Professional Documents
Culture Documents
دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗوﺳطﺔ ﺑن ﺳﯾدي ﻋﯾﺳﻰ اﻟطﯾب ﺑﺟﻧدل وﻻﯾﺔ ﻋﯾن اﻟدﻓﻠﻰ
اﻟﺴﻨــــﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿــــﺔ:
1436ھـ1437-ھـ.
2015م2016-م
اھــــﺪاء
واﻟ ـ ـ ـﻲ ﺟﻤﻴ ـ ـ ـﻊ ﺻ ـ ـ ـ ـﺪﻳﻘ ـ ـ ـ ـﺎﺗ ـ ـﻲ و ﺑﺎﻟﺨ ـ ـ ـﺼﻮص زﻫ ـ ـﺮة وﺣﻠﻴﻤﺔ واﻟﻰ ﺧـ ـ ـﺎﻟ ـ ـﺪ ﺧﻄﻴﺐ
أﺗﻘـ ـﺪم ﺑﻜـ ـﻞ ﻋﺒـ ـﺎرات اﻟﺸﻜـ ـﺮ و اﻻﻋﺘـ ـﺮاف اﻟـ ـﻰ اﻷﺳﺘ ــﺎذ :
ﻋﻠـ ـﻰ ﻣـ ـﺎﻟ ـ ـﻪ ﻣـ ـﻦ ﻓ ـﻀـ ـﻞ ﻋﻠ ـﻴﻨـ ـﺎ ﺑﻘﺒ ـ ـﻮﻟـ ـﻪ اﻹﺷ ـﺮاف ﻋ ـﻠـﻰ ﺗﺤﻀﻴ ـﺮ ﻫـﺬﻩ
و ﻣـ ـﺎ ﻗﺪﻣـ ـﻪ ﻟﻨـ ـﺎ ﻣـ ـﻦ ﻧﺼ ـﺎﺋـ ـﺢ اﻟﺘـ ـﻲ أﻓ ـﺎدﺗﻨـ ـﺎ ﻓـ ـﻲ إﻧﺠ ــﺎز ﻫ ــﺬا اﻟﻌﻤ ــﻞ
ﻣـﻠـﺧــص:
ﯾﻌد اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟﻣوﺟﮫ ﻣن اﻵﺑﺎء ﻧﺣو اﻷﺑﻧﺎء ظﺎھرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓرﺿت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻲ
اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌواﻗب اﻟوﺧﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ھذا اﻟﺳﻠوك ﻣن
ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدى اﻷﺑﻧﺎء اﻟﻣﺗﻣدرﺳﯾن.
وﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟذي ﯾﺿم أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر
اﻟﻣوﺿوع وأھداﻓﮫ وأھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ وﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ وﻓرﺿﯾﺎﺗﮭﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎھﯾم
،اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺛم ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﯾدان اﻟﺑﺣث ،ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ
،ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ظﺎھرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻣﻔﮭوﻣﮫ وﺻوره وأﻧواﻋﮫ وأﺛﺎره واﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت
ﺣول اﻟظﺎھرة اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺿد اﻟﻣرأة وﺿد اﻷطﻔﺎل ،أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻓﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ .
أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﻋرض وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﺛم ﻋرض ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔرﺿﯾﺔ
اﻷوﻟﻰ واﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﻟﺟزﺋﯾﺔ واﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎم وﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟدراﺳﺔ وﻗد ﻛﺷﻔت
ﻟﻧﺎ اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺑﺎﺷرا ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،أﻣﺎ
ﻋن أﺳﺑﺎب ذﻟك ﻓﺗﻌود إﻟﻰ ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ داﺧل اﻷﺳرة واﻟﻌﻧف اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن اﻟﻠذان
ﯾﻌﺗﺑران ﻋﺎﻣﻼ ﻣن اﻟﻌواﻣل وھذا ﻣﺎ ﻟﻣﺳﻧﺎه ﻣن ﺧﻼل إﺟراء اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺣﺛﯾن.
ﻣﻠﺧص
Résumé :
ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ
اﻟﺷﻛر
اﻹھداء
اﻟﻣﻠﺧص
I ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
I
ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
II
ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
III
ﻣ ـ ـ ـ ـﻘدﻣﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﻌد اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة
ﻧﺗﺎج ﻟﻣﺎ اﻋﺗرى وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳري وﻣن ﺗﻐﯾرات ﻧﺷﺄت ﻛﺎﻟظواﻫر
ﺳﻠﺑﯾﺔ وﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣؤﺛ ار ﻟﻔﺷل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن أﻫم
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﺷﻛل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺧطورة ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻬو ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﺻﯾب
اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﺧﻠل ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻹﻧﺗﺎج أﻧﻣﺎط ﺳﻠوك واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر ﺳوﯾﺔ ﺑﯾن
أﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة وﺗﺗﻌدد أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑﺗﻌدد اﻷطراف اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ
وﺑﻣﺎ أن اﻷطﻔﺎل داﺧل اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻌﻧف ﻫم أﻛﺛر ﺗﺿر ار وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري أﻧﻪ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﻧﻣوﻩ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻪ.
وﻟﻘد أﻛد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ أن ﺗدﻧﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن
إﻟﻰ اﻟﻌﻧف داﺧل اﻷﺳرة وأﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻌروف وﻣؤﻛد أن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟطﺎﻟب ﺗؤﺛر
ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ ﻓﻧﻘص اﻟﺗواﻓق اﻷﺳري اﻟذي ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن او اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﻣﺎ ﺗﺟﻌل ﺟو اﻟﻣﻧزل ﺻﻌﺑﺎ وﻣﺗوﺗر وﻏﯾر ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻌﻣل ﻷﻧﻪ ﯾﺟﻌل
اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ وﺿﻊ ﺻﻌب اﻟذي ﯾﺳود ﺑﯾن اﻷﻫل وﻛذﻟك أﺳﻠوب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺧﺎطﺋﺔ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗطور ﻗدرة اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ اﻟﻣرﺗﻔﻊ أو اﻟﻣﺗوﻗف
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻣن
طرف اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء وﺗﺄﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻬم وﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ
ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﺻول ﻧظرﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻓﻲ أول
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع إو ﺑراز أﻫﻣﯾﺔ وأﻫداف وﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻻﻗﺗراب اﻟﻧظري ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣﯾدان اﻟﺑﺣث اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ واﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﻓﯾﻪ ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف
اﻷﺳري وﺻور اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وأﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻧف اﻷﺳري
واﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺣول اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺿد اﻟﻣرأة وﺿد اﻷطﻔﺎل
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﻋن
ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وأﻧواع اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﺷروطﻪ واﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر
ﻓﯾﻪ ﻣن ﻋواﻣل أﺳرﯾﺔ إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻣدرﺳﯾﺔ وﻋواﻣل اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻓﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻰ ﻋرض ﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﺛم اﻟﺗﻌﻠﯾق واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﯾﻬﺎ
وﺗﺣﻠﯾل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ وﺗﺣﻠﯾل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺛم اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﻟﺟزﺋﯾﺔ
واﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎم ﺛم اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ.
ب
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-إن ﻟﻛل دراﺳﺔ أو ﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ دواﻓﻊ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ ﻣوﺿوع دون آﺧر وﺗﺟﻌﻠﻪ
ﻣﺳﺗﻌد ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،وﻟﻘد وﻗﻊ اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿﻌف ﻟﻠﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ؟
-وﻷﺳﺑﺎب ذاﺗﯾﺔ وأﺧرى ﻣوﺿوﻋﯾﺔ.
ﻣن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻋﺗﻧﺎ ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻟﻔﺿول اﻟﻌﻠﻣﻲ :إن ﻓﻌل اﻟﺑﺣث وﺗﻘﺻﻲ اﻟﻧظري واﻟﻣﯾداﻧﻲ ﯾؤدي ﺑﻧﺎ ﺑﻼ ﺷك إﻟﻰ
اﻟوﺻول ﻟﻣﺟﺎﻻت أوﺳﻊ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ.
-3اﻫﺗﻣﺎﻣﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻣﻌﺎﯾﺷﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﺎﻫدﺗﻧﺎ ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري اﻟذي
ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻷﺑﻧﺎء ﺑﺎﻟﺻرب واﻟﺳب واﻹﻫﻣﺎل ،وﻛﯾف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻬم.
-1وﺟود دراﺳﺎت ﻋدﯾدة ﺣول ﻣوﺿوع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻏرﺑﯾﺔ أو ﻋرﺑﯾﺔ أو وطﻧﯾﺔ وﻫذا إن دﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣوﺿوع
ﺟدﯾد ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم واﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻘﺻﻲ.
-2ﺗﻔﺎﻗم ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث ﺗﺷﯾر إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ
اﻟﺗﻲ ﺻرﺣت ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن إﻟﻰ أن 3100ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧف ﺿد اﻷطﻔﺎل أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل
. %60
-4-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
:2 -1أﻫداف اﻟدراﺳﺔ:
ب -ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻘف وراء إﻗﺑﺎل اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎﺋﻬم.
اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ج -ﻣﻌرﻓﺔ أﻧﻣﺎط اﻟﻌﻧف اﻷﺳري
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
د -ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻣﺧﻠﻔﺎت ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗرﺑﯾﺔ.
:3-1أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ:
ﻟﻛل دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﺗدﻓﻊ اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ وﺗﺟﯾب ﻋﻠﻰ
ﺗﺳﺎؤﻻﺗﻧﺎ.
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ إﺛراء اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻌﻧف ﻓﻲ
ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﺗراﻛم اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻫﻲ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺣﯾث أن ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻣﺎ ﻫو إﻻ
اﻣﺗداد ﻟدراﺳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع وﺗطرق ﻟﻪ ﻣن ﺟواﻧب ﻟم
ﯾﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل أو ﻗد ﯾﻛون ﻧﻘطﺔ ﺑداﯾﺔ ﻟدراﺳﺗﻪ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل.
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺣﺟم اﻟظﺎﻫرة ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻋﺎﻣل اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن.
اﻟﺗدرب ﻋﻠﻰ أﺟزاء اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وذﻟك ﺑﺗوظﯾف وﺳﺎﺋل واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ واﻟﻣﻌﺎرف
ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ.
-5-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
:4-1ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ:
إن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﮭﺎ أن ﻣﺳﯾرة اﻟﺑﺎﺣث أو اﻟﻌﺎﻟم ﺿﻠت وﻻزاﻟت ﻋﺳﯾرة وﺷﺎﻗﺔ
ﺗﺗﺧﻠﻠﮭﺎ ﺻﻌوﺑﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻛري أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺎدي ﺗﻠك
اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻌﻠت ﻣن اﻟﺑﺎﺣث داﺋﻣﺎ ﯾﺻﺎرع ﻟﯾﺗﺧطﺎھﺎ وﻟوﻻ اﻟﺗﺣدي و اﻻﺟﺗﮭﺎد ﻟﻣﺎ ﺗﻣت
دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ واﺟﮭت ﻓﻲ إﻧﺟﺎزھﺎ ﻋدة ﻋراﻗﯾل و ﺻﻌوﺑﺎت أھﻣﮭﺎ :
:1ﻟﻘد ﺗﻠﻘﯾﻧﺎ ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻓﻠم ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑدﺧول اﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ رﻏم
إﺣﺿﺎرﻧﺎ ﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ .
:2ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﺗﻠﻘﯾﻧﺎ ﺻﻌوﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﻗﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ظﺎھرة اﻟﻌﻧف
-6-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
:5-1اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑﻛل أﺑﻌﺎدﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻛذا اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ظﺎﻫرة
ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻌﻠم ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠف ﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﻠو أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت
درﺟﺔ ﺗطورﻩ ووﻋﯾﻪ ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﻌﻧف وأﻧواﻋﻪ إﻻ أن ﻣوﻗف اﻷﻓراد اﺗﺟﺎﻫﻪ ﻟﯾﺳت ﻣوﺣدة ﺑل
ﺗﺧﺗﻠف طﺑﻘﺎ ﻟﻧظﺎم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻟﻘﯾم اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ وﻟﻘد ﺳﺎﻫم ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ
ﺗﻌدد طرق وﺗﻧﺎول اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣدارس اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ
وﻣدرﺳﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺑدورﻫﺎ اﻫﺗﻣت ﺑظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف وﻗدﻣت ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ﺣﺎوﻟت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة إو ﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻣدﻟوﻻ ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أدوات اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻧف وﺣﺟﻣﻪ وﻛذا ﻣظﺎﻫرﻩ وأﻧواﻋﻪ.
ﻣن اﻷﻓﻌﺎل وﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ذﻟك أ ن اﻋﺗﺑر اﻟﻌﻧف ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدد
وﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﯾط ﻣﻌﯾن وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وواﺿﺣﺔ أي
ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ درﺟﺔ ﻣن اﻻ ﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺣدﯾد ﺷدﺗﻪ وﻛﻣﯾﺔ اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس وﻛذا
أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أو رﻣزﯾﺎ ﺟﺳدﯾﺎ أو ﻓردﯾﺎ او ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ.
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧظ رﯾﺔ ﺣﺎول ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻛﺷف ﻋن أﻧواع أﺧرى ﻣن اﻟﻌﻧف
إو ﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟذي ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻵﺧرة ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﺧطورة ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻓﻬو ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﺻﯾب اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﺧﻠل ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾﻘﻬﺎ ﻣن أداء وظﯾﻔﺗﻬﺎ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج أﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك واﻟﻌﻼﻗﺎت
ﻏﯾر ﺳوﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة.
وﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻧﺟد اﻟﻌﻧف اﻟﻣوﺟﻪ ﺿد اﻟﻣرأة ﻣن ﻗﺑل أﺣد أﻓراد أﺳرﺗﻬﺎ ﻓﻘد
ﻛﺷﻔت دراﺳﺎت واﻗﻊ اﻟﻌﻧف ﺿد اﻟﻣرأة ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﻣﺧﯾف ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﺎﻟﺟزاﺋر.
-7-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻣن ﺑﯾن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري أﯾﺿﺎ ﻧﺟد اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس ﺿد اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟوﺳط
اﻷ ﺳري وﻗد ﺑﯾﻧت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ أن أﻛﺛر ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻧف اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ
اﻟطﻔل ﺗﻛون داﺧل أﺳرﺗﻪ وﯾﻛون ﻫذا اﻟﻌﻧف ﻣوﺟﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣن طرف أﻓراد اﻟراﺷدﯾن ﯾﻘﯾﻣون ﻣﻊ
اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻧزل ﺧﺎﺻﺔ إو ن ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﻧزل ﻣﺿطرب ﺗﻛﺛر ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن
ﻣن ﺧﻼﻓﺎت وﺷﺟﺎرات وﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء وﻋدم اﻟﺗﻔﺎﻫم اﻷﺳري ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة.
ﻓﺎﻷﺳرة ﺗﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺳﻠوك وﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟطﻔل ﻷﻧﻬﺎ اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻷوﻟﻰ
واﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻣو ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﻔل.
ورﻏم أن اﻷﺳرة ﻫﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺄ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔرد وﺗﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ
ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻓﻌﻠﻰ رﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻣﺣﯾط ﻣن اﻟﻌواطف اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ
وﻣﯾﺛﺎق ﻟﻠوﺋﺎم إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن أﺣﯾﺎن ﺗﻛون اﻷﺳرة ﻣرﻛ از ﻟﻠﻌﻧف ﻟذﻟك اﻷﺳرة ﻟﻬﺎ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑرى ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ﻣن ﻋﺎدات وﻗﯾم وﻣﻌﺎﯾﯾر،
إو ن ﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘﺎﻩ اﻟطﻔل ﻓﻲ أﺳرﺗﻪ ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺟواﻧب ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﺎﻟطﻔل اﻟذي
ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻧف داﺧل اﻷﺳرة ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ أو أﺣد اﻷﻓراد اﻷﺳرة أو ﻟﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋواﻗﺑﻬﺎ
ﻗد ﺗﺳﺗﻣر ﻷوﻗﺎت طوﯾﻠﺔ وﺗظﻬر ﺗﻠك اﻟﻌواﻗب ﻓﻲ اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراﻫﻘﺔ وﯾﻛون ﻣن ﺑﯾن ذﻟك
اﻟﻌواﻗب ﺗدﻫور اﻷداء اﻟدراﺳﻲ ﻟدى اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻧف وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟدراﺳﺎت ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﻌﻧف اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠطﻔل
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺳﻌﻰ إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺳؤال اﻟﻌﺎم:
ﻫل ﻟﻠﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس داﺧل اﻷﺳرة ﻣن ﻗﺑل اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻬم؟
-8-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ:
اﻟﻔرﺿﯾﺎت:
ﻟﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻵﺑﺎء ﻟﻸﺑﻧﺎء داﺧل اﻷﺳرة ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻬم.
:6-1ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم:
اﻟﻌﻧف :ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻫو اﻟﺧرق ﺑﺎﻷﻣر وﻗﻠﺔ اﻟرﻓق ﺑﻪ وﻫو ﺿد اﻟرﻓق وأﻋﻧف اﻟﺷﻲء أي
آﺧذﻩ ﺑﺎﻟﺷدة واﻟﺗﻌﻧﯾف اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﻠوم
اﻷﺳرة :ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣن أﺳر وأﺳر اﻟرﺟل ﻋﺷﯾرﺗﻪ وﻷﻧﻪ ﯾﺗﻘوى ﺑﻬم واﺳرة ﻋﺷﯾرة اﻟرﺟل
وأﻫﻠﻪ وﺑﯾﺗﻪ.
اﻟﻌﻧف اﻷﺳري :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻋﻧف اﻵﺑﺎء ﺑﺎﻷﻣﻬﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﺿد أﺑﻧﺎﺋﻬم واﻋﻧف اﻷﺑﻧﺎء
آﺑﺎﺋﻬم أو ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم واﻟﻌﻧف اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻧﯾن واﻟﺧدم واﻟﺳﺎﺋﻘﯾن وﻫو ﻋﻧف ﺑدﻧﻲ أو ﻣﻌﻧوي
أو اﻗﺗﺻﺎدي أو ﺟﻧﺳﻲ أو ﻫو ﻋﻧف ﯾﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺗﺗرك أﺿ ار ار ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ
ﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧف وﻫو أﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻧﺎء ﺑﻬدف إﺟﺑﺎر اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ
ﻣواﻗف أو اﺗﺟﺎﻫﺎت أو ﻣﺑﺎدئ ﺑوﺳﺎﺋل ﻋدﯾدة ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻹﻗﻧﺎع وﻫﻲ وﺳﺎﺋل ﺗﺷﻣل اﻹﯾذاء
اﻟﺑدﻧﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي.
-9-
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ :ﻫو ﻛل ﻓﻌل ﯾﺗﺳﺑب ﺑﺄي ﻧوع ﻣن اﻷذى اﻟﺟﺳدي أو اﻟﺟﻧﺳﻲ أو اﻟﻌﺎطﻔﻲ
1
ﻟﻠطﻔل ﻣن ﻗﺑل ﻣن ﯾرﻋﺎﻩ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ وﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ
ﻫو ﻛل ﻓﻌل ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟواﻟدﯾن أو ﻣن ﺟﺎﻧب ﻣن ﯾرﺑﻰ اﻟطﻔل ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣوت أو
ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻔﺳﯾﺎ أو ﺟﺳدﯾﺎ أو ﺟﻧﺳﯾﺎ أو إﻫﻣﺎﻟﻪ وﻫﻲ ﻛل ﻓﻌل ﯾﻌﯾق ﻧﻣو اﻟطﻔل ﻧﻔﺳﻲ وﺑدﻧﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ،أﻧﻬﺎ أي ﻓﻌل واﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻔﻌل ﯾﻌرض ﺣﯾﺎة اﻟطﻔل وﺳﻼﻣﺗﻪ وﺻﺣﺗﻪ
اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧطر ﻛﺎﻟﻘﺗل أو ﺷروع ﻓﻲ اﻟﻘﺗل واﻹﯾذاء واﻹﻫﻣﺎل.2
ﯾرى ﺳﺗراوس أن اﻟﻌﻧف اﻟزوﺟﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ أﺣد أﺷﻛﺎل اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ اﻟﺟﺳدي واﻟﻠﻔظﻲ أو اﻟﻣرﻛزي إو ن ﻟم ﯾﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻟﻬﺎ
ﻣﺗزاﻣﻧﺎ ﺑﺎﻟﺻورة ﻣن ﺟﻬﺗﻬﺎ اﻋﺗﺑر ﻣﺎرﻛس و إﻟﯾﺎﻧور أن ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺗﻣر ﻋﺑر
أطول ﻧﻣو دوري ﻟﻠﺗوﺗر اﻟﻌﻼﻗﺎت.3
ﻫو اﻟﻌﻧف اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن داﺧل اﻷﺳرة وﯾﻛون ﻣن طرف اﻟزوج ﻋﻠﻰ
اﻟزوﺟﺔ أو ﻣن طرف اﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوج وﯾﻛون ﻟﻬذا اﻟﻌﻧف ﻧﺗﺎﺋﺞ وأﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة.
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ:
أن ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻫﻲ ﻛﺛﯾرة اﻟﺗداول ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ وﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻫﻧﺎ ﻫو ذﻟك اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي ﯾﺧص اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗرﺑوي.
-1ﻋﺑﯾدة ﺻﺑطﻲ ،ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﯾن اﻻﺳﺑﺎب واﻵﺛﺎر ،ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،2013 ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،ص.16
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.16
-3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص18
- 10 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻋن اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻛﻣﺻطﻠﺢ ﯾرادف ﻛﻠﻣﺔ اﻛﺗﺳﺎب وﻫو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎرف
واﻟﻣﻬﺎرات وﯾﺣدد ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻛﻠﻣﺔ Acquisitionوﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ.Attaimement 1
وﯾﻌرﻓﻪ روﺑرت ﻻﻓون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ﻣن ﺧﻼل
ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻗﺻد ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ ﻣﻊ اﻟوﺳط واﻟﻌﻣل اﻟﻣدرﺳﻲ.2
أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻋﻧد ﻛل ﻣن أﺣﻣد ﻛﻣﺎل وﻋدﻟﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﻧﻲ ﻣدى
ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﻋﺑﻪ اﻟطﺎﻟب أو اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣن اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ وﻣﺳﺗواﻩ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣرﻛزﻩ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎدة.
وﯾﻌرﻓﻪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدﻣﻧﻬوري ﺑﺄﻧﻪ ﻣدى اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣوﻩ ﻣن ﺧﺑرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ
ﻣﺎدة دراﺳﯾﺔ ﻣﻘررة وﺗﻘﺎس ﺑﺎﻟدرﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﺣﺻﯾﻠﯾﺔ.3
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻫو ﻗدرة اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻣﻬﺎرات واﻟﺧﺑرات اﻟدراﺳﺔ وﯾﻘﺎس
ﺑﺎﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ.
:7-1اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ:
ﺗﻔﯾد اﻟدراﺳﺎت اﻟﺑﺎﺣث ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻪ وﻓﻲ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
وﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ ،وﺗزوﯾدﻩ ﺑﻧطﺎق واﺳﻊ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺗد ﺑﺎﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ واﻟطرق اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﺗﻔرﯾﻎ
اﻟﻣوﺿوع ﻛﯾﻔﻣﺎ ﺷﺎء.
دراﺳﺔ ﻣوراي -ﺳﺗراوش ﺳﻧﺔ 1997ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻌﻧف
اﻷﺳري.
-1ﻛﺎظم رﺿﺎ ﻛرﯾم ،ﻋﻼﻗﺔ ﻗدرات اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺑﺗﻛﺎري ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ،1982 ،ص.76
-2أﺣﻣد ﻛﻣﺎل ،ﻋدﻟﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣدرﺳﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1980 ،ص.48
-3رﺷﯾد ﺻﺎﻟﺢ اﻟدﻣﻧﻬوري ،اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺄﺧر اﻟدراﺳﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1995 ،ص.85
- 11 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳرة ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
ودرﺟﺔ ﺣدﺗﻬﺎ وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري.
أدوات اﻟدراﺳﺔ :اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم أدوات ﺟﻣﻊ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وأﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم إﻋدادﻫﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ.
أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗواﺻل إﻟﯾﻬﺎ :ﻓﻘد ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ أن اﻟﻌﻧف ﺗؤﺛر ﻓﯾﻪ ﻣﺗﻌددة
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻻ ﯾوﺟد ارﺗﺑﺎط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
دراﺳﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻛوﻓﻲ ﻋﻧﺎن ﺳﻧﺔ 2003ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻛﺎن اﻟﻌﻧوان اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻧف ﺿد اﻷطﻔﺎل.
اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻧف ﺿد اﻷطﻔﺎل وﻣدى اﻧﺗﺷﺎرﻩ وأﺳﺑﺎﺑﻪ واﻗﺗراح ﺗوﺻﯾﺎت ﻟﻠﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻌﻪ وﺗﺻدى ﻟﻪ.
أدوات اﻟدراﺳﺔ :ﻋدد ﻣن اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف وﻣدى اﻧﺗﺷﺎرﻩ وأﺳﺑﺎﺑﻪ
وﻣظﺎﻫرﻩ.
اﻟﻌﻧف ﺿد اﻷطﻔﺎل ﯾﻣﺎرس 1ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺑﻠد أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳواء
ﻛﺎﻧﺎ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺗﺣﺿر أو ﻣﺗﺧﻠف وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻟﻌﻧف ﻣن ﻗﺑل أﻓراد ﯾﻌرﻓﻬم
ﻫؤﻻء اﻷطﻔﺎل أو ﯾﻌﯾﺷون ﻣﻌﻬم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻧزل ﻛﺎﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت.
1
رﺷﯾد ﺻﺎﻟﺢ اﻟدﻣﻬﻧري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص19
- 12 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺟﻌﻠﻬم ﯾﻧﺣرﻓون واﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﺑﺎﺣث أﯾﺿﺎ أن اﻟﻌﻧف ﺿد اﻷطﻔﺎل ﻗد ﯾﻛون ﺟﺳدي
أو ﻧﻔﺳﻲ واﻹﻫﻣﺎل وﻣﻊ أن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﻌﻧف ﺗﺗﻔﺎوت وﻓﻘﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻪ وﺷدﺗﻪ.
دراﺳﺔ ﺳوﻣﺟورد وﻓرﯾدﻣﺎن ﻗﺎم ﻫؤﻻء اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑدراﺳﺗﻬم ﺳﻧﺔ 1997ﻟﻌﻧوان اﻟﻔﺷل
اﻟدراﺳﻲ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻓﺷل اﻟدراﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ.
اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗوﺻل ﻫؤﻻء اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﻌدﻣﺎ أﺟرﯾت دراﺳﺗﻬم ﻋﻠﻰ 205أﺳرة أن ﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل
اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻔﺷل اﻟدراﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻷﺳر :ﻓﺎﻷﺳرة ﻫﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت ﻓﻣن دون ﺷك
ﺳوف ﺗؤﺛر ﺑﺎﻟﺳﻠب ﻋﻠﻰ طﻔل ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻔﺷﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ أو ﯾﻠﺟﺊ إﻟﻰ اﻟﺗﺳرب
اﻟﻣدرﺳﻲ ﻓﻲ ﺳن ﻣﺑﻛر.1
ﺗﺄﺛﯾر ﺗﺳﺎﻫل اﻟواﻟدﯾن ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎﺋﻬم ،وﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎﻫل اﻟزاﺋد واﻟﺗدﻟﯾل أن اﻷطﻔﺎل
اﻟذﯾن ﯾﺗﻣون إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳر ﻟدﯾﻬم ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
:2اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
دراﺳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﺳورﯾﺔ أﻣﯾﻧﺔ رزق:اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ ﺳﻧﺔ 2008ﺗﺣت ﻋﻧوان :ﺳوء
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﻧﺎء إو ﻫﻣﺎﻟﻬم وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
وﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ :ﻣدى اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻵﺑﺎء ﻟﻸﺑﻧﺎء
إو ﻫﻣﺎﻟﻬم وﻫل ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾن اﻟذﻛور واﻹﻧﺎث.
ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ:
ﻗﺎﻣت ﻫذﻩ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺻف اﻷول ﺛﺎﻧوي ﻓﻲ ﻣدارس
ﻣﺣﺎﻓظﺔ دﻣﺷق اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋﯾﻧﺔ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ.
ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻟﻸﺑﻧﺎء ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﺳدﯾﺔ أم ﺟﻧﺳﯾﺔ أو ﻧﻔﺳﯾﺔ أو إﻫﻣﺎل ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
وﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗواﺻل إﻟﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ أن اﻟذﻛور أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻟﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾن أﻛﺛر
ﻣن اﻹﻧﺎث.1
واﺳﺗﺧﻠﺻت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ درﺳﺗﻬﺎ أن ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷطﻔﺎل ﻣن ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺣﺟﻣﻬﺎ وﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ وﻣدﻣرة ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟطﻔل وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟدراﺳﻲ.
-1أﻣﯾﻧﺔ رزق ،ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﻧﺎء وﻹﻫﻣﺎﻟﻬم وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳورﯾﺎ،2008 ،
ص.23
- 14 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
دراﺳﺔ ﻟوﻟوة ﺟﺎﺳر :2013ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
أظﻬرت دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ أﺟرﯾت ﻋﻠﻰ طﺎﻟﺑﺎت اﻟﺻف اﻟﺳﺎدس اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻣدارس
ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ أن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ وأﻧواﻋﻪ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ ﻣﻠﺣوظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة
اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻟدى اﻟﺗﻼﻣﯾذ وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑزﻣﻼﺋﻬﻣـ ،وﻗد أﺟرت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن طرف
اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ﻟوﻟوة ﺟﺎﺳر ﻛرﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻧﺎﻟت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ درﺟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ
وﻧﺷرت ﻛﺗﺎب ﺑﻌﻧوان اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﺻدر ﻣؤﺧ ار ﻋن دار ﺳﻌﺎد
اﻟﻌﻠم واﻟﺑﺣث اﻟﺻﺑﺎح واﻟﺗﻲ أﺳﻬﻣت ﻓﻲ طﺑﺎﻋﺔ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب وﻧﺷرﻩ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن رﻋﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻠﻣﻲ.
وﻗد ﻗﺳﻣت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﺟﺎﺳر اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن اﻷوﻟﻰ ﻧظري وآﺧر ﻣﯾداﻧﻲ.1
وﺗطرﻗت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي واﻟﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ واﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻌﻧف اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻣﺷﯾرة إﻟﻰ أن اﻟدراﺳﺔ أﻋدﺗﻬﺎ و ازرة اﻟﺷؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻛوﯾﺗﻲ وﺷﻣﻠت اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث 1295أﺳرة أظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ أن اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﯾﺻل إﻟﻰ
%94واﻟﻌﻧف اﻟﻠﻔظﻲ %98واﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳﻣﻲ %85وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ أن ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾر ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﺎﻻﺑﻧﺔ اﻟﺗﻲ
1
ﻟوﻟوة ﺟﺎﺳر ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﺳﻧﺔ ،2013ص20
- 15 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧوف ﻣن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳك أﺳرﺗﻬﺎ ﻓﻘد ﺗﻔﻘد اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ وﻟﻺﻧﺟﺎز
واﻟﺗﻔوق.1
وأﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ وأﻧواﻋﻪ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ وﻣﻠﺣوظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة
اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻟدى اﻟﺗﻠﻣﯾذ وأﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿﺎ أن اﻟﺗﻠﻣﯾذات ﯾﺗﻌرﺿن ﺑﺷﻛل ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ
واﻻﺳﺗﻬزاء ﻛﺄﻛﺛر ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗرﻛﯾزﻫن وﺗﺣﺻﻠن
اﻟدراﺳﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ.
ﻛﻣﺎ أﺛﺑت أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد اﻫﺗﻣﺎم ﻣن ﻗﺑل أوﻟﯾﺎء أﻣور اﻟﺗﻠﻣﯾذات اﻟﻠذﯾن ﺗﺣﺻﻠن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﻲ ووﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺣور أﺳﺑﺎب اﻟﻌﻧف اﻷﺳري واﻟﺗﺄﺧر اﻟﺗﺣﺻﯾل
ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدراﺳﻲ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﺗرث أوﻟﯾﺎء اﻷﻣور
ﺗﺣﺻﻠﻬن اﻟدراﺳﻲ وﻻ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﺛواب وﻋﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬن ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص.
ﻛﻣﺎ أظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﺟود ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﺑﻬﺎ
ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻛﺗدﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﻌﯾش ﻣﻊ أﺣد اﻟواﻟدﯾن وﻟﯾﺳت
اﻷﺳرة ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﺳرة ﻣﺗﻣﻠﻛﺔ ﻟﻣﺻﺎدر اﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻷﻓرادﻫﺎ ﻛﺎن
اﻷﻓراد أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻬم.
:3اﻟدراﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ:
ﻋﻧوان اﻟدراﺳﺔ :اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠطﻠﺑﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﯾن ﺳﻧﺔ .2006ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻣﯾﻠﻲ رﺿﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.02
- 16 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫل ﺗؤﺛر اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻠطﻠﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾن واﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺣددت ﻓﻲ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺛﻼث اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻻﻗﺗﺻﺎدي ورﺻﯾد ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻛذﻟك اﻟطﻣوﺣﺎت واﻵﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ
1
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺟﺎء طرح اﻟﺗﺳﺎؤﻻت
ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﺑدراﺳﺗﻪ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟطﻠﺑﺔ اﻟطب وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع
وﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻻﺳﺗﻣﺎرة واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
وﻟﺗﺣذر إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻼﺣظﺔ ﻛل وﺣدات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدروس 2ﺛم ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
وﻫﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أي أﺧذ ﻋﯾﻧﺔ ﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ.
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم:
ﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﻣﺎ أن اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت أﺛر
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟدراﺳﻲ أي ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣوﺟودة ﺑﯾن ﻫذﯾن
ﻣﺗﻐﯾرﯾن.3
-1رﻣﯾﻠﻲ رﺿﺎ ،اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 2اطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر،
ﺳﻧﺔ ،2006ص23
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص 24
-3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص 24
- 17 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﺛر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ.
وﻣن أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻶﺑﺎء ﻛﻠﻣﺎ
ﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﺟﯾدة وﻫذا ﻣﺎ ﻟدى اﻷﺑﻧﺎء واﻷطﺑﺎء واﻹطﺎرات اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺑﻧﺎء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻛﻣﺎ ﯾؤﺛ ر اﻟدﺧل اﻟﺷﻬري اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻣﺻدر اﻷﻣن اﻟﻣﺎدي أﻣﺎ إذ ﻛﺎن ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ أﻓرادﻫﺎ وﯾﺻﺑﺢ ﻣﺻد ار
ﻟﻠﻘﻠق واﻹﺣﺑﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻌﻠﻰ أﺛرﻩ ﺗﺗﺣدد إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻷﺳرة واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ
أﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎح اﻟدراﺳﻲ.1
ﻛﻣﺎ ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠوﻟدﯾن
اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺑﻧﺎء ﻧﺣو ﺗﺧﺻﺻﺎت أو ﻓروع اﻟدراﺳﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﻋﻧوان اﻟدراﺳﺔ ،اﻟوﺿﻊ اﻷﺳري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻼﻣﯾذ اﻟطور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﺧﻠﻔﺎي ﻓﺎطﻣﺔ ﺳﻧﺔ 2001دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺑﻠﯾدة
ﻫدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟظروف 1اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ داﺧل أﺳرﺗﻪ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻠك
اﻟظروف ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ وﻫل ﻟﺟو اﻷﺳري دو ار ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ وﻫل ﺗؤﺛر اﻷﺳرة ذات ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻣﻧﺧﻔض ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ؟
وﻫل ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن ﺣﺟم اﻷﺳرة وﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ
ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ:
إﺣﺿﺎر ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﻛل أﺳﻣﺎء اﻟﻣدارس اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻠدﯾﺗﻪ اﻟﺑﻠﯾدة ،وﻗد ﻗدر
ﻋددﻫﺎ ب 49ﻫذا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدد اﻷﻗﺳﺎم1وﺗﺣدد ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ واﻟذي ﻗدر ﺑـ 120وﺣدة
ﻋﯾﻧﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻣﯾذ اﻟطور اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻗﺎم ـ:
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم:
ﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﻬدف ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﺛر اﻟذي ﺗﺧﻠﻔﻪ اﻟوﺿﻊ
اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ وﺗﺣﻠﯾل ذﻟك اﻷﺛر ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ
اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻣوﺿوﻋﯾﺔ.2
أن اﻟطﻼق اﻟواﻟدﯾن وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء واﻵﺑﺎء ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺷﺎﺟرات اﻷﺳرﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺷﺎﺟرة اﻟواﻟدﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻛذﻟك اﻟﻣﺷﺎﺟرة
اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء واﻵﺑﺎء ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ ﻓﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﺿطرﺑﺎ ﻓﻼ
ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة أو ﻣراﺟﻌﺔ دروﺳﻪ ﻛﻣﺎ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻐﯾب ﻛﺛﯾ ار ﻋن اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻔوﺗﻪ
ﻛﺛﯾر ﻣن دروس.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺟو اﻟﺳﺎﺋد داﺧل اﻷﺳرة ﻟﻪ دور ﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
ﻛذﻟك ﻟﻠ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﺳرة اﻟذي ﯾﺗﺣدد ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻷب أو اﻷم
وﻗﯾﻣﺔ اﻟدﺧل اﻟﺷﻬري ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻬو اﻵﺧر ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟدراﺳﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ أن
-1ﺧﻠﻔﺎوي ﻓﺎطﯾﻣﺔ ،اﻟوﺿﻊ اﻷﺳري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟطور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺗوﺳط ،اطروﺣﺔ
ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 02ﺳﻧﺔ ، 2001ص . 18
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 19
- 19 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻧﺟد أن اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ أﻓﺿل ﻫم أﻛﺛر ﺣظوظﺎ ﻣن اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟذﯾن
ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻣﻧﺧﻔض واﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾوﻓر ﻟﻬم ﻛل اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟدراﺳﯾﺔ ،دروس
ﺧﺻوﺻﯾﺔ ،ﻛﺗب إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟذﯾن ﯾﻛون ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟدﯾﻬم ﻣﻧﺧﻔض.
ﻛذﻟك اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠواﻟدﯾن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻛﻠﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠواﻟدﯾن ﻣرﺗﻔﻊ ﻛﻠﻣﺎ اﺗﺟﻪ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﺟﯾد
ﻋﻧوان اﻟدراﺳﺔ :دور اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء
اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ دور اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻸﺑﻧﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟظروف اﻷﺳرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء.
واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﺣﺳﯾن دور اﻷﺳرة اﺗﺟﺎﻩ اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻐض اﻟﻧظر
ﻋن ظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫذا ﺑدﻋوة اﻷﺳرة ﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟظروف ﻟﺗﻼءم اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ.1
ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ:
ﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻣﺗوﺳط وﺑﺎﻟﺿﺑط ﺗﻠﻣﯾذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ أﺳﺎﺳﻲ ﻷﻧﻬﺎ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻣس دور اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬم اﻟدراﺳﻲ ﻓﺗﻠﻣﯾذ أﻗل
-1زﻏﯾﻧﺔ ﻧوال ،دور اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء ،أطروﺣﺔ ودﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،
ﺳﻧﺔ ، 2008ص . 18
- 20 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺳﻧﺔ ﻏﯾر ﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻼﺳﺗﯾﻌﺎب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ وﻗد أﺟرﯾت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ إﻛﻣﺎﻟﯾﻪ ﻓﻲ
وﻻﯾﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،وﻗد اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ واﻻﺳﺗﻣﺎرة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم:
أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دو ار ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻸﺑﻧﺎء.
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ أن وﺟود اﻟوﻋﻲ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﯾؤﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻸﺑﻧﺎء.
ﻟﻼﺳﺗﻘرار اﻷﺳري أﺛر اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻋﻣل اﻟواﻟدﯾن
واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺟﯾدة إذ ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﺟﯾدة.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﺣﺟم اﻷﺳرة وﺗﻧظﻣﻬﺎ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻛن ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻓﺈن ﻛﺎﻧت
اﻷﺳرة ﻋدد أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺑﯾر وﻣﺳﻛن ﺿﯾق ﻓﺈﻧﻪ دون ﺷك ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ طﻔل ﻓﻲ
ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ.
إﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دو ار ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻸﺑﻧﺎء.
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ أن وﺟود اﻟوﻋﻲ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﯾؤﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
ﻟﻸﺑﻧﺎء.
ﻟﻼﺳﺗﻘرار اﻷﺳري أﺛر اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻋﻣل اﻟواﻟدﯾن
واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.1
ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺟﯾدة إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﺟﯾدة.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﺣﺟم اﻷﺳرة وﺗﻧظﻣﻬﺎ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻛن ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻓﺈن ﻛﺎﻧت
اﻷﺳرة ﻋدد أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺑﯾر وﻣﺳﻛن ﺿﯾق ﻓﺈﻧﻪ دون ﺷك ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ طﻔل ﻓﻲ
ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ.
:8-1اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ:
ﯾﺷﯾر اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة
وذات واﻷدوار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻣواﻗف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺷﺎرك ﻓﯾﻪ أﻋﺿﺎء اﻷﺳرة وأﻓراد ﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻲ أدوارﻫم وان ﻛﻼ ﻣن
اﻟواﻟدﯾن ورﻓﺎق ﻣدرﺳﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل.2
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺣول اﻟطﻔل ﻣن ﻛﺎﺋن ﺑﯾوﻟوﺟﻲ إﻟﻰ ﻛﺎﺋن
اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻔﻌﻠﻪ وﻣﺎﻻ ﯾﺟب أن ﺗﻔﻌﻠﻪ واﻛﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﻣﻬﺎرات واﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت
ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ.1
وﯾﻧظر اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗﻛﺎﻣل اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋن طرﯾق اﻛﺗﺳﺎب ﻫذا اﻟﻔرد ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ودو ار ﯾؤدﯾﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ.2
وﻣﻣﺎ اﺗﺿﺢ أن اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺷﻛﯾل ﻣﻼﻣﺢ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺊ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ،وﻣﺑﺎدﺋﻪ وأﻋراﻓﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ وأﻓﻛﺎرﻩ وﻋﺎدﺗﻪ
إو ﻋدادﻫم ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل وﺗﺣﻣﯾﻠﻬم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘدم ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ وﻧﻘل ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ إﻟﻰ أﻓراد اﻵﺧرﯾن.
ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ إﻟﻰ ﻋدد ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت وﻫﻲ اﻷﺳرة واﻟﻣدرﺳﺔ وﻣﺳﺟد وﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻟرﻓﺎق ووﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،إو ن ﻛﺎن دور اﻷﺳرة ﯾﻔوق ﺑﺎﻗﻲ أدوار اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺧرى ﻷن دور
ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﻻﺣﻘﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻫو ﺳﻠوك ﻣﻛﺗﺳب وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ R.Berguisاﻟذي ﯾرى
أن اﻟﻌداﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر وﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻋﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣطﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء ،اﻟﻛرﻩ ،اﻟﻌداء ،اﻟﺧزف ﻣن اﻵﺧرﯾن واﻷﺣﻛﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﯾﻌطﻰ ﻧﻣوذج ﻟﻠﻌدوان ﻓﺄرﺑﻊ ﻧﻘﺎط :إدراك
ﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻣﺗﺄزﻣﺔ ،اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻧﻣط ﺳﻠوك ﻣﻘدم ﻋن طرﯾق اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻼﺋم ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ.3
ﻛﻣﺎ ﯾرى ﺳﯾد أﺣﻣد ﻣﻧﺻور أن اﻷﺳرة أوﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻣﺎرس
دو ار ﺟوﻫرﯾﺎ ﻓﻲ ﻏرس ﻣﯾول اﻟﻌدواﻧﻲ أو ﻛﻔﻪ ﻟدى اﻟطﻔل ﻣن ﺧﻼل أﺳﺎﻟﯾب ﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ
إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدور اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻣﺛﻼ إﻓراط ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام
-1رﺷوان ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟطﻔل دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،1987 ،ص159
-2اﻟﺟواﻫري ﻣﺣﻣد وآﺧرون ،اﻟطﻔل واﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1992 ،ص159
-3ﺣﺳﺎن ﻋرﺑﺎدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 250
- 23 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺑد ﻧﻲ ﯾرﺗﺑط إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ﻋﻧد اﻷﺑﻧﺎء ﻛﻣﺎ أن ﺗﺟﺎﻫل اﻷﺑﻧﺎء ﯾﺛﯾر ﻟدﯾﻬم
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌزﻟﺔ وﯾدﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌدوان ﻟﺗﺄﻛﯾد وﺟودﻫم أو ﻟﻔت أﻧظﺎر أو ﺗﻔرﯾﻎ اﻟﺗوﺗر.1
ﻓﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻟﻸﺑﻧﺎء ﻟﻪ اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻟدى
اﻟطﻔل ﺣﯾث ﺗرﺟﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﻧﺷﺄت اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ اﻟﻌﻧﯾف إﻟﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﯾﺿرﺑون أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻓﻬم أﯾﺿﺎ ﻣورس ﻋﻠﯾﻬم
اﻟﺿرب ﻓﺎﻷب ﯾﺗﻧﻘل ﻧﻔس ﺧﺑرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎءﻩ ﻓﻌﻧدﻣﺎ
ﯾﻌﺎﻣل اﻷطﻔﺎل ﺑﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋدواﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻷﺑﻧﺎء ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺗﻌﻠﻣون أن أﺳﻠوب اﻟﺻﺎﺋب ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫو أﺳﻠوب اﻟﻌﻧف.
ﻛﺛرة ﻫﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﻔل واﻷب ﺗؤﻛد وﺟود راﺑطﺔ ﺑﯾن ﺳﻠوك
اﻷطﻔﺎل اﻟﻌدواﻧﯾﯾن وﺑﯾن اﻟﻌﻘﺎب ﻟﻘد وﺟد أن اﻷطﻔﺎل اﻟﻌدواﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻣدارﺳﻬم أطﻔﺎل ﯾﻧﺎﻟون
ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻣن اﻷب ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،وﯾﺑدو أن اﻟﻌﻘﺎب ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟطﻔل ﻣن إﺗﯾﺎن اﻟﺳﻠوك
ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ وﻣن ﻣﻌروف أن اﻟطﻔل ﯾﻌﺗﻣد اﻋﺗﻣﺎدا ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ واﻟدﯾﻪ.2
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻵﺑﺎء اﻟذﯾن ﯾﺳﯾﺋون ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أﺑﻧﺎﺋﻬم وﯾﻣﺎرﺳون ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻌﻧف ﻫذا
اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﺄدﯾب وﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﯾﺢ
ﻧﻣوذج ﻟﻠﻌﻧف.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء ﺳواء ﺑﯾن اﻟذﻛور أو إﻧﺎث أو ﺑﯾن اﻷخ اﻷﻛﺑر أو
اﻷﺻﻐر ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﺎﻣل واﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ ﻣﺛﯾر ﻟﻣﯾوﻟﻬم اﻟﻌدواﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌدوان ،ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﻌﺗدي ﻋﻠﯾﻪ ﺣﯾث ﯾﻌد ذﻟك ﻧوع ﻣن
اﻟﺗدﻋﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌدوان ،ﻷن اﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻧﺷﺄة واﺳﺗﻣرار اﻟﻌدﯾد ﻣن
-1ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺳﯾد أﺣﻣد ﻣﻧﺻور وزﻛرﯾﺎ أﺣﻣداﻟﺷرﯾﯾن ،ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن ﺑﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌدوان واﻹرﻫﺎب ،دار اﻟﻔﻛر
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑدون طﺑﻌﺔ ،ص.157
-2ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻋﯾﺳﺎوي ،ﻋﻼج اﻟﻣﺟرﻣﯾن ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2005 ،ص375
- 24 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻧﺎ ﻟﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ،أن ﻛل ﺳﻠوك ﻋرف ﺗدﻋﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ أو اﻟﺣﺎﺿر
ﺳﯾﺗم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣواﻗف اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ.1
ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﺗﺑﻠورت ﻣﺳﻠﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن 1910- 1890وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻋدﯾدة ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع أﻣﺛﺎل ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر وﻏﯾرﻩ وﻗد ﺗطورت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋن
ﻣﯾدان ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻟﻧﻔس وزاد اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺳرة وﻗد وﺣدت طرﯾﻘﻬﺎ إﻟﻰ
ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل أﻋﻣﺎل Burgessاﻟذي ﻗدم ﻓﻲ 1926ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ ﻋن أﺳرة
وأوﺿﺢ ﻓﯾﻪ أن أﺳرة ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺣدة ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﺗﻔﺎﻋﻠﺔ وﻗد ﺗﻘدم أﻧﻣﺎطﺎ ﻣن اﻷﺳر
ﺑﻌد ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ وﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء.
وﺗرﻛزت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن دراﺳﺗﻪ اﻷﺳرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎﻋل داﺧﻠﻬﺎ ﻓﻬﻧﺎك دﻻﺋل ﻛﺛﯾرة
وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻧف ﯾﺗم ﺗﻌﻠﻣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻋﺗراﺿﺎﺗﻬﺎ 2ﺟﻌل ﻋﻘد اﻟزواج ﻏﯾر ﺛﺎﺑت ﻋن طرﯾق ﺗﺣوﯾﻠﻪ ﻣن ﺣق إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣدﻧﻲ ﻣﻣﺎ أدى
إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟزواج إﻟﻰ ﻣﺟرد إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ارﺗﻔﺎع ﺣﺎﻻت
اﻟطﻼق.
ﺗﻐﯾر أدوار اﻷﺳرة وزﯾﺎدة اﻟﺻدام ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻟﻛل ﻣن اﻟزوج
واﻟزوﺟﺔ ،ﻓﻛل ﻣﻧﻬم ﺣﺎول أن ﯾﻔرض ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎن رﺟﻼ أو اﻣرأة.
ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟدور اﻟرﺟل ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﺑﻌض اﻟرﺟﺎل
ﻣن ﺿرب ﻟزوﺟﺎﺗﻬم وأوﻻدﻫم أو ﺗﺣرش اﻟﺟﻧس ﺑﺑﻧﺎﺗﻬم أو ﺑﻧﺎت زوﺟﺎﺗﻬم.
اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﻬم أﺷﯾﺎء ﺻﻐﯾرة ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻪ اﻵن أﺻﺑﺢ ﻟﻬم
ﻗﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻬم أﺻﻼ ﯾﺣﻘﻘون إﺷﺑﺎﻋﺎ ﻋﺎطﻔﯾﺎ ﻵﺑﺎﺋﻬم ،وﻋﻠﻰ آﺑﺎء ﺗوﻓﯾر
أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻬم ،ﻣﻣﺎ أﻟﻘﻰ ﻋﺑﺋﺎ ﻛﺑﯾ ار وﺿﻐوطﺎ
ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء ﻟﻛب ﯾوﻓروا ﻷﺑﻧﺎﺋﻬم ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻧﺟﺎز اﻟﺟدﯾدة.1
وﯾﻼﺣظ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾون أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻧف ﺗرﺗﺑط ﺑﺷدة ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟدور
اﻟرﺟل واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻌﻠﯾم اﻟﺧﺷوﻧﺔ واﻟﺻﻼﺑﺔ وأن ﯾﻌﺗﻣدوا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم أﺻﺑﺣوا رﺟﺎﻻ
واﺟﻪ ﻣﻌظﻣ ﻬم ﻣواﻗف ﺗﺗطﻠب ﻣﻧﻪ إﺛﺑﺎت ﺷﻲء إﻣﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ أو إﺛﺑﺎت اﻟﻔﺷل ﻓﻲ
رﺟوﻟﺗﻬم.
ﻛﻣﺎ ﯾرون أن ﺗﺣﻘﯾق ﺣدة اﻟﻌﻧف ﯾﻛون ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﻠم ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ ﯾﺗم ﻓﺟﺄة
أو ﻣﺑﺎﺷرة وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﻌﻼج واﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺳﻠوك ﻟﻣن ﯾرﻏب ﻣن اﻷﻓراد ﻛﻣﺎ ﯾرون أﯾﺿﺎ
أﻧﻪ ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻻ ﺑد ﻣن إﺣداث ﺗﻐﯾرات ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻣدى.2
:3ﻧظرﯾﺔ اﻹﺣﺑﺎط:
ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻷواﺋل اﻟذﯾن ﺟﺎءوا ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﺣﺑﺎط واﻟﻌدوان دوﻻر ،ودوب ،وﻣﯾﻠر،
وﻣور ،ﺳﯾزر ،ﻫؤﻻء أﺳﺳوا ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻗدﻣوا ﻣﻼﺣظﺎﺗﻬم ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺑﺎط
واﻟﻌدوان ﯾﺳﺑﻘﻪ داﺋﻣﺎ إﺣﺑﺎط وﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳﻠوك ﻋدواﻧﻲ وﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻋﻧد اﻟﻔرد
ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺗﻌددة وأﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﻣﻛن إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ أﻧواع ﻣن إﺣﺑﺎط أو ﻣﺻﺎدر اﻷﺧرى أو
ﯾﻌﺗدي ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،إذ اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋﻣﺎ ﺣدث ﻟﻪ ﻣن إﺣﺑﺎط ،ﻓﯾﻠوﻣوﻫﺎ ﺑدﻻ ﻣن أن ﯾﻠوم
اﻵﺧرﯾن وﯾﻧﺻب اﻫﺗﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﻗد ﻋرﺿت
أول ﺻورة ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻣودة وﺟود ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﯾن اﻹﺣﺑﺎط واﻟﻌدوان إذ ﯾوﺟد ارﺗﺑﺎط
ﺑﯾن إﺣﺑﺎط ﻛﺛﯾر واﻟﻌدوان ﻛﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﺟوﻫر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إن ﻛل إﺣﺑﺎط ﯾزﯾد ﻣن
اﺣﺗﻣﺎﻻت رد اﻟﻔﻌل اﻟﻌدواﻧﻲ وﻛل ﻋدوان ﯾﻔﺗرض ﻣﺳﺑﻘﺎ.
ووﺟود ارﺗﺑﺎط ﺳﺎﺑق ،ﻓﺎﻟﻌدوان ﻣن أﺷﻬر اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻹﺣﺑﺎط
وﯾﺷﻣل اﻟﻌدوان اﻟﺑدﻧﻲ واﻟﻠﻔظﻲ ﺣﯾث اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ﺿد ﺑدﯾل
أو ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ اﻟداﺧل ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻋدواﻧﯾﺔ ﺿد اﻟذات.1
وﯾﻌرف دوﻻر وزﻣﻼﺋﻪ اﻹﺣﺑﺎط ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗدﺧل
ﯾﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف وﻫو ﯾرى أن إﺣﺑﺎط دﻻﻟﺔ ﻟﺛﻼﺛﺔ ﻋواﻣل وﻫﻲ:
/1أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻬدف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد أو اﻟﺷدة اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺑطﺔ ﻛون اﻟطرﯾق
اﻟﻣؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣﻐﻠق ﺗﻣﺎﻣﺎ.
/2ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎق ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﻬود اﻟﻣﻧدوﺑﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف وﻟﻛن أﻋﺎد
ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إذ أدرك أن ﻫﻧﺎك اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت أﺧرى ﻟﻠﻌدوان واﻹﺣﺑﺎط ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺣدوث اﻟﻌدوان ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺣﺑﺎط أﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﯾﺣدث أﯾﺿﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻵﺧرة ﻟﻺﺣﺑﺎط ﻛﺎﻻﻧطواء
واﻻﻧﺳﺣﺎب واﻻﻛﺗﺋﺎب إﻟﯾﺎن اﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدﻩ ﺑﺄن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ﺗﺣدث ﺑداﻓﻊ
وﺗﺣرﯾض ﻣن اﻹﺣﺑﺎط.
أن ﻧظرﯾﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ أن أي إﺣﺑﺎط ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدوان أﻫﻣﻠت ﺑذﻟك ﺟواﻧب ﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻟذاﺗﯾﺔ
ﻟﻠﻣواﻗف اﻹﺣﺑﺎط ﺗﻠك اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد اﻟﻣﻌرض ﻟﻺﺣﺑﺎط ،وﺧﻠﻔﯾﺗﻪ
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣوﻗف اﻹﺣﺑﺎط ، 2وﻣدى ﺗﻛ اررﻩ اﻹﺣﺑﺎط ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد وأﻧﻬﺎ ﻋواﻣل ذاﺗﯾﺔ
وﻓردﯾﺔ ذات ﺗﺄﺛﯾر إﻧﺗﺎج اﻟﻌﻧف ﻣن ﻣواﻗف إﺣﺑﺎطﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺑطﺔ واﻟﻐﯾر ﻣﺣﺑطﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إدراك اﻟﻔرد ﻟﻬﺎ.
ﺗﻘﻊ ﻣﺗوﺳطﺔ ﺑن ﺳﯾدي ﻋﯾﺳﻰ اﻟطﯾب ﻓﻲ ﺣﻲ ﺑﺎﻟوﻧﺎس ﻣﺣﻣد ﻓﻲ وﺳط ﻣدﯾﻧﺔ ﺟﻧدل
2
ﻓﺗﺣت أﺑواﺑﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1992ﺛم ﻓﻲ 1992/07/25وﻫﻲ ﺗﺗرﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﻘدر ﺑـ 4996م
ﺑﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ 1449م 2وﺑﻘﻲ آﺧر ﻛﻔﻧﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻬﺎ طﺎﺑﻘﯾن وﺗﺗﻛون ﻣن 21ﻗﺳم ﺗرﺑوي
ﻣﺧﺑرﯾن وورﺷﺗﯾن و 06ﻣﻛﺎﺗب ﻟﻺدارة وﻣرﺣﺎﺿﯾن واﺣد ﻟﻺﻧﺎث واﻷﺧر ﻟﻠذﻛور ،وﻣطﻌم
وﺷﻬدت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣؤﺧ ار ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾرات:
- 28 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﺣوث اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟدراﺳﺔ
ﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث إﺟراء دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻔردات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺑرز
اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ
وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻠظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺻدد دراﺳﺗﻬﺎ وﻫذﻩ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ﺣﺳب
ﻧوع اﻟﻣوﺿوع وﻧوع ﻣﺟﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ.1
ﻟذﻟك ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺧطوة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل ﻋدد ﻣن اﻷﻓراد
ﯾﺣﻣﻠون ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬم اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﯾﻛون ﺿﻣن أﻓراد
اﻟﻌﯾﻧﺔ دون ﺗدﺧل أو ﺗﺣﯾز أو ﺗﻌﺻب اﻟﺑﺎﺣث أي إﻋطﺎء ﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓرص ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ
2
ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر وﻫدف ﻣن ذﻟك ﻫو ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﻓﻘد ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎء ﺟراء
ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ إﻧﺎث وذﻛور اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﺳﺗوى
ﺗﺣﺻﯾل ﺟﯾد وﻣﺳﺗوى ﺗﺣﺻﯾل ﺿﻌﯾف وﻗد ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺈﺟراء 10ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ ﺗﻠﻣﯾذ وﺗﻠﻣﯾذا اﻟﺳﻧﺔ
اﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط.
-1رﺷﯾد زرواي ،ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص.184
-2ﻓﺿﯾل دﻟﯾو وآﺧرون ،اﻷﺳس اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ،1999 ،
ص.191
- 29 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
:11-1ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ:
ﻟﻛل دراﺳﺔ ﺛﻼث ﻣﺟﺎﻻت رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻣﺟﺎل اﻟﺑﺷري واﻟﻣﺟﺎل اﻟزﻣﻧﻲ.
ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ اﻟﻧطﺎق اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻹﺟراء اﻟدراﺳﺔ 1ﺛم إﺟراء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺗوﺳطﺔ ﺑن ﺳﯾدي ﻋﯾﺳﻰ اﻟطﯾب ﻟداﺋرة ﺟﻧدل وﻻﯾﺔ ﻋﯾن اﻟدﻓﻠﻰ.
إن ﻛل ﺑﺣث ﯾﺗطﻠب ﻓﺗرﺗﯾن زﻣﻧﯾﺗﯾن ﻻ ﺗﻘل اﺣدﻫﻣﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻷﺧرى وﻫﻣﺎ:
ﻗد ﺑدأت دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺷﻬر ﺟﺎﻧﻔﻲ 2016وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺣول ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل وﺿﻌﻧﺎ اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺟﺎﺑﺔ ﺗﺳﺎؤﻻت وذﻟك ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﻟﺗﺣﻘق ﻣؤﻗﺗﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﯾداﻧﯾﺎ.
ﻗﻣﻧﺎ أوﻻ ﺑﺟس ﻧﺑض ﻣﺑدﺋﻲ ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻌدة زﯾﺎرات ﻟﻌدد ﻣن اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺎت وﻋﻠﻰ
إﺛرﻫﺎ اﺧﺗرﻧﺎ إﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑن ﺳﯾدي ﻋﯾﺳﻰ اﻟطﯾب اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻻﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة
اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن ﺷﻬر أﻓرﯾل وﻣﻧﺗﺻف ﺷﻬر ﻣﺎي .2016
ﺳﺎﻋدﺗﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎرات اﻻﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾد واﺧﺗﯾﺎر إﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑن ﺳﯾدي ﻋﯾﺳﻰ اﻟطﯾب
ﻛﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث اﻟذي ﺳﻧﻘﯾم ﻓﯾﻪ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣدﯾد ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث وﻫﻲ اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﻐرﻗت وﻗت ﻛﺑﯾر وﻣن ﺛم إﺟراء ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ اﻟﺗﻠﻣﯾذ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
:3اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺑﺷري:
أﺟرﯾت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط ﻣن ﻛﻼ اﻟﺟﻧﺳﯾن )ذﻛور
إو ﻧﺎث( اﻟذي ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدﯾﻬم ،وﻗﻣﻧﺎ
ﺑﺈﺟراء ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ 12ﺗﻠﻣﯾذ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
إن ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث اﻟذي ﯾﺟرﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﯾﺣرص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺎﺳﺗﺧدام
ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻌﯾن دون ﻏﯾرﻩ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﻌطﯾﺎت ﺑﺣﺛﻪ وﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن دراﺳﺔ ﻣوﺿوع دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ
ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟذﻟك ﻓﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻧﻬﺞ ﯾﻌﺗﺑر ﺧطوة ﻣﻬﻣﺔ وﺿرورﯾﺔ ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟطرﯾق اﻟذي
ﺳوف ﯾﺗﺑﻌﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻣﺷوارﻩ ﺑﺣﺛﻪ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ طرﺣﻬﺎ ﻓﻲ
ﺑداﯾﺔ ﺑﺣﺛﻪ وﯾ ﻌرف اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن ﻣﺎدﻟﯾن ﻏراﻓﯾت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧ طﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت وﺗﻔﺣﺻﻬﺎ.1
ﻟذﻟك ﺳوف ﻧﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن وﺻف
اﻟظﺎﻫرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻻرﺗﻛﺎز ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ أو
ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺣﺛﻧﺎ ،وﻗد ﺗم ﺗوظﯾف ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻣن أﺟل وﺻف
وﺗﺣﻠﯾل ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟدى ﺗﻼﻣﯾذ طور اﻟﻣﺗوﺳط
ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط.
وﯾﻌرف اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ طرﯾﻘﺔ ﻣن طرق اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﻔﺳﯾر ﺑﺷﻛل
ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻧظم ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻏراض ﻣﺣددة ﻟوﺿﻌﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻬو طرﯾﻘﺔ ﻟوﺻف
-1د ،ﺟﻣﺎل ﻣﻌﺗوق ،ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺑن ﻣراﺑط ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2009 ،
ص.79
- 31 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ وﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﻛﻣﯾﺎ ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻘﻧﻧﺔ وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ
إو ﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟدراﺳﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ.1
ﻛﻣﺎ ﺳوف ﻧﺳﺗﻧد ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻣﻛﻣل وﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻠﺟﻣﻊ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ وﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ
ﻟﺟﻣﻊ ﻣﻌطﯾﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ وﻟﻔرض إظﻬﺎر اﻻﺳﺗدﻻﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻏﯾر
2
داﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم وﺗﺗﻠﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ
وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت إﻟﻰ ﻣﻌطﯾﺎت ﻛﻣﯾﺔ
ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت.3
ﻻ ﺗرﺳم ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﻧﻬﺞ إﻻ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﺣث وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻧﯾﺎت ﻟﻺﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
:1اﻟﻣﻼﺣظﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻣﺻد ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ اﻟﺣواس اﻟﺑﺎﺣث ﻓﺎﻟﺣس ﻫو اﻟﻣﺣرك أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ ﺣﯾث ﺗﺗظﺎﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣواس
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﺳواء ﺑﺎﻟﺣواس اﻟﻣﺟردة أو ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻵﻻت واﻟﻣﻌدات واﻟﻣﺟﻬزة اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﯾر ذﻟك وﺗﺳﺟﻠﻪ وﺗﺗﯾﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت أﻛﺑر ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ.4
-1ﻋﻣﺎر ﺑوﺣوش ،ﻣﺣﻣد ،ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ وطرق اﺣداث اﻟﺑﺣوث ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،1995 ،
ص.197
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.198-197
-3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.198
-4ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص198
- 32 -
اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻗد اﺳﺗﻌﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﻣﺑﺎﺷرة وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ
ﻣﻼﺣظﺔ اﻟظﺎﻫرة ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ظروﻓﻬﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ دون إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺿﺑط اﻟﻌﻠﻣﻲ،
وﺑدون اﺳﺗﺧدام أدوات دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﺑﻐﯾﺔ اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣظﺔ واﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ.
:2اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ:
ﺗﻌد اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣن أﻫم أدوات ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﻌﺗﺑر أﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ
ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ وﺗﻌرف اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺣوار أو اﻟﺣدﯾث اﻟﻠﻔظﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣث واﻟﻣﺑﺣوث 1وﻟﻘد ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻷداة اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ
اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻣﻌرﻓﺔ آراﺋﻬم وﺗﺻوراﺗﻬم ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أداة ﻣﻌﻣﻘﺔ ﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ
ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻷوﻟﯾﺔ ﺣول اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ أو ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ.
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻔﻌل ﻗﺎﺑل أي واﺟﻪ وﻫﻲ ذﻟك ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣواﺟﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺧص وﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ وﺟﻪ ﻟوﺟﻪ ،وﻣن أﺟل اﻟﺗﺣدث ﻏﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣوار ﺑطرح اﻷﺳﺋﻠﺔ
ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣث ﺣول اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣدروس.
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ أﯾﺿﺎ أ ﻧﻬﺎ اﻟﺗﻘﺎء ﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن ﻓردﯾن وﺟﻪ ﻟوﺟﻪ وﺗﺗم ﻓﻲ دراﺳﺎت ﻣﯾداﻧﯾﺔ
ﺑطرح أﺳﺋﻠﺔ ﯾﻠﻘﯾﻬﺎ اﻟﺳﺎﺋل ﻟﻣﻌرﻓﺔ رأي اﻟﻣﺟﯾب ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﺣدد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﺑﺎدل ﻟﻔظﻲ.2
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل:
ﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻹطﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ وﺗﺣدﯾد اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎس
اﻟذي ﺗرﻛز ﻋﻠﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ وﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺳؤال ﺟوﻫري و 02اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻓرﻋﯾﺔ و 02ﻓرﺿﯾﺎت ﻛﻣﺎ
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣﻔﻛرﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋرض أﻫم اﻷﻫداف
واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﺎ إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ وﻛذا ﺻﻌوﺑﺎت
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻧﺎ أﺛﻧﺎء إﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﺑﺣث أظﻬرﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ .اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ
واﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣﯾدان اﻟﺑﺣث وﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ وﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم واﻷدوات
واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت.
- 34 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ﻟﻠدراﺳﺔ
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗﻣﻬــﯾــــد:
ﺗﻌد اﻷ ﺳرة ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،ﻓﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻛون ﻻﺑد أن ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ اﻷﺳرة ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺎﻻ ﻣن ،وﺗﻐﻣرﻩ ﺑﺎﻟﻌطف واﻟﺣﻧﺎن ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﺗﻛون اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﻼذ اﻵﻣن واﻷﺧﯾر ﻟﻛل اﻹﻧﺳﺎن إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺗﺧﺗل ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷﺣﯾﺎن وﺗﺗﺣول اﻷﺳرة إﻟﻰ ﻣﺻدر اﻹزﻋﺎج وﺗﻬدﯾد ﻷﺣد أﻓرادﻫﺎ ،ﻓﯾﺷﻌر ﺑﻌدم اﻷﻣن ورﺑﻣﺎ
ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻌﻧف ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ.
وﺑﻧظرة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑدأ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻧذ ﻗﺗل ﻫﺎﺑﯾل أﺧﺎﻩ ﻗﺎﺑﯾل
إو ﻟﻰ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ،ورﻏم وﺟود اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻣﻧذ اﻟﻘدم إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌروﻓﺎ ﺑﻣﺳﻣﺎﻩ
اﻟﺣدﯾث ،وﻫو ﻟﯾس ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺷﻌب أو ﺛﻘﺎﻓﺔ أو ﻋرق أو طﺑﻘﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻬو ﯾﺣدث ﻓﻲ
ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺗﻣﺎرﺳﻪ ﻛل اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻌرﻗﯾﺔ.
وﻟﻘد ازدادت ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﺟﺎءت ﻣﺻﺣوﺑﺔ
ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟدول واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺿرورة اﻟﺗﺻدي ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،وﻣﻌرﻓﺔ
ﺣﺟﻣﻬﺎ وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد واﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ورﻏم ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إﻻ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾزال ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث ﻣن أﺟل ﻓﻬم
اﻟدراﺳﺔ وﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ وﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ.
ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺻورﻩ وأﻧواﻋﻪ وأﺛﺎرﻩ واﻟﻌﻧف اﻷﺳري
ﺿد اﻟﻣرأة وﺿد اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري وﺑﻌض اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
36
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
:1ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف:
ﯾﻣﻛن ﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف ﻣن ﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي أو ﻣن
ﺣﯾث ﻣدى ﺷرﻋﯾﺗﻪ أو ﻣن ﺣﯾث آﺛﺎرﻩ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻠﻔظﯾﺔ وﺗﺷﻐل ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻼوة
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وذﻟك ﻟﺗﻌﻘد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﺷﻣوﻟﯾﺗﻬﺎ ﻏﯾر أن أﻏﻠب اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل
1
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾﺔ ﻗﺎﻋدة ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻣﺣددة ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف.
:2اﻟﻌﻧف ﻟﻐﺔ:
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺟم ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب أن اﻟﻌﻧف ﻫو اﻟﺧرق ﺑﺎﻷﻣر وﻗﻠﺔ اﻟرﻓق ﺑﻪ وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌﻧف
ﻋﻧﻔﺎ وﻋﻧﺎﻓﺔ وأﻋﻧف ﺗﻌﻧﯾﻔﺎ ،وﻫو ﻋﻧﯾف إذ ﻟم ﯾﻛن رﻓﯾﻘﺎ ﻣﺎﻻ ﯾﻌطﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف أﻣﺎ اﻷﻋﻧف
ﻛﺎﻟﻌﻧف واﻟﻌﻧﯾف اﻟذي ﻻ ﯾﺣﺳن اﻟرﻛوب ﻟﯾس ﻟﻪ ،ﻓق ﺑرﻛوب اﻟﺧﯾل أو أﻋﻧف اﻟﺷﻲء أﺧذﻩ
ﺑﺷرة أو أﻋﻧف اﻟﺷﻲء ﻛرﻫﻪ واﻟﺗﻌﻧﯾف اﻟﺗوﺑﯾﺦ واﻟﻠوم.
2
اﻟﻌﻧف ﺿد اﻟرﻓق ﺗﻘول ﻋﻧف ﯾﻌﻧف ﻋﻧﻔﺎ ﻓﻬو ﻋﻧﯾف إذ ﻣﺎ ﻟم ﯾرﻓق ﻓﻲ أﻣرﻩ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﺈن ﻛﻠﻣﺔ violenceﺗﻌود اﺗﯾﻣوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ
violentiaواﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ طﺎﺑﻊ ﻋﺿوب ،ﺷرس ،ﺻﻌب اﻟﺗروﯾض ،وﺳﯾﻛﺷف
) (yvesmichandاﯾﯾﻣوﻟوﺟﯾﺔ violentiaﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘوة واﻟﺷراﺳﺔ وﯾوﺿﺢ ﺑﺄن ﻓﻌل violare
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻧف واﻟﺧرق واﻟﺗدﻧﯾس وﻛﻠﻣﺔ violentiaﺗرﺗﺑط ﺑﻛﻠﻣﺔ visوﻣن ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻘوة وﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻌﻣﯾق ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻧﻲ طﺎﻗﺎت اﻟﺟﺳم وﻛذﻟك ﻗدرﺗﻪ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻧف
violenceﻫو ﻣن visوﺗﻌﻧﻲ اﻟﻘوة tatusﻫو اﺳم اﻟﻣﻔﻌول ﻟﻛﻠﻣﺔ feroوﯾﻌﻧﻲ ﯾﺣﻣل.
ﻓﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻧف إذن ﯾﺣﻣل اﻟﻘوة وﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ أوﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻘوة ﺿد اﻵﺧرﯾن
وﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻋﺑﺎرات ﻋدة ﻛﺎﻟﻘوة واﻟﻘدرة واﻟوﺣﺷﯾﺔ ﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أﻧﻪ
-1ﺧﻠﯾل ودﯾﻊ ﺷﻛري ،اﻟﻌﻧف واﻟﺟرﯾﻣﺔ ،دار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،ﺑﯾروت ،ط ،1997 ،1ص.18
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.18
37
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻗﻠب ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻧف ﻓﻛرة اﻟﻘوة وأن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺿد ﺷﻲء ﻣﺎ أو ﺷﺧص ﻣﺎ ﻫو اﻟذي
1
ﯾﻌطﯾﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻌﻧف ﯾﺗﺿﻣن ﺛﻼث ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓرﻋﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺷدة واﻹﯾذاء واﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ
:3اﻟﻌﻧف اﺻطﻼﺣﺎ:
ﯾﻌرف اﻟﻌﻧف ﺑﺄﻧﻪ اﺳﺗﺧدام اﻟﺿﻐط ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع أو ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﻔرد ﻣﺎ وﯾﻌرﻓﻪ دﯾﻠﯾﺷﯾن ﺑﺄﻧﻪ اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﻘﻬر واﻟﻘوة واﻟﺗﻬدﯾد
واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻺﻟﺣﺎق اﻷذى واﻟﺿرر ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص وﻣﻣﺗﻠﻛﺎت وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف
ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو ﻣرﻓوﺿﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﯾرى ﺳﻘﻣوﻧد ﻓروﯾد ﺑﺄﻧﻪ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﯾﻬﺎﺟم ﻣﺑﺎﺷرة ﺷﺧص اﻵﺧرﯾن ﺑﻘﺻد
اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬم ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣوت ﻟﺗدﻣﯾر واﻹﺧﺿﺎع واﻟﻬزﯾﻣﺔ أﻣﺎ ﻣﺎرﻣور ﯾرى اﻟﻌﻧف ﺑﺄﻧﻪ ﺻورة
ﻣن ﺻور اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺟﻬودا ﺗﺳﺗﻬدف إﯾذاء ﻣوﺿوع ﯾﺗم إدراﻛﻪ ﻛﻣﺎ ﺻدر أو ﻣﺗﺣﻣل
ﻣن ﻣﺻﺎدر إﺣﺑﺎط واﻟﺧطر أﻣﺎ ﻋﺎﻟم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻧﯾﺑرغ ﻓﯾﻘدم اﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻓﻌل ﻣﺑﺎﺷر
ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﻘﺻر واﻟﺟرح أو ﺗدﻣﯾر اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت.
أﻣﺎ اﻟﻌﻧف ﻓﻲ ﻧظر أﺣﻣد ﺧﻠﯾل ﻓﻬو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓﻌل إرادي ﺗﺳﺗﻘﻲ ﺑﻪ اﻟذات ﻟﻘﻬر
2
اﻵﺧرﯾن وﻫو واﻗﻌﻪ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﺻﺎرع ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻼك أﻧوي أو اﻟﺟﻣﻌﻲ ﻟﻶﺧرﯾن.
أﻣﺎ اﻟﻌﻧف ﺣﺳب ﺑﯾرو ﯾﺣدث ﻛﻠﻣﺎ ﻟﺟﺄ اﻟﺷﺧص أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻬم ﻗوﺗﻬم إﻟﻰ وﺳﺎﺋل
ﺿﻐط ﺑﻘﺻد ارﻏﺎم اﻵﺧرﯾن ﻣﺎدﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻣواﻗف ﻻ ﯾرﯾدوﻧﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﺎ
ﻛﺎﻧوا ﻟو ﻻ ذﻟك ﻗﺎﻣوا ﺑﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد أو إرﻏﺎﻣﻪ دون
إرادﺗﻪ وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﻬدﯾد.
وﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾف رﻛزت ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻹﯾﺑﺗﻣوﻟوﺟﻲ ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي
ﻟﻠﻌﻧف ،اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻧف اﻟﺧرق ،اﻟﺗدرﯾس واﻟﺷراﺳﺔ أي اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة ﺿد اﻵﺧرﯾن ﺑﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺗرﻛﯾز اﻟﻣﺎدﯾﺔ )اﻟﻘﺗل ،اﻟﺟرح واﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت وﺗﻣﯾل إﻟﻰ ﺣﺻر اﻟﻌﻧف ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﻌﺎل
اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أي أن اﻟﻔﻌل اﻟﻌﻧﯾف ﯾرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻷﺿرار
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻧﻪ ﺣﺗﻰ إو ن أﺿﺎﻓت ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﻔﺎدﻩ أن اﻟﻌﻧف ﯾﺑدأ ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﻬدﯾد
ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف رﻛزت ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة ﻓﻬﻲ ﺗﺛﯾر ﻧﻘطﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻫﻲ
ﻋﻼﻗﺔ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﻌﻧف وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺟد ﻓروﯾد ﯾﻘﺎﺑل اﻟﻘوة ﺑﺎﻟﻌﻧف اﻟﺗﻲ ﺗﺿﺑط وﺗﻧظم
ﺑﺄﺷﻛﺎﻟﻪ أدى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺣﺗرام اﻟﻘواﻧﯾن وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﯾﺻف اﻟﻌﻧف
ﺑﺄﻧﻪ ﻏرﯾزي وﻋﺎطﻔﻲ ﻣن ذات طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺣﯾث ﯾﺿرب ﻣﺛﻼ ﻟﻘوة واﻟﻌﻧف ﺑﺎﻟﺟﯾش إذ ﯾﻘول/
"اﻟﺟﯾش اﻟﻣظﻠم ﻫو ﺻورة اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻟﻠﻘوة إو ﻣﺎ ﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﻩ ،اﻟﺛﺎﺋرة واﻟﺻﺎﺧﺑﺔ ﺻورة ﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ
اﻟﻌﻧف وﻓﻲ ﻧﻔس ﻋﻼﻗﺔ ﻧﺟد ﻛل ﻣن )رﺑودون (rbodonو)ﺑورﯾﻛو (bourincoudﻋﻠﻰ
وﺟوب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻧف واﻟﻘوة ﻓﺎﻟﺣﺎﻛم وﻓق اﻟﺗﺻور اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﺑﺗﺣﻛﯾﻣﻬم اﻟﺳﻠﯾم ﺑﯾن
أﻋﺿﺎء اﻟﺟﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻬو ﺣﺎﻛم اﻟﻘوة وﻟﯾس اﻟﻌﻧﯾف ﻷن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗطﺑﯾق
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺣرﻓﯾن ﻫو آﺧر ﻣﺎﻧﻊ ﯾﻘف ﺿد اﻟﻌﻧف وﺿد اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺿﻌﻔﺎء واﺣﺗﻘﺎر
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،إذن ﻓﻘوة ﻋﺑﺎرة ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﺿﺑوط وﻣﺗﺣﻛم ﻓﯾﻪ وﻟﻪ اﺗﺟﺎﻫﺎت وأﻫداﻓﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ
1
أم اﻟﻌﻧف ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺑداﯾﺗﻪ وﻣﺟراﻩ وﺗطورﻩ.
:3اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﻲ:
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﻧف اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻹﺟﺑﺎر
اﻟﻔرد أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻵﺧرة ،وﯾﻌﺑر اﻟﻌﻧف ﻋن اﻟﻘوة ﺣﯾن ﺗﺗﺧذ أﺳﻠوﺑﺎ ﻓﯾزﯾﻘﯾﺎ )اﻟﺿرب ،اﻟﺣﺑس،
إﻋدام( وأﻧﻪ ﯾﺄﺧذ ﺻورة اﻟﺿﻐط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﯾﻌﺗﻣد ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻋﺗراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻪ.
وﯾﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻌل ﯾﺗﺧذ ﺑﻘﺻد وﺑدون اﻟﻘﺻد ﻹﺣداث اﻷﻟم اﻟﺟﺳدي أو اﻹﺻﺎﺑﺔ
ﻟﺷﺧص آﺧر ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.1
اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻫو اﻟﺧرق ﺑﺎﻷﻣر وﻗﻠﺔ اﻟرﻓق ﺑﻪ وﻫو ﺿد اﻟرﻓق وأﻋﻧف اﻟﺷﻲء أي
أﺧذﻩ ﺑﺷدة واﻟﺗﻌﻧﯾف اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﻠوم.
واﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﻣن أﺳر وأﺳرة اﻟرﺟل ﻋﺷﯾرﺗﻪ ورﻫطﻪ اﻷدﻧون ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻔوق ﺑﻬم وأﺳرة
ﻋﺷﯾرة اﻟرﺟل وأﻫل ﺑﯾﺗﻪ.2
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻋﺗق اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﺿد أﺑﻧﺎﺋﻬم أو ﻋﻧف اﻷﺑﻧﺎء ﺿد آﺑﺎﺋﻬم أو
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،واﻟﻌﻧف اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻧﯾن واﻟﺧدم واﻟﺳﺎﺋﻘﯾن وﻫو ﻋﻧف ﺑدﻧﻲ أو ﻣﻌﻧوي أو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو ﺟﻧﺳﻲ أو ﻫو ﻋﻧف ﯾﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط ﺑﺗرك أﺿ ار ار ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧف.3
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﺑﯾن اﻷﺑوﯾن أو ﺑﯾن اﻹﺧوة أو ﺑﯾن
اﻵﺑﺎء ﺗؤدي إﻟﻰ ﺟو ﻣﺗوﺗر وﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﻣن واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻓراد اﻷﺳرة وﻗد ﻋرف
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻣﻧذ ﻗﺗل ﻫﺎﺑﯾل أﺧﺎﻩ ﻗﺑﯾل وﻫﻲ ظﺎﻫرة ﻗدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟطوﯾل ،إو ن ﺟوﻫرﻫﺎ واﺣد ﻣﻬﻣﺎ ﺗﺗطور أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ وﺗﺗﻧوع وﻣﻬﻣﺎ ﺗﻌدد ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﯾن ﻗﺳوﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺑداﺋﯾﯾن وﻫﻣﺟﯾﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﺗﺣﺿرﯾن ﻻ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻣن اﻋﺗراف ﺑﺄﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻗدﯾﻣﺔ
-1أﻛرم ﻧﺷﺄة إﺑراﻫﯾم ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﻐداد ،ص.22
-2ﺟﺑرﯾن.ﺟﺑرﯾن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺧﻼل ﻣراﺣل ﺣﯾﺎة ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻠك اﻟﺧﯾرة ،اﻟرﯾﺎض،ص29
-3أﺣﻣد ﻓﺎطﻣﺔ آﻣﯾن ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺣﻠوان ،1999 ،ص.275
40
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻗدم اﻹﻧﺳﺎن وﯾﺑدو أﻧﻬﺎ ﻟن ﺗﻧﺳﻠ ﺦ اﻧﺳﻼﺧﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣن ذات اﻹﻧﺳﺎن وﻻ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ وﻟو ﺻﻌد
وارﺗﺿﻰ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرج اﻟﻌﻣران واﻟﻌرﻓﺎن ،1وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول اﻟﺧﺷﺎب أن اﻟﺻراع اﻷﺳري ﻗد
ﯾﻛون ﻣﺧﺗﻠط اﻟدواﻓﻊ أو ﺑﺳﺑب ﻣوﻗف ﻣﻌﯾن أو ﻷﺟل ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘواﻋد وﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﻓراد
اﻷﺳر 2ﻟذﻟك ﺗﻌددت ﺻور اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ب :ﺗﺷﻐﯾل اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻻ ﺗﻠﯾق ﺑﻬم ،وﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻗدرﺗﻬم اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ.
ج :ﺗﺳﺧﯾر اﻷﺑﻧﺎء ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب واﻻﺣﺗﯾﺎل وأﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف
واﻟﻌدوان وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾوﻟد ﻟدﯾﻬم ﺷﻌو ار ﺑﺎﻟظﻠم واﻟﺣﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻧﻣﻲ ﺗداﺧﻠﻬم روح
اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن اﻵﺧرﯾن ﻟذﻟك ﺟﻌل اﻹﺳﻼم ﺗرﺑﯾﺔ اﻵﺑﺎء ﻣن أﻫم اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق
اﻟواﻟدﯾن.
ﻟﻘد ﺑدأت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺗﻔﺎﺟﺄ ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻌد ﻏرﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ وﻣن
ﺻور ذﻟك إﺳﺎءة اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ وﻻ ﺷك أن اﻟﻌﻧف اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﯾﻘل ﺧطورة وﺿر ار
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺎدي وﻗد ﺣرم اﻹﺳﻼم ذﻟك ﺑل أﻣر ﺑﺎﻹﺣﺳﺎن إﻟﯾﻬﻣﺎ وﻣﺻﺎﺣﺑﺗﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌروف
َﻼ
ك ﺑِ ِﻪ ِﻋ ْﻠ ٌم ﻓ َ
ْس ﻟَ َ
ك ﺑِﻲ ﻣَﺎ ﻟَﯾ َ
ْر َ
َﻰ أَن ﺗُﺷ ِ
ك َﻋﻠ ٰ
ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺷرﻛﯾن ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وَإِن َﺟﺎ َﻫدَا َ
َﺎب إِﻟَ ﱠﻲ ﺛُﱠم إِﻟَ ﱠﻲ ﻣ َْر ِﺟ ُﻌ ُﻛ ْم ﻓَﺄَُﻧﱢﺑ ُﺋﻛُم ﺑِﻣَﺎ
َن أَﻧ َ
ِﯾل ﻣ ْ
ﺻﺎ ِﺣ ْﺑﻬُﻣَﺎ ﻓِﻲ اﻟ ﱡد ْﻧﯾَﺎ َﻣﻌ ُْروﻓًﺎ وَاﺗﱠﺑِ ْﻊ َﺳﺑ َ
ُط ْﻌﻬُﻣَﺎ َو َ
ﺗِ
ُون "
ﻛُﻧﺗُ ْم ﺗَ ْﻌ َﻣﻠ َ
وﯾﺗﺿﻣ ن ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾن اﻹﺧوة واﻷﺧوات ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻓق ﺣﺎﺋﻼ أﻣﺎم ﻛل ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻹﺧوة ﺣﯾث وﺟﻬت ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾم
اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﺑﯾن اﻷرﺣﺎم ،وﺷددت إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺢ ووﻋدت ﻣن ﺑﺎدر ﺑﺎﻟﺧﯾر أن
ﯾﻛون ﺧﯾر اﻷﻣﺔ وﻫﻲ ﻣن اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ذﻛرت ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ذﻛر اﷲ ﻗﺻﺔ ﯾوﺳف
ﻣﻊ أﺧواﺗﻪ.1
أن ﺻور اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻷزواج ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ وﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ وﺧﺻوﺻﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﺿد
اﻟﻣرأة ﻣن ﻋﻧف اﻟرﺟل ﻓﺗﻧوع اﻷﺷﻛﺎل وﺻور اﻟﻌﻧف ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﺄدﯾب ﻋن طرﯾق اﻟﺿرب أو
ﺳب وﻛذﻟك اﻹﻛراﻩ ﻓﻲ أﺧذ ﻣﻌﻠﻘﺎﺗﻬﺎ ﺗﻌﺑﯾر رﺿﺎﻫﺎ أو ﻣﻌﺎﺷرة ﺑﺎﻹﻛراﻩ أو ﻣﻧﻊ ﻣن ﺧروج ﻣن
اﻟﻣﻧزل ﺗﻌﺳﻔﺎ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺻور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾن اﻷزواج وﺗﺗﺿرر ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرأة.2
:1اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي:
ﯾﻌد اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي أﺷد أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺿوﺣﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أﺿرار ﻧﻔﺳﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺣدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ وﻗد ﺗﺳﺗﻣر ﺗﻠك اﻷﺿرار ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻘف وراء اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدواﻓﻊ ﻛﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم واﻟﺗﺄدﯾب ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻗﯾﺎم اﻟﺿﺣﯾﺔ ﺑﻔﻌل ﻣﺎ أو أرﻏﺎم اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻻ ﺗرﻏب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎل
اﻟﺿﺣﯾﺔ ،وﻣﻧﻊ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣن اﻟﺑوح ﺑﺄﺳرار ﻣﺷﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟم ﺗﻛن اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف ،ﻛﻣﺎ ﻗد
ﯾﻛون اﻟداﻓﻊ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﺳﺎدﯾﺔ.1
وﺣﯾث أن اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﻛﺄﺣد أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﺣدوﺛﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص
أو ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺳرﯾﺔ ﻣﺣددة ﺑل ﺗﻧﺗﺷر ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻷﺳرة دون اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺣﯾث ﯾﻣﺎرس ﻣن
اﻵﺑﺎء ﺿد اﻷﺑﻧﺎء وﺑﯾن اﻹﺧوة وﻣن اﻷﺑﻧﺎء ﺿد اﻵﺑﺎء ،وﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﺑﻣﺎ أن اﻷطﻔﺎل
واﻟﻧﺳﺎء ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟزوﺟﺎت ﻫم أﻛﺛر ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﻘﯾﺔ أﻓراد
اﻷﺳرة ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن ﻋرف اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﺿد اﻷطﻔﺎل ﺑﺄﻧﻪ ﻧوع ﻣن أﻧواع
اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺗﻌﻣد اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﺣداث اﻟﺿرر أو أذى ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟطﻔل واﻟﻣﻣﺎرس ﻣن ﻗﺑل
اﻟواﻟدﯾن أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ أو اﻵﺧرﯾن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﺎﻟطﻔل أو ﻣن ﻋرﺑﺎء ﻣن اﻟطﻔل ،وﻣوﺟﻪ ﻧﺣو أﺣد
اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻷﺳرة أو ﻛﻠﻬم ﺳواء ﻛﺎن ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻣل ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﺣداث أﻟم ﻟطﻔل ﻣﺛل:
اﻟﺿرب أو اﻟﺧﻧق أو اﻟﺣﺑس أو اﻟرﺑط وﻏﯾر ذﻟك ،أي أﻋﻣﺎل أﺧرى ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
أن ﺗﺳﺑب ﺣدوث ﺿرر ﻟﻠطﻔل ﻣﺛل ﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻼج ﻟﻪ إو ﯾﻘﺎﻓﻪ ﻋﻧﻪ أو ﻋدم إﻋطﺎء اﻟطﻔل
2
. ﻏذاء ﻛﺎﻓﯾﺎ
وﻫﻧﺎك ﻣن ﻋرف اﻟﻌﻧف ﺿد اﻟزوﺟﺎت ﺑﺄﻧﻪ :أي أﻓﻌﺎل ﻣﻘﺻودة ﺗﺻدر ﻣن اﻟزوج ﺿد
زوﺟﺗﻪ وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﺻﺎﺑﺔ أو أذى أو ﺗﻬدﯾد ﻟﻠزوﺟﺔ ﻣﺛل اﻟﺿرب واﻟدﻓﻊ واﻟرﻓس واﻟﺻﻔﻊ
واﻟﺑﺻق واﺳﺗﺧدام اﻵﻻت ﺣﺎدة واﻷﺟﺳﺎم ﺻﻠﺑﺔ أو اﻷﺳﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾؤﻛد اﻟﻌواودة أن ﻟﻠﺑﻌد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ دو ار ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟﺟﺳدي
ﺿد اﻟﻣراد" ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وأن
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ أو اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ
وﻻ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺟﯾز اﺳﺗﺧدام اﻻﻋﺗداءات اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺿد
اﻟﻣرأة ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳرة إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ،ووﻓق اﻟﺿواﺑط وﻗﯾود ﻣﺣددة وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ أن ﺗﻘﯾد اﻻﻋﺗداءات اﻷﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ أطﺎر اﻷﺳرة وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري
ﺿد اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻫو أﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻗﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻟظﺎﻫرة.1
اﻟﺗﺻرف ﺑﻣﺎل اﻟﻣرأة دون ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء أو ﻫﺑﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك وﻧﺧﻠص ﻣن
ذﻟك إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺑد ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ أﻓراد اﻷﺳرة ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﺎﺑﺛﯾن ﺳواء ﻣن ﺧﻼل ﻫﯾﺋﺔ ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن أو اﻟﺗوﻋﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧون أو ﻣن ﻗﺑل ﺧطﺑﺎء اﻟﻣﺳﺎﺟد أو دور اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻻ
ﺗ ﺗرك اﻷطﻔﺎل أو اﻟﻧﺳﺎء أو ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ﻟﺷراﺳﺗﻪ وﻋﻧف اﻵﺧرﯾن ﻓﻬذا اﻷﻣر ﻣﺳﺗﻬﺟن
وﻣرﻓوض ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻪ أن ﺗﻧظر إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ﺑﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف
اﻷﺳري ﻟم ﺗﻘوم وﻧﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻓﻬذا ﻣﺿﯾﻌﺔ ﻟﻠوﻗت وأن ﻣﺳﺎﻋدة ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺎت
اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﺔ ﺑﺟب أن ﺗﺑدأ ﻣن ﻣﺑدأ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻗﺑل وﻗوع اﻟﻣﺣظور.
:2اﻟﻌﻧف اﻟﻧﻔﺳﻲ:
ﯾﻌد اﻟﻌﻧف اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻌواودة ﻣن أﺧطر أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وأﺷدﻫﺎ
ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗرك آﺛﺎر ﻣﺎدﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻓﻬﻲ اﻷﻧواع اﻷﺧرة ﻛﺎﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي أو
اﻟﺟﻧﺳﻲ أو اﻻﻗﺗﺻﺎدي.1
وﯾرى اﻟﺟﺑرﯾن أن اﻟﻌﻧف اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن أﻛﺛر أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻏﻣوﺿﺎ وﺻﻌوﺑﺔ وذﻟك
ﺑﺳﺑب ﺻﻌوﺑﺔ إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎس واﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋق واﺿﺣﺔ ﻋﻧﻪ ،وﻫو أﻛﺛر أﻧواع اﻟﻌﻧف
اﻷﺳري اﺗﺳﺎﻋﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻔﻬوم.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎس ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﻘد أﺛﺎر ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
إﻟﻰ ﺗﻠك أواع اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إدراﺟﻬﺎ ﺗﺣت ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرﻓض،
اﻻﺣﺗﻘﺎر ،اﻟﺗروﯾﻊ ،اﻟﺗﺟﺎﻫل ،اﻟﻌزﻟﺔ ،ﻋدم اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗرﺑﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺟﻣود اﻟﻌﺎطﻔﻲ.
:3اﻟﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ:
ﺗﻌد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟﻧس ،واﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ وﺗزداد ﻫذﻩ اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ
ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﻧظرﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﻧس.
ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدم اﻗﺗﺻﺎر اﻟﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳرة
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺟﻧس ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﺿﺣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾرى اﻟﺟﺑرﯾن أن
-1ﻛﺎظم اﻟﺷﺑﯾب ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻗراءة ﻓﻲ ظﺎﻫرة ﻣن اﺟل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳﻠﯾم ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣﻐرب ،ط،2007 ،1
ص.52
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص 58
45
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﯾﺗﻌد ﻟﯾﺷﻣل اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺣرﯾض أي ﻓرد ﻣن أﻓراد
اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟﻧس اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروع ﻣن أﺟل ﻛﺳب اﻟﻣﺎل أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ
أﺧرى ﻟﻠﺑﺎﻟﻐﯾن أو اﻟﻛﺑﺎر وﯾدﺧل ﺗﺣت ﻫذا اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻘﺎﺻرﯾن ﻓﻲ ظﻬور ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺎﻛن
واﻟﺗﺳوﯾق واﻟدﻋﺎﯾﺔ وﺗﺻوﯾر ﺑﻛل اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم دﻋﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرذﯾﻠﺔ.1
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻷطﻔﺎل ﻫم أﻛﺛر ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ وأن اﻟزوﺟﺔ ﻗد ﺗﻛون
ﺿﺣﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺟﻧﺳﯾﺔ ﺷﺎذة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم ﺗﻌرض
اﻟﻣرأة ﻟﻠﺳﻠوﻛﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻣن ﻏﯾر اﻟزوج ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳرة ،ﻓﺎﻟﻣرأة ﻗد ﺗﺗﻌرض
ﻟﻠﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻷب واﻷخ أو اﻻﺑن أو ﻏﯾرﻫم ﻣن أﻓراد أﺳرﺗﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻧف اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺿد أﺣد أﻓراد اﻷﺳرة ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣرأة ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﺿﺣﯾﺔ ،إذ ﯾﺷﻣل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺟﻧﺳﻲ
ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل أﺣد أﻓراد اﻷﺳرة.
:4اﻟﻌﻧف اﻻﻗﺗﺻﺎدي:
ﺗﻘف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب واﻟدواﻓﻊ وراء ﺣدوث اﻟﻌﻧف اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟﻣﺎﻟﻲ( اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
ﻣرﺗﻛب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إذ أن اﻷﺳﺑﺎب واﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟزوج إﻟﻰ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧف.2
ﺗﺣرﯾض أﻫل اﻟزوج أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إذ أن ﻫﻧﺎك ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺗﻌﯾب ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻟذي ﻻ ﯾﺳﯾطر
ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷﺳرﺗﻪ.
وﯾرى ﻧﺑﺎت :أن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿد اﻟزوﺟﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﺧل واﻟﺣرﻣﺎن
ﻹﯾذاﺋﻬﺎ وزﯾﺎدة ﺷﻌورﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﯾش ﻣن دوﻧﻬﺎ أو ﺣرﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣن رواﺗﺑﻬﺎ أو ﺗﺣﻛم ﻓﻲ
طرﯾﻘﺔ ﺻرﻓﻪ.1
وﺣﯾث إن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﯾﺗﺧذ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﻓﺈن اﻟدراﺳﺎت اﻟراﻫﻧﺔ
ﻻ ﺗﺗﺻور ﺧروج ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻧف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿد اﻟﻣرأة ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻌﻧف اﻟﺳري وأﺧذت أﺑﻌﺎدا ﻗد ﺗﻛون ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻧﺎس وﻹزاﻟﺔ ﻫذا اﻟﻐﻣوض ﺳوف ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وذﻟك
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺗﻌد اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺳدﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺿد اﻟﻣرأة واﻷطﻔﺎل اﻷﻛﺛر وﺿوﺣﺎ
ﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻋن أي ﻧوع آﺧر ﻣن أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﺗﺗراوح ﻫذﻩ
اﻵﺛﺎر ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻛدﻣﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﻣوت وﺗﺗوﻗف ﻧوﻋﯾﺗﻬﺎ وﺷﻬدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل
ﻣﻧﻬﺎ ﺷﻛل اﻻﻋﺗداء )اﻟﺻﻔﻊ ،ﺿرب ،رﻛل ،ﺷد( واﻟﻘوة اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ إﺣداﺛﻪ وﻧوﻋﯾﺔ اﻷداة
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ )ﯾد ،ﻋﺻﺎ ،ﺳﻛﯾن ،ﺳﻼح ﻧﺎري( وﺣﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻷﻣﺎﻛن أو
اﻷﻋﺿﺎء ﻣﺣل اﻋﺗداء ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك آﺛﺎر ﺟﺳدﯾﺔ ﯾﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻋﻠﻰ ﺟﺳد اﻟﺿﺣﯾﺔ
ﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر)اﻟﻛدﻣﺎت ،اﻟﺧدوش اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،اﻟﺟروح واﻟﺣروق واﻟﻛﺳور ،واﻟﺗواد ﻣﻔﺎﺻل
إو ﺣداث ﺛﻘوب ﻓﻲ طﻠﺑﺔ اﻷذن ،إو ﺻﺎﺑﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﯾن وﻓﻘدان اﻷﺳﻧﺎن ،واﻟﺷﻌر( إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن
اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺋﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻧزﯾف اﻟداﺧﻠﻲ واﻻرﺗﺟﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﺦ.1
وﻗد ﺗﺑﻘﻰ آﺛﺎر اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻣﻌﺎﻟﺟﺎﺗﻬﺎ وﻗد ﺗﺷﻛل ﺗﺷوﻫﺎت
أو ﻋﺎﻫﺎت ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻻ ﺳّﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺟروح اﻟﻐﺎﺋرة واﻟﺣر وق
واﻹﺻﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﺣق ﺑﺑﻌض أﻋﺿﺎء اﻟﺟﺳم اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻛﺎﻟﻌﯾن واﻟﺷﻔﺗﯾن وﻗد ﺗؤدي ﺑﻌض
اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺳدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻫور اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺑﻌض أﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ.
ﺗﻌد اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن اﺑرز ﻣﺧﺎطر اﻟﻌﻧف اﻟﺳري وﻫﻲ ﺗﺣدث ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة ﻷي ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎﻟﻪ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾؤﻛد اﻟﺷرﺑﯾﺟﻲ أن ﺑﻌض أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ آﺛﺎر
ﺟﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣﯾﺔ إﻻ أن آﺛﺎر ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ
أﻋﻣق وأﺷد ﻣن آﺛﺎر اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،ﻓﺈﺣداث ﺗﺷوﯾﻪ ﻓﻲ ﺟﺳد اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﻣﺎدﯾﺔ
ﯾؤدي إﻟﻰ آﺛﺎر ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻔوق آﻻﻣﻬﺎ أﻟم اﻟﺟﺳدﯾ ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﻓﺈن
اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧف ﻫﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻣﺗدة وﺑﻌﯾدة
اﻟﻣدى.2
وﻻ ﺷك أن ﺧطورة اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻣﺗدادﻫﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺿﺣﯾﺔ
اﻷﺻﻠﯾﺔ وﺻﻌوﺑﺔ ﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ واﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﺣداث
-1ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار ﻏرﯾب ،1982 ،ص.48
-2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص14
48
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أﺛﺎر ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو أﻣﻧﯾﺔ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﺗداﻋﯾﺎت اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ
وﺗﺄﺛﯾر ﻛل ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔرد وﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
وﯾرى اﻟﻘﺎرطﺟﻲ أن ﺗﻌدد آﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻟﻌﻧف اﻷﺳري واﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ
ﺗﺳﺗﺛﻧﻲ أﺣد ﻣن أﻓراد اﻷﺳرة وﺻﻌوﺑﺔ ﺣﺻرﻫﺎ واﺧﺗﻼﻓﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻌواﻣل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌﻧف
ذاﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻧوع وطرﯾﻘﺗﻪ ووﻗﺗﻪ وﻣدﺗﻪ وﻣدى ﺗﻛ اررﻩ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث
ﺟﻧﺳﻬﺎ وﻋﻣرﻫﺎ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﻟﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﻌﻧف ﺿدﻫﺎ وﻣدى ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس
ﺿدﻫﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن أﺛﺎر ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻹﺣﺑﺎط ،اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ذات اﻟﺧوف ،ﻗﻠق ،ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻧﺗﺣﺎر ،اﻻﻛﺗﺋﺎب ،اﻻﻧﺣراف ،ﻛراﻫﯾﺔ.1
ج:أﺛﺎر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
ﻗد ﻻ ﯾدرك ﻣرﺗﻛب اﻟﻌﻧف ﻣﺧﺎطر أو اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻌﻧف اﻷﺳري وﻗد ﺗﻌﺗﻘد ﺧطﺄ أن ﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﻣن ﺿرب أو اﻛراﻩ أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﺻور
اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻟن ﺗﺗﻌدى آﺛﺎرﻩ ﺣدوث ﺑﻌض اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺗزول ﺑﻌد
ﻣﺿﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر.
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري ﻟﻛﺎﻓﺔ أﻧواﻋﻪ وأﺷﻛﺎﻟﻪ أﺛﺎ ار اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳرة ،وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﻋﺎم.
وﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺣدﯾث ﻋن آﺛﺎر اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﯾﻘول ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗد
ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺿد اﻟﺿﺣﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﺑﻘﯾﺔ آﺛﺎر اﻟﻌﻧف ﺣﯾث ﺗرﺗﺑط ﻣن وﺟﻬﺔ
ﻧظرﻩ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣﻣن اﻟﻌواﻣل أﻫﻣﻬﺎ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻧف وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣدى ﻗدرة اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻧف ﻣﻣﺎرس ﺿدﻫﺎ أن أﻫم ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري ،ﻧﺑذ ﻣرﺗﻛب
اﻟﻌﻧف ،اﺧﺗﻼل وظﺎﺋف اﻷﺳرة ...ﺳوء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ،ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺻﻌوﺑﺔ إﻗﺎﻣﺔ
ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن.1
ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري آﺛﺎرﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد اﻟﺿﺣﯾﺔ أو ﻣرﺗﻛب
اﻟﻌﻧف وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳرة وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
وﯾذﻛر أن اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري إو ن ﻛﺎﻧت ﺷﺑﻬﺔ ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺟراﺋم أن ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟدراﺳﺎت ﺗؤﻛد أن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻧف ﻣرﺗﻛب ﺿد اﻷﺳرة ﻻ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ.2
ﺗرﺗﺑط اﻵﺛﺎر اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
أن ﻣﻌظم اﻵﺛﺎر وأﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟﻘﺗل ،اﻻﻏﺗﺻﺎب ،اﻟﺿرب ﺧﺎرج اﻟﺿواﺑط
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠزوﺟﺔ أو اﻷﺑﻧﺎء ﻫﻲ ﺟراﺋم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ وﺗﻣﺛل اﻧﺗﻬﺎك ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
وﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻬﻲ وﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
اﻻﻧﺣراف أن ﺗﻌرض اﻷﺳرة إﻟﻰ اﻟﻌﻧف ﯾﻘف وراء ﺣﺎﻻت ﻛﺛرة ﻣن اﻧﺣراف اﻷﺑﻧﺎء أن
ﺗﻌرض اﻷم ﻟﻌﻧف ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻗﺻو ار ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ.
ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻘط ﻓﺎﻟدراﺳﺎت
اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺗﻘول أن %70ﻣن اﻟزوﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﻐرب ﺗﻌرﺿﻧﺎ إﻟﻰ ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﻌﻧف اﻷﺳري
وﻫذا اﻟﻌﻧف ﻗد ﯾﻛن ﻟﻔظﯾﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺳب واﻟﺷﺗم واﻟﺻراخ أو ﯾﻛون ﺟﺳدﯾﺎ أو ﺑطرﯾﻘﺔ أﺧرى
ﻓﺎﻟﻣوﺿوع ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻓﻘط وﻻ ﻛن ﻟﻸﺳف اﻟﺷدﯾد أن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣوﺟودة
ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺎﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ ﻟﺳﺑب ﺑﺳﯾط ﺟﯾدا ﻷن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ
ﻋﻧدﻫﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣﺎ زﻟت اﻟﻣرأة ﺗﺗردد ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ
اﻟذﻫﺎب اﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎ ﻋدﺗﻬﺎ ﻟﺗﺑﻘﻰ ﺗﻌﯾش ﺗﺣت ﻣﺑدأ اﻟﺻﺑر ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﺳﻧﺔ
ﺳﻧﺗﯾن ﻟﻌﻠﻪ ﯾﻌﻘل وﻣرﺿﻪ ﯾﺗﻔﺎﻗم وﻻ ﺑد أن ﯾﺧﺿﻊ ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻌﻼج.1
ﺗﺳﺟﯾل 1988ﻣﻌﺗدى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ وﻫو ﺗﺳﺟﯾل ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واطﻠﻌﺗﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﯾدة اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﯾدة ﺧﯾرة ﻣﺳﻌودان أن اﻹﺣﺻﺎءات
ﻟﺗﺳﻌﺔ أﺷﻬر اﻷوﻟﻰ ﻟﺳﻧﺔ 2009ﻓﻲ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻗدر ب 1988ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟوطﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻧﺟز ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ طب اﻷﻣراض اﻟﻧﺳﺎء واﻟﺗوﻟﯾد اﻟطب اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ
.23 -1ﻋﻠﻲ اﻟطرح ،اﻟﻌﻧف اﻻﺳري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ ،2009ص
51
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺷﻣل 9033اﻣرأة و 04ﻋﻠﻰ 05ﻣﻧﻬن ﺗﻘل أﻋﻣرﻫن ﻣن 45ﺳﻧﺔ وأن
% 50ﻣن اﻟﻌﻧف ﯾﻌﺗرﺿﻧﺎ ﻟﻪ ﻫؤﻻء اﻟﻧﺳوة داﺧل اﻟﻣﻧزل اﻷﺳري وأن اﻟزوج ﻫو اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ
ذﻟك ﻓﺎﻷزواج ب 876زوج ﻣﻌﺗدي اﻷب ب 29ﻣﻌﺗدي واﻷخ ب 233ﻣﻌﺗدي واﻷﺑﻧﺎء
ب 332ﻣﻌﺗدي اﺧرون ﻣن ﺧﺎرج اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ب 518ﻣﻌﺗدي وﻫذا أﺷﺎرت اﻟﻰ أن اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ
اﻟﺟزاﺋر ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺿد اﻟﻣرأة ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺣواﻟﻲ 923اﻣرأة
ﺗﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﺎﻷزواج ﻗدر ﻋددﻫم ب 164ﻣﻌﺗدي واﻵﺑﺎء ب 11ﻣﻌﺗدي
واﻻﺑن 44ب ﻣﻌﺗدي وأﺧرون ب 45ﻣﻌﺗدي وﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ وﻻﯾﺔ وﻫران ﺑﺗﺳﺟﯾل
ﺣواﻟﻲ 142اﻣرأة ﺗﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري ﺛم ﺗﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺔ ﻋﻧﺎﺑﺔ ﺑﺗﺳﺟﯾل 65ﻣن اﻣرأة ﺗﺗﻌرض
ﻟﻠﻌﻧف.1
ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻘط ﺑل اﻧﺗﻘﻠت ﻟﺗﻣس
اﻟﺷرﯾﺣﺔ أﻛﺛر ﺿﻌﻔﺎ اﻷطﻔﺎل ﻓﻘد ﺗم ﺗﺳﺟﯾل5.200ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻧف اﻷطﻔﺎل ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠف
وﻻﯾﺎت اﻟوطن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻊ أﺷﻬر اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺳﻧﺔ 2009وﻫذا ﻣﺎ أوﺿﺣﺗﻪ رﺋﯾﺳﺔ اﻟﻣﻛﺗب
اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ وأﺣداث ﺑﻣدرﯾﺔ اﻟﺷرطﺔ وأوﺿﺣت ذﻟك ﺧﻼل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻠﻣرﺷدات اﻟدﯾﻧﯾﺎت ﺣول اﻟﻌﻧف اﻷﺳري 2وﺳﺑل اﻟﻌﻼج واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ وﻓﻲ ﻣداﺧﻠﺗﻬﺎ اﻟﻌﻧف
اﻷﺳري ودور ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ ﺑﺗﻛﻔل ﺑﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل أوﺿﺣت أن اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ﯾﺗﺻدر
ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻧف ﺿد اﻟطﻔوﻟﺔ ب 3100ﺣﺎل أي ﻣﺎ ﯾﻌدل 60%ﺛم ﯾﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي ب
1420ﺣﺎﻟﺔ وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ب 449ﺣﺎﻟﺔ وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗوﻟﻲ اﻟﺟزاﺋر أﻫﻣﯾﺔ ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺿد اﻟﻣرأة واﻷطﻔﺎل واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ وﺣد ﻣن أﺛﺎرﻩ ﻓﻘد ﺷﻬدت اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻷﺧﯾرة
ﺣرﻛﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﺟﺳدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺳن ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟدﯾدة
ﻣﻧﺎﻫﺿﺔ ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري ﺿد اﻟﻣرأة واﻷطﻔﺎل إﻻ أن أرﻗﺎم ﺗﺷﯾر ﻋﻛس ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺎدة 264ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻣن أﺣدث ﻋﻣدا ﺟروﺣﺎ ﻟﻐﯾرﻩ أو ﺿرﺑﺔ أو ارﺗﻛب أي ﻓﻌل
أﺧر ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﻌﻧف أو اﻋﺗداء ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏراﻣﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻛن رﻏم ﻛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻣﺎ زﻟت اﻟﺟزاﺋر ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول أﺧرى ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟظﺎﻫرة.
53
اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﻔﺻل:
اﻟﻌﻧف ظﺎﻫرة ﻣرﻛﺑﺔ وﻣﺗﺷﺑﻌﺔ اﻟﺟواﻧب ﻣن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻫﻲ
ظﺎﻫرة ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ دون أﺧر ﺑل ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وان ﻛﺎﻧت
ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ وﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻣظﺎﻫرﻫﺎ وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ واﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻓﻲ أن واﺣد.
واﻷﺳرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺄ ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﻔل وﯾﺗرﺑﻰ ﺗﻌﺎﻧﻲ
ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻓﺎﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﯾﻌد ﻣﻌﺿﻠﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻬو ﯾدل ﻋﻠﻰ
ﺗﺻدع اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة وﻫذا اﻟﺗﺻدع أﻧﺗﺞ وﺿﻌﺎ اﻏﺗراﺑﻲ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﺣداث
اﻻﻧﻔﺻﺎل ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة وﻣن اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻧﺟد اﻟﻌﻧف اﻟﻣوﺟﻪ ﻣن
اﻵﺑﺎء ﻧﺣو اﻷﺑﻧﺎء.
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ﻟﻠدراﺳﺔ
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﻣﻬﯾد
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ أﺣد اﻟﺟواﻧب اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺗﻠﻣﯾذ
واﻟذي ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ أﺛر اﻟﺗﻔوق اﻟدراﺳﻲ.ﻓﻬو ﻋﻣل ﻣﺳﺗﻣر .ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻣﻌﻠم.ﻟﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺗﺣﻘﯾق
أﻫداف ﻋﻧد اﻟﻣﺗﻌﻠم.ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام
اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻘدﯾر.
ﻓﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣدوﺛﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﻌواﻣل .وﻫذا ﻣﺎ
ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وأﻧواع
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وﺷروط اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة
ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ.
56
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﻌرﯾف ﻣوﺳوﻋﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻠوغ ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ
ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ أو ﺟﺎﻣﻌﺔ وﺗﺣدﯾد ذﻟك ﺑﺎﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ أو ﺗﻘدﯾرات اﻟﻣدرﺳﯾن
1
أو اﻻﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ.
ﺗﻌرﯾف ﻋﻣر ﺧطﺎب :ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﻟب ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ
2
اﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أي ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﻟب.
وﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﻟب ﺑﻌد ﺗﻌرﯾﺿﻪ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن ﺧﺑرات.
:1ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﺑﻠﯾن :ﻫو ﻣﺳﺗوى ﻣﺣدد ﻣن اﻷﻋداء أو اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣدرﺳﻲ ﯾﻘﯾم
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن أو ﻋن طرﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺗﻔﻧﻧﺔ أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﺗﻌرﯾف رﻛز
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷداء وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم.
:2ﺗﻌرﯾف اﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺣﺳن اﻟﻛﻧﺎﻧﻲ :ﻫو ﻛل أداء ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﺎت
ﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟذي ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎس ﻋن طرﯾق درﺟﺎت اﺧﺗﺑﺎر أو اﻟﺗﻘدﯾر
3
اﻟﻣدرﺳﯾن أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ.
رﻛز ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺑﯾن :اﻷول اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺛﺎﻧﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌﻠم.
-1ﻣﺣﻣد ﺟﺎﺳم ﻟﻌﺑﯾدي ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗرﺑوي وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻣﺎن،طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2004ص.293
-2ﻋﻣر ﺧطﺎب ﻣﻘﺎﻟﯾﺗﻲ،ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻌﻠم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ،اﻷردن ،طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،ﺳﻧﺔ،2006ص201
- 3ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻐزﺑﺎوﻧﻲ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم.،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻷردن.،طﺑﻌﺔ .،1ﺳﻧﺔ
،2008ص .227
57
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
:1اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺟﯾد:ﯾﻛون ﻓﯾﻪ أداء اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣرﺗﻔﻊ ﻋن ﻣﻌدل زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻘﺳم وﯾﺗم ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘدرات واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸداء اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣرﺗﻘب ﻣﻧﻪ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻧﺣراف اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ زﻣﻼﺋﻪ.
:2اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﺗوﺳط:ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل ﺗﻛون اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺗﻣﺛل ﻧﺻف إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﻠﻛﻬﺎ وﯾﻛون أداء ﻣﺗوﺳط ودرﺟﺔ اﺣﺗﻔﺎظﻪ واﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣن
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺗوﺳطﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل ﯾﻛون اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻟﻘدراﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻓﻛرﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗواﺟد ﻧﺳﺑﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻘدرات وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواد
وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻔﺷل اﻟدراﺳﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻷن اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﺟ از ﻋن ﻓﻬم وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟدراﺳﻲ رﻏم ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺟز أوﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺎدة واﺣدة أو اﺛﻧﯾن ﻓﯾﻛون
1
ﻧوﻋﻲ وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺣﺳب اﻟﻘدرات اﻟﺗﻠﻣﯾذ إو ﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ.
1أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف أﺑو أﺳﻌد ،اﻹرﺷﺎد اﻟﻣدرﺳﻲ ،دار ﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر،ﻋﻣﺎن.طﺑﻌﺔ اول،ﺳﻧﺔ 2009ص18
58
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
:1ﺷرط اﻟﺗﻛرار :ﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗﻛرار ﻟﺗﻌﻠم ﺧﺑرة ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﺗﻛرار
اﻟذي ﻧﻘﺻدﻩ ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﺗﻛرار اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﻣؤدي إﻟﻰ اﻟﻛﻣﺎل وﻟﯾس اﻟﺗﻛرار اﻷوﻟﻲ اﻷﻋﻣﻰ.
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﺎﻟب ﻣﺛﻼ أن ﯾﺣﻔظ ﻗﺻﯾدة ﻣن اﻟﺷﻌر ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد أن ﯾﻛررﻫﺎ ﻋدة ﻣرات.
وﯾؤدي اﻟﺗﻛرار إ ﻟﻰ ﻧﻣو اﻟﺧﺑرة وارﺗﻘﺎؤﻫﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺄن ﯾﻘوم ﺑﺄداء
1
اﻟﻣطﻠوب ﺑطرﯾﻘﺔ آﻟﯾﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ودﻗﯾﻘﺔ.
:2ﺷرط اﻻﻫﺗﻣﺎم :ﺗﺗوﻗف اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺣﺻد اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﻛذﻟك اﻟﻧﺷﺎط اﻟذاﺗﻲ اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ
اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﯾدرس.إن ﺣﺻد اﻧﺗﺑﺎﻩ ﯾﺳﺗﻠزم ﺑذل اﻟﺟﻬد اﻹرادي وﺗوﻓر
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﻠم ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﻠﻣﻬﺎ وﺗﺳﺗﻘر ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻓﻲ
ﺗﻧظﯾم ﻣﻌﯾن ﻓﻣﺎ ﻧﻧﺳﺎﻩ ﻫو ﻏﺎﻟب ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺗم ﺑﻪ واﻟﺷﻲء اﻟذي ﻻﺣظﻧﺎﻩ ﺑﺎدئ اﻷﻣر ﺧطﺄ
ﺳوف ﺗﺗذﻛرﻩ ﺧطﺄ.
إن إﺛﺎرة اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض
اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟدراﺳﻲ ،وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟو اﺳﺗﻐل اﻟﻣﻌﻠم ﻧﺷﺎط اﻟﺗﻠﻣﯾذ
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ وأﻫﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﻛﺷﺎف واﻟﺗﺳﺎؤل أﻛﺛر ﻣن اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﻠﻘﯾن وﺣﺷو اﻷذﻫﺎن.
:3ﻓﺗرات اﻟراﺣﺔ وﺗﻧوع اﻟﻣواد :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ دراﺳﺔ ﻣﺎدﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻓﻲ ﯾوم واﺣد ﺑﯾﻧت
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺟﺎرب أﻫﻣﯾﺔ ﻓﺗرة اﻟراﺣﺔ ﻋﻘب دراﺳﺔ ﻛل ﻣﺎدة ﻣن أﺟل ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ واﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟطﺎﻟب
ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ اﺧﺗﯾﺎ ار ﻣﺎدﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗوى واﻟﺷﻛل ﻓﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن
اﻟﻣﺎدﺗﯾن اﻟﻣدروﺳﺗﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛﻠﻣﺎ زادت درﺟﺔ ﺗداﺧﻠﻬﻣﺎ ﺿﻣن إﺣداﻫﻣﺎ ﻟﻸﺧرى وﻛﻠﻣﺎ
اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﻗﻠت درﺟﺔ اﻟﺗداﺧل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻗل ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﺳﯾﺎن.2
- 1أﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﺣﺑﯾب ،اﻟﻣراﻫﻘﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ طﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة،طﺑﻌﺔ ﺳﻧﺔ .2006ص 24
-2أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣﻘر،،ﺳﻧﺔ ،2006ص.18
59
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ :ﻟﻘد اﺛﺑت اﻟﺗﺟﺎرب أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ أﻓﺿل ﻣن
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﺣﯾن ﺗﻛون اﻟﻣﺎدة اﻟﻣراد ﺗﻌﻠﻣﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ وﻗﺻﯾرة ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوﺿوع ﻣراد ﺗﻌﻠﻣﻪ
ﻣﺗﺳﻠﺳل ﺗﺳﻠﺳﻼ ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻬل ﺗﻌﻠﻣﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾﻛون وﺣدة طﺑﻌﯾﻪ.
1
ﯾﻛون أﺳﻬل ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻣﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻣن أﺟزاء ﻻ راﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
:4ﻣﺑدأ اﻟﺗﺳﻣﯾﻊ اﻟذاﺗﻲ :وﻓﯾﻪ ﯾﺳﺗرﺟﻊ اﻟﻔرد ﻣﺎ ﺣﺻﻠﻪ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ وﻋﻼج ﻣﺎ ﯾﺑدوا ﻣن
ﻣواطن اﻟﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل.
:5اﻹرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ :ﻻﺷك أن اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ أﻓﺿل
ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد ﻣن إرﺷﺎدات اﻟﻣﻌﻠم .ﻓﺎﻹرﺷﺎد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺗﻌﻠم
ﺑﻣﺟﻬود أﻗل وﻓﻲ ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ أﻗﺻر ﻣﻧﻬﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺗﻌﻠم دون إرﺷﺎد وﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻪ
ﻣﺎﯾﻠﻲ
ﯾﻛون اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ أﻛﺎدﯾﻣﻲ ﻧظري وﻋﻠﻣﻲ ﯾﺗﻣﺣور ﺣول اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻣﯾزات
اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳدﻫﺎ اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺎﻟﻌﻠوم واﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت
واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗﺻف اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻧﻬﺎ:
-1أﺣﻣد ﻧواف،ﻣﻔﺎﻫﯾم وﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻷردن ،طﺑﻌﺔ أوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ ،2008
ص.22
-2أﻣل اﻟﺑﻛري،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣدرﺳﻲ ،اﻟﻣﻌﺗز ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،طﺑﻌﺔ أوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ 2007ص.22
60
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-ﯾظﻬر اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﯾﻌﺗﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺳﺎﺋد ﻟدى أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻌﺎدﯾﯾن داﺧل
اﻟﺻف ﻻ ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﯾزات اﻟﺧﺎﺻﺔ.
-1أﺣﻣد ﻣزﯾود،أﺛر اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗﺣﺿﯾري ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑوزرﯾﻌﺔ،2009.2008،ص.184
61
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
أ :اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﺳرة :ﯾﺗﻔق ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ
ﻟﻸﺳرة وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻷﻓراد ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺻﻐﺎر ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ 1وﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺳﺎس ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎﻫل أﺛر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ .ﻓﺎﻷﺳرة اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻣرﺗﻔﻊ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﻪ ﻣن أدوات واﻷﻟﻌﺎب
ووﺳﺎﺋل ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ ﺗﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄداﺋﻬم اﻟﻣدرﺳﻲ داﺧل
اﻟﻣدرﺳﺔ وﻓﻲ أوﻗﺎت ﻓراﻏﻬم.ﻛﻣﺎ ﺗوﻓر اﻷﺳرة ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت واﻟرﺣﻼت اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻋدﻫم ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﯾوﻟﻬم وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ وﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ظروﻓﺎ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل
واﻟﻧﺟﺎح 2وﺑذﻟك ﺗوﻓر اﻷﺳرة ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾط اﻟذاﺗﻲ ﯾﺳﺎﻋد اﻟطﻔل وﺑﻬﯾﺋﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣدرﺳﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب وﻗدراﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻷﺳرة ذات اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ
اﻟﻣﻧﺧﻔض اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟطﻔل ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدراﺗﻪ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻣواﻫﺑﻪ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ أﺳرﺗﻪ ﺗﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
اﻟدﻋم واﻟﺗﺣﺿﯾر ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﺣﺳن واﻟﻧﺟﺎح اﻷﻣر اﻟذي ﯾزﯾد ﻣن ﺛﻘﺔ اﻟطﻔل ﺑذاﺗﻪ ﻓﯾﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ وﺗﺗوﻟد ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗواﺟﻪ ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻣدرﺳﻲ وﯾﻣﺗد ﻫذا اﻟﺗﺻدي ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻌﺗرك ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ.
ب-اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻸﺳرة :وﻧﻘﺻد ﺑﻌﺎﻣل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻸﺳرة ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ
ﻟﻠواﻟدﯾن إ ﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣطﺎﻟﻌﺔ اﻟواﻟدﯾن داﺧل اﻷﺳرة وﻛذا اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻓﺎﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠواﻟدﯾن ﯾؤﺛر دون ﺷك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ دروﺳﻪ وﻣراﻗﺑﺔ
ﻣﺧﺗﻠف ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ 2وﺑذﻟك ﻓﻬو ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻫﺗﻣﺎم وﻋﻧﺎﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل واﻟدﯾﻪ،وﯾرى ﻓﻲ ذﻟك
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳرة وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،ص.09
-2أﺣﻣد ﻣزﯾود،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص 18
62
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟطﻔل ﺣﺎﻓ از ﻟﻠﻧﺟﺎح اﻟﻣدرﺳﻲ وﺧﺎﺻﺔ أﻓراد أﺳرﺗﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﻌﺔ
اﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت واﻟﺟراﺋد اﻟﯾوﻣﯾﺔ.
ﻓﺈن ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﯾﺷﻛل ﺟو ﺛﻘﺎﻓﻲ أي إذ ﻧﺷﺄ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ وﺳط أﺳري أﻣﻲ ﻻ ﯾﻬﺗم
اﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﻟطﻔل ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓﯾر اﻟﺟو اﻟذي ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ اﺳﺗذﻛﺎر دروﺳﻪ ﻛﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة
ﻷدواﺗﻪ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ وزﯾﺎرة اﻟﻣدرﺳﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺳﺎر ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻻﺑن اﻟدارس ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺗﻠﻣﯾذ
ﻣﺗﺄﺧر دراﺳﯾﺎ ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﻫﻠﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾل دراﺳﻲ ﺟﯾد.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻸﺳرة وﺧﺎﺻﺔ اﻷوﻟﯾﺎء دور ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧﺟﺎح أو رﺳوب اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ.
ج -اﻟﺟو اﻟﺳﺎﺋد داﺧل اﻷﺳرة:ﻻ ﺗﻣﺛل اﻷﺳرة ﻣﺟرد اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﯾﻪ اﻟطﻔل أن
ﯾﺷﺎرك ﻓﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﻬﺎ ﻣن ﻧﺷﺎط ﻓﻘط ﺑل ﺗﻣﺛل اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﻪ اﻻﺳﺗﻘرار
وﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟراﺣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺣدﯾد واﺳﺗﻌﺎد ﺣﯾوﯾﺗﻪ واﻟﺟﻬد اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ اﻵﺑﺎء
وﻏﯾرﻫم ﻣن أﻋﺿﺎء اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺟو اﻟﻬدوء واﻻﺳﺗﻘرار ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻﯾص
1
واﻻﺳﺗﻘﻼل ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﻪ اﻟطﻔل ﻣن ﺗوﺗرات ﺧﺎرﺟﯾﺔ.
إن اﻻﺳﺗﻘرار اﻷﺳري ﯾﺳﺎﻫم ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﻷن
اﻟﺟو اﻷﺳري واﻧﻌﻛﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺣﺳن اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻷﺳرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن أﻧﻔﺳﻬم.
واﻟواﻟدﯾن واﻷﺑﻧﺎء وﺑﯾن اﻵﺑﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟراﺣﺔ واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻓﻲ
اﻷﺳرة وﻣﻧﻪ ﻓﺈن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﺟو ﻣﺳﺗﻘر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ ﺳوﯾﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار
اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻧﺟد ﻫؤﻻء اﻷطﻔﺎل أو اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ وﺳط أﺳري
ﻣﺗوﻓر ﺗﺳودﻩ ﻋﻼﻗﺎت ﺳﯾﺋﺔ وﻣﺿطرﺑﺔ ﺑﯾن أﻓرادﻩ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟطﻔل ﻣﻣﺎ
ﺗﺳﺑب ﻟﻪ اﺿطراﺑﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌوﻗﻪ ﻋﻠﻰ أداء واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ وﻫذا ﯾؤدي ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل
إﻟﻰ ﺗﺧﻠﻔﻪ اﻟدراﺳﻲ ﻷن اﻻﺿطراﺑﺎت واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري ﯾؤدﯾﺎن إﻟﻰ ﻓﻘدان
اﻷﻣن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﺣﯾث أن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ اﺿطراﺑﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌوﻗﻪ ﻋن أداء
واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟدراﺳﯾﺔ.1
إذن ﻟﻸﺳرة دور وأﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟطﻔل وﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻩ
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟدراﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
د-ﺣﺟم اﻷﺳرة :ﯾؤﺛر ﺣﺟم اﻷﺳرة ﻫو اﻷﺧر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻛﻠﻣﺎ زاد ﻋدد أﻓراد اﻷﺳرة
اﻧﻌﻛس ذﻟك ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ .ﻓﺎﻷﺳرة اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺣﺟم ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻛﺛرة اﻹﻧﺟﺎب وﻗد ﺗﺷﻣل إﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻰ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺎرب ﻛﺎﻟﺟد واﻟﺟدة واﻟﻌم واﻟﻌﻣﺔ.....إﻟﺦ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﻫذﻩ اﻷﺳر ﺑﺎﻹﻫﻣﺎل
اﻷﺑﻧﺎء ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻫﺗﻣﺎم ﺑﺄﻣورﻫم أي اﻧﺻراف اﻷﺳرة ﺑﺎﻧﺷﻐﺎﻻت أﺧرى ﯾﻠﻬﯾﻬﺎ ﻋن أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ 2وﻟﻘد
ﺟﺎءت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ أن أﻓﺿل اﻟﺗﺣﺻﯾﻼت
اﻟدراﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ أﺳر ﻣﺣدودة اﻟﺣﺟم
ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟدراﺳﻲ ﺑﺣواﻟﻲ ℅93.4وﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﺳوب ℅7.6ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﻧﺳب اﻟرﺳوب أﻛﺛر ارﺗﻔﺎع ﻋﻧد اﻷﺳر ذات اﻟﺣﺟم اﻟﻛﺑﯾر ℅16.7واﻟﻣﻧﺣدرة أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن
أوﺳﺎط ﺷﻌﺑﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺗرﻛﯾب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
وﻓﻲ اﻟﺧﻼﺻﺔ ﻧﻘول أن ﻟﻸﺳرة دوران إﻣﺎ أن ﯾﻛون دو ار إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى
ﺗﺣﺻﯾل اﻻﺑن ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻟﻣردود اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣرﺗﻔﻌﺎ إو ﻣﺎ أن ﯾﻛون
ﻟﻬﺎ دور ﺳﻠﺑﻲ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺣﺻﯾل اﻻﺑن اﻟدراﺳﻲ وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻫذا اﻻﺑن ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ
ﻋﺑﺋﺎ ﺛﻘﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-1ﻓرﯾدة ﺟﯾﺳﻠﻲ،اﻟﺗﺄﺧر اﻟدراﺳﻲ ﻋﻧد اﻟطﻔل اﻟﻣراﻫق اﻟﻼﺷرﻋﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدات اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،1983ص.07
–2ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص ص 8،7
64
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-2ﻋواﻣل ﻣدرﺳﯾﺔ
إن ﻣدرﺳﺔ وﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻠﻣﯾن وﺗﻼﻣﯾذ وﻣﻧﺎﻫﺞ وطراﺋق ﻟﻸداء اﻟﺗرﺑوي وﺑراﻣﺞ ﻣﺗﻌددة
ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ وﺳطﺎ ﻣﻧظﻣﺎ)ﻧﺳق(وأي ﺧﻠل ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟوظﺎﺋف
اﻷﺧرى ﻓﻬﻲ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﻫداف واﻟوظﺎﺋف وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻌف واﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﻣردود اﻟدراﺳﻲ ﻻ
ﯾرﺟﻊ ﻟﻠطﻔل ﻓﻘط ﺑل ﺗرﺟﻊ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻣدرﺳﯾﺔ وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ-اﻟﻣﻌﻠم :ﻟو ﺷﺑﻬﻧﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﻛﺎﺋن ﯾﻧﺑض ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻟﻧﺷﺎط ﻓﺈن اﻟﻣﻌﻠم ﯾﻛون ﻣوﺿﻊ
اﻟﻘﻠب اﻟذي ﯾزود اﻷﻋﺿﺎء ذﻟك اﻟﻛﺎﺋن ﺑﻛل ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﯾﺎة ﻷﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺻﻠﺢ اﻟﻣﻌﻠم ﺻﻠﺣت
اﻟﻣدرﺳﺔ وﺻﻠﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ1.وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠم .وطرﯾﻘﺔ ﺗدرﯾﺳﻪ
اﺛر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ وﻧﺷﺎطﻪ داﺧل اﻟﻘﺳم ﻷن ﺗﺄﺛﯾر ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ
2
ﯾﻛون أﻗوى وأﻛﺛر ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺗب اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻓﺎﻟﻣﻌﻠم ذو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻣﻠك ﻗﻠوب ﺗﻼﻣذﺗﻪ وﯾﺟﻌﻠﻬم أﻛﺛر ﺗﺟﺎوﺑﺎ
إو ﺳﺗﺳﻐﺎء ﻟﻪ .وﺗﺗﺣدد ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻋﺗﺑﺎرﯾن ﯾﺗﻣﺛل اﻻﻋﺗﺑﺎر
اﻷول ﻓﻲ اﻟﻣظﻬر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠم .ﻟذي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠم أن ﯾﻛون ذو ﻫدام ﻣرﺗب وﻟﺑﺎس ﻧظﯾف
وأﻧﯾق ﻷﻧﻪ ﻣﺣط أﻗطﺎر اﻟﺟﻣﯾﻊ .ذﻟك ﻷن اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾﺣﺗرم أﻛﺛر اﻟﻣﻌﻠم اﻟذي ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻟﺻﻔﺎت أﻣﺎ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت وﻋﺎدات اﻟﻣﻌﻠم ﻟذا ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﺟﻧب ﻗدر
اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﺗﻠك اﻟﻌﺎدات واﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺳﯾﺋﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛﺗﺑﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ3ﻓﻣن اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣدرس اﻷب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻪ وﺑذﻟك ﻓﻬو ﻣﺛﻠﻪ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﺗﻘﻠﯾدﻩ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء إﻣﺎ طرﯾﻘﺔ ﺗدرﯾس اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻬﻲ اﻷﺧرى ﻟﻬﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ درﺟﺔ اﺳﺗﯾﻌﺎب
اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻓﻬﻣﻪ ﻟﻠدروس إذ ﺗﻌﺗﻣد طرﯾﻘﺔ اﻟﺗدرﯾس اﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﻗدرات وﻣﻌﺎرف
-1ﻣﻬﻰ ﺳﻬﯾل اﻟﻣﻘدم،اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘروى ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗﺣدﯾث،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﯾروت،ط.1995 1
ص.175
-2ﻧﺎﺟﺢ ﺧﻠوف ،اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺗدرﯾس،ﻣﻛﺗﺑﺔ أﺣﻣد رﺑﯾﻊ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ،ص 98
3
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص 98
65
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﺧﺑرات وأﺳﺎﻟﯾب ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ ﻟﻺﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻰ ﺗﻼﻣﯾذﻩ رﻏم اﺧﺗﻼف ﻗدرﺗﻬم اﻟذﻫﻧﯾﺔ
وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘوم ﺑذﻟك إﻻ إذ ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻣﺎ ﻣؤﻫﻼ وﻣدرﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟطرق
اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ ﻷن اﻟﻣﻌﻠم ﻏﯾر اﻟﻣدرب وﻏﯾر اﻟﻣؤﻫل ﻻ ﯾﻌﯾﻲ ﻛﺛﯾ ار ﺑﺷﻌور اﻟﺗﻼﻣﯾذ وأﺣﺎﺳﯾﺳﻬم
وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟ ﻪ أن ﯾراﻋﻲ اﻟﻔروق ﻓﯾم ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺗﻛون ﺧﺑرة ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ ﺻﻌﺑﺔ وﻣؤذﯾﺔ ﺟدا ﻟﻠطﻔل
1
وﺗﻌطﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻟطﻔل وﻣﻬﺎرﺗﻪ ﻓﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﻋﺎﻗﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ
ب -اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟدراﺳﻲ :ان ﻟﻺﻋداد ﺑرﻧﺎﻣﺞ دراﺳﻲ ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت
وﺗطﻠﻌﺎت ﻣﺳﺑﻘﺔ ﯾراﻋﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻛن ﻧﺟد أن اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺈﻋداد اﻟﺑراﻣﺞ
اﻟدراﺳﯾﺔ ﻫم أﺳﺎﺗذة ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ وﻗد وﺟﻬوا ﻛل ﻋﻧﺎﯾﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣدروﺳﺔ ﻓﺎﺣﺷدوا ﻛل ﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋوا ﻣن أﻟوان اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز اﻟﻧﺷﺎط وﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﻛﺛف طﯾﻠﺔ
2
اﻷﺳﺑوع
وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻷﻧﻪ ﯾراﻋﻲ ﻓﯾﻬﺎ طﺑﯾﻌﺔ
ﻧﻣو اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻻ ﯾراﻋﻲ اﻟﻔروق اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة ﺑﯾن اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻣﯾوﻻ ﺗﻬم وﺗطﻠﻌﺎﺗﻬم وﺧﺑراﺗﻬم
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﻧﻪ ﻓﻌﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣﺟﺑرون أن ﯾﻘ أروا وﻧﻔس اﻟﻛﺗﺎب وﯾﺗﻌﻠﻣوا
ﻧﻔس اﻟﻣﻬﺎرات ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت .وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ ﯾرﻓﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻼﻣﯾذ إﻟﻰ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ
3
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗراﻛم ﻟﯾﺑدأوا ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺟدﯾدا دون أن ﯾﻠم ﺟﻣﯾﻌﻬم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎرات وﺧﺑرات اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎﺑق
ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻣﯾذ وﺗؤدي ﺑﺄﻏﻠﺑﻬم ﻓﻲ أﺧر اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲ وﻣﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﺷل اﻟدراﺳﻲ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻻﺑد أن ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻣﻘرر أو اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟدراﺳﻲ أﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻘدرات اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ.
ج -اﻟﺟو اﻟدراﺳﻲ اﻟﻌﺎم :ﻟﻠﺟو اﻟدراﺳﻲ اﻟﻌﺎم أﺛ ار ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻘدم اﻟدراﺳﺔ أو ﺗﺄﺧﯾرﻫﺎ
1
ﻟدى اﻟﺗﻠﻣﯾذ ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟو اﻟﻣدرﺳﻲ اﻟﻌﺎم أﻣور ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ
.1ﺟﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣدرﺳﻲ وﻣوﻗﻌﻪ وﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﺻﺣﺔ واﻟﻬدوء وﻧﻘﺎوة اﻟﻬواء واﻟﻣﻧﺎظر
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ واﻟﻣﻼﻋب اﻟﻔﺳﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣﺗﻌﺗﻪ وراﺣﺗﻪ.
.2ﺧﻠق ﻧﺷﺎطﺎت ﻣدرﺳﯾﺔ ﻣن ﺗﻣﺛﯾل ﻣوﺳﯾﻘﻰ رﯾﺎﺿﺔ ﻣﻛﺗﺑﺎت ﻣدرﺳﯾﺔ ﺣداﺋق ﻟﻠﺗﺟﺎرب
اﻟزراﻋﯾﺔ....إﻟﺦ.
وﺑﺗوﻓﯾر ﻛل ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﻧﻔﺳﯾﺎ وذﻫﻧﯾﺎ ﻣن اﻟدروس اﻟﻣﻛﺛﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻠﻘﻬﺎ ﯾوﻣﯾﺎ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺟدﯾدة وﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗوﺟﯾﻪ ﻣﯾوﻻ ﺗﻪ وطﻣوﺣﺎت
اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
إﻧﻬﺎ ﻋواﻣل ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ طﺎﻗﺎت اﻟﻔرد اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﺳﻣﺎﺗﻪ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻌددة ﻣن ﻓﻬم وﺗرﻛﯾز وذﻛﺎء ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺟﯾد أو
2
اﻟﺿﻌﯾف ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ
وﺑذﻟك ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻌواﻣل اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻫﻲ إﻣﺎ ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ أو
ﺣﺎﺟ از ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾط ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻔﻛري وﺗرﻛﯾزﻩ داﺧل اﻟﻘﺳم ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺿﻌف ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ وﻣن أﻫم ﺗﻠك اﻟﻌواﻣل اﻟذاﺗﯾﺔ ﻫﻲ:
أ.ﻋﺎﻣل اﻟذﻛﺎء :ﯾﻘول اﺑن اﻟﺟوزي إن اﻟذﻛﺎء ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻔﻬم أي أن اﻟذي ﯾﻔﻬم ﻫو أﻛﺛر
ذﻛﺎء ﻣﻧﻪ 3وﯾﻌﺗﺑر اﻟذﻛﺎء ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﺎﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺳرﻋﺔ
-1ﻣﺣﻣد اﻟﺻدﯾق ،ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺳن،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺑﯾت واﻟﻣدرﺳﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻣﺎرس 1991ص.102
-2إﺑراﻫﯾم طﯾﺑﻲ،أﺛر ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔاﻟﺟزاﺋر ،ﻣﻌﻬد ﻋﻠم
اﻟﻧﻔس وﻋﻠوم اﻟﺗرﺑﯾﺔ 1989.ص .39
-3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص .179
67
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﻔﻬم واﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟدروس ﻓﻔﻲ دراﺳﺔ أﺟرﯾت ﺣول ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﯾﻧت أن ﻫﻧﺎك
ﻋﻼﻗﺔ ارﺗﺑﺎطﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟذﻛﺎء واﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﺣﯾث ﻗدر ﻣﻌﺎﻣل ارﺗﺑﺎط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن
50إﻟﻰ 0.60وﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ أن ﺣواﻟﻰ ﺛﻠث اﻟﻔروق اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻬم ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣﺻﯾﻠﻬم
اﻟدراﺳﻲ ﯾﻣﻛن إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ اﻟذﻛﺎء 1وﯾﻌﻧﻲ ﻫذا أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟذﻛﺎء ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟذﻛﺎء ﻋﺎﻣل رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟدراﺳﻲ .ﻟﻛن ﻫذا ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟﻌﺎدي أو اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻣن أزﻣﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣﺷﺎﻛل ﺻﺣﯾﺔ ﻗد ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﻪ داﺧل اﻟﻣدرﺳﺔ.
ب -اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻧﻔﺳﻲ :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔل أو اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﺈذا
ﻛﺎن اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ2ﻻ ﯾرﻛز ﺟل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺑل ﺗﺗﺷﺗت
أﻓﻛﺎرﻩ ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ وﻣﺷﺎﻛل أﺧرى ﺗﺣد ﻣن ﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ اﻟﺟﯾد واﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻧﻔﺳ ﯾﺔ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﺗﺗﺄﺛر ﻓﻲ أﻏﻠب أﺣﯾﺎن ﺑﺎﻟﺟو اﻟﺳﺎﺋد داﺧل اﻷﺳرة ﺑﯾن اﻷب واﻷم وﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن
ة اﻷﺑﻧﺎء ﺣﯾث ﺗﺗرك أﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ وﻗد ﺗﺟﻌل اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟذﻛﻲ وﻣﺟﺗﻬدا ﺗﻠﻣﯾذ ﻣﺗﺄﺧر
ﻓﻲ دروﺳﻪ ﻓﻬﻲ دراﺳﺔ أﺟرﯾت ﻋﺎم Dspache et Evelyspache 1974إﻻ أن ﺳﺑب
إﺣﺑﺎط اﻟطﻔل ﻋدم ﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة ﻫﻲ ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧوف ﻟﻌدم ﺛﻘﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﻓﺷﻠﻪ ﻓﻲ إرﺿﺎء
ﻣن ﻫم ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻷب واﻟﻣﻌﻠم ﻓﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺷرود داﺋم.
وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻓﻲ ﻏﺎﻟب
2
اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺎﻟﺳﻣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.3ﺷدة اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ
1
–اﺑراﻫﯾم طﯾﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 179
-2أوﺟﻧﯾﺗﻰ،ﻣداﻧﺎ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .23
68
اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
.4اﻟﻛﺑت.
إن اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠطﻔل ﺗﻌﺗﺑر ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﻧﺷﺎطﻪ اﻟدراﺳﻲ
ﻓﺎﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻋﺗﻼل ﻓﻲ ﺻﺣﺗﻪ ﯾﻔﻘد اﻟﺣﯾوﯾﺔ واﻟﻧﺷﺎط ﻣﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗﻛرار ﻏﯾﺎﺑﻪ
ﻋن اﻟﻣدرﺳﺔ وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﻐﯾﺎب ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﻣﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟزﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد
اﻟﺗﻲ درﺳوﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻏﯾﺎﺑﻪ1إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﻓﻬﻧﺎك أﻣراض ﻗد ﻻ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻏﯾﺎب اﻟطﻔل ﻋن
اﻟﻣدرﺳﺔ وﻗد ﺗﻛون اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻏﯾر دراﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ
طﻔﻠﻬﺎ وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻧﺟد:
-اﻷﻣراض اﻟﺑﺻرﯾﺔ :ﻟﻘد ظﻬرت ﺑﻌض اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ واﺿﺣﺔ
ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺄﻣراض ﺑﺻرﯾﺔ وﺿﻌف ﻗدرﺗﻬم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟﻘراءة
ﻣﺛﻼ .وﻗﻠﺔ اﻟﻧظر ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﻟدى اﻟﻔرد ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺗﻼﻣﯾذ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻداع وﻋدم
اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻛرة وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻐري ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻟﻠﻛﺳل وﻛذﻟك اﻹﺿﺎءة واﻟوﺿﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺿوء ﻣن اﻟﯾﺳﺎر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﯾﻛﺗﺑون ﺑﺎﻟﯾﻣﻧﻰ.
-اﻷﻣراض اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ :ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣﺻﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﺿﻌف اﻟﺳﻣﻊ ﻓﻼ ﯾﺳﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠم ﺟﯾد
ﻟﺑﻌد ﻣﻛﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺻف ﻓﻔﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺣوال إن ﻟم ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟدى اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻋدة أﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ وﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻗوﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺧر دراﺳﺔ
)(2
اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ
-ﻋﯾوب اﻟﻧطق:
إن ﻋﯾوب اﻟﻧطق ﻟدى اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺗؤدي ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﻘﺻوى ﻧﺗﺎﺋﺞ وﺧﯾﻣﺔ ذﻟك إن اﻟطﻔل
اﻟذي ﻟﻪ ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧطق ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺄن ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧﺟل أﻣﺎم زﻣﻼﺋﻪ اﻟذﯾن
ﯾﺳﺧرون ﻣﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻧطق ﺑﻌض اﻟﺣروف .أو ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ
اﻻﻧطواء وﻋدم ﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم وﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ أﺧطر ﻣن ذﻟك ﻛﺄن ﯾﻛرﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﻧﻘص رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣراﺟﻌﺔ دروﺳﻪ ﻛﺑﻘﯾﺔ زﻣﻼﺋﻪ.
وﻟذا ﻓﺈن اﻟطﻔل اﻟذي ﻟﻪ ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ ﻧطق ﺑﻌض اﻟﺣروف ﻣﺛل اﻟﺟﯾم اﻟزﯾن واﻟﺧﻠط ﺑﯾن
اﻷﺻوات ﻋدﯾدة أو ﺗﻛرار ﻧطﻘﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺳﯾﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﺗﻣﺔ إذ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻋﻧﺎﯾﺔ وﻣﺳﺎﻋدة
ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﻠم وﻛذا اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣن طرف أﺳرﺗﻪ.1
ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﻔﺻل:
ﺑدأ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﻪ وﺗﺷﻣل اﻟﻌواﻣل اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ
ﻓﺎﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟﻣرﯾض ﯾﺻﺑﺢ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ ﺻﻌب ﻋﻛس اﻟﺗﻼﻣﯾذ اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻﺣﺔ
ﺟﯾدة ،زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻧﺟد اﻷﺳرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻣو ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﻔل وﺗﺗﺣدد ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻓﺎﻟﺟو اﻟﺳﺎﺋد داﺧل اﻷﺳرة ﻟﻪ
ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﺗﻼﻣﯾذ.
71
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
:7ﻣﺎ ﻫو ﻧوع اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﯾك ؟ ﻫل ﻫو ﻟﻔظﻲ أو ﺟﺳدي أو ﻧﻔﺳﻲ؟ وﻫل ﻫو
داﺋم أم ﻧﺎدر؟
ج :ﻧوع اﻟﻌﻧف ﻟﻲ ﻣﺎرﺳﻪ ﻋﻠﯾﺎ ﻣرات ﺟﺳدي ﺑﺿرب ﺑﺻﺢ ﻋﻧدﻫم ﺑزاف ﻣﺎ ﺿرﺑوﻧﯾش
وﻣرات أﺧرى ﻧﻔﺳﻲ ﯾﻌﯾروﻧﻲ وﻣﺎ ﯾﺧﻠوﻟﯾش ﺑﺎﻟﻣﻌﯾر ﻟﻲ ﺗﺟرح
73
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن :ﺻرح اﻟﻣﺑﺣوث أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﻧزل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن ﻻ ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ
ﺧﻼﻓﺎت وﺷﺟﺎرات ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن ،ﻓﻬذا ﺣﺳب رأﯾﻪ ﺷﻲء ﻋﺎدي ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺳر
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﻟﯾس ﺑﺄﻣر ﺟدﯾد .
ورﻏم وﺟود اﻫﺗﻣﺎم ﻣن طرف اﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺑﺣوث :اﯾﻪ ﻛﺎﯾن
اﻫﺗﻣﺎم ﻣن واﻟدﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘراﯾﺎ ،ﺑﺎﺑﺎ ﺷوي ﺑﺻﺢ ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺿﻠﻲ ﻣوراﯾﺎ ﺑﺎﻩ ﻧﻘ ار ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻛﻲ ﻋﻧدي
اﻟﺑﯾﺎم ﻫذا اﻟﻌﺎم إن ﻧﺷﺎء اﷲ ﻧﺟﯾﺑو.
إﻻ أن ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻋدة أﻣور ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘرار
ﻓﻲ اﻷﺳرة وﻗﻠﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﺗﻲ إو ن وﺟدت ﯾﺟب أن ﺗﺳوى ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑﺎﻟﺣوار ﻟﺗﻔﺎدي
اﻟﻌﻧف اﻟذي ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷطﻔﺎل وﺗﻛون ﻟﻪ ﻋواﻗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬم اﻟﻌﻠﻣﻲ.
75
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
:7ﻣﺎ ﻫو ﻧوع اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﯾك ؟ ﻟﻔظﻲ أو ﺟﺳدي أو ﻧﻔﺳﻲ؟ وﻫل ﻫو داﺋم أم
ﻧﺎدر ؟
ج :ﻧوع ﻫذا اﻟﻌﻧف ﺟﺳدي ﺑﺎﺑﺎ واﷲ ﻟﯾﺿرﺑﻧﻲ وﻛﻲ ﺗﺟﻲ ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺳﻠﻛﻧﻲ ﻣﺎ ﯾﺧﻠﯾﻬﺎش ﻛل
ﯾوم ﻛﯾﻔﺎﻩ ،ﻣﺎﺷﻲ داﯾﻣن ﺑﺎﺑﺎ ﯾﺿرﺑﻧﻲ ﻛﻲ ﻣﺎ ﻧﻘراش ﻣﻠﯾﺢ .
:8ﻫل ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾك ﻫذا اﻟﻌﻧف ﻋﻧد ذﻫﺎﺑك اﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ؟ وﻛﯾف؟
اﯾﻪ ﯾﺄﺛر ﻋﻠﯾﺎ واﷲ ﻏﯾر ﻣرات ﻣﺎﻧﺣﺑش ﻧروح ﻧﻘ ار ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻟو ،أﺻﻼ ﻫو ّﻛرﻫﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘراﯾﺎ.
76
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
77
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺿﻌﯾﻔﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻋدة طرق ووﺳﺎﺋل ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟواﻟدان ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻘد
ﺗرﺟﻊ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻟﻼﺑن ،وﻫذا ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻛون اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ا
اﻟﺗﻲ ﻣﺳّﺗﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
78
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
79
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
:11ﻫل ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾك ﻫذا اﻟﺧﺻﺎم ﻋﻧد ذﻫﺎﺑك إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ؟ وﻛﯾف؟
ج :ﻧﻘول ﻟك اﻟﺻﺢ ،أﻣﻧﯾﻧﻲ ﯾﺄﺛر ﻋﻠﯾﺎ ﺑﺻﺢ ﻣﺎﺷﻲ ﺣﺎﺟﺔ ،ﺑل ﺑﺎﻟﻌﻛس ﻛﻲ ﻧﺷوﻓﻬم
ﯾدﯾرو ﻫﻛذا ،ﻧﻘول ﻧﻘ ار ﻣﻠﯾﺢ ﺑﺎﻩ ﻧروح وﻧﺑﻌد ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻛﻠﻬم
اﻟﺗﺣﻠﯾل و اﻟﺗﻌﻠﯾق:
اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻷﺳري :ﺻرح ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺑﺣوث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﯾش أي ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧف
داﺧل اﻷﺳرة ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺑﺣوث ﻛﺎن ﯾﺟﻬل ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أن اﻹﺳﺎءة اﻟﻠﻔظﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﻔﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ ،وﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻣن
اﻟﻌﻧف أو أﺷد ﻣﻧﻬﺎ ،وﺑﻌد ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك أﺟﺎب اﻟﻣﺑﺣوث أﻧﻪ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻧف ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ
داﺧل اﻷﺳرة .وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺣﺎﺗﻪ أن ﻫذا اﻟﻌﻧف ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﻷﻧﻪ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ وأﺻﺑﺢ ﻻ
ﯾﺑﺎﻟﻲ ﺑﻪ.
80
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
أﻣﺎ اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﺎﻟﻣﺑﺣوث ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ظروف ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن
اﻟزوﺟﯾن ووﺟود ﺧﻼﻓﺎت وﺷﺟﺎرات داﺋﻣﺔ ﺑﯾن واﻟدﯾﻪ ،وﯾﺣدث اﻟﺧﺻﺎم ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ
ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺑﺣوث.
اﻟﻣﺑﺣوث أدﻟﻰ ﻟﻧﺎ أن ﻫذا اﻟﺧﺻﺎم ﺑﯾن واﻟدﯾﻪ ،ﻻ ﯾزﯾدﻩ إﻻ إﺻ ار ار وﻋزﯾﻣﺔ ﻣن أﺟل
اﻟدراﺳﺔ ﺟﯾدا ﻓﺣﺳب رأﯾﻪ ﻫو اﻟﺳﺑﯾل اﻟوﺣﯾد ﻣن أﺟل أن ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺟو اﻷﺳري اﻟﻣﺗوﺗر
اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﻓﺈن اﻟﻣﺑﺣوث ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺳؤاﻟﻪ ﻫل ﻫﻧﺎك اﻫﺗﻣﺎم ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ،أﺟﺎﺑﻧﺎ أن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﯾﻛون ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ وﻟﯾس ﻣن أﺣدﻫﻣﺎ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻘوم
ﺑﻣراﺟﻌﺔ دروﺳﻪ داﺋﻣﺎ وﺑﺎﻧﺗظﺎم واﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ أﺻدﻗﺎء ﺑﺷﻛل ﯾوﻣﻲ واﻟﻘﯾﺎم ﺑدروس ﺧﺻوﺻﯾﺔ
ﻣن أﺟل اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺗوﺳط وﯾطﻣﺢ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل ﺟﯾد ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ .
81
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
82
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
وﻋن اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﺷﺟﺎرات داﺧل اﻷﺳرة ﺻرح ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺑﺣوث أﻧﻬﺎ ﻣوﺟودة ﻓﻌﻼ ،ﻓﻔﻲ
ﺑﻌض اﻟﻣرات ﻻ ﺗﺣدث اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﯾن واﻟدﯾﻪ ﻓﻘط ﺑل ﺣﺗﻰ ﻣﻊ ﺑﯾن اﻹﺧوة.
ج :أﻧﺎ وﺧﺎوﺗﻲ ﻧدﯾرو ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدار ﻧﺗﻔﺎﺗﻧو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﻛرو وﻛل واﺣد ﯾﻘول أﻧﺎ ﻧدي
اﻟﻣﯾﻛرو ،أﻣﺎ ﻣﺎﻣﺎ وﺑﺎﺑﺎ ﻣرات ﯾﻛون ﻻ ﺑﺎس ﻋﻠﯾﻬم وﻣرات ﻛﯾﻣﺎ اﻟﻘط واﻟﻔﺎر .
أﺟﺎﺑﻧﺎ اﻟﻣﺑﺣوث أن ﻫذا اﻟﺧﻼف اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ أﺳرﺗﻪ ﯾﻛون أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻪ وﻟﯾس ﺑﻌﯾدا ﻋﻧﻪ،
ﻓﻬﻧﺎك ﺑﻌض اﻷﻫل ﯾﺗﺷﺎﺟرون أﻣﺎم أﺑﻧﺎءﻫم وﻻ ﯾﺑﺎﻟون ﺑوﺟودﻫم أﻣﺎﻣﻬم وﺧﺻوﺻﺎ أن أﺑﻧﺎﺋﻬم
ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ دراﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ.
وﻣن ﺧﻼل ﻫذا ﺻرح ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺑﺣوث أن ﻫذا ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺎت
اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﺗرة اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ ﻓﻘط.
84
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
85
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
86
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
87
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
88
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
89
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
:11ﻫل ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾك ﻫذا اﻟﺧﺻﺎم ﻋﻧد ذﻫﺎﺑك إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ؟ وﻛﯾف؟
ج :ﻣرات ﻗﻠﯾﻠﺔ وﯾن ﯾﺄﺛر ﻋﻠﯾﺎ وﻣﺎ ﻧﺣﺑش ﻧروح ﻧﻘ ار
:12ﻫل ﻫﻧﺎك اﻫﺗﻣﺎم ﻣن طرف واﻟدﯾك ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ؟وﻣﺎ ﻫﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ؟
ج :ﺷوﯾﺎ ﻣﺎﺷﻲ ﺑزاف ﻣرات ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﻧﯾن ﯾﻘوﻟوﻟﻲ روح ﺗﻘ ار ﻛﻲ ﯾﺷوﻓو اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻟﺣﻘت
اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﻌﻠﯾق:
اﻟﻌﻧف داﺧل اﻷﺳرة :ﯾﻣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺣوث ﻋﻧف داﺧل اﻷﺳرة وﻫذا ﻣﺎ ﺻرح ﺑﻪ،
ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ظروف ﻏﯾر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ ،ﻓﻬو ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻧف ﻣن طرف واﻟدﯾﻪ
ﺣﯾث ﯾﻘوﻣﺎن ﺑﺿرﺑﻪ وﺷﺗﻣﻪ وﺗوﺟﯾﻪ ﻟﻪ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺟﺎرﺣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺻرح أن ﻫذا اﻟﻌﻧف
اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﯾﻪ ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد ذﻫﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺷﺎرد اﻟذﻫن وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣﻠل ﻣن
اﻟدراﺳﺔ وﯾﻛرﻩ اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﺣﺗﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻐﯾب ﻋن اﻟﻣدرﺳﺔ دون
ﻋﻠم أﻫﻠﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﺣرف.
ﻛﻣﺎ ﺻرح ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺑﺣوث ﻋن ﺳﺎل ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺧﺻﺎم واﻟدﯾﻪ أﻧﻬﻣﺎ ﯾﺗﺧﺎﺻﻣﺎن ﻓﻲ أﻏﻠب
اﻷﺣﯾﺎن أﻣﺎﻣﻪ ،وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺧﺻﺎم ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻻ ﯾﺣب اﻟذﻫﺎب إﻟﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ رﻏم
وﺟود اﻫﺗﻣﺎم واﻟدﯾﻪ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟدراﺳﻲ ﻓﻘط أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت ،وﻫذا ﺣﺳب رأﯾﻪ ﻏﯾر ﻛﺎف
ﺑل ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻻﻫﺗﻣﺎم ،اﻟﻣراﻗﺑﺔ داﺋﻣﯾن وﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل.
90
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
91
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
92
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
93
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
94
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
95
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
ﯾﺟد اﻟﻣدرﺳﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﻠﺟﺄ اﻟوﺣﯾد ﻟﺗﻔرﯾﻎ ﻣﻛﺑوﺗﺎﺗﻪ ،وﻏﺿﺑﻪ ،ﻓﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻧف رﺑﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺗﺎذ
أو ﻋﻠﻰ اﻷﺻدﻗﺎء داﺧل اﻟﻘﺳم.
97
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
98
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ:
99
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ :
ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳرة ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ و ﺑﻛل اﻟوظﺎﺋف اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻻ أن اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﺗﺗﻌرض ﻟﻪ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻋﺑر
ﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﻓﻘد اﻷﺳرة اﻟﻛﺛﯾر ﻣن وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻟﺗﺗﻛﻔل ﺑﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺧرى ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺳق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻠﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻛل أﻧﺳﺎق اﻟﻔرﻋﯾﺔ و ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ اﻷدوار اﻟﻣﻧﺎطﺔ
ﺑﻬﺎ ،و ﺗﻌد اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣن أﻫم أﻧﺳﺎق اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﺳرة ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم أﻓراد
ﺳوﯾﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ و ﺗﻛوﯾن ووﻓق اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ و ﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻬﻲ إذن
ﺟﺳر وﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﻔرد و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻ أن وظﯾﻔﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن وظﯾﻔﺔ اﻷﺳرة وﻓق
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔرد .
إن اﻟﺟو اﻟﺳﺎﺋد داﺧل اﻷﺳرة ﻟﻪ دور ﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻼﻣﯾذ ﻓﺎذا
ﻛﺎن ذﻟك اﻟﺟو اﻻﺳري ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻌﻧف و اﻟﺟو ﻣﺗﻛﻬرب و اﻟﻣﺗوﺗر ﺗﺳودﻩ اﻟﻣﺷﺎﺟرات اﻟداﺋﻣﺔ
ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻷﺳرة اﻟواﺣدة و ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﺑﺎء
ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﻓﺎءﻧﺎ ﻫذا ﯾﺣدث اﻧﻔﺟﺎ ار وظﯾﻔﯾﺎ و ﺑﻧﯾوﯾﺎ داﺧل اﻷﺳرة وﻛل ﻫذﻩ اﻷﻣور ﺗﺄﺛر
ﻋﻠﻰ ذﻫﻧﯾﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ و ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ أي اﻻﺑن و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻗﻠﯾل اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ دروﺳﻪ اﻟﺳﯾﺊ
اﻟذي ﯾﺿﻌف ﻣﺳﺗواﻩ اﻟدراﺳﻲ ،ﻓﺎﻟﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠواﻟدﯾن ﻟﻸﺑﻧﺎء داﺧل اﻷﺳرة ﻣن دون ﺷك
ﺳوف ﺗﺄﺛر ﻋﻠﻰ ﻋزﯾﻣﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ داﺧل اﻟﻣدرﺳﺔ وﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ .
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن داﺧل اﻷﺳرة ﻓﺎﻣن دون ﺷك أن ﻫذا اﻟﻌﻧف
ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻣﯾذ اﻟﻣﺗﻣدرس ﻷن اﻟزوﺟﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟو ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار و
اﻟﻣودة ﻓﻬذا ﻣن دون ﺷك ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء وﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬم اﻟدراﺳﻲ ﻓﯾﺣﺻل اﻷﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟﯾدة ﺗﺷرف اﻟواﻟدﯾن ﻛﻣﺎ ﺗﺷرف اﻟﺗﻠﻣﯾذ.
101
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻛون اﻟﻌﻧف داﺧل اﻷﺳرة ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﯾﺑﻘﻰ ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻧﺳﺑﻲ
وﻣﺣدود و ﺣﺗﻰ إن ﺣدث اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻧف داﺧل اﻷﺳرة اﻟﻌﺎﻣل اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﺗراﺟﻊ أو
إ ﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻬﻧﺎك ﻋدة ﻋواﻣل ﺗﺗظﺎﻓر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻧﻔﺳن
او إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ.
102
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
(1اﻟﻛﺗب:
-1أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﺑوأﺳﻌد ،ارﺷﺎدات ﻣدرﺳﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،طﺑﻌﺔ اوﻟﻰ،
.2009
-2أﺣﻣد ﻓﺎطﻣﺔ ،أﻣﯾن ﻣﻘﺎﯾس اﻟﻌﻧف اﻻﺳري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و
اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-3أﺣﻣد ﻓﺗﺢ اﷲ ﻣﻧﯾر و أﺧرون ،دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ زﯾدان،
دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة.
-3أﺣﻣد ﻛﻣﺎل و ﻋدﻟﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣدرﺳﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
.1980
-4أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻟق ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ .2006
-5أﺣﻣد ﻧواف ،ﻣﻔﺎﻫﯾم و ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻻردن ،ط ،1ﺳﻧﺔ .2008
-7أﻣل اﻟﺑﻛري ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣدرﺳﻲ ،ﻣﻌﺟم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،1ﺳﻧﺔ .2007
-9ﺟﺑرﯾن ﺟﺑرﯾن ﻋﻠﻲ ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﺧﻼل ﻣراﺣل اﻟﺣﯾﺎة ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻠك
اﻟﺧﯾرة ،اﻟرﯾﺎض.
104
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-10ﺟﻣﺎل ﻣﻌﺗوق ،ﻣدﺧل اﻟﻰ ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻌﻧف ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،ط ،1اﻟﺟزاﺋر،
ﺳﻧﺔ .2013
-12ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،اﻟﻘﻧﻬرة ،دار ﻏرﯾب ،ﺳﻧﺔ .1982
-13ﺧﯾر اﻟدﯾن ﻫﻧﻲ ،ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟدراس ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠﯾدة ،ﺳﻧﺔ .1998
-14ﺧﯾر اﷲ ،اﻟﺑﺣوث اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﺳﻧﺔ .1990
-15رﺷوان اﻟﺣﺳن ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
.1987
-16رﺷﯾد زواوي ،ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث،
اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ.2004
-17ﺳﺎري و اﻟطراوﻧﺔ ﻓﺎطﻣﺔ ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري ﻗراءة ﻓﻲ اﻟظﺎﻫرة ﻣن أﺟل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳﻠﯾم،
اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣﻐرب ،ط.2007 ،1
-18ﺳﻣﯾﺔ اﻟﺣﺷﺎب ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و دراﺳﺔ اﻷﺳرة ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة.1987 ،
-19ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺳﯾد أﺣﻣد و زﻛرﯾﺎ أﺣﻣد ،اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻟﻌدوان
اﻹرﻫﺎب ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ.
-21ﻋﻣﺎر ﺑوﺣوش ،ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ و طرق إﺣداث اﻟﺑﺣوث ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.1995 ،
105
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-24ﻟوﻟوة اﻟﺟﺎﺳر ،اﻟﻌﻧف اﻷﺳري و اﻷﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،ﺳﻧﺔ ،2013ص20
-25ﻣﺣﻣد اﻟﺻدﯾق و ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺳن ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺑﯾت و اﻷﺳرة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ،
ﺳﻧﺔ .1991
-26ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻐزﺑﺎوي ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻌﻠﯾم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻻردن ،ط.2008 ،1
-28ﻣﻬﻰ ﺳﻬﯾل اﻟﻣﻘدم ،اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘروي ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و اﻟﺗﺣدﯾث ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،ط ،1ﺳﻧﺔ .1995
(2اﻟﻣذﻛرات
-1إﺑراﻫﯾم اﻟطﯾﺑﻲ ،أﺛر ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،اﻷطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،02ﻣﻌﻬد ﻋﻠم اﻟﻧﻔس و اﻟﺗرﺑﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ .1989
-2أﺣﻣد ﻣزﯾود ،أﺛر اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗﺣﺿﯾري ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟرﯾﺎﺿﺎت ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوزرﯾﻌﺔ.2008 ،
-3اﻣﯾﻧﺔ رزق ،ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺑﻧﺎء واﻹﻫﻣﺎﻟﻬم وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳورﯾﺎ.2008 ،
106
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-4ﺣﺳﺎن ﻋراﺑﺎدي ،اﻟﻌﻧف ﺿد اﻻطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻻﺳري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟزاﺋر ،02اﻷطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺳﻧﺔ 2005 /2004
-5ﺧﻠﻔﺎوي ﻓﺎطﻣﺔ ،اﻟوﺿﻊ اﻷﺳري و أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ ﻟﻠﺗﻼﻣﯾذ اﻟطور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺗوﺳط ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،02اﻷطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ،ﺳﻧﺔ .2001
-7زﻏﯾﻧﺔ ﻧوال ،دور اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ اﻷﺑﻧﺎء ،اﻷطروﺣﺔ
دﻛﺗورﻩ ،ﺳﻧﺔ .2008
-8ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳرة وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻓﻲ
اﻟدرﺳﺎت اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم
ا اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
-9ﻓرﯾدة ﺟﯾﺳﻠﻲ ،اﻟﺗﺄﺧر اﻟدراﺳﻲ ﻋﻧد اﻟطﻔل اﻟﻣراﻫق اﻟﻼﺷرﻋﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدات
ﻣﻌﻣﻘﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ . 1983
107
اﻟﻣﻼﺣق
ج ...................................................................................:
:5ﻣﺎھﻲ ﻣﮭﻧﺔ اﻷم ؟
ج ... ................................................................................:
ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس داﺧل اﻷﺳرة ﻣن اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء :
ج ....................................................................................:
:7ﻣﺎ ھو ﻧوع اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﯾك ؟ ﻟﻔظﻲ ،ﺟﺳدي أم ﻧﻔﺳﻲ؟ وھل ھو داﺋم أم
ﻧﺎدر؟
ج .......................................................................................:
:8ھل ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾك ھذا اﻟﻌﻧف ﻋﻧد ذھﺎﺑك اﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ؟ و ﻛﯾف؟
ج .....................................................................................:
109
اﻟﻣﻼﺣق
ج.................................................................................... :
ج .....................................................................................:
:11ھل ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾك ھذا اﻟﺧﺻﺎم ﻋﻧد ذھﺎﺑك إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ ؟وﻛﯾف؟
ج ......................................................................................:
ج ......................................................................................:
110
اﻟﻣﻼﺣق
111
اﻟﻣﻼﺣق
112
اﻟﻣﻼﺣق
113