You are on page 1of 19

‫المقدمة‬

‫المدخل‪:‬‬
‫لقد كان لإلداريون األوائل الفضل الكبير في بلورة وتطوير الفكر اإلداري المعاصر ونتيجة ألبحاث هؤالء وتجاربهم‬
‫وأفكارهم والمناقشات التي نمت عليها وما وضعوه من نظريات إدارية ظهرت المدارس المتعددة للفكر اإلداري‬
‫وحددت هذه المدارس والنظريات واألفكار معالم اإلدارة من حيث الفلسفة والمبادئ والقواعد واألسس‪ ،‬فكان لظهور‬
‫ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول‬
‫األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة‪ .‬فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه‪،‬‬
‫وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها‪ ،‬ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية‬
‫أي االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من‬
‫مرحلة االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ‪ ،‬فإن الرأسمالية لم‬
‫تتوقف عند هذا الوضع ‪ ،‬بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا‬
‫صناعيا وذلك بفضل الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪ 19‬وكان هذا التطور‬
‫سببا لعولمة عدة مصطلحات اهمها المناجمنت ‪ .‬فماهو المناجمنت ؟‬

‫تعريف المناجمنت‪:‬‬
‫دخلت عبارة أو لفظ المناجمنت إلى اللغة الفرنسية‪ ،‬بالنطق الفرنسي‪ ،‬في سنة ‪ 1973‬م‪ ،‬أتت مباشرة من اإلنجليزية‬
‫(‪ )TO MANAGE‬التي تعني قاد ‪ ،‬أدار وسير …‪ .‬اما اصطلحا في " عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام‬
‫األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة "‬
‫أو " النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف‪ ،‬وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة‪ ،‬لتحقيق‬
‫نمو المنظمة واستقرارها‪ ،‬عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها‪ :‬التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‬
‫والتقويم…… " أو" هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت‬
‫من خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف "‬
‫فما هو الفرق بين اإلدارة والتسيير ؟‬

‫الفرق بين التسيير واإلدارة‪:‬‬


‫في اللغة اإلنجليزية ‪ُ ،‬يترجم المصطلحان (االدارة والتسيير ) الى " ‪ . " management‬تتطلب الحياة اليومية‬
‫المصطلحان معا ‪ ،‬فاصبحت الكلمتان تدريجًيا مرادفين ‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬نجد صعوبة لتفريق فيما بينهما ‪,‬على الرغم من‬
‫أنهما تستخدمان غالًبا في نفس السياقات ‪ ،‬إال أن اإلدارة والتسيير بينهما العديد من االختالفات‪ .‬بينما تركز اإلدارة‬
‫على التفاعالت البشرية ‪ ،‬يناشد االستخدام المريح للموارد الالزمة للتشغيل السليم للشركة‪.‬‬
‫ففي أي الحاالت يكون من األصح استعمال مصطلح اإلدارة؟ في أي حالة يكون مصطلح التسيير أكثر مالءمة؟‬
‫اإلدارة‪ :‬الناس أوًال……لكي تكون مديًر ا جيًد ا ‪ ،‬يجب أن تتمتع بمهارات ممتازة في التعامل مع اآلخرين‪ .‬على‬
‫اتصال دائم بموظفيك ‪ ،‬فهو يضمن تحفيزهم باستمرار وسيرهم في االتجاه الصحيح‪.‬‬
‫إذا تم إجراء مقارنة بيانية ‪ ،‬فسيكون المدير هو قبطان قارب ‪ ،‬ويمسك بزمام القيادة بثقة ويدفئ قلوب البحارة‬
‫الشجعان من خالل الخطبات النارية واألغاني الحماسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المدير هو الشخص الذي ‪ ،‬باإلضافة إلى امتالكه خبرة فنية ال يمكن إنكارها ‪ ،‬يبني عالقات مع كل من المتعاونين‬
‫معه الموضفين المسؤول عنهم ‪ .‬كل شخص فريد من نوعه ‪ ،‬يجب أن يكون قادًر ا على التكيف مع شخصيات مختلفة‬
‫دون إنكار هويته‪.‬‬
‫التسيير ‪ :‬التقنية في أنقى صورها ……تتطلب إدارة مشروع أو عمل تجاري مهارات ساحرة لينة منها المحاسبة ‪،‬‬
‫التسويق ‪ ،‬متابعة العمليات ‪ ...‬يراقب المسيير جميع الجوانب ويضمن أن كل حركة هي خطوة واحدة أقرب إلى‬
‫الهدف‪.‬‬
‫هل هذا يعني أنه يقود من أعلى قمة متينة دون أن يختلط مع باقي السكان؟ بالتأكيد ال‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهو يكرس معظم‬
‫وقته إلدارة الممتلكات باحسن أسلوب ممكن ‪.‬‬
‫من الناحية المجازية ‪ ،‬فإن المدير مثل الملك‪ :‬ضامن لرفاهية شعبه ولكنه قادر فقط على التفاعل معهم في مناسبات‬
‫نادرة بسبب جدول أعماله المزدحم‪.‬‬

‫تطور المناجمنت‪:‬‬
‫لقد عرف المناجمنت عدة تطورات ومساهمات فكرية متعددة‪ ،‬نظرا الحتياله مكانة هامة وفعالة في اقتصاد‬
‫المؤسسة‪ ،‬وبهذا الصدد من واجبنا أن نتطرق إلى مراحل تطور المناجمنت من خالل تقديم لوحة تاريخية موجزة‬
‫عن ظهوره‪.‬‬
‫ان االنطالقة األولى للمناجمنت كانت منذ العصور القديمة ففي سنة ‪ 5000‬قبل الميالد كان السومريين يعتمدون‬
‫على حفظ السجالت والكتابة وتعد األهرامات إحدى غرائب الدنيا السبع ‪ ،‬حيث يقف اإلنسان المعاصر والحديث‬
‫عاجزا أمام ما أنجزه الفراعنة المصريين‪ ،‬فهم بذلك اإلنجاز الضخم أثبتوا قدرات اإلنسان القديم رغم عجزه أمام‬
‫نقص اإلمكانيات وهذا دليل على حسن اإلدارة والتسيير في ذلك الوقت كما نجد عند الفالسفة الصينيين القدماء أنه‬
‫من الضروري اختيار أمثل لألفراد في نظام الخدمة الحكومية ‪ ،‬وحسن التخطيط والرقابة والتوجيه فمنذ بروز فجر‬
‫التاريخ واإلنسان يدب في هذه األرض ويعمل بها للحصول على قوته وتحسين مستواه المعيشي فقد كان يعتمد على‬
‫الصيد والزراعة كمصدرين أساسيين للدخل ‪ ،‬ليليه ظهور النشاط التجاري على شكل مقايضة بالسلع ثم يبرز النشاط‬
‫الصناعي بظهور الثورة الصناعية في أوربا بداية القرن التاسع عشر ( ‪ )19‬م ويتطور النشاط االقتصادي بتطور‬
‫التكنولوجيا بدورها مما نجم عنه بالمقابل تطور المؤسسة بمختلف نشاطاتها فأصبحت المؤسسة الصغيرة والبسيطة‬
‫مؤسسة كبيرة ومعقدة ‪ ،‬ومن مؤسسة لم تكن بحاجة إلى مبادئ وأسس إدارية إلى مؤسسة تعاني من مشاكل إدارية‬
‫كالتنظيم ‪ ،‬وظهور طبقة المديرين المأجورين‪.‬‬
‫فلقد ساعدت عدة عوامل وتطورات شهدتها المؤسسة منذ ظهور الثورة الصناعية وتطور التكنولوجيا إلى ظهور‬
‫المناجمنت كوسيلة إدارية لمواجهة المشاكل التي قد تهدد المؤسسة في أي لحظة وتهدد استقرارها وبقائها ومن أهم‬
‫هذه األسباب التي كانت السبب في ظهور اول مدرسة فكرية للمناجمنت أال وهي المدرسة الكالسيكية ‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور الثورة الصناعية في أروبا وانتشار الشركات والمؤسسات الضخمة ذات الهيمنة والقوة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور المؤسسة في حد ذاتها ‪ ،‬فالمناجمنت يضمن للمؤسسة حياتها بدءا من انطالقتها وبقائها فنموها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية فئة المالكين من التحكم في مشاكل المؤسسة مما نتج عنه انفصال‪.‬‬
‫‪ -‬المالك عن المسيرين في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬التعقد المستمر لمشاكل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬التعقد المستمر في محيط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬التطورات التكنولوجية التي عرفها العالم والذي مس المؤسسات فأصبحت أكثر تطورا‬
‫وازدهارا وأصبحت تعتمد على المشروعات المعقدة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬التطورات االقتصادية ‪ ،‬االجتماعية ‪ ،‬السياسية والثقافية التي عرفتها المجتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬تطور األصول واالهتمامات والخبرات العلمية والبحث العلمي‪.‬‬
‫عرفنا من خالل ما سبق متى وكيف ظهر المناجمنت ألول مرة في حياة اإلنسان إذ كان مقترن والشك بظهور‬
‫المؤسسة وسمي بالمناجمنت التقليدي الكالسيكي (التسيير) ففي اواخر القرن التاسع عشر بدأت المعالم األولى‬
‫للمناجمنت على شكل حركة فنية وإدارية من حيث اهتمامها بالعمل والحركات التي يؤديها واآلالت التي يستخدمها ‪،‬‬
‫وظروف العمل المحيطة به‪ ،‬يهتم بالمواد والمخازن وغيرها من النواحي الفنية التي لها صلة باإلنتاج وزيادة إنتاجية‬
‫العمل‪.‬‬
‫وكونها حركة إدارية فهذا انشغالها بالمبادئ التي تسترشد بها مؤسسات في سبيل تحقيق زيادة اإلنتاجية وهي تحليل‬
‫األعمال ودراسة العناصر المكونة لها على أسس علمية واالختيار العلمي للعمال فالعمل الجاد المبذول من طرف‬
‫العمال مقرونا بالتحسينات اإلنتاجية وكفيل بأن يزيد من حجم السلع والخدمات المتاحة للجميع ‪ ،‬كما يزيد الدخل‬
‫للفرد‪ .‬اذ اعتبر فايول بصفته أول مفكر في التسيير واإلدارة في المناجمنت أن التخطيط الجيد يتطلب الوحدة‬
‫والمرونة واالستمرار والدقة أما التنظيم في المناجمنت بالنسبة له تزويد المشروع بكل شئ يساعده على العمل‬
‫( مواد أولية‪ ،‬رأس مال ‪ ،‬أفراد) أما شرحه لوظيفة إصدار األوامر فيقول أنها من أهم الوظائف لنجاح المشروع‬
‫حيث على المدير أن يلم إلماما تاما باألفراد العاملين معه‪ ،‬يقوم بمراجعة دورية للتنظيم ويربط به مساعديه عن‬
‫طريق االجتماعات ويعمل على خلق الوحدة والحيوية بين األفراد العاملين معه أما التنسيق فهو وظيفة للتوفيق بين‬
‫أوجه النشاط بغرض الوصول إلى األهداف المطلوبة والرقابة عند فايول هي عملية التأكيد من أن كل شئ يتم كما‬
‫هو مطلوب في الخطة تبعا للتعليمات المصدرة والمبادئ الموضوعة فبالرغم أن فايول أبرز أهمية التخطيط والتنبؤ‬
‫إال أنه ليس هناك ما يدل على أنه حاول ربطها بالرقابة كوظيفة‪.‬‬
‫ومن هنا يتوجب علينا معرفة ماهية المدرسة الكالسيكية ‪ ،‬روادها افكارها نضرياتها انتقاداتها ونتائجها ……‬

‫‪3‬‬
‫العرض‬

‫تعريف المدرسة الكالسيكية ‪:‬‬


‫إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي‬
‫عرفتها المدرسة مع تزامن تطورها‪.‬‬
‫بدايًة البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية (‪ )CLASSIQUE‬إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة هو(‬
‫الشيء التقليدي أو القديم ) ‪ .‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز‬
‫وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر‪،‬إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام‬
‫مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام‪ ،‬حيث أعترف‬
‫لها بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪.‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن‬
‫الدوافع الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل‪.‬وبهذا‬
‫أعطت االقتصاد صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين ومن هنا يمكننا القول ان المدرسة الكالسيكية‬
‫هي عبارة فكر إداري بني على أساس أن كل موظف لديه احتياجات ورغبات اقتصادية ومادية يسعى إلى تحقيقها‪،‬‬
‫أن هذه االحتياجات االجتماعية مبنية على الرضا الوظيفي‪.‬‬
‫تدعو المدرسة الكالسيكية إلى التخصص وإلى تقسيم العمل وزيادة األرباح واتخاذ القرارات المناسبة في مجال‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫ركز العلماء في هذه المدرسة على جانب التفكير الذي يساهم في زيادة القدرة اإلنتاجية وعلى زيادة مستوى كفاءة‬
‫األعمال الموكلة لديهم‪.‬‬
‫ركزت هذه المدرسة على تصميم الوظيفة الخاصة باألفراد وعلى كيفية تصميم المصنع وطرق العمل واألداء وكذلك‬
‫على مبادئ اإلدارة للعمل‪.‬‬
‫االهتمام األول الذي بحثت عنه هذه المدرسة هي أداء األعمال بالطريقة المثالية‪ ،‬فقد كانت تسيطر عليهم فكرة أن‬
‫هناك طريقة واحدة فقط في اإلدارة وإن هذه الطريقة يجب أن تكون إيجابية حتى تحقق النتائج المطلوبة‪.‬‬
‫اقرأ أيضا حول الحقوق التي يحصل عليها الموظف في القطاع الخاص بعد تقديمه االستقالة في هذا الموضوع‪:‬‬
‫حقوق الموظف في القطاع الخاص بعد االستقالة في مختلف الحاالت‬

‫نشأة وتطور المدرسة الكالسيكية‪:‬‬


‫نشأت المدرسة الكالسيكية في اإلدارة في القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين‪ ،‬بالتحديد في عام ‪ 1920‬و‬
‫‪ 1930‬وقد كانت تركز على نظرية اإلدارة الكالسيكية في التفكير اإلداري‪.‬‬
‫ظهرت الثورة الصناعية في إنجلترا وظهر تطور اآلالت الحربية التي كانت تعمل بقوة البخار مما أدى إلى تركيز‬
‫العمال العمل في مكان واحد‪.‬‬
‫حدوث خلل في الثورة الصناعية بعد أن بدأت بعض المشاكل الجديدة المتعلقة بنظام المصانع‪ ،‬حيث لم يكن المديرين‬
‫متأكدين على الطريقة الجيدة لتدريب الموظفين وعلى التعامل معهم وعدم تحقيق الرضا عن العمل‪.‬‬
‫لهذا تم البحث عن حلول لهذه المشاكل ومن هنا بدأت المدرسة الكالسيكية لإلدارة في وضع بعض القوانين التي‬
‫تساعد في الوصول إلى أفضل أداء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وسميت بالكالسيكية ليس لقدمها وتخلفها‪ ،‬وإنما لتنمط التفكير الذي قامت على أساسة النظرية‪ ،‬حيث ركزت في‬
‫مجملها على العمل معتبرة أن الفرد آلة وليس من المتغيرات التي لها آثرها في السلوك التنظيمي‪ ،‬وعلى التكيف‬
‫والتأقلم مع العمل الذي يزاوله‪ ،‬وهذا ما حدا بالبعض من العلماء أن يطلقوا على هذه النظرية (نموذج اآللة) ‪.‬‬
‫مع تزايد الحركة الصناعية في نهاية القرن ‪ 19‬ميالدي وبداية القرن ‪ 20‬كان التحدي الرئيسي الذي واجه المدير‬
‫يتمثل في محورين‪:‬‬
‫*كيفية زيادة اإلنتاجية وجعل العمل أكثر سهولة ويسرا في األداء‪.‬‬
‫*كيفية تحفيز العمال لالستفادة القصوى من جهودهم في تشغيل اآلالت‪.‬‬
‫تعتبر المدرسة الكالسيكية أو التقليدية كما يسميها البعض الرافد األول من روافد الفكر اإلداري‪ ،‬والتي ظهرت في‬
‫أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬والتي تعد نتاج للتفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة خالل تلك الفترة ولقد كان من أبرز‬
‫علمائها فردريك تيلور‪ ،‬هنري فايول‪ ،‬وماكس فيبر والذين تمحورت أفكارهم حول أربع استراتيجيات وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬ما يجب أن يكون (المثالية)‪.‬‬
‫‪ )2‬التركيز على الوظيفة‪.‬‬
‫‪ )3‬النظرة للفرد كمتغير ثابت يمكن التحكم والسيطرة عليه‪.‬‬
‫‪ )4‬استخدام الحوافز المادية كأساس لدفع الفرد لإلنتاج والعمل‪.‬‬
‫غير أن االتجاه العام لهذه االستراتيجيات تمحور حول تقسيم العمل وما يجب أن يكون عليه لتحقيق الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫وبهذا تمثل المدرسة الكالسيكية الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر‪ ,‬وتعتبر نتاج التفاعل‬
‫بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة‬
‫* مرحلة ظهور الثورة الصناعية‪ :‬أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال‪.‬‬
‫‪ )2‬ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل‪.‬‬
‫‪ )3‬تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع‪.‬‬
‫‪ )4‬إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة‪.‬‬
‫* مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪ :‬كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور‬
‫بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ''فرنك جلبرت'' و''وهنري جانت'' و‬
‫'هنري فايول'' و''ماكس ويبر'' من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد‬
‫المدرسة الكالسيكية‬
‫*مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي ‪ :‬كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد‬
‫على ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور‬
‫االولي في ظهور الكالسيكية‬
‫هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم‬
‫اإلدارة وتحملها فيها فيما يلي‪:‬‬
‫* التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل‬
‫* زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين‪.‬‬

‫مبادئ وخصائص المدرسة الكالسيكية في اإلدارة‪:‬‬


‫تتمثل المبادئ والخصائص الخاصة بالمدرسة الكالسيكية في اإلدارة في الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ظهور التفكير الكالسيكي المرتبط بظهور الثورة الصناعية‪.‬‬
‫اتجاه الفكر الخاص بهذه المدرسة عن كيفية زيادة اإلنتاج بالشكل الذي يحقق الكفاءة‪.‬‬
‫االعتماد على الفكر المرتبط بالمنطق واإلرشاد في حل المشكالت بطريقة سليمة‪.‬‬
‫التركيز على أن الفكر الكالسيكي في الخاص بإدارة األعمال‪.‬‬
‫استخدام الفكر الكالسيكي في دراسة الزمن ودراسة الحركة‪.‬‬
‫اهتم الفكر الكالسيكي بالبحث عن المبادئ الجديدة في التنظيم‪.‬‬
‫تطور الفكر الكالسيكي بالشكل الذي ساعد على زيادة اإلنتاج وذلك من خالل تقسيم العمل والتخصص والتدريب‬
‫لفريق العمل‪.‬‬
‫افتراض أن العمال لهم احتياجات محددة فيما يخص األجر المادي‪.‬‬
‫اهتمت المدرسة الكالسيكية بجانب التخطيط والتنظيم والرقابة ألنها من المعادالت األساسية التي تساعد على زيادة‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫أوصى رواد المدرسة الكالسيكية أن يهتم المدير بتطبيق كل ما توصل إليه في المواقف المتعلقة باإلدارة في كل‬
‫األزمنة حتى يتم تطبيقها بشكل مستمر‪.‬‬

‫نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‪:‬‬

‫أهم رواد وعلماء المدرسة الكالسيكية‪:‬‬


‫إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة وجميع فئات العمال وشخصياتهم؛ فبرزت افكار المدرسة‬
‫الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية بالنسبة ألي تنظيم و من أهم علماء المدرسة الكالسيكية في اإلدارة التالي‪:‬‬
‫هنري فايول ‪:‬‬
‫هو احد اوائل علماء اإلدارة الكالسيكية‪ ،‬فرنسي االصل كان يعمل كمهندس بإحدى شركات المناجم بفرنسا ‪ ،‬عمل‬
‫مديرًا تنفيذيًا لشركة صناعية صغيرة ‪ ،‬ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة‬
‫الصناعية‪ ،‬وعمل على تطوير منهجية النظرية اإلدارية‪ ،‬ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام‬
‫‪1916‬م فهو بذلك يعتبر بحق األب الحقيقي للمدرسة الكالسيكية فيعرف االدارة قائًال أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ‬
‫وأن تخطط وأن تنظم وأن تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب ‪ ،‬كما عمل على عدة دراسات عن المنهج العلمي‬
‫لدارسة مهمة المدير والمبادئ العامة لإلدارة ‪ ،‬قام بنشر مؤلفه عام ‪ 1916‬بعنوان ( اإلدارة الصناعية والعمومية) ‪.‬‬
‫وقد ابرز فايول وظيفة االدارة كوظيفة متميزة تمامًا عن وظائف المشروع االخرى كالتمويل والتامين والمحاسبة‬
‫واإلنتاج وأوضح ان وظائف االدارة تشمل التخطيط والتنظيم وإصدار االوامر والتنسيق والمراقبة‪.‬‬
‫فريدريك ونسلو تايلور ‪:‬‬
‫من جنسية أمريكية‪ ،‬ولد في ‪ 20‬مارس ‪ 1856‬بفيالدلفيا بسيلفانيا الواليات المتحدة‪.‬توفي في ‪21‬مارس ‪1915‬‬
‫بفيالدلفيا بسيلفانيا الواليات المتحدة ‪.‬عمل في أحد مصانع الحديد في والية فيالدلفيا كمهندسا‪ ،‬وأثناء عمله الحظ‬
‫انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة إنتاجية‪ ،‬وسرعان ما قام بإجراء التجارب‬
‫الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام‬
‫‪ 1911‬هو أبو اإلدارة العلمية فأعطى تعريفه لالدارة على انها المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم‬
‫التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها‬
‫فقد كان مهندسا ميكانيكيا يسعى الى تحسين الكفاءة الصناعية وكان واحدا من اوائل استشاريي االدارة وكان من‬
‫القادة المفكرية وافكاره متسمة باالتساع والعمومية وبالغة التاثير من اهم مؤلفاته‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫*في ‪ 1893‬اصدر مذكرة حول كيفية انتاج االشرطة المطاطية‪.‬‬
‫*في‪ 1895‬اصدر مذكرة حول االجور بالقطعة‪.‬‬
‫*في ‪ 1903‬اصدر كتاب حول االدارة للورشة‪.‬‬
‫*في ‪ 1906‬اصدر مذكرة حول كيفية تقطيع الصفائح المعدنية‪.‬‬
‫*في‪ 1911‬اصدر ونشر كتاب عنوانه مبادئ اإلدارة العلمية‬
‫ماكس يميليان كارل إميل ويبر ‪:‬‬
‫كان عالما ألمانيا في االقتصاد والسياسة واحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة االدارة العامة في مؤسسات‬
‫الدولة‪،‬وهو من اتى بتعريف البيروقراطية‪،‬وعمله االكثر شهرة هو كتاب االخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية و‬
‫كتاب ”السياسة كمهنة”‪.‬‬
‫*يرى ماكس ويبر ان األساس في بناء التنظيمات هو االعتماد على مجردات ال ترتبط باإلنسان ذاته وتوفر العالقة‬
‫الرشيدة التي ال يشوبها التحيز أي أن أي منظمة البد أن تتمثل في نظام بيروقراطي قائم على أساس هرمي تتسلسل‬
‫فيه السلطة من القمة للقاعدة‪.‬‬
‫وكان عمله األكثر شهرة هو كتاب "األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية" حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في‬
‫علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية‬
‫والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة‬
‫الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‪ .‬درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق‬
‫البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية‪.‬‬
‫فقد عرفا اإلدارة بأنها ‪ :‬وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم‬

‫النظريات المنبثقة من المدرسة الكالسيكية‪:‬‬


‫وتشتمل المدرسة الكالسيكية أو التقليدية لإلدارة على ثالث نظريات هامة و هي‪:‬‬
‫نظرية التنظيمية ( شمولية االدارة او االدارة الوظيفية) هنري فايول‪:‬‬
‫أسس هذه النظرية هنري فايول وهو من الفرنسيين الصناعين وقد كانت نظريته تهتم بزيادة اإلنتاج الخاص‬
‫بالمصانع‪.‬‬
‫بذل فايول جهود كثيرة في تحديد المهارات والمبادئ التي تساعد في نجاح اإلدارة ألنه كان يعتقد أن اإلدارة السلمية‬
‫ترتكز على العمليات التجارية‪.‬‬
‫كما كان يعتقد أن المديرون يولدون وال يصنعون‪ ،‬كما أنه أصر على أن التجارة مهارة يمكن تدريسها وتعلمها‪.‬‬
‫حدد فايول خمس وظائف إدارية هما‪ :‬التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬األمر‪ ،‬التوجيه‪ ،‬الرقابة‬
‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسًا لعمليات التنظيم‬
‫والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة‪ ,‬حيث إن هنري فايول فرنسي‪ ,‬وليندال أرويك‬
‫بريطاني‪ ,‬أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين‬
‫بالوصول إلى المبادئ اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة‪ ,‬وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقًا‬
‫وتجريدًا من نظرية اإلدارة العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه‬
‫المبادئ التي اعتبروها أساسًا إليجاد علم إداري‪.‬‬
‫لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسًا ‪ ,‬بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين‬
‫حاولوا تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبًا إداريا‪ ,‬بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج‪ ,‬ومن ثم‬
‫اهتم فايول بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة‪ ,‬وحاول يطور نظامًا فكريًا إداريًا يمكن تعليمه ودراسته‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة‬
‫اإلنتاجية للعامل في المصنع‪ ,‬كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل‬
‫الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة لإلدارة‪ ,‬اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام ‪1916‬م تحت‬
‫عنوان " اإلدارة الصناعية والعامة "‪.‬‬
‫ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام ‪1929‬م في بريطانيا‪ ,‬وعام ‪1949‬م في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك‬
‫وليندال أرويك عام ‪1937‬م‪.‬‬
‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة‪ ,‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس‬
‫اإلدارة‪ ,‬ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري‪ ,‬وفي إيمانه القوي‬
‫بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها‪ ,‬ووجوب تدريسها‪ .‬فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال‪ ,‬ولما كانت‬
‫األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال‪ ,‬ونظرًا للحقائق المهمة التي‬
‫أبرزها فإننا نقدم ملخصًا آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري‪.‬‬
‫وقد حصر فايول المشكل البشري في التنظيمات في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب‪ .‬لهذا وضع قائمة‬
‫تضم األنشطة الرئيسية في المشروع الصناعي وادارة األعمال وهي ستة‪:‬‬
‫– األنشطة اإلدارية‪ :‬تخطيط ‪ ،‬تنظيم ‪ ،‬رقابة ‪،‬إشراف ‪،‬توظيف ‪ ،‬توجيه ‪ ،‬إستقطاب…‬
‫– األنشطة الفنية‪ :‬إنتاج‪ ،‬تصنيع‪ ،‬تعديل…‬
‫– األنشطة المالية‪ :‬رأس المال و االستخدام الحسن له‪.‬‬
‫– األنشطة المحاسبية‪ :‬الجرد‪ ،‬المكسب و الخسارة‪ ،‬التكاليف…‬
‫– األنشطة األمنية‪ :‬حماية األفراد و الممتلكات‪.‬‬
‫– األنشطة التجارية‪ :‬شراء‪ ،‬بيع‪ ،‬مقايضة‪ ،‬مبادلة‪.‬‬
‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة‬
‫للوظائف العليا‪ ,‬فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة‪.‬‬
‫ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬صفات اإلداريين وتدريبهم‪.‬‬
‫‪ )2‬األسس العامة لإلدارة‪.‬‬
‫‪ )3‬وظائف اإلدارة‪.‬‬
‫أوًال ‪ :‬صفات اإلداريين وتدريبهم‬
‫يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها‪ ,‬وهي صفات جسمية‬
‫وصفات ذهنية وصفات أخالقية‪ ,‬يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة‪ .‬وأشار فايول إلى أن أهمية هذه‬
‫الصفات نسبية ‪ ,‬وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري‪ ,‬في حين تكون‬
‫القدرات والمهارات الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا‪.‬‬
‫الصفات االدارية على انها يجب ان تتوفر في االداريين‪:‬‬
‫– الذهنية و العقلية‪ :‬القدرة على الفهم‪ ،‬الدراسة و التعمق‪ ،‬الحكم و التقرير…‬
‫– الجسمانية‪ :‬الفتوة‪ ،‬الصحة‪ ،‬القوة…‬
‫– الخبرية و التجريبية‪ :‬صفات مكتسبة من واقع الخبرة و التجربة‪.‬‬
‫– الخلقية‪ :‬الحيوية و الحزم‪ ،‬الوالء التنظيمي وحب العمل‪ ،‬تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫– الثقافية‪ :‬اإللمام و اإلحاطة باألمور التي ال تتعلق مباشرة بالوظيفة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫– الفنية‪ :‬الصفات المتعلقة بالوظيفة التي سيمارسها العامل‪..‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬األسس العامة لإلدارة‬
‫فمع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة‪ ,‬فقد وضع أربعة عشر ( ‪ )14‬مبدأ من‬
‫مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكدًا أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها‬
‫وسار عليها‪ ,‬وهذه المبادئ هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقسيم العمل ‪ :‬ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل‬
‫للقوى العاملة‪ ,‬ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية‪.‬‬
‫‪ - 2‬السلطة والمسؤولية ‪ :‬أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية‪ ,‬وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة‬
‫عنها‪ ,‬ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته‪ ,‬والسلطة‬
‫الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإللتزام بالقواعد ‪ :‬وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام‪,‬‬
‫ويقرر فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات‪.‬‬
‫‪ - 4‬وحدة األمر ‪ /‬وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير‪.‬‬
‫‪ - 5‬وحدة اإلتجاه ‪ :‬ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة‪,‬‬
‫وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد‪.‬‬
‫‪ - 6‬خضوع األفراد للمصلحة العامة ‪ :‬وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع‬
‫المصالحة العامة أو األهداف العامة للمنظمة‪ ,‬وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته‪.‬‬
‫‪ - 7‬المكافآت ‪ :‬يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات‪.‬‬
‫‪ - 8‬المركزية ‪ :‬ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها‪ ,‬وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى‪ ,‬وتحكمة ظروف‬
‫وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري‪ ,‬ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة‪.‬‬
‫‪ -9‬تسلسل القيادة ‪ :‬يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي‪.‬‬
‫‪ -10‬النظام ‪ :‬ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين‪ ،‬نظام مادي يعني‬
‫بوضع اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل‪ ,‬ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في‬
‫المكان المناسب‪ ,‬كما يتهم بتنسيق الجهود‪ ,‬وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم‪.‬‬
‫‪ - 11‬العدالة ‪ :‬يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم‪ ,‬وأن يلتزم كل‬
‫منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه‪.‬‬
‫‪ - 12‬االستقرار الوظيفي ‪ :‬ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة‪ ,‬كما يؤكد على أن المنظمات‬
‫الناجحة هي المنظمات المستقرة‪.‬‬
‫‪ -13‬المبادأة ‪ :‬المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها‪ ,‬ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء‬
‫الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار‪.‬‬
‫‪ - 14‬العمل بروح الفريق ‪ :‬يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة‪ ,‬والتعاون بين الرئيس‬
‫والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية‪ .‬وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك‬
‫العاملين‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬وظائف اإلدارة‬
‫حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على الصفات الواجب توافرها في اإلداريين كما قام بتصنيف وظائف‬
‫اإلدارة إلى خمسة وظائف هي‪ :‬تنبؤ‪ ،‬تخطيط‪ ،‬تنظيم‪ ،‬إصدار األوامر (القيادة)‪ ،‬تنسيق و رقابة‪.‬‬
‫التنبؤ والتخطيط‪:‬أي تحضير المستقبل بصورة عقالنية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التنظيم‪:‬بمعنى تخصيص مختلف المواد الضرورية من اجل أداء مهام المؤسسة وبالتحديد من اجل الحصول على‬
‫المواد‪،‬األدوات‪،‬األموال‪،‬اليد العاملة‪.‬‬
‫القيادة‪:‬التمكن من الحصول على اكبر مردودية ممكنة من طرف أعضاء المنظمة ‪.‬‬
‫التنسيق‪:‬أي تزامن مختلف المهام داخل المؤسسة من اجل ضمان اكبر انسجام وفعالية‪.‬‬
‫الرقابة‪:‬تتمحور أساسا في مراقبة مدى احترام البرامج المسطرة مسبقا لقواعد العمل المتفق عليها داخل المنظمة‪.‬‬
‫وقد كرس هنري فايول جانبًا من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف‪ .‬وقد كان ألفكاره وما تركته من‬
‫أثر مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي تركته أفكار فريدريك‬
‫تايلور في الفكر اإلداري األمريكي‪.‬‬
‫االنتقادات الموجهة للعالم هنري فايول‪:‬‬
‫لقد ركز فايول على نقطة عظيمة االهمية هي المبادىء االساسية التي يمكن استخدامها وتطبيقها في جميع النشاطات‬
‫االجتماعية من ابسط االعمال الفردية وانتهاء بعمل اكبر المؤسسات او الشركات اذ انها تدعو جميعها الى افضل‬
‫سبل التعاون المشترك كما انها تنص على نشر العدالة بين العمال داخل المؤسسة‪.‬‬
‫اال ان نظريت فايول تعرضت لعدة انتقادات حيث‪:‬‬
‫‪-‬ان تعارض بعض المبادىء االدارية مع البعض االخر النها لم تقم على التجربة مثل تعارض مبدا نطاق االشراف‬
‫ومبدا التقليل من عدد المستويات التنظيمية والتعارض بين مبدأ الوحدة ومبدأ التنسيق‪.‬‬
‫‪-‬النظر إلى التنظيم بأنه نظام مغلق ال يتأثر بالبيئة وال يؤثر فيها‪.‬‬
‫‪-‬أغفلت نظرية التنظيم اإلداري الجوانب النفسية واإلنسانية لإلفراد‪.‬‬
‫‪-‬عدم وضوح مصطلحات ودالالت بعض المبادئ إذ لم يوضح فايول ما الذي يقصده بالمبدأ بالتحديد‪.‬‬
‫‪-‬يجزم بعض رواد ومؤيدي هذه النظرية بصالحيتها في كل الظروف واألزمنة بينما يعتبرها اآلخرون مجرد قواعد‬
‫تساعد اإلداريين في بعض الحاالت وليست جميعها‪.‬‬
‫نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور‪:‬‬
‫يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ‪ ،‬ويهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في‬
‫البداية عامال في مصنع ‪ ،‬ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ‪ ،‬ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي‬
‫لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق‬
‫أقصى كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة ‪.‬‬
‫ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي‬
‫أ‌‪ -‬إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من اسلوب الحدس والتقدير ‪ ،‬وذلك من خالل تعريف‬
‫طبيعة العمل تعريفا دقيقا ‪ ،‬واختبار أفضل طرق األداء ‪ ،‬وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ‪ ،‬والمدة الزمنية‬
‫المطلوبة لتحقيقه‬
‫ب ‪ -‬إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية‬
‫ج ‪ -‬تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف‬
‫د ‪-‬تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ‪ ،‬ويتولى العمال التنفيذ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫و ‪ -‬إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على‬
‫التوجيه الذاتي‬
‫أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية‪ ,‬فإصرار المنظمات‬
‫على األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصًا على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنويًا‪ ,‬جاء على‬

‫‪10‬‬
‫حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تمامًا كاآللة‪ ,‬تحسب عليه‬
‫حركاته‪ ,‬ويعمل وفقًا لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل‪ ,‬وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح‪ ,‬وقد أدى‬
‫ذلك إلى مقاومة العمال لهذا األسلوب‪ ,‬فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة‬
‫اإلنتاج على حسابهم‪ ,‬فعارضوا تطبيقها‪ ,‬ودخلت النقابات العمالية‪ ,‬وأخيرًا تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق‬
‫مبادئ اإلدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‪.‬‬
‫والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية‬
‫على المشروع‪ ,‬ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج‪ ,‬لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد‬
‫إدارة المصنع‪ ,‬بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه‪.‬‬
‫ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي‬
‫تصف مايجب أن يكون‪ ,‬وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ‪ ,‬وأهملت اإلنسان‬
‫والعالقات اإلنسانية داخل التنظيم‪ ,‬كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع‪ ,‬ولم تعط‬
‫االهتمام الكافي لحقيقة التفاعل والتبادل بين التنظيم‬
‫أسس هذه النظرية فريدريك تايلور وهو المؤسس لإلدارة العلمية وكان المنهج الذي يسير عليه هو زيادة اإلنتاج من‬
‫خالل زيادة كفاءة عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫نصت اإلدارة العلمية على أنه يجب أن يتم تصميم العمل حتى يكون لكل عامل مهمة تخضع للرقابة الجيدة بشكل‬
‫محدد‪.‬‬
‫قامت نظرية إدارة تايلور على أن المديرين ال يعتبروا فقط أفضل من الناحية الفكرية من الموظفين العادين‪ ،‬لكنهم قد‬
‫يؤدوا الواجب اإليجابي باإلشراق على الموظفين ويقوموا بتنظيم األنشطة الخاصة بالعمل‪.‬‬
‫اعتمد تايلور في اإلدارة الخاصة به على دراسة الوقت في إعداد خطوط اإلنتاج وإيجاد أفضل الطرق التي تساعد‬
‫على قيام العمل وقسم كل وظيفة إلى مكونات رئيسية‪.‬‬
‫حاول تايلور أصحاب األعمال بأن يدفع العمال نسبة أعلى للمساعدة في زيادة اإلنتاجية وذلك لتحسين اإلنتاجية‬
‫والكفاءة‪.‬‬
‫ان فكرة االدارة العلمية والتي اخذت ضجة كبيرة في اذهان مسيري اعمال المصانع ‪،‬حيث يقول تايلور في جوهر‬
‫نظام االدارة العلمية للعمل يعني ثورة كاملة في اذهان العمال‪.‬ثورة كاملة بمعنى كيفية تصورهم لواجباتهم اتجاه‬
‫مستخدميهم النظام يعد كذلك بمثابة ثورة كاملة لدى اإلداريين في المصانع ‪.‬حسب تايلور فان فكرة تنظيم االنتاج تهده‬
‫حسبه الى التوضيح ان مصلحة المستخدمين والعمال يمكن ان تكون متقاربة عوض ان تكون متنافرة‪.‬‬
‫حيث يقول انه عوض ان يتصارع هؤالء على كيفية تقسيم القيمة المضافة بما ال يقومون بالتحاد فيما بينهم من اجل‬
‫رفع هذه القيمة المضافة وتحسين نصيبهم منها ويرى انه بامكانه ان يجمع بين طموح المستخدمين والعمال في ان‬
‫واحد مما من شانه ان يحقق رفاهية واستقرار اجتماعي دائم‪.‬‬
‫كان تايلور حقا قادرا على السيطرة الشبه كلية على تقنيات االنتاج‪،‬وكذا على معظم المسائل االدارية والمتعلقة‬
‫بالمستخدمين مثل تقسيم المهام وتحديد مستوى كل مهمة والقدرة على المراقبة الجيدة‪ .‬وليستمر هذا التقدم ينبغي‬
‫حسب تايلور اجراء دراسة علمية للعمل التي ينبغي ان تصل الى التنظيم العلمي للعمل ‪ TOS‬انطالقا من هذه‬
‫الطريقة في تنظيم االنتاج يعتقد تايلور ان مصالح العمال والمستخدمين يمكن ان تكون متقاربة وليست متنافرة‪.‬‬
‫ويمكن ان نقول ان اإلدارة العلمية هي‪:‬‬
‫‪- 1‬إحداث ثورة عقلية لدى اإلدارة العلمية والعمال وإحالل األساليب العلمية من المفاهيم القديمة‪.‬‬
‫‪-2‬استخدام الطرق العلمية في اختيار وتدريب العمال‪.‬‬
‫‪-3‬العمل على توظيف جو من التعاون بين العمال واالدارة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-4‬التركيز على وظيفة التخطيط وفصلها على وظيفة التنفيذ‪.‬‬
‫‪-5‬تطبيق مبدا التخصص في وظائف االشراف‪.‬‬
‫المبادىء التي جاء بها تايلور‪:‬‬
‫‪- 1-‬التقسيم االفقي للعمل‪:‬يقوم هذا المبدا على تقسيم العمل الى وحدات اختصاص في المهام وفي دراسة الوقت الالزم‬
‫النجاز المهام وهذ من اجل التوصل الى احسن الطرق للعمل‪.‬‬
‫‪-2-‬التقسيم العمومي‪:‬‬
‫يقصد به االختيار العلمي للعمال عن طريق دراسة خبرتهم أي عن طريق اختيار العمال المنظبطين والعمال‬
‫المبدعيين للعمل‪.‬‬
‫وهو المبدا الذي اعتمده تايلور من اجل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب‪.‬‬
‫‪-3-‬نظام االجرة والمردودية‪:‬‬
‫تتمثل في إعطاء مكافئات في العمل وهذا بغرض رفع درجة االنتاجية عن طريق تحفيز العامل حيث يسعى الى‬
‫فرض االجرة بالقطعة حيث ان هذه الطريقة ترفع بصورة معتبرة درجة تحفيز العمال ومضاعفة مجوداتهم ألنهم‬
‫سيقومون برفع أجورهم من هذا العمل‪.‬‬
‫‪-4-‬مبدا المراقبة في العمل‪:‬‬
‫انطالقا من هذه المبادىء السابقة الذكر كل تصرف وكل حركة يقوم بها العامل في ايطار عمله نجدها مراقبة وهذا‬
‫ما ادى الى وضع داخل المصانع ما يسمى بالمراقب الذي توكل له مهمة مراقبة العمال في العمل‪.‬‬
‫اهم االنتقادات الموجهة للعالم تايلور‪:‬‬
‫من بين االشياء االيجابية التي جاء بها تايلور كونه اعطى فكرة مفادها التقليل من التبذير في المؤسسة من تبذير في‬
‫المواد والوقت والجهد وغيرها‪.‬‬
‫وكذلك نجد أجابياته هو في محاولته من رفع اإلنتاجية للعامل عن طريق محاولة في تحسين التسيير‪.‬كذلك جاء بفكرة‬
‫التخصص في العمل وتقسيمه‪.‬‬
‫هناك انتقادات للنظرية التايلورية نتجت عنها سلبيات نذكر منها‪:‬‬
‫*استغالل العامل واعتباره كآلة ‪.‬‬
‫* عدم مراعاة الجانب النفسي لإلنسان‪.‬‬
‫*عدم التشجيع على المبادرة في اإلبداع‪.‬‬
‫*انعدام الجودة في اإلنتاج و قلة المهارة‬
‫*انعدام المبادرة الشخصية للعمال في اإلنتاج‬
‫*إهمال العمل الجماعي الذي يعتبر اليوم عامل هام في المنظمة الحديثة‪.‬‬
‫*إلغاء المبادرة والتسيير الذاتي‬
‫*عدم التشجيع على المبادرة في اإلبداع‪.‬‬
‫*تجاهل دور النقابات العلمية حيث ان التعامل بين الدارة والعامل يحدث بدون تدخل النقابات‪.‬‬
‫النظرية البروقراطية ماكس ويبر‪:‬‬
‫نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية‪ ,‬وقد هدف فيبر من نظريته عن‬
‫البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي‪.‬‬
‫وكان ويبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي (‪ )Ideal Type‬للتنظيم والذي يقوم على اساس‬
‫من التقسيم االداري والعمل المكتبي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيًا لما تتضمنه من معان متعددة‪ ,‬وفق الهدف من استعماله‪,‬‬
‫وذلك أن مصطلح البيروقراطية (‪ )Bureaucracy‬يتكون من كلمتين ‪ Bureau‬بمعنى مكتب و ‪ Cracy‬بمعنى‬
‫حكم‪ ,‬والكلمة في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب‪ ,‬وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب‬
‫ممارسة العمل اإلداري من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬فإن‬
‫كلمة ‪ Bureaucrats‬تعني الموظفين المكتبيين‪ ,‬أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها‪ ,‬فعلى سبيل المثال ‪:‬‬
‫‪ -1‬قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخمًا يتسم بخصائص ومميزات معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو‬
‫التنظيمات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام‪ ,‬أو التنظيم اإلداري الحكومي‪.‬‬
‫‪ -4‬وقد تعني البيروقراطية الدور ( ‪ )Role‬الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ‬
‫السياسة العامة في الدولة‪.‬‬
‫‪ - 5‬يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة‬
‫الهرمية ( ‪ )Hierarchical‬في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل‪.‬‬
‫‪ -6‬هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد (‪ )Rules‬واإلجراءات‬
‫المحددة سلفًا‪.‬‬
‫‪ - 7‬قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي‬
‫تحديد الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة‪.‬‬
‫‪ - 8‬قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدرًا للروتين وتعقيد‬
‫اإلجراءات وصعوبة التعامل مع الجماهير‪.‬‬
‫خصائص النظام البيروقراطي‪:‬‬
‫فحسب ماكس ويبر النظام البيروقراطي يحقق أعلى قدر من الكفاءة من خالل الخصائص التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬تقسيم العمل‬
‫‪ -2‬الفصل بين أعمال الموظف الخاصة والعامة‬
‫‪ -3‬شغل الوظيفة على أساس التعيين وليس الترشيح‬
‫‪- 4‬اختيار الموظف األكثر كفاءة في تنفيذ متطلبات الوظيفة‬
‫‪- 5‬الترقية على أساس االقدمية أو اإلنجاز أو االثنين معا‪.‬‬
‫‪- 6‬أداء الموظف يجب أن يراقب‪.‬‬
‫‪- 7‬حق الموظف في راتب مجزي وعالوة‪.‬‬
‫دراسات ماكس ويبر‬
‫يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر‪ ,‬فيما يتعلق بالدراسات‬
‫التنظيمية واإلدارية‪ ,‬هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب‬
‫وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات‪ ,‬وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح‬
‫لماذا يطيع األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ ‪ ...‬ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقًا للتعليمات التي تنساب‬
‫إليهم في حدود األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب‬
‫إكساب الشرعية لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫النوع األول ‪ :‬السلطة البطولية‬
‫النوع الثاني ‪ :‬السلطة التقليدية‬
‫النوع الثالث ‪ :‬السلطة القانونية الرشيدة‪.‬‬
‫وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع‪ ,‬مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد‬
‫فكان ماكس ويبر يهتم بالدراسات المتعلقة بالتنظيم واإلدارة وأوضح ماكس في دراسته الفرق بين هذه النظرية بحيث‬
‫ذكر أن النوع األول يركز المواصفات الشخصية‪ ،‬أما النوع الثاني فهو يركز على ممارسة السلطة من خالل مواقع‬
‫التنظيم‪ ،‬أما النوع الثالث فهو يركز على ممارستها من خالل الشكل البيروقراطي‪.‬‬
‫السلطة البطولية‬
‫يمارس هذا االسلوب السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد‪ ,‬ولذلك استخدم كلمة‬
‫‪ Charism‬وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى اإلنسان بمواصفات غير عادية‪ ,‬وتمكنه من‬
‫ممارسة سلطاته باألسلوب الذي يحقق له قدرًا هائال من ضبط النفس‪ ,‬وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في‬
‫التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل‪ .‬وقد أدى هذا‬
‫إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة‪.‬‬
‫السلطة التقليدية‬
‫أما فيما يتعلق باألسلوب الثاني القائم على " العالقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم‪.‬‬
‫وكثيرًا ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة‪ ,‬وقد ضرب ماس فيبر في بحوثه الكثير‬
‫من األمثلة التي توضح هذه األسلوب‪ ,‬ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة‪,‬‬
‫وأوضح أن المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن‪.‬‬
‫السلطة القانونية الرشيدة‬
‫أما األسلوب الثالث‪ ,‬وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم‬
‫وهو التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة‪ ,‬ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف‬
‫الوحدات في المجتمعات المعاصرة‪ ,‬ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من‬
‫القواعد واإلجراءات‪ .‬هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه‬
‫أثناء الفترة الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته‪ ,‬وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي‬
‫تمارس من خالل المراكز التي تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة‪ ,‬وهي التي‬
‫أطلق عليها ماس فيبر كلمة بيروقراطية‪.‬‬
‫خصائص النظرية البيروقراطية ‪:‬‬
‫ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من‬
‫الكفاية إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة‬
‫القائمة على التخصص وتقسيم العمل‪ ,‬وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية‬
‫الضخمة‪.‬‬
‫ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميًا وثابته‪ ,‬وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫‪ - 2‬توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات‬
‫رسمية وبطريقة ثابتة ومحددة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -3‬توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقًا لقواعد واضحة‬
‫ومحددة‪ ,‬وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف‪ ,‬ونوع تلك السلطة‪.‬‬
‫‪ - 4‬هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان‬
‫مؤهًال ألداء تلك المهام‪.‬‬
‫‪ -5‬ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكًال هرميًا وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة‪,‬‬
‫حيث تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا‪ .‬ويسمح هذا النظام‬
‫للعاملين أو المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة‬
‫ومحددة‪ ,‬ويسود هذا التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة‪ ,‬العامة والخاصة على حد السواء‪.‬‬
‫‪ - 6‬تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ‬
‫بالوثائق والمستندات‪ ,‬وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات‬
‫ووقائق (ملفات) يكونون مكتبًا‪.‬‬
‫‪ - 7‬يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف‪ ,‬بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل‬
‫ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة‪ ,‬وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن ُتفصل‬
‫تماما عن الملكية الشخصية للموظف‪.‬‬
‫‪ - 8‬إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب‪ ,‬ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل‬
‫نشاط وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة‬
‫لوقت الموظف وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة‪.‬‬
‫‪ - 9‬تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي‪ ,‬كذلك‬
‫تستخدم اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها‪ ,‬كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد‬
‫واإلجراءات كلما ارتفعت خبرته وكفاءته‪.‬‬
‫وتلك هي خصائص النظرية البيروقراطية كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم‬
‫نظرية مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ,‬فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في‬
‫اإلدارة والسلوك التنظيمي‪ ,‬كل ذلك في إطار مايجب أن يكون‪ ,‬كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي‪ ,‬أهمها‪:‬‬
‫السرعة‪ ,‬اإلنضباط‪ ,‬االستقرار ‪ ,‬االستمرارية‪ ,‬الدقة في تطبيق مبدأ التخصص‪ ,‬تقسم العمل‪ ,‬المعرفة في مسائل‬
‫المستندات‪ ,‬الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي‪ ,‬الخضوع الكامل للرؤساء‪ ,‬تخفيض اإلحتكاك بين‬
‫األفراد وتخفيض التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل‪.‬‬
‫ًا‬
‫مما سبق‪ ,‬يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تمام عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها‬
‫وبين انخفاض الكفاءة‪ ,‬وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير‪.‬‬
‫وقد كانت معظم التحليالت الناقدة للنموذج‪ ,‬والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه‪ ,‬تدور في إطار‬
‫المنظمة الواحدة‪ ,‬وقد أوضحت هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة‬
‫القدرة على التنبؤ‪ ,‬فهي تؤدي أيضًا إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية‪ ,‬وإلى تقييد‬
‫كفاءة األداء‪ ,‬فهناك إذن‪ ,‬آثار سلبية غير متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم‬

‫تقييم المدرسة الكالسيكية‪:‬‬


‫إن افكار المدرسة الكالسيكية لقت نجاحات كبيرة كما انها التخلو من سلبيات سنحاول دراستها بداية بالمساهمات‬
‫الناجحة في التسيير الى غاية اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية‬

‫‪15‬‬
‫مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‪:‬‬
‫يمكن حصر اهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات‬
‫مساهمات النظرية التنظيمية لهنري فايول ‪:‬‬
‫ان في تكوين نظرية اإلدارة الشمولية خطوات كبيرة ساهمت في تطوير اإلدارة وخروجها من األزمات تتركز هذه‬
‫المساهمات في اآلتي‪:‬‬
‫ـأـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى‪ -:‬فنية كاإلنتاج‪.‬ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة‬
‫مالية كالحصول على رأس المال‪ ،‬االستخدام األمثل له تأمينية كحماية األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف‬
‫واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة‬
‫ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه‪ ،‬ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة‬
‫والخاصة بكل مشروع‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ التخصص‪ ،‬وحدة األمر‪ ،‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬االلتزام بالقواعد‪،‬‬
‫المركزية‪ ،‬تسلسل القيادة‪ ،‬العدالة‪ ،‬العمل بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫مساهمات النظرية العلمية فردريك تايلور‪:‬‬
‫أرسى تايلور قواعد حركة اإلدارة العلمية‪ ،‬فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬وهو الذي أعلن األهداف الحقيقية‬
‫التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة والعمال‪ ،‬وإقناع‬
‫الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها‪.‬‬
‫وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية وهي‪:‬‬
‫‪1‬ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل‬
‫‪2‬ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي‪.‬‬
‫‪3‬ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل‪ ،‬وقيام العمل بالتنفيذ‪.‬‬
‫مساهمات النظرية البيروقراطية لماكس ويبر‪:‬‬
‫ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي‪:‬‬
‫أـ تدرج السلطة‪ :‬ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى‬
‫أسفل‪ ،‬ويكون محل فرد مسؤًال أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه‪.‬‬
‫ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف‪.‬ج ـ ارتفاع درجة الرسمية‪ :‬ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة‬
‫مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة‪.‬‬
‫د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة‬
‫محددة ودقيقة عن المنظمة‪.‬تقييم المدخل الكالسيكي‪:‬مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة‬
‫إسهامات إيجابية ال زالت سارية حتى اآلن‪ ،‬واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدًال من الطرق العشوائية‬
‫سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب‪.‬ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها‬
‫بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية تحسين اإلنتاج فقط‪ ،‬األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن‬
‫العشرين بين العمال وأصحاب العمل‬
‫وكذلك افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظاًما مغلًق ا ال يتأثر بالعوامل الخارجية‪ ،‬وكذلك افتراض‬
‫وجود وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمًال أألثر‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية‪:‬‬
‫يمكن حصر اهم االنتقادات الموجهة لمدرسة حيث نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد ‪،‬‬
‫يلتزم بالقوانين واألنظمة ‪ ،‬وأنه إنسان مادي سلبي ‪ ،‬وغير محب للعمل بطبعه ‪ ،‬ولكن يمكن استثارته وحفزه بواسطة‬
‫المادة وتجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري والعاملين ‪ ،‬وبين العاملين وبعضهم البعض ‪ ،‬وبين‬
‫العاملين والسلطة‪.‬‬
‫و لم تهتم بالحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية للفرد والعامل ‪ ،‬ونظرت إليه نظرة مادية بحته كأداة من أدوات‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫كما ركزت على السلطة والقوانين الرسمية ‪ ،‬ولم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات اإلدارية وغيرها‬
‫مما أدا الى افتعال سلبيات مباشرة على االفراد نذكر بعض منها ‪:‬‬
‫* االلتزام الحرفي باألنظمة والقوانين والجمود في سلوك األفراد‪.‬‬
‫* عدم التعامل مع منسوبي المنظمة كأفراد لهم رغبات وميول وعواطف وأحاسيس‪.‬‬
‫* فرض نظام على األفراد قد يدفعهم إلى االكتفاء بالحد األدنى من األداء ‪.‬‬
‫*وجود أنظمة وإجراءات صارمة قد تدفع األفراد إلى مقاومة أي نوع من أنواع التغيير الذي ترغبه المنظمة‬
‫*قد يلجأ األشخاص إلى تجنب المسؤولية واتخاذ القرارات أو اختيار البدائل فقط التي تتناسب مع األنظمة والقوانين ‪.‬‬
‫ولتفادي سلبيات الفكر الكالسيكي لإلدارة نقترح اتباع منهاجية في التسيير حسب ما يلي ‪:‬‬
‫‪- 1‬ضرورة أستعمل منهجية ‪ :‬ليس من عادتنا السيما في اإلدارة البوليسية أين يفضل العمل الفوري أو اآللي اعتماد‬
‫طريقة عمل طريقة عمل دقيقة أو منهجية صارمة ألنها قد تظهر غير مجدية و مكلفة في نفس الوقت‪.‬‬
‫بالرغم من ذلك هنالك مناهج بسيطة و يمكن تكييفها مع نوع األعمال التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة معتبرة في‬
‫الفعالية ‪ ،‬إن الوقت الذي نستغرق في استعمال طريقة ما يتوقف على نوعية القرار المراد بلوغه ‪.‬‬
‫‪- 2‬منهج بسيط و عام ‪ :‬المنهجية التي اخترناها هنا بسيطة و يمكن تكييفها مع نشاطات التسيير غير البسيطة و غير‬
‫الروتينية تتمثل هذه الطريقة في خمس مراحل كالتالي ‪:‬‬
‫أ – قبل العمل ‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة الوضع ‪ ،‬جمع الوقائع ‪ ،‬دراسة أو تحليل األسباب ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد األهداف ‪.‬‬
‫‪ -3‬إختيار الحلول ‪ ،‬إتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -4‬التطبيق ‪ ،‬تنظيم ‪ ،‬و التخطيط للعمل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬خالل و بعد العمل ‪ :‬مراقبة و تقييم من أجل معرفة أين وصلنا و إمكانية تصحيح شيء إذا اقتضى األمر‪.‬‬
‫هذه المراحل الخمس تتناسب مع وظائف ‪:‬‬
‫‪-1‬القيادة ‪ :‬تحديد األهداف ‪ ،‬اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪-2‬التنظيم ‪ :‬تطبيق ‪ ،‬تنظيم ‪ ،‬تخطيط ‪.‬‬
‫‪-3‬المراقبة ‪ :‬فهم ‪ ،‬تقييم‪ -.‬جمع الوقائع ‪ -‬دراسة األسباب ماذا يجري ولماذا ؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي النتائج التي أتمنى بلوغها ؟‪.‬‬
‫‪ -‬أخذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬نظم – خطط – من – متى – أين – كيف – مع من‬

‫‪17‬‬
‫نتائج المدرسة الكالسيكية وآثارها ‪:‬‬
‫ومما سبق نرى أن فايول كان معنيا باإلنتاجية على مستوى التنظيم وليس على مستوى العمل المطلوب وكما كان‬
‫معنيا أيضا باإلدارة العامة ال باألقسام أو باإلشراف ومعنيا بالرقابة العامة ال بتفصيل العمليات وقد يكون فايول من‬
‫خالل خبرته كمدير عام إطارا عمليا للمناجمنت وكان يأمل في صالحيته أينما وضع للتطبيق وكان أول من أوضح‬
‫أهمية المناجمنت وضرورة تطبيقه في المؤسسات لضمان استمرارها ورقيها غير أنه لم يقدم إال اإلطار الشكلي‬
‫للمناجمنت دون مضمونه‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يمكننا أن نالحظ بوضوح على أن المناجمنت التقليدي كمرحلة أولى لظهوره كان يهتم فقط‬
‫بالمشاكل ذات الطبيعة الروتينية ‪ :‬التنفيذية‪ ،‬التشغيلية ‪ ،‬يعني قصيرة المدى وهذا مادفع بظهور المدارس الحديثة‬

‫‪18‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫تعددت المدارس االقتصادية ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي عرفنا أفكارها ونشأتها بإداراتها‬
‫الثالث ( العلمية و التنظيمية والبيروقراطية ) التي ركزت على عنصر العمل فال يمكننا إنكار مساهماتها التي أدت‬
‫إلى بروز مدارس أخرى ‪ ،‬و دور روادها في انطالق التسابق الفكري في ما يخص اإلدارة والتسيير فبضلها‬
‫ظهرت المدرسة اإلنسانية والسلوكية والكمية ‪.‬حيث اهتمت كل منهما على العامل أكثر منه على العمل‪.‬ثم ظهرت‬
‫عدة مدارس حديثة التي حاولت بدورها تكميل النقائص والسلبيات النظريات والمدارس السابقة وكل هذا من اجل‬
‫تنظيم وسير حسن لإلدارة والمؤسسات كالمدرسة علم اإلدارة ‪ ،‬نظرية النظم ‪،‬المدرسة اليبانية ‪ ،‬المدرسة الموقفية ‪،‬‬
‫بحيث إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر‬
‫االقتصادي وقاموا بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل‬
‫مدرسة استمدت أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ‪.‬‬

‫المراجع و المصادر‪:‬‬
‫احمد صقر‪ ،‬تاريخ النظرية االقتصادية ‪ ،‬ليبا طبعة ‪ 7]1[ 2000‬ص‬
‫المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ ادارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشرعمان طبعة ‪24]2[ 2002‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪ 16]3[ 1998‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪]4[ 1998‬ص ‪19‬‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬االدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة االداديمية طبعة ‪ 23]5[ 1998‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 13]6[ 2004‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 23]1[ 2004‬ص‬
‫المهدى الطاهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 13]2[ 2002‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 26]3[ 2004‬ص‬
‫محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة ‪ 35]4[ 2005‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 38]5[ 2004‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 42]6[ 2004‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 45]7[ 2004‬ص‬
‫المهدى الطاهر‪ ،‬مبادئ ادارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 27]1[ 2002‬ص‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 33]2[ 2004‬ص‬
‫‪" .‬مبادئ إدارة األعمال"‪ ،‬الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة ‪.2002‬‬
‫‪" .‬مبادئ اإلدارة الحديثة "‪ ،‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬عمان طبعة ‪.2005‬‬
‫‪" .‬تاريخ النظرية االقتصادية"‪ ،‬الدكتور احمد صقر‪،‬اإلسكندرية طبعة ‪.2005‬‬
‫‪" .‬اإلدارة والمهارات"‪ ،‬دكتور احمد ماهر‪ ،‬مكتبة األكاديمية طبعة ‪.1998‬‬

‫‪19‬‬

You might also like