Professional Documents
Culture Documents
المقدم
المقدم
المدخل:
لقد كان لإلداريون األوائل الفضل الكبير في بلورة وتطوير الفكر اإلداري المعاصر ونتيجة ألبحاث هؤالء وتجاربهم
وأفكارهم والمناقشات التي نمت عليها وما وضعوه من نظريات إدارية ظهرت المدارس المتعددة للفكر اإلداري
وحددت هذه المدارس والنظريات واألفكار معالم اإلدارة من حيث الفلسفة والمبادئ والقواعد واألسس ،فكان لظهور
ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول
األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة .فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه،
وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها ،ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية
أي االقتصادية واالجتماعية والسياسية .فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من
مرحلة االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ،فإن الرأسمالية لم
تتوقف عند هذا الوضع ،بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا
صناعيا وذلك بفضل الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن 18وبداية القرن 19وكان هذا التطور
سببا لعولمة عدة مصطلحات اهمها المناجمنت .فماهو المناجمنت ؟
تعريف المناجمنت:
دخلت عبارة أو لفظ المناجمنت إلى اللغة الفرنسية ،بالنطق الفرنسي ،في سنة 1973م ،أتت مباشرة من اإلنجليزية
( )TO MANAGEالتي تعني قاد ،أدار وسير … .اما اصطلحا في " عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام
األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة "
أو " النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف ،وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة ،لتحقيق
نمو المنظمة واستقرارها ،عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها :التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة
والتقويم…… " أو" هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت
من خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف "
فما هو الفرق بين اإلدارة والتسيير ؟
1
المدير هو الشخص الذي ،باإلضافة إلى امتالكه خبرة فنية ال يمكن إنكارها ،يبني عالقات مع كل من المتعاونين
معه الموضفين المسؤول عنهم .كل شخص فريد من نوعه ،يجب أن يكون قادًر ا على التكيف مع شخصيات مختلفة
دون إنكار هويته.
التسيير :التقنية في أنقى صورها ……تتطلب إدارة مشروع أو عمل تجاري مهارات ساحرة لينة منها المحاسبة ،
التسويق ،متابعة العمليات ...يراقب المسيير جميع الجوانب ويضمن أن كل حركة هي خطوة واحدة أقرب إلى
الهدف.
هل هذا يعني أنه يقود من أعلى قمة متينة دون أن يختلط مع باقي السكان؟ بالتأكيد ال .ومع ذلك ،فهو يكرس معظم
وقته إلدارة الممتلكات باحسن أسلوب ممكن .
من الناحية المجازية ،فإن المدير مثل الملك :ضامن لرفاهية شعبه ولكنه قادر فقط على التفاعل معهم في مناسبات
نادرة بسبب جدول أعماله المزدحم.
تطور المناجمنت:
لقد عرف المناجمنت عدة تطورات ومساهمات فكرية متعددة ،نظرا الحتياله مكانة هامة وفعالة في اقتصاد
المؤسسة ،وبهذا الصدد من واجبنا أن نتطرق إلى مراحل تطور المناجمنت من خالل تقديم لوحة تاريخية موجزة
عن ظهوره.
ان االنطالقة األولى للمناجمنت كانت منذ العصور القديمة ففي سنة 5000قبل الميالد كان السومريين يعتمدون
على حفظ السجالت والكتابة وتعد األهرامات إحدى غرائب الدنيا السبع ،حيث يقف اإلنسان المعاصر والحديث
عاجزا أمام ما أنجزه الفراعنة المصريين ،فهم بذلك اإلنجاز الضخم أثبتوا قدرات اإلنسان القديم رغم عجزه أمام
نقص اإلمكانيات وهذا دليل على حسن اإلدارة والتسيير في ذلك الوقت كما نجد عند الفالسفة الصينيين القدماء أنه
من الضروري اختيار أمثل لألفراد في نظام الخدمة الحكومية ،وحسن التخطيط والرقابة والتوجيه فمنذ بروز فجر
التاريخ واإلنسان يدب في هذه األرض ويعمل بها للحصول على قوته وتحسين مستواه المعيشي فقد كان يعتمد على
الصيد والزراعة كمصدرين أساسيين للدخل ،ليليه ظهور النشاط التجاري على شكل مقايضة بالسلع ثم يبرز النشاط
الصناعي بظهور الثورة الصناعية في أوربا بداية القرن التاسع عشر ( )19م ويتطور النشاط االقتصادي بتطور
التكنولوجيا بدورها مما نجم عنه بالمقابل تطور المؤسسة بمختلف نشاطاتها فأصبحت المؤسسة الصغيرة والبسيطة
مؤسسة كبيرة ومعقدة ،ومن مؤسسة لم تكن بحاجة إلى مبادئ وأسس إدارية إلى مؤسسة تعاني من مشاكل إدارية
كالتنظيم ،وظهور طبقة المديرين المأجورين.
فلقد ساعدت عدة عوامل وتطورات شهدتها المؤسسة منذ ظهور الثورة الصناعية وتطور التكنولوجيا إلى ظهور
المناجمنت كوسيلة إدارية لمواجهة المشاكل التي قد تهدد المؤسسة في أي لحظة وتهدد استقرارها وبقائها ومن أهم
هذه األسباب التي كانت السبب في ظهور اول مدرسة فكرية للمناجمنت أال وهي المدرسة الكالسيكية :
-ظهور الثورة الصناعية في أروبا وانتشار الشركات والمؤسسات الضخمة ذات الهيمنة والقوة االقتصادية .
-ظهور المؤسسة في حد ذاتها ،فالمناجمنت يضمن للمؤسسة حياتها بدءا من انطالقتها وبقائها فنموها.
-عدم إمكانية فئة المالكين من التحكم في مشاكل المؤسسة مما نتج عنه انفصال.
-المالك عن المسيرين في المؤسسة.
-التعقد المستمر لمشاكل المؤسسة.
-التعقد المستمر في محيط المؤسسة.
-التطورات التكنولوجية التي عرفها العالم والذي مس المؤسسات فأصبحت أكثر تطورا
وازدهارا وأصبحت تعتمد على المشروعات المعقدة.
2
-التطورات االقتصادية ،االجتماعية ،السياسية والثقافية التي عرفتها المجتمعات.
-تطور األصول واالهتمامات والخبرات العلمية والبحث العلمي.
عرفنا من خالل ما سبق متى وكيف ظهر المناجمنت ألول مرة في حياة اإلنسان إذ كان مقترن والشك بظهور
المؤسسة وسمي بالمناجمنت التقليدي الكالسيكي (التسيير) ففي اواخر القرن التاسع عشر بدأت المعالم األولى
للمناجمنت على شكل حركة فنية وإدارية من حيث اهتمامها بالعمل والحركات التي يؤديها واآلالت التي يستخدمها ،
وظروف العمل المحيطة به ،يهتم بالمواد والمخازن وغيرها من النواحي الفنية التي لها صلة باإلنتاج وزيادة إنتاجية
العمل.
وكونها حركة إدارية فهذا انشغالها بالمبادئ التي تسترشد بها مؤسسات في سبيل تحقيق زيادة اإلنتاجية وهي تحليل
األعمال ودراسة العناصر المكونة لها على أسس علمية واالختيار العلمي للعمال فالعمل الجاد المبذول من طرف
العمال مقرونا بالتحسينات اإلنتاجية وكفيل بأن يزيد من حجم السلع والخدمات المتاحة للجميع ،كما يزيد الدخل
للفرد .اذ اعتبر فايول بصفته أول مفكر في التسيير واإلدارة في المناجمنت أن التخطيط الجيد يتطلب الوحدة
والمرونة واالستمرار والدقة أما التنظيم في المناجمنت بالنسبة له تزويد المشروع بكل شئ يساعده على العمل
( مواد أولية ،رأس مال ،أفراد) أما شرحه لوظيفة إصدار األوامر فيقول أنها من أهم الوظائف لنجاح المشروع
حيث على المدير أن يلم إلماما تاما باألفراد العاملين معه ،يقوم بمراجعة دورية للتنظيم ويربط به مساعديه عن
طريق االجتماعات ويعمل على خلق الوحدة والحيوية بين األفراد العاملين معه أما التنسيق فهو وظيفة للتوفيق بين
أوجه النشاط بغرض الوصول إلى األهداف المطلوبة والرقابة عند فايول هي عملية التأكيد من أن كل شئ يتم كما
هو مطلوب في الخطة تبعا للتعليمات المصدرة والمبادئ الموضوعة فبالرغم أن فايول أبرز أهمية التخطيط والتنبؤ
إال أنه ليس هناك ما يدل على أنه حاول ربطها بالرقابة كوظيفة.
ومن هنا يتوجب علينا معرفة ماهية المدرسة الكالسيكية ،روادها افكارها نضرياتها انتقاداتها ونتائجها ……
3
العرض
4
وسميت بالكالسيكية ليس لقدمها وتخلفها ،وإنما لتنمط التفكير الذي قامت على أساسة النظرية ،حيث ركزت في
مجملها على العمل معتبرة أن الفرد آلة وليس من المتغيرات التي لها آثرها في السلوك التنظيمي ،وعلى التكيف
والتأقلم مع العمل الذي يزاوله ،وهذا ما حدا بالبعض من العلماء أن يطلقوا على هذه النظرية (نموذج اآللة) .
مع تزايد الحركة الصناعية في نهاية القرن 19ميالدي وبداية القرن 20كان التحدي الرئيسي الذي واجه المدير
يتمثل في محورين:
*كيفية زيادة اإلنتاجية وجعل العمل أكثر سهولة ويسرا في األداء.
*كيفية تحفيز العمال لالستفادة القصوى من جهودهم في تشغيل اآلالت.
تعتبر المدرسة الكالسيكية أو التقليدية كما يسميها البعض الرافد األول من روافد الفكر اإلداري ،والتي ظهرت في
أواخر القرن التاسع عشر ،والتي تعد نتاج للتفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة خالل تلك الفترة ولقد كان من أبرز
علمائها فردريك تيلور ،هنري فايول ،وماكس فيبر والذين تمحورت أفكارهم حول أربع استراتيجيات وهي:
)1ما يجب أن يكون (المثالية).
)2التركيز على الوظيفة.
)3النظرة للفرد كمتغير ثابت يمكن التحكم والسيطرة عليه.
)4استخدام الحوافز المادية كأساس لدفع الفرد لإلنتاج والعمل.
غير أن االتجاه العام لهذه االستراتيجيات تمحور حول تقسيم العمل وما يجب أن يكون عليه لتحقيق الكفاءة اإلنتاجية.
وبهذا تمثل المدرسة الكالسيكية الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر ,وتعتبر نتاج التفاعل
بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة
* مرحلة ظهور الثورة الصناعية :أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية:
)1التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال.
)2ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل.
)3تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع.
)4إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة.
* مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة :كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور
بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ''فرنك جلبرت'' و''وهنري جانت'' و
'هنري فايول'' و''ماكس ويبر'' من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد
المدرسة الكالسيكية
*مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي :كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد
على ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور
االولي في ظهور الكالسيكية
هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم
اإلدارة وتحملها فيها فيما يلي:
* التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل
* زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين.
5
ظهور التفكير الكالسيكي المرتبط بظهور الثورة الصناعية.
اتجاه الفكر الخاص بهذه المدرسة عن كيفية زيادة اإلنتاج بالشكل الذي يحقق الكفاءة.
االعتماد على الفكر المرتبط بالمنطق واإلرشاد في حل المشكالت بطريقة سليمة.
التركيز على أن الفكر الكالسيكي في الخاص بإدارة األعمال.
استخدام الفكر الكالسيكي في دراسة الزمن ودراسة الحركة.
اهتم الفكر الكالسيكي بالبحث عن المبادئ الجديدة في التنظيم.
تطور الفكر الكالسيكي بالشكل الذي ساعد على زيادة اإلنتاج وذلك من خالل تقسيم العمل والتخصص والتدريب
لفريق العمل.
افتراض أن العمال لهم احتياجات محددة فيما يخص األجر المادي.
اهتمت المدرسة الكالسيكية بجانب التخطيط والتنظيم والرقابة ألنها من المعادالت األساسية التي تساعد على زيادة
اإلنتاج.
أوصى رواد المدرسة الكالسيكية أن يهتم المدير بتطبيق كل ما توصل إليه في المواقف المتعلقة باإلدارة في كل
األزمنة حتى يتم تطبيقها بشكل مستمر.
6
*في 1893اصدر مذكرة حول كيفية انتاج االشرطة المطاطية.
*في 1895اصدر مذكرة حول االجور بالقطعة.
*في 1903اصدر كتاب حول االدارة للورشة.
*في 1906اصدر مذكرة حول كيفية تقطيع الصفائح المعدنية.
*في 1911اصدر ونشر كتاب عنوانه مبادئ اإلدارة العلمية
ماكس يميليان كارل إميل ويبر :
كان عالما ألمانيا في االقتصاد والسياسة واحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة االدارة العامة في مؤسسات
الدولة،وهو من اتى بتعريف البيروقراطية،وعمله االكثر شهرة هو كتاب االخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية و
كتاب ”السياسة كمهنة”.
*يرى ماكس ويبر ان األساس في بناء التنظيمات هو االعتماد على مجردات ال ترتبط باإلنسان ذاته وتوفر العالقة
الرشيدة التي ال يشوبها التحيز أي أن أي منظمة البد أن تتمثل في نظام بيروقراطي قائم على أساس هرمي تتسلسل
فيه السلطة من القمة للقاعدة.
وكان عمله األكثر شهرة هو كتاب "األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية" حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في
علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية
والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة :بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة
الطبيعية ,وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة .درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق
البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية.
فقد عرفا اإلدارة بأنها :وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم
7
فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة
اإلنتاجية للعامل في المصنع ,كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل
الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة لإلدارة ,اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام 1916م تحت
عنوان " اإلدارة الصناعية والعامة ".
ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام 1929م في بريطانيا ,وعام 1949م في
الواليات المتحدة األمريكية .وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها لوثر جوليك
وليندال أرويك عام 1937م.
وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ,ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس
اإلدارة ,ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري ,وفي إيمانه القوي
بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ,ووجوب تدريسها .فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال ,ولما كانت
األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال ,ونظرًا للحقائق المهمة التي
أبرزها فإننا نقدم ملخصًا آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري.
وقد حصر فايول المشكل البشري في التنظيمات في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .لهذا وضع قائمة
تضم األنشطة الرئيسية في المشروع الصناعي وادارة األعمال وهي ستة:
– األنشطة اإلدارية :تخطيط ،تنظيم ،رقابة ،إشراف ،توظيف ،توجيه ،إستقطاب…
– األنشطة الفنية :إنتاج ،تصنيع ،تعديل…
– األنشطة المالية :رأس المال و االستخدام الحسن له.
– األنشطة المحاسبية :الجرد ،المكسب و الخسارة ،التكاليف…
– األنشطة األمنية :حماية األفراد و الممتلكات.
– األنشطة التجارية :شراء ،بيع ،مقايضة ،مبادلة.
وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها .كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة
للوظائف العليا ,فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة.
ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية:
)1صفات اإلداريين وتدريبهم.
)2األسس العامة لإلدارة.
)3وظائف اإلدارة.
أوًال :صفات اإلداريين وتدريبهم
يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها ,وهي صفات جسمية
وصفات ذهنية وصفات أخالقية ,يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة .وأشار فايول إلى أن أهمية هذه
الصفات نسبية ,وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري ,في حين تكون
القدرات والمهارات الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا.
الصفات االدارية على انها يجب ان تتوفر في االداريين:
– الذهنية و العقلية :القدرة على الفهم ،الدراسة و التعمق ،الحكم و التقرير…
– الجسمانية :الفتوة ،الصحة ،القوة…
– الخبرية و التجريبية :صفات مكتسبة من واقع الخبرة و التجربة.
– الخلقية :الحيوية و الحزم ،الوالء التنظيمي وحب العمل ،تحمل المسؤولية.
– الثقافية :اإللمام و اإلحاطة باألمور التي ال تتعلق مباشرة بالوظيفة.
8
– الفنية :الصفات المتعلقة بالوظيفة التي سيمارسها العامل..
ثانيًا :األسس العامة لإلدارة
فمع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة ,فقد وضع أربعة عشر ( )14مبدأ من
مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكدًا أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها
وسار عليها ,وهذه المبادئ هي :
- 1تقسيم العمل :ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل
للقوى العاملة ,ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية.
- 2السلطة والمسؤولية :أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية ,وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة
عنها ,ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته ,والسلطة
الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
- 3اإللتزام بالقواعد :وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام,
ويقرر فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات.
- 4وحدة األمر /وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير.
- 5وحدة اإلتجاه :ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة,
وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد.
- 6خضوع األفراد للمصلحة العامة :وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع
المصالحة العامة أو األهداف العامة للمنظمة ,وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته.
- 7المكافآت :يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات.
- 8المركزية :ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها ,وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى ,وتحكمة ظروف
وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ,ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة.
-9تسلسل القيادة :يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي.
-10النظام :ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين ،نظام مادي يعني
بوضع اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل ,ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في
المكان المناسب ,كما يتهم بتنسيق الجهود ,وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم.
- 11العدالة :يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم ,وأن يلتزم كل
منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه.
- 12االستقرار الوظيفي :ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة ,كما يؤكد على أن المنظمات
الناجحة هي المنظمات المستقرة.
-13المبادأة :المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها ,ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء
الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار.
- 14العمل بروح الفريق :يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة ,والتعاون بين الرئيس
والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية .وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك
العاملين.
ثالثًا :وظائف اإلدارة
حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على الصفات الواجب توافرها في اإلداريين كما قام بتصنيف وظائف
اإلدارة إلى خمسة وظائف هي :تنبؤ ،تخطيط ،تنظيم ،إصدار األوامر (القيادة) ،تنسيق و رقابة.
التنبؤ والتخطيط:أي تحضير المستقبل بصورة عقالنية.
9
التنظيم:بمعنى تخصيص مختلف المواد الضرورية من اجل أداء مهام المؤسسة وبالتحديد من اجل الحصول على
المواد،األدوات،األموال،اليد العاملة.
القيادة:التمكن من الحصول على اكبر مردودية ممكنة من طرف أعضاء المنظمة .
التنسيق:أي تزامن مختلف المهام داخل المؤسسة من اجل ضمان اكبر انسجام وفعالية.
الرقابة:تتمحور أساسا في مراقبة مدى احترام البرامج المسطرة مسبقا لقواعد العمل المتفق عليها داخل المنظمة.
وقد كرس هنري فايول جانبًا من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف .وقد كان ألفكاره وما تركته من
أثر مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي تركته أفكار فريدريك
تايلور في الفكر اإلداري األمريكي.
االنتقادات الموجهة للعالم هنري فايول:
لقد ركز فايول على نقطة عظيمة االهمية هي المبادىء االساسية التي يمكن استخدامها وتطبيقها في جميع النشاطات
االجتماعية من ابسط االعمال الفردية وانتهاء بعمل اكبر المؤسسات او الشركات اذ انها تدعو جميعها الى افضل
سبل التعاون المشترك كما انها تنص على نشر العدالة بين العمال داخل المؤسسة.
اال ان نظريت فايول تعرضت لعدة انتقادات حيث:
-ان تعارض بعض المبادىء االدارية مع البعض االخر النها لم تقم على التجربة مثل تعارض مبدا نطاق االشراف
ومبدا التقليل من عدد المستويات التنظيمية والتعارض بين مبدأ الوحدة ومبدأ التنسيق.
-النظر إلى التنظيم بأنه نظام مغلق ال يتأثر بالبيئة وال يؤثر فيها.
-أغفلت نظرية التنظيم اإلداري الجوانب النفسية واإلنسانية لإلفراد.
-عدم وضوح مصطلحات ودالالت بعض المبادئ إذ لم يوضح فايول ما الذي يقصده بالمبدأ بالتحديد.
-يجزم بعض رواد ومؤيدي هذه النظرية بصالحيتها في كل الظروف واألزمنة بينما يعتبرها اآلخرون مجرد قواعد
تساعد اإلداريين في بعض الحاالت وليست جميعها.
نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور:
يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ،ويهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في
البداية عامال في مصنع ،ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ،ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي
لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق
أقصى كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة .
ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي
أ -إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من اسلوب الحدس والتقدير ،وذلك من خالل تعريف
طبيعة العمل تعريفا دقيقا ،واختبار أفضل طرق األداء ،وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ،والمدة الزمنية
المطلوبة لتحقيقه
ب -إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية
ج -تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف
د -تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ،بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ،ويتولى العمال التنفيذ.
هـ -ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية
و -إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على
التوجيه الذاتي
أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية ,فإصرار المنظمات
على األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصًا على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنويًا ,جاء على
10
حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تمامًا كاآللة ,تحسب عليه
حركاته ,ويعمل وفقًا لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل ,وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح ,وقد أدى
ذلك إلى مقاومة العمال لهذا األسلوب ,فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة
اإلنتاج على حسابهم ,فعارضوا تطبيقها ,ودخلت النقابات العمالية ,وأخيرًا تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق
مبادئ اإلدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح.
والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية
على المشروع ,ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ,لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد
إدارة المصنع ,بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه.
ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي
تصف مايجب أن يكون ,وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ,وأهملت اإلنسان
والعالقات اإلنسانية داخل التنظيم ,كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع ,ولم تعط
االهتمام الكافي لحقيقة التفاعل والتبادل بين التنظيم
أسس هذه النظرية فريدريك تايلور وهو المؤسس لإلدارة العلمية وكان المنهج الذي يسير عليه هو زيادة اإلنتاج من
خالل زيادة كفاءة عملية اإلنتاج.
نصت اإلدارة العلمية على أنه يجب أن يتم تصميم العمل حتى يكون لكل عامل مهمة تخضع للرقابة الجيدة بشكل
محدد.
قامت نظرية إدارة تايلور على أن المديرين ال يعتبروا فقط أفضل من الناحية الفكرية من الموظفين العادين ،لكنهم قد
يؤدوا الواجب اإليجابي باإلشراق على الموظفين ويقوموا بتنظيم األنشطة الخاصة بالعمل.
اعتمد تايلور في اإلدارة الخاصة به على دراسة الوقت في إعداد خطوط اإلنتاج وإيجاد أفضل الطرق التي تساعد
على قيام العمل وقسم كل وظيفة إلى مكونات رئيسية.
حاول تايلور أصحاب األعمال بأن يدفع العمال نسبة أعلى للمساعدة في زيادة اإلنتاجية وذلك لتحسين اإلنتاجية
والكفاءة.
ان فكرة االدارة العلمية والتي اخذت ضجة كبيرة في اذهان مسيري اعمال المصانع ،حيث يقول تايلور في جوهر
نظام االدارة العلمية للعمل يعني ثورة كاملة في اذهان العمال.ثورة كاملة بمعنى كيفية تصورهم لواجباتهم اتجاه
مستخدميهم النظام يعد كذلك بمثابة ثورة كاملة لدى اإلداريين في المصانع .حسب تايلور فان فكرة تنظيم االنتاج تهده
حسبه الى التوضيح ان مصلحة المستخدمين والعمال يمكن ان تكون متقاربة عوض ان تكون متنافرة.
حيث يقول انه عوض ان يتصارع هؤالء على كيفية تقسيم القيمة المضافة بما ال يقومون بالتحاد فيما بينهم من اجل
رفع هذه القيمة المضافة وتحسين نصيبهم منها ويرى انه بامكانه ان يجمع بين طموح المستخدمين والعمال في ان
واحد مما من شانه ان يحقق رفاهية واستقرار اجتماعي دائم.
كان تايلور حقا قادرا على السيطرة الشبه كلية على تقنيات االنتاج،وكذا على معظم المسائل االدارية والمتعلقة
بالمستخدمين مثل تقسيم المهام وتحديد مستوى كل مهمة والقدرة على المراقبة الجيدة .وليستمر هذا التقدم ينبغي
حسب تايلور اجراء دراسة علمية للعمل التي ينبغي ان تصل الى التنظيم العلمي للعمل TOSانطالقا من هذه
الطريقة في تنظيم االنتاج يعتقد تايلور ان مصالح العمال والمستخدمين يمكن ان تكون متقاربة وليست متنافرة.
ويمكن ان نقول ان اإلدارة العلمية هي:
- 1إحداث ثورة عقلية لدى اإلدارة العلمية والعمال وإحالل األساليب العلمية من المفاهيم القديمة.
-2استخدام الطرق العلمية في اختيار وتدريب العمال.
-3العمل على توظيف جو من التعاون بين العمال واالدارة.
11
-4التركيز على وظيفة التخطيط وفصلها على وظيفة التنفيذ.
-5تطبيق مبدا التخصص في وظائف االشراف.
المبادىء التي جاء بها تايلور:
- 1-التقسيم االفقي للعمل:يقوم هذا المبدا على تقسيم العمل الى وحدات اختصاص في المهام وفي دراسة الوقت الالزم
النجاز المهام وهذ من اجل التوصل الى احسن الطرق للعمل.
-2-التقسيم العمومي:
يقصد به االختيار العلمي للعمال عن طريق دراسة خبرتهم أي عن طريق اختيار العمال المنظبطين والعمال
المبدعيين للعمل.
وهو المبدا الذي اعتمده تايلور من اجل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
-3-نظام االجرة والمردودية:
تتمثل في إعطاء مكافئات في العمل وهذا بغرض رفع درجة االنتاجية عن طريق تحفيز العامل حيث يسعى الى
فرض االجرة بالقطعة حيث ان هذه الطريقة ترفع بصورة معتبرة درجة تحفيز العمال ومضاعفة مجوداتهم ألنهم
سيقومون برفع أجورهم من هذا العمل.
-4-مبدا المراقبة في العمل:
انطالقا من هذه المبادىء السابقة الذكر كل تصرف وكل حركة يقوم بها العامل في ايطار عمله نجدها مراقبة وهذا
ما ادى الى وضع داخل المصانع ما يسمى بالمراقب الذي توكل له مهمة مراقبة العمال في العمل.
اهم االنتقادات الموجهة للعالم تايلور:
من بين االشياء االيجابية التي جاء بها تايلور كونه اعطى فكرة مفادها التقليل من التبذير في المؤسسة من تبذير في
المواد والوقت والجهد وغيرها.
وكذلك نجد أجابياته هو في محاولته من رفع اإلنتاجية للعامل عن طريق محاولة في تحسين التسيير.كذلك جاء بفكرة
التخصص في العمل وتقسيمه.
هناك انتقادات للنظرية التايلورية نتجت عنها سلبيات نذكر منها:
*استغالل العامل واعتباره كآلة .
* عدم مراعاة الجانب النفسي لإلنسان.
*عدم التشجيع على المبادرة في اإلبداع.
*انعدام الجودة في اإلنتاج و قلة المهارة
*انعدام المبادرة الشخصية للعمال في اإلنتاج
*إهمال العمل الجماعي الذي يعتبر اليوم عامل هام في المنظمة الحديثة.
*إلغاء المبادرة والتسيير الذاتي
*عدم التشجيع على المبادرة في اإلبداع.
*تجاهل دور النقابات العلمية حيث ان التعامل بين الدارة والعامل يحدث بدون تدخل النقابات.
النظرية البروقراطية ماكس ويبر:
نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية ,وقد هدف فيبر من نظريته عن
البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي.
وكان ويبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي ( )Ideal Typeللتنظيم والذي يقوم على اساس
من التقسيم االداري والعمل المكتبي.
12
ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيًا لما تتضمنه من معان متعددة ,وفق الهدف من استعماله,
وذلك أن مصطلح البيروقراطية ( )Bureaucracyيتكون من كلمتين Bureauبمعنى مكتب و Cracyبمعنى
حكم ,والكلمة في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب ,وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب
ممارسة العمل اإلداري من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم ,ومن جهة أخرى ,فإن
كلمة Bureaucratsتعني الموظفين المكتبيين ,أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب
الحكومية.
وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها ,فعلى سبيل المثال :
-1قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخمًا يتسم بخصائص ومميزات معينة.
-2وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو
التنظيمات اإلدارية.
-3وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام ,أو التنظيم اإلداري الحكومي.
-4وقد تعني البيروقراطية الدور ( )Roleالذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ
السياسة العامة في الدولة.
- 5يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة
الهرمية ( )Hierarchicalفي التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل.
-6هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد ( )Rulesواإلجراءات
المحددة سلفًا.
- 7قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي
تحديد الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة.
- 8قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدرًا للروتين وتعقيد
اإلجراءات وصعوبة التعامل مع الجماهير.
خصائص النظام البيروقراطي:
فحسب ماكس ويبر النظام البيروقراطي يحقق أعلى قدر من الكفاءة من خالل الخصائص التالية:
- 1تقسيم العمل
-2الفصل بين أعمال الموظف الخاصة والعامة
-3شغل الوظيفة على أساس التعيين وليس الترشيح
- 4اختيار الموظف األكثر كفاءة في تنفيذ متطلبات الوظيفة
- 5الترقية على أساس االقدمية أو اإلنجاز أو االثنين معا.
- 6أداء الموظف يجب أن يراقب.
- 7حق الموظف في راتب مجزي وعالوة.
دراسات ماكس ويبر
يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر ,فيما يتعلق بالدراسات
التنظيمية واإلدارية ,هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب
وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات ,وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح
لماذا يطيع األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ ...ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقًا للتعليمات التي تنساب
إليهم في حدود األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب
إكساب الشرعية لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع.
13
النوع األول :السلطة البطولية
النوع الثاني :السلطة التقليدية
النوع الثالث :السلطة القانونية الرشيدة.
وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع ,مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد
فكان ماكس ويبر يهتم بالدراسات المتعلقة بالتنظيم واإلدارة وأوضح ماكس في دراسته الفرق بين هذه النظرية بحيث
ذكر أن النوع األول يركز المواصفات الشخصية ،أما النوع الثاني فهو يركز على ممارسة السلطة من خالل مواقع
التنظيم ،أما النوع الثالث فهو يركز على ممارستها من خالل الشكل البيروقراطي.
السلطة البطولية
يمارس هذا االسلوب السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد ,ولذلك استخدم كلمة
Charismوهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى اإلنسان بمواصفات غير عادية ,وتمكنه من
ممارسة سلطاته باألسلوب الذي يحقق له قدرًا هائال من ضبط النفس ,وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في
التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل .وقد أدى هذا
إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة.
السلطة التقليدية
أما فيما يتعلق باألسلوب الثاني القائم على " العالقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم.
وكثيرًا ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة ,وقد ضرب ماس فيبر في بحوثه الكثير
من األمثلة التي توضح هذه األسلوب ,ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة,
وأوضح أن المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن.
السلطة القانونية الرشيدة
أما األسلوب الثالث ,وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم
وهو التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة ,ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف
الوحدات في المجتمعات المعاصرة ,ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من
القواعد واإلجراءات .هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه
أثناء الفترة الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته ,وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي
تمارس من خالل المراكز التي تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة ,وهي التي
أطلق عليها ماس فيبر كلمة بيروقراطية.
خصائص النظرية البيروقراطية :
ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من
الكفاية إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة
القائمة على التخصص وتقسيم العمل ,وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية
الضخمة.
ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية:
-1هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميًا وثابته ,وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت
الوظيفية.
- 2توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات
رسمية وبطريقة ثابتة ومحددة.
14
-3توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقًا لقواعد واضحة
ومحددة ,وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف ,ونوع تلك السلطة.
- 4هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان
مؤهًال ألداء تلك المهام.
-5ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكًال هرميًا وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة,
حيث تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا .ويسمح هذا النظام
للعاملين أو المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة
ومحددة ,ويسود هذا التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة ,العامة والخاصة على حد السواء.
- 6تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ
بالوثائق والمستندات ,وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات
ووقائق (ملفات) يكونون مكتبًا.
- 7يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف ,بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل
ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة ,وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن ُتفصل
تماما عن الملكية الشخصية للموظف.
- 8إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب ,ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل
نشاط وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة
لوقت الموظف وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة.
- 9تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي ,كذلك
تستخدم اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها ,كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد
واإلجراءات كلما ارتفعت خبرته وكفاءته.
وتلك هي خصائص النظرية البيروقراطية كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم
نظرية مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي.
ومن ثم ,فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في
اإلدارة والسلوك التنظيمي ,كل ذلك في إطار مايجب أن يكون ,كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي ,أهمها:
السرعة ,اإلنضباط ,االستقرار ,االستمرارية ,الدقة في تطبيق مبدأ التخصص ,تقسم العمل ,المعرفة في مسائل
المستندات ,الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي ,الخضوع الكامل للرؤساء ,تخفيض اإلحتكاك بين
األفراد وتخفيض التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل.
ًا
مما سبق ,يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تمام عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها
وبين انخفاض الكفاءة ,وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير.
وقد كانت معظم التحليالت الناقدة للنموذج ,والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه ,تدور في إطار
المنظمة الواحدة ,وقد أوضحت هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة
القدرة على التنبؤ ,فهي تؤدي أيضًا إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية ,وإلى تقييد
كفاءة األداء ,فهناك إذن ,آثار سلبية غير متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم
15
مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير:
يمكن حصر اهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات
مساهمات النظرية التنظيمية لهنري فايول :
ان في تكوين نظرية اإلدارة الشمولية خطوات كبيرة ساهمت في تطوير اإلدارة وخروجها من األزمات تتركز هذه
المساهمات في اآلتي:
ـأـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى -:فنية كاإلنتاج.ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة
مالية كالحصول على رأس المال ،االستخدام األمثل له تأمينية كحماية األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف
واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة
ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه ،ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة
والخاصة بكل مشروع ،ومن أهم هذه المبادئ التخصص ،وحدة األمر ،السلطة والمسؤولية ،االلتزام بالقواعد،
المركزية ،تسلسل القيادة ،العدالة ،العمل بروح الفريق ،خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة .
مساهمات النظرية العلمية فردريك تايلور:
أرسى تايلور قواعد حركة اإلدارة العلمية ،فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها ،وهو الذي أعلن األهداف الحقيقية
التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة والعمال ،وإقناع
الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها.
وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية وهي:
1ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل
2ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي.
3ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية.
4ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل ،وقيام العمل بالتنفيذ.
مساهمات النظرية البيروقراطية لماكس ويبر:
ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي:
أـ تدرج السلطة :ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى
أسفل ،ويكون محل فرد مسؤًال أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه.
ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف.ج ـ ارتفاع درجة الرسمية :ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة
مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة.
د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة
محددة ودقيقة عن المنظمة.تقييم المدخل الكالسيكي:مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة
إسهامات إيجابية ال زالت سارية حتى اآلن ،واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدًال من الطرق العشوائية
سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب.ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها
بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية تحسين اإلنتاج فقط ،األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن
العشرين بين العمال وأصحاب العمل
وكذلك افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظاًما مغلًق ا ال يتأثر بالعوامل الخارجية ،وكذلك افتراض
وجود وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمًال أألثر.
16
اإلنتقادات الموجهة إلى المدرسة الكالسيكية:
يمكن حصر اهم االنتقادات الموجهة لمدرسة حيث نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد ،
يلتزم بالقوانين واألنظمة ،وأنه إنسان مادي سلبي ،وغير محب للعمل بطبعه ،ولكن يمكن استثارته وحفزه بواسطة
المادة وتجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري والعاملين ،وبين العاملين وبعضهم البعض ،وبين
العاملين والسلطة.
و لم تهتم بالحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية للفرد والعامل ،ونظرت إليه نظرة مادية بحته كأداة من أدوات
اإلنتاج.
كما ركزت على السلطة والقوانين الرسمية ،ولم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات اإلدارية وغيرها
مما أدا الى افتعال سلبيات مباشرة على االفراد نذكر بعض منها :
* االلتزام الحرفي باألنظمة والقوانين والجمود في سلوك األفراد.
* عدم التعامل مع منسوبي المنظمة كأفراد لهم رغبات وميول وعواطف وأحاسيس.
* فرض نظام على األفراد قد يدفعهم إلى االكتفاء بالحد األدنى من األداء .
*وجود أنظمة وإجراءات صارمة قد تدفع األفراد إلى مقاومة أي نوع من أنواع التغيير الذي ترغبه المنظمة
*قد يلجأ األشخاص إلى تجنب المسؤولية واتخاذ القرارات أو اختيار البدائل فقط التي تتناسب مع األنظمة والقوانين .
ولتفادي سلبيات الفكر الكالسيكي لإلدارة نقترح اتباع منهاجية في التسيير حسب ما يلي :
- 1ضرورة أستعمل منهجية :ليس من عادتنا السيما في اإلدارة البوليسية أين يفضل العمل الفوري أو اآللي اعتماد
طريقة عمل طريقة عمل دقيقة أو منهجية صارمة ألنها قد تظهر غير مجدية و مكلفة في نفس الوقت.
بالرغم من ذلك هنالك مناهج بسيطة و يمكن تكييفها مع نوع األعمال التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة معتبرة في
الفعالية ،إن الوقت الذي نستغرق في استعمال طريقة ما يتوقف على نوعية القرار المراد بلوغه .
- 2منهج بسيط و عام :المنهجية التي اخترناها هنا بسيطة و يمكن تكييفها مع نشاطات التسيير غير البسيطة و غير
الروتينية تتمثل هذه الطريقة في خمس مراحل كالتالي :
أ – قبل العمل :
-1معرفة الوضع ،جمع الوقائع ،دراسة أو تحليل األسباب .
-2تحديد األهداف .
-3إختيار الحلول ،إتخاذ القرار .
-4التطبيق ،تنظيم ،و التخطيط للعمل .
ب -خالل و بعد العمل :مراقبة و تقييم من أجل معرفة أين وصلنا و إمكانية تصحيح شيء إذا اقتضى األمر.
هذه المراحل الخمس تتناسب مع وظائف :
-1القيادة :تحديد األهداف ،اتخاذ القرار.
-2التنظيم :تطبيق ،تنظيم ،تخطيط .
-3المراقبة :فهم ،تقييم -.جمع الوقائع -دراسة األسباب ماذا يجري ولماذا ؟.
-ما هي النتائج التي أتمنى بلوغها ؟.
-أخذ القرارات.
-نظم – خطط – من – متى – أين – كيف – مع من
17
نتائج المدرسة الكالسيكية وآثارها :
ومما سبق نرى أن فايول كان معنيا باإلنتاجية على مستوى التنظيم وليس على مستوى العمل المطلوب وكما كان
معنيا أيضا باإلدارة العامة ال باألقسام أو باإلشراف ومعنيا بالرقابة العامة ال بتفصيل العمليات وقد يكون فايول من
خالل خبرته كمدير عام إطارا عمليا للمناجمنت وكان يأمل في صالحيته أينما وضع للتطبيق وكان أول من أوضح
أهمية المناجمنت وضرورة تطبيقه في المؤسسات لضمان استمرارها ورقيها غير أنه لم يقدم إال اإلطار الشكلي
للمناجمنت دون مضمونه.
ومن خالل ما سبق يمكننا أن نالحظ بوضوح على أن المناجمنت التقليدي كمرحلة أولى لظهوره كان يهتم فقط
بالمشاكل ذات الطبيعة الروتينية :التنفيذية ،التشغيلية ،يعني قصيرة المدى وهذا مادفع بظهور المدارس الحديثة
18
الخاتمة العامة
تعددت المدارس االقتصادية ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي عرفنا أفكارها ونشأتها بإداراتها
الثالث ( العلمية و التنظيمية والبيروقراطية ) التي ركزت على عنصر العمل فال يمكننا إنكار مساهماتها التي أدت
إلى بروز مدارس أخرى ،و دور روادها في انطالق التسابق الفكري في ما يخص اإلدارة والتسيير فبضلها
ظهرت المدرسة اإلنسانية والسلوكية والكمية .حيث اهتمت كل منهما على العامل أكثر منه على العمل.ثم ظهرت
عدة مدارس حديثة التي حاولت بدورها تكميل النقائص والسلبيات النظريات والمدارس السابقة وكل هذا من اجل
تنظيم وسير حسن لإلدارة والمؤسسات كالمدرسة علم اإلدارة ،نظرية النظم ،المدرسة اليبانية ،المدرسة الموقفية ،
بحيث إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر
االقتصادي وقاموا بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل
مدرسة استمدت أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته .
المراجع و المصادر:
احمد صقر ،تاريخ النظرية االقتصادية ،ليبا طبعة 7]1[ 2000ص
المهدي الطاهر ،مبادئ ادارة الحديثة ،دار الثقافة ونشرعمان طبعة 24]2[ 2002ص
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة 16]3[ 1998ص
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة ]4[ 1998ص 19
محمد قاسم القريوتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االداديمية طبعة 23]5[ 1998ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 13]6[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 23]1[ 2004ص
المهدى الطاهر ،مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة 13]2[ 2002ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 26]3[ 2004ص
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة 35]4[ 2005ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 38]5[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 42]6[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 45]7[ 2004ص
المهدى الطاهر ،مبادئ ادارة االعمال ليبيا طبعة 27]1[ 2002ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 33]2[ 2004ص
" .مبادئ إدارة األعمال" ،الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة .2002
" .مبادئ اإلدارة الحديثة " ،محمد قاسم القريوتي ،عمان طبعة .2005
" .تاريخ النظرية االقتصادية" ،الدكتور احمد صقر،اإلسكندرية طبعة .2005
" .اإلدارة والمهارات" ،دكتور احمد ماهر ،مكتبة األكاديمية طبعة .1998
19