Professional Documents
Culture Documents
9 789957 842130
أساسيات اإلدارة
الصف الثاني عشر
الفرع األدبي
النا�شر
وزارة التربية والتعليم
�إدارة المناهج والكتب المدر�سية
يسر إدارة املناهج والكتب املدرسية استقبال مالحظاتكم وآرائكم على هذا الكتاب على العناوين اآلتية:
هاتف 4617304 /5-8 :فاكس 4637569 :ص .ب )1930( .الرمز البريدي11118 :
أو على البريد اإللكترونيManageInfo.Division@moe.gov.jo :
بناء على قرار
قررت وزارة التربية والتعليم تدري�س هذا الكتاب في مدار�س المملكة الأردنية الها�شمية جميعهاً ،
ّ
بدءا من العام الدرا�سي 2016م2017/م.
مجل�س التربية والتعليم رقم ( )2016/20تاريخ 2016/1/12م ً
7 المقدمة
الف�صل الدرا�سي الأول
الوحدة الأولى :مدخل �إلى االدارة
12 :مفهوم الإدارة �أو ًال
15 ثانيـــا � :أهمية الإدارةً
16 ثالثــــا :ن�ش�أة الإدارة وتطورها
ً
28 رابعـــا :وظائف العملية الإدارية ً
33 خام�سا :خ�صائ�ص وظائف الإدارة ً
�أ�سئلة الوحدة
الوحدة الثانية :التخطيط
36 :مفهوم التخطيط �أوالً
39 � :أهمية التخطيط ثانيا
ً
43 � :أهمية نظم المعلومات في التخطيط ثالثا ً
44 :مزايا التخطيط رابعا
ً
45 خام�سا :خطوات عملية التخطيط ً
61 �ساد�سا :العوامل الم�ؤثرة في التخطيط ً
61 � :أنواع التخطيط ً
�سابعا
64 :معوقات التخطيط ً
ثامنـــا
66 تا�سعا :مقومات التخطيط الفعال ً
69 حالة �إدارية
�أ�سئلة الوحدة
ال�صفحة المو�ضوع
الوحدة الثالثة :التنظيم
المقدمة
لقد جاء هذا الكتاب ،ا�ستجابة للحاجة الفعلية لو�ضع مناهج تربوية تخدم اقت�صاد ال�سوق و�آلياته
المتغيرة ،بما ي�ؤدي �إلى توجيه التعليم بمرافقه وعنا�صره كافة ،لخدمة عمليات التطوير والتحديث،
التي تف�ضي �إلى دفع م�ستويات التنمية ال�شاملة �إلى الأمام ،هذا من جهة� ،أما من جهة �أخرى فقد كان
دورا �أكبر في عملية التعلم الذاتي والم�ستمر،
�أحد �أهداف عملية تطوير هذا المبحث� ،إعطاء الطالب ً
فاعال في �إنجازها،
ً إ�سهاما
ً �سهم الطالب �
من خالل �سل�سلة متتابعة من الأن�شطة والتطبيقات التي ُي ُ
والم�شاركة في التفاعل معها في قاعة ال�صف ،وتوظيفها في الحياة العملية.
وي�ضم الكتاب �ست وحدات موزعة على ف�صليين درا�سيين الف�صل الأول ،جاء في الوحدة الأولى
(مدخل �إلى الإدارة) لتعريف الطالب بالمفاهيم الأ�سا�سية في الإدارة لتوظيفها في بيئة الأعمال.
وتناولت الوحدة الثانية (التخطيط) الوظيفة الأولى للعملية الإدارية ،و�أهميته في حياة كل فرد من
�أفراد المجتمع؛ لذا ،تم التطرق �إلى خطوات عملية التخطيط ب�أ�سلوب علمي قابل للتطبيق ،و�أهمية نظم
المعلومات في التخطيط ،والتركيز على خ�صائ�ص التخطيط الناجح.
وتناولت الوحدة الثالثة (التنظيم) من حيث مفهومه و�أهميته و�أنواعه
و�أما الف�صل الثاني فحتى يتمكن الطالب من ممار�سة مختلف وظائف العملية الإدارية ،البد من
�إدراكه لدور القيادة في تحقيق �أهداف الم� ّؤ�س�سة بفاعلية وكفاية ،فجاءت الوحدة الرابعة (القيادة)
معززة لهذا التوجه ،وقد ت�ضمنت �أهم النظريات الحديثة في القيادة وتطبيقاتها و�صفات القائد
الناجح.
وكان البد من تو�ضيح مفهوم الرقابة و�أهميتها و�أنواعها ،كما جاء في الوحدة الخام�سة (الرقابة).
ثم تناولت الوحدة ال�ساد�سة (اتخاذ القرارات وحل الم�شكالت) :مفهوم القرار ،و�أنواع القرارات ،وخطوات
عملية اتخاذ القرار ،و�أهمية ا�ستخدام التكنولوجيا في دعم اتخاذ القرار.
واجتهد الم�ؤلفون في عر�ض المادة بخطوات مت�سل�سلة ،معززة ب�أ�ساليب جديدة في التو�ضيح.واهلل
ن�س�أل التوفيق والنجاح للطلبة الأعزاء في تحقيق النتاجات المتوخاة من تدري�س هذه المادة� ،آملين
من الإخوة والأخوات الم�شرفين التربويين والمعلمين والطلبة و�أولياء الأمور ،تزويدنا بمالحظاتهم
واقتراحاتهم لتطوير هذا الكتاب وتح�سينه بما يخدم الم�صلحة العامة.
واهلل ولي التوفيق
الم�ؤلفون
8
∫hC’G »°SGQódG π°üØdG
9
مدخل �إلى ا إلدارة
Introduction to Management
12
محكوما بمتغيرات
ً بالغة في الو�صول بهذا التعريف �إلى قا�سم م�شترك بين �أولئك الدار�سين ،وبقي
الزمان والمكان ،ووجهات النظر ،ومتغيرات البيئة المختلفة .وعلى �سبيل المثال ،يرى فردريك
ثم تت�أكّ د � ّأن الأفراد ي�ؤدونه ب�أح�سن
تايلور (� )Taylorأن الإدارة هي� :أن تعرف بال�ضبط ماذا تريدّ ،
و�سيلة ممكنة و�أق ّلها تكلفة.
عرف الإدارة ب�أ ّنها :وظيفة ومعرفة ،وعمل يتم �إنجازهّ ،
ويطبق �أما دراكر (ُ )Druckerفي ّ
المديرون هذه المعرفة لتنفيذ هذه الوظائف وتلك الأعمال.
عرف ِك ْمبل ( )Kimballالإدارة في كتابه (�أ�صول التنظيم ال�صناعي للإدارة)� :أ ّنها ت�شمل
كما ّ
الواجبات والوظائف جميعها التي تخت�ص �أو تتع ّلق ب�إن�شاء الم�شروع من حيث تمويله ،وو�ضع
ال�سيا�سات الرئي�سة ،وتوفير ما يلزمه من معدات ،و�إعداد التكوين �أو الإطار التنظيمي الذي يعمل
فيه ،وكذلك اختيار الر�ؤ�ساء والأفراد الرئي�سين .وعن طريق قراءة الجوانب المختلفة لمكونات
مفهوم الإدارة وتحليلها ،يمكن ا�ستخال�ص بع�ض العنا�صر المتعلقة بهذا المفهوم ،و�أهمها :
يتكــون من مجموعة الوظائف الإدارية التي تبد�أ بتحديد هدف
ّ ّ � 1إن الإدارة ن�شاط متكامل
متفــق عليه ،وتنتهي ب�إنتاج �سلعة �أو خدمة.
ّ � 2إن الركيـــزة الأ�سا�سية للإدارة هي الإن�سان �أو العن�صـــر الب�شري ،و�إن �إنجـاز الأعمال
اليتم �إال عن طريقه.
وتحقيــــق الأهداف ّ
ّ � 3إن الوظائف الإدارية تت�سم بقابليتها للممار�سة والتطبيق في م� ّؤ�س�سات الأعمال المختلفة،
مهما كان حجمها �أوطبيعة ن�شاطها.
ّ � 4إن الم� ّؤ�س�سة تعمـل في ظل العديد من المتغيرات الخارجية التي ت�ؤثر في عملها.
ّ � 5إن الإدارة عملية ديناميكية تتفاعل مع الظروف البيئية ال�سائدة.
ّ � 6إن الإدارة تعني اال�ستخدام الفاعل للموارد المتاحة ب�أقل جهد و�أقل وقت ،و�أقل كلفة ممكنة.
وبناء عى ما تقدم ،يمكن القول �إ ّن الإدارة هي :اال�ستخدام الأن�سب للموارد المتاحة (ب�شرية ومادية
ً
ومالية وتكنولوجية ومعلوماتية) لتحقيق هدف الم� ّؤ�س�سة (�سلع ،خدمات) ب�أقل جهد ووقت وكلفة ممكنة.
ومما �سبـق ،يمكـن تمثيل
عن طريق الوظائف الأ�سا�سية للإدارة (لتخطيط والتنظيم والتوجيـه والرقـابة)ّ .
مفهـوم الإدارة بال�شكل (.)1-1
13
تقديم المنتج ا�ستخدام ُك ْفء -ب�شرية
وفاعل -مادية
النهائي
للمدخالت من -مالية
�سلع -تكنولوجية
و خالل وظائف
-معلوماتية
خدمات و�أن�شطة وعمليات
14
Importance of Management ثانيا �أهمية الإدارة
ً
منذ �أن بد أ� الأفراد ت�شكيل الجماعات لتحقيق �أهداف محددة ،لم يكن بمقدورهم تحقيقها
الم ِل ّحة �إلى جهة ت�شرف على جهودهم ،ف�أ�صبحت الإدارة � ً
أمرا ب�شكل فردي .لذا ،برزت الحاجة ُ
و�ضروريا ،ل�ضمان تن�سيق جهودهم وتوجيهها نحو الأهداف المرغوب تحقيقها ،وذلك
ًّ أ�سا�سيا
� ًّ
للأ�سباب الآتية:
1الإدارة عملية �ضرورية للو�صول �إلى �أهداف م�شتركة ،على اختالف م�ستوياتها الفردية
والجماعية والتنظيمية.
2الإدارة �ضرورية ومهمة لتحقيق توازن بين االتجاهات والأهداف المت�ضاربة ،حيث �إن
المتعددة كالم�ساهمين ،والموظفين،
ّ الإدارة ت�سعى �إلى خلق توازن بين مطالب الفئات
والحكومة ،والجمهور ،والدائنين ،والنقابات ،و�إال وقع خلل ي�ؤدي �إلى �إلحاق ال�ضرر
بالم� ّؤ�س�سات على المدى البعيد.
� 3ضرورة تحقيق التوازن بين المدخالت والمخرجات ،وتدريب القوى العاملة وت�أهيلها ،ما
يتر ّتب عليه تحقيق مبد أ� الكفاءة الإنتاجية (اال�ستخدام الأمثل للمدخالت لتحقيق حجم معين
من النواتج (المخرجات) ب�أقل التكاليف والوقت والجهد).
4تت�سم بيئة الأعمال بدرجة عالية من التناف�سية ،وتبرز هنا �أهمية �إدارة الموقف التناف�سي في
الم� ّؤ�س�سة.
التكيف مع التغيرات في البيئات المختلفة.
ّ 5زيادة قدرة الم� ّؤ�س�سة على
6تحقيق �أهداف العمل الجماعي.
7تحقيق الأهداف االجتماعية ،وزيادة رفاهية المجتمع .
15
م�سائل للمناق�شة ()2-1
- 1ما �أهمية وجود مديرٍ لمدر�ستك؟
- 2ما الفائدة من ت�أهيل العاملين في الم� ّؤ�س�سات وتدريبهم؟
و�ضح مفهوم الكفاية.
ّ -3
16
Islamic Approach 1المنهج الإ�سالمي
الإ�سالم منهج متكامل ونظام �شامل للحياة الإن�سانية ،وقد ا�ستمدت الح�ضارة
الإ�سالمية �أ�س�سها العلمية والإدارية من القر�آن الكريم وال�سنة النبوية ،ومـــا انتهجــه
الخلفاء الرا�شدون ر�ضي اهلل عنهم.
فالإدارة في المنهج الإ�سـالمي ،تتمتـع بخ�صـائ�ص مميزة كونهـا تجمع بين �أ�صولها
المرجعية الإلهية و�أ�ساليبها التطبيقية الإن�سانية ،فهي �إدارة م�ؤمنة ملتزمة ب�أوامر الخالق
تعالى ونواهيه ،تعمل على �سيادة الأجواء الطيبة في العمل الإداري بين الرئي�س والمر�ؤو�س،
وتدفع الجميع للعمل الم�شترك بغاية الإخال�ص والأمانة� ،إذ قال اهلل تعالى:
{( ، )1وقـال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه }
و�سلم�'' :إن اهلل يحب �إذا عمل �أحدكم عم ًال �أن يتقنه'' ( )2و� ّإن ت�أدية الأمانة بالن�سبة �إلى العامل
تعني قيامه بما ُك ّلف به ،و�إنجازه على �أح�سن وجه.
وينظر المنهج الإ�سالمي �إلى الإن�سان على �أ ّنه كائن اجتماعي بقدر حاجته �إلى تح�سين
�أجره ،يحتاج �إلى االحترام والتقدير وال�شعور بالر�ضا ،لذا تح�ض التعاليم الإ�سالمية على
توفير كل �أنواع الرعاية ب�أ�شكالها المادية والمعنوية للإفراد.
()3
حيث يقول الر�سول الكريم� ،صلى اهلل عليه و�سلم �'' :أعطوا الأجير �أجره قبل �أن ّ
يجف َع َرقه''
ومن المبادئ الإدارية التي �أكد عليها الإ�سالم:
مبد�أ الم�شاركة في اتخاذ القرارات وممار�سة الديمقراطية في الحكم والإدارة ،فهي �إدارة ُ�شورِيَّة ترفّعت
عن اال�ستبدادية في ال�سلطة ،و�أخذت من قائدها الأول الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ،هذه الميزة.
�أما في مجال التخطيط :فقد بين القر�آن الكريم � ّأن التخطيط ال�سليم يعتمد على معرفـة
الحقائق وال�سعي وراء المعرفة ،ولي�س على الظــن والتخمين وذلك فــي قولــه
{
()4
تعالــى}
( )2م�سند �أبي يعلى ،م�سند عائ�شة ،حـديث رقم ( .)4386و�أخـرجه
(� )1سورة الن�ساء ،الآية (.)58
ال�سيوطي في الجامع ال�صغير ،ج�،1ص.177
(� )4سورة يون�س ،الآية (.)36 (� )3سنن ابن ماجه ،كتاب الأحكام،حديث رقم ( ،)2434
حديث ح�سن.
17
{
()1 وفي قوله تعالى} :
عد حادثة الهجرة
وقد بد�أ الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم الدعوة الإ�سالمية بالتخطيط ،حيث ُت ُّ
المنورة ،من الأمثلة الرائعة في التخطيط المحكم ،وقد
ّ المكرمة �إلى المدينة
ّ النبوية من مكة
ثم ،الخطط الطويلة الأجل.
�أخذ � ّأول الأمر با�ستخدام الخطط الق�صيرة الأجل .ومن ّ
عدة على التخطيط ب�أنواعه .فقد قال علي بن �أبي طالب ر�ضي اهلل عنه'' :اعمل
وتوجد دالئل ّ
لدنياك ك�أنك تعي�ش �أبداً ' (تخطيط طويل الأجل )'' ،واعمل لآخرتك ك�أنك تموت غداً ' (تخطيط
ق�صير الأجل) .
وفي مجال التنظيم :نالحظ � ّأن الإدارة في الإ�سالم �إدارة جماعية لم ُت�ؤ ّث ِّر الأهواء الفردية فيها،
موحد ،فال�س ّنة النبوية و�ضعت
بل �سعت بكل قواها نحو العمل على �إيجاد مجتمع تنظيمي ّ
الأ�سا�س للتنظيم قوالً وفعالً ،فقد قال ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم)�'' :إذا خرج ثالثة في �سفر
فليُ� ِّؤمروا � َأح َدهم '' .
()2
عرفت الإدارة في الإ�سالم نظامي المركزية والالمركزية ،وتفوي�ض ال�سلطة والم�س�ؤولية ،وتق�سيم
العمل والتخ�ص�ص ،و�إن�شاء الدواوين (ال�سجالت)؛ �أي التوثيق والتدوين الكتابي للأن�شطة.
و�أما في مجـــال الــرقــابــة :وهي داللة على الرقابة الذاتية النابعة من مخافة اهلل تعالى ،والرقابة
الخارجية المت�أتية من رقابة النا�س .وقد �أقر الخليفة �أبو بكر ال�صديق ر�ضي اهلل عنه ،رقابة
الأمة على �أعمال الإدارة العليا ،حيث افتتح عهده بخطبته الم�شهورة'ُ ' :ولّ ُ
يت عليكم ول�ست
فقوموني'' ،وعزز الخلفاء الرا�شدون هذا المبد�أ
أح�سنت ف�أعينوني و�إن �أ�س�أت ّ
ُ بخيركم ف�إن �
بتعيين موظفين لمراقبة �أمراء الواليات ب�شكل �سري ،لعزل من يثبت لهم �سوء �سيرته .وقد حث
المنهج الإ�سالمي على مبد�أ الم�ساءلة ،وهنا ن�ستذكر ق�صة الخليفة عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل
عنه ،مع عمرو بن العا�ص والي م�صر ،وم�ساءلته عن �سبب �ضرب ابنه لأحد �أبناء الفالحين
الذي فاز على ابن الوالي في �سباق الخيل ،عندئذ قال الخليفة عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل عنه،
قولته الم�شهورة'' :متى ا�ستعبدتم النا�س وقد ولدتهم �أمهاتهم �أحرارا''.
(� )2سنن �أبي داود ،كتاب الجهاد ،حديث رقم ( ، )2241حديث �صحيح. (� )1سورة الزمر ،الآية (.)9
18
هذه جوانب ب�سيطة ومخت�صرة عن المفاهيم الإدارية التي يتعامل بها الإ�سالم ويدعو �إلى
تطبيقها ،وقد برزت بحوث ودرا�سات كثيرة في هذا المجال ،ونترك لك �أمر االطالع عليها
والتعمق فيها.
ّ
19
م�س�ألة للبحث ()1-1
-ما المبرر الذي (دفع فريدرك تايلور) لربط �أجر الفرد ب�إنتاجيته؟
-ما ر�أيك في هذا الربط؟
21
Behavioral Approach 3المنهج ال�سلوكي
جاء هذا المنهج بو�صفه ر ّد على افترا�ضات المناهج الكال�سيكية و�آرائها ،التي
ركّ زت على الحافز االقت�صادي ،بو�صفه �أهم الحوافز الإنتاجية ،و�أهملت العن�صر
الب�شري ،ولم توله الأهمية الالزمة ،ويرى �أ�صحاب هذا المنهج �أن الإدارة ال�صحيحة
بخ ْلق عالقات �إن�سانية جيدة ،وحالة ر�ضا عالية بين الأفراد في
هي الإدارة التي تهتم َ
الم� ّؤ�س�سة ،كذلك توازن بين تحقيق �أهداف الإدارة وتحقيق رغبات الأفراد ،وعلى
ر�أ�سها الحاجات االجتماعية والنف�سية التي يمكن حفزهم من خالل تحقيقها.
كما يجب تطوير نظام ات�صال فاعل بين م�ستويات الم� ّؤ�س�سة المختلفة ،والتركيز
على اتباع الأ�سلوب الديموقراطي والم�شاركة كنمط في القيادة ،فالمدير يحتاج �إلى
مهارات اجتماعية بقدر حاجته �إلى مهارات فنية ،و�أ نه ال ُب َّد من الأخذ في الح�سبان
عد (التون مايو) من �أبرز
وي ّ
الجماعة غير الر�سمية ،ودورها في تحديد اتجاهات الأفرادُ .
رواد العالقات الإن�سانية ،حيث اعتمدت كتاباته على تجارب (هوثورن) ال�شهيرة.
23
م�س�ألة للمناق�شة ()4-1
بعد �أن تعرفت �أ�سلوب الإدارة بالأهداف ،هل يمكن تطبيقه في البيئة المدر�سية
(مدير المدر�سة ،المعلمون ،الطلبة )....؟ ّبرر �إجابتك.
24
�صاحب هذه
َ عالم الإدارة الياباني،
عد وليم �أو�شي (ُ )William Ouchi
ُي ّ
النظرية ،التي طرحها في كتابه (نظرية ،)Zوهي التي احتاجت �إلى �سنوات
عدة من البحث والدرا�سة لل�شركات اليابانية ،لتحديد الأ�سباب التي تجعل هذه
ال�شركات تتمتع ب�إنتاجية �أكبر بالمقارنة مع ال�شركات والم� ّؤ�س�سات الأمريكية.
لقد ا�ستحدثت فكرة الإدارة اليابانية ،من البيئة االجتماعية الخا�صة
بالمجتمع الياباني ،وبخا�صة الأ�سرة اليابانية التي تقوم على مبد�أ االحترام لرب
الأ�سرة ،و�إطاعة �أوامره ،في حين يكون م�س�ؤو ًال عنهم وم�شارك ًا �إياهم في اتخاذ
القرار ،وانعك�س هذا بدوره على العمل الإداري داخل الم� ّؤ�س�سات ،على اعتبار
�أن المديرين والأفراد بمثابة الأ�سرة الواحدة ،ما كان له �أح�سن الأثر على �إنتاجية
الأفراد و�إخال�صهم لم�ؤ�س�ستهم ب�شكل لي�س له مثيل.
ويمكن تلخي�ص �أهم عنا�صر الإدارة اليابانية بما ي�أتي :
� 1ضمان الوظيفة للموظف مدى الحياة؛ �أي اال�ستقرار والأمن الوظيفي،
�إذ ال تلج�أ الم� ّؤ�س�سات اليابانية �إلى اال�ستغناء عن الأفراد حتى في �أ�صعب
الظروف االقت�صادية ،ما كان له �أكبر الأثر على �إبداعهم و�إنتاجيتهم.
2العمل كفريق ،وال�شعور الجماعي بالم�س�ؤولية عن العمل الذي يقوم به
بناء على الجهد الجماعي.الفرد .ففي كثير من الأحيانُ ،يقا�س الإنتاج ً
ثم ،تكون المكاف�أة جماعية ال فردية. ومن ّ
وتوافقا بين �أهداف
ً ان�سجامـا
ً � 3أ�سلوب الم�شاركة في اتخاذ القرار ،ما يخلق
الذاتية،ويتمثل �أ�سلوب
ّ نوعا من الرقابة
العاملين ،و�أهداف الم� ّؤ�س�سة ،ويوفّر ً
الم�شاركة في القرار بما ي�سمى حلقـات الجـودة ()Quality Circles؛
ّ
تت�شكل على م�ستوى الم� ّؤ�س�سة؛ بهدف ت�أمين وهـي مجموعة عمل �صغيرة
الجميع وم�شاركتهم في جهود تح�سين جودة ما تنتجه الم� ّؤ�س�سة ،وتحليل
الم�شكالت الفنية والإدارية واقتراح حلول لها.
4االهتمام ال�شامل بالأفراد ،من حيث تكاف�ؤ الفر�ص والعدالة والم�ساواة
والتعـامل مع القوى الب�شرية من دون تمييز ،وتوفير مقومات الحياة واال�ستقرار
25
أجواء من التعاون
لهم؛ من حيث ال�سكن والرفاهية ومتطلبات العي�ش الكريم ،ما يخلق � ً
ً
ونوعا من التفاعل الطبيعي بين العمل والحياة االجتماعية . واالحترام المتبادل بينهم،
الت�سرع بالتقييم والترقية ،والتركيز على تطوير المهارات المهنية للأفراد ،حيث
ّ 5عدم
ُينقل الموظف من موقعه �إلى موقع �آخر على الم�ستوى الإداري الواحد نف�سه؛ ليعطي
العمل �صفة ال�شمولية والتكامل.
م�س�ألة للمناق�شة ()5-1
قد تف�شل كثير من الم� ّؤ�س�سات عندما تقوم با�ستخدام �أ�سلوب الإدارة اليابانية
خارج نطاق البيئة والمجتمع الياباني .هل ت�ؤيد هذه المقولة �أم تعار�ضها؟ ّبرر
�إجابتك.
26
ويق�صــد بذلك �أن
�سابقا ،ف�إنه عادة ما ي�شار �إلى الإدارة ب�أ ّنها عمليةُ ،
ً عنا�صرها كما مر معك
المديرين كافة ،ب�صرف النظر عن م�ستوياتهم ومهاراتهم ،يكونون منهمكين في بع�ض الأن�شطة
المتداخلة لتحقيق الأهداف المحددة للم� ّؤ�س�سة.
وتفتر�ض العملية الإدارية �أنها تتكون من �سل�سلة من العنا�صر (الوظائف) المتداخلة ،وتمثل
مجمل ما يقوم به المديرون من �أعمال .ويمــار�س المــــدير هـــذه الوظائف ،مهما كان مركزه
معتمدا على �أ�ساليب ومبادئ و�أ�س�س ي�ستعين بها .وتت�ضمن هذه العملية الإدارية �أربع
ً الوظيفي،
وظائف ،هي:
Planning 1التخطيط
اختيارا بين عدد من
ً وتت�ضمن
ّ وهي الوظيفة الأولى من وظائف العملية الإدارية،
البدائل ،ل�سيا�سات الم� ّؤ�س�سة وخططهـا وبرامجهــا الالزمــة التي �سي ّنفذهــا المـــوظفون
لتحقيق الأهداف المحددة؛ ولذا ،ف� ّإن التخطيط هو عملية اتخاذ قرارات ،كونه يعتمد
�أ�سا�سا على االختيار بين مجموعة من البدائل.
التفكير في الم�ستقبل ،حيث تتم عملية التخطيط على
َ عن�صر التخطيط
ُ ويت�ضمن
ّ
م�سبقا من الإدارة العليا� ،إذ يهتم المدير ب�صياغة هذه
ً محددة
ّ �أ�سا�س وجود �أهداف
الأهداف كونها ركيزة �أ�سا�سية لبناء الخطط وعنا�صر العملية الإدارية الأخرى .و�أي
�سلبا على �إنجازات الم� ّؤ�س�سة كاملة.
خلل �أو خط�أ في �صياغة الأهداف� ،سينعك�س ً
27
Organizing 2التنظيم
بناء على متطلبات التخطيط ال�سابقة ،يبرز عن�صر التنظيم الذي ي�ضم درا�سة هيكل
ً
المتنوعة
ّ مق�صود للأدوار وكيفية �إن�شائه ،عن طريق تحديد الأن�شطة ،و�أوجه العمل
الالزمة لتحقيق �أهداف الم� ّؤ�س�سة ،وتجميع هذه الأن�شطة ،وتخ�صي�ص مدير لكل
مجموعة منها ،وتفوي�ض ال�سلطة له للقيام بها.
وتتط ّلب هذه الوظيفة توفير التن�سيق بين الإدارات والأق�سام ذات االخت�صا�ص
بالأن�شطة والأعمال المراد تنفيذها لتحقيق الأهداف المحددة .وعند قيام المدير
عدة ،منها:
محددات ّ
بوظيفة التنظيم .ي�أخذ في الح�سبان ّ
�أ تق�سيم العمل والتخ�ص�ص ،ويتط ّلب ذلك تحديد موا�صفات الأفراد المعنيين
بناء على الم�ؤهل العلمي والخبرة والتخ�ص�ص.
بتنفيذ الأن�شطة و�سماتهمً ،
ب الت�سل�سل الرئا�سي والعالقات الوظيفية.
جـ الهيكل التنظيمي (ت�صميم الوظائف واللجان و ِف َر ِق العمل).
د مركز كل فرد ودوره.
تمر بها الم� ّؤ�س�سة ،ينبغي �إعادة النظر في وظيفة
ولمواكبة المتغيرات الم�ستجدة التي ّ
التنظيم ب�شكل م�ستمر بين فترة و�أخرى ،كما �ستالحظ في الوحدة الثالثة.
ن�شاط ( :)7-1التنظيم
من خالل مجموعات العملُ ،زر مدير المدر�سةّ ،
واطلع على التنظيم الإداري في
تقريرا بذلك ،ثم ناق�شه مع زمالئك.
ً المدر�سة ،واكتب
28
Directing 3التوجيه
هوقدرة المدير على �إدارة العن�صر الب�شري داخل الم� ّؤ�س�سة ،عند البدء الفعلي بتنفيذ
العمليات المطلوبة ،وبتوجيه الأفراد والمجموعات ( الإدارات والأق�سام) نحو تنفيذ
الأن�شطة والأعمال التي تم توزيعها عليهم.
وتت�ضمن هــذه الوظيفة �إ�صـــدار الأوامـــر الإداريـــة ،والقـــرارات ،والأنـظــمــة،
ّ
والتعليمات من الر�ؤ�ساء في مختلف الم�ستويات الإدارية �إلى المر�ؤو�سين؛ لتنفيذها
في الوقت المحدد وبالطريقة المطلوبة .وثمة �أ�ساليب متعددة يمكن للمدير اتباعها
لممار�سة وظيفة التوجيه بفاعلية ونجاح ،ويجب عليه الإلمام بكل الأ�ساليب البديلة،
وا�ستخدام الأ�سلوب المالئم في الوقت المنا�سب ،ومن هذه الأ�ساليب:
خلق روح التعاون بين المر�ؤو�سين ،ورفع الروح المعنوية عن طريق الحفز �أ
واالت�صال والإ�شراف القيادي الفاعل.
ب تو�ضيح مفاهيم الم� ّؤ�س�سة و�أهدافها و�سيا�ساتها للمر�ؤو�سين.
جـ �إطــالع المر�ؤو�سـين على الهيـكــل التنظيمي للم� ّؤ�س�سة وعالقاتهـا الداخلية
وواجباتهم وحقوقهم و�سلطاتهم.
د �إطالع المر�ؤو�سين على مهامهم ،و�إر�شادهم نحو الأداء.
ن�شاط ( :)8-1التوجيه
من خالل مجموعات العمل ،قم ُزر مدير التربية والتعليم في منطقتك ،وناق�شه في كيفية
تقريرا
ً ممار�سته لوظيفة التوجيه و�سير العمل في الأجهزة الواقعة تحت م�س�ؤوليته .واكتب
ثم ناق�شه مع زمالئك.
بذلكّ .
29
م�سائل للمناق�شة ()7-1
مديرا لمدر�ستك ،كيف �ستمار�س عملية التوجيه مع ّ
كل من ً تخيل نف�سك
المعلمين والعاملين والطلبة؟
Controlling 4الرقابة
وفقا للخطط المو�ضوعة يعرف (فايول) الرقابة ب�أ ّنها'' :التحقّق من � ّأن كل �شيء ي�سير ً
ّ
والتعليمات ال�صادرة والمبادئ المقررة '' .فمن خالل وظيفة الرقابة يتم الت� ّأكد فيما �إذا
محدد في الخطة ،فالهدف من هذه وفقا لما هو ّ كانت الوظائف الإدارية ال�سابقة تن ّفذ ً
الوظيفة الك�شف عن االنحرافات ال�سلبية ،و�أوجه الخلل ونقاط ال�ضعف ،لت�صحيحها
تعرف االنحرافات الإيجابية وتعزيزها ودعمها. ومنع تكرار حدوثها .كما تهدف �إلى ّ
فعلى �سبيل المثال ،قد تحدد الم� ّؤ�س�سة في �أهدافها �إنتاج ( )2000وحدة من منتج معين
المحدد،
ّ �سلبيا عن الهدف في الأ�سبوع ،فاذا �أنتجت ( )1700وحدة ،تكون قد انحرفت ً
بد من تحليل الم�شكلة لت�صحيح االنحراف ومنع تكراره .ومن جهة �أخرى ،قد يكون وال ّ
بدال من ( )2000وحدة� ،أو �إنتاج ()2000 إيجابيا ك�إنتاج ( )2400وحدة ً االنحراف � ًّ
وحدة خالل �أربعة �أيام بد ًال من �أ�سبوع ،مع المحافظة على م�ستوى الإنتاج ونوعيته ،فهذا
يدل على وجود انحراف �إيجابي ،ينبغي على الم� ّؤ�س�سة تعزيزه ودعمه بمكاف�أة كل من له
عالقة بزيادة الإنتاج عن الم�ستوى المحدد بالخطة.
و ُتمار�س الرقابة على الأ�شياء كما ُتمار�س على الأفراد ،فتك�شف على مدى �أداء
المجدين
ّ العمل الواجب �أدا�ؤه ،كما تك�شف عن م�ستوى الأداء الفعلي للأفراد ،لتمييز
منهم ومكاف�أتهم ،وتحديد الموظفين ذوي الأداء ال�ضعيف ،لتدريبهم و�إعادة ت�أهليهم.
ن�شاط ( :)9-1الرقابة
من خالل مجموعات العملُ ،زر �إحدى الم� ّؤ�س�سات في منطقتك ّ
واطلع على كيفية
تقريرا بذلك ،ثم ناق�شه مع زمالئك.
ً ممار�سة عملية الرقابة في هذه الم� ّؤ�س�سة ،واكتب
30
م�سائل للمناق�شة ()8-1
ً
رئي�سا لق�سم مراقبة الجودة ،طلب �إليك رئي�سك موافاته بتقرير، بو�صفك
خالل �أ�سبوع عن �أن�شطة ق�سمكّ .
فكرت قليلاً ،ثم طلبت �إلى (عدنان) و (علي)
و(ح�سام) العاملين في الق�سم جمع البيانات ،وطلبت �إلى (بالل) �إعداد التقرير،
و�إلى (مالك) تدقيق التقرير وطباعته ،ثم �إلى (محمود) �إر�سال التقرير بالبريد
حددتها لكل �شخ�ص في مذكرة ،وطلبت الإلكتروني .ووثقت الم�س�ؤوليات التي ّ
�إلى (بالل) مقابلتك ال�ساعة الثالثة من م�سا ِء يوم بعد ٍ
غد لتقديم ُم َ�س َّودة التقرير.
ومار�ست بممار�سة �أعمالك الروتينية.
غا ما يدل
م�سو ً
ما الوظائف الإدارية التي قمت بها ؟ ناق�ش ذلك مع زمالئك؛ ّ
على كل وظيفة.
ومما يجدر ذكره� ،أن هذه فكرة عامة عن وظائف العملية الإدارية ،و�سيرد تناولها بالتف�صيل
في الوحدات الآتية من هذا الم�ستوى والم�ستويات الأخرى لمبحث �أ�سا�سيات الإدارة ،ب�إذن اهلل.
31
1ال�شمولية
ويق�صد بها � ّأن كل مدير �أو م�شرف �إداري في � ّأي م�ستوى �إداري ،يمار�س الوظائف
الإدارية جميعها (التخطيط ،والتنظيم ،والتوجيه ،والرقابة) مـع اختــالف في درجة
الممار�سة وم�ستوى الوظيفة ومكانتها في الم�ستويات الإدارية للتنظيم ،وهي الإدارة
العليا ،والإدارة الو�سطى ،والإدارة الدنيا.
يو�ضح الأهمية الن�سبية لدرجة ممار�سة الإداريين للوظائف
وال�شكل (ّ ،)3 -1
الإدارية في مختلف الم�ستويات الإدارية.
32
م�سائل للمناق�شة ()10-1
ت�أمل ال�شكل ( )3 -1ال�سابق ،وح ّلله ال�ستنتاج العالقات المختلفة بين
المراكز الوظيفية في الم�ستويات الإدارية الثالثة ،والوقت الذي يخ�ص�صه كل
منهم لممار�سة الوظائف الإدارية .ناق�ش ما تو�صلت �إليه مع زمالئك ،مبديًا ر�أيك
في منطق الأهمية الن�سبية لممار�سة هذه الوظائف.
2العمومية
معين من الم� ّؤ�س�سات ،فهي قابلة للتطبيق في
بمعنى �أ ّنها ال تقت�صر على نوع ّ
الم� ّؤ�س�سات باختالف �أنواعها ،من مدار�س ،وجامعات ،وم�ست�شفيات ،و�شركات،
وم� ّؤ�س�سات اجتماعية ،وغيرها .
3التداخل
بمعنى � ّأن المدير لي�س ملزم ًا بممار�سة الوظائف الإدارية وفق الترتيب ال�سابق� ،إذ
يمكنه االنتقال من وظيفة التخطيط �إلى وظيفة الرقابة مبا�شرة� ،أو القيام بالوظائف جميعها.
يو�ضح خا�صية التداخل لوظائف العملية الإدارية.
وال�شكل (ّ ,)4 -1
الرقابة التخطيط
لتحقيق تعتمد على
الأهداف التن�سيق
التوجيه التنظيم
33
�أ�سئلة الوحدة الأولى
و�ضح المق�صود بالمفاهيم الآتية :الإدارة ،التخطيط ،العملية الإدارية ،الخطة، 1
التنظيم ،التوجيه ،الرقابة.
متعددة ،يمكن للمدير اتباعها لممار�سة وظيفة التوجيه بفاعلية
توجد �أ�ساليب ّ 2
عدد هذه الأ�ساليب.
ونجاحّ .
و�ضح ذلك.
مار ُ�س على الأفرادّ .
مار�س وظيفة الرقابة على الأ�شياء كما ُت َ
ُت َ 3
علل ما ي�أتي: 4
وظيفة التخطيط هي عملية اتخاذ قرارات أ�
ب يجب �إعادة النظر في وظيفة التنظيم ب�شكل م�ستمر بين فترة و�أخرى.
تتمتع العملية الإدارية بعدة خ�صائ�ص .و�ضح هذه الخ�صائ�ص . 5
34
التخطيط
Planning
35
مقدمة
كون العملية الإدارية ،وفي در�ست في الوحدة الأولى الوظائف الإدارية الأ�سا�سية التي ُت ّ
هذه الوحدة �سنتناول �أولى هذه الوظائف وهي وظيفة التخطيط .فعن طريق هذه الوظيفة،
تتحدد الأعمال التي يجب القيام بها في الم�ستقبل بالكيفية والوقت المالئمين لتنفيذها،
بت�صور الم�ستقبل
بمعنى �أن التخطيط ي�سبق � ّأي عمل تنفيذي .وتكمن حقيقة التخطيط ّ
وتطويعه لإدارة الإن�سان ،فيقود الأحداث بنف�سه وال تقوده الم�صادفات �إليها ،ما يقلل من �أثر
عوامل ال�صدفة والحظ.
Concept of Planning � ً
أوال مفهوم التخطيط
36
هل ّ
فكر ح�سان (ي�سار ال�صورة) قبل دخوله المكتبة؟
ما الخطوات التي قام بها حازم (يمين ال�صورة) ،عند دخوله المكتبة للح�صول على هدفه؟
ح�سب ر�أيكّ � ،أيهما ح ّقق هدفه ب�سرعة وبجهد �أقل؟
التخطيط �أمر �ضروري للتقليل من �إهدار الموارد ،ولتحقيق الأهداف المحددة ب�سرعة .تت�سم
وتدب ًرا .حيث تبد أ� بتحديد الحاجة �إلى
ُّ تفكيرا
ً عملية التخطيط بكونها عملية �إبداعية تتطلب
تحدد الآن حاجتك �إلى درا�سة نظم المعلومات الإدارية بعد
�إنجاز �شيء ما .فعلى �سبيل المثال ،قد ّ
الثانوية العامة ،فهذه مجرد فكرة �أو ّنية فقط ،ولكن عندما تترجم هذه الفكرة �إلى عمل ،ف�إنك
التو�صل �إلى �إجابات عن الأ�سئلة الآتية:
ّ تبد�أ بعملية التخطيط .و�أول ن�شاط في هذه العملية،
-ما الذي يمكن عمله؟
-متى يمكن عمله؟
-كيف يمكن عمله؟
-من الذي يمكنه عمله؟
تفكيرا ،وما يفيد في ذلك خبراتك ال�سابقة عن المو�ضوع
ً يتطلب كل �س�ؤال من هذه الأ�سئلة
الذي تخطط له.
فعلى �سبيل المثال ،قد تقوم �أنت بعملية التخطيط لدرا�ستك الثانوية منذ هذه اللحظة ،ومن
الأهداف التي يمكنك التفكير بها :اجتياز الم�ستويات الدرا�سية لجميع المباحث الدرا�سية
خالل مدة زمنية محددة بمعدل عال يتنا�سب مع قدراتك .مثل هذا الهدف لم ت�ضعه �إال بعد
�أن در�ست الما�ضي والحا�ضر ،فيما يتعلق بخبراتك وقدراتك ومعدالتك ال�سابقة ،والمباحث
الدرا�سية التي �ستدر�سها ومتطلباتها .وبعد تحديد هدفك ،ف�إنك ت�صنع الو�سائل المنا�سبة لتحقيق
هذا الهدف؛ كزيادة الجهد و�ساعات الدرا�سة البيتية ،واالعتماد على التعلم الذاتي ،والتعاون
مع الآخرين ،وهكذا .ومن الممكن قيام �شخ�ص واحد بهذا العمل � ،اّإل � ّأن الإدارة الفعالة تعمل
�سعيا
على ت�شجيع التفكير الجماعي ،عن طريق ت�شكيل لجان ت�ضم خبراء مخت�صين ،يجتمعون ً
37
ال�ستك�شاف �أ�ساليب العمل المنا�سبة بعد طرح الأفكار وتحليلها ،ومن ال�ضروري التفريق بين
عملية التخطيط التي يقوم بها �أفراد متخ�ص�صون ،للتنب�ؤ بالظروف والمتغيرات الم�ستقبلية التي قد
تحدث في الم�ستقبل ،وبين الخطة التي تقود �إليها عملية التخطيط.
تعريف
التخطيط
هوعملية و�ضع �أهداف محددة لما يجب عمله في الم�ستقبل( ،المدى الق�صير �أو
المتو�سط �أو البعيد) ،وو�ضع الو�سائل المنا�سبة التي يجب ا�ستخدامها لتحقيق تلك الأهداف.
تعريف
الخطة
هي تحديد الأعمال والأن�شطة التي �سيتم تحقيق الأهداف عن طريقها ،كما تو�ضع برامج
تف�صيلية مرتبطة بزمن محدد لتنفيذ الأعمال والأن�شطة المنبثقة عن الخطة.
38
وفيما ي�أتي ،مثال على خطة يومية ب�سيطة لأعمال مكتبية في �إحدى الم� ّؤ�س�سات:
39
والمعوقات� ،أو و�ضع خطط محددة ّ
للتكيف معها .وكما در�ست في الوحدة الأولى؛ ف� ّإن معظم
متغيرة ،فلو كانت الظروف ثابتة �أو حتى قليلة التغير لكانت حاجتنا
الم� ّؤ�س�سات تعمل في ظروف ّ
تعد عملية التخطيط
المتغيرات وت�أثيرها بدقة .لذاّ ،
ّ التعرف �إلى
للتخطيط قليلة ،فحينئذ من ال�سهل ّ
من �أكثر جوانب العملية الإدارية �صعوبة ،حيث تتفاعل فيها مجموعة من العوامل من �أهمها:
40
Forecasting 2التنب�ؤ
يتعام��ل الموقف الحالي مع مجموعة من الظ��روف االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية
والتكنولوجية ،التي تختلف عن الظروف التي �سيتعامل معها الموقف الم�ستهدف ،وهنا يظهر
العامل الثاني ،وهو القدرة على التنب�ؤ بالظروف الم�ستقبلية المحيطة بالموقف الم�ستهدف،
والتنب�ؤُ عملي ٌة تهدف �إلى محاولة تقدير احتمالية وقوع موقف ما �أو ظرف ما في الم�ستقبل.
يمد المخط��ط باحتمالية وقوع حدث
مهما من عملي��ة التخطيط ،حيث ّ
جزءا ًّ
يع��د التنب���ؤ ً
ُو ّ
م��ا ،والم�ستوى الذي �سي�صل �إليه الحدث عن��د وقوعه .فالتنب�ؤ الجيد بمقدار المبيعات للعام
القادم ،يقود لو�ضع خطة فاعلة للإنتاج ،وخطة �أخرى للم�شتريات ...وهكذا.
41
كي ت�ستطيع مجموعة تنظيمية ما �إنجاز �أعمالها بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية ،ف�إن
ثم ،و�ضع الو�سائل
المهمة الأ�سا�سية لهذه المجموعة هي و�ضع �أهداف محددة لعملها .ومن ّ
المنا�سبة لتحقيق تلك الأهداف .وكي ت�ستطيع هذه المجموعة القيام بهذه المهمة ،ف� ّإن عليها
ّ
لتتمكن من �إنجاز الأهداف في الم�ستقبل .وهذا بال�ضبط ما نعنيه درا�سة الما�ضي والحا�ضر،
بعملية التخطيط التي ّ
ت�شكل الوظيفة الأولى من وظائف العملية الإدارية ،التي ت�ؤ ّثر ب�صورة كبيرة
على الوظائف الأخرى الالحقة من تنظيم وتوجيه ورقابة.
ويو�ضح ال�شكل ( ،) 1-2الترابط بين وظيفة التخطيط والوظائف الإدارية الأخرى.
ّ
التوجيه
�إنّ الخطط التي تتم عملية � ّإن االنــتــهـــاء مـــن و�ضــــع فــالـتـخـطـيـط الـمتقن يـقـود
�صياغـتـهـا بـدقـة وو�ضــوح، الخطــط ،يـتـطــ ّلــب الـقـيــام بــال�ضـــرورة �إلى �إجـــراءات
ت�سـاعد المديـريـن الم�شـرفيـن بـتـقـيـيــم المــديـريــن الـذيـن تنظيميـة متنا�سبـة مـع جـودة
علــى التنفيــذ ،وعلــى �إحكــام �سيـقـومــــون بقـيـــادة جـهـود التــخـطــيــط .فـمـن حـيـث
عملـيــات الـرقـــابــة ب�سهــولـة الم� ّؤ�س�سـة في �أثنــاء التنفيذ ،مــا المبد أ� ت�سعى الم� ّؤ�س�سة �إلى
وي�ســـر ،فـالخطــط المعقـــدة يـقود �إلى تدريبهم ورفع م�ستوى تـنـظـيـم �إداراتها المختلفة
وغيـــر الــوا�ضــحــة تــقــــود المـهـارات التنفيذية لديهـم �أو بما يتوافق مع نوعية الخطط
بـال�ضــرورة �إلى تـعـقـيــدات ا�سـتبدالهـم بمجموعـة جـديـدة المو�ضـوعـة ،وهنـا يحـدث
كبيرة في عمليات الرقابة على تمتلك الم�ســتــوى المطــلـوب الربـط بـيـن وظيفة التخطيط
التنفيـــذ التي عــادة مـــا يقـــوم من المهارات التنفيذية ،وهكـذا ووظيفة التنظيم.
بها المديـرون في �أثنـــاء عملية يحــدث الربــط بـيـن وظيفتــي
تنفيذ الخطط ِف ًّ
عليا. التخطيط والتوجيه.
42
فعلى �سبيل المثال قد تقوم �إدارة الإنتاج في م� ّؤ�س�سة ما بتحديد �أهداف لها ،كزيادة �إنتاجها
في العام القادم بن�سبة ٪5مع المحافظة على نوعية المنتج .لتحقيق هذا الهدف ،قد تلج�أ
ال�ستخدام و�سائل متعددة كزيادة �أعداد العاملين في ق�سم العمليات� ،أو زيادة �ساعات العمل� ،أو
بع�ض .وللمحافظة على النوعية؛ ربط الإنتاج بالمكاف�آت� ،أو عدد من هذه الو�سائل مع ِ
بع�ضها ً
فعل �إدارة الإنتاج دور الرقابة على الموا�صفات والمقايي�س وفق الخطط التي تم و�ضعها،
ُت ّ
ومعالجة � ّأية انحرافات قد تحدث عما خطط له.
43
تعريف
نظم المعلومات الإدارية
هي نظم حا�سوبية متكاملة ،تقوم على ربط الحاجات المعلوماتية للأن�شطة كاف ًة
في الم� ّؤ�س�سة ،بهدف تزويد المديرين بالمعلومــــات المطلوبــــة في الـــوقت المحدد،
وبالجــودة العالية؛ لتمكينهم من اتخاذ القرارات بدرجة عالية من الدقة.
44
م�سائل للمناق�شة ()3-2
من فوائد عملية التخطيط ،تقليل الأخطاء في عملية اتخاذ القرار في الم� ّؤ�س�سة.
ناق�ش ذلك مع زمالئك.
ت�سعى الوزارة �إلى �إنجاز نظام تربوي يح ّقق التميز والإتقان والجودة ،من خالل ا�ستثمار
الموارد الب�شرية والفر�ص المتاحة والمعرفة كثروة وطنية ا�ستراتيجية ،وتعزيز القدرة على
متجدد مبني على المعرفة ي�سهم في
ّ البحث والتعلم ،و�ضمان �إ�سهام الأفراد في بناء اقت�صاد
تحقيق تنمية م�ستدامة ،ورفع م�ستوى معي�شة جميع الأردنيين باعتباره الطريق الآمن لمواجهة
�صدرة للكفاءات الب�شرية
الم ّ
التحديات ،وو�ضع الأردن على خريطة الدول المتقدمة الحديثة ُ
وعالميا.
ًّ إقليميا
المتميزة ،والقادرة على المناف�سة � ًّ
45
تعبر الر�ؤية عن الحالة التي ترغب �أن تكون عليها الم� ّؤ�س�سة في الم�ستقبل� ،أي الحالة ّ
وجه �أن�شطتها وقراراتها الم�ستقبلية .و�إذا
تلبي طموحات الم� ّؤ�س�سة و ُت ِّ
المرغوب فيها ،التي ّ
كانت خطة الم� ّؤ�س�سة تعبر عن كيفية الو�صول �إلى تحقيق الأهداف ،ف�إن الر�ؤية تم ّثل لوحة
تف�صيلية عن ال�صورة التي �ستكون عليها الم� ّؤ�س�سة عندما تتح ّقق هذه الأهداف ،كما يمكن
القول � ّإن ر�ؤية م� ّؤ�س�سة غير ربحية تعمل في مجال النقل� :أن تكون الم� ّؤ�س�سة رائدة في تطوير
�أ�ساليب محددة في مجال راحة الم�سافرين على متن خطوطها.
46
الر�سالة التربوية
التميز والإتقان ،وي�ستثمر موارد ب�شرية تتمتع بقدر
تطوير و�إدارة نظام تربوي يركز على ّ
تمكنها من ّ
التكيف عال من �إتقان كفايات التع ّلم الأ�سا�سية ،وذات اتجاهات مجتمعية �إيجابيةّ ،
ٍ
بمرونة مع متطلبات الع�صر ،والمناف�سة بقوة وفاعلية ،والإ�سهام في تطوير االقت�صاد الوطني
القائم على المعرفة.
47
تتكون من
ّ بعد االنتهاء من �صياغة كل من الر�ؤية والر�سالة ،تبد أ� عملية التخطيط ،التي
يت�ضمنها ال�شكل رقم (:)2-2 ّ الخطوات الخم�س الآتية التي
48
تعريف
الأهداف
ّ
المخطط وتعبر عن نية لدى
هي النتائج النهائية لن�شاطات تتم بطريقة عالية التنظيمّ .
تح�سين
ُ نوعيا ،من حيث
لالنتقال من الموقف الحالي �إلى الموقف الم�ستهدف الذي يزيد ًّ
الإنجاز بالمقارنة مع الموقف الحالي.
49
2االرتباط ببعد زمني محدد
يجب �أن يرتبط الهدف بزمن محدد لإنجازه ،وفي مثالنا ال�سابق يت�ضح االرتباط بالبعد
الزمني بفترة ال�سنوات الثالث التي يجب �أن تتحقق ن�سبة الزيادة في كفاءة العاملين
بانتهائها.
3قابلية الإنجاز
يجب �أن يكون الهدف ً
قابال للتحقق في ظل الموارد والإمكانات المتاحة ،ويجب
متنا�سبا مع الإمكانات المالية والتكنولوجية
ً � اّأل يكون ُم ً
بالغا فيه� .أي �أن يكون الهدف
المدة الزمنية المحددة لإنجازه.
والب�شرية المتاحة في الم� ّؤ�س�سة� ،ضمن ّ
4المو�ضوعية
يجب �أن يكون الهدف متنا�سبا مع حقائق الواقع في الم� ّؤ�س�سة وبعيدا عن ت�أثير
االعتبارات الذاتية.
Analysis of Current Situation 2تحليل الموقف الحالي
تف�صيليا للموقف الحالي للم� ّؤ�س�سة والمحيط الذي
ً تقييما
ً تت�ضمن عملية التخطيط
ّ
تتعامل معه وتعمل �ضمنهّ � .إن الم� ّؤ�س�سة ال تعمل في فراغ بل هي محاط ٌة بمجموعة من
العنا�صر والقوى التي تتفاعل معها ،وتتبادل الت�أثير فيما بينها وبين الم� ّؤ�س�سة.
فالمدر�سة على �سبيل المثال ،تتعامل مع بيئة خارجية يوجد فيها �أولياء الأمور،
والم�سجد ،والنادي ،ووزارة التربية والتعليم ،وغيرها من الفئات االجتماعية ذات
الم�صلحة في عمل المدر�سة .فهي �إذن ،فئات ت�ؤ ّثر في عمل الم� ّؤ�س�سة ،وتت�أ ّثر بقرارات
الم� ّؤ�س�سة ومواقفها.
50
�إن هدف عملية التخطيط الأ�سا�سي ،هو التركيز على الم�ستقبل �ضمن �سياق زمني يتغير
ب�صـــور دائمـــــة في الجوانب االقت�صاديـــــة واالجتماعيـــــة وال�سيا�سيـــــة والتكنولوجيـــة
والديموغرافية؛ فالتخطيط ي�سعى �إلى خلق حالة من التوازن الديناميكي بين الم� ّؤ�س�سة ومحيطها
الخارجي ،ما يتيح للم� ّؤ�س�سة البقاء واال�ستمرار.
تعريف
التوازن الديناميكي
المتغيرات في البيئة
ّ والتكيف مع
ّ هي تلك الحالة التي تت�صف بدرجة عالية من المرونة
الخارجية.
يت�ضمن تقييم الموقف الحالي عملية جمع البيانات وتحليلها ،لتحديد موقف الم� ّؤ�س�سة فيما
ّ
يتعلق بعالقتها مع محيطها الخارجي.
ويت�ضمن ذلك الح�صول على معلومات تف�صيلية من داخل الم� ّؤ�س�سة ومن خارجها ،عن
الكيفية التي يرى فيها المجتمع الم� ّؤ�س�سة ودورها في خدمته ،وذلك يتط ّلب �أن تحاول الم� ّؤ�س�سة
ر�ؤية نف�سها من خالل عيون الآخرين ذوي الم�صالح فيها ،وهذه الر�ؤيا التقييمية تزود الم� ّؤ�س�سة
بمعلومات وحقائق بالغة الأهمية؛ ال�ستخدامها في تحليل الموقف الحالي.
تعريف
�أ�صحاب الم�صالح
هم الذين يتعاملون ب�صورة دائمة ومبا�شرة مع الم� ّؤ�س�سة من داخلها وخارجها ،ولديهم
همة في كيفية �إدارتها؛ بما ي�ضمن تحقيق �أهدافهم.
م�صالح ُم َّ
تعريف
البرنامج
هو �أي عمل تقوم به الم� ّؤ�س�سة ،ي�ساعد على تحقيق �أهدافها الم�ستقبلية.
وتتم عملية تقييم البرامج عادة ب�إحدى الطريقتين الآتيتين �أو بكلتيهما معاً:
Quantitative Approach 1الطريقة الكمية
تت�ضمن هذه الطريقة ا�ستخدام معلومات كمية (�أرقام) ،م�ستقاة من ملفات
ّ
الم� ّؤ�س�سة نف�سها� ،أو من ملفات الم� ّؤ�س�سات الأخرى� ،أو من المعلومات
التي تمت عملية التعامل معها من خالل ا�ستخدام بع�ض الأ�ساليب الإح�صائية
المنا�سبة� ،أو من درا�سة نتائج الأبحاث العلمية ذات العالقة� .إن هذه الطريقة
أخطاء ،لأنها تعتمد على ترجمة الوقائع والتجارب �إلى
ً تعد �أكثر �سهولة و�أقل �
ُّ
أهم من ذلك
للعد والر�صد والمقارنة والقيا�س ،و� ُّ
معلومات كمية محددة ،قابلة ّ
�أ ّنها قابلة للمعالجة الإح�صائية.
53
حدد
ومن �أمثلة ذلك ،تحليل مبيعات الم� ّؤ�س�سة خالل العام الما�ضي� ،إذ ُت ّ
ارتفاعا عالي ًا في حجم المبيعات ،والأ�شهر التي �شهدت
ً الأ�شهر التي �شهدت
وبناء على هذا
ً بيانيا بالأرقام .
عك�س ذلك ،وتكون هذه المعلومات ممثلة ًّ
التقييم ،تتم عملية التخطيط للعام القادم وال�شكل ( )3-2يو�ضح ذلك.
المبيعــــــــــــــــــات ال�شهـــــــــــر
1800 �آذار
2200 حزيران
1700 �أيلول
1200 كانون �أول
بيانيا.
ًّ ال�شكل ( :)3-2مبيعات الم� ّؤ�س�سة
54
Qualitative Approach 2الطريقة الكيفية
تت�ضمن هذه الطريقة �أجوبة عن �أ�سئلة من نوع'' :ماذا يقول المعنيون عن هذه ّ
البرامج؟ ' وذلك با�ستخدام المقابــالت ال�شخ�صـــية ،والمالحظــــات الميدانيــة
المبـــا�شرة ،والنقـــا�شات ،واالجتماعات المختلفة الطابع والأغرا�ض .فمثالً ،قد
للتعرف �إلى �آرائهم فيما
ُتجري بع�ض الم� ّؤ�س�سات مقابالت �شخ�صية مع الم�ستهلكين ّ
يتعلق بت�صميم منتجاتها� ،أو �ألوانها� ،أو حجمها� ،أو مذاقها�...إلخ اعتماداً على طبيعة
ال�سلعة .الحظ � ّأن البيانات التي تجمع لي�ست رقمية ،بل و�صفية ُتح ّلل لالعتماد عليها
في عملية التخطيط لمرحلة قادمة.
Results of Programs Evaluation Studies درا�سات نتائج تنفيذ البرامج د
المتنوعة من �أ�صحاب الم�صالح،
ّ ت�ستطيع الم� ّؤ�س�سة تقييم ت�أثير برامجها على الفئات
كالم�ستهلكين مثال ،با�ستخدام النظام الآتي:
المدخالت :الإمكانات والموارد المطلوبة لت�شغيل البرامج.
المعالجة :كيفية ت�شغيل البرامج.
المخرجات� :أي كيف ي�ؤثر تنفيذ البرامج على الم�ستهلكين والمجتمع ب�شكل عام؟
Cost Benefit Analysis هـ تحليل الكلفة والفائدة
يعد تحليل الكلفة والفائدة من �أهم الأ�ساليب في تقييم الم�شاريع .وهذا التحليل يركّ ز
ّ
على المقارنة بين كلفة الإنتاج� ،أو كلفة تقديم الخدمة من جانب الم� ّؤ�س�سة للم�ستهلكين
والعوائد المتوقعة الناتجة عن عملية بيع المنتج �أو تقديم الخدمة ،ويبد أ� التحليل عادة
همة ،مثل:الم ّ
بطرح �سل�سلة من الأ�سئلة ُ
ما الكلفة المتوقعة للم�شروع قيد التقييم؟
ما الفوائد المبا�شرة للخدمة ؟
ما كلفة �شراء الخدمة من ال�سوق ؟
ما الفوائد الملمو�سة المتو ّقعة للم� ّؤ�س�سة نف�سها �أو للم�ستهلكين ؟
ما االفترا�ضات والمخاطر� ،أو � ّأية اعتبارات �أخرى يجب �أن ت�ؤخذ في الح�سبان في
هذا ال�سياق ؟
55
عد �أ�سهل فيومن المهم �أن نالحظ هنا� ،أن عملية �إجراء تحليل الكلفة والفوائد ُي ُّ
م� ّؤ�س�سات القطاع الخا�ص منه في م� ّؤ�س�سات القطاع العام غير الربحية.
وا�ضحا
ً ؤ�شرا
مقيا�سا لأدائها ،وم� ًّ
ً فم� ّؤ�س�سات القطاع الخا�ص ت�ستخدم معيار الربح
جدا ،كما � ّأن بع�ض العوائد من ال�صعب قيا�سها؛ لأنها غير ملمو�سة �أو غير قابلة للقيا�س،
ًّ
كم�ستوى ر�ضا الم�ستهلكين الذي ي�صعب قيا�سه؛ مقارنة مع م�ستوى الأرباح ال�سنوية ،الذي
مدة زمنية محددة.
مجرد رقم يدل على م�ستوى الربحية في ّ
يكون عادة ّ
وفي الختام ،ال ّبد من الت�أكيد على � ّأن مرحلة تقييم الموقف الحالي؛ تتطلب �أن يقوم
المخططون ب�إجراء تحليل متقن للفجوة بين الموقف الحالي والموقف الم�ستهدف،
�أي بين ما هو موجود الآن ،وما يجب �أن يتح ّقق بعد تنفيذ الخطط .وتو�ضع �أولويات
محددة لما يجب عمله لتقلي�ص هذه الفجوة.
56
مثال على تحديد البدائل
في حالة زيادة ن�سبة المبيعات في �إحدى الم� ّؤ�س�سات ،ف� ّإن البدائل التي يمكن تحديدها
لتحقيق هدف زيادة م�ستوى المبيعات في الم� ّؤ�س�سة ،هي:
-1تدريب القائمين على المبيعات بما ي�ؤدي �إلى رفع م�ستواهم.
-2زيادة الإنفاق على الدعاية والإعالن.
-3الدخول �إلى �أ�سواق جديدة غير الأ�سواق الحالية.
تعريف
المعيار
هو الأ�سا�س الذي يتم اال�ستناد �إليه لمقارنة البدائل التي ُيراد تقييمها.
57
فمث ً
ال من الممكن �أن ينبثق عن تقييم البدائل الثالثة ما ي�أتي :
فقد تلج أ� الم� ّؤ�س�سة �إلى اختيار �أحد هذه البدائل �أو بع�ضها في الخطوة الآتية.
تعريف
ال�سيا�سات
هي مجموعة من القرارات والأن�شطة التي تتخذها الم� ّؤ�س�سة؛ بهدف ت�سهيل عملية
التنفيذ.
تعريف
مرحلة التنفيذ
تعرف ب�أ ّنها مجموعة الأن�شطة والفعاليات التي تمار�س لو�ضع الخطط وال�سيا�سات ّ
مو�ضع التنفيذ ،من خالل البرامج التنفيذية والميزانيات المالية والإجراءات.
59
ومن �أهم الم�شاكل التي قد تواجه الم� ّؤ�س�سة في مرحلة التنفيذ ،الأمور الآتية:
مما هو مخطط له.
1حاجة عملية التنفيذ �إلى وقت �أطول ّ
2حدوث مجموعة من الم�شاكل غير المتوقعة.
3فاعلية الأن�شطة التن�سيقية لتكون بالم�ستوى المطلوب.
مما يجب.
اهتماما �أقل ّ
ً 4حدوث �أزمات ت�ؤدي �إلى �إعطاء عملية التنفيذ
5توفير الموارد الب�شرية الالزمة لإنجاز العمل بالكفاءة المطلوبة.
ال�سيما في الم�ستويـات الدنيا من الهرم
ّ 6تــدريب العاملين بكفــاءة وفاعليـة،
الإداري.
7قدرة الم� ّؤ�س�سة على ال�سيطرة على �أحداث في البيئة الخارجية.
8فاعلية عمليات القيادة والتوجيه على م�ستوى الإدارة الو�سطى.
9الدقة في تحديد المهام التنفيذية الرئي�سة.
10قدرة �أنظمة المعلومات الإدارية على المتابعة بفعالية.
وكما هو وا�ضح ،ف� ّإن مرحلة التنفيذ �أكثر مراحل التخطيط تط ّل ًبا للحذر واليقظة.
فالتنفيذ غير الفعال للخطط وال�سيا�سات ي�ؤدي �إلى الف�شل ،بينما التنفيذ ال�صحيح
والفعال ي�ؤدي �إلى اكت�شاف الأخطاء في التخطيط ومعالجتها.
متزايدا لعملية التنفيذ� ،إذ � ّإن التنفيذ الناجح
ً اهتماما
ً لذا ،تولي الم� ّؤ�س�سات
همة التي تقع جميعها �ضمن بيئة
الم ّ
المتغيرات ُ
ّ يعتمد على مجموعة من
الم� ّؤ�س�سة الداخلية ،وهي:
أ�
البناء التنظيمي المنا�سب.
المتنوعة ،بطريقة متوازنة.
ّ ب تخ�صي�ص الموارد للن�شاطات التنفيذية
جـ وجود نظام مالئم للتحفيز.
د وجود �أنظمة فعالة للمعلومات الإدارية.
هـ وجود ثقافة تنظيمية م�شجعة للعمل.
60
�ساد�سا العوامل الم�ؤثّرة في التخطيط
ً
Factors Influencing Planning
تتم عملية التخطيط عادة في �إطار م� ّؤ�س�سة تت�أ ّثر بمجموعة من الم�ؤ ّثرات ذات م�صدر داخلي،
و�أخرى ذات م�صدر خارجي.
ففي البيئة الداخلية للم� ّؤ�س�سةُ ،يلقي حجم الموارد المتاحة في الم� ّؤ�س�سة بظالله على عملية
وو�ضع �أهداف طموحة .على �سبيل المثال ،يت�أ ّثر ب�صورة كبيرة بم�ستوى الموارد ُ التخطيط،
المالية والب�شرية والتكنولوجية المتاحة في الم� ّؤ�س�سة ،فق َلة الموارد �ست�ؤدي بالت�أكيد �إلى الت�أثير
على المخططين ،وتقودهم �إلى و�ضع �أهداف متوا�ضعة تتنا�سب مع م�ستوى الموارد المتاحة.
أي�ضا ب�صورة كبيرة على عملية التخطيط؛ � ّأما الم�ؤثرات ذات الم�صدر الخارجي ،ف�إنها ت�ؤثر � ً
فحجم الفر�ص المتاحة للم� ّؤ�س�سة في البيئة الخارجية ،له �أثر كبير في طبيعة الأهداف التي تتبناها
الم� ّؤ�س�سة ،كما �أن حجم المخاطر وطبيعتها التي ت�ؤ ّثر في قدرة الم� ّؤ�س�سة في اغتنام الفر�ص
وا�سعا على المخططين في الم� ّؤ�س�سة؛ فك ّلما زادت المخاطر ،تق ّل�صت ً أثيرا
المتاحة ،تمار�س ت� ً
قدرة الم� ّؤ�س�سة على و�ضع �أهداف طموحة ،ال�ستغالل الفر�ص المتاحة في البيئة الخارجية ،وقد
تم �شرح هذه العنا�صر في الوحدة الأولى.
�أنواع التخطيط
-2التخطيط ح�سب درجة التف�صيل: -1التخطيط ح�سب الم�ستويات التنظيمية:
�أ -التخطيط التكتيكي. �أ -التخطيط على م�ستوى الم� ّؤ�س�سة.
ب -التخطيط اال�ستراتيجي. ب -التخطيط على م�ستوى الأن�شطة.
61
1التخطيط ح�سب الم�ستويات التنظيمية
Planning According to Organizational Hierarchy
ويتكون من نوعين:
ّ
�أ التخطيط على م�ستوى الأن�شطة Functional Planning
ي�شتمل على تحديد �أهداف الم� ّؤ�س�سة ك ِّلها ،وتحديد �أ�ساليب تحقيقها .وتقوم
الإدارة العليا في الم� ّؤ�س�سة بم�س�ؤولية هذا التخطيط الذي يت�صف ب�أن ّه طويل المدى،
الخطة
ال من الأنواع الأخرى للتخطيط .وينبثق من هذا التخطيط ُ و�أقل تف�صي ً
الأ�سا�سية ال�شاملة للم� ّؤ�س�سة؛ وتبرز �أهمية هذا التخطيط في قدرته على تحقيق درجة
المتنوعة للم� ّؤ�س�سة .ومن الأمثلة على ذلك ،زيادة
ّ عالية من التن�سيق بين الآن�شطة
المبيعات الكلية في الم� ّؤ�س�سة بن�سبة ( )٪20خالل الأعوام الثالثة القادمة.
62
مبلغ (� )100ألف دينار ل�شراء تكنولوجيا جديدة لتحقيق هدف زيادة الطاقة
الإنتاجية من (� )200ألف وحدة �إلى (� )300ألف وحدة.
Strategic planning ب التخطيط اال�ستراتيجي
يت�ضمن تحديد الدور الأ�سا�سي للم� ّؤ�س�سة ،و�أهدافها
ّ هو التخطيط الذي
اال�ستراتيجية الم�ؤمل �إنجازها على المدى البعيد ،ويت�ضمن التخطيط اال�ستراتيجي
كذلك و�ضع اال�ستراتيجيات التي يجب �أن ت�ستخدمها الم� ّؤ�س�سة لتوجيه الموارد
التطورات في مجال
ّ المتعددة باتجاه تحقيق تلك الأهداف .ولعل من �أهم
ِّ
التخطيط؛ �أ�سلوب التخطيط اال�ستراتيجي ،الذي ظهر في بداية الن�صف الثاني من
ا�ستخداما في
ً أكثر
انت�شارا ،وال َ
ً أو�سع
أ�سلوب ال َ
َ القرن الع�شرين؛ لي�صبح فيما بعد ال
عمليات التخطيط في الم� ّؤ�س�سات .ونتيجة لأهمية التخطيط اال�ستراتيجي ،ف�سيتم
همة.
الم ّ
التو�سع في الحديث عنه بهدف تو�ضيح بع�ض خ�صائ�صه ُ
ّ
إداريا ،عن غيره من �أ�ساليب
أ�سلوبا � ً
يختلف التخطيط اال�ستراتيجي ،بو�صفه � ً
الإدارة الفاعلة ،في كون مبادئه الأ�سا�سية و�أ�ساليبه ونظرياته ،قد جرى تطويرها بمزيــج
من التجارب العمليـــة الميدانــية ،والفكـــر الأكاديمي المنهجي المتخ�ص�ص؛ فهذه
المبادئ والأ�ساليب كانت وليدة واقع عملي ميداني ،مدعوم بفكر �أكاديمي نابع
من الحاجة �إلى تطوير �أداء الم� ّؤ�س�سات على المدى البعيــد ل�ضمان بقائها ،وخلق
�أجواء حيوية ،ت�ستفيد من الإمكانات المتاحة ب�صورة فاعلة ،وتعتمد التخطيط
بارعا لتحقيق الأهداف. علميا ًأ�سلوبا ًّ
اال�ستراتيجي � ً
ا�ستراتيجيا تتم ّتع ب�أداء يفوق �أداء الم� ّؤ�س�سات التي ال
ًّ �إن الم� ّؤ�س�سات التي ُتدار
عمليا لإدارة
أ�سلوبا ًّ
ُتدار بهذا الأ�سلوب ،وهذا يعني � ّأن التخطيط اال�ستراتيجي بو�صفه � ً
المكونات
ّ ؤول عن تح�سين الأداء ،و�ضمان التعامل الفعال مع عد م�س� اً
الم� ّؤ�س�ساتُ ،ي ّ
الأ�سا�سية لبيئة العمل في الع�صر الراهن.
وقد �سبقت الم� ّؤ�س�سات العامة ذات الطبيعة اال�ستراتيجية كوزارة الدفاع مث ً
ال في
الثمانينيات
ّ غيرها من الم� ّؤ�س�سات في هذا الم�ضمار حتى منت�صف
كثير من الدولَ ،
63
كثيفا في
من القرن الما�ضي .و�شهدت الم� ّؤ�س�سات غير الربحية في العديد من دول العالم ن�شاطاً ً
وم�سببا للنجاحات
ً مالزما
ً مجال التخطيط اال�ستراتيجي ،حتى �أ�صبح التخطيط اال�ستراتيجي
فيها ،خالل الحقبة الأخيرة من القرن الع�شرين.
ونورد فيما ي�أتي مقارنة للخ�صائ�ص الأ�سا�سية لكل من التخطيط التكتيكي والتخطيط
اال�ستراتيجي:
64
التغير في البيئة
ّ � 1سرعة
التغير ال�سريع في البيئة الداخلية والخارجية للم� ّؤ�س�سة ،يجعل عملية التخطيط
� ّإن ّ
غالبا ما ي�ضطرون �إلى �إجراء تعديالت على الخطة المو�ضوعة
�صعبة ،وعليه ف�إن المديرين ً
المتغيرات.
ّ للتكيف مع هذه
� 2صعوبة و�ضع التقديرات ال�صحيحة والدقيقة
بما � ّأن التخطيط يتعامل مع الم�ستقبل ،ويتط ّلب درجة عالية من د ّقة التنب�ؤ بالم�ستقبل
ف� ّإن التخطيط يتم عادة في ظل حالة عدم الت�أكد ،وهذا يتط ّلب م�ستوى ً
عاليا من المهارات
نوعا من التنجيم ،كما � ّأن عدم تدفق لدى المخططين ،و� اّإل �أ�صبحت عملية التخطيط ً
المعلومات الدقيقة في الوقت المنا�سب يعرقل جهود الإدارة في و�ضع الخطط.
3تكاليف التخطيط والإجراءات الت�صحيحية
ومخ�ص�صاتهم،
ّ تحتاج عملية التخطيط �إلى �إمكانات عالية لرواتب الخبراء والعاملين
والم�ستلزمات المادية� ،إ�ضافة �إلى تكاليف الأبحاث والدرا�سات ،وكلفة اتخاذ الإجراءات
الت�صحيحية عند اكت�شاف �أخطاء في التخطيط �أثناء مرحلة التنفيذ.
4مقاومة التخطيط
أمورا جديدة ،ت�ؤدي �إلى تغيير بع�ض العالقات القائمةّ ،ما ي�ؤدي
قد يقترح التخطيط � ً
�إلى مقاومة الخطط من ِقبل العاملين في الم� ّؤ�س�سة ،وقد تكون المقاومة من الخارج
مثل الجمهور �أو القانون.
ّ 5قلة االلتزام بالتخطيط
على الرغم من االهتمام بالتخطيط � ،اّإل �أ ّنه في بع�ض الأحيان يهتم المديرون بالم�شكالت
اليومية ،ويتجاهلون الفر�ص الم�ستقبلية التي يمكن ا�ستغاللها عن طريق التخطيط ال�سليم.
6عدم توافر القدرة والمهارة الالزمة
وجهدا ومهارة فكرية لدى المخططين،
ً يتطلب التخطيط عملية تفكير منظمة،
حيث � ّإن عدم توافر القدرة والمهارة؛ ُي ّ
�شكل عائ ًقا �أمام عملية التخطيط .
65
7اختيار �أهداف غير منا�سبة �أو غير واقعية
قد يلج�أ بع�ض المديرين �إلى اختيار �أهداف معينة ،من دون النظر الى الإمكانيات
ٌ
أهداف يمكن تحديدها ب�شكل دقيق
المتاحة لتحقيق تلك الأهداف .وكذلك ،توجد �
وقابل للقيا�س ،كما هي الحال في النتائج المالية �أو الأرباح الم�ستهدفة ،و�أخرى �أقل
قابلية للقيا�س ،كما هي الحال في تحقيق ر�ضا العاملين وتطويرهم .
يو�ضح معوقات التخطيط.
وال�شكل رقم ( ّ ،)4-2
1الو�ضوح
يجب �أن تكون �أهداف التخطيط محددة ووا�ضحة وم�صوغة ب�شكل جيد ،ال تقبل
الت�أويل �أو االجتهاد ،وكذلك �إعداد الجداول الزمنية والنتائج المتوقّعة ب�شكل وا�ضح ودقيق .
66
2الب�ساطة
يجب �أن تت�سم عملية التخطيط بمراحلها المختلفة بالب�ساطة ،كي ي�سهل فهمها
من قبل المعنيين بتطبيقها ،بهدف االقت�صاد في تكاليف العمل ،و�إنجاز عملية التخطيط
بال�سرعة المنا�سبة.
3المو�ضوعية
بمعنى �أن تتالءم الخطط مع الإمكانات والموارد المتاحة للم� ّؤ�س�سة.
4المرونة
وهي �أن تكون درجة ا�ستجابة الخطط للظروف المتغيرة في البيئة الخارجية عالية،
والمتغيرات.
ّ و�أن تكون قابلة للتغيير واال�ستجابة لتلك الظروف
5االلتزام
ّ
المخططون بحيث يحافظون وهنا يجب �أن يكون االلتزام من طرفين :الأول هو
على الم�ستوى نف�سه من الحما�س وااللتزام من بداية عملية التخطيط �إلى نهايتها ّ �،أما
الثاني فالمن ّفذون في الم�ستويات الإدارية كافة.
67
مقومات التخطيط الناجح.
ويو�ضح ال�شكل (ّ )5-2
ّ
مقومات
ّ
التخطيط الناجح
68
حالة �إدارية
تطبيق عملي لعملية التخطيط
بناء على الم�ؤ�شرات على �أر�ض الواقع� ،أعتقد �أن الموازنة المخ�ص�صة لدائرتي يجب هدىً :
أتمكن من تعيين المزيد من فنيي المختبر وتدريبهم ،فالنق�ص تقريبا ،كي � ّ
�أن تزاد (� )12ألف دينار ً
الحاد في عدد الفنيين �سيقود �إلى م�شكالت كبيرة تتع ّلق بالأداء ،وبدقة النتائج لالختبارات الطبية
الدقيقة والمع ّقدة التي نقوم بها ،ما �سي�ؤدي بالت�أكيد �إلى الإ�ساءة �إلى ال�سمعة المميزة لمختبراتنا
الطبية ،التي ا�ستطعنا بناءها والمحافظة عليها خالل ال�سنوات الما�ضية ،لذا ،علينا الح�صول على
الزيادة المطلوبة الآن للحيلولة دون ح�صول تلك الم�شاكل.
ليلى :ال �أعتقد �أن زيادة من هذا القبيل ممكنة ،فقد �أُب ِل ُ
غت � ّأن الإدارة العليا في الم� ّؤ�س�سة قد
مدة �س ّتة �أ�شهر ،و�أنا
قرارا بتجميد � ّأية مخ�ص�صات جديدة لموازنات الأق�سام والدوائر ّ اتخذت ً
يدي مقيدتان في هذا الخ�صو�ص .ولكن بو�صفي مديرة للخدمات الإدارية والفنية� ،أ�شعر ب� ّأن ّ
لدي اقتراح :لماذا ال ننتظر حتى يبد�أ الأطباء بالتذمر وال�شكوى من عدم دقة نتائج الفحو�صات
الطبية لمر�ضاهم ،ونقوم ب�إر�سال هذه ال�شكاوى لإدارتنا العليا ،عندها �سيجدون �أنف�سهم
م�ضطرين للموافقة على الزيادة في الموازنة التي تطالبين بها.
هدى� :إذا �أخذنا باقتراحك ،ف�إننا �سنكون م�ضطرين �إلى دفع (� )15ألف دينار تقريباً،
تقريبا بدل عمل �إ�ضافي للفنيين الحالين الذين ً م�صاريف تدريب� ،إ�ضافة �إلى (� )30ألف دينار
�سيقومون بالعمل ،بينما نحن نقوم بتدريب الفنيين الجدد .بالإ�ضافة �إلى ذلك ،وب�سبب �إرهاق
الفنيين الحاليين في العمل الإ�ضافي ،ف�إن معدل الأخطاء �سيرتفع ب�صورة مزعجة ،و�سنجد �أنف�سنا
�أمام دعاوى ق�ضائية كثيرة ب�سبب النتائج غير الدقيقة التي ت�صدر عن مختبراتنا ،والموقعة من فنيينا
المجهدين بالعمل الإ�ضافي .كل ما �أريده الآن هو (� )12ألف دينار فقط ،للحيلولة دون حدوث ُ
تلك الم�شاكل.
ف�سر �إجابتك ،وناق�شها مع زمالئك. -1ما ر�أيك في موقف كل من :هدى وليلى؟ ّ
حل و�سط للتوفيق بين موقفي هدى وليلى؟ هل هذا ممكن من وجهة نظرك؟ ّبرر -2هل هناك ّ
�إجابتك.
69
�أ�سئلة الوحدة الثانية
و�ضــــح المق�صـــود بالمفاهيم الآتية :التخطيط ،الموقف الحالي ،الموقف ّ 1
الم�ستهدف ،ر�سالة الم� ّؤ�س�سة ،الر�ؤية ،الأهداف ،ال�سيا�سات� ،أ�صحاب الم�صالح،
مرحلة التنفيذ.
«تعد درا�سة الو�ضع الحالي محاولة من المخططين لإلقاء ال�ضوء على عوامل
ّ 2
3تتم عملية تقييم البرامج عادة بالطريقة الكمية� ،أو بالطريقة النوعية� ،أو بكلتيهما
و�ضح هاتين الطريقتين.معاّ .ً
و�ضح مزايا �إ�شراك المر�ؤو�سين من مختلف الم�ستويات الإدارية في عملية ّ 4
التخطيط.
5ع ّلل ما ي�أتي:
أ� تبد�أ العملية الإدارية بوظيفة التخطيط قبل الوظائف الأخرى.
مهما من عملية التخطيط.
جزءا ًيعد التنب�ؤ ًب ّ
جـ يجب تحديد الهدف ب�شكل وا�ضح وقابل للقيا�س.
يعد ر�أي �أ�صحاب الم�صالح �شديد الأهمية للم� ّؤ�س�سة.
ّ د
التطور الكبير في نظم المعلومات الإدارية ،والأ�ساليب التخطيطية
ّ 6على الرغَ م من
أ�صال لتقليل حاالت المخاطرة وعدم الت�أكد ،توجد المتطورة التي جاءت � ً
خم�سا من هذه المعوقات.
ً و�ضح
معوقات تحد من فاعلية التخطيطّ ،
7قارن بين التخطيط اال�ستراتيجي والتخطيط التكتيكي من حيث :االخت�صا�ص،
ودرجة الممار�سة ،وال�شمولية ،والزمن.
70
التنظيم
Organizing
يتو ّقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة �أن:
Concept of Organizing � ً
أوال مفهوم التنظيم
تعد كلمة تنظيم ،من �أكثر الكلمات تر ّد ًدا في �أي مجتمع في الوقت الحا�ضر � ،إذ �إن التنظيم
ُّ
متطورة ،ويعمل على �صنع الح�ضارة بم�شاركة
ّ يحتاج �إليه �أي �إن�سان يطمح �إلى حياة طبيعية
الآخرين في البيت �أو المدر�سة �أو مكان العمل �أو �أي مجال �آخر في المجتمع الذي يعي�ش فيه .
فمثالً ،قد يثني المعلم على تلميذه بقوله �إنه ّ
منظم� ،أو الزائر الذي يثني على ربة البيت
ب�أنها منظمة �أو مرتبة� ،أي �أنها ت�ضع كل �شيء في مو�ضعه المالئم ،و�أنها تقوم بواجباتها بطريقة
ت�ستطيع من خاللها توفير �أعلى م�ستوى من الراحة وال�سعادة لأ�سرتها ب�أقل جهد ممكن.
72
�إذن ما المق�صود بالتنظيم؟
لإلقاء ال�ضوء على مفهوم التنظيم ,يتطلب ذلك ا�ستعرا�ض بع�ض وجهات النظر والآراء التي
ت�ضمنتها �أدبيات الإدارة ،وعلى �سبيل المثال:
يرى هنري فايول (� )Henri Fayolأن التنظيم هو:
والعدد ور�أ�س المال
'�إمداد الم�شروع بكل ما ي�ساعد على ت�أدية وظائفه من المواد الأولية ُ
والأفراد ،وتقت�ضي وظيفة التنظيم من المديرين �إقامة العالقات بين العاملين مع بع�ضهم ببع�ضا،
وبين الأ�شياء مع بع�ضها بع�ضا''.
هل تعلم !
� ّأن التنظيم غريزة فطرية في بع�ض المخلــــوقات ،حيث نجدها على �أعلى الم�ستويات في مجموعات النمل
والنحل .
بع�ضا من المعلومات حـــــول تق�سيم العـــمـــــل والتخ�ص�ص في حيـــــاة النمل ،و�أطلـــــع زمالءك على ما
ً اقر�أ
قر�أت.
ويعرفه جيم�س موني ( )James D. Moneyب�أ ّنه'' :الطريقة التي يتم بموجبها التعاون الإن�ساني
من �أجل تحقيق هدف م�شترك''.
�أما ريت�شارد هودجت�س ( )Richard M.Hodgettsفيرى �أن التنظيم يعني '' :توزيع الم�س�ؤوليات
والتن�سيق بين العاملين كافة ب�شكل ي�ضمن تحقيق �أق�صى درجة ممكنة من الكفاية في تحقيق
الأهداف المحددة''.
وتعرفه لوي�س ( )Lewisو�آخرون ب�أنه '' :عملية تحديد الأن�شطة التي يجب القيام بها ،ومن ّ
الذي يقوم بها ،وكيف تتم �إدارة هذه الأن�شطة وكيف يتم تن�سيقها؟''.
وعلى الرغم من اختالف وجهات النظر حول مفهوم التنظيم � ،اّإل �أ ّنها تتفق على الجوانب الآتية :
تحديد الأن�شطة المطلوبة لتحقيق �أهداف الم� ّؤ�س�سة.
1
تحليـــل العمـــل وو�صف الوظائف ،لتحـــديد ال�سلطـــات والم�س�ؤوليات للأفراد المعنيين
2بالقيام بهذه الأن�شطة.
بع�ضا مع بع�ض ،بوحدات �إدارية داخل الم� ّؤ�س�سة. 3تجميع الأن�شطة المرتبطة مع ً
73
4تحديد الإمكانات والموارد التي �سي�ستخدمها الأفراد.
5التن�سيق بين الأن�شطة المختلفة وتحديد العالقات بين الإدارات والأق�سام والأفراد في الم� ّؤ�س�سة.
التنظيم
''عملية تحديد العمل الذي ينبغي �أدا�ؤه وتجميعه ،و�إقامة العالقات ،لتمكين العاملين من
�أداء �أعمالهم بدرجة عالية من الكفاية والفاعلية لتحقيق الأهداف ''.
وربما من المفيد الإ�شارة هنا� ،إلى � ّأن و�ضع الخريطة التنظيمية هي المح�صلة النهائية لعملية
ي�سمى بالتنظيم الر�سمي� ،أو ما ي�شار �إليه ب�صورة الم� ّؤ�س�سة �أو بالهيكل
التنظيم ،التي تبين ما ّ
التنظيمي ( ،)Organizational Structureويمكن ت�شبيه الخريطة التنظيمية بالهيكـل العظمــي
للإن�سان ،فالتنظيم بمثابة الهيكل العظمي للم� ّؤ�س�سة .والخريطة التنظيمية يتم ر�سمها في العادة
يبين الجزء
بطريقة يظهر فيها كل مركز �إداري في �صندوق ،كما يت�ضح من ال�شكل ( .)1-3الذي ّ
العلوي من خريطة تنظيمية لإحدى الم� ّؤ�س�سات .
تعريف
الهيكل التنظيمي
تتكون منها الم� ّؤ�س�سة ،وخطوط
ّ يبين الوحدات الإدارية التي هو الإطار العام الذي ّ
ال�سلطة والم�س�ؤولية التي تربط بين �أجزائها.
مدير عام
74
Importance of Organizing ثانيا �أهمية التنظيم
ً
هل لوظيفة التنظيم فوائد؟ ما الدور الذي ت�ؤديه هذه الوظيفة لتحقيق �أهداف الم� ّؤ�س�سة؟
هل توجد �آثار �سلبية للتنظيم غير المنا�سب؟
كيف �س�أتعلم
أتخرج في
و� ّ
المدر�سة �إلى
�سوق العمل،
�أو الدرا�سة في
الجامعة؟
76
ماذا يجب �أن نفعل ،ومن
يقوم بالمهام؟ وكيف؟
لقد �أنهينا و�ضع الخطط
على الورق.
در�ست في الوحدة ال�سابقة � ّأن التخطيط ي�سبق وظائف الإدارة الأخرى جميعها ،فال يمكن
القيام بوظيفة التنظيم �أو التوجيه �أو الرقابة ب�صورة �صحيحة قبل وجود خطط محددة ،فمن خالل
التنظيم ت�ستطيع الم� ّؤ�س�سة �أن تقوم بتنفيذ خططها و�إخراجها �إلى حيز الوجود ،و� اّإل ف� ّإن الخطط
حبرا على ورق.
�ستبقى ً
فالخطط ال ت�ستطيع �أن تح ّقق ذاتها من دون توفير العنا�صر المختلفة التي تعمل على
تحقيقها ،مثل موارد الم� ّؤ�س�سة المتاحة ،والأفراد الذين يجري توزيعهم على ن�شاطات الم� ّؤ�س�سة
المختلفة التي يوفرها التنظيم.
فالتنظيم �إذن هو الوظيفة الإدارية التي تخت�ص بتقديم �إجراءات الخطة المر�سومة ،وترتيبها
بحيث يمكن �إنجازها بم�ستويات عالية من الكفاءة على �أيدي العاملين من �أ�صحاب االخت�صا�ص،
�إذ يقوم التنظيم بتحديد من يقوم بكل وظيفة ،وكيف ،وما �سلطاته وم�س�ؤولياته.
ثم ،ف� ّإن التنظيم هو عملية �إيجاد هيكل عالقات ر�سمية بين العاملين ،لم�ساعدة
ومن ّ
الم� ّؤ�س�سة على تحقيق �أهدافها.
77
Types of Organizing رابع ًا �أنواع التنظيم
يظهر في كل م� ّؤ�س�سة مهما كان نوعها وحجمها وطبيعة عملها نوعان من التنظيم ،هما:
أوال :التنظيم الر�سمي Formal Organizing
ّ � ً
ثانيا :التنظيم غير الر�سمي Informal Organizing
ً
ّ
ويق�صد بالتنظيم الر�سمي :التنظيم المق�صود الذي يهتم بالهيكل التنظيمي وبتحديد العالقات
والم�ستويات ،وتق�سيم الأعمال وتوزيع االخت�صا�صات وتحديد خطوط ال�سلطة والم�س�ؤولية،
تعبر عن ال�صالت الر�سمية بين العاملين ،بهدف تنفيذ �أي �أ ّنه ي�شمل القواعد والترتيبات التي ّ
�سيا�سات العمل في الم� ّؤ�س�سة .
�أما التنظيم غير الر�سمي :فهو التنظيم الذي ين�ش�أ بطريقة عفوية غير مق�صودة ،نتيجة للتفاعل
ي�صور مجموعة العالقات الطبيعية التي تن� أش� بينهم.
الطبيعي بين العاملين في الم� ّؤ�س�سة ،و ّ
ومن مظاهر التنظيم غير الر�سمي ،لقاء بع�ض الموظفين في فترة اال�ستراحة لتناول وجبات
ي�سمى بجماعة الم�صلحة �أو جماعة ال�صداقة �أو جماعة الريا�ضة ،وهكذا...
الغذاء� ،أو ما ّ
وللتنظيم غير الر�سمي تقاليد وقواعد خا�صة ،وهي في العادة غير مكتوبة وال تظهر على
ملزما لأع�ضاء هذا
يتطور نمط محدد من المواقف واالتجاهات ي�صبح ً
الخريطة التنظيمية ،وقد ّ
التنظيم.
78
وتقع على �إدارة الم� ّؤ�س�سة م�س�ؤولية فهم طبيعة التنظيم غير الر�سمي ،و�سلوك الجماعة فيه،
وتحقيق االن�سجام والتعاون بينه وبين التنظيم الر�سمي ،لما له من ت�أثير ال ي�ستهان به في �سير
العمل و�أداء العاملين.
فوائد التنظيم غير الر�سمي:
نواح متعددة كال�سرعة في ٍ 1ب�إمكان التنظيم غير الر�سمي �أن يدعم التنظيم الر�سمي في
االت�صال ،وتح�سين نوعيته ،و�إمكانات تبادل المعلومات المفيدة للعمل� ،إذ قد تتو ّلد �أفكار
ابتكارية لتطوير الأداء من خالل الأحاديث في مجموعة اال�ستراحة ً
مثال ،وت�سهيل التن�سيق
تكيفهم في
بين الأعمال والأفراد ،و�أي�ضا خلق روح الفريق بين العاملين ،وت�سهيل عملية ّ
الم� ّؤ�س�سة ،وكذلك �إيجاد رقابة جماعية على العامل تدفعه �إلى تح�سين �إنتاجيته.
� 2إ�شباع حاجات اجتماعية للعاملين ،ب�إقامة العالقات التي ال تن�سجم بال�ضرورة مع التنظيم
أفرادا من �أق�سام �أو م�ستويات مختلفة في
الر�سمي ،وقد ال تتبع النمط نف�سه� ،إذ قد تجد � ً
الم� ّؤ�س�سة ،هم �أع�ضاء في هذا التنظيم .
3فهم رغبات الموظفين وحاجاتهم ب�شكل �أف�ضل.
�إذا لم تتفهم الإدارة طبيعة التنظيم غير الر�سمي ولم تح�سن توجيهه ،ف� ّإن ب�إمكانه عرقلة
عدة ،مثل:
م�ساعيها ومهماتها ،وذلك عن طريق و�سائل ّ
بث الإ�شاعات ،ومعار�ضة �أي تغيير �أو تطوير ،وت�شويه االت�صال في بع�ض الأحيان ،و�إ�ضعاف
ّ
الروح المعنوية للعاملين ،ما ي�ؤ ّثر على �أداء الم� ّؤ�س�سة ومن ّ
ثم ،ف�شلها في تحقيق �أهدافها.
79
Steps of Organization Process خام�سا خطوات عملية التنظيم
ً
التعرف �إلى �أهداف الم� ّؤ�س�سة �سعى عدد من الباحثين �إلى تحديد الخطوات
ّ
التي تمر بها عملية التنظيم ،حيث � ّإن �أ�س�س التنظيــم
تحديد الأن�شطة الالزمة لتحقيق الأهداف ومبادئــه واحــدة� ،إال � ّأن درجـــة ال�صعوبــة في التنظيم
قد تتباين باختالف �أحجام الم�شروعات وطبيعة
تجميع الأن�شطة المت�شابهة وتكوين وحدات �إدارية �أهدافها و�أبعاد هذه الأهداف ،و�أغرا�ضها .فالوظائف
تنظيما ب�سيطاً ّ ،
لكن �أبعاد ً والأعمال الب�سيطة تتط ّلب
تحديد اخت�صا�صات الوحدات الإدارية وعالقاتها التنظيم وتعقيداته تكون �أكبر في الم�شروعات الكبيرة
بالمقارنة مع الم�شروعات ال�صغـيرة ،وعلـى الرغم
�إعـداد الهيكـل التنظيمي للم� ّؤ�س�سة
من عدم وجود �إجماع على خطــوات التنظيــم � ،اّإل
ال�شكل ( :)5-3خطوات عملية التظيم. المتمـعن ي�ستطيـع �أن ي�ست�شـف � ّأن معظم � ّأن القـارئ
ّ
هـ�ؤالء الباحثـيـن يح�صرونهـا في الخطوات الآتية ،التي يو�ضحها ال�شكل (: )5-3
التعرف �إلى �أهداف الم� ّؤ�س�سة
ّ
التعرف �إلى الأهداف الخا�صة
يجب على الأفراد �أو المديرين المعنيين بعملية التنظيمّ ،
بالم� ّؤ�س�سة؛ كي يتم اختيار التنظيم الذي ينا�سب هذه الأهداف وي�سهم في تحقيقها ،بعبارة
�أخرى يمكن النظر �إلى التنظيم بوظيفة و�صفية ت�ساعد على تحقيق الأهداف �أو تنفيذها.
وعلى �سبيل المثال ،قد يكون �أحد �أهداف الم� ّؤ�س�سة فتح م�صنع جديد لإنتاج ال�سيارات ،ف�إذا
كان التنظيم ال يالئم الخطط ،فال ّبد من �إعادة النظر فيه ،والعمل على تغييره �أو تعديله.
80
تحديد الأن�شطة الالزمة لتحقيق الأهداف
لو �أرادت الم� ّؤ�س�سة فتح م�صنع ال�سيارات الم�شار �إليه �أعاله في �إحدى المناطق ،فما
الأن�شطة الالزمة للقيام بهذا العمل؟ يوجد الكثير من هذه الآن�شطة ،منها على �سبيل المثال؛
الح�صول على المواد الخام والقطع الالزمة لعملية الت�صنيع ،والت�سويق في الأ�سواق المحلية
والدولية ،واالتفاق مع و�سطاء لعر�ض هذه ال�سيارة في معار�ضهم ،وو�ضع ال�سعر المنا�سب
ً
مقبوال للم�ستهلك ،والح�صول على الأموال الالزمة لتمويل هذا الذي من �ش�أنه �أن يكون
عد هذه
الم�شروع ،وتحديد كيفية �إنفاق هذه الأموال ،وتخ�صي�صها للأن�شطة المختلفة ،و ُت ّ
الخطوة تمهيداً للخطوة الالحقة.
82
عددا من المبادئ تنا�سب �أنواع الم� ّؤ�س�سات كافّة .وعلى الرغم من مرور قرابة قرن علىواقترح ً
اقتراح هذه المبادئ؛ ف�إن الجدل يدور هذه الأيام ،ب�شكل خا�ص ،حول مدى مالءمتها لظروف
التطورات التي ح�صلت خالل ال�سنوات الما�ضية� ،إ�ضافة �إلى الكثير من عالماتّ الع�صر ،وب�سبب
اال�ستفهام حول جدوى هذه المبادئ� ،أ�صبح من المفيد ا�ستعرا�ض �أهم هذه المبادئ� ،إذ ال توجد
و�صفة واحدة للتنظيم تنا�سب �أنواع الم� ّؤ�س�سات جميعها في كل الظروف� ،أو الم� ّؤ�س�سة الواحدة
متعددة.
في �أوقات وظروف ِّ
83
م�س�ألة للمناق�شة ()3-3
ما الأ�سا�س المنطقي الذي يدعو �إلى ا�ستخدام مبد�أ التخ�ص�ص؟ اذكر مثاال
ل�سلعـة �أو خدمـة معينـة ي�صعب على �شخ�ص واحـد �أو جهـة غير متخ�ص�صة فيها،
المهمة �صعبة؟
ّ �إنتاجها �أو تقديمها؟ ما الذي يجعل هذه
للإجابة عن هذا ال�س�ؤال ،الحظ العالقة بين التخ�ص�ص والإنتاجية كما يبينها ال�شكل (.)9-3
حـد
فكما تالحظ �أنه بزيادة التخ�ص�ص �أو تق�سيم العمل ،ف�إن �إنتاجية العامل �سترتفع ،ولكن بعـد ّ
يبين � ّأن الزيادة المفرطـة في التخ�ص�ص قـد ت�ؤدي �إلى تراجع الإنتاجيـة.
معين تبـد أ� بالتناق�ص ،فال�شكـل ّ
�أ�ضف �إلى ذلك بع�ض المظاهـر ال�سلبيـة المتمثلـة بال�شعور بالملـل والرتابة الـذي ينتـج عـن القيـام
بالعمـل نف�سـه ب�شكـل متكـرر ،فالموظف �سيقوم بت�أدية عمل متكرر ال تجديد فيه وال ابتكار ،وبذلك
تقبل ال�شخ�ص
�ضيقا .ومما يجدر ذكره هناّ � ،أن ال�شعور بالملل ومدى ُّ
ف�إن �أفق الموظف قد ي�صبح ً
للعمـل المتكـرر والـرتيب �أو كرهه لـه ،قــد ال يكـون متماثـ ً
ال لـدى جميع الأفــراد ،بمعنى � ّأن بع�ض
الأفـراد قــد يكـون لديهم ا�ستعـدا ٌد �أكــبر من غيرهـم لتقبـل العمل الروتيني.
84
Unity of Command 2مبد�أ وحدة الأمر
ُي�شير هذا المبد�أ �إلى �ضرورة تل ّقي العاملين �أوامر من رئي�س واحد فقط ،على اعتبار
ثم
�أن تل ّقي �أوامر من �أكثر من رئي�س ،قد ي�ؤدي �إلى حدوث الت�ضارب بين هذه الأوامر َّ ،
�إرباك العاملين ،كما � ّأن هذا المبد�أ من �ش�أنه �أن ي�ساعد على تحديد الم�س�ؤولية وح�صرها
في حالة حدوث خلل في العمل � ،إ�ضافة �إلى ذلك ،ف� ّإن هذا المبد أ� ي�ساعد على �ضمان
المتعددة.
ِّ التن�سيق بين الأفراد والوحدات الإدارية
هل الحظت كيف �أدى هذا الموقف �إلى �إرباك العامل ،ب�سبب ت�ضارب الأوامر التي تل ّقاها
من �أكثر من رئي�س؟
الإدارة
العليا
الإدارة الو�سطى
الإدارة الدنيـــا
تعريف
ال�سلطة
هي الحق القانوني �أو الر�سمي للمدير ،في اتخاذ القرارات و�إ�صدار الأوامر للآخرين.
86
تعريف
الم�س�ؤولية
هي الواجب المترتب على المدير؛ لإنجاز العمل المك ّلف به.
والمبد أ� يعني عدم تحميل �شخ�ص ما الم�س�ؤولية دون ال�سلطة الالزمة �أو الكافية لهذا الغر�ض،
كما ال يجوز �إغفال م�ساءلة ال�شخ�ص الذي يمتلك �سلطة ما .فعلى �سبيل المثال؛ لو قامت م� ّؤ�س�سة
ما بتخ�صي�ص �أموال لم�شروع معين ،فيجب �أن يكون ال�شخ�ص الم�س�ؤول عر�ضة للم�ساءلة عن
وجريا على القاعدة
ً كيفية �إنفاق هذه الأموال ،وهل تم �إنفاقها في مجاالت خ�ص�صت لها �أم ال.
نف�سها ،ال يجوز تحميل م�س�ؤولية انخفا�ض حجم المبيعات لمدير �إدارة المبيعات� ،إذا كان ال
يمتلك �صالحيات و�سلطات كافية للت�صرف.
تعريف
نطاق الإ�شراف
هو عدد المر�ؤو�سين المبا�شرين الذين يمكن �أن ي�شرف عليهم المدير بكفاية وفاعلية .
87
ي�ستند مبـد�أ نطـاق الإ�شـراف� ،إلى فكـرة � ّأن لل�شخ�ص �أو للمـدير قـدرة �أو طاقة محـدودة
ي�شـار �إلى ذلك ً
قليـالُ ، على الإ�شـراف ،فعنـدما يكون عـدد المر�ؤو�سين المبا�شرين لمـديـر ما
بنطـاق الإ�شـراف ال�ضيـق� ،أمـا عنـدمـا يكـون عــدد المـر�ؤو�سين الذين ي�شرف عليهم مدير ما
كبيرا ،فيمكن القول � ّإن نطاق الإ�شراف لهذا المدير وا�سع .والمهم في نطاق الإ�شراف � ّأال يكونً
ثم ،ف� ّإن ذلك �سي�ؤدي �إلى وجود عدد كبير من الم�ستويات الإدارية غير
حد بعيد .ومن ّ�ضيقا �إلى ّ
ً
ي�سمى التنظيم الطويلال�ضرورية ،فالقاعدة العامة هناّ � ،أن �ضيق نطاق الإ�شراف �سي�ؤدي �إلى ما ّ
( ،)Tall Organizationوهو يعني بب�ساطة وجود عدد �أكبر من الم�ستويات الإدارية ،كما يت�ضح من
تنظيما منب�سطاً ( ،)Flat Structureومن
ً الخريطتين المبينتين �أدناه ،حيث يو�ضح ال�شكل (�-12-3أ)
ً
طويال. تنظيما
ً يو�ضح ال�شكل (-12-3ب ) �أمثلة ذلك نطاق الإ�شراف لمدير المدر�سة .بينما ّ
هل يوجد نطاق �إ�شراف مثالي ي�ستطيع المدير الإ�شراف عليه بفاعلية؟
حاول بع�ض الباحثين الإجابة عن هذا الت�سا�ؤل ،فيرى البع�ض �أن نطاق الإ�شراف الفاعل
ؤو�سا في
يتراوح بين ( )8-4مر�ؤو�سين في الم�ستويات الإدارية العليا ،وبين ( )15-8مر� ً
الم�ستويات الإدارية الدنيا .ولكن ،يبدو � ّأن التوجه الأكثر قبوالً لدى علماء الإدارة والباحثين
88
هو �صعوبة تحديده .وب�شكل عام ،ف� ّإن نطاق الإ�شراف ي�ضيق ك ّلما تم االرتقاء �إلى الم�ستويات
الإدارية الأعلى ،ويت�سع ك ّلما تم النزول �إلى الم�ستويات الدنيا.
وا�سعا .وقد يكون من
ً �ضيقا �أو
كما �أ ّنه يوجد عدد من العوامل التي تجعل نطاق الإ�شراف ً
المفيد ا�ستعرا�ض �أهم هذه العوامل ،وبيان كيفية ت�أثير كل واحد منها على �ضيق نطاق الإ�شراف
ويو�ضحها ال�شكل الآتي:
ّ �أو َ�س َعته،
و�ضوح اخلطط
قدرات املدير
وا�سعا.
ً �ضيقا �أو
ً ال�شكل ( :)13-3العوامل التي تجعل نطاق الإ�شراف
89
ب نوع العمل ومدى �سهولته �أو �صعوبته
وروتينيا ،ف�إن ذلك من �ش�أنه �أن يو�سع نطاق الإ�شراف ،بينما
ًّ نمطيا
ًّ عندما يكون العمل
�صعبا ،ف�إ ّنه �سي�ؤدي �إلى ت�ضييق نطاق الإ�شراف .كذلك عندما تت�شابه
ً عندما يكون العمل
المهمات التي يقوم بها المر�ؤو�سون ،ف� ّإن ذلك �سي�ؤدي �إلى تو�سيع نطاق الإ�شراف .فعلى
ّ
�سبيل المثال ،قد ي�ستطيع الم�شرف على العمال في ور�شة� ،أو خطوط التجميع الإ�شراف على
�شخ�صا ،في حين �أن مدير عام الم� ّؤ�س�سة� ،أو �أحد المديرين الرئي�سين كمدير الت�سويق
ً ()30
ً
مثال ،قد ال ي�ستطيع الإ�شراف على عدد كبير كهذا العدد.
90
هـ فاعلية االت�صال
ومتوافرا بين الرئي�س والمر�ؤو�س ،مكن المدير من الإ�شراف
ً كّ لما كان االت�صال فاع ً
ال
على عدد �أكبر من المر�ؤو�سي :ومن ثم ،تو�سيع نطاق الإ�شراف.
و مدى التن�سيق بين الأعمال
� ّإن زيادة م�ستوى التن�سيق بين الأعمال ،من �ش�أنه �أن ي�ساعد على زيادة نطاق الإ�شراف،
فالتن�سيق ي�ؤدي �إلى تقليل الجهد المطلوب لإنجاز عمل معين.
ز الموقع الجغرافي
مواقع جغرافي ٍة متباعدة قد ي�ؤثر في نطاق الإ�شراف،
َ � ّإن وجود المر�ؤو�سين والمدير في
فالمدير الذي ي�شرف على مر�ؤو�سين في مناطق جغرافية متباعدة ويحتاج �إلى االلتقاء بهم
ي�ضيق نطاق الإ�شراف.
من وقت الى �آخر ،من �ش�أنه �أن ّ
91
Centralization and Decentralization 7مبد�أ المركزية والالمركزية
يتع ّلق هذا المبد�أ بمدى ُّ
تركز ال�سلطة �أو عدم تركزها في يد الإدارة العليا .ف�إذا كانت معظم
القرارات تتخذ من قبل الإدارة �أو فئة قليلة من المديرين في هذا الم�ستوى ،ف�إنه يطلق عادة
على الم� ّؤ�س�سة ب أ� ّنها تت�سم بالمركزية ،والعك�س �صحيح ،ف�إذا كان �أ�سلوب اتخاذ القرارات
يتم بالم�شاركة مع الم�ستويات الأدنى ،ف� ّإن الم� ّؤ�س�سة تت�سم بالالمركزية ،وب�شكل عام تتجه
الم� ّؤ�س�سات في دول العالم المتقدم �إلى الالمركزية ،وتوزع ال�سلطات باتجاه الم�ستويات
الدنيا والتوجه نحو �إ�شراك العاملين في اتخاذ القرار ،وي�صعب القول بوجود م� ّؤ�س�سات تت�سم
بناء على
بالمركزية �أو الالمركزية الكاملة �أو المطلقة ،ولكن يمكن ت�صنيف هذه الم� ّؤ�س�سات ً
ال�سمة الغالبة على عملية اتخاذ القرار ،ك�أن نقول مث ً
ال �إن الم� ّؤ�س�سة تت�سم بالالمركزية ،ما
يعني �أ ّنها تعطي فر�صة كبيرة للم�ستويات الدنيا في �صنع القرار واتخاذه.
ف�ضل على المركزية ،للنتائج الإيجابية التي
يتفق معظم علماء الإدارة ،على �أن الالمركزية ُت ّ
يمكن �أن تنعك�س على الم� ّؤ�س�سة والعاملين فيها ،ومنها على �سبيل المثال:
�شعور العاملين بالر�ضا والأهمية ،وب�أنهم جزء من الم� ّؤ�س�سة التي يعملون فيها. أ�
ب زيادة انتماء العاملين للم� ّؤ�س�سة ،مما يعطي ً
قدرا �أكبر من اال�ستقرار في الم� ّؤ�س�سة ،وهو ما
إيجابا على �إنتاجية العاملين.
ينعك�س � ً
جـ نتيجة لزيادة االنتماء َت ِق ّل الرغبة لدى العاملين بترك الم� ّؤ�س�سة ،والبحث عن فر�ص عمل في
م� ّؤ�س�سات �أخرى.
د تدريب العاملين والمديرين في الم�ستويات الدنيا ،ثم تهيئتهم لت�س ُّلم منا�صب قيادية في
الم�ستقبل.
هـ ت�سهيل عملية اتخاذ القرار وت�سريعها .
جــو وفــــر�ص �أكثر للمبادرة والإبداع ،وا�ستخدام �أ�ساليب غير تقليدية للقيام
ّ و تـــوفير
بالعمل.
�صحيح � ّأن المزايا التي ذُكرت �أعاله ،تجعلك ً
مياال لتف�ضيل الالمركزية على المركزية،
ف�ضل ولكن ي�صعب تعميم ذلك على الحاالت جميعها ،فتوجد عوامل مختلفة ُت ِ
حدد متى ُي َّ
92
ا�ستخدام المركزية �أو الالمركزية ،منها� :أهمية القرار ومدى ت�أثيره في الم� ّؤ�س�سة ،فك ّلما زادت
وع ّد من القرارات الح�سا�سة التي ت�ؤثر في �سمعة الم� ّؤ�س�سة وبقائها في ال�سوق ،كان �أهمية القرار ُ
االحتمال �أكبر التخاذ الإدارة العليا مثل هذا القرار ،كقرار �إن�شاء خطوط �إنتاجية لإنتاج منتجات
جديدة .وبالرغم من مزايا الالمركزية ف� ّإن للمركزية �أي�ضا مزايا ،من �أهمها:
�أ م�ساعدة الإدارة على �ضبط �أن�شطة الم� ّؤ�س�سة ومواردها كافة ،والرقابة عليها ب�شكل �أكبر.
ب ت�سهيل عملية توزيع الموارد ونقلها� ،أو اال�ستفادة منها في مجاالت �أو �أق�سام معينة بعد �أن
انتهت الحاجة �إليها في تلك الأق�سام.
جـ الحفاظ على تما�سك الم� ّؤ�س�سة ووحدتها وتوجهها نحو تحقيق �أهدافها.
ُعد مهمة
أخيرا ،يمكن القول � ّإن مبادئ التنظيم التي تم الحديث عنها بالتف�صيل �أعاله ،ت ّ
و� ً
وما زالت �شائعة ،و ُت�ستخدم في الم� ّؤ�س�سات ب�أنواعها المختلفة .ولكن التوجهات الحديثة
والتطور الذي ن� أش� على نظرة ممار�سي الإدارة والباحثين ،جعل التطبيق الكامل لكل هذه
ّ
م�ستحيال ،فطرق التنظيم الحديثة تركّ ز على �أ�ساليب وطرائق في
ً أمرا يكاد يكون
المبادئ � ً
التنظيم ال تن�سجم مع هذه المبادئ ك ّلها.
- 1اال�ستخدام الأمثـل للموارد� ،إذ �إن تجميع � - 1ضعــــف عمليـــة االت�صــال والتن�سيق مع
الموظفين ذوي الوظائف المت�شابهة في
الأق�ســـام الأخـــرى ،ب�ســـبب وجــــود
�إدارة واحدة ،ي�ساعد على اال�ستفادة من
بع�ضا.
الأق�سـام الـتـي تـفـ�صـل بين بـع�ضها ً
التخ�ص�ص.
- 2تركيز القرارات في الم�ستويات العليا - 2ي�ساعد التنظيم الوظيفي على جعل عملية
من �ش�أنه �أن ي�ؤدي �إلى البطء في اتخاذ اتخاذ القرار مركزية على الم�ستوى
القرارات. الوظيفي� ،أو �ضمن الإدارة الواحدة.
مدير الإنتاج
ويو�ضح الجدول (� )2 - 3أهم مزايا التنظيم على �أ�سا�س المنتج وعيوبه.
ّ
الجدول ( :)2-3مزايا التنظيم على �أ�سا�س المنتج وعيوبه.
96
التنظيم الجغرافي Geographic structure ب
كما يت�ضح من الت�سمية؛ ف� ّإن الأ�سا�س الذي ي�ستخدم في عملية تق�سيم الوحدات الإدارية
في الم� ّؤ�س�سة هو عامل الجغرافيا �أو المنطقة الجغرافية ،فقد تقوم م� ّؤ�س�سة بفتح فروع في
عدد من المناطق �أو المدن الأردنية مثل فرع �إربد ،وال�سلط ،والكرك ،والعقبة ،كما يو�ضحها
ال�شكل ( .)17-3ولعل �أقرب مثال على ذلك ،هو مديريات التربية والتعليم في الأردن:
مديرية تربية عمان الأولى ،والثانية ،والثالثة ،والرابعة ،ومديرية تربية ال�سلط ،ومديرية تربية
متعددة (م� ّؤ�س�سة
الكرك وهكذا .وعند الحديث عن م� ّؤ�س�سة دولية تعمل في دول �أو �أقاليم ّ
متنوعة ،مثال �شرق �أوروبا،
متعددة الجن�سيات) ،فقد تجد فروعها موزعة على مناطق جغرافية ّ
غرب �أوروبا ،جنوب �شرق �آ�سيا ،غرب �آ�سيا ،وهكذا...
املدير العام
� -1إمكـانية �أخذ العوامل المحلية �أو - 1بعــــد المراكـــز الجغــرافيـة عـــن
المركز ُيع ّقد عملية الإ�شراف. الإقليمية في الح�سبان.
- 2ال�سرعة في اتخاذ القرارات على - 2التنـــاف�س بــيــن الفـــــروع علــــى
موارد الم� ّؤ�س�سة. م�ستوى المركز �أو المنطقة.
97
Customer Structure جـ التنظيم ح�سب الزبائن �أو جمهور الم�ستفيدين
بناء على نوع الزبائن ،حيث تتعامل الم� ّؤ�س�سة عادة في مثل هذا
يتم تق�سيم الم� ّؤ�س�سة ً
متعددة من الزبائن .فقد تجد في بع�ض محالت المالب�س
ال�شكل من التنظيم مع �أنواع ّ
وثالثا للأطفال ،وال�شكل ( )18-3يبين ً
مثاال على هذا ً ق�سما للرجال ،و�آخر للن�ساء،
ً
التنظيم .وفي العادة ،يهدف هذا ال�شكل من التنظيم �إلى تقديم خدمات �أف�ضل للعمالء،
ومتنوعة.
ّ وخا�صة �إذا كانت حاجاتهم ومتط ّلباتهم متعددة
املدير العام
مدير العمليات
ويو�ضح الجدول (� )5-3أهم مزايا التنظيم على �أ�سا�س العمليات وعيوبه.
ّ
المتعددة
ّ �صعوبة التن�سيق بين المراحل �إمكانية التركيز على مراحل العمل
للعملية. المتعددة ،واال�ستفادة من التخ�ص�ص.
ّ
بما �أ ّنه ي�صعب تحديد �شكل معين من التنظيم ينا�سب الم� ّؤ�س�سات جميعها في مختلف
الظروف ،فما العوامل التي ت�ؤ ّثر في عملية اختيار الم� ّؤ�س�سة لتنظيم معين؟ فيما ي�أتي عر�ض لأهم هذه
العوامل ،وكيفية ت�أثير كل منها على اختيار �شكل التنظيم �أو �إعادة التنظيم ،وعلى المديرين �أخذها في
يبين العالقة بين هذه العوامل
علما ب� ّأن درجة ت�أثيرها لي�ست مت�ساوية .وال�شكل( ّ )20-3 الح�سبانً ،
والهيكل التنظيمي للم� ّؤ�س�سة.
99
التكنولوجيا
فل�سفة الإدارة
وثقافة الم� ّؤ�س�سة
Environment 1البيئة
در�ست في الوحدة الأولىّ � ،أن الم� ّؤ�س�سة ال ت�ستطيع اال�ستمرار بمعزل عن البيئة ،فهي
متعددة ،ينعك�س ً
أ�شكاال ّ
التكيف ي�أخذ �
وتتكيف معها من �أجل تحقيق �أهدافها ،وهذا ّ
ّ تتفاعل
تغييرا في الهيكل
ً �أثرها في الهيكل التنظيمي .بعبارة �أخرى ،تحتاج الم� ّؤ�س�سة �أن تجري
التنظيمي؛ كي ت�ستطيع التعاي�ش مع التغيرات في البيئة .وب�شكل عام ،يمكن التمييز بين
التغير واال�ستقرار .فالبيئة �إما �أن تو�صف ب�أ ّنها م�ستقرة
نوعين رئي�سين من البيئة من حيث ّ
التكيف معها �أكبر ،ما قد يجعل �أو متغيرة ،وك َّلما كانت البيئة ّ
متغيرة ،كانت الحاجة �إلى ّ
لحا في بع�ض الأحيان .فالم� ّؤ�س�سة التي
وم ًّ
�ضروريا ،بل ُ
ًّ الحاجة �إلى تغيير الهيكل التنظيمي
ّ
تركز ب�شكل كبير على طرح �سلع وخدمات جديدة ومبتكرة� ،ستبتعد عن التنظيم المبني على
االلتزام ال�شديد بالت�سل�سل الهرمي .وكذلك ،ف�إ ّنه ال ينا�سبها وجود عدد كبير من الم�ستويات
الإدارية ،كون ذلك يجعل من عملية االت�صال بين الإدارة العليا والعاملين في �أ�سفل الهرم
الإداري عملية مع ّقدة وطويلة .كما � ّأن التركيز على تق�سيم العمل �أو التخ�ص�ص في مثل هذه
100
نفعا ،حيث � ّإن االبتكار وتقديم ال�سلع الجديدة يحتاج �إلى ا�ستخدام
الحالة ،لن يجدي ً
المتنوعة التي ّ
ت�شكل خلفيات ّ الأ�ساليب التي من �ش�أنها �أن تزيد التعاون والتن�سيق بين الأق�سام
متعددة ،تجعلهم قادرين ب�شكل �أكبر على الخروج ب�أفكار مبتكرة و�إبداعية.
فمثالً ،لو �أردت ابتكار ت�صميم ل�سيارة يختلف عن الت�صميم المطروح في ال�سـوق،
متنوعة ،لدرا�سة الم�شكلة مو�ضوع البحث،
فريقا من �أق�سام ّ ف�إ ّنه من الأن�سب �أن ّ
ت�شكل ً
والتميز .وا�ستخدام مثل هذه
ّ واقتراح الت�صميم الذي من �ش�أنه �أن يت�سم ً
فعال باالبتكار
الأ�ساليب لن تكون مزاياه مقت�صرة على الخروج ب�أفكار مبتكرة ،بل �ست ّقلل �أي�ضا من
الوقت الالزم للقيام بالعمل.
�سمــى ب�أ�سلــوب الهنـد�سـة المـتـزامنـة
وت�ستخــدم بعــ�ض الم� ّؤ�س�سات مــا ُي ّ
متنوعة لها
( ،)Concurrent Engineeringوهي التي بموجبها يعمل �أ�شخا�ص من �أق�سام ّ
بع�ضا
عالقة بتطوير �سلعة جديدة ،مثل �أق�سام الهند�سة والت�صميم والإنتاج ،مع بع�ضهم ً
متعددة؛
ِّ في الوقت نف�سه ،وعلى �شكل فريق .ول ّأن مثل هذا الفريق يم ّثل خلفيات
ف�إ ّنه ب�إمكان هذا الفريق �أن ينظر �إلى الم�شكلة مو�ضوع البحث من زوايا متعددة ،و� ّأي
تعديالت �ضرورية في ال�سلعة ،يمكن �أن تتم في المراحل الأولى من العمل ،بد ًال من
ا�ستخدام الأ�سلوب التقليدي ذي الكلفة العالية ،الذي درجت م� ّؤ�س�سات �أخرى عليه.
Strategies 2اال�ستراتيجيات
تنبع اال�ستراتيجية عادة من ر�ؤية الم� ّؤ�س�سة وفل�سفتها ،ومن الغر�ض الرئ�سى الذي
وجدت من �أجله ،وتم ّثل اال�ستراتيجية توجيهات �أو ً
دليال لمتخذ القرار ي�ستخدمه
عند اختيار �إجراء معين .وبعبارة �أخرى ،ف� ّإن متخذ القرار يتخذ قراره في �ضوء هذه
اال�ستراتيجية التي يجب �أن تن�سجم مع الأهداف العليا للم� ّؤ�س�سة ،ففي حالة تغيير هذه
101
اال�ستراتيجية ،من المتوقع �أن يتم تغيير في هيكلها التنظيمي ،فلو افتر�ضنا � ّأن ال�شركة
التميز عن ال�شركات المناف�سة ،ف� ّإن ذلك �سينعك�س في الغالب على
تب ّنت ا�ستراتيجية ُّ
الهيكل التنظيمي الم�ستخدم الذي ينظر �إليه ك�أداة لتنفيذ اال�ستراتيجية .و�إذا كانت
بد من تغيير هذه الأداة �أو ا�ستخدام �أداة
الأداة غير منا�سبة لتحقيق الغاية �أو الهدف ،فال َّ
�أكثر فاعلية .بعبارة �أخرى ،يجب �أن يوجد توافق بين اال�ستراتيجية والهيكل التنظيمي،
المهمة ،ي�أتي
ّ فالدرا�سات ت�شير �إلى �أن تنفيذ اال�ستراتيجية يعتمد على عدد من العوامل
في مقدمتها الهيكل التنظيمي ،ف�إذا كان الهيكل غير متوافقٍ مع اال�ستراتيجية ،فمن �ش�أن
ذلك �أن ي�ؤدي �إلى ف�شل خطط الم� ّؤ�س�سة ،وعدم الو�صول �إلى �أهدافها.
وقد �أ�سهب علماء الإدارة في بحث العالقة بين اال�ستراتيجية والهيكل التنظيمي،
حيث ّبينوا �أن تب ِّني الم� ّؤ�س�سة ال�ستراتيجيات جديدة ،من �ش�أنه �أن ي�ؤدي �إلى تغيير
وتو�سعها في �أ�سواق جديدة ،وتقديمها
ّ الهيكل التنظيمي للم� ّؤ�س�سة .ولعل نمو الم� ّؤ�س�سة
يو�ضح كيف �أن مثل هذه الم� ّؤ�س�سة �ست�ضطر �إلى �إعادة النظر
لخدمات و�سلع جديدةّ ،
في تنظيمها.
� ّإن العالقة بين اال�ستراتيجية والتنظيم يجب � اّأل تدر�س بمعزل عن ت�أثير البيئة؛ لذا ف� ّإن
العالقة بين اال�ستراتيجية والتنظيم تنبع � ً
أ�صال من العالقة مع البيئة .وبعبارة �أخرى ،ف� ّإن
تغيراً في
التغير في البيئة قد ي�ؤدي �إلى التغير في اال�ستراتيجية ،وهذا بدوره قد ي�ستدعي ُّ
ُّ
الهيكل التنظيمي ،وهو ما ُي ُ
عرف بالتوافق بين البيئة واال�ستراتيجية والتنظيم.
102
Technology 3التكنولوجيا
تحول مدخالت
ّ � ّإن نوع التكنولوجيا الم�ستخدمة في عملية الإنتاج ،التي
الم� ّؤ�س�سة (مثل المواد الخام ،والعن�صر الب�شري ،والموارد المالية) �إلى مخرجات
مهمة ،هذا النوع من التكنولوجيا له ت�أثير مبا�شر على الهيكل التنظيمي �أو �شكل التنظيم
ّ
الم�ستخدم� ،إذن ،توجد �ضرورة لوجود توافق بين التكنولوجيا و�شكل التنظيم.
و يمكن ت�صنيف تكنولوجيا الت�صنيع �إلى ثالثة �أنواع ،هي:
Small-Batch (Unit) Production الإنتاج بالقطعة �أو الوحدة ال�صغيرة من الإنتاج �أ
عـد الإنــتـاج بالقطـعـــة �أب�ســط
ُي ّ
�أنـواع التكنولوجيـا ،التي يتم فيها
الإنــتــاج ح�ســب رغبــة العميــل،
وللإن�سان �أو العامل الب�شري في هذا
النوع من التكنولوجيا ،الدور الأكبر
في عملية الإنتاج؛ لذا ،فهو �شبيه بالعمل
الحرفي .ومن الأمثلـة على ذلك،
�إنـتاج المـالب�س ح�ســـب الموا�صفـات
الدقيقـة المقـدمـة مـن الزبـون ،كـ�أن
ال�شكل ( :)21-3الإنتاج بالقطعة تطلـب مـن الخيـاط تف�صيل بنطال لك؛
ح�سب طلب الزبون.
ً
وفقا لموا�صفاتك التي تطلبها.
Mass Production ب الإنتاج الكبير
ي ّت�سم ب�أنه �إنتاج نمطي ،بمعنى �أ ّنه ال يختلف باختالف متطلبات الزبون
كما هي الحال في النوع الأول .وفي العادة ،تنتج كميات كبيرة من ال�سلعة ذات
الموا�صفات المت�شابهة .ومن الأمثلة على ذلك ،خطوط تجميع ال�سيارات ،التي
معين كل عام.
تقوم ب�إنتاج مئات الألوف من نموذج ّ
103
ال�شكل ( :)22-3الإنتاج الكبير.
104
االنحدار ثم
االنتهاء
الن�ضج النمو الوالدة
التجديد والعودة
ثانية �إلى النمو
الن�ضج
النمو
االنحدار
الوالدة االنتهاء
وبناء على ذلك التطور في حياة الم� ّؤ�س�سة ،ف�إ ّنه يواكبه تطور في هيكلها التنظيمي ،ويمكن
ً
التمييز بين ثالث مراحل من التطور في هيكل الم� ّؤ�س�سة ،هي:
Simple Structure المرحلة الأولى :الهيكل التنظيمي الب�سيط
في هذه المرحلة ،يكون �صاحب الم� ّؤ�س�سة الم�ؤثر الرئي�س في مختلف �أن�شطتها المختلفة ،فهو
متوافرا� ،أي �أ ّنه ال
ً الذي يتخذ معظم القرارات ويملك كامل ال�سلطة ،وقد ال يكون التنظيم الر�سمي
نظرا لب�ساطتها وعدم التعقيد في �أعمالها.
توجد خريطة تنظيمية للم� ّؤ�س�سةً ،
Functional Structure المرحلة الثانية :الهيكل الوظيفي
نتيجة لنمو �أعمال الم� ّؤ�س�سة وزيادة عبء العمل وحجمه ،تن�ش�أ الحاجة ب�شكل �أكبر �إلى
اال�ستعانة بالمتخ�ص�صين من المديرين ،كمدير الت�سويق �أو المدير المالي �أو مدير الموارد الب�شرية.
فالم� ّؤ�س�سة في هذه المرحلة �ستعمل على تكوين وحدات �إدارية جديدة ،كل منها يتخ�ص�ص
أي�ضا تتط ّلب الحاجـــة �إلى �أن يعترف
بوظيفة معينة ،ولها مدير يتولى �إدارتها .وفي هذه المرحلة � ً
105
الم� ّؤ�س�س ،في حالــة بقائـــه على ر�أ�س م�ؤ�س�سته ،بوجود �ضرورة ق�صوى لال�ستعانة بالخبرات
المتخ�ص�صة ،وعدم تركيز ال�سلطة في يده والتدخل في كل �صغيرة وكبيرة في الم� ّؤ�س�سة؛ ل ّأن
ذلك � ً
أ�صال خارج عن نطاق قدراته و�إمكاناته.
Strategic Business Units المرحلة الثالثة :وحدات العمل اال�ستراتيجية
وتتو�سع في
َّ حجما ،وتعمل على تنويع منتجاتها،
ً في هذه المرحلة؛ ت�صبح الم� ّؤ�س�سة �أكبر
مجاالت متعددة ومختلفة عن المجاالت التي درجت على العمل فيها .ف�شركة تعمل في �صناعة
�إطارات ال�سيارات ،قد تدخل مجاالت جديدة ،مثل �صناعة الأثاث �أو �صناعة الأدوات المنزلية
والتو�سع والدخول في �أ�سواق جديدة ،ي�صبح من
ّ �أو الأدوات الكهربائية .ونتيجة لهذا النمو
ال�صعوبة بمكان ا�ستخدام الهيكل التنظيمي نف�سه ،وهنا تبرز الحاجة �إلى ا�ستخدام درجة �أكبر
الت�صرف ب�شكل �أكبر .وقد
ّ من الالمركزية ،و�إعطاء الوحدات الإدارية اال�ستقاللية والقدرة على
ا�شتهرت �إحدى ال�شركات الأمريكية ،وهي �شركة (جنرال �إلكتريك) ،با�ستخدام �شكل من
�سمى وحدات العمل اال�ستراتيجية ،التي تعطي كل وحدة درجة كبيرة من اال�ستقاللية،
التنظيم ُي ّ
وتدار بها هذه الوحدة وك�أنها �شركة م�ستقلة قائمة بذاتها.
التغيُّر في التنظيم
عدد العاملين
والتغير في التنظيم.
ّ ال�شكل ( :)24-3العالقة بين حجم الم� ّؤ�س�سة
107
من ال�شكل ال�سابق ،تالحظ �أن:
�أ العالقة بين الحجم والهيكل التنظيمي لي�ست عالقة خطية.
فقد �أ�شارت الدرا�سات� ،إلى � ّأن زيادة الحجم من �ش�أِنها �أن ت�ؤدي �إلى تغييرات في الأبعاد
�أو المتغيرات الأ�سا�سية في التنظيم ،مثل درجة الر�سمية وعدد الم�ستويات الإدارية .ويت�ضح � ّأن
العالقة لي�ست خطية ،و�إنما ت�أخذ �شكل المنحنى كما يظهرها ال�شكل ( .)27-3بمعنى � ّأن
الزيادة في الحجم لن ت�ؤدي �إلى درجة كبيرة من التغيير في التنظيم ،عندما تحتوي الم� ّؤ�س�سة
على عدد كبير من العاملين .وتُ�شير الدرا�سات �إلى � ّأن الم� ّؤ�س�سات عندما ي�صل حجمها �إلى
أمرا ال يذكر.
التغير في التنظيم الناتج عن الزيادة في الحجمً � ،
ما يقارب 2000عامل ،ي�صبح ّ
ب الحجم لي�س المح ِّدد الوحيد للتنظيم �أو التغيّر في التنظيم و�شكله.
�سابقا ،م َث ُلها م َث ُل الحجم ،لها �أي�ضا ت�أثير على �شكل
ً متنوعة ذُكرت
توجد عوامل �أخرى ّ
التنظيم.
108
�سوف يتم توزيع التعليمات والإجراءات وال�سيا�سات عليكم لتنفيذها ،وعند
حدوث �أي م�شكلة خالل العمل ،يتم الرجوع �إيل مبا�رشة لأتخذ القرار املنا�سب.
� ّأما �إذا ات�سمت فل�سفة المدير بالثقة بالعامل ،والإيمان بقدراته ،وطاقاته الإبداعية ،وقدرته على
قدرا �أكبر من اال�ستقاللية للموظفين ،ويوفّر لهم
االبتكار ،ف�إن مثل هذا المدير من �ش�أنه �أن يعطي ً
المناخ ال�صحي الذي يتيح لهم تقديم مقترحاتهم و�أفكارهم دون خوف �أو تر ّدد.
وفي الحقيقةّ � ،إن الأبحاث التي �أجريت في هذا الميدان ،ت�ؤكد على � ّأن الم� ّؤ�س�سات الإبداعية
واالبتكارية تميل �إلى االبتعاد عن التنظيمات التقليدية القائمة على االلتزام ال�شديد بالت�سل�سل الهرمي،
والمركزية ،واالنغالق على العاملين ،وعدم �إ�شراكهم في اتخاذ القرار ،والنظر �إليهم نظرة �سلبية.
ّ
وتمكنهم من �أن يكونوا �أع�ضاء فالم� ّؤ�س�سات الإبداعية تمنح عامليها درجة �أكبر من ال�صالحيات
فاعلين في الم� ّؤ�س�سة ،ما ينعك�س ب�شكل �إيجابي على �أداء العامل وانتمائه للم� ّؤ�س�سة ،وي�ؤدي �إلى
تح�سين الإنتاجية ورفع الروح المعنوية.
العوامل التي ذكرت �أعاله جميعها ،ت�ؤ ّثر في الهيكل التنظيمي ،هذه العوامل ت�ؤثر في بع�ضها
بع�ضا.
ً
109
حالة �إدارية
المدار�س ال�ساطعة
110
المتمر�سين في كل مجال من المجاالت المذكورة ،ليتولى
ّ المدر�سين
ّ وقد تم تكليف �أحد
المعني ،بالإ�ضافة �إلى الإ�سهام في العملية التدري�سية .حاول عمر ال�سالم �أن يدير
ّ �إدارة الق�سم
مدر�س رئي�س
كل ّالمدر�سة بطريقة اعتمد فيها على بع�ض المبادئ الإدارية والتنظيمية ،حيث يتبع ّ
ومدر�سو
ّ فمدر�سو اللغة العربية يتبعون رئي�س ق�سم اللغة العربية،
ّ المعني الذي ينتمي �إليه؛
ّ الق�سم
للمدر�سين في التخ�ص�صات الأخرى.
ّ الريا�ضيات يتبعون رئي�س ق�سم الريا�ضيات ،وهكذا بالن�سبة
مديرا للمدر�سة ،وقد درجت العادة �أن يتم ت�شكيل
�أما ر�ؤ�ساء الأق�سام فيتبعون عمر ال�سالم يو�صفه ً
مدر�سين يمثلون مختلف الأق�سام في حالة حدوث م�شكلة ،تتط ّلب التعاون بين الأق�سام
لجنة من ّ
المتعددة.
ِّ
ازدادت �شهرة المدر�سة وتح�سنت �سمعتها من الفترة 1995م �إلى 1999م ،وح ّقق الطلبة
نتائج متميزة في امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) ما انعك�س ب�شكل كبير على زيادة الإقبال
عليها ،و�شاعت �شهرة هذه المدر�سة ،لدرجة �أنها تل ّقت الكثير من العرو�ض من بع�ض الم�ستثمرين
لفتح فروع في مدن �أردنية �أخرى .دعا ال�سيد عمر ال�سالم مالكي المدر�سة �إلى اجتماع يعقد يوم
مطو اًل حول المدر�سة
1999/7/20م لتدار�س و�ضع المدر�سة ،وفي يوم االجتماع تحدث عمر ّ
وفتح فروع لها في
والتو�سع في المدر�سةِ ،
ّ وقدم بع�ض المقترحات حول �سير العمل،
و�إنجازاتهاّ ،
التنظيمي،
ّ أي�ضا �أن تتم �إعادة النظر في الهيكل
التغير ،اقترح � ً
ّ �إربد وال�سلط والكرك ،ونتيجة لهذا
كل فرع من هذهيتكون ّ
و�أن يتم تعيين مدير لكل فرع من الفروع بما في ذلك فرع عمان ،و�أن ّ
الفروع من الأق�سام نف�سها الموجودة في فرع عمان ،وكذلك اقترح ا�ستحداث وظيفة مدير عام
المدار�س ،يكون مركزه مدينة عمان .وجرت مناق�شات طويلة خالل االجتماع ،فقد اقترح خالد
المدر�سين لفروع المدر�سة
ّ ( �أحد المالكين) �أن ي�شرف عمر ال�سالم على عمليات التعيين واختيار
ح�س كبير بالم�س�ؤولية ،ولما يمتلك من مهارة في اختيار
جميعها ،وذلك لما يتمتع به عمر من ٍّ
المدر�سين الأكفياء كما ت�شهد به النتائج المتميزة التي حققتها المدر�سة في ال�سنوات الما�ضية،
ّ
كثيرا مع ما يقوله خالد،
قائال� :أنا �أتفق ً ولكن هذا االقتراح لم ي�ستح�سنه ٌ
مالك �آخر ،حينما تدخل ً
التقدم والنجاح الذي حققته المدر�سة،
جميعا ممتنون للجهود التي بذلها عمر في �سبيل ّ
ً ونحن
ندرب
ولكن لي ر�أي مختلف في كيفية �إدارة المدر�سة ،وهو �أن نعطي المجال والفر�ص كي ّ
111
قيادات على م�ستوى الفروع ،كما أ� ّننا يجب �أن نراعي الفروق والحاجات التي قد تختلف قليلاً
ثم مراعاة الظروف المحلية .لذا ،ف� ّإن وجود مدير يقوم ب�إدارة دفة القيادة على
من فرع �إلى �أخرّ ،
نفرغ ال�سيد
م�ستوى الفرع قد يكون الأ�سلوب الإداري الأمثل� .أ�ضف �إلى ذلك� ،أ ّننا ن�ستطيع �أن ّ
عمر للقيام بو�ضع ال�سيا�سات العليا للم� ّؤ�س�سة والتن�سيق مع مديري الفروع .وبعد مداولة ونقا�ش
المقدمة من عمر ال�سالم ،وتزكية عمر ال�سالم
ّ طويل ،تمت الموافقة على المقترحات جميعها
التفوق).
لي�شغل وظيفة المدير العام بعد �إعادة ت�سمية المدر�سة ،لي�صبح ا�سمها (مدار�س ّ
�أ�سئلة للمناق�شة:
1كم كان نطاق الإ�شراف لعمر ال�سالم في المراحل الأولى� ،أي قبل ت�أ�سي�س الأق�سام في
المدر�سة؟ ار�سم الخريطة التنظيمية للمدر�سة في تلك المرحلة .ما المالحظة الرئي�سة على
هذه الخريطة؟
2كم نطاق الإ�شراف لق�سم اللغة العربية؟ هل تغير نطاق الإ�شراف الخا�ص بعمر ال�سالم بعد
ت�أ�سي�س الأق�سام� ،أم بقي على حاله؟
�سائدا في المراحل الأولى (قبل ت�أ�سي�س الأق�سام)؟
ً 3ما نوع الهيكل التنظيمي الذي كان
4ما نوع التنظيم (التق�سيم التنظيمي) الم�ستخدم بعد ت�أ�سي�س الأق�سام ،وتعيين رئي�س ق�سم لكل
واحد من هذه الأق�سام؟
5ما �أهم الأ�ساليب الم�ستخدمة في عملية التن�سيق؟
6كيف �سيكون نوع التنظيم (التق�سيم التنظيمي) بعد �إجراء التعديالت المقترحة التي تمت
ؤخرا؟
الموافقة عليها م� ً
7لو تم الأخذ بتو�صية خالد فعالً ،فكيف �ستكون �أهم مالمح طريقة الإدارة في المدر�سة؟
إدارة؟ف�سر �إجابتك.
ّ وما �أهم المزايا التي يمكن �أن تتح ّقق من ا�ستخدام هذا الأ�سلوب في ال
112
�أ�سئلة الوحدة الثالثة
الر�سمي،
ّ 1و�ضح المق�صود بالمفاهيم الآتية :التنظيم ،الهيكل التنظيمي ،التنظيم غير
وحدة الأمر ،ال�سلطة ،الم�س�ؤولية ،نطاق الإ�شراف ،مبد�أ الوظيفة ،الالمركزية.
تمر بها عملية التنظيم.
ّ 2بين الخطوات الرئي�سة التي ُّ
3هل توجد طريقة مثلى للتنظيم؟ ّبرر �إجابتك.
تنظيميا لم� ّؤ�س�سة معينة ،ما �أهم العوامل التي �ست�أخذها
ًّ ً
هيكال 4لو ُطلب اليك �أن تقترح
في الح�سبان؟ وكيف �سي�ؤثر ّ
كل من هذه العوامل في اختيار الهيكل التنظيمي المنا�سب؟
الر�سمي دائما
ّ الر�سمي .هل يوجد التنظيم غير
ّ الر�سمي والتنظيم غير
ّ ّ 5
ميز بين التنظيم
في كل الم� ّؤ�س�سات؟ ولماذا؟
التخ�ص�ص ،ت�ؤدي �إلى تناق�ص الإنتاجية .ع ّلل ذلك.
ّ 6الزيادة المفرطة في
7ما الفرق بين المركزية والالمركزية ،وما مزايا كل منهما؟
8من مبادئ التنظيم �ضرورة توازن ال�سلطة مع الم�س�ؤولية .و�ضح ذلك من خالل مثال
عملي.
9هل يمكن اتباع مبادئ التنظيم في كل الأحيان؟ ّبرر �إجابتك.
10ك ّلما زادت الم�ستويات الإدارية� ،أ�صبح من ال�صعوبة بمكان االت�صال بين الإدارة
ومبر ًرا ر�أيك.
والعاملين .ناق�ش هذه العبارة مبي ِّنا مدى اتفاقك �أو عدم اتفاقك معهاّ ،
ّ 11بين �أثر ِّ
كل عامل من العاملين الآتيين على عملية التنظيم في الم� ّؤ�س�سة:
ب التكنولوجيا.
�أ البيئة.
التنظيمي الآتيتين:
ّ و�ضح بالر�سم طريقتي التق�سيم
ّ 12
الجغرافي.
ّ ب التنظيم
�أ التنظيم على �أ�سا�س الوظيفة.
113
ÊÉãdG »°SGQódG π°üØdG
القيادة
Leadership
ُيتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة �أن :
118
� ً
أوال �أهمية القيادة و�أدوارها
�ستتعرف مفهوم القيادة و�أهميتها ،والأدوار التي يقوم بها القائد في العملية الإدارية.
ّ
Leadership Concept 1مفهوم القيادة
عرف بع�ض الباحثين القيادة ب�أنها'' :عملية �إثارة دافعية المر�ؤو�سين وتوجيههم، ّ
ّ
�ستدل وي
وانتقاء قنوات االت�صال الفاعلة ،وحل ال�صراعات التي تن� أش� بين �أفراد التنظيم ' ُ .
من هذا المفهوم على �أن القيادة تنطوي على التوجيه ( )Directingالذي ُي ّ
عـد من الوظائف
الأ�سا�سية للإدارة ،باعتبار �أن غياب التوجيه يعني االنحراف عن الخطط ،والإخفاق في
تحقيق الأهداف.
أي�ضا � ّأن القيادة
كما يت�ضح � ً
ت�شمـــل ّ
حــل ال�صراعـــات الـــتي
تعبر عن عدم التوافق ،الناتج عن
ّ
تداخــل االخت�صــا�صـــــات بـيـن
المتنـوعــــة لأفــــراد
ّ الوظـائـــف
التنظيـم ،ومـا يـنجــم عــن ذلـــك
ونظـرا
ً مــن م�شكالت ونزاعـات.
�إلى � ّأن المــر�ؤو�سين عــن طــريــق
ال�شكل ( :)2-4قائد يكتب مالحظات في �سجل خا�ص به.
التوجيــه ،يـجـب �أن يح�صلــوا
مهامهم ب�صورة مح ِّفزة ،ف� ّإن هذا يعني
ّ عـلى المعلــومـات التـي ّ
تمك ُنهم من تنفيذ
�ضرورة اختيار قنوات ات�صال ذات قدرة على نقل التعليمات والمعلومات من القائد �إلى
المر�ؤو�سين ب�صورة جيدة.
يعرف �آخرون القيادة :ب�أ ّنها تحفيز الأفراد للأداء الجيد من خالل توجيههم
بينما ّ
و�إثارة دافعيتهم واالت�صال بهم ب�صورة فردية (رئي�س-مر�ؤو�س) �أو جماعية (رئي�س -
مر�ؤو�سين).
119
ويرى �أن�صار هذا المفهوم � ّأن القيادة تنطوي على ات�صال يومي ،وعن قرب بالمر�ؤو�سين
لم�ساعدتهم و�إر�شادهم وح ّثهم� ،أو �إثارة حما�سهم في �إنجاز �أهداف الم� ّؤ�س�سة .وبذلك،
ف�إننا نجد القيادة عبر الوحدات التنظيمية جميعها (الإدارات ،الأق�سام ،وحدات العمل،
فرق العمل) وعبر الم�ستويات الإدارية جميعها (عليا ،و�سطى ،دنيا) .وبمعنى �آخر ،ف� ّإن
القيادة هي وظيفة المديرين في الم�ستويات الإدارية جميعها.
عرفها �آخرون ب�أنها ''عملية �إثارة حما�س المر�ؤو�سين وتوجيه جهود الموارد
كما ّ
يحد ُد عملية
الب�شرية للم� ّؤ�س�سة نحو تحقيق �أهدافها'' .ويالحظ من هذا التعريف� ،أ ّنه ّ
القيادة في �أمرين فقط هما� ،إثارة حما�س المر�ؤو�سين وتوجيههم ،وذلك بغر�ض تحقيق
�أهداف التنظيم.
عرف فريق رابع القيادة ب�أ ّنها ''قدرة الفرد على الت�أثير في �شخ�ص �أو مجموعة،
بينما ّ
وتوجيههم و�إر�شادهم ،من �أجل ك�سب تعاونهم وحفزهم على العمل ب�أعلى درجة من
الكفاية ،في �سبيل تحقيق الأهداف المو�ضوعة''.
تعريف
القيادة
هي القدرة على الت�أثير في الآخرين؛ من خالل حفزهم و�إر�شادهم لتحقيق الأهداف المطلوبة.
121
كثيرا من ال�سلوك التعليمي
والقيم التنظيمية ال�سائدة في الم� ّؤ�س�سة ،كذلك يحقق المديرون ً
من خالل تنفيذ عملهم اليومي الخا�ص بهمّ � .إن عاداتهم في العمل ،واتجاهاتهم ،ومواقفهم،
نموذجا ِّ
لكل من يالحظهم. ً تعد
وت�صرفاتهمّ ،
تعريف
القيم التنظيمية
هي منظومة الطرق والقيم وقواعد العمل الم ّتبعة في م� ّؤ�س�سة ما ،وهي التي ّ
ت�شكل ما
�سمى بثقافة الم� ّؤ�س�سة.
ُي ّ
م�ست�شارا
ً
Counselor ب القائد
ويت�ضمن هذا
ّ � ّإن الدور القيادي الثاني الذي يلعبه المدير هو دور الم�ست�شار،
الدور قيام المدير بالإ�صغاء ،وتقديم الن�صيحة ،ومنع حدوث الم�شكالت بين
م�ست�شارا ال يعني �أن
ً المر�ؤو�سين ،والقيام بحلها في حال حدوثها� .إن دور القائد
يقوم بحل م�شكالت المر�ؤو�سين حينها� ،إنما يعني تقديم الم�ساعدة في تحديد
الم�شكلة الرئي�سة ،والبحث عن الحلول الممكنة.
Judge قا�ضيا
ً جـ القائد
ي�شم��ل دور القائ��د قا�ضي ًا تقيي��م �أداء المر�ؤو�سين ،وتنفي��ذ القوانين والأنظمة
والإج��راءات وال�سيا�س��ات ،وت�سوي��ة النزاع��ات ،و�إقام��ة العدل� .إن تقيي��م الأداء
يتط ّل��ب معرف��ة المعايير الت��ي ُت�ستخدم في قيا���س المخرجات� ،أم��ا تنفيذ القوانين
والأنظمة والإجراءات وال�سيا�سات ،فيرتبط باالت�صال والتدريب؛ لذا؛ يجب �إبالغ
تطبق على
المر�ؤو�سين ،و�إطالعهم على التعليمات والإر�شادات الموجودة ،وكيف ّ
ظروفه��م المحددة� .أما وظيفة ت�سوية النزاعات ،فتتط ّلب ممار�سة اللباقة واالهتمام
فيت�ضم��ن �إعطاء المكاف���آت واالمتيازات لمن
ّ ّ
بح��ل الخالفات� ،أم��ا �إقامة العدل،
ي�ستح ُّقها ،وكذلك فر�ض العقوبات المنا�سبة �إذا لزم الأمر.
122
Spokesperson د القائد متحد ًّثا با�سم المر�ؤو�سين
يعمل القادة ناطقين ب�أ�سماء المر�ؤو�سين عندما يقومون بنقل اقتراحاتهم،
واهتماماتهم ،ووجهات نظرهم �إلى الم�س�ؤولين� ،أي القيام بتمثيل وجهة نظر المر�ؤو�س
للجهات العليا في الإدارة.
�س�أقوم بنقل اقتراحاتكم واهتماماتكم ووجهات
نجد في بع�ض الأحيان � ّأن قوة المدير التقليدية ت�أتي من الم� ّؤ�س�سة نف�سها ،فمركز
المدير يمنحه القوة لمكاف�أة �أو عقاب المر�ؤو�سين ،وذلك بغية الت�أثير في �سلوكهم.
فالقوة التي يكون م�صدرها �شرعي قانوني ،والقوة الناتجة عن المكاف�أة ،والقوة
الإكراهية الجبرية ،كلها �أ�شكال متعددة لقوة المركز الم�ستخدمة من قبل المدير للت�أثير
في �سلوك المر�ؤو�سين.
قوة ال�سلطة القانونية (� )Authority powerأو القوة ال�شرعية ()legitimate power �أ
وهي القوة التي ي�ستمدها القائد من مركزه الر�سمي في الم� ّؤ�س�سة ،التي تمنحه
و�سميت هذه القوة بالقوة ال�شرعية لأن المدير ي�ستمد فيها
�إياها ال�سلطة القانونيةّ ،
قوته على الت�أثير في المر�ؤو�سين من خالل قوانين الم� ّؤ�س�سة التي تمنحه ال�شرعية في
�إ�صدار الأوامر ،و�إلزام المر�ؤو�سين بتنفيذ هذه الأوامر.
تعريف
قوة ال�سلطة
تخوله �إ�صدار الأوامر.
هي قوة ر�سمية ي�ستمدها القائد من الت�شريعات والقوانين التي ّ
124
تعريف
قوة المكاف�أة
هي قوة ر�سمية ي�ستطيع القائد من خاللها مكاف�أة ال�شخ�ص �أو الأ�شخا�ص الذين يمتثلون
للأوامر وين ّفذون ما هو مطلوب منهم.
قوة الإكراه
قوة ر�سمية تعتمد على قدرة القائد على معاقبة ال�شخ�ص الذي ال يمتثل للأوامر.
125
وتفوق �أ�سلوبه القيادي على
تعد من �أهم الم�صادر التي ُت�سهم في نجاح القائد ّ
وهذه ّ
الم�صادر ذات العالقة بالوظيفة والمركز وغيرها .وتنق�سم هذه الم�صادر ق�سمين:
127
�أما ا�ستخدام النوع الثاني ،وهو القوة غير الر�سمية الم�ستمدة من �صفات القائد ،مثل قوة الخبرة
دائما ي�صاحبه انتماء ال امتثال ،وت�صاحبه م�شاركة ولي�س مقاومة.
أثيرا ً
وقوة الإعجاب ،فتخلق ت� ً
من هنا نالحظ �أن القوة الر�سمية الم�ستمدة من المركز �أو الوظيفة وحدها ،عادة ما تكون
غير كافية لتحقيق ذلك الأثر الدائم المطلوب على المر�ؤو�سين ،نتيجة العتمادها على م�صـادر
ت�أثير خارجـية ( )Extrinsicبينما م�صـادر قوة القائد التي تعتمـد على الخبرة والمعرفة والإعجاب
جميعا تنطلق من داخل الإن�سان ،وم�صدرها االعتقاد والإيمان بالدور الجوهري
ً واالحترام ،فهذه
والمعنوي للقائد ،ولي�س ذلك الدور المادي المرهون بزوال العمل بمجرد زوال النواحي المادية
من مكاف�آت ومزايا؛ لذا ،ال يجب التقليل من �أهمية هذه العوامل المادية ،ولكن االعتماد الكلي
عليها للت�أثير في المر�ؤو�سين �أمر له محاذيره وخطورته.
وبذلك ،ينبغي على القادة عدم االعتماد الكلي على مثل هذه الم�صادر وا�ستخدامها و�سيلة
بحد ذاتها ،مع زيادة في ا�ستخدام م�صادر القيادة المرتبطة بالعلم والمعرفة والمهارة
ولي�س غاية ّ
وقوة الإعجاب.
عرفنا القيادة ب�أ ّنها قدرة الفـرد على التـ�أثيـر في الآخـريـن (�أفـراداً وجماعـات) ،مـن �أجـل
لقـد ّ
ك�سب تعاونهم وحفزهم بغية تحقيق �أهداف معينة .ويمكن ت�صنيف القيادة في مجموعتين
مو�ضح في ال�شكل (.)5-4
ح�سب �سلوك القائد ،وح�سب الهيكل التنظيمي ،كما هو ّ
�أنواع القيادة
128
1القيادة ح�سب �سلوك القائد
القيادة الأوتوقراطية Autocratic Leadership �أ
متعددة ،كالقيادة الع�سكرية� ،أو القيادة ُيعرف هذا النوع من القيادة � ً
أي�ضا ب�أ�سماء ّ
اال�ستبدادية (الديكتاتورية) .ويعود تاريخ هذه القيادة �إلى الع�صور الأولى من تكوين
�ضربا من �ضروب الحياة؛ فالدولة القوية تحتل
الإن�سان لمجتمعه ،حيث كانت القوة ً
الدولة ال�ضعيفـــة ،والقبيلة القوية تغزو �ضعاف القبائل وت�سبي ن�ساءها و�أوالدها،
والرجل القوي هو الذي يبرز من بين الآخرين ،مثل عنترة بن �شداد في الجزيرة
العربية ،وجيرانمو ( )Geronimoبين الهنود الحمر في �أمريكا ،والإ�سكندر ونابليون
وهتلر وغيرهم .ويتميز هذا النوع من القادة ب�سلوكه التع�سفي الم�ستمد من ال�سلطة
المخولة له.
ّ
ويعتمد القائد في هذا النوع على ال�سلطة الر�سمية المخولة له بموجب قوانين
الم� ّؤ�س�سة و�أنظمتها .ويميل القادة الذين ي�ستخدمونها �إلى ح�صر ال�سلطة ب�أيديهم،
واالنفراد في عملية اتخاذ القرارات وو�ضع الخطط وال�سيا�سات دون م�شاركة
المر�ؤو�سين في ذلك ،ويتم عمل الجماعة بمعرفة القائد �أو توجيهه المبا�شر ،وغالب ًا
ما ُيعزى ذلك �إلى عدم ثقة القائد ب�إمكانات مر�ؤو�سيه في اتخاذ القرار المنا�سب،
أوتوقراطي المت�س ّلط ،ف�إن ذلك يتم ًّ
تجنبا للعقاب الذي يمكن ّ و�إذا ما �أُطيع القائد ال
�أن يفر�ضه على المر�ؤو�سين .ويركز هذا النوع من القادة على المهمة المطلوبة،
وعلى �إنتاجية الجماعة ،دون االهتمام بم�شاكل العاملين ومعنوياتهم .ويتم �أداء
العمل بكفاية عالية في الفترات الأولى �أكثر منه في ظل القيادة الديموقراطية .كما
�أن الإنجاز ي�ستمر في م�ستواه العادي بح�ضور القائد ،ولكنه ّ
يقل عن ذلك في حال
غيابه.
أوتوقراطي
ّ ويمكن التمييز بين ثالثة �أنواع من القيادة الأوتوقراطية ،تتراوح بين ال
الخير ،الذي
أوتوقراطي ّ
ّ والمتم�سك بتطبيق القوانين والتعليمات ،وال
ّ العنيد المت�شدد،
129
كثيرا من الأ�ساليب المرتبطة بالقيادة الإيجابية ،من خالل الثناء والعقاب
يحاول �أن ي�ستخدم ً
أوتوقراطي المناور الذي يوهم
ُّ الب�سيط ،كي ي�ضمن طاعة مر�ؤو�سيه له في تنفيذ قراراته ،وال
مر�ؤو�سيه ب�أنه ي�شركهم في اتخاذ القرار ،وهو في الواقع يكون قد انفرد باتخاذه .وهذا
النوع من القيادة الأوتوقراطية المت�سلطة يتمثل في الإدارة التقليدية بكل موا�صفاتها.
القرار !!!
أوتوقراطي المناور.
ّ ال�شكل ( :)6-4القائد ال
130
Democratic Leadership الديموقراطية
ّ ب القيادة
يعتمد القائد الديموقراطي على قبول التابعين ل�سلطته ،ولي�س على ال�سلطة
معاك�سا للأ�سلوب
ً الديموقراطي في القيادة
ُّ عد الأ�سلوبوي ّالمخولة لهُ ،
ّ الر�سمية
أوتوقراطي المت�س ّلط ،فهو يعتمد �أوالً على تطوير العالقات الإن�سانية الجيدة بين
ّ ال
القائد والأفراد ،من خالل �إ�شباع حاجاتهم واالهتمام بهم ،واالعتراف ب�أهمية
دورهم في الم� ّؤ�س�سة.
أي�ضا على م�شاركـــــة العاملين في مناق�شـــــة الم�شكـــالت
ويركز هذا النـــوع � ً
التي يواجهونها ،وبحثها ،وفي اتخاذ القرارات التي تتعلق بعملهم .وي�ؤمن القائد
الديموقراطي ب�إمكانيات مر�ؤو�سيه وقدرتهم على اتخاذ القرارات ،ويمنحهم
الفر�صة لتع ُّلم المزيد من خالل الأخطاء التي قد يقعون فيها ،وكذلك يهتم القائد
الديموقراطي بدعم جماعات العمل وت�شجيعهم على العمل الجماعي والتعاون. ّ
فالقيادة الديموقراطية تتبع �أ�ساليب الإقناع ،واال�ست�شهاد بالحقائق ،واالهتمام
ب�أحا�سي�س الأفراد وم�شاعرهم ،وجعلهم ي�شعرون بكرامتهم و�أهميتهم ،لذا ،ف� ّإن
ويقدم لهم
القائد الديموقراطي ي�ست�أن�س ب�آراء �أتباعه ويعير �أفكارهم االهتمام الالزمّ ،
دورا ً
فاعال في تنمية االبتكار ،وتحقيق المعلومات والإر�شادات الالزمة ،ويلعب ً
التعاون ،و�إطالق قدرات المر�ؤو�سين وطاقاتهم الكامنة.
Free-Rein Leadership التدخل
ّ جـ قيادة عدم
يختلف هذا الأ�سلوب في القيادة عن كل من الأ�سلوبين ال�سابقين ،فالقائد الذي
ي�ستخدم هذا الأ�سلوب في القيادة ال ي�ؤدي في حقيقة الأمر �أي عمل يذكر ،فهو يقوم فقط
ب�إخبار المر�ؤو�سين بالهدف المطلوب تحقيقه ،ثم يتركهم يفعلون ما ي�شا�ؤون دون التدخل
فيهم� ،سواء �أتعاونوا �أم لم يتعاونوا ،عملوا �أم لم يعملوا ،فهذا �ش�أن خا�ص بهم ،وال ي�شترك
القائد بموجب هذا الأ�سلوب في تنظيم �ش�ؤون المر�ؤو�سين� ،أو التن�سيق بينهم ،وال يتدخل
يوجه� ،أو يف�صل في �أي �شيء .ويغلب على هذا النوع من القيادة ،عمومية في �أي �أمر� ،أو ّ
التعليمات وعدم اال�ستقرار ،و�إهمال معظم جوانب الن�شاط ،هذا بالإ�ضافة �إلى �إ�ضاعة
الكثير من الوقت وازدواج الجهد.
131
م�س�ألة للمناق�شة ()3-4
�أي الأنماط القيادية الثالثة يحقق �أعلى م�ستوى من الأداء؟ ناق�ش زمالءك
ُم ّبر ًرا ر�أيك.
الر�سميون:
ّ أ� القادة
الر�سمي للم� ّؤ�س�سة،
ّ عينون في مراكز القيادة التي يحددها التكوين
هم الذين ُي َّ
ونتيجة لل�سلطة التي تخولها لهم تلك المنا�صب ،يتي�سر له�ؤالء القادة القيام بتوجيه
المر�ؤو�سين و�إر�شادهم ،و�إ�صدار الأوامر لهم واتخاذ الإجراءات وال�سيا�سات التي
عرف
وي ِّ
من �ش�أنها الت�أثير الفعال في �سلوكهم في �أثناء وجودهم في مكان العملُ .
عين من �أجل وليم �سكوت ()William Scott
الر�سمي ''ب�أ ّنه ذلك ال�شخ�ص الذي ُي ّ
َّ القائد
َ
ر�سمي كقائد للم� ّؤ�س�سة''.
ّ الخدمة في مركز
132
وتفهم م�شاكلهم ،كي تتوثق ُعرى الثقة بينه وبينويهدف هذا القائد �إلى حفز �أتباعه وتوجيههم ّ
مر�ؤو�سيه� ،إال �أن هذه الثقة بين القائد و�أتباعه ال ت�أتي ب�صورة تلقائية ،بل �إنها نتيجة لأن�شطته في
مجاالت تنمية التعاون بينه وبينهم ،و�إر�شادهم وتوجيههم و�ضبطهم ،و�إتاحة فر�ص االت�صال معه.
عد في �صميم التكوين وتتوقف مقدرته على القيام بهذه الن�شاطات على عوامل كثيرةُ ،ت ّ
المتعددة ،وطرق االت�صال الموجودة، ِّ الر�سمي للم� ّؤ�س�سة ،كو�ضوح الهيكل التنظيمي والوظائفّ
ونظام الرقابة الم ّتبع ،و�أهداف الم� ّؤ�س�سة و�سيا�ساتها ،وفل�سفة الإدارة ..وغيرها.
المتعددة بين �أهداف القائد ون�شاطاته ،ومتطلبات ّ ويبن ال�شكل ( )8-4الآتي ،العالقات
كون بمجموعها العنا�صر الأ�سا�سية للقيادة الإدارية.الم� ّؤ�س�سة ،التي ُت ّ
تعريف
القائد الر�سمي
قائدا للم� ّؤ�س�سة.
ر�سمي بو�صفه ً
ّ عين من �أجل الخدمة في مركز
هو ذلك ال�شخ�ص الذي ُي ّ
تفهـــم م�شـــاكـــل
ّ و�ضـوح الهيكـــل التنظيمـي
مر�ؤو�سيه. وخطوط ال�سلطة.
توجـيه المر�ؤو�سين مــالءمة العمــل لم�ؤهـــالت
وحفزهم. الموظف.
تنمية التعاون.
و�ضوح طرق االت�صال.
االت�صال باتجاهين:
وجود �أهداف �صحيحة.
الإر�شاد واالن�ضباط.
وجود �سيا�سات وبرامج
محددة ووا�ضحة.
وجود نظم رقابة فاعلة.
133
الر�سمي بتنمية
ّ و�إذا ما توافرت المتطلبات الم�ؤ�س�سية ،ف�إ ّنه يمكن عندها �أن يقوم القائد
روح التعاون والإر�شاد ،واالت�صال باتجاهين مع مر�ؤو�سيه من �أجل تحقيق �أهدافه الإدارية في
توجيههم وحفزهم على العمل ،وتفهم م�شكالتهم وال�صعوبات التي يواجهونها ،ويتم ذلك �إذا
قام القائد بالأن�شطة الآتية:
135
تعريف
الجماعات غير الر�سمية
ر�سمي ،كجماعات الأ�صدقاء والزمالء ً
مثال. ّ تلقائيا بال تنظيم
ًّ هي الجماعات التي تن�ش�أ
تعريف
�سلوك القائد
يت�صرف مث ً
ال ّ الت�صرف الذي يظهره القائد في موقف ما� ،أو عند تنفيذ المهام ،ك�أن
ّ هو
بحزم �أو بلين ح�سب اهتماماته.
137
وقد ركّ زت هذه الدرا�سات ال�سلوكية على جانبين رئي�سين ،هما :وظائف
القيادة ،و�أنماطها .ومن �أهم النظريات في هذا المجال ما ي�أتي:
The Two Dimensional Theory أ� نظرية البُع َدين:
أي�ضا ا�سم درا�سات جامعة �أوهايو في القيادة ،حيــث
ُيطلق على هذه النظرية � ً
�أجرى عـدد مـن الباحثين في تـلك الجامعـة �أبحـا ًثا مكثفـة فـي مو�ضوع القيادة
وتمكنوا من خالل ذلك من تحديد ُبعدين ل�سلوك القيادة ،هما: ّ مدة زمنية طويلة، ّ
المبادرة لتحديد العمل وتنظيمه ( , )Initiating structureومراعاة م�شاعر الآخرين
و�ضحت هذه النظرية � ّأن القائد الذي يتمتعوتفهمها ( ,)Considerationولقد ّ ُّ
وبعد تقدير م�شاعر الآخرين ،يحقق بدرجة عالية من ُب ْعد تحديد العمل وتنظيمهُ ،
البعدين،
درجة �أداء �أعلى من قائد �آخر يتمتع بدرجة عالية في ُب ْعد واحد فقط من َ
كما يحقق الر�ضا والإنجاز الجماعي لمر�ؤو�سيه.
القائد ي�سمح القائد ي�ضع القائد يخبر القائد يعر�ض القائد يعر�ض القائد يعر�ض القائد ي�ضع
حدودا ويطلب للمر�ؤو�سين بالعمل
ً القرارات الم�شكالت وي�أخذ الأفكار القرارات مر�ؤو�سيه
الم�ؤقتة القابلة االقتراحات ,من الجماعة �ضمن حدود ي�ضعها للنقا�ش. ويعلنها .بالقرارات.
الم�شرف. ثم يتخذ القرارات .اتخاذ القرارات. للتغير.
ال�شكل (� :)10-4أ�سلوب خط ال�سلطة الم�ستمر في القيادة.
140
9
8
7
6
5
4
3
2
1
ُ�س ّميت هذه النظريات النظريات الموقفية؛ لأ ّنها تعتمد على الموقف �أو الظرف،
فمع التقدم في البحث العلمي في مو�ضوع القيادة ،ف� ّإن العلماء �أخذوا يبحثون وراء
نظريات ال�سلوك ،والأخذ في الح�سبان ما هو �أبعد من �سلوك القائد وموا�صفاته
القيادية� ،إلى التركيز �أي�ضا على هذه ال�سلوكات في ظل العوامل الظرفية الخا�صة بطبيعة
عمل الم� ّؤ�س�سة ،وطبيعة عمل �أفرادها.
ت�ؤكّ د هذه النظريات على � ّأن القائد الذي ي�صلح لظرف ما ،قد ال ي�صلح لظرف ومرحلة
فال�صديق ر�ضي اهلل عنه� ،أقدر على القيادة من عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل عنه ،في
ّ �أخرى،
موقف تل ّقي خبر وفاة الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ،حيث قال قولته الم�شهورة ' :من كان يعبد
حي ال يموت''.
محمدا ف�إن محمداً قد مات ،ومن كان يعبد اهلل ف�إن اهلل ٌّ
ً
وجوهر النظريات الظرفية المتعددة ،هو محاولة لفهم الظروف التي تحكم نجاح القائد في
متنوعة ،ومن هذه النظريات:
ظروف ِّ
نموذج فيدلر الموقفي Fiedler's Contingency Model �أ
تعد نظرية (فيدلر) �أول النظريات الظرفية في القيادة ،وت�شير هذه النظرية �إلى �أن كفاءة �أداء
ّ
المجموعة (المر�ؤو�سين) ،تعتمد بدرجة كبيرة على مدى التوافق ما بين نمط القائد (�أ�سلوبه
142
في القيادة) في تفاعله مع مجموعته ،وعلى درجة منح الموقف للقائد القدرة على ال�سيطرة
ا�ستق�صاء للك�شف عن اتجاهات الأفراد نحو التعاون مع
ً والت�أثير .لقد طور (فيدلر) وزمال�ؤه
حدد ثالثة متغيرات
وبناء عليه ّ
الآخرين ،لمعرفة فيما �إذا كان الفرد يهتم بالعالقات �أم بالمهمةً ،
بع�ضها مع بع�ض ،بحيث ت�ؤ ّثر على النمط القيادي الأكثر فاعلية وهي:
موقفية يتفاعل ُ
1نوعية العالقة بين القائد ومر�ؤو�سيه (جيدة �أم �ضعيفة) :تعود �إلى مدى الثقة بين القائد
ومر�ؤو�سيه ودرجة الوالء والحب وال�صداقة المتبادلة بينهم .فعندما يكون لدى
المر�ؤو�سين الثقة واالحترام الكاملين تجاه قائدهم ،ف� ّإن عالقة القائد معهم �ستكون
قوية ومتينة ،والعك�س �صحيح.
تت�ضمن كيفية تنظيم العمل
ّ 2درجة طبيعة المهام والعمل (منظمة �أم غير منظمة):
وبرمجته ،وو�ضوح الأهداف والأدوار والإجراءات ،وطبيعة المهام الموكلة �إلى
المر�ؤو�سين.
3درجة قوة المركز وال�صالحيات وال�سلطات التي يتمتع بها القائد (قوية �أم �ضعيفة)،
وهي التي من خاللها ي�ستطيع �أن يكافئ المر�ؤو�سين �أو يعاقبهم ،ويجعلهم ي�ستجيبون
لأوامره.
143
1القيادة التوجيهية ( )Directive Leadershipتقوم هذه القيادة على تحديد كل ما هو
مطلوب �إلى الموظف من مهام وواجبات ،وكل ما تتوقع منه من نتائج.
تقوم هذه القيادة على االهتمام ()Supportive Leadership 2القيادة الداعمة (الم�ساعدة)
بالجوانب الإن�سانية ،والوقوف بجانب الموظفين ،ومحاولة ت�شجيعهم وتحقيق حاجاتهم.
3القيادة الموجهة نحو الإنجاز ( )Achievement-oriented Leadershipتقوم هذه القيادة
والتميز في الأداء ،كما تهتم هذه
ّ بو�ضع �أهداف ومهام ،تتط ّلب ً
نوعا من التحدي
القيادة بتطوير الأداء ب�شكل م�ستمر ،من �أجل تحقيق �أهداف عالية في الم�ستوى.
من �أهم مزايا هذه القيادة م�شاركة ()Participative Leadership 4القيادة الم�شاركة
المر�ؤو�سين في اتخاذ القرار وا�ست�شارتهم والأخذ ب�آرائهم واقتراحاتهم ،لال�سهام في
عملية اتخاذ القرار.
البعدين الآتيين :
�أما النمط القيادي المنا�سب يعتمد عادة على ُ
�أ الخ�صائ�ص ال�شخ�صية للتابعين �أو المر�ؤو�سين ،وب�صورة خا�صة قدراتهم ورغباتهم
الحالية والم�ستقبلية.
ب خ�صائ�ص بيئة العمل والمهام التي ينجزهــا التابعـــــــــون ،ونظـــام ال�صالحيات
الر�سمية ،والثقافة التنظيمية.
� ّإن النمط الأف�ضل والمرغوب فيه ،هو ذلك النمط الذي يح ّقق ر�ضا التابعين
ويدعم حاجاتهم الذاتية ،وي�ؤدي �إلى تحقيق الأهداف.
ولال�ستفادة من هذه النظرية ،نعر�ض لك المواقف الأربعة الآتية ،والأنماط القيادية المنا�سبة
لها:
1عندما تت�سم مهام الوظيفة بعدم الو�ضوح والتعقيد ،ف� ّإن الأ�سلوب القيادي الأمثل َي ُ
كمن في
تو�ضح للموظف ّ
متطلبات العمل ،وكيفية القيام به والنتائج �أ�سلوب القيادة التوجيهية التي ّ
المتوقعة منه� ،إذ � ّإن هذا النمط في القيادة يق ّلل الغمو�ض الذي يحدث في ظروف العمل
وخ�صو�صا للموظفين الذين ال يملكون الخبرة.
ً المعقدة،
144
2عندما يعاني الموظف من انخفا�ض في م�ستوى ثقته بنف�سه ،ف� ّإن الأ�سلوب القيادي الأمثل
هو في القيادة الداعمة التي تقف �إلى جانب الموظف لرفع م�ستوى ثقته بنف�سه.
3عندما يمتلك الموظفون القدرة على �إبداء الر�أي ،ف� ّإن الأ�سلوب الأمثل هو في القيادة
الم�شاركة لإ�شباع حاجة هذا النوع من الموظفين ،ممن تتوافر لديهم الخبرة والقدرة على
يف�ضل ا�ستخدامه مع الموظفين الذين يقومون
الم�شاركة� ،أي � ّأن هذا الأ�سلوب في القيادة ّ
ً
مجاال �أو�سع لإنجاز ب�أعمال غير روتينية ،لأن عدم وجود القوانين والإجراءات يعطيهم
الأهداف ال�صعبة.
4عندما تفتقد الوظيفة لأب�سط متط ّلبات الإبداع والتحدي ،ف� ّإن الأ�سلوب القيادي المنا�سب
هو في قيادة الإنجاز.
عن طريق هذه المواقف الأربعة ،ف� ّإن القيمة الم�ضافة من انتقاء �أو تحديد الأ�سلوب القيادي،
متوقع منها �أن ت�ؤدي �إلى جهد �أكبر من قبل المر�ؤو�سين ،وهذا بدوره ي�سهم في تح�سين �أداء
الموظفين وم�ستوى ر�ضاهم.
145
4النماذج الحديثة في القيادة
Charismatic Leadership القيادة ال�سحرية �أ
عادي
ّ أثيرا غير
وهي القيادة التي تمتلك قدرات �شخ�صية غير عادية ،وت�صنع ت� ً
لدى المر�ؤو�سين ،فتلهب حما�سهم في تحقيق �أهداف القيادة ب�شكل غير اعتيادي.
ويوجد الكثير من القادة في التاريخ القديم والمعا�صر ،ممن انطبقت عليهم
موا�صفات القيادة ال�سحرية ،مثل قوة ال�شخ�صية التي تمتلك ر�ؤية ثاقبة ،بحيث
يعجب التابعون بهذه ال�شخ�صية ويندفعون بكل طاقاتهم نحو تحقيق ر�ؤية
القيادة .و من �أهم موا�صفات هذه القيادة:
1امتالك ر�ؤية م�ستقبلية ثاقبة.
وجود عالقة �إيجابية بين القائد والتابعين. 2
حما�س التابعين (المر�ؤو�سين) في تب ّني ر�ؤية القائد و�آرائه التي ينادي بها. 3
الوالء والت�ضحية في �سبيل المبادئ التي ينادي بها. 4
العمل الجاد وبذل الجهد من �أجل تحقيق المنجزات العظيمة. 5
147
خام�سا القيادة في الإ�سالم
ً
أفعاله ،حـيث كان �صلى اهلل تم ّثلت القيادة في عهد ر�سول اهلل� ،صلى اهلل عليه و�سلم ،ب� ِ
عليه و�سلم ،ي�ست�شير �صحابتـه ويعلّمهم ال�شورى في كـــــل �صغيرة وكبيـــــرة ،رغــــم �أنـــه
ال ينطق عن الهوى و�إنمـا ي�ستمد الوحــي مـن ال�سمـاء .فقــــد تمثـــل �سلوكه� ،صلى اهلل عليه
()1
{ و�سلم ،في قول اهلل �سبحانه وتعالى }
فقيــادة الر�سـول �صلى اهلل عليــه و�سلـم ،كانت قيادة �شورية.
ون القائد هيئة قيادية تعمل هذه القيادة ي�سميها ك ّتاب الإدارة ،القيادة الديموقراطية ،وفيها ّ
يك ُ
موحد وفقًا للنمط الديمقراطي القائم على تبادل الآراء والو�صول �إلى ر�أي جماعي ،مما كفريق ّ
مكن المجموعة القائدة من �أداء دور حيوي في توجيه م� ّؤ�س�ستهم ،وكم هي المرات التي قال فيها ُي ّ
وي ّتبع �صلى اهلل عليه و�سلم ،م�شورةعلي .''...بل َ
()2
النبي �صلى اهلل عليه و�سلم�'' :،أ�شيروا �أيها النا�س ّ
التح�صن في المدينةُّ ال�شباب في غزوة �أحدّ ،لما ر�أوا الخروج �إلى الم�شركين ،مع �أنه كان يرى
ُربىالمنورة ،وهو الر�أي ال�صواب الذي �أثبتت الأحداث �صحته ،ولكن هكذا ُي�صنع القادة ،وت ّ
الأجيال القيادية في ظل هذا الدين العظيم.
ال للقيادة و� ْأن لي�س كل من تتوافر لهوقد �أكد النبي �صلى اهلل عليه و�سلم� ،أن يكون القائد �أه ً
قائدا.
يتمكن من �أن ي�صبح ً ال�صفات الحميدة ّ
ف�إن توافـرت الموا�صفات الأخالقية ،مثل الأمانة وال�صدق والتقوى والورع ،فهي من
بد من �أن تتوافر بعد ذلك موا�صفات �أخرى مثل الموا�صفات الأ�سا�سية في القيادة ،ولكن ال ّ
الحزم والقدرة على الت�أثير في المر�ؤو�سين بجعلهم يمتثلون �أوامر القائد وي�صغون �إلى تعليماته،
وهذا الأمر يحتاج �إلى قوة و�صرامة من القائد.
يقولون في �أدبيات الإدارة في الوقت الحا�ضر'' :الإن�سان �أهم مورد من موارد الم� ّؤ�س�سة '
ويوجد فرق في النظرة ،فهم ربما ينظرون �إليه في كثير من الأحوال كمورد �إلى جانب بقية
الموارد التي تعتمد عليها الم� ّؤ�س�سة؛ المادية منها وغير المادية .ولكن الأمر في الإ�سالم مختلف،
والنظرة فيها درجة �أعلى من االحترام والم�ساواة والعدالة بين القادة وتابعيهم.
(�)2صحيح البخاري ،كتاب المغازي ،حديث رقم (.)3860 (� )1سورة �آل عمران ،الآية ( .)159
148
�صفات القائد الناجح �ساد�ساً
عد القائد الناجح هو الذي يحقق �أهدافه بطريقة اقت�صادية ،وفي جو نف�سي ير�ضى عنه
ُي ّ
التابعون له فيه� ،سواء �أكان القائد تولى القيادة بالأ�صالة �أم بالإنابة �أم بالتفوي�ض ،ويمكن ا�ستخال�ص
ومما كتبه
ال�صفات النموذجية للقائد با�ستقراء تجارب الأمم وال�شعوب والم� ّؤ�س�سات ب�أنواعهاّ ،
الم�ؤلفون �أو ذكره الم�ؤرخون ،وتوجد كتب كثيرة منها القديم ومنها الحديث ،تعالج �صفات
القائد الناجح ،وتكاد تتفق فيما بينها على ال�صفات الأ�سا�سية ،وتختلف على ال�صفات الفرعية
المتعددة.
ّ وفقا لظروف الع�صور
ً
ً
فمثال ،جاء في مقدمة العالّمة العربي الم�سلم عبد الرحمن بن خلدون ،وهو يتحدث عن �شروط
الخالفة �أن من ال�صفات التي يجب �أن يتح ّلى بها من يختار ً
قائدا« :العلم والعدل والكفاية و�سالمة
الأع�ضاء والحوا�س» وال نن�سى � ّأن ابن خلدون قد كتب �أفكاره هذه في القرن الرابع ع�شر الميالدي.
ومن �أقوال نابليون في �صفات القائدّ �« :إن �أول ما يجب �أن يتوافر في القائد ر�أ�س هادئ،
وبذلك تظهر له الأ�شياء على حقيقتها وفي مظهرها ال�صحيح ،ويجب �أال يت�أ ّثر بالأخبار الح�سنة �أو
ال�سيئة ،كما ينبغي �أال يتخ ّل�ص من م�س�ؤولية �أخطائه ب�إلقائها على الأوامر التي تلقّاها من رئي�س يعلوه،
بل عليه �أن ي�سير ً
وفقا لهدف تجاربه الخا�صة ويعتمد على مواهبه».
وتتبع تجارب القادة الناجحين .كذلك ،ف�إ ّنه من النادر �أن
فالقيادة تنمو بالتجربة ال�شخ�صية ُّ
تجتمع ال�صفات الالزمة للقائد العظيم ك ّلها في رجل واحد ،والمطلوب من القائد الناجح �أن
يوازن بين الذكاء والمقدرة وال�شجاعة.
مما �سبق ،يمكن ا�ستخال�ص ال�صفات الأ�سا�سية التي ينبغي �أن يتح ّلى بها القائد الناجح فيما ي�أتي:
ّ
1العقلية ال�صحيحة ،والإيمان بالعمل الذي يتواله القائد � ًّأيا كان نوع هذا العمل.
المهمة وحده ،بل ي�شرك معه من يراهم
ّ ديمقراطيا ،و� اّأل ينفرد في اتخاذ القرارات
ًّ � 2أن يكون
من ذوي الخبرة.
3االعتماد على الحقائق ،وال ي�صدر ً
�شيئا �إال بعد الت�أكّ د من ذلك؛ كي ال تعميه الإ�شاعات
الكاذبة فتكون قراراته غير �صحيحة.
149
الحر�ص ال�شديد ،وب�صفة خا�صة �إذا تعلق الأمر بم�صالح الأتباع ،فال ينبغي للقائد 4
خطيرا �إال بعد درا�سة جوانبه كا ّف ًة ،وردود الأفعال المتوقعة حياله.
ً قرارا
�أن يتخذ ً
ال�شجاعة ،بحيث ي�ستطيع مواجهة المواقف من دون خوف. 5
القابلية البدنية ،وهذا ال يعني قوة البنية �أو �ضخامة الحجم ،بل يعني �أال ي ّت�سم القائد 6
ويف�ضل �أن يكون القائد بحالة �صحية
ّ بت�شويه بدني معيب� ،أو مر�ض مزمن يقعده،
جيدة؛ كي ي�ستطيع �أن يبذل الجهد البدني والعقلي ،بما يتالءم مع م�س�ؤوليته ،و�أن
يكون قوي الأع�صاب ال تهزه الم�شاكل.
متمتعا بال�سيادة الفنية في
ً القدرة على تحمل الم�س�ؤولية ،وهذا يعني �أن يكون القائد 7
مجال الن�شاط الذي ي�شرف عليه وعلى غيره.
الإلمام بالأ�صول العلمية للإدارة ،وهذا هو �أول طريق للنجاح ،ذلك �أن �إلمام القائد 8
للتو�صل لهذه الأ�صول.
ّ ب�أ�صول الإدارة يوفّر عليه الكثير من الجهد الذي يبذله
العقلية الم� ّؤ�س�سية التي ت�ستطيع �أن تخطط وتنظم وتراقب. 9
القدرة على اكت�ساب ثقة الأتباع. 10
المحبة المتبادلة بينه وبين الأتباع. 11
150
الجدول ( :)3-4الفرق بين القائد والمدير.
و
لم جه ا
القـــــائــــــــد المـــــــــــــــديـــر ةقارن
من حيث
ي�ستمـد �سلطـتـه مـن المـركـز يـ�ستـمد �سـلطـتـه مــن الـمــركـز م�صدر ال�سلطة
والوظيفة .ومن �صفاته ال�شخ�صية. والوظيفة.
ر�سميا يـتــم االعــتـراف بـه مــن قـبـل المحددة
المحددة ًّ ي�شغل الوظيفة
الوظيفة ي�شغل المكانة التي ي�شغلها
والتعليمـــات الجماعة. وفقــا للأنظمـــة
ر�سمي ًا وفق ًا للأنظمة ً
ال�سائدة في الم�ؤ�س�سة.
والتعليمات ّال�سائدة في
ت�ستمـر قـوتـه با�ستمـرار تحقيقه اال�ستمرارية
�سة .بانتهاء الوظيفة.
تنتهي ّؤ�سقوته
الم�
لأهداف الجماعة.
ينبع اتخــاذ القـرار لـديـه مـن -ينبع اتخـاذ القرار لديه من - اتخاذ القرار
معطيات مختلفة منها الحد�س. معطيات محددة.
يتعـامـل مــع المخـاطــرة بـال كثيـرا مـع الحـاالت - ً -يتـردد
تردد. التـي تتطلب مخـاطرة.
يــركّ ــز عـلـــى الــقــــــرارات -يركّ ز على القرارات المهيكلة -
اال�ستراتيجية . -يميل �إلى االعتماد على
يتعـامل مع الأنظمة والقوانين الأنــظــمــة والــقــــوانــيــن -
بروح المبادرة وبمرونة عالية. بحرفيـتها.
يحــــدد �أهــدافــه بطــريقــة -يعتمـد على ب�صيرتـه ور�ؤيتـه ّ - الأهداف
الثاقبه في و�ضع الأهداف. منهجية محددة .
-يميــــــل �إلى التركيــــز عـلـــى -يـــركّ ــــز عــلــــى الأهـــــداف
اال�ستراتيجية والبعيدة المدى. الأهــــــداف الـمـتــــو�سـطـــة
والق�صيرة المدى.
لــديـــــه القــــــدرة العــاليــــــة لــديـه قــدرة محــددة عـلـى النظرة الم�ستقبلية
عـلـى ا�سـ�شــراف الم�ستقـبــل، ا�ست�شـراف الم�ستقـبـل ،والـتنـبـ�ؤ
والتـنــبــ�ؤ بمتغيراته. بالمتغيرات.
ّ
151
يقـبـل التحـــدي ويـحــاول يلتزم بالإجراءات ويعمل - 1 - 1 التعامل مع البيئة
تغيير الواقع. بكفاية عالية في البيئة
يمـيل �إلـى التطويـر والتغييـر، - 2 الثابتة.
وي�شجـــع الأفــــراد عــــلى يميــــــل للعمــــل �ضمــن - 2
الإبداع. �إجـــــــراءات روتـيـنـيــة
يركّ ـز عـلى الأهـــداف دون وال يـــمـيـــــل �إلــــــى - 3
االهتمــــام بـالمـعـــايــيـــر الـتـجــديــد والتطوير.
والجــــــداول الزمنية. يحـــــــدد الواجبــــــات
ّ - 3
يلهم الآخرين حل خالفاتهم والمهـــــــام ويطـــــلـب -4
بـاالعتـمــاد عـلـى �سيـا�سـة تنفيـذهــا �ضمــن معايير
التمكين� ،ضمن فريق العمل. وا�ضحــة ،وجدول زمني
محدد.
يعمل �ضمن �أنظمة محـددة - 4
مـثــل نـظـام العـقـوبـات
والتعـوي�ضات ،والتنقـالت
والحوافز وغير ذلك.
152
حاالت للمناق�شة
حالة ( )1الموقف الحا�سم
153
الرئي�س بطلب تلك التقارير ،وعندما كان يت�ساءل �أحد المديرين الزائرين عن ماهية تلك الأوراق
المتكد�سة ،كان المدير الجديد يجيب ب�أنها تقارير فنية لم يطلب �أحد قراءتها.
�أخيرا ،وفى نهاية ال�شهر قامت �سكرتيرة من ق�سم المالية بطلب التقرير ال�شهري لل�سفر
والنفقات ،ف�أجابها المدير الجديد ب�أ ّنه يرغب بلقائها في مكتب رئي�س ال�شركة �صباح اليوم
دافعا
التالي .في �صباح اليوم التالي ،ابتهج المهند�سون عندما دخل المدير الجديد �إلى الق�سمً ،
�أمامه عربة محملة ب�أكدا�س الورق والتقارير الفنية ،وعرفوا �أنه ينوى عر�ض ق�ضيتهم .دخل المدير
الجديد �إلى مكتب رئي�س ال�شركة ،وو�ضع تلك الأوراق على مكتبهّ ،ما �أثار نظرات الت�سا�ؤل
لدى الرئي�س والمديرين التنفيذيين.
�أ�شار المدير الجديد �إلى التقارير وقال� :إ ّنها هي ال�سبب في قلة الإنتاجية في الخدمات الفنية،
وذلك لأنها ُتطلب وتبقى على المكتب لمدة �شهر من دون �أن ُيعنى �أحد بقراءتها ،واقترح �أن يتم
مخت�صرا ي�صدر عن
ً �شهريا
ًّ تقريرا
ً ا�ستغالل �أوقات المهند�سين بطريقة �أكثر فاعلية ،و�أ�شار �إلى �أن
مكتبه ،قد يلبى احتياجات باقي الدوائر ب�شكل �أف�ضل.
الأ�سئلة:
أ�سا�سي؟
ّ - 1ما �أ�سلوب القيادة الذي ا�ستخدمه المدير الجديد؟ وما م�صدر قوته ال
بناء على النظريات الموقفية ،هل كان من المفرو�ض �أن يكون المدير الجديد �أقل م�شاركة؟
ً -2
ف�سر ذلك.
وهل كان عليه �أن يبادر بو�ضع مهام للمهند�سين؟ ّ
القيادي الذي كنت �ست ّتبعه في مثل هذه الحالة؟ لماذا؟
ّ - 3ما الأ�سلوب
154
مفاج�أة لم يتوقعها ،وبدت على ال�سيد �سامر عالمات الحيرة والقلق رغم ثقته الكبيرة في �إمكاناته
أ�سر لأحد م�ساعديه وهو ال�سيد �سمير �صالح ،في �أثناء تناول فنجان من القهوة في
المعروفة .وقد � ّ
أتمكن من مواجهة تحديات القيادة؟ ' .قائال'' :هل تظن يا �سمير ب�أنني �س� ّ
فترة اال�ستراحة ً
�س�ؤال
بناء
�ستقدمها للمدير العام الجديد ًّ لو كنت مكان ال�سيد �سمير �صالح ،ما التو�صيات التي
تقدم في ف�صل القيادة ،من حيث المحاور الآتية :القيادة في الإ�سالم ،القيادة
على درا�ستك لما ّ
التحويلية.
155
�أ�سئلة الوحدة الرابعة
ال�سحرية.
ّ و�ضح المق�صود بما ي�أتي :القيادة ،القائد الأتوقراطي ،القيادة
ّ 1
2ناق�ش �أهمية القيادة في الم� ّؤ�س�سات.
3قارن بين كل من م�صادر قوة القيادة ال�شخ�صية وال�شرعية ،مع �إبداء الر�أي في
الم�صادر الأمثل.
4ما المق�صود ب�سمات القائد؟ هل يمكننا التفريق بين القادة من خالل ال�سمات؟
حدد الأبعاد الرئي�سة في النظريات ال�سلوكية.
ّ 5
6لماذا ّ
�سميت نظرية فيدلر (النظرية الظرفية)؟
7هل ّ
تف�ضل العمل مع مدير من �أ�صحاب االهتمام بالجانب الإن�ساني �أم بالجانب
الإنتاجي ح�سب النظريات ال�سلوكية؟ لماذا؟
8هل ترى � ّأن الأ�سلوب القيادي �أمر ُم�س َّلم به� ،أي من الثوابت التي ال يمكن
تغييرها؟ ناق�ش ذلك.
'' 9ال يوجد �أ�سلوب قيادي واحد فقط �صحيح� ،إ ّنما يجب �أن يعدل المدير
الأ�سلوب ليتفق مع الموقف ' ناق�ش هذه العبارة.
10هل تعتقد �أن كل مدير قائد؟ ّ
و�ضح �إجابتك.
حدد الفروقات الجوهرية بين ٍّ
كل من القيادة التبادلية والتحويلية. ّ 11
12ا�شرح خ�صائ�ص القائد الفعال.
156
الرقابــــــة
Controlling
عد وظيفة الرقابة �آخر الوظائف في العملية ّالإدارية � ،اّإل �أ ّنها ًّ
فعليا تبد�أ مع بداية تنفيذ خطط ُت ّ
الم� ّؤ�س�سة ،وت�سعى ب�شكل �أ�سا�سي �إلى الت�أكّ د من �أن هذه الخطط تجري عملية تنفيذها ح�سب
ثم ،اتخاذ
ما خطط لها ،وفي حالة حدوث عك�س ذلك ،تبد�أ مرحلة اكت�شاف ال�سبب .ومن ّ
الإجراءات المنا�سبة للعالج.
تعريف
الرقــابة
تعرف الرقابة ب�أنها العملية التي يتم من خاللها الت�أكّ د من �أن خطط الم� ّؤ�س�سة تنفذ ح�سب
وتت�ضمن هذه العملية قيا�س الأداء ،للت�أكّ د من � ّأن
ّ ما �أعدت لها باتجاه تحقيق الأهداف.
نتائج التنفيذ تتطابق مع الأهداف المو�ضوعة ،وفي حالة عدم تطابقها يتم اتخاذ الإجراءات
ً
م�ستقبال ،وذلك با�ستخدام خط الت�صحيحية الالزمة؛ لمعالجة االنحرافات �أو للوقاية منها
التغذية العك�سية.
الرقابة عملية �ضرورية للت�أكّ د من � ّأن عمليات تنفيذ خطط الم� ّؤ�س�سة ت�سير ح�سب الأ�صول،
م�سبقا ،و�أنها ذات �صلة بوظائف العملية الإدارية
ً و� ّأن �إنجاز الأهداف يتم بالطريقة المخطط لها
كافّة.
م�س�ألة للمناق�شة ()2-5
حاول �أنت وزمال�ؤك مناق�شة �أهمية الرقابة في المجاالت الآتية:
160
Steps of Controlling Process خطوات عملية الرقابة ثالث ًا
يبين ال�شكل (:)1-5
تمر عملية الرقابة في �أربع خطوات ،كما ّ
الخطوة الأولى :تحديد معايير الأداء (كما في التخطيط).
الخطوة الثانية :قيا�س الأداء الفعلي.
الخطوة الثالثة :مقارنة الأداء الفعلي مع المعايير التي تم تحديدها في الخطوة الأولى.
الخطوة الرابعة :اتخاذ الإجراءات الت�صحيحية.
161
تعريف
Performance الأداء
القدرة على تحقيق الأهداف با�ستخدام الموارد المتاحة ،ب�أ�سلوب يت�صف بالكفاءة والفاعلية.
Criteria م�ستوى الأداء المطلوب تحقيقه لهدف معين معايير الأداء
�إن من �أهم الإجراءات االحترازية التي يجب �أن ُتراعى عند و�ضع المعيار ،هي �صياغته ب�صورة
م�سبقا ،ويتم
ً جيدة ال تحتمل اللب�س ،و�أن يتم بنا�ؤه على التحليل المقارن الذي تقوم به الم� ّؤ�س�سة
المطبقة في الم� ّؤ�س�سات المناف�سة �أو الم� ّؤ�س�سات
َّ من خالله مقارنة معايير الأداء المتوقع بالمعايير
الم�شابهة .وهنا يجب مالحظة � ّأن غياب هذا التحليل ،يمكن �أن يقود �إلى تبني معايير غير منا�سبة.
وفقا لنوع الن�شاط
ت�صنف المعايير الرقابية المطبقة في الم� ّؤ�س�سات التي يبي ّنها ال�شكل (ً ،)2-5
أي�ضا طبق ًا لأ�سلوب
المقا�س �إلى نوعين هما :معايير مدخالت ومعايير مخرجات ،كما يمكن ت�صنيفها � ً
التقييم �إلى معايير تاريخية ومعايير فنية ومعايير مقارنة.
ت�صنيف
المعايير
162
وفيما ي�أتي و�صف لهذه المعايير:
�أ معايير ح�سب الن�شاط
1معايير المدخالت ُ :Input Criteriaت�شير �إلى تلك المعايير الم�صممة لقيا�س جهود العاملين
الواجب بذلها لأداء المهمات التي يتط ّلبها التنفيذ� ،أو موا�صفات المواد التي تدخل في
عملية الإنتاجّ � .إن معايير كهذه تعتمد على قيا�س الجهود التي ت�صب في �أداء المهمات،
مثل مدى التزام الموظف بالقوانين والإجراءات المحددة من قبل الم� ّؤ�س�سة عند قيامه
تحدد �إدارة
بالمهمات المطلوبة �إليه .ومن الأمثلة الأخرى على معايير المدخالت� ،أن ّ
(ت�سمى مدخالت
ّ الإنتاج موا�صفات ومقايي�س معينة لقطع الغيار �أو المواد الأولية
ومنا�سبا للزبائن.
ً ً
مقبوال أحيانا) التي تدخل في �صناعة المنتج؛ كي يكون
الإنتاج � ً
�أعط �أمثلة �أخرى على معايير المدخالت في الم� ّؤ�س�سات الخدمية وال�صناعية.
2معايير المخرجات :Output Criteriaوهي معايير م�صممة لقيا�س نتائج الأداء من حيث
ً
فمثال عندما يطلب �إلى العامل �إنتاج ما معدله التكلفة والوقت والكمية� ...إلخ.
معيارا يدل العامل على كمية الإنتاج التي يجب
ً يوميا ،ف� ّإن ذلك قد يعد
( )100وحدة ًّ
ومقيا�سا له.
ً معيارا للأداء
ً يوميا قبل االنتهاء من عمله ،فت�صبح
�أن يحققها ًّ
ب معايير تاريخية وفنية ومقارنة
وف ًقا لأ�سلوب هذا التقييم ،ت�صنف المعايير الرقابية �إلى:
1معايير تاريخية :Historical Criteriaوهي المعايير التي تقوم على مقارنة معايير الأداء
الحالي بالأداء ال�سابق .فمثالً � ،إذا بلغ متو�سط �إنتاج العامل في العام الحالي ()30
يوميا ،وكان متو�سط الإنتاج في العام ال�سابق ( )35وحدة ،ف�إنه يوجد انحراف
وحدة ًّ
يوميا.
�سلبي وفق ًا لهذا المعيار التاريخي مقداره ( )5وحدات ًّ
2معايير مقارنة :Comparative Criteriaيق�صد بها المعايير التي تقوم بمقارنة المعدالت
الحالية لأداء الم� ّؤ�س�سة ،بمعدالت الأداء في الم� ّؤ�س�سات المناف�سة �أو الم�شابهة لها،
ً
فمثال �إذا كان متو�سط �إنتاج العامل في الم� ّؤ�س�سات المناف�سة هو ( )30وحدة يومياً،
163
يعد ذلك انحرافاً ،حتى و�إن كان
وهو ما يتماثل مع المعدل الحالي للم� ّؤ�س�سة ،فال ّ
يوميا لهذه الم� ّؤ�س�سة.
المعدل في العام ال�سابق ( )35وحدة ًّ
ُ :Technicalت�شير �إلى تلك المعايير التي تعتمد على الدرا�سات 3معايير فنية
Criteria
165
تعتمد الإدارة الحديثة الناجحة ،على نظم معلومات في عملية الرقابة وقيا�س
بين م� ّؤ�س�سات ()INTERDEPENDENCE الأداء ،حيث يوجد عالقة اعتمادية تبادلية
المتعددة (كنظم المعلومات الإدارية ،ونظم دعم القرار).
ِّ الأعمال ونظم معلوماتها
تعني هذه العالقة � ّأن �أن�شطة م� ّؤ�س�سات الأعمال (ومنها بطبيعة الحال الأن�شطة الرقابية)
تعتمد على نظم المعلومات ،وفي المقابل يعتمد تطبيق تلك النظم على قواعد
وا�ستراتيجياتها .وفيما يلي �شرح
ّ الم� ّؤ�س�سة التي ت�ستخدمها و�سيا�ساتها و�إجراءاتها
تف�صيلي عن م�صادر المعلومات:
Written Reports �أ التقارير المكتوبة
تمثل التقارير المكتوبة الو�سيلة الأكثر ر�سمية للح�صول على المعلومات
حول الأداء الفعلي للعاملين ،وعادة ما يقوم الرئي�س المبا�شر بكتابة تقرير يرفعه
�إلى الم�ستوى الإداري الأعلى ،حول حجم الإنجاز المتح ّقق ومعدالت الأداء
الحالية .ويجب �أن يكون هذا التقرير �شاملاً ،بحيث ال ي�ضطر الم�ستوى الأعلى
يعد التقرير المطبوع
�إلى ا�ستدعاء كاتب التقرير للح�صول على معلومات �إ�ضافيةّ .
بمنزلة مرجع يتم اال�ستعانة به في حالة حدوث �أي انحرافات ،كما يتم االعتماد
أي�ضا في مكاف�أة �أو عقاب العاملين بالم� ّؤ�س�سة فيما يتعلق ب�أدائهم.
عليه � ً
حاليا برمجيات معالجة الن�صو�ص ( )Word Processingفي كتابة
و ُت�ستخدم ًّ
تلك التقارير على �أجهزة الحا�سوب لرفع الإنتاجية المكتبية للقائمين على �إعداد
هذه التقارير.
Statistical Reports ب التقارير الإح�صائية
تت�ضمن التقارير الإح�صائية المعلومات والمعطيات التي تعتمد على بيانات
ّ
الأداء ،التي تخ�ضع لمعالجة وتحليل �إح�صائي ال�ستخراج م� ّؤ�شرات دقيقة ،وعادة
ما يتم اال�ستعانة بقدرات الحوا�سيب والبرمجيات الإح�صائية في هذا المجال .وتعد
تطبيقات الجداول الإلكترونية ،مثـل بـرامـج ()Excelوبـرامـج التحليل الإح�صائية
مثل برنامج ( )SPSSوبرنامج ( )Minitapمن �أكثر الو�سائل الم�ستخدمة في هذا
166
أي�ضا ا�ستخدام التمثيل البياني لإثراء المعلومات المقدمة والتعبير
ال�ش�أن ،ما يتيح � ً
يو�ضح الحجم الن�سبي
عنها ب�صورة مرئية ذات معنى كما في ال�شكل ( ،)4-5الذي ّ
للمبيعات .خالل الأعوام من 2005-2000في �إحدى الم� ّؤ�س�سات.
المبيعات (طن) ال�سنوات
130 2000
160 2001
145 2002
110 2003
90 2004
180 2005
حيث يت�ضح من خالل التمثيل البياني لحجم المبيعات في الم� ّؤ�س�سةّ � ،أن �أعلى
المبيعات كانت عام 2005م ،و�أق ّلها كانت عام 2004م.
Oral Reports جـ التقارير ال�شفوية
يتم الح�صول على المعلومات المتع ّلقة بالأداء ،عن طريق المقابالت التي تتم
بين المدير المعني والم�ستويات الإدارية العليا� ،أو االجتماعات والم�ؤتمرات التي
167
تعقد لهذا الغر�ض .ومع � ّأن التقارير ال�شفوية ال تت�سم بال�شكل الر�سمي الذي تتمتع به
التقارير المكتوبة � ،اّإل �أ ّنها تعطي معلومات تف�صيلية قد ال يمكن ت�ضمينها في التقارير
المكتوبة.
فعلى �سبيل المثال ،يمكن لمربي ال�صف نقل انطباعاته ال�شخ�صية عن الطلبة
عندما يقوم بمقابلة �أولياء الأمور؛ للتحدث معهم حول �أداء �أبنائهم و تح�صيلهم
الدرا�سي و�سلوكاتهم داخل ال�صف ،وهو �أمر قد ال يت�ضح في حالة تقديم تقرير
كتابي ر�سمي.
Personal Observation د المالحظات ال�شخ�صية
تـتـم ّثـل المالحـظـات ال�شخ�صيــة في قيــام الرئيـ�س المبا�شر بمالحظـة �أداء
تقدمهم وحجم الجهد المبذول في
�شخ�صيا للوقوف على مدى ّ
ّ المر�ؤو�سين
ولكن هذا الأ�سلوب يعاب عليه وجود ما
ّ الأداء وم�ستوى الإنجاز المتح ّقق.
معينا قد يدرك �أو يالحظ بع�ض الجوانب
مديرا ًّ
بالتحيز الإدراكي� ،أي � ّأن ً
ّ ي�سمى
ّ
الإيجابية �أو ال�سلبية في �أداء مر�ؤو�سيه ،بينما ال ّ
يتمكن مدير �آخر من �إدراك هذه
الجوانب نف�سها �أو مـالحظتهــا لــدى مـر�ؤو�سيه� ،إ�ضافة �إلى � ّأن تلك المالحظات
ال�شخ�صية ال ت�سفر عن بيانات كمية دقيقة يمكن الوثوق بها �أو االعتماد عليها في
التقييم ،فبيانات الأداء التي يتم تجميعها بو�ساطة المالحظة ،تعتمد ب�صورة كبيرة على
الحكم ال�شخ�صي لفرد واحد ،وهو القائم بالمالحظة.
ما الذي �سيتم قيا�سه في الأداء تحديدا؟
� ّإن الأ�شياء التي تخ�ضع للقيا�س ،تختلف باختالف طبيعة الأن�شطة التي تمار�سها كل
وحدة تنظيمية داخل الم� ّؤ�س�سة .فمثلاً ،قد يعتمد مدير الإنتاج على معايير كمية كعدد
الوحدات المنتجة في اليوم لكل عامل �أو عدد الوحدات المنتجة في ال�ساعة ،بينما
يعتمد مدير �ش�ؤون العاملين على معايير �شخ�صية للحكم على الأداء ك�سلوكات العامل
وعالقته بزمالئه.
168
م�س�ألة للمناق�شة ()3-5
هل تختلف المعايير التي ت�ستخدمها م� ّؤ�س�سات الأعمال للحكم على �سلوكات
�أداء العاملين باختالف حجم تلك الم� ّؤ�س�سات ونوعها؟ ّبرر �إجابتك.
تتم ّثل الخطوة الثالثة من العملية الرقابية في مقارنة الأداء الفعلي مع الأهداف
مهمة في اختبار كفاية وتعد هذه الخطوة ّ ّ المحددة في مرحلة التخطيط.ّ والمعايير
العملية الرقابية وقدرتها على �ضبط � ّأي انحرافات بين م�ستويات الأداء المتوقّعة والفعلية،
التي تم تحقيقها على �أر�ض الواقع.
الت�صرف
ّ تتطلب هذه المقارنة بين المتوقّع والفعلي في الإنجاز ،تتطلب كفاءة في تحديد
ّ
والعالج المطلوب لمواجهة الفجوة بين النتائج الفعلية والنتائج المخطط لها في الأداء.
و ُت�ستخدم المعادلة الرقابية الآتية التي يت�ضمنها ال�شكل ( ،)5-5في احت�ساب درجة
االنحراف بين الأداء الفعلي والمعيار (الأداء المتوقع).
169
مثلما ت�شير المعادلة ،ف� ّإن الناتج من الممكن �أن يكون قيمة �سالبة� ،أي انحرافًا
يقل عن الأداء المتو ّقع (ك�أن يكون المطلوب�سلبيا ،وهذا يعني �أن الأداء الفعلي ّ ً
�إنتاج ( )50وحدة في اليوم مثلاً ،بينما الإنتاج الفعلي ي�ساوي ( )40وحدة فقط)
مع الأخذ في الح�سبان � ّأن هام�ش الت�سامح مع الأخطاء يبلغ ( )٪5مثلاً � ،أو قد تكون
تعبيرا عن انحراف �إيجابي� ،أي � ّأن الأداء الفعلي يفوق
القيمة المح�سوبة قيمة موجبة ً
الأداء المتوقع (ك�أن يكون المطلوب �إنتاج ( )50وحدة في اليوم بينما الإنتاج الفعلي
�صفرا ،ف�إن هذا
ً ي�ساوي ( )60وحدة)� .أما في حالة كون ناتج هذه المعادلة ي�ساوي
ُي َع ُّد م� ّؤ�ش ًرا على �أن الأداء الفعلي يعادل الأداء المتوقع ،وفي هذه الحالة ال داعي التخاذ
� ّأية �إجراءات ت�صحيحية.
170
موقف �إداري
الإجراءات الت�صحيحية
الأ�سئلة:
حدد خطوات عملية الرقابة في الموقف ال�سابق.
ّ 1
2ما ر�أيك بالإجراءات الت�صحيحية التي اتبعت؟ ّ
دعم �إجابتك بالأدلة.
171
�أ�سباب االنحرافات في الرقابة وطرق معالجتهـا رابع ًا
Reasons for Deviations and Remedy Procedures
وال�سيما ال�سالبة منها ،يعني � ّأن التنفيذ ي�سير بطريقة ال
ّ تذكّ ر �أن ظهور االنحرافات،
تمهيدا لو�ضع العالج المنا�سب الح ًقا. ً تتنا�سب مع التوقعات ،ما يتطلب درا�سة الأ�سباب
ويمكن �أن تعزى �أ�سباب االنحرافات التي تك�شف عنها عملية الرقابة �إلى الأمور الآتية:
� 1أ�سباب م�صدرها المعيار نف�سه :قد يكون المعيار المحدد في الخطة غير مالئم �أو غير
واقعي بالن�سبة �إلى العاملين .فمثلاً ،المعيار الذي ي�صعب تحقيقه ينتج عنه دائما انحراف
�سالب� ،أي �أن الإنجاز يكون دون الم�ستوى المطلوب ،كالعامل الذي ُيط َل ُب �إليه �إنجاز
مهمة �أعلى من قدراته وخبراته؛ فال ي�ستطيع �إنجازها .والعالج في مثل هذه الحالة يجب
معيارا يمكن الو�صول �إليه ،فعند و�ضع الأهداف �أو
ً �أن يركز على المعيار ،بحيث ي�صبح
المعايير يجب الأخذ في الح�سبان خبرات العاملين وم� ّؤهالتهم وقدراتهم على �إنجازها.
�سليما ،ويكون �سبب االنحراف ً � 2أ�سباب م�صدرها العاملون �أنف�سهم :قد يكون المعيار
عائدا �إلى العاملين �أنف�سهم� ،إما ب�سبب النق�ص في قدراتهم ومهاراتهم ،و� ّإما لأ ّنهم
ً
غير مهتمين للقيام بعملهم على الوجه ال�صحيح .ففي كلتا الحالتين ،يكون االنحراف
�سالبا .فالعالج في الحالة الأولى هو تدريب ه�ؤالء العاملين على الطريقة في الغالب ً
ال�صحيحة في العمل من �أجل تح�سين م�ستواهم وتنمية قدراتهمّ � .أما في الحالة الثانية فقد
عائدا �إلى تدني روحهم المعنوية، يكون ال�سبب في عدم اهتمامهم �أو �إهمالهم في العمل ً
�أو لطبيعة العالقة ال�سيئة مع ر�ؤ�سائهم .وعلى ذلك ،ف� َّإن العالج يجب �أن ينبع من ال�سبب
الحقيقي لالهمال ،وي�سعى �إلى عالجه.
172
� 3أ�سباب م�صدرها ظروف ا�ستثنائية ال عالقة لها بالعاملين �أو المعيار :قد تن�ش�أ ظروف تجعل
الإنجاز منحرفًا عن المعيار ،وال عالقة للعاملين �أو المعيار فيها ،مثل ظروف الطقـ�س �أو
اال�ضطرابات ال�سيا�ســية �أو الركـود االقت�صـادي�...إلخ .والإجـراء الت�صحيـحي في مثـل هـذه
الحاالت يجب �أن ّ
يركز على �إزالة ت�أثير هذه الظروف� ،أو احتوائها �أو اللجوء �إلى التكيـف معها
ً
طويال ،ولم ت�ستطع الم� ّؤ�س�سة تعديلها �أو احتواءها. �إذا كان من المتوقع لها �أن تدوم
في هذا ال�سياق ،ال ّبد من التركيز على � ّأن الحاالت ال�سابقة جميعها ،تُ�شير �إلى � ّأن االهتمام
يجب � اّأل يقت�صر على عالج االنحراف ال�سالب ،و�إ ّنما يجب البحث عن �أ�سباب االنحراف
الموجب ومعرفتها بدقة ،وذلك لال�ستفادة منها بو�صفها درو�س ًا لتح�سين الأداء م�ستقبلاً .وفي
موجبا؛ ف� ّإن العالج �أو الإجراء الت�صحيحي
ً �سالبا �أم
الحاالت جميعها و�سواء �أكان االنحراف ً
يجب �أن ينبع من ال�سبب الحقيقي لالنحراف؛ كي يكون العالج جذريا.
�أنواع الرقابة
174
التفكير ،وروحا تت�سم بالمبادرة الإدارية الفعالة التي ت�سعى �إلى التنب�ؤ بحدوث
الم�شكلة قبل وقوعها الفعلي� ،أي الحل الم�سبق للم�شكالت التي تعتر�ض التنفيذ
قبل حدوثها ،وهذا يتطابق مع الحكمة التي تقول« :درهم وقاية خير من قنطار
مما ي�سهم
عالج»ّ � .إن هذا النوع من الرقابة يمتد �إلى المراحل الأولى من الن�شاطّ ،
في تقليل الأخطاء في �أثناء التنفيذ ،وتقليل االنحرافات �أو الم�شكالت �أو الأخطاء
التنفيذية ،ويق ّلل من تكاليف ت�صحيحها.
مما �سبق ،ن�ستنج � ّأن على المدير �أن يبذل الجهد المطلوب للتركيز على الرقابةّ
الوقائية؛ لمنع حدوث الأخطاء واالنحرافات في �أثناء القيام ب�أعمال التنفيذ .ومع
ذلك ،ف�إن ّنا ال يمكن ب�أي حال من الأحوال اال�ستغناء عن �إحكام الرقابة على
بد من اللجوء �إلى النوع الثاني من �أنواع
وبعده؛ لذا ،ال ّ
الأن�شطة في �أثناء تنفيذها َ
الرقابة ،وهو الرقابة المتزامنة.
م�س�ألة للمناق�شة ()4-5
ناق�ش �أنت وزمال�ؤك الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها ،للحد من
انت�شار مر�ض ال�سرطان.
175
لغايات الفحو�صات المخبرية ،التي تتم في �أغلبها بو�ساطة �أجهزة مزودة بحوا�سيب
مبرمجة م�سب ًقا؛ لمقارنة المنتج مع المعايير المخطط لها ،وتوثيق النتائج جميعها
ال�صادرة عن تلك الأجهزة.
وت�ستدعي الرقابة المتزامنة ،ت�صحيح نتائج الأداء ب�شكل مبا�شر في �أثناء العمل
لمنع االنحرافات التي تظهر عادة في نهاية العملية الإنتاجية ،ما ي�ساعد على تجنب
الهدر والأخطاء غير المتوقّعة في �إنتاج ال�سلع.
م�ستويات الرقابة
الرقابة على الرقابة على الرقابة على
م�ستوى م�ستوى م�ستوى
الأفراد الإدارات الم� ّؤ�س�سة
179
للم� ّؤ�س�سة .ومن �أهم �أدوات الرقابة على م�ستوى الم� ّؤ�س�سة ما ي�أتي:
�أ الرقابة با�ستخدام الح�سابات الختامية
تتكـون الح�سـابات الختـامية مـن مجموعـة قوائـم و�أدوات محا�ســبية مــن
ّ
�أهمها:
Income Statement 1قائمة الدخل
تبين �صافي دخل الم� ّؤ�س�سة من ن�شاطها الت�شغيلي
ُت�شير �إلى قائمة (ك�شف) ّ
وغير الت�شغيلي.
وتنق�سم قائمة الدخل �إلى نوعين:
�أ قائمة الدخل التقديرية التي ُت َع ُّد في بداية الفترة المحا�سبية �أداة تخطيط.
قائمة الدخل الحقيقية (الفعلية) التي ُت َع ُّد في نهاية الفترة المحا�سبية
ب للو�صول �إلى نتائج ن�شاط الم� ّؤ�س�سة.
وباالعتماد على قائمة الدخل �أدا ًة من �أدوات الرقابة ،يتم مقارنة الأر�صدة
الموجودة في قائمة الدخل التقديرية بالأر�صدة الناتجة عن قائمة الدخل الفعلية ،و�إذا
ظهر �أي انحراف بينهما� ،أي فرق في �أرقام البنود (بين التقديري والفعلي) ،ف�إن ذلك
بد من درا�سته وتحديد حجمه و�أ�سبابه وعالجه .
انحرافا ال ّ
ً ُيمثل
يو�ضحه الجدول (ُ ،)1-5يظهِ ُر مقارن ًة بين قائمة الدخل
والمثال الآتي الذي ّ
التقديرية وقائمة الدخل الفعلية.
180
الجدول ( :)1-5مقارنة قائمة الدخل الفعلية بالتقديرية.
نالحظ من درا�سة الجدول (� ،)1-5أ ّنه يوجد انحراف بين �صافي الربح في
قائمة الدخل التقديرية ،و�صافي الربح في قائمة الدخل الفعلية؛ لذا ،نحتاج �إلى �إجراء
لت�صحيح االنحراف ح�سب �إمكانات وظروف الم� ّؤ�س�سة ،علم ًا �أن هذه القوائم كان
يدويا .ومع
ًّ يتم �إعدادها و ا�ستخراج البيانات من ال�سجالت والدفاتر المحا�سبية
حا�سوبيا
ًّ توظيف التكنولوجيا في �أدوات الرقابة� ،أ�صبح ا�ستخراج قوائم الدخل
با�ستخدام برامج المحا�سبة المحو�سبة مثل برمجية (. )ITAC
182
علما ب� ّأن عملية �إعداد الميزانية التقديرية والميزانية العمومية ،كانت
ً
يدويا عن طريق ا�ستخراج البيانات والأر�صدة من الدفاتر وال�سجالت تتم ًّ
المحا�سبية .ومع عملية توظيف التكنولوجيا في �أدوات الرقابة� ،أ�صبح من
ال�سهل ا�ستخراج البيانات والأر�صدة لإعداد الميزانية التقديرية والميزانية
حا�سوبيا ،وذلك عن طريق ا�ستخدام مجموعة من برامج المحا�سبة
ًّ الحقيقية
المحو�سبة مثل برمجية (.)ITAC
183
Productivity Ratios جـ الرقابة با�ستخدام ن�سب الإنتاجية
تُ�شير ن�سب الإنتاجية� ،إلى مقدار ما تحقّق من نتائج مخطط لها با�ستخدام
ريا�ضيا بقيمة لها ب�سط ومقام ،حيث ُي�شير الب�سط �إلى
ًّ الموارد المتاحة ،ويعبر عنها
نتائج الأداء المتحققةّ � ،أما المقام ُفي�شير �إلى الموارد التي تم ا�ستخدامها لتحقيق تلك
ثم تتم المقارنة بين ما ا�ستخدم من موارد لتوليد النتائج� ،إلى �أن يتم
النتائج .ومن ّ
�سمى ن�سب الإنتاجية.
التو�صل �إلى ما ُي ّ
تطور عادة ن�سب
ّ والجدير بالذكر في هذا ال�سياق� ،أن الم� ّؤ�س�سات الناجحة
وت�صممها بما يتما�شى مع طبيعة عملها وطبيعة نتائج الأداء والموارد
ّ الإنتاجية
ت�صمم ن�سب �إنتاجية على م�ستوى
علما ب� ّأن بع�ض الم� ّؤ�س�سات ّ
التي تتعامل معهاً ،
الإدارات والوحدات والفروع والآالت؛ بهدف �إحكام �أكبر قدر من الرقابة
الفعالة عليها.
يقدم �شي ًئا ُيذكر ،ما لم تتم مقارنتها
� ّإن ا�ستخدام ن�سب الإنتاجية في حد ذاته ال ّ
أ�سا�س المقارنة يمكن �أن يكون كالآتي:
بن�سب مماثلة توفّر �أ�سا�سا للمقارنة ،و� ُ
1مقارنة ن�سب الإنتاجية للعام الحالي بن�سب الإنتاجية للعام ال�سابق ،حيث
التقدم �أو الت� ّأخر في نتائج الأداء في الم� ّؤ�س�سة
ُت�شير نتيجة المقارنة �إلى مدى ّ
عبر الزمن.
184
الجدول ( :)3-5قائمة مخت�صرة للمراجعة الإدارية.
�إلى
ال نعم حد الأ�ســـــــــــــــئلة المجاالت
ما
-1هل ح�صة ال�شركة في ال�سوق في نمو؟ مركز ال�شركة
-2هل منتجات ال�شركة متطورة با�ستمرار؟
عاليا مقارنة بباقي ال�شركات؟ عائدا ً -3هل تحقق ال�شركة ً
-4هل تكاليف الإنتاج تناف�سية مقارنة بالم� ّؤ�س�سات المناف�سة؟ الإنتاج
-5هل الآالت جديدة وفي حالة جيدة؟
-6هل الطاقة م�ستغلة ب�شكل جيد؟
-7هل لدى ال�شركة �أنظمة �سليمة لتخطيط الإنتاج ومراقبته؟
-8هل لدى ال�شركة فكرة كاملة عن �شكل ال�سوق الذي تعمل فيه؟ الت�سويق
-9هل منتجات ال�شركة في بداية مراحل نموها؟
-10هل �أ�سعار ال�شركة تناف�سية؟
-11هل يعتقد الم�سـتهلك � ّأن ال�شـــركة فــي و�ضـع جيد؟
-12هل لدى ال�شركة م�صادر متوافرة لتمويل اال�ستثمارات الجديدة؟ التمويل
-13هل لدى ال�شركة رقابة جيدة على �إدارة ر�أ�س المال العامل؟
-14هل لدى ال�شركة �إمكانية ابتكارية في التخطيط الر�أ�سمالي؟
-15هل لدى ال�شركة �أنظمة جيدة في الح�سابات والتكاليف
والمراجعة؟
-16هل لدى ال�شركة نظام متكامل للمعلومات؟ المعلومات
جزءا من
-17هل ت�ستخدم ال�شركة الح�سابات الآلية بو�صفها ً
نظام المعلومات؟
-18هل لدى ال�شركة تقاليد علمية في �إدارة االجتماعات
واالت�صاالت؟
-19هل مديرو ال�شركة مبتكرون ومبدعون في قراراتهم؟ فل�سفة الإدارة
-20هل يعتمد المديرون على �أ�ساليب علمية في اتخاذهم للقرارات؟
-21هل لدى ال�شركة �أنظمة كاملة للتخطيط والرقابة؟
-22هل يتمتع العاملون بدرجة عالية من الكفاية واالن�ضباط؟ الموارد الب�شرية
-23هل يتمتع العاملون بدرجة عالية من الحما�س للعمل
والر�ضا عنه؟
-24هل لدى ال�شركة �أنظمة كاملة للرقابة على المخزون؟ المواد
-25هل لدى ال�شركة عالقات طيبة مع الموردين؟
185
ن�سب الإنتاجية
ن�سب الإنتاجية
مقارنة للعام الحالي
للعام ال�سابق 2015
2016
2مقارنة ن�سب الإنتاجية في ن�شاط معين ،مع ن�سب الإنتاجية في ن�شاط �آخر
مماثل� ،أو مقارنة م�صنع من م�صانع الم� ّؤ�س�سة مع م�صنع �آخر مماثل� ،أو
مقارنة نتائج الأداء في الم� ّؤ�س�سة مع نتائج الأداء لدى م� ّؤ�س�سة �أخرى مماثلة.
3مقارنة ن�سب الإنتاجية في الم� ّؤ�س�سة بن�سب معيارية (�أو مثالية) تعتمدها
معيارا ،فقد ترى الم� ّؤ�س�سة � ّأن الن�سب المعيارية لعوائد المبيعات
ً الم� ّؤ�س�سة
( ،)٪8بينما تجد الم� ّؤ�س�سة �أن الن�سبة الفعلية لم تتجاوز ( ،)٪2وهذا ُي�شير
معمقة لأ�سبابه، �إلى انحراف �سلبي وا�ضح في نتائج الأعمال ّ
يتطلب درا�سة ّ
واتخاذ �إجراءات ت�صحيحية منا�سبة.
186
2الرقابة على م�ستوى الإدارات والأق�سام
ت�ستخدم الإدارات والأق�سام �أو �أي ّة وحدة تنظيمية �أخرى ،مجموعة من الأدوات
الرقابية من �أهمها:
Quantity Controlling �أ الرقابة على الكمية
الخطة ،مع
يقوم المديرون المعنيون بمقارنة الأرقام المطلوب تحقيقها في ُ
ثم يتم تحديد االنحرافات تمهيدا لتحديد
الأرقام الناتجة عن التنفيذ الفعليّ ،
ويالحظ هناّ � ،أن التركيز ين�صب على الكمية (مثل كمية
�أ�سبابها ،فمعالجتهاُ .
يت�ضمنه
ّ الإنتاج �أو كمية المبيعات ،وغيرهما) كما يت�ضح من المثال الآتي الذي
يو�ضح ا�ستخدام �أرقام المبيعات التقديرية مع �أرقام
الجـــدول ( ،)4-5الذي ّ
المبيعات الفعلية ،حيث يمكن من خالل هذه الأرقام معرفة درجة االنحراف
مو�ضح في خانة المالحظات).
و�أ�سبابها (كما هو ّ
187
Quality Controlling ب الرقابة على الجودة
�إلى جانب �إنتاج الكميات المطلوبة من المنتج ،البد �أي�ضا من �إيالء عناية خا�صة
لجودة هذه الكميات ،وهذه العملية ت�سمى (الرقابة على الجودة) .وعادة ما تبد�أ الرقابة
على الجودة بتحديد معايير محددة لها ،مثل :الحجم ،واللون ،والملم�س ،والت�شطيب،
حد �أدنى وحد والأبعاد ،وجودة التعبئة ،وغيرها .وقد تو�ضع معايير (مثالية) ،ثم ُي�ضاف ّ
قب ُل ُ
المن َتج ،وخارج حدودها ُيرفَ�ض. ّ�أعلى لهذه المعايير ،وفي حدود هذه المعايير ُي َ
ُتعرف الجودة ب�أنها «مجموعة من ال�صفات التى يتميز بها منتج معين تحدد قدراته على
تلبية حاجات الم�ستهلكين ومتطلباتهم» ،وقد مر هذا المفهوم بعدة مراحل هي:
الـفحــ�ص :ف�صل المنتجات المعيبة عن المنتجات المقبولة.
�ضبط الجودة :تخطيط فح�ص العمليات منذ بداية �إنتاج المنتج /الخدمة ما �ساعد على
ك�شف الأخطاء ّ
مبك ًرا ،لكن لم يمنع من تكرار حدوثها.
توكيد الجودة :وتكون بالتركيز على متطلبات العميل الذي �أ�صبح هدف عمل الم� ّؤ�س�سات
ومحوره ،مما ن� أش� عنه �سهولة تعريف الم�شاكل وتفاديها منذ البداية ،وزاد من توكيد
الجودة للم�ستهلك /العميل.
عد خرائط مراقبة الجودة �إحدى الو�سائل الذائعة االنت�شار لمراقبة الجودة في مجال ُت ّ
الإنتاج ،حيث من يمكن قيا�س جودة المنتج ح�سب مجموعة من الخ�صائ�ص كالبعد
والمادة المكونة والحجم واللون� ... ،إلخ ،وال�شكل رقم ( )11-5يم ّثل خريطة لمراقبة
حاليا ،مع الخ�صائ�ص
الجودة ت�ساعد على مقارنة الخ�صائ�ص الفنية لمنتج معين يتم �إنتاجه ًّ
المو�ضوعة م�سب ًقا للجودة قبل بدء الت�صنيع .فالمنتج في هذه الحالة هو عمود �صغير
ي�ستخدم في ت�صنيع �إحدى الماكنات ،ويجب �أن يكون مقا�س قطره (� )10سنتيمترات
يعد
ح�سب الموا�صفات الفنية المحددة .ول ّأن �إنتاج عمود بهذا المقا�س المحدد المطلق ّ
علما ب� ّأن هذا االنحراف
نق�صاناً ،
ً �صعبا جدا ،ف�إنه ي�سمح بانحراف ال يتجاوز ( )٪5زياد ًة �أو
ي�شكل م�شكلة فنية تعيق ا�ستخدام المنتج بعد ت�صنيعه .معنى هذاّ � ،أن العمود يجب �أنال ّ
حدا �أدنى .وعلى الخريطةحدا �أق�صى و(� )9,5سنتمتر ًّ يكون قطرة ما بين (� )10,5سنتمتر ًّ
188
10,5 الحد الأعلى
ّ
حد الرقابة المثلى
10
9,5
الحد الأدنى
ّ
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
ال�شكل ( :)11-5خريطة مراقبة الجودة.
189
الجدول ( :)5-5متابعة المردودات والتالف.
190
Time Controlling د الرقابة على الوقت
كل الأق�سام والإدارات في الم� ّؤ�س�سة ،لديها �أعمال يجب �أن تنجز في �إطار
زمني محدد .فيوجد مثلاً منتج يجب �أن ي�شحن في تاريخ معين ،كما يجب �إجراء
وفقا لجدول زمني محدد ،ويوجد برنامج يجب �إنجازه في وقت اليزيد ال�صيانة ً
على (� )3شهور مثال.
ال�شكل ( ،)12-5يم ّثل خريطة زمنية لتنفيذ برنامج �شراء �آالت جديدة لأحد
ُ
ال�شكل في ال�صفوف المخططة الأزمنة التي يجب �أن ت�ستغرقها كل ويو�ضح
ّ الأق�سام،
فتو�ضح الزمن الفعلي الذي ا�ستغرقته
خطوة (كما هو مخطط)ّ � ،أما ال�صفوف ال�سوداء ّ
كل خطوة .نالحظ من ال�شكلّ � ،أن بع�ض الخطوات ت�أخرت عملية �إنجازها ،ما �أدى
�إلى ت�أخير في موعد نهاية البرنامج ك ّله.
191
�إلخ ،كما قد يرجع ال�سبب �إلى الأفراد العاملين في الم� ّؤ�س�سة �أنف�سهم ،حيث يمكن �أن
يكون �أداء الأفراد من الأ�سباب الرئي�سة في انخفا�ض الأداء ووجود االنحرافات عما
ّ
يتحكمون في الموارد والمواد والآالت. هو مخطط له ،وذلك لأن الأفراد هم الذين
وا�ستنا ًدا �إلى ذلك ،يجب �أن ين�صب اهتمام �إدارة الم� ّؤ�س�سة على �إيجاد �آليات للرقابة
على �أداء الأفراد ،ومن هذه الآليات:
Individual Self-Control �أ الرقابة الذاتية على الأداء
ال�شعوريا؛
ًّ �شعوريا �أو
ًّ تعد الرقابة على الذات من �أن�شطة الرقابة التي يقوم بها الفرد
ّ
لتقييم �أدائه و�سلوكاته ذات العالقة بالعمل ،وتعرف هذه الرقابة عادة برقابة ال�ضمير،
وهو الوازع الفطري لدى الإن�سان الذي يت�أثر بالقيم والأخالق التي ي�ؤمن بها الفرد،
وم�ست�شعرا رقابته له.
ً ونعني بها رقابة الإن�سان لنف�سه رقابة نابعة من �إيمانه باهلل
ني الفكر الإ�سالمي بغر�س مفهوم الرقابة الذاتية لدى الإن�سان ,التي تن�سجم
وقد ُع َ
مع مراقبة اهلل تعالى له في كل مجال من مجاالت الحياة.
� ّإن نظرة الإ�سالم �إلى الرقابة الذاتية ،تجعل منها ّ
خط الدفاع الأول �ضد
رقيبا
االنحراف ال�سلبي في الأداء ،وي�سعى الإ�سالم �إلى �أن يجعل من كل �إن�سان ً
حا�سب؛ لقول عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل عنه: على نف�سه يحا�سبها قبل �أن ُت َ
حا�سبوا ،وزِ ُنوا �أعمالكم قبل �أن ُتو َز َن عليكم».
«حا�سبوا �أنف�سكم قبل �أن ُت َ
192
3تق ّلل من االعتماد على الرقابة الخارجية ،وتخ ّفف من �أ�ساليبها المعقدة.
4ت�ساعد على تطوير الأداء ،ل ّأن الفرد النا�ضج ال يقوم فقط بمعرفة �أخطائه �أو
�أوجه الق�صور لديه ،و�إ ّنما ي�سعى للتغ ّلب عليها وتطوير قدراته و�إمكاناته لمنع
ً
م�ستقبال. تكرار الأخطاء
وتقدما؛ مت�سارعا �إذا انت�شر فيها �أ�ســلوب الرقـابة
ً 5ت�شهد الم� ّؤ�س�سة عادة ّ
تطو ًرا
ي�شكلون قدوة للعاملين في دوائرهم الذاتيـة من قبل المديرين ،حيث �إ ّنهم ّ
تتطور الم� ّؤ�س�سة ،وتح ّقق معدالت عالية
على مختلف الم�ستويات ،وبذلك ّ
من الفاعلية والنجاح.
م�س�ألة للمناق�شة ()6-5
أوج ًها
حدد � ُ
با�ستخدام �شبكة الإنترنت �أو �أية م�صادر �أخرى متوافرة لديكّ ،
محددين �أهم مجاالت تطبيق
ّ �أخرى للرقابة الذاتية ،وناق�شها �أنت وزمال�ؤك
الرقابة الذاتية في م� ّؤ�س�سات الأعمال.
193
3عدد حاالت النزاع وال�صراع مع الزمالء.
4عدد وحدات الإنتاج التي �أنتجها الفرد.
اقترح �أمثلة �أخرى.
نتناول فيما ي�أتي بع�ض الأدوات الرقابية ( ،(Control Techniquesالتي �أ�صبحت
حاليا على نطاق وا�سع في الكثير من م� ّؤ�س�سات الأعمال:
ت�ستخدم ًّ
نظم الرقابة بالحا�سوب Computer Controlling Systems �أ
متعددة من نظم الرقابة ّ أنواعا
ت�ستخدم الم� ّؤ�س�سات في الوقت الحا�ضرً � ،
بالحا�سوب ،ومنها تلك التي تقوم بمتابعة الأداء وال�سلوك ،عن طريق عد�سات
المتعددة؛ للقيام
ّ �إلكترونية مت�صلة بالحا�سوب ،ومثبتة في �أق�سام الم� ّؤ�س�سة
بعمليات الر�صد والت�سجيل الفوري .ويتم تخزين الأداء المالحظ داخل وحدات
التخزين في الحا�سوب على �شكل ملفات �إلكترونية بهدف توفير تغذية راجعة
( )FeedbacKللإدارة ،حول الممار�سات الفعلية التي تتم في �أثناء التنفيذ ليتم
ت�صحيح االنحرافات في الأداء ،ومع ذلك يرى بع�ضهم �أن هذه النظم الرقابية
ت�ضع العاملين في الم� ّؤ�س�سة تحت �ضغط نف�سي وع�صبي؛ ل�شعورهم ب� ّأن �سلوكهم
الدائم خا�ضع للر�صد الفوري والم�ستمر من قبل الإدارة العليا .ولتخفي�ض هذا
التوتر تلج�أ بع�ض الم� ّؤ�س�سات �إلى:
� 1إعالم الموظفين م�سبقًا ب� ّأن �أداءهم وال�سلوكات المرافقة له ،تخ�ضع لمراقبة
�إلكترونية دائمة.
تو�ضح �سيا�سات الم� ّؤ�س�سة في هذه المجاالت.
2توزيع من�شورات دورية ّ
� 3إخ�ضاع الأن�شطة الحرجة (عنا�صر النجاح الحرجة) فقط ،لعمليات الر�صد
الإلكتروني وا�ستثناء الأن�شطة الأخرى.
ومن التطبيقات الوا�سعة االنت�شار لنظم المتابعة بالحوا�سيب ،تلك النظم
الخا�صة بمراقبة الدوام ومراقبة المخزون ومراقبة الجودة ومراقبة العمل على
خطوط الإنتاج.
194
ومن المزايا المهمة لهذه النظم� ،إمكانية المتابعة الفورية للأداء عن طريق
التعرف �إلى �أنماط الأداء ّ
�شا�شات الحا�سوب الخا�صة بالمديرين ،ما يمكنهم من ّ
الفعليمن دون الحاجة �إلى التقارير الر�سمية المكتوبة ،ما يزيد من قدراتهم على
المتنوعة ،ويرفع من م�ستوى عمليات اتخاذ القرارات،
ِّ درا�سة بدائل الحلول
و�إحكام الرقابة الفاعلة على الإنجاز.
فعلـى �سـبيل المثـال ،يمكـن لمديــر الت�سـويق متابعة موظفي خدمة العمالء
في �أثناء تفاعلهم المبا�شر مع الجمهور ،وير�صد كيفية قيامهم بالرد على ال�شكاوى
المقدمة �إليهم من خالل ا�ستخدام تكنولوجيا معلومات متطورة ،ت�شمل نظم
ّ
يتمكن مدير معلومات رقابية وبرمجيات يتم تطويرها لهذه الغاية .وبذلك،
الت�سويق من معرفة طبيعة تلك ال�شكاوى ،في الوقت ذاته من تقييم �أداء العاملين.
Management By Walking Around ب الإدارة بالتجوال
عد مدخل الإدارة بالتجوال� ،أحد الأ�ساليب الرقابية المالئمة للم�شروعات
ُي ّ
ال�صغيرة التي ال ي�سمح حجم ن�شاطها بتطبيق نظم رقابية �شاملة ،كالتي تعتمد عليها
(management by عر ُف مدخل الإدارة بالتجوال
وي َّ
الم� ّؤ�س�سات الكبيرة الحجمُ .
المدير المعني -من
ُ )walking aroundب�أنه �أ�سلوب رقابي وات�صالي ،بمقت�ضاه يتابع
�شخ�صيا في مواقع العمل �أو من خالل المتابعة بوا�سطة �شا�شات
ًّ خالل وجوده
طرفية ( )Terminalsمرتبطة ب�شبكة حا�سوبية محلية َ -
�سير العمل بو�ساطة ال�صوت
وال�صورة ،ما يتيح للمدير �أن يكون داخل مواقع العمل لتوفير تفاعل مبا�شر مع
المر�ؤو�سين والمتابعة عن قرب ،وتبادل المعلومات ،و�إعطاء التعليمات عند
الحاجة ،ما ُيثري عملية التغذية الراجعة ،حيث ي�صبح العاملون �أكثر ً
ميال �إلى
تقديم معلومات �شفهية قد ال ي�ستطيعون تقديمها من خالل التقارير الر�سمية
المكتوبة .ويكمن ال�سبب في تف�ضيل الم� ّؤ�س�سات ال�صغيرة الحجم لمدخل
الإدارة بالتجوال �إلى عدد من الأ�سباب ،من �أهمها:
1تر�شيد التكاليف الم�صاحبة للنظم الرقابية ال�شاملة.
195
2عدم توافر الخبرة والدرا�سة الفنية لتطبيق تلك النظم ال�شاملة.
3عدم القدرة المالية للم� ّؤ�س�سة على تطبيق نظم رقابية �شاملة.
تت�ضمن ما ي�أتي:
ّ يت�صف نظام الرقابة الفعال بمجموعة من الخ�صائ�ص،
Flexibility 5المرونة
يتم عادة ا�ستخدام معايير الرقابة لكي ُتنا�سب ظروف ًا معينة ،ف�إن تغيرت هذه
الظروف وجب تغيير معايير الرقابة .فعلى �سبيل المثال� ،إذا كان معدل الهالك في
197
م�صنع المالب�س الجاهزة ( )٪4في الوقت الحالي ،ولنفر�ض � ّأن �أ�ساليب الإنتاج تغيرت
�إلى الأكف�أ ،فهنا يجب درا�سة �أثر الأ�ساليب الجديدة في معدل الهالك ،الذي ربما
منا�سبا للظروف الجديدة.
ً يجب تخفي�ضه �إلى ( ،)٪2بحيث ي�صبح
Integration 6التكامل
يجب �أن يتكامل نظام الرقابة مع باقي الأنظمة الإدارية في الم� ّؤ�س�سة ،وخا�صة مع
نظام التخطيط ،فكل عنا�صر التخطيط يمكن �أن تكون �أدوات جيدة في الرقابة ،فعلى
حا�سوبية ال�ستخدامات محددة
ّ �سبيل المثال �إذا ُو ِج َد برنامج يتط ّلب ت�صميم برامج
وتبين بعد
يوما (الخطة)ّ ،
وح ِّددت المدة الزمنية لإنجازه ب�أربعين ً
في دائرة الإنتاجُ ،
االنتهاء من عمليات التنفيذ �أنه ا�ستغرق ( )60يوما ،ف�إن هذا ي�شير �إلى انحراف �سلبي
تمت بالتكامل مع عنا�صر
يوما .ونالحظ هناّ � ،أن عمليات الرقابة ّ
مقداره (ً )20
التخطيط الم�ستخدمة.
Understandabillity 7قابلية الفهم
تبين لمن يمار�سون الرقابة ما
يت�ضمن نظام الرقابة تعليمات محددةّ ، ّ يجب �أن
ُّ ِّ
يجب �أن يفعلوه في حالة َت َخ ِّطي معايير الرقابة ،ما ُيمكنهم من التحكم ًّ
ذاتيا في عالج
االنحرافات قبل ا�ستفحالها .فعلى �سبيل المثال ،حينما يجد رئي�س ق�سم المخازن �أن
كمية المواد الخام المتوافرة لديه قد و�صلت �إلى المعدل المحدد لل�شروع في عمليات
ال�شراء (يطلق عليه معدل �إعادة الطلب) ،ف� ّإن هذا النظام يتيح له القيام بال�شراء.
Suitabillity 8المالءمة
فمثال ،ت�ستخدم الم� ّؤ�س�سة الكبيرة َ
ظروف الم� ّؤ�س�سةً ، نظام الرقابة
يجب �أن يالئم ُ
جهازا م�ستقلاًّ للرقابة،
ً الحجم �أنظمة رقابية تعتمد على �أنظمة معلومات متقدمة تتبع
� ّأما الم� ّؤ�س�سات ال�صغيرة الحجم ،فقد تجد �أ ّنه من المالئم لها �إ�سناد عملية الرقابة
المعني بالتنفيذّ � .إن نظام الرقابة يجب �أن يتنا�سب مع ما هو موجود في
ّ �إلى المدير
198
الم� ّؤ�س�سة من �أنظمة ،مثل :الهيكل التنظيمي ،وعدد الم�ستويات التنظيمية ،ونظام
االت�صاالت واالجتماعات ،و�أنظمة المعلومات ،وغيرها من الأنظمة الأخرى المتوافرة
في الم� ّؤ�س�سة.
Communication 9االت�صال
يحتاج من يمار�س عمليات الرقابة� ،إلى جمع معلومات عن الخطة ومعايير الرقابة
ومعلومات عن التنفيذ وعن االنحرافات ،وعليه وهو يجمع كل هذه المعلومات من
الآخرين �أن يت�صل بهم ،ما يتط ّلب �أن يكون ُم ًّ
لما ب�أ�ساليب االت�صال ومهاراته ،التي ت�ساعده
كثيرا على جمع المعلومات المطلوبة؛ كي يتم �أداء العمل الرقابي على الوجه المطلوب.
ً
Cooperation 10التعاون
تعتمد عملية الرقابة على التعاون الوثيق بين من يقوم بالرقابة ،ومن يخ�ضع لعملية
الرقابة ،وكي تنجح العملية الرقابية؛ ف� ّإن على هذين الطرفين �أن ُيح ِّققا �أعلى درجات
التفاهم والتعاون ،ويتم هذا التعاون من خالل تبادل المعلومات الالزمة لتحقيق
الغر�ض من الرقابة.
199
ثامنــا مجاالت ا�ستخدام الرقابة
ً
�ضروريا لنجاح �أي ن�شاط تقوم به الم� ّؤ�س�سة؛ للت� ّأكد من �أن تنفيذه
ًّ ُعد الرقابة الإدارية �إجراء
ت ّ
يتم ح�سب ما هو مخطط له �أن يكون ،وطبقًا لما هو مطلوب ،لذا يمكن القول �إ ّنها عملية مالزمة
للأن�شطة كافّة التي تقوم بها .وفيما ي�أتي بع�ض المجاالت التي ت�ستخدم فيها عملية الرقابة:
1الم�شتريات
ت�ستخدم للت�أكد من �سالمة الم�شتريات وجودتها ،والت�أكد من مطابقتها للموا�صفات
المطلوبة بالكمية المحددة و ا�ستالمها في الوقت المحدد.
2المخزون
يعد التخزين من المجاالت الرئي�سة التي ت�ستخدم فيها الرقابة ،وذلك من خالل
متابعة حركة المخزون ،من حيث الكمية الواردة وال�صادرة والر�صيد المتبقي من
الب�ضاعة في المخازن ،كما تعمل الرقابة على حماية المخزون من �أخطار التلف
والتقادم وغيرها من الأخطار.
وقد �ساعد ا�ستخدام التكنولوجيا في هذا المجال على مراقبة حركة المخزون
حا�سوبيا ،وذلك با�ستخدام برمجيات خا�صة ت�سهل الح�صول على تقارير تبين حركة
المخزون ب�شكل دقيق في �أي وقت تحتاجه الم� ّؤ�س�سة.
3الرقابة المالية
تعمل الرقابة المالية على مراقبة التدفقات النقدية الداخلة والخارجة من �صندوق
تتم من خالل الحوا�سيب
الم� ّؤ�س�سة ،والت�أكد من �سالمة ا�ستخدامها ،علما � ّأن الرقابة عليها ُّ
با�ستخدام برمجيات خا�صة تعمل على ا�ستخراج تقارير مالية لمعرفة �أي انحراف مالي قد
يحدث.
200
4الموارد الب�شرية
الت�أكد من مدى التزام العاملين في الم� ّؤ�س�سة بتطبيق القواعد والأنظمة في كل �إدارة
�أو ق�سم ،ومن الأمثلة على ذلك ا�ستخدام بع�ض الم� ّؤ�س�سات بطاقات خا�صة مبرمجة
حا�سوبيا ،وذلك ل�ضبط عملية دوام العاملين.
5الت�سويق
تتم الرقابة على الت�سويق؛ للت� ّأكد من �أن م�ستوى الطلب على منتجات الم� ّؤ�س�سة
من قبل العمالء ور�ضاهم كما يجب �أن يكون ،وكما هو مقدر له في ُخطة المبيعات
المو�ضوعة م�سبقًا ،بالإ�ضافة �إلى الت� ّأكد من � ّأن الحمالت الإعالنية تحقق هدفها .وت�سعى
حاليا ،عن طريق مواقعها على الإنترنت �إلى التوا�صل مع العمالء بع�ض الم� ّؤ�س�سات ًّ
للح�صول على � ّأية معلومات تهم كال الطرفين.
201
موقف �إداري
�صيدلية العالج ال�شافي
ت�ستخدم �صيدلية العالج ال�شافي نظام معلومات ،يقوم ب�إجراء عمليات الحركــات اليوميـة
ور�صدها في ال�صيدلية ،وبذلك يمكن الح�صول من هذا النظام على ٍ
عدد من التقارير ،مثـــل:
1الكمية الواردة وال�صادرة من الأدوية والر�صيد الفعلي.
� 2أ�سماء الأدوية التي و�صل تاريخ انتهائها �إلى فترة الأمان.
المزود.
ِّ � 3أ�سماء الأدوية البطيئة الحركة ليتم �إرجاعها �إلى الم�ستودع
4الأ�صناف التي و�صلت كمياتها �إلى م�ستوى �إعادة الطلب؛ ليتم تزويد ال�صيدلية بها.
من خالل قراءتك هذا الموقف ،ا�ستنتج مجاالت ا�ستخدام الرقابة.
202
3اال�ستف�سارات
يتــم اال�ســـتف�ســار عــن عمليـــات الم� ّؤ�س�سة و�أدائهـــا؛ با�ســـتخدام نظم حا�سوبية
خا�صة ،ومثال ذلك نظام تتبع �أداء ت�أليف الكتب في وزارة التربية والتعليم الأردنية
(.)Textbook Authoring Tracking
203
5البرمجيات الم�ستخدمة في عملية الرقابة
مع االنت�شار الوا�سع لتكنولوجيا المعلومات الحا�سوبيةَ ،ت ّ
مكن العلم من تطوير
برمجيات رقابية ُت�ستخدم على م�ستوى ٍ
عال في الكثير من الم� ّؤ�س�سات ،مثل المطارات
�سات ،التي يتط ّلب مجال عملها ا�ستخدام هذهوالبنوك والفنادق وغيرها من الم� ّؤ�س ِ
البرمجيات التي ِمن �أبرزها:
1ب�صمة الإبهام
2ب�صمة العين
� 3شدة التوتر ال�صوتي
التعرف �إلى التوقيع الإلكتروني
ّ 4
5قراءة المعلومات المتع ّلقة بجوازات ال�سفر
204
حالة �إدارية
الرقابة غير الفعالة
205
�سبب في تر ُّددهم
بعد قيامهم بالفح�ص الدقيق له يجدون فيه بع�ض العيوب الفنية الدقيقة ،ما َت ّ
�شفهيا ب�شكل
ًّ نظر مديرِ الإنتاج
مدير الت�سويق َ
و�إعرا�ضهم وتراجعهم عن قرار ال�شراء .وقد لفت ُ
تغيرا في الإنتاج الذي تم
تح�س ًنا �أو ًّ
مهذب �إلى هذا الأمر منذ العام الما�ضي� ،إال �أنه لم يالحظ ّ
ت�صنيعه بعد �إبداء هذه المالحظة.
ثم ،ترى الإدارة العليا �أن م�س�ؤولية الإنتاج المعيب ترجع �إلى مدير الإنتاج ،و� ّأن الخ�سائر
ومن ّ
ت�ستدعي محا�سبته و�إيقاع العقوبة عليه.
الأ�سئلة:
1ما الم�شكلة الرئي�سة في الحالة ال�سابقة ؟ وما الم�شكالت الفرعية التي ت�سببت فيها؟
2لو فر�ضنا � ّأن الم�س�ؤولية تقع على ق�سم الإنتاج ،فما الأ�سباب المبا�شرة الم�ؤدية �إلى ظهور
الإنتاج المعيب ،خا�صة � ّأن الجهات العليا قد وفّرت �أحدث الآالت في المواعيد المنا�سبة
لخطة الإنتاج منذ عام 2014م؟
3ما نوع الرقابة التي مار�سها المدير العام؟ بر�أيك ما �أنواع الرقابة التي كان يجب اتباعها؟
4اقترح الإجراءات الت�صحيحية لمعالجة الم�شكلة ،و�ضمان عدم تكرارها في الم�ستقبل؟
206
�أ�سئلة الوحدة الخام�سة
و�ضح المق�صود بالمفاهيم الآتية :الرقابة ،درجة االنحراف ،الأداء ،المعايير ّ 1
الفنية ،الرقابة المتزامنة.
و�ضح �أهمية الرقابة في م� ّؤ�س�سات الأعمال.
ّ 2
3قارن بين الرقابة الوقائية والرقابة العالجية من حيث:
أ� الهدف
ب الأ�سلوب
طالبا.
و�ضح المق�صود بمعايير الأداء� .أعط �أمثلة من واقع كونك ً
ّ 4
5تمر عملية الرقابة ب�أربع مراحل .اذكرها.
6ما الأ�سباب التي ت�ؤدي �إلى حدوث االنحرافات بين الأداء الفعلي والمتوقع؟
7ما الفرق بين معايير المدخالت والمخرجات؟ و ما حاالت ا�ستخدام كل منهما؟
8و�ضح �آلية ا�ستخدام قائمة الدخل بو�صفها �أدا ًة رقابي ًة.
ّ 9بين �أهمية ا�ستخدام الميزانية العمومية في عملية الرقابة.
و�ضح المق�صود بالمراجعة الإدارية .ما فوائد ا�ستخدامها؟
ّ 10
و�ضح �أهمية تطبيق الرقابة الذاتية في م� ّؤ�س�سات الأعمال.
ّ 11
� 12أي من �أ�ساليب الرقابة التي تعلمتها في هذه الوحدة �أكثر فاعلية من وجهة نظرك؟
حا تطبيقاته في
مو�ض ً
13من �أدوات الرقابة الإدارة بالتجوال .ناق�ش هذا الأ�سلوب ّ
مجال الرقابة.
ّ 14بين كيف يمكن ا�ستخدام الحا�سوب في عملية الرقابة ما العوامل التي ت�ساعد
على تطبيقه؟
207
15يمتاز نظام الرقابة الفعال بمجموعة من الخ�صائ�ص .اذكرها.
مار�س عليهم
غالبا ،بمقاومة عملية الرقابة التي ُت َ
16يقوم العاملون في الم� ّؤ�س�سات ً
خالل العمل .اقترح حلوال للتغ ُّلب على ذلك.
17اقر�أ الموقف الإداري الآتي ،ثم �أجب عن الأ�سئلة التي تليه:
اجتمع المدير التنفيذي لم� ّؤ�س�سة الوفاق عا�صم خالد مع كل من المدير
الإداري والمالي �أيمن عبداللـه ،ومدير المتابعة �شاهر �أحمد ،حيث فاج�أهما
المدير التنفيذي قائلاً :
• لماذا ال �أ�ستطيع �أن �أعرف ماذا يدور حولي في الم� ّؤ�س�سة؟
• هل ت�سير �أعمال الم� ّؤ�س�سة وفق المعايير التي قمت بو�ضعها في بداية العام؟
• �أريد �أن تقوموا بو�ضع نظام رقابي فعال ،يجعلني على ّ
اطالع تام بكل ما يدور
في الم� ّؤ�س�سة.
ً
مت�سائال�« :إن كل �شيء يريد �أن يعرفه وبعد انتهاء االجتماع ،قال مدير المتابعة
المدير التنفيذي موجود في تلك التقارير المتراكمة على مكتبه».
الأ�سئلة:
وحديد الم�شكلة الرئي�سة.
ّ ح ّلل الموقف الإداري، أ�
ب بر�أيك ،هل ّ
طبق المدير التنفيذي مراحل عملية الرقابة جميعها؟ ِّبرر �إجابتك.
جـ كيف يمكن اال�ستعانة بنظم المعلومات في حل هذه الم�شكلة؟
تت�صرف في هذا الموقف ،لو كنت المدير التنفيذي للم� ّؤ�س�سة؟
ّ د كيف
208
اتخاذ القرارات وحل الم�شكالت
Decision Making and Problem Solving
يتوقع من الطالب في نهاية هذه الوحدة �أن:
يو�ضح مفهوم القرار.
ّ
يبين �أهمية اتخاذ القرار وعالقته بالوظائف الإدارية.
ّ
يح ّلل مراحل عملية اتخاذ القرار.
يو�ضح �أهمية ا�ستخدام تكنولوجيا المعلومات ،في دعم عملية اتخاذ القرار.
ّ
ّ
يوظف الأ�ساليب االبتكارية في حل الم�شكالت؛ با�ستخدام حالة �إدارية.
مقدمة
بعد �أن تنهي الم� ّؤ�س�سة عملية التخطيط تبد أ� مرحلة التنفيذ ،التي يتم من خاللها اتخاذ
ال�سيا�سات والإجراءات والخطوات الالزمة لتوجيه القائمين على تحقيق تلك الأهداف.
وخالل هذه العملية تحدث بع�ض الم�شكالت التي تحتاج �إلى حلول ،ما يتر ّتب عليه اتخاذ
قرارات ب�ش�أنها .وتظهر الحاجة �إلى ا�ستمرارية عملية اتخاذ القرارات بوجود الم� ّؤ�س�سة
وا�ستمراريتها ،كيف ال وعملية اتخاذ القرارات هي �أ�سا�س عمل الإدارة وقلبها الناب�ض؟
تعريف
اتخاذ القرار
تت�ضمن المفا�ضلة بين مجموعة من البدائل ،واختيار البديل الأن�سب
ّ «عملية �إدارية هادفة،
لمواجهة موقف ما� ،أو حل م�شكلة ما� ،أو الو�صول �إلى غاية محددة».
211
موقف �إداري
المتعددة
ّ دعا مدير عام م� ّؤ�س�سة الإخال�ص لإنتاج المنظفات الكيماوية ،مديري الإدارات
لمناق�شة م�شكلة انخفا�ض مبيعاتها الم�ستمرة لأحد �أنواع م�ساحيق الغ�سيل ،وفي نهاية االجتماع
التو�صل �إلى مجموعة من البدائل التي يمكن من خاللها وقف هذا االنخفا�ض ،منها :زيادة
ّ تم
كمية الم�سحوق في العبوة الكرتونية المتو�سطة الحجم ،تكثيف الحمالت الإعالمية ،و�ضع
جوائز داخل العبوة الكرتونية ،تخفي�ض الأ�سعار .وبعد درا�سة هذه البدائل والمفا�ضلة بينها
قرارا بزيادة الكمية في العبوة الكرتونية ذات الحجم
بما يتوافق مع حاجة ال�سوق اتخذ المدير ً
المتو�سط مع الإبقاء على �سعرها كما هو.
ما مفهوم اتخاذ القرار ،كما ت�ستنتجه من الن�ص ال�سابق؟
212
�أهمية اتخاذ القرار وعالقته بالوظائف الإدارية ثاني ًا
Decision Making and it's Relation to Managerial Functions
التخطيط
اتخاذ
الرقابة التنظيم
القرار
التوجيه
214
اً
وا�ستكمال للمثال ال�سابق؛ ف�شلها في �ضوء ما يمتلكه من خ�صائ�ص وخبرات و م�ؤهالت و�إمكانات،
ف� ّإن ذلك يتطلب اتخاذ قرارات تتعلق بتحديد الوظائف المرتبطة بخط �إنتاج المالب�س الرجالية.
أي�ضا �سل�سلة من القرارات المتكاملة والمترابطة التي
تت�ضمن وظيفة التوجيه � ً
ّ من جهة �أخرى،
ت�سعى بمجملها �إلى تعزيز قدرات الم� ّؤ�س�سة ،ت�ضافر الجهود الب�شرية في توظيف المدخالت
ال عن طريق قد يتم اتخاذ قرارات لها عالقة المتاحة لتحقيق جميعها الأهداف المن�شودة .فمث ً
بمتابعة مهمات العاملين في خط الإنتاج الواحد ،بحيث ي�سير العمل ب�شكل ان�سيابي.
أخيرا ،ف� ّإن وظيفة الرقابة بما تت�ضمنه من تقويم الأداء (الفردي والم�ؤ�س�سي) هي عملية �إدارية
و� ً
تت�ضمن قرارات هدفها العام �ضمان �سير
ّ متوا�صلة وموازية لمراحل العمل التنفيذي كافّة ،حيث
مختلف الأن�شطة التنظيمية في �إطارها ال�سليم .فمثلاً ،يجب مراقبة عملية الإنتاج في مراحلها
المتنوعة ،وفي حال حدوث �أخطاء في الموا�صفات الم َّت َفق عليها يتم اتخاذ قرارات لمعالجة ّ
المن َتج مطابقًا لمعايير الجودة المتفق عليها �سواء �أكان ذلك خالل الإنتاج
هذه الأخطاء كي ي�صبح ُ
�أم بعده.
جنبا �إلى
وخال�صة القولّ � ،إن عملية اتخاذ القرار ما هي �إال عملية م�ستمرة ،تتكامل وت�سير ً
جنب مع بقية الوظائف الإدارية ،فمختلف الأن�شطة اليومية والأعمال التي تقوم بها � ّأية م� ّؤ�س�سة
تحدد م�سارات العمل وبرامجه وعالقاته الهادفة ،وعليه ما هي � اّإل مجموعة من القرارات التي ّ
فيمكن النظر ل ّأية م� ّؤ�س�سة على �أ ّنها �شبكة متكاملة ونظام معقد التخاذ القرارات التي تعمل على
تحويل الموارد والمدخالت كافّة� ،إلى نتائج ملمو�سة.
215
م�س�ألة للمناق�شة ()1-6
دائما عن
تعبر الم�شكلة ً
ناق�ش زمالءك في مجموعة العمل بالت�سا�ؤل :هل ّ
ظاهرة �سلبية؟
عملية حل الم�شكلة
تعريف
حل الم�شكلة
«هي عملية ا�ستخدام المعلومات ،والمعرفة ،والحد�س؛ لحل م�شكلة تم تحديدها م�سبقًا».
وكما هو وا�ضح من ال�شكل ( ،)3 -6ف� ّإن عملية حل الم�شكلة تمر بخم�س مراحل ،هي:
1تحديد الم�شكلة :يتم في المرحلة الأولى البحث في البيئة عن حاالت ت�ستدعي اتخاذ قرار
(تعرف الم�شكلة) ،حيث يتم التفريق بين �أعرا�ض الم�شكلة و�أ�سبابها الحقيقية .ويتم هنا
ا�ستك�شاف البيئة وجمع البيانات المرتبطة بالم�شكلة المحددة وتحليلها .وفي هذه المرحلة
ال بد من التنبه �إلى �أهمية الح�صول على بيانات كاملة ودقيقة ،و�ضرورة �إبراز البيانات التي
216
يتطلبها القرار على نحو وا�ضح .وكما تالحظ من ال�شكل ( ،)3 -6ف� ّإن جمع المعلومات
وتحليلها للك�شف عن الم�شكلة هو مرحلة حا�سمة تقود �إلى فاعلية القرار الذي �سيتخذ،
�إذ ت�ساعد على تحديد و�صياغة الم�شكلة المراد ح ّلها ب�شكل دقيق .وبمعنى �آخر ،ف�إ ّنك قد
تبتكر حلوال جيدة � ،اّإل � ّأن هذه الحلول ال ُت�سهم في حل الم�شكلة الحقيقية ب�شكل دقيق.
فعلى �سبيل المثال ،قد ت�أتي بحلول كثيرة لم�شكلة كيفية زيادة فروع الم� ّؤ�س�سة � ،اّإل �أ ّنك قد
تقوم ب�صياغة الم�شكلة على النحو الآتي« :كيف �أتج ّنب فتح فروع جديدة باال�ستفادة من
�إمكانات التجارة الإلكترونية؟».
تت�ضمن هذه المرحلة و�ضع البدائل وتطويرها وتقويم النتائج المتوقع
ّ 2و�ضع البدائل وتطويرها:
حدوثها بالن�سبة لكل بديل ،ففي هذه المرحلة ينبغي الإحاطة بالم�شكلة وتطويعها للحل ،و�أن
تكون البدائل التي تم تطويرها بدائل حقيقية تتم�شى مع واقع الم� ّؤ�س�سة و�إمكاناتها المتاحة.
وكذلك ف�إ ّنه من ال�ضروري تطوير معايير ونماذج قادرة على تقويم البدائل ،حيث تختلف
بدائل عالج � ّأية م�شكلة في جودتها ،وكلفتها المالية والب�شرية والزمنية ،وقدرتها على مواجهة
الم�شكلة ،ومدى ان�سجامها مع مبد�أ ال�شرعية القانونية ،ومالءمتها للظروف البيئية المحيطة،
و�إمكان تطبيقها على �أر�ض الواقع العملي .ويجب �أن ت�سفر المقارنة والمفا�ضلة بين البدائل
عن �سلم للأولويات ،بحيث يتم ترتيب البدائل وفقًا لأهميتها الن�سبية ومدى انطباق المعايير
على كل منها .ومن الأف�ضل �إعطاء �أوزان ن�سبية للمعايير لت�سهيل عملية المفا�ضلة بينها.
3االختيار :وهي مرحلة اختيار البديل الأن�سب ،وتنطوي هذه المرحلة على �أهمية ت�سوية
متاحا في
الأهداف والم�صالح المت�ضاربة ،و�إدارة عمليات اتخاذ القرار الجماعي .ويكون ً
هذه المرحلة مجموع ٌة من بدائل الحل ،وترتيب كل بديل وفقا لمعايير مو�ضوعية ت�ساعد
في اختيار البديل الأن�سب .وهنا ت�أتي ال�صالحية التقديرية واالجتهاد لمتخذ القرار من �أجل
تحديد البديل المالئم لموقف القرار ولمتطلبات العمل وظروفه.
وكما تالحظ من ال�شكل ( ،)3-6ف� ّإن عملية اتخاذ القرار تنتهي عند هذه المرحلة،
فهي تمثل المراحل الثالث الأولى من عملية حل الم�شكلة ،وعليه ف� ّإن عملية اتخاذ القرار
جزءا من العملية الأو�سع ،وهي عملية حل الم�شكلة.
تم ّثل ً
217
4التنفيذ :وهي مرحلة و�ضع القرار مو�ضع التنفيذ ،عن طريق تو�ضيح القرار للأفراد �أو
الجماعات الذين لهم عالقة بالقرار ،وبناء الر�أي الجماعي حول �أهمية القرار ،وخلق نوع
من االلتزام لمتابعته .وهنا ال بد من التنبه جيدا �إلى �أن القرار وم�ضامينه مفهومة ووا�ضحة
لكل المعنيين بالتنفيذ.
5المتابعة والتقييم :في هذه المرحلة تتم متابعة عملية تنفيذ القرار المتخذ ،والك�شف عن
االنحرافات وت�صحيحها .ولهذه المرحلة �أهمية كبيرة في ا�ستبعاد الأخطاء منذ بدايتها،
وكذلك و�ضع االحتياطيات ال�ضرورية لتنفيذ القرار و�إنجاحه .فهذه المرحلة تمثل تغذية
راجعة لمتخذ القرار لإعادة النظر في قراره �إذا اقت�ضى الأمر ذلك.
مثال ()1
قرارا لحل م�شكلة ت�أثير حمل الكتب المدر�سية
قد تتخذ وزارة التربية والتعليم ً
الذي �أثبتت الفحو�ص الطبية �أنه ي�ؤ ّثر في العمود الفقري للطالب .ومن خالل المراحل
ال�سابقة لعملية اتخاذ القرار ،ف�إنه يمكن تطبيق هذه المراحل على النحو الآتي:
نبد�أ مراحل اتخاذ القرار المتمثلة بتحديد الم�شكلة ،حيث نعمل على جمع بيانات
كاملة تتعلق بن�سب حاالت اعتالل العمود الفقري في مختلف المدار�س مو ّزعة ح�سب
المناطق وال�صفوف .بعد ذلك ،نقوم بتحليل هذه البيانات ،لتحديد مجموع الحاالت
ون�سبها في كل مرحلة �أو �صف درا�سي�...إلخ .كما يتم درا�سة الم�شكلة ب�شكل منظم
بحيث يمكن تحديدها بدقة �أكبر ،وتحديد �أ�سبابها ،و�أثرها في نف�سية الطالب�...إلخ.
في مرحلة و�ضع البدائل وتطويرها ،يتم و�ضع بدائل ت�ساهم في حل الم�شكلة
مثل :ترك الكتب في المدر�سة،حو�سبة الكتب المدر�سية بتخزين المادة الدرا�سية على
�أقرا�ص ،ت�سليم الطالب ن�سختين من الكتاب ليترك ن�سخة في المدر�سة ون�سخة في
البيت ،توزيع المحتوى الدرا�سي على �أكثر من كتاب (وحدتان في كتاب) .بعد تحديد
هذه البدائل ،يتم تقويم النتائج المتوقع حدوثها لكل بديل (تحديد كلفة البديل المادية،
و�أثر كل بديل في �صحة الطالب ونف�سيته وتح�صيله�...إلخ).
218
وفي المرحلة الثالثة ،يتم اختيار �أن�سب البدائل ،بعد ترتيبها من حيث الكلفة والآثار
الناجمة عن تطبيقها والجهات التي �ستت�أثر بالقرار داخل الوزارة وخارجها�...إلخ .ولنفتر�ض
�أنه تم اختيار البديل «حو�سبة الكتب المدر�سية بتخزين المادة الدرا�سية على �أقرا�ص».
فعند هذه المرحلة يتم اتخاذ القرار ،والذي قد يكون كما ي�أتي:
«قرر وزير التربية والتعليم ،حو�سبة الكتب المدر�سية لتكون على �شكل كتب الكترونية».
219
مهيكلة
غير مهيكلة
فردية
جماعية
م�ؤ�س�سية
دولية
الت�أكد
عقالني
المدخل الفكري
تدرجي
220
تو�ضيح لأهم هذه المعايير:
ٌ وفيما ي�أتي
ال�شكل الآتي ،يمثل �أنواع القرارات وف ًقا لمعيار درجة الهيكلة وعالقتها
بالم�ستويات الإدارية الثالثة:
الإدارة العليا
(قرارات غير مهيكلة)
الإدارة الو�سطى
(قرارات �شبه مهيكلة)
الإدارة الدنيا
(قرارات مهيكلة)
ال�شكل ( :)5-6اتخاذ القرارات وفقا لمعيار درجة الهيكلة وعالقتها بالم�ستويات الإدارية.
يت�ضح من ال�شكل رقم (ّ � ،)5-6أن اتخاذ القرارات غير المهيكلة يتم اتخاذها في
ونادرا ما يتم اتخاذها على م�ستوى الإدارة
ً �أغلب الأحوال على م�ستوى الإدارة العليا،
غالبا على م�ستوى الإدارة الو�سطى ،ويتم اتخاذ
الدنيا ،والقرارات �شبه المهيكلة ُتتخذ ً
القرارات المهيكلة (الروتينية) على م�ستوى الإدارة الدنيا ،ويمكن اتخاذها على
المتعددة.
ِّ م�ستوى الإدارات
تق�سم القرارات وف ًقا لهذا المعيار� ،إلى ثالثة �أنواع تتكامل فيما بينها:
القرارات المهيكلة Structured Decisions �أ
ُت�شير �إلى القرارات المبرمجة �أو القرارات التقليدية �أو القرارات الروتينية التي
محددة م�سب ًقا ،وهذه القرارات التحتاج �إلى جهد ّ ُت َّتخذ وف ًقا لقواعد �إجرائية
فكري ،حيث تت�سم بالب�ساطة والتكرار والو�ضوح ،والتحتاج �إلى وقت كبــير
التخاذهـا ،ل ّأن المعلومات متاحة لمتخذ القرار ،وفي هذه الحالة يمكن �إلغاء
221
القرار �أو تعديله دون �أن يترتب على اتخاذه � ّأية �آثار �سلبية على الم� ّؤ�س�سة ،وعادة
ما يتم اتخاذ هذه القرارات على م�ستوى الإدارة الدنيا ،ومن �أمثلتها الكثير من
الم�شكالت اليومية المتكررة التي تواجه المديرين في عمليات الإ�شراف على �سير
العمل ،ومراقبته مثل القرارات التي تتع ّلق بدوام الموظفين و�إجازاتهم ،و�صرف
�شهريا ،وقرارات تتعلق بتوزيع المنتجات على الزبائن. ًّ الرواتب
القرارات �شبه المهيكلة Semi- structured Decisions ب
تجمع هذه القرارات بين بع�ض خ�صائ�ص القرارات المهيكلة وبع�ض خ�صائ�ص
القرارات غير المهيكلة ،حيث � ّإن المعلومات التي يتط ّلبها القرار و�إجراءات اتخاذه
معروفة (مهيكلة) � ،اّإل � ّأن جوانب �أخرى تعتمد على تقدير متخذ القرار ور�أيه (غير
قرارا يتع ّلق ب�إنتاج �سلعة معينة بناء على
مهيكلة) .فعلى �سبيل المثال ،قد يتخذ المدير ً
معلومات دقيقة ووا�ضحة حول نوع ال�سلعة وموا�صفاتها وحجم الإنتاج وغير ذلك
مما يتط ّلبه ال�سوق .ومع ذلك ،فالقرار قد يحتاج �إلى تقدير متخذ القرار وحد�سه
وخبراته في جوانب �أخرى تتعلق ب�أماكن التوزيع والعر�ض مثلاً .
القرارات غير المهيكلة Unstructured Decisions جـ
ُت�شير �إلى القرارات غير المبرمجة التي عادة ما تقوم بمعالجة الم�شكالت
همة على ن�شاط غير المتكررة ،وتتميز هذه القرارات ب�أنها جديدة ولها �آثار ُم ّ
الم� ّؤ�س�سة .ففي هذا النوع ،ي�صعب تحديد المعلومات التي تتطلبها عملية اتخاذ
القرار �أو طريقة اتخاذه �أو معايير تقويمه؛ ولذا ،ف� ّإن مثل هذه القرارات تت�صف
بالتعقيد وعدم التكرار وارتفاع درجة المخاطرة وعدم الت�أكد من ظروفها ونتائجها
و�آثارها االحتمالية ،لأ ّنها عادة ما تتم في ظل ظروف متغيرة غير معروفة .وتمار�س
رئي�سا في اتخاذ مثل هذه القرارات في الم� ّؤ�س�سة� ،إذ �إ ّنها تتع ّلق
دورا ً
الإدارة العليا ً
بال�سيا�سات العامة واال�ستراتيجيات .ومن �أمثلة هذه القرارات ،تلك التي ُت َّتخذ عند
حدوث الأزمات كاالرتفاع المفاجئ في �أ�سعار النفط� ،أو انخفا�ض حاد في �سعر
�صرف �إحدى العمالت� ،أو �إ�ضراب العاملين.
222
يعتمد هذا النوع من القرارات على الخبـرة ،والحـد�س ،والمحاولة والخط�أ.
وفقــا لمـا يتطلبه
ً وغالبا ما ُت َّتخذ مثل هذه القرارات على م�ستويات �إدارية عليــا،
يت�ضمنه من مخاطر و�آثار احتمالية .و ُت َّتخذ مثـــل هــذه
موقـف الـقرار وما ّ
القرارات في حالــة حــدوث م�شكالت طارئة لم تكن متوقعة ،مثل ّ
تعطــل �آلــة
ما� ،أو تعيين مدير ب�سبب وفاة �أحد المديرين� ،أو اختيار �شكل غالف ولونه ل�سلعة
ما .وبناء على ما�سبق ،ف�إ ّنه يمكننــا المقــارنة بين خ�صائ�ص كل من القرارات
يو�ضحها الجدول رقم (.)1-6 المهيكلة والقرارات غير المهيكلة ،كما ّ
الجدول ( :)1-6مقارنة بين خ�صائ�ص القرارات المهيكلة والقرارات غير المهيكلة.
223
م�س�ألة للمناق�شة ()3-6
ح�ضر �أحد العمالء لمقابلة رئي�س ق�سم الت�سهيالت في �أحد البنوك؛ بهدف
طلب الموافقة على تمويل �إقامة م�شروع تجاري �صغير بمبلغ ( )7500دينار،
و�ضح نوع القرار
علما ب�أن المبلغ المطلوب �أقل من ال�سقف المحدد من البنكِّ .
�سي َّتخذ في حالة:
الذي ُ
-1معرفة �سمعة العميل الجيدة ،وثبات دخله ال�شهري ،وقدرته على تقديم
ال�ضمانات المطلوبة كافّة ،وموافقته التامة على جميع ال�شروط المحددة،
علما ب� ّأن الجدوى االقت�صادية التي قدمها لم�شروعه ،تدل على وجود مخاطر
ً
تناف�سية في ال�سوق.
-2معرفة �سمعة العميل الجيدة ،وثبات دخله ال�شهري ،وقدرته على تقديم جميع
علما
ال�ضمانات المطلوبة ،وموافقته التامة على ال�شروط المحددة جميعها ً
ب� ّأن م�ؤ�شرات الجدوى االقت�صادية التي قدمها جيدة.
محدد ،وهو قادر على تقديم كل
-3العميل غير معروف ،دخله ال�شهري غير ّ
ال�ضمانات المطلوبة ،مع الموافقة التامة على ال�شروط المحددة جميعها،
يقدم درا�سة جدوى اقت�صادية.
علما ب�أ ّنه لم ّ
ً
افر�ض �أ ّنك مدير الت�سهيالت في هذا البنك ،كيف تتخذ القرار المنا�سب في
الحاالت الثالثة ال�سابقة؟ ع ّلل �إجابتك.
ومما يرويه المقريزي( - )1عالم التاريخ الم�سلم -حول م�س�ألة ا�ستحداث (الت�أريخ الهجري)
� ّأن عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل عنه جمع وجوه ال�صحابة ،وعر�ض عليهم م�س�ألة � ّأن الأموال قد
كثرت في بيت مال الم�سلمين ،و� ّأن ما يتم اقت�سامه منها غير خا�ضع للتوقيت ،وا�ست�شارهم في
أول ال�سنة ،و�س�ألهم عن الكيفية المنا�سبة ل�ضبط تاريخ دخولها �إلى بيت المال وخروجها منه � َ
عظمونه ،وقال �آخرون :ذو �أن�سب �شهر لهذا الأمر فقالوا� :شهر رجب ،ف� ّإن �أهل الجاهلية كانوا ُي ّ
الحجة فيه الحج .وقال �آخرون :ال�شهر الذي خرج فيه من مكة .وقال �آخرون :ال�شهر الذي قدم
فيه .قال قائل :اكتبوا على تاريخ الروم ،فقيل� :إنه يطول ،و�إنهم يكتبون من عند ذي القرنين.
اله ْر ُمزان و�س�أله عن ذلك فقال: فقالوا :يجب �أن ُيعرف ذلك من ر�سوم الفر�س ،فا�ستح�ضر عمر ُ
وبينه لهم .ف�أراد عمر ر�ضي �إن لنا ح�ساب ًا ن�سميه (ماه روز) -معناه ح�ساب ال�شهور والأيام ّ -
ِ
وفاته ،ثم اهلل عنه والنا�س �أن يكتبوا من مبعث ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ،ثم قالوا :من ِع ِند
مولده ،وقال علي ر�ضي اهلل عنه :منذ خرج النبي� ،صلى اهلل عليه و�سلم ،من مكة (يعني قالوا :من ِ
يوم هاجر).
فاتفقوا على �أن يكون المبد�أ من �سنة الهجرة ،وكانت الهجرة النبوية من مكة �إلى المدينة في
حرم � َ
أول الم ّ
�صيره؟ فقال :عثمان ،ر�ضي اهلل عنهّ � :أرخوا من ُ ربيع الأول فقال :ب�أي �شهر نبد�أ ف ُن ِّ
ف النا�س عن الحج. أول ال�شهور في ِ
الع ّدة وهو ُم ْن َ�ص َر ُ ال�سنة ،وهو �شهر حرام و� ُ
حا مراحل عملية اتخاذ القرار ،ونوع القرار الذي تم اتخاذه. ح ِّلل الموقف ال�سابق ّ
مو�ض ً
( )1ولد تقي الدين �أحمد بن علي المقريزي بالقاهرة �سنة (766هـ) وينتمي �أ�ص ً
ال �إلى حارة في مدينة بعلبك ت�سمى (حارة المقارزة) التي جاءت
وتبو أ� منا�صب كثيرة منها ديوان الإن�شاء ،والق�ضاء ،والتدري�س .وقد
ن�سبته �إليها .در�س على كبار �شيوخ ع�صره الفقه والحديث والتاريخَّ ،
متعددة ،لكنه برع في علم التاريخ ،ومن �أبرز م�ؤلفاته :كتاب «النزاع والتخا�صم فيما بين بني ُ�أمية وبني ها�شم» ،وكتاب
�ألف في علوم ِّ
«الإلمام ب�أخبار َمن ب�أر�ض الحب�شة ِمن ملوك الإ�سالم» ،وكتاب «تراجم ملوك الغرب» ،وو�ضع مو�سوعته الكبيرة «المواعظ واالعتبار
بذكر الخطط والآثار».
226
قرارات تنظيمية Organizational Decisions جـ
ما نوع القرارات التي يمكن اتخاذها لفتح فروع جديدة للم� ّؤ�س�سة؟
ُت َّتخـذ هـذه القـرارات على م�ســتوى الم� ّؤ�س�سة ،وت�شير هذه القرارات �إلى مجموعة
الخيارات ذات العالقة بال�سيا�سات العامة واال�ستراتيجيات في الم� ّؤ�س�سة .وت�سمى هذه
المهمة المتع ّلقة بالمدى البعيد،
ّ القرارات القرارات اال�ستراتيجية ،وتعرف ب�أ ّنها تلك القرارات
وتقع م�س�ؤولية اتخاذ القرارات الم�ؤ�س�سية و�سلطتها (ال�سيا�سات العامة واال�ستراتيجية)
�ضمن اخت�صا�ص الإدارة العليا في الم� ّؤ�س�سة .ومثال ذلك ،اتخاذ قرار على م�ستوى الإدارة
العليا حول فتح فروع �إقليمية للم� ّؤ�س�سة.
قرارات مجتمعية Societal Decisions د
ما نوع القرارات التي يمكن اتخاذها لرفع �أ�سعار المحروقات؟
ما نوع القرارات التي تتخذها الدولة في ظل الحرب �أو ال�سلم؟
ُت�شير القرارات المجتمعية �إلى تلك القرارات ذات العالقة بالمجتمع المدني وهيئاته
ال�شرعية وفقًا لد�ستور الدولة .وتت�صف هذه القرارات بالخ�صائ�ص والطبيعة اال�ستراتيجية
والت�أثير الوا�سع في نواحي الحياة المجتمعية جميعها .وكذلك ت�شارك في �صياغتها وتحديد
القيادات والهيئات ال�سيا�سية والإدارية العليا في الدولة خ�صو�صا ال�سلطة
ُ بدائلها وتب ّنيها
الت�شريعية (مجل�س الأمة )� ،أوال�سلطة التنفيذية (رئي�س الدولة ومجل�س الوزراء وكبار رجاالت
الدولة)� ،أوال�سلطة الق�ضائية ،ومختلف فعاليات المجتمع المدني وهيئاته (الأحزاب
قرارا حول تخفي�ض
والنقابات وغيرهم) .ومن الأمثلة على ذلك ،اتخاذ مجل�س الوزراء ً
الر�سوم الجمركية� ،أو القرارات المتع ّلقة باتخاذ الإجراءات الالزمة لمواجهة مر�ض �إنفلونزا
الطيور� ،أو القرارات الالزمة لفتح مراكز الأمومة ورعاية الطفولة �...إلخ .
قرارات دولية International Decisions هـ
ما نوع القرارات التي يمكن �أن تتخذها هيئة الأمم المتحدة لمواجهة الخالفات الدولية ؟
227
ُت�شير القرارات الدولية �إلى تلك القرارات ذات العالقة بالمجتمع الدولي الهيئات ال�شرعية
التي تعمل وفقًا للقانون الدولي .وتت�صف هذه القرارات بالخ�صائ�ص والطبيعة اال�ستراتيجية
الهيئات ال�سيا�سية
ُ لهذه الهيئات والم� ّؤ�س�سات الدولية ،وي�شارك في �صياغتها وتبني قراراتها
والمنظمات الدولية والإقليمية مثل هيئة الأمم المتحدة ،ومنظمة اليون�سكو التابعة لها،
وجامعة الدول العربية.
حاالت الطبيعة
مناف�سة منخف�ضة مناف�سة متو�سطة مناف�سة �شديدة
البدائل
190 120 100 البديل الأول (محطة وقود)
ولتو�ضيح ذلك ،نعر�ض كيفية ا�ستخدام هذه المعايير من خالل هذا المثال مع اختيار
البديل الذي يحقق �أعلى ربحية:
Optimistic Criteria 1معيار التفا�ؤل
ُي�شير معيار التفا�ؤل �إلى � ّأن متخذ القرار يفتر�ض � ّأن البيئة تعمل ل�صالحه؛ ولذا ،ف�إنه
يختار (البديل) الذي يحقق له �أعلى ربحية عند المقارنة بين الأرباح ،والبديل الذي
ويف�ضل ا�ستخدام هذا الأ�سلوب في
ّ يحقق �أدنى تكلفة عند المقارنة بين التكاليف.
الحاالت التي تكون فيها الخ�سارة قليلة بالن�سبة للأرباح المتوقعة.
مالحظة� :سيكون الحل على �أ�سا�س اختيار البديل الذي يحقق �أعلى ربحية.
الحل :في هذه الحالة يتم البحث عن �أعلى قيمة من قيم حاالت الطبيعة لكل بديل من
ثم يتم اختيار البديل الثالث الذي يمثل �أعلى
هذه البدائل وهي (ّ ،)210 ، 170 ، 190
قيمة وهو الرقم (.)210
القرار :ا�ستخدام البديل الثالث (مطعم)
230
ثم يتم اختيار البديل الذي يمثل ادنى
يحقق �أعلى النواتج عند المقارنة بين التكاليفّ ،
قيمة من التكاليف بينها.
الحل :في هذه الحالة يتم البحث عن �أدنى قيمة من قيم حاالت الطبيعة لكل بديل من
ثم يتم اختيار البديل الذي يمثل �أعلى قيمة بينها
هذه البدائل وهي (ّ ،)85 ،75،100
وهو (.)100
القرار :ا�ستخدام البديل الأول (محطة وقود)
La Place Criteria 3معيار البال�س
ُي�شير معيار (البال�س) �إلى � ّأن متخذ القرار يفتر�ض � ّأن احتمال حدوث حاالت
الطبيعة المختلفة هي احتماالت مت�ساوية ،لذا ،ف�إ ّنه تتم المفا�ضلة على �أ�سا�س �أف�ضل
القيم المتوقعة ،بحيث يتم اختيار (البديل) الذي يحقق �أعلى ربحية عند المقارنة بين
الأرباح ،والبديل الذي يحقق �أدنى النتائج عند المقارنة بين التكاليف.
قدرا مت�ساويًا من
وفي المثال الآتي ،تم �إعطاء كل حالة من حاالت الطبيعة ً
االحتماالت ،بحيث تكون لكل حالة من حاالت الطبيعة ن�سبة ( . ) 13
الحل
*190+ *120+ القيمة المتوقعة للبديل الأول = * 100
= 136,66 = 63,33 + 40 + 33,33
*170+ *135+ القيمة المتوقعة للبديل الثاني = * 75
= 126,66 = 56,66 + 45 + 25
* 210+ *110+ القيمة المتوقعة للبديل الثالث = * 85
= 134,99 = 70 + 36,66 + 28,33
وفق هذا المعيار ،يتم اختيار البديل الأول الذي يمثل �أعلى قيمة ،وهي ت�ساوي
(.)136,66
القرار :ا�ستخدام البديل الأول (محطة وقود)
231
حالة المخاطرة Risk Condition جـ اتخاذ القرار في ظل
تُ�شير هذه الحالة �إلى � ّأن متخذ القرار يتوافر لديه عدة بدائل ،ولكل بديل نتائج متعددة،
ٌ
معروف لديه �أو ممكن ح�سابه� ،إال �أنه اليعرف �أي حالة واحتمال حدوث كل نتيجة منها
غالبا ما يلج�أ متخذ القرار �إلى �أ�سـاليب تقديريـة �أ�ســا�ســها
�ستحدث ،وفي مثل هذه الحالة ً
نظريــة االحتماالت في درا�سة خيارات القرار وبدائله وتحليلها ،حيث يحاول تحديد
التي تن�ش�أ عن كل من البدائل المتاحة ()Calculated Risk درجة المخاطرة المح�سوبة
بهدف المفا�ضلة بينها ،واختيار �أقلها مخاطرة.
ولتو�ضيح �أ�سلوب اتخاذ القرار في ظل حالة المخاطرة ،افتر�ض �أن �إحدى
ارتفاعا على �أ�سعار المواد الخام خالل �أ�سبوع بناء على هذا
ً الم� ّؤ�س�سات الإنتاجية تتوقع
التوقع وقفت الم� ّؤ�س�سة �أمام حالــة التخاذ قـرار يتعـلق باختيـار بديـل مــن بــين ثالثة
بدائل ،وهي تخزين مواد تكفيها لمدة �ستة �أ�شهر� ،أو لمدة ثالثة �أ�شهر� ،أو التخزين لمدة
�شهر واحد ،كما في الجدول ()4-6؛ لذا ،ف� ّإن الم� ّؤ�س�سة تتوقع حدوث حالتين من
حاالت الطبيعة ،حالة ارتفاع الأ�سعار واحتمال حدوثها ( ،)0,4وحالة ثبات الأ�سعار
حالةم َب ّي ًنا �إزاء كل
ُ واحتمال حدوثها ( ،)0,6والربح ال�صافي الذي تتوقعه في ظل كل
بديل.
232
وبمعرفة االحتماالت ،يمكن ا�سـتخدام معيار ا�ستخراج القيمة المتو ّقعة لكل
بديل .ووفقا لهذا المعيار ،ف� ّإن القيمة المتوقعة = مجمــوع حا�صــل �ضــرب
الناتــج في احتمــال حدوثه لكل بديل .ففي هذا المثال ،يمكن ح�ساب القيمة
المتوقعة للبدائل الثالثة كما ي�أتي:
-البديل الأول (تخزين لمدة � 6أ�شهر) = ()20000*0,6( + )41000*0,4
= 28400دينار.
-البديل الثاني (تخزين لمدة � 3أ�شهر) = ()28000*0,6( + )32000*0,4
= 29600دينار.
-البديل الثالث (التخزين لمدة �شهر واحد) = (+ )18000*0,4
( 30600 = )39000*0,6دينار.
بناء على هذه النتائج ،ف� ّإن البديل الأن�سب هو الثالث (التخزين لمدة �شهر واحد)
ً
لأ ّنه يعطي �أعلى قيمة متوقعة وهي 30600دينار.
233
Incremental Decisions ب القرارات ُّ
التدرجية
التدرجي �إلى �إجراء تعديالت جزئية على الأو�ضاع القائمة، ُّ ُي�شير القرار
ر�ضية للم�شكالت ،والبحث عن معالجات مبا�شرة لها وتقديم حلول عملية ُم ِ
ً
مدركا حال ظهورها .ويرتكز هذا النوع على حقيقة �أن متخذ القرار يكون
للمحددات والقيود والم�شكالت التي ال ت�سمح بتطبيق كامل للأ�سلوب العقالني،
فالمحددات ت�شتمل على نق�ص في البيانات والمعلومات ،و�صعوبة ح�صر البدائل
الممكنة كافة و�صعوبة قيا�سها بدقة ،ومعرفة نتائجها و�آثارها� ،إ�ضافة �إلى ارتفاع
درجة المخاطرة في البيئة الخارجية التي تت�سم بالتعقيد والتغير الدائم .فمثلاً ،
عند اتخاذ قرار ب�إدخال التكنولوجيا في �إحدى الم� ّؤ�س�سات ،يبد أ� المدير بت�أهيل
العاملين في مجال التكنولوجيا بتدريبهم على ا�ستخدام �أجهزة الحا�سوب ونظم
المعلومات الإدارية ،وفي مرحلة �أخرى يقوم باتخاذ قرار ب�إدخال جزء من
يتدرج في اتخاذ القرارات حتى تدرب عليها العاملون ،وهكذا ّ التكنولوجيا التي ّ
كليا على التكنولوجيا.
تعتمد الم� ّؤ�س�سة اعتما ًدا ًّ
Decision-Taking and Decision-Making خام�س ًا اتخاذ القرار و�صنع القرار
�إن �أ�سا�س العمل الإداري يرتكز على مجموعة الخيارات التي تتب ّناها الم� ّؤ�س�سة في عملها
اليومي ،وفي مختلف الآجال الزمنية والأبعاد المو�ضوعية واال�ستراتيجية .ويمكن التمييز بين
أنهما مت�شابهتان من حيث ترابطهما
عملية اتخاذ القرار وعملية �صنع القرار ،وعلى الرغم � ّ
وتكاملهما �إال �أن الفرق بينهما دقيق.
(Decision- حاليا ،ظهور مفهوم اتخاذ القرار
ً حيث يالحظ في معظم �أدبيات الإدارة
مت�ضم ًنا عملية �صنع القرار ( )Decision-Makingمن دون الف�صل بينهما.
ّ )taking
�ستمدة من التفوي�ض الر�سمي والقانوني لمتخذ القرار ،ومن دوره
ّ فعملية اتخاذ القرار ُم
التنظيمي الم�ستمد من مركزه الوظيفي ،والمواقف التي تملي عليه الت�صرف لفعل القرار،
منا�سبا لها ،بينما تتم ّثل عملية �صنع القرار في القدرة المهنية والتقنية
ً واتخاذ البديل الذي يراه
234
ثم عملية
على تحديد الم�شكلة ،وعملية جمع البيانات التي لها عالقة بها وترتيبها وت�صنيفهاّ ،
و�ضع البدائل وتطويرها وتحليلها وتقويمها تمهيدا لقيام متخذ القرار باختيار �أن�سبها و�أكثرها
مالءم ًة لموقف القرار ،حيث تتج ّلى في عملية �صنع القرار خ�صائ�ص متخذ القرار العلمية والمهنية
وخبراته العملية و�إبداعاته ال�شخ�صية في بناء القرار و�صياغته.
مثال ()2
لتو�ضيح مفهومي �صنع القرار واتخاذه� ،إليك المثال الآتي:
�شراء �آلة ت�صوير ،فطلب المدير �إلى الموظف الفني بق�سم
احتاجت م� ّؤ�س�سة ما �إلى َ
الت�صوير تحديد موا�صفات الآلة ،والبحث في الأ�سواق عن الآلة المنا�سبة .بد�أ هذا
الموظف بجمع البيانات المتع ّلقة ب�أنواع الآالت المتوافرة في الأ�سواق و�أ�شكالها،
والوظائف التي ت�ؤديها ،والأ�سعار المعرو�ضة لدى كل تاجر .بعد ذلك قام بدرا�سة هذه
تقريرا يت�ضمن هذه
ً البيانات جميعها؛ للمفا�ضلة بين مختلف العرو�ض ،و�سلم مديره
العرو�ض ،ويو�صي ب�شراء �آلة معينة من بينها .وافق المدير على ذلك و�أمر بالتنفيذ.
�صانعا للقرار ،حيث جمع البيانات و�أو�صىً عد هذا الموظففي هذا المثالُ ،ي ّ
ب�شراء تلك الآلة من خالل قدرته وخبراته المهنية والعملية والتقنية في تحليل البدائل
وبلورتها واختيار �أف�ضلهاّ � .أما المدير ،فهو متخذ للقرار بحكم دوره التنظيمي الم�ستمد
وقانونيا با ّتخاذ مثل هذا القرار.
ًّ ر�سميا
ًّ من مركزه الوظيفي مديرا للم� ّؤ�س�سة ،فهو مفو�ض
ومـن الطبيعي �أن يكـون اتخـاذ القــرار و�صنعه ،يم ّثالن وجهين لعملة واحدة
بتعزيز التكامل والترابط والتفاعل الإيجابي بينهما .وتظهر حاجة �أكبر �إلى التكامل
تتعدد وتختلف الأطراف الم�شــاركة
والتن�سيق بين عمليتي اتخاذ القرار و�صنعه عندما ّ
فيهــا ،وخ�صو�صا عندما يتم تكليف خبراء من خارج الم� ّؤ�س�سة ب�صنع قرارات محددة،
مح�صورا داخل البناء الر�سمي للم� ّؤ�س�سة ،بينما يمكن �أن
ً حيث يكون اتخــاذ القــرار
خارجيا.
ًّ داخليا �أو
ًّ يكون �صنعه
235
موقف �إداري
236
�ساد�س ًا الأ�ساليب النوعية والكمية في اتخاذ القرار
Qualitative and Quantitative Techniques in Decision-Making
238
Nominal Group ب المجموعة اال�سمية
معا لحل م�شكلة معينة ،ولكن
وهي مجموعة من الأ�شخا�ص (فريق) يجتمعون ً
نقا�شهم وتفاعلهم مقيد ب�إجراءات محددة ال ت�سمح بالنقا�ش المبا�شر �أو المك�شوف
بين الأع�ضاء .حيث تقدم الم�شكلة وتعر�ض على الأع�ضاء المجتمعين لبحثها .فعلى
�سبيل المثال ،قد تكون الم�شكلة ظهور م� ّؤ�س�سة مناف�سة ب�شكل قوي ،وبا�ستخدام
هذا الأ�سلوب يمكن حلها وفقا للإجراءات الآتية:
يجتمع الم�شاركون على �شكل فريق (لجنة) ،وعلى نحو م�ستقل ُي ِع ُّد كل منهم
ت�صوراته ال�شخ�صية ،مدون ًة على الورق ،حول �أبعاد م�شكلة المناف�سة وت�أثيراتها
على قوة الم� ّؤ�س�سة والحلول المنا�سبة.
يقدم كل ع�ضو فكرة واحدة حول الم�شكلة لأع�ضاء المجموعة ،حيث يتم ت�سجيل
ّ
هذه الأفكار على ورق عر�ض (� )Flip Chartأو ال�سبورة ،وال ي�سمح بالنقا�ش �أو
التعليق �إال بعد االنتهاء من تدوين جميع الآراء والأفكار المطروحة من �أع�ضاء
المجموعة كلهم .ومن الأفكار التي قد يعر�ضها الم�شاركون :تخفي�ض الأ�سعار،
تح�سين النوعية ،تخفي�ض حجم الإنتاج ،زيادة مخ�ص�صات الإعالن ،جوائز
تحفيزية للم�ستهلكين� ،إنتاج �سلع جديدة ،زيادة مكاف�آت مندوبي المبيعات.
تناق�ش المجموعة الأفكار والآراء المطروحة ،بق�صد التو�ضيح وال�شرح والتحليل
وتقويم هذه الأفكار والآراء.
يقوم كل م�شارك (ع�ضو) ب�شكل �سري م�ستقل بترتيب الأفكار (البدائل) التي تم
اقتراحها في المرحلة الثانية ،وت�صنيفها وف ًقا للأولويات التي يراها منا�سبة لحل
الم�شكلة.
يتم اتخاذ القرار من خالل تبني المجموعة للبديل (الر�أي) الذي يح�صل
المتعددة ،فقد يح�صل البديل «زيادة
ّ على �أعلى ترتيب تراكمي بين البدائل
مخ�ص�صات الإعالن» على �أعلى ترتيب تراكمي ،وبذلك يكون الحل الأن�سب،
فيتم اتخاذ قرار بزيادة مخ�ص�صات الإعالن بن�سبة معينة.
239
ويالحظ � ّأن �أهم ميزة لأ�ســلوب المجموعة اال�سمية هي �أنها ت�سمح باالجتماع
ُ
الر�سمي لأع�ضائها من دون تقييد التفكير والتعبير الحر عن الآراء .ومن الأمثلة
الأخرى على القرارات التي يمكن اتخاذها وف ًقا لهذا الأ�سلوب� ،أنواع الم�أكوالت
التي �سيقدمها �أحد المطاعم.
الجدول ( :)5-6الفرق بين �أ�سلوب المجموعة اال�سمية و�أ�سلوب دلفاي.
241
مثال ()3
يرغب م�صنع لإنتاج خالّطات الع�صير الكهربائية ،معرفة حجم المبيعات الذي يح ّقق
له نقطة التعادل ،على افترا�ض �أنه �سيبيع وحدة الإنتاج الواحدة (الخلاّ ط) بع�شرة دنانير،
ويبلغ �إجمالي التكلفة الثابتة ال�سنوية �ستين �ألف دينار ،بينما التكلفة المتغيرة لكل خالط
مبيع ت�ساوي �أربعة دنانير.
الحل
عائد الربح للوحدة الواحدة = 6 = 4 -10دنانير.
نقطة التعادل بالوحدات = 10000 = 6 / 60000وحدة ( خالط ).
وهذا يعني � ّأن على الم�صنع بيع ع�شرة �آالف خلاّ ط ب�سعر ( )10دنانير للخالط
الواحد ،كي ي�صل �إلى نقطة التعادل التي تت�ساوى عندها �إيرادات المبيعات مع التكلفة
الإجمالية� ،أي من دون ربح �أو خ�سارة ،وبيع عدد �أقل من الخلاّ طات �سي�ؤدي �إلى
خ�سارة ،بينما �إنتاج عدد �أكبر من ع�شرة �آالف وحدة �سي�ؤدي �إلى تحقيق �أرباح.
242
وال�شكل ( )7 - 6يو�ضح �أو�ضاع التعادل والربح �أو الخ�سارة.
الإيرادات
الإيرادات
التكلفة
الإجمالية
م التكلفة
ا نطقة
نقطة التعادل لربح الإجمالية
المتغيرة
ّ التكلفة
طقمن
�س ةخ
ارة التكلفة الثابتة
243
Decision Tree ب �شجرة القرارات
هي تمثيل �شبكي وبياني ،تبين �سل�سلة من البدائل االحتمالية المتاحة لمتخذ القرار،
والآثار والنتائج المترتبة على تبني �أي من الم�سارات البديلة .ت�ستخدم �شجرة القرار في
�أو�ضاع عدم الت�أكد �أو المخاطرة ،وتطبي ًقا لنظرية االحتماالت في م�ساعدة متخذ القرار
الختيار البديل الأف�ضل .وتقوم نظرية االحتماالت على تحديد القيمة المتوقعة لأي
ُ
الح�صول عليها لكل بديل من بديل يختاره متخذ القرار .وبعد تحديد القيمة المتو َّق ِع
بناء على مفهوم القيمة المتوقعة
البدائل ،يمكن المفا�ضلة بين هذه البدائل االحتمالية ً
باتباع الخطوات الآتية:
تحديد الم�سارات االحتمالية المتاحة لمتخذ القرار في مواجهة م�شكلة �أو
هدف �أو موقف قرار محدد ،مع بيان النتائج المتوقعة الختيــار �أي من هذه
الم�سارات.
تقدير احتماالت حدوث كل من النتائج المتو ّقعة ( )Expected Valueوتحديد
قيمة لكل منها من خالل حا�صل �ضرب النتائج المتوقعة منها في درجة حدوثها
�أون�سبة احتماله .وي�أتي هنا دور الخبرة ال�سابقة لمتخذ القرار وحكمه في
التقدير ،للو�صول �إلى تقديرات �سليمة وقريبة من الواقع.
تحديد الم�سار والبديل الذي يتو ّقع له �أكبر قيمة متوقعة ويكون عادة هو
االختيار الأمثل.
244
م�س�ألة للمناق�شة ()7-6
عن طريق مجموعة العمل ،ا�ستخدم �شبكة الإنترنت �أو � ّأية م�صادر �أخرى
متوافرة لديك ،للبحث عن �إمكانية تخفي�ض عدد �صفوف االنتظار دون تحميل
تقريرا بذلك ،ثم
ً الم� ّؤ�س�سة � ّأية تكلفة �إ�ضافية .ما البدائل التي تقترحها؟ اكتب
ناق�شه مع زمالئك.
245
فعن طريق الخ�صائ�ص والإمكانات التي يتيحها الحا�سوب ،يمكن تحليل البيانات المدخلة
ثم اختيار الأف�ضل .وفيما ي�أتي بع�ض �أوجه ا�ستخدامات الحا�سوب
لتحديد البدائل والمقارنة بينهاّ ،
وما يرتبط به من تكنولوجيا المعلومات في مجال العمل الإداري بما في ذلك اتخاذ القرارات:
ُ 1ي�سهم في ت�سهيل عملية اتخاذ القرارات الروتينية المتكررة كبرمجة عمليات توفير المواد،
والت�أكّ د من توافرها في الم�ستودعات ال�ستخدامها عند الحاجة ،و�إعطاء تقارير في الوقت
تت�ضمن :حجم المبيعات ،التكلفة ،حد الطلب ،الأ�سعار ،المواد الراكدة� ..إلخ.
ّ المنا�سب
إيجابيا
2برمجة القرارات و�أنظمة العمل و�أتمتتها ،وت�سهيل ا�ستخدامها وتطبيقها ،ما ينعك�س � ًّ
على الأداء الفردي والم� ّؤ�س�سي ،وزيادة فاعليته ورفع كفايته وتطويره با�ستمرار .فعلى �سبيل
المثال :برمجة القرارات المتعلقة بالزيادة ال�سنوية على راتب الموظف تتنا�سب مع درجته
�أو وظيفته.
المتعددة
ّ 3تطوير �أ�ساليب تقديم الخدمات واالت�صال بالجمهور ،عن طريق التطبيقات العملية
وخ�صو�صا الإنترنت والحكومة الإلكترونية وغيرها من �أ�ساليب �إلكترونية
ً في هذا المجال،
ورقمية.
4الم�ساعدة في �إجراء الدرا�سات وتحليل بياناتها ،وتنظيم تقاريرها وحفظها وتعديلها،
وتبادلها بين الجهات المعنية بها ب�سهولة وفاعلية.
5عقد الم�ؤتمرات واالجتماعات ،وتبادل الآراء والمعرفة والمعلومات والخبرات ،وغيرها عن
المتعددة ال�ستخدامات الحا�سوب والإنترنت ،مثل الم�شاركة في الم�ؤتمرات
ّ طريق الأ�شكال
عن بعد (.)Video Conferencing
المتنوعة.
ِّ 6تعزيز نظم االت�صال والرقابة وتفعيلها؛ با�ستخدام تكنولوجيا المعلومات ،وتطبيقاتها
نظرا لقيامها على مفاهيم و�أ�ساليب
7ت�سهيل ا�ستخدام الأ�ساليب الكمية في اتخاذ القرارات ً
تت�ضمن كميات ونوعيات هائلة ّ ونماذج ريا�ضية و�إح�صائية وقيا�سية ونظامية مع ّقدة،
والمتغيرات التي تفوق القدرات ال�شخ�صية (اليدوية والفكرية
ّ من المعلومات والبيانات
التقليدية) للأفراد .حيث ّ
يمكن الحا�سوب �إجراء العمليات الذهنية والح�سابية والتنظيمية
246
جميعها ،الالزمة التخاذ القرارات ب�سهولة وفاعلية ،كما ّ
يمكن ت�صميم القرارات على �شكل
برامج �سهلة التطبيق والتنفيذ والمتابعة.
8بناء نماذج ِ
مناظرة للواقع الفعلي (�أ�سلوب التماثل) ،حيث يمكن على �سبيل المثال،
ت�صميم نموذج �سيارة و�إجراء التعديالت المنا�سبة عليها من حيث ال�شكل والحجم واللون
واالرتفاع�...إلخ ،وهذا يفيد في �سرعة التعديل ،والتقليل من تكلفة �إنتاج عدد كبير من
ال�سيارات التجريبية.
247
5توفير و�سائل و�أ�ساليب ونظم وتكنولوجيا معلومات حديثة ومتطورةّ ،
تمكن من فهم
متقدمة لها.
الم�شكلة وتحليلها بدقة و�شمول وتقديم حلول ّ
Creativity or Innovationتظهر المبررات ال�سالفة الذكر ،حاجة �أكيدة لالبتكار �أو الإبداع
ويت�ضمن االبتكار في حل م�شكالت ّ في التعامل مع الم�شكلة الإدارية و�إيجاد حلول ناجعة لها.
ا�ستخدام الو�سائل والأ�ساليب الم�ساعدة والداعمة لذلك جميعها ،بما فيها َ القرارات ومواقفها
الطرق النوعية والكمية وتكنولوجيا المعلومات الم�شار �إليها �آنفاّ � .أما ال�صفة الم�شتركة التي يجب
�إبرازها بين هذه الطرق ،فتتمثل في اتباعها المنهجية العلمية في خطواتها والبحث والتحليل
المنطقي ،واال�ستناد �إلى المعلومات والبيانات و�أدوات التحليل العلمي والمو�ضوعي ،وا�ستخدام
تكنولوجيا المعلومات ببعديها المعرفي والتقني (المعلومات والبرامج والأجهزة والنظم).
248
حالة �إدارية
م� ّؤ�س�سة ال�صناعات الوطنية
ت�أ�س�ست م� ّؤ�س�سة ال�صناعات الوطنية في عام 1990م بر�أ�سمال مقداره مليون دينار �أردني،
مديرا عام ًا للم� ّؤ�س�سة ،وبالتن�سيق
ً وقام مجل�س �إدارة الم� ّؤ�س�سة بتعيين ال�سيد م�صلح عبداللـه
مديرا
ً مديرا للموارد الب�شرية ،و�سعود العلي ً مع مجل�س الإدارة ،تم تعيين ال�سادة �صادق �أمين
مديرا
مديرا للمبيعات ،و�سمية محمود مدير ًة للت�سويق ،و�سعيد ن�صار ً
للإنتاج ،وبالل الخطاب ً
للمالية ،ومالك الر�شود مديراً للتطوير واال�ستثمار.
ويمثل ال�شكل الآتي ،الهيكل التنظيمي للم� ّؤ�س�سة:
مجل�س الإدارة
المدير العام
ر.ق ر.ق ر.ق خط ر.ق خط ر.ق ر.ق ر.ق ر.ق ر.ق ر.ق ر.ق ر.ق
الت�سويق الت�سويق التطوير اال�ستثمار المبيعات المبيعات الإنتاج الإنتاج الح�سابات الميزانية التعيينات الرواتب
المحلي الخارجي المحلية الخارجية الأول الثاني والترفيعات
249
ملف الم�شكالت والق�ضايا التي
�أعدت �سكرتيرة المدير العام لم� ّؤ�س�سة ال�صناعات الوطنيةّ ،
يجب معالجتها واتخاذ قرارات ب�ش�أنها .و�شمل ذلك الملف الأمور الآتية:
1توقيع عدد من نماذج المغادرة والإجازات وطلبات القرطا�سية وال�صيانة لبع�ض الأجهزة.
2النظر في طلبات الترقية والزيادة ال�سنوية والنقل ،لعدد من العاملين في ال�شركة بين الفروع
المتعددة.
ِّ
3درا�سة �إمكانية �إ�ضافة خط جديد للإنتاج� ،أو تطوير خطوط الإنتاج الحالية من خالل �شراء
حاليا.
�آالت حديثة وتح�سين كفاءة الآالت الموجودة ًّ
تت�ضمن ا�ستثمارات
ّ علما ب�أ ّنها
� 4إعداد الموازنة التقديرية للم� ّؤ�س�سة لل�سنة المالية القادمةً ،
جديدة تكلفتها الثابتة �سبعمئة �ألف دينار ،وتكلفتها المتغيرة لكل وحدة �إنتاج دينار
ون�صف ،و�سعر بيع الوحدة الواحدة للمنتجات خم�سة دنانير.
وبعد االطالع على الملف ،وجد المديرالعام نف�سه في موقف يحتاج فيه �إلى التمييز بين طبيعة
القرارات التي يجب عليه اتخاذها ،والأ�ساليب والو�سائل الم�ساعدة في ذلك ،والخطوات التي
تمر فيها عملية القرار ،لذا ،ا�ستدعى م�ست�شاره ال�سيد مطيع لم�ساعدته بما ي�أتي:
1تحديد �أنواع القرارات التي تواجهه في المواقف المذكورة في النقاط الثالث الأولى.
2ت�شكيل اللجان المنا�سبة لدرا�سة الم�شكلة التي تحتاج طبيعتها �إلى مثل هذا الإجراء ،مع
تحديد �آلية عمل هذه اللجان.
تبين البدائل المتاحة لمتخذ القرار ،لمواجهة الموقف المتع ّلق ب�إمكانية
3ر�سم �شجرة قرارات ّ
�إ�ضافة خط �إنتاج جديد �أو تطوير الخطوط الحالية.
4ح�ساب نقطة التعادل لال�ستثمار الجديد.
ال�س�ؤال
و�ضح كيف ت�ساعد المدير العام في الأمور التي طلب فيها الم�ساعدة.
لو كنت �أنت مكان ال�سيد مطيعّ ،
250
�أ�سئلة الوحدة ال�ساد�سة
1و�ضح المق�صود بالمفاهيم الآتية :اتخاذ القرار� ،أ�سلوب دلفاي ،حاالت الطبيعة،
التغذية الراجعة ،القرارات المهيكلة.
ِ � 2
أعط �أمثلة على كل مما ي�أتي :القرارات المهيكلة ،القرارات غير المهيكلة ،قرار
م�ؤ�س�سي ،قرار دولي.
3قارن بين اتخاذ القرار و�صنع القرار ،من حيث :م�صدر ال�سلطة ،المركز
الوظيفي ،الأهمية� ،إلزامية التنفيذ.
4ع ّلل ما ي�أتي:
ت�سمى القرارات غير المهيكلة القرارات االبتكارية.
ّ
5قارن بين القرارات المهيكلة ،و�شبه المهيكلة ،وغير المهيكلة ،من حيث:
�أ الق�ضايا التي تتعلق بها.
ب الم�ستويات الإدارية التي يمكن �أن تتخذها.
جـ الظروف التي ُت َّتخذ فيها.
د �أهمية كل منها في ت�سيير العمل الإداري وتدفّقه في الم� ّؤ�س�سة.
6تتميز القرارات الجماعية عن القرارات الفردية بعدة مزايا .اذكر ثالثة منها.
7يف�شل بع�ضهم في تحديد الم�شكلة بد ّقة وو�ضوح ،فيبد أ� بحل �أعرا�ضها من دون
تمييز بين الم�شكلة الحقيقية و�أعرا�ضها التي تبدو له .و�ضح ذلك بمثال.
أ�سلوبا من الأ�ساليب الكمية في 8ار�سم مخططا ًّ
بيانيا ،يم ّثل نقطة التعادل بو�صفها � ً
اتخاذ القرار.
ّ 9بين دور تكنولوجيا المعلومات و�أهميتها في اتخاذ القرارات.
251
تبين لك �أن المدير المالي
عاما لإحدى ال�شركاتّ ، 10بعد مرور �شهر على تعيينك ً
مديرا َّ
قد تم تعيينه قبل �سنة ون�صف بطريقة ال تعتمد على الخبرات �أو الم�ؤهالت ،فهو
حا�صل على درجة البكالوريو�س في القانون منذ �سنتين .ومنذ تعيينه� ،أخذت ال�شركة
تعاني م�شكالت مالية متكررة قد ت�ؤدي �إلى و�ضع ال�شركة في موقف محرج.
و�ضح طريقة ابتكارية مالئمة لحل هذه الم�شكلة ،مبي ًّنا الخطوات التي �ستمر بها.
ّ
11لديك م�شروعان� .أ ،ب ،وبيانات كال الم�شروعين كانت كما ي�أتي:
الم�شروع ( ب ) الم�شروع ( �أ )
252
12رجل �أعمال �أردني يرغب في ا�ستثمار �أمواله في �أحد الم�شروعات الثالثة
ت�سوق ،م� ّؤ�س�سة للخر�سانة الجاهزة) في ظل حاالت
الآتية( :فندق ،مركز ّ
الطبيعة المحتملة الآتية( :المناف�سة القوية ،النمو االقت�صادي ،الت�ضخم).
كيف ت�ساعده باختيار البديل المنا�سب الذي يحقق له �أعلى ربحية با�ستخدام
كل من المعايير الآتية:
معيار التفا�ؤل. �أ
ب معيار الت�شا�ؤم .
جـ معيار البال�س.
حاالت الطبيعة
الت�ضخم النمو االقت�صادي المناف�سة القوية
البدائل
210 280 100 فندق
210 150 200 الخر�سانة الجاهزة
300 130 120 مركز ت�سوق
253
أوال :املراجع العربية
� ً
� - 1أبو عين ،قا�سم محمد ( ،)1995تطوير معايير للتنظيم الإداري بين المركزية والالمركزية في وزارة
التربية والتعليم الأردنية� ،أطروحة دكتوراة غير من�شورة ،جامعة �أم درمان الإ�سالمية ،ال�سودان.
� - 2آل علي ،ر�ضا ( .)2001وظائف الإدارة المعا�صرة ،عمان ،م� ّؤ�س�سة الأوراق للن�شر والتوزيع.
- 3برنوطي� ،سعاد نائف ( .)2001الأعمال :الخ�صائ�ص والوظائف الإدارية ،عمان ،دار وائل للن�شر
والتوزيع.
- 4برنوطي� ،سعاد نائف ( .)2001الإدارة� :أ�سا�سيات �إدارة الأعمال ،عمان ،دار وائل للطباعة والن�شر.
- 5بعيره� ،أبو بكر م�صطفى ( .)1988مبادىء الإدارة ،بنغازي ،ليبيا ،مركز البحوث والعلوم
االقت�صادية.
- 6بو�سنينه ،ال�صديق من�صور والفار�سي� ،سليمان ( .)2003الموارد الب�شرية� :أهميتها ،تنظيمها،
م�س�ؤوليتها ،مهامها( ،ط ،)1طرابل�س الجماهيرية العظمى ،من�شورات �أكاديمية الدرا�سات العليا.
- 7بيتر ن جون ر ،.ترجمة د .عمر الخطيب( ،ط )1االت�صال الجماهيري ،الم� ّؤ�س�سة العربية للدرا�سات
والن�شر.
- 8توفيق ،جميل �أحمد� ،)1986( ،إدارة الأعمال مدخل وظيفي ،بيروت -لبنان ،دار النه�ضة العربية.
- 9الجيو�سي ،محمد ر�سالن ،جاد اهلل ،جميلة ،)2000( ،الإدارة علم وتطبيق( ،ط ،)1عمان -الأردن،
دار الم�سيرة للن�شر والتوزيع والطباعة. ،
- 10حنو�ش ،زكي ،)1989( ،وظائف الإدارة ،مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية ،جامعة حلب.
- 11الخ�ضر ،علي ،)2001( ،المدخل �إلى �إدارة الأعمال ،دم�شق ،جامعة دم�شق.
- 12درة ،عبد الباري و�آخرون ،)1994( ،الإدارة الحديثة :المفاهيم والعمليات -منهج علمي تحليلي،
ط ،1عمان ،المركز العربي للخدمات الطالبية.
- 13ريجيو ،رونالد .ي .ترجمة د .فار�س حلمي ،)1999( ،المدخل �إلى علم النف�س ال�صناعي والتنظيمي،
(ط ،)1عمان ،دار ال�شروق للن�شر والتوزيع.
- 14زويلف ،مهدي ح�سن� .)2001( ،إدارة الموارد الب�شرية ،مدخل كمي (ط ،)1عمان ،دار الفكر للطباعة
والن�شر والتوزيع.
254
- 15زيادة ،فريز� ،)2000( ،إدارة الأعمال :الأ�صول والمبادىء ،مدخل وظائف المدير� ،إربد ،مطبعة
ال�شعب.
� - 16سليمان ،منير ،و�آخرون� .)2003( ،أ�سا�سيات الإدارة ،عمان ،وزارة التربية والتعليم �إدارة المناهج
والكتب المدر�سية.
� - 17شاوي�ش ،م�صطفى نجيب� ،)1996( ،إدارة الموارد الب�شرية «�إدارة الأفراد» ،عمان ،دار ال�شروق للن�شر
والتوزيع.
- 18ال�شاوي�ش ،م�صطفى نجيب ،)1993( ،الإدارة الحديثة مفاهيم -وظائف -وتطبيقات( ،ط،)1
عمان ،دار الفرقان للن�شر.
- 19ال�شماع ،خليل محمد ح�سن ،)1999( ،مبادىء الإدارة مع التركيز على �إدارة الأعمال ،عمان ،دار
الم�سيرة.
- 20ال�شميمري� ،أحمد عبد الرحمن ،و�آخرون ،)2004( ،الأ�سا�سيات واالتجاهات الحديثة ،الريا�ض -
ال�سعودية ،مكتبة العبيكان للن�شر.
- 21ال�شيخ �سالم ،ف�ؤاد و�آخرون ،المفاهيم الإدارية الحديثة (( ،)1998ط ،)6عمان ،مركز الكتب الأردني.
� - 22صالح ،محمد فالح� .)2004( ،إدارة الموارد الب�شرية (ط ،)1عر�ض وتحليل ،عمان ،دار الجامعة
للن�شر والتوزيع.
- 23ال�ضمور ،هاني حامد و�آخرون� ،)2005( ،أ�سا�سيات الإدارة ،عمان ،وزارة التربية والتعليم �إدارة
المناهج والكتب المدر�سية.
- 24الطويقري ،عبداهلل م�سعود ،)1999( ،علم االت�صال المعا�صر( ،ط ،)2الريا�ض -ال�سعودية ،مكتبة
العبيكان للن�شر.
- 25عبا�س� ،سهيلة محمد وعلي ،علي ح�سين� ،)2000( ،إدارة الموارد الب�شرية( ،ط ،)1عمان ،دار وائل
للطباعة والن�شر.
- 26عبا�س ،علي� ،أ�سا�سيات علم الإدارة ،)2004( ،دار الم�سيرة ،عمان.
- 27عبا�س ،علي محمد وبركات ،عبداهلل عزت ،)2001( ،مبادىء علم الإدارة ،عمان ،مكتبة الرائد
العلمية.
- 28ع�ساف ،عبد المعطي .)1993( ،مبادىء الإدارة :المفاهيم واالتجاهات الحديثة ،عمان ،مكتبة
المحت�سب.
- 29ع�سكر� ،سمير� .)1997( ،أ�صول الإدارة ،الطبعة الخام�سة ،دبي ،دار القلم للن�شر والتوزيع.
- 30ع�صفور ،محمد �شاكر� .)1987( ،أ�صول التنظيم والأ�ساليب( ،ط ،)7الريا�ض ،دار ال�شروق.
255
- 31عطية ،طاهر� .)2001( ،أ�سا�سيات �إدارة الأعمال( ،ط ،)2القاهرة ،دار النه�ضة العربية.
- 32عقيلي ،عمر و�صفي .)1997( ،الإدارة (�أ�صول و�أ�س�س ومفاهيم) ،عمان ،دار زهران للن�شر والتوزيع.
- 33العالق ،ب�شير� .)1999( ،أ�س�س الإدارة الحديثة ،دار اليازوري العلمية للن�شر والتوزيع ،عمان.
- 34عالقي ،مدني عبد القادر .)1998( ،الإدارة -درا�سة تحليلية للوظائف والقرارات الإدارية( ،ط،)8
مكتبة دار جدة.
- 35العالونة ،علي و�آخرون� ،أ�سا�سيات الإدارة ووظائف المنظمة( ،ط ،)1الكرك ،دار رند للن�شر والتوزيع.
- 36علي ،محمد عبد الر�شيد� .)2000( ،إدارة الأعمال :المبادىء والوظائف ،عمان ،دار الم�سيرة للن�شر
والتوزيع.
- 37عليان ،ربحي م�صطفى ،)2003( ،و�سائل االت�صال وتكنولوجيا التعليم( ،ط ،)2عمان ،دار �صفاء
للن�شر والتوزيع.
- 38عليان ،ربحي م�صطفى والطوبا�سي ،عدنان محمد ،)2005( ،االت�صال والعالقات العامة ،عمان،
دار �صفاء للن�شر والتوزيع.
- 39العوامله ،نائل عبد الحافظ .)1999( ،تحليل ال�سيا�سات العامة ،عمان ،مركز �أحمد يا�سين الفني.
- 40العوران ،ن�سرين و�آخرون� .)2002( ،إدارة المكاتب ،عمان ،وزارة التربية والتعليم �إدارة المناهج
والكتب المدر�سية.
- 41القطامين� ،أحمد .)2001( ،الإدارة اال�ستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ،عمان ،دار مجدالوي
للن�شر والتوزيع.
- 42اللوزي� ،سليمان و�آخرون� ،)1998( ،أ�سا�سيات في الإدارة النظريات الإدارية( ،ط ،)1عمان ،دار
الفكر للطباعة والن�شر والتوزيع.
- 43ماهر� ،أحمد .)2002( ،ال�سلوك التنظيمي ،مدخل بناء المهارات ،الإ�سكندرية ،الدار الجامعية.
- 44المبي�ضين ،عبد الرحمن محمد ،)2001( ،و�سائل االت�صال( ،ط ،)1عمان ،دار البركة للن�شر والتوزيع.
- 45المغربي ،كامل محمد ،)2000( ،الأ�سا�سيات والمبادىء في الإدارة ،عمان ،دار الخريجين للن�شر
والتوزيع.
- 46من�صور ،هاله ،)2000( ،االت�صال الفعال مفاهيمه و�أ�ساليبه ومهاراته ،الإ�سكندرية -م�صر،
المكتبة الجامعية.
- 47من�صور ،علي محمد ،)1999( ،مبادىء الإدارة (�أ�س�س ومفاهيم) ،القاهرة ،مجموعة النيل العربية.
- 48المن�صور ،كا�سر وعواد ،يون�س ،)2001( ،وظائف الإدارة ،من�شورات جامعة دم�شق.
- 49ياغي ،محمد عبد الفتاح ،)1988( ،اتخاذ القرارات التنظيمية ،الريا�ضة ،مطابع الفرزدق التجارية.
256
املراجع الأجنبية:ثانيا
ً
1 - Alter, Steven, Information Systems: The Foundation of Business. New
3 - Bryson, J., Strategic Planning for Public and Non-Profit Organizations. San
4 - Daft, Richard, Management, Fifth Edition, The Dryden Press, Harcourt College
Publishers, 2000.
River, 1999.
1996.
8 - Gilbert, D.R, Hartman, E., Mauriel J and Freeman, R.E., A Logic for
pp. 7075-.
257
11 - Koontz,H,O,Donnell, C, and Withrich, H., “Management,” Eighth Edition,
12 - Lewis, P., Goodman, S., and Fandt, P., Management Challenges in the
York, 1994.
258
ِ
تَ َّم ِب َح ْمد اهلل تَعالى