You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫الإجنــــاز بالف�ضــــول‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫ُيجمع علما ُء النف�س على وجود طريقني لتحقيق الإجنازات‪،‬‬ ‫ا�ستلهام ًا من مقولة �سيدي �صاحب ال�سمو ال�شيخ‬
‫حممد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬
‫�أال وهما‪ :‬التقليد والتجديد‪ .‬التقليد �أو «االمتثال» يعني‬
‫جمل�س الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬وهو يزور‬
‫�إتباع الطرق التقليد َّية واحلفاظ على الأمور كما هي بال‬ ‫معر�ض الفن العاملي «�آرت دبي» حيث قال‪�« :‬إعادة‬
‫تغيري‪َّ � ،‬أما التجديد وعدم االن�صياع للتقليد فهو �أن َن َ‬
‫طرق‬ ‫�إعمار املنطقة فكر ّي ًا تبد�أ من القراءة‪ ،‬ومن � ٍ‬
‫أجيال‬
‫طرق ًا غري مطروقة يف رحلة احلياة‪ ،‬فن�سري عك�س التيار‬ ‫�شغف اال�ستك�شاف» ي�سرنا يف مبادرة «كتاب يف دقائق» �أن‬
‫العلم ولديها ُ‬ ‫حتب َ‬ ‫ُّ‬
‫يف رحلة االبتكار‪ .‬فالأ�صليون ي�سلكون ُ�سب ًال غري َم�سلوكة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملخ�صات ثالثة كتب متميزة‪.‬‬ ‫نقد َم لقرائنا َّ‬
‫ِّ‬
‫ويخاطرون من �أجل الت َف ُّرد والإبداع‪.‬‬
‫الكتاب الأول بعنوان «�شغف القيادة»‪ ،‬وهو من ت�أليف وزير الدفاع الأمريكي‬
‫الثاين والع�شرين «روبرت جيت�س»‪ ،‬الذي تولّى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية عام‬
‫ويكمن جوهر التجديد يف البحث الدائم عن بديل �أف�ضل‪،‬‬ ‫‪ ،2006‬وكلَّفه «باراك �أوباما» مبوا�صلة قيادته ل�ش�ؤون دفاع �أقوى دولة يف العامل‬
‫وذلك بدافع الف�ضول وعدم املثول‪ .‬الف�ضول هو ال�شك يف‬ ‫عام «‪ »2008‬وا�ستمر يف من�صبه حتى عام ‪.2011‬‬
‫امل�سلَّمات عندما من ُّر بحالة «الفوجا دي» (‪ )vuja de‬وهي‬
‫املقابل لظاهرة «الديجا فو» (‪ .)déjà vu‬نعي�ش حالة «الديجا‬ ‫ومتيزت جتربة «جيت�س» القيادية يف انتقاله من رئا�سة جامعة �أمريكية‪� ،‬إلى‬
‫�أكرب م�ؤ�س�سة ع�سكرية يف العامل‪ .‬ومن ثم ف�إن الكتاب الذي يعك�س جتربة ‪50‬‬
‫فو» عندما نلتقي �شيئ ًا جديد ًا متام ًا َ‬
‫فنتخ َّيل �أ َّننا ر�أيناه من‬
‫عام ًا يف اخلدمة العامة يتوجه �إلى حماربة البريوقراطية يف معاقلها‪ ،‬وتطبيق‬
‫قبل‪� .‬أ َّما حالة «الفوجا دي»‪ ،‬فهي على العك�س متام ًا‪ ،‬حيث‬ ‫�أهم مبادئ «القيادة املوقفية» التي تعني تغيري القائد لنمطه القيادي عندما‬
‫ن�ست�شعرها عندما نقابل �شيئ ًا م�ألوف ًا ولك َّننا ب�سبب الف�ضول‬ ‫يتحول من القيادة يف بيئة مدنية مثل اجلامعة‪� ،‬إلى بيئة ع�سكرية مثل «وزارة‬
‫والإلهام نراه من منظور جديد‪ ،‬ونتمتع بر�ؤي ٍة م�شحون ٍة‬ ‫الدفاع»‪ .‬يرى «جيت�س» � َّأن البريوقراط َّية تعني «حكم املكتب»؛ �أي حتكُّم اجلماد يف‬
‫ع�ص ِّي ًة‬ ‫ٍ‬
‫م�شكالت قائمة كنا نظنها َ‬ ‫ومتجدِّ دة ُ َت ِّكننا من حلِّ‬
‫َ‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والثابت يف املتغري»‪ ،‬وي�ؤكد على � َّأن هذا يجب �أن يتغري يف ع�صر الإدارة‬
‫على احلل‪ .‬عندما ن�شعر بالف�ضول جتاه بع�ض امل�سلَّمات‬ ‫الإلكرتونية واملناف�سية الأممية‪.‬‬
‫القدمية‪ ،‬ندرك �أ َّنها واجبة التغيري‪ ،‬و�أن �أ�سبابها وروافدها‬
‫�أما الكتاب الثاين ف�إنه يغري الكثري من قواعد علم التفكري والإبداع‪ ،‬وهو بعنوان‬
‫االجتماعية والثقافية والعلمية قد تغريت‪ ،‬ومن ثم علينا‬ ‫«املبدعون ‪ ..‬هكذا يحرك املجددون العامل» ويتناول الكيفية التي يحرك فيها‬
‫املبادرة �إلى تغيريها‪ .‬فالقواعد ونظم العمل من فكر و�صنع‬ ‫املجددون العامل‪ .‬يقول امل�ؤلف «جرانت»‪« :‬هناك طريقان للإجناز‪ :‬التقليد‬
‫الب�شر‪ ،‬وهي قابلة للتغيري �أو التطوير �أو الإلغاء متام ًا‪ .‬ومن ثم‬ ‫والتجديد؛ التقليد �أو «االمتثال» يعني اتباع الطرق التقليد َّية وعدم التغيري‪� ،‬أ َّما‬
‫ف�إن التفكري من منظور «الأ�صليني» املجددين يذكي فينا روح‬ ‫التجديد وعدم االن�صياع فيتحقق عندما نَطرقُ طرق ًا غري مطروقة يف رحلة‬
‫التجديد ويدفعنا لأن ننجز �أكرث و�أف�ضل‪.‬‬ ‫احلياة‪ ،‬فن�سري عك�س التيار يف رحلة االبتكار‪ .‬فاملبدعون ي�سلكون ُ�سب ًال غري‬
‫َم�سلوكة»‪.‬‬

‫�أما الكتاب الثالث فال يخلو من الطرافة والإ�ضافة؛ �إنه كتاب «املناطق الزرقاء‪:‬‬
‫درو�س نتعلمها من املُع َّمرين الذين عا�شوا حيا ًة �أطول و�أف�ضل» ت�أليف «دان بوترن»‬
‫املوجه لتوعية النا�س ب�أمناط‬ ‫امل�ستك�شف ورائد م�شروع «النطاقات الزرقاء» َّ‬
‫ال�صحية والطبيعية‪ .‬وهو يحلل الأ�سباب غري املعروفة التي جعلت �سكان‬ ‫ِّ‬ ‫احلياة‬
‫خم�س مناطق يف العامل يع ّمرون طويالً‪ ،‬ويعي�شون حياة مديدة و�سعيدة‪ ،‬رغم‬
‫اختالف بيئاتهم من اليابان �شرق ًا‪� ،‬إلى كو�ستاريكا غرب ًا‪ .‬ويرى امل�ؤلف � َّأن �س َّر‬
‫الكم بل يف الكيف؛ فما جدوى العمر املديد �إن افتقر الإن�سان‬ ‫ال�صحة ال يكمن يف ِّ‬
‫ال�صحة التي ت�ؤهله للتم ُّتع مبباهج احلياة؟!‬
‫َّ‬ ‫�إلى‬

‫ويف اخلتام �أمتنى �أن تنال مو�ضوعات املجموعة اجلديدة من «كتاب يف دقائق»‬
‫ا�ستح�سانكم‪ ،‬و�أن ترفد خميالتكم باملزيد من الإبداع يف جوانب حياتكم كافة‪.‬‬

‫جمال بن حويرب‬
‫العضو المنتدب لمؤ سسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪2‬‬
‫هل كــل العبــاقرة مبدعون؟‬
‫اخلا�صة‪ ،‬ف�ض ًال عن �أ َّنهم‬
‫َّ‬ ‫واللعب ِبطُ رقهم‬ ‫بد ًال من �أن يحققوا جناح ًا مدوي ًا كما ُتنبئ‬ ‫نحن نتعر�ض لل�ضغوط لتق ُّبل امل�س َّلمات يف‬
‫ال ين َف ُّكون ي�سعون للح�صول على ا�ستح�سان‬ ‫قدرا ُتهم اخلارقة‪.‬‬ ‫مما نتو َّقع‪ ،‬ف�إذا بحثنا عن‬‫وقت مبكر �أكرث َّ‬
‫والديهم و�إعجاب معلِّميهم‪ .‬وكما يقول‬ ‫ولكن نادر ًا ما يتم َّكن ال ُ‬
‫أطفال العباقرة‬ ‫الأ�شخا�ص الذين �سيغريون العامل‪ ،‬ف�إن‬
‫االقت�صادي «جوزيف �شومبيرت»‪ ،‬ف�إن‬ ‫من تغيري العامل‪ ،‬على الرغم من مواهبهم‬ ‫�أول من يتبادر �إلى �أذهاننا هم الأطفال‬
‫اخللق»‪،‬‬ ‫الإبداع هو الهدم الب َّناء �أو «الهدم َّ‬ ‫وطموحهم‪ .‬فما يعوقهم عن النهو�ض‬ ‫العباقرة‪ ،‬الذين ميكن �أن يتع َّلموا القراءة‬
‫فغالب ًا ما يتط َّلب ا�ستخدام نظم جديدة‬ ‫و�إحداث التغيري هو �أ َّنهم يركِّزون طاقا ِتهم‬ ‫�سن الثانية‪ ،‬ويعزفون املو�سيقى يف‬ ‫يف ِّ‬
‫هدم الطرق القدمية‪ ،‬ومن ال يغامرون‬ ‫العلمية القائمة‪ ،‬بد ًال‬
‫َّ‬ ‫على ا�ستغالل املعرفة‬ ‫�سن الرابعة‪ ،‬ويوقدون �أذهانهم بدرا�سة‬ ‫ِّ‬
‫ويتخلون عن التقليد من �أجل التجديد هم‬ ‫من ا�ست�شراف ر�ؤى فريدة و�إيجاد �آفاق‬ ‫التفا�ضل والتكامل يف ال�ساد�سة‪ ،‬ويتحدثون‬
‫ر�ضي من حتقيق نتائج‬ ‫خوف َم ِّ‬
‫من ينتابهم ٌ‬ ‫جديدة‪ ،‬فرناهم يلتزمون بقواعد لعبة‬ ‫�سبع لغات يف الثامنة‪ ،‬ثم كما يقول «تي‪.‬‬

‫؟‬
‫غري ُمر�ضية‪.‬‬ ‫احلياة امل�ألوفة بد ًال من و�ضع قواعدهم‬ ‫�إ�س‪� .‬إليوت» يف�شلون ويعي�شون حياة تعي�سة‪،‬‬

‫هل العباقرة يف م�أمن من املخاطر؟‬


‫�ضد املخاطر‪ ،‬ولكنَّ احلقيقة هي �أ َّنهم �أكرث قدرة من‬
‫نحن نعتقد ب�أنَّ املبدعني ُو ِلدوا مبناعة بيولوج َّية َّ‬
‫نقرر‬
‫غريهم على جتاوز املخاطر‪ ،‬وجتاهل موافقة املجتمع‪ ،‬فهم بب�ساطة ال ي�شعرون بالقلق مثلنا عندما ِّ‬
‫ال�سباحة عك�س الت َّيار‪.‬‬

‫يف كلِّ جمال‪ ،‬بدء ًا من عامل الأعمال وال�سيا�سة وو�صو ًال �إلى العلوم والفنون‪ ،‬جند � َّأن من يبتكرون وينه�ضون بالعامل نحو الأف�ضل نادر ًا ما‬
‫ويتحدون الواقع‪ .‬هم يف ظاهر الأمر يت�سمون باجلر�أة والثقة بالنف�س‪ ،‬ولكن‬ ‫َّ‬ ‫يكونون مثا ًال للثقة املطلقة وااللتزام‪ .‬هم فقط ي�شكِّكون بالتقاليد‬
‫عند �سقوط �أحد الأقنعة‪ ،‬يت�ضح �أ َّنهم مك َّبلون باخلوف والتناق�ض‪ .‬ويف حني ننظر نحن �إليهم كر َّواد بد�ؤوا رحلة التغيري بجهود ذات َّية‪ ،‬ف�إنهم ال‬
‫يعتربون �أنف�سهم كذلك‪ ،‬وبقدر ما يبدون ت َّواقني �إلى املخاطرة‪� ،‬إال �أ َّنهم يف حقيقة الأمر ُيحاولون جت ُّنبها مثلنا جميعاً‪.‬‬

‫مــوازنــــــة املخــــــاطـــر‬
‫ولكن احلد�س ي�شري �إلى � َّأن الإجنازات‬ ‫َّ‬ ‫�أخرى �آمنة‪ .‬يرى «كومبو�س» � َّأن الناجحني‬
‫الإبداع َّية ال تزدهر من دون بذل قد ٍر كب ٍري‬ ‫يف حياتهم اليوم َّية يفعلون ال�شيء ذاته‪،‬‬
‫من الوقت والطاقة‪ ،‬وال ت�ستطيع امل� َّؤ�س�سات‬ ‫حيث يواجهون املخاطر بثبات وي�صنِّفونها‬
‫ولكن‬
‫النم َّو بق َّوة من دون العمل الد�ؤوب‪َّ ،‬‬ ‫يف فئات‪ ،‬وغالب ًا ما جند �أنَّنا عندما‬
‫تغ�ض الطرف عن الفائدة‬ ‫هذه االفرتا�ضات ُّ‬ ‫نتخطَّ ى م�ستوى املخاطر املعقولة يف �أحد‬
‫اجلوهر َّية للعمل يف نطاق متوازن من‬ ‫نتوخى احلذر يف جمال �آخر‪.‬‬ ‫املجاالت‪ ،‬ف�إنَّنا َّ‬
‫املخاطر‪ :‬فال�شعور بالأمن يف �أحد املجاالت‬ ‫توجه‬ ‫تف�سر فئات وم�ستويات املخاطر �سبب ُّ‬ ‫ِّ‬
‫جمال �آخر‪ ،‬وعندما‬ ‫مينحنا حر َّية التجديد يف ٍ‬ ‫العباقرة �إلى الإبداع يف جانب واحد من‬
‫ننعم باال�ستقرار املايل‪ ،‬نهرب من �ضغوط‬ ‫حد‬
‫حياتهم‪ ،‬و�إغراقهم يف التقليد َّية �إلى ٍّ‬
‫ن�شر كتب ذات م�ستوى متوا�ضع‪� ،‬أو الرتويج‬ ‫بعيد يف اجلوانب الأخرى‪ .‬يقول «�إدوين‬
‫لأعمال فن َّية رديئة‪� ،‬أو بدء م�شروعات من‬ ‫الند» م� ِّؤ�س�س �شركة ‪« :»»Polaroid‬مبقدور � ِّأي‬
‫درا�سات‪ .‬ولكن توازن املخاطر ال يهدف �إلى‬ ‫�شخ�ص �أن يكون مبدع ًا يف �أحد املجاالت يف‬ ‫منذ �أكرث من ن�صف قرن‪ ،‬و�ضع عامل النف�س‬
‫معي واالكتفاء‬ ‫الثبات واجلمود يف م�ستوى َّ‬ ‫حال مت ُّتعه بقدر كبري من اال�ستقرار النف�سي‬ ‫«كالريد كومبو�س» يف جامعة «مي�شيغان»‬
‫فاملجددون يجازفون‬ ‫ِّ‬ ‫باملجازفات املح�سوبة‪،‬‬ ‫واالجتماعي املُ�ستمد من املواقف الرا�سخة يف‬ ‫نظر َّية مبتكرة للمخاطرة؛ ففي �سوق الأ�سهم‪،‬‬
‫يتوخون‬
‫يف جمالهم الإبداعي املح َّدد‪ ،‬ولك َّنهم َّ‬ ‫جوانب حياته الأخرى‪ ،‬بخالف املجال الذي‬ ‫�إذا �أردت �أن تقوم با�ستثمار حمفوف باملخاطر‪،‬‬
‫احلذر يف املجاالت احليات َّية الأخرى‪.‬‬ ‫يعترب مبدع ًا فيه»‪.‬‬ ‫ميكنك حماية نف�سك بامل�شاركة يف ا�ستثمارات‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫َم ْن ُي َق ِّيم َّ‬
‫ح�س التجديد لديك؟‬
‫املقارنة بني املبدعني‪ ،‬واملديرين‪ ،‬واملتلقِّني‪ ،‬والزمالء‬
‫هل ميكن للمبدعني تقييم �أفكارهم مبو�ضوع َّية؟‬
‫م�ستواها الفعلي مبقدار درجتني‪ .‬يف حني �أنَّ‬ ‫�أم�ضى الدكتور «ج�ستني بريغ» ‪ -‬وهو من �أنبغ‬
‫املديرين كانوا �أكرث واقع َّية؛ حيث مل ي�شرتكوا‬ ‫�أ�ساتذة جامعة «�ستانفورد» ‪� -‬سنوات يف تدار�س‬
‫ب�شكل مبا�شر‪ ،‬فكانوا �أكرث حياد َّية‪.‬‬
‫يف العرو�ض ٍ‬ ‫هذا ال�س�ؤال‪ ،‬ويف �إحدى التجارب‪ ،‬عر�ض مقاطع‬
‫عرف علماء االجتماع من زمن طويل �أ َّننا نبالغ‬ ‫فيديو عن عرو�ض ال�سريك ملجموعات خمتلفة‬
‫يف الثقة ب�أنف�سنا عندما ُنق ِّيم �أعمالنا‪ ،‬فعندما‬ ‫من الأ�شخا�ص‪ ،‬وطلب منهم �إجراء ا�ستقراءات‬
‫نبتدع فكرة جديدة‪ ،‬تكون فريدة من نوعها �إلى‬ ‫حول مدى جناح ِّ‬
‫كل م�ؤ ٍّد فيما �سيفعله‪ ،‬وقدَّم‬
‫كل املالحظات ال�سابقة‬ ‫درجة متكننا من جتاهل ِّ‬ ‫العبو �سريك «دو �سوليل» تن ُّب�ؤاتهم عن مدى‬
‫حول االخرتاعات واالبتكارات القدمية‪ ،‬وحتَّى‬ ‫رواج مقاطع الفيديو التي �سجلوها‪ .‬كما‬
‫يف حالة ف�شل �أفكارنا ال�سابقة‪ ،‬تكون الفكرة‬ ‫�شاهد مديرو م�سارح ال�سريك مقاطع الفيديو‬
‫نتو�صل �إلى فكرة ما‪،‬‬‫احلالية خمتلفة‪ ،‬فعندما َّ‬ ‫و�سجلوا تن ُّب�ؤاتهم �أي�ض ًا‪ .‬وقد �أثبت املبدعون‬
‫َّ‬
‫ف�إ َّنها تكون قريب ًة من ذوقنا اخلا�ص‪ ،‬وبعيدة‬ ‫�أ َّنهم ال يجيدون احلكم على جودة �أدائهم‪،‬‬
‫عن ذوق اجلمهور‪ ،‬فال نتم َّكن من تقييمها على‬ ‫املتو�سط‪ ،‬وعند تقييم �أدائهم ب�أداء ت�سعة‬
‫ففي ِّ‬
‫نحو �صحيح‪.‬‬ ‫غريهم‪ ،‬و�ضعوا �أداءهم يف مراتب �أعلى من‬

‫«عندما يتعلَّق األمر باألفكار القويَّة التي تحرك عقولنا‪،‬‬


‫نح ِرر أنفسنا»‪.‬‬
‫والقيم األساسيَّة التي تمأل قلوبنا‪ ،‬فإننا نحن من نقيِّد أو َّ‬

‫َمن الأقدر على �إ�صدار الأحكام على املبدعني‪ :‬املديرون �أم املتل ُّقون؟‬
‫�أم ال‪ ،‬تقوم بتقييمه مقابل الأفكار املح َّددة‬ ‫تبي � َّأن جمموعات الرتكيز وقعت يف نف�س‬ ‫ّ‬ ‫عندما يفح�ص املديرون �أفكار ًا جديدة‪،‬‬
‫�سلف ًا عن الطرق التي ميكن �أن جتعل العر�ض‬ ‫الأخطاء التي وقع فيها املديرون‪.‬‬ ‫ف�إنهم ينظرون �إليها بع ٍني ناقدة ونافذة‬
‫ناجح ًا‪.‬‬ ‫عند جلو�سك يف غرفة املعي�شة مل�شاهدة ٍ‬
‫عر�ض‬ ‫بهدف التقييم‪ ،‬ومن �أجل حماية �أنف�سهم‬
‫بد ًال من تقييم �إبداعك بنف�سك‪� ،‬أو احل�صول‬ ‫ما‪ ،‬ف�إ َّنك تندمج مع احلبكة الروائ َّية للعر�ض‪،‬‬ ‫من خماطر رهان اخلا�سر‪ ،‬يقارنون الفكرة‬
‫على مالحظات املديرين‪ ،‬اجل�أ �إلى زمالئك‪،‬‬ ‫ف�إذا وجدت نف�سك ت�ضحك طوال الوقت‪،‬‬ ‫اجلديدة بنماذج الأفكار الناجحة �سابق ًا‪،‬‬
‫فهم ال يهربون من املخاطر مثل املديرين‬ ‫ف�ستقول �إ َّنك �شاهدت عر�ض ًا م�ضحك ًا‪،‬‬ ‫ومع زيادة املعارف املُكت�سبة عن َح ٍّد معني‪،‬‬
‫وجمهور االختبار‪ ،‬كما �أ َّنهم منفتحون لر�ؤية‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬عندما ت�شاهد نف�س العر�ض مع‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ن�صبح �أ�سرى لنماذجنا الأ َّول َّية‬
‫الإجنازات يف االحتماالت غري امل�ألوفة‪ ،‬التي‬ ‫جمموعة تركيز‪ ،‬ف�إنك لن تندمج معه على‬ ‫من حيث املبد�أ‪ ،‬ينبغي للمتل ِّقني �أن يكونوا �أكرث‬
‫ت َذر من ال�سلب َّيات الزائفة‪ .‬ويف نف�س الوقت‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫النحو ذاته‪ ،‬لأ َّنك تعرف �أن ت�شارك من �أجل‬ ‫انفتاح ًا على التجديد من املديرين‪ ،‬ورغم‬
‫مما‬
‫لي�س لديهم ا�ستثمار حم َّدد يف �أفكارنا‪َّ ،‬‬ ‫تقييم العر�ض ال من �أجل معاي�شته‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ذلك‪ ،‬مل يكن جمهور االختبار �أف�ضل حا ًال‬
‫مينحهم م�سافة كافية لتقدمي تقييم نزيه‪،‬‬ ‫تبد�أ يف احلك ــم علي ــه منذ البدايــة؛ لأ َّنك‬ ‫من املديرين من حيث التن ُّب�ؤ بنجاح الأفكار‬
‫وعدم �إعطاء �صور �إيجاب َّية زائفة‪.‬‬ ‫حتاول فهم ما �إذا كان النا�س �سي�شاهدونه‬ ‫اجلديدة وفق ًا لدرا�سة «ج�ستني بريغ»؛ ولكن‬

‫عب كــاملـبـدع‬
‫ِّ‬
‫فن الإقناع الإبداعي‬
‫‪ :1‬تعلَّم َّ‬
‫يفرت�ض معظمنا �أنَّه ينبغي علينا �أن ن�ؤكِّد مواطن ق َّوتنا ونقلِّل من نقاط �ضعفنا ح َّتى ننجح يف �إقناع الآخرين‬
‫مبهاراتنا‪ ،‬ومثل هذا النوع من التوا�صل الف َّعال يبدو مفهوم ًا �إذا كان اجلمهور املتلقِّي متعاطف ًا مع ًا‪.‬‬
‫املرجح �أن ي�صبح جمهورك‬ ‫لكن عندما تطرح فكرة جديدة �أو تتق َّدم باقرتاح من �أجل التغيري‪ ،‬فمن َّ‬
‫مرتاب ًا‪ .‬ويف تلك الظروف‪ ،‬يحقِّق تبنِّي �شكل من �أ�شكال التوا�صل ال�ضعيف ب�إبراز عيوب فكرتك ذلك‬
‫الإقناع املن�شود‪ ،‬وذلك لأربعة �أ�سباب هي‪:‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪4‬‬
‫ب�سبب التح ُّيز لكيف َّية معاجلتنا للمعلومات‪.‬‬ ‫وك�أن كلمات الهجــاء يجب �أن تن�ض ــح دائمـ ـ ًا‬ ‫يبدد‬
‫ال�سبب الأول‪ :‬هو � َّأن البدء بنقاط ال�ضعف ِّ‬
‫�أظهر عامل النف�س «نوربريت �شوارتز» �أنَّه‬ ‫والتب�صر‪ ،‬بينما ينظر �آخرون �إلى‬ ‫ُّ‬ ‫باحلكمة‬ ‫�شكوك اجلمهور‪ ،‬فلقد وجد �أ�ستاذا الت�سويق‬
‫كلَّما زادت �سهولة التفكري يف �شيء ما‪ ،‬تعزز‬ ‫الآراء الإيجاب َّية على �أنَّها �آراء �ساذجة تغايل يف‬ ‫«ماريان فراي�ستاد»‪ ،‬و»بيرت رايت» �أنَّنا نزيد من‬
‫انطباعنا ب�أنَّه �شيء مه ٌّم للغاية‪ ،‬فنحن ن�ستغ ُّل‬ ‫التفا�ؤل‪.‬‬ ‫خطوط دفاعاتنا العقلية فور �إدراكنا � َّأن هناك‬
‫�سهولة ا�سرتجاعنا للمعلومات؛ فمن خالل‬ ‫ال�سبب الثالث‪ :‬املبادرة بعر�ض بع�ض �أوجه‬ ‫َمن ي�سعى لإقناعنا بفكرة ما‪.‬‬
‫االعرتاف بعيوب م�شروعك‪ ،‬ف�إنَّك ت�ص ِّعب على‬ ‫ق�صور فكرتك جتعلك جدير ًا بالثقة‪ ،‬فعندما‬ ‫ال�سبب الثاين‪ :‬هو � َّأن البدء بعيوب الفكرة‬
‫امل�ستثمرين �أن يفكِّروا يف امل�شكالت املوجودة‬ ‫ت�صف العقبات التي تواجهها يف �أعمالك‪،‬‬ ‫يجعلك تبدو ذكي ًا‪ .‬حاول �أن تتعلم من ن َّقاد‬
‫يف �شركتك‪ ،‬فعندما ينهمكون يف البحث عن‬ ‫ف�إنَّك تعطي انطباع ًا ب�سعة االطالع وب�صدقك‬ ‫الكتب‪ ،‬فح َّتى �إذا راق لهم �أحد الكتب‪ ،‬ف�إنَّهم‬
‫م�شكالت �أخرى‪� ،‬سي�ستنتجون � َّأن م�شكالتك يف‬ ‫وتوا�ضعك‪.‬‬ ‫كثري ًا ما ي�شعرون بالتزام يفر�ض عليهم‬
‫الواقع لي�ست كبرية �إلى الدرجة التي �ص َّورتها‪.‬‬ ‫ال�سبب الرابع‪� :‬سوف ي�ستح�سن اجلمهور الفكرة‬ ‫تو�ضح عيوبه؛‬ ‫�إ�ضافة فقرة يف نهاية الكتاب ِّ‬

‫‪ :2‬الألفة تخلق الراحة‬


‫ال ننجح يف كثري من الأحيان يف نقل �أفكارنا‪ ،‬فهي م�ألوفة للغاية لنا‪ ،‬وهذه الألفة‬
‫جتعلنا ننتق�ص من حاجة اجلمهور ال�ستيعابها وت�صديقها‪� .‬إذا �أردنا �أن يتق َّبل النا�س‬
‫ونكررها‪ ،‬فتكرار‬ ‫نتحدث عنها بو�ضوح‪ ،‬ونعيد �صياغتها‪ِّ ،‬‬ ‫�أفكارنا الإبداع َّية‪ ،‬يجب �أن َّ‬
‫تلقِّي الفكرة ُي َ�س ِّهل معاجلتها‪ .‬بينما تتط َّلب الفكرة غري امل�ألوفة بذل جهد �إ�ضايف‬
‫وقل رف�ضنا لها‬‫لفهمها‪ ،‬فك َّلما ر�أينا الفكرة و�سمعناها وات�صلنا بها‪ ،‬زاد ارتياحنا لها َّ‬
‫واعتبارها تهديد ًا يواجهنا‪.‬‬

‫‪ :3‬تدار�س اخليارات املطروحة يف مواقف غري ُمر�ضية‬


‫هناك من يرى � َّأن االن�سحاب م�ض ٌّر بالإبداع‪،‬‬ ‫ولكن يف �سعينا نحو الإبداع‪ ،‬ال يكون الإهمال‬ ‫ا�ستناد ًا �إلى االقت�صادي «�ألربت هري�شمان»‪،‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يف بع�ض الأحيان‪ ،‬ميكن �أن ي�صبح‬ ‫خيار ًا مطروح ًا‪ ،‬كما � َّأن املثابرة �سبيل م�ؤقَّت‬ ‫هناك �أربعة خيارات للتعامل مع � ِّأي موقف غري‬
‫االن�سحاب من مكان عمل خانق �أف�ضل م�سار‬ ‫احلق يف التعبري‪ ،‬ولكنَّها على‬ ‫للح�صول على ِّ‬ ‫مر�ض‪ ،‬وهي‪:‬‬‫ٍ‬
‫للإبداع‪ ،‬ف�أف�ضل ما ميكننا القيام به هو التعبري‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬مثل الإهمال‪ ،‬تبقي الو�ضع‬ ‫‪ .1‬الرحيل‪ ،‬وهذا يعني �إبعاد نف�سك عن املوقف‬
‫عن �آرائنا‪ ،‬وموازنة املخاطر التي نتع َّر�ض لها‪،‬‬ ‫القائم‪ ،‬وال ت�ستطيع تغيري حالة اال�ستياء التي‬ ‫متام ًا‪.‬‬
‫واال�ستعداد للرحيل �إذا تطلَّب الأمر ذلك‪ .‬ويف‬ ‫ت�شعر بها‪ ،‬ولتغيري الو�ضع القائم‪ ،‬فاخلروج‬ ‫‪ .2‬التعبري عن اال�ستياء مع حماولة حت�سني‬
‫حت�سن �سلوك ر�ؤ�سائنا‪ ،‬فهذا يعني � َّأن‬‫حالة ُّ‬ ‫من املوقف والتعبري عن اال�ستياء هما البديالن‬ ‫الو�ضع‪.‬‬
‫هناك ما يربر ا�ستمرار العمل معهم والإف�صاح‬ ‫الوحيدان القابالن للتطبيق‪.‬‬ ‫‪ .3‬املثابرة‪ ،‬وتعني حت ُّمل املوقف على م�ض�ض‪.‬‬
‫يغيوا الطريقة التي يفكِّرون‬‫عن �آرائنا‪ ،‬ف�إن مل ِّ‬ ‫تغي العامل على نحو جعل االن�سحاب‬ ‫لقد َّ‬ ‫‪ .4‬الإهمال‪ ،‬ويعني البقاء يف الو�ضع احلايل مع‬
‫فربا جند فر�ص ًا �أف�ضل يف �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫بها‪َّ ،‬‬ ‫والرحيل �أ�سهل من � ِّأي وقت م�ضى‪ ،‬ولكن‬ ‫تقليل اجلهد املبذول‪.‬‬

‫اختيار الأفكار‪ :‬كيف ن�صنع املعجزات‬


‫�أكد عامل النف�س «دين �سيمونتون» ‪ -‬بعد �أن �أم�ضى عمره يف درا�سة الإنتاج َّية الإبداع َّية‪� -‬أ َّنه يف ِّ‬
‫املتو�سط مل يكن العباقرة‬
‫املبدعون �أف�ضل يف جماالتهم من �أقرانهم من الناحية النوع َّية‪ .‬ك ُّل ما يف الأمر �أ َّنهم ينتجون �أعما ًال �أكرث‪َّ ،‬‬
‫مما‬
‫يتيح لهم مزيد ًا من التن ُّوع وفر�ص ًا �أكرب للإبداع‪ .‬ال�شائع على نطاق وا�سع �أنَّ هناك‬
‫ب�شكل �أف�ضل‪ ،‬فعليك بتقليل‬‫الكمية والنوع َّية‪ ،‬ف�إذا �أردت �أداء عملك ٍ‬
‫مفا�ضلة بني ِّ‬
‫حجم العمل املُ�سند �إليك‪ ،‬ولكن ات�ضح فيما بعد �أنَّ ذلك مفهوم خاطئ‪ .‬فعندما‬
‫الكمية هي ال�سبيل الأرجح لتحقيق جودة‬ ‫يتع َّلق الأمر با�ستحداث الأفكار‪ ،‬ت�صبح ِّ‬
‫عالية‪ .‬يرى «روبرت �سيتون»‪ ،‬الأ�ستاذ بجامعة �ستانفورد «�أنَّ املف ِّكرين املبدعني ي�أتون‬
‫بالعديد من الأفكار التي تعترب حت ُّوالت غريبة‪ ،‬وطرق ًا م�سدودة‪ ،‬و�إخفاقات مطلقة‪،‬‬
‫ولكنَّ هذه الأفكار ت�ستح ُّق العناء املبذول يف �سبيلها لأ َّنهم ي�ستحدثون �أي�ض ًا جمموعة‬
‫كبرية من الأفكار اجلديدة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫�أ�ضرار الت�سويف وميزة ال�سرعة‬
‫املفاهيم الإبداع َّية وتختار يف النهاية اجتاه ًا‬ ‫غري متوقَّعة‪ ،‬ووفق ًا لفكرته ف�إن الت�سويف ميكن‬ ‫هناك بطبيعة احلال مزايا وا�ضحة لل�سرعة‪:‬‬
‫�أكرث �أ�صال ًة وجتديد ًا‪.‬‬ ‫�أن يقود �إلى الإبداع‪ ،‬فعندما ت�س ِّوف‪ ،‬ف�إنَّك‬ ‫فبو�سعنا �أن ن�ضمن �إنهاء ما بد�أناه والتغلُّب على‬
‫�إ�ضافة �إلى توفري الوقت الالزم ال�ستحداث‬ ‫يتعي عليك القيام به‪َّ .‬ربا‬ ‫ت�ؤخِّ ر العمل الذي َّ‬ ‫املناف�سني يف ال�سوق‪ ،‬ولكن ما �أثار ده�شتي‪ ،‬يف‬
‫�أفكار جديدة‪ ،‬ف�إن للت�سويف فوائد �أخرى‪ :‬فهو‬ ‫تفكِّر يف امله َّمة التي � َّأجلتها‪ ،‬ولكنَّك ت� ِّؤجل �إحراز‬ ‫واملجددين‪َّ � ،‬أن �سلبيات‬
‫ِّ‬ ‫�أثناء درا�ستي للمبدعني‬
‫يبقينا منفتحني على االرجتال والأداء بتلقائية‪.‬‬ ‫تق ُّدم حقيقي فيها �أو �إنهائها لإجناز مه َّمة �أخرى‬ ‫التح ُّرك ال�سريع القتنا�ص املرتبة الأولى قد تفوق‬
‫نخطط ل�شيء ما ُم�سبق ًا ٍ‬
‫ب�شكل ج ِّيد‪،‬‬ ‫عندما ِّ‬ ‫تتطلَّب �إنتاج َّية �أقل‪ ،‬وكما بحث و�أكد «�شني»‪،‬‬ ‫الإيجابيات‪� .‬صحيح � َّأن الطري املبادر يح�صل‬
‫نتم�سك بت�سل�سل اخلطَّ ة التي و�ضعناها‪،‬‬
‫ف�إننا قد َّ‬ ‫عندما ت� ِّؤجل مه َّمة‪ ،‬ف�إنَّك توفِّر لنف�سك الوقت‬ ‫على الدودة‪ ،‬كما يقول املثل‪ ،‬ولكن الدودة املبكِّرة‬
‫ونغلق الباب �أمام االحتماالت الإبداع َّية التي قد‬ ‫لالندماج يف �أفكا ٍر متباينة بد ًال من الرتكيز‬ ‫تلقى م�صرعها �أي�ض ًا‪ .‬لقد فاج�أنا م�ؤخر ًا �أحد‬
‫تتبادر �إلى �أذهاننا‪.‬‬ ‫على فكرة واحدة‪ ،‬فتتع َّر�ض ملجموعة وا�سعة من‬ ‫طالب الدكتوراه املبدع «جيهاي �شني» بفكرة‬

‫مهمة ما‪ ،‬ويفتح التأخر في دخول السوق‬


‫َّ‬ ‫«يمنحنا التسويف نوع ًا من المرونة في أداء‬
‫مداركنا للتعلُّم والتكيُّف‪ ،‬والح ِّد من مخاطر سرعة األداء وتعجل اإلبداع»‪.‬‬

‫هل ال�سرعة ميزة حقيقية؟‬


‫من املخاطر‪ ،‬ويراقبون امل�شهد عن كثب ومن‬ ‫�أف�ضل طريقة لدح�ض �أ�سطورة ال�سرعة هي‬
‫م�سافة بعيدة يف انتظار الفر�صة املنا�سبة‪،‬‬ ‫�أن تطلب من النا�س اكت�شاف كل عيوبها‪ ،‬ك�أن‬
‫ويوازنون بني املخاطر املاثلة �أمامهم قبل‬ ‫ت�س�أل �أحدهم‪ :‬وفق ًا لتجاربك ال�سابقة‪ ،‬ما‬
‫اتخاذ � ِّأي �إجراء‪.‬‬ ‫عيوب ال�سرعة؟‬
‫‪ -‬ثالثاً‪� ،‬إ�ضافة �إلى عدم االندفاع يف حتقيق‬ ‫‪� -‬أوالً‪ ،‬ميكنك �أن تكون مبدع ًا من دون �أن‬
‫الطموحات‪ ،‬ي�ستطيع املت�أنُّون واملرتيقون التف ُّو َق‬ ‫حتل يف املركز الأول‪ ،‬فعندما يت�سرع املبدعون‬
‫على املناف�سني لتح�سني جودة منتجاتهم‪،‬‬ ‫ويت�شبثون باملرتبة الأولى‪ ،‬ف�إنهم ُي�صبحون‬
‫فعندما ت�صبح الأ َّول يف ال�سوق‪ ،‬فهذا يعني � َّأن‬ ‫ُعر�ض ًة لل�شطط‪ ،‬هذا هو العيب الأول‪.‬‬
‫عليك ارتكاب جميع الأخطاء بنف�سك‪.‬‬ ‫‪ -‬ثانياً‪ ،‬ث َّمة �سبب لالعتقاد ب� َّأن �أمناط النا�س‬
‫التم�سك‬‫‪ -‬رابعاً‪ :‬يف حني مييل املتعجلون �إلى ُّ‬ ‫الذين يت� َّأخرون يف التح ُّرك قد يكونون �أكرث‬
‫بعرو�ضهم الأولى‪ ،‬ينجح املت�أنُّون يف مراقبة‬ ‫ا�ستعداد ًا لتحقيق النجاح‪ ،‬فع�شَّ اق املجازفة‬
‫التغيات والظروف وحت ِّول �أذواق امل�ستهلكني‬ ‫ُّ‬ ‫واملخاطرة ينجذبون لبلوغ املرتبة الأولى‪،‬‬
‫وانقالب مواقف احللفاء‪ ،‬ومن ثم التك ُّيف بنا ًء‬ ‫فيكونون ُعر�ض ًة التخاذ قرارات ُمندفعة‪.‬‬
‫على ذلك‪.‬‬ ‫يتوخى �أ�صحاب امل�شروعات حذرهم‬ ‫بينما َّ‬

‫هل املبدع َمن يولد � َّأو ًال �أم َمن يولد �أخري ًا؟‬
‫اهتم اخلرباء باملزايا التي يتم َّتع بها املولود الأ َّول‪ ،‬فعاد ًة ما يكون �أ َّول طفل مهي�أً‬
‫للنجاح‪ ،‬حيث ينعم باهتمام ووقت والديه املتفانيني وطاقتهما الكاملة‪.‬‬
‫تو�صلت مئات الدرا�سات �إلى النتيجة ذاتها‪ :‬فعلى الرغم من � َّأن املولودين‬ ‫كما َّ‬
‫�أ َّو ًال يكونون �أكرث �سيطرة ووعي ًا وطموح ًا من ه�ؤالء الذين يولدون بعدهم‪ ،‬بينما‬
‫متيل الفئة الثانية �إلى املجازفة وتبنِّي الأفكار الإبداعية‪ ،‬وهذا يعني � َّأن املولودين‬
‫يتم�سكون بالو�ضع الراهن‪ ،‬بينما مييل َمن يولدون بعدهم �إلى االعرتا�ض على‬ ‫�أو ًال َّ‬
‫الثوابت وحماولة تغيريها‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪6‬‬
‫«لست مضطر ًا ألن تأتي أ َّو ً‬
‫ال‪ ،‬فالمبدعون الناجحون ال يصلون في الموعد المح َّدد دائم ًا‪،‬‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫يتأخرون وينتظرهم اآلخرون»‪.‬‬ ‫ن‬
‫بل هم َم ْ‬

‫تناق�ص ال�صرامـــــة‬
‫البالغني املُف�صلة واملدرو�سة بعناية‪ ،‬ف�إ َّنك‬ ‫الحظ عامل النف�س «روبرت زاجونك» �أنَّ‬
‫ت�سري على نهج الأطفال املبدعني‪.‬‬ ‫املولودين �أو ًال يرتعرعون يف عامل البالغني‪،‬‬
‫حتَّى عندما ال يت ُّم تكليف الأطفال ب�أدوار‬ ‫يف حني �أ َّنه ك َّلما زاد عدد �أ�شقَّائك الذين‬
‫الأبوين‪ ،‬مييل الوالدان �إلى التعامل ب�صرامة‬ ‫يكربونك �سن ًا‪ ،‬زاد الوقت الذي تق�ضيه يف‬
‫مع �أبنائهم املولودين �أو ًال‪ ،‬وي�صبحون مرنني‬ ‫التعلُّم من الأطفال الآخرين‪ .‬فعندما يلعب‬
‫على نحو متزايد مع �أبنائهم الالحقني‪،‬‬ ‫الأ�شقَّاء الأكرب �سن ًا دور الوالدين والقدوة‬
‫فعاد ًة ما يتح َّرر الوالدان من التوتُّر‬ ‫التي تراها‪ ،‬فلن تتع َّر�ض لنف�س العقاب‬
‫الع�صبي املُ�صاحب لرتبية الأطفال لأ َّنهم‬ ‫ولن تُطبق عليك نف�س القواعد التي عليك‬
‫يكت�سبون اخلربة والثقة من تربية �أبنائهم‬ ‫االلتزام بها يف ظل وجود والديك‪ ،‬كما‬
‫الكِ بار‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ال ي�ؤ ِّدي الأ�شقَّاء‬ ‫�أ َّنك �ستنعم بحماية �أ�شقَّائك لك‪ .‬كما �أنك‬
‫الأ�صغر �سن ًا الكثري من املهام الروتينية لأنَّ‬ ‫تخترب املجازفة ومواجهة املخاطر يف مرحلة‬
‫�أ�شقَّاءهم الأكرب يكلفون بهذه املهام بالفعل‪.‬‬ ‫عمر َّية مب ِّكرة‪ ،‬فبد ًال من حماكاة خيارات‬

‫أهمية �إعطاء الأطفال احلر َّية لي�صريوا مبدعني‪ ،‬ولكن من خماطر هذه احلر َّية هي �أ َّنهم قد‬
‫يربز دليل ترتيب املواليد � ِّ‬
‫يحدد م�ستوى الإبداع بعد حتفيز عقل � ِّأي طفل ‪ -‬مهما كان‬
‫عر�ضون الآخرين للخطر‪ .‬فما الذي ِّ‬ ‫فيتعر�ضون و ُي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫يتمردون‬
‫ترتيبه ‪ -‬لي�صبح مبدعاً؟‬

‫التي يتح َّملها الآخرون يدير االهتمام �إلى‬ ‫الرتكيز على قواعد حم َّددة»‪ ،‬وذلك كما‬ ‫مي ِّيز النهج العقالين لالن�ضباط �آباء‬
‫�ضرر ال�شخ�ص الذي تع َّر�ض للأذى من‬ ‫�أكدت درا�سات عاملة النف�س «ترييزا �أمابايل»‪.‬‬ ‫املراهقني الذين ال يتو َّرطون يف انحرافات‬
‫�سلوك الفرد ويبعث على التعاطف معه‪،‬‬ ‫�إذا �أراد الوالدان فر�ض الكثري من القواعد‪،‬‬ ‫�إجرام َّية واملبدعني الذين يواجهون قيود‬
‫كما �أ َّنه ي�ساعد الأطفال على �إدراك نتائج‬ ‫فمن املهم �أن ي�شرحوا لأبنائهم طبيعة هذه‬ ‫الروتني يف �أعمالهم‪ .‬تناولت �إحدى الدرا�سات‬
‫مما ي�ؤدِّي‬
‫�أفعالهم التي قد تُلحق ال�ضرر‪َّ ،‬‬ ‫القواعد و�أ�سباب فر�ضها‪ ،‬فقد تبني �أنَّ‬ ‫حاالت كان فيها �آباء الأطفال العاديني‬
‫�إلى �شعورهم بالذنب‪ .‬يقول «�إرما بومبيك»‪:‬‬ ‫املراهقني يتح َّدون القواعد عندما تُفر�ض‬ ‫ملتزمني مع �أطفالهم باتباع �ستِّ قواعد ثابتة‬
‫«الذنب هو الهبة التي حتافظ على العطاء»‪.‬‬ ‫عليهم بالقوة وال�سيطرة والتهديد والوعيد‪.‬‬ ‫منها‪ :‬االلتزام بجداول زمنية حم َّددة لأداء‬
‫تن�شط العواطف الأخالقية‬ ‫وهذا �صحيح؛ �إذ ِّ‬ ‫وهناك تف�سري واحد ينجح عند فر�ض قواعد‬ ‫الواجب املنزيل وميعاد النوم‪ .‬بينما كان �آباء‬
‫املزدوجة التي جتمع بني التعاطف والإح�سا�س‬ ‫االن�ضباط‪ ،‬وهو «تعليل �سبب عدم مالءمة‬ ‫الأطفال املبدعني ي�شدِّ دون على �أطفالهم‬
‫بالذنب رغبتنا يف ت�صحيح �أخطاء املا�ضي‬ ‫ال�سلوك َّيات املمنوعة مع الإ�شارة �إلى عواقبها‬ ‫املتو�سط‬
‫ِّ‬ ‫باتباع قاعدة واحدة �أو �أقل يف‬
‫والت�ص ُّرف ب�صورة �أف�ضل يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫على الآخرين»‪ ،‬فت�سليط ال�ضوء على العواقب‬ ‫ً‬
‫«والرتكيز على القيم الأخالقية‪ ،‬بدال من‬

‫ال�شخ�ص َّية قبل ِّ‬


‫كل �شيء‬
‫ربز ويبدع الأطفال يف التعاون وعدم التهاون‬ ‫وحب م�ساعدة الغري‪ ،‬ولكن ي ُ‬ ‫يثني الكثري من الآباء واملع ِّلمني على ال�سلوك َّيات التي تد ُّل على روح التعاون ِّ‬
‫�أكرث من غريهم‪ ،‬لأن م�ساعدة الآخرين جزء من هو َّياتهم‪.‬‬
‫�إذا ر�أيت طف ًال يقوم بعمل ط ِّيب‪ ،‬فقل له‪�« :‬أنت �شخ�ص ط ِّيب لأ َّنك ‪� .....‬إلخ»‪ ،‬كما يُظهِ ر الأطفال �أخالق ًا ح�سن ًة عندما ُيطلب منهم ذلك‪ ،‬فهم‬
‫يريدون �أن يكونوا جديرين بال�صفة التي �ستُقرن بهو َّياتهم‪ ،‬ف�إذا رغبت يف �أن ي�شارك طفل لعبته مع �أحد‪ ،‬فبد ًال من �أن ت�س�أله‪« :‬هل �ست�سمح لأخيك‬
‫باللعب معك؟»‪ ،‬ا�س�أله‪« :‬هل �ستلعب مع �أخيك؟»‬
‫يق ِّيم النا�س اخليارات على نحو خمتلف عندما ننقل تركيزنا من ال�سلوك �إلى ال�شخ�ص َّية‪ ،‬فبد ًال من ال�س�ؤال ع َّما �إذا كان هذا ال�سلوك �سيح ِّقق النتائج‬
‫املن�شودة �أم ال‪ ،‬ين ِّفذ الأطفال ال�سلوك املطلوب على الفور لأنَّ ذلك هو ال�شيء ال�صحيح الذي ينبغي القيام به‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫البحث عن قــــدوة‬
‫عندما طلبت عاملتا النف�س «بينيلوب لوكوود» و«زيفا كوندا» من طالب اجلامعة �سرد ما ي�أملون يف حتقيقه‬
‫خالل العقد التايل‪ ،‬وجدتا � َّأن �أهداف الطالب ب�سيطة للغاية‪ ،‬وطُ ِلب من جمموعة �أخرى من الطالب‬
‫قراءة مقالة �صحف َّية عن املخاطرين واملتف ِّوقني‪َّ ،‬ثم طلب منهم ت�سجيل �أهدافهم‪ ،‬فوجدتا � َّأن م�ستوى‬
‫الأهداف ارتفع كثري ًا‪ ،‬وهذا يعني � َّأن وجود قدوة ارتقى بتطلُّعاتهم‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪8‬‬
‫ميكننا البحث عن القدوة يف مكان �سهل الو�صول �إليه‪ ،‬وهو ق�ص�ص املبدعني العظماء على م ِّر التاريخ‪ ،‬فقد متثِّل ال�شخ�صيات اخليال َّية قدوة‬
‫املف�ضلة‪ ،‬التي يوظِّ ف فيها �أبطال‬
‫�أف�ضل من ال�شخ�ص َّيات احلقيق َّية يف بع�ض احلاالت‪ ،‬حيث َوجد العديد من املبدعني �أبطالهم يف رواياتهم َّ‬
‫الرواية �إبداعاتهم يف ال�سعي لتحقيق الإجنازات الفريدة‪.‬‬

‫غر�س ثقافـــة الإبـداع‬


‫‪.3‬اطرح الأ�سئلة بحث ًا عن امل�شكالت ال احللول‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال ُت َع ِّي على �أ�سا�س توافق �شخ�صية املوظف‬
‫�إذا بادر املوظفون �إلى تقدمي احللول‪ ،‬ف�سوف‬ ‫مع ثقافة امل�ؤ�س�سة‪ :‬ال يت�أ َّتى الإبداع من‬
‫تت�سرع وت�ؤيد �آراهم‪ ،‬ولن تطرح مزيد ًا من‬ ‫املوظفني املتوافقني واملن�سجمني مع �شخ�صية‬
‫الأ�سئلة‪ ،‬و�ستخ�سر الرثوة املعرف َّية التي‬ ‫م�ؤ�س�ستك‪ ،‬بل ممن ي�سهمون ويعار�ضون‬
‫�سترثي املكان‪ .‬اجمع فريقك ب�صفة �شهرية‬ ‫وي�ؤثرون ويرثون تلك الثقافة‪.‬‬
‫لإعادة النظر �إلى م�شكالتهم قبل �أن تكلفهم‬ ‫‪ .2‬اجعل مقابالت التوظيف �شافية ووافية‬
‫بحلها‪.‬‬ ‫وادخل يف تفا�صيل ال�سري الذاتية بد ًال من‬
‫‪ .4‬ال تنتظر بروز املعار�ضني بل ابحث عنهم‬ ‫املقابالت احلزينة مع املوظفني وهم يرتكون‬
‫وعينهم‪ :‬الآراء املعار�ضة مفيدة ح َّتى لو‬ ‫العمل‪ .‬بد ًال من �إرجاء معرفة �شخ�صيات‬
‫كانت خاطئة‪ ،‬ولكنَّها ال تكون ف َّعالة �إال �إذا‬ ‫عب عن‬ ‫موظفيك و�أفكارهم ح َّتى ي�ستقيلوا‪ِّ ،‬‬
‫كانت حقيق َّية‪ ،‬فبد ًال من جمرد اال�ستماع‬ ‫اهتمامك مبعرفة �آرائهم من البداية؛ من‬
‫لآراء مثريي القالقل‪ ،‬اهتم ب�آراء املعار�ضة‬ ‫خالل اجللو�س مع كل املوظَّ فني اجلدد �أثناء‬
‫وادعهم للتعبري‬ ‫ال�صادقة (وهم دائم ًا �أقلية) ُ‬ ‫تهيئتهم للعمل اجلديد‪ .‬هكذا فقط ميكنك‬
‫عن �آرائهم‪.‬‬ ‫م�ساعدتهم على ال�شعور بالتقدير واال�ستماع‬
‫ت�شجع املوظَّ فني‬‫‪ .5‬رحب بالنقد‪ :‬من ال�صعب �أن ِّ‬ ‫القرتاحاتهم اجلديدة يف ذات الوقت‪.‬‬
‫على االنتقاد و�أنت ال تط ِّبق ما تدعو �إليه‪،‬‬ ‫ا�س�ألهم عن �سبب تق ُّدمهم للوظيفة‪ ،‬وما‬
‫فعندما تدعو املوظَّ فني النتقادك علن ًا‪ِّ ،‬‬
‫حتدد‬ ‫ي�شجعهم على البقاء فيها‪ ،‬وحفِّزهم‬ ‫الذي قد ِّ‬
‫طريقة التوا�صل ب�شكل �أكرث �صراحة ح َّتى و�إن‬ ‫ليفكِّروا بعقل َّية الباحثني والعمالء ال�سريني ال‬
‫مل َ‬
‫حتظ �أفكا ُرهم بالقبول‪.‬‬ ‫عقلية املوظفني امل�ست�سلمني‪.‬‬

‫�إدارة القلق وخماوف املبدعني‬


‫على الرغم من � َّأن العديد من املبدعني ُيعطون انطباع ًا ظاهري ًا ب�أنَّهم مثال لليقني والثقة‪ ،‬ف� َّإن خرباتهم تزخر باملواقف التي تد ُّل على ت�ضارب‬
‫حمفوف بالإخفاقات والعوائق واالنتكا�سات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫�شاق‬
‫العواطف وعدم الثقة بالنف�س‪ ،‬فال�سعي �إلى تغيري الو�ضع الراهن طري ٌق ٌّ‬
‫التحديات‪:‬‬
‫در�ست عاملة النف�س «جويل نورمي» ا�سرتاتيج َّيتني خمتلفتني للتعامل مع هذه ِّ‬
‫‪ -‬ا�سرتاتيجية التفا�ؤل اال�سرتاتيجي‪ ،‬وهي ا�سرتاتيج َّية تدعو �إلى توقُّع الأف�ضل‪ ،‬وحتافظ على الهدوء‪ ،‬وو�ضع توقُّعات عالية؛‬
‫وا�سرتاتيجية الت�شا�ؤم الدفاعي‪ ،‬التي تتوقَّع الأ�سو�أ‪ ،‬وتدعو �إلى ال�شعور بالقلق‪ ،‬وتخ ُّيل � َّأن الأمور �ست�سوء‪ .‬يعتقد معظم النا�س � َّأن من‬
‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫وتو�صلت «نورمي» �إلى �أنَّه على الرغم من � َّأن املت�شائمني الدفاعيني �أكرث تو ُّتر ًا و�أقل ثقة يف ِّ‬
‫املهام‬ ‫الأف�ضل ا ِّتباع اال�سرتاتيج َّية الأولى ال الثانية‪َّ .‬‬
‫التحليلية وال�شفهية والإبداعية‪ ،‬ف� َّإن �أداءهم يعادل �أداء املتفائلني اال�سرتاتيجيني يف اجلودة‪.‬‬

‫ترت�سخ حالة عدم الثقة‬ ‫تقول «نورمي»‪« :‬الت�شا�ؤم الدفاعي ا�سرتاتيج َّية م�ستخدمة يف مواقف مع َّينة لتد ُّبر اال�ضطراب‪ ،‬والقلق‪ ،‬واخلوف»‪ .‬فعندما َّ‬
‫يتم تكبيلهم باخلوف‪ ،‬بل يتخ َّيلون �سيناريو كارثي ًا ليزيدوا من ح َّدة ا�ضطرابهم ويتح َّول هذا اال�ضطراب‬ ‫بالنف�س‪ ،‬ال ي�سمح املت�شائمون الدفاعيون ب�أن َّ‬
‫بالتدريج �إلى دافع‪ ،‬وهذا يعني �أنَّه مبج َّرد تفكريهم يف الأ�سو�أ‪ ،‬ف�إنهم ينحون �إلى جت ُّنبه‪ ،‬وا�ضعني يف االعتبار كلَّ معلومة ذات �صلة للت�أكُّد من �أنَّهم‬
‫لن ينهاروا �أو يتحطَّ موا؛ مما مينحهم �شعور ًا بال�سيطرة‪ ،‬كما � َّأن ا�ضطرابهم ي�صل �إلى ذروته قبل احلدث‪ ،‬وعند وقوع احلدث يكونون على ا�ستعداد‬
‫للنجاح‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫�أجرت الدكتورة «�ألي�سون وود بروك�س» الأ�ستاذة يف كل َّية‬
‫هارفارد للأعمال‪ ،‬عدة جتارب م�ستعينة مبواقف ت�صيب‬
‫النا�س بالذعر‪ ،‬مثل �إلقاء خطبة مثالً‪ ،‬و�أو�ضحت جتاربها‬
‫�أنَّه من �أجل التغلُّب على اخلوف‪ ،‬تكون زيادة احلما�س‬
‫�أف�ضل من حماولة تهدئة نف�سك‪ ،‬وذلك ل َّأن اخلوف‬
‫عاطفة حا َّدة يت�صاعد معها نب�ض قلبك و�ضغط دمك‪.‬‬
‫يف هذه احلالة‪ ،‬تكون حماولة اال�سرتخاء مثل ا�ستخدام‬
‫الكوابح وال�سيارة تنطلق ب�سرعة ‪ 80‬مي ًال يف ال�ساعة‪،‬‬
‫وحينها تكون ال�سيارة حمتفظة بق َّوتها الدافعة‪ .‬بد ًال من‬
‫كبح عاطفة قو َّية‪ ،‬من الأ�سهل حتويلها �إلى عاطفة �أخرى‬
‫امل�ضي قدم ًا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وخمتلفة و�أي�ضا قوية لت�ساعدك على‬
‫من الناحية الف�سيولوج َّية‪ ،‬لدينا نظام توقُّف ونظام‬
‫انطالق‪ .‬فوفق ًا للعاملة «�سوزان كني»‪« :‬نظام التوقُّف‬
‫يهدئك ويجعلك يقظ ًا وحذر ًا‪ ،‬يف حني � َّأن نظام االنطالق‬ ‫ِّ‬
‫متحم�س ًا»‪ .‬وهذا يعني �أنَّه بد ًال من‬ ‫ِّ‬ ‫ين�شِّ طك ويجعلك‬
‫تن�شيط نظام التوقُّف‪ ،‬ن�ستطيع �أن نح ِّفز �أنف�سنا للتغلُّب‬
‫على اخلوف بتن�شيط نظام االنطالق‪ .‬اخلوف ي�صنع‬
‫وال�شك يف امل�ستقبل‪ :‬نقلق ب�ش�أن‬ ‫ِّ‬ ‫حالة من عدم التي ُّقن‬
‫الأ�شياء ال�س ِّيئة التي �ستحدث‪ ،‬ولكن ل َّأن هذه الأحداث مل‬
‫حتدث بعد‪ ،‬فهناك �أي�ض ًا احتمال‪ ،‬مهما كانت �ض�آلته‪ ،‬ب� َّأن‬
‫النتيجة �ستكون �إيجاب َّية‪ .‬وهنا ميكننا االنطالق من خالل‬
‫للم�ضي قدم ًا‪ ،‬تلك‬ ‫ِّ‬ ‫الرتكيز على الأ�سباب التي حت ِّفزنا‬
‫حتم�سنا و ُت�سعدنا عندما ننعم باحلر َّية‪.‬‬ ‫الأ�سباب التي ِّ‬
‫معي‪ ،‬ميكن �أن ي�شكّل‬ ‫عندما ال نكون ملتزمني بت�ص ُّرف َّ‬
‫ا ِّتباع ا�سرتاتيج َّية الت�شا�ؤم الدفاعي خطر ًا حم َّقق ًا‪ ،‬ومبا‬
‫وامل�ضي قدم ًا‪ ،‬فت�ص ُّور‬
‫ِّ‬ ‫�أنَّنا مل نه ِّيئ قلوبنا لالنطالق‬
‫الف�شل لن ي�ؤ ِّدي �إال �إلى املزيد من التو ُّتر وتن�شيط نظام‬
‫التوقُّف وحتريك مكابحنا‪ ،‬بينما يتقد حما�ستنا وين�شط‬
‫نظام االنطالق لدينا‪.‬‬
‫�أما عند حتديد م�سار عمل ثابت وال�شعور بالقلق بعدها‪،‬‬
‫فمن الأف�ضل �أن نتبع ا�سرتاتيج َّية الت�شا�ؤم الدفاعي‬
‫ونواجه خماوفنا مبا�شر ًة‪ .‬يف هذه احلالة‪ ،‬بد ًال من‬
‫حماولة حتويل املخاوف وال�شكوك �إلى عواطف �إيجاب َّية‪،‬‬
‫ميكننا زيادة فاعل َّية نظام االنطالق من خالل تق ُّبل‬
‫للم�ضي قدم ًا‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫خوفنا‪ .‬فنظر ًا �إلى �أنَّنا ه َّي�أنا عقولنا‬
‫�سي�ؤ ِّدي ت�ص ُّور ال�سيناريو الأ�سو�أ �إلى ال�سيطرة على القلق‬
‫ي�شجعنا على �شحذ هممنا والتحليق يف �آفاق‬ ‫كم�صدر ِّ‬
‫النجاح‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪10‬‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬
‫التعامل مع م�شاعر الإبداع‬
‫معي بد ًال من اال�ست�سالم‬
‫‪ .1‬ح ِّفز نف�سك ب�شكل خمتلف عندما تلتزم بعمل َّ‬
‫لعدم التي ُّقن‪ .‬عندما تعزم على العمل‪ ،‬ركِّز على امل�سافة املتب ِّقية‬
‫ل�سد الفجوة‪ .‬وعندما يتلك�أ عزمك‬ ‫حتى ت�صل للنجاح واعمل بن�شاط ِّ‬
‫وي�ضطرب يقينك‪ ،‬فكِّر يف التق ُّدم الذي �أحرزته بالفعل‪ ،‬فكيف لك �أن‬
‫‪Grit‬‬ ‫تي�أ�س الآن وبعد �أن قطعت هذه الأ�شواط؟‬
‫‪The Power of Passion and‬‬
‫‪Perseverance.‬‬ ‫‪ .2‬ال حتاول �أن تهد�أ‪ .‬من ال�صعب �أن تهد�أ �إذا كنت متو ِّتر ًا‪ ،‬ولكن‬
‫‪By Angela Duckworth. 2016‬‬ ‫من الأ�سهل حتويل التو ُّتر �إلى م�شاعر �إيجاب َّية قو َّية‪ ،‬مثل االهتمام‬
‫حتدي الو�ضع‬ ‫واحلما�س‪ .‬فكِّر يف الأ�سباب التي كنت حري�ص ًا على ِّ‬
‫القائم من �أجلها‪ ،‬وفكِّر يف النتائج الإيجاب َّية التي قد حتدث‪.‬‬
‫‪ .3‬ركِّز على ال�ضح َّية ال على اجلاين‪ .‬التفكري يف اجلاين يثري م�شاعر‬
‫الغ�ضب والعدوان‪ ،‬يف حني � َّأن حتويل انتباهك �إلى ال�ضح َّية يجعلك‬
‫‪Presence‬‬
‫‪Bringing Your Boldest Self to Your‬‬ ‫مما يزيد من فر�ص توجيه غ�ضبك يف اجتاه البناء ال‬ ‫�أكرث تعاطف ًا‪َّ ،‬‬
‫‪Biggest Challenges.‬‬
‫الهدم‪ ،‬واالحرتام ال االنتقام؛ فبد ًال من معاقبة من عاقبوك وجمافاة‬
‫‪By Amy Cuddy. 2015‬‬
‫من � َّأ�ضروك‪� ،‬ساعد من ت�ض َّرروا مثلك‪.‬‬
‫‪ .4‬ت�أكَّد من �أنَّك ل�ست وحدك‪ .‬يكفيك �أن يكون يف �صفك حليف واحد‬
‫فقط‪ ،‬فهذا ي�ساعدك على اتخاذ قرارات وتنفيذها بثقة وبعد تفكري‪.‬‬
‫ابحث عن امل�ؤمنني بوجهة نظرك وابد�ؤوا يف معاجلة امل�شكالت مع ًا‪.‬‬
‫‪ .5‬تذكَّر؛ �إن مل تتحرك ف�سيبقى احلال كما هو عليه‪ .‬فكِّر يف ردود الأفعال‬
‫‪Give and Take‬‬
‫‪Why Helping Others Drives Our‬‬ ‫املرت ِّتبة على عدم الر�ضا‪ ،‬وهي الرحيل‪ ،‬والتعبري عن الر�أي‪ ،‬واملثابرة‪،‬‬
‫‪Success.‬‬
‫والإهمال‪ .‬الرحيل والتعبري هما ال�سبيالن الوحيدان لتح�سني ظروفك‪،‬‬
‫‪By Adam M. Grant. 2014‬‬
‫وقد يكون التعبري هو ال�سبيل الأف�ضل �إذا كنت ت�سيطر على الو�ضع؛‬
‫و�إال‪ ،‬فقد حان الوقت ال�ستك�شاف خيارات تو�سيع دائرة عملك �أو‬
‫�أعمالك‪� ،‬أو ال�سري باجتاه �أكيد‪ ،‬تبد�أه من جديد‪.‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬
‫من الذي ُيحدث الفارق؟‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫ولكن‬
‫حد �سواء‪َّ ،‬‬ ‫يبد�أ الإبداع با�ستحداث مفهوم مفيد وغري م�ألوف على ٍّ‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫الأمر ال يتوقَّف عند ذلك‪ ،‬فاملبدعون يبادرون ولكن ال يت�سرعون يف جعل‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬
‫ر�ؤيتهم واقع ًا‪ .‬نحن ن�صادف ك َّل يوم �أ�شياء نح ُّبها ونقبلها على عالتها‬
‫تواصلوا معنا على‬ ‫و�أ�شياء �أخرى نطلب تغيريها‪ .‬الأولى متنحنا ال�سعادة‪ ،‬بينما تدعم الأخرى‬
‫رغبتنا يف تغيري العامل وجعله مكان ًا �أف�ضل‪ ،‬ولكن حماولة تغيري املعتقدات‬
‫وال�سلوك َّيات الرا�سخة �أمر �صعب‪ ،‬فنحن نقبل الو�ضع القائم عندما يبدو‬
‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬ ‫التغيري اجلذري م�ستحيالً‪ .‬وهنا نطرح عليك ال�س�ؤال التايل والأهم‪ :‬هل‬
‫ميكن ل�شخ�ص واحد �إحداث الفارق؟ ثم ب�شجاعة ت�ساءل‪ :‬هل ميكن لهذا‬
‫ال�شخ�ص �أن يكون �أنا؟ وت�أتي �إجابتنا ال�شُ جاعة �أي�ض ًا‪ :‬نعم‪ .‬ميكن ل ِّأي فرد‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫منَّا ‪ -‬هي وهو و�أنت و�أنا ‪ -‬نعم ميكن لكل منا �أن يكون �صاحب تلك الفكرة‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫التي تراودنا منذ زمن‪ ،‬وها هو قد حان وقت تطبيقها وحتويلها من فكرة‬
‫‪qindeel.uae‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬
‫�إلى فعل وم�شروع وقرار ومنتج �إبداعي �سيغري واقعنا وكل العامل من حولنا‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪Printing, Publishing and Distribution‬‬

‫َ‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪12‬‬

You might also like