Professional Documents
Culture Documents
1
األهداف التعليمية
يتوقع منك عزيزي الطالب بعد االنتهاء من الوحدة الدارسية الحالية القدرة على أن :
• تعرف مفهوم فرق العمل .
• تعدد أسباب الحاجة إلى فرق العمل.
• تذكر أنواع فرق العمل.
• تتعرف على مراحل تشكيل فرق العمل.
• تشرح كيفية إدارة فرق العمل.
مقدمة
العمل بروح الفريق سر من أسرار نجاح المنظمات ،والقدرة على تأصيل هذه الثقافة داخل المنظمة
ونشر هذه الثقافة والتأكيد عليها وممارستها فعليا ً بقناعة من كافة أفراد المنظمة والتوافق ضمن
استراتيجية (اكسب وتكسب) تجعل المنظمة فاعلة في تحقيق أهدافها ،ومتطلبات اإلدارة الحديثة تؤكد
على هذه المضامين كأساس للنجاح اإلداري وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين.
فلقد أسهمت النظريات اإلدارية التي ظهرت في منتصف القرن العشرين في التوجه نحو االهتمام
بالعنصر البشري وأعطت مفاهيم إدارة الجودة الشاملة دعما ً إضافيا ً للعمل الجماعي المخطط
والمدروس ،حيث مثلت فرق العمل أحد المرتكزات التي تقوم عليها هذه المنهجية.
اإلنسان اجتماعي بالطبع
ابن خلدون
إدارة الجودة الشاملة
فقد عرف جابلونسكي إدارة الجودة الشاملة على أنها ” استخدام فرق العمل في شكل تعاوني ألداء
األعمال بتحريك المواهب والقدرات الكامنة للعاملين كافة في المنظمة لتحسين اإلنتاجية والجودة
بشكل مستمر “ ويعتبر اليابانيون من أوائل من طبق إدارة الجودة الشاملة ،وحلقات الجودة ،وفرق
العمل وذلك بتأثير جهود د .أدوارد ديمنج .
كما أنها نمط تعاوني لألداء واإلنجاز يعتمد على القدرات والمواهب المشتركة للعاملين من أجل
تحسين اإلنتاجية والجودة من خالل فرق العمل ،ومع التطور المتسارع للتقنية ووسائل االتصاالت،
وعولمة الفكر اإلداري ،وعولمة المنظمات فال زال االهتمام بإشراك كافة العاملين في صناعة
النجاح ومنحهم مجاالً أوسع من الحرية في العمل والتصرف ،وتحمل المسؤولية ،والتشجيع على
المراقبة الذاتية.
وكذلك يشار إلى تأثير كل من هنري فايول ( ،)1949وماسلو على االهتمام بالعنصر البشري في
المنظمات باعتبار أن الطاقة الكامنة للفرد تبقى كامنة ما لم يتم تحريرها وإطالقها من خالل العمل
الجماعي .
مفهوم فريق العمل
الفريق مجموعة من األفراد يعملون مع بعضهم ألجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة ،والبعض
يعرف الفريق على أنه " مجموعة من األفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة في ما بينهم ،وأفراد
الفريق يجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد ،باإلضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل في ما بينهم
"
وفرق العمل هي "جماعات يتم إنشاؤها داخل الهيكل التنظيمي لتحقيق هدف أو مهمة محددة تتطلب
التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق ،ويعتبر أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق هذة
األهداف ،كما أن هناك قدركبير من التمكين للفريق في إتخاذ القرارت " ،والفريق في النهاية هو
وسيلة لتمكين األفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة ،وغالبًا مايستخدم لفظ الجماعة
عندما نتحدث عن ديناميكية الجماعة ولكن عندما يكون الحديث عن التطبيقات العملية فأننا نستخدم
لفظ فريق العمل .
ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من الناس مرتبطة بتحقيق هدف معين ،تتكامل جهودهم وخبراتهم،
ويعملون سويا بحيث يكون مجموع أدائهم المشترك أكبر من مجموع جهودهم الفردية في سبيل
تحقيق النتيجة المنشودة.
مفهوم بناء فريق العمل
تعرف عملية بناء فرق العمل بأنها خليط من التغذية العكسية ومدخل االستشارات اإلجرائية الذي يهدف إلى
تحسين فاعلية عمل الجماعة اإلنتاجي والسلوكي من خالل التركيز على أساليب وإجراءات العمل والعالقات
ضا على أنها سلسلة من النشاطات المصممة بهدف تحسين أداء األفراد.الشخصية ،وتعرف أي ً
وينظر إلى أنشطة بناء فرق العمل على أنها طريقة للتأثير اإليجابي في العالقات بين األفراد بهدف رفع
أدائهم نحو األفضل وتوحيد جهودهم نحو المهام الموكولة إليهم للوصول إلى أهداف المنظمة بأفضل الطرق
والسبل الممكنة.
وتعتبر عملية بناء فرق العمل حدث مخطط له بعناية لمجموعة من األفراد الذين يرتبطون معًا بنوع من
األهداف داخل المنظمة وذلك بهدف تحسين الطرق واألساليب التي يتم بها أداء العمل.
لذلك فالهدف من األخذ بالمنهجية الجيدة لبناء فرق العمل تجعل من الجماعة وحدة متماسكة ومتجانسة
تمتاز بالفاعلية والتفاعل المثمر بين األعضاء لتكون في النهاية جماعة مندمجة ملتزمة بالعمل على تحقيق
أهداف محددة.
لماذا الحاجة إلى فرق العمل؟
كما ذكرنا سابقًا إن نشأة فرق العمل بصيغتها الحديثة تمت -في بعض جوانبها-
للتخلص من بعض العوارض الجانبية -إن صح التعبير -للتخصص .فاألداء ضمن
فرقة عمل يقلل الرتابة (الروتين) ويتطلب من العامل أن يعمل على تطوير نفسه
ومهاراته .وربما تتغير طريقة تعاطيه مع زمالئه بحيث يتعرف إلى وجهات نظر
أخرى وتتوسع آفاقه ويتعلم أن حسن التعامل مع زمالئه ضروري لإلنجاز وبالتالي
تنغرس في نفسه روح العمل الجماعي التي يرجى أن يكون لها دور إيجابي في أداء
الفريق وبالتالي أداء المؤسسة.
-2محدوديات الهيكليات اإلدارية
إن الهيكلية اإلدارية التقليدية العادية والتي تُقَ ِّسم النشاطات اإلدارية إلى
أقسام ال تستطيع أن تفي بمختلف الحاجات الموجودة في المؤسسة وال
تستطيع مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المؤسسة من داخلها
وخارجها .إن تخصص الوزارات واإلدارات والهيئات الحكومية أمر
مطلوب ومتوقع حتى ال تتضارب الصالحيات والمسؤوليات .ولكن هناك
العديد من التحديات والمشاكل التي ال تنتمي إلى إدارة بمفردها أو إلى
كثيرا ما تتقاطع .فعلى سبيل المثال مشكلة مثل مشكلة ً هيئة لوحدها بل
البطالة ال تعني مؤسسة بعينها دون غيرها فتتقاطع فيها وزارات وإدارات
معنية بالواقع االقتصادي والشؤون االجتماعية والتربية والتعليم والتنمية
اإلدارية إلخ ....وحينذاك يصبح دور فرق العمل وما يمكن أن تقدمه
ً
بروزا. لتحليل المشكلة واقتراح الحلول لها – أكثر
أضف إلى ذلك أن فرق العمل تتميز بالمرونة ولهذا فهي أكثر استجابة
للمتغيرات التي تطرأ في واقع المؤسسة من التشكيالت اإلدارية التقليدية
التي يغلب عليها الجمود في الكثير من األحيان.
-3ظروف العمل
إن بعض الظروف التي تمر بها المؤسسة أو بعض التحديات التي تواجهها تتطلب
مهارات مختلفة وخلفيات متنوعة وخبرات متعددة .وفي تلك الحاالت تصبح
االستفادة من مواهب العاملين باختالف مهاراتهم وخبراتهم -ضرورية وال يمكن أن
تتم بفعالية وكفاءة إال من خالل جمعهم في فريق عمل متكامل هدف مشترك.
-4مشاركة العاملين وتمكينهم
ال تقتصر فوائد فرق العمل على المزيد من الفاعلية والكفاءة بل إن فرق العمل بحد
ذاتها هي فرصة لتحفيز العاملين وتمكينهم وإضفاء جو من الثقة والمشاركة وهذا
بدوره يسهم في رفع مستوى األداء ويحسن في نوعية وجودة الخدمات التي يقوم
العاملون بتأديتها.
إن اإلدارة التي تشكل فريق عمل لهدف معين هي إنما تقول للموظفين والعاملين في
ذلك الفريق «إننا واثقون من قدرتكم ومهاراتكم ،كما أننا واثقون من أمانتكم وحسن
رعايتكم للمهمة الموكولة» .وفي هذه الرسالة غير المباشرة الكثير من التشجيع
التحفيز لمعظم العاملين.
ما هي أنواع فرق العمل؟
• يمكننا تصنيف فرق العمل إلى عدة أنواع تبعًا لألسباب الكامنة وراء تشكيلها أو
باألحرى تبعًا ألهدافها.
• ويمكننا هنا عرض ثالثة أنواع من فرق العمل :
-1فرق عمل مخصصة لحل مشاكل معينة
Problem Solving
Teams
تتكون فرق العمل هذه من عدة أعضاء بهدف حل مشكلة معينة وهي بهذا تتقارب من
«حلقات الجودة» التي ذكرنا أنفًا .غير أنها تتميز عن «حلقات الجودة» بكون أهدافها
ال تقتصر على تحسين الجودة بل يمكن أن يشكل الفريق بهدف تحسين العملية
اإلنتاجية أو حل مشكلة معينة في التسويق مثالً إلخ ..وفرق العمل هذه تصدر تقارير
توصية إلى اإلدارة وتضمنها توصياتها ومالحظاتها .وال يعطى في العادة لهذه الفرق
صالحية اتخاذ القرارات بل تقتصر صالحياتها على إصدار التوصيات والنصائح أو
عرض الوقائع.
-2فرق عمل مديرة لنفسها
Self - Managing Teams
بخالف النوع األول من فرق العمل التي تصدر توصياتها إلى اإلدارة ،تقوم فرق
العمل هذه باإلدارة الذاتية لمعظم شؤونها بما فيها التخطيط للعمل وجدولته الزمنية
واتخاذ القرارات والتنفيذ .مما يخفض من الحاجة إلى جهد إشرافي متواصل من قبل
اإلدارة.
-3فرق عمل من أقسام مختلفة
Cross - Functional Teams
تتشكل فرق العمل هذه من أقسام مختلفة وإدارات متنوعة تجتمع لحل مشكلة معينة أو
تحقيق هدف معين .وتبقى الفائدة الرئيسة لفرق العمل هذه أنها تحتوي على أشخاص
متنوعين أصحاب خبرات مختلفة وخلفيات متعددة مما يطور من جودة القرارات
المتخذة.
مراحل تشكيل فرق العمل
ضا وبالتالي فإن فريق يتشكل فريق العمل عادة من أعضاء قد ال يعرفون بعضهم بع ً
العمل يتكون من أناس مختلفين وربما من دوائر وأقسام وهيئات مختلفة .وبالتالي قد
يحتاج أعضاء الفريق إلى بعض الوقت (القليل أو الكثير حسب الظروف) للبدء
بالمهمة الموكلة إليهم .وتشير العديد من الدراسات التي تابعت تطور الكثير من فرق
العمل أنها تمر عادة -وليس بالضرورة دائ ًما -بعدة مراحل هي كالتالي:
-1مرحلة التشكيل Forming :
تتميز المرحلة األولى بالكثير من الغموض
حول تشكيلة الفريق ومن هم أعضاؤه .وتتم
في هذه المرحلة المحاوالت األولى الختيار
األعضاء لبعضهم البعض ومحاولة التعرف
عن كتب على بعضهم البعض.
وتعتبر هذه المرحلة بمثابة مرحلة جس لنبض
والتعرف إلى تشكيلة الفريق والتعرف إلى
الهدف من تكوين الفريق وغاية اإلدارة من
وراء جمع هؤالء الناس في فريق واحد.
-2مرحلة النزاع Storming :
تتميز هذه المرحلة بمحاولة فرض أعراف معينة للفريق وطريقة
عمله .وفي هذه المرحلة يحاول أعضاء الفريق –أو بعضهم -إثبات
نفسهم وربما يحاول بعضهم فرض أعراف معينة .وقد يختلف
األعضاء حول تلك األعراف والقوانين كما قد يتنازعون حول قيادة
الفريق – في حال لم تقم اإلدارة بتعيين القائد أو بتحديد القواعد
والنظم واألعراف التي على أساسها يجتمع الفريق.
وتجدر الذكر هنا أن اإلدارة قد تختار في ظروف معينة أن تفوض
مهمة القائد أو تحديد النظم إلى أعضاء الفريق نفسه .كما قد تختار في
أحيان أخرى تحديد ذلك بنفسها منذ البداية .ولكل وجهة نظر فوائدها
وسلبياتها.
-3مرحلة االستقرار
Norming
بعد انتهاء النزاع أو معظمه تبدأ فترة االستقرار حيث يتم
االتفاق على األعراف والقوانين المتعلقة بالفريق
(االجتماعات -طريقة أخذ القرارات -الجدولة الزمنية )...
وفي فرق العمل الناضجة يكون هذا االختيار نتيجة لمرحلة
من تبادل األفكار وتالحقها وبالتالي قد يختار القائد األمثل
للفريق.
• وأحيانًا أخرى يتم فرض األعراف والقيادة عبر ألشخاص
األكثر نفوذًا في الفريق ولهذا األمر محاذيره.
-4مرحلة األداء
Performing
وهي المرحلة األهم إذ إنها تُعنى بحسن
إنجاز المهمة الموكولة على عاتق الفريق
فبعد االستقرار يتفرغ أعضاء الفريق
للمهمة الموكولة لهم ويتم تبادل األفكار
والخبرات حول السبيل األمثل لإلنجاز.
وفي هذه المرحلة تبدأ نتائج عمل الفريق
بالظهور إن من ناحية سرد الوقائع
المكتشفة أو اتخاذ القرارات أو التوصيات
أو التقارير إلى ما هناك من أمور.
-5مرحلة تفكك الفريق
Adjourning
وفي حالة فريق العمل المؤقتة التي تنتهي بانتهاء
المهمة الموكولة إليها ،يتم تفكيك الفريق .وال نعني هنا
فقط التفكيك المادي ولكن التفكيك العاطفي والنفسي إذ
مسرورا بإنجاز المهمة بينما يكون
ً أن البعض قد يكون
البعض األخر قريبًا من اإلحباط إلحساسه بقرب «فقدان
الصحبة» التي تمت خالل فترة عمل الفريق.
وكما ال يخفى فإن هذه المرحلة الخامسة تقتصر على
الفرق المرتبطة بهدف معين ولفترة زمنية محددة .أما
الفرق التي تكون طبيعة أعمالها مستمرة فهي فرق دائمة
نسبيًا ويقتصر التغيير فيها على دخول عضو جديد أو
عضوا أو زيادة مهام أو صالحيات الخ....
ً انسحاب
ماذا تعني هذه المراحل بالنسبة لإلدارة؟
ال يخفى أن المراحل الخمسة تلك تمثل مستويات «نضج» معينة للفريق.
• وما نعنيه «بنضج الفريق» هو :إلى أي درجة تمكن فريق العمل من تجاوز
الحواجز النفسية والشخصية والتنظيمية نحو البدء بمرحلة األداء الفعلي واإلنجاز؟
وفي ما ياتي بعض السلوكيات القيادية المطلوبة في مستويات النضوج المختلفة: