You are on page 1of 19

‫مجلـة الرواق للدراسات‬

‫املجلد ‪ / 08‬الع ــدد‪ ،)2022( 01 :‬ص ‪0101 -999‬‬ ‫‪EISSN 2602-6767‬‬ ‫‪ISSN: 2437 - 0363‬‬
‫الاجتماعية وإلانسانية‬

‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬


‫‪Theories explaining professional maturity‬‬
‫‪2‬‬
‫امال زغوان‪ ،*1‬نصيرة خاليفية‬
‫‪1‬‬
‫جامعة ‪02‬أوت‪1511‬سكيكدة (الجزائر)‪، a.zeghouane@univ-skikda.dz ،‬‬
‫مخبر التطبيقات النفسية والتربوية(قسنطينة)‬
‫‪ 0‬جامعة ‪02‬أوت ‪ 1511‬سكيكدة (الجزائر)‪Khelaifianacera@hotmail.fr ،‬‬
‫تاريخ النشر‪0200/20/21 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0201/25/10 :‬‬ ‫تاريخ الاستالم‪0201/20/20 :‬‬

‫ملخص‪ :‬تتناول هذه الدراسة نظريات التوجيه املنهي التي تناولت مفهوم النضج املنهي‪ ،‬والتي تفسر العوامل‬
‫النفسية والجسمية واملعرفية والاجتماعية والاقتصادية وأثرها على الفرد في اتخاذ القرار املنهي من خالل‬
‫تناول مفهوم الفرد عن ذاته وسماته الشخصية وخبرات طفولته وطرق التنشئة الاسرية والنفسية وميوله‬
‫وتفضيالته املهنية خالل مراحل عمره ‪ .‬حيث تسعي النظريات الى تقديم خلفية نظرية ومفاهيم تساعد‬
‫الفرد على اختيار املهنة املناسبة‪ .‬ومن روادها سوبر‪،‬جون هوالند ‪،‬جينزبرغ ‪،‬أن رو ‪،‬باندورا‪ .‬وقام اصحاب‬
‫هذه النظريات بتفسير مفهوم النضج املنهي على حسب اتجاه كل نظرية‪.‬وكان ذلك مع بداية الخمسينيات‬
‫حيث أسهمت بشكل كبير في حركة التوجيه املنهي ‪،‬و كان لهذه النظريات دور كبير في تطوير برامج التوجيه‬
‫املنهي مثل‪:‬مراحل النمو واملهام املرتبطة باالنتقال من مرحلة الى اخرى‪،‬وأنماط الشخصية والبيئة املهنية‬
‫املناسبة لكل نمط وطرق وأليات صنع القرار وطريقة اكتساب املهارات حسب كل مرحلة‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬النظريات املفسرة‪ ،‬النضج املنهي‪ ،‬الاختيار املنهي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study deals with theories that dealt with the concept of professional maturity, and that was in the‬‬
‫‪beginning of the fifties and contributed greatly to the movement of vocational guidance, including those‬‬
‫‪Super theories, Ginsberg's theory, and Anaro's theory, then continued research on interest in vocational‬‬
‫‪guidance, and the emergence of other theories‬‬
‫‪such as Holland's theory and Tideman's theory And Bandura's social learning theory, as these theories‬‬
‫‪played a major role in developing career guidance programs, such as: stages of growth and tasks associated‬‬
‫‪with the transition from one stage to another, personality styles and the professional environment‬‬
‫‪appropriate for each style, methods and decision-making mechanisms, the method of learning and the‬‬
‫‪acquisition of skills according to each stage.‬‬
‫‪Keywords: Explained theories; Professional maturity.; Professional choice.‬‬
‫*املؤلف املرسل‬

‫‪997‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫‪ .0‬مقدمة‪:‬‬
‫ظهرت النظريات التي تناولت مفهوم النضج املنهي والاختيار املنهي مع بداية‬
‫الخمسينات وأسهمت بشكل كبير في حركة التوجيه املنهي ولكل نظرية أراؤها ومؤيديها ومن‬
‫تلك النظريات وأهم روادها(سوبر ‪ ،)Super‬ثم نظرية (جينزبرغ‪ ،)Ginzberg ،‬ونظرية‬
‫(آنارو‪ ،)Anne Rou ،‬ثم توالت ألابحاث حول الاهتمام بالتوجيه املنهي ‪،‬وظهور نظريات‬
‫أخرى مثل نظرية (هوالند‪ )Holland،‬ونظرية (تايدمان‪ )Taedman ،‬ونظرية التعلم‬
‫الاجتماعي (باندورا‪ ،)Social-learning ،‬حيث كان لهذه النظريات دور كبير في تطوير برامج‬
‫التوجيه املنهي مثل‪ :‬مراحل النمو واملهام املرتبطة باالنتقال من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬وأنماط‬
‫الشخصية والبيئة املهنية املناسبة لكل نمط وطرق ومهارات التخاذ القرار وطريقة التعلم‬
‫واكتساب املهارات حسب كل مرحلة يمر بها الفرد‪.‬‬
‫بروز هته النظريات في مجاالت علم النفس املنهي لتفسير السلوك املنهي بصورة عامة‬
‫تستند على ثالث عوامل أسهمت في إعطاء تلك النظريات مضمونها وتأثيرها في أبعاد الفكر‬
‫النفس ي واملنهي وهي‪:‬‬
‫نظريات الشخصية ل(أن روو) (جون هوالند) حيث تستند على اساس الارتباط بين خبرات‬
‫الشخص في طفولته املبكرة واتجاهاته وميوله وقدراته وبين العوامل الشخصية املؤثرة ‪،‬‬
‫نظرية مفهوم الذات ‪ ،‬نظرية السمات والاتجاهات ولكل نظرية أراؤها ومؤيدوها ‪.‬‬
‫وتهدف هذه الدراسة الى عرض النظريات التى تناولت مفهوم النضج املنهي من عدة جوانب‬
‫من خالل عرض اهميته في الاختيار الدراس ي من خالل اتخاذ القرار املناسب للفرد حسب‬
‫القدرات وميول واستعدادات الفرد وحسب متطلبات كل مرحلة‪.‬‬
‫‪ .2‬الاطار النظري‪:‬‬
‫‪.0.2‬مفهوم النضج املنهي‪:‬‬
‫قامت نظريات الارشاد املنهي بتفسير مفهوم النضج املنهي باعتباره املدخل ألاساس ي التخاذ‬
‫القرار املنهي وذلك حسب اتجاهات كل النظرية ‪،‬وفيما يلي عرض لهذه الاتجاهات‪:‬‬
‫يري تايدمان وهو من اصحاب النظريات التطورية‪ :‬أن النضج املنهي يظهر من خالل ‪:‬املبدا‬
‫العام للتطور املعرفي حيث يصل الشخص الى القمه في صنع القرارات املهنية مرتكزا على‬

‫‪998‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫نقطتين هما‪ ،‬التفاضل والتكامل من خالل املطابقة بين ما يكون من أفكار عن ذاته وتلك‬
‫التي يكونها عن عالم العمل‪ ،‬ودراسة الوجهات املختلفة واملتعددة عن املهن‪،‬ويبدا بعملية‬
‫املفاضلة بين املهن حسب قدراته وإدراكه الهتماماته ‪،‬أما التكامل فهو وصول الفرد الى‬
‫تحقيق ذاته وتفاعله واندماجه مع جماعته املهنية‪،‬وشعوره بالقناعة والرضا ملا حققه من‬
‫نشاط في عمله‪.‬‬

‫ويعرف هوالند النضج املنهي بأنه‪ :‬مدي قدرة الفرد على معرفة ذاته وتوافر املعلومات‬
‫الصحيحة عن عالم الشغل واملهن وسوق العمل‪ ،‬وأنه امتداد شخصية الفرد إلى عالم‬
‫العمل يتبعه تطابق الحق مع انماط مهنية‪ .‬وأهم محددات الاختيار املنهي هو مقارنة الذات‬
‫مع ادراك الفرد للمهنة وهذا بالتالي يقود الى اتخاذ القرار املنهي السليم ‪ (.‬أبو السعد‬
‫والهواري‪) 00-01، 0210،‬‬
‫أما جينزبرغ ورفاقه فيعتبر عملية الاختيار املنهي على أنها ‪:‬عملية ال تتغير وال يمكن الغائها‬
‫‪،‬وتتميز هذه العملية بسلسلة من التسويات التى يجريها الفرد بين رغباته وقدراته ‪.‬‬
‫(عربيات‪.)001، 0210،‬وتري نظرية السمات والعوامل أن النضج املنهي يقوم في ألاساس‬
‫على الافتراض القائل بأن سمات ألافراد من املمكن أن تقاس بشكل موثوق به‪،‬ومن‬
‫املمكن أن تقابل السمات الفردية املتطلبات املهنية‪(ً.‬صوالحة‪،)111،‬‬
‫أما سافيكاس فيعرفه‪ :‬أنه استعداد الفرد للتكيف مع مهام النضج املنهي واتخاذ قرارات‬
‫مهنية واقعية ومالئمة للعمر ومعتمدة على املعلومات ‪.‬‬
‫يعرف (نايدو‪) 1551‬النضج املنهي ‪:‬أنه استعداد الفرد التخاذ قرارات مهنية واقعية ومالئمة‬
‫لعمره الستثمار الفرص ومواجهة التحديات املجتمعية املحيطة‪(.‬محمد معابرة‬
‫والكوشة‪)000، 0202،‬‬
‫يعرف سوبر النضج املنهي بأنه"استعداد وقدرة الفرد على القيام بمهام مرتبطة بحياته‬
‫املهنية واتخاذ قرارات مهنية مدروسة ومالئمة لعمره"(السواط‪.)0221،01،‬‬
‫‪999‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫ومنه فإن مفهوم النضج املنهي غير ثابت وكل نظرية ركزت على جانب فنجد من ركزت على‬
‫سمات الفرد ومتطلبات كل مهنة ومنها من ركز معرفة الفرد لذاته وتوافر املعلومات الالزمه‬
‫عن املهن ومدي التطابق بينهما‪ ،‬ومنهم من ركز على استعداد الفرد التخاذ قرارات معينه‬
‫ومنهم من اعتمد على الاختيار والقيام بالتسوية بين رغبات الفرد وقدراته ومنهم من اعتمد‬
‫عال مبدا التفاضل والتكامل لتقييم وتحقيق ذاته ‪.‬‬
‫‪ 2.2‬عناصر النضج املنهي‪:‬‬
‫قام سوبر بتحديد عناصر يستدل من خاللها على النضج املنهي وهي كالتالي‪:‬‬
‫الوعي بالحاجة الى القيام بخيارات دراسية ومهنية‪.‬وتقبل املسؤولية لعمل خطط واتخاذ‬
‫قرارات دراسية ومهنية‪.‬‬
‫التخطيط واملشاركة في الحصول على املعلومات والتدريب الالزمين للمهنة املختارة‪.‬‬
‫إدراك وتحليل املعلومات والتدريب الالزمين للمهنة املختارة‪.‬‬
‫الواقعية واملرونة في التفضيالت الدراسية واملهنية بما يتوافق والقدرات وامليول من جهة‬
‫ومعطيات املحيط من جهة ثانية والرضا بالعمل الذي يلتحق به الفرد‪.‬‬
‫ويعبر عن اكتساب الفرد للمعرفة واملهارات الضرورية للقيام بخيارات مهنية واقعية‬
‫وذكية بالنضج املنهي فاالختيار املنهي جزء من عملية النضج ويتأثر بها (مشري‬
‫ولشهب‪.)،0212،‬‬
‫‪ 3.2‬العوامل املؤثرة في النضج املنهي‪:‬‬
‫أشار سوبر الى عدة عوامل تؤثر على موضوع النضج املنهي‪،‬حيث وجدو ان املستوي التربوي‬
‫والتعليمي اكثر دالله على النضج املنهي من العمر ‪،‬وان هناك إ اختالف بتطور النضجج تبعجا‬
‫الختالف الجنس ‪،‬وان املكانة الاقتصا دية الاجتماعية لها تأثير غير مباشر على النضج املنهي‬
‫‪ ،‬وأن هن ججاك أهمي ججة للظ ججروف الاجتماعي ججة والاقتص ججادية له ججا ت ججأثير غي ججر مباش ججر عل ججى النض ججج‬
‫املنهججي‪ ،‬وان هنججاك أهميججة للظججروف الاجتماعيججة والاقتصججادية للوالججدين فججي تحديججد املججدركات‬
‫املهنيج ججة ل ج ججدى الف ج ججرد ‪ ،‬وان التح ج ججاق الف ج ججرد ف ج ججي مهنج ججة معين ج ججه يع ج ججود إل ج ججى املرك ج ججز الاقتص ج ججادي‬
‫والاجتماعي للوالدين‪( .‬أبو أسعد والهواري‪)00-00،0210،‬‬

‫‪1000‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫لقججد ظهججرت اتجاهججات نظريججة عديججدة ص جاغ علججى ضججوها البججاحثون عججدة نظريججات لتفسججير‬
‫هذا املفهوم ‪،‬‬
‫ويع ججد كج ججل مج ججن جينج ججز بج ججرغ وسج ججوبر واتباعهمج ججا ومج ججن أهج ججم رواد املن ج ججي التطج ججوري الج ججذين أدت‬
‫جهودهم الي تطوير مفهوم النمو املنهي ‪.‬‬
‫‪.3‬النظريات املفسرة للنضج املنهي ‪:‬‬
‫تسعي هذه النظريات إلى تقديم مفاهيم يستفيد املرشدون التربويون في فهم‬
‫نفسيات الافراد والجماعات ‪ ،‬ومساعدتهم على اختيار املهن التي تناسبهم وتزويدهم‬
‫بخلفية نظرية عن عوامل اتخاذ القرار املهن باعتبار الاختيار جزء من النضج املنهي ‪،‬كما‬
‫تساعدهم على رسم برامج تدريبية التي يجب أن يرسموها إلعداد املرشدين ملمارسة‬
‫مهماتهم إلارشادية ‪.‬‬
‫‪ 0.3‬نظرية سوبر‪:‬‬
‫دونالد سوبر‪ )1512(Super ،‬أسس نظرية في إلارشاد املنهي والتي أسماها نظرية‬
‫النمو املنهي (‪ ،)Vocation Deveopment‬والتي تأخذ في اعتبارها تطور الاهتمامات املهنية‬
‫بالنسبة للفرد في املستويات العمومية املختلفة وتشرح هذه النظرية العوامل التي من‬
‫خاللها تتكون إمكانيات الفرد واهتماماته‪ .‬وسوبر واحد من كبار ألاخصائيين النفسيين‬
‫املختصين في علم النفس املنهي والقياس النفس ي وله كتاب ذائع الصيت بعنوان استخدام‬
‫الاختبارات النفسية في املجال املنهي‪( .‬أبو حماد‪)205 ،0221 ،‬‬
‫ويعتب ججر س ــوبر م ججن أه ججم الشخص ججيات الت ججي تناول ججت موض ججوع النض ججج املنه ججي وق ججد ب ججى‬
‫نظريتججه علججى أساسججين هم ججا‪ :‬سججيكولوجية الفججروق الفرديججة ومفه ججوم الججذات‪ ،‬ويشججير سججوبر ف ججي‬
‫(‪ )1505‬بج ججأن التطج ججابق بج ججين صج ججورة الج ججذات والتصج ججورات املهنيج ججة هج ججو الج ججذي يحج ججدد الاختيج ججار‬
‫والتكيف ويوضج فجي سجنة ‪ ،1505‬بجأن ألافجراد يلعبجون عجدة أدوار( طفجل‪ ،‬تلميجذ‪ ،‬زو ‪ ،‬أب‪،‬‬
‫م ججواطن‪ ،‬م ججري ‪ )....‬عل ججى خش ججبة املس ججرح املتنوع ججة (البي ججت‪ ،‬ال ججي‪ ،‬املدين ججة‪ ،‬مك ججان العم ججل)‪،‬‬
‫فكلما نج الفرد في أداء أدوار مختلفة سهل عليه تحمل املسؤولية أدوار أخرى‪ ،‬حيث أكد‬
‫علججى النمججو املنهججي ي جزداد فججي التعقيججد ويتجججه نحججو الواقججع والتخصججص‪ .‬ففججل كججل مرحلججة مهججام‬

‫‪1001‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫يجججب علججى الفججرد إنجازهججا وتسججمط هججذه املهججام التطوريججة باكتسججاب الججدليل السججلوكل الك ججافي‬
‫الذي يؤهل الفرد إلى الحصول على مكافئة املجتمع‪( .‬قش ي‪.)011 ،2119 ،‬‬
‫فحسججب نظ ريججة سججوبر النمججو هججو عمليججة مسججتمرة طججوال حيججاة الفججرد تتضججمن عوامججل‬
‫نفسية اقتصادية اجتماعية وجسمية تتفاعل لتؤثر في مهنة الفرد‪.‬‬
‫وي ججرى عب ججد اله ججادي والع ججزة (‪ )1555‬مجموع ججة م ججن ألاس ججس الت ججي تق ججوم عل ه ججا نظري ججة‬
‫سوبر وهي كما يلي‪:‬‬
‫مفهوم الذات‪:‬يعتبر من العناصر ألاساسية لنظرية سوبر حيث يتطور مفهوم الذات املنهي‬

‫مججن خججالل النمججو الجسججمي والنفس ج ي‪ ،‬واملالحظججات فججي العمججل والتوج هججات العمججل مججن الكبججار‬
‫وبيئة العمل والخبجرات العامجة تجزوده بجالوعي عجن عجالم الشجغل وتسجاهم فجي حجدوث تطجورات‬
‫مهنية ذ اتية‪ ،‬فتشكل مفهوم الذات يتطلب من الفرد معرفة ذاته كفرد متميز عن غيره مع‬
‫إدراكه لتشابه الحاصل بينه وبين غيره‪ ،‬فمفهوم الذات متغير غير ثابت فهجو حاصجل نتيججة‬
‫نمجو وتطججور الفججرد العقلججي والجسججمي والنفسج ي والتفاعجل مججع خججرين‪ .‬فالججذات املهنيججة تتطججور‬
‫بنفس الطريقة‪ ،‬فالنضج يظهر عندما يختبر الفرد نفسه بعدة طرق مهنيا وأكاديميا‪.‬‬
‫الفــروق الفرديــة‪ :‬حسججب سججوبر أي فججرد لديججه القججدرة علججى النجججاح والرضججا فججي عججدة وظججائف‬
‫وذكججر بججأن ألاق جران يوجججد بيججنهم تفججاوت فججي الكفايججات للوظججائف بنججاء علججى ميججولهم وقججدراتهم‪.‬‬
‫فالفرد يكون أكثر كفاءة في وظيفته عندما تتطابق مع ميله وقدرته‪(.‬الغريزي‪)14 ،2100 ،‬‬
‫‪ -3-0‬علم النفس النمو‪:‬كتبت بوهلر(‪ )Buhler‬فجي علجم نفجس حيجث ذكجرت أن الحيجاة يمكجن‬
‫أن ينظر إل ها كتتابع ملراحل املتتالية‪ ،‬مما جعلجه يتجأثر بهجا وقجاده لقجول أن طريقجة الفجرد فجي‬
‫التوافججق ه ججي مرحلججة م ججن مراحججل الحي ججاة‪ ،‬يمكججن أن تس ججاعده علججى التنب ججؤ ف جي مراح ججل الحق ججة‪.‬‬
‫فحسججب النظريججة النمائيججة لســوبر فججإن نمججو وتطججور مفهججوم الججذات (املنهججي خصوصججا) يججتم عبججر‬
‫خمس مراحل تتمثل لتشمل كل حياة الفرد وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة النمو )‪()Grouth‬من الوالدة حتى سن ‪:)01‬ينمو مفهوم الذات‪ ،‬حيث يتماثجل‬
‫الشخص مجع خجرين‪ .‬واملهجام النمائيجة أثنجاء مرحلجة النمجو تشجتمل علجى اكتسجاب الفهجم‬
‫الذاتل والحصول على فهم عام عن عالم ألاعمال‪.‬‬

‫‪1002‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫‪ ‬مرحلـ ــة الاست ـ ــا (‪( )Exploration‬مـ ــن ‪ 01‬إل ـ ـ ‪ 21‬سـ ــنة)‪:‬ه ججذه الفتج ججرة ه ججي فتج ججرة‬
‫الفح ججص ال ججذاتل فج ججي عالقوه ججا بعج ججالم ألاعم ججال ويب ججدأ الفج ججرد ف ججي الاختيج جار املباش ججر للعمج ججل‬
‫باملش ججاركة ف ججي ألاعم ججال ل ججبع الوق ججت الت ججي تس ججاعد عل ججى البل ججورة والتحدي ججد والتطبي ججق‬
‫للتفض ج ج ج ججيل املنه ج ج ج ججي وأيض ج ج ج ججا ه ج ج ج ججذه املرحل ج ج ج ججة تنط ج ج ج ججوي عل ج ج ج ججى ث ج ج ج ججالث مراح ج ج ج ججل فرعي ج ج ج ججة‪.‬‬
‫(سعد ;الشريفين‪)001 ،0211 ،‬‬
‫‪ ‬مرحلة التأسيس (‪()Estabislment‬من‪ 21‬إل ‪ 11‬سنة)‪:‬هاته املرحلة الرئيسجية تسجمى‬
‫أيض ججا باإلنج ججاز ويك ججون ألاف جراد ق ججد ح ججددوا مج ججال العم ججل املناس ججب‪ ،‬ويلتزم ججون ب ججه لفت ججرة‬
‫طويلة‪( .‬العزيزي‪)00 ،0211 ،‬‬
‫مرحلـ ــة الاسـ ــتمرار (‪()Maintenance‬مـ ــن ‪ 11‬إل ـ ـ ‪ 14‬سـ ــنة)‪ :‬هات ججه املرحل ججة يس ججتمتع‬ ‫‪‬‬
‫الفرد باألمان والخبرة ويحاول الحفاظ على الحالة كمتخصص منتج‪ ،‬فاملهنة النمائية‬
‫الرئيسية هي الحفاظ على الحالة التي تم انجازها‪.‬‬
‫مرحل ــة الان ــدار (‪ ()Disengagement‬م ــن ‪ 41‬س ــنة فم ــا ف ــوق)‪:‬يق ججوم الف ججرد بوهيئ ججة‬ ‫‪‬‬
‫نفسه للتقاعد وتنحصر املهارات والقدرات الجسجمية والعقليجة وف هجا مرحلتجان أوليتجان‬
‫هما‪:‬‬
‫مرحلة الان صار‪:‬وهي تباطىء يحدث في سجن ‪ 01-02‬عامجا وهجو الوقجت الجذي يبجدأ فيجه‬ ‫أ‪-‬‬
‫للتيهيء للتقاعد‪.‬‬
‫مرحلة التقاعد‪:‬تبدأ من سجن ‪ 01‬عامجا أو بعجد ذلجك ويسجتمر فجي العمجل لجبع الوقجت‬ ‫ب‪-‬‬
‫أو يتوقف عنه ويكرس وقته للمتعة والتسلية‪ .‬ويشير سوبر (‪ )1512 ،0220‬في نظريته‬
‫على أنها منهج مدى الحياة للتنمية املهنية‪.‬‬
‫ت‪-‬كتب سوبر كثيرا في إلارشاد املنهي النمائل ومنهجه نمائل كما وصفه بأنه يجمع بين‬
‫العمليجة النمائيججة ملراحججل الحيججاة ومججع مجنهج معججدل مججن السججمات والعوامججل وإدخججال‬
‫مفهوم " مراحل الحياة " ويقر بأن حاجات الفجرد تختلجف حسجب املرحلجة النمائيجة‪.‬‬
‫ومثججال علججى ذلججك شججاب فججي السججنوات الثانويججة املبكججرة سججتكون اهتمامججات وحاجججات‬
‫مهنية مختلفة عجن عمجر رخجر عمجره ‪ 01‬سجنة‪ ،‬كمجا أن كالهمجا قجد يكجون سجابقا عجن‬
‫أقرانه الذين في سنه فيما يخص التخطيط والتنفيذ خطط النمو املنهي‪.‬‬

‫‪1003‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫ث‪-‬يجرى سجوبرأن فكججرة املقارنجة مجع جماعججة ألاقجران أدى إلجى تطججوير مفهجوم النضجج املنهججي‬
‫عنجد سـوبر‪,)Osipow, 1983(.‬والشجكل التجالي يوضج هجذه املراحجل النمائيجة عنجد‬
‫سوبر‪.‬‬

‫شكل(‪ :)0‬مراحل التطور للفرد وم ونات هذه املراحل عند سوبر( العزيزي‪)10 ،0211،‬‬
‫‪ 2.3‬نظرية الانماط املهنية لجون هوالند‪:‬‬
‫صور هذه النظرية " جون هوالند " وتعتبر مجن الاتججاه الشخيج ي فجي نظريجات النمجو‬
‫املنهججي وقججد ركججز علججى السججمات الشخصججية وأثرهججا فججي عمليججة اتخججاذ القجرار املنهججي‪ ،‬وتعتمججد هججذه‬
‫النظرية علجى ثجالث محجاور أساسجية هجي‪ :‬البيئجة – الفجرد – تفاعجل بجين الفجرد والبيئجة‪ .‬وهنجاك‬
‫أربع افتراضات تمثل ألاساس لنظرية هوالند وهي‪:‬‬
‫‪ -‬يتميز الناس بنوع واحد من ستة أنواع للشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك ستة أنواع من البيئة تتطابق مع ستة أنواع من الشخصية‪.‬‬

‫‪1004‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫‪ -‬يسججعى النججاس فججي طلججب بيئججات العمججل التججي يمكججنهم مججن اسججتخدام مهججاراتهم والتعبيججر‬
‫عن قيمهم والدخول في أدوار مقبولة‪.‬‬
‫التفاعل بين البيئة والشخصية يحدد السلوك‪(.‬سعد والشريفين‪)012 ،0211 ،‬‬
‫‪ -0-2‬أنماط الشخصية الستة " حسب نظرية هوالند "‪:‬‬
‫وتقوم هذه النظرية على أساس تقييم الشخصية إلى ستة أنماط هي‪:‬‬
‫النمط الواقعي (‪:)Realistic Type‬هم ألافراد الواقعيون يأخذون منهجا منطقيا‪ ،‬حقيقيا‬
‫للحياة‪ ،‬فهو يفضل النشاط الذي يتطلب قوة بدنيجة‪ ،‬عدوانيجة‪ ،‬ويتسجم بالتناسجق الحركجل‪،‬‬
‫ويفضج ججل التعامج ججل مج ججع أشج ججياء محج ججددة مثج ججل‪ :‬الت وألادوات‪ ،‬يكج ججره املجج ججردات ويميج ججل إلج ججى‬
‫ألاعمال امليكانيكية والحرف وألاعمال اليدوية‪.‬‬
‫ال ــنمط املعرف ــي " املف ــر " (‪:)lnvestigative type‬هججم أف جراد يسججتخدمون املججنهج البح ججي‬
‫التحليلجي لحججل املشججكالت والتجروي ف هججا ويحججاول دائمجا أن يفهججم العججالم املحجيط جيج ًجدا ويميججل‬
‫للصججعوبة والتحججدي والتفكيججر املجججرد ويميججل إلججى الدقججة واملنهجيججة والشججغوف باملعرفججة‪ .‬وعججادة‬
‫هججذا الشججخص تنقصججه مهججارات القيججا دة وألاعمججال املثإل ججة بالنسججبة لججه هججو البحججث العلمججي فججي‬
‫مجاالت متنوعة مثل‪ :‬العلوم‪ ،‬الرياضيات أو إلانسانيات‪.‬‬
‫الــنمط الاجتمــا ي (‪:)Social type‬هججذا الججنمط يميلججون إلججى الاجتماعيججة والتعججاون وتوجيججه‬
‫النج ججاس‪ ،‬حيج ججث تبج ججرز مهاراتج ججه الاجتماعيج ججة واللغويج ججة وينفج ججر مج ججن ألاعمج ججال املتعلقج ججة بج ججا الت‬
‫وألاعمال املثالية‪ .‬ومن ألاعمال التي تناسب نمط شخصيته هي أعمال التدريس وإلاشراف‬
‫الاجتماعي أو أخصائل النفس ي‪.‬‬
‫ال ــنمط الف ــي (‪:)Artist Type‬ه ججم أف جراد حساسججون‪ ،‬مب ججدعون‪ ،‬تلقججائيون‪ ،‬اس ججتق ل ون‪،‬‬
‫يميلجون إلججى العزلجة‪ ،‬ويعججالجون مجا يتعرضججون لججه مجن مسججائل مجن رؤيججة ذاتيجة تعبيججر شخيج ي‪،‬‬
‫وألاعمال املثالية بالنسبة لهجذا النمجوذ مجن ألاعمجال الفنيجة مثجل‪ :‬ألادب‪ ،‬الشجعر‪ ،‬الرسجم‪،‬‬
‫املوسيقى‪ ،‬وتنقصه في الغالب املهارات الكتابية والحسابية‪.‬‬
‫الــنمط املغــامر (‪:)Enterprising Type‬يتبنججون منهجججا عججدوانيا انبسججاطيا لحججل املشججكالت‪.‬‬
‫لهججم ميججل للعمججل والنشججاطات التججي تتطلججب مهججارات القيججادة واملبججادرة والسججيطرة والتججأثير علججى‬
‫خرين واملكانة العالية‪ ،‬يتسمون بالثقة بالنفس والحيوية والطموح والاستبداد وألاعمال‬
‫التي توائمهم في املحاماة والعالقات العامة‪.‬‬
‫‪1005‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫وي ججرى "هوالن ججد" أن هن ججاك جوان ججب ب ججين البيئ ججات الس ججتة وم ججا يقابله ججا م ججن أن ججواع أنم ججاط‬
‫ال شخص ججية وأن البيئج ججة تج ججذب الج ججذين لج ججديهم خص ججائص تماثج ججل متطلباته ججا‪ ،‬ونفج ججس ال ج ج يء‬
‫ألاشخاص يميلون إلى تماثل مع خصائصهم الشخصية‪ ،‬ولهذا فإن املوائمة بين ألاشخاص‬
‫والبيئ ججة ت ججؤدي إل ججى نت ججائج يس ججتطيع الف ججرد توقعه ججا وتفهمه ججا م ججن معرفت ججه ألن ججواع الشخص ججية‬
‫والنماذ البيئية‪( .‬الزهرانل‪)20 ،1021 ،‬‬
‫ويقدم هوالند أربعة مفاتيط رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬إلاتقان أو الاتساق (‪:)Consisttncy‬‬
‫مب ججدأ الاتس ججاق ينطب ججق عل ججى ك ججل م ججن نم ججوذ الشخص ججية ونم ججوذ املجتم ججع وهن ججاك‬
‫أنمجاط تتفجق مجع أنمجاط أخجرى مجثال نمجط الفنججان يتفجق‪ ،‬مجع الجنمط الاجتمجاعي أكثجر مجا يتفججق‬
‫مع نمط العلمي أو التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬التمايز (‪:)Dufferemtiation‬‬
‫بع أنماط ألافراد أو البيئات تكون نقية ‪ pure‬بمع ى أن هؤالء ألافراد أو البيئات‬
‫تشججبه ف ججي الغالججب نم ججط واحججد وال تب ججدي تشججابها م ججع ألانمججاط ألاخ ججرى بينمججا يوج ججد أش ججخاص‬
‫رخرين أو بيئات أخرى تبدي تشابها مع بيئات أخجرى‪( ،‬أي هنجاك أنمجاط نقيجة مجن ألافجراد أو‬
‫البيئجات وأنمجاط غيججر نقيجة مججن ألافجراد والبيئججات)‪.‬أمجا الجنمط مججن ألافجراد والبيئججات التجي تتنججوع‬
‫أو حافة على ألانماط الستة فإنه يعتبر نمطا موزعا أو عاما‪ .‬إذا مع جى التمجايز هجو الاخجتالف‬
‫في درجة النقاء في إلانتساب إلى نمط بعيد‪.‬‬
‫‪ -‬التطابق (‪:)Congruence‬‬
‫إن ألانم ججاط املتنوع ججة للشخص ججية تتطل ججب بيئ ججات متنوع ججة ويح ججدث التط ججابق عن ججدما‬
‫يتواجججد ألافجراد فججي بيئججات تتفججق مججع أنمججاط شخصججياتها‪( .‬مججثال تواجججد الفنججان فججي بيئججة فنيججة)‪،‬‬
‫ويحدث على أال تطابق عندما يتواجد ألافراد في بيئات ال تتفق مع أنماط شخصياتها (مثال‬
‫يتواجججد الفنججان فججي بيئججة تقليديججة)‪ ،‬وذلججك ألن ألافجراد يزدهججرون فججي البيئججة التججي تتفججق معهججم‪،‬‬
‫التطججابق يكججون كججامال‪ ،‬عنججدما يتواجججد شججخص واقعججي فججي بيئججة واقعيججة‪ .‬ويتلججو ذلججك فججي درجججة‬
‫التطججابق (أو يمكججن تسججميته التطججابق الجزئججل عنججدما يكججون نمججط الشخصججية مجج ً‬
‫جاورا لججنمط‬
‫البيئة‪ ،‬مثال عندما يتواجد شخص واقعي في بيئة علمية أو يتواجد شخص تجاري في بيئة‬
‫علمية‪ .‬أما أدنى ألامور أو ما يمكن تسميته انعدام التطابق‪ ،‬فيكون عندما يكون ثمة تضاد‬
‫‪1006‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫بججين النقطتججين التججي تمججثالن نمججط الشخصججية والبيئججة‪(.‬كججأن يوجججد الفنججان فججي بيئججة تقليديججة)‪.‬‬
‫وعليججه فالتطججابق هججو تواجججد ألافجراد فججي بيئججات تتفججق مججع شخصججياتهم والالتطججابق هججو تواجججد‬
‫ألافراد في بيئات ال تتفق مع شخصياتهم وتتضاد‪.‬‬
‫‪ -‬الحساب (‪:)Calculus‬‬
‫يرى هوالند أن العالقات بين أنماط الشخصية وأنماط البيئية يمكن ترتيبها طبقا‬
‫للشكل السداس ي على أسجاس أن املسجافات بجين الشخصجيات والبيئجات تتناسجب عكسجيا مجع‬
‫العالقة بينهما (أبو حماد‪)314 ،2112 ،‬‬
‫يري هوالند أنه كلما بعدت املسافة بين نماذ الشخصيات والبيئات كلما كان ذلك دليال‬
‫على تدنل العالقة بينهما‪ .‬والشكل التالي يوض نموذ هوالند‪:‬‬

‫شكل(‪ :)12‬نموذج هوالند‬


‫حس ججب نمج ججوذ هوالنـ ــد أن النم ججو املنهج ججي غيج ججر س ججليم يكج ججون نتيجج ججة ألح ججد ألاسج ججباب الخمسج ججة‬
‫املتعلقج ج ججة ب ج ج جنقص الخب ج ج جرات الكافيج ج ججة الكتسج ج ججاب امليج ج ججول وكفج ج ججاءات محج ج ججددة وإدراك جيج ج ججد‬
‫ل ججذات‪.‬أوخب ججرات غي ججر كافي ججة لل ججتعلم ع ججن بيئ ججات العم ججل ومعرفوه ججا‪ .‬إض ججافة ال ججى وج ججود خبج جرات‬
‫غامضججة ومتناقضججة عججن امليججول أو الكفججاءات أو الخصججائص الشخصججية ومعلومججات غامضججة‬
‫عن بيئة العمل‪(. .‬العزيزي‪)11 ،0211 ،‬‬
‫إن عدم قدرة الذات على ترجمة الخصائص الشخصية إلى فرص وظيفية تجعل الفرد غير‬
‫قادر على اتخاذ قرارات مهنية‪ .‬والقيام بمحاولة مناقشة هذه ألاسباب من شأنه مساعدتهم‬
‫على معرفة سبب عدم القدرة على اتخاذ قرار منهي‪.‬‬

‫‪1007‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫ومن خالل تحديد ألاسباب الخمسة قام هوالند بإعداد اختبار الشخصية " ‪I-P-H‬‬
‫" (‪ )Ihventorye Fhollahdper Sohality‬وه ججو اختب ججار يمك ججن طال ججب العم ججل م ججن تج ججاوز‬
‫الص ججعوبات الان ججدما وتحدي ججد مس ججاره املنه ججي ال ججذي يدمج ججه ف ججي س ججوق العم ججل‪ .‬وم ججن املج ججاالت‬
‫الذي يتضمنها هذا الاختبار مايلي‪:‬‬
‫تمث ج ج ججل الش ج ج ججخص لذات ج ج ججه‪.‬وتعبي ج ج ججره ع ج ج ججن مثل ج ج ججه العلي ج ج ججا ومبادئ ج ج ججه ‪.thevaluesaflife‬وتماهي ج ج ججه‬
‫‪ Identification‬لشخصيات مشهورة‪.‬‬
‫إض ججافة إل ججى الاختصاص ججات الدراس ججية الت ججي يحبه ججا أو ينف ججر منه ججا وألانش ججطة املفض ججلة‬
‫وميجادين الكفججاءة لديججه‪ .‬ونشجاطاته أوقججات فراغججه وتقيجيم القججدرات التججي اسجتعملها فججي املا ج ي‬
‫والتعبير عن ميوالته والاختبارات املهنية خالل طفولته أو مراهقته‪( .‬قش ي‪)011 ،2119،‬‬
‫نشر هوالند ‪ Hollond‬نظريته في إلارشاد النفس ي عام ‪ 1515‬في الواليات املتحدة ألامريكية‬
‫وأعد مقياس لقياس امليول املهنية وركز على العالقة املوجودة من الخصائص الشخصية‬
‫وامليول املهنية‪ ،‬حيث يفترض أن كل فرد يشبه نمط من أنماط الشخصية‪ ،‬وكلما زاد‬
‫التشابه بين الفرد وشخصيته‪ ،‬كلما كانت تصرفاته تتطابق مع أنماط الستة لهوالند‪،‬‬
‫ويمكن قياس نمط البيئة عن طريق خصائص ألافراد الذين يعيشون في البيئة‪.‬‬
‫ويمكن القول أن استخدامات هته النظرية في التوجيه املنهي‪ ،‬تهدف ملساعدة‬
‫الطالب في إيجاد بيئة مناسبة له حسب ألانماط التي صاغها هوالند للعمل على‬
‫استكشاف البيئة املتطابقة مع نمط شخصية الطالب‪ .‬فأخصائل التوجيه املنهي يساعدهم‬
‫في عملية تمايز ألانماط املهنية وزيادة معرفوهم بميولهم وقدراتهم حتى يصلوا إلى القرار‬
‫املنهي السليم‪.‬‬
‫‪ 3.3‬نظرية جينزبرغ‪:‬‬
‫يعتبر ‪ )1511( Ginzberg‬أول من تناول مفهوم الاختيار املنهي من منظور تطوره واعتبره‬
‫سيرورة نمو متعاقبة ينتقل ف ها الفرد من الخيال إلى التجربة والواقعية وتنتهي به إلى‬
‫تحديد مساره ونمط حياته املهنية‪.‬ومن مبادئ نظرية جينزبرغ وأهمها كما يشير لها ‪Legres‬‬
‫‪ )1511( & Pemartion‬هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الاختيار املنهي سيرورة التي تمتد طوال فترة املراهقة‪.‬‬
‫‪1008‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫‪ -‬تعتب ججر ه ججذه الس ججيرورة إل ججى ح ججد كبي ججر غي ججر إرتدادي ججة‪ .‬ويتح ججدد اختي ججار مهن ججة م ججا ب ججالقرارات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬تهج ججدف هج ججذه السج ججيرورة إلج ججى التوفيج ججق بج ججين حاجج ججات الفج ججرد وارغامج ججات املحج ججيط الخج ججار ي‬
‫والختيار املنهي ناتج عن ميكانزمات شعورية وهذا عكس ما توصل إليه الباحثون مثل‬
‫(‪) Holland . AnnRoe‬الججذين ركججزوا كثي جرا علججى التحلي ججل النفس ج ي فججي تفسججيرهم لس ججلوك‬
‫الاختيار إذ يرون أن امليول والتفضيالت املهنية ترجع إلى عوامل ال شعورية‪(.‬تارزولت‪،‬‬
‫‪، )31-22 ،2112‬‬
‫وقد أبرز جينزبرغ تصوره للنضج املنهي وما يتعلق بهذا ألاخير من خالل تعرفه ألهم املراحل‬
‫املحددة له والتي يستوجزها فيمايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة الخيال ‪Fantacy‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التجريب ‪Tentative Stage‬‬
‫(الداهري ‪ Realistic Stage)930 -951،5002،‬املرحلة الواقعية‬
‫والج ججدول الت ججالي يوضج ج مراح ججل النم ججو املنه ججي عن ججد جينزب ججرغ (بلعابـ ــد عقـ ــد القـ ــادر‪،2104 ،‬‬
‫‪)340.342‬‬
‫جدول (‪ :)10‬مراحل النمو املنهي عند جينزبرغ‬
‫املهام ألاساسية ودور املهام‬ ‫املقادئ ألاساسية‬ ‫السنوات‬ ‫مرحلة النمو‬
‫مب ج ج ججدأ الل ج ج ججذة ع ج ج ججن طري ج ج ججق ممارس ج ج ججة لعب الطفل دافع للنمو املنهي‪.‬‬
‫ألالع ججاب‪ ،‬وك ججأن الطف ججل يحض ججر ملهن ججة التمثيل والاقتداء با خرين أثناء اللعب‪.‬‬
‫‪12-0‬‬
‫معينة‪.‬‬ ‫الفترة الخيالية‬
‫سنوات‬
‫ال يفك ج ج ججر بإمكانيات ج ج ججه وقدرات ج ج ججه وه ج ج ججل‬
‫تسمط له بااللتحاق باملهنة‪.‬‬
‫تعرف تدريجي على متطلبات العمل وميوله وقدراته وقيمه‪.‬‬ ‫الفترة‬
‫‪11-11‬‬
‫التجريبية‬
‫البدء بتحديد وحصر الاختيار‬ ‫يدرك ما يحب وما يكره‬ ‫‪ 10-11‬سنة‬ ‫مرحلة امليل‬
‫يجدرك أن الاهتمججام بالنشجاط وحججده ال يظه ج ج ج ججر تم ج ج ج ججثال بج ج ج ج ج خرين غي ج ج ج ججر الوال ج ج ج ججدين‬
‫كاألصدقاء (يقل ارتباطه بوالده)‬ ‫يكفل‪.‬‬ ‫‪10-10‬‬
‫مرحلة القدرة‬
‫يقج ججيم قدراتج ججه بتأديتج ججه ل عمج ججال التج ججي‬ ‫سنة‬
‫يحبها‬

‫‪1009‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫تججدخل الق ججيم عملي ججة الاختي ججار وتس ججود يعججرف املكججان املناسججب السججتغالل قدراتججه‬
‫القيم ‪10-1‬سنة‬ ‫مرحلة القيم‬
‫ومهاراته‪.‬‬ ‫على الاهتمامات والقدرات‪.‬‬
‫يصبط أكثر استق ل ة وبشكل بارز في مواهبه ومهاراته‪.‬‬ ‫‪11-10‬‬
‫يبح ج ججث ع ج ججن املظ ج ججاهر الخارجي ج ججة للعم ج ججل‪،‬‬ ‫اختيار العمل الذي يريد‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫مرحلة الانتقال‬
‫كالراتب والحوافز التشجيعية‪.‬‬
‫ينطلجق الاختيجار مجن التنسججيق بجين العوامجل الواقعيججة والعوامجل الشخصجية وتشججمل‬ ‫الفترة الواقعية ‪01-11‬سنة‬
‫ثالث مراحل‪:‬‬
‫ينطل ججق م ججن الل ججذة والحي ججاة ومص ججلحة اكتساب خبرات أكثر‪.‬‬ ‫مرحلة ‪15-11‬‬
‫يحتجا الختيججار نشججاط واحجد مججن نشججاطين‬ ‫املجتمع وقيمه الشخصية‪.‬‬ ‫سنة‬
‫أو ثالثة‪ :‬يميل إل ها‪.‬‬
‫يحتا للتقليجل مجن ضجغط الوقجت بسجبب‬
‫ضغط الدراسة‪.‬‬
‫يحتا إلى تحديد اختياره بدقة‬ ‫يصبط أقرب إلى تحديد التخصص أو‬ ‫مرحلج ج ج ججة البلج ج ج ججورة‬
‫العمل الذي يناسبه‪.‬‬ ‫‪ 01-02‬سنة‬
‫الالتزام بنمط حياة املهنة‪.‬‬ ‫الالتزام بتحقيق عمل معين‪.‬‬ ‫مرحل ج ججة التحدي ج ججد‬
‫والتخص ج ج ججص ‪-01‬‬
‫‪00‬سنة‬
‫تنطلق كل نظرية من اهتمامات ووجهات نظر فنجد جينزبرغ أشار ملرحلة من مراحجل النمجو‬
‫املنهججي لججدى الفججرد ومنه ججا مرحلججة تحديججد والتخصججص م ججن (‪ )00-01‬سججنة‪ ،‬حيججث أن الفججرد ف ججي‬
‫هججذه املرحلججة يلتججزم بتحقيججق عمججل معججين أو بججنمط حيججاة املهنججة‪ .‬وأشججار جينزبــرغ مرحلججة اتخججاذ‬
‫القرار تقع تحت املرحلة الثالثة وهجي املرحلجة الواقعيجة (‪ )Realisitic stage‬وأي أن مجا يتخجذه‬
‫الفرد من قرارات تتعلق باملهنة تأتل لتلبية واقع معين في حياته‪( .‬الصب ي‪)00-00 ،1022 ،‬‬
‫‪ 1.3‬أن رو‪:‬‬
‫أن رو أخصائية نفسية إكلينيكية تحولت بعد ذلك في إتجاهاتها إلى البحث في مجال النمو‬
‫املنهي‪،‬وبعدها أجرت العديد من الابحاث التى لها تأثير على النمو الفكري لها في الاختيار‬
‫املنهي(عريبات‪. )001، 0210،‬‬
‫تقوم نظرية آن رو (‪ )AnnRoe‬في إلارشاد املنهي على أساس العالقة بين خبرات الشخصية‬
‫في طفولته املبكرة واتجاهاته وقدراته وميوله من جهة‪ ،‬وبين عوامل الشخصية التي تؤثر‬

‫‪1010‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫على الاختيار املنهي للفرد من جهة أخرى‪ .‬وقد ظهرت هذه النظرية في عام ‪ 1510‬وبقيت‬
‫مؤثرة على علم النفس املنهي حتى ن‪(.‬أبو حماد‪.)319 ،2112 ،‬‬
‫باإلضججافة إل ججى ذل ججك فججإن نظريوه ججا تش ججير إلججى أن الن ججاس يمك ججنهم إشججباع ك ججل الحاج ججات‬
‫ألاساس ججية والحاج ججات ذات الترتي ججب ألاعل ججى‪ ،‬املرتبط ججة بسلس ججلة الحاج ججات عن ججد ماس ـ ـلو‪ .‬ف ججي‬
‫حي ججاتهم املهني ججة‪ :‬الحاج ججات الجس ججدية‪ ،‬الحاج ججات ل م ججن والح ججب والانتم ججاء‪ ،‬وتق ججدير ال ججذات‪،‬‬
‫وتحقيقهج ججا وكثيج ججر مج ججن النظريج ججات ألاخج ججرى تعتج ججرف بأهميج ججة الحاجج ججات النفسج ججية وتعتج ججرف بج ججأثر‬
‫الخب جرات الطفول ججة املبك ججرة‪ ،‬كمججا أش ججارت إل ه ججا رن رو وتحججدد روي (‪ :)1510‬ثالث ججة أن ججواع م ججن‬
‫العالقات بين الوالد الطفل يمكنها أن تعزز اشباع الحاجات في مهنة معينة‪ ،‬وفيما يلي يتم‬
‫استعراض لهذه العالقات‪)Osipow, 1983(.‬‬
‫‪ -0‬الوالدان اللذان يتصفان بالرعاية الرائدة‪:‬‬
‫الوالج ججدان الج ججذان يقومج ججان بتلبيج ججة الطلبج ججات املفرطج ججة يمج ججيالن إلج ججى اشج ججباع الحاجج ججات‬
‫الجسججمية‪ ،‬إال أنهمججا أقججل مججثال إلشججباع الحاجججات النفسججية مثججل الحججب وتقججدير الججذات‪ .‬هججذان‬
‫الوالججدان يعججززان الاعتماديججة داخججل أطفالهمججا‪ .‬نظج ًجرا ألن إشججباع الحاجججات النفسججية يتوقججف‬
‫علج ج ججى انخج ج جراط ألاطفج ج ججال فج ج ججي السج ج ججلوكيات املرغج ج ججوب ف هج ج ججا اجتماعيج ج جا‪ ،‬ويكبج ج ججر ألاطفج ج ججال ذات‬
‫الوجاهة‪،‬وغالبا ما يميلون للعمل في املجال السياس ي‪.‬‬
‫‪ -2‬الوالدان الرافضان‪:‬‬
‫هذان الوالدان إما يمهالن ألاطفال أو يرفضونهم ولدى أطفالهما حاجات كثيجرة لجم‬
‫يججتم إشججباعها‪ .‬وقججد يصججبط هججؤالء ألاطفججال يشججعرون بالشججك وال يثقججون فججي خججرين‪ ،‬ولججذا قججد‬
‫يختج ججارون مهامج ججا يج ججتم ف هج ججا إشج ججباع حاجج ججاتهم فج ججي أنشج ججطة تنطج ججوي علج ججى العمج ججل مج ججع أش ج ججياء‬
‫كالحاسوب وليس الناس‪.‬‬
‫‪ -3‬الوالدان املتققالن‪:‬‬
‫يتقبجل الوالججدان ألاطفججال ويحبججونهم‪ ،‬حيججث ينخرطججان فجي حججب غيججر مشججروط لججذا يججتم‬
‫إشججباع الحاجججات ذات الترتيججب ألاعلججى لججدى ألاطفججال‪ ،‬وينهيججان الشججعور باالسججتقالل والذاتيججة‬
‫لدى ألاطفال أثناء نموهم‪.‬‬

‫‪1011‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫نظج ج ًجرا ألن هج ججؤالء ألاطفج ججال ال يشج ججعرون بج ججاألمن والرضج ججا عج ججن أنفسج ججهم‪ ،‬فج ججإنهم قج ججد يختج ججارون‬
‫وظائف مثل التدريس‪ ،‬الطب‪ ،‬حيث يساعدون خرين على تحقيق ذواتهم‪.‬‬
‫مجن الصججعب اختبججار نظريججة (‪ )AnnRoe‬تجريبيججا نظج ًجرا لطبيعججة الشخصججية للمفججاهيم‬
‫التججي تقججوم عل هججا النظريججة‪ )Osipow, 1990( ،‬ومججن ثججم فججإن هنججاك حاجججة إلججى إعججادة تعججديل‬
‫النظريججة وإلججى مزيججد مججن البحججوث التجريبيججة عججن مبادئهججا‪ .‬حيججث أن (‪ )AnnRoe‬كانججت أول مججن‬
‫بح ججث ف ججي العالق ججة ب ججين قض ججايا املنش ججأ ألاس ججري والتنمي ججة املهني ججة‪ ،‬حي ججث تش ججير إل ججى أن طبيع ججة‬
‫دورا هام ججا فججي تنميججة املهنيججة‪ .‬حيججث تؤكججد أن ألاس ججلوب‬ ‫العالقججة بججين (الوالججد‪ ،‬الطفججل) تلعججب ً‬
‫ال ج ججذي تتط ج ججور ب ج ججه مي ج ججول واتج ج ججاه الف ج ججرد يح ج ججدد إل ج ججى ح ج ججد م ج ججا امله ج ججن الت ج ججي س ج ججوف يختاره ج ججا‬
‫مستقبال‪(.‬سعد وال ريفين‪. )112 ،110 ،2101 ،‬‬
‫‪ 1.3‬نظرية الاتجاه الاجتما ي‪:‬‬
‫تعتبج ججر نظريج ججة بانج ججدورا سج ججلوكية اجتماعيج ججة حيج ججث يج ججتم تعلج ججم السج ججلوك مج ججن خج ججالل‬
‫املالحظة ومحاكاة النماذ والتفاعل الحتمي املتبادل بين الفرد والبيئة والسلوك وفي غياب‬
‫التعزيز يكتسب السلوك من خالل مالحظة ألاخرين‪ ،‬وتعتمد إليات الجتعلم إلاجتمجاعي علجى‬
‫عمليات التعزيز باإلنابة والعمليات املعرفية وعمليات التنظيم الذاتل‪.‬‬
‫‪ -‬النظرية الاجتماعية في الاختيار‪:‬‬
‫تججم وضججع هججذه النظريجة مججن قبججل كورمبججولتز وميشججيل وجججيالت سججنة ‪ ،1501‬وتعتمججد‬
‫هذه النظرية على أساس أن هناك العديد من العناصر خار قدرة الفرد تلعجب دورا مهمجا‬
‫فججي مجججرى الحيججاة بمججا فيججه ذلججك قراراتججه واختياراتججه التربويججة واملهنيججة‪ ،‬ويعتقججد أصججحاب هججذا‬
‫الاتجججاه أن درجججة حريججة الفججرد فججي الاختيججار اقججل بكثيججر ممججا يعتقججد وان توقعججات الفججرد ليسججت‬
‫مستقلة عن توقعات املجتمع منه‪.‬‬
‫وقجد أشجار هجذا الاتججاه أيضجا إلجى تجأثير ألاسجرة كعامجل مهجم فجي التنبجؤ باختيجار الفجرد كمجا أشججار‬
‫باندورا إلى أن ألاحداث الواقعة بالصدفة تلعب دورا مهما في تشكيل حياة إلانسان‪.‬‬
‫وخالصة القول أن هذا الاتجاه يؤكد مسؤولية الاتجاه الاجتماعي عن اختيار الفرد‬
‫ملهنته ‪،‬وهجذا كجان مناقضجا لجرأي لنظريجة ان رو التجى تركجز(خبجرات الطفولجة وعالقجة الطفجل‬
‫بوالديه) ‪،‬نظريةوسوبر التي تركز على(مفهوم الذات)‪ ،‬وهوالند (طبيعة ونمط الشخصية)‪.‬‬

‫‪1012‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫ومن أهم العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي ركز عل ها هذا الاتجاه نذكر‬
‫الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إل ها الفرد ودخل ألاسرة وثقافة الوالدين والخلفية العرقية‬
‫والدينية والقومية وألاسرة وطموحات الوالدين واثر إلاخوة وألاخوات والقيم التي تؤمن بها‬
‫باالضافه البيئة واملجتمجع املحلجي واملدرسجة‪.‬والضجغوطات الاجتماعيجة وفجرص العمجل املتاحجة‬
‫وتوزيع سوق العمل وإدراك الفرد لدوره كقائد أو تابع ومدى تطابق هذا إلادراك مع إدراك‬
‫خرين له ‪.‬باالضافة الى وضع املرأة ومكانوها في املجتمع وما يتاح لها من فرص ‪.‬‬
‫أمامججا يتعلججق بالجانججب التطبيقججل لهججذه النظريججة‪ ،‬فيعتبرإتخججاذ الق جرار مه جارة تعليميججة‬
‫يمكججن أن تعلمهججا ألاشججخاص الججذين يقومججون باختيججار منهججي‪ .‬والنجججاح فججي عمليججة اتخججاذ الق جرار‬
‫املنهي يقاس على أساس املهارات املوجودة لدى الفرد ‪،‬وال توجد مهنة كأفضل مهنة للفرد‪.‬‬
‫(بوبكر دبابل‪)12 ،0210 ،‬‬
‫تحججاول نظريججة لكومبججولتز ان توضج عمليججات الاختيججار املنهي‪،‬وبخاصججة أحججداث الحيججاة‬
‫التجى تجؤثر فججي تحديجد الاختيجار املنهججي وتحجث علجى البحججث علجى املعلومجات لتسججاعدهم فجي عمليججة‬
‫اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .1‬خاتمة‪:‬‬
‫ومن خالل ماتم تناوله من النظريات سابقة الذكر فإن املهنة بالنسبة للفرد ال‬
‫تقتصر على كسب املال فقط بل لتحقيق الذات أيضا‪ ،‬حيث يعبر الفرد عن ميوله‬
‫وقدراته وإشباع حاجاته النفسية فالعمل الذي يختاره الفرد مستقبال هو من يحقق له‬
‫التوافق مع ذاته ومجتمعه‪ .‬ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على النظريات‬
‫التي تناولت مفهوم النضج املنهي من عدة جوانب‪ .‬حيث اعتمدت نظرية سوبر على‬
‫اختبارات عملية تم تجريبها وتطبيقها ‪،‬وهذا ما يجعلها مصدر قوة وأهمية‪.‬‬
‫أما نظرية جينزبرغ وزمالئه ‪،‬تعتبر من النظريات الشامله التي استطاعت أن تقدم العديد‬
‫من الافكار واملعطيات في مجال النمو النفس ي ‪،‬إذ نجد ف ها توضيط كافي لعملية النمو‬
‫املنهي‪،‬كما أنها تتيط املجال لتوقع مشاكل النمو املنهي التي قد تعترض نمو الطالب وتطورهم‬
‫املنهي ‪،‬وبالتالي تؤدي بهم الى نماذ مهنية منحرفة‪.‬‬

‫‪1013‬‬
‫امال زغوان‪.‬نصيرة خاليفية‬

‫أما نظرية هوالند ف هي نظرية بنائية تفاعلية النها تسعي الى تنظيم البحر الواسع من‬
‫املعلومات عن الافراد واملهن‪،‬وهي تفاعلية النها تفترض أن تعدد املهن والسلوكات‬
‫الاجتماعي ة هي نتا لسلوك الافراد والبيئات نحو بعضهم‪ ،‬فالطريق بين الفرد والبيئة‬
‫باتجاهين‪ :‬املهن تغيير الافراد‪ ،‬والافراد يغيرون املهن‪.‬‬
‫تعتبر نظرية أن رو أنها قابلة للتطبيق ولكن النتائج العامة لالبحاث تقترح ان النظرية‬
‫ممكن ان ال تكون قابلة لالختيار والاستخدام‪ ،‬كما ان الادوات املستخدمة صعبة التطبيق‬
‫حيث يركز على خبرات الطفولة وردود فعل الاباء نحو أبنائهم وهذا صعب تجريبه‬
‫وقياسه فهو غير دقيق ‪.‬‬

‫‪ .1‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬أبوحماد‪ ،‬ناصر الدين (‪ .)0221‬الارشاد النفس ي والتوجيه املنهي‪ ،‬ألاردن‪.‬‬
‫‪ -‬ابو سعد‪،‬احمد والهواري‪،‬ملياء‪،)0210(،‬التوجية التربوي واملنهي‪،‬عمان‪،‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪ -‬السواط‪ ،‬وصل هللا حمدان‪، )0221( ،‬ا لنضج املنهي وتنمية مهارة إتخاذ القرار املنهي‬
‫لدى طالب الصف ألاول الثانوي بمحافظة الطائف‪،‬دراسة شبه تجريبية‪،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪:‬غير منشورة‪،‬السعوديه‪.‬‬
‫‪ -‬بالعابد‪ ،‬عبد القادر‪ ،)0210(،‬تشكيل البروفيل املنهي على ضوء مفهوم النضج املنهي‪ ،‬مقاربة‬
‫مفاهيمية تحليلية‪،‬مجلة العلوم إلانسانية وإلاجتماعية‪،‬العدد ‪.00‬‬
‫‪ -‬تازولت‪ ،‬حورية‪،)0221(،‬أثر برامج تربية إلاختيارات على الخاصية السيكولوجية‬
‫الدالة على بناء وتحقيق املشاريع الدراسية واملهنية‪.‬رسالة دكتوراه‪:‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪ -‬الداهري‪ ،‬صال ‪ ،)0221( ،‬سيكولوجية التوجيه املنهي ونظرياته‪.‬ألاردن‪.‬دار وائل‪.‬‬
‫‪ -‬دبابل‪،‬بوبكر‪ ،)0210(،‬محاضرات في مقياس إلاخيتار والتوجيه‪.‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقلة‪.‬‬
‫‪ -‬الزهرانل‪ ،‬سلطان بن عاشور بن على‪،)1022(،‬التفضيل املنهي وإتخاذ القرار لدي عينة من‬
‫طالب الكليات املهنية بمحافظة جدة‪،‬رسالة ماجستير‪،‬جامعة أم القري‪،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬سعد‪ ،‬على مراد والشريفين‪ ،‬أحمد عبد هللا‪،)0211(،‬املدخل إلي إلارشاد النفس ي من منظور‬
‫ف ي وعلمي‪ .‬عمان‪ ،‬دار الفكر ناشرون وموزعون‪.‬‬

‫‪1014‬‬
‫النظريات املفسرة للنضج املنهي‬

‫‪ -‬الصب ي‪ ،‬دالل عطية هللا‪،)1022(،‬إلاستكشاف والبلورة وإلالتزام املنهي وعالقوها بمعتقدات‬


‫الكفاية املهنية لدي عينة من طالب طالبات الصف الثالث من املرحلة الثانوية بمدينة مكة‬
‫املكرمة‪.‬ماجستير‪:‬منشورة‪،‬جامعة أم القري‪،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬عريبات‪،‬أحمد عبد الحليم‪،)0210(،‬الارشاد املنهي بين النظرية والتطبيق‪،‬الاردن‪،‬دار الاعصار‬
‫العلمي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬العزيزي‪ ،‬سيف هللا بن سالم خلفان‪،)0211(،‬فاعلية برنامجي ارشاد جمعي يستندان لنظرية‬
‫هوالند وسوبر في تحسين مستوي إتخاذ القرار املنهي لطالب التعليم ألاساس ي‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪،‬جامعة نزوي‪،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬ق ي‪ ،‬إلهام‪ ،)0225(،‬محددات تخطيط املسارات الوظيفية في إطار إدارة املوارد البشرية‪.‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬مشري‪،‬سالف ولشهب‪ ،‬أسماء‪10/11(،‬جانفل‪.)0212‬النضج املنهي وعالقته باالستراتيجيات‬
‫التي يعتمدها للتكيف مع ضغوط مهنته‪.‬امللتقل الدولي الثانل حول ظاهرة املعاناة في العمل‬
‫بين التناول السيكولو ي والسوسيولو ي‪.‬‬
‫‪ -‬معابرة ‪،‬شروق محمدوالكوشة ‪،‬فايز ضيف هللا‪،)0202(،‬نضج الاتجاه املنهي لدى طلبة السنة‬
‫املتغيرات ‪،‬دراسات العلوم‬ ‫أولى في جامعة جدارا واختالفه باختالف بع‬
‫التربوية‪،‬املجلد‪،00‬العدد‪. 001- 001، 0‬منشورة‪،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪-Osipow,S(1983).Theoris of Carrer development.Prentice hall. New.Jersey,US -‬‬

‫‪1015‬‬

You might also like