Professional Documents
Culture Documents
على الرغم من عدم وجود تعريف شامل يفيد بوصف دقيق لحالة «الحمل عالي المخاطر» « ،»high - risk pregnancyفإن
المتعارف عليه طبيا أنها حاالت يكون فيها لدى األم الحامل أو لدى الجنين في الرحم احتماالت لحصول مضاعفات صحية أكثر
مما هو معتاد وطبيعي ،وذلك سواء خالل مرحلة الحمل ( )antepartumأو أثناء عملية مخاض الوالدة ( )intrapartumأو ما
بعد الوالدة ( .)postpartumوعليه فإن هناك ظروفا صحية معينة تسمى «عوامل خطورة» ،منها ما يتعلق باألم ومنها ما
يتعلق بالجنين.
* عوامل خطر
* ويمكن تصنيف عوامل الخطورة المتعلقة باألم إلى ثالثة أقسام ،عوامل متعلقة بالحمل ،وعوامل متعلقة بحملها السابق،
وعوامل متعلقة بصحتها هي أصال .والعوامل المتعلقة بالحمل يقصد بها تلك التي تؤثر على عملية حمل المرأة ومتطلبات
الحمل ،وهذه العوامل مهمة ألن تبعاتها تنطوي على ارتفاع احتماالت حصول مضاعفات أو مشكالت صحية خالل الحمل أو
المخاض أو ما بعده .ومن أمثلتها:
* وزن األم قبل الحمل أقل من 45كيلوغراما ،أو أن لدى األم سمنة بالتعريف الطبي.
* تدخين األم.
* مضاعفات الحمل
* وهناك عوامل أخرى تتعلق بتاريخ الحمل السابق للمرأة واألحداث الصحية المتعلقة بمضاعفات الحمل والوالدة التي شهدها
حمل سابق ،ومن متابعتها يمكن معرفة ما إذا كانت ثمة احتماالت لتكرار حصولها في الحمل الحالي وفق استشارة الطبيب ،ذلك
أن بعض من مضاعفات الحمل يمكن أن تتكرر وبعضها ليس كذلك.
* احتياج مولود سابق لنقل دم لمعالجة أحد أمراض الدم التي تتكسر فيها خاليا الدم الحمراء.
* المستوى الصحي
* كما أن مستوى الصحة العامة لألم ،وما إذا كانت لديها أمراض معينة بشكل مزمن ،أو ما يسمى بـ«التاريخ الطبي» ،هو من
األمور التي قد تؤثر على مستوى حالة الحمل الحالي لها .ومن أمثلة تلك الحاالت التي قد تكون لدى األم الحامل حتى من قبل
بدء الحمل:
* اإلصابة بدرجة متوسطة أو شديدة بأحد أمراض تضيق صمامات القلب ،كالصمام األورطي أو الميترالي أو الرئوي.
* اضطرابات الغدد الصماء غير المعالجة بشكل جيد ،وخصوصا الغدة الدرقية.
أما بالنسبة للحمل الحالي ،فهناك حاالت تجعل من وضع الحمل «عالي الخطورة» ،ومن أمثلة تلك الحاالت المرافقة للحمل:
* تسمم الحمل بدرجة متوسطة أو شديدة من خالل ارتفاع ضغط الدم وتدهور عمل المشيمة والكلى.
* التصاق المشيمة بمنطقة قريبة من عنق الرحم ،أو ما يسمى «المشيمة المزاحة».
* تدني كمية السائل األميوني المحيط بالجنين ،أو ما يسمى «موه السلى».
* تناول الكحول.
* التدخين.
* النزيف المهبلي.
* تشخيص دقيق
* إن تشخيص إصابة امرأة حامل بأن لديها «حمال عالي الخطورة» يتطلب أن يكون ثمة أحد العوامل التي مر ذكرها سواء
لديها في حملها الحالي أو حمل سابق أو في صحتها العامة أو لدى حمل الجنين الحالي .ولذا قد يتقرر التشخيص الطبي قبل
حملها بالمعرفة السابقة لحالتها الصحية ،أو خالل مراجعة حالتها الصحية عند زيارتها للطبيب المتابع للحمل ،أو خالل مراجعة
نتائج الفحوصات التي تجرى لها في بدايات الحمل ،أو عند مراجعة نتائج تصوير األشعة ما فوق الصوتية التي عادة تجرى في
الفترة ما بين األسبوع الـ 16واألسبوع الـ 19من عمر الحمل.
والمرأة الحامل التي يشخص حملها بأنه عالي الخطورة تتم متابعتها لمراقبة صحتها وصحة الحمل وصحة جنينها بطريقة تفوق
تلك التي من المعتاد تقديمها لعموم الحوامل ،أي بشكل أكثر دقة .وهذه المتابعة تعني أن عليها اتباع إرشادات الطبيب المتابع
لحالة الحمل في تكرار مراجعة عيادة الحوامل وإجراء الفحوصات التي يطلبها الطبيب دون إهمال ،مثل فحوصات تحاليل الدم
أو البول أو قياس الضغط أو نسبة سكر الدم أو تصوير بالموجات فوق الصوتية للرحم أو حتى أخذ عينة من السائل المحيط
بالجنين ( )amniocentesisوإجراء فحوصات مراقبة حالة الجنين ( )fetal monitoringوسالمة نمو وتطور أعضائه
وأجهزة جسمه ،وتقرير الوقت المناسب لتوليده حتى في وقت أبكر من المعتاد .والطبيب المتخصص للمتابعة هو طبيب نساء
وتوليد متخصص في معالجة حاالت الحمل الخطرة.
واألهداف الرئيسة في هذه الحاالت تعني العمل على ضمان سالمة حياة األم وعدم تدهور حالتها الصحية ،ثم سالمة الحمل
وتسهيل عملية تمكينها من والدة الجنين ،ثم الحفاظ على سالمة الجنين .وعليه تكون سالمة الجنين في المرتبة الثالثة في األهمية
بالمقارنة مع سالمة األم خالل الحمل.
وتكون المعالجة حسب نوع الحالة المرضية لدى األم ،أي أنه إذا رصدت اضطرابات في السكر أو ضغط الدم ،أو ضعف في
عمل أحد أجهزة جسمها كالكلى أو الكبد أو القلب ،أو عوامل خطورة أخرى ،فإن المعالجة تتجه للتخفيف من تأثير الحالة
المرضية لدى األم على صحتها وعلى الحمل وعلى الجنين .وإذا كانت الخطورة سببها أحداث ومضاعفات حصلت في حمل
سابق ،فإن المتابعة والمعالجة تتجه نحو المراقبة المبكرة لرصد احتمال تكرار ظهورها والعمل على تخفيف تأثيراتها أو حتى
منع حصولها.