You are on page 1of 12

‫القيادة من منظور جديد‬

‫ثوان‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫القيادة يف ثوبها اجلديد لي�ست جمرد فن‪ ،‬وال خياالت ور�ؤى‬
‫نبد�أ �أعداد ال�شهر الرابع لعام ‪ 2019‬من ملخ�صات‬
‫و�شعارات‪ ،‬بل علم يقوم على فهم العقل الب�شري وا�ستيعاب‬
‫علمي يتناول الأن�شطة‬
‫تعليمي ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫بكتاب‬
‫«كتاب يف دقائق» ٍ‬
‫قدراته يف كل حاالته وحت ُّوالته‪ ،‬فالطرق والأمناط ال�سلوكية‬ ‫التعليمية الف ّعالة التي ميار�سها الطالب منفردين‪ ،‬ومع‬
‫التي نت�ص َّرف ون�ستجيب ونتفاعل بها تنتجها عمليات معرفية يف‬ ‫املع ِّلمني �أي�ض ًا‪ ،‬وهو بعنوان‪« :‬مه ّمات التعليم الأ�سا�سية»‬
‫غاية الدقة واخل�صو�صية‪ ،‬فما قد يح ِّفزنا ويحبطنا‪ ،‬وم�ستويات‬ ‫ت�أليف‪ :‬نان�سي �أخافان‪ُ ،‬تر ِّكز امل�ؤلفة على الواجبات التي‬
‫ا�ستجابتنا للتهديدات واملكاف�آت؛ ك�أفراد وجماعات‪ ،‬يعتمد على‬ ‫تدعم امل�شاركة يف قلب الف�صول الدرا�سية والأعمال اليومية‪ ،‬ب�صفتها حلق َة الو�صل‬
‫تلك ال�شبكات الع�صبية الدقيقة التي تثور ومتور يف ر�ؤو�سنا‪.‬‬ ‫التي تربط الطالب مبع ِّلميهم الذين يحفزونهم وهم يج ِّربون وميار�سون عملية‬
‫ترتكز منهجية ريادة العقل الب�شري على ت�سعة مبادئ تقودنا‬ ‫التعلُّم‪ .‬بداي ًة‪ ،‬ي�ساعد املعلم طال َبه على �إجناز مه َّم ٍة ما لزيادة فر�صة ا�ستيعاب‬
‫�إىل ق َّمة الأداء‪ .‬تتع َّلق الثالثة الأوىل بالأداء الفردي وا�ستدامته‪،‬‬ ‫نف�سها يف �أداء مه َّمة جديدة �إىل �أن َ‬
‫ميلك‬ ‫املعلومات َ‬
‫ِ‬ ‫املعلومات اجلديدة‪َّ ،‬ثم ِّ‬
‫يوظف‬
‫وتهت ُّم الثالثة الثانية بكيفية و�آلية �إدارة العقل وتطويره‪ ،‬وتركز‬ ‫مفاتيح هذه املعلومات من خالل امل�شاركة‪ ،‬وهذا يعني �أنَّ امل�شاركة وامله َّمات‬‫َ‬ ‫الطالب‬
‫ُ‬
‫الثالثة الأخرية على تكوين فرق متم ِّيزة قادرة على ارتقاء ق َّمة‬ ‫جناح التعلُّم اجلماعي‪.‬‬
‫ت�شكالن حج َر الزاوية الذي يقوم عليه ُ‬
‫الأداء الفردي واجلماعي‪.‬‬
‫ت�ؤ ِّكد امل�ؤلفة �أي�ض ًا �ضرورة التح ُّول من التعليم �إىل التدريب‪ ،‬حيث ال يتح َّقق التعلُّ ُم‬
‫الف ّع ُال �إال عندما ي�ؤدي الطالب‪-‬ولي�س املـع ِّلم‪ -‬امله َّمات التعليمية ب�أنف�سهم‪.‬‬
‫املبد�أ الأول‪ :‬اعرف جمالك املنا�سب‬ ‫فاملدرِّبون ُير�شدون املتدرِّبني �إىل الطريق َّثم يرتاجعون لينطلق الطالب يف م�سريتهم‬
‫�أهم �س�ؤال يجب �أن نطرحه على �أنف�سنا هو‪ :‬كيف ن�صل �إىل ق َّمة‬ ‫ويج ِّربوا ب�أنف�سهم ولأنف�سهم‪ .‬هذا ال يعني �أنهم يتخ ّلون عن طالبهم‪ ،‬بل يراقبونهم‬
‫�أدائنا؟ يف عام ‪ 1908‬اكت�شف عاملا النف�س «روبرت ياركز»‬ ‫ويوجهونهم ويطرحون عليهم �أ�سئل ًة ت�ساعدهم على‬ ‫عن كثب وي�شحذون طاقا ِتهم ِّ‬
‫ت�أ ُّمل ما اكت�سبوه من خربات ب�أنف�سهم‪ .‬املعلمون النابهون ُيدركون �أنَّ الأيدي العاطلة‬
‫و«جون ديلينجهام دود�سون» �أن تعري�ض الفئران ل�صدمات‬
‫تن�سخ ال ُت ِبدع‪.‬‬ ‫َ‬
‫العقول التي ُ‬ ‫لي�ست كالأيدي العاملة‪ ،‬و�أنَّ‬
‫كهربائية معتدلة �أدَّى �إىل حت�سني �أدائها يف اخلروج من املتاهات‪،‬‬
‫وحني زادت ق َّوة ال�صدمات‪ ،‬تراجعت قدرات الفئران ب�شكل كبري‬ ‫يف ملخ�ص كتاب «الدوافع‪ :‬كيف ت�ش ِّكل الطبيعة الب�شرية خياراتنا الإيجابية» يق ِّرر‬
‫وانتابها اخلوف وحاولت الهرب‪ ،‬وقد �أ�شار «ياركز» و«دود�سون»‬ ‫َ‬
‫ال�سلوك‬ ‫امل�ؤلفان بول لوران�س ونيتني نوريا �أنَّ هناك �أربعة دوافع فطرية ت�ش ِّكل ِّ‬
‫وتوجه‬
‫ومنبهات للخطر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مثريات‬
‫ٍ‬ ‫�إىل �أن ال�صدمات الكهربائية �ش َّكلت‬ ‫كل حاالته وت�ص ُّرفاته‪ ،‬وهي دافع الك�سب والفوز؛ �أي اقتناء املمتلكات‬ ‫الب�شريَّ يف ِّ‬
‫وهي نف�س امل�شاعر التي ن�س ِّميها «�ضغوط ًا»‪ .‬من دون القدر املنا�سب‬ ‫املالية والعينية واملعنوية‪ ،‬ودافع الرتابط والتوا�صل؛ �أي �إقامة وتوطيد العالقات‬
‫من الإثارة‪ ،‬ف�إننا ن�شعر بامللل وعدم قيمة العمل‪ ،‬وحني تزيد‬ ‫الإن�سانية واالجتماعية‪ ،‬ودافع التعلُّم والنمو؛ �أي اكت�ساب املعرفة والتم ُّيز من خالل‬
‫معي‪ ،‬ف�إن تركيزنا يرتاجع ا�ستجابة لل�ضغوط‬ ‫الإثارة على ح ٍّد َّ‬ ‫املعلومات‪ ،‬و�أخري ًا الدفاع والأمن؛ �أي الوقاية من املخاطر احلقيقية واالفرتا�ضية‪.‬‬
‫ون�شعر باخلوف ونحاول الهرب‪.‬‬ ‫وتلعب هذه الدوافع الأربعة دور ًا مه ّم ًا يف جميع خياراتنا وقراراتنا وحتديد �أولو َّياتنا‪.‬‬

‫�أ ّما كتاب «العقل الرائد‪ :‬ا�سرتاتيجيات علمية لبلوغ ق َّمة الأداء» فيطرح منظور ًا‬
‫جديد ًا للقيادة التي مل َت ُعد جم َّرد فن وال خياالت ور�ؤى و�شعارات‪ ،‬بل هي علم يقوم‬
‫على فهم العقل الب�شري وا�ستيعاب قدراته يف ِّ‬
‫كل حاالته وحت ُّوالته‪ُ .‬ي ِّبي امل�ؤلفان‬
‫فردريكيه فابريتي�س وهانز دبليو هيجمان �أنَّ الطرق والأمناط ال�سلوكية التي‬
‫نت�ص َّرف ون�ستجيب ونتفاعل بها‪ ،‬تن ُتج عن عمليات معرفية يف غاية الدقة والتف ُّرد‪،‬‬
‫فما قد يح ِّفزنا ويحبطنا‪ ،‬وم�ستويات ا�ستجابتنا للتهديدات واملكاف�آت‪ ،‬ك�أفراد‬
‫وجماعات‪ ،‬يعتمد على تلك ال�شبكات الع�صبية الدقيقة التي تتفاعل يف مقدمة‬
‫ر�ؤو�سنا‪ .‬فما كنا نعرفه عن الكيمياء الع�صبية والتفاعالت الدماغية ي�ساعدنا على‬
‫الو�صول �إىل �أف�ضل حاالتنا‪ ،‬من خالل عنا�صر حيوية ميكن �أن جتتم َع لته ِّي َئ لنا‬
‫فر�ص النجاح‪ ،‬فن�صبح ح ّق ًا و�صدق ًا من ذوي العقول الرائدة‪.‬‬
‫َ‬

‫جمال بن حويرب‬
‫المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪2‬‬
‫بلوغ ذروة الأداء‬
‫يكتنز العقل الب�شري ما يقرب من تريليون خلية ع�صبية‪،‬‬
‫ورغم �أن تلك اخلاليا تتزاحم داخل العقل‪ ،‬ف�إنها حتافظ‬
‫على م�سافات دقيقة فيما بينها ُت�س َّمى نقاط التوا�صل‪،‬‬
‫وتر�سل �إ�شارات ُت�شبه الناقالت الع�صبية‪ .‬غياب االت�صال بني‬
‫اخلاليا الع�صبية مينحها قدر ًة على بناء دوائر جديدة ت�س َّمى‬
‫امل�سارات الع�صبية‪ ،‬وهذه امل�سارات ت�صبح �أكرث و�ضوح ًا ك َّلما‬
‫ا�ستخدمناها‪ ،‬لأن اخلاليا التي تتوا�صل تتفاعل‪ ،‬يف حلظات‬
‫ق َّمة الأداء‪ ،‬تفرز خاليا املخ ماد ًة كيميائي ًة و ُتنتج الفرح‬
‫واملرح‪ .‬لكي ت�صل �إىل ذروة �أدائك‪ ،‬عليك �أن تبتهج ومترح‬
‫وتعي�ش جترب ًة مفعمة بالر�ضا وال�سعادة‪ ،‬وحل�سن احلظ �أن‬
‫املخ يُفرز مواد كيميائية �أخرى تدفعنا �إىل املخاطرة وتق ُّبل‬
‫التحديات وحت ِّفزنا �إىل مواجهة �أ�صعب املُه َّمات‪.‬‬

‫كيف نزيد معدَّ الت الأداء؟‬


‫الوعي بالذات‬
‫الريا�ضة وال�سفر والرتويح عن النف�س‪،‬‬ ‫‪ .2‬حني ت�شعر بامللل وعدم االن�سجام وغياب‬ ‫‪ .1‬حني ت�شعر بقليل من اخلوف‪ ،‬ولي�س‬
‫ف�أداء الأعمال الب�سيطة واملريحة بطريقة‬ ‫احلافز ب�سبب �سطحية امله َّمة املطلوبة‬ ‫بالفزع طبع ًا‪ ،‬ف�إن امل�ستوى املتو�سط من‬
‫تلقائية يخ ِّل�صنا من م�شاعرنا ال�سلبية‬ ‫معدل �إفراز هرمون ال�سعادة‬ ‫منك‪ ،‬يقل َّ‬ ‫والتوج�س يدفعك �إىل مزيد من‬
‫ُّ‬ ‫الوجل‬
‫الناجتة عن الإجهاد وعدم التح ُّكم‬ ‫يف املخ‪ ،‬فيرتاجع الأداء وت�صبح بحاجة‬ ‫الت� ُّأهب واال�ستعداد‪ ،‬وال�سري يف االجتاه‬
‫مبقاليد الأمور‪.‬‬ ‫�إىل �شيء من التغيري يف التفكري‪ ،‬وملمار�سة‬ ‫ال�صحيح‪.‬‬

‫املبد�أ الثاين‪ :‬حت َّكم يف م�شاعرك‬


‫هناك منطقتان رئي�ستان تتناف�سان على التح ُّكم يف عقلك‪ :‬املنطقة‬
‫الأوىل عقالنية ت�سري باملنطق‪ ،‬واملنطقة الثانية عاطفية تقودها‬
‫امل�شاعر الهوائية الف َّيا�ضة‪ ،‬ويف �أي معركة بني هاتني املنطقتني؛ ينهزم‬
‫العقل �أمام العاطفة‪ .‬حني نواجه تهديد ًا ف�إن الق�شرة اجلبهية املنطقية‬
‫تغلق �أبوابها‪ ،‬وحني نواجه مكاف�أة �أو ن�سمع خرب ًا �سعيد ًا ف�إن قدراتنا‬
‫تتح�سن ب�شكل تلقائي‪.‬‬
‫الذهنية َّ‬
‫�إدارة امل�شاعر‬
‫ميكننا التح ُّكم يف م�شاعرنا بتغيري منط تفكرينا‪ ،‬والتح ُّول من رد الفعل‬
‫�إىل اال�ستجابة الواعية لل�ضغوط‪.‬‬
‫‪ ‬منـــط احليــــاة ال�صـــحي‪ :‬ملقاومة ال�ضغوط عليك �أن ت�أكل طعام ًا‬
‫�صحي ًا ومتار�س الريا�ضة‪ ،‬وتنام طوي ًال‪.‬‬
‫‪ ‬قوة الإيحــاء‪ :‬رغم �أن العقل يقود اجل�سم‪ ،‬ف�إن قنوات االت�صال‬
‫بينهما ثنائية االجتاه‪ ،‬ف�إذا كنت ت َّتخذ و�ضعية ج�سدية تن ُّم عن الثقة‬
‫بالنف�س �أو تبت�سم ب�سعادة‪ ،‬ف�إن عقلك �سيحوِّل رد الفعل امل�صطنع �إىل‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫الع�صيبة وا�ستبدالها بتحدِّيات قابلة للن�ضج‬ ‫من اال�ستجابات الإجنازية ويق ِّل�ص ال�ضغوط‬ ‫ا�ستجابة حقيقية‪.‬‬
‫والتفعيل والت�شغيل‪.‬‬ ‫النف�سية ويح ُّد من احتماالت التع ُّر�ض لالكتئاب‪.‬‬ ‫‪ ‬املعانقة وامل�صافحة‪� :‬أثبت علماء الأع�صاب‬
‫ومن�شطات الأداء كما لو كانت‬‫ف ِّكر يف ركائز ِّ‬ ‫التداوي بالتي كانت هي الداء‪ :‬حارب ال�ضغوط‬ ‫�أن العناق وامل�صافحة بحرارة يقلالن ال�ضغوط‬
‫مكوِّنات �صورة ت�ؤهِّ لك للح�صول على جائزة عاملية‪،‬‬ ‫النف�سية بنف�س �أ�سلوبها؛ �إما بت�شتيتها �أو با�ستخدام‬ ‫النف�سية �أكرث من الن�صائح املبا�شرة والكلمات‬
‫فالأدرينالني يح ِّفزك �إىل توجيه �آلة الت�صوير‬ ‫مراكز ق َّوتها ل�صاحلك من خالل‪:‬‬ ‫املهدِّئة‪ ،‬وحني تكون معانقة الآخرين غري‬
‫نحو الهدف ال�صحيح‪ ،‬والدوبامني ي�ساعدك على‬ ‫أعط ا�سم ًا �أو و�صف ًا لر ِّد‬
‫الت�سمية والو�صف‪ِ � :‬‬ ‫‪n‬‬
‫مالئمة �أو غري مقبولة‪ ،‬ف�إن امل�صافحة بالأيدي‬
‫ا�ستخدام خا�صية التقريب حتى ت�صبح لديك‬ ‫فعلك العاطفي الناجم عن ال�ضغط النف�سي‬ ‫تق ِّلل �أي�ض ًا من احت�شاد ال�ضغوط‪.‬‬
‫�شخ�صية قو َّية ومم َّيزة‪ ،‬و�أخري ًا هناك الأ�ستيل‬ ‫لتج ِّرد اجلهاز الع�صبي ال�سلبي من �أ�سلحته‬ ‫‪ ‬قل �شكر ًا‪ :‬تخ�صي�ص جزء من الوقت كل‬
‫ت�صب تركيزك على ب�ؤرة‬ ‫ُّ‬ ‫كولني الذي يجعلك‬ ‫خمك العقالين من ا�ستعادة �سيطرته‪.‬‬ ‫ومت ِّكن َّ‬ ‫يوم للتعبري عن االمتنان للآخرين يزيد معدَّل‬
‫احلدث �أو مركز ال�صورة متام ًا‪ .‬ا�ضبط هذه‬ ‫ال�سعادة مبقدار ‪.٪25‬‬
‫�إعادة ال�صياغة‪ :‬حني ي�صبح اخلطر حتدِّي ًا‬
‫العنا�صر و�ستح�صل على لقطة فوتوغرافية رائعة‬ ‫‪‬ا�ستـــثمر النجـــاح‪ :‬التع ــامـ ــل مع املــهام‬
‫‪n‬‬

‫حمي ًا‪ ،‬ف�إن االنتكا�سة املفاجئة حتمل يف‬ ‫ِّ‬


‫وعمل فني متكامل‪.‬‬ ‫باعتبارها حتديات ال تهديدات يو ِّلد �سل�سلة‬
‫ط َّياتها فر�صة غري متو َّقعة للتم ُّرد على املواقف‬

‫املبد�أ الثالث‪ :‬ا�شحذ تركيزك‬


‫�إذا كنت تعتقد �أنك ت�ستطيع �أداء مه َّمتني ذهن َّيتني يف �آن واحد‬
‫دون �أي �آثار �سلبية يف �أيٍّ منهما‪ ،‬ف�أنت خمطئ كما يقول علماء‬
‫ال�سلوك الع�صبي‪ .‬عقلك مثل عقول كل البالغني‪ُ ،‬متخ ٌم بالتفا�صيل‬
‫لدرجة �أنه ال ي�ستطيع املالحظة وهو يحوم يف الالوعي‪ .‬لتدير عقلك‬
‫وحت ِّوله من خامد �إىل رائد‪ ،‬يجب �أن تعرف من �أين ي�أتي كل من‪:‬‬

‫الرتكيز والت�ش ُّتت‬


‫الق�شرة الدماغية املوجودة يف مقدِّ مة النا�صية (اجلبهة) هي‬
‫امل�س�ؤولة عن املعاجلة املعرفية والذهنية‪ ،‬فهي تتعامل مع «املهام‬
‫التنفيذية» للعقل‪ ،‬كالتفكري املنطقي والتخطيط اال�سرتاتيجي ِّ‬
‫وحل‬
‫امل�شكالت‪ .‬القدرة على التخطيط‪ ،‬واحلفاظ على االنتباه امل�ستمر‬
‫واملر َّكز‪ ،‬كلها مهام تنبع من الق�شرة الدماغية التقدُّمية‪ .‬يتوهَّ ج‬
‫االنتباه حني يكون لدى الق�شرة اجلبهية املزيج املنا�سب من الناقالت‬
‫الع�صبية‪ ،‬والهرمونات‪ ،‬وغريها من التفاعالت الكيميائية‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من الق َّوة التي تتمتَّع بها الق�شرة الأمامية‪ ،‬ف�إنها ال تنجو من‬
‫ت�أثري الت�شوي�ش والت�ش ُّتت‪.‬‬
‫حني يكون الكثري قلي ًال‬
‫�أداء مهام عدَّة يف � ٍآن واحد هو العدو الرئي�س للرتكيز‪ ،‬وهذا لأنه على‬
‫عك�س امل�شاهد والأ�صوات والروائح املزعجة الكثرية التي ال ت�ستطيع‬
‫التح ُّكم بها‪ ،‬ف�إنك ب�أدائك مها َّم عدَّة يف � ٍآن واحد ت�ش ِّو�ش على نف�سك‬
‫مبح�ض �إرادتك‪ ،‬ف�أنت ُت�ضعف طاقتك العقلية عمد ًا وت�ش ِّو�ش تفكريك‪.‬‬
‫�أداء مهام عدَّة يف �آن واحد بال�شكل ال�صحيح‪ ،‬الذي يعتمد ب�شكل كامل‬
‫على العقل �أمر م�ستحيل‪ ،‬لأن عقلك �سينتقل �سريع ًا جيئ ًة وذهاب ًا بني‬
‫املهام‪ ،‬العملية التي تتَّ�سم بعدم فاعليتها وت�أتي على ح�ساب ك ٍّل من‬
‫الرتكيز والإنتاجية‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪4‬‬
‫�أي �أمر �آخر‪.‬‬ ‫وحت ِّول �أجهزتك �إىل الو�ضع ال�صامت‪ ،‬وتر ِّكز‬ ‫حافظ على تركيزك‬
‫ولتحقيق التد ُّفق‪ ،‬ف�أنت بحاجة �إىل هدف‬ ‫ح�صري ًا لدقائق �أو ل�ساعات معدودة على‬ ‫‪ .1‬قا ِوم املُلهيات‪ ،‬بل تخ َّل�ص منها‪� .‬إن مفتاح‬
‫حمدَّد‪ ،‬وحت ٍّد مثايل‪ ،‬ور ِّد فعل وا�ضح وفوري‪.‬‬ ‫التفكري غري امل�ش َّو�ش خالل هذا الوقت الذي‬ ‫الرتكيز الف َّعال هو ت�صفية عقلك ومكتبك من‬
‫يقدِّ م لك الهدف «الأ�ستيل كولني» مل�ساعدتك‬ ‫تق�ضيه وحدك‪.‬‬ ‫�أي م�ش ِّو�شات حمتملة قبل �أن حت ِّول تركيزك‬
‫يف احلفاظ على تركيزك‪ ،‬ويقدِّ م لك التحدِّ ي‬
‫«النورادرينالني»‪ ،‬ويقدِّ م لك رد الفعل دفعة‬
‫الرتكيز يزيد التد ُّفق‬ ‫نحو امله َّمة �أو امل�شكلة التي بني يديك‪.‬‬
‫يحدث �أمر �أقرب �إىل ال�سحر حني تكون قادر ًا‬ ‫‪ .2‬ابحث عن اجلانب املرح وال�شائق فيما تفعل‪،‬‬
‫مكافئة من «الدوبامني»‪.‬‬ ‫ف�إذا كانت مه َّمتك جديدة ومرحة‪ ،‬ف�ستنخف�ض‬
‫على �صد امل�ش ِّو�شات‪ ،‬والرتكيز على امله َّمة التي‬
‫ورغم �ضرورة حتقيق التوازن بني املهارات‬ ‫احتماالت بحثك عن حافز‪ ،‬بعيد ًا عنها‪.‬‬
‫بني يديك‪ ،‬واال�ستمتاع بب�ساطة مبا تفعله الآن‪.‬‬
‫والتحدِّ يات‪ ،‬ف�إن �أف�ضل و�ضع للتد ُّفق يتح َّقق حني‬ ‫خ�ص�ص قدر ًا‬
‫ب�شكل منتظم‪ِّ .‬‬‫‪ .3‬اجتمع بنف�سك ٍ‬
‫هذا ال�سحر ُيعرف با�سم التد ُّفق‪ ،‬وهو حالة‬
‫ت�شعر ب�أنك تواجه حتدِّ ي ًا كبري ًا نوع ًا ما‪.‬‬ ‫من الوقت بانتظام لنف�سك‪ ،‬بحيث تغلق بابك‪،‬‬
‫تنخرط يف �إطارها ب�شكل تام يف �أمر ما م�ستبعد ًا‬

‫املبد�أ الرابع‪ :‬حت َّكم يف عاداتك‬


‫�سواء �أكانت �إيجابية �أم �سلبية‪ ،‬ف�إن العادات القدمية جتذب‬
‫عقلك لأنها تتط َّلب جهد ًا �أقل‪ .‬لذلك ف�إن اكت�ساب عادات‬
‫جديدة قد يكون �صعب ًا‪ ،‬لأنها تدفع عقلك يف البداية �إىل‬
‫بذل جمهود �أكرب وبفاعلية �أقل مما يروقه‪ ،‬ولكن مبج َّرد‬
‫�أن تتم َّكن من تر�سيخ عادة جديدة مكافئة‪ ،‬ف�إن عقلك‬
‫�سيختارها تلقائي ًا بد ًال من العادة القدمية‪.‬‬
‫هكذا تتك َّون العادات‬
‫تتك َّون العادة من ثالثة عنا�صر‪� :‬إ�شارة بدء‪ ،‬وروتني‪،‬‬
‫ومكاف�أة‪� .‬إ�شارة البدء حافز حم َّدد �أو جمموعة من احلوافز‪.‬‬
‫قد يكون هذا احلافز �أي �شيء‪ :‬مكان‪� ،‬أو م�شاعر‪� ،‬أو وقت‪،‬‬
‫�أو حتى كلمة �أو عبارة‪ ،‬واحلافز هو ما ي�ستحثُّ الروتني‪،‬‬
‫والروتني هو العادة نف�سها‪ ،‬وطبيعة الروتني متباينة‪ ،‬فقد‬
‫يكون ب�سيط ًا للغاية‪ ،‬كالعبو�س على �سبيل املثال‪ ،‬وقد يكون‬
‫متو�سط التعقيد �أو معقَّد ًا‪ ،‬كالطريق الذي ت�سلكه ك َّل يوم‬
‫ِّ‬
‫ُّ‬
‫للذهاب �إىل العمل‪ ،‬ويف البداية ف�إن توقع املكاف�أة هو ما‬
‫يح ِّفز وجود الروتني وي�ضمن تخزينه يف العقد القاعدية‬
‫للعقل‪ ،‬وقد تكون املكاف�أة طعام ًا �أو بب�ساطة �شعور ًا‬
‫باال�سرتخاء‪� ،‬أو الإجناز‪� ،‬أو الر�ضا‪.‬‬
‫تغيري العادات‬
‫اكت�ساب عادات �إيجابية والتخلُّ�ص من العادات ال�سلبية‬
‫يت�ض َّمن املهارات الأ�سا�سية ذاتها‪:‬‬
‫‪ .1‬حتديد الهدف واحلافز‪ :‬معظم الأهداف الناجحة‬
‫تت�شارك �سمتني رئي�ستني‪:‬‬
‫‪ ‬هناك �أ�سا�س عاطفي للحافز‪.‬‬
‫‪ ‬حمدِّ د الهدف لديه القدرة لي�س على ت�ص ُّور الو�صول‬
‫�إىل هذا الهدف فح�سب‪ ،‬و�إمنا الأهم �أي�ض ًا قدرته على‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫يف �إ�ضفاء تغيري يدوم‪ ،‬فالنوايا وحدها‬ ‫التي تت�ض َّمن اتخاذ خطوات �صغرية‬ ‫ت�ص ُّور العملية املطلوبة لتحقيقه‪.‬‬
‫ال تكفي‪ .‬عليك �أن تربط بني روتينك‬ ‫ب�شكل‬
‫ٍ‬ ‫للغاية‪ ،‬مما مي ِّكنك من التق ُّدم‬ ‫‪ .2‬البدء‪� :‬إن �أكرب عقبة تقف يف طريق‬
‫اجلديد و�أحد احلوافز‪ ،‬وهذا املزيج بني‬ ‫ثابت دون �أن تُف ِّعل من ِّبهات عقلك‬ ‫البدء هي الت�أجيل‪ ،‬والو�سيلة التي ميكن‬
‫احلافز والروتني ي�شار �إليه با�سم ن َّية‬ ‫التط ُّورية‪.‬‬ ‫بها التغلُّب على نفور العقل الفطري من‬
‫التنفيذ‪.‬‬ ‫‪ .3‬البقاء على م�سارك‪� :‬إذا كنت ترغب‬ ‫التغيري هي ا�ستخدام طريقة «كايزن»‪،‬‬

‫املبد�أ اخلام�س‪� :‬أط ِلق العنان لالوعي‬


‫�أقوى جزء يف عقلك هو الذي ال تدري عنه �شيئ ًا وال يحظى بالتقدير الذي‬
‫ي�ستح ُّقه‪� ،‬إنه الالوعي‪ .‬الالوعي هو امل�س�ؤول عن �أهم جزء من �أن�شطة‬
‫ا ِّتخاذ القرار‪ .‬عقلنا الواعي غالب ًا ما يكون �آخر من يعلم حني نتَّخذ‬
‫خطو ًة ما‪ ،‬وهناك �سبب منطقي وراء ذلك‪ ،‬فالالوعي م�ص َّمم للعمل‬
‫ب�شكل �أ�سرع كي ي�ضمن بقاءنا‪ ،‬فهو الذي ُيبقينا �أحياء مبعنى الكلمة‪،‬‬
‫لأنه يجعل القلب ي�ستم ُّر يف �ضخِّ الدماء‪ ،‬وي�سمح لنا ب�أن نوا�صل التن ُّف�س‬
‫دون �أن ن�ضط َّر �إىل التفكري يف الأمر‪ ،‬ف�ض ًال عن ذلك ف�إنه على عك�س‬
‫الذاكرة العاملة‪ ،‬التي عاد ًة ما تتوافر بها م�ساحة لأربع معلومات يف �آن‬
‫واحد فح�سب‪ ،‬ف�إن قدرة الالوعي لي�ست حمدودة‪.‬‬
‫ورغم �أن معظم تفكرينا يحدث بالفعل يف العقل الواعي‪ ،‬ف�إن هناك‬
‫عاملني رئي�سني يجعالن العقل الواعي اجلزء الأقل ا�ستخدام ًا على‬
‫م�ستوى الأن�شطة التي تتط َّلب تقييم ًا مع َّقد ًا‪� ،‬أال وهما ال�سعة املحدودة‬
‫للذاكرة العاملة‪ ،‬وخطورة ما ي�س ِّميه علماء النف�س بال�شلل التحليلي �أو‬
‫الإجهاد الناجم عن ا ِّتخاذ القرارات‪.‬‬
‫املخ َّزنة والروتني اللذين يعك�سان خرباتك خالل العمليات احل�سابية للوعي‪.‬‬ ‫تفكري �أقل وقرارات �أف�ضل‬
‫الرتاكمية‪� .‬أما اجلزيرة الدماغية فتتعامل مع دخول اللحظة امللهمة‬ ‫رغم الغرابة التي قد تبدو عليها الفكرة‪ ،‬ف�إن‬
‫تغيات رغم �أنك ال ت�ستطيع �أن حت ِّفز الر�ؤى الإبداعية من‬
‫ح�سا�سة لأي ُّ‬‫وعيك اجل�سدي‪ ،‬فهي فعل َّي ًا َّ‬ ‫ب�شكل �أقل ي�ؤدِّي �إىل حلول �أكرث ذكا ًء‪،‬‬
‫التفكري ٍ‬
‫خالل الوعي‪ ،‬يبقى ب�إمكانك �أن متار�س �أعما ًال‬ ‫تطر�أ على ج�سدك‪.‬‬ ‫خلرباء وقت حمدود ومعلومات‬ ‫فحني يكون لدى ا ُ‬
‫وبف�ضل اجلزيرة الدماغية‪ ،‬ف�إن ه�ؤالء الذين و�أن�شط ًة ت�ساعدك على متهيد الطريق لها‪ ،‬فحني‬ ‫حمدودة‪ ،‬ف�إنهم يف الغالب يتخذون قرارات‬
‫يتم َّتعون بوعي قوي ب�أج�سادهم ي�ست�شعرون يتع َّلق الأمر باللحظات املُلهمة‪ ،‬ف�إن بع�ض الأو�ضاع‬ ‫�أف�ضل‪ .‬التقييدات ال�صارمة جترب العقل على‬
‫التغيري‪ .‬لذلك ف�إن القرارات البديهية غالب ًا ما تكون مفيدة �أكرث من غريها‪.‬‬ ‫اال�ستفادة من ق َّوة العقد القاعدية‪ ،‬و�سرعتها‪،‬‬
‫ت�س َّمى م�شاعر حد�سية‪ ،‬فنحن ن�ست�شعر ما �إذا كان ‪ .1‬ا�صنع جو ًا مرح ًا‪ .‬تتزايد احتماالت و�صولك‬ ‫وقدراتها احل�سابية‪ ،‬لكونها املكان الذي ُتخ َّزن فيه‬
‫�إىل الأفكار الإبداعية حني تكون �سعيد ًا ومرح ًا‪.‬‬ ‫قرا ُرنا �صائب ًا �أم خاطئ ًا مبالحظة التغيري الب�سيط‬ ‫اخلربات املكت�سبة‪.‬‬
‫الذي يطر�أ على �شعورنا‪ ،‬ولأن القرارات البديهية ‪ .2‬تخلَّ�ص من القيود‪ .‬ينمو الإبداع ويزدهر يف‬ ‫ما وراء القرارات البديهية‬
‫غياب القيود والهياكل وال�شروط الإدارية‪� ،‬أكرث‬ ‫التي ي َّتخذها اخلرباء تعتمد على العقد القاعدية‬ ‫هناك منطقتان يف عقلك م�س�ؤولتان عن القرارات‬
‫من البيئة ال�صارمة التي تقيِّد العمليات التنفيذية‬ ‫الأقوى والأ�سرع‪ ،‬ف�إنها تكون يف الغالب �أف�ضل من‬ ‫البديهية‪ :‬ال ُع َقد القاعدية واجلزيرة الدماغية‪.‬‬
‫و ُتن ِّمط الإجراءات وتفر�ضها على اجلميع‪.‬‬ ‫اال�ستنتاجات العقالنية التي يتم الو�صول �إليها من‬ ‫العقد القاعدية هي امل�س�ؤولة عن �إدارة الأمناط‬

‫"‬ ‫الطاقة الإيجابية ُت ِّول القرارات احليوية �إلى عادات فردية وجماعية واثقة‬
‫وفائقة الإنتاجية‬ ‫"‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪6‬‬
‫عنها‪.‬‬ ‫�إىل حل‪.‬‬ ‫‪ .3‬فكِّر يف �أمر �آخر‪ .‬الرتكيز على م�شكلة‬
‫أم�سك ل�سانك‪ .‬الدرد�شة املبالغ فيها‬ ‫‪ .4‬ا�ستمع �إلى نف�سك‪ .‬انتبه �إىل م�شاعرك ‪ِ � .5‬‬ ‫ما ب�شكل ح�صري ي�ؤ ِّثر بال�سلب يف العملية‬
‫بكالم �سابق لأوانه قد تتعار�ض مع توليد‬ ‫والتفت �إىل وعيك الداخلي‪ ،‬فعقلك وحده‬ ‫الإبداعية لأن عقلك يغلق بع�ض امل�ساحات‬
‫وطرح الأفكار الإبداعية اجلديدة‪.‬‬ ‫هو ما يتمتَّع بالنظرة الثاقبة التي تبحث‬ ‫واملناطق التي كانت �ست�ساعدك يف الو�صول‬

‫املبد�أ ال�ساد�س‪ :‬وا�صل التع ُّلم‬


‫�أثبت علم الأع�صاب �أن التعلُّم امل�ستمر ممكن‪ ،‬وهذا املفهوم‬
‫ُيعرف �أو يو�صف ب�أنه مرونة ذكاء ع�صبية‪ .‬هذا يعني �أن �أكرث ما‬
‫حتتاج �إليه فع ًال هو �أن تعرف كيف تتع َّلم‪.‬‬
‫مار�سها �أو افقدها‬
‫التخلُّ�ص من العادات القدمية �أم ٌر يف غاية ال�صعوبة‪ ،‬على‬
‫عك�س املهارات القدمية التي قد تتال�شى �سريع ًا‪ ،‬فاملخ يبحث‬
‫ب�شكل م�ستمر عن اخلاليا الع�صبية غري امل�ستخدمة �أو املهملة‬
‫وامل�سجلة‬
‫َّ‬ ‫يوظفها لهدف جديد متام ًا‪ ،‬واملهارات املوجودة‬ ‫كي ِّ‬
‫داخل املخ ت�شبه عملية و�ضع اليد‪ ،‬فحني ت�ست�شعر تلك املهارات‬
‫�أن هناك عقار ًا خالي ًا �أو �أرا�ضي �أ�صبحت بور ًا‪ ،‬ف�إنها ت�ستويل‬
‫عليها‪ .‬هذا يعني �أنك �إن مل متار�س اللغة الأجنبية التي تع َّلمتها‬
‫يف املا�ضي البعيد يف املرحلة الثانوية‪ ،‬فهناك مه َّمة جديدة‬
‫�ست�ستويل على هذه امل�ساحات وت�ستخدمها لتحقيق �أهدافها‬
‫اخلا�صة‪ .‬حني يتع َّلق الأمر باحلفاظ على مهارة ما‪ ،‬عليك ببذل‬
‫اجلهد واتخاذ التدابري الالزمة للحفاظ عليها لتتم َّكن من‬
‫ا�ستدامتها من خالل �إعادة تن�شيطها‪.‬‬
‫ف ِّكر بعمق‬
‫ال يحدث التعلُّم �إال حني تكون م�شاعرك مفعمة ومتد ِّفقة‬
‫عاطفي ًا‪� ،‬سوا ًء بال�سلب �أو بالإيجاب‪ .‬من دون هذه ال�صلة‬
‫العاطفية‪ ،‬ف�إن االحتفاظ باملعلومات على املدى الطويل ي�صبح‬
‫�أمر ًا �صعب ًا �أي�ض ًا‪.‬‬
‫تهديد �أم مكاف�آت �أم جمرد معلومات؟‬
‫حني ن�ستقبل معلومات جديدة‪ ،‬ف�إنها تذهب �إىل منطقة‬
‫خا�صة يف الدماغ‪ ،‬وتلك املنطقة هي التي تق ِّرر ما �إذا كانت‬
‫ورغم �أن العقل ف َّعال ف�إنه ك�سول نوع ًا ما‪ ،‬ف�إذا ا�ستنتجت �أن املعلومات التي َّ‬
‫تو�صل‬
‫تلك املعلومات ذات �صلة �أم ال؛ دون النظر �إىل ما �إذا كانت‬
‫�إليها ال ت�ش ِّكل تهديد ًا �أو مكاف�أة‪ ،‬ف�إنه ي�ستبعدها ب�شكل �صريح حتى ال يهدر طاقته‬
‫تلك ال�صلة �إيجابية �أم �سلبية‪ .‬يقارن املخ تلك املعلومات مع‬
‫الثمينة يف تخزين جتارب هام�شية ال ت�ضر وال تنفع‪.‬‬
‫املعلومات الأخرى املخزَّنة يف الذاكرة ليف ِّرق بني املعلومات‬
‫تعلَّم رغم ًا عن عقلك‬ ‫اجلديدة والقدمية‪.‬‬
‫رغم �صرامة العقل يف التعلُّم‪ ،‬فيمكنك خداعه‪ ،‬فرغم �أنه ال يوجد ما هو �أف�ضل من‬
‫يقوم التعلُّم من حيث املبد�أ على �أ�سا�س وهدف النمو والتط ُّور؛‬
‫التع ُّلم حني يكون ذا �صلة عاطفية وممتع ًا‪ ،‬فهناك �أ�ساليب ميكنها ت�أهيل عقلك ملا‬
‫هذا يعني �أنه ي�ستهدف اال�ستمرار والتقدُّم باحلد من املخاطر‬
‫قد يعدُّه ‪-‬دون هذا الت�أهيل‪ -‬خربة تعلُّم غري جمزية‪.‬‬
‫واحل�صول على املكاف�آت‪ .‬العقل يفح�ص البيئة املحيطة‬
‫‪ ‬ال تبد�أ باال�ستنتاجات‪ :‬اخلواتيم واال�ستنتاجات نوع من املعلومات ُ�ص ِّممت‬
‫با�ستمرار باحث ًا عما قد ي�ؤذي �أو يفيد‪ ،‬وحني يكت�شفها ف�إنه‬
‫عقولنا لتقلي�صها �أو جتاهلها‪� ،‬أما الأمور املثرية فتجعلنا نهت ُّم ونالحظ‪.‬‬
‫ي�سجل املالحظات ويح ِّولها �إىل ذكريات وتعلُّم طويل املدى‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫فغي الو�ضع‪� :‬أي �شيء ت�ستطيع �أن تفعله‬ ‫‪� ‬إن مل ت�ستطع تغيري املو�ضوع‪ِّ ،‬‬
‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫لري�سل ر�سالة �إىل عقلك تقول‪« :‬انظر‪ ،‬هذا �شيء جديد!»‪،‬‬
‫ميكن �أن ي�ساعدك ويخرجك من حالة الركود �إىل حالة احلركة‬
‫وال�صعود‪.‬‬
‫‪ ‬ال تبالغ يف التنظيم‪ :‬نحن نتع َّلم ب�شكل �أف�ضل حني نعرف‬
‫القواعد ب�شكل �ضمني‪.‬‬
‫‪ ‬تعلَّم مع �صديق‪ :‬التفاعل االجتماعي النابع من التعلُّم ب�صحبة‬
‫يعزز املرونة الع�صبية‬ ‫�شخ�ص �آخر يفرز الأوك�سيتو�سني الذي ِّ‬
‫وي�سهِّل التغيري‪.‬‬
‫‪� ‬ضع الأ�شياء يف �شكل قابل للتح ُّكم‪ :‬حتى املعلومات الق ِّيمة‬
‫فعل �سلب َّي ًا‪ .‬حني ي�شعر عقلك ب�أنه‬
‫اجل َّذابة ميكن �أن ت�ستحثَّ ر َّد ٍ‬
‫ق�سم مه َّمات التعلُّم‬
‫متخم‪ ،‬ف�إنه يد ُّق �أجرا�س الإنذار يف ر�أ�سك‪ِّ .‬‬
‫الكبرية �إىل مهام �صغرية ي�س ُهل التح ُّكم بها‪ ،‬ومتتَّع بفرتات راحة‬
‫متك ِّررة كي ت�سمح لذاكرتك برت�سيخ ما تع َّلمته فتحول دون ال�شعور‬
‫بامللل والإرهاق من تراكم املهام‪.‬‬
‫‪ ‬ا�ستخدم التع ُّلم متعدِّ د النماذج‪ :‬كلما زادت مناطق العقل‬
‫امل�ستخدمة حني تتع َّلم �شيئ ًا جديد ًا‪ ،‬زادت احتماالت �أن تتذ َّكر‬
‫خزّن يف مناطق‬ ‫هذا ال�شيء‪ ،‬وذلك لأن ذكريات هذه املعلومة ُت َ‬
‫متعددة داخل العقل‪ ،‬فتن�ش�أ روابط ع�صبية بني املناطق‬
‫املتباعدة‪ ،‬وعندما ت�ستدعي �أ َّي ًا منها م�ستقب ًال‪ ،‬ف�إن بق َّية الروابط‬
‫تن�شط تلقائي ًا‪.‬‬
‫وافر من النوم‪ :‬النوم �ضروري يف كل‬ ‫‪ ‬اح�صل على ق�سط ٍ‬
‫عمليات التعلُّم لأنه الفرتة التي تتح َّول فيها املعلومات التي يعدُّها‬
‫لت�سجل وتر�سخ يف الذاكرة طويلة املدى‪.‬‬ ‫العقل مه َّمة َّ‬

‫�سر النجاح‬
‫املبد�أ ال�سابع‪ :‬التن ُّوع ُّ‬
‫حني ي�سمع معظمنا كلمة «تن ُّوع»‪ ،‬ف�إننا نف ِّكر يف اجلن�سيات والثقافات واخللفيات االقت�صادية املختلفة‪ ،‬ورغم �أن �أع�ضاء الفريق قد يبدون مثل‬
‫الأمم املتحدة‪ ،‬ف�إنهم رغم ذلك يت�شاركون يف منهجية متجان�سة حمدودة ِّ‬
‫حلل امل�شكالت‪ .‬هناك و�سيلة �أخرى لتعزيز التن ُّوع‪ ،‬وهي تكوين فرق‬
‫يتمتَّع ك ُّل ع�ضو من �أع�ضائها مبركز ق َّوة معني �أو مهارة معينة‪ ،‬بحيث ي�ض ُّم كل فريق جمموعة متن ِّوعة من ال�سمات ال�شخ�صية‪.‬‬
‫‪ ‬حدِّ د خرباءك‪� :‬أعد قائمة ب�أف�ضل املهارات التي حتتاج �إليها‬ ‫الأف�ضل يف فئته‬
‫يف فريقك‪ ،‬ثم �ص ِّنف كل ع�ضو من �أع�ضاء الفريق وفق ًا لهذه‬ ‫بد ًال من تقييم الأ�شخا�ص وفق ًا ملا يحرزونه من جمموع ‪ 5‬نقاط �أو‬
‫القائمة‪ ،‬ومبجرد �أن تفعل ذلك‪ ،‬يجب �أن يكون اجلميع قادرين‬ ‫حتى ‪ 10‬نقاط‪ ،‬ف�إننا نق�صر الأمر على �أربع نقاط فح�سب‪:‬‬
‫على تقدمي �إجابة وا�ضحة و�أكيدة عن ال�س�ؤال املحوري التايل‪:‬‬ ‫‪ .1‬غري مقبول‪.‬‬
‫«ملاذا �أنا ع�ضو يف هذا الفريق؟»‪.‬‬ ‫‪ .2‬مقبول‪.‬‬
‫وظف الطيور وال ُتع ِّلم القرود الطريان‪ :‬بد ًال من تب ِّني‬ ‫‪ِّ ‬‬ ‫‪ .3‬مهني‪.‬‬
‫اال�سرتاتيجية املحكوم عليها بالإخفاق‪ ،‬والتي تعمل على حتويل‬ ‫‪ .4‬الأف�ضل يف فئته‪.‬‬
‫وظف مواهب جديدة تتمتَّع �أ�ص ًال‬‫نقاط ال�ضعف �إىل مواطن ق َّوة‪ِّ ،‬‬ ‫‪ ‬ر ِّكز على ما هو �إيجابي‪ :‬حني تتعامل مع نقاط �ضعف �أحد‬
‫ِب�سمة فطرية ت�ؤهِّ لها للمهارة املطلوبة‪.‬‬ ‫�أع�ضاء الفريق‪ ،‬ح ِّول �أي �سلوك ُي�ص َّنف ك�سلوك «غري مقبول» �إىل‬
‫‪ ‬اجعلهم الأف�ضل يف فئتهم‪ :‬بد ًال من جعل اجلميع حم َّنكني‪،‬‬ ‫اق�ض بقية الوقت يف العمل على مواطن‬ ‫«مقبول» لي�س �أكرث‪ ،‬ثم ِ‬
‫وظف الذين يتمتَّعون بواحدة �أو �أكرث من املهارات الأكرث طلب ًا‬ ‫ِّ‬ ‫ق َّوتهم التي يتمتَّعون بها بهدف م�ساعدتهم كي ي�صبحوا «الأف�ضل‬
‫يف فريقك‪ ،‬ثم ط ِّورهم يف املجاالت التي يتف َّوقون فيها بالفعل‪،‬‬ ‫يف فئتهم» يف جمال واحد �أو اثنني‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪8‬‬
‫النجاح‪ ،‬فال حترمهم متعة املغامرة و�صنع‬ ‫‪ ‬الب َّنا�ؤون‪ :‬ه�ؤالء يكونون مو�ضع تقدير‬ ‫و�أهِّ لهم لي�صبحوا «الأف�ضل يف فئتهم»‪.‬‬
‫امل�ستقبل!‬ ‫جزا ًء لإخال�صهم وكفاءتهم و�إمكانية‬ ‫كيمياء ال�شخ�صية‪� :‬أربعة عنا�صر‬
‫‪ ‬املفاو�ضون‪ :‬تظهر لدى ه�ؤالء �سمات‬ ‫االعتماد عليهم‪ ،‬ويتم َّيزون بنظام يرتبط‬ ‫لأربع �شخ�صيات‬
‫التعاطف و�سرعة البديهة والتوا�صل الفعال‪،‬‬ ‫بالإح�سا�س بالهدوء وال�سعادة‪ .‬يحتاج الب َّناء‬ ‫‪ ‬امل�ستك�شفون‪ :‬هُ م الباحثون عن امل�شاعر‬
‫فيظهرون مهارات اجتماعية وتنفيذية‬ ‫�إىل احلرية لإعداد جدوله الزمني بال�شكل‬ ‫لأنهم ميلكون جينات معينة جتعلهم ي َّت�سمون‬
‫متم ِّيزة‪ .‬تتم َّثل مواطن ق َّوة املفاو�ضني يف‬ ‫الذي ينا�سبه والعمل يف بيئة غري فو�ضوية‪.‬‬ ‫باحل�سا�سية جتاه كل ما هو جديد‪ .‬ي�ش ُّع‬
‫موهبتهم يف التعامل مع النا�س‪ ،‬وطالقتهم‬ ‫‪ ‬القـــــادة‪ :‬لـ ــدى ه ـ ـ ـ�ؤالء الب ــ�شر ن�ش ـ ـ ــاط‬ ‫امل�ستك�شفون بالتفا�ؤل ويت�أ َّلقون بالإبداع‪.‬‬
‫اللفظية‪ ،‬وقدرتهم على عقد الروابط بني‬ ‫قوي فنجدهم مييلون �إىل و�ضع وتنفيذ‬ ‫قد ي َّت�سمون ب�سعة احليلة و�سرعة التفكري‪،‬‬
‫املو�ضوعات التي تبدو منف�صلة بع�ضها عن‬ ‫اال�سرتاتيجيات املتع ِّلقة با ِّتخاذ القرار �أو‬ ‫لذلك يجب �أن متنحهم الفر�صة لالنخراط‬
‫بع�ض‪.‬‬ ‫بالتحليل املنطقي‪ .‬ه�ؤالء القادة يع�شقون‬ ‫يف مثل هذه الأن�شطة‪.‬‬

‫ر�سخ الثقة‬
‫املبد�أ الثامن‪ِّ :‬‬
‫ي�ؤمنون ب�أنهم ي�ستطيعون �أن ي�صنعوا فرق ًا‬ ‫ن�سيج الو�شاح‬ ‫لدى العقل الب�شري وظيفة ت�س َّمى «النظام‬
‫حقيقي ًا‪.‬‬ ‫يتح�سن‬
‫املكاف�آت تدفع بالأداء �إىل الأف�ضل‪� ،‬إذ َّ‬ ‫الع�صبي االنعكا�سي»‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫‪ .2‬اليقني‪ :‬حتاول عقولنا با�ستمرار �أن ت�ست�شرف‬ ‫�أدا�ؤهم حني ينتظرون مكاف�أة‪ .‬تو ُّقع املكاف�أة‪،‬‬ ‫�شبكة من اخلاليا الع�صبية التي تتفاعل‬
‫امل�ستقبل‪� .‬أما الاليقني فيجعلنا يف حالة قلق‬ ‫ي�ستحث �سلوك ًا دافع ًا وتقدمي ًا‪ ،‬يف حني �أن �أي �شيء‬
‫ُّ‬ ‫حني ننخرط يف �سلوك معني‪� ،‬أو حني نرى‬
‫وقد ي�ؤدِّي بنا �إىل رد فعل مت�أهِّ ب للخطر‪� ،‬أما‬ ‫نعدُّه �شاق ًا ومتعب ًا ومم ًال ي�ؤدِّي �إىل �أثر عك�سي‬ ‫�شخ�ص ًا �آخر ميار�س ال�سلوك نف�سه‪� .‬أثبتت‬
‫في�ستحث فينا �شعور ًا‬
‫َّ‬ ‫احل�سي لليقني‬‫�إدراكنا ِّ‬ ‫متام ًا‪ ،‬وهذا ما ن�سميه �سلوك التج ُّنب‪.‬‬ ‫الأبحاث �أن العقل ال مي ِّيز بالقدر الكايف‬
‫ب�إمكانية احل�صول على املكاف�أة‪ ،‬وب�صفتك‬ ‫ا�ستجاب ًة حلقائق �سلو َكي الإقدام والتج ُّنب‪ ،‬يهدف‬ ‫بني �سلوكياتنا و�سلوكيات الآخرين التي‬
‫قائد ًا‪ ،‬فلن ت�ستطيع �أن تنزع الغمو�ض من جميع‬ ‫منوذج «الو�شاح» �إىل احلدِّ من اخلطر وزيادة‬ ‫ن�شهدها‪ ،‬ويف الواقع ك َّلما كنَّا يف �صحبة‬
‫املواقف وب�صفة دائمة‪ ،‬وكل ما ت�ستطيع �أن‬ ‫حجم املكاف�أة‪ ،‬وتتك َّون هذه املنظومة الدماغية‬ ‫�أنا�س �آخرين‪ ،‬ا�ستم َّر عقلنا يف حماولة‬
‫تفعله هو حماولة �إ�ضفاء �شيء من الطم�أنينة‬ ‫من‪ :‬احلالة‪ ،‬واليقني‪ ،‬واال�ستقاللية‪ ،‬وال�صلة‪،‬‬ ‫م�ضاهاة �سلوكياتهم‪.‬‬
‫على موظفيك‪.‬‬ ‫والعدالة‪.‬‬ ‫�آثار اكت�شاف اخللية الع�صبية االنعكا�سية‬
‫‪ .3‬اال�ستقاللية‪ :‬حني ي�شعر الإن�سان ب�أنه �سيد‬ ‫‪ .1‬احلالة‪ :‬ت�شري �إىل ال�شعور الذي ينتاب‬ ‫وا�ضحة‪ ،‬فحني تكون قائد ًا‪ ،‬يعك�س الآخرون‬
‫تتح�سن حالته املزاجية وتنخف�ض‬ ‫َّ‬ ‫قراره‪،‬‬ ‫موظفيك بعد تفاعلهم معك‪ ،‬فبو�صفك قائد ًا‪،‬‬ ‫ما يرونك تفعله‪ ،‬وهذا يعني �أن لديك ت�أثري ًا‬
‫م�ستويات ال�ضغط النف�سي لديه‪ ،‬ولذا ميكن‬ ‫�إذا عاملت �أفراد فريقك بطريقة جتعلهم‬ ‫قوي ًا وجوهري ًا على الطريقة التي يت�ص َّرف‬
‫للقادة �أن يقدِّ موا لأع�ضاء فرقهم �إح�سا�س ًا‬ ‫ي�شعرون ب�أنهم فع ًال حمل تقدير‪� ،‬ستجعلهم‬ ‫بها الآخرون وعلى �شعورهم �أي�ض ًا‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫حقيقي ًا باال�ستقاللية مبنحهم حرية العمل وفق ًا للأ�سلوب‬
‫الذي ينا�سبهم‪ ،‬ما داموا م�ستعدِّ ين وقادرين على االلتزام‬
‫بالأهداف امل َّتفق عليها‪.‬‬
‫يتح�سن �أداء املوظفني حني ي�شعرون ب�أنهم‬ ‫‪ .4‬ال�صلة‪َّ :‬‬
‫مرتبطون بك‪ ،‬ولتوطيد الروابط بينك وبني �أفراد فريقك‪،‬‬
‫ك ِّر�س بع�ض الوقت لبناء عالقات �إيجابية معهم بتعزيز بيئة‬
‫�إيجابية تقوم على االهتمام واالحتواء‪.‬‬
‫‪ .5‬العدالة‪ :‬بد ًال من زيادة الأرباح‪ ،‬ع ِّزز العالقات الإن�سانية‬
‫ُّ‬
‫ت�ستحث عقولنا رد فعل املكاف�أة‬ ‫والعدالة‪ ،‬يف بع�ض الأحيان‬
‫حني نرى الآخرين ُيعا َملون ب�شكل عادل‪ ،‬ومن ناحية �أخرى‬
‫ف�إن �إنذار اخلطر يبد�أ بالعمل داخل عقولنا حني ن�شعر‬
‫ب�أننا ُنعا َمل ب�شكل غري نزيه‪ .‬عندما تعمل على تعزيز ُمناخ‬
‫العدالة‪� ،‬سيعود ذلك بالنفع على اجلميع‪ ،‬مبا يف ذلك �أرباح‬
‫امل� َّؤ�س�سة‪.‬‬

‫املبد�أ التا�سع‪� :‬ش ِّكل فريق امل�ستقبل‬


‫كي ت�ستطيع تكوين فريق امل�ستقبل‪ ،‬ابد�أ باالعتماد على مواطن‬
‫ق َّوة �أع�ضاء الفريق املوجودة �أ�ص ًال‪ ،‬واحر�ص على �إ�سعاد �أفراد‬
‫ي�شجعهم‬
‫الفريق يف �أوقات ال�شدَّة والرخاء‪ ،‬وبناء �إطار عمل ِّ‬
‫على الأداء ب�أف�ضل �شكل ممكن وير�ضيهم بكل الطرق املمكنة‪.‬‬
‫يعتمد تكوين فريق عمل فائق الأداء ‪�-‬أو ًال وقبل �أي �شيء‪ -‬على‬
‫توظيف �أف�ضل املواهب وتطويرها‪ .‬توظيف الأف�ضل يح ِّقق‬
‫نتائج �أف�ضل‪ ،‬وهذا �أف�ضل من االعتماد على تدريب املوظفني‬
‫فقط‪ ،‬ومن �ضمن �أهم مهام القائد �إدراك املوهبة احلقيقية‬
‫ومتييزها‪ ،‬فحني تراها‪ ،‬بادر �إىل اقتنا�صها وا�ستثمارها‪.‬‬
‫ما ميكن وما ال ميكن تغيريه‬
‫هناك قدرات ومهارات و�أمور كثرية تتع َّلق مبوظفيك ت�ستطيع‬
‫تغيريها‪ ،‬وهناك �أمور �أخرى ال ت�ستطيع تغيريها مهما حاولت‬
‫وا�ستثمرت‪ .‬املهارات مثل الع�ضالت‪ ،‬قد تكرب وتنمو وقد‬
‫ت�صاب بال�ضمور مبرور الوقت‪� .‬أما املواهب فتظ ُّل على حالها‪،‬‬
‫فمتى توافرت املوهبة‪ ،‬ميكن تطوير بع�ض املهارات وتنميتها‪،‬‬
‫ول�سوء ِّ‬
‫احلظ‪ ،‬يكاد يكون من امل�ستحيل تطوير املهارات �إن مل‬
‫تتوافر املواهب‪ .‬ميكنك فقط حترير املواهب املتاحة و�إطالقها‬
‫يف عقول وقلوب موظفيك‪.‬‬
‫مت�سك بفريق �أحالمك‬
‫َّ‬
‫‪� .1‬أعدَّ بيئة عمل �صديقة للعقل‪ .‬املوظفون املوهوبون‬
‫يحتاجون بجانب موهبتهم �إىل مكان يجعلهم يرغبون يف‬
‫املجيء �إىل العمل ومي ِّكنهم من النجاح‪ ،‬وحيث �إن الريا�ضة‪،‬‬
‫والغذاء ال�صحي‪ ،‬والنوم ب�شكل �صحي‪ ،‬مث َّلث الوقاية من‬
‫ال�ضغوط‪ ،‬فمن ال�ضروري دعم املُناخ الذي يجعل تلك‬
‫الأمور ممكنة‪.‬‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪10‬‬
‫جذابة‪ .‬حني ُتقدِّ م ملوظفيك حوافز على‬ ‫‪ .2‬قدِّ م ملوظفيك حوافز َّ‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬
‫الأداء ولتح�سني النتائج‪� ،‬ضع يف اعتبارك مبد�أين منطقيني‪ :‬العدالة‬
‫والتجديد‪ ،‬فرغم توافر عديد من اخليارات عند اختيار احلوافز‪،‬‬
‫فب�شكل عام هناك مبد�آن �أ�سا�سيان يجب �أن ت�ضعهما يف اعتبارك‪:‬‬
‫‪Atomic Habits‬‬ ‫‪ ‬ت�أثري املكاف�آت يكون �أقوى حني تكون غري متو َّقعة‪،‬‬
‫‪An Easy & Proven Way to Build‬‬
‫‪Good Habits & Break Bad Ones.‬‬ ‫فاملفاج�آت غري املتو َّقعة يعاجلها العقل بق َّوة مقارن ًة باحلوافز التي‬
‫‪By James Clear. 2018.‬‬
‫يتو َّقعها �أفراد الفريق‪ ،‬و�سبب هذا االختالف هو الناقل الكيميائي‬
‫الع�صبي املرتبط بالتجديد‪ ،‬والذي يع ُّد حم ِّفز ًا قوي ًا‪.‬‬
‫‪‬احلوافز الفردية ت�ؤ ِّثر يف الفريق ب�أ�سره‪ ،‬واملال لي�س ب�أهمية‬
‫�إح�سا�س املرء ب�أنه يتل َّقى التعوي�ض املنا�سب مقارن ًة بزمالئه‪.‬‬
‫العدالة حت ِّفز «الأوك�سيتو�سني» الذي يع ِّزز كيمياء التعاون‪.‬‬
‫‪Peak Performance‬‬
‫‪Elevate Your Game, Avoid Burnout,‬‬ ‫ي�صف مفهوم التد ُّفق والتحليق مع تيارات احلياة املنطلقة �أف�ضل‬
‫‪and Thrive with the New Science of‬‬
‫‪Success.‬‬ ‫�صور الرتكيز و�أكرثها ان�سجام ًا مع طبيعتنا الب�شرية ومنابع‬
‫‪By Brad Stulberg and Steve Magness.‬‬ ‫ال�سعادة والإيجابية‬
‫‪2017.‬‬
‫الفريق املنطلق‬
‫التد ُّفق الذي ي�ؤدِّي �إىل و�صول الفرد �إىل ق َّمة الأداء ميكن �أن ميتد لي�شمل‬
‫كل �أع�ضاء الفريق‪ ،‬وهناك �أربعة عوامل ميكن �أن تزيد احتماالت ذلك‪:‬‬
‫‪Deep Work‬‬ ‫‪ .1‬الرتكيز‪ :‬لن يحدث التد ُّفق اجلماعي يف ُمناخ م�ش ِّتت‪ .‬الهدف‬
‫‪Rules for Focused Success in a‬‬
‫‪Distracted World.‬‬ ‫وح�سن اال�ستماع‪ ،‬كلها عوامل تزيد تركيز‬ ‫الوا�ضح‪ ،‬والرتكيز التام‪ُ ،‬‬
‫‪By Cal Newport. 2016.‬‬ ‫الفريق اجلماعي لينطلق كل الأع�ضاء على قلب رجل واحد‪.‬‬
‫‪ .2‬املرونة‪ :‬ال�شدة واحلدة حتدان من حالة التد ُّفق واالنطالق‪ .‬من‬
‫نرحب ب�أفكار الآخرين بد ًال من جتاهلها وطرحها جانب ًا‪.‬‬ ‫ال�ضروري �أن ِّ‬
‫‪ .3‬التعاون‪ :‬ال ِف َرق التي تن�سجم وتنجح يف العمل مع ًا تبلغ حالة التدفق‬
‫وتنطلق وت�سبق‪ .‬يتح َّقق امل�ستوى املثايل للتعاون حني تتوافر للأع�ضاء‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫معرفة معقولة بالعمليات واملنهجيات التي ينخرط ك ٌّل منهم فيها مع‬
‫عدم تقبلهم للنتائج ال�ضعيفة‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬ ‫‪ .4‬التكلفة‪ :‬التد ُّفق اجلماعي ال يحدث يف فراغ‪ .‬املخاطرة الهادفة‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫ُّ‬
‫ت�ستحث الأدرينالني‪ ،‬الذي ي�شحذ تركيز اجلميع‪ .‬على‬ ‫وامللمو�سة‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬
‫امل�ستوى الفردي وكذلك على امل�ستوى اجلماعي‪ُ ،‬يع ُّد الرتكيز احلاد‬
‫واجلاد م� ِّؤ�شر ًا مهم ًا على و�صول حالة التد ُّفق �إىل امل�ستوى املطلوب‪.‬‬
‫تواصلوا معنا على‬

‫العقول الرائدة‬
‫ما نعرفه عن الكيمياء الع�صبية والتفاعالت الدماغية التي ت�ساعدنا‬
‫على الو�صول �إىل �أف�ضل حاالتنا‪ ،‬وما تع َّلمناه عن الكيفية التي ميكن بها‬
‫االت�صال‪ ،‬ثم �إعادة االت�صال بني امل�سارات الع�صبية ب�شكل يفيدنا طيلة‬
‫‪qindeel_uae‬‬ ‫م�سرة حياتنا‪ ،‬والر�ؤى العلمية والتنويرية التي اكت�سبناها حول ما ي�ؤ ِّثر‬
‫‪qindeel_uae‬‬ ‫بالإيجاب يف بناء فريق �سعيد وناجح‪ ،‬جميعها عنا�صر ميكن �أن جتتمع‬
‫‪qindeel.uae‬‬ ‫لتهيئ لنا فر�صة للنجاح واالزدهار؛ يف حياتنا العملية وال�شخ�صية‪،‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬ ‫فن�صبح ح َّق ًا و�صدق ًا من ذوي العقول الرائدة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

You might also like