You are on page 1of 72

‫لكل مسلم حق طبع هذا الكتاب دون تغيري‬

‫الثانية‬ ‫رقــم الطبعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬


‫‪1440‬هـ ‪2019 -‬م‬ ‫س������ن������ة ال����ط����ب����ع‬
‫‪ 72‬صفحة‬ ‫عـ ـ ـ ـ ــدد الصفحات‬
‫‪24 × 17‬‬ ‫امل�����ق�����ـ�����ـ�����ـ�����ـ�����ـ�����اس‬
‫‪2016/9582‬م‬ ‫رق�����������م اإلي�������������داع‬
‫الرتقي ـ ـ���م الدول���ي‬

‫‪markaz.almurabbi@gmail.com‬‬
‫‪O‬‬
‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل رسوله وآله وصحبه أمجعني‪ ،‬أما بعد فإن لسان‬
‫غايات األلسنة ك ِّلها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫النبي ‪ H‬غاي ًة ُ‬
‫تفوق ما بلغته‬ ‫العرب كان قد بلغ حني بعثة ّ‬
‫وما سوف تب ُل ُغه ألسن ُة البرش إىل ِ‬
‫آخ ِر الزمان‪ ،‬يف إحكام ألفاظه‪ ،‬ويف تناسق َج ْرسه‪ ،‬ويف‬
‫دقة تركيبه‪ ،‬ويف انفساح تفصيله‪ ،‬ويف لطف دالالته وعمقها‪ ،‬ويف مرونة ترصيفه عىل‬
‫وجوه البيان‪ ،‬ومبل ُغها هذا هو الذي هيأها حلمل آية ّ‬
‫نبوته ‪ ،H‬القرآن العظيم‪،‬‬
‫هذه اآلية الفريدة يف آيات النبيني ‪.Q‬‬
‫أن لغة‬ ‫ُ‬
‫العمل عليه عند املسلمني يف أمر التعليم من العرص األول ّ‬ ‫وكان الذي جرى‬
‫وأن عىل كل مسلم أن يبذل وس َعه يف تع ُّلم أرسار هذا اللسان‪،‬‬
‫العرب يف املقام األول‪ّ ،‬‬
‫وما ينبغي العناية به منه‪ ،‬من حت ُّفظ أشعار العرب‪ ،‬ورشيف نثرهم‪ ،‬ونبيل خماطباهتم‪،‬‬
‫وديار اإلسالم عامرة هبذا من أقصاها‬
‫ُ‬ ‫نش ُأ عىل ذلك صغريهم‪ ،‬وهيرم عليه كبريهم‪، ،‬‬‫ُي ّ‬
‫الشافعي ‪ V‬يف‬
‫ُّ‬ ‫التصور‪ .‬قال اإلمام‬
‫ُّ‬ ‫حل اإلسالم ّ‬
‫حل معه هذا‬ ‫إىل أدناها‪ ،‬وحيثام ّ‬
‫رسالته‪( :‬فعىل كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه ُج ْهدُ ه‪ ،‬حتى َي ْش َهد به أن‬
‫افتض‬‫نطق بالذكر فيام رُ ِ‬
‫كتاب اهلل‪ ،‬و َي َ‬
‫َ‬ ‫ويتلو به‬
‫َ‬ ‫ال إله إال اهلل‪ّ ،‬‬
‫وأن حممدً ا عبدُ ه ورسوله‪،‬‬
‫ِ‬
‫وغري ذلك)‪ ،‬ومن أجل ذلك صنف‬ ‫عليه من التكبري‪ ،‬و ُأمر به من التسبيح‪ ،‬والتشهد‪،‬‬
‫وتنوعت األساليب‬
‫العلامء يف علوم هذا اللسان عىل امتداد القرون‪ ،‬ومتايزت علومه‪َّ ،‬‬
‫فيها‪ ،‬ومع اتساع دولة اإلسالم يف الرشق والغرب كانت لغة العرب هي وعا َء علوم‬
‫تنوع فنوهنا ومؤلفيها من سائر األجناس مِمّن أظ ّلهم حك ُْم اإلسالم‪،‬‬ ‫حضارته عىل ُّ‬
‫وبذلك كان ِللسان العرب السياد ُة املطلقة عىل العامل‪.‬‬
‫فمن بعدَ هم‬
‫وكان احلفظ للمنظوم واملنثور مما جادت به قرائح العرب األولني َ‬
‫ِ‬
‫واإلحساس‬ ‫تذوقها‪،‬‬
‫عىل تطاول األزمنة من أظهر أساليب ضبط هذه اللغة للنفاذ إىل ُّ‬
‫‪6‬‬

‫التدرج الكامن يف طبيعة البرش‪ ،‬وهو‬


‫أمر يقتضيه حس ُن النظر إىل قانون ّ‬ ‫ُ‬
‫واحلفظ ٌ‬ ‫بجامهلا‪،‬‬
‫علم َيصلح بال حفظ‪.‬‬ ‫معني عىل الفهم متى انضافت إليه الفطنة‪َّ ،‬‬
‫وقل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫استمر األمر يف بالد اإلسالم من أرض العرب والعجم إىل أن ظهرت‬
‫ّ‬ ‫وكذلك‬
‫َ‬
‫أوائل العرص احلديث ثور ٌة خفية عىل هذه اللغة وعىل أساليبها‪ ،‬وكانت يف بدء أمرها‬
‫نو ًعا من ال َغيرْ ة‪ ،‬فأقبل مجاع ٌة عىل استدراك أشياء يرون أهنا من التجديد‪ ،‬وكان يف‬
‫خفي يف أساليب علامء اإلسالم‪ ،‬ويف املحافظة التي كانت عليها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جتديدهم هذا طع ٌن‬
‫يب من أساليب القدماء احلفظ‪ ،‬وأقبلت مناهج التعليم‬ ‫ِ‬
‫صح بذلك‪ ،‬وأول ما ع َ‬ ‫ثم رُ ّ‬
‫مها ر ِّدد بغري نظر وال جتربة‪ ،‬فرتك‬‫عىل جتنُّبه بحجة أنه يقتل ملكة الفهم‪ ،‬وكان ذلك و ً‬
‫ف بلغة العرب نفسها‬ ‫احلفظ إال قليلاً ‪ ،‬ثم استُهجنت األساليب القديمة مجيعا‪ ،‬واست ِ‬
‫ُخ ّ‬ ‫ً‬
‫باالعتداء عىل أساليبها بجراءة وبال رغبة يف التصحيح‪ ،‬وباستساغة اخلطأ‪ ،‬وبالدعوة إىل‬
‫ذلك باملقال أو احلال‪ ،‬وبعزهلا عزلاً مقصو ًدا عن العلوم‪ُ ،‬يع َّل ُمها الطالب عىل أهنا ٌ‬
‫درس‬
‫حمدّ د‪ ،‬فث ُقلت عىل النفوس‪ ،‬ومتى نزلت منزلة لغة العرب عند قو ٍم فقد نزلت منزلتهم‬
‫هم من حيث يشعرون أو ال يشعرون‪.‬‬
‫أظهر أساليب ضبط هذه اللغة كان يبدأ بحفظ القرآن كالم اهلل‬ ‫إن احلفظ الذي كان َ‬
‫كل عرص‪،‬‬ ‫احلذاق من العلامء‪ ،‬و ُيس ِّلم هلا البلغاء يف ّ‬ ‫ٍ‬
‫نصوص ذهب ّية ينتقيها ّ‬ ‫تعاىل‪ ،‬وبحفظ‬
‫نصوص كثرية من الشعر والنثر بعد جميء‬ ‫ٍ‬ ‫معدن بيان الناس‪ ،‬إىل‬‫بدءا من الشعر اجلاهيل ِ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫دارسها بحول‬‫شأوا بعيدً ا‪ ،‬ين ُفذ هبا ُ‬‫اإلسالم‪ ،‬يف خمتلف األغراض‪ ،‬مما بل َغت فصاحتُها ً‬
‫يب واإلحساس بجامله‪.‬‬
‫تذوق هذا اللسان العر ّ‬
‫اهلل تعاىل إىل ُّ‬
‫وإن من النصوص الذهبية التي تلقاها األعالم بالقبول واحت َف ْوا هبا حف ًظا‬
‫هذا ّ‬
‫اللغوي‬
‫ّ‬ ‫ورشحا ومعارضة هذه القصيدة‪ ،‬وهي من شعر اإلمام أيب بكر حممد بن احلسن‬
‫ً‬
‫الشافعي املعروف بابن دريد ‪.V‬‬
‫ّ‬
‫‪7‬‬

‫وهذه ال ُّط ّرة التي نحن بصدد إخراجها امتدا ٌد لتلك العناية بمقصورة ابن دريد‪ ،‬والطرر‬
‫ِ‬ ‫رشحا أللفاظ ٍ‬
‫متن ّما ُبغي َة حفظها معه‪ ،‬وقد َّ‬
‫حرر الشيخ حممد‬ ‫تعاليق خمترص ٌة حمكَمة توضع ً‬ ‫ُ‬
‫طررا عدّ ة متداولة بني دارسيها وهي بخط يده حفظه‬
‫األمني بن احلسن عىل هذا املنوال ً‬
‫ليعم النفع‪،‬‬
‫اهلل‪ ،‬وغالبها مكتوب باخلط املغريب‪ ،‬فجاءت إشارته بطباعتها باخلط املرشقي ّ‬
‫وستنرش تبا ًعا بإذن اهلل تعاىل‪ ،‬وطريقة الطرر هذه طريقة جرى عليها العلامء يف بالد شنقيط‬
‫محله ومحايته من‬ ‫ِ‬
‫واألمانة يف ِ‬ ‫حلفظ نصوص العلم‪ ،‬وهي تُنبئ عن ٍ‬
‫نظر أصيل يف ضبط العلم‪،‬‬
‫الضياع‪ ،‬بل هي مما بقي من طرق السابقني من علامء أمة اإلسالم يف التلقني والعمل‪ ،‬بعد‬
‫التدمري ِ‬
‫املفزع الذي دخل عىل مناهج التعليم يف ديار املسلمني‪ ،‬وهلل األمر من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫كلمة عن ابن دريد ومقصورته وصاحب ُ‬


‫الط َّرة‬
‫أما اإلمام ابن دريد فقد ولد بالبرصة‪ ،‬ونشأ ب ُعماَ ن‪ ،‬وتنقل يف جزائر البحر‪،‬‬
‫والبرصة‪ ،‬وفارس‪ ،‬وطلب األدب‪ ،‬وعلم النحو واللغة واألنساب حتى برع‪ ،‬وكان‬
‫أخذ عن أيب حاتم سهل السجستاين‪ ،‬وأيب الفضل ا ْل َع َّباس الريايش‪ ،‬وعبد الرمحن بن‬
‫عبد اهلل املعروف بابن أخي األصمعي‪ ،‬وغريهم‪ ،‬وتصدّ ر للتدريس زمانًا‪ ،‬وأخذ عنه أبو‬
‫سعيد السريايف‪ ،‬وأبو بكر ابن شاذان‪ ،‬وأبو الفرج األصبهاين‪ ،‬وأبو عبيد اهلل املرزباين‪،‬‬
‫وإسامعيل بن ميكال‪ ،‬وطائفة‪.‬‬
‫ورد بغداد بعد أن علت سنُّه‪ ،‬فأقام هبا إىل حني وفاته‪ ،‬قال يف مروج الذهب‪:‬‬
‫(وكان ابن دريد ببغداد ممن برع يف زماننا هذا يف الشعر‪ ،‬وانتهى يف اللغة‪ ،‬وقام مقام‬
‫اخلليل بن أمحد فيها‪ ،‬وأورد أشياء يف اللغة مل توجد يف كتب املتقدمني)‪ ،‬وقال ابن اجلزري‬
‫يف غاية النهاية يف طبقات القراء‪( :‬وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والشعر وأيام العرب‬
‫وأنساهبا مع الكرم واملروءة وصدق اللهجة)‪ ،‬وذكر السيوطي عن بعض العلامء ّ‬
‫أن‬
‫‪8‬‬

‫ابن دريد أمىل كتابه اجلمهرة يف فارس‪ ،‬ثم أمالها بالبرصة وببغداد من حفظه‪ ،‬ومل يست َِعن‬
‫عليها بالنظر يف ٍ‬
‫يشء من الكُتب إال يف اهلمزة واللفيف‪.‬‬
‫مدح األمريين ابن َْي ِميكال‪ ،‬وقد بناها عىل بحر الرجز‪،‬‬
‫فمنشؤها ُ‬
‫وأما املقصورة َ‬
‫قليل عند األوائل؛ ألن غالب الشعر إنام هو عىل‬ ‫وجعل َر ِويهَّ ا األلف املقصورة‪ ،‬وهو ٌ‬
‫وضمنها صنو ًفا من األمثال السائرة‪ ،‬واألخبار النادرة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫املوحدة الرصحية‪،‬‬‫ّ‬ ‫القافية‬
‫نحوا من ثلث املقصور يف لغة العرب‪ ،‬وراجت يف‬ ‫ِ‬
‫واملواعظ واحلكَم البالغة‪ ،‬وأدخل فيها ً‬
‫أهل هذا اللسان‪ ،‬ورسخت منزلتُها‪ ،‬وظ ّلت تُدرس يف حلق العلم واألدب‪ ،‬وصادفت‬
‫من العناية ما مل تصادفه قصائدُ كانت قبلها‪ ،‬بل هي ما زالت سابق ًة‪ ،‬وصارت َّ‬
‫حمل إجالل‬
‫رشحا‪ ،‬قال ابن‬
‫رشوحها عىل األربعني ً‬‫ُ‬ ‫العلامء واألدباء فمنهم الذين رشحوها‪ ،‬وأنافت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خ ِّلكَان‪( :‬ومن أجود رشوحها وأبسطها ُ‬
‫رشح الفقيه أيب عبد اهلل حممد بن أمحد بن هشام‬
‫ُوخي وأيب‬ ‫ابن إبراهيم ال ّلخمي َّ‬
‫السبتي)‪ ،‬ومنهم الذين عارضوها‪ ،‬كأيب القاسم ال َّتن ّ‬
‫احلكم عبد اهلل بن املظ ّفر األندليس الطبيب وابن ورقاء وحازم واملكودي‪ ،‬ومنهم الذين‬
‫الص َغاين‪ ،‬رمحهم اهلل تعاىل أمجعني‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وشحوها كاإلمام َّ‬
‫وأما صاحب الطرة فهو الشيخ العامل حممد األمني بن احلسن بن سيدي عبد القادر‬
‫الشنقيطي‪ ،‬شيخ حمارض العون ببالد شنقيط‪ ،‬صاحب التآليف النافعة‪ ،‬وال ُّطرر السائرة بني‬
‫أهل العلم وطلاّ به يف القرآن‪ ،‬والسرية‪ ،‬والنحو‪ ،‬والرصف‪ ،‬وأشعار العرب‪ ،‬أخذ العلم‬

‫يف بدء أمره عن والده احلسن بن سيدي عبد القادر‪ ،‬ثم ارحتل يف تط ُّلب االزدياد َ‬
‫ورصف‬
‫وجاب البالد طولاً و َع ْر ًضا‪ ،‬قاصدً ا حمارض العلم وهي معاقله احلصينة‬
‫َ‬ ‫عنايتَه إىل ذلك‪،‬‬
‫مهة ال تعرف الكَالل‪،‬‬
‫صابرا حمتس ًبا‪ ،‬حتدُ وه ّ‬
‫ً‬ ‫يف تلك البالد‪ ،‬منتقلاً من حمرضة إىل أخرى‬
‫‪9‬‬

‫فدرس سائر الفنون‪ ،‬من ِ‬


‫خمتلف علوم لسان العرب‪ ،‬والقراءات‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬والفقه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ليؤسس حمرضته التي انتقلت منذ‬
‫وأصوله‪ ،‬ومصطلح احلديث‪ ،‬ثم عاد إىل موطنه كيفة ِّ‬
‫ِ‬
‫شيخه اإلمام بدّ اه البوصريي ‪ ،V‬فانتصب للتدريس فيها‬ ‫ُع ُق ٍ‬
‫ود إىل نواكشوط بلد‬
‫باذلاً وقته وجهدَ ُه يف نرش العلم وتنشئة طالبيه عىل اخللق َ‬
‫احلسن‪ ،‬واهلدْ ي الصالح‪،‬‬
‫عمره‪.‬‬
‫السنَن حفظه اهلل وبارك يف ُ‬
‫والسداد يف الرأي والعمل‪ ،‬وما زال عىل هذا َّ‬
‫َّ‬

‫املدينة املنورة‬
‫‪11‬‬

‫‪E‬‬
‫احلمد هلل‪ ،‬وصىل اهلل عىل سيد املرسلني وآله وأصحابه واملسلمني‪ ،‬آمني‪.‬‬

‫حرصا منِّي عىل‬


‫ً‬ ‫خفيف وضعتُه أيا َم دراستي هلذه القصيدة‪ ،‬ومل ُأط ْله‬
‫ٌ‬ ‫هذا تعليق‬
‫حفظ الطالب لأللفاظ التفسريية لكلامت هذا القصيد‪ ،‬واهلل أسأل الثواب ونفع من قرأ‬
‫باملطلوب الصالح‪.‬‬

‫وكتبه حممد األمني احلسن سيدي عبد القادر‬


‫نواكشــوط‬
‫‪12‬‬

‫قال أبو بكر حممد ابن دريد األزدي �‪:‬‬


‫ِ‬
‫شجار النَّقا‬‫ني َأ‬ ‫تَرعى ُ‬
‫اخلزامى َب َ‬ ‫ي��ا َظ��ب � َي � ًة َأش�� َب��ه يَش ٍء بِا َملها‬ ‫‪1‬‬
‫ِ‬ ‫�ت َأ‬ ‫يِ‬
‫ذي��ال الدُّ جى‬ ‫��ر َة ُصبحٍ حَت� َ‬ ‫ُط َّ‬ ‫أس حاكى َلو ُن ُه‬ ‫ي َر َ‬ ‫إِ ّم��ا َت� َ‬
‫��ر ْ‬
‫النار يف َجز ِْل الغَىض‬ ‫عال ِ‬ ‫ثل اشتِ ِ‬ ‫ِم َ‬ ‫�و ِّد ِه‬
‫�ل ا ُملب َي ُّض يف ُم��س� َ‬
‫َواش � َت � َع� َ‬
‫ِ ِ‬
‫فانجىل‬
‫َ‬ ‫��وء َص��ب��احٍ‬ ‫َأرج��ائ��ه َض ُ‬ ‫��ل يف‬ ‫فكان كال َّل ْي ِل ال َبهي ِم َح َّ‬
‫َ‬
‫لب بِتَربيحِ َ‬ ‫َخ��واطِ� َ�ر ال َق ِ‬ ‫��ر َرم��ى‬ ‫رِ‬ ‫وغ� َ‬
‫اجلوى‬ ‫شيت َده� ٌ‬ ‫م��اء َّ‬‫َ‬ ‫��اض‬
‫ِمن ب ِ‬ ‫بسا ِ‬
‫�اج ال َّثرى‬
‫م� َ‬ ‫كان جَ ّ‬ ‫عد ما َقد َ‬ ‫َ‬ ‫ذاو ًي��ا‬ ‫وض ال َّل ْه ِو َي ً‬‫وآض َر ُ‬‫َ‬
‫َ��أ َت� يِِل� تَس َف ُع َأ‬ ‫َّ��أي ا ُمل� ِ‬
‫ث��ن��اء َ‬
‫احلشا‬ ‫َ‬ ‫م��ا ت ْ‬ ‫�ت َج� ْ‬
‫��ذ َو ًة‬ ‫�ش� ُّ‬ ‫وض َم ال��ن ْ ُ‬
‫رَ َّ‬
‫يف الكَرى‬ ‫َل ّما جفا َأ هَ‬
‫جفانا َط ُ‬ ‫َعيني َمأ َل ًفا‬ ‫وات َ‬
‫���ذ التَّسهيدُ‬ ‫خَّ َ‬
‫حط النَّوى‬ ‫نب ما َأ َ‬
‫س��أ َر ُه َش ُ‬ ‫يف َج ِ‬ ‫ف��ك ُّ‬
‫ُ��ل م��ا ال َق��ي��تُ�� ُه ُم��غ � َت � َف� ٌ�ر‬

‫�ض َأص�لا َد َّ‬


‫الصفا‬ ‫َيلقا ُه َقلبي َف� َّ‬ ‫عض ما‬ ‫خر األَ َص َّم َب ُ‬ ‫الص َ‬ ‫َلو ال َب َس َ‬ ‫‪10‬‬

‫َأ َّن ُق���ص���ارا ُه‬ ‫ِ‬


‫نَ��ف��ا ٌد و َت���وى‬ ‫يب فا ْع َل َم ْن‬
‫الرط ُ‬‫إذا َذوى الغ ُْص ُن َّ‬
‫��ن َّ‬
‫الشجى‬ ‫ِ‬ ‫َعنو ُدها َأق � َت� ُ‬ ‫يت ال َبل َأ ْج َر َضتْني ُغ َّص ٌة‬ ‫ج ُ‬‫َش ِ‬
‫يل م َ‬ ‫�ل‬
‫وقوف َعىل ُس ْب ِل ال ُبكا‬
‫ٌ‬ ‫فال َق ْل ُ‬
‫ب َم‬ ‫ي � ِم َعن َعيني ال ُبكا جَ َت ُّلدي‬ ‫إن حَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ال��ردى‬
‫َّ‬ ‫يقظان ألص�ماين‬‫َ‬ ‫َأل��ق��ا ُه‬ ‫ناجتْني بِام‬ ‫�و كانَت األَح�لا ُم َ‬ ‫َل� ْ‬
‫ب وال ِحجى‬ ‫�ه ذو َأر ٍ‬ ‫�س� ِ‬
‫لِ�نَ� ْف� ِ‬ ‫���ر ىَض هِبا‬ ‫ِ‬ ‫َم �نْ� ِ‬
‫�زل � ٌة َم��ا خ ْلتُها َي ْ‬
‫ٍ‬ ‫جِ‬ ‫��و ِق ٌ‬ ‫�ب ب� ِ‬
‫�ار ُق � ُه‬ ‫�اب ُخ � َّل� ٍ‬
‫�م َس��ح� ٍ‬
‫ومنى‬
‫��ف َب�ْي�نْ َ ْارت����اء ُ‬ ‫وم ْ‬ ‫َ‬ ‫َش � ْي� ُ‬
‫�اء ُم ْه َجتي َأو جُ ْ‬
‫متَوى‬ ‫َي ْشت ُّ‬
‫َف م� َ‬ ‫��و ٍم َم��ن ِ‬
‫ْ��ز ٌل ُم ْست َْو َب ٌل‬ ‫يف ك ِّ‬
‫ُ��ل َي� ْ‬
‫‪13‬‬

‫ب الكُدى‬ ‫ض َاء ال َي ْرىض هِبا َض ُّ‬‫رَ َّ‬ ‫ما ِخ ْل ُ‬


‫ت َأ َّن الدَّ ْه َر َي ْثنيني عىل‬
‫ب ا ُملنتَشى‬ ‫مت ارتِشا ًفا ُر ُ‬
‫مت َص ْع َ‬ ‫ُر ُ‬ ‫ض َف �إِ ْن‬ ‫��ر ٍ‬‫��ق ال َع ْي َش عىل َب ْ‬ ‫ُأ َر ِّم� ُ‬
‫���و َد َأم ال ُي جَ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ِ‬
‫رتى‬ ‫إِىل ا َّل���ذي َع َّ‬ ‫كاملاً‬ ‫��ولاً‬
‫��ع ليِ ال��دَّ ْه� ُ�ر َح ْ‬
‫راج� ٌ‬ ‫‪20‬‬

‫ف��إن ْإروا َد َك وال ُعتْبى َس��وا‬ ‫َّ‬ ‫�ك ُعتْبى فاتَّئِدْ‬ ‫إن مَل ْ َت� ُ‬‫��ر ْ‬‫يا َد ْه ُ‬
‫واس َتب ِق بع َض ِ‬
‫ماء ُغ ْص ٍن ُملتَحى‬ ‫ْ ْ َْ‬ ‫�َل� ط��المَ��ا َأ ْن� َ‬
‫�ص� ْب� َت��ن��ي‬ ‫َر ِّف���� ْه َع يَ َّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫��ر َق ا ُمل��دى‬ ‫لنَ ْك َبة َت ْع ُر ُقني َع� ْ‬ ‫ض��ار ٌع‬ ‫ال حَ ْت َس َب ْن يا َد ْه� ُ‬
‫��ر أنيِّ‬
‫�ه م��ا شكا‬ ‫اجل���و ع� َل�ي� ِ‬
‫��ب َ ِّ َ ْ‬ ‫ج��وانِ ِ‬ ‫الك ِم ْن‬ ‫ت األ ْف ُ‬ ‫ت من لو هو ِ‬
‫َ َ‬ ‫مار ْس َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫�اش ُلغا ٌم ِمن نَواحيها َع َمى‬ ‫��ص���دُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ج� َ‬ ‫ور إذا‬ ‫َل��ك�نَّ��ه��ا نَ�� ْف�� َث�� ُة َم� ْ‬
‫ف القضا‬ ‫ط عىل ص ِ‬
‫رَ ْ‬
‫من كان ذا سخْ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫س ِرىض‬ ‫يت َق�ْس�رْ ً ا وعىل ا ْل َق رْ ِ‬ ‫َر ِض ُ‬
‫��د َأ ْدنَ���ي���ا ُه لِ� ْل�بِ�لى‬
‫��دي� ٍ‬
‫ع�لى ج� ِ‬ ‫�ن إذا ما ْاست َْو َليا‬ ‫اجل� ِ‬
‫�دي��دَ ْي� ِ‬ ‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫َنكيث ُقوى‬ ‫�ت م� ْل��م��و ٍم وت ِ‬ ‫بِ� َ‬ ‫�ان ُمو َل ٌع‬
‫ْت أدري وال �زَّم� ُ‬
‫ما ُكن ُ‬
‫�ش� ِّ َ ُ‬
‫�ن فيها هوى‬ ‫ال تَس َتبِ ُّل َن ْف ُس َم� ْ‬ ‫���و ٍة‬ ‫ِ‬
‫��ض��اء ق���اذيف يف ُه َّ‬
‫َ‬ ‫أن ال�� َق‬
‫َّ‬
‫��ن هاتا فقوال‪ :‬ال لعا‬ ‫َن � ْف� يِ ِ‬ ‫ف��إن َع � َث� ْ�ر ُت َب ْعدَ ها إن َ‬
‫وأ َل ْ‬
‫��ت‬
‫ِس� م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪30‬‬

‫طت األُسا َعىل األَسى‬


‫ْف َس َّل ُ‬ ‫احلت ِ‬
‫بِ َ‬ ‫�وص��و َل � ًة‬
‫ُ��ن ُم��دَّ هُت��ا َم� ْ‬
‫وإن تَ��ك ْ‬
‫ْ‬
‫ون ا َمل��دى‬ ‫مِ‬ ‫��ر َأ ال َق ْي ِ‬
‫ف��ا ْع��ت��ا َق � ُه ح ُ‬
‫��ام�� ُه ُد َ‬ ‫س َج� َ�رى إىل َمدً ى‬ ‫إن ْام َ‬
‫َّ‬
‫ْف فيمن قد َحوى‬ ‫حتَّى َحوا ُه َ‬
‫احلت ُ‬ ‫اجلوى‬ ‫اجلبرْ ِ َ‬
‫وخام َر ْت َن ْف ُس أيب َ‬ ‫َ‬
‫مات ِ‬ ‫إش� ِ‬ ‫ِ‬
‫العدى‬ ‫�ذار ْ‬‫إىل ال� َّ�ردى ح� َ‬ ‫َ‬
‫ساق َن ْف َس ُه‬ ‫�ن األَ َش ِّ‬
‫��ج ال َق ْي ُل‬ ‫وا ْب� ُ‬
‫�ف الحِْ �م�ا ِم ا ُمل ْنتَىض‬
‫َأ َّم� َل��ه��ا َس � ْي� ُ‬ ‫اح ِم ْن ُد ِ‬
‫ون ا َّلتي‬ ‫الو َّض َ‬
‫َت� َم َ‬
‫واخ� رَ َ‬
‫ْ‬
‫‪14‬‬

‫��أ َو ا ْل ُعىل فام َو َه��ى وال َو َن��ى‬‫َش ْ‬ ‫َف�� َق��دْ َس�ما قبيل َي��زي��دُ طالِ ًبا‬
‫ج��دَّ بِ ِ‬
‫��ه ِ‬
‫اجل��دُّ ال ُّل َه ْي ُم األُ َرب��ى‬ ‫ون ا َّل��ذي را َم و َقدْ‬‫ت ُد َ‬ ‫فا ْعترَ َ َض ْ‬
‫َ‬
‫ف َد ْه ٍر وا ْعتَدى‬ ‫جار َع َل ْي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُ‬‫رَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ين ُعلىً‬ ‫��ل أن��ا بِ��دْ ٌع م ْ‬
‫��ن َع��ران� َ‬ ‫َه ْ‬
‫ب ال� َّث� َ‬
‫�أى‬ ‫ُآل يف َر ْأ ِ‬ ‫َأكِ��ي��دُ ُه مَل‬ ‫ف��إن أنا َلتْني ا َمل��ق��ادي� ُ�ر ا َّل��ذي‬ ‫ْ‬

‫فاحت ََّط ِمنْها ك َُّل عايل ا ُمل ْستَمى‬


‫ْ‬ ‫ت����ار ِه‬
‫ِ‬ ‫��رو إىل َأ ْو‬‫��م ٌ‬
‫وق��د َس�ما َع ْ‬ ‫‪40‬‬

‫��و َأع�لى ُمنْتَمى‬ ‫��وحِ َ‬


‫اجل ِّ‬ ‫ُع ِ‬
‫قاب َل ْ‬ ‫�ي ِم ْن‬ ‫اء َق�ْس�رْ ً ا َو ْه� َ‬ ‫فاس َتنْز ََل ال َّز َّب َ‬
‫ْ‬
‫َحتَّى َرم��ى َأ ْب � َع��دَ َش ْ‬
‫��أ ِو ا ُمل مَ‬ ‫��ف اس � َت �ع � َل� ْ ِ مِ‬
‫رتى‬ ‫ه � ُت � ُه‬ ‫�ت بِ��ه َّ‬ ‫وس�� ْي ٌ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫واحت ََّل ِمن ُغمدَ َ محِ‬ ‫��وش س�ًّم� ِ‬ ‫ُ‬
‫راب الدُّ مى‬
‫ان ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ناق ًعا‬ ‫�ج� َّ�ر َع األ ْح�� ُب َ ُ اًّ‬ ‫ف� َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُث��م اب���ن ِه �نْ� ٍ‬
‫���و َم ُأوارات مَت��ي�ًم�اً بِ َّ‬
‫الصىل‬ ‫َي ْ‬ ‫ب���اش ْت ن�يرا ُن� ُه‬ ‫رَ َ‬ ‫�د‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫مِ‬ ‫ما ا ْعت ََّن يل َي ْ‬
‫حَ َت�����دَّ ا ُه َرج� ٌ‬
‫���اء فا ْكتَمى‬ ‫إلاَّ‬ ‫هتي‬ ‫��أ ٌس ُيناجي َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫���واز ال َفال‬ ‫َّجاء َب�ْي�نْ َ َأ ْج‬
‫هبا الن ُ‬ ‫��ر مَت��ي‬ ‫��م�لات َي ْ‬ ‫َأل��� َّي��� ًة ب��ا ْل�� َي�� ْع َ‬
‫ب البرُ ى‬ ‫باألمشاجِ ِم ْن َج ْذ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َي ْر َُع ْف َن‬ ‫َ‬
‫احلنايا ُض َّم ٌر‬ ‫ْ‬
‫كأشباحِ‬ ‫��وص‬
‫ُخ ٌ‬
‫اآلل َطفا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اآلل إذا‬ ‫ي ْط ُف َ‬
‫ون يف‬ ‫وبالضحى‬‫ُّ‬ ‫َي ْر ُس ْب َن يف َب ْح ِر الدُّ جى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلىص‬ ‫ب ُم ْب َي َّض َ‬ ‫وم ٌة خَ ْتض ُ‬‫َم ْر ُث َ‬ ‫�ن َو ًجى‬ ‫�ن َح ًفا وم� ْ‬ ‫أخفا ُف ُه َّن م� ْ‬
‫ْ‬
‫والسى‬ ‫آب ال ُغدُ ِّو‬ ‫ول َت��دْ ِ‬‫ِم ْن ُط ِ‬ ‫ب محُ ْ َقو ِق ٍ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫شاح ٍ‬ ‫ي ِم ْل َن ُك� َّ‬
‫�ل‬ ‫حَ ْ‬
‫رُّ‬ ‫‪50‬‬

‫كقدْ حِ ال َّن ْب ِع محَ ْن ِ ُّي ال َقرا‬


‫ِ‬ ‫َف ْه َو‬ ‫��ول ال َّطوى ُج ْثام َن ُه‬
‫��ر َب��رى ُط ُ‬
‫َب ٍّ‬
‫ّمل��ا َدح���ا ُت� ْ�ر َب � َت��ه��ا ع�لى ال ُبنى‬ ‫رب ال ُعىل‬
‫ُّ‬ ‫ينوي التي َف َّض َلها‬
‫‪15‬‬

‫ُ‬
‫حيث َجرى‬ ‫ك َد ْم َع ال َعينْ ِ ِم ْن‬ ‫َي ْملِ ُ‬ ‫حتَّى إذا قا َب َلها ْاس��تَ�� ْع�َب�رَ َ ال‬
‫���ر َو َت�ْي�نْ ِ فسعى‬ ‫ِ‬
‫ج��اء ا َمل ْ‬
‫َ‬ ‫�ت‬
‫�م� َ‬‫ُث� َّ‬ ‫ط��اف وان َثنى ُم ْستَلماً‬
‫َ‬ ‫�ت‬ ‫ُث� َّ‬
‫�م� َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�م��ر ًة‬ ‫���ب َ‬
‫��ج ول � َّب��ى ودع��ا‬
‫��ن بعد م��ا َع َّ‬
‫م ْ‬ ‫��ج وث �نَّ��ى ُع� ْ‬
‫احل� َّ‬ ‫وأو َج� َ‬
‫ْ‬
‫م��ان ِ‬
‫ِ‬ ‫�ج��ى ا َمل ْ‬
‫��أ ِز‬
‫ومنى‬ ‫يث حَ َت� َّ‬
‫َح ُ‬ ‫��ت راح يف ا ُمل�� َل�� ِّب َ‬
‫�ين إىل‬ ‫ُث َّ‬
‫��م َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مبِتًا‬
‫ريف يقرو خُ ْ‬
‫أالل فالنَّقا‬ ‫َم��واق�� ًف��ا َب �ْي�نْ َ‬ ‫ُث َّ‬
‫��م أت��ى ال َّت ْع َ‬
‫والصوى‬ ‫قاب‬ ‫والسعي ما بني ِ‬
‫الع ِ‬ ‫السبع وسب ًعا بعدها‬ ‫واستأنف‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫��را وقىل ُه ْج َر ال َّلغى‬ ‫أج ً‬‫��ر َز ْ‬ ‫أح َ‬ ‫ْ‬ ‫وراح للتودي ِع فيمن راح قد‬
‫ِ‬
‫��ب الكُىل‬‫ن��اش�� َز ًة َأكْ��ت��ا ُده��ا ُق َّ‬ ‫باخل ْي ِل َت ْعدو ا َمل َرطى‬ ‫َ‬ ‫ب��ذاك أم‬‫َ‬ ‫‪60‬‬

‫�ن َّ‬
‫الشبا‬ ‫�ق ُي��ب� ِ‬
‫�اري� َ‬ ‫احل�مال��ي� ِ‬
‫�ل َ‬ ‫ِم��ي� َ‬ ‫احني الغَضا‬ ‫كس ِ‬ ‫رَ‬ ‫ُش ْع ًثا تَعادى‬
‫نان خائِ ٍ‬ ‫اجل ِ‬ ‫��ري ِ‬ ‫�م � ْل��ن ك َّ ِ‬ ‫حَي� ِ‬
‫الوغى‬ ‫ض َغ ْم َر َ‬ ‫َش ْه ِم َ‬ ‫باس ٍل‬ ‫��م ِ ٍّ‬ ‫ُ��ل ش َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫احلرب ك َِري َه ا ُمل ْص َطىل‬
‫ِ‬ ‫كان َلظى‬
‫َ‬ ‫ب بِخَ دَّ ْي ِه إذا‬ ‫��ر ِ‬‫احل ْ‬ ‫َيغْشى َصىل َ‬
‫ِ‬ ‫�ل َ‬
‫َص��دَّ تْ�� ُه َع �نْ � ُه َه� ْي� َب� ٌة وال انثنى‬ ‫ْ��ف َل�� ُه ق ْ‬
‫��رنً��ا ملا‬ ‫احل��ت ُ‬ ‫ل��و ُم � ِّث� َ‬

‫��دار عن ُه ُم ْه َج ًة‬ ‫ِ‬


‫َبيح م��ا محى‬
‫�رام��ه��ا أو َي ْست َ‬
‫ل� َ‬ ‫ول��و مح��ى امل�� ْق ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ترىض الذي يرىض وتأبى ما أبى‬ ‫تغدو ا َمل��ن��اي��ا ط��ائ��ع��ات َأ ْم َ‬
‫���ر ُه‬
‫ُلمِ� ْق� ِ‬
‫�س� ٍم ِم��ن ب �ع� ِ‬
‫�د ه��ذا ُمنْتَهى‬ ‫الش ِّم ِم ْن َي ْع ُر َب َه ْل‬ ‫بل َق َسماً بِ ُ‬
‫ْ َ ْ‬
‫��ر ٍئ َ‬
‫فاخ َرهم َع ْف ُر البرَ ى‬ ‫بِفي ْام ِ‬ ‫�م األُىل إن فخروا ق��ال ال ُعىل‬ ‫ُه� ُ‬
‫لمِ‬ ‫ِ‬
‫���ن َع���رى أو اعتَفى‬ ‫ه��ام��ي � ًة َ ْ‬ ‫نابيع النَّدى‬ ‫�م األُىل َأ ْج� َ‬
‫��ر ْوا َي َ‬ ‫ُه� ُ‬
‫و َق��وم��وا ِم��ن صع ٍر ِ‬ ‫�ن َد َّوخ���وا َم� ِ‬
‫وم��ن َصغا‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫�ن ا ْنتَخى‬ ‫�م ا َّل��ذي� َ‬
‫ُه� ُ‬ ‫‪70‬‬
‫‪16‬‬

‫الضي ِم مُمِ���ر ِ‬
‫ات ُ‬ ‫ِ‬ ‫َأ‬
‫احلسا‬ ‫َّ‬ ‫ف���او َق َّ ْ‬ ‫�ن ماحلوا‬ ‫ذين َج َّرعوا َم� ْ‬ ‫�م ا َّل َ‬
‫ُه� ُ‬
‫َأ ْث��ن� ِ‬ ‫�وض��و َن� ٍ‬
‫��ر ٍة َم� ُ‬ ‫َأ ُ‬
‫�اء ُ‬
‫اجلثى‬ ‫حتَّى ُأوارى َب�ْي�نْ َ‬ ‫�ة‬ ‫�و نَ�� ْث َ‬ ‫زال َح� ْ‬
‫�ش� َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْث ُل َم��دَ ِّب الن َّْم ِل َي ْع ُلو يف ُّ‬
‫الربى‬ ‫���ار ٌم يف َمتْن ِ ِه‬
‫��ب��اي َص� ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وص��اح‬

‫�ق َش ْيئًا َح���دُّ ُه إال َف َ‬


‫��رى‬ ‫مَل ْ َي � ْل� َ‬ ‫��ض َك��امل ِ� ْل��حِ إذا ا ْنت ََض ْي َت ُه‬
‫َأ ْب�� َي ُ‬
‫��ت ِ‬ ‫َ����أ َّن ب � ع��ْي� ِ ِه و َغ���ربِ� ِ‬
‫فيه ُ‬
‫اجل��ذى‬ ‫َ��أ ًدا ت َ‬
‫َ��أكَّ�� َل ْ‬ ‫ُم��ف��ت َ‬ ‫��ه‬ ‫ْ‬ ‫ك َ َ ْي�نْ َ َ �رْ‬
‫يف ُظ َل ِم األَ ْك��ب� ِ‬
‫�اد ُس ْبلاً ال تُرى‬ ‫ُي��ري ا َمل‬
‫ح�ين َت ْقفو إ ْث� َ‬
‫��ر ُه‬ ‫َ‬ ‫��ن��ون‬
‫َ‬
‫وه َي زكا‬ ‫ِم ْن َب ْع ِد ما كان ْ‬ ‫��ة غ��ا َد َره��ا‬ ‫إذا ه���وى يف ج�� َّث ٍ‬
‫َت َخ ًسا ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حايب ال ُق َصيرْ َ ى ُج ْر ُش ٌع َع ْر ُد النَّسا‬ ‫األقطار خ� ٍ‬
‫�اظ ن َْح ُض ُه‬ ‫ِ‬ ‫ْش� ُ‬
‫ف‬ ‫وم� رْ ِ‬
‫ُ‬
‫والصال‬ ‫بعيدُ ما َب� َ ال�� َق ِ‬
‫��ذال‬ ‫�اة واملطا‬ ‫ق��ري��ب م��ا ب� ا ْل � َق��ط� ِ‬
‫َّ‬ ‫ْي�نْ‬ ‫َ ْي�نْ َ‬ ‫ُ‬
‫أمينات ال ُعجى‬ ‫ِ‬ ‫�ب ال َّل َب ِ‬
‫ان يف‬ ‫َّليل يف َدسي ٍع ُم ْف َع ٍم‬ ‫سامي الت ِ‬
‫َر ْح� ُ‬ ‫‪80‬‬

‫وظ النَّوى‬ ‫ور ِم ْث َل م ْل ُف ِ‬


‫َ‬ ‫إىل ن ُُس ٍ‬ ‫��ب ُم ْك َتن ٍَّة‬‫��واش ٍ‬‫ركِّ��ب��ن يف ح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫�خ بِا ْلبِ ِ‬
‫احلبا‬ ‫إىل ال� ُّ�رب��ى َأ ْورى هِب��ا َ‬
‫ن��ار ُ‬ ‫�إن َرقا‬ ‫احل�صى ف� ْ‬ ‫يد َ‬ ‫َي� ْ�ر َض� ُ‬
‫��ألحْ ِ‬
‫��اظ ال�لأى‬ ‫�ن بِ َ‬
‫�وح� ْي� ِ‬‫�م� َ‬‫إىل َل� ُ‬ ‫وم ٍة‬ ‫ِ‬
‫ُي��دي� ُ�ر إِ ْع��ل��ي � َط�ْي�نْ ِ يف َم ْل ُم َ‬
‫�س��و ٌد َو َأى‬ ‫ِ‬ ‫م َل ْولِ ُق‬ ‫ِ‬
‫الص ْه َوة مَمْ� ُ‬ ‫َّ‬ ‫خُ ْ‬ ‫يب َش ْج ُر ُه‬ ‫اخل ْل ِق َرح ٌ‬ ‫�ل َ‬ ‫�داخ� ُ‬
‫ُم� َ‬
‫��ن وال َشظى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ش��ي �نُ � ُه وال َفجا‬ ‫َ��ك ي� ِ‬
‫�س واه� ٌ‬ ‫وال َدخ��ي� ٌ‬ ‫ال َص��ك ٌ َ‬
‫َح�ْس�رْ ى تَلو ُذ بِ َجراثي ِم َّ‬
‫السحا‬ ‫الريح يف غاياتِ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ي��ري ف َتكْبو‬ ‫جَ ْ‬
‫أن َي ْشكُو َ‬
‫الوجى‬ ‫ت ْ‬ ‫وبا ما ِخ ْف َ‬
‫ي هُ‬
‫جَ ُ‬ ‫�و َق َمتْن ِ ِه‬ ‫ت األَ ْر َض َف� ْ‬ ‫لو ا ْعت ََس ْف َ‬‫ِ‬

‫إن َد َأى أو ْ‬
‫إن َردى‬ ‫َع ِن ال ُع ِ‬
‫يون ْ‬ ‫���و ُي���رى محُ ْ � َت� ِ‬
‫�ج� ًب��ا‬ ‫وه َ‬ ‫تَ�� ُظ��نُّ�� ُه ْ‬
‫‪17‬‬

‫��ض ْأو َب� ْ�ر ٌق َخفا‬ ‫ت َسنًا َأ ْو َم َ‬


‫ُق ْل َ‬ ‫���ر ِه‬
‫�ه��دْ َت َن � َظ� ً�را يف إِ ْث ِ‬‫اج � َت� َ‬
‫إذا ْ‬
‫وال �نَّ��ج��م يف ج �ب��ه��تِ� ِ‬ ‫س��اغ ِ‬
‫��ه‬ ‫ِ‬ ‫زاء يف ْأر‬ ‫َ‬
‫ك��أنَّ�ما َ‬
‫�ه إذا َب��دا‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫�����و ُ‬
‫ْ‬ ‫اجل‬ ‫‪90‬‬

‫��ن نَأى‬ ‫أ ْع��دَ ْدتُ�� ُه ف ْل َين َْأ َعنِّي َم ْ‬ ‫يان َف ْقدَ َم ْن‬ ‫مُه��ا عتادي الكافِ ِ‬

‫الرحى‬ ‫ب َّ‬ ‫ب فا ْع َل ْم َأنَّني ُق ْط ُ‬‫لِ ْل َح ْر ِ‬ ‫ت بِ� َ�ر ًح��ى َمن ُْصو َب ٍة‬ ‫�إن َس ِم ْع َ‬ ‫ف� ْ‬
‫ذاك ال َّلظى‬ ‫َ‬ ‫فا ْع َل ْم بِ��أنيِّ ُم ْس ِع ٌر‬ ‫ب َت ْلتَظي‬ ‫��ر ٍ‬‫�ار َح ْ‬ ‫وإن َر َأ ْي� َ‬
‫��ت ن� َ‬ ‫ْ‬
‫�ات وال َقنا‬‫�ات ا ُمل��ره��ف� ِ‬
‫ْ َ‬
‫عىل ُظ��ب� ِ‬ ‫الت َج ْه َر ًة‬ ‫ُّفوس السائِ ُ‬‫ِ‬ ‫َخ�ْي�رْ ُ الن‬
‫��آن َص����دَّ ين وال ِق�لى‬ ‫��ن َش���نَ� ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف����ار ْق َأ ْه�� َل�� ُه‬‫��راق مل ُأ‬ ‫ِ‬
‫ال��ع َ‬ ‫إن‬
‫ع� ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الورى‬
‫وق ال َعينْ َ م ْن هذا َ‬ ‫يشء َي ُر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فار ْقت ُُهم‬
‫��ذ َ‬ ‫وال ا َّطبى َع َّ‬
‫يني ُم ْ‬
‫وه َوى‬ ‫والناس أد ٌ ِ‬ ‫�ذ َرى‬ ‫نيفات ال� ُّ‬ ‫ناخيب ا ُمل‬ ‫ُه ُم َّ‬
‫الش‬
‫واه ْم ُ‬
‫ح��ال س ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأىض‬ ‫عاب َ‬ ‫ِ‬ ‫والناس َض‬ ‫آذ هُّي���م‬ ‫زاخ����ر ِ‬ ‫ه���م ال��ب��ح��ور ِ‬
‫حضاح ث ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫السفا‬
‫�ز َ‬ ‫ت عىل َو ْخ� ِ‬ ‫ِم ْثلاً َفأ ْغ َض ْي ُ‬ ‫ص ُت َل ُه ْم ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم‬ ‫ْت أ ْب رَ ْ‬ ‫إن ُكن ُ‬
‫ْ‬
‫�ًّل� ِم��ن نَعي ٍم َق��د َضفا‬ ‫َل� ظِ اًّ‬ ‫َع� يَ َّ‬ ‫لذين َأ ْو َف��دا‬ ‫�ن ا َّل ِ‬ ‫ير ْي� ِ‬ ‫ِ‬
‫حاشا األم� َ‬ ‫‪100‬‬

‫�اء ك��ان ِق��دْ ًم��ا قد عفا‬


‫ِم��ن ال��رج� ِ‬ ‫��م��را يل جان ًبا‬ ‫��ذان َع َ‬ ‫ِ‬ ‫مُه��ا ال�� َّل‬
‫�ل األَ ْر ِ‬ ‫بِ ُشك ِْر َأ ْه� ِ‬ ‫��و ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعنِّي ما وىف‬ ‫َ��ت‬
‫��رن ْ‬ ‫و َق��� َّل���داين م��نَّ�� ًة ل� ْ‬
‫�ر قد َطام‬ ‫�ح� ٍ‬
‫ي َب� ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح ْس َوة يف آذ ِّ‬ ‫َ‬ ‫عشارها وكان كا ْلـ‬ ‫بال ُعشرْ ِ ِم ْن ِم ِ‬

‫كالش ِء ال َّل َقى‬


‫يَّ ْ‬ ‫ِم ْن َب ْع ِدما قد ُكن ُ‬
‫ْت‬ ‫ْتاشنِي‬
‫م�ير ان َ‬ ‫َ‬
‫ميكال األ َ‬ ‫َ‬ ‫��ن‬
‫إن ا ْب َ‬ ‫َّ‬
‫الوزى‬ ‫الذ ْر ِع والبا ِع َ‬ ‫َب ْع ِد ان ِْق ِ‬
‫باض َّ‬ ‫اس ِم ْن‬‫وم��دَّ َض ْب َع َّي أب��و الع َّب ِ‬ ‫َ‬
‫��و َق ال ُعىل‬ ‫بِف ْعله حتَّى َع�لا َف� ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ذاك ا َّل��ذي ما زال َي ْس ُمو لِل ُعىل‬ ‫َ‬
‫‪18‬‬

‫�����د ِه إىل ال��س ِ‬


‫�ماء الرتقى‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وم‬
‫جَ ْ‬ ‫��ود ِه‬
‫ك��ان ي��رق��ى َأح���دٌ بِ��ج ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ل��و‬
‫ْارتَ���وى‬ ‫ع�لى ُأوار ع ٍ‬
‫يمة إلاَّ‬ ‫َف‬ ‫إن أت��ى ب��ح��ر َن���داه معت ٍ‬ ‫ما ْ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫�ماء لأِ َم�ي�ري ِ‬ ‫��ت ال��س ِ‬ ‫حَ ْت َ‬ ‫��ن‬ ‫ِس� ِ‬
‫ال��ف ُ لأِ َ‬ ‫َن � ْف� يِ‬
‫الفدى‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وم ْ‬ ‫ي َ‬ ‫�ي�ر َّ‬
‫��داء م� َ‬
‫�أس بِ ِ‬
‫��ه عىل َشفا‬ ‫��ف ال � َي� ْ ُ‬‫ق��دْ و َق َ‬ ‫مُه���ا ال��� َّل� ِ‬
‫��ذان َأث � َب��ت��ا يل َأ َم�ًل�اً‬ ‫‪110‬‬

‫فاستَسا َغ وصفا‬ ‫ف الز ِ‬


‫َّمان‬ ‫ص ُ‬ ‫�ش ا َّل���ذي َرنَّ�� َق�� ُه‬
‫َت�لا َف��ي��ا ال � َع � ْي� َ‬
‫ْ‬ ‫رَ ْ‬
‫كان ذوى‬‫َ‬ ‫فاه َت َّز ُغ ْصني َب ْعدَ ما‬
‫ْ‬ ‫م��اء َ‬
‫احل��ي��ا يل َر َغ���دً ا‬ ‫َ‬ ‫��ري��ا‬ ‫َ‬
‫وأ ْج َ‬
‫ِم ْن َب ْع ِد إ ْغضائي عىل َل ْذ ِع ال َقذى‬ ‫��وا بِناظِري‬
‫��م َ‬ ‫ِ‬
‫��ذان َس َ‬‫مُه��ا ال�� َّل‬
‫زال ُشكْري َلهما م ِ‬
‫واصلاً‬ ‫ال َ‬
‫المنَا‬
‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َل ْف َ‬
‫ظي أو َي ْعتا َقني رَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ما زا َغ َق ْلبي َعن ُْه ُم وال َهفا‬ ‫��ن َغ�ْي�رْ ِ ِق ًىل‬ ‫إن األُىل ف��ار ْق� ُ ِ‬
‫�ت م ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األم ِ‬ ‫لمِ‬ ‫ِ‬
‫����ر ف���آه ف��ا ْن � َف��أى‬ ‫��ه�� ِم ْ‬‫ُ�� ْب َ‬ ‫�ن يل َع��ز ًْم��ا إذا ْام َت َط ْي ُت ُه‬ ‫ل��ك� َّ‬
‫َ��ع��ي�� ٍم ِ‬‫���ل ن ِ‬
‫�َل� يف ظِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫وغ��ن��ى‬ ‫َع� يَ َّ‬ ‫الصبا‬ ‫��اء م��دَّ ُق � ْط� َ�ر ْي��ه َّ‬
‫ول��و أش� ُ‬
‫ت ُْضني ويف ت َْرشافِها ُب� ْ�ر ُء َّ‬
‫الضنى‬ ‫وال َع�� َب��تْ��ن��ي غ����ا َد ٌة َو ْه��ن��انَ�� ٌة‬
‫�اظ ِمنْها جُيتَنى‬ ‫رسين ب��األلحْ � ِ‬
‫ِ‬ ‫ـن ِ‬ ‫الو ْر ِد عىل النْـ‬ ‫ِ‬
‫يف َخدِّ ها َر ْو ٌض م َن َ‬
‫ياد ِم ْن َشامريخِ ُّ‬ ‫الق ِ‬
‫َط��وع ِ‬ ‫ِ‬
‫الذرى‬ ‫ْ َ‬ ‫النح َّط هَلا‬‫َ‬ ‫�م‬
‫�ص� َ‬ ‫ناجت األَ ْع� َ‬ ‫لو َ‬ ‫‪120‬‬
‫ب ا َملس َل ِ‬
‫ك َو ْع ِر ا ُمل ْرتَقى‬ ‫ْ‬ ‫ُم ْست َْص َع ِ‬ ‫م َلولِ ٍق‬
‫ت يف خُ ْ‬ ‫ت القانِ َ‬ ‫أو صاب ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ودي��ن ِ ِ‬‫�ه ِ‬ ‫�ح� ِ‬
‫َأ هْل����اه ع���ن َت��س�بِ��ي� ِ‬
‫يسها حتَّى تَ���را ُه ق��دْ َصبا‬ ‫ت َْأن ُ‬ ‫��ه‬ ‫ُ َ ْ ْ‬
‫�اء َجنى َو ْر ٍد إذا ال َّل ْي ُل َعسا‬
‫م� ُ‬ ‫�وب هِبا‬
‫باء َم � ْق � ُط� ٌ‬ ‫ك��أ َّن�ما َّ‬
‫الص ْه ُ‬
‫ياض ال َّظ ْل ِم ِمنها وال َّل َمى‬
‫َب�ْي�نْ َ َب ِ‬ ‫���ف ب���ر ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ريقها‬ ‫�اح� ُه راش ُ َ ْ‬ ‫�م��ت� ُ‬
‫َي� ْ‬
‫‪19‬‬

‫ات الدُّ نى‬ ‫ت فال ُقري ِ‬


‫َ َّ‬
‫إىل النُّحي ِ‬
‫َ ْ‬ ‫�زي� َز فا َملال‬ ‫َس َقى ال َع ِق َيق ف� َ‬
‫�احل� ِ‬
‫��ألحْ ِ‬
‫��اظ ا َملها‬ ‫��ص��ارع األُس ِ‬
‫���د بِ َ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫َم‬ ‫فامل ِ ْر َبد األَ ْع�لى ا َّل��ذي ُت ْلقى بِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫��ت بِ� ِ‬ ‫���ل ُك� ِّ‬
‫محَ َ َّ‬
‫��ر اآلب����اء يف َف� ْ‬
‫���ر ِع ال ُعىل‬ ‫َم��آث ُ‬ ‫�ه‬ ‫��م ْ‬ ‫��ل ُم�� ْق َ‬
‫��ر ٍم َس َ‬
‫ِم ْن َج ْو َه ٍر ِمنْ ُه النَّبِ ُّي ا ُمل ْص َطفى‬ ‫ِم َن األُىل َج ْو َه ُر ُه ْم إذا ا ْع َتزَوا‬
‫وما جر ْت يف َف َل ٍ‬ ‫ِ‬
‫الضحى‬ ‫ك َش ْم ُس ُّ‬ ‫ََ‬ ‫�ن الدُّ جى‬ ‫َص�َّل�ىَّ َع َل ْيه اهللُ ما َج� َّ‬
‫الصبا‬
‫َّ‬ ‫��ت َص ْو َب ُه َيدُ‬
‫وواص ْ‬
‫َ‬ ‫ِمنْها‬ ‫ُوب جانِ ًبا‬ ‫�ار ْت � ُه ا ْل َجن ُ‬ ‫��و ٌن َأع� َ‬ ‫َج ْ‬ ‫‪130‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أح��ض��ا ُن � ُه وام � َت��دَّ َك�ْس�رْ ا ُه َغطا‬
‫ْ‬ ‫َش� ْت‬ ‫نَ���أى َي�مان�� ًّي��ا ف��ل�َّم�اَّ ا ْن��� َت� رَ َ‬
‫�ن ُق ْط ِر ِه ا ُمل ُ‬
‫��زن َحبا‬ ‫ِمنْها ك� َ ِ‬
‫�أ ْن م� ْ‬ ‫�ب‬‫�ل ج��انِ� ٍ‬ ‫���ق ف � ُك� ُّ‬ ‫�ل األُ ْف� َ‬ ‫�ج� َّل� َ‬ ‫ف� َ‬
‫منها تقول‪ :‬الغيث يف هاتا ثوى‬ ‫ٍ‬
‫بقعة‬ ‫األرض ف��ك� ُّ‬
‫�ل‬ ‫َ‬ ‫وط�� َّب��ق‬
‫ب ِمنْها ما َخبا‬ ‫الصبا ُ‬
‫تش ُّ‬ ‫ِر ُ‬
‫ي��ح َّ‬ ‫َّ��ت هَلا‬
‫��ت ُب��رو ُق�� ُه َع��ن ْ‬
‫إذا َخ�� َب ْ‬
‫حادي ا ْل َجن ِ‬
‫ُوب َف َحدَ ْت كام َحدا‬ ‫َ���ت ُر ُع����و ُد ُه َح��دا هِبا‬ ‫وإن َون ْ‬ ‫ْ‬
‫��ه وب���ركِ� ِ‬ ‫���أ َّن يف أح��ض��انِ ِ‬
‫ك� َ‬
‫ووحى‬ ‫َب ْركًا تَداعى َب�ْي�نْ َ َس ْج ٍر َ‬ ‫��ه‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫��ي ُس��دى‬ ‫وه� َ‬‫حَ ْت َس ُبها َم� ْ�رع � َّي � ًة ْ‬ ‫��ر َك���ا ُمل���ز ِْن َس ً‬
‫��وام��ا هُ َّب�ًل�اً‬ ‫مل َت� َ‬
‫وح��ي��ا‬‫ي َ‬ ‫��ه ثِ��ق��ي بِ ِ‬
‫����ر ٍّ‬
‫��ق ِ‬ ‫بِ��وس ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ت‬ ‫�راز َل َّما ْاست َْو َث َق ْ‬ ‫َقول لِ�ل َ‬
‫أ ْج� ِ‬ ‫ت ُ‬
‫ِ‬
‫نان بِ �المْ��اء ِّ‬
‫ال��روى‬ ‫�ق ال ُب ْط َ‬ ‫و َط � َّب� َ‬ ‫��داب َس ْي ًبا محُ ْ ِس ًبا‬
‫�ع األَ ْح� َ‬ ‫ف� َ‬
‫�أ ْو َس� َ‬
‫ك��أنَّ�ما ال��ب��ي��داء ِغ���ب ص��وبِ ِ‬
‫��م َسجا‬ ‫�ح� ٌ�ر َطمى تَ�� َّي ُ‬
‫��ار ُه ُث َّ‬ ‫َب� ْ‬ ‫��ه‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫‪140‬‬

‫وجدا‬
‫ث َ‬ ‫ض َغ ْي ٌ‬‫أ ْر ِ‬‫�م لِ�ل� َ‬ ‫َق ْ‬
‫��و ٌم ُه� ُ‬ ‫وصا بِ ِه‬ ‫م ُص ً‬ ‫اجل��دا ال زال خَ ْ‬ ‫ذاك َ‬ ‫َ‬

‫الس ْي ُل الزُّبى‬
‫�ول َب� َل��غَ َّ‬‫مِمَّ��ن َي��ق� ُ‬ ‫�ت إذا م��ا هَ َب َظتْني َغ� ْ‬
‫�م� َ�ر ٌة‬ ‫َل� ْ‬
‫�س� ُ‬
‫‪20‬‬

‫الرجا‬ ‫أ ما َب�ْي�نْ َ ال� َّ�رج��ا إِىل َّ‬


‫مَتْ�ل ُ‬ ‫ين ُض ُلوعي َز ْف َ‬
‫��ر ٌة‬ ‫وإن َث َ‬
‫��و ْت ب� َ‬ ‫ْ‬
‫كان َطغا‬ ‫َ‬ ‫م َض ْو ِض ًعا ِمنْها ا َّلذي‬ ‫خُ ْ‬ ‫ُيرى‬ ‫حتَّى‬ ‫َم ْك ُظ َ‬
‫وم ًة‬ ‫هَنْن َْهتُها‬
‫ِ‬
‫َق ْو َل ال َقنُوط ان َقدَّ يف ال َب ْط ِن َّ‬
‫السال‬ ‫إن َع� َ�ر ْت��ن��ي َن ْك َب ٌة‬‫���ول ْ‬ ‫وال أ ُق ُ‬

‫���و َل إذا َاهل ْ‬


‫���و ُل َعال‬ ‫ِ‬
‫��س��او ُر َاهل ْ‬‫ُي‬ ‫مار ًسا‬ ‫وب ِ‬ ‫اخل ُط ُ‬ ‫ت ِمنِّي ُ‬ ‫مار َس ْ‬‫قدْ َ‬
‫ِ‬ ‫ي ا ْلتَوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ُم���واليِ َّ ْاستَوى‬ ‫�واء ْ‬‫وليِ ْاس��ت� ٌ‬ ‫إن ُم��ع��اد َّ‬ ‫ليِ َ ا ْل��ت ٌ‬
‫��واء ْ‬
‫ي َلمِ ْن ُو ِّدي ا ْبتَغى‬‫�راح واألَ ْر ُ‬
‫وال� ُ‬ ‫ت��ار ًة‬
‫َ‬ ‫ي لِ��ل � َع��دُ ِّو‬‫ش ٌ‬‫�ي رَ ْ‬
‫ِ‬
‫َط � ْع��م� َ‬
‫وب َّ‬
‫الشذا‬ ‫ْت َم ْر ُه ُ‬
‫َأ ْلوى إذا ُخ ِ‬
‫وشن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْت َس ْه ٌل َم ْع َط ِفي‬ ‫َل��دْ ٌن إذا ُلويِن ُ‬
‫ِ‬ ‫َي ْعت َِص ُم‬
‫�ار ْت بِ ُ‬
‫احلبى‬ ‫إذا ِري� ُ‬
‫�اح ال َّط ْي ِ‬
‫ش ط� َ‬ ‫احل ْل ُم بِ َجنْ َب ْي ُح ْب َويت‬ ‫‪150‬‬

‫��ع ِ‬
‫أو ا َّطبى‬ ‫َ�مال َط َ‬
‫��م ٌ‬ ‫إذا ْاس��ت َ‬ ‫ِّ��س‬
‫��ع ُم��دَ ن ٌ‬ ‫��م ٌ‬ ‫ال َي َّطبيني َط َ‬
‫أش َفينْ َ يب ِمنْها عىل ُس ْب ِل النُّهى‬‫ْ‬ ‫��ت يب ُرتَ�� ًب��ا جَت� ِ‬
‫��اريب‬ ‫وق���دْ َع�� َل ْ‬
‫���ش ِم �نِّ��ي نَ���ز ٌَق وال َأذى‬
‫ي َ‬ ‫مل خُ ْ‬ ‫لف� ِ‬
‫��راط األَ َذى‬ ‫��رؤٌ ِخ َ‬
‫يف إِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ْام ُ‬
‫��ون ِع ْر ًضا مل ُيدَ ن ِّْس ُه ال َّطخا‬
‫َأ ُص ُ‬ ‫��ن و َلكِنِّي ْام� ُ�رؤٌ‬
‫�ن َغ�ْي�رْ ِ ما َو ْه ٍ‬ ‫ِ‬
‫م� ْ‬
‫��ه مِمَّ���ا َح����وا ُه وا ْن �تَ�صى‬
‫ُض���ن بِ� ِ‬
‫َّ‬ ‫ض ا َمل� ْ�ر ِء ْ‬
‫أن َي ْب ُذ َل ما‬ ‫�و ُن ِع� ْ�ر ِ‬
‫وص� ْ‬
‫َ‬
‫خ��ار ِم ْن َب ْع ِد التُّقى‬
‫ِ‬ ‫وأ ْن َف ُس األ ْذ‬ ‫ات ْ‬
‫���ذ َت ُع��دَّ ًة‬ ‫�م��دُ َخ�ْي�رْ ُ ما خَّ َ‬ ‫َ‬
‫واحل� ْ‬
‫����ن ف��ي� ِ‬
‫��و َش �بِ��ي � ُه ز ََم ٍ‬ ‫ن��اج�� ٍم يف ز ََم� ٍ‬‫ِ‬ ‫���ر ٍن‬ ‫وك ُّ‬
‫�ه َب��دا‬ ‫ف��ه َ‬
‫ْ‬ ‫��ن‬ ‫ُ���ل َق� ْ‬
‫��ر َ‬
‫اجلنى‬ ‫ُغ ْص ٌن ن ٌ‬
‫َضري ُع���و ُد ُه ُم ُّ‬ ‫�ق‬‫فمن ُْه ْم رائِ� ٌ‬
‫ت ِ‬ ‫والناس كالنَّب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫�ت َجنا ُه انْسا َغ َع ْذ ًبا يف ال َّلها‬
‫ُذ ْق� َ‬ ‫�إن‬ ‫وم��نْ��ه م��ا َت ْقت ِ‬
‫َح ُم ال�� َع�ْي�نْ ُ ف� ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ْعاج ِم ْن ُه وان َْحنى‬ ‫ال��ش��ارخُ ِم��ن َزي��غ��انِ� ِ‬
‫ِ‬
‫ف َي ْست َِوي ما ان َ‬ ‫�ه‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُي�� َق َّ‬
‫��و ُم‬ ‫‪160‬‬
‫‪21‬‬

‫يف ِمن ُه ما ا ْلتَوى‬ ‫مل ْ ُي ِق ِم ال َّت ْث ِق ُ‬ ‫�ن َز ْي ِغ ِه‬ ‫ِ‬


‫إن َق َّو ْم َت ُه م� ْ‬ ‫َّ‬
‫والش ْي ُخ ْ‬
‫ِ‬ ‫ير َع ْط ُف ُه‬ ‫ِ‬
‫َل��دْ نً��ا َش��دي��دٌ َغ ْ‬
‫��م�� ُز ُه إذا َعسا‬ ‫�ن َي��س� ٌ‬ ‫�ص� ُ‬ ‫كذلك ال� ُغ� ْ‬
‫واحتَمى‬ ‫ْ‬ ‫و َع�� َّز َعن ُْه ْم جانِبا ُه‬ ‫�وا ُظ ْل َم ُه‬ ‫الناس حَت� َ‬
‫�ام� ْ‬ ‫َ‬ ‫�ن َظ َل َم‬
‫َم� ْ‬
‫السفا‬ ‫ِ‬
‫�ن َح َّيات َأنْباث َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ْظ َل ُم م� ْ‬ ‫��م ج��انِ� ُب� ُه‬ ‫���م َلمِ���ن َ‬
‫الن َل ُ‬
‫��ه ْ‬ ‫وه ْ‬‫ُ‬
‫��ط��ار ا ْل��بِ ِ‬
‫�لاد وال� ُق��رى‬ ‫ِ‬ ‫�ع َأ ْق‬ ‫ِ‬ ‫ت َعن ُْه ُم‬‫إن َف َح ْص َ‬ ‫والناس ُط ًّرا ْ‬
‫مَج��ي� َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعبِيدُ ذي‬
‫الصدى‬ ‫م ْن َغ ْم ِره يف َج ْر َعة ت َْشفي َّ‬ ‫وإن مل َي ْط َمعوا‬‫امل��ال ْ‬
‫وه� لمِ‬
‫��م فيام َأف���ا َد َ‬
‫وح��وى‬ ‫َ��ه ْ‬‫ش��ارك ُ‬‫َ‬ ‫وإن‬
‫���داء ْ‬ ‫��ق َأ ْع� ٌ‬‫��ن َأ ْم�� َل َ‬
‫��م َ� ْ‬
‫ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ت أيامي وما ِ‬
‫��ر َع َل ْيه ْ‬
‫وار َت���دى‬ ‫َ���أز ََّر ال��دَّ ْه ُ‬ ‫الغ ُّر ك ََم ْن‬ ‫عاج ُ َّ‬ ‫مَ ْ‬
‫��ل إذا َ‬
‫اجل���دُّ َعال‬ ‫��ه ُ‬ ‫��ك َ‬
‫اجل ْ‬ ‫ي�� ُّط َ‬
‫حَ ُ‬ ‫��ب بِ�لا َج��دٍّ وال‬ ‫��ع ال�� ُل ُّ‬ ‫��ر َف ُ‬
‫ال َي ْ‬
‫�و ًم��ا ْأو َغدا‬
‫�ظ َي� ْ‬
‫��ه ال� ِ‬
‫�واع� ُ‬ ‫راح بِ ِ‬ ‫�ن مل َي ِع ْظ ُه الدَّ ْه ُر مل َينْ َف ْع ُه ما‬‫َم� ْ‬ ‫‪170‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ن ُاهلدى‬ ‫�ان ال َعمى َأ ْوىل بِ��ه م� َ‬
‫ك� َ‬ ‫���ن مل ُت���ف���دْ ُه ع��َب�رَ ً ا أ َّي ُ‬
‫��ام�� ُه‬ ‫َم ْ‬
‫َأرا ُه م��ا َي��دْ ن��و إل��ي��ه م��ا نأى‬ ‫���ر ُه بِ�ما يرى‬ ‫ق��اس م��ا مل َي َ‬ ‫َ‬ ‫��ن‬
‫َم ْ‬
‫ال��ذ ِّل رَصى‬ ‫�ن ُّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫القيا َد مل َيز َْل‬ ‫احل��رص ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫َم َّل َ‬
‫َي � ْك� َ�ر ُع يف م��اء م� َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َم ْن‬
‫ِ ِ‬ ‫امع بِا ْل َي ْأ ِ‬
‫ث َرنا‬ ‫��ن َح ْي ُ‬ ‫إليه َع�ْي�نْ ُ ا ْل��ع� ِّز م ْ‬ ‫َت‬
‫س َرن ْ‬ ‫عار َض األَ ْط َ‬
‫َ‬ ‫َم ْن‬
‫ث ا ْنتَوى‬ ‫الغنى َق ِرينَ ُه َح ْي ُ‬ ‫�ان ِ‬ ‫ك� َ‬ ‫وهها‬ ‫ف النَّ ْفس عىل مكْر ِ‬ ‫َم ْن َع َط َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اخلطا‬ ‫يحات ُ‬ ‫ُ‬ ‫َقاص ْت َعنْ ُه َف ِس‬ ‫ت رَ َ‬ ‫هاء َق��دْ ِر ِه‬
‫ف ِعنْدَ انْتِ ِ‬ ‫�ن مل َي ِق ْ‬ ‫َم� ْ‬
‫��ن َس ْف ِع ُّ‬
‫الذكا‬ ‫َن��دام � ًة َأ ْل َ ِ‬
‫���ذ َع م ْ‬ ‫َ‬ ‫احل��� ْز َم َجنى لِنَ ْف ِس ِه‬
‫�ن َض َّي َع َ‬ ‫َم� ْ‬
‫ت إىل تِ ْلك ال ُعرى‬ ‫ت عرى ا َمل ْق ِ‬
‫ني َط ْ ُ‬ ‫خالق ِه‬
‫ب عرى َأ ِ‬
‫ناط بِا ْل ُع ْج ِ ُ‬‫َم ْن َ‬
‫‪22‬‬

‫�ج � َز ُه َن ْي ُل الدُّ نى َب ْل َه ال ُقصا‬ ‫َأ ْع� َ‬ ‫��و َق ُمنْتَهى َب ْس َطتِ ِه‬ ‫ط� َ‬
‫�ال َف ْ‬ ‫�ن‬
‫َم� ْ‬
‫ُول ا َملطا‬
‫م �ز َ‬ ‫آض جَ ْ‬ ‫ب ِء َي ْو ًما َ‬ ‫ِ‬
‫م الع ْ‬ ‫را َم ما َي ْع ِ‬
‫ج ُز َعنْ ُه َط ْو ُق ُه‬ ‫�ن‬
‫َم� ْ‬ ‫‪180‬‬
‫وواح���دٌ كَ��الأْ َ ْل ِ‬
‫ِ‬ ‫�واح� ٍ‬ ‫��ف ِمنْهم َك� ِ‬
‫إن َأ ْم ٌ‬
‫��ر َعنا‬ ‫��ف ْ‬ ‫�د‬ ‫�اس َأ ْل� ٌ ُ ُ‬ ‫وال��ن� ُ‬
‫�ل م��وتِ ِ‬ ‫ولِ ْل َفتى ِم��ن م��الِ� ِ‬
‫��ه ال م��ا اقتَنى‬ ‫َي���دا ُه َق � ْب� َ َ ْ‬ ‫�ت‬ ‫�ه ما َق��دَّ َم� ْ‬ ‫ْ‬
‫لمِ‬ ‫ِ‬ ‫وإنَّ�م�ا ا َمل����رء ح ِ‬
‫��ن وعى‬ ‫فك ُْن َحدي ًثا َح َسنًا َ ْ‬ ‫ي��ث َب�� ْع��دَ ُه‬ ‫��د ٌ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫َأ َم� َّ‬
‫���ر يل حينًا وأح��ي��انً��ا َحال‬ ‫ت الدَّ ْه َر َش ْط َر ْي ِه َف َقدْ‬ ‫إنيِّ َح َل ْب ُ‬
‫باز ٍل َ‬
‫يف ِ‬ ‫��رب� ٍ‬
‫وامتَطى‬
‫وب ْ‬ ‫راض ُ‬
‫اخل ُط َ‬ ‫�ل‬ ‫��ة ن���ايب ف� ُق� ْ‬ ‫���ر ع��ن جَت� ِ َ‬ ‫و ُف� َّ‬
‫�س َ‬ ‫ت َخ�ًل�ىً َي ُل ُّس ُه ْم‬ ‫والناس لِ ْلمو ِ‬
‫اخل�لا‬ ‫و َق � َّل�ما َي ْبقى م��ع ال � َل� ِّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫إذا َأت����ا ُه ال ُي����داوى بِ��ال� ُّ�رق��ى‬ ‫الردى‬ ‫أن َّ‬ ‫ت ِم ْن ُم ْس َت ْي ِق ٍن َّ‬ ‫َع ِ‬
‫ج ْب ُ‬
‫ك��خ��ابِ� ٍ‬ ‫��وي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وه� ِ‬
‫�ط َب�ْي�نْ َ َظ�ل�ا ٍم و َعشى‬ ‫��ة‬ ‫��ن ا ْل� َغ� ْف� َل��ة يف ُأ ْه ِ ّ‬
‫��و م َ‬
‫ْ َ‬
‫لس ِ‬ ‫قد ِق َ ِ‬ ‫��ن وال ُك���ف���ران هللِ كام‬
‫ب َأ ْخ�لى ْ‬
‫فارتَعى‬ ‫ار ِ‬ ‫يل ل َّ‬ ‫َن� ْ‬
‫��ح� ُ‬
‫�ت َع��نْ�� ُه مَت���ادى هَ‬
‫ول��ا‬ ‫�ام �نَ� ْ‬
‫َت��ط� َ‬ ‫وإن‬
‫ي���ع ْ‬ ‫���س َن��� ْب� َ‬
‫��أ ًة ِر َ‬ ‫إذا َأ َح� َّ‬ ‫‪190‬‬

‫أن َمىض‬ ‫َّت ْ‬ ‫غاب ا ْط َم َأن ْ‬ ‫حتَّى إذا‬ ‫ث ف��ا ْن �ز ََو ْت‬ ‫�ت لِ َلي ٍ‬ ‫ك َث َّل ٍة ِري � َع� ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫و َن� ْ�ر َت��ع��ي يف َغ ْف َل ٍة إذا ا ْن َقىض‬ ‫��ر ا َّل���ذي َي� ُ�رو ُع��ن��ا‬‫���ال لِ�ْل�أْ َ ْم� ِ‬
‫هُن ُ‬

‫ال���ر َّد َل��� ُه إذا َأت��ى‬ ‫�م��لِ� ُ‬ ‫�ش��ق��اء بِ��ال� َ ِ‬


‫َّ‬ ‫�ك‬ ‫ال َي� ْ‬ ‫�ع‬‫�ي ُم��و َل� ٌ‬‫�ش��ق� ِّ‬ ‫َ‬ ‫إن ال� َّ‬‫َّ‬
‫��ر َد ُع�� ُه إلاَّ ا ْل َعصا‬ ‫�ق��ي��م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وال َع ْبدُ ال َي ْ‬ ‫راد ٌع‬ ‫�ح� ِّ�ر ُم� ٌ‬ ‫��و ُم ل � ْل� ُ‬
‫وال�� َّل ْ‬
‫ع�لى َه����وا ُه َع�� ْق�� ُل�� ُه ف��ق��د نجا‬ ‫وآ َف��� ُة ال َع ْق ِل َاهل��وى َ‬
‫فم ْن َعال‬
‫‪23‬‬

‫��و َّد ُلخِ � ْل� ٍ‬


‫�ق ُم ْرتَىض‬ ‫أص َف ْي ُت ُه ال� ُ‬
‫ْ‬ ‫�ن َأخٍ َم ْسخُ و َط ٍة َأ ْخال ُق ُه‬ ‫ِ‬
‫كم م� ْ‬
‫أن َت����را ُه ق��د نَبا‬‫��و ًم��ا ْ‬ ‫َت� ُ‬
‫���ذ َّم َي ْ‬ ‫�م��و ًدا فال‬ ‫الس ْي َ‬
‫ف محَ ْ� ُ‬ ‫إذا َب� َل� ْ‬
‫�و َت َّ‬
‫��ث��ار فكَبا‬
‫ٌ‬ ‫��م�� ْع��دا ُه ِع‬ ‫ِ‬
‫���ن ل َ‬ ‫َع َّ‬ ‫ي��ت��ا ُز ا َمل���دَ ى ُ‬
‫ور َّب�ما‬ ‫ف جَ ْ‬ ‫وال�� ِّط ْ‬
‫��ر ُ‬
‫متَطى‬ ‫ال جَيِ���دُ ال�ع�ي��ب إ َل��ي ِ‬
‫��ه خُ ْ‬ ‫ب ا َّلذي‬ ‫َم ْن لك بِا ُمل َه َّذ ِ‬
‫ب النَّدْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َامل فا ْكتَفى‬‫��ر ًءا حا َز الك َ‬ ‫ُت ْلف ْام َ‬ ‫�اس مل‬ ‫ت ُأم� َ‬
‫��ور ال��ن� ِ‬ ‫إذا ت ََص َّف ْح َ‬ ‫‪200‬‬
‫��ه أول��و ِ‬ ‫َأم��نَ��ع م��ا ال َذ بِ ِ‬ ‫اجل ِم ِ‬
‫�ص�ْب�رْ ِ َ‬
‫احلجا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يل إ َّن � ُه‬ ‫��و ْل عىل ال� َّ‬ ‫َع� ِّ‬
‫ف النَّ ْف َس عىل ُس ْب ِل األَسا‬ ‫وع ِّط ِ‬
‫اجلوى‬‫يح َ‬ ‫ب َتبرْ ِ ُ‬ ‫إذا ْاس َت َف َّز ا ْل َق ْل َ‬ ‫َ‬
‫��ر ٍة إذا كَبا‬ ‫��ن َع�� ْث َ‬
‫ِ‬
‫�ض � ُه م� ْ‬ ‫ُي �نْ� ِ‬
‫�ه� ُ‬ ‫وت��ار ًة‬
‫َ‬ ‫��ر َيكْبو بِال َفتى‬ ‫وال��دَّ ْه ُ‬
‫ف نَجا‬ ‫سالٍ َك ْي َ‬‫مِ‬ ‫َب ْل فا ْع َج َب ْن ِم ْن‬ ‫ف َه َوى‬ ‫ك َك ْي َ‬ ‫ال َتعجبن ِمن هالِ ٍ‬
‫ْ َ َْ ْ‬
‫وظِ ُّل ُه ا ْلقالِ ُص َأ ْضحى قد َأزى‬ ‫�ت ُأ َّف�ًل�اً‬ ‫إن ُن��ج��وم ا َمل� ِ‬
‫�س� ْ‬ ‫�ج��د َأ ْم� َ‬‫ْ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫يل ا َمل � ْك��رم� ِ‬ ‫إىل َسبِ ِ‬ ‫���ن ُأ‬ ‫ِ‬
‫�ات ُي ْقتَدى‬ ‫ُ‬ ‫ن����اس هِبِ� ُ‬
‫��م‬ ‫ٍ‬ ‫إلاّ َب��ق��اي��ا م ْ‬
‫السدى‬
‫ض غادا ُه َّ‬ ‫َت ك َنشرْ ِ َّ‬
‫الر ْو ِ‬ ‫كان ْ‬ ‫ت َأن َ‬
‫ْباء ُهم‬ ‫ُ‬
‫حاديث ا ْنت ََض ْ‬‫إذا األَ‬

‫�ج� ً�را إذا جا َل َس ُه ْم وال َخنا‬ ‫ُه� ْ‬ ‫ملِ ِس ِه ْم‬ ‫ِ‬


‫السام ُع يف جَ ْ‬ ‫ال َي ْس َم ُع‬
‫ِ‬ ‫يش َة لو َأ َّن ال َفتى‬ ‫ما َأ ْن �ع��م ِ‬
‫الرشا‬‫َي ْق َب ُل من ُه َم��و ُت � ُه َأسنى ُّ‬ ‫الع َ‬ ‫َ َ‬
‫هاتيك ُ‬
‫احلىل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫مل َي ْستَلِ ْب ُه َّ‬
‫الش ْي ُ‬ ‫�م� َ�ر ُه‬
‫باب ُع� ْ‬ ‫أو ل��و حَ َت�َّل�ىَّ بِ َّ‬
‫الش ِ‬ ‫‪210‬‬

‫للناس ُأسى‬
‫ِ‬ ‫وب الدَّ ْه ِر‬
‫ويف ُخ ُط ِ‬ ‫هات مهام ُي ْس َت َع ْر ُم ْسترَ ْ َج ٌع‬
‫َه ْي َ‬
‫�م ِغيدُ ال ُّطىل‬ ‫�ف ا ْلكَ�رى‬ ‫س�ام َر ُه ْم َط ْي ُ‬ ‫وفِ ْتي ٍ‬
‫�ة‬
‫وه� ْ‬‫فسامروا الن َّْو َم ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪24‬‬

‫يص ال َقطا‬ ‫ِ‬ ‫�ق بِ��ا َمل� ِ‬


‫�ل ُم� ْل� ٍ‬
‫وال� َّل� ْي� ُ‬
‫والعيس َينْ ُب ْث َن أفاح َ‬
‫ُ‬ ‫�وام��ي َب� ْ�ر َك� ُه‬

‫الصدى‬ ‫يم ال ُبو ِم أو َص ْو َت َّ‬


‫ِ‬
‫إلاّ نَئ َ‬ ‫ث ال هُت���دَ ى لِ َس ْم ٍع َن� ْب� َ‬
‫�أ ٌة‬ ‫بح ْي ُ‬‫َ‬
‫ْ‬
‫س الدَّ وى‬ ‫الر ْح ِل بِالجِْ ْب ِ‬‫ت أدا ُة َّ‬ ‫ما َل ْ‬ ‫شا َي ْعت ُُه ْم عىل ال�ُّس�رُّ ى حتَّى إذا‬

‫السى‬ ‫ب رُّ‬
‫ِ‬
‫فجدُّ وا حَ ْت َمدُ وا غ َّ‬ ‫َو ْه ٌن ِ‬ ‫�و ْي��ن��ا ِغ ُّبها‬
‫إن ُاهل� َ‬
‫�م َّ‬ ‫�ه� ْ‬ ‫�ت َل� ُ‬
‫ُق � ْل� ُ‬
‫ِ‬ ‫��ش األَ ْق‬ ‫وم ِ‬
‫�ه�زُو ِم َ‬
‫اجلبا‬ ‫ُمدَ ْع َث ِر األَ ْع��ض��اد َم� ْ‬ ‫ِ‬
‫��ط��ار ط��ا ٍم م��اؤُ ُه‬ ‫��وح ِ‬ ‫ُ‬
‫�ت لِت ُْمتَهى‬ ‫صال ُأ ْر ِه � َف� ْ‬‫زُر ُق نِ ٍ‬ ‫ي��ش ع�لى أرج��ائِ ِ‬
‫��ه‬ ‫ال��ر ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك��أنَّ�ما ِّ‬
‫َك سم السم ِع ِم ْن ِ‬
‫طول ال َّط َوى‬ ‫�ب َي ْع ِوي َح ْو َل ُه‬ ‫َو َر ْدتُ��� ُه وال� ِّ‬
‫ُم ْست َّ َ ِّ َّ ْ‬ ‫�ذ ْئ� ُ‬
‫ِ‬ ‫وم���نْ���تِ���جٍ ُأ ُّم َأ‬
‫�س الضوى‬ ‫مل َيتَخَ َّو ْن ِج ْس َم ُه َم� ُّ‬ ‫ب���ي���ه ُأ ُّم���� ُه‬ ‫ُ‬ ‫‪220‬‬

‫��ه و ُي ْشتَوى‬‫��د ي���ورى بِ ِ‬ ‫عن و َل ٍ‬ ‫َت‬ ‫ِ‬


‫أخيه فا ْن َثن ْ‬ ‫أ ْف� َ�ر ْش � ُت � ُه بِ�نْ� َ‬
‫�ت‬
‫ُ َ‬
‫ك َو ْع ِر ا ُملرتَقى‬ ‫ب ا َملس َل ِ‬
‫ْ‬ ‫ُم ْست َْص َع ِ‬ ‫��ق ْأرج����اؤُ ُه‬ ‫��ولِ ٍ‬ ‫م�� َل ْ‬ ‫��ر َق� ٍ‬
‫��ب خُ ْ‬ ‫وم� ْ‬ ‫َ‬
‫وحينًا ال ُي��رى‬ ‫َت��رم � ُق �ه ِحينًا ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫اآلل ُي��رى لِناظِ ٍر‬ ‫ِ‬ ‫والشخْ ُص يف‬ ‫َّ‬
‫احل ِ‬ ‫�ت ِ‬ ‫وال ِّظ ُّل ِمن حَ ْت� ِ‬ ‫��ج ِري َقها‬ ‫ْأو َف � ْي� ُ‬
‫��ذاء محُ ْتَذى‬ ‫ْ‬ ‫والش ْم ُس مَت ُ ُّ‬
‫َّ‬ ‫�ت‬
‫ِ‬ ‫وط���ار ٍق ي ْ ِ‬
‫شاء وانْضوى‬ ‫ْب ع ً‬ ‫الذئ ُ‬‫ت ََض َّو َر ِّ‬ ‫ْ��ب إذا‬ ‫��س�� ُه ِّ‬
‫ال��ذئ ُ‬ ‫��ؤن ُ‬ ‫ِ ُ‬
‫يدْ عو العفا َة َضوؤُ ها إىل ِ‬ ‫�ف‬ ‫��ي َم� ْ‬
‫�أ َل� ٌ‬ ‫ِ‬
‫القرى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وه� َ‬ ‫ي ْ‬ ‫ن���ار َ‬ ‫أوى إىل‬

‫ال��رؤى‬
‫ُّ‬ ‫أح�ل�ا ُم‬ ‫ب ْ‬ ‫تَ�� ُز ُّف�� ُه لِ ْل َق ْل ِ‬ ‫��ال زائِ���ر‬ ‫��ف َخ���ي� ٍ‬ ‫هللِ م��ا َط��� ْي� ُ‬

‫َه ْو َل ُدجى ال َّل ْي ِل إذا ال َّل ْي ُل ا ْنبرَ ى‬ ‫جَي���وب َأج���وا َز ال� َف�لا محُ ْ � َت� ِ‬
‫�ق� ً�را‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنَّى ت ََسدَّ ى ال َّل ْي َل أم أنَّى ْاهتَدى‬ ‫��ن َأنبائِ ِه‬ ‫�ح َع ْ‬ ‫�ص� َ‬ ‫سائِ ْل ُه ْ‬
‫إن َأ ْف� َ‬
‫‪25‬‬

‫فار وال ُقرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ف��ار ٌس‬ ‫أو هو َي��دري َق ْب َلها ما‬
‫وم��ا َمواميها الق ُ‬ ‫‪230‬‬

‫��اق يب َج��انِ�� ُب�� ُه وال نَبا‬


‫م��ا ض� َ‬ ‫وس��ائِ�لي بِ ُمز ِْعجي ع��ن َو َط ٍ‬
‫��ن‬
‫ث ال يدْ ري ِ‬
‫وم ْن َح ْي ُ‬
‫ث َدرى‬ ‫ِ‬
‫م ْن َح ْي ُ َ‬ ‫ك َأ ْم َ‬
‫��ر ال َفتى‬ ‫ضاء مالِ ٌ‬
‫ت ال َق ُ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫�ص� ِ‬‫ِ‬ ‫ال تَس َأ َلنّي واس َ ِ ِ‬
‫وم��� ْز َدرى‬
‫�م م �نْ � ُه َوز ٌَر ُ‬
‫َي � ْع� ُ‬ ‫�دار هل‬‫��أل المْ � ْق� َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ووحى‬ ‫�و ٍ‬
‫الق َ‬ ‫ذو ال� َع� ْ�ر ِ‬
‫ش ممَّا ُه� َ‬ ‫��رؤٌ ما َخ َّط ُه‬
‫أن َي ْلقى ْام� ُ‬
‫ال ُب��دَّ ْ‬

‫َت� َق ا ْل َع ْظ َم ا ُمل ِم َّخ وا ْنتَقى‬


‫ف��ا ْع� رَ َ‬ ‫َم���ان جائِ ٌر‬
‫ٌ‬ ‫���ر َو َأ ْن َّ‬
‫ل��ج ز‬ ‫ال َغ ْ‬
‫َت ْلقى أخ��ا اإل ْق��ت� ِ‬ ‫ِ‬
‫القاح َل خُ ْ‬
‫�و ًم��ا قد نَام‬
‫�ار َي� ْ‬ ‫�َض�ا وقد‬
‫م رًَّ‬ ‫ف َقدْ ت َ‬
‫َ��رى‬
‫ِ‬
‫ناق َب َة ال�ُب�رُ ْ ُق�� ِع عن َع ْين َْي َطال‬ ‫ُ��ن لنا‬ ‫��ؤ َل�� َّي��ا ه��ل ن َ‬
‫َ��ش��دْ ت َّ‬ ‫ي��ا َه ُ‬
‫ِ‬ ‫َأ ْص َب ْ‬ ‫الصبِ َّيينْ ِ ا َّلتي‬ ‫ت ُأ ُّم‬
‫ما َأن َْص َف ْ‬
‫ولما ُي ْص َطبى‬‫ت أخا الحْ ْل ِم َّ‬ ‫َّ‬

‫يض ا ْقتِيا َد ا ُمل ْهتَدى‬


‫َي ْقتا َد َك ا ْلبِ ُ‬ ‫يضا ب� أ ْف� ِ‬
‫��واد َك َأ ْن‬ ‫است َْح ِي بِ ً َ ْي�نْ َ‬
‫�ب َ‬
‫واجل�لا‬ ‫َأ َط َ‬
‫��ر ًب��ا َب � ْع��دَ ا َمل��ش��ي� ِ‬ ‫َ��ع هاتا َز َّل�� ًة‬ ‫�ات م��ا ْ‬
‫أش��ن َ‬ ‫َه � ْي��ه� َ‬ ‫‪240‬‬

‫وس��ا جُ ْت�تَ�لى‬
‫��ر ً‬
‫�مان�ين َع ُ‬
‫َ‬ ‫بِ��ن ُ‬
‫ْ��ت َث‬ ‫�ت ُق ْط َر ْي ِه يل‬ ‫يا ُر َّب َل ْي ٍل مَ َ‬
‫ج� َع� ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِّض�ا ُم ا ُمل ْحتَىض‬
‫ومل ُيدَ ن ِّْسها ال� رِّ‬ ‫مل َي ْملك المْ� ُ‬
‫��اء َع َل ْيها ْأم َرها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫��ن دائ��ه��ا إذا هَيِ��ي� ُ‬
‫�ج ُي ْشتَفى‬ ‫م ْ‬ ‫وأح��ي��ا ًن��ا هِبا‬
‫��ي ال���دَّ ُاء ْ‬
‫حينًا ه َ‬
‫َض �نًّ��ا هِب��ا ع�لى ِس���واه ْ‬
‫واختَبى‬ ‫اختارها‬
‫َ‬ ‫اخل�َّم�اَّ ُر َّمل��ا‬
‫صانا َ‬
‫هَ‬ ‫قد‬
‫يف ك َْأ ِسها لأِ َ ْع�ُي�نُ ِ ال��ن� ِ‬
‫�اس كال‬ ‫إن َبدَ ْت‬ ‫َف ْهي تُرى يف ُط ِ‬
‫ول َد ْه ٍر ْ‬ ‫َ‬
‫‪26‬‬

‫الص ْح ِن والك َْأ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س يف ُذ ُر ِ‬


‫س ا ْقتَدى‬ ‫بِف ْعلها يف َّ‬ ‫وره��ا‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫�أن َق ْ‬
‫��ر َن َّ‬ ‫ك� َّ‬
‫ش ُت����� ُه إذا ا ْن� َت��ش��ى‬ ‫ِ ِ ِ رِ‬ ‫وع ال ت َْس ُطو عىل‬
‫نَ��دي��م��ه َّ‬ ‫نا َز ْعتُها ْأر َ‬
‫إن َشدا‬ ‫ت�ًل�اً أو ُمن ِْشدً ا أو ْ‬ ‫ُم� ْ�ر جَ ِ‬ ‫ض َن ْظ ُم َل ْفظِ ِه‬‫��ر ْو ِ‬‫َ��و َر ال� َّ‬ ‫َ‬
‫ك��أ َّن ن ْ‬
‫وا َمل� ْ‬
‫��ر ُء َي ْبقى َب� ْع��دَ ُه ُح ْس ُن ال َّثنا‬ ‫�ال ال َفتى َق��دْ نِ ْل ُت ُه‬
‫�ل ما ن� َ‬ ‫�ن ُك� ِّ‬ ‫ِ‬
‫م� ْ‬
‫احل���دَّ انتَهى‬ ‫ش ٍء َب � َل��غَ َ‬
‫��ل يَ ْ‬ ‫و ُك� ُّ‬ ‫��ذتيِ‬
‫ت َل َّ‬ ‫��ت ف َقدْ ت َ‬
‫َناه ْ‬ ‫ف��إن َأ ُم� ْ‬
‫ْ‬ ‫‪250‬‬

‫�ه وما انتشى‬ ‫بِام ا ْن َطوى ِمن صفِ� ِ‬


‫ْ رَ ْ‬ ‫ت َدهري عا ًلمِا‬ ‫صاح ْب ُ‬
‫َ‬ ‫وإن َأ ِع ْش‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫�����أره فيِ ِ‬ ‫ح��اش��ا لمِ��ا َأ ْس‬
‫اخلنا‬ ‫أن َأتْ�� َب َ‬
‫��ع ُر ّوا َد َ‬ ‫��م ْ‬‫والحْ �� ْل ُ‬ ‫احلجا‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫وم � ْز َده��ى‬ ‫أو لاِ ْب��تِ��ه��اجٍ َف� ِ‬ ‫َـضـ ًع�ا‬ ‫ـــ�ة مـخْ ـت ِ‬
‫أن ُأرى لِنَ ْكب ٍ‬ ‫أو ْ‬
‫�ر ًح��ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪253‬‬

‫قال أبو بكر حممد ابن دريد األزدي �‪:‬‬


‫ِ‬
‫شجار النَّقا‬‫ني َأ‬ ‫تَرعى ُ‬
‫اخلزامى َب َ‬ ‫‪ 1‬ي��ا َظ��ب � َي � ًة َأش�� َب��ه يَش ٍء بِا َملها‬
‫(يا ظبية) واحدة الظباء (أشبه يشء باملها) بقر الوحش‪ ،‬مجع مهاة (ترعى اخلزامى)‬
‫معوج الرمل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نبت طيب الرائحة (بني أشجار النقا)‬
‫ِ‬ ‫�ت َأ‬ ‫يِ‬
‫ذي��ال الدُّ جى‬ ‫��ر َة ُصبحٍ حَت� َ‬
‫ُط َّ‬ ‫أس حاكى َلو ُن ُه‬
‫ي َر َ‬ ‫إِ ّم��ا َت� َ‬
‫��ر ْ‬
‫(إما) حرف‪« ،‬إن» رشط و«ما» زائدة‪ ،‬أو اهلمزة استفهامية مفتوحة إن َخ َّف ْف َت «أما»‬
‫(تري رأيس حاكى) أشبه (لونه طرة) وجه وحافة‪ ،‬ومنه طرة الكتاب (صبح حتت أذيال)‬
‫أطراف (الدجى) ال ُّظ َلم‪ ،‬مجع دجية‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫النار يف َجز ِْل الغَىض‬


‫عال ِ‬ ‫ثل اشتِ ِ‬ ‫�و ِّد ِه‬
‫ِم َ‬ ‫�ل ا ُملب َي ُّض يف ُم��س� َ‬
‫َواش � َت � َع� َ‬
‫(واشتعل) فشا وانترش (املبيض) الشعر األشيب (يف مسوده) الشعر الذي بقي عىل‬
‫سواده (مثل اشتعال النار يف جزل) غليظ (الغىض) رضب من الشجر‪ ،‬واحدته غضاة‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫فانجىل‬
‫َ‬ ‫َأرج��ائ��ه َض ُ‬
‫��وء َص��ب��احٍ‬ ‫��ل يف‬‫فكان كال َّل ْي ِل ال َبهي ِم َح َّ‬
‫َ‬
‫(فكان) زمن الصغر (كالليل) يف السواد (البهيم) األسود (حل يف أرجائه) أطرافه‬
‫بعد الكرب (ضوء صباح فانجىل) انكشف‪.‬‬
‫َخ��واطِ� َ�ر ال َق ِ‬
‫لب بِتَربيحِ َ‬ ‫��ر َرم��ى‬ ‫رِ‬ ‫وغ� َ‬
‫اجلوى‬ ‫شيت َده� ٌ‬
‫م��اء َّ‬
‫َ‬ ‫��اض‬
‫(وغاض) نقص‪[ ،‬ﯰ ﯱ] اآلية (ماء رشيت) حدة شبايب وقويت (دهر رمى‬
‫اهلم (بتربيح) مشقة (اجلوى) املرض‬
‫خواطر القلب) مجع خاطر‪ :‬ما خيطر بالقلب من ِّ‬
‫الداخل‪.‬‬
‫ِمن ب ِ‬ ‫بسا ِ‬
‫�اج ال َّثرى‬
‫م� َ‬ ‫عد ما َقد َ‬
‫كان جَ ّ‬ ‫َ‬ ‫ذاو ًي��ا‬ ‫وض ال َّل ْه ِو َي ً‬
‫وآض َر ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أيضا‪ :‬رجع رجو ًعا (روض اللهو) مكانه ا ُملعشب مجع روضة (يبسا) ً‬
‫يابسا‬ ‫(وآض) ً‬
‫أيضا (من بعد ما قد كان جماج) ص َّباب (الثرى) الرتاب الندي‪.‬‬ ‫(ذاويا) ً‬
‫يابسا ً‬
‫ما َت� ْ ِ‬ ‫َّ��أي ا ُمل� ِ‬
‫احلشا‬ ‫�أ َت��ل��ي تَس َف ُع َأث��ن� َ‬
‫�اء َ‬ ‫�ت َج� ْ‬
‫��ذ َو ًة‬ ‫�ش� ُّ‬ ‫وض َم ال��ن ْ ُ‬
‫رَ َّ‬
‫املفرق (جذوة) قطعة ملتهبة من النار (ما‬ ‫(ورضم) أوقد (النأي) البعد (املشت) ِّ‬
‫تأتيل) ُت َقرص (تسفع) ِّ‬
‫حترق أو تؤثر (أثناء) وسط (احلشا) ما احتوت عليه األضالع‪.‬‬

‫يف الكَرى‬ ‫َل ّما جفا َأ هَ‬


‫جفانا َط ُ‬ ‫وات َ‬
‫���ذ التَّسهيدُ َعيني َمأ َل ًفا‬ ‫خَّ َ‬
‫كالسهاد (عيني مألفا) صاح ًبا‪ ،‬وهو يف األصل مكان‬ ‫ُّ‬ ‫السهر‬
‫َ‬ ‫(واختذ التسهيد)‬
‫االئتالف‪ ،‬أي‪ :‬االجتامع (لما جفا) هجر‪ ،‬ومنه اجلفوة بمعنى اجلفاء (أجفاهنا) أغطيتها‪،‬‬
‫مجع َجفن (طيف) طائف‪ ،‬وهو اخليال (الكرى) النوم‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫حط النَّوى‬ ‫نب ما َأ َ‬


‫س��أ َر ُه َش ُ‬ ‫يف َج ِ‬ ‫ف��ك ُّ‬
‫ُ��ل م��ا ال َق��ي��تُ�� ُه ُم��غ � َت � َف� ٌ�ر‬
‫(فكل ما القيته) من الرزايا فهو جواب «إما» إن ذهبنا إىل جعل «إما» للرشط‪ ،‬وإال فالفاء‬
‫عاطفة (مغتفر) متجاوز عنه (يف جنب ما أسأره) أبقاه‪ ،‬ومنه السؤر (شحط) بعد (النوى)‪.‬‬

‫�ض َأص�لا َد َّ‬


‫الصفا‬ ‫َيلقا ُه َقلبي َف� َّ‬ ‫خر األَ َص َّم َب ُ‬
‫عض ما‬ ‫َلو ال َب َس َ‬
‫الص َ‬ ‫‪10‬‬

‫الص ْلب الذي ال صدع فيه (بعض ما‬ ‫(لو البس) خالط (الصخر) احلجر (األصم) ُّ‬
‫يلقاه قلبي فض) كرس (أصالد) مجع َص ْلد للحجر الشديد‪ ،‬وفيه َص َل ْو َدد (الصفا) اسم‬
‫جنس صفاة‪ ،‬للحجر العريض‪.‬‬

‫َأ َّن ُق���ص���ارا ُه نَ��ف��ا ٌد و َت���وى‬ ‫ِ‬


‫يب فا ْع َل َم ْن‬ ‫إذا َذوى الغ ُْص ُن َّ‬
‫الرط ُ‬
‫جف وذبل (الغصن الرطِيب) الناعم الرطب (فاعلمن أن قصاراه) آخره‬ ‫(إذا ذوى) َّ‬
‫ومنتهاه (نفاد) فناء وذهاب (وتوى) هالك‪.‬‬
‫��ن َّ‬
‫الشجى‬ ‫ِ‬ ‫َعنو ُدها َأق � َت� ُ‬ ‫يت ال َبل َأ ْج َر َضتْني ُغ َّص ٌة‬
‫ج ُ‬‫َش ِ‬
‫�ل يل م َ‬
‫حزنت (ال بل أجرضتني) خنقتني (غصة) يعني غصة املوت (عنودها)‬
‫ُ‬ ‫(شجيت)‬
‫معارضها‪ ،‬يعني ما عاند منها (أقتل يل من الشجى) احلزن كالشجو‪.‬‬

‫وقوف َعىل ُس ْب ِل ال ُبكا‬


‫ٌ‬ ‫فال َق ْل ُ‬
‫ب َم‬ ‫ي � ِم َعن َعيني ال ُبكا جَ َت ُّلدي‬
‫إن حَ ْ‬
‫ْ‬
‫(إن حيم) يمنع (عن عيني البكا جتلدي) تصبرُّ ي (فالقلب موقوف عىل سبل) طرق‪،‬‬
‫مجع سبيل بمعنى الطريق (البكا)‪.‬‬
‫ِ‬
‫ال��ردى‬
‫َّ‬ ‫يقظان ألص�ماين‬
‫َ‬ ‫َأل��ق��ا ُه‬ ‫�و كانَت األَح�لا ُم َ‬
‫ناجتْني بِام‬ ‫َل� ْ‬
‫(لو كانت األحالم) مجع ُحلم ما يراه النائم (ناجتني) أخربتني (بام ألقاه يقظان) غري‬
‫نائم‪ ،‬مجعه أيقاظ (ألصامين) أي‪ :‬أصاب مقتيل‪ ،‬يقال‪ :‬رماه فأصامه أي‪ :‬أصاب مقتله‪ ،‬أو‬
‫رماه فأشواه‪ ،‬أي‪ :‬أخطأ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫‪29‬‬

‫أقول َش ًوى ما مل ُي ِص ْبن صميمي‬ ‫وكنت إذا األي��ام أحدثن هالكًا‬


‫شوى ما سلم دينُك‪.‬‬ ‫ويقال‪ُّ :‬‬
‫كل ذلك ً‬
‫(الردى) اهلالك‪.‬‬

‫ب وال ِحجى‬ ‫�س� ِ‬


‫�ه ذو َأر ٍ‬ ‫لِ�نَ� ْف� ِ‬ ‫���ر ىَض هِبا‬ ‫ِ‬ ‫َم �نْ� ِ‬
‫�زل � ٌة َم��ا خ ْلتُها َي ْ‬
‫(منزلة) درجة (ما خلتها) حسبتُها (يرىض هبا لنفسه ذو أرب) عقل‪ ،‬يقال‪ :‬فالن‬
‫أريب‪ ،‬أي‪ :‬عاقل (وال حجى) عقل ً‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫جِ‬ ‫��و ِق ٌ‬ ‫�ب ب� ِ‬
‫�ار ُق � ُه‬ ‫�اب ُخ � َّل� ٍ‬
‫�م َس��ح� ٍ‬
‫ومنى‬
‫��ف َب�ْي�نْ َ ْارت����اء ُ‬ ‫وم ْ‬‫َ‬ ‫َش � ْي� ُ‬
‫الشيم النظر إىل الربق (سحاب) ٍ‬
‫مزن‪ ،‬أي‪ :‬شيم برقه (خلب) ال ماء يف مزنه‬ ‫(شيم) َّ ْ‬
‫(بارقه) برقه (وموقف بني ارجتاء) رجاء‪ ،‬ضد يأس (ومنى) مجع منية‪ :‬ما يتمناه الشخص‪.‬‬

‫�اء ُم ْه َجتي َأو جُ ْ‬


‫متَوى‬ ‫َي ْشت ُّ‬
‫َف م� َ‬ ‫��و ٍم َم��ن ِ‬
‫ْ��ز ٌل ُم ْست َْو َب ٌل‬ ‫يف ك ِّ‬
‫ُ��ل َي� ْ‬
‫(يف كل يوم منزل) مكان النزول (مستوبل) مستثقل (يشتف) يستقيص‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫اشتف ما يف اإلناء إذا استقصاه (ماء مهجتي) نفيس‪ ،‬وقيل‪ :‬هي دم القلب (أو جمتوى)‬
‫َّ‬
‫اجتويت البالد إذا كرهتها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مكروه‪ ،‬يقال‪:‬‬

‫ض َاء ال َي ْرىض هِبا َض ُّ‬


‫ب الكُدى‬ ‫رَ َّ‬ ‫ما ِخ ْل ُ‬
‫ت َأ َّن الدَّ ْه َر َي ْثنيني عىل‬
‫(ما خلت) ظننت (أن الدهر يثنيني) يردين ويعطفني (عىل رضاء) صخرة صماَّ ء‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هي األرض املرشفة (ال يرىض هبا ضب الكدى) مجع كدية‪.‬‬

‫ب ا ُملنتَشى‬ ‫مت ارتِشا ًفا ُر ُ‬


‫مت َص ْع َ‬ ‫ض َف �إِ ْن‬
‫ُر ُ‬ ‫��ر ٍ‬ ‫ُأ َر ِّم� ُ‬
‫��ق ال َع ْي َش عىل َب ْ‬
‫(أرمق) أسدد‪ ،‬وعيش َر ِمق يمسك الرمق (العيش) بقية احلياة (عىل برض) عطاء‬
‫قليل‪ ،‬وقيل‪ :‬ماء قليل (فإن رمت) مهمت‪ ،‬وقيل‪ :‬عاجلت (ارتشافا) استقصاء رشب ما‬
‫يف اإلناء (رمت صعب املنتشى) املطلب البعيد‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫���و َد َأم ال ُي جَ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ِ‬


‫رتى‬ ‫إِىل ا َّل���ذي َع َّ‬ ‫كاملاً‬ ‫��ولاً‬
‫��ع ليِ ال��دَّ ْه� ُ�ر َح ْ‬
‫راج� ٌ‬ ‫‪20‬‬

‫(أراجع يل الدهر حولاً ) سنة (كاملاً إىل الذي عود أم ال يرجتى) منه ذلك‪.‬‬

‫ف��إن ْإروا َد َك وال ُعتْبى َس��وا‬


‫َّ‬ ‫�ك ُعتْبى فاتَّئِدْ‬
‫إن مَل ْ َت� ُ‬
‫��ر ْ‬
‫يا َد ْه ُ‬
‫رض ورجوع إىل املراد (فاتئد) ارفق‪ ،‬من اتأد يتَّئد فهو متَّئدٌ‬ ‫(يا دهر إن مل تك عتبى) ىً‬
‫ٍ‬
‫مستو‪.‬‬ ‫(فإن إروادك) رفقك ومهلك (والعتبى سوا)‬
‫واس َتب ِق بع َض ِ‬
‫ماء ُغ ْص ٍن ُملتَحى‬ ‫ْ ْ َْ‬ ‫�َل� ط��المَ��ا َأ ْن� َ‬
‫�ص� ْب� َت��ن��ي‬ ‫َر ِّف���� ْه َع يَ َّ‬
‫ور ِّغد عييش (عيل طاملا أنصبتني) أتعبتني من النصب‪ ،‬وهو التعب‪،‬‬ ‫وسع َ‬ ‫(رفه) ِّ‬
‫«وأنضيتني»‪ :‬أهزلتني وأضعفتني (واستبق بعض ماء غصن ملتحى) مقشور‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫حلوت العود كلحيته‪ :‬قرشته‪.‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫��ر َق ا ُمل��دى‬
‫لنَ ْك َبة َت ْع ُر ُقني َع� ْ‬ ‫ض��ار ٌع‬ ‫ال حَ ْت َس َب ْن يا َد ْه� ُ‬
‫��ر أنيِّ‬
‫(ال حتسبن يا دهر أين ضارع) خاضع ذليل (لنكبة) مصيبة (تعرقني) تزيل حلمي‬
‫عن عظمي من قوهلم‪ :‬عرق العظم إذا أكل ما عليه من اللحم (عرق املدى) السكاكني‪،‬‬
‫واحدهتا مدية‪.‬‬
‫اجل���و ع� َل�ي� ِ‬
‫�ه م��ا شكا‬ ‫��ب َ ِّ َ ْ‬ ‫الك ِم ْن‬
‫ج��وانِ ِ‬ ‫ت من لو هو ِ‬
‫ت األ ْف ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مار ْس َ َ ْ‬
‫َ‬
‫(مارست) عاجلت‪ ،‬وقيل‪ :‬خالطت (من) يعني نفسه (لو هوت) سقطت (األفالك)‬
‫كل ٍ‬
‫يشء مستداره ومعظمه‪ ،‬يقول املنجمون‪:‬‬ ‫مجع َف َلك بالتحريك‪ :‬مدار النجوم‪ ،‬وفلك ِّ‬
‫إنه سبعة أطواق دون السامء قد ركبت فيها النجوم والكواكب السبعة (من جوانب اجلو)‬
‫اهلواء بني السامء واألرض (عليه ما شكا)‪.‬‬

‫�اش ُلغا ٌم ِمن نَواحيها َع َمى‬ ‫��ص���دُ ٍ‬ ‫ِ‬


‫ج� َ‬ ‫ور إذا‬ ‫َل��ك�نَّ��ه��ا نَ�� ْف�� َث�� ُة َم� ْ‬
‫(لكنها) أي‪ :‬القصيدة التي هو يف ارجتاهلا (نفثة) النفثة ما يلقيه الرجل من فيه إذا‬
‫‪31‬‬

‫بصق (مصدور) مصاب الصدر (إذا جاش) ارتفع‪ ،‬يقال‪ :‬جاشت نفسه ارتفعت‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫مكانك حت��م��دي أو تسرتحيي‬ ‫وق���ويل كلام ج��ش��أت وجاشت‬
‫(لغام) زبد الفم (من نواحيها عمى) سقط‪.‬‬
‫ط عىل ص ِ‬
‫ف القضا‬ ‫رَ ْ‬
‫من كان ذا سخْ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫س ِرىض‬ ‫َر ِض ُ‬
‫يت َق�ْس�رْ ً ا وعىل ا ْل َق رْ ِ‬
‫قهرا (وعىل القرس) املكروه (رىض من كان ذا سخط) بغض‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫(رضيت قرسا) ً‬
‫مكرها إلزا ًما (عىل رصف‬ ‫ِ‬
‫وسخ َطه ريض به‬ ‫إنني رضيت مرغماً ؛ ألن من مل يرض بالقضاء‬
‫ً‬
‫القضا) القدر‪.‬‬

‫��د َأ ْدنَ���ي���ا ُه لِ� ْل�بِ�لى‬


‫��دي� ٍ‬
‫ع�لى ج� ِ‬ ‫اجل� ِ‬
‫�دي��دَ ْي� ِ‬
‫�ن إذا ما ْاست َْو َليا‬ ‫إن َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫(إن اجلديدين) الليل والنهار وكذا األجدان والعرصان وامللوان‪ ،‬وأما األسودان‬
‫وأيضا اخلبز واملاء‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وأيضا الليل واحلرة‪ ،‬واألبيضان اللبن واملاء‪ً ،‬‬
‫فالتمر واملاء‪ً ،‬‬
‫امل�����اء واخل���ب���ز ب�ل�ا إدام‬ ‫األب��ي��ض��ان أب�����ردا عظامي‬
‫(إذا ما استوليا) غلبا (عىل جديد أدنياه) َّقرباه (للبىل) اإلخالق والدروس‪.‬‬
‫�ت م� ْل��م��و ٍم وت ِ‬
‫َنكيث ُقوى‬ ‫بِ� َ‬ ‫�ان ُمو َل ٌع‬
‫ْت أدري وال �زَّم� ُ‬
‫ما ُكن ُ‬
‫�ش� ِّ َ ُ‬
‫(ما كنت أدري) أعلم (والزمان) مجلة عارضة من قوله‪« :‬والزمان» إىل قوله‪« :‬قوى»‬
‫(مولع) مغرى ومالزم (بشت) تفريق كتشتيت (ملموم) جمموع (وتنكيث) نقض‪ ،‬من‬
‫نكث عهده نقضه (قوى) مجع َّ‬
‫قوة‪.‬‬

‫ال تَس َتبِ ُّل َن ْف ُس َم� ْ‬


‫�ن فيها هوى‬ ‫���و ٍة‬ ‫ِ‬
‫��ض��اء ق���اذيف يف ُه َّ‬
‫َ‬ ‫أن ال�� َق‬
‫َّ‬
‫(أن القضاء) القدر (قاذيف) را ٍم‪ ،‬من قوهلم‪ :‬قذفه يف بئر إذا رماه فيها (يف هوة) حفرة‬
‫متسعة األسفل ضيقة األعىل (ال تستبل) تربأ وتُفيق (نفس من فيها هوى) سقط‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫��ن هاتا فقوال‪ :‬ال لعا‬ ‫َن � ْف� يِ ِ‬ ‫ف��إن َع � َث� ْ�ر ُت َب ْعدَ ها إن َ‬
‫وأ َل ْ‬
‫��ت‬
‫ِس� م ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪30‬‬

‫وخلصت (نفيس من هاتا) بمعنى هذه‬


‫ْ‬ ‫نج ْت‬‫زللت (بعدها إن وألت) َ‬
‫ُ‬ ‫(فإن عثرت)‬
‫يعني العثرة (فقوال‪ :‬ال لعا) يقال‪ :‬ل ًعا له إذا عثر دعا ٌء له بالسالمة‪ ،‬وال لعا له دعاء عليه‪،‬‬
‫أي‪ :‬ال أقيلت عثرته‪.‬‬

‫طت األُسا َعىل األَسى‬ ‫احلت ِ‬


‫ْف َس َّل ُ‬ ‫بِ َ‬ ‫�وص��و َل � ًة‬
‫ُ��ن ُم��دَّ هُت��ا َم� ْ‬
‫وإن تَ��ك ْ‬
‫ْ‬
‫(وإن تكن مدهتا) أي‪ :‬النكبة (موصولة باحلتف سلطت األسا) بالضم مجع ُأسوة‬
‫بمعنى الصرب (عىل األسى) احلزن‪.‬‬

‫ون ا َمل��دى‬ ‫مِ‬ ‫��ر َأ ال َق ْي ِ‬


‫ف��ا ْع��ت��ا َق � ُه ح ُ‬
‫��ام�� ُه ُد َ‬ ‫س َج� َ�رى إىل َمدً ى‬ ‫إن ْام َ‬
‫َّ‬
‫(إن امرأ القيس جرى إىل مدى) غاية (فاعتاقه) منعه‪ ،‬كعاقه (محامه) موته (دون‬
‫املدى) الغاية‪.‬‬
‫حتَّى َحوا ُه َ‬
‫احلت ُ‬
‫ْف فيمن قد َحوى‬ ‫اجلبرْ ِ َ‬
‫اجلوى‬ ‫وخام َر ْت َن ْف ُس أيب َ‬
‫َ‬
‫(وخامرت) خالطت‪ ،‬ومنه اخلمرة (نفس أيب اجلرب) ابن عمرو من ملوك كندة‬
‫(اجلوى) املرض الداخل (حتى حواه احلتف) اهلالك (فيمن قد حوى)‪.‬‬
‫مات ِ‬
‫إش� ِ‬ ‫ِ‬
‫العدى‬ ‫�ذار ْ‬
‫إىل ال� َّ�ردى ح� َ‬ ‫َ‬
‫ساق َن ْف َس ُه‬ ‫�ن األَ َش ِّ‬
‫��ج ال َق ْي ُل‬ ‫وا ْب� ُ‬
‫(وابن األشج القيل) َم ْن دون امللك (ساق نفسه إىل الردى) اهلالك (حذار إشامت‬
‫العدى) فرحهم باملصيبة يل والعدى مجع ٍّ‬
‫عدو‪َ :‬م ْن يريد بك الرش كاألعداء والعداة‪.‬‬

‫�ف الحِْ �م�ا ِم ا ُملنْتَىض‬


‫َأ َّم� َل��ه��ا َس � ْي� ُ‬ ‫اح ِم ْن ُد ِ‬
‫ون ا َّلتي‬ ‫الو َّض َ‬
‫َت� َم َ‬
‫واخ� رَ َ‬
‫ْ‬
‫(واخرتم) أهلك‪ ،‬ومنه االخرتام بمعنى اهلالك‪ ،‬واخلرم النقص (الوضاح) واسمه‬
‫الز ّباء بعد أن كانت خطبته‬
‫َجذيمة األبرش بن مالك ينتهي نسبه إىل قحطان‪ ،‬وهو الذي قتلته َّ‬
‫لنفسها حتى متكنت منه (من دون التي أملها سيف احلامم) املوت (املنتىض) املسلول‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫َف�� َق��دْ َس�ما قبيل َي��زي��دُ طالِ ًبا‬


‫َش ْ‬
‫��أ َو ا ْل ُعىل فام َو َه��ى وال َو َن��ى‬
‫(فقد سام قبيل يزيد) ابن املهلب بن أيب صفرة الذي قتلته كلب‪ ،‬وقال شاعر منهم‪:‬‬
‫احل��ق باط ُل ْه‬
‫َّ‬ ‫يغلب‬
‫َ‬ ‫متنيت ُُم أن‬ ‫ب بعدَ ما‬ ‫قتلنا يزيدَ بن امله َّل ِ‬
‫عىل الدين إال من قضاع َة قات ُل ْه‬ ‫منافق‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫العراق‬ ‫َ‬
‫ك��ان يف أهل‬ ‫وما‬
‫(طالبا شأو) غاية و َط َلق و ُبعد (العىل فام وهى) ضعف‪ ،‬وأصل الوهي الشق (وال ونى)‬
‫فرت‪.‬‬
‫ج��دَّ بِ ِ‬
‫��ه ِ‬
‫اجل��دُّ ال ُّل َه ْي ُم األُ َرب��ى‬ ‫ون ا َّل��ذي را َم و َقدْ‬ ‫فا ْعترَ َ َض ْ‬
‫ت ُد َ‬
‫َ‬
‫(فاعرتضت) بدت وعرضت (دون الذي رام) طلب (وقد جد) حث وأرسع (به‬
‫اجلد) العزم (اللهيم األربى) اللهيم واألربى كالمها للداهية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َد ْه ٍر وا ْعتَدى‬ ‫جار َع َل ْي ِه ْم رَ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫ين ُعلىً‬ ‫��ل أن��ا بِ��دْ ٌع م ْ‬
‫��ن َع��ران� َ‬ ‫َه ْ‬
‫(هل أنا بدع) البدع األول يف كل يشء (من) قوم (عرانني) أرشاف مجع عرنني‪ ،‬ويف‬
‫األصل هو قصبة األنف (عىل جار) مال وانحرف عن احلق (عليهم رصف) أحداث‬
‫(دهر واعتدى) ظلم‪.‬‬

‫�أى‬ ‫َأكِ��ي��دُ ُه مَل ُآل يف َر ْأ ِ‬


‫ب ال� َّث� َ‬ ‫ف��إن أنا َلتْني ا َمل��ق��ادي� ُ�ر ا َّل��ذي‬
‫ْ‬
‫(فإن أنالتني) أعطتني (املقادير) مجع مقدار بمعنى القدر (الذي أكيده) أطلبه وأحتال‬
‫إليه (مل آل) مل أقرص (يف رأب) إصالح (الثأى) الفساد‪.‬‬

‫فاحت ََّط ِمنْها ك َُّل عايل ا ُمل ْستَمى‬


‫ْ‬ ‫ت����ار ِه‬
‫ِ‬ ‫��رو إىل َأ ْو‬
‫��م ٌ‬
‫وق��د َس�ما َع ْ‬ ‫‪40‬‬

‫(وقد سام) ارتفع (عمرو) ابن عدي وهو ابن أخت جذيمة األبرش (إىل أوتاره) مجع‬
‫َوتْر‪ :‬طلب الثأر (فاحتط) أنزل (منها كل عايل املستمى) املنزل العايل‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫��و َأع�لى ُمنْتَمى‬ ‫��وحِ َ‬


‫اجل ِّ‬ ‫�ي ِم ْن‬
‫ُع ِ‬
‫قاب َل ْ‬ ‫فاس َتنْز ََل ال َّز َّب َ‬
‫اء َق�ْس�رْ ً ا َو ْه� َ‬ ‫ْ‬
‫قهرا وغلبة (وهي من عقاب) طائر معروف‬
‫(قرسا) ً‬
‫ً‬ ‫(فاستنزل الزباء) اسم ملكة‬
‫أيضا (أعىل‬
‫(لوح) اللوح اهلواء بني السامء واألرض (اجلو) ما بني السامء واألرض ً‬
‫منتمى) مكان انتامء‪ ،‬أي‪ :‬ارتفاع‪.‬‬
‫َحتَّى َرم��ى َأ ْب � َع��دَ َش ْ‬
‫��أ ِو ا ُمل مَ‬ ‫��ف اس � َت �ع � َل� ْ ِ مِ‬
‫رتى‬ ‫�ت بِ��ه َّ‬
‫ه � ُت � ُه‬ ‫وس�� ْي ٌ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫(وسيف) ابن ذي َي َزن ملك اليمن‪ ،‬ويكنى أبا مرة (استعلت) َع َل ْت (به مهته حتى‬
‫رمى أبعد شأو) طلق (املرمتى) مكان الرمي‪.‬‬
‫واحت ََّل ِمن ُغمدَ َ محِ‬ ‫��وش س�ًّم� ِ‬ ‫ُ‬
‫راب الدُّ مى‬ ‫ان ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ناق ًعا‬ ‫�ج� َّ�ر َع األ ْح�� ُب َ ُ اًّ‬
‫ف� َ‬
‫(سم ناق ًعا) بال ًغا‬
‫(فجرع) سقى (األحبوش) ملك احلبشة‪ ،‬يستوي فيه املفرد واجلمع اًّ‬
‫أقىص الوقوع (واحتل) نزل‪ ،‬ومنه املحل للمكان املنزول (من غمدان) موضع بصنعاء‬
‫اليمن (حمراب الدمى) مجع دمية للصور‪ ،‬وحمراب الدمى هنا غرفة بصنعاء فيها صور‬
‫قديمة حسنة‪ ،‬أنشد األصمعي للعرب‪:‬‬
‫أرت���ق���ي س َّلام‬
‫ْ‬ ‫مل أدن ح��تَّ��ى‬ ‫ٍ‬
‫حم�����راب إذا جئتها‬ ‫ُر َّب�����ت‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َي ْ ُ‬ ‫ُث��م اب���ن ِه �نْ� ٍ‬
‫بِ َّ‬
‫الصىل‬ ‫���و َم أوارات مَت��ي�ًم�اً‬ ‫رَ َ‬
‫ب���اش ْت ن�يرا ُن� ُه‬ ‫�د‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫رضط احلجارة (بارشت نريانه يوم‬ ‫عم النعامن بن املنذر ُم ِّ‬ ‫(ثم ابن هند) عمرو ُّ‬
‫أوارات) موضع‪ ،‬ويومه يوم من أيام وقعات العرب (متيماً ) القبيلة املعروفة (بالصىل)‪.‬‬
‫مِ‬ ‫ما ا ْعت ََّن يل َي ْ‬
‫حَ َت�����دَّ ا ُه َرج� ٌ‬
‫���اء فا ْكتَمى‬ ‫إلاَّ‬ ‫هتي‬
‫��أ ٌس ُيناجي َّ‬
‫(ما اعتن) اعرتض (يل يأس يناجي مهتي إال حتداه) اعتمده وقصده (رجاء فاكتمى)‬
‫الكمي للشجاع الذي يكمي شجاعته‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫استرت وتغ َّطى‪ ،‬ومنه‬
‫‪35‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫���واز ال َفال‬ ‫َّجاء َب�ْي�نْ َ َأ ْج‬
‫هبا الن ُ‬ ‫��ر مَت��ي‬ ‫َأل��� َّي��� ًة ب��ا ْل�� َي�� ْع َ‬
‫��م�لات َي ْ‬
‫(ألية) قسماً (باليعمالت) مجع يعملة وهي الناقة الصلبة الشديدة (يرمتي هبا النجاء)‬
‫يشء وسطه (الفال) اسم جنس فالة‪ ،‬وهي‬ ‫كل ٍ‬
‫اإلرساع (بني أجواز) مجع جوز‪ ،‬وجوز ِّ‬
‫الصحراء‪.‬‬
‫باألمشاجِ ِم ْن َج ْذ ِ‬
‫ب البرُ ى‬ ‫ْ‬ ‫َي ْر َُع ْف َن‬ ‫َ‬
‫احلنايا ُض َّم ٌر‬ ‫ْ‬
‫كأشباحِ‬ ‫��وص‬
‫ُخ ٌ‬
‫(خوص) غائرة األعني من الضيعة‪ ،‬مجع أخوص وخوصاء (كأشباح) مجع شبح‬
‫للشخص (احلنايا) القيس‪ ،‬مجع حن َّية للقوس (ضمر) مهزولة البطون‪ ،‬مجع ضامر (يرعفن)‬
‫تسيل أنوفهن (باألمشاج) األخالط مجع َم َشج‪ ،‬واملراد به هنا ما خيرج من أنوف هذه النوق‬
‫(من جذب) نرت‪ ،‬وفيه جبذ بتقديم الباء (الربى) مجع ُبرة‪ :‬ما جيعل يف أنف البعري‪.‬‬

‫اآلل َطفا‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اآلل إذا‬ ‫ي ْط ُف َ‬
‫ون يف‬ ‫وبالضحى‬
‫ُّ‬ ‫َي ْر ُس ْب َن يف َب ْح ِر الدُّ جى‬
‫(يرسبن) يغصن ويغبن (يف بحر الدجى) ال ُّظ َلم مجع دجية (وبالضحى) طلوع‬
‫الشمس وإرشاقها (يطفون) يعلون‪ ،‬فالطايف فوق املاء ٍ‬
‫عال عليه (يف اآلل) ما تراه أول‬
‫النهار كاملاء آل (إذا اآلل طفا) ارتفع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلىص‬ ‫وم ٌة خَ ْتض ُ‬
‫ب ُم ْب َي َّض َ‬ ‫َم ْر ُث َ‬ ‫أخفا ُف ُه َّن م� ْ‬
‫�ن َح ًفا وم� ْ‬
‫�ن َو ًجى‬ ‫ْ‬
‫خف‪ ،‬وهو للبعري كاحلافر للفرس (من ح ًفا) رقة أسفل اخلف‬ ‫(أخفافهن) مجع ّ‬
‫وجى) للوجع الذي يصيب من احلفا (مرثومة) مشقوقة أو مكسورة من احلجارة‬
‫(ومن ً‬
‫(ختضب) تصبغ بالدم (مبيض احلىص) أي‪ :‬احلىص ّ‬
‫املبيض أي‪ :‬األبيض‪.‬‬
‫والسى‬ ‫آب ال ُغدُ ِّو‬ ‫ِم ْن ُط ِ‬
‫ول َت��دْ ِ‬ ‫ب محُ ْ َقو ِق ٍ‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫شاح ٍ‬ ‫ي ِم ْل َن ُك� َّ‬
‫�ل‬ ‫حَ ْ‬
‫رُّ‬ ‫‪50‬‬

‫معوج الظهر‬
‫ّ‬ ‫احلر أو التعب (حمقوقف)‬
‫(حيملن كل) رجل (شاحب) متغري اللون من ّ‬
‫(من) أجل (طول تدآب) مداومة واعتياد (الغدو) سري النهار (والرسى) سري الليل‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫كقدْ حِ النَّ ْب ِع محَ ْن ِ ُّي ال َقرا‬


‫ِ‬ ‫َف ْه َو‬ ‫��ول ال َّطوى ُج ْثام َن ُه‬
‫��ر َب��رى ُط ُ‬
‫َب ٍّ‬
‫(بر) مطيع هلل ‪( D‬برى) نحت (طول) دوام (الطوى) اخلمص واجلوع (جثامنه)‬
‫جسمه (فهو كقدح) عود صلب تعمل منه السهام (النبع) شجر تصنع منه القيس (حمني)‬
‫معوج (القرا) الظهر‪.‬‬
‫ّ‬
‫لما َدح��ا ُت� ْ�ر َب� َت��ه��ا ع�لى ال ُبنى‬
‫ّ‬ ‫رب ال ُعىل‬
‫ُّ‬ ‫ينوي التي َف َّض َلها‬
‫(ينوي) يقصد مكة (التي فضلها رب العىل ملا دحا) بسط (تربتها) تراهبا (عىل البنى)‬
‫مجع بنية‪ ،‬لليشء املبني‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث َجرى‬ ‫ك َد ْم َع ال َعينْ ِ ِم ْن‬
‫َي ْملِ ُ‬ ‫حتَّى إذا قا َب َلها ْاس��تَ�� ْع�َب�رَ َ ال‬
‫(حتى إذا قابلها) واجهها (استعرب) بكى‪ ،‬مأخوذ من ال َعربة‪ ،‬وهي الدمعة‪،‬‬
‫(ال يملك دمع العني من حيث جرى)‪.‬‬

‫���ر َو َت�ْي�نْ ِ فسعى‬ ‫ِ‬


‫ج��اء ا َمل ْ‬
‫َ‬ ‫�ت‬ ‫ُث� َّ‬
‫�م� َ‬ ‫ط��اف وان َثنى ُم ْستَلماً‬
‫َ‬ ‫�ت‬ ‫ُث� َّ‬
‫�م� َ‬
‫ماسا احلجر األسود بيده‬ ‫(ثمت طاف وانثنى) انعطف ورجع بعد الطواف (مستلماً ) ًّ‬
‫(ثمت جاء املروتني) الصفا واملروة (فسعى) مشى بينهام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�م��ر ًة‬ ‫���ب َ‬
‫��ج ول � َّب��ى ودع��ا‬
‫��ن بعد م��ا َع َّ‬
‫م ْ‬ ‫��ج وث �نَّ��ى ُع� ْ‬
‫احل� َّ‬ ‫وأو َج� َ‬
‫ْ‬
‫(وأوجب احلج) أي‪ :‬ألزمه نفسه‪ ،‬واحلج يف األصل القصد (وثنى عمرة) هي احلج‬
‫بعد الواجب (من بعد ما عج) رفع صوته بالدعاء والتلبية (ولبى) قال‪ :‬لبيك اللهم لبيك‬
‫لبيك ال رشيك لك لبيك إن احلمد والنعمة لك وامللك ال رشيك لك (ودعا) اهلل ‪.D‬‬
‫م��ان ِ‬
‫ِ‬ ‫�ج��ى ا َمل ْ‬
‫��أ ِز‬
‫ومنى‬ ‫يث حَ َت� َّ‬
‫َح ُ‬ ‫��ت راح يف ا ُمل�� َل�� ِّب َ‬
‫�ين إىل‬ ‫ُث َّ‬
‫��م َ‬
‫(ثمت راح) سار آخر النهار (يف امللبني إىل حيث حتجى) أقام‪ ،‬يقال‪ :‬حتجى باملكان‬
‫وحجى إذا أقام به (املأزمان) جبالن بني املزدلفة ومنى (ومنى)‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مبِتًا‬


‫ريف يقرو خُ ْ‬
‫أالل فالنَّقا‬ ‫َم��واق�� ًف��ا َب �ْي�نْ َ‬ ‫ُث َّ‬
‫��م أت��ى ال َّت ْع َ‬
‫(ثم أتى التعريف) التعريف وعرفات واحد‪ ،‬السم موضع من مناسك احلج (يقرو)‬
‫خملصا (مواق ًفا) مواضع يقف فيها احلاج بعرفة واملزدلفة للدعاء‬
‫يتتبع (خمبتًا) متواض ًعا هلل ً‬
‫والصالة (بني أالل) كسحاب وكتاب‪ :‬جبل بعرفات‪ ،‬أو هو عن يمني اإلمام بعرفة‬
‫املعوج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(فالنقا) الرمل‬

‫والصوى‬ ‫قاب‬ ‫والسعي ما بني ِ‬


‫الع ِ‬ ‫السبع وسب ًعا بعدها‬ ‫واستأنف‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(واستأنف) ابتدأ (السبع) يعني رمي اجلمرات (وسب ًعا) يعني التي تليها (بعدها‬
‫والسعي) امليش (ما بني العقاب) مجع عقبة (والصوى) الكُدى‪ ،‬مجع ُص َّوة‪.‬‬

‫��را وقىل ُه ْج َر ال َّلغى‬


‫أج ً‬‫��ر َز ْ‬
‫أح َ‬‫ْ‬ ‫وراح للتودي ِع فيمن راح قد‬
‫(أجرا‬
‫(وراح للتوديع) أي‪ :‬توديع البيت احلرام (فيمن راح قد أحرز) ملك وأصاب ً‬
‫وقىل) أبغض (هجر) اهلُجر ِّ‬
‫بضم اهلاء‪ :‬القبيح من الكالم‪ ،‬قال ‪« :H‬إين كنت‬
‫ٍ‬
‫بقبيح‬ ‫هنيتكم عن زيارة القبور فزوروها‪ ،‬وال تقولوا ُه ْج ًرا»‪ ،‬يقال‪ :‬هجر الرجل إذا تك َّلم‬
‫(اللغى) الباطل من الكالم كال َّل ْغو‪.‬‬
‫ِ‬
‫ن��اش�� َز ًة َأكْ��ت��ا ُده��ا ُق َّ‬
‫��ب الكُىل‬ ‫باخل ْي ِل َت ْعدو ا َمل َرطى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب��ذاك أم‬ ‫‪60‬‬

‫(بذاك) أي‪ :‬أقسم بذاك (أم باخليل) اسم مجع فرس (تعدو) ترسع (املرطى) رضب‬
‫من السري (ناشزة) مرتفعة (أكتادها) مجع كتد‪ ،‬للعظم الذي يف رأس الكتف‪ ،‬أو هو ما‬
‫أقب‪ ،‬للضامر (الكىل) مجع كلية‪.‬‬
‫بني الكاهل ووسط الظهر (قب) مجع ّ‬
‫�ن َّ‬
‫الشبا‬ ‫�ق ُي��ب� ِ‬
‫�اري� َ‬ ‫احل�مال��ي� ِ‬ ‫ِم��ي� َ‬
‫�ل َ‬ ‫كس ِ‬
‫احني الغَضا‬ ‫رَ‬ ‫ُش ْع ًثا تَعادى‬
‫املتفرق شعره (تعادى) تتسابق (كرساحني)‬ ‫(شع ًثا) مجع أشعث وشعثاء للمغ ّ‬
‫رب الرأس ّ‬
‫مجع رسحان للذئب (الغضا) اسم جنس غضاة‪ ،‬لرضب من الشجر بطيء اخلمود‪،‬‬
‫‪38‬‬

‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ش ُّبوه بني جوانحي وضلوعي‬ ‫فسقى الغضا والساكنيه وإن ُه ُم‬
‫(ميل) مجع أ ْم َيل وميالء‪ ،‬للامئل (احلامليق) مجع محالق أو حمُ لوق‪ ،‬لباطن جفن العني‬
‫كل ٍ‬
‫يشء حدُّ ه‪.‬‬ ‫(يبارين) يعارضن (الشبا) اسم جنس شباة‪ ،‬وشباة ِّ‬

‫نان خائِ ٍ‬
‫اجل ِ‬ ‫��ري ِ‬ ‫�م � ْل��ن ك َّ ِ‬
‫حَي� ِ‬
‫ض َغ ْم َر َ‬
‫الوغى‬ ‫َش ْه ِم َ‬ ‫باس ٍل‬ ‫��م ِ ٍّ‬
‫ُ��ل ش َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫ماض يف األمور (باسل) ُم ّر كريه املنظر (شهم)‬ ‫(حيملن) أي‪ :‬اخليل (كل شمري)‬
‫حديد (اجلنان) القلب (خائض) داخل ووالج (غمر) الغمر املاء الكثري (الوغى) صوت‬
‫أهل احلرب املختلط‪.‬‬

‫احلرب ك َِري َه ا ُمل ْص َطىل‬


‫ِ‬ ‫كان َلظى‬
‫َ‬ ‫ب بِخَ دَّ ْي ِه إذا‬
‫��ر ِ‬ ‫َيغْشى َصىل َ‬
‫احل ْ‬
‫حر النار‪ ،‬وفيه الكرس مع املدّ (احلرب‬
‫(يغشى) يدخل ويطأ (صىل) بالفتح والقرص‪ّ :‬‬
‫أيضا (احلرب كريه املصطىل) االتقاد‪.‬‬
‫حر ً‬‫بخديه إذا كان لظى) ّ‬
‫ِ‬ ‫�ل َ‬
‫َص��دَّ تْ�� ُه َع �نْ � ُه َه� ْي� َب� ٌة وال انثنى‬ ‫ْ��ف َل�� ُه ق ْ‬
‫��رنً��ا ملا‬ ‫احل��ت ُ‬ ‫ل��و ُم � ِّث� َ‬
‫صور (احلتف) اهلالك (له قرنًا) هو املكافئ يف احلرب واملقارن (ملا صدته)‬
‫(لو مثل) ِّ‬
‫منعته (عنه هيبة) عظمة يف عينك وخوف منه (وال انثنى) رجع‪.‬‬

‫��دار عن ُه ُم ْه َج ًة‬ ‫ِ‬


‫َبيح م��ا محى‬
‫�رام��ه��ا أو َي ْست َ‬
‫ل� َ‬ ‫ول��و مح��ى امل�� ْق ُ‬
‫(عنه مهجة) ً‬
‫نفسا‪ ،‬ومجعها ُم َهج‬ ‫‪D‬‬ ‫(ولو محى) منع (املقدار) يعني قدر اهلل‬
‫هبمة (أو) بمعنى حتى (يستبيح ما) اليشء الذي (محى) منعه القدر‪،‬‬
‫(لرامها) طلبها َّ‬
‫وهذا مبالغة شديدة‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ترىض الذي يرىض وتأبى ما أبى‬ ‫تغدو ا َمل��ن��اي��ا ط��ائ��ع��ات َأ ْم َ‬
‫���ر ُه‬
‫(تغدو) تبتكر (املنايا) مجع َمن ّية بمعنى املوت (طائعات أمره ترىض الذي يرىض‬
‫وتأبى ما أبى)‪.‬‬
‫ُلمِ� ْق� ِ‬
‫�س� ٍم ِم��ن ب �ع� ِ‬
‫�د ه��ذا ُمنْتَهى‬ ‫الش ِّم ِم ْن َي ْع ُر َب َه ْل‬
‫بل َق َسماً بِ ُ‬
‫ْ َ ْ‬
‫(بل) حرف عطف مع إرضاب (قسماً ) يمينًا (بالشم) مجع ّ‬
‫أشم للطويل أو الرشيف‬
‫(من يعرب) قبيلة من العرب تنسب إىل يعرب بن يشجب بن قحطان (هل ملقسم) حالف‬
‫(من بعد هذا منتهى) غاية وهناية‪.‬‬

‫��ر ٍئ َ‬
‫فاخ َرهم َع ْف ُر البرَ ى‬ ‫بِفي ْام ِ‬ ‫�م األُىل إن فخروا ق��ال ال ُعىل‬
‫ُه� ُ‬
‫(هم األىل) الذين (إن فخروا قال العىل) الفخر والرفعة ومعايل األمور (بفي) فم‬
‫(امرئ فاخرهم) عارضهم يف الفخر (عفر) وجه (الربى) األرض‪ ،‬أي‪ :‬يقول له‪ :‬فمك‬
‫فيه الرتاب‪ ،‬مو ِّب ًخا له‪.‬‬
‫لمِ‬ ‫ِ‬
‫ه��ام��ي � ًة َ ْ‬
‫���ن َع���رى أو اعتَفى‬ ‫نابيع النَّدى‬ ‫�م األُىل َأ ْج� َ‬
‫��ر ْوا َي َ‬ ‫ُه� ُ‬
‫(هم األىل أجروا ينابيع) الينابيع‪ :‬العيون اجلارية باملاء‪ ،‬مجع ينبوع (الندى) الكرم‬
‫ٍ‬
‫معتف‪،‬‬ ‫وتعرض (أو اعتفى) طلب من غري ُّ‬
‫تعرض فهو‬ ‫(هامية) سائلة (ملن عرى) قصد َّ‬
‫وفيه ٍ‬
‫عاف‪.‬‬
‫و َق��وم��وا ِم��ن صع ٍر ِ‬ ‫�ن َد َّوخ���وا َم� ِ‬
‫وم��ن َصغا‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫�ن ا ْنتَخى‬ ‫�م ا َّل��ذي� َ‬
‫ُه� ُ‬ ‫‪70‬‬

‫دوخه إذا أذله (من انتخى) افتخر‪ ،‬فهو وزن افتعل‬


‫(هم الذين دوخوا) أذلوا‪ ،‬يقال‪َّ :‬‬
‫من النخوة‪ ،‬وهي التفاخر والتعاظم (وقوموا) ألزموا التقويم يعني األدب (من صعر)‬
‫تكبرُّ ٍ ‪ ،‬وهو يف األصل ميالن اخلد (ومن صغا) َم َيالن‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮃ ﮄ]‬
‫اآلية‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫ات ُ‬‫الضي ِم مُمِ���ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأ‬


‫احلسا‬ ‫َّ‬ ‫ف���او َق َّ ْ‬ ‫�ن ماحلوا‬ ‫�م ا َّل َ‬
‫ذين َج َّرعوا َم� ْ‬ ‫ُه� ُ‬
‫(هم الذين جرعوا) أسقوا جرعة بعد جرعة (من ماحلوا) غالبوا (أفاوق) مجع فِيقة‪،‬‬
‫ملا جيتمع يف الرضع بني احللبتني (الضيم) االحتقار (ممرات) مريرات (احلسا) ما حيتسى‬
‫من مذق أو غريه‪.‬‬
‫َأ ْث��ن� ِ‬ ‫�وض��و َن� ٍ‬
‫��ر ٍة َم� ُ‬ ‫َأ ُ‬
‫�اء ُ‬
‫اجلثى‬ ‫حتَّى ُأوارى َب�ْي�نْ َ‬ ‫�ة‬ ‫�و نَ�� ْث َ‬ ‫زال َح� ْ‬
‫�ش� َ‬
‫(أزال) أنتقل‪ ،‬وهو جواب قوله‪« :‬بل قسماً »‪ ،‬وحذف حرف النفي‪ ،‬أي‪ :‬ال أزال‬
‫حشو هلا (نثرة) النثرة والنثلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫(حشو) حشو اليشء‪ :‬ما ُجعل فيه‪ ،‬أي‪ :‬ال أزال ً‬
‫البسا هلا فأنا‬
‫الدرع الواسعة (موضونة) متقاربة النسج‪ ،‬أو املنسوجة حلقتني حلقتني (حتى أوارى)‬
‫اعوج وانثنى (اجلثى) مجع جثوة‪ ،‬ملا اجتمع من احلجارة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أغ َّطى (بني أثناء) مجع ثنى‪ ،‬ملا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْث ُل َم��دَ ِّب الن َّْم ِل َي ْع ُلو يف ُّ‬
‫الربى‬ ‫���ار ٌم يف َمتْن ِ ِه‬
‫��ب��اي َص� ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وص��اح‬
‫(وصاحباي) سيفه وفرسه اآلتيان يف البيت (صارم) قاطع (يف متنه) ظهره خطوط‬
‫(مثل مدب النمل) طريق سريه (يعلو) يرتفع (يف الربى) مجع ربوة‪ ،‬ملا ارتفع من‬
‫األرض‪.‬‬

‫��رى‬ ‫مَل ْ َي � ْل� َ‬


‫�ق َش ْيئًا َح���دُّ ُه إال َف َ‬ ‫��ض َك��امل ِ� ْل��حِ إذا ا ْنت ََض ْي َت ُه‬
‫َأ ْب�� َي ُ‬
‫(أبيض) َّبراقة (كامللح) يف البياض (إذا انتضيته) جردته من غمده (مل يلق شيئًا حده)‬
‫حدَّ ته (إال فرى) قطع‪.‬‬
‫��ت ِ‬ ‫َ����أ َّن ب � ع��ْي� ِ ِه و َغ���ربِ� ِ‬
‫فيه ُ‬
‫اجل��ذى‬ ‫َ��أ ًدا ت َ‬
‫َ��أكَّ�� َل ْ‬ ‫ُم��ف��ت َ‬
‫��ه‬ ‫ْ‬ ‫ك َ َ ْي�نْ َ َ �رْ‬
‫(كأن بني عريه) وسطه‪ ،‬أي‪ :‬الناتئ من حكامته (وغربه) حده الذي يقطع (مفتأ ًدا)‬
‫بعضا (فيه اجلذى) مجع جذوة‪ ،‬للقطعة امللتهبة من‬
‫موضع النار (تأكلت) أكل بعضها ً‬
‫النار‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫يف ُظ َل ِم األَ ْك��ب� ِ‬


‫�اد ُس ْبلاً ال تُرى‬ ‫ُي��ري ا َمل‬
‫ح�ين َت ْقفو إ ْث� َ‬
‫��ر ُه‬ ‫َ‬ ‫��ن��ون‬
‫َ‬
‫(يري املنون) املنية (حني تقفو) تتبع (إثره يف ظلم األكباد سبلاً ) طر ًقا مجع سبيل‬
‫(ال ترى)‪.‬‬

‫وه َي زكا‬ ‫ِم ْن َب ْع ِد ما كان ْ‬ ‫إذا ه���وى يف ج�� َّث ٍ‬


‫��ة غ��ا َد َره��ا‬
‫َت َخ ًسا ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(إذا هوى) وقع وسقط (يف) بمعنى عىل (جثة) ِج ْرم (غادرها) تركها (من بعد ما‬
‫خسا) فر ًدا (وهي زكا) شف ًعا‪.‬‬
‫كانت ً‬
‫حايب ال ُق َصيرْ َ ى ُج ْر ُش ٌع َع ْر ُد النَّسا‬ ‫األقطار خ� ٍ‬
‫�اظ ن َْح ُض ُه‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫وم� رْ ِ‬
‫ْش� ُ‬ ‫ُ‬
‫(و) فرس (مرشف) مرتفع (األقطار) النواحي واحدها ُق ْطر (خاظ) غليظ مكتنز‬
‫(نحضه) حلمه (حايب) مرتفع (القصريى) وهو الضلع األسفل يف اجلنب (جرشع)‬
‫عظيم الصدر (عرد) شديد (النسا) عرق يف الفخذ‪.‬‬

‫والصال‬ ‫بعيدُ ما َب� َ ال�� َق ِ‬


‫��ذال‬ ‫ق��ري��ب م��ا ب� ا ْل � َق��ط� ِ‬
‫�اة واملطا‬
‫َّ‬ ‫ْي�نْ‬ ‫َ ْي�نْ َ‬ ‫ُ‬
‫(قريب ما بني القطاة) العجز وما بني الوركني (واملطا) الظهر (بعيد ما بني القذال)‬
‫ما بني األذنني من شعر الناصية (والصال) العجز‪.‬‬
‫ِ‬
‫أمينات ال ُعجى‬ ‫�ب ال َّل َب ِ‬
‫ان يف‬ ‫سامي الت ِ‬
‫َّليل يف َدسي ٍع ُم ْف َع ٍم‬
‫َر ْح� ُ‬ ‫‪80‬‬

‫(سامي) مرتفع (التليل) العنق (يف دسيع) مغرز العنق يف الكاهل‪ ،‬والدسيعة املائدة‪،‬‬
‫ومنه قوهلم‪ :‬فالن ضخم الدسيعة‪ ،‬أي‪ :‬عظيم املائدة (مفعم) ممتلئ‪ ،‬يقال‪ :‬أفعمت اإلناء‬
‫إذا مألته (رحب) واسع (اللبان) الصدر (يف أمينات) قويات مجع أمينة (العجى) عصب‬
‫الذراع‪ ،‬مجع ُعجاية‪.‬‬

‫وظ النَّوى‬‫ور ِم ْث َل م ْل ُف ِ‬
‫َ‬ ‫إىل ن ُُس ٍ‬ ‫��ب ُم ْك َتن ٍَّة‬ ‫ركِّ��ب��ن يف ح ِ‬
‫��واش ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫(ركبن) أي‪ :‬القوائم (يف حواشب) مجع حوشب‪ ،‬لباطن احلافر‪ ،‬أو هو ما بني الرسغ‬
‫‪42‬‬

‫ٍ‬
‫للحمة يابسة يف باطن احلافر (مثل‬ ‫واحلافر (مكتنة) مكتنزة قوية (إىل نسور) مجع نرس‪،‬‬
‫مرمي (النوى) اسم جنس نواة‪ ،‬ملا يف داخل التمرة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ملفوظ)‬
‫�خ بِا ْلبِ ِ‬
‫احلبا‬ ‫إىل ال� ُّ�رب��ى َأ ْورى هِب��ا َ‬
‫ن��ار ُ‬ ‫�إن َرقا‬
‫احل�صى ف� ْ‬ ‫يد َ‬ ‫َي� ْ�ر َض� ُ‬
‫(يرضخ) يكرس (بالبيد) مجع َب ْيداء لل َق ْفر (احلىص فإن رقا) ارتفع (إىل الربى) مجع‬
‫ربوة للمكان املرتفع (أورى) أوقد (هبا نار احلبا) َّ‬
‫مرخم احلباحب لدُ وي َّبة تطري بالليل يف‬
‫ذنبها كالنار‪.‬‬
‫��ألحْ ِ‬
‫��اظ ال�لأى‬ ‫�ن بِ َ‬
‫�وح� ْي� ِ‬ ‫إىل َل� ُ‬
‫�م� َ‬ ‫وم ٍة‬ ‫ِ‬
‫ُي��دي� ُ�ر إِ ْع��ل��ي � َط�ْي�نْ ِ يف َم ْل ُم َ‬
‫حيرك أذنني كـ(ـإعليطني) تثنية إعليط‪ ،‬لوعاء ثمر املرخ (يف) هامة (ملمومة)‬ ‫(يدير) ِّ‬
‫جمتمعة (إىل لموحين) عينني (بأحلاظ) نظرات‪ ،‬مجع حلظة (الألى) ثور الوحش‪ ،‬واألنثى آلة‪.‬‬

‫�س��و ٌد َو َأى‬ ‫ِ‬ ‫م َل ْولِ ُق‬ ‫ِ‬


‫الص ْه َوة مَمْ� ُ‬
‫َّ‬ ‫خُ ْ‬ ‫اخل ْل ِق َرح ٌ‬
‫يب َش ْج ُر ُه‬ ‫�ل َ‬
‫�داخ� ُ‬
‫ُم� َ‬
‫كر ْحب (شجره) جمتمع َع ْظم‬
‫(مداخل) محُ ْكم قوي (اخللق) الصورة (رحيب) واسع َ‬
‫حلييه (خملولق) أملس (الصهوة) موضع الرسج (ممسود) مفتول قال تعاىل‪[ :‬ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ] (وأى) صلب شديد‪ ،‬ويقال ً‬
‫أيضا للرسيع من اخليل‪.‬‬

‫��ن وال َشظى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ��ك ي� ِ‬


‫�ش��ي �نُ � ُه وال َفجا‬
‫�س واه� ٌ‬
‫وال َدخ��ي� ٌ‬ ‫ال َص��ك ٌ َ‬
‫(ال صكك) احتكاك العرقوبني (يشينه) يعيبه (وال فجا) تباعد ما بني العرقوبني‪،‬‬
‫أيضا تشقق العصب كالفجج (وال دخيس) وجيع احلافر‪ ،‬فهو مصاب بالدخس‬
‫وهو ً‬
‫(واهن) ضعيف (وال شظى) عظم الصق بالذراع‪.‬‬

‫َح�ْس�رْ ى تَلو ُذ بِ َجراثي ِم َّ‬


‫السحا‬ ‫الريح يف غاياتِ ِه‬
‫ُ‬ ‫ي��ري ف َتكْبو‬
‫جَ ْ‬
‫(جيري فتكبو) تعثر لوجهها (الريح يف غاياته) مجع غاية‪ ،‬ملنتهى جريه (حرسى)‬
‫‪43‬‬

‫منكشفة قال تعاىل‪[ :‬ﮅ ﮆ] (تلوذ) تلجأ (بجراثيم) مجع جرثومة‪ ،‬ملا اجتمع من‬
‫الرتاب يف أصول الشجر (السحا) رضب من الشجر‪.‬‬

‫الوجى‬‫أن َي ْشكُو َ‬
‫ت ْ‬‫وبا ما ِخ ْف َ‬
‫ي هُ‬
‫جَ ُ‬ ‫�و َق َمتْن ِ ِه‬
‫ت األَ ْر َض َف� ْ‬ ‫ِ‬
‫لو ا ْعت ََس ْف َ‬
‫(لو اعتسفت األرض) ركبتها من غري طريق‪ ،‬واعتسفت الطريق ملت عنها (فوق‬
‫متنه) ظهره (جيوهبا) يقطعها وخيرقها‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭸ ﭹ ﭺ] (ما خفت أن‬
‫يشكو الوجى) احلفى أو أشدّ منه بأن يبلغ الوجع باطن الرسغ‪.‬‬

‫إن َد َأى أو ْ‬
‫إن َردى‬ ‫َع ِن ال ُع ِ‬
‫يون ْ‬ ‫���و ُي���رى محُ ْ � َت� ِ‬
‫�ج� ًب��ا‬ ‫وه َ‬ ‫تَ�� ُظ��نُّ�� ُه ْ‬
‫(تظنه وهو يرى حمتج ًبا) خمتف ًيا (عن العيون إن دأى أو إن ردى) دأى وردى كالمها‬
‫بمعنى جرى‪.‬‬

‫��ض ْأو َب� ْ�ر ٌق َخفا‬‫ت َسنًا َأ ْو َم َ‬


‫ُق ْل َ‬ ‫���ر ِه‬
‫�ه��دْ َت َن � َظ� ً�را يف إِ ْث ِ‬
‫اج � َت� َ‬
‫إذا ْ‬
‫املار خلف مروره (قلت‬ ‫(نظرا يف إثره) اإل ْثر واألَ َثر‪ :‬ما يرتكه ُّ‬
‫فت ً‬ ‫(إذا اجتهدت) تك َّل َ‬
‫سنًا) ضوء (أومض) أضاء وملع (أو برق خفا) ملع‪ ،‬يقال‪ :‬خفا الربق خيفو ًّ‬
‫خفوا إذا ملع‪.‬‬
‫وال �نَّ��ج��م يف ج �ب��ه��تِ� ِ‬
‫�ه إذا َب��دا‬ ‫س��اغ ِ‬
‫��ه‬ ‫ِ‬ ‫زاء يف ْأر‬ ‫َ‬
‫ك��أنَّ�ما َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫�����و ُ‬
‫ْ‬ ‫اجل‬ ‫‪90‬‬

‫(كأنام الجوزاء) النجم املعروف (يف أرساغه) مجع رسغ‪ ،‬ملفصل ما بني احلافر‬
‫والوظيف (والنجم) علم عىل الثريا (يف جبهته إذا بدا) ظهر‪.‬‬

‫أ ْع��دَ ْدتُ�� ُه ف ْل َين َْأ َعنِّي َم ْ‬


‫��ن نَأى‬ ‫مُه��ا عتادي الكافِ ِ‬
‫يان َف ْقدَ َم ْن‬
‫(مها) أي‪ :‬السيف والفرس (عتادي) العتاد‪ :‬ما يتخذ عدة للدهر‪ ،‬يقال‪ :‬أعتد اليش َء‬
‫ُي ْعتِدُ فهو عتيدٌ ‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭰ ﭱ] (الكافيان) املغنيان (فقد من أعددته) اختذته‬
‫عدة (فلينأ) يبعد (عني من نأى) بعد‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫الرحى‬
‫ب َّ‬ ‫لِ ْل َح ْر ِ‬
‫ب فا ْع َل ْم َأنَّني ُق ْط ُ‬ ‫ت بِ� َ�ر ًح��ى َمن ُْصو َب ٍة‬
‫�إن َس ِم ْع َ‬
‫ف� ْ‬
‫(فإن سمعت برحى) يعني رحى احلرب (منصوبة للحرب فاعلم أنني قطب الرحى) قطب‬
‫رحى الطحن‪ :‬احلديدة أو اخلشبة التي تدور عليها‪ ،‬فكذلك هو تدور عليه رحى احلرب‪.‬‬
‫َ‬
‫ذاك ال َّلظى‬ ‫فا ْع َل ْم بِ��أنيِّ ُم ْس ِع ٌر‬ ‫��ر ٍ‬
‫ب َت ْلتَظي‬ ‫�ار َح ْ‬ ‫وإن َر َأ ْي� َ‬
‫��ت ن� َ‬ ‫ْ‬
‫(وإن رأيت نار حرب تلتظي) تسعر (فاعلم بأين مسعر) موقدٌ (ذاك اللظى)‬
‫اللهب‪.‬‬
‫�ات ا ُمل��ره��ف� ِ‬
‫�ات وال َقنا‬ ‫ْ َ‬
‫عىل ُظ��ب� ِ‬ ‫ُّفوس السائِ ُ‬
‫الت َج ْه َر ًة‬ ‫ِ‬ ‫َخ�ْي�رْ ُ الن‬
‫(خري النفوس) الدماء‪ ،‬مجع نفس (السائالت) املراقة (جهر ًة عىل ظبات) مجع ظبة‪:‬‬
‫حدُّ السيف (املرهفات) املحددات (والقنا) اسم جنس قناة‪ ،‬للرمح‪.‬‬
‫��آن َص����دَّ ين وال ِق�لى‬
‫��ن َش���نَ� ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف����ار ْق َأ ْه�� َل�� ُه‬‫��راق مل ُأ‬ ‫ِ‬
‫ال��ع َ‬ ‫إن‬
‫ع� ْ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫بغض (صدين) منعني (وال قىل) بغض‪.‬‬ ‫(إن العراق مل أفارق أهله عن شنآن)‬
‫ِ‬
‫الورى‬ ‫يشء َي ُر ُ‬
‫وق ال َعينْ َ م ْن هذا َ‬ ‫ٌ‬ ‫فار ْقت ُُهم‬
‫��ذ َ‬ ‫وال ا َّطبى َع َّ‬
‫يني ُم ْ‬
‫(وال اطبى) استامل ودعا (عيني مذ فارقتهم يشء يروق) يعجب (العني من هذا‬
‫الورى) اخللق‪.‬‬

‫وه َوى‬ ‫والناس أد ٌ ِ‬ ‫نيفات ال� ُّ‬


‫�ذ َرى‬ ‫ناخيب ا ُمل‬ ‫ُه ُم َّ‬
‫الش‬
‫واه ْم ُ‬
‫ح��ال س ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(هم الشناخيب) أطراف اجلبال‪ ،‬واحدها شنخوب (املنيفات) املرتفعات (الذرى)‬
‫مجع ذروة‪ ،‬ألعىل اليشء (والناس أدحال) مجع دحل‪ ،‬للحفري الغامض من األرض يتسع‬
‫أسفله ويضيق أعاله (سواهم وهوى) أي‪ :‬ال ُي ُ‬
‫ساوون شي ًئا‪.‬‬

‫وأىض‬‫عاب َ‬ ‫ِ‬ ‫والناس َض‬ ‫زاخ����ر ِ‬


‫آذ هُّي���م‬ ‫ه���م ال��ب��ح��ور ِ‬
‫حضاح ث ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫(هم البحور زاخر) الزاخر املاء الكثري (آذهيم) موجهم فكأهنم بحور (والناس‬
‫‪45‬‬

‫ضحضاح) ماء قليل ال عمق له (ثعاب) مجع َثعب‪ ،‬للموضع املطمئن يف أعىل اجلبل‬
‫يستنقع فيه ماء املطر (وأىض) اسم جنس أضاة‪ ،‬للغدير‪.‬‬

‫السفا‬
‫�ز َ‬‫ت عىل َو ْخ� ِ‬ ‫ص ُت َل ُه ْم ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم‬
‫ِم ْثلاً َفأ ْغ َض ْي ُ‬ ‫ْت أ ْب رَ ْ‬
‫إن ُكن ُ‬
‫ْ‬
‫(إن كنت أبرصت لهم من بعدهم مثلاً فأغضيت) صربت عىل املكروه (عىل وخز)‬
‫شوك (السفا) ال ُبهمى‪ ،‬وهي رضب من الشجر‪.‬‬

‫�ًّل� ِم��ن نَعي ٍم َق��د َضفا‬


‫َل� ظِ اًّ‬ ‫لذين َأ ْو َف��دا‬
‫�ن ا َّل ِ‬
‫ير ْي� ِ‬ ‫ِ‬
‫َع� يَ َّ‬ ‫حاشا األم� َ‬ ‫‪100‬‬
‫(عيل اًّ‬
‫ظل‬ ‫(حاشا األمريين اللذين أوفدا) أرسال‪ ،‬ويقال أوفد فالن فالنًا إذا أرسله َّ‬
‫من نعيم قد ضفا) كثر‪.‬‬

‫�اء ك��ان ِق��دْ ًم��ا قد عفا‬


‫ِم��ن ال��رج� ِ‬ ‫��م��را يل جان ًبا‬ ‫ِ‬
‫��ذان َع َ‬ ‫مُه��ا ال�� َّل‬
‫(مها اللذان عمرا) أصلحا‪ ،‬يقال‪َ :‬ع َم َر فالن منزله إذا أصلحه‪ ،‬ويروى «غمرا»‬
‫باملعجمة‪ ،‬أي‪ :‬غطيا‪ ،‬من قوهلم‪:‬غمره املاء‪ ،‬أي‪ :‬غطاه (يل جان ًبا) ناحية (من الرجاء)‬
‫قدما قد عفا) درس‪.‬‬
‫تعلق القلب بمستقبل رشع يف حتصيله (كان ً‬
‫�ل األَ ْر ِ‬
‫بِ ُشك ِْر َأ ْه� ِ‬ ‫��و ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعنِّي ما وىف‬ ‫َ��ت‬
‫��رن ْ‬ ‫و َق��� َّل���داين م��نَّ�� ًة ل� ْ‬
‫(وقلداين) جعال يف عنقي (من ًة) نعمة (لو قرنت) أي‪ :‬عدلت وقيست (بشكر أهل‬
‫األرض عني ما وىف) أي‪ :‬ما قام هبا‪.‬‬
‫�ح� ٍ‬
‫�ر قد َطام‬ ‫ي َب� ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح ْس َوة يف آذ ِّ‬
‫َ‬ ‫بال ُعشرْ ِ ِم ْن ِم ِ‬
‫عشارها وكان كا ْلـ‬
‫(بالعرش) اجلزء من عرشة (من معشارها) أي‪ :‬عرشها‪ ،‬فهام بمعنى (وكان‬
‫كاحلسوة) اجلرعة مِمَّا يحُ تسى‪ ،‬أي‪ :‬يرشب (يف آذي) موج‪ ،‬ومجعه أواذي (بحر قد طام)‬
‫امتأل وارتفع‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫كالش ِء ال َّل َقى‬


‫يَّ ْ‬ ‫ِم ْن َب ْع ِدما قد ُكن ُ‬
‫ْت‬ ‫ْتاشنِي‬
‫م�ير ان َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ميكال األ َ‬ ‫��ن‬
‫إن ا ْب َ‬
‫َّ‬
‫(إن ابن ميكال) وهو عبد اهلل بن حممد بن ميكال من أمراء فارس (األمري انتاشني)‬
‫نوشا أن ْلتَه‬
‫تناولني مقر ًبا إليه‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭻ ﭼ ﭽ]‪ ،‬ويقال‪ :‬ن ُْشت الرجل ً‬
‫خريا (من بعدما قد كنت كاليشء اللقى) اليشء املطروح ال ُيعبأ به‪.‬‬
‫ً‬
‫الوزى‬ ‫َب ْع ِد ان ِْق ِ‬
‫باض َّ‬
‫الذ ْر ِع والبا ِع َ‬ ‫اس ِم ْن‬
‫وم��دَّ َض ْب َع َّي أب��و الع َّب ِ‬
‫َ‬
‫(ومد) بسط (ضبعي) وسط عضدي (أبو العباس) وهو إسامعيل بن عبد اهلل بن‬
‫أيضا تلميذ ابن دريد هذا (من بعد انقباض الذرع) لغة يف‬
‫ميكال املتقدم الذكر وهو ً‬
‫الذراع (والباع) القامة‪ ،‬ومنه احلديث الذي يف الطوفان‪« :‬فإن املاء سار عىل وجه األرض‬
‫سبعني با ًعا وعىل رؤوس اجلبال سبعني ذرا ًعا» (الوزى) القصري‪ ،‬يقال‪ :‬رجل ً‬
‫وزى‬
‫وامرأة وزاة‪.‬‬
‫ِ ِِ‬
‫بِف ْعله حتَّى َع�لا َف� ْ‬
‫��و َق ال ُعىل‬ ‫ذاك ا َّل��ذي ما زال َي ْس ُمو لِل ُعىل‬
‫َ‬
‫(ذاك) إشارة ُبعد للقريب تعظيماً (الذي ما زال يسمو) يرتفع (للعىل) الفضل (بفعله‬
‫حتى عال) ارتفع (فوق العىل)‪.‬‬
‫�����د ِه إىل ال��س ِ‬
‫�ماء الرتقى‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وم‬
‫جَ ْ‬ ‫��ود ِه‬
‫ك��ان ي��رق��ى َأح���دٌ بِ��ج ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ل��و‬
‫(لو كان يرقى) يرتفع (أحد بجوده) كرمه (وجمده) معايل أموره (إىل السامء الرتقى)‪.‬‬

‫ْارتَ���وى‬ ‫إن أت��ى ب��ح��ر َن���داه معت ٍ‬


‫ع�لى ُأوار ع ٍ‬
‫يمة إلاَّ‬ ‫َف‬ ‫ما ْ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫(ما إن أتى بحر نداه) كرمه (معتف) طالب وصاحب عطاء وكرم (عىل أوار) شدة‬
‫اللهب (عيمة) العيمة‪ :‬الشهوة إىل اللبن (إال ارتوى) أصاب ر ًّيا‪.‬‬
‫�ماء لأِ َم�ي�ري ِ‬
‫��ت ال��س ِ‬
‫حَ ْت َ‬ ‫��ن‬ ‫َن � ْف�ِسِ ِ‬
‫ال��ف ُ لأِ َ‬
‫الفدى‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وم ْ‬‫ي َ‬ ‫�ي�ر َّ‬
‫��داء م� َ‬
‫(نفيس الفداء) ما ُيفتدى به‪ُ ،‬ي ْقصرَ ويمدُّ (ألمريي ومن حتت السامء ألمريي الفدى)‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫�أس بِ ِ‬ ‫مُه���ا ال��� َّل� ِ‬


‫��ه عىل َشفا‬ ‫��ف ال � َي� ْ ُ‬
‫ق��دْ و َق َ‬ ‫��ذان َأث � َب��ت��ا يل َأ َم�ًل�اً‬ ‫‪110‬‬

‫(مها اللذان أثبتا) ح َّققا (يل أملاً قد وقف اليأس) انقطاع الرجاء (به عىل شفا) الشفا‪:‬‬
‫والطرف‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ] اآلية‪.‬‬
‫َ‬ ‫احلا َفة واحلرف‬

‫فاستَسا َغ وصفا‬ ‫ف الز ِ‬


‫َّمان‬ ‫ص ُ‬ ‫�ش ا َّل���ذي َرنَّ�� َق�� ُه‬
‫َت�لا َف��ي��ا ال � َع � ْي� َ‬
‫ْ‬ ‫رَ ْ‬
‫(تالفيا) تداركا (العيش) ما به ما َّدة احلياة (الذي رنقه) كدَّ ره وص َّفاه ضدّ ‪ ،‬يقال‪ :‬رنَّق‬
‫فالن املاء إذا كدَّ ره أو ص َّفاه (رصف) تق ُّلب (الزمان فاستساغ) ساغ وسلس وأمكن‪،‬‬
‫الغصة وتزال (وصفا) خلص من الكدر‪.‬‬
‫والسوغ يف األصل ما تساغ به َّ‬

‫كان ذوى‬
‫َ‬ ‫فاه َت َّز ُغ ْصني َب ْعدَ ما‬
‫ْ‬ ‫م��اء َ‬
‫احل��ي��ا يل َر َغ���دً ا‬ ‫َ‬ ‫��ري��ا‬ ‫َ‬
‫وأ ْج َ‬
‫وحركا (ماء احليا) املطر (يل رغدً ا) سعة يف العيش (فاهتز) نبت‬
‫(وأجريا) أساال َّ‬
‫وطال واهتزت األرض نبتت‪ ،‬وأصل االهتزاز التحريك (غصني) ما تش َّعب من ساق‬
‫الشجرة (بعد ما كان ذوى) ذبل ويبس‪.‬‬

‫ِم ْن َب ْع ِد إ ْغضائي عىل َل ْذ ِع ال َقذى‬ ‫��وا بِناظِري‬


‫��م َ‬ ‫ِ‬
‫��ذان َس َ‬‫مُه��ا ال�� َّل‬
‫(مها اللذان سموا) ارتفعا (بناظري) عيني أو إنساهنا (من بعد إغضائي) تغميض‬
‫عيني أو هو قرب التغميض (عىل لذع) حرق (القذى) ما يقع يف العني‪ ،‬واملراد هنا املعنى‬
‫احليس ال القذى احلقيقي‪.‬‬
‫زال ُشكْري َلهما م ِ‬
‫واصلاً‬ ‫ال َ‬
‫المنَا‬
‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َل ْف َ‬
‫ظي أو َي ْعتا َقني رَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(ال زال شكري) مكافأيت (لهما مواصلاً لفظي أو) بمعنى حتَّى (يعتاقني) يعوقني‬
‫اضطرارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويمنعني (رصف المنا) أراد املنايا ثم حذف الياء واأللف األخريين‬
‫‪48‬‬

‫ما زا َغ َق ْلبي َعن ُْه ُم وال َهفا‬ ‫��ن َغ�ْي�رْ ِ ِق ًىل‬ ‫إن األُىل ف��ار ْق� ُ ِ‬
‫�ت م ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫بغض (ما زاغ) زال ومال (قلبي عنهم‬‫ٍ‬ ‫قىل)‬
‫(إن األىل) بمعنى الذين (فارقت من غري ً‬
‫وال هفا) مال ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫األم� ِ‬
‫���ر ف��آه ف��ا ْن� َف��أى‬ ‫ِ‬ ‫�ن يل َع��ز ًْم��ا إذا ْام َت َط ْي ُت ُه‬ ‫ِ‬
‫�ه � ِم ْ‬
‫�م � ْب� َ‬
‫ل� ُ‬ ‫ل��ك� َّ‬
‫عزما) عزيم ًة عىل األمر وتصميماً (إذا امتطيته) ركبته (ملبهم األمر) خمف ِّيه املستغلق‬ ‫(لكن يل ً‬
‫للشق بني اجلبلني فآ ٌة (فانفأى) انكرس‪.‬‬ ‫ال ُيدْ َرى ِم ْن أين يؤتى (فآه) ش َّقه وفتحه‪ ،‬يقال ِّ‬
‫َ��ع��ي�� ٍم ِ‬
‫���ل ن ِ‬
‫�َل� يف ظِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫وغ��ن��ى‬ ‫َع� يَ َّ‬ ‫الصبا‬ ‫��اء م��دَّ ُق � ْط� َ�ر ْي��ه َّ‬
‫ول��و أش� ُ‬
‫(عيل يف ظل نعيم وغنى)‬ ‫(ولو أشاء) أريد (مد قطريه) طرفيه (الصبا) الريح املعروفة َّ‬
‫ضدّ فقر‪.‬‬

‫ت ُْضني ويف ت َْرشافِها ُب� ْ�ر ُء َّ‬


‫الضنى‬ ‫وال َع�� َب��تْ��ن��ي غ����ا َد ٌة َو ْه��ن��انَ�� ٌة‬
‫(والعبتني غادة) الغادة والغيداء‪ :‬املرأة الناعمة اللينة (وهنانة) مزاحة ضحاكة‬
‫(تضني) تسقم عاشقها (ويف ترشافها) مناولتها من كالم وغريه‪ ،‬فكأهنا رشاب يرتشف‬
‫(برء) شفاء (الضنى) اهلالك‪.‬‬

‫حـــاظ ِمنْها جُيتَنى‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسين باأل ْل‬‫ـن ِ‬ ‫الو ْر ِد عىل النْـ‬ ‫ِ‬
‫يف َخدِّ ها َر ْو ٌض م َن َ‬
‫(يف خدها روض) اسم جنس روضة‪ ،‬للنبات اجلديد الطيب (من الورد عىل النرسين)‬
‫الن َّْور األبيض (باألحلاظ) نظرات‪ ،‬مجع حلظة (منها جيتنى) يلتقط‪.‬‬
‫ياد ِم ْن َشامريخِ ُّ‬
‫الذرى‬ ‫الق ِ‬
‫َط��وع ِ‬
‫ْ َ‬ ‫النح َّط هَلا‬
‫َ‬ ‫�م‬
‫�ص� َ‬
‫ِ‬
‫ناجت األَ ْع� َ‬
‫لو َ‬ ‫‪120‬‬

‫(لو ناجت) ك َّلمت (األعصم) أبيض األوظفة من الوعول (النحط هلا طوع) مطيع‬
‫(القياد) االنقياد والتذليل (من شامريخ) رؤوس اجلبال‪ ،‬مجع شمراخ (الذرى) األعايل‬
‫من كل يشء‪ ،‬مجع ذروة‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫ب ا َملس َل ِ‬
‫ك َو ْع ِر ا ُمل ْرتَقى‬ ‫ْ‬ ‫ُم ْست َْص َع ِ‬ ‫م َلولِ ٍق‬ ‫ت القانِ َ‬
‫ت يف خُ ْ‬ ‫أو صاب ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫طويل‬ ‫جبل (خملولق)‬ ‫(أو صابت) وافقت وقابلت (القانت) املنقطع يف العبادة (يف) ٍ‬
‫أملس (مستصعب) صعب عسري (املسلك) الطريق (وعر) صعب (املرتقى) املصعد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ودي��ن ِ ِ‬
‫�ه ِ‬
‫�ح� ِ‬
‫َأ هْل����اه ع���ن َت��س�بِ��ي� ِ‬
‫ت َْأن ُ‬
‫يسها حتَّى تَ���را ُه ق��دْ َصبا‬ ‫��ه‬ ‫ُ َ ْ ْ‬
‫أيضا بمعنى الصالة‪ ،‬فيقال‪:‬‬ ‫(أهلاه) شغله (عن تسبيحه) تنزهيه اهلل ‪ ،D‬وقد يكون ً‬
‫س َّبح إذا صىل (ودينه) طاعته (تأنيسها) أنسها وحديثها (حتى تراه قد صبا) هلا‪ ،‬أي‪ :‬فعل‬
‫فعل الصبيان‪.‬‬

‫�اء َجنى َو ْر ٍد إذا ال َّل ْي ُل َعسا‬


‫م� ُ‬ ‫�وب هِبا‬
‫باء َم � ْق � ُط� ٌ‬ ‫ك��أ َّن�ما َّ‬
‫الص ْه ُ‬
‫ممزوج (هبا ماء‬
‫ٌ‬ ‫(كأنام الصهباء) اخلمر‪ ،‬سميت بذلك ألن لوهنا الصهبة (مقطوب)‬
‫جنى) ما جيتنى‪ ،‬أي‪ :‬يلتقط (ورد) يعني الورد املعروف (إذا الليل عسا) أظلم‪ ،‬وفيه‬
‫«غسا» باملعجمة‪ ،‬وهو بمعناه‪.‬‬

‫ياض ال َّظ ْل ِم ِمنها وال َّل َمى‬


‫َب�ْي�نْ َ َب ِ‬ ‫���ف ب���ر ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ريقها‬ ‫�اح� ُه راش ُ َ ْ‬
‫�م��ت� ُ‬
‫َي� ْ‬
‫(يمتاحه) يغرفه ويستقيه (راشف) متناول (برد ريقها بني بياض الظلم) بياض‬
‫األسنان وبريقها (منها واللمى) سمرة الشفتني‪.‬‬
‫ت فال ُقري ِ‬
‫ات الدُّ نى‬ ‫َ َّ‬
‫إىل النُّحي ِ‬
‫َ ْ‬ ‫�زي� َز فا َملال‬ ‫َس َقى ال َع ِق َيق ف� َ‬
‫�احل� ِ‬
‫وأيضا آخر بمكة وقرية باملدينة (فاحلزيز فاملال إىل‬
‫(سقى العقيق) موضع بالبرصة ً‬
‫النحيت) هذه ك ُّلها مواضع بالبرصة (فالقريات) مجع قر َّية مصغر (الدنى) ما دنا منها‪،‬‬
‫أي‪ :‬قرب‪.‬‬
‫��ألحْ ِ‬
‫��اظ ا َملها‬ ‫��ص��ارع األُس ِ‬
‫���د بِ َ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫َم‬‫فامل ِ ْر َبد األَ ْع�لى ا َّل��ذي ُت ْلقى بِ ِه‬
‫(فاملربد) موضع بالبرصة‪ ،‬وهو ٌ‬
‫سوق كان جيتمع فيه العرب (األعىل الذي تلقى به‬
‫‪50‬‬

‫مصارع) مواضع سقوط (األسد) يعني الرجال (بأحلاظ) نظرات (املها) بقر الوحش‪،‬‬
‫كنى به عن النساء احلسان ينظرهن الرجال يف السوق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫��ت بِ� ِ‬ ‫���ل ُك� ِّ‬
‫محَ َ َّ‬
‫��ر اآلب����اء يف َف� ْ‬
‫���ر ِع ال ُعىل‬ ‫َم��آث ُ‬ ‫�ه‬ ‫��م ْ‬ ‫��ل ُم�� ْق َ‬
‫��ر ٍم َس َ‬
‫(حمل) موضع احللول‪ ،‬أي‪ :‬نزول (كل مقرم) سيد كريم‪ ،‬وأصله فحل اإلبل‬
‫(سمت به مآثر) مجع مأثرة‪ :‬اخلصال احلميدة (اآلباء يف فرع العىل) فرع ِّ‬
‫كل يشء أعاله‪،‬‬
‫ومنه فرعت اجلبال إذا علوهتا‪ ،‬وافرتعت املرأة افتضضتها‪ ،‬وأصله إذا علوهتا‪.‬‬

‫ِم ْن َج ْو َه ٍر ِمنْ ُه النَّبِ ُّي ا ُمل ْص َطفى‬ ‫ِم َن األُىل َج ْو َه ُر ُه ْم إذا ا ْع َتزَوا‬
‫يشء خالصه (إذا اعتزوا)‬ ‫كل ٍ‬ ‫وجوهر ِّ‬ ‫(من األىل) بمعنى الذين (جوهرهم) أصلهم‪،‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫أصل (منه النبي املصطفى) ‪.H‬‬ ‫انتسبوا (من جوهر)‬
‫وما جر ْت يف َف َل ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك َش ْم ُس ُّ‬
‫الضحى‬ ‫ََ‬ ‫َص�َّلَّ َع َل ْيه اهللُ ما َج� َّ‬
‫�ن الدُّ جى‬
‫(صىل عليه اهلل ما جن) أظلم (الدجى) ال ُّظ َلم مجع دجية (وما جرت يف فلك) ٍ‬
‫طرق‬
‫(شمس الضحى)‪.‬‬

‫الصبا‬
‫َّ‬ ‫��ت َص ْو َب ُه َيدُ‬
‫وواص ْ‬
‫َ‬ ‫ِمنْها‬ ‫ُوب جانِ ًبا‬ ‫��و ٌن َأع� َ‬
‫�ار ْت � ُه ا ْل َجن ُ‬ ‫َج ْ‬ ‫‪130‬‬

‫األبيض واألسود ضدٌّ ‪ ،‬وهو فاعل «سقى» املتقدم (أعارته الجنوب)‬ ‫ُ‬ ‫(جون) اجلَ ْون‬
‫الريح املعروفة (جان ًبا منها وواصت) واصلت‪ ،‬يقال‪ :‬واصاه وواصله (صوبه) ص َّبه‬
‫(يد الصبا) ٌ‬
‫ريح معروفة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أح��ض��ا ُن� ُه وام � َت��دَّ َك�ْس�رْ ا ُه َغطا‬
‫ْ‬ ‫نَ���أى َي�مان�� ًّي��ا ف��ل�َّم�اَّ ا ْن��� َت� رَ َ‬
‫َش� ْت‬
‫(نأى) ب ُعد حال كونه (يامن ًّيا) آت ًيا من جهة اليمن يريد الغيم (فلام انترشت) كثرت‬
‫وظهرت (أحضانه) نواحيه‪ ،‬مجع ِحضن (وامتد كرساه) تثنية َكسرْ ‪ ،‬ل ُطنب اخلباء (غطا)‬
‫ارتفع أو انبسط‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫�ن ُق ْط ِر ِه ا ُمل ُ‬
‫��زن َحبا‬ ‫ِمنْها ك� َ ِ‬
‫�أ ْن م� ْ‬ ‫�ل ج��انِ� ٍ‬
‫�ب‬ ‫�ل األُ ْف� َ‬
‫���ق ف � ُك� ُّ‬ ‫�ج� َّل� َ‬
‫ف� َ‬
‫(فجلل) غ َّطى (األفق) الناحية‪ ،‬وما بني السامء واألرض (فكل جانب منها) أي‪:‬‬
‫اآلفاق (كأن من قطره) ناحيته (املزن حبا) امتدَّ ودنا من األرض‪.‬‬

‫منها تقول‪ :‬الغيث يف هاتا ثوى‬ ‫ٍ‬


‫بقعة‬ ‫األرض ف��ك� ُّ‬
‫�ل‬ ‫َ‬ ‫وط�� َّب��ق‬
‫ٍ‬
‫مكان (منها تقول‪ :‬الغيث) املطر (يف هاتا) إشارة‬ ‫(وطبق) غطى (األرض فكل بقعة)‬
‫ملؤنث بمعنى هذه (ثوى) أقام‪.‬‬

‫ب ِمنْها ما َخبا‬ ‫الصبا ُ‬


‫تش ُّ‬ ‫ِر ُ‬
‫َّ��ت هَلا‬
‫ي��ح َّ‬ ‫��ت ُب��رو ُق�� ُه َع��ن ْ‬
‫إذا َخ�� َب ْ‬
‫طف َئ ْت‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭬ ﭭ] اآلية (بروقه عنت) عرضت (هلا‬ ‫(إذا خبت) ِ‬

‫توقد (منها ما خبا) طفئ‪.‬‬ ‫ريح الصبا تشب) ِ‬

‫حادي ا ْل َجن ِ‬
‫ُوب َف َحدَ ْت كام َحدا‬ ‫َ���ت ُر ُع����و ُد ُه َح��دا هِبا‬
‫وإن َون ْ‬
‫ْ‬
‫(وإن ونت) فرتت وضعفت (رعوده حدا هبا) ساقها باحلُداء‪ ،‬وهو صوت السائق‬
‫من غناء ونحوه (حادي) سائق (الجنوب) الريح ِ‬
‫الق ْبلية املعروفة (فحدت) ساقت (كام‬
‫حدا) ساق‪.‬‬
‫��ه وب���ركِ� ِ‬
‫���أ َّن يف أح��ض��انِ ِ‬
‫ك� َ‬
‫ووحى‬ ‫َب ْركًا تَداعى َب�ْي�نْ َ َس ْج ٍر َ‬ ‫��ه‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫(كأن يف أحضانه) نواحيه‪ ،‬أي‪ :‬السحاب أو األفق (وبركه) صدره (بركًا) إبلاً مربكة‬
‫حنني (ووحى) صوت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعضا (بني سجر)‬ ‫(تداعى) يدعو بعضهن ً‬
‫ِ‬
‫��ي ُس��دى‬ ‫حَ ْت َس ُبها َم� ْ�رع � َّي � ًة ْ‬
‫وه� َ‬ ‫��ر َك���ا ُمل���ز ِْن َس ً‬
‫��وام��ا هُ َّب�ًل�اً‬ ‫مل َت� َ‬
‫(سواما) إبلاً راعية ( َهبلاً ) مجع باهل‪ ،‬للناقة التي ال رِصار‬ ‫ً‬ ‫(مل تر كاملزن) السحاب‬
‫عليها (حتسبها مرعية) حمروسة (وهي سدى) مهملة ال راعي هلا‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫وح��ي��ا‬
‫ي َ‬ ‫��ه ثِ��ق��ي بِ ِ‬
‫����ر ٍّ‬
‫��ق ِ‬
‫بِ��وس ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ت‬‫�راز َل َّما ْاست َْو َث َق ْ‬ ‫َقول لِ�ل َ‬
‫أ ْج� ِ‬ ‫ت ُ‬
‫(تقول لألجراز) مجع ُج ُرز‪ ،‬لألرض الصلبة التي مل يصبها املطر (لما استوثقت)‬
‫محلت ما يكفيها من املاء (بوسقه) مجعه قال تعاىل‪[ :‬ﮯ ﮰ ﮱ] أي‪ :‬مجع من‬
‫ال ُّظ َلم (ثقي) من املاء (بري وحيا) خصب‪.‬‬
‫ِ‬
‫نان بِ �المْ��اء ِّ‬
‫ال��روى‬ ‫�ق ال ُب ْط َ‬ ‫��داب َس ْي ًبا محُ ْ ِس ًبا‬
‫و َط � َّب� َ‬ ‫�ع األَ ْح� َ‬ ‫ف� َ‬
‫�أ ْو َس� َ‬
‫(فأوسع) مأل (األحداب) مجع َحدَ ب ملا ارتفع من األرض (سي ًبا) عطا ًء (حمس ًبا)‬
‫كاف ًيا‪ ،‬من قوهلم‪ :‬حسبنا اهلل‪ ،‬أي‪ :‬كافينا (وطبق) غطى (البطنان) مجع بطن‪ ،‬وهو الغامض‬
‫من األرض (باملاء الروى) الكثري‪.‬‬
‫ك��أنَّ�ما ال��ب��ي��داء ِغ���ب ص��وبِ ِ‬
‫��م َسجا‬ ‫�ح� ٌ�ر َطمى تَ�� َّي ُ‬
‫��ار ُه ُث َّ‬ ‫َب� ْ‬ ‫��ه‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫‪140‬‬

‫صب مطره (بحر طمى) ارتفع (تياره)‬ ‫(كأنام البيداء) القفر (غب) عقب (صوبه) ِّ‬
‫موجه (ثم سجا) سكن‪.‬‬

‫وجدا‬
‫ث َ‬ ‫ض َغ ْي ٌ‬ ‫�م لِ�ل� َ‬
‫أ ْر ِ‬ ‫َق ْ‬
‫��و ٌم ُه� ُ‬ ‫وصا بِ ِه‬
‫م ُص ً‬ ‫ذاك َ‬
‫اجل��دا ال زال خَ ْ‬ ‫َ‬
‫خمصوصا به قوم هم لألرض غيث) مطر (وجدا)‬ ‫ً‬ ‫(ذاك اجلدا) العطاء أو املطر (ال زال‬
‫مطر‪.‬‬

‫الس ْي ُل الزُّبى‬ ‫مِمَّ��ن َي��ق� ُ‬


‫�ول َب� َل��غَ َّ‬ ‫�م� َ�ر ٌة‬‫�ت إذا م��ا هَ َب َظتْني َغ� ْ‬ ‫َل� ْ‬
‫�س� ُ‬
‫عيل (غمرة) كربة شديدة (ممن يقول بلغ السيل الزبى)‬ ‫(لست إذا ما هبظتني) شقت َّ‬
‫مجع زبية‪ :‬حفرة حتفر لألسد يف املكان العايل ال يبلغها إال سيل عظيم‪.‬‬

‫أ ما َب�ْي�نْ َ ال� َّ�رج��ا إِىل َّ‬


‫الرجا‬ ‫مَتْ�ل ُ‬ ‫ين ُض ُلوعي َز ْف َ‬
‫��ر ٌة‬ ‫وإن َث َ‬
‫��و ْت ب� َ‬ ‫ْ‬
‫(وإن ثوت) أقامت (بني ضلوعي زفرة) ترجيع الصوت بالبكاء ًّ‬
‫مها وغماًّ كالزفري‬
‫(متأل ما بني الرجا) اجلانب (إىل الرجا) اجلانب ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫كان َطغا‬
‫َ‬ ‫م َض ْو ِض ًعا ِمنْها ا َّلذي‬
‫خُ ْ‬ ‫هَنْن َْهتُه�ا َم ْك ُظ َ‬
‫وم� ًة حتَّ�ى ُي�رى‬
‫(هننهتها) كفكفتها وزجرهتا (مكظومة) مردودة‪ ،‬من قوهلم‪ :‬كظم غيظه إذا ر َّده‬
‫(حتى يرى خمضوض ًعا) متذلِّلاً من اخلضوع‪ ،‬وهو الذلة (منها الذي كان طغا) كثر‪ ،‬قال‬
‫تعاىل‪[ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ] اآلية‪.‬‬
‫ِ‬
‫َق ْو َل ال َقنُوط ان َقدَّ يف ال َب ْط ِن َّ‬
‫السال‬ ‫إن َع� َ�ر ْت��ن��ي َن ْك َب ٌة‬ ‫وال أ ُق ُ‬
‫���ول ْ‬
‫(وال أقول إن عرتني) أصابتني (نكبة) مصيبة (قول القنوط) اليائس (انقد يف البطن‬
‫السال) انقطع‪ ،‬تقول العرب إذا بلغ الكرب الشدَّ ة‪ :‬انقطع يف البطن السال‪.‬‬

‫���و َل إذا َاهل ْ‬


‫���و ُل َعال‬ ‫ِ‬
‫��س��او ُر َاهل ْ‬‫ُي‬ ‫وب ِ‬
‫مار ًسا‬ ‫ت ِمنِّي ُ‬
‫اخل ُط ُ‬ ‫مار َس ْ‬
‫قدْ َ‬
‫(مارسا)‬
‫ً‬ ‫(قد مارست) عاركت وضاربت (مني اخلطوب) مجع َخ ْطب لألمر الشديد‬
‫شديدً ا (يساور) يغالب ويطاول (اهلول) الشدَّ ة (إذا اهلول َعال) ارتفع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ي ا ْلتَوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ُم���واليِ َّ ْاستَوى‬ ‫وليِ ْاس��ت� ٌ‬
‫�واء ْ‬ ‫إن ُم��ع��اد َّ‬ ‫ليِ َ ا ْل��ت ٌ‬
‫��واء ْ‬
‫اعوج (ويل استواء) استقام ٌة (إن‬ ‫َّ‬ ‫عدوي (التوى)‬
‫اعوجاج (إن معادي) ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫(يل التواء)‬
‫موايل) مصاحبي (استوى) استقام‪.‬‬

‫ي َلمِ ْن ُو ِّدي ا ْبتَغى‬


‫�راح واألَ ْر ُ‬
‫وال� ُ‬ ‫ت��ار ًة‬
‫َ‬ ‫ي لِ��ل � َع��دُ ِّو‬ ‫�ي رَ ْ‬
‫ش ٌ‬
‫ِ‬
‫َط � ْع��م� َ‬
‫حنظل (للعدو تارةً) وقتًا (والراح) اخلمر (واألري) العسل‬‫ٌ‬ ‫(طعمي) مذاقي (رشي)‬
‫األبيض (ملن ودي) موديت وصحبتي (ابتغى) طلب‪.‬‬
‫ُ‬

‫وب َّ‬
‫الشذا‬ ‫ْت َم ْر ُه ُ‬
‫َأ ْلوى إذا ُخ ِ‬
‫وشن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْت َس ْه ٌل َم ْع َط ِفي‬
‫َل��دْ ٌن إذا ُلويِن ُ‬
‫رطب (إذا لوينت) أخذت بال ِّلني‪ ،‬ضد خوشنت (سهل) الئق (معطفي)‬
‫ٌ‬ ‫(لدن) لينِّ ٌ‬
‫عوملت باخلشونة واملكروه‬
‫ُ‬ ‫انعطايف ورجوعي (ألوى) شديد اخلصومة (إذا خوشنت)‬
‫(مرهوب) خموف (الشذا) األذى‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ار ْت بِ ُ‬
‫احلبى‬ ‫ش ط� َ‬ ‫إذا ِري� ُ‬
‫�اح ال َّط ْي ِ‬ ‫�م بِ َجنْ َب ْ‬
‫�ي ُح ْب َوت�ي‬ ‫�م الح ْل ُ‬
‫َي ْعتَص ُ‬ ‫‪150‬‬

‫(يعتصم) يتعلق ويتمسك (احللم) العقل (بجنبي) ناحيتي (حبويت) احتبائي‪ ،‬وهو‬
‫شدّ اإلزار عىل الركبتني والظهر (إذا رياح الطيش) خفة العقل (طارت باحلبى) مجع‬
‫حبوة مثل كدية وكدى‪.‬‬
‫��ع ِ‬
‫أو ا َّطبى‬ ‫َ�مال َط َ‬
‫��م ٌ‬ ‫إذا ْاس��ت َ‬ ‫ِّ��س‬
‫��ع ُم��دَ ن ٌ‬ ‫ال َي َّطبيني َط َ‬
‫��م ٌ‬
‫موسخ (إذا استامل)‬
‫حرص ورغبة (مدنس) ِّ‬
‫ٌ‬ ‫(ال يطبيني) يستميلني ويدعوين (طمع)‬
‫دعا وقاد (طمع أو اطبى) استامل‪.‬‬

‫أش َفينْ َ يب ِمنْها عىل ُس ْب ِل النُّهى‬


‫ْ‬ ‫��ت يب ُرتَ�� ًب��ا جَت� ِ‬
‫��اريب‬ ‫وق���دْ َع�� َل ْ‬
‫(وقد علت) ارتفعت (يب رت ًبا) منازل مجع رتبة (جتاريب) اختبارايت مجع جتربة (أشفني)‬
‫أرشفن وقربن (يب منها عىل سبل) طرق مجع سبيل (النهى) العقول مجع هنية‪.‬‬

‫���ش ِم �نِّ��ي نَ���ز ٌَق وال َأذى‬


‫ي َ‬ ‫مل خُ ْ‬ ‫لف� ِ‬
‫��راط األَ َذى‬ ‫��رؤٌ ِخ َ‬
‫يف إِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ْام ُ‬
‫شخص (خيف إلفراط) شدَّ ة وجماوزة احلدِّ (األذى) ما يؤذي (مل خيش)‬
‫ٌ‬ ‫(إن امرؤ)‬
‫خيف (مني نزق) ٌ‬
‫طيش (وال أذى)‪.‬‬

‫��ن و َلكِنِّي ْام� ُ�رؤٌ‬


‫��ون ِع ْر ًضا مل ُيدَ ن ِّْس ُه ال َّطخا‬
‫َأ ُص ُ‬ ‫�ن َغ�ْي�رْ ِ ما َو ْه ٍ‬ ‫ِ‬
‫م� ْ‬
‫ً‬
‫(عرضا) موضع املدح‬ ‫ضعف (ولكني امرؤ أصون) أحفظ وأقي‬ ‫ٍ‬ ‫(من غري ما وهن)‬
‫يوسخه (الطخا) العيب‪ ،‬و َقصرَ َ ه وهو ممدود‪.‬‬
‫والذ ِّم من الشخص (مل يدنسه) ِّ‬
‫��ه مِمَّ���ا َح����وا ُه وا ْن �تَ�صى‬
‫ُض���ن بِ� ِ‬
‫َّ‬ ‫ض ا َمل� ْ�ر ِء ْ‬
‫أن َي ْب ُذ َل ما‬ ‫�و ُن ِع� ْ�ر ِ‬
‫وص� ْ‬
‫َ‬
‫(وصون عرض املرء أن يبذل) يعطي (ما ضن به مما حواه) مجعه (وانتىص) اختار‪.‬‬
‫‪55‬‬

‫خ��ار ِم ْن َب ْع ِد التُّقى‬
‫ِ‬ ‫وأ ْن َف ُس األ ْذ‬ ‫ات ْ‬
‫���ذ َت ُع��دَّ ًة‬ ‫�م��دُ َخ�ْي�رْ ُ ما خَّ َ‬ ‫َ‬
‫واحل� ْ‬
‫(واحلمد خري ما اختذت) اكتسبت (عدة) ما يستعدُّ به (وأنفس) أعىل وأغىل (األذخار)‬
‫مجع ذخر للمرفوع‪ ،‬يقال‪ :‬ذخرت اليشء إذا رفعته (من بعد التقى) أي‪ :‬تقوى اهلل ‪.D‬‬
‫����ن ف��ي� ِ‬
‫��و َش �بِ��ي � ُه ز ََم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ن��اج�� ٍم يف ز ََم� ٍ‬ ‫���ر ٍن‬ ‫وك ُّ‬
‫�ه َب��دا‬ ‫ف��ه َ‬
‫ْ‬ ‫��ن‬ ‫ُ���ل َق� ْ‬
‫(وكل قرن) أمة‪ ،‬أي‪ :‬أهل قرن‪ ،‬أي‪ :‬زمن (ناجم) مرتفع يقال‪ :‬نجم اليشء إذا‬
‫طلع وارتفع (يف زمن فهو شبيه) مشبه (زمن فيه بدا) ظهر‪ ،‬ومعنى هذا «الناس أبناء‬
‫زماهنم»‪.‬‬
‫��ر َ‬
‫اجلنى‬ ‫ُغ ْص ٌن ن ٌ‬
‫َضري ُع���و ُد ُه ُم ُّ‬ ‫فمن ُْه ْم رائِ� ٌ‬
‫�ق‬ ‫ت ِ‬‫والناس كالنَّب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(والناس كالنبت) النبت ما ينبت من األرض كالنبات (فمنهم رائق) معجب‬
‫(غصن) ما تشعب من الشجر (نضري عوده) أخرض ناعم (مر اجلنى) اجلنى ما جيتنى من‬
‫الثمر‪ ،‬أي‪ :‬يلتقط‪.‬‬

‫�ت َجنا ُه انْسا َغ َع ْذ ًبا يف ال َّلها‬


‫ُذ ْق� َ‬
‫�إن‬ ‫وم��نْ��ه م��ا َت ْقت ِ‬
‫َح ُم ال�� َع�ْي�نْ ُ ف� ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫(ومنه ما تقتحم) تكره (العني فإن ذقت جناه) ملتقطه (انساغ) ُ‬
‫سهل بل ُعه وأمكن‬
‫حمة مرشفة عىل احللق‪.‬‬ ‫(عذبا) حلوا (يف اللها) اسم جنس هلاة‪ ،‬ل َل ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ْعاج ِمنْ ُه وان َْحنى‬
‫ف َي ْست َِوي ما ان َ‬
‫ال��ش��ارخُ ِم��ن َزي��غ��انِ� ِ‬
‫�ه‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫��و ُم‬ ‫‪ُ 160‬ي�� َق َّ‬
‫(يقوم الشارخ) الشاب احلديث املستقبل للشباب (من زيغانه) ميالنه (فيستوي)‬
‫اعوج وانعطف (منه وانحنى) انعطف ً‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يستقيم (ما انعاج)‬

‫يف ِمن ُه ما ا ْلتَوى‬


‫مل ْ ُي ِق ِم ال َّت ْث ِق ُ‬ ‫�ن َز ْي ِغ ِه‬ ‫ِ‬
‫إن َق َّو ْم َت ُه م� ْ‬ ‫َّ‬
‫والش ْي ُخ ْ‬
‫(والشيخ) املس ُّن (إن قومته من زيغه) ميله (مل يقم التثقيف) التقويم (منه ما التوى)‬
‫اعوج‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪56‬‬

‫ِ‬ ‫ير َع ْط ُف ُه‬ ‫ِ‬


‫َل��دْ نً��ا َش��دي��دٌ َغ ْ‬
‫��م�� ُز ُه إذا َعسا‬ ‫�ن َي��س� ٌ‬ ‫كذلك ال� ُغ� ْ‬
‫�ص� ُ‬
‫سهل (عطفه) ر ُّده (لدنًا) ل ِّينًا (شديد غمزه) تقويمه وملسه‬ ‫(كذلك الغصن يسري) ٌ‬
‫باليدين (إذا عسا) ص ُلب‪.‬‬

‫واحتَمى‬
‫ْ‬ ‫و َع�� َّز َعن ُْه ْم جانِبا ُه‬ ‫�وا ُظ ْل َم ُه‬ ‫الناس حَت� َ‬
‫�ام� ْ‬ ‫َ‬ ‫�ن َظ َل َم‬
‫َم� ْ‬
‫(من ظلم الناس) َّ‬
‫أرض هبم وتعدَّ ى عليهم‪ ،‬وأصل الظلم وضع اليشء يف غري حمله‬
‫(حتاموا ظلمه) تباعدوا عنه وامتنعوا منه (وعز) امتنع (عنهم جانباه) ناحيتاه (واحتمى)‬
‫امتنع‪.‬‬

‫السفا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫�ن َح َّيات َأنْباث َّ‬
‫ِ‬
‫أ ْظ َل ُم م� ْ‬ ‫��م ج��انِ� ُب� ُه‬ ‫���م َلمِ���ن َ‬
‫الن َل ُ‬
‫��ه ْ‬ ‫وه ْ‬ ‫ُ‬
‫السم‬
‫ِّ‬ ‫وسهل (لهم جانبه أظلم من حيات) مجع حية‪ ،‬لذات‬
‫(وهم ملن الن) ض ُعف ُ‬
‫املعروفة (أنباث) األنباث‪ :‬الرتاب املستخرج من البئر‪ ،‬يقال‪ :‬نبث إذا حفر (السفا)‬
‫الرتاب الذي تسفيه الريح‪ ،‬أي‪ :‬حتمله وترمي به الناس‪.‬‬
‫��ط��ار ا ْل��بِ ِ‬
‫�لاد وال� ُق��رى‬ ‫ِ‬ ‫�ع َأ ْق‬ ‫ِ‬ ‫والناس ُط ًّرا ْ‬
‫إن َف َح ْص َ‬
‫ت َعن ُْه ُم‬
‫مَج��ي� َ‬ ‫ُ‬
‫طرا) كلاًّ (إن فحصت) كشفت (عنهم مجيع أقطار) نواحي (البالد‬
‫(والناس ًّ‬
‫والقرى) مجع قرية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعبِيدُ ذي‬
‫م ْن َغ ْم ِره يف َج ْر َعة ت َْشفي َّ‬
‫الصدى‬ ‫وإن مل َي ْط َمعوا‬
‫امل��ال ْ‬
‫(عبيد ذي املال وإن مل يطمعوا من غمره) الغمر املاء الكثري‪ ،‬وهو هنا العطاء (يف‬
‫جرعة) اجلرعة‪ :‬القليل من املاء كاحلسوة (تشفي) تربئ (الصدى) العطش‪.‬‬
‫وه� لمِ‬
‫��م فيام َأف���ا َد َ‬
‫وح��وى‬ ‫َ��ه ْ‬
‫ش��ارك ُ‬
‫َ‬ ‫وإن‬ ‫��ق َأ ْع� ٌ‬
‫���داء ْ‬ ‫��ن َأ ْم�� َل َ‬
‫��م َ� ْ‬
‫ُ ْ‬
‫(وهم ملن أملق) افتقر (أعداء وإن شاركهم فيام أفاد) اكتسب (وحوى) مجع‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ت أيامي وما ِ‬


‫��ر َع َل ْيه ْ‬
‫وار َت���دى‬ ‫َ���أز ََّر ال��دَّ ْه ُ‬ ‫الغ ُّر ك ََم ْن‬ ‫عاج ُ َّ‬
‫مَ ْ‬
‫(عامجت) ماضغت وعاركت (أيامي وما الغر) الغافل (كمن تأزر) شدَّ إزاره (الدهر‬
‫عليه وارتدى) ألبسه األردية‪.‬‬
‫��ل إذا َ‬
‫اجل���دُّ َعال‬ ‫��ه ُ‬ ‫��ك َ‬
‫اجل ْ‬ ‫ي�� ُّط َ‬
‫حَ ُ‬ ‫��ب بِ�لا َج��دٍّ وال‬
‫��ع ال�� ُل ُّ‬
‫��ر َف ُ‬
‫ال َي ْ‬
‫(ال يرفع اللب) العقل (بال جد) اجلدُّ ‪ :‬البخت واحلظ (وال حيطك) يبطل ح َّظك‬
‫(اجلهل إذا اجلد عال) ارتفع‪.‬‬
‫�و ًم��ا ْأو َغدا‬
‫�ظ َي� ْ‬
‫��ه ال� ِ‬
‫�واع� ُ‬ ‫راح بِ ِ‬ ‫�ن مل َي ِع ْظ ُه الدَّ ْه ُر مل َينْ َف ْع ُه ما‬
‫َم� ْ‬ ‫‪170‬‬
‫جيربه هو بنفسه (مل ينفعه ما راح به) أتى به آخر النهار‬ ‫(من مل يعظه الدهر) أي‪ِّ :‬‬
‫بالغدو‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يوما أو غدا) أتى به‬
‫(الواعظ ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ان ال َعمى َأ ْوىل بِ��ه م� َ‬
‫�ن ُاهلدى‬ ‫ك� َ‬ ‫���ن مل ُت���ف���دْ ُه ع��َب�رَ ً ا أ َّي ُ‬
‫��ام�� ُه‬ ‫َم ْ‬
‫(عربا) مجع عربة وهي التذكرة (أيامه كان العمى) وهو هنا‬ ‫ً‬ ‫(من مل تفده) تكسبه‬
‫عمى القلب (أوىل به من اهلدى) اهلداية‪.‬‬
‫َأرا ُه م��ا َي��دْ ن��و إل��ي��ه م��ا نأى‬ ‫���ر ُه بِ�ما يرى‬
‫ق��اس م��ا مل َي َ‬
‫َ‬ ‫��ن‬
‫َم ْ‬
‫(من قاس) َم َّثل (ما مل يره بام يرى أراه ما يدنو) يقرب (إليه ما نأى) بعد‪.‬‬
‫ال��ذ ِّل رَصى‬
‫�ن ُّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫احل��رص ِ‬
‫القيا َد مل َيز َْل‬ ‫ك ِ‬
‫َم ْن َم َّل َ‬
‫َي � ْك� َ�ر ُع يف م��اء م� َ‬ ‫ْ َ‬
‫(من ملك احلرص) االجتهاد يف طلب كل مرغوب فيه (القياد) الطاعة (مل يزل‬
‫يكرع) خيوض أو يرشب (يف ماء من الذل رصى) وهو املاء الذي طال مكثه‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫امع بِا ْل َي ْأ ِ‬
‫ث َرنا‬ ‫إليه َع�ْي�نْ ُ ا ْل��ع� ِّز م ْ‬
‫��ن َح ْي ُ‬ ‫َت‬
‫س َرن ْ‬ ‫عار َض األَ ْط َ‬
‫َم ْن َ‬
‫(من عارض) أي‪ :‬جعل حمل الطمع اليأس (األطامع) مجع َط َمع للرغبة (باليأس)‬
‫انقطاع الرجاء (رنت) نظرت دوا ًما (إليه عني العز) من الناس َل َّما استغنى عنهم (من‬
‫حيث رنا) نظر‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫ث ا ْنتَوى‬ ‫�ان ِ‬
‫الغنى َق ِرينَ ُه َح ْي ُ‬ ‫ك� َ‬ ‫ف النَّ ْفس عىل مكْر ِ‬
‫وهها‬ ‫َم ْن َع َط َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫(من عطف) أمال ور َّد (النفس عىل مكروهها) ما تكره (كان الغنى) ضدُّ الفقر‬
‫(قرينه) صاحبه (حيث انتوى) بعد من النوى‪ ،‬وهو البعد‪.‬‬
‫يحات ُ‬
‫اخلطا‬ ‫ُ‬ ‫َقاص ْت َعنْ ُه َف ِس‬
‫ت رَ َ‬ ‫هاء َق��دْ ِر ِه‬
‫ف ِعنْدَ انْتِ ِ‬
‫�ن مل َي ِق ْ‬
‫َم� ْ‬
‫(من مل يقف عند انتهاء) غاية (قدره) مقداره ورتبته (تقارصت) قرصت (عنه‬
‫فسيحات) واسعات (اخلطا) مجع خطوة‪.‬‬
‫��ن َس ْف ِع ُّ‬
‫الذكا‬ ‫َن��دام � ًة َأ ْل َ ِ‬
‫���ذ َع م ْ‬ ‫َ‬ ‫احل��� ْز َم َجنى لِنَ ْف ِس ِه‬
‫�ن َض َّي َع َ‬
‫َم� ْ‬
‫(من ضيع) ترك (الحزم) ضبط األمر واألخذ فيه بالثقة (جنى) التقط (لنفسه ندام ًة‬
‫ألذع) أحرق (من سفع) حرق (الذكا) مجع ذكية‪ ،‬اللتهاب النار‪.‬‬

‫ت إىل تِ ْلك ال ُعرى‬


‫ت عرى ا َمل ْق ِ‬‫خالق ِه‬
‫ب عرى َأ ِ‬
‫ني َط ْ ُ‬ ‫ناط بِا ْل ُع ْج ِ ُ‬
‫َم ْن َ‬
‫(من ناط) ع َّلق وألصق (بالعجب) التمدُّ ح بخصال النفس (عرى) مجع عروة ما‬
‫يع َّلق به (أخالقه) طبائعه مجع خلق (نيطت) ُع ِّلقت (عرى املقت) أشدِّ البغض (إىل تلك‬
‫العرى)‪.‬‬

‫َأ ْع� َ‬
‫�ج � َز ُه َن ْي ُل الدُّ نى َب ْل َه ال ُقصا‬ ‫��و َق ُمنْتَهى َب ْس َطتِ ِه‬ ‫�ن ط� َ‬
‫�ال َف ْ‬ ‫َم� ْ‬
‫(من طال) ارتفع (فوق منتهى) غاية (بسطته) فضله‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰ] (أعجزه) أضعفه وقرص به (نيل) إدراك (الدنى) مجع دنيا للقريب‬
‫(بله) بمعنى غري أو دع (القصا) البعيد‪.‬‬

‫ُول ا َملطا‬
‫م �ز َ‬ ‫ب ِء َي ْو ًما َ‬
‫آض جَ ْ‬ ‫ِ‬
‫م الع ْ‬ ‫�ن را َم ما َي ْع ِ‬
‫ج ُز َعنْ ُه َط ْو ُق ُه‬ ‫َم� ْ‬ ‫‪180‬‬

‫(يوما آض)‬
‫(من رام) طلب (ما يعجز) يقرص (عنه طوقه) طاقته (م العبء) الثقل ً‬
‫رجع (جمزول) مقطوع‪ ،‬واجلزلة من اللحم القطعة (املطا) الظهر‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫وواح���دٌ كَ��الأْ َ ْل ِ‬
‫ِ‬ ‫�واح� ٍ‬
‫��ف ِمنْهم َك� ِ‬
‫إن َأ ْم ٌ‬
‫��ر َعنا‬ ‫��ف ْ‬ ‫�د‬ ‫�اس َأ ْل� ٌ ُ ُ‬
‫وال��ن� ُ‬
‫(والناس ألف منهم كواحد وواحد كاأللف إن أمر عنا) قصد وأتعب‪.‬‬
‫�ل م��وتِ ِ‬ ‫ولِ ْل َفتى ِم��ن م��الِ� ِ‬
‫��ه ال م��ا اقتَنى‬ ‫َي���دا ُه َق � ْب� َ َ ْ‬
‫�ه ما َق��دَّ َم� ْ‬
‫�ت‬ ‫ْ‬
‫(وللفتى) الشاب أو السخي الكريم (من ماله ما قدمت يداه قبل موته ال ما اقتنى)‬
‫اكتسب أو ا َّدخر‪.‬‬
‫لمِ‬ ‫ِ‬ ‫وإنَّ�م�ا ا َمل����رء ح ِ‬
‫��ن وعى‬ ‫فك ُْن َحدي ًثا َح َسنًا َ ْ‬ ‫��د ٌ‬
‫ي��ث َب�� ْع��دَ ُه‬ ‫ْ ُ َ‬
‫(وإنام املرء حديث) أي‪ :‬يعاد أمره باحلديث (بعده فكن حدي ًثا حسنًا ملن وعى)‬
‫حفظ‪.‬‬

‫َأ َم� َّ‬


‫���ر يل حينًا وأح��ي��انً��ا َحال‬ ‫ت الدَّ ْه َر َش ْط َر ْي ِه َف َقدْ‬
‫إن َح َل ْب ُ‬
‫مرا (يل‬
‫(إين حلبت الدهر) جربته (شطريه) نصفيه‪ ،‬أي‪ :‬أوله وآخره (فقد أمر) صار ًّ‬
‫حينًا) وقتًا (وأحيانًا) أوقاتًا (حال) عذب‪.‬‬
‫باز ٍل َ‬
‫يف ِ‬ ‫��رب� ٍ‬
‫وامتَطى‬
‫وب ْ‬ ‫راض ُ‬
‫اخل ُط َ‬ ‫��ة ن���ايب ف� ُق� ْ‬
‫�ل‬ ‫���ر ع��ن جَت� ِ َ‬
‫و ُف� َّ‬
‫ف (عن جتربة) اختبار (نايب) الس ُّن املعروفة (فقل) ما ش ْئ َت (يف بازل) ُمس ٍّن‬ ‫(وفر) ك ُِش َ‬
‫أذل‪ ،‬من راض الدابة إذا أذلهَّ ا للركوب ونحوه (وامتطى) ركب‪.‬‬ ‫(راض اخلطوب) َّ‬
‫�س َ‬ ‫والناس لِ ْلمو ِ‬
‫ت َخ�ًل�ىً َي ُل ُّس ُه ْم‬
‫اخل�لا‬ ‫و َق � َّل�ما َي ْبقى م��ع ال � َل� ِّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫فمه (وقلام يبقى‬‫(والناس للموت خىل) َنب ٌت جديدٌ رطب (يلسهم) يأكلهم بمقدَّ م ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫مع اللس اخلال)‪.‬‬

‫إذا َأت����ا ُه ال ُي����داوى بِ��ال� ُّ�رق��ى‬ ‫الردى‬ ‫ت ِم ْن ُم ْس َت ْي ِق ٍن َّ‬


‫أن َّ‬ ‫َع ِ‬
‫ج ْب ُ‬
‫(عجبت من مستيقن) موقن عامل (أن الردى) اهلالك (إذا أتاه ال يداوى بالرقى) مجع‬
‫رقية‪ :‬تالوة أدعية وآيات من القرآن لطلب الشفاء‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫ك��خ��ابِ� ٍ‬ ‫��وي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وه� ِ‬


‫�ط َب�ْي�نْ َ َظ�ل�ا ٍم و َعشى‬ ‫��ة‬ ‫��ن ا ْل� َغ� ْف� َل��ة يف ُأ ْه ِ ّ‬
‫��و م َ‬
‫ْ َ‬
‫(وهو من الغفلة يف أهوية) ُحفرة يضيق أعالها ويتسع أسفلها (كخابط) اخلابط‬
‫ٍ‬
‫مصباح (بني ظالم) ظلمة (وعشى) ضعف البرص‪.‬‬ ‫الذي يميش ليلاً بغري‬
‫لس ِ‬ ‫قد ِق َ ِ‬ ‫��ن وال ُك���ف���ران هللِ كام‬
‫ب َأ ْخ�لى ْ‬
‫فارتَعى‬ ‫ار ِ‬ ‫يل ل َّ‬ ‫َن� ْ‬
‫��ح� ُ‬
‫(نحن وال كفران هلل) الكفران والكفر بمعنى (كام قد قيل للسارب) الظاهر بامشيته‪،‬‬
‫وكل مترصف يف حوائجه سارب (أخىل) دخل يف اخلال‪ ،‬وهو النبات اجلديد الرطب‬
‫(فارتعى) رعى ماشيته‪.‬‬

‫�ت َع��نْ�� ُه مَت���ادى هَ‬


‫ول��ا‬ ‫وإن‬
‫ي���ع ْ‬
‫�ام �نَ� ْ‬
‫َت��ط� َ‬ ‫���س َن��� ْب� َ‬
‫��أ ًة ِر َ‬ ‫إذا َأ َح� َّ‬ ‫‪190‬‬

‫(إذا أحس) علم (نبأة) صوتًا خف ًّيا (ريع) فزع (وإن تطامنت) اطمأنَّت وسكنت‬
‫استمر ودام (وهلا) غفل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(عنه متادى)‬

‫أن َمىض‬ ‫غاب ا ْط َم َأن ْ‬


‫َّت ْ‬ ‫حتَّى إذا‬ ‫ث ف��ا ْن �ز ََو ْت‬‫�ت لِ َلي ٍ‬
‫ك َث َّل ٍة ِري � َع� ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وبالضم لغريها (ريعت)‬
‫ِّ‬ ‫(كثلة) مجاعة‪ ،‬وهنا من الغنم‪ ،‬إذ هي بالفتح للغنم‬
‫سكنت‬
‫ْ‬ ‫انقبضت (حتى إذا غاب اطمأنت)‬ ‫ْ‬ ‫أسد (فانزوت)‬ ‫ُأفزعت (لـ) من (ليث) ٍ‬

‫(أن مىض)‪.‬‬

‫و َن� ْ�ر َت��ع��ي يف َغ ْف َل ٍة إذا ا ْن َقىض‬ ‫���ال لِ�ْل�أْ َ ْم� ِ‬


‫��ر ا َّل���ذي َي� ُ�رو ُع��ن��ا‬ ‫هُن ُ‬
‫أيضا (ونرتعي)‬
‫(هنال) نفزع من اهلول‪ ،‬وهو الفزع (لألمر الذي يروعنا) يفزعنا ً‬
‫نرعى (يف غفلة) عن األمر املفزع (إذا انقىض) هو‪ ،‬أي‪ :‬األمر‪.‬‬

‫ال���ر َّد َل��� ُه إذا َأت��ى‬ ‫�م��لِ� ُ‬ ‫�ش��ق��اء بِ��ال� َ ِ‬


‫َّ‬ ‫�ك‬ ‫�ي ُم��و َل� ٌ‬
‫�ع‬
‫ال َي� ْ‬ ‫�ش��ق� ِّ‬ ‫َ‬ ‫إن ال� َّ‬
‫َّ‬
‫الشقاء) الشقاء والشقوة بمعنى‪ ،‬وأصله التعب‪ ،‬أعوذ باهلل منه بمعنييه (بالشقي‬ ‫َ‬ ‫(إن‬
‫احلب له (ال يملك الرد له) يقدر عليه (إذا أتى)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مولع) ُمغر ٌم شديدُ‬
‫‪61‬‬

‫��ر َد ُع�� ُه إلاَّ ا ْل َعصا‬ ‫�ق��ي��م ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫راد ٌع‬ ‫��و ُم ل � ْل� ُ‬
‫�ح� ِّ�ر ُم� ٌ‬
‫وال َع ْبدُ ال َي ْ‬ ‫وال�� َّل ْ‬
‫(واللوم) الذ ُّم عىل ما مىض والتحذير منه يف املستقبل (للحر مقيم رادع) ٌّ‬
‫كاف‬
‫(والعبد ال يردعه) ير ُّده (إال العصا) أي‪ :‬الرضب هبا‪.‬‬

‫ع�لى َه����وا ُه َع�� ْق�� ُل�� ُه ف��ق��د نجا‬ ‫وآ َف��� ُة ال َع ْق ِل َاهل��وى َ‬
‫فم ْن َعال‬
‫مرضة ومفسدة (العقل اهلوى) أي‪ :‬اتباعه وإرادته (فمن عال) غلب (عىل‬
‫(وآفة) َّ‬
‫هواه) شهوته (عقله فقد نجا) سلم‪.‬‬
‫��و َّد ُلخِ � ْل� ٍ‬
‫�ق ُم ْرتَىض‬ ‫أص َف ْي ُت ُه ال� ُ‬
‫ْ‬ ‫�ن َأخٍ َم ْسخُ و َط ٍة َأ ْخال ُق ُه‬ ‫ِ‬
‫كم م� ْ‬
‫(كم من أخ مسخوطة) غري مرض َّية (أخالقه) طبائعه (أصفيته) أخلصت له (الود)‬
‫مريض منه‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫غري‬
‫غريه َ‬
‫مريض وإن كان ُ‬
‫ّ‬ ‫الوداد واملح َّبة (خللق) واحد األخالق (مرتىض)‬

‫أن َت����را ُه ق��د نَبا‬


‫��و ًم��ا ْ‬ ‫َت� ُ‬
‫���ذ َّم َي ْ‬ ‫�م��و ًدا فال‬ ‫الس ْي َ‬
‫ف محَ ْ� ُ‬ ‫إذا َب� َل� ْ‬
‫�و َت َّ‬
‫يوما أن تراه قد نبا) ارتفع‬ ‫(إذا بلوت) اختربت (السيف) ووجدته (حممو ًدا فال تذم ً‬
‫عن الرضبة‪.‬‬

‫��ث��ار فكَبا‬
‫ٌ‬ ‫��م�� ْع��دا ُه ِع‬‫ِ‬
‫���ن ل َ‬
‫َع َّ‬ ‫ي��ت��ا ُز ا َمل���دَ ى ُ‬
‫ور َّب�ما‬ ‫ف جَ ْ‬ ‫وال�� ِّط ْ‬
‫��ر ُ‬
‫(والطرف) كريم ال َّط َرفني من اخليل‪ ،‬أي‪ :‬األب واألم (جيتاز) جيوز ويتخ َّطى‬
‫ٌ‬
‫سقوط يف حال اجلري‬ ‫(املدى) الغاية (وربام عن) عرض (لمعداه) عدوه وجريه (عثار)‬
‫(فكبا) سقط ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ال جَيِ���دُ ال�ع�ي��ب إ َل��ي ِ‬
‫��ه خُ ْ‬
‫متَطى‬ ‫ب ا َّلذي‬ ‫َم ْن لك بِا ُمل َه َّذ ِ‬
‫ب النَّدْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫إنكاري (باملهذب) العاقل الظريف‬ ‫ٌّ‬ ‫(من لك) أي‪ِ :‬م ْن أين لك‪ ،‬فهو استفهام‬
‫(الندب) الذي ينتدب للمكارم (الذي ال جيد العيب إليه خمتطى) ً‬
‫ممشى ومسلكًا‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫ِ‬
‫��ر ًءا حا َز الك َ‬
‫َامل فا ْكتَفى‬ ‫ُت ْلف ْام َ‬ ‫�اس مل‬ ‫ت ُأم� َ‬
‫��ور ال��ن� ِ‬ ‫إذا ت ََص َّف ْح َ‬ ‫‪200‬‬

‫(امرءا حاز) حوى‬


‫ً‬ ‫(إذا تصفحت) نظرت وفكرت (أمور الناس مل تلف) جتد‬
‫(الكامل) التامم (فاكتفى) اجتزأ به‪.‬‬
‫��ه أول��و ِ‬
‫َأم��نَ��ع م��ا ال َذ بِ ِ‬ ‫اجل ِم ِ‬
‫�ص�ْب�رْ ِ َ‬
‫احلجا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يل إ َّن � ُه‬ ‫��و ْل عىل ال� َّ‬
‫َع� ِّ‬
‫(عول) اعتمد واستعن (عىل الصرب) حبس النفس عىل ما تكره (اجلميل إنه أمنع)‬
‫أمحى وأقوى (ما الذ) جلأ واعتصم (به أولو) أصحاب (احلجا) العقل‪.‬‬
‫وع ِّط ِ‬
‫ف النَّ ْف َس عىل ُس ْب ِل األَسا‬
‫يح َ‬
‫اجلوى‬ ‫ب َتبرْ ِ ُ‬
‫إذا ْاس َت َف َّز ا ْل َق ْل َ‬ ‫َ‬
‫استخف‬
‫َّ‬ ‫(وعطف) ر ِّدد (النفس عىل سبل) طرق (األسا) التصبرُّ (إذا استفز)‬
‫(القلب تربيح) شدة (الجوى) املرض الداخل‪.‬‬

‫��ر ٍة إذا كَبا‬


‫��ن َع�� ْث َ‬
‫ِ‬
‫�ض � ُه م� ْ‬ ‫ُي �نْ� ِ‬
‫�ه� ُ‬ ‫وت�ار ًة‬
‫َ‬ ‫والدَّ ْه ُ�ر َيكْب�و بِال َفت�ى‬
‫(والدهر يكبو) يعثر (بالفتى وتارةً) وقتًا (ينهضه من عثرة إذا كبا) سقط‪.‬‬
‫مِ‬
‫سالٍ َك ْي َ‬
‫ف نَجا‬ ‫َب ْل فا ْع َج َب ْن ِم ْن‬ ‫ال َتعجبن ِمن هالِ ٍ‬
‫ك َك ْي َ‬
‫ف َه َوى‬ ‫ْ َ َْ ْ‬
‫ميت (كيف هوى) سقط (بل فاعجبن من سامل كيف نجا)‬‫(ال تعجبن من هالك) ٍ‬

‫خلص‪.‬‬
‫وظِ ُّل ُه ا ْلقالِ ُص َأ ْضحى قد َأزى‬ ‫�ت ُأ َّف�ًل�اً‬ ‫إن ُن��ج��وم ا َمل� ِ‬
‫�ج��د َأ ْم� َ‬
‫�س� ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫(إن نجوم املجد) الرشف (أمست أفلاً ) مجع آفل للغائب (وظله القالص) طويل‬
‫القوائم (أضحى قد أزى) قرص وتقبض‪.‬‬
‫يل ا َمل � ْك��رم� ِ‬
‫إىل َسبِ ِ‬ ‫���ن ُأ‬ ‫ِ‬
‫�ات ُي ْقتَدى‬ ‫ُ‬ ‫ن����اس هِبِ� ُ‬
‫��م‬ ‫ٍ‬ ‫إل َب��ق��اي��ا م ْ‬
‫السدى‬
‫ض غادا ُه َّ‬ ‫َت كنَشرْ ِ َّ‬
‫الر ْو ِ‬ ‫كان ْ‬ ‫ت َأن َ‬
‫ْباء ُهم‬ ‫ُ‬
‫حاديث ا ْنت ََض ْ‬ ‫إذا األَ‬
‫(إذا األحاديث) األخبار (انتضت) أظهرت‪ ،‬من اليشء ينضو إذا ظهر (أنباءهم)‬
‫‪63‬‬

‫أخبارهم (كانت كنرش) النرش‪ :‬الرائحة الطيبة (الروض) منبت األزهار وأنواع النبات‬
‫(غاداه) صحبه واختذه بالغدو (السدى) السدى والندى بمعنى‪.‬‬

‫�ج� ً�را إذا جا َل َس ُه ْم وال َخنا‬


‫ُه� ْ‬ ‫ملِ ِس ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫السام ُع يف جَ ْ‬ ‫ال َي ْس َم ُع‬
‫قبيحا فع ً‬
‫ال‬ ‫قبيحا (إذا جالسهم وال خنا) ً‬
‫هجرا) كال ًما ً‬
‫(ال يسمع السامع يف جملسهم ً‬
‫أو قولاً ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يش َة لو َأ َّن ال َفتى‬ ‫ما َأ ْن �ع��م ِ‬
‫َي ْق َب ُل من ُه َم��و ُت � ُه َأسنى ُّ‬
‫الرشا‬ ‫الع َ‬ ‫َ َ‬
‫(ما أنعم) أطيب وأرغد (العيشة) احلياة (لو أن الفتى يقبل منه موته أسنى) أرفع‬
‫(الرشا) مجع رشوة‪ :‬ما يعطى للقايض عىل جوره‪ ،‬كنى هبا هنا عن العطية‪.‬‬

‫هاتيك ُ‬
‫احلىل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫مل َي ْستَلِ ْب ُه َّ‬
‫الش ْي ُ‬ ‫�م� َ�ر ُه‬
‫باب ُع� ْ‬ ‫أو ل��و حَ َت�َّل�ىَّ بِ َّ‬
‫الش ِ‬ ‫‪210‬‬

‫(أو لو حتىل) لبس (بالشباب عمره) حياته (مل يستلبه) جيرده (الشيب هاتيك احلىل)‬
‫مجع حلية‪ :‬ما ُيتحىل به‪ ،‬أي‪ :‬يلبس‪.‬‬

‫للناس ُأسى‬
‫ِ‬ ‫وب الدَّ ْه ِر‬
‫ويف ُخ ُط ِ‬ ‫هات مهام ُي ْس َت َع ْر ُم ْسترَ ْ َج ٌع‬
‫َه ْي َ‬
‫(هيهات) اسم فعل بمعنى ب ُعد (مهام يستعر) يعطى عارية (مسرتجع) راجع مردود‬

‫(ويف خطوب الدهر) أموره العظام (للناس أسى) مجع أسوة‪ :‬ما َّ‬
‫يتأسى به‪.‬‬

‫�م ِغيدُ ال ُّطىل‬


‫وه� ْ‬
‫فسامروا الن َّْو َم ُ‬
‫َ‬ ‫سام َر ُه ْم َط ْي ُ‬
‫ف ا ْلكَرى‬ ‫َ‬ ‫وفِ ْت َي ٍة‬
‫رب (فتية سامرهم) حتدَّ ث معهم ليلاً (طيف الكرى) ما يراه النائم يف نومه‬
‫(و) َّ‬
‫(فسامروا النوم وهم غيد) مجع أغيد للناعم‪ ،‬وقيل‪ :‬مائل العنق (الطىل) مجع طلية‪:‬‬
‫صفحة العنق‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫يص ال َقطا‬ ‫ِ‬ ‫�ق بِ��ا َمل� ِ‬


‫�ل ُم� ْل� ٍ‬
‫وال� َّل� ْي� ُ‬
‫والعيس َينْ ُب ْث َن أفاح َ‬
‫ُ‬ ‫�وام��ي َب� ْ�ر َك� ُه‬
‫موماة‪ ،‬للقفر (بركه) صدره (والعيس ينبثن)‬ ‫ٍ‬ ‫واضع (باملوامي) مجع‬ ‫(والليل ملق)‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫لرضب من‬ ‫خيرجن (أفاحيص) مجع أفحوص‪ ،‬لوكر القطاة (القطا) اسم جنس قطاة‪،‬‬
‫الطري معروف‪.‬‬

‫يم ال ُبو ِم أو َص ْو َت َّ‬


‫الصدى‬ ‫ِ‬
‫إلاّ نَئ َ‬ ‫ث ال هُت���دَ ى لِ َس ْم ٍع َن� ْب� َ‬
‫�أ ٌة‬ ‫بح ْي ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫(بحيث ال هتدى لسمع نبأة) صوت خفي (إال نئيم) صوت (البوم) اهلام (أو صوت‬
‫الصدى) ما يرجع إليك من ٍ‬
‫جبل ونحوه من الصوت‪.‬‬
‫الر ْح ِل بِالجِْ ْب ِ‬
‫س الدَّ وى‬ ‫ما َل ْ‬
‫شا َي ْعت ُُه ْم عىل ال�ُّس�رُّ ى حتَّى إذا‬
‫ت أدا ُة َّ‬
‫(شايعتهم) تابعتهم عىل رأهيم يف السري‪ ،‬يعني الفتية املذكورين (عىل الرسى)‬
‫سري الليل (حتى إذا مالت أداة) عيدان (الرحل باجلبس) الرجل الثقيل (الدوى)‬
‫األمحق‪.‬‬

‫السى‬
‫ب رُّ‬
‫ِ‬ ‫�و ْي��ن��ا ِغ ُّبها‬
‫َو ْه ٌن ِ‬
‫فجدُّ وا حَ ْت َمدُ وا غ َّ‬ ‫إن ُاهل� َ‬
‫�م َّ‬ ‫�ت َل� ُ‬
‫�ه� ْ‬ ‫ُق � ْل� ُ‬
‫ضعف (فجدوا)‬
‫ٌ‬ ‫(قلت لهم إن اهلوينا) الرفق يف السري (غبها) عاقبتها (وهن)‬
‫أرسعوا (حتمدوا غب) عاقبة (الرسى)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫��ش األَ ْق‬ ‫وم ِ‬
‫ُمدَ ْع َث ِر األَ ْع��ض��اد َم� ْ‬
‫�ه�زُو ِم َ‬
‫اجلبا‬ ‫ِ‬
‫��ط��ار ط��ا ٍم م��اؤُ ُه‬ ‫��وح ِ‬ ‫ُ‬
‫حوض (موحش) ضدّ مؤنس (األقطار) النواحي (طام) مرتفع‬ ‫ٍ‬ ‫رب بئر أو‬‫(و) َّ‬
‫(ماؤه مدعثر) مهدوم (األعضاد) مجع عضد‪ :‬ما حوله من حجارة ونحوها مما يعضده‪،‬‬
‫أي‪ :‬يقويه (مهزوم اجلبا) ما حول البئر‪.‬‬

‫�ت لِت ُْمتَهى‬


‫صال ُأ ْر ِه � َف� ْ‬
‫زُر ُق نِ ٍ‬ ‫ي��ش ع�لى أرج��ائِ ِ‬
‫��ه‬ ‫ال��ر ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك��أنَّ�ما ِّ‬
‫(كأنام الريش عىل أرجائه) نواحيه (زرق) مجع أزرق‪ ،‬وهو هنا لألبيض (نصال)‬
‫‪65‬‬

‫سها ٍم‪ ،‬مجع ن َْصل (أرهفت) حدِّ دت ور ِّققت (لتمتهى) تسقى‪ ،‬تقول‪ :‬امتهى احلدَّ اد‬
‫السكني إذا سقاها‪.‬‬
‫َك سم السم ِع ِم ْن ِ‬
‫طول ال َّط َوى‬ ‫�ب َي ْع ِوي َح ْو َل ُه‬ ‫َو َر ْدتُ��� ُه وال� ِّ‬
‫ُم ْست َّ َ ِّ َّ ْ‬ ‫�ذ ْئ� ُ‬
‫(وردته) قصدته يعني املاء (والذئب يعوي) يصيح من اجلوع (حوله مستك) ضيق‬
‫(سم) ثقب (السمع من طول الطوى) اجلوع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وم���نْ���تِ���جٍ ُأ ُّم َأ‬
‫�س الضوى‬ ‫مل َيتَخَ َّو ْن ِج ْس َم ُه َم� ُّ‬ ‫ب���ي���ه ُأ ُّم���� ُه‬ ‫‪ُ 220‬‬
‫(و) ُر َّب (منتج) مرتفع (أم أبيه أمه مل يتخون) يتعمد (جسمه مس الضوى) اهلزال‪،‬‬
‫ضاو‪ ،‬أي‪ :‬مهزول‪.‬‬ ‫ومنه غالم ٍ‬
‫��د ي���ورى بِ ِ‬
‫��ه و ُي ْشتَوى‬ ‫عن و َل ٍ‬ ‫ِ‬
‫أخيه فا ْن َثن ْ‬
‫َت‬ ‫أ ْف� َ�ر ْش � ُت � ُه بِ�نْ� َ‬
‫�ت‬
‫ُ َ‬
‫(أفرشته بنت أخيه) يعني أفرشت الزند األسفل لألعىل (فانثنت عن ولد) يعني به‬
‫النار (يورى به ويشتوى) يستضاء‪.‬‬
‫ب ا َملس َل ِ‬
‫ك َو ْع ِر ا ُملرتَقى‬ ‫ْ‬ ‫ُم ْست َْص َع ِ‬ ‫��ولِ ٍ‬
‫��ق ْأرج����اؤُ ُه‬ ‫م�� َل ْ‬ ‫��ر َق� ٍ‬
‫��ب خُ ْ‬ ‫وم� ْ‬
‫َ‬
‫عال (خملولق) أملس (أرجاؤه) نواحيه (مستصعب)‬ ‫رب (مرقب) مكان ٍ‬ ‫(و) َّ‬
‫صعب عرس (املسلك) مكان السلوك (وعر) ثقيل (املرتَقى) الصعود‪.‬‬
‫َت��رم � ُق �ه ِحينًا ِ‬
‫وحينًا ال ُي��رى‬ ‫ُْ ُ‬ ‫اآلل ُي��رى لِناظِ ٍر‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫والشخْ ُص يف‬
‫(والشخص) اليشء املرتفع‪ ،‬مأخوذ من شخص إذا ارتفع (يف اآلل) الرساب (يرى‬
‫لناظر ترمقه) تنظره (حينًا وحينًا ال يرى)‪.‬‬
‫احل� ِ‬
‫�ذاء ُم ْحتَذى‬ ‫وال ِّظ ُّل ِمن حَ ْت ِ‬
‫ت ِ‬ ‫والش ْم ُس ت َُم ُّج ِري َقها‬
‫َّ‬ ‫ْأو َف � ْي� ُ‬
‫�ت‬
‫ْ‬
‫ووصلت (والشمس متج) تتفل وتلقي (ريقها والظل من حتت‬
‫ُ‬ ‫(أوفيت) ُ‬
‫أتيت‬
‫احلذاء) النعل (حمتذى) ملصق‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫ِ‬ ‫وط���ار ٍق ي ْ ِ‬
‫شاء وانْضوى‬
‫ْب ع ً‬ ‫ت ََض َّو َر ِّ‬
‫الذئ ُ‬ ‫ْ��ب إذا‬ ‫��س�� ُه ِّ‬
‫ال��ذئ ُ‬ ‫��ؤن ُ‬ ‫ِ ُ‬
‫ٍ‬
‫أنيسا (الذئب إذا تضور) صاح من اجلوع‬ ‫(وطارق) آت ليلاً (يؤنسه) يكون له ً‬
‫عشاء وانضوى) هزل وثرب‪.‬‬
‫ً‬ ‫(الذئب‬
‫يدْ عو العفا َة َضوؤُ ها إىل ِ‬ ‫��ي َم� ْ‬
‫�أ َل� ٌ‬
‫�ف‬ ‫ِ‬
‫القرى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وه� َ‬
‫ي ْ‬ ‫ن���ار َ‬ ‫أوى إىل‬
‫انضم إليه (إىل ناري وهي مألف) مكان إلفة‬
‫َّ‬ ‫انضم‪ ،‬من أوى إىل كذا‬‫َّ‬ ‫(أوى) بال مدٍّ ‪:‬‬
‫عاف‪ ،‬وهو طالب الرزق (ضوؤها إىل القرى) الضيافة‪.‬‬ ‫وحمبة (يدعو العفاة) مجع ٍ‬

‫ال��رؤى‬
‫ُّ‬ ‫أح�ل�ا ُم‬
‫ب ْ‬ ‫تَ�� ُز ُّف�� ُه لِ ْل َق ْل ِ‬ ‫��ال زائِ���ر‬ ‫هللِ م��ا َط��� ْي� ُ‬
‫��ف َخ���ي� ٍ‬

‫(هلل) بمعنى أتعجب (ما طيف) ما يراه النائم (خيال زائر تزفه) حتمله (للقلب أحالم‬
‫الرؤى) مجع رؤيا‪.‬‬

‫َه ْو َل ُدجى ال َّل ْي ِل إذا ال َّل ْي ُل ا ْنبرَ ى‬ ‫جَي���وب َأج���وا َز ال� َف�لا محُ ْ � َت� ِ‬
‫�ق� ً�را‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(حمتقرا)‬
‫ً‬ ‫(جيوب) يقطع (أجواز) أوساط مجع جوز (الفال) اسم جنس فالة‪ ،‬للقفر‬
‫مستصغرا (هول) اهلول‪ :‬األمر العظيم (دجى) ُظ َلم‪ ،‬مجع دجية (الليل إذا الليل انربى)‬
‫ً‬
‫اعرتض وظهر‪.‬‬

‫أنَّى ت ََسدَّ ى ال َّل ْي َل أم أنَّى ْاهتَدى‬ ‫��ن َأنبائِ ِه‬


‫�ح َع ْ‬
‫�ص� َ‬ ‫سائِ ْل ُه ْ‬
‫إن َأ ْف� َ‬
‫(سائله) أي‪ :‬اخليال (إن أفصح عن أنبائه) أخباره (أنى تسدى الليل) امتدَّ يف السري‬
‫يف ٍ‬
‫ليل أو قطع الليل (أم أنى اهتدى) استدل علينا حتى يأتينا‪.‬‬

‫فار وال ُقرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو هو َي��دري َق ْب َلها ما‬


‫وم��ا َمواميها الق ُ‬ ‫ف��ار ٌس‬ ‫‪230‬‬

‫(أو هو) كان (يدري قبلها) أي‪ :‬هذه الزيارة (ما فارس) يريد أرض فارس (وما‬
‫مواميها) مجع موماة‪ ،‬للقفر (القفار) مجع قفر‪ ،‬للخايل (والقرى) مجع قرية‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫��اق يب َج��انِ�� ُب�� ُه وال نَبا‬


‫م��ا ض� َ‬ ‫وس��ائِ�لي بِ ُمز ِْعجي ع��ن َو َط ٍ‬
‫��ن‬
‫رب (سائيل بـ) الباء بمعنى عن (مزعجي) مزييل وخمرجي (عن وطن ما ضاق‬ ‫(و) َّ‬
‫يب جانبه) ناحيته (وال نبا) ضاق‪ ،‬يقال‪ :‬نَبا ينبو إذا ضاق‪.‬‬
‫ث ال يدْ ري ِ‬
‫وم ْن َح ْي ُ‬
‫ث َدرى‬ ‫ِ‬
‫م ْن َح ْي ُ َ‬
‫��ر ال َفتى‬ ‫ضاء مالِ ٌ‬
‫ك َأ ْم َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ت ال َق ُ‬
‫(قلت القضاء) القدر (مالك أمر الفتى من حيث ال يدري ومن حيث درى)‪.‬‬
‫�ص� ِ‬‫ِ‬ ‫ال تَس َأ َلنّي واس َ ِ ِ‬
‫وم��� ْز َدرى‬
‫�م م �نْ � ُه َوز ٌَر ُ‬
‫َي � ْع� ُ‬ ‫��أل المْ � ْق� َ‬
‫�دار هل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(ال تسألني) يا من سألتني (واسأل املقدار) الذي له األمر (هل يعصم) يمنع (منه‬
‫وزر) ملجأ (ومزدرى) مكان مرتفع‪.‬‬

‫ووحى‬ ‫�و ٍ‬
‫الق َ‬ ‫ذو ال� َع� ْ�ر ِ‬
‫ش ممَّا ُه� َ‬ ‫��رؤٌ ما َخ َّط ُه‬
‫أن َي ْلقى ْام� ُ‬
‫ال ُب��دَّ ْ‬
‫(ال بد) بمعنى حتم ووجب (أن يلقى امرؤ ما خطه ذو العرش) اهلل ‪ D‬يف اللوح‬
‫املحفوظ (مما هو الق ووحى) كتب‪.‬‬

‫َت� َق ا ْل َع ْظ َم ا ُمل ِم َّخ وا ْنتَقى‬


‫ف��ا ْع� رَ َ‬ ‫َم���ان جائِ ٌر‬
‫ٌ‬ ‫���ر َو َأ ْن َّ‬
‫ل��ج ز‬ ‫ال َغ ْ‬
‫وألح (زمان جائر فاعرتق العظم) أزال حلمه‬ ‫(ال غرو) ال عجب (أن لج) عرض َّ‬
‫(املمخ) الذي فيه املخ (وانتقى) استخرج منه النِّ ْقو‪ ،‬وهو ُّ‬
‫املخ‪.‬‬
‫َت ْلقى أخ��ا اإل ْق��ت� ِ‬ ‫ِ‬
‫القاح َل خُ ْ‬
‫�و ًم��ا قد نَام‬
‫�ار َي� ْ‬ ‫�َض�ا وقد‬
‫م رًَّ‬ ‫ف َقدْ ت َ‬
‫َ��رى‬
‫(فقد ترى القاحل) اليابس (خمرضًّ ا) أخرض (وقد تلقى أخا) صاحب (اإلقتار) قلة‬
‫(يوما قد نام) زاد واستغنى‪.‬‬
‫املال ً‬
‫ِ‬
‫ناق َب َة ال�ُب�رُ ْ ُق�� ِع عن َع ْين َْي َطال‬ ‫ُ��ن لنا‬ ‫��ؤ َل�� َّي��ا ه��ل ن َ‬
‫َ��ش��دْ ت َّ‬ ‫ي��ا َه ُ‬
‫(يا هؤليا) تصغري هؤالء (هل نشدتن) طلبت َّن (لنا ناقبة) مغطية (الربقع) يشء جتعله‬
‫املرأة عىل وجهها (عن) عىل (عينيـ)ـن مثل عيني (طال) ولد الظبية‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫ِ‬ ‫َأ ْص َب ْ‬ ‫الصبِ َّيينْ ِ ا َّلتي‬ ‫ت ُأ ُّم‬


‫ما َأن َْص َف ْ‬
‫ت أخا الحْ ْل ِم َّ‬
‫ولما ُي ْص َطبى‬ ‫َّ‬
‫(ما أنصفت) أعذرت وأتت باإلنصاف‪ ،‬مثل يرضب يف املرأة الكاملة (أم الصبيني)‬
‫رص األذن املعلقني فيها (التي‬
‫بضم الصاد خلُ يَ‬
‫ِّ‬ ‫صبي إلنسان العني‪ ،‬ويروى‬
‫ّ‬ ‫قيل‪ :‬تثنية‬
‫أصبت) ر َّدته إىل الصبا وخفة العقل (أخا احللم) العقل (ولما يصطبى) ُير َّد إىل ذاك‪.‬‬

‫يض ا ْقتِيا َد ا ُمل ْهتَدى‬ ‫يضا ب� أ ْف� ِ‬


‫��واد َك َأ ْن‬
‫َي ْقتا َد َك ا ْلبِ ُ‬ ‫است َْح ِي بِ ً َ ْي�نْ َ‬
‫(بيضا) شي ًبا (بني أفوادك) مجع فود‪ ،‬جلانب‬ ‫أمر من احلياء لضدِّ ِ‬
‫الق َحة ً‬ ‫(استحي) فعل ٍ‬
‫الرأس (أن يقتادك) يستميلك (البيض) النساء (اقتياد) استاملة (املهتدى) األسري كاملفتدى‪.‬‬
‫�ب َ‬
‫واجل�لا‬ ‫َأ َط َ‬
‫��ر ًب��ا َب � ْع��دَ ا َمل��ش��ي� ِ‬ ‫َ��ع هاتا َز َّل�� ًة‬ ‫�ات م��ا ْ‬
‫أش��ن َ‬ ‫َه � ْي��ه� َ‬ ‫‪240‬‬

‫(هيهات) اسم فعل بمعنى َب ُعدَ (ما أشنع) أبشع وأقبح (هاتا زل ًة) خطيئة وسقطة‬
‫ومصيبة (أطر ًبا بعد املشيب) الشيب (واجلال) انحسار الشعر عن مقدَّ م الرأس‪.‬‬

‫وس��ا جُ ْت�تَ�لى‬
‫��ر ً‬
‫�مان�ين َع ُ‬
‫َ‬ ‫ْ��ت َث‬ ‫�ت ُق ْط َر ْي ِه يل‬
‫بِ��ن ُ‬ ‫يا ُر َّب َل ْي ٍل مَ َ‬
‫ج� َع� ْ‬
‫(يا رب ليل مجعت قطريه) جانبيه أوله وآخره (يل بنت ثامنني) يعني هبا اخلمر؛ ألن‬
‫(عروسا جتتىل) ُت َظ َّهر كالعروس‪.‬‬
‫ً‬ ‫من رشهبا أوجبت عليه ثامنني جلدة‬
‫ِ ِ‬
‫ِّض�ا ُم ا ُمل ْحتَىض‬
‫ومل ُيدَ ن ِّْسها ال� رِّ‬ ‫مل َي ْملك المْ� ُ‬
‫��اء َع َل ْيها ْأم َرها‬
‫بامء فيكرس حدَّ هتا وسورهتا (ومل يدنسها)‬ ‫(مل يملك املاء عليها أمرها) أي‪ :‬مل متزج ٍ‬

‫يغيرِّ ها (الرضام) النار املرضمة‪ ،‬أو احلطب الدقيق يوقد به الغليظ (املحتىض) العود الذي‬
‫حترك به النار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫��ن دائ��ه��ا إذا هَيِ��ي� ُ‬
‫�ج ُي ْشتَفى‬ ‫م ْ‬ ‫وأح��ي��ا ًن��ا هِبا‬
‫��ي ال���دَّ ُاء ْ‬
‫حينًا ه َ‬
‫(حينًا) وقتًا (هي الداء) املرض‪ ،‬وذلك عند أول رشاهبا حتى يصاب شارهبا (وأحيانًا‬
‫هبا من دائها إذا هييج يشتفى) يداوى بعد اإلسكار‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫َض �نًّ��ا هِب��ا ع�لى ِس���واه ْ‬


‫واختَبى‬ ‫اختارها‬
‫َ‬ ‫اخل�َّم�اَّ ُر َّمل��ا‬
‫صانا َ‬
‫هَ‬ ‫قد‬
‫صانا) حفظها (اخلامر) صانع اخلمر (ملا اختارها ضنًّا) بخلاً (هبا عىل سواه) من‬ ‫(قد هَ‬
‫اخلماَّ رين (واختبى) سرت كخبأ‪.‬‬
‫يف ك َْأ ِسها لأِ َ ْع�ُي�نُ ِ ال��ن� ِ‬
‫�اس كال‬ ‫إن َبدَ ْت‬ ‫َف ْهي تُرى يف ُط ِ‬
‫ول َد ْه ٍر ْ‬ ‫َ‬
‫(فهي ترى يف طول دهر إن بدت يف كأسها) دنهِّ ا (ألعني الناس كال) أي‪ :‬كال مخر‬
‫وال كأس‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ف��ت��ش��اهب��ا ف��ت��ش��اك��ل األم���ر‬ ‫اخلمر‬
‫ُ‬ ‫ال��زج��اج ور َّق���ت‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫رق‬
‫وك����أن��م�ا ق�����دح وال مخ��ر‬ ‫ق����دح‬
‫ٌ‬ ‫مخ�����ر وال‬
‫ٌ‬ ‫ف���ك���أن�م�ا‬

‫الص ْح ِن والك َْأ ِ‬ ‫ِ ِ‬‫س يف ُذ ُر ِ‬


‫س ا ْقتَدى‬ ‫بِف ْعلها يف َّ‬
‫وره��ا‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫�أن َق ْ‬
‫��ر َن َّ‬ ‫ك� َّ‬
‫(كأن قرن الشمس) شعاعها (يف ذرورها) طلوعها (بفعلها يف الصحن) الكبري‬
‫الواسع (والكأس) القدح فيه مخر (اقتدى) اتبع أثره‪.‬‬
‫ِ ِ ِ رِ‬
‫وع ال ت َْس ُطو عىل‬
‫ش ُت����� ُه إذا ا ْن� َت��ش��ى‬
‫نَ��دي��م��ه َّ‬ ‫نا َز ْعتُها ْأر َ‬
‫(نازعتها) ناولتها وأدرهتا نحو‪[ :‬ﮠ ﮡ] اآلية (أروع) حسن املنظر مجيلاً‬
‫(ال تسطو) تعدو من سطا يسطو (عىل نديمه) صاحبه (رشته) حدته (إذا انتشى) سكر‪.‬‬

‫ت�ًل�اً أو ُمن ِْشدً ا أو ْ‬


‫إن َشدا‬ ‫ُم� ْ�ر جَ ِ‬ ‫ض َن ْظ ُم َل ْفظِ ِه‬
‫��ر ْو ِ‬
‫َ��و َر ال� َّ‬ ‫َ‬
‫ك��أ َّن ن ْ‬
‫(كأن نور) زهر (الروض) حلسن منطقه (نظم لفظه مرجتلاً ) آت ًيا بام خطر عىل باله‬
‫عىل البدهية (أو منشدً ا) حاك ًيا ملا سبق من الشعر (أو إن شدا) غنى‪.‬‬

‫وا َمل� ْ‬
‫��ر ُء َي ْبقى َب� ْع��دَ ُه ُح ْس ُن ال َّثنا‬ ‫�ال ال َفتى َق��دْ نِ ْل ُت ُه‬
‫�ل ما ن� َ‬
‫�ن ُك� ِّ‬ ‫ِ‬
‫م� ْ‬
‫(من كل ما نال الفتى قد نلته واملرء يبقى بعده حسن الثنا) الكالم باخلري‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫ش ٍء َب � َل��غَ َ‬
‫احل���دَّ انتَهى‬ ‫و ُك� ُّ‬
‫��ل يَ ْ‬
‫��ذتيِ‬
‫ت َل َّ‬ ‫ف��إن َأ ُم� ْ‬
‫��ت ف َقدْ ت َ‬
‫َناه ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪250‬‬

‫(فإن أمت فقد تناهت) انتهت (لذيت وكل يشء بلغ احلد) الغاية (انتهى)‪.‬‬

‫�ه وما انتشى‬ ‫صفِ� ِ‬


‫رَ ْ‬ ‫ت َدهري عا ًلمِا‬
‫بِام ا ْن َطوى ِم ْن‬ ‫صاح ْب ُ‬
‫َ‬ ‫وإن َأ ِع ْش‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫�����أره فيِ ِ‬ ‫ح��اش��ا لمِ��ا َأ ْس‬
‫اخلنا‬ ‫َأتْ�� َب َ‬
‫��ع ُر ّوا َد َ‬ ‫أن‬ ‫والحْ �� ْل ُ‬
‫��م ْ‬ ‫احلجا‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫(يف احلجا واحللم أن أتبع رواد اخلنا)‬
‫(حاشا) كلمة تنزيه وتربئة (ملا أسأره) أبقاه َّ‬
‫الفحش‪.‬‬

‫وم � ْز َده��ى‬ ‫أو لاِ ْب��تِ��ه��اجٍ َف� ِ‬


‫�ر ًح��ا ُ‬
‫ــ�ة مـخْ ـت ِ‬
‫َـضـ ًع�ا‬ ‫ُ‬
‫أن ُأرى لِنَ ْكب ٍ‬
‫َ‬ ‫أو ْ‬ ‫‪253‬‬

‫(فرحا ومزدهى)‬‫ً‬ ‫ٍ‬


‫رسور‬ ‫(أو أن أرى لنكبة) مصيبة (خمتض ًعا) ذليلاً (أو البتهاج)‬
‫مستخ ًّفا أو معج ًبا‪.‬‬
‫َ‬

You might also like