوســـائل التى تســـعى املنظمة لتوفريها للعاملني بها ســـواء كانت مادية أو
معنوية ,فردية أو جامعية إيجابية أو ســلبية ,بهدف إشــباع الحاجات والرغبات اإلنســانية من
ناحية وتحقيق الفعالية املنشودة من ناحية أخرى ,وذلج مبراعاة الظروف البيئية املحيطة.
لقد تعددت املداخل التى ميكن إتباعها لتصنيف الحوافز التى متنحها املنظامت للعاملني بها ,من
بني تلج التصنيفات :
235
الحوافز النقدية والحوافز غري النقدية.
الحوافز التقليدية والحوافز االبتكارية.
الحوافز اإليجابية والحوافز السلبية.
وعادة تســتخدم املنظمة أكث من نوع من الحوافز ويختلف ذلج بالنســبة للفرد الواحد حســب
تدرجه الوظيفى ومدة عمله ومكانته ومسـتواؤ اإلدارى ,وتؤثر أيضـا إمكانات املنظمة وفلسفتها
ىف نوع الحافز املمنوح ,وتبقى املسئولية عىل إدارة املنظمة الختيار تصنيفات الحوافز املناسبة
وتشــري الحوافز املادية إىل كل ما متنحه املنظمة للعاملني بها من أجر أســاىس أو راتب أو مكاف ت
تشــجيعية أو عالوات دورية أو اســتثنائية أو عمالت أو ترقيات أو اشـرتاك ىف األرباح أو ما شــابه
ذلج مبا يضمن للعاملني مستوى مناسب من العيع ومقابلة األعباء املادية .أمام الحوافز املعنوية
:وهى ال تقل أهمية وتأثرياو ىف حفز همم األفراد -فتمثل ما تبذله املنظمة من جهود لســـعادة
العـاملني بهـا وإشـــعـارهم بـاألهمية واملكانة واالنتامء وإحســـاســـهم بالتقدير واحرتام آرائهم
ومقرتحاتهم ,ولذا فهى تقدم لهم أنواط الجدارة وأوسمة النجاح وشهادات التقدير وتحتفل بهم
وتنرش أسامؤهم وتصور حفالتهم … وهكذا.
ومتثـل الحوافز الفرديـة :مـا تقدمه املنظمة من حوافز لألفراد العاملني بها ,بصـــورة تعتمد عىل
األداء الفردى برصـــف النظر عن النتـائج التى حققوهـا كجامعـة ,أما الحوافز الجامعية :فتهتم
بجامعــة العمــل لتحقيق االرتبــاط واالنســـجــام والتوافق الجامعى وتنميــة الشـــعور الجامعى
باملسئولية .وسنناقع تفصيالو طرق من الحوافز الفردية والجامعية.
والحوافز املباارشة :تؤثر عىل األفراد بصورة مباارشة عند استجابتهم لزيادة اإلنتاج وتحقيق التفوق
,وذلـج عن طريق ربط األجر بـاإلنتـاج ومن املكـافـ ت والعموالت وغريهـا من الحوافز املادية
واملعنويـة ,ىف حني نجـد أن الحوافز غري املبـاارشة تتضـــمن مجموعة الخدمات واالمتيا ات التى
تقدمها املنظمة بصـورة غري مباارشة للعاملني بها كتقديم الخدمات االجتامعية بصــورها املختلفة ,
وبذلج نجد أنها متس مصال األفراد بصورة غري مباارشة.
وميكن تقسـيم الحوافز أيضاو إىل حوافز نقدية وحوافز غري نقدية ,متثل الحوافز النقدية ما تقدمه
املنظمـة للعـاملني بها ىف صـــورة نقدية فقط كاملكاف ت والعموالت والدفع لقاء املعرفة واملهارة
واملشـاركة ىف األرباح وغريها أما الحوافز غري النقدية فهى التى تتمثل ىف السياسات واللوائ التى
تقرهـا املنظمـة لحفز العـاملني كـاملشـــاركة ىف الربامج وإعادة تصـــميم العمل ,والنقل والرتقية
ومواعيد العمل واملشاركة ىف امللكية وغريها …
236
والحوافز التقليدية تشري إىل ما تعارف عليه من طرق تحفيزية ىف وقت ما ,أما الحوافز االبتكارية
فتمثل ما تضيفه املنظامت الرائدة باستمرار من أساليب لحفز العاملني بها ودعوتهم بصورة دامئة
البتكار الطرق والفنون التى تدعم منو املنظمة وبقائها.
ومتن الحوافز اإليجـابيـة لألفراد والجامعات ىف صـــورة إثابة عن العمل مبا يحقق مزايا مادية أو
معنوية فردية أو جامعية ,ىف حني متثل الحوافز الســـلبية أســـلوباو للتهديد والتخويف إذ تحدد
العقاب الذى يلحق باألفراد نتيجة عدم التزامهم بالحدود املبينة ىف العمل والسلوك والترصف كام
تؤمن الحقوق من خالل ردع األفراد وإبعادهم عن اإلهامل والتهاون واإلخالل بالواجبات.
وفيام يىل نتناول بشـــء من التفصـــيل طرق الحوافز الفردية والحوافز الجامعية ,النقدية وغري
النقدية ,كام يوضحها الشكل رقم ()5/7
الشكل رقم ()5/7
أنواع الحوافز
237
أوالو :الحوافز الفردية :
تتعدد أنواع الحوافز الفردية ,وميكن استعراض أهمها عىل النحو التاىل:
وتبــدو أهميــة األجر كــأحــد أنواع الحوافز الهــامــة لتــأثريؤ عىل كثري من أنواع الحوافز األخرى
كالعالوات واملكاف ت والبدالت وما إليها ,هذؤ إىل جانب دورؤ األساىس ىف إشباع حاجات األفراد
الفيسولوجية ,واعتبارؤ العنرص الجوهرى املعرب عن تقدير املنظمة للجهد املبذول ىف العمل.
238
ومن مزايا هذؤ الطريقة ,سـهولة حسـابها وبساطتها ووضوحها أمام العامل مبا ييرس له االهتامم
بعمله وإقامة عالقة وثيقة مبنظمته ,هذا إىل جانب مراعاتها لعنرص العدالة واملساواة.
إال أنه يؤخذ عىل طريقة األجر بالقطة صـــعوبة تحديد الحد األدو لإلنتاج الذى يســـتحق عليه
العـامـل األجر املحـدد ,واختالف العامل واملنظمة حول تحديدؤ فكل منهام له رأى مختلف عند
تحديدؤ ,كام تحتاج هذؤ الطريقة قياس مستمر للكمية املنتجة.
-3املكافأة : Bonus
متن املنظامت مكاف ت لكبار موظفيها ىف املســتويات اإلدارية املختلفة وخاصــة العليا منها ,بناء
عىل ما يقدمونه من أفكار وآراء وأنشطة وأعامل تؤثر عىل األداء العام للمنظمة أو أدائهم بحيث
يرتتب عليها تحقيق األرباح و يادة كميات املبيعات .ليســت هناك نســباو معينة ملقدار املكاف ت
التى ميكن تقدميها ولكن قد يكون املســـتوى اإلدارى أهمية كبرية ىف تحديد مقدار املكافأة فكلام
ارتفع املســتوى اإلدارى ادت نســبة املكافأة املمنوحة ,هذا كام يتأثر مقدار املســاهمة مبســتوى
أداء املدير ,وبناء عىل ذلج ميكن أن نرى جدو وال يوضـ نســبة املكاف ت من املرتب السنوى عىل
النحو التاىل :
وقـد نرتك الحريـة لكـل قطـاع أو إدارة لتحديد املبالغ املحددة كمكافأة للعاملني بها دون التقيد
بنسبة أو فرتة دورية ,ما يهم أن تراعى فيها قواعد العدالة واملساواة واألداء.
وميكن استخدام العالوات كأداة تحفيزية لعدة أغراض متباينة فقد متن العالوات للكفاءة وذلج
عنـد يـادة األجر أو الراتب نتيجة لزيادة إنتاجية الفرد ,كام قد متن العالوة لألقدمية عندما مير
عىل الفرد عام جديد يضــاف إىل تاريخ عمله باملنظمة ,وهناك أيضــاو العالوات االســتثنائية التى
متن للفرد عندما مييز أداؤؤ عن اآلخرين ويقدم عمالو أو فكراو ابتكارياو تستفيد منه املنظمة.
239
ومن مزايا العالوات كأســلوب تحفيزى ســهولة تطبيقها لالســتفادة من تصــنيفها إلشــباع مختلف
حاجات األفراد بجانب إمكانية منحها لعامل اإلنتاج واإلداريني والبائعني والتخصصيني ويؤخذ عىل
طريقـة العالوات أنهـا تعتمـد عىل نتـائج تقييم األداء التى قد متيل إىل محاباة األفراد وإعطائهم
تقديرات عالية باإلضافة إىل من األفراد عالوات متساوية مع أن جهودهم مختلفة.
-5العموالت : Commissions
ىف وظـائف البيع غـالبـاو مـا نجـد البائع يحصـــل عىل أجرؤ بناء عىل النتائج التى يحققها ,حيث
يحصل البائع أو املحصل عىل نسبة مئوية من املبيعات التى تحققها ,أو من الديون التى يحصلها
,وقد يصل األمر إىل أن يحصل بعض املسئولني ىف الوظائف اإلدارية عىل عموالت للصفقات التى
يعقدونها مع الرشــكات األخرى ,وعادة ما يحصــل البائع عىل راتب ثابت بجوار العمولة ,ويعمل
الراتب الثابت عىل إشباع حاجاته األساسية وتأمني أمور معيشته ,ىف حني تحفزؤ العمولة وتدفعه
لتنمية مجهودؤ البيعى.
ومن مزايـا هـذؤ الطريقة أنها متغرية بحســـب حجم املبيعات فال متثل عبء عىل املنظمة ,كام
تعد حافزاو لرجل البيع لزيادة إنتاجيته وتدعم العالقة بالعمالء باإلضـافة إىل أنها تسهم ىف تحقيق
أهداف رجل البيع النشيط وتحفزؤ لالبتكار والتجديد ىف عمله.
غري أنـه من أهم عيوبهـا تركيز رجل البيع عىل إمتام الصـــفقات بغض النظر عام قد يحدث مثل
إهامل لخـدمـات بعـد البيع ,أو يادة املردودات ,أو البحث عن عمالء جدد وتدعيم العالقات
معهم أو الســـعى لتحقيق التوا ن بني املناطق البيعية ,باإلضـــافة إىل ذلج فنن رجل البيع قد ال
يشـــعر باألمان لعدم اســـتقرار دخله وبذله للجهد الكبري ,وأخرياو فنن مقدار العمولة يعتم عىل
حاالت السـوق ومدى انتعاشـها أو انكامشها .لهذا ال تعتمد املنظامت عىل الراتب والعمولة فقط
ىف معـاملـة بـائعيهـا وإمنا تقدم العديد من طرق التحفيز األخرى ,كنظام املكاف ت الخاصـــة أو
املشــاركة ىف األرباح ,أو نظم جوائز الباعة ,هذا إىل جانب ابتكار الطرق التى تجمع بني مختلف
األنظمة السابقة.
241
-6حوافز املعارف واملهارات
Pay –for – knowledge & pay – for – skills compensation
ىف سبيل تعزيز قدرة األفراد للتعامل مع التطورات املعارصة ىف املجاالت املختلفة ألنشطة وأعامل
املنظمـة ,والحفز الـدائم لتحســـينهـا ,ودعمها لتقبل األفراد للتغريات والتعقيدات الناجمة عن
تطبيق األنظمة الحديثة ,وإرســـاء روح املبادرة واإلبداع ,تســـعى املنظامت إىل تعديل وتطوير
وتنمية املعتقدات والتقاليد والقيم واألنظمة اإلدارية ,وذلج عن طريق تحفيز األفراد الكتســاب
املعـارف واملعلومـات الجـديدة وتنمية مهاراتهم وتعديل اتجاهاتهم مبا يتفق ومواكبة املتطلبات
املعارصة.
لـذا تهتم معظم ملنظامت الرائـد بتنميـة طرق غري تقليـدية للتحفيز فيام يتعلق ببعض وظائفها.
حيث تحدد قيمة وأهمية الوظيفة ومســتوى الراتب الذى تســتحقه عىل هدى من تحليل وتقييم
الوظائف ,ولقد توصــلت املنظامت ىف الســنوات األخرية إىل بديل تحفيزى جديد يعتمد بصــورة
جوهرية عىل مدى إملام األفراد باملعارف واملعلومات ,ومدى متييزهم باملهارات أكث من اعتامدؤ
عىل املهام املادية للوظيفة وكيفية القيام بها .أى أن الحوافز ال متن فقط بناء عىل ما يؤديه الفرد
من مهام ولكنها متن عىل أساس مدى ما ميكن أن يؤد يه الفرد من وظائف ومهام ,وبهذا يكافو
األفراد عىل كل عمل أو مهارة جديدة يؤدونها.
ولكن يؤخـذ عىل هـذؤ الطريقـة أنـه ليس مبقـدور كـل املنظامت تطبيقهـا نظراو لطبيعة أعاملها
وصغر حجمها وانخفاض إمكاناتها.
241
(ب) الحوافز الفردية غري النقدية :
الحوافز عادة تعنى املال ,ولكن !! تشـــتمل حوافز األداء عىل أشـــكال أخرى متعددة غري نقدية
منها األنواط والنياشــني وامليداليات والكئوس والشــهادات ,واإلعفاء من التزامات الوقت حضــوراو
وانرصافاو والعطالت وغريها من الحوافز غري النقدية.
ولقد أوضحت نتائج أحد البحوث بالتطبيق عىل 3400ارشكة أن %60منها تستخدم املكاف ت غري
النقدية تبدأ إحدى أشـكالها بالقول املعروف املحبوب " شكراو لج " وتأخذ أشكا وال أخرى متعددة
من بينها املدي والثناء وتفويض الســلطات ,والرتقية والتقدم وإعادة تصــميم العمل بتصــنيفاته
املختلفة ,وفيام يىل نتعرض لبعض هذؤ الطرق :
ويعد التأنيب والتوبيخ األداة املقابلة للمدي والثناء ويكون ىف حالة االنحراف الســـالب ىف أداء
األفراد ويجب أن يتم اللوم والتوبيخ والتقريع مباارشة بعد ارتكاب الخطأ مع إخبار األفراد بالخطأ
الـذى تم ارتكـابـه ومـدى االســـتيـاء نتيجـة تأثري ذلج عىل األداء ,كام يجب أن يتم الرتكيز عىل
االنتقاد عىل الســلوك والترصــف والعمل وليس عىل الفرد ذاته وبعد اللوم والتأنيب يجب إشــعار
األفراد مبـدى تقـديرهم والثقة فيهم لتخطى هذؤ الكبوة واالســـتمرار ىف اإلنتاجية ذات الكفاءة
العالية.
242
وميثل عدم تفويض السلطات للمرؤوسني حفزاو سلبياو ميكن استخدامه والتلوي به للمرؤوسني مع
رضورة وضــوح ذلج للمرؤوســني واالســتشــهاد أمامهم بالتجارب الســابقة ىف عمليات التفويض
الناجحة منها والفاشـــلة حتى ميكن إثارة همم املرؤوســـني وحفزهم لتقبل املســـئولية والســـعى
إلثبات الذات.
الرتقية والتقدم مقابل الثبات والتجاهل : -3
متثل الرتقية حافزاو له أبعادؤ املادية واملعنوية ألنها تفت أمام األفراد آفاقاو واســـعة للنمو والتقدم
ولهذا تستند الرتقية عىل أسس واضحة من تحليل الوظيفة وقدرات وإبداعات األفراد وإنجا اتهم.
وبجانب ذلج يجب أن تسـتند عملية الرتقية عىل املعايري املوضـوعية بعيداو عن املعايري الشخصية
حتى ميكن إرسـاء قواعد الوالء وااللتزام لدى األفراد ,وتجنب اآلثار السلبية لظهور أمراض املناخ
التنظيمى.
وكام متثـل الرتقيـة حـافزاو إيجابياو فنن بقاء املوظف عىل نفس حالته الوظيفية فرتة طويلة أو نقله
لوظيفة أقل أو تركه واالستعانة باملصادر الخارجية لشغل وظيفة أعىل كان ميكنه تقلدها كل ذلج
ميثل حافزاو سلبياو ميكن استخدامه ىف الحاالت والظروف التى تسم بتطبيقه.
243
شكل رقم ()6/7
الدرجات املختلفة إلعادة تصميم العمل
أما االمتداد الوظيفى ,فننه يزيد قليالو عن التناوب الوظيفى ويشـــري إىل تنويع أنشـــطة الوظيفة
التى ميارسها الفرد مام يشعرؤ بالقدرة عىل أداء مزيد من األنشطة وبالتاىل يشبع حاجته للتقدير
وتحقيق الذات إىل حد ما.
ويعنى التوســع الوظيفى Enlargementأداء الفرد لواجبات أكث تنوعاو وتعقيداو فهناك تكبري ىف
أنشـــطـة الوظيفة وبالتاىل املهارات املطلوبة ألدائها مام يدفع الفرد الكتســـاب املهارات الال مة
لكفاءة األداء وحسن التعامل مع اآلخرين لتنوع العالقات واالرتباطات ,فيساعد ذلج عىل إشباع
الحاجات االجتامعية للفرد.
أمـا اإلثراء الوظيفى enrichmentفال يعنى تنويع الواجبات واألنشـــطة وتكبريها فقط ,وإمنا
تكبري املســـئوليات التى تتضـــمنها الوظيفة كاملشـــاركة ىف التخطيط ووضـــع األهداف واملعايري
وأســـاليب الرقابة مام يتطلب التنمية والتطوير الذاىت للفرد ,ومن ثم فنن يادة املســـئولية هى
العنرص املحرك واملحفز للفرد وليس مجرد يادة األنشطة والواجبات.
متثـل الحوافز الجامعيـة ميزة لجميع أعضـــاء الجامعـة متن لهم بنـاء عىل إنتـاجية وتفاعل أداء
الجامعة كلها ,ســواء صــغر حجم الجامعة أو كرب ,وتوصــف الجامعة بالصــغر عندما يرتاوح عدد
أعضائها بني 7-2عاملني ,والكرب عندما يرتاوح عدد األعضاء من 20-35عامل.
وتكون الحوافز الجامعية مناســـبة ىف حالة االرتباط الكبري بني الوظائف التى يؤديها األفراد .ومن
املتوقع أن يزيـد االرتبـاط والتـداخـل بني الوظـائف ىف املســـتقبـل ,رغم وجودؤ ىف العـديد من
الحـاالت ىف الوقـت الحـاىل ,وىف املـاىض كان قليل من املنظامت تتبع الحوافز الجامعية لكنها ىف
املسـتقبل ستصب ىف حاجة أكث البتكار طرق جديدة لتقييم األداء الجامعى وتنمية طرق جديدة
للحوافز الجامعية.
244
الحوافز الجامعية النقدية :
ويجـب أن ربط عمليـة تقديم مقرتحات تخفيض التكاليف بأهداف املنظمة والعاملني بها بحيث
ينعكس أى تحســـن ىف األداء عىل رفاهية الجميع .وغالباو ما ترتاوح نســـبة مشـــاركة العاملني ىف
الوفورات الناتجة عن تخفيض التكاليف بني %75 - %65ىف حني تحصـــل املنظمة عىل نســـبة
ترتاوح بني %35 - %45من الوفورات الناتجة عن ذلج التخفيض ,وذلج بعد استبعاد ما قد تراؤ
املنظمة من احتياطى ملواجهة بعض الظروف.
وميكن التعرف عىل نســـبـة العـائـد لكـل من املنظمة واألفراد من خالل تكوين لجنة من ممثىل
اإلدارة وممثىل املوظفني لتحديد املعايري التى ســيتم اســتخدامها ىف تحديد املزايا والوفورات .عىل
أن تتم مراجعـة تلج املعايري بصـــورة دورية من قبل هذؤ اللجنة لتعديلها أو تقديم االقرتاحات
املتعلقة بها.
وتتعدد الطرق املســـتخدمة لدراســـة خطط تخفيض التكاليف وبحث املقرتحات وأثر ذلج عىل
الوفورات املحققة ,ومن أهم تلج الطرق وأشهرها طريقة سكانلون Scanlon pan
245
تكلفة العاملة خالل شهر أكتوبر
6000000 وفورات العاملة 600000
وفورات تحسني النوعية 280000
وفورات املواد 360000
1220000 إجامىل الوفورات
360000 %45 -احتياطى ملواجهة الظروف املتغرية
1080000 -الوفورات القابلة للتو يع :
756000
%70 -نصيب العاملني من الوفورات
342000
%30 -نصيب املنظمة من الوفورات
-1أن هذؤ األسهم ال متن مجاناو ,وإمنا يدفع مقابلها بناء عىل األسعار املحددة.
-4دفع العاملني لبذل مزيد من الجهد لشعورهم مبلكية جزء من رأس املال مع محاولة تحجيم
املخاطر وحل املشكالت والتغلب عىل املعوقات.
-3تخفيض حدة التوتر والرصـــاع والضـــغط الناتج عن إحســـاس العاملني باســـتغالل املنظمة
لقدراتهم ومهاراتهم وبث روح االلتزام والتعاون والرضا لتحقيق نجاح املنظمة.
وقد متن بعض املنظامت املديرين العاملني بها ىف مختلف املســتويات اإلدارية بعض أســهمها إذا
حققوا لها أهدافها عىل املدى البعيد ,وقدموا جهداو مميزاو ىف األداء.
246
(ب) -الحوافز الجامعية غري النقدية :
كام متن الحوافز الفرديـة غري النقـدية ,فنن اإلدارة قد تعطى الحوافز غري النقدية ســـواء كانت
إيجابية أو ســلبية بصــورة جامعية ,وذلج بهدف إشــباع حاجات نفســية واجتامعية لدى أعضــاء
الجامعـة الواحدة مثل حاجات االنتامء والوالء وتقدير اآلخرين ,وتســـهم الحوافز الجامعية غري
النقــديــة ىف يــادة التعــاون بني األفراد وتقويــة الروابط وإثــارة التنــافس بينهم و يــادة رغبتهم
لتحقيق املصلحة العامة ,ومن أمثلة هذا النوع من الحوافز :
247
تطبيق عمىل
استقصاء دوافع السلوك
لكل عبارة من العبارات التالية سبع استجابات مختلفة ترتاوح بني :
معارض قليالو معارض معارض قليالو ال أدرى موافق قليالو موافق موافق متاماو
يرجى وضع عالمة ( )أمام كل عبارة لالستجابة لرأيج شخصياو ,أمامج عرش دقائق لالنتهاء من ذلج.
العبـــــارات
3- - 1+ 4+ 3+صفر 1-
4
248
العبـــــارات
3- - 1+ 4+ 3+صفر 1-
4
يرجى نقل األرقام املقابلة الستجابتج للعبارات املختلفة كل ىف مكانه من الجداول الخمسة التالية ,مع االحتفاث
باإلشارات ( )-( , )+ثم استخرج حاصل الجمع الجربى لكل جدول.
249
ينقل مجموع درجات الجداول الخمســـة إىل هرم الحاجات بحيث يوضـــع الرقم املوجب األكرب ىف قاعدة
الهرم ثم نتـدرج بـاألرقـام األقـل ىف اتجـاؤ القمـة ,ميكنج التعرف عىل دوافعج الحالية ثم مناقشـــتها مع
املجمعة.
251
الفصل العاارش
التغيري والتطوير التنظيمى
251
مقدمة
تفرض طبيعـة العوامـل البيئيـة الـداخليـة والخـارجية واســـتمرار تقلبها وعدم اســـتقرارها عىل
املنظامت رضورة إجراء عمليات التغيري والتطوير التنظيمى.
ويعد موضـــوع التغيري والتطوير التنظيمى من املوضـــوعات القدمية الحديثة ىف مجال دراســـات
اإلدارة والتنظيم وذلج لطبيعته الخاصــة التى ترتبط بعنرصـ املوارد اإلنســانية إىل جانب عنرصــي
املوارد املادية واملعنوية.
ويتطلـب الحـديـث عن التغيري التنظيمى يحث ماهيته وأســـبابه ودواعيه والفوائد املرتتبة عىل
تطبيقـه ومحـددات االســـتفادة منها والعقبات التى تقف أمام نجاح املنظامت ىف تطبيقه وهذا
باإلضــافة إىل املناهج التى ميكن االســتعانة بها واملداخل املتعددة التى ميكن للمنظامت االعتامد
عليهــا ,كــل ذلــج مع رضورة مراعــاة املتغريات املحيطــة بــاملنظمــة واملؤثرة عىل أهــدافهــا
واسرتاتيجياتها ,مام قد يحتم عليها دراسة الخصائص املميزة لسلوك املنظامت املعارصة.
252
مفهوم التغيير التنظيمى
يشـري التغيري إىل االنتقال من وضـع إىل وضـع آخر يعتقد املسـئولني أنه األفضل ,والتغيري رضورة
من رضورات الحياة االجتامعية واالقتصـــادية ,فدوام الحال من املحال ,واألمر يختلف فقط ىف
كيفية التعامل مع التغيري … هل سـيتم التخطط له ا أم سننتظر حتى يحدث فنستجيب له ا ,
أم سنقاومه ساعني لتحجيم أثرؤ ا أم ماذا.
والتغيري ما دام متعلقاو بالتنظيم فانه يرتبط بشكل واض باألبعاد التنظيمية التى يوضحها الشكل
رقم ()1/15الذى يبني املجموعة الرباعية التى يهتم بها التغيري التنظيمى.
ينعـت التغيري بـأنـه تنظيمى ,ألنـه يقع داخـل املنظامت ,يتنـاول كـل عنـارصهـا وأبعادها ,ىف
سكونها ,وىف تفاعالتها ,ويجب االتفاق مسبقاو عىل خطواته وإجراءاته بدقة مع جميع األطراف ,
كذلج أســلوب جمع البيانات ,وتحليلها لتشــخيص املشــكالت ,واالتفاق عىل الحلول املقرتحة ,
وطريقة تطبيقها ,ومتابعة اآلثار املرتتبة عىل التطبيق ,والتدخل عند الرضـــورة لتعديل مســـار
التطبيق إذا لزم األمر ,وباتفاق جميع األطراف املعينني بنحداث التغيري.
الشكل رقم ()1/15
املجموعة الرباعية التى يهتم بها التغيري التنظيمى
253
وبـالتـاىل فـنن أطراف عملية إحداث التغيري املخطط ألى وحدة تنظيمية داخل املنظمة تشـــمل
األطراف التالية :
-1عضو الجامعة :كل فرد بذاته داخل الجامعة برصف النظر عن وظيفته أو دورؤ.
-4الجامعة التنظيمية :كل أعضاء الوحدة التنظيمية وفرق وجامعات العمل الذين لهم هدف
مشرتك.
وميثـل التغيري التنظيمى عملية مدروســـة ومخططة لفرتة منية طويلة عادة ,تتعلق بأحد
أبعـاد الهيكل التنظيمى وعالقاته وخططه وأهدافه ,ولذا فقد تشـــتمل عىل الخطط ,أو الهيكل
التنظيمى ,أو الســـلوك والثقافة التنظيمية ,أو تكنولوجيا األداء ,أو ظروف ومتطلبات العمل ,
أو األفراد وعالقـاتهم و… .ومـا شـــابـه ذلج بهدف مواكبه الظروف واملتغريات البيئية الداخلية
والخارجية املحيطة للبقاء واالستمرار والنمو.
وتبدو أهمية التغيري التنظيمى للعديد من األسـباب املؤثرة عىل استمرارية التنظيم ومنوؤ وبقائه
,ومن بني األبعاد املوضحة ألهمية التغيري والتطوير ما يىل :
254
-2تصــميم الوظائف والهياكل التنظيمية واملســار الوظيفى مبا يواكب تطلعات العاملني خالل
حياتهم الوظيفية.
-5االهتامم باملســـائل العاطفية ىف حياة املنظمة خاصـــة تحقيق الذات للفرد والرصـــاحة بني
أعضاء املنظمة والشعور بالدفء اإلجتامعى.
-6وضع السياسات والنظم اإلدارية املؤيدة لتحفيز العاملني وإثارة همهم.
وهنا يصــب "للعمل الصــحي من أول مرة مزايا ال تحىصــ ىف كل مكان ,أما إذا قبلنا املشــكالت
واألخطاء ىف منظامتنا ,فســوف يضــيع وقتنا وجهودنا عىل أنشــطة ليســت لها فائدة :كتصــحي
األخطاء ,البحث عن األشـياء ,اكتشـاف أسباب التأخري ,مراجعة املعلومات املشكوك ىف صحتها,
اإلصـــالح أو إعادة العمل ,وتقديم االعتذارات للعمالء بســـبب األخطاء أو املنتجات املعيبة ,أو
التأخري ىف مواعيد التسليم.
ومنهج الجودة الشـــاملـة كـأحد مناهج التغيري للمنظمة ككل يوفر لغة واحدة ىف كل أنحاء املنظمة
وهى التحسـني املستمر ,حيث متكن الجودة الشاملة من التقاء كل أعضاء املنظمة ,ىف كل اإلدارات ,
وعىل كل املسـتويات عىل هدف مشـرتك وهو التحسـني املستمر لألداء continuous improvement
وميكن القول بـأن املنـاهج اإلداريـة الحـديثة ,رغم كثتها وتعددها ىف العقد األخري ,إال أنها جميعها
تخاطب مثلث التغيري بأضالعه الثالثة :العاملني /العمالء /املنظمة.
255
وتبدو الحاجة للتغري والتطوير ىف العديد من الحاالت من أهمها :
التكيف مع البيئة واستغالل الفرص ومواجهة التهديدات.
االرتقاء مبستوى جودة املنتج وتحقيق التميز ىف السوق التناف .
ومن الشـــكل رقم ( )4/15يتضـــ أن أهداف عملية التغيري التنظيمى متعددة ومتداخلة أيضـــاو
وتتمثل باختصار فيام يىل :
256
الشكل رقم ()4/15
أهداف عملية التغيري التنظيمى
257
( )1التغيري الفكري :يســـعى هذا النوع من التغيري إىل تنمية نواحى الفكر واملعرفة ,ولهذا فهو
يدور حول املفاهيم واملبادئ واألســـس التى يجب أن يعتنقها األفراد والجامعات ,وتعد قضـــايا
التغيري الفكرى ســهلة نســبياو حيث أنها تهدف إىل نرشــ املعلومات الصــحيحة عىل نطاق واســع
ومجموعات معينة قبل أن متتد إىل تغيري املفاهيم واملبادئ األســـاســـية ومن القضـــايا التى يركز
عليها التغيري الفكرى :
تنمية املشاعر اإليجابية تجاؤ أساليب جديدة.
تطوير املواقف لصال العمل.
اإلدراك والوعى الصحي ألهداف وغايات التنظيم.
( )4التغيري اإلجرات :ويهــدف هــذا النوع من التغيري إىل إقنــاع عــدد كبري من األفراد والعــاملني
بالقيام بأعامل معينة من خالل تقبلهم لســياســات وإجراءات عمل جديدة تختلف عن تلج التى
يطبقونها حالياو ,ومن أمثلة القضايا التى يتناولها التغيري اإلجرات :
( )3التغيري الهيكىل :ويعـد التغيري الهيكىل من أصـــعـب أنواع التغيري لرتكيزؤ عىل موضـــوعات
الهيكل ,والعالقات واالتصـــاالت فيام بني مختلف جوانبه ,ومن أمثلة القضـــايا التى يركز عليها
التغيري الهيكىل :
258
( )2التغيري الســـلوىك :ويهـدف هـذا النوع من التغيري إىل مســـاعدة العاملني عىل تغيري قيمهم
وسلوكهم ,ويعد التغيري القيمى والسلوىك من أصعب أنواع التغيري أيضاو لحاجته إىل فرتات طويلة
وجهد وتكلفة ,ومن أمثلة القضايا التى تهتم بالتغيري السلوىك :
تنمية القيم واملعتقدات التى تؤكد عىل قيمة االنتامء.
تنمية القدرات واملهارات العملية لدى األفراد.
تدعيم املامرسات والترصفات اإليجابية.
يادة االهتامم بالعالقات بني مختلف األطراف العاملة باملنظمة.
259
-1الهيكــل :ميكن إجراء عمليــات التغيري من خالل التوجيهــات الرســـميــة ,واإلجراءات
والســياســات والقواعد والتى تنعكس بشــكل واضــ من خالل البناء التنظيمى والعالقات
وأمناط السلطة واملسئولية ,كذلج املركزية والالمركزية ,باإلضافة إىل طرق إعداد امليزانيات
والقوانني واللوائ الخــاصــــة بعالقــات التنظيم بــاألطراف الخــارجيــة كــالبيئــة واملنظامت
الحكومية واملوردين ….وغريهم.
-4التكنولوجيا :وتشـــمل إجراء التغيري للعمليات الفنية واألســـاليب املتبعة ىف العمل وكيفية
انســـيابه مبا ييرســـ عمليات األداء وقد يتطلب ذلج إعادة تصـــميم العنارص املادية وطرق
العمل ومقاييسه املختلفة.
-3املهام واألنشــطة :وتتعلق بالعمل والنشــاط الذى ميارس ـه األفراد بالتنظيم ولذا قد يتطلب
األمر الرتكيز عىل دافعية األفراد وتصميم الوظائف وتوصيفها..
-2األفراد :تعــد عمليــات التغيري املرتبطــة بــاألفراد من أصـــعــب أنواع التغيري ألنهــا تتعلق
باالتجاهات والدافعية واملهارات الســلوكية …وكلها عوامل شــخصــية تحتاج إىل دراســات
متعمقة وميكن تحقيقها عن طريق الربامج التدريبية الشــاملة واملســتمرة وأســاليب تقييم
األداء الحديثة وإجراء عمليات االختيار الدقيق والتخصيص الصحي لألفراد.
261
مجاالت التغيري والتطوير ىف املنظامت
الهيكل التنظيمى واالختصاصات والعالقات التنظيمية.
-1العوامل السـياسـية والترشيعية :ومتثل العوامل املرتبطة بسياسة الدولة وعالقاتها واحتامل
التغريات التى قد تســنها أو تتعرض لها ســواء كانت محلية أو عاملية ,هذا باإلضــافة إىل ما
تتعمد الدولة تغيريؤ ىف الترشـــيعات الحالية بقوانني وترشـــيعات جديدة تواكب متطلبات
الحياة املعارصة ,وال شـج أن لكل ما سـبق تأثريؤ الواضـ عىل مامرسات املنظامت مام قد
ميثل تغيري ألحد األبعاد التنظيمية.
261
-4العوامـل االقتصـــاديـة :وتشـــري إىل العوامـل املرتبطة باملوارد املتاحة وكيفية اســـتغاللها
واستثامرها ,وما يرتبط بذلج من أمور اقتصادية كاألسعار والدخول واملنافسة واالتجاهات
نحو الخصــخصـــة واالنفتاح ...وغريها وتؤثر هذؤ العوامل عند تغريها بشــكل واضـــ عىل
العديد من مدخالت ومخرجات املنظمة وعملياتها التشغيلية.
-3العوامـل اإلجتامعيـة :وتعرب عن األفراد بـاملجتمع من ناحية عالقاتهم اإلجتامعية وعاداتهم
وتقـاليدهم ,والقيم التى تحكمهم عند مامرســـة أمور حياتهم وثقافتهم ومدى اهتاممهم
بالبيئة التى يعيشون فيها ومسايرتهم للتطورات املحيطة.
-2العوامـل التكنولوجيـة :ومتثـل التـأثريات املتعلقـة بـالطرق واألســـاليـب العلميـة والفنيــة
املســـتخـدمـة ,ولـذا يجـب مواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة فيام يخص املعلومات
والطرق واألدوات واالتصاالت ...وغريها.
-5العوامل الطبيعية :وتشـــري إىل املوارد الطبيعية املتاحة وإمكانية تعرضـــها لبعض التغيريات
كوجود الزال ل والهزات األرضية والسيول والتغيريات ىف درجات الحرارة املعتادة ...الخ.
262
ولكن السؤال املطروح هنا هو :ملاذا يقاوم التغيري من قبل األفرادا!
لقد تعددت األســباب التى تعرض لها الكتاب والباحثني ملقاومة التغيري ,ولقد تعايع العديد منا
مع هذؤ األســباب ســواء كان هو الذى يغري ,أو الذى يطبق عليه التغيري ومن بني أهم أســباب
مقاومة التغيري :
-1تهديد االهتاممات واملصــال الشــخصــية لألفراد ,ويبدو أثر تهديد التغيري من خالل التأثري
الســلبى للتغيري عىل املصــال واألهداف الشــخصــية لألفراد ,ويتضــ ذلج ىف العديد من
األمثلة من بينها :
-4الفهم الخـاطو للتـأثري عىل النواحى االجتامعيـة :ومن أمثلـة األســـباب املتعلقة بالنواحى
االجتامعية التى تؤدى ملقاومة التغيري ما يىل :
مخالفة املعايري السلوكية واالعراف السائدة بني الجامعة. أ-
ب -التقليل من النفوذ والتأثري والتفاعل االجتامعى.
ج -سوء العالقات االجتامعية بني األفراد.
-3ســـوء فهم وتقـدير أهداف التغيري ومنافعه ,ومن أمثلة أســـباب مقاومة التغيري املتعلقة
بسوء فهم األهداف ما يىل :
أ -عدم وضوح أهداف التغيري ودوافعه.
ب -عدم املشاركة ىف وضع خطط وبرامج التغيري.
ج -إرتفاع تكاليف التغيري وعدم توفر امليزانية الكافية.
-2عدم القدرة عىل التكيف مع التغيري ,وتتعدد األسباب املوضحة لعدم القدرة عىل التكييف
مع التغيري ومن أمثلتها :
إظهار التغيري للعيوب الشخصية لدى األفراد. أ-
ب -فرص التغيري جرباو عىل األفراد.
ج -تطبيق التغيري دفعة واحدة.
وميكن التغلب عىل مقاومة التغيري من خالل العديد من املداخل ,بعضها يركز عىل أسلوب إجراء
التغيري ,وبعضــها يعتمد عىل صــفات وخصــائص القامئني بالتغيري واملصــال التى ميكن تحقيقها
ملنظامتهم ,وبعضـها اآلخر يهتم باسـثتامر العوامل السلوكية ىف التأثري عل األفراد لقبول التغيري ,
ومن أهم تلج املداخل :
263
-1املشاركة ىف التغيري :إن مشاركة األفراد الذين سيطبقون عمليات التغيري يقلل من مقاومتهم
,ويرجع ذلج ملســـاهمتهم ىف إبداء اآلراء وتقديم املقرتحات مام يســـاعد عىل امتصـــاص
اندفاعهم للمقاومة ,وذلج ألنهم أصـــبحوا ارشكاء ىف التغيري ال منفذين فقط والحكمة تقول
"إن الناس الذين يبحرون معج ىف قارب واحد لن يحدثوا فيه ثقباو".
-4االعتامد عىل الرتغيــب والتحفيز :ويتطلــب ذلــج تقــديم الحوافز من أجــل إحــداث التغيري
ســواء كانت نقدية أو غري نقدية ,مادية أو معنوية ,فردية أو جامعية ,ويحدد من خاللها
لألفراد الفوائد واملنافع التى ســتعود عليهم إذا نج التغيري ,فاإلنســان بطبيعته نفعى ولن
يسلج سلوكا إال إذا كان وراءؤ دافع وأمامه هدف واض يتمثل ىف منفعة ينتظرها.
-3التمهيـد والتهيئــة إلحـداث التغيري :ويعتمـد ذلــج عىل البــدء مبكراو بـالحــديــث عن بعض
املوضـوعات واألسباب التى تؤكد عىل رضورة التغيري ,وذكر املواقف والقضايا السابقة التى
متثلـت نتـائجهـا ىف نواحى ســـلبيـة يتطلب األمر رضورة تغيريها ,هذا إىل جانب إيضـــاح
األهداف التى ميكن تحقيقها مع تغري الحال ,والنتائج املنتظر تحقيقها إذا تم التغيري.
-2إدخـال تغيريات متعددة ىف نفس الوقت :ويتطلب ذلج وجود عدة أمور تحتاج إىل التغيري
ىف نفس الوقت مام يشتت قوة األفراد ىف عملية املقاومة ويعمل عىل تو يع املقاومة الكلية
عىل التغيريات املتعددة.
-5االعتامد عىل القادة غري الرســـميني إلحداث التغيري :ميثل قادة الجامعات غري الرســـمية ىف
التنظيم مصــدراو ذو قيمة عالية ىف إقناع األفراد مبزايا وفوائد التغيري ,ولكن األهم ىف املرتبة
األوىل اقتناعهم أوالو بهذا التغيري حتى ميكنهم مامرسة دورهم ىف إقناع اآلخرين بذلج.
-6فرض التغيري بصـــورة جربيـة :ويعتمـد ذلـج عىل إحـاطـة عمليـات التغيري بقيود حـاكمة
وتهديدات قاطعة تلزم األفراد عىل تقبله حتى يلتمســوا بأنفســهم مزاياؤ وفوائدؤ أو يصــلوا
لدرجة التعود عليه ومامرسته بشكل طبيعى.
ومع تعـدد املـداخـل التى ميكن إتبـاعهـا للتغلـب عىل مقـاومـة التغيري وتخفيف حـدتـه إال أننا
نستخلص منها :
ليسـت هناك طريقة واحدة ميكن القول أنها األفضـل بشكل دائم ,وإمنا األفضل أن نأخذ ىف
االعتبار ظروف عملية التغيري وخاصــة ما يتعلق باملســتفيد من التغيري ,واملســتهدف منه ,
ومجاالته كام يوضحها الجدول رقم ()1/15
264
الجدول رقم ()1/15
املستفيد من التغيري واملستهدف منه ومجاالته
ميكن االعتامد عىل أكث من طريقــة ىف نفس الوقــت بحســــب اســـرتاتيجيــة وخطــة التغيري
265
التطوير التنظيمى :ماهيته ومناهج تطبيقه
يرى البعض أن مصــطل التطوير التنظيمى يصــف عملية إدارة التغيري ,وقد ذهبوا أيض ـاو إىل أن
التطوير التنظيمى يعـد فرعـا من فروع املعرفـة نشـــأ حديثاو ويتجه الســـتخدام معارف العلوم
الســـلوكية ملســـاعدة املنظامت ىف التكيف مع التغيري حيث يعرف التطوير التنظيمى عىل أنه :
عملية تســعى إىل يادة الفعالية التنظيمية عن طريق توحيد حاجات األفراد للنمو والتطوير مع
األهداف التنظيمية باستخدام معارف وأساليب من العلوم السلوكية .وعادة ما متثل هذؤ العملية
جهداو مخططاو للتغيري يشمل نظاماو بأكمله لفرتة من الوقت عىل أن يتم ربط ذلج برسالة املنظمة
وغـايـاتهـا.ومن ثم فـان التطوير التنظيمى يرتبط ارتبـاطـاو وثيقـاو بالتغيري التنظيمى حيث يعتمد
املديرين بشــكل كبري عند إجرائهم لعمليات التغيري التنظيمى عىل األســاليب والنامذج واملداخل
التى اقرتحها خرباء التطوير التنظيمى.
ويعرف بيكـارد )1969( Bechardالتطوير التنظيمى بـأنـه :جهد مخطط ,يشـــمل املنظمة
بأكملها ويدار من القمة ,بغية يادة فعالية التنظيم وإحســاســه بالصــحة ,من خالل تدخالت
مدروسة ىف عمليات التنظيم ,وذلج باستخدام نظرية العلوم السلوكية".
أما فرنع وبل 1978( French & Bellم) فننهام يعرفان التطوير التنظيمى بأنه " :جهد ونشاط
طويل املدى يســتهدف تحســني قدرة املنظمة عىل حل مشــكالتها وتجديد ذاتها ,من خالل إدارة
فعالة ملناخ التنظيم ,تعطى أهمية كبرية للعمل الجامعى الشامل".
أمـا ألـدرفر 1977( Alderferم) فريى أن التطوير التنظيمى يهـدف إىل تحســـني نوعيـة حيــاة
الجانب اإلنساو للمنظمة و يادة فاعلية أبعادؤ التنظيممية".
وتتفق هذؤ التعريفات عىل أن جوهر التطوير والتغيري التنظيمى هو سلوك الفرد وجامعة العمل
ىف منظامت العمـل الحكوميـة وغري الحكومية ,عن طريق تطوير القدرات واملهارات اإلنســـانية
وحل مشـــكالتها باســـتمرار ووفق املتغريات البيئية ,ســـواء االجتامعية منها أو االقتصـــادية أو
التنظيمية أو الفنية أو التكنولوجية.
وبشكل عام ميكن القول أن تدخل املنظمة لتنمية برامج التطوير التنظيمى قد تأخذ عدة أشكال
تتمثل ىف :
-1االستعانة باملكاتب والخرباء الخارجيني.
-4االستعانة بخرباء من الداخل.
االستعانة مبزيج من الخرباء من الداخل والخارج. -3
266
ويتوقف االعتامد عىل أى منها عىل ظروف املنظمة وإمكاناتها وفلســـفتها ومراعاة مزايا وعيوب
كل شكل منها.
وتتمثـل منـاهج التطوير املعروفـة ىف ثالثة أبعاد تركز بشـــكل أســـاىس عىل الفرد ,والجامعة ,
والتنظيم ,ففى املنهج األول :املنهج الفردى يتم االعتامد عىل تنميــة الفرد وتطويرؤ من خالل
محورين هام التنمية الذاتية والتنمية املفروضة.
أمـا املنهج الثاو للتطوير :املنهج الجامعى فريكز عىل مجموعات وفرق العمل ودراســـة وتحليل
عالقاتها ,والتأكيد عىل املشاركة والقدرة عىل التغيري وفقا لإلدراك املتبادل وتقديم أدوات التطوير
املالمئة.
ويركز املنهج التنظيمى :عىل الوظيفة ودراسـة العالقات القامئة بني األقسام واإلدارات والوحدات
التنظيمية بشكل متكامل.
267
الخصائص املميزة لسلوك املنظامت الجديدة
تتغري طبيعة املنظامت باســتمرار ,فمن الصــعب ,بل من املســتحيل أال تؤثر العوامل واملتغريات
البيئيـة املتعـددة عىل ســـلوك املنظامت ,كـذلـج يصـــعب أن تتجاهل التيارات التنظيمية تلج
التحديات املعارصة وأال تدرسها وتحللها وتتكيف معها بالشكل الذى تراؤ مناسبا ,وميكن تحديد
بعض األبعاد والخصائص املميزة لسلوك املنظامت ىف املستقبل عىل النحو التاىل :
أ -نظم التفكري املفتوحة والتى تعى جيداو كافة التأثريات املحيطة.
ب -األعراف الشخصية التى تشجع العاملني عىل التعليم املستمر وتدعيم املهارات.
ج -النامذج الذهنية واالبتكارية املستمرة التى تهتم بتنمية التنظيم ككل بشكل دائم.
د -بناء الرؤية املشرتكة للتنظيم ككل متثل الدعامة للتميز والتعلم واستمرار تطوير وتنمية تلج الرؤية
لتأثريها عىل نظم االتصاالت والسياسات وغريها.
هــــــ -فريق التعلم يجب تكوين الفرق الحريصــة عىل التعلم املســتمر بحيث تصــب عاداتهم
ومامرساتهم قابلة للتعلم.
268
ولقـد أدت التغريات املتالحقـة ىف كـافـة العوامـل البـديلة املحيطة باملنظمة إىل رضورة إعادة
النظر ىف أســلوب اإلدارة .فالعوملة ,والتنوع و يادة حدة املنافســة والرتكيز عىل الجودة ورضــاء
العميـل … وغريهـا ,كـل ذلـج أدى إىل اهتامم املنظامت بـالســـعى لزيادة قدرتها عىل املعرفة
والتعلم.
وليس هنـاك منوذج واحـد لزيـادة قـدرة املنظمـة عىل التعلم واملعرفـة .إذ أنهـا متثل الفلســـفة
واالتجـاهـات والقيم فيام يتعلق بـدور العاملني عن تحقيق املعرفة والتعلم فكل فرد ىف املنظمة
يشـارك ىف تحديد وحل املشـكالت ,ومساعدة املنظمة عىل تحسني نشاطها ونتائجها وقدرتها مام
يدعم خرباتها ,ويتم ذلج بالرتكيز عىل الجودة والسـعى لتحقيق رضاء العمالء وإشباع حاجاتهم ,
ومن ثم تؤكد املنظمة املتعلمة عىل عمل الفريق وتبنى نظرية النظم بصـــورة أكث من اهتاممها
بتسلسل هرمية التنظيم لتعظيم األداء.
ومن أهم الخصائص واألبعاد التى تركز عليها املنظمة املتعلمة :
الرؤيـة الثقـافيـة :تقوم اإلدارة العليا بوضـــع تصـــور عام لرؤية املنظمة ورســـالتها -1
املستقبلية التى أسست من أجل تحقيقها ,كذلج تحدد القيم الثقافية الجوهرية التى
يســرتشــد بها األفراد عند مزاولة نشــاطهم باملنظمة ,وبذلج فالقيم الثقافية والرؤية
تسـري للمنظمة التعامل املسـتقبىل عىل املدى البعيد إذ توض الخطوط العريضة التى
تعمل املنظمة من خاللها.
متكني العاملني ال يشــري إىل من العاملني مزيد من القوة وإمنا متييز وإدراك القوة التى -4
يتمتعون بها واالعرتاف بها واعطائها الحرية (إطالقها) لتعمل لخدمة املنظمة وتشغيلها
بصــورة أكث كفاءة وفعالية .ففى بعض الرشــكات الكربى نجد أن االعتامد الرئي ــ ىف
اتخاذ القرارات عىل فرق العمل ىف مستوى اإلدارة الدنيا ,فتعتمد الرشكة عىل اكث من
100فريق عمل للمشاركة ىف تحقيق املعرفة وصنع القرارات واتخاذها.
الشكل التنظيمى الجديد :أثر النمو االقتصادى الكبري ,وقوة املنافسة العاملية مع كثة -3
وجود متوســـطى العمر من املوظفني … عىل بنـاء الهيـاكل التنظيمية الجديدة ,مام
أدى لظهور اتجاؤ قوى ىف منتصـــف الثامنينات إلعادة الهيكلة ,ومتثلت بعض إنتاجها
ىف اتجـاؤ املنظامت لتقليـل عـدد العاملني بها وأثر ذلج بدورؤ عىل مديرى الوســـط ,
وظهرت الهياكل التنظيمية الجديدة بصــورة مســطحة (ليســت هرمية) مبا يســهم ىف
رسعة االستجابة للسوق والقرب من العمالء.
269
اإلدارة بـاملكـاشـــفـة Open – Book Managementمن املفاتي الجوهرية لتحقيق -2
فعالية فرق العمل ومتكني العاملني املشـــاركة املعلوماتية ,فبدون اكتامل املعلومات ,
فلن يتمكن العاملني من تحديد االحتياجات وحل املشــكالت .وىف املنظامت الســاعية
للتعلم ,فالبيانات عن املوا نات ,واألرباح ,وتكاليف اإلدارات واألقســـام ,توجيهات
اإلدارة العليـا يجـب أن تكون متـاحـة ألى فرد ىف املنظمة .وىف النموذج األول املعارص
للمنظامت يعتقد املديرون أنه كلام ادت املشـــاركة املعلوماتية بني املنظمة واألطراف
األخرى وخاصـــة العاملني بها كلام ادت فعاليتها وانخفضـــت األعباء والتكاليف التى
تتحملها.
تغري طبيعة املســـار الوظيفى ,أدت العديد من العوامل واملتغريات املعارصة إىل تغري -5
طبيعة املسـار الوظيفى ,إذ يبدو املسـار ىف شـكله الجديد واملتوقع مســتقب وال ىف شكل
لولبياو ومتقطع أحياناو وال يبدأ بالرضــورة من نقطة أصلية هى الصفر ..ويوض الشكل
رقم ( )6/4النموذج التقليدى والشكل الجديد واملتوقع مستقبالو للمسار الوظيفى.
التغري ىف طبيعـة العمـل اإلدارى ,فهناك بعض التغريات ىف مامرســـة األعامل اإلدارية -6
فمنهــا يــادة أهميــة العمــل الجامعى واالعتامد عىل فرق العمــل ,والعنــايــة بــالفكر
االسـرتاتيجى وبناء الرؤية وصياغة الرسالة الواضحة للمنظمة ,وظهور مفهوم املوظف
الشـــامل … وغريها من التغريات امللموســـة ىف طبيعة األعامل واألنشـــطة اإلدارية ىف
صورها املختلفة.
271
ثانياو :معرفة املنظامت ورأس املال الفكرى :
كثري من املنظامت تدرك أن قيمتها تكمن ىف األصـــول املادية والنقود التى تســـيطر عليها ,وهذا
إدراك يشـوبه الكثري من الخطأ آلن منظامت اليوم أصبحت تعتمد وبشكل كبري عىل املعرفة التى
يتميز العـاملون بها وبشـــكل كىل معرفة املنظمة كثقافة عامه لها ,فعامل األعامل دامئاو ىف تغري ,
فالهندســة املالية الحديثة ال تعتمد عىل مقاولني ووكالء ذوى أصــول مادية كبرية قدر حاجتها إىل
أســـاليـب وطرق وفكر وتكنولوجيـا معـارصة .إن املنظامت ىف حاجة إىل املعرفة واالبتكار لنجاح
أعاملها ىف املســتقبل فاملســيطر عىل فكر املســئولني بها يتمثل ىف التفكري الدائم ىف الغد ,وليس
فقط بل واســتشــعار معايري النجاح ىف ذلج الغد ,فاملنظامت التى تفكر ىف الغد ولكنها تؤســس
تفكريها عىل معايري األمس أو اليوم ما الت معرفتها ىف مرحلة غري ناضجة.
والسـؤال املطروح هو كيف تحقق املنظمة تنمية لرأساملها الفكرى واالستعانة باألفراد مبا يحقق
الفعالية ,ولإلجابة عىل هذا السؤال نجد أن هناك بعدين جوهريني يجب دراستهام وتحليلهام :
األول :ماهى املعرفة املناسبة للمنظمةا ومدى اعتناق وإميان املنظمة بتلج املعرفةا
الثاو :كيفية استخدام العاملني باملنظمة لتلج املعرفة واالستفادة منهاا
ويجـب عىل املنظمـة وحتى ميكنهـا يــادة العـائــد عى االســـتثامر املـاىل والفكرى أن تقلـل من
اعتامدهـا عىل املهـارات غري الواعيـة ,ويتطلـب ذلـج من املنظمـة البحث دامئا عن األفراد ذوى
الرؤية الثاقبة واألفكار االبتكارية واملواهب العالية التى يجب ربطها دامئاو باســـرتاتيجية املنظمة.
ويجب مراعاة أن املنظامت قد تســتطيع متلج بعض املعلومات وحاميتها بقوانني امللكية الفكرية
,كام تســتطيع تنســيق العمليات والخطوات ,وبناء قواعد املعلومات وحتى نظم إدارة املعرفة ,
ولكنهـا ال تســـتطيع متلج األفراد ,فقط ميكنها االعتامد عليهم فرتات معينة من الوقت ,فنىل أى
مدى ميكنها االســـتفادة من أفكارهم وإبداعاتهما! ومن ثم فنن املنظامت ىف ســـعيها لخلق رأس
مال برشــى تحتاج لفريق قوى وقيم عالية وفلســفة تعلم مســتمرة واإلميان مبشــاركة رأس املال
الفكرى واملادى ىف تحقيق النجاح.
271
ثالثاو :امليل للتجديد واإلبتكارية :
تلعـب املنظامت دوراو محوريـاو ىف املجتمع الـذى تعيع فيه ,وذلج لقيامها بالتصـــميم والتعبري
واإلعداد والتجديد واالبتكار ىف منتجاتها وأنشـــطتها ,ولقد تزايدت أبعاد هذا الدور ىف الســـنوات
األخرية ,إذ تعاظم االهتامم باالبتكار ىف املنتجات التى تقدمها املنظمة والســـعى لغزو أســـواق
جديدة والعمل ىف بيئة يحكمها عدم الســيطرة والتأكد ,ولذا فلن تتمكن املنظمة من االســتمرار
ما مل يكن اإلبداع واالبتكار هو أحد قيمها الفكرية الذى ينعكس ىف شـكل سـلوك وترصف منظور
بعد ذلج ,ومن ثم نجد أن املنظمة املعارصة التى تنشــد البقاء ىف املســتقبل تضــع نصــب أعينها
األبعاد التالية :
ويوضـــ الجــدول رقم ( )4-15الفروق الجوهريــة بني املنظامت املبــدعــة واملبتكرة واملنظامت
التقليدية.
الجدول رقم ()4-15
الفروق الجوهرية بني سلوك املنظامت التقليدية
واملنظامت املبدعة واملبتكرة
املنظامت املبدعة واملبتكرة املنظامت التقليدية الخصائص
العمالء ومتطلباتهم. -1 القواعد واإلجراءات -1 التوجيه العام بحسب
الرؤية. -4 التعليامت واإلرشادات -4
اآلراء ووجهات النظر. -3 األوامر املحددة. -3
النظرة الكلية املتكاملة. -2 النظرة الجزئية. -2
املرشد الوىف املراقب املخلص. - الرئيس - طبيعة املسئول
من لدية األفكار املبدعة والخالقة - محدد مبركز ومكانة وظيفية. -
أيا كان موقعه
الثقة واالنفتاح واالنطالق. -1 الرقابة والتحكم والسيطرة. -1 التعامل مع اآلخرين
املرونة والسيناريوهات. -4 التخطيط والربمجة. -4 بحسب
272
رابعاو :منو قطاع األعامل الصغرية
لقد تقدم االقتصــاد االملاو اعتامداو عىل الرشــكات ذات الحجم املتوســط والصــغري وغالباو ما كانت
تلج الرشـــكات للعائالت كام كانت تعمل ىف القطاع الصـــناعى ,ومع ما لقيته تلج الرشـــكات من
مصـــاعـب ومشـــكالت بســـبـب التكاليف العالية أحياناو إال أنها مثلث تجارب ميكن دراســـتها
واالستفادة من نتائجها.
وتتميز املرشوعات الصغرية بالعديد من الخصائص التى تفردها عن الرشكات الكبرية من بينها :
أ -قد توفر معدالت أمان وظيفية أكرب ىف ظل ســياســات العوملة والخصــخصــة وتخفيض حجم
العاملة ىف الرشكات الكبرية.
ب -املشاركة ىف الرب واملشاركة ىف الفرص وخطط املعاشات وغريها من املزايا املتاحة.
ج -التقدير الذى يلقاؤ العاملني للكفاءة ىف إنجا األعامل والرسـعة ىف الحصول عىل النتائج عام
يحدث ىف املنظامت الكبرية.
د -السيطرة عىل املخاطر والتهديدات املحيطة.
ه -القدرة عىل التامسج وااللتحام حتى تخلق مكانة لها ىف السوق.
و -الحصـــول عىل دعم الحكومة واألجهزة املحلية وإمكانية االســـتفادة من املن أو القروض
املالية املطلوبة.
وعىل الوجه اآلخر نجد (كوريا وتايوان وســنغافورة وهونج كونج) قد أصــبحوا منافســني لدرجة
كبرية حتى أن البعض يرى أن القرن الحادى والعرشــين هو قرن منطقة الباســيفج .ولقد أدخلت
اليابان قليل من املنافسني األجنبيني وخفضت من موانع التجارة.
273
أدى ما ســبق إىل ظهور فرص ومخاطر ملنظامت األعامل خالل العامل وتغريت اإلدارة االس ـرتاتيجية
العاملية ,ففى عام 1989حققت ارشكة كوكا كوال %80من أرباحها من تجارتها األجنبية ,واخرتق
اليابانيون لسنوات عديدة أسواق الواليات املتحدة األمريكية ىف السيارات واإللكرتونات والحديد
والصـلب وسـلع صـناعية أخرى .ويشرتى اإلنجليز السيارات فورد األمريكية التى يتم تجميعها ىف
إنجلرتا بأجزاء مصـــنعة ىف 13دولة أوربية مختلفة ويشـــرتى األمريكيون يومياو أحذية بريطانية
مصنعة ىف كوريا.
لقد تغري عامل األعامل وال عودة للوراء ,فاملنافســة العاملية هى جوهر اللعبة واملنظامت عليها أن
تصــنع وتســوق بنجاح وتســيطر عىل اس ـرتاتيجيات عاملية لي تنجو بنفســها وتســتمر ىف الســوق
وتتقدم باقتدار ىف القرن الحادى والعرشين.
لقد أعطت عوملة األعامل دفعة كبرية نحو صياغة اسرتاتيجيات عاملية وأثرت عىل مامرسة اإلدارة
االســـرتاتيجيـة ,ومن ثم يجـب أن تـدرك املنظامت االعتبـارات العاملية وأثرها وتحليل عملياتها
وتوجهاتها من منظور عوملى ويجب أن تدرك أيضاو أن املنافسني العامليني سوف يدخلون أسواقهم
كجزء من االســـرتاتيجيــات العــامليــة ولن يكون هــذا النظر والتحليــل إال من خالل عوملــة الفكر
والترصف.
274
-5االتفـاق الثال لدول أمريكا الشـــاملية الواليات املتحدة وكندا واملكســـيج واتجاهها
النشـــاء منطقـة تجـارة حرة ,وإن كـانـت هنـاك مالم عامة لتناقص املركز التنافس
للواليات املتحدة وذلج لعدة أسباب منها :
وكان من مثار هذا االهتامم وتلج الضـــغوط بجانب اســـتشـــعار تلج املنظامت لدورها األخالقى
واالجتامعى النتائج التالية :
أ -تعـدد النـدوات واالجتامعـات واملؤمترات التى اهتمـت بجـانـب القيم واألخالقيات املميزة
لسلوك املنظامت الفعالة.
ب -دراســـة دور املنظامت ىف تحســـني جودة البيئة وصـــنع منتجات وإمداد وإعداد العاملني
بالرعاية الصحية واألمان والبحث عن األهداف االجتامعية ذات النطاق الواسع.
ج -إعـداد الحمالت اإلعالميـة للحـث عىل املحـافظة عىل البيئة وانتهاج الســـلوكيات الحميدة
للمنظامت واألفراد.
د -النهى عن السـلوك غري األخالقى للمنظامت ىف تعاملها مع اآلخرين أيا كانت أوضـاعهم سواء ىف
داخلها أو خارجها ,ومن السلوكيات املنهي عنها:
االبتزا ,والهدايا املغرضة.
الرصاعات الهدامة ,الخالفات املستمرة.
املدفوعات السياسية غري القانونية.
اإلخالل بالقانون بصورة عامة.
إساءة استخدام املعلومات.
الرشوة الوساطة واملحسوبية ...وغريها.
275
اسرتاتيجية التغيري وإدارته
تتمثل إســرتاتيجية التغيري فيام تنظر املنظمة أن تكون عليه ىف املدى البعيد ويتعلق بأحد األبعاد
التنظيمية املؤثرة وعالقتها بالعوامل البيئية ويتحكم ىف بقاء التنظيم واستمرارؤ.
وتشـري إدارة التغيري إىل املجهودات املبذولة املؤسسة عىل التحليل والدراسات بهدف االنتقال من
وضع إىل وضع أفضل لتحقيق نتائج محددة ىف فرتة منية معينة.
وبـذلـج فـالعمليـة اإلداريـة للتغيري تشـــتمـل عىل مجهودات خططيـة تبنى عىل أهداف معينة
وتحتوى عىل السـياسات واإلجراءات والربامج … ,باإلضافة إىل املجهودات التنظيمية التى توض
دور الجميع إلحـداث التغيري والعالقـات الواجـب رسيـانهـا ,هـذا إىل جـانـب التوجيـه واملتابعة
والتقييم للتغيري املقصـــود ,بحيث يتم هذا التغيري بطريقة علمية منظمة بعيداو عن العشـــوائية
والتطبيق العفوى .ويشري الشكل رقم ( )2/15إىل خطوات اسرتاتيجية التغيري التنظيمى
276
الشكل رقم ()2/15
خطوات اسرتاتيجية التغيري التنظيمى
277
-1تشـــخيص الوضـــع الحـاىل :وىف هـذؤ الخطوة يتم جمع املعلومــات والحقـائق حول ظروف
املنظمة ىف مختلف اإلدارات واألقسام وميكن استخدام االستقصاءات أو املقابالت مع املديرين
والعـاملني لجمع املعلومـات والتعرف عىل كيفيـة مامرســـة العمليات ,ومن أهم نتائج هذؤ
الخطوة :
توصيف بيان أبعاد الوضع الحاىل.
دراسة وتحليل املوقف أو أبعاد الظاهرة السائدة ومتغرياتها.
تحديد مجاالت التغيري املمكن إحداثها.
تحديد الغايات بعيدة املدى الواجب تحقيقها.
-4تهيئة األفراد إلدخال التغيري :واملقصـــود باألفراد هنا اإلدارة العليا والعاملني معا بحيث يتم
تبادل الرأى حول املعلومات بني مختلف األعضــاء باملنظمة ممن لهم صلة بعمليات التغيري
املنشـــودة ,وذلج للتعرف عىل اتجاهات وقيم ومشـــاعر العاملني ىف اإلدارات واألقســـام
للتوصل إىل نقاط التقاء وإتفاق تسم بنمتام التغيري عىل أسس صحيحة.
-3وضـع خطة التغيري ,وىف هذؤ الخطوة تتض الرؤية إىل حد كبري عن ماهية مجاالت التغيري
,مع وجود املناخ املناســب إلحداثه ,ولذا يجب بعد التشــخيص الدقيق للمشــكلة ,القيام
بتحـديـد األهـداف الواجـب تحقيقهـا والبدائل املمكنة ومناقشـــتها مع املســـئولني متهيداو
لتطبيقها ,ومن ثم تتمثل األبعاد الخاصة بهذؤ الخطوة فيام يىل :
278
-2تطبيق عمليات التغيري :ويشـري ذلج إىل الجانب التطبيقى ىف استخدام أسلوب التغيري املقرتح
وتنفيـذؤ ,وميكن االعتامد عىل أى من املـداخـل الحديثة بأدواتها وأســـاليبها املختلفة ,فلقد
ظهرت ىف اآلونـة األخرية العـديـد من املـداخـل املعـارصة ميكن االعتامد عىل أى منها لتحقيق
عمليـات التغيري ,ويتوقف األمر بطبيعة الحال عىل الظروف والعوامل املؤثرة عىل املنظمة ىف
بيئتها الخارجية والداخلية معا ,ومن أهم تلج املداخل :
-1التزام اإلدارة من قمة رأســـها إىل أخمص قدميها لتدعيم عمليات التحســـني والتطوير
املستمر.
-4الرتكيز الدائم عىل العميل سواء الداخىل أو الخارجى.
-3االستفادة املثىل واالستخدام الفعال لقوة العمل املتاحة بالكامل.
279
-2التطوير املستمر لألعامل ومراحل العملية اإلنتاجية.
-5التعامل مع املوردين كرشكاء.
-6تحديد معايري ومقاييس األداء ملختلف العمليات.
ومن أهم أدوات إعادة الهندسة التى ميكن االعتامد عليها إلحداث التغيري ما يىل :
-4األدوات واألساليب. -1الخريطة التنظيمية
-2القواعد. -3التصميم الداخىل.
-6نظم املكافأة والتحفيز. -5نظم القياس واملحاسبة.
-8نظم املعلومات. -7نظم التدريب.
281
و -دوائر الجودة Quality Circles
متثل دوائر الجودة وحدات عمل ذاتية ,تتكون من مجموعات صــغرية من العاملني من 3إىل 14
عامال يديرها ويرشــف عليها مرشــف أو رئيس الوحدة حيث يقوم بتدريب أعضــاء الجامعة عىل
األساليب املختلفة لحل املشكالت املتعلقة بالعمل والعالقات اإلنسانية ,ويتصف العمل بالدائرة
بالشـكل التطوعى حيث ينضـم إليها األعضـاء بشكل اختيارى مطلق وتجتمع بصورة دورية ومن
أهم أهدافها :تحســـني جودة اإلنتاج وتخفيض التكاليف وأعباء العمل ,وتحســـني ظروف وبيئة
العمل وتنمية مهارات العاملني ,وتعميق االنتامء للمنظمة……
281
-5التقييم واملراجعة الدورية للنتائج :
متثل هذؤ املرحلة أهمية خاصــة ألنها تعكس مدى االلتزام بتحقيق األهداف والتأكد من مســايرة
عمليات التنفيذ طبقاو ملا سـبق تخطيطه مبراعاة املعايري السابق وضعها ,وتشري عملية التقييم إىل
التعرف عىل نقـاط القوة والضـــعف حتى ميكن معالجة نواحى القصـــور واالســـتمرار ىف إجراء
عمليات التغيري املنشودة.
282
تطبيق عمىل
283
غري بدون موافق العبــــــارات
موافق رأى
تتســـم عملية اتخاذ القرارات بالرســـعة واملرونة ومراعاة مجموعة -16
كبرية من االقرتاحات.
284
الفصل الثاو عرش
الرصاع التنظيمى
285
مقدمة
يتعرض اإلنسان للعديد من الرصاعات التى تحدث بداخله وحوله ,فاإلنسان عىل
املستوى الشخىص يعاو من الرصاع بني آماله وطموحه وإمكاناته وقدرته عىل
تحقيقها ,لشخصيته .هذا إضافة إىل ما تفرضه عوامل البيئة الخارجة عىل الفرد من
عوامل إقتصادية وإجتامعية وسياسية وثقافية وتكنولوجية .وعىل مستوى وظيفته
ومستواؤ اإلدارى تجدؤ يعاو بعض الرصاعات التنظيمية املرتبطة بالهيكل واملستوى
اإلدارى وعالقاته ,والتخصص الوظيفى ,وأنواع القوة التى ميتلكها أو يفتقدها ,
ومدى مسايرة أهدافه مع األهداف التنظيمية.
واإلنســـان ال يعمل مبعزل عن اآلخرين فهو غالباو عضـــو ىف جامعة تتعرض هذؤ
الجامعة هى األخرى للعديد من الرصــاعات الداخلية نظراو لباين أهداف أعضــائها أو
نزاعهم حول املوارد املتـاحـة أو اســـتفـادتهم من بعض مزايـاهـا .هذا ,وقد يحدث
الرصاع بني الجامعة وجامعات أخرى باملنظمة نظراو الختالف أهداف كل منهام.
وتواجه املنظمة أيضـاو الرصـاعات الداخلية والخارجية التى متثل محصــلة لرصـاع
األفراد مع أنفســـهم أو مع بعضـــهم البعض ,أو بني الجامعات داخلها ,أو بينها وبني
غريها من املنظامت ســواء ىف مجال تخصــصــها أو ترتبط معها بأى عالقة ترتب عليها
تباين ىف األهداف واملصال واملوارد.
ونعرض ىف هذا الفصـل لعدة موضوعات تتناول مختلف أبعاد الرصاع التنظيمى
,وذلج من خالل النقاط التالية :
مفهوم الرصاع ومستوياته.
286
مفهوم الرصاع ومستوياته
يعاو اإلنسان ىف العرص الحديث رصاعات متعددة تحيطة من كافة الجوانب إىل
جانب ما يعيشـــه من رصاع داخيل عىل مســـتواؤ الشـــخىصـــ بني آماله وطموحاته
وأهـدافـه ومـدى إمكـانيـة تحقيقيهـا .فـالفرد يعيع ىف بيئـة ذات عوامل ومتغريات
اقتصــادية وســـياســية واجتامعية وترشـــيعية وتكنولوجية وثقافية ,فهل تتفق قيم
ومعتقـدات الفرد مع هـذؤ العوامـل واملتغرياتا وان اتفقـت فهـل يواكب ذلج قيم
ومعتقــدات اآلخرين من حولــه ممن تربطــه بهم عالقــات إداريــة أو تنظيميــة .فهو
كزميـل أو رئيس أو مرؤوس أو عميـل أو مقـدم خـدمـة تقع عىل عـاتقه العديد من
الضغوط وينتظر منه الوفاء بالكثري من األدوار .وهذا كله يلفت االنتباؤ للرصاع الذى
يتعرض له الفرد بينه وبني اآلخرين.
وقد يحدث الرصـاع بني جامعة وأخرى ميثل الفرد أحد أعضائها ,وبحكم إنتامئة
لها فهو يعيع رصاع جامعته مع األفراد أو الجامعات األخرى.
ويعرف البعض الرصـاع عىل انه وضــع تنافيسـ يدرك فيه طرىف الرصـاع التعارض
بني مصـــالحهام ,ويرغب كل طرف ىف الحصـــول عىل املنافع التى تتعارض مع رغبة
الطرف األخر .وهكذا يحدث الرصـاع عندما يلتقي شخصان أو أكث أو مجموعتان أو
أكث ولكـل طرف منهام أهـداف أو أفكار أو فلســـفة أو منفعة أو أســـلوب يناقض
الطرف اآلخر وبـالتـاىل ميكننا أن نخلص إىل أن الرصـــاع يشـــري إىل "تداخل فيام بني
األهــداف التى ترتبــت عىل تعــارض األدوار ,مام يؤدى إىل تعطيــل إتخــاذ القرارات
لصعوبة إجراء عملية املفاضلة واالختيار بني البدائل" .وينبع تداخل األهداف من :
287
تعارض املصال .
رصاع الـدور :وذلـج عند إختالف توقعات األفراد عام يؤديه اآلخرين من أعامل
وأنشـــطة ,مثال ذلج قســـم الســـكرتارية والحفو وإدارات الخدمة العامة ىف
املنظامت فكل إدارة تتوقع من مثل هذؤ اإلدارات واألقسام أدوار معينة.
رصاع إصدار األوامر :ويتض هذا النوع عند اتخاذ القرارات خاصة عند اختالف
املعايري والقيم بني األفراد مثال ذلج ما يحدث ىف اجتامعات مجلس اإلدارة.
288
رصاع األعامل واألنشـــطة :ويبدو ذلج مع ظهور األعامل املشـــرتكة بني أكث من
قســـم أو إدارة ومدى تحقيق النجاح أو الفشـــل ألعامل الجامعة مثال ذلج ما
يحـدث يوميـاو عنـد تنفيـذ العمليـات بني إدارات اإلنتـاج والتســـويق والتمويل
واملشرتيات ...وغريها.
الرصاع.
289
وهكذا يتضــ أن النظرية الكالســيكية ترى أن الرصـ ـاع ســيئاو غري مرغوب فيه
ويجــب تقليلــه إىل أدو حــد ممكن أو إ التــه من خالل املبــادئ والقواعــد املحــددة
والواضحة ,وتتمثل أهم خصائص رؤية تلج النظرية للرصاع فيام يىل :
أن الرصــاع ضــار باملنظمة وميكن تجنبه وأنه يظهر نتيجة االختالفات الفردية بني
العاملني.
تقوم اإلدارة بالقضــاء عىل الرصـ ـاع كلية بشــتى الوســائل وأهمها قوة الســلطة
-4النظرية السلوكية :ترى هذؤ النظرية أن الرصاع ظاهرة طبيعية تصاحب التعامل
االنساو داخل أى منظمة ,فسلمت بوجودؤ ىف حدود معينة وانتقدت املدرسة
الكالســيكية ىف كبتها للرصـ ـاع حيث ال ميكنها بأى حال التخلص منه ,ومن أهم
خصائص رؤية النظرية السلوكية للرصاع ما يىل :
إن الرصاع أمر رضوري وحتمي.
تقوم اإلدارة مبراقبة مســتوى الرصــاع الســائد وعدم التدخل طاملا كان الرصــاع ىف
-3النظريـة الحـديثـة :أشـــارت هـذؤ النظرية إىل أنه ال ميكن تجنب الرصـــاع داخل
املنظامت بل أن هناك رضورة لوجود مســتوى معني من الرصــاع بني األفراد داخل
اإلدارات واألقسام وبينها بعضها البعض .وأن الرصاع قد يكون بناءاو أو هداماو ففى
بعض املواقف قد يكون الرصـــاع مرغوب فيه بدرجة عالية بينام ىف مواقف أخرى
قد يكون من األفضــل منعه أو تقليله .ومن أهم خصــائص رؤية النظرية املوقفية
أو الحديثة للرصاع ما يىل :
291
إن الرصــاع ىف املنظامت ليس حتمياو فقط ,بل إن له جوانبه اإليجابية وليس من
املستوى املطلوب.
لتخفيض حدته وتهدئته عند يادته عن املستوى املطلوب.
291
-2املنافسة عىل املوارد :ويظهر الرصاع للتنافس عىل موارد محدودة يتقاسمها عدة
أطراف سواء كانت موارد مادية أو برشية.
-5التغري ىف األهــداف واملعــايري :يؤدى االختالف حول تعريف األهــداف واملعــايري
وتحديد أولوياتها إىل وجود الرصــاع ,كذلج وجود مواقف تتطلب اتخاذ قرارات
مشــرتكة ,أو وجود أكث من طريقة لحل وعالج املواقف واملشــكالت نظراو لتعدد
البدائل املمكنة.
-6التغري ىف التفويض :ويبدو ذلج لزيادة أو خفض ســـلطات وصـــالحيات األفراد
واإلدارات ,مام يرتتب عليه غموض الدور ,وعدم تحديد املسئوليات والسلطات
بشكل دقيق.
-7التغري ىف املركز :ويتضـ ذلج لزيادة أو خفض مراكز األشــخاص وعدم رضــائهم
عن الوظيفة واملركز واملكانة التى يشغلها.
-8تفســــري القواعـد والبيـانـات :يؤدى االلتزام الحريف /أو عـدم االلتزام بالقواعد
والســياســات واإلجراءات املعمول بها داخل التنظيم إىل نش ـوء الرصــاع مبختلف
مستوياته.
-9امليـل إىل النزاع والســــيطرة ,هناك بعض األفراد بطبيعتهم مييلون إىل النزاعات
العــدوانيــة فيبحثون عن نقــاط االختالف مع اآلخرين ويعظمونهــا خــاصــــة إذا
مكنهم مركزهم الوظيفى من ذلج ,وغالباو ما يرجع ذلج ألســباب نفسية يجب
التعرف عليها وتحليلها.
292
آثار الرصاع التنظيمى ونتائجه :
اعترب البعض الرصاع مرضاو لصحة املنظمة وعرضا من أعراض عدم وجود مهارات
اجتامعية ,هذا إىل جانب تأثريؤ السيو عىل قدرات املنظمة ومواردها ,ىف حني ينظر
البعض اآلخر إىل الرصـــاع عىل انه يســـهم ىف إعادة تحديد األهداف أو تغيري وتطوير
املنظمـة أو إعـادة تو يع مواردهـا ,ومن ثم فـالحديث عن نتائج الرصـــاع البد وأن
يتضمن الجانبني اإليجايب والسلبي ,وذلج عىل النحو التاىل :
293
ثانياو :اآلثار السلبية للرصاع :
يحقق الرصـ ـاع بعض النتائج واآلثار الســلبية خاصــة عند يادته عن املســتوى
املناسب ,ومن بني تلج اآلثار :
-1تقديم املصـال الشـخصـية عىل املصال العامة للمنظمة ,فالسبب الحقيقى ىف
الرصــاع يرجع الختالف املعايري الشــخصــية وتباين اإلدراك بني األفراد وقد يؤدى
ذلج إىل أن ينظر كل طرف إىل موضـوع الرصـاع بشكل ذاىت لتحقيق الفو تجاؤ
الطرف اآلخر بالتغاىض عن مصلحة املنظمة ككل.
-4اآلثار السـيئة عىل الصحة النفسية والجسامنية ,غالباو ما يؤدى الرصاع إىل التوتر
الذى يؤدى إىل اإلحباط وعدم التأكد وفقدان القدرة عىل الحزم وضعف النف
الثقة ,هذا باإلضافة إىل ما قد يرتتب من أثار جسامنية ىف صورة أمراض كالسكر
والضغط …وغريها.
-3إهدار الكثري من الوقت والجهد واملال ,يؤدى الرصـــاع إىل ضـــياع وقت أطراف
الرصــاع وجهدهم وإذا كانوا ىف مســتويات اإلدارة العليا والوســطى – وغالباو ما
يكونوا -فال شج سينعكس ذلج عىل ضياع املال التخاذ قرارات غري رشيدة.
-2افتقاد الثقة بني اإلدارة والعامل وخاصــة ىف حاالت عدم تو يع القوة بالتســاوى
بني طرىف الرصـــاع واحتـدامـه لفرتات طويلـة مبا قد يؤدى لحركات انتقامية من
العامل.
-5التزوير ىف البيانات واملعلومات وتزييف الحقائق ,قد يعمد أطراف الرصـــاع إىل
املبالغة ىف البيانات وتزويدها إلثبات صـــحة موقفهم تجاؤ الطرف اآلخر وطمعاو
ىف كسب املوقف ضد الطرف اآلخر.
-6اآلثار السـيئة عىل املوارد التنظيمية بشــكل عام ,فكل طرف من أطراف الرصاع
يســعى إىل كســب املوقف ,لصــالحه حتى وأن أدى ذلج إىل إهدار قيمة املوارد
البرشــية أو املادية أو املعنوية للمنظمة ىف أى شــكل من أشــكالها ,كذلج تتأثر
فلســـفة وقيم ورســـالة املنظمة وغاياتها مبيول أطرف الرصـــاع ونزواتهم التى
تنعكس ىف شكل ردود فعل نتيجة رغبة آنية أو نزوة أو مصلحة وقتية.
294
مراحل عملية الرصاع
يوجد عدد من النامذج التى تفرســـ كيف يحدث الرصـــاع التنظيمى ,لكل منها
متغرياته األساسية التى يبنى عليها ,سنحاول استعراض أهمها عىل النحو التاىل :
املرحلـة األوىل :مرحلـة الرصـــاع الخفي :وفيهـا توجد البيئة التنظيمية املهيئة
للرصــاع حيث توجد أهداف وموارد مشـــرتكة بني العديد من الوحدات اإلدارية
مع وجود التباين بني األفراد واملسئولني ىف القيم واملعتقدات واالتجاهات.
املرحلة الثانية :مرحلة الرصـاع امللحوث :وهنا تبدو بعض مظاهر الرصاع ويبدأ
أطراف الرصاع ىف إدراكها والتعرف عىل مدى تأثريها عىل األهداف واملوارد.
295
املرحلة الثالثة :مرحلة الرصـاع املحسوس :بعد مرحلة إدراك الرصاع ومالحظته
يشـعر به أطراف الرصـاع كل ىف مجاله ويصـب لدى كل طرف منهام االستعداد
والرغبة لحل مشكلة الرصاع.
املرحلة الرابعة :مرحلة الرصـاع الظاهر :يرتتب عىل الرصـاع ىف مراحله السابقة
ردود فعل تتض وتظهر جلية ىف هذؤ املرحلة حيث قد تظهر ردود فعل نفسية
مثـل العدوانية ,أو االنســـحاب ,أو االســـتمرار ىف املحاوالت ,أو البحث عن
الحلول البديلة وىف معظم األحوال يؤثر ذلج عىل اإلنتاجية والعمل بشـــكل أو
ب خر.
املرحلة الخامســة :مرحلة نتائج الرصـ ـاع وما بعدها :وتتمثل آثار هذؤ املرحلة
فيام يتخـذ من قرارات إلدارة الرصـــاع ,فقـد يتم التحرك بـاتخـاذ قرارات لحل
الرصــاع ومواجهته وبحث أســبابه وتحليلها ملنع حدوثها مســتقبالو ,وقد تســتمر
بعض آثارؤ الخفية لتدور مرة أخرى عرب مراحل عملية الرصاع.
296
الشكل رقم ()4/14
مراحل عملية الرصاع عند راهيم
املرحلة األوىل :الوقوف عىل ظروف ومسببات الرصاع :والتى قد تكون :
سلوكية تتعلق بقيم واتجاهات ومقرتحات األفراد.
واالختصاصات ….
املرحلـة الثـانيـة :حدوث التغريات الســـلوكية :والتى يبدو من خاللها تعارض
297
املرحلة الرابعة :اتخاذ القرار :يشـــري اتخاذ القرار إىل مواجهة الرصـــاع بطريقة
عمليـة من وجهـة نظر كـل طرف ســـواء اتفق الطرفـان أو اختلفا ,وان كانت
القرارات ىف معظم األحيان ىف هذؤ املرحلة تعتمد عىل محاولة التوصــل إىل حل
الرصاع بطريقة ترىض طرفيه.
املرحلة الخامســة :نتائج الرصــاع :ينتج ىف هذؤ املرحلة من وجهة نظر راهيم"
اتجاؤ من اثنني.
االتجاؤ األول :تفهم املوقف من قبل األطراف املتصارعة والتوصل إىل اتفاق
298
املرحلة األوىل :ظهور العوامل املحددة لطبيعة الرصـــاع ونوعيته ويتضـــ ذلج
من خالل تحليل العوامل التالية :
-1العمليــة :ومتثــل املعــامالت التى بشــــأنهــا قــد يظهر الرصـــاع ومتثـل جزئيــات
وتفصيالت يجب بحثها وتدقيقها.
-4العالقة بني األطراف :وبتحليلها ميكن الوقوف عىل مدى التعاون أو املنافسة بني
األطراف.
-3طبيعـة الرصــــاع :وهنـا يتم تحـديد حجم عملية الرصـــاع ذاتها فيقدر حجمه
ومستواؤ وأثرؤ عىل مختلف األطراف واملنظمة.
-2السـامت والخصـائص الشـخصـية ألطراف الرصاع :ويتم بحثها من خالل تحليل
ثقافة وقيم األفراد ومنوذج حياتهم وبناء عىل ذلج يقدر السلوك املتوقع منهم.
-5تقـدير وتقييم النتـائج :ومن خالل هـذا العـامـل يتم تقـدير وتقييم كل طرف
ملدى قوة الطرف اآلخر ىف الرصـــاع ويبنى خططه وبرامجه للتعامل مع الرصـــاع
من خالل النتيجة املرتتبة عىل تحليله.
املرحلـة الثانية :مجال الرصـــاع ونطاقه :تبدأ هذؤ املرحلة بانتهاء تحليل كافة
العوامـل والقوى الخاصـــة باملرحلة األوىل ,حيث يتضـــ مدى قوة كل طرف
وإمكاناته وتبدو الصورة العامة ملجال الرصاع ونطاقه واإلطار الذى ميكن تصورؤ
للحلول املمكنـة لـذلـج الرصـــاع لدى كل طرف ومن ثم قد يحتاج الطرفان إىل
تـدخـل طرف ثـالـث لديه عنرصـــ القوة والحكمة إلنهاء عملية الرصـــاع وحل
مشكلته.
املرحلة الثالثة :حل الرصـــاع :وىف هذؤ املرحلة تتخذ القرارات الخاصـــة بننهاء
الرصاع وتحدد اإلجراءات التى ينبغى عىل كل طرف القيام بها للوصول إىل إنهاء
التوتر القائم بني األطراف.
299
مداخل إدارة الرصاع
تعـددت كتابات الباحثني حول النامذج واملداخل التى ميكن إتباعها ملواجه وحل
الرصـــاع بني األفراد واإلدارات داخل املنظامت ,وميكننا اســـتعراض أهم تلج النامذج
واملداخل عىل النحو التاىل :
أوالو :منوذج والتون ودوتون إلدارة الرصاع داخل الوحدات اإلدارية :
ميثـل الرصـــاع االختالف والتنـاقص بني أهـداف ومتطلبـات الجامعات املختلفة
داخــل املنظمــة مام يتطلــب رضورة التــدخــل ملواجهــة وإدارتــه حتى تتمكن تلــج
الجامعات أن تحقق أهدافها وغاياتها ,حيث نجد العديد من صـــور الرصـــاع داخل
جامعات ووحدات العمل ومن أمثلتها :
ولقد قدم والتون ودوتون منوذجاو مبسطاو إلدارة الرصاع داخل الوحدات اإلدارية
يوضحه الكل رقم (.)2/14
311
الشكل رقم ()2/14
منوذج والتون ودوتون إلدارة الرصاع داخل الوحدات اإلدارية
311
وكام يتض من النموذج الذى قدمه والتون ودوتون فنن هناك ظروفاو ومتغريات
ترتبط بهيكـل املنظمـة ومنهـا ما يتعلق بالعالقات الرســـمية وغري الرســـمية ,هذا
باإلضــافة إىل ما يتعلق باملتغريات الشــخصــية والســلوكية لألفراد ,وتلج هى النقطة
األسـاسـية املحددة ملدى وجود الرصـاع من عدمه ومدى حدته أو سكونه فكلام كان
هناك وضوح ىف البناء التنظيمى وىف عالقات األفراد بعضهم بعضاو أدى ذلج إىل وجود
مستوى مناسب بني الرصاع مبا ميكن إىل حد كبري من السيطرة عليه وإدارته ,وعكس
ذلج صحي عندما يتسم الهيكل بوجود الخلل أو اال دواج أو التضارب ىف الصالحيات
واملسئوليات أو وجود أهداف غري واضحة ,وثقافات وقيم وأخالقيات متباينة.
وتتضـ عمليات الرصـاع وتفاعالته من خالل سلوك األفراد وترصفاتهم ألنها هى
التى تظهر قيم األفراد ومعتقداتهم واتجاهاتهم ,فنذا اتســم السلوك بالتكرار وأصب
نشــاطاو ومامرســة متيل إىل االختالف والتناقص مع اآلخرين بدأ الرصــاع وتطلب األمر
رضورة التدخل ,وىف هذا الصــدد يلعب املدير دوراو جوهرياو إلدارة الرصــاع من خالل
توجيهه ملجهودات املرؤوسـني واختيارؤ لألسـلوب املناسب لحل ما بينهم من مشاكل
ويساعدؤ ىف ذلج ما لدى هؤالء املرؤوسني من خربة ىف العمل والتعامل.
وىف املرحلـة األخرية تبـدو ىف منوذج إدارة الرصـــاع ما يرتتب عليه من نتائج من
بينها :
-1التغريات التى قـد تحـدث ىف املوارد البرشـــيـة بالنقل أو الرتفيه أو الفصـــل أو
التعيني أو االستغناء أو العقاب ,هذا باإلضافة إىل ما يضيفه التعامل مع الرصاع
لألفراد من خربات وتجارب وتساعدهم للتصدي له مستقبالو.
-4استغالل املوارد ,ينتج عن إدارة الرصاع ما يتعلق مبدى استغالل املوارد بكفاءة ,
فـنذا متـت إدارتـه بكفـاءة وفعالية تم االســـتغالل األمثل للموارد وعكس ذلج
صحي إذا مل تحسن اإلدارة التعامل معه.
312
-3تحقيق األهداف من خالل أطراف الرصـاع ,هناك طرفني عىل األقل للرصاع ما مل
يتـدخـل طرف ثـالـث املـدير مثالو ملســـاعدتهم ىف التعرض له ,وهدفهم جميعاو
تحقيق أهداف التنظيم وإن اختلفت الرؤى وىف هذا الصـــدد يجب الرتكيز عىل
الجوانب املوضوعية مبا يسهم ىف تقارب وجهات النظر الذاتية.
313
املدخل األول :مدخل القوة والتنافس :
يعتمد هذا املدخل عىل اإلجبار والتهديد ويكون الحل الذى يتم التوصل إليه ىف
صال أحد األفراد فقط ,ويفرتض أحد األطراف هنا أنه ىف موقف -املكسب – خسارة
عند التعامل مع الرصـــاع فيلجأ إىل التهديد أو توقيع العقاب كالتهديد بالحرمان من
املكافأة أو تقييم ضعيف لألداء ,ومع اآلثار السلبية التى قد ترتتب عىل هذا املدخل
ىف إدارة الرصاع إال أنه ميكن االعتامد عليه ىف بعض األحوال مثل :
-1الحاالت التى تتطلب الرسعة والحزم ,وعند ظهور اتجاهات الخطر ,وىف املواقف
الطارئة.
-4القضــايا واملواقف الهامة ,وعندما تحتاج القرارات غري املربمجة للتطبيق ,وعند
الرغبة ىف تقليل التكاليف.
-3املواقف اإلداريـة الحيويـة التى تتعلق بـاســـتقرار التنظيم والحفاث عىل مركزؤ
ومكانته.
-2املواقف التى يوجــد بهــا أفراد يعمــدون لكســــب املواقف بطرق غري ارشعيــة,
كمحاولة أحد األطراف استغالل فرد ما ,واحتياج هذا الفرد إىل اتخاذ قرار رسيع
لحامية نفسه.
314
املدخل الثاو :مدخل التكامل والتعاون :
يقصـد مبدخل التكامل والتعاون املواجهة واالعرتاف رصاحة بالرصاع ,ثم تقييمه
بواســـطة كل األطراف املشـــاركة ,مبا يقود لتنمية متعمقة لبدائل حله وبالتاىل اتخاذ
القرار بالحل الفعال واملقبول من طرىف الرصـــاع ,ومع ما قد يواجهه هذا املدخل من
معوقات تتعلق بطريف الرصاع ومعايري الجامعة ومتطلبات العمل إال أنه من املناسب
إتباعه ىف العديد من الحاالت أهمها :
315
املدخل الرابع :مدخل التجنب والتحايش :
يقصــد بالتجنب والتحايش عملية االنســحاب من الرصـ ـاع ,حيث يتجنب الفرد
للحضـور أمام الطرف اآلخر ,والرد عىل مذكراته أو التجاوب مع متطلباته ,ومع هذا
قد يكون مدخل إدارة الرصاع عن طريق التجنب مناسباو ىف بعض الحاالت منها :
-1القضايا البسيطة أو أن هناك قضايا أكث أهمية وإلحاحاو.
-4إدراك أحد طرىف الرصــاع أنه ليس هناك فرصــة أخرى إلقناع اآلخرين باهتامماته
ومصالحه.
-3األعباء والجهود املبذولة أكث و ناو من الفوائد واملنافع املرجوة.
-2الرغبة ىف إعطاء الفرصــة اللتقاط األنفاس ,والســامح ل خرين بالتهدئة وإعادة
تقييم املوقف وتفهم حقيقة الوضع.
-5عند تجميع البيانات واملعلومات وتفضيل عدم اتخاذ قرار متعجل.
-6عند تقدير موقف الطرف اآلخر وظهور احتامل قدرته عىل حل الرصـــاع بنجاح
أكرب.
-7عندما تبدو القضايا املطروحة هامشية وعرضية بالنسبة للقضايا األخرى.
املدخل الخامس :مدخل التكيف مع ظروف املوقف (امليل ملساعدة اآلخرين)
ويقصـد بهذا املدخل التهدئة عىل اعتبار أن الرصـاع سيزول وستبقى العالقة مع
الطرف اآلخر مام يدعو إىل التعاون ,ومن ثم يســـعى الفرد إىل تقليل التوتر بنعادة
التأكيد عىل إمكانية الوصــول إىل الحل وتأييد األطراف ويشــجع عىل إخفاء املشــاعر
والرتكيز عىل املوضـــوعيـة ىف التعـامل بدالو من االتجاهات الذاتية ,وميكن إتباع هذا
األسلوب ىف الحاالت واملواقف التالية :
-1شــعور أحد األطراف بضــعف موقفه ,واتجاؤ إىل الســامح للطرف اآلخر بنظهار
حججه ومربراته ورغبته ىف التعلم وتحكيم الدوافع العقلية.
-4عنـدما تكون القضـــايا أكث أهمية للطرف اآلخر من أهميتها بالنســـبة للطرف
األول.
-3الرغبة ىف بناء جســـور من الثقة االجتامعية بني األطراف متهيداو للقضـــايا األكث
أهمية ىف املستقبل.
316
-2الرغبة ىف تقليل الخســـائر إىل أدو حد ممكن ,عندما تكون الخســـائر قضـــية
محققه ال محالة.
-5عندما يكون االستقرار أمراو حيوياو وهاماو بالنسبة لإلدارة أو املنظمة.
-6السامح للمرؤوسني بتطوير وتنمية قدراتهم بالتعلم من أخطائهم.
واعتامداو عىل شــبكة بليج وموتن التى يوضــحها الشــكل رقم ( )6/14يتض ـ أن
هناك خمسـة أمناط للمديرين لكل منهم مواصــفاته وخصائصه املعروفة ,وما يهمنا
هنا التعرف عىل كيفية مواجهة كل منط للرصاع ىف عمله وإدارته.
وميكن القول أن مواجهة كل مدير للرصاع تتوقف حسب خصائصه وسامته التى
تحدد منطه اإلدارى وذلج عىل النحو التاىل :
املدير اإلنســـاين ( :النمط ن ) +الذى يهتم باألفراد بشـــكل كبري عىل حســـاب
اهتاممه بالعمل واإلنتاجية :هذا النمط من املديرين يعترب نفســه األخ األكرب ىف
العائلة ,ومن ثم يتبنى مدخل االختصــاص والتهدئة ويعمد إىل تلطيف املواقف
الساخنة بني األفراد ,وال مييل إىل مواجهة األمور ,ولكنه يرتكها للزمن والظروف ,
ويجب أن يكون الجو املتاح من حوله ودى ومري .
317
الشكل رقم ()6/14
أمناط املديرين بحسب شبكة بليج وموتن
املـدير املتكامل :النمط ( ع +ن ) +الذى يهتم بكل من األفراد والعمل بشـــكل
كبري ,يتبنى مدخل املواجهة بفهم ورشد وروية ويتحدى اآلثار والنتائج املتوقعة
ويحسب لكل يشء حسابه مبا يؤدى التخاذ القرار الفعال لحل الرصاع.
املدير املتوا ن ( النمط ع ن ) الذى يهتم باألفراد والعمل بشـــكل متوا ن ,ينهج
مـدخل املناورة ومييل إىل التفاوض ومحاولة إحداث املوا نة بني األطراف واتخاذ
القرار الذى يرىض جميع األطراف فكل الناس خري وبركة.
املدير السلبى ( النمط ع -ن ) -الذى ال يهتم بكل من األفراد والعمل معاو :يتبنى
مدخل التجنب والتجاهل حيث مييل إىل الهروب والتجاهل أو االنســـحاب كلية
ويرتك األمور عىل سـجيتها ,فالزمن كفيل بحل املشـاكل " وتبات نار تصب رماد
".
318
املدير العلمى ( النمط ع +ن ) -الذى يهتم بالعمل عىل حســـاب األفراد :ومييل
هذا النمط إىل قمع الرصاع ومواجهته بالقوة والتهديد ويعتنق اسرتاتيجية النرص
أو الهزمية وخلق روح التنافس بني األفراد ومييل إىل املصـــارحة بنيضـــاح التقاط
السلبية وأثارها ومن السبب فيها ,وكيف ميكن حلها ,فالحق أحق أن يتبع.
ومام ســبق ميكننا الربط بني أمناط املديرين ومداخل مواجهة الرصــاع عىل النحو
املبني بالشكل رقم (.)7/14
319
تطبيق عمىل :
اقرأ كـل عبـارة من العبارات التالية قراءة متأنية ,وفكر فيام تتوقعه من ترصـــف ميكن أن
تسلكه حيال كل موقف منها ,ثم قم باختيار املستوى الذى يوافق ترصفج املتوقع.
أمـامج أربعة خيارات أمام كل عبارة ميثل أولها أن هذا الترصـــف متوقع جداو منج ىف مثل
هذؤ املواقف وتنخفض درجة توقعج حتى تصل إىل أنه غري متوقع أبداو ,ضع عالمة ( )أمام ما
يوافق درجة توقعج ىف غالب األحوال .واآلن دعنا نتعرف سوياو عىل منط الرصاع السائد لديج...
311
غري غري متوقع متوقع
العبارات
متوقع متوقع 3 جداو 2
أبداو 1 4
311
( )3منط الحل الوسطى ( )4النمط التعاوو ( )1النمط التناف
الدرجة العبارة الدرجة العبارة الدرجة العبارة
3 8 1
5 10 4
9 13 7
املجموع املجموع املجموع
312
الفهرست
الصفحة املوضــــــوع
املقدمة :
الباب األول
السلوك اإلنسانى واإلدارة
الفصل األول
السلوك اإلنسانى
الفصل الثانى
املدخل إىل دراسة السلوك التنظيمى
الباب الثانى
السلوك الفردى داخل املنظمات
الفصل الثالث
الشخصية وأهمية دراستها فى منظمات األعمال
الفصل الرابع
اإلدراك
الفصل اخلامس
السلوك اإلبتكارى للمدير وأثره فى تنمية قدرات مرؤوسيه
الفصل السادس
القيم واالجتاهات
313
الباب الثالث
السلوك اجلماعي
الفصل السابع
اإلتصاالت اإلدارية
الباب الرابع
سلوك املنظمة
الفصل التاسع :دوافع السلوك
314