Professional Documents
Culture Documents
على مدار العقود الثالثة املا�ضية ،اتفق علماء النف�س يف العدد ( )109نعر�ض كتاب« :بناء امل�ستقبل :تفاعل كبري وابتكار جريء»
ت�أليف� :إميي �إدموند�سون ،و�سوزان رينولدز ،حيث ترى امل�ؤلفتان �أننا نبني
واالجتماع على �أنَّ النا�س يختلفون اختالف ًا ب ِّين ًا يف تف�ضيالتهم
م�ستقب ًال خمتلف ًا يف ِّ
كل قرار نتخذه؛ فرغم �أنَّ امل�ستقبل يتك�شف وي�أتينا� ،سواء
ب�ش�أن �أ�ساليب التعامل؛ ف�إنَّ �سلوك َّياتهم تتفاوت ب�ش�أن مزيج
�سعينا �إليه �أم ال� ،إال �أنَّ بع�ضنا يدركون االحتماالت امل�ستقبلية قبل البع�ض الآخر.
الأخذ والعطاء� ،أو العطاء والأخذ الذي يرغبونه ،فال َّأخاذون
نظام جديد
«بناء امل�ستقبل» يعني حتقيق امل�ستقبل املن�شود ،وهذا يتطلب ابتكا َر ٍ
مما يعطون، لهم طابعهم الذاتي؛ �إذ يح ُّبون �أن ي�أخذوا �أكرث َّ نظام تتفاعل فيه املوارد الب�شرية مع التكنولوجيا ومنظومات العمل للأ�شياء؛ ٍ
وي�ستغلُّون مبد�أ التعامل ل�صاحلهم ،فيقدِّ مون م�صاحلهم لبناء كيان ي�ؤدِّي وظيفته ب�شكل متكامل .وهنا تربز �أهمية تفاعل فرق العمل
ال�شخ�ص َّية على احتياجات الآخرين .يعتقد ال َّأخاذون �أنَّ التخ�ص�صات واملجاالت ،الأمر الذي يتط َّلب � َ
أ�سلوب عمل ُّ الكربى ،من خمتلف
تناف�سي �أ�سا�سه امل�صلحة الذات َّية .وي�شعرون �أ َّنه
ٌّ العامل مكا ٌن ونظام تفك ٍري مبتكر.
َ جديد ًا،
كي يتحقَّق لهم النجاح ،عليهم �أن يكونوا �أف�ضل من غريهم.
ولإثبات كفاءتهم ،ف�إ َّنهم ير ِّوجون لأنف�سهم ليح�صلوا على قدر يف العدد ( )110نعر�ض كتاب« :الأخذ والعطاء :كيف تدفعنا م�ساعدة الآخرين
وفري من التقدير. �إلى النجاح» ت�أليف� :آدم جرانت ،الذي �سبق وعر�ضنا له كتاب« :املبدعون :هكذا
يح َّرك املجدِّ دون العامل» يطرح الدكتور «جرانت» ما ي�سميه العن�صر الرابع
ب�شكل عام ،ف�إنَّ املعطائني يف بيئة العمل �أق ُّل من ال َّأخاذين. للنجاح ،ويرى �أن هناك ثالثة عنا�صر للنجاح يف احلياة هي :احلافز ،والقدرة،
مما ي�أخذون .وحيث جند املعطا�ؤون ِّ
يف�ضلون �أن يعطوا �أكرث َّ والفر�صة� .أ َّما العن�صر الرابع ف�إننا ُنغفله دائم ًا؛ لأ َّنه يعتمد على الطريقة التي
ين�صب
ُّ ال َّأخاذين يف �أغلب الأحيان متمركزين حول ذواتهم، ندير بها عالقاتنا .وكلما تفاعلنا مع الآخرين يف احلياة ويف بيئة العمل ،فهناك
تركيز املعطائني على غريهم ،في�صرفون قدر ًا �أكرب من قرار علينا اتخاذه :هل ن�ضع الآخرين �أو ًال من دون �أن ننتظر املقابل؟ �أم ُنعلي من
االهتمام �إلى ما يحتاجه الآخرون منهم .ف�إذا كنت معطا ًء �ش�أن �أنف�سنا على ح�ساب الآخرين؟
يف عملك ،ف�إ َّنك �ستكون �سخي ًا يف م�شاركة وقتك وجهدك يرى علماء النف�س واالجتماع �أن �سلوكياتنا تتفاوت ب�ش�أن مزيج الأخذ والعطاء،
كل من ُيكنهم ومعرفتك ومهاراتك و�أفكارك وعالقاتك مع ِّ �أو العطاء والأخذ .فلل َّأخاذين طابعهم الذاتي لأنه يجعلهم ي�أخذون �أكرث َّ
مما
اال�ستفادة منها. ُيعطون ،فيقدِّ مون م�صاحلهم على احتياجات الآخرين .ويظنون �أنَّ من �شروط
النجاح �أن يظهروا �أف�ضل من غريهم.وعرب نظريته اجلديدة حول العطاء
الإن�ساين ،ي�ؤكد امل�ؤلف �أنَّ املعطائني ميلكون فر�ص ًا �أكرث للنجاحَّ ،ثم يو�ضح
الأ�سباب التي تقف وراء ق َّوة العطاء وتداعياته يف خمتلف مناحي احلياة.
ويف العدد ( )111نقدم كتاب« :كيف ن َو ِّفر لأطفالنا ال ُر َّ�ضع نوم ًا هانئ ًا» ت�أليف:
جاري �إيزو ،وروبرت باكنام .يرى امل�ؤلفان �أنَّ جناح الأبوين يف تن�شئة ر�ضيعهما
يف �سن مبكرة ُي�ش ِّك ُل مالمح جتربتهما الرتبو َّية .فنحن ندرك �أهمية النم ِّو
ال�سليم للر�ضيع ،و�إ�سعاده ،وم�ساعدته على النوم يف الليل ،وذلك نظر ًا لأن كل
هذه النتائج قابلة للتحقق ب�سهولة ،ب�شرط �أن يدرك الأبوان �أنَّ لدى ال ُر َّ�ضع قدر ًة
فطري ًة خارق ًة على التكيف مع الظروف التي يبد�ؤون بها حياتهم.
جمال بن حويرب
المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
"
جوهره لي�شمل نطاق ًا �أو�سع ،وبذلك يت�سع نطاق املكا�سب املحتملة ،حتَّى و�إن مل
ال يتطلَّب العطاء ت�ضحيات خيال َّيةُّ .
كل ما تكن تلك املكا�سب هي الدافع التحفيزي .يقول «غايكاوا�ساكي» �إحدى ال�شخ�ص َّيات
يحتاج �إليه هو الرتكيز على ما يفيد م�صالح امل�ؤثرة والرائدة لدى «�أبل» و�أ�سطورة وادي ال�سيليكون:عندما تقابل �شخ�ص ًا ما،
بغ�ض النظر عن ماهية هذا ال�شخ�ص: ينبغي �أن تطرح على نف�سك ال�س�ؤال التايل ِّ
"
الآخرين مثل تقدمي العونَ والن ُّْ�صح واالعرتاف
بالف�ضل ،وتكوين روابط تفيد الطرفني
«كيف ميكنني م�ساعدته؟» قد يظنُّ بع�ضنا �أنَّ هذه طريقة تنطوي على مبالغة
يف ا�ستثمار املرء يف الآخرين ،لك َّننا ال ن�ستطيع �أن نتن َّب�أ بالأ�شخا�ص الذين
�سي�ساعدوننا فع ًال.
3 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
التعاون والتواكل و�أ�ساليب التعامل
تغي عاملنا .ووفق ًانحن منيل �إلى تقدير العبقري الذي ي�أتي ب�أفكار ت�أ�سر عقولنا� ،أو ِّ
لأبحاث �أجراها علماء يف جامعة �ستانفوردَ ،يعترب الأمريك ُّيون اال�ستقالل َّية رمز ًا
أخ�ص على ال َّأخاذين للق َّوة ،ويرون االعتماد املتبادل عالمة �ضعف .ينطبق هذا بال ِّ
الذين يرون �أنف�سهم �أعلى منزلة و�أكرث ا�ستقالل َّية من غريهم ،فال َّأخاذون يعتقدون
�أ َّنهم لو بالغوا يف اعتمادهم على الآخرين ،ف�إ َّنهم �سيكونون عر�ضة للخ�سارة.
املعطا�ؤون ال يرون االعتماد املتبادل دلي ًال على ال�ضعف ،لأ َّنهم يرون االعتماد
املتبادل م�صدر ًا للق َّوة ،وطريقة لال�ستفادة من مهارات الفريق لتحقيق منفعة
�أكرب .املعطا�ؤون ي�ضطلعون باملهام التي تخدم م�صالح اجلميع ،ولي�س بال�ضرورة
م�صاحلهم ال�شخ�ص َّية ،وهذا ما يجعل فرقهم �أف�ضل حا ًال .وك َّلما زادت ن�سبة ما
يو�سع املعطا�ؤون نطاق املكا�سب يفعله املعطا�ؤون ،زادت جودة منتجاتهم .كما ِّ
لي�ستفيدوا منها �أي�ض ًا� ،إ�ضافة �إلى ا�ستفادة جمموعاتهم.
عندما يقدِّ م املعطا�ؤون م�صالح غريهم على م�صاحلهم ال�شخ�ص َّية ،فهم يعرفون
�أنَّ هدفهم هو حتقيق امل�صلحة امل�شرتكة ،ولهذا ال�سبب يحظى املعطا�ؤون باحرتام
من يتعاونون معهم.
التوا�صل بتوا�ضع
القلق من �أن ي�ؤدِّي الك�شف عن نقاط �ضعفهم �إلى ت�أ ُّثر نفوذهم و�سلطتهم �سلب ًا� .أ َّما املعطا�ؤون فهم مهت ُّمون مب�ساعدة ي�ساور ال َّأخاذين ُ
الآخرين ولي�س بك�سب الهيمنة عليهم ،ولذلك هم ال يهابون الك�شف عن نقاط �ضعفهم .ومن خالل التعبري عن نقاط �ضعفهم ،ميكن �أن يبني
املعطا�ؤون بالفعل مكانة لأنف�سهم .لكنَّ ث َّمة ا�ستثناء هنا :ال يكون التعبري عن ال�ضعف ف َّعا ًال �إال �إذا تق َّبل اجلمهور العالمات الأخرى التي ت�ؤ ِّكد
كفاءة املتحدِّ ث.
5 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
الإقناع بطرح الأ�سئلة
املعطا�ؤون هم الأكرث �إقناع ًا ،وال�سبب الرئي�س يف ذلك هو توا�صلهم بتوا�ضع .وطرح الأ�سئلة �صورة من �صور �أ�سلوب التوا�صل بتوا�ضع الذي يتب َّناه
املعطا�ؤون بطبيعة احلال ،فالأ�سئلة ت�صبح جمدية ال �س َّيما عندما تكون يف موقف تفاو�ضي ينطوي على كثري من املناف�سة.
فمن خالل طرح الأ�سئلة وحماولة التع ُّرف �إلى اجلمهور ،يبني املعطا�ؤون ج�سور الثقة ويكت�سبون املعرفة ب�ش�أن احتياجات جمهورهم .ومبرور
الوقت ،يجعلهم هذا �أف�ضل حا ًال يف عمل َّية الإقناع.
" هناك ثالثة �أ�ساليب جوهر َّية للتفاعل الإن�ساين :العطاء والأخذ واملواءمة .وال توجد خطوط وا�ضحة
بينها ،فقد تت�ص َّرف مدفوع ًا بالأخذ عندما تتفاو�ض ب�ش�أن راتبك ،ومدفوع ًا بالعطاء عندما تن�صح من � َّ
أقل
خرب ًة منك ،ومدفوع ًا باملواءمة عندما تتبادل خربتك مع زميل لك
"
العطاء من �أجل ال�سعادة
ث َّمة عدة مبادئ ينبغي مراعاتها للحفاظ على قدرة املعطائني على العطاء امل�ستمر الذي يحميهم من �إنهاك �أنف�سهم وا�ستنفاد طاقاتهم.
9 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
الآخرين جديرين بهذه الثقة .عند التعامل مع يكون لديهم اال�ستعداد لتعديل �أ�سلوب تعاملهم الأ�سلوب ال�سخي يف املعاملة باملثل ا�سرتاتيج َّية
ال َّأخاذين ،ي�صبح التح ُّول �إلى �أ�سلوب املواءمة مع �شخ�ص ُيعرف عنه �أو يت�ص َّرف ب�أ�سلوب ين ُّم من ا�سرتاتيج َّيات العطاء التي جتمع بني
ا�سرتاتيج َّية حلماية الذات ،لكن من �آن �إلى عن �أ َّنه من زمرة ال َّأخاذين .انتهاج ا�سرتاتيج َّية م�صلحة الذات وم�صلحة الآخرين ،ففي
�آخرَّ ،ربا يكون من احلكمة العودة �إلى �أ�سلوب التعامل التي جتمع بني امل�صلحة الذات َّية حني يقع املعطا�ؤون الإيثار ُّيون يف خط�أ الوثوق
العطاء ،من �أجل منح ال َّأخاذين فر�صة لإ�صالح وم�صلحة الآخرين معناه �أنَّ املعطائني يبقون بالآخرين طيلة الوقتَ ،منْ يتعاملون بنا ًء على
ما �أف�سدوه. على م�صاحلهم الذات َّية يف املر�آة اخللف َّية، م�صلحتهم الذات َّية وم�صلحة الآخرين يف ذات
ويحر�صون على �إظهار الثقة مع التح ُّقق من كون الوقت ُيظهرون الثقة يف بداية تعاملهم ،لكن
"
َّثم يبد�أ الأ�شخا�ص الذين يحملون قيم العطاء ي�شعرون ب�أ َّنهم �أقل َّية.
عندما يكون العطاء منتظم ًا لدى الأفراد ،ف�إنَّه ونتيجة لذلك ،حتَّى عندما ينخرط النا�س يف �سلوك َّيات عطاء ،فهم
حدث حت ُّو ًال يف �أ�ساليب تعامل النا�س
ي� ِّؤ�س�س منط ًا و ُي ِ
" معد
�سلوك ٍ ٌ بع�ضهم مع بع�ض ،فمن الوا�ضح �أنَّ العطاء
يقلقون �أ َّنهم �سيعزلون �أنف�سهم اجتماعي ًا �إذا خالفوا املعيار ال�سائدَّ ،ثم
يخفون عطاءهم وراء دوافع تتمحور حول م�صلحتهم الذات َّية اخلا�صة.
11 ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة