Professional Documents
Culture Documents
ماذا بعد الذكاء الاصطناعي
ماذا بعد الذكاء الاصطناعي
تهدف أنظمة الذكاء االصطناعي" إلى محاكاة القدرات العقلية البشرية وتعلم التفكير على طريقة البشر بهدف
إيجاد تسهيالت وحلول عملية في مختلف المجاالت .لكن التطور والتسارع الكبير الذي يشهده هذا المجال
والمنحى الجديد الذي بدأ يأخذه جعل الخوف" والرعب يسيطران على البشر بعد إعالن فوز الحاسوب على
بطل العالم في لعبة الشطرنج لتتوالى بعدها االختراعات والتطورات" المتسارعة التي جعلتنا نشهد ذروة.
أصبحت النظم الحديثة للذكاء االصطناعي تتعلم كما يتعلم اإلنسان عن طريق المالحظة والتجربة وليس عن
طريق البرمجة فقط .ولكن إلى أي درجة يمكن فيها للذكاء االصطناعي أن يعوض اإلنسان ويحل محله
خاصة إذا تعلق األمر باتخاذ القرارات الهامة والمصيرية ،نجد أن األبحاث والدراسات" ال تزال مستمرة بهذا
الخصوص في الدول المتقدمة على رأسها جمهورية الصين الشعبية التي من المفترض أن تصبح الدولة
الرائدة في مجال الذكاء االصطناعي بحلول .2030
تصنف برامج أنظمة الذكاء االصطناعي حسب درجة تعقيدها وصعوبة المهام المسندة إليها ،فنجد أبسط
البرامج تأتي على شكل مترجم" للنصوص وتصحيح" األخطاء اللغوية واإلمالئية ،وتتدرج عبر تقنيات التعرف
على الوجه والصوت والسيارات" ذاتية القيادة لتنتهي إلى عالم الروبوتات" التي أصبحت تملك نفس الحقوق مع
البشر كما حدث بالنسبة للروبوت صوفيا الذي منح الجنسية السعودية عام ،2017ثم تعيين أول شرطي" آلي
في اإلمارات عام .2018
أكثر المجاالت تأثرا بأنظمة الذكاء االصطناعي هو مجال الطب والصحة بما فيها الجراحة التي تجرى فيها
األبحاث بشكل مستمر والتي يمكنها أن تتفوق على البشر من ناحية الدقة وإيجاد عالمات تحذيرية لإلصابة
باألمراض من خالل رصد التغيرات التي تطرأ على جسم اإلنسان والتي قد ال ينتبه الطبيب إلى حدوثها" أصال
تقوم بها برامج وتطبيقات" تمتاز بدقة شديدة يتم تنصيبها" على الهواتف الذكية لألشخاص المستهدفين.
بعيدا عن مجال الطب اآلن ،هل يمكن أن تتمكن أجهزة الذكاء االصطناعي" من محاكاة ذكاء اإلنسان وطريقة
تفكيره ،وهل سيؤدي" هذا إلى تغييرات جذرية في حياتنا وسيشكل" تهديدا فعليا كما شاهدناه في العديد من
األفالم واألشرطة الوثائقية ،أم أن هذه مجرد احتماالت وفرضيات" ال يمكن أن تتجسد على أرض الواقع.
حذر كل من ستيفن هوكينغ وإيلون ماسك من تخوف وقلق كبير من إمكانية خروج أنظمة الذكاء االصطناعي
والروبوتات عن السيطرة ،ألنها أصبحت تصل إلى طريقة التفكير التي يملكها االنسان ،وأوضح بأننا على
مقربة كبيرة من حدوث ثورة اآلالت وتمردها على البشر وإمكانية اندالع الحروب والدمار" الشامل ،كما دعوا
إلى ضرورة التحرك السريع إلنقاذ ما يمكن إنقاذه وتدارك" األمر قبل اندالع الحروب بين البشر واآلالت ال
يمكن للبشر التحكم فيها.
في حين بدى الرأي اآلخر مطمئنا ومتفائال معتبرا أن هذه مجرد احتماالت وفرضيات ال يمكن وقوعها" على
فعليا ،فكم من الوقت تحتاج هذه األنظمة لتصبح أكثر ذكاء من اإلنسان وهي مجرد آلة ال تملك مهارة
االستشعار" واإلحساس وبأن السيطرة المقصودة إنما هي إيجابية تهدف لتسهيل الحياة اليومية لألفراد والعمل
على نهضة المجتمعات.
ال ننكر أبدا الخدمات الكثيرة التي قدمها لنا الذكاء االصطناعي وتحقيق إنجازات في وقت قصير ،أصبحنا
اليوم نعتمد على مجرد لمسة أو نظرة تسمح لنا من خاللها هواتفنا الذكية من الدخول إلى نظام التشغيل ،ليس
هذا وحسب فقد أصبحت المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية تعتمد على أنظمة وبرامج الذكاء االصطناعي،
دفع الفواتير" والضرائب وغيرها.
كذلك للتطور" التكنولوجي" وبرامج الذكاء االصطناعي عيوب مساوئ" كثيرة نذكر أهمها وأكثرها ضررا"
وهي البطالة ،فكلما تطور الذكاء االصطناعي" ازدادت المخاوف" من ارتفاع نسب البطالة ،حيث تشير
التوقعات المستقبلية أن البشر سيشغلون فقط %47من المناصب والباقي" سيكون من نصيب اآلالت
والروبوتات ،انتهاك الخصوصية أيضا مشكلة حقيقة والتي تنتج عن عمليات إدخال البيانات في المواقع"
والتطبيقات المختلفة من طرف" المستخدمين بصفة يومية التي يمكن أن تستعمل فيما بعد بدون علم أو معرفة
من أصحابها ما يعرض خصوصية األفراد للخطر.