Professional Documents
Culture Documents
مادة النحو
مادة النحو
" كن عالم ا ...ف إن لم تس تطيع فكن متعلم ا ،ف إن لم تس تطيع ف أحب العلم اء ،ف إن لم
تس تطيع فال تبغض هم " الحم د هلل ال ذي ك رم االنس ان بالعق ل ،وجع ل حيات ه مبني ة على
التكام ل ،فمن ا المتعلم والمعلم ،ومن ا الموج ه والموج ه ،والش كر هلل على ه ذه النعم ة ثم
الش كر لمن قاد ويق ود وس يقود س فينة العلم ال تي نمتطيه ا .ونخص بال ذكر األس تاذ الفاض ل
والمحترم "نور الدين الدنكير" الذي أسهم بشكل كبير في إخراج هذا البحث المتواضع إلى
كم ا نوج ه الش كر لك ل أس اتذتنا الك رام ،أس اتذة المدرس ة العلي ا لألس اتذة بمكن اس ،ال ذين
ضحوا بالنفيس من أجل تخريج أطر تربوية تسهم في إنجاح المنظومة التربوية في قادم
السنوات.
إلى الذين كانوا عونا وسندا لنا في بحثنا هذا ونورا يضيء الظلمة التي كانت تقف أحيانا
إلى من زرعوا التفاؤل في دربنا وقدموا لنا المساعدات والتسهيالت والمعلومات .فلهم منا
1
الإهداء
إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك ...وال يطيب النهار إال بطاعتك ...
وال تطيب اللحظات إال بذكرك ...وال تطيب اآلخرة إال بعفوك ...
إلى من بلغ الرسالة وأدنى األمانة ...ونصح األمة ...إلى نبي الرحمة ونور العالمين .
إلى مع نى الحب والحن ان والتف اني ،إلى من علمون ا العط اء دون انتظ ار ...إلى من ك ان
2
مقدمة
تعتبر اللغة من أهم الخصائص اإلنسانية ،واللغة العربية خير هذه اللغات ،إذ بها نزل
أش رف الكتب ،وتع د من أهم الوس ائل المؤدي ة إلى فهم ه فهم ا ص حيحا ،يق ول " أب و
المنصور الثعالبي " "...إن من أحب اهلل ،أحب رسوله المصطفى صلى اهلل عليه وسلم :
ومن أحب النبي العربي ،أحب العرب ،ومن أحب العرب ،أحب اللغة العربية التي بها
نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب ،ومن أحب العربية عنيَ بها وثابر عليها ،
وصرف همته إليها ،...فالعربية خير اللغات واأللسنة ،واإلقبال على تفهمها من الديانة ،
وله ذا ك ثر االهتم ام باللغ ة من ذ الق دم تقعي داً وتدريس اً ...إلى غيره ا ،إال أن في الس نوات
األخ يرة بالخص وص ،ص ارت اللغ ة العربي ة تعيش أزم ة األخط اء ال تي انتش رت بش كل
كبير ،والخطير في المسألة أنها انتشرت في األوساط التعليمية ،وبين التالميذ في مختلف
المستويات .
" وقد افتتحنا الدراسة " بمفهوم يؤطر لمفهوم النحو :
فتناولن اه بمفهومي ه اللغ وي واالص طالحي م ع ذك ر نش أته ومراح ل تط وره ،ثم درس نا في
المبحث الثاني اإلعراب وأقسامه باإلضافة إلى مسألة الخطأ عند القدماء والمحدثين ،كما
تطرقن ا إلى تعري ف اللحن لغ ة واص طالحا ،وفي ه ذا الص دد اش تغلنا على كت اب الكس ائي
3
تحت عنوان " ما تلحن فيه العامة" .أما فيما يتعلق بالمبحث الثالث فعنواناه بالفصاحة عند
العلماء .
والفصل الثاني تحت عنوان " المقاربة بالكفايات في تدريس اللغة العربية " وضمنه أوردنا
االط ار الزم ني للمقارب ة بالكفاي ات واله دف منها ،وكيفي ة توظيفه ا داخ ل ال درس م ع ذك ر
أهم مرجعياته ا ومفاهيمه ا ،ف دعت ه ذه المقارب ة إلى نق ل التلمي ذ من موق ع المتقب ل السلبي
وفي االخير نسأل اهلل تعالى أن نكون قد وفقنا في إنجاز هذا البحث .
4
الفصل االول :
– ) 2نشأة النحو
– 1تعريف اإلعراب
– 2أقسام اإلعراب
– 3الخطأ لغة
5
الفصل األول
جاء في لسان العرب النحو :القصد والطريق ...نحاه ينحوه وينحاه نحوا وانتحاه ،ونحو
وهو في األصل مصدر شائع أي نحوت نحوا ،كقولك قصدت قصدا ،ثم خص به انتحاء
ويعرفه معجم الوسيط النحو :القصد .يقال :نحو نحوه :قصدت قصده )2( .
وفي معجم مقاييس اللغة :نحو :النون ،الحاء ،الواو ،كلمة تدل على قصد ،ونحوت
نح وه :ول ذلك س مى نح و الكالم ،ألنه يقص د أص ول الكالم فيتكلم على حس ب م ا ك ان
3
) العرب تتكلم به " (
يقول ابن جني في الخصائص " :باب القول في النحو" " هو انتحاء سمت كالم العرب
في تصرفه من إعراب وغيره .كالتثنية .والجمع ،والتحقير ،والتكسير ،و اإلضافة،
6
وإ ن ش د بعض هم عنه ا رد عنه ا ب ه إليه ا .وه و في الأص ل مص در ش ائع ،أي نح وت
4
) نحوا كقولك :قصدت ،قصدا ،ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم " (
وق د عرف ه ابن الس راج " النح و إنم ا أري د ب ه أن ينح و المتكلم إذا تعلمه كالم الع رب ،
وهو علم يستخرجه المتقدمون فيه من كالم العرب حتى وقفوا منه على الغرض الذي
تص عب معرفت ه ،ومن ه ؤالء "أحم د أمين" حيث يق ول :وت اريخ النح و في منش ئه
نرى قبله ما يصح أن يكون نواة تبين ما هو سنة طبيعية من نشوء وارتقاء ،وكل ما
وتم ة من الدارسين من جعل تاريخ نشأة النحو في ص در الإس الم ،فلم يع رف العرب
النحو قبل االسالم ،وثمة من اآلراء من يغزو السبب في ذلك إلى عدم حاجة العرب
إذ نشأت اللغة العربية برأيهم في أخضان جزيرة العرب خالصة ألبنائها ،سليمة نقية
-فتحي الدجني .أبو االسود الدؤلي ونشأة النحو الغربي ص .40 7
7
ومن الدارسين من جعل علم النحو قديما قبل أبي الأسود الدؤلي ( ت 69ه ) والخلي ل
بن أحم د ( ت 175ه ) ك ابن ف ارس حيث ق ال " :ف إن ق ال قائ ل :فق د ت واترت
وب النظر فيم ا كتب الدارس ون ح ول نش أة ه ذا العلم نج د أك ثرهم يجعل ون بدايت ه في
10
) العصر الإسالمي ،وبالتحديد في الصدر االول منه ( ".
أما فيما يخص الإطار المكاني للنحو فيثقف الباحثون قديما وحديثا على العراق بوصفه
مكان ا لنش أة علم النح و ،وبخاص ة البص رة ،ق ال ابن س الم " وك ان أله ل البص رة في
العربي ة قدم ة ،وب النحو وبلغ ات الع رب والغ ريب عناي ة )11( " .يش ير ابن س الم هن ا
إلى أقدمية عناية أهل البصرة باللغة العربية ،نحوها ولغاتها وغريبها .
إن لك ل علم من العل وم مراح ل وأط وارا قب ل بلوغ ه ح د االكتم ال ،فكم ا يم ر الإنس ان
ب أطوار ومراح ل ،نش أ خالله ا ،ويت درج ،فيك ون ولي دا ،فناش ئا وش ابا ،ثم كهال
وينضج عقله ،ويتطور تفكيره وتتوسع أفق مداركه ومعارف ه ،كذلك نشأ علم النحو،
في بدايت ه األولى ،ص غيرا ش أن الإنس ان ،ثم نم ا وترع رع وتط ور وازده ر ع بر
- 9أبو الحسن ابن فارس الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كالمها ،ص .38
- 10محمد الطنطاوي ،نشأة النحو ص . 15فتحي الدجي أبو األسود الدؤلي ص .40
- 11ابن سالم /طبقات الشعراء ص .2
8
– 1مرحلة الوضع والتكوين :وقد مثلت هذه المرحلة المدخل األساس إلى علم النحو
بك ل أبع اده ومس الكه ،وق د نمت في البص رة خالل خالف ة ب ني أمي ة ،واألم ر ال ذي
عهد بني أمية ولم تكن لهم حياة في العهد العباسي .وما يدل على ذلك " :هذا الطور
من عص ر واض ع النح و أبى الأس ود إلى أول عص ر الخلي ل ابن أحم د ،وق د س لف أن
12
) وضعه انتهى في عصر بني أمية " (.
نش أته والكوف ة منص رفة عن ه بم ا ش غلها من رواي ة األش عار واألخب ار والن وادر زه اء
13
) قرن ( ".
الطبق ة االولى " :وك ان من أف ذاذ ه ذه الطبق ة عنبس ة بن مع دان الفي ل ،ونصر بن
عاصم الليثي ،وعبد الرحمان بن هرمز ،ويحي بن يعمر العدواني ،ولم يدرك أحد
14
) من رجال هذه الطبقة الدولة العباسية (".
الطبقة الثانية :كانت أكثر عددا من سابقتها فقد كانت أوفر منها حظا في هذا الشأن ،
15
) إذ وطأت لها سبيله ،فازدادت المباحث لديها ( " .
9
نج د من بينهم :عب د اهلل بن إس حاق الخض رمي ،وأب ا عم ر وبن العالء ثم عيس ى بن
/مرحلة النشوء والنموة إذا كانت مرحلة الوضع والتكوين ،قد بدأت من عصر أبي
األسود الدؤلي ،وانتهت أول عصر الخليل ،فإن مرحلة النشوء والنمو بدأت من عهد
الخليل بن أحمد البصري وأبي جعفر محمد ابن الحسن الرواسي الكوفي
" أما المرحلة الثانية ،فقد تغير األمر ،إذا أشترك الكوفيون مع البصريين جنبا على
جنب ب النهوض به ذا العلم ،ونافس وهم في طلب ه واالقب ال على تعلم ه ،والنظ ر في
مشكالته ومسائله وكثرة التأليف فيه ،وذلك للظفر بشرف هذا العلم ،من تالقي علماء
البص رة والكوف ة وطمع ا بج وائز الخلف اء ال ذين جعلوا بغ داد حاض رة للخالف ة ،ومرت دا
16
للعلماء من الكوفيين والبصريين "
وقد اتجهت أنظار أصحاب هذا الطور إلى مراعاة أحوال األبنية عكس رجال الطور
الماضي الذين كانت مباحتهم متصرفة حول أواخر الكلمات كما عرف عنهم .
/مرحلة النضج والكمال :إن بداية هذه المرحلة كانت على عهد أبي عثمان المازني
،249ال ذي ك ان علم ا ب ارزا من علم اء الطبق ة السادس ة البص ريين النح ويين ،وق د
الكوفيين ،وقد استمرت هذه المرحلة إلى آخر أيام المبرد البصري وتعلب الكوفي .
-النحو العربي قضايا ومراحل تطوره .أحمد جميل الشامي ص .79 16
10
ففي ه ذه المرحل ة ثم تخليص النح و من الص رف ،حيث اس تقل ك ل واح د منهم ا عن
اآلخر ،أي أصبح النحو لوحده علما على حدة والصرف لوحده كذلك .وما يدل على
ذلك ..." :فمن مؤلف في النحو وحده ،ومن منصف في الصرف وحده ،ومن خالط
17
بينهما "
يدرس النحو العربي ظاهرة تغير أواخر الكلمة العربية بحسب العوامل الداخلة عليها ،
أو المؤترة فيها ،ومواقعها في تركيبات الجمل ،وهو ما يسمى ظاهرة اإلعراب في
االعراب لغة :ذكر االنباري لالعراب في أسرار العربية تالثة معان لغوي ة ) 1هي :
1
أع رب الرج ل عن حجت ه .إذ بينه ا ،ومن ه ق ول الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم " وال تيب
تعوب عن نفسها " .وسمي اإلعراب إعرابا ألنه يبين المعنى المقصود ،فالكالم الذي
يكتفى فيه بتسكين أواخر الكلم ال يتضح فيه الفاعل من المفعول "
والصفة من الحال ،وغير ذلك من معاني النحو المقصودة في الحديث .فإن أعرب
11
18
.ومن ه ق ول الع رب :ط ع ربت ب – إن الفع ل " ع رب " بغ ير هم زة بمع نى فس د
معدة الفصيل " إذا اعتراها الفساد ،فإذا كان الفعل مزيدا بهمزة " أعرب " صار معناه
إزالة الفساد ،تقول :أعربت الكالم إذا أغزلت عربه ،أي فساده ،كما تقول :أعجمت
الكتاب .إذا أزلت عجمه ...وسمي االعراب اعرابا ألنه يزيل ما في الكالم من فساد
يعرفه ابن جني " هو اإلبانة عن المعاني باأللفاظ ،أال ترى أنك إذا سمعت أكرم سعيد
أباه ،وشكر سعيد أبوه ،علمت برفع أحدهما ونصب االخر الفاعل من المفعول ،ولو
وقد عرفه عباس حسن بقوله " :فاالعراب هو تغيير العالمة التي في آخر اللفظ بسبب
اإلع راب اللفظي :ذل ك التغ ير ال ذي يظه ر على أواخ ر الكلم ،من حرك ات إعرابي ة
اإلعراب التقديري " :ما كان من المفترض أن يظهر آخر بعض الكلمات ،ولئن حال
دون ذلك عوامل صوتية ،إما بسبب امتناع الحرف عن تحمل جميع الحركات ،وهو
18
12
األلف ،أو بسبب تقل الحركة على بعض الحروف ،كالياء والواو ،أو لوجود مناسبة
ص وتية بين الحرك ة والح رف ال دخيل على بعض الكلم ات ،كم ا ه و الح ال م ع ي اء
اإلع راب المحلي " :ويقص دون ب ه م ا ك ان يف ترض أن تتحم ل الكلم ات من ظه ور
الحركات االعرابية ،ولكن هذه الكلمات التي يكون لها إعراب محلي تتبث على حرك ة
معينة ال تتبدل بتبدل مواقعها في الجملة ،وال يكون ذلك لعلة صوتية كما هو الحال
نفسه
نفسه .
13
" وليس عليكم جن اح فيم ا أخط أتم ب ه " ع داه بالب اء ألن ه في مع نى ع ثرتم أو
غلطتم ...وأخطأ الطريف عدل عنه وأخطأ الرامي الغرض وم بصبه ...والخطأ ما لم
كم ا ج اء في المعجم الوس يط أخط أ " خطىء وغل ط لح اد عن الص واب " والخط أ م ا لم
الخط أ على اختالف تس مياته يمث ل هم ا لغوي ا في حياتن ا التعليمي ة والعام ة ،إن الخط أ
يكاد يستوي فيه الضعفاء من أهل اإلعالم والمتقدمون في التحصيل منهم ،بل إنه يمتد
ويع د الخ روج على الس نن الم ألوف في اللغ ة العربي ة عن د الق دامى خط أ لغوي ا أطلق وا
عليه اسم اللحن إذ وصفوه بأنه :عيب وقبح ينبغي عدم الوقوع فيهما ،وهذا ما دعا
وعن دما اقتض ت الحاج ة إلى أن يض ع علم اء اللغ ة العربي ة القواع د النحوي ة والص رفية
اتض احا ،وأش د ب روزا ل ذلك س ار الت أليف في التنبي ه على األخط اء اللغوي ة جنب ا إلى
جنب مع التأليف في العلوم اللغوية عامة وقد سار التدوين في اللحن مع تدوين القواعد
14
العربية وقوانينها وقد ألف الكسائي ما تلحن فيه العوام ،ثم توالى التأليف في األخطاء
اس تمر اللع ويين في العص ر الح ديث على نهج س لفهم الق دامى في التنبي ه على األخط اء
اللغوي ة وق د أجم ع اللغوي ون المح دثون على أن أب ا الثن اء األلوس ي أول من أل ف في
التصحيح اللغوي في العصر الحديث وكتابه " كشف الطرة عن الغرة ".
19
) 5أنواع الخطأ اللغوي :
الخطأ الذي يصيب االستعمال اللغوي يعود في مجمله إلى أنواع ثالثة :
-أح دهما :يص يب أواخ ر الكلم ات في الجمل ة ،وه و الخط أ االع رابي .وه ذا أس هل
الخطأ ،إذ يكفي في كشفه معرفة العالقة بين أجزاء الجملة على اتساعها ،ووظيفة
والث اني :خط أ يص يب الكلم ة نفس ها ،بوض عها في غ ير موض عها ،أو بإس اءة
تص ريفها .والرجوع إلى كتب اللغ ة ومسائل التص ريف القياسية كفي ل ب رد الكلمة إلى
صوابها .
15
أما التالث :فهو الخطأ الخفي ،الذي يقع في الجمل :التركيب وتقديم بعض أجزائها
على بعض وش روط ذلك على ما بين العلم اء من اختالف في تل ك الشروط .وقل من
) 6تعريف اللحن
-مفهوم اللحن
-لغة :
قال ابن بري وغيره :للحن ستة معان :الخطأ في االعراب ،واللغة والغناء والفطنة
والتع ريض والمع نى )....( ،واللحن ال ذي ه و الخط أ في اإلع راب ه و الع دول عن
20
الصواب
كم ا عرف ة المعجم الوس يط ط لحت في كالم ه – لحن ا :أخط أ االع راب وخ الف وج ه
21
الصواب في النحو فهو الحن ولحان "
بذلك يظهر جليا أن كلمة لحن تعني إمالة الشيء وجهته .
اصطالحا :
16
فاللحن كما تبين مما سبق صرف للكالم عن حالته السوية ،وقد يكون ذلك الصرف
بتغيير اعرابه ،أو بتغيير شكل الحرف أو بتغيير هيئته ،أو بتغيير مخرجه أو ضفته،
22
فقد عد العلماء القراء بغير تجويد لحنا
تعددت تعاريف اللحن عند علماء اللغة حيث يعرفه صاحب معجم علوم اللغة العربية
بأنه " عيب لساني يقوم على تخريف الكالم في اللغة .أو قواعد اإلعراب ،أو القراءة
ويتمثل اللحن باستخدام كلمة من غير محلها ،أو تبديل في نطق بعض الحروف ،أو
كم ا يعرف ه ابن ش هيد االندلس ي ه و ط الخط أ في االس تعمال أو الع دول عن وج ه
24
الصواب أو اختيار ما خالف الفصيح الراجح
ونجد أبو هالل العسكري ت ( )393يعرفه قائال :اللحن صرفه الكالم عن جهته ،ثم
الق ول والفع ل ال يك ون اال في الق ول وتق ول لحن في كالم ه .وال يق ال لحن في فعل ه ،
25
كما يقال أخطأ في فعله
-ابن الشهد االندلسي التهذيب بنحكم الترتيب ) ( الجمع بين كتابي لحن العامة ) ص 6مكتبة المعارف للنشر والتوزيع 24
17
ونس تنتج من خالل التعريفات بأن اللحن ه و الخط أ واالنحراف والعدول عن الصواب
18
كتاب ما تلحن فيه العامة
يعتبر كتاب " ما تلحن فيه العامة " مؤلف من المؤلفات المهمة للكسائي التي لم يتبقى
مخطوط ات اعتم د عليه ا في أم اكن متع ددة من الع الم إال أن ه لم ي رد ل ه ذك ر في كتب
الطبقات التي ترجحت لكسائي مما يتبين في صحة نسبته إليه .
التالي :
أوال - :مس حة الت أليف القديم ة ال تي تظه ر على الكت اب مث ال :اس تعملت في ه كلم ة "
حرف " بمعنى " كلمة " وكلمة " األلف " للداللة على " الهمزة ،وكلمة" ميم " لحرف
الجر " من " قياسا على " الباء " و " الالم " و " الكاف "
ثانيا :المقدمة التي تقول " هذا كتاب ما تلحن فيه العوام ،مما وضعه علي بن حمزة
الكس ائي للرش يد ه ارون والب د أله ل الفص احة من معرفت ه " إذن :ف إن الكس ائي ك ان
وبقول :وقد نقبت عن الكتاب في جل المطاف الحاضرة .لعلي أقف منه على عين أو
19
وقد تناول الكتاب بالدراسة المنظر " حسين نصار " في كتاب به سمى المقدم العربي
وأيضا شكك في نسبة للكسائي بل وقال أنه من تأليف أحد ثالمذة أبي زيد االنصاري .
ولكن نحن ال نتفق مع هذا الرأي ألن الكتب الطبقات لم نحصي جميع مؤلفات العلماء
ولدينا أمتلة على ذلك " كتاب األمثال " لمؤرج السدوسي فلوال االقتباسات التي وردت
وخزانة األدب لشك المرء في نسبته أصال للسدوسي وكذلك كتاب البئرالبن االعرابي
النساخ والوراقون وبعض العلماء أحيانا الذين يقومون بإضافة نصوص وتعليقات إلى
بعض التص انيف ويش به على ذل ك كت اب " العين " لل ذليل الفراهي دي بحيث أن ب
طرسوس " االصل فيها فتح الطاء والراء ومثله " اسوحالك وملكوك " أما عقيل وع امر
-1وتقول " :ما نقنت منه إال عجلته ،بفتح القاف ،
20
-2يق ال غ يره ق ال اهلل ع ز وج ل " :وم ا نقم وا منهم إال أن يؤمن وا باهلل وفي إص الح
المنط ق البن الس كين .ويق ال :م ا نقمت عن ه إال حس ان ،ف أنت تنقم .ق ال
-3وتق ول :وددت أنى في م نزلي ،بكس ر ال دال االولى " وفي لس ان الع رب " وحكى
وفي إصالح المنطق " :الكسائي :رطل ورطل للذي يقال فيه :
وفي " أدب الكاتب البن قتيبة " أقبست الرجل علما.
إذا جئته بها .فإن كان طلبها له ،قال :أقبسته .هذا قول اليزيدي .وقال الكسائي :
أقبسته نارا وعلما سواء قال :وقبسته أيضا ،فيهما جميعا "
" – 5ويقال :المال والبنات ينمو والخضاب وأسباها ينمي " .
وفي الغريب المصنف ،البي بن سالم :قال الكسائي نما الشيء ينمر بالياء ال غير .
قال :ولم أسمعه إال بالواو من أخوم عن يتي سليم :ينمو ،ثم سكلت عنه بنى سليم ،
فلم يعرفوه بالواو :هذه الكلمات الخمس ،التي يختلف فيها رأى الكسائي في كتابه ،
21
عن رواه عن اللغوي ون ،وليس ت ه ذه الكلم ات الخمس ،ج ل الكت اب ،كم ا ي زعم
وتقول :أصحو هي أم غيم ؟ " وفي الصحاح الجوهري صحا " وأصبحت السماء أي
انقشع عنها الغيم ،فهي مصحية وقال الكسائي :فهي صحو وال تقل مصحية "
وتق ول أعق دت العم ل والن اطق ب األلف " وفي الص حاح ( عق د ) واللس ان ط عق د " ق ال
فالكسائي لم يعتمد أسلوبا منهجيا في كتابه ،إذ سرد فيه الكلمات سردا وعدها عدا دون
ترتيب أو تقسيم ،وهذا ليس غريب باعتباره أول تأليف في لحن العامة " فهو ال يهتم
بجم ع لنظ ير إلى نظ يره فاألرق ام " ح رص " ( ، ) 2عس ين ( ) 1ه ذه األرق ام نع الج
وك ذلك األرق ام ص رفت فالن ا ( ، ) 25كبت اهلل ع دوك ( ) 50ه ذه الرق ام بجمعه ا
ج امع واح د ،ه و أنه ا تتع دى بنفس ها ،وال تحت اج إلى هم زة التعدي ة .فال يق ال :
وق د أع اد محم د بن أحم د الحنفى العالئي إع ادة كتاب ة م ا تلحن في ه العام ة " من جدي د
على الترتيب الهجائي وقد سماه " النصيحة التامة للخاصة والعامة .
وي ذكر الكس ائي في بعض االحي ان الص واب ،ثم ي ورد الش اهد أحيان ا وه و غالب ا من
القرآن والشعر واالمثال ،وكذلك إذا كان في الكلمة لحنا ( زيادة ) ينفي الزيادة ويورد
22
الص واب مض بوطا ويعتم د في ذل ك على ذك ر الص واب بعب ارة " يق ول "وال تق ول " و"
وق د تن اول الكس ائي في كتاب ه تط ورات في نط ق الع وام وأخ رى في الص يغ فحس ب إال
أنه ال يحتوي على أمثلة لظواهر التطور في الداللة أو التطور في التراكيب .
وتقول :سمور وسبوط وكلوب وسفود ،وكل ما كان على فعول بتشديد العين مفتوح
االول .
ففي هذه األمثلة ،تطورت اللغة على ألسنة العامة ،بضم أول الكلمة لكي تنسجم هذه
وهي إبدال أحد الصوثين المتماثلين صوتا آخر ،يغلب أن يكون صوت متوسطا ،أو
ص وت عل ة .ويق ال " أت رج وإ جاب ة وإ ج اص .ه ذه الح رو باس قاط الن ون فإن ه حين
ينظف عامة ببغداد هذه الكلمات في زمن الكسائي :أترنج ،وإ نجانة ،وإ نجاص ،فإن
ذلك يعني بالنسبة للغويين المحدثين ،حدوث تطور صوتي نتيجة تأثير قانون المخالف
23
وتقول :هذه أتان .لألنتى من الحمير ،بغير هاء ،ويعني هذا أن العوام كانوا ينطقون
ه ذه الكلم ة " أتان ة " بتط ور الص يغة من الت أنيت بال عالم ة إلى الت أنيت بالت اء بس بب
ذك ر ابن ف ارس في معجم ه مق اييس اللغ ة أن الف اء ،الص اد الح اء ،أص ل ي دل على
والفصاحة الظهور والبيان ومنها أفصح اللين إذا انجلت رغوته وفصح فهو فصيح قال
الشاعر :
ويقال أفصح الصبح إذ بدا ضوءه ،وأفصح كل شيء إذا وضح ،وفي كتاب العزيز "
وأخ هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معى بسورة القصص آية .24
وفصح النصارى عيدهم ،وقد تكلمت به العرب ،قال حسان بن ثابث :
ن سراعا أكله المرجان ويجوز ذلك العتقادهم أن عيسى ودنا الفصح فا لوالند ينظم
عليه السالم ظهر فيه وسمى الكالم الفصيح فصيحا كما أنهم سموه بيانا عما عبر به
24
عن ه وإ ظه اره ل ه إظه ارا جلي ا ،روى عن ه الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم أن ه ق ال " أن ا
أسوأ فهما لطمطمة الرومي من الرومي لبيان لسان العربي فكل إنسان من هذا الوجه
العرب والعجم ولم يلفظوا بفصيح وأعجم فليس هذا المعنى يريدون إنما يعنون أنه ال
أم ا عب د الق اهر الجرج اني فق د ح دد الفص احة في اللغ ة ق ائال " إن الفص احة في أص ل
اللغ ة هي :االبان ة عن المع نى بدالل ة ق ولهم " :فص يح وأعجم ،وق ولهم :أفص ح
االعجمي
وقد ربط عبد القاهر الجرجاني الفصاحة بقضيتين كبيرتين هما :
فجع ل الفص احة في اللف ظ متعلق ة ب النظم ،فه و ال يع د اللف ظ فص يحا في ح د ذات ه ،ب ل
فصاحته تأتي من تالؤم معناه مع األلفاظ المجاورة ،ومن ثم فالفصيح هو اللفظ الحسن
على السليقة التي فطر العربي عليها منذ نشأته في بيئته العربية .
25
وقد قسم عبد القاهر الجرجاني الكالم الفصيح إلى :
وه ذا يع ني أن عب د الق اهر الجرج اني لم ينك ر ق ط فص احة األلف اظ ،ولكن أم ا فص احة
النظم فتتض ح من خالل تأكي د عب د الق اهر الجرج اني أن الفص احة ال تك ون في أف راد
الكلم ات ب ل تك ون فيه ا إذا بعض ها إلى بعض ،وال يك ون ذل ك إال من أج ل معانيه ا ال
ويلخص عب د الق اهر رأي ه في النظم ال ذي ه و ت وخى مع اني النح و وأحكام ه ووجوه ه
وفروقه قيما بين معاني الكلم .وأن الفصاحة ال تظهر إال بوضع اليد على الخصائص
أل ف ابن س نان كتاب ه " س ر الفص احة " مح اول من ذ البداي ة تق ديم موقف ه من الفص احة
ومفهومها ليكون ما يقدمه حدا وأيضا يشمل كل ما ينضوي تحت الفصاحة .
والفصاحة لديه مرتبطة بالظهور والبيان و"البيان" قد يعني الفصاحة أيضا .وس مى ابن
سنان الكالم الفصيح بيانا وذلك العرابه عما عبر به عنه وإ ظهاره إظهارا جليا .أما
البالغ ة عن ده فهي :عب ارة عن حس ن األلف اظ والمع اني " وعلى ال رغم من إدراك ابن
26
س نان لخل ط الدارس ين في عص ره لمف اهيم البالغ ة والفص احة .فإن ه يق ر م ا ج اء عمن
قبله من قصر الفصاحة على وصف األلفاظ .وقد خلص ابن سنان إلى نتيجة ارتضاها
عدد كبير من الدارسين وهي أن " كل كالم بليغ فصيح .وليس كل فصيح بليغ ولكنه
مع ذلك بصر على إبقاء الفصاحة في ظل البالغة ويمثل هذا الموقف قوله " الفصاحة
فالفصاحة عنده هي نعت لأللفاظ وال تتحقق إال إذا توافرت لهذه األلفاظ شروط محددة
األول :يتعل ق باللفظ ة الواح دة على آنفراده ا من غ ير أن ينظم إليه ا ش يء من األلف اظ
وتؤلف معه.
والثاني :يوجد في األلفاظ المؤلفة أي في التركيب .وقد حدد ابن سنان ثمانية شروط
المفردة هي :
أن يكون تأليف تلك اللفظة من حروف متباعدة المخارج .
أن تجد لتأليف اللفظة في السمع حسنا ومزية على غيرها ،وإ ن تساويا في التأليف
أن تكون الكلمة كما قال أبو عثمان الجاحظ – غير متوعرة وحشية .
أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح غير شاذة .
27
أن ال تكون الكلمة قد عبر بها عنه أمر آخر يكره ذكره ،فإذا وردت وهي مقصود
أن تكون الكلمة مصغرة في موضع غبر بها فيه عن شيء لطيف أو خفي أو قليل
ابن قتيبة
لم يشير ابن قتيبة إلى لفظة الفصاحة في كتابة الشعر والشعراء " ولكنه استعمل كلمة "
األلف اظ " .وفي كتاب ه " أدب الك اتب " ح ديث عن االلف اظ واألبني ة ولكن ه ال يس ميها "
السكاكي
لم يعقد السكاكي فصال للفصاحة عندما قسم البالغة إلى علومها ،وإ نما تكلم عليها بعد
األول :راجح إلى المعنى وهو خلوص الكالم من التعقيد .
وش رح تعقي د الكالم وق ال :ه و أن يع تر ص احب الفك ر عن متص رفه ويش يك الطري ق
أما غير المعقد فهو أن يفتح صاحبه للفكرة الطريق و بهذه .
28
أن تك ون الكلم ة عربي ة أص لية ،وعالم ة ذل ك أن تك ون على ألس نة الفص حاء من
العرب والموثوق يعربتهم أدور واستعمالها لها أكثر مما أحدثها .المولرون وال
وجع ل الفص احة غ ير الزم ة للبالغ ة ال تي حص ر مرجعه ا في المع اني والبي ان ،ولم
يجع ل للفص احة مرجع ا في ش يء منهم ا ،وه و في ذل ك يت ابع عب د الق اهر الجرج اني
والرازي اللذين نظرا إلى النظم ولم يوليا اللفظ المفرد أهمية كبيرة.
وآختص ر ب در ال دين بن مال ك القس م الث الث من " مفت اح العل وم " .وتكلم على الفص احة
وأطلق عليها آسم البديع الذي قال عنه " هو معرفة توابع الفصاحة " وعرف الفصاحة
بأنها ط صوغ الكالم على وجه له توفية بتمام األفهام لمعناه وتبين المراد منه .
الرازي
ع رف فخ ر ال دين ال رازي الفص احة بأنه ا " خل وص الكالم من التعقي د " وهي عن ده
تتص ل ب المعنى .ألن اإلف ادة اللفظي ة يس تحيل تط رق الكم ال والنقص ان إليه ا ،ف إن
السامع للفظ إما أن يكون عالما بكون موضوعا لمسماه أوال يكون فإن كان عالما به
عرف مفهومه بتمامه .وإ ن لم يكن عالما به لم يعرف منه شيئا أصال .
الثاني :أن الفصاحة وإ ن كانت غير عائدة إلى الداللة اللفظية ،لكن من االمور العائ دة
إلى جوهر اللفظ وإ لى داللته الوضعية ما يفيد الكالم كما ال وزينة وجماال .
30
الفصل الثاني
تمهيد :
ظه رت المقارب ة بالكفاي ات في التعليم التق ني والمه ني لبعض ال دول المتقدم ة في نهاي ة
الس بعينات من الق رن العش رين ،وانتقلت ت دريجيا إلى التعليم األساس ي ،ثم إلى ب اقي
األس الك التعليمي ة ،واعتم دت العدي د من ال دول الس ائرة في طري ق النم و ه ذه المقاربة
في إط ار سياس ات إص الح منظوم اتي التربوي ة من ذ بداي ة ه ذا الق رن .ل ذا يمكن رؤي ة
الكفاية كموجة عارمة ذات مغزى لكون المدرسة في نهاية القرن العشرين بحثت عن
المقارب ة بالكفاي ات أساس ها أه داف معلن عنه ا في ص يغة كف اءات يتم اكتس ابها باعتم اد
منهج يرك ز على التلمي ذ كمح ور أساس ي في عملي ة التعليم ،فه و يعم ل على تحوي ل
المكتس بات والق درات ومه ارات التلمي ذ إلى الق درة على مواجه ة تعليم ات جدي دة ض من
سياق يخدم ما هو منتظر منه في نهاية مرحلة تعلم معينة وهي أيضا وضعيات تضع
المتعلم في إطاره ا لينمي كفاءته وعلي ه يعتم د ه ذا المنهج ال تربوي على محتوي ات
مفاده ا التلقين فمس عى ه ذه المقارب ة ه و توحي د رؤي ة التعليم والتعلم من حيث تحقي ق
أهداف مصوغة على شكل كفاءات قوامها المحتويات وتستلزم تحديد الموارد المعرفية
والسلوكية وهي عبارة عن تصور تربوي بيداغوجي ينطلق من الكفاءات المستهدفة في
- 26
31
نهاي ة أي نش اط تعليمي لض بط اس تراتيجية الت دريس والوس ائل التعليمية وأه داف التعلم
1 – 1المقاربة :
لغة :
ً
قرب منه ،ككرم ،وقربه ،كسمع ،وقارب الخطو :داناه ،وتقرب وضع يده على
ويقص د به ا الكيفي ة العام ة أو الخط ة المس تعملة لنش اط م ا ( مرتبط ة بأه داف معين ة )
والتي يراد منها وضعية معينة أو مسألة ،أو حل مشكلة ،أو بلوغ غاية معينة ،أو
-عبد اللطيف الفارابي ،معجم علوم التربية المصطلحات البيداغوجية 1994ص .21 : 27
-حمد محمد الدين يعقوب الفيروز األبادي ،القاموس المحيط ،الطبعة 1دار الكتب العلمية 2004ص.150 : 28
32
وق د اس تخدمت في ه ذا الس باق كمفه وم تق ني ،للدالل ة على التق ارب ال ذي يق ع بين
مكون ات العملي ة التعليمي ة ،ال تي ترتب ط فيم ا بينه ا عن طري ق عالق ة منطقي ة من أج ل
الكف اءة :المماثل ة في الق وة والش رف ومن ه الكف اءة في ال زواج أن يك ون الرج ل مس اويا
وأهم تعريف لغوي في اللغة العربية للكفاية أو الكفاءة هو الذي يورده " ابن منظور "
في لس ان الع رب :حيث ي ذكر ق ول حس ان بن ت ابث " وروح الق دس ليس ل ه كف اء أي
والكفئ :النظير وكذلك الكفء والكفؤ ،على فعل وفعل والمصدر الكفاءة بالفتح والمد
32
) والكفء النظير والمساوي(.
يقول الدكتور الفارابي في نطاق التربية والتعليم ،فإن المفهوم داللة عامة مؤداها أن
الكفاية جملة قدارت تتيح للمتعلم أن يؤدي مهاما وأنشطة معينة في وضعيات مختلفة ،
-خير الدين هني :مقاربة التدريس بالكفاءات ص .101 30
33
ويعطي المث ال الت الي :إذا قلن ا إن للمتعلم كفاي ة تواص لية ش فهية ،فه ذا يع ني ش يئين
متالزمين :
الشيء األول :هو أن يمتلك قدرات من قبيل اختيار األسلوب المناسب للمقام واحترام
أعراف التواصل وعدم اللحن ،أما الشيء الثاني :فيعني أنه يقوم بأداءات وإ نجازات
تؤسس على أنه يمتلك فعال تلك الكفاية ( الفارابي ) 33(.) 2004
إن التف وق والس بق ال دولي يب دأ من األس رة والقس م من المعلم ومن المنه اج المق رر.
التف وق يجب أن يعتم د على الوص ول إلى اإلب داع وليس اإلي داع وأن نتج اوز التعليم
فالمدرسة الحديثة تعتمد تعليم أسس االتصال ومهارات حل المشكالت وتجاوز العقبات
وترك ز على التلمي ذ المتك ون ونش اطه وردود أفعال ه تج اه وض عيات مش كالت وتدريب ه
على المنهجي ة والطريق ة لح ل المش كالت م ع االس تناد على المع ارف ليس تثمرها في
وه دف المقارب ة بالكف اءة ه و دمج المع ارف والط رق والم واد لتجني دها وتوظيفه ا في
الحياة وتوظف لحل المشكالت وهدف المقاربة تحديد استراتيجية العمل داخل المدرسة
34
وتح دد عالق ة المعلم بالمعرف ة والمتعلم وتجع ل المعلم ه و المس ؤول على تنفي ذ أج رأة
المنهاج في الميدان ( منهاج نظري ) والمعلم هو المنهاج التنفيذي الفعلي. )34 ( .
يرى الفارابي بأن نموذج التدريس بالكفايات يستند على المفاهيم التالية :
مفهوم البنية االندماجية " تعني إدماج المحتويات والمعرفة وعدم تجزيئها.
مفهوم النشاط :إن بناء الكفاية عبارة عن انشطة تعليمية منفتحة على المتعلم .
مفهوم المهمة :إذ التعلم يتمحور حول أنشطة ومهامٍ ينجزها المتعلم .
مفه وم الوض عية :أي موض عه المتعلم خالل التق ويم في وض عيات ينج ز فيه ا عمالً
ولتفعيل هذه المفاهيم ثم اعتماد مفهوم محوري أال وهو الوضعيات المشكل )35(.
للكفاي ة مقارب ات كث يرة منه ا :المقارب ة بالمعرف ة والمقارب ة بالمه ارة والمقارب ة
بالسلوكات وحسن التواجد والمقاربة بالمعارف والمهارة والمقاربة بكفايات المعرفة .
فالمع ارف هي م وارد لتحدي د وح ل المش اكل .ويع ني ذل ك أن ه على المع ارف أن تك ون
مت وفرة في اللحظ ة المناس بة وأن تك ون متكيف ة م ع الوض عية .ته يئ المقارب ة بالكفاي ات
الطلب ة الته ييء الجي د للحي اة المهني ة واكتس اب المع ارف الض رورية لمج ال عملهم ،
وذلك عن طريق تنمية قدرة استعمال تلك المعارف في سياق واقعي وعملي _ مهني
- 34أحمد بن محمد بونوة ،المقاربة بالكفاءات بين النظري والتطبيقي ،ص 13 :و .14
- 35محمد الصدوقي ،المفيد في التربية ص.45 :
35
ويستوجب التكوين على الكفايات تداخل التخصصات والمكتسبات في وضعيات معقدة
ومهنية ()36
نس تنتج مم ا س بق ،أن الت دريس المتمرك ز على المقارب ة بالكفاي ات ينطل ق من مب دأ
أساسي هو اعتبار المتعلم فاعال أساسيا في بناء تعلماته ( االعتماد على الذات ).
أوال :الحد من التلقين ( الحفظ ،الذاكرة ،النزعة االمتحانية ،معلومات غير نافعة إال
في االمتحانات ،رد القول ،العالقات العمودية )...الغاية هي تحديد وظائف المعرفة
ثانيا :نقد بيداغوجيا األهداف ( الميكانيكية ،رد الفعل ،تجزيء المقررات الدراسية ،
ثالث ا :الت دريس بالوض عيات ( بن اء كفاي ات ،تج اوز عوائ ق ذاتي ة وتعليمي ة ،رب ط
المع ارف بالمحيط ،إش راك التالمي ذ في بن اء مع ارفهم ،ت دبير وتخطي ط التعلم ات ،
استحض ار تقني ات التنش يط ومجم ل البي داغوجيات ودينامي ة الجماع ات ،إض فاء مع نى
36
رابعا :ليس للتدريس بالكفايات دواع تهم المعارف المدرسية وحدها ،بل هناك دواع
يرتبط بمفهوم الكفاية عددا من المفاهيم التي يمكن إيرادها على النحو التالي:
المع ارف :هي مجم وع المعلوم ات والخ برات ال تي تجس د أه داف المنه اج ،وال تي -1
يق وم التلميذ باكتس ابها من خالل التعلم ،وتتكون عادة من المعلوم ات ،واألفكار ،
والقيم ال تي ت راكمت ع بر الس نين لتش كل تراث ا تفاقي ا ،ومعرفي ا لإلنس ان ،تق دم في
دل ه ذا المفه وم على الكم النظ ري ،والخ برات ال تي يس تقيها الف رد من المواق ف ،
وتش كل ل ه إط ارا نظري ا يوجه ه في مواق ف قادم ة وال تي يتع رض إليه ا خالل ف ترة
حياته.
الق درة :هي ك ل م ا يس تطيع الف رد أداءه في اللحظ ة الراهن ة ،من أعم ال عقلي ة أو -2
جسمية حسية ،أو اجتماعية ،وقد تكون القدرات فطرية أو مكتسبة ،أو هما معا .
فالق درات الفطري ة هي ال تي ترج ع إلى الوراث ة ،وتص احب النض ج ( الجس مي
والحس ي ) ،والعقلي والوج داني والق درات المكتس بة هي الق درات ال تي يكتس بها الف رد
-حثروبي ،محمد الصالح ،المدخل إلى التدريس بالكفاءات :دار الهدى ص .37: 38
37
وهذه األخيرة تنمو ،وتتوسع أكثر فأكثر عن طريق التعليم )39(.
فهي تجع ل الف رد ق ادرا على فع ل أي ش يء ي رغب في ه ،أو يس ند إلي ه ،وهي ل ذلك ال
ترتب ط بمحتوي ات معرفي ة وأيض ا تتجلى في ش تى الم واد المختلفة ،فهي تع بر عن
معرف ة فعلي ة عام ة ،ل ذلك ال تظه ر للمالحظ ة ،وإنم ا تظه ر في إنج ازات تتعل ق
بمحتوي ات تعليمي ة ،أي في س لوك عملي ،ذو أث ر ظ اهر مث ل :إنج از تم ارين ،ح ل
40
) مسائل ،قراءة نصوص ،تلخيص قصص ،كتابة تقارير (...
– 3المه ارة :يق ترب مفه وم المه ارة كث يرا من الدالل ة على مفه وم الق درة إذ يغطي ه
جزئيا ،ولكن بعض المنظرين يستعملون مصطلح المهارة لإلشارة إلى مؤهالت يمكن
تحديدها ،والوقوف عليها بسهولة ،من خالل التحكم في الحركة أي البراعة البدوية .
أو السهولة في استعمال أداة ،أو آلة ،أو بواسطة إنجاز مهمات مركبة بعض الشيء،
-المه ارة تتض من وتحت وي مجموع ة من الق درات ،وتتمظه ر فيم ا ينج زه المتعلمين
من مهام وأنشطة .والقدرة تحيل على االستطاعة ،أي ما يقدر المتعلم على فعله
-4 -األداء واإلنجاز :مجموع األداءات أو اإلنجازات التي تؤشر على ما يقوم به
من جهة ،ومدى قدرته على أدائها بإتقان من جهة ثانية )42(.
- 39أوحبدة علي ،التدريس الفعال بواسطة الكفاءات ( السند التربوي للمعلمين ) ص.13 :
40هني خير الدين ،مقاربة التدريس بالكفاءات ص 96:
- 41المملكة المغربية ،المقاربة بالكفايات مكتبة المدارس سنة 2009ص 25
- 42الحسيني فاطمة ،كنايات التدريس الطبعة 1سنة 2005ص .22
38
-5 -الوض عية المش كلة ( التعليمي ة ) :هي اإلط ار ال ذي يتم ض منه أو من خالل ه
ممارسة أنشطة وإنجازات التعلم الخاصة بكفايات معينة ،أو مزاولة أيضا أنشطة ،
وممارسات ترتبط بعملية تقييم تلك الكفاية ،وقد حاول الباحث البلجيكي روجيرس
كزافيي تبسيط هذا المفهوم ،حيث اعتبر الوضعية المشكلة تشكل ما يلي :
-أ -الوضعية :يعني بها المجال الذي يميل إلى ذات معينة في ارتباطها بسياق ،أو
-ب – المش كلة :تتح دد من خالل توظي ف معلوم ات ،أو القي ام بمهم ة ،أو إنج از
نش اط ،أو تخطي تع ثر أو ح اجز ماَ ،به دف االس تجابة لحاج ة ذاتي ة وخاص ة
()43
يستمد التدريس بالكفايات مرجعية النظرية من علوم ونظريات ندرج بعضها كالتالي :
تس تند المقارب ة بالكفاي ات إلى نت ائج علم النفس الف ارقي ال تي مفاده ا أن األف راد ال ينش أ
به ون أب دا ،ح تى ول و ت وفروا بيولوجي ا على الرص يد ال وراثي نفس ه ،كم ا ه و الح ال
بالنس بة للت وائم المتطابق ة ،فهن اك دائم ا ف وارق بينهم .إن مج رد ح دث وحي د ع ابر ق د
يغ ير مج رى حي اة الف رد ،فم ا بالن ا إذا علمن ا أن األف راد يم رون بتج ارب وخ برات ال
حصر لها ،البد أن يكون لها أثر على شخصياتهم .تبعا لهذا ،فإن لكل متعلم خبرته
-الجابري عبد اللطيف ،إدماج وتقييم الكفايات األساسية الطبعة 1سنة 2009ص 28 43
39
وتجربت ه الخاص ة واس تراتيجيته الخاص ة في التعلم .وه ذا ك ان س ببا في ظه ور اتج اه
بيداغوجي يقوم على تفريد التعلمات تبعا لحاجات واستراتيجية كل فرد )44(.
توصلت األبحاث الحديثة إلى توفر األفراد على ذكاءات متعددة منها :الذكاء اللغوي ،
الذكاء المنطقي – الرياضي :الذكاء الحسحركي ،الذكاء الموسيقي ،الذكاء الطبيعي ،
ال ذكاء الفض ائي( المك اني ) ،ال ذكاء الب اطني – ال ذاتي وال ذكاء الوج ودي .وه ذه
الذكاءات لم تكشف عنها فقط االختبارات التي تقيس تجلياتها في اإلنجازات ،بل أكثر
من ذلك أتبتتها الدراسات العصبية والعقلية والبيولوجية والتشريحية للدماغ .لقد دأبت
مختلف األنظمة التربوية على إيالء الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي – الرياضي أهمية
ال ذكاءات نظ را لحاج ة المجتمع ات إليه ا جميعه ا .ونظ را ألن بعض األف راد لهم
استعدادات في ذكاءات دون أخرى ،فينبغي احترام هذه االستعدادات ،دون اإلضرار
يستمد مدخل الكفايات مرجعية ،على مستوى علوم التربية من مجموعة من النظريات
التربوية كالنظرية النباتية والمعرفية والسوسيو – بنائية .وقد ثم تبني هذه النظريات
خاصة بعدها تبين للباحثين في هذا المجال محدودية االتجاه السلوكي الكالسيكي الذي
40
يجزئ فعل التعلم إلى عناصر دقيقة تفتقد إلى المعنى وال تاخد بعين االعتبار العالقات
بين العناصر والتنمية الشمولية لشخصية المتعلم والسياق السوسيو -ثقافي الذي يتم في ه
التعلم .
تق وم على مب دأ أن التعلم فع ل نش يط ،وأن بن اء المع ارف يتم اس تنادا إلى المع ارف
فالمتعلم :محور العملية التعليمية – التعليمية /ينبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط ،
يالح ظ ،ينتقي ،يص يغ فرض يات ،يحل ل ويتخ د ق رارات ،ينظم ويس تنتج وي دمج
بص راع بين المكتس بات الس ابقة والتعلم ات الالحق ة ( .التن اوب بين الت وازن
والالتوازن ) .
النظرية المعرفة:
تنظر هذه النظرية للتعلم من زاوية الس ياقات المعرفية الداخلية للمتعلم ،وتعطي أهمية
خاصة لمص ادر المعرف ة واس تراتيجية التعلم ( معالج ة المعلوم ات والفهم والتخزين في
الذاكرة واالكتساب وتوظيف المعارف ) .فوعي المتعلم بما اكتسبه من معرفة وبطريق ة
41
ال تي تعت بر أن المع ارف تبنى اجتماعي ا من ل دن المتعلم وفائدت ه ،فه و يب ني معارف ه
بكيفية نشيطة ومتدرجة ،من خالل سياق قائم على التفاوض والتفاعل وإ عطاء المعنى
.
كما ترى هذه النظرية بأن المتعلم ال يطور كفاياته إال بمقارنة انجازاته بإنجازات غيره
تقتض ي المقارب ة بالكفاي ات تج اوز البي داغوجيات التقليدي ة ،المتمح ورة ح ول المعرف ة
واألس تاذ ،إلى بي داغوجيات تح ول دور الم درس من ملقن إلى منش ط وموج ه
-اعتبر الخطأ ،في نظر المدرسين وغيرهم ،كالس قطة في الديانة المسيحية ،حيث
ظ ل منظ ورا إلي ه كفش ل أو عيب يمكن أن يس مح بتص نيف ذك اءات البش ر ،وربم ا
البشر بصفتهم كذلك ،منهم العبقري ومنهم الغبي .منهم القابل للتعلم ومنهم الفاشل
الن اجحين والراسبين بين العباقرة واألغبي اء ...إلخ ،تعمل من حيث ال تدري على
تكريس الرؤية السلبية للخطأ بل يصبح الخطأ أساسا يخدم التمييز بين التالميذ.
42
-ونظ را ألهمي ة الخط أ في العملي ة التعليمي ة التعلمي ة فق د انتب ه إلي ه البي داغوجيون
المعاص رون إيمان ا منهم أن الح ق في الخط أ يس توجب تغي ير الم درس لط رق
-يرى "عبده الراجحي" أن مفهوم الخطأ انحراف األطفال عن نمط قواعد اللغة كما
يستعملها الكبار .والخطأ هو مرادف ( اللحن ) قديما وهو مواز للفوز فيما كانت
بي داغوجيا الخط أ ،تعت بر بي داغوجيا الخط أ من البي داغوجيات الفعال ة داخ ل المنظوم ة
التربوية ،نظرا ألهميتها وسط صفوف المتعلمين ،فمن خاللها ينطلق المدرس لبناء
تمثالت الدروس المقبلة .وعليه ،فبيداغوجيا الخطأ هي بمثابة استراتيجية للتعليم ألن
المعرفة أو بنائها من خالل تعلمه ،وما يمكن أن يتخلل هذا التعلم من أخطاء )49(.
فمن خالل ه ذا الس ياق يمكن الق ول أن بي داغوجيا الخط أ تص ور ومنهج لعملي ة التعليم
ال تي تعت بر الخط أ اس تراتيجية في التعلم .إذ أن ه أم ر ط بيعي وإ يج ابي ي ترجم س عي
المتعلم للوصول إلى المعرفة والخطأ بشكل نقطة انطالق للمعرفة العلمية ،ألنه شيء
ط بيعي ومقب ول ،فغالب ا م ا ينظ ر إلى الخط أ بش كل س لبي ،وكأن ه إثم يجب معاقب ة
-الصفحة الرسمية للمركز الدولي لتكوين المكونين rوالتحديد rالبيداغوجي ص .2 : 49
43
وتتعدد األخطاء المرتكبة عند التالميذ وتتخذ عدة أشكال وتتنوع بتنوع سياقاتها ويمكن
األخط اء المنتظم ة :تتك ون من النوع نفسه أن أن واع مختلفة ،وتتخذ ص فة التكرار ،
وتؤش ر على ص عوبة في التعلم مرتبط ة غالب ا بوج ود عوائ ق ،أو بع دم امتالك ق درات
األخطاء العشوائية :تكون غير منتظمة ترتكب غالبا بسبب سهر أو عدم انتباه أو عدم
تذكر)50( .
بع د خض وعهم لسلس لة من التعلم ات الموح دة والتق ويم التكوي ني ،يت بين أن ك ل واح د
منهم يعاني من صعوبات خاصة ،ال يشترك فيها مع باقي أفراد المجموعة .
الخط أ المع بر أو ال دال :ه ذا الن وع يمس فئ ة كب يرة من المتعلمين والمتعلم ات أو
جميعهم ،ويحي ل على عملي ة التعليم مباش رة ويؤش ر إلى خل ل فيها ،ويتطلب إع ادة
44
ترتكب هذه األخطاء في الغالب بسبب سوء فهم ما هو مطلوب إنجازه ،وهذا يحيل
ت دعو بي داغوجيا الخط أ إلى اتب اع منهجي ة علمي ة للتعام ل م ع الخط أ ،ويمكن تلخيص
-إشعار المتعلم بحدوث خطأ واعتبار ذلك أمرا طبيعيا يتطلب المعالجة .
-تص نيف الخط أ وربط ه داخلي ا بمص در نم ائي ،ثعاق دي دي داكتي ابس تمولوجي
تخلص مم ا س بق ،أن ه ذه البيداغوجي ة تس اعد الم درس مس تقبال على تج اوز العوائ ق
-الدليل البيداغوجي للتعليم األولي ،وزارة التربية الوطنية والتكوين المهتي ص .3 51
-الصفحة الرسمية للمركز الدولي التكوين المكونين rوالتجديد rالبيداغوجي ص .14 : 52
45
ففي المرحلة األولى يتم تشخيص الخطأ ورصده ،وتتلخص المرحلة الثانية في تحليل
الخطأ ،أما المرحلة الثالثة فتتمثل في تصحيحه ومعالجته ،قد يرتبط الخطأ بمرحلة
بناء المفهوم ،إذن الخطأ قد يرتبط بوضعيات اإلدماج ،وقد يرتبط بوضعيات التقديم .
وإ رادت ه وبمتع ه ،ويرتب ط عام ة بثقاف ة الطف ل (الوس ط ) وبالخي ال والرم وز واللغ ة
والبيئة :
ول ذلك يكتس ي أهمي ة بالغ ة في بن اء شخص ية الطف ل ،ألن ه يستحض ر ق وانين وقواع د
وأم ا اللعب البي داغوجي ،ال ذي يهمن ا هن ا ،فإن ه يس تهذف التعلم بواس طة اللعب ،فه و
ليس غاي ة في ذات ه ،يلتجئ إلي ه الم درس القتص اد المجه ود فق ط ،ب ل ه و س يناريو
بيداغوجي مبني على بحث ودراسة وتحليل للعملية التعليمية التعلمية يستهدف .
-تنمية قيم أو مهارات أو ذكاءات ،إلى غير ذلك من المكونات العقلية والوجدانية.
46
هناك أنواع كثيرة من اللعب البيداغوجي نذكر من بينها :
لعب األدوار ،اللعب التعبيري ،اللعب الفني والرياضي ،اللعب اإلدراكي /الذهني ،
53
اللعب المسحركي ،اللعب اإلبداعي ...
تدخل البي داغوجيا الفارقية أو بيداغوجيا الفروق ضمن طرائف التدريس الحديثة التي
تولي أهمية كبيرة للتلميذ :وتنمي لدى المدرس ملكة التعامل مع غئات مختلفة داخل
إنه ا بيداغوجيا تق وم على أساس ه ام ،وه و وجود اختالفات فردي ة بين التالميذ النهم
فق ط س يرورات تعلمهم أو طريق ة فهمهم فحسب ،ب ل تمت د هذه االختالف ات والفروق ات
لتشمل محيط المتعلمين أيضا .فقد كان التعامل مع المتعليمين فيما مضى يسير بشكل
واحد بهم جماعة الفصل بأكملها ككثلة متجانسة ومتساوية المواقف واألفكار حتى في
كيفية لتعلم لكن ومع تطورات العصر الح ديث ،اختلفت المفاهيم والتصورات السائدة
اإلشارة بالمتعلم ،مراعاة لمبدأ تكافؤ الفرص ومراعاة خصوصية المتعلمين وطرائق
تعلمهم وقب ل الش روع في تحدي د خصوص يات ومم يزات بي داغوجيا الف روق وتحدي د
47
البي داغوجيا الفارقي ة :بأنه ا إج راءات وعملي ات ته ذف إلى جع ل التعليم متكيف ا م ع
الف روق الفردي ة بين المتعلمين قص د جعلهم يتحكم ون في األه داف المتوخ اة ( )...إنه ا
بيداغوجيا تنطلق من الفوارق بين المتعلمين في صياغة األهداف والكفايات أثناء التعليم
54
) والتعلم .إنها بيداغوجيا مفتوحة ونشيطة قائمة على التفريد (..
من التعاريف الواردة للبيداغوجيا الفارقية تعريف عبد الكريم غريب الوارد في المنهل
ال تربوي :/بي داغوجيا فارقي ة بيداغوجي ة الف روق إج راءات وعملي ات ته ذف إلى جع ل
التعليم متكيف ا م ع الف روق الفردي ة بين المتعلمين قص د جعلهم تحكم ون في األه داف
55
) المتوخاة (.
ويعرف لدي لوقران في المعجم الموسوعي لعلوم التربية البيداغوجيا الفارقية كاآلتي :
هي تمس تربوي يستعمل مجموعة من الوسائل التعليمية قصد إعانة األطفال المختلفين
في العم ر والق درات والس لوكات والمنتمين إلى فص ل واح د ،من الوص ول بط رق
56
مختلفة إلى نفس األهداف .
تتح دد التع اريف بالنس بة لبي داغوجيا الف روق إال أنه ا تع د واح دة من الطرائ ق
- 54العربي السليماني المعين في التربية ،مرجع لالمتحانات المهنية والكفاءة التربوية ومباراة التفتيش :الطبعة 6ص
.128-129
- 55عبد الكريم غريب ،المنهل التربوي ،معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم البيداغوجية والديداكتيكيةr
والسكيولوجية ص .728
- 56حسن أوري ،المعجم الموسوعي لعلوم التربية ص 5455
48
من أج ل التحدي د والتط وير في منهجي ة العم ل ،وبعث الحيوي ة والنش اط في نف وس
إن مراع اة الف وارق واالختالف ات الفردي ة بين التالمي ذ ،أم ر كفي ل حس ب م ا ج اء ب ه
المفه وم من الوص ول إلى األه داف المطل وب تحقيقه ا ،ألن اح ترام ه ذا المب دأ يجع ل
قابلي ة العم ل ل دى التالمي ذ تزي د ،ومردودي ة العم ل ترتف ع .إذ تنطل ق البي داغوجيا
الموجد الذي يقدمه لهم المعلم ويؤول تجاهل المدرس لهذا المبدأ إلى تفاوت األطفال في
57
تحصيلهم المدرسي .وتأتي البيداغوجيا الفارقية لتحاول التخفيف من هذا التفاوت .
ومن خالل التعاريف السالفة الذكر يمكن القول أن البيداغوجيا الفارقية هي :
تف وم على اإليم ان بوج ود فروق ات فردي ة بين المتعلمين من حيث الس ن وكيفي ة التعلم
إجراء عملي يقوم المدرس بإنجازه داخل الفصل الدراسي بمعية التالميذ
-مقاربة تربوية تهذف إلى تنشيط وتحفيز المتعلمين ،واعتبرها المتعلم دأنا مستقلة
49
-تعمل على تحقيق مبدأ تكامل الفرص والوصول إلى الهدف نفسه بالطريق ة المالئمة
ع رفت المنظوم ة التربوي ة م ع مطل ع الق رن الواح د والعش رين ،جمل ة من التط ورات
الهادفة إلى التجديد والتعبير :وذلك نظرا للتراجع الذي سنهده مستوى التعليم عامة م ع
الطرائق التقليدية الكالسيكية ،التي تنظر إلى المتعلم على أنه صفحة بيضاء ال يعرف
ش يئا ،في حين أن المعلم ه و مال ك المعروف ة .فك انت الض رورة ملح ة في البحث عن
التدريس الشيء الذي أفضى إلى ظهور مجموعة من البيداغوجيات الحديثة على رأسها
ج اءت بي داغوجيا المش روع ،ليك ون له ا إلم ام بكاف ة س ياقات التك وين بم ا في ه التك وين
التأهيلي والمهني وغيره ،إنها بمثابة الطريقة التي يقوم فيها المدرس أو مجموعة من
المدرس ين باختي ار وتحدي د أه داف تربوي ة وتعليمي ة خاص ة ،ثم يقوم ون بتطبيقه ا ،
58
بنساهمة الفاعلين في المؤسسة المدرسية .
50
وعليه ال يمكن الحديث عن هذه البيداغوجيا إال في إطار تواجد الجماعة /وهذا شيء
أعض اء الجماع ة وإ نج از المش اريع ،كم ا يمكن للتلمي ذ تط وير قدرات ه في البحث لكي
وللتعم ق أك ثر في كيفي ة اش تغال بي داغوجيا المش روع :نج ذ أنه ا تق وم على تق ديم
مشروعات للتالميذ في صيغة وصعيات تعليمية تعلمية ،تدور حول مشكلة اجتماعية
59
فتجعل المتعلم يستخدم ما تعلمه طيلة أو اقتص ادية أو سياسية أو ثقافية واض حة .
ف ترة دراس ته ،ويوظ ف قدرات ه الذهني ة وذكائ ه ،لي درس تل ك المش كلة .وي وجب أن
يشرف على هذا العمل المدرس الذي يلعب دور الموجه والمنشط ،حيث ينتظم التالميذ
في مجموعات من ثالثة وأربعة أفراد ،إما من منطلق التآلف أوتبعا إلشارات الم درس
60
وبع دها يش تغلون في م دة زمني ة ت تراوح م ا بين عش رة وعش رين دقيق ة ،وعن د
االنته اء :يق دم ك ل تلمي ذ م ا ثم إنج ازه خالل دقيق تين في حض ور األس تاذ المش رف ،
ومن تمة بيداغوجيا المشروع تخلق لدى المتعلمين إمكانية كل ما هو نظري وتطبيقي
-عبد الكريم غريب .البيداغوجيا الفارقية سيرورات وطرائف التغيير المدرسة ص .173 60
51
المش روع داخ ل المنظوم ة التربوي ة ل ه دور كب ير وفع ال في الرف ع من ج ودة التعليم ،
لكونه ا تع ني بحاجي ات التالمي ذ ،إذ تمكنهم من تش خيص مكتس باتهم وتوظي ف ق دراتهم
ومه اراتهم في أعم ال جماعي ة ،ت ربي فيهم روح الت أخي والتع اون والمس ؤولية للقي ام
بمش اريعهم الخاص ة في المس تقبل ،وه ذا م ا أث ر بش كل إيج ابي على العملي ة التعليمي ة
التعلمية
ويتبين لنا من خالل توظيف هاته البيداغوجيات بمختلف أنواعها ،تساهم في الرفع من
ج ودة التعليم ،العتباره ا المتعلم مح ورا أساس يا في عملي ة الت دريس ،عكس الطرائ ف
التقليدي ة ال تي نظ رت إلي ه على كون ه ص فحة بيض اء وأولت كب ير اهتمامه ا للم درس
كمال ك للمعرف ة ،وكقطب أساس ي ومرك زي في العملي ة التعليمي ة التعلمي ة دون الحاج ة
52
خالصة الفصل :
لق د ب دت الحاج ة إلى بي داغوجيا الكفاي ات على أك ثر مس توى خاص ة وأن اإلق رار يع د
بيداغوجي رسمية رافق الميتاق الوطني للتربية والتكوين ،مما جعل وألول مرة في
تاريخ التعليم المغرب يتبين بيداغوجيا رسمية ،وهو ما يعني لنا أنه خرج من عهود
االرتجال والفوضى التي كانت تقبل بجميع األساليب ،إلى الفعل العقالني المنظم القابل
للتقويم المعقلن
مثلت المقارب ة بالكفاي ات ث ورة على بي داغوجيا األه داف :حيث عج زت ه ذه األخ يرة
عن الرفع من جودة التعليم ،فدعت الحاجة إلى نهج هذه المقاربة الجديدة ،التي تنقل
وخضوعه لسلطة المدرس إلى جعل المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية ،إذ دعت
إلى تحري ره ليش ارك في بن اء ال درس باعتب اره ش ريك األس تاذ في المعرف ة ،مم ا أدى
إلى اتساع حلقة التواصل داخل الفصل الدراسي الذي يتجسد من خالل سؤال األستاذ
وج واب التلمي ذ " إن المدرس ين والمس ؤولين البي داغوجيين المقتنعين بأهمي ة بي داغوجيا
الكفايات يرغبون في إعادة مركز تكوينهم على المتعلمين ،وهم ال يكفون عن الحديث
الداعي إلى معرفة الطريقة التي يتم المرور بها من بيداغوجيا المحتوى إلى بيداغوجيا
61
الكفايات .
" 61
53