You are on page 1of 28

‫أبنية األفعال يف ديوان اإلمام الشافعي‪ :‬دراسة صرفية داللية‬

‫‪The structures of verbs in the Diwan of Imam al-Shafi’i: a‬‬


‫‪morphological and semantic study‬‬

‫إعداد‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬
‫‪Musa Abdullah Ibrahim Ali Sisi‬‬
‫املدرسة الهندية الحديثة بدولة قطر‬

‫‪Doi: 10.21608/jnal.2021.201102‬‬

‫القبول ‪2021/ 8 / 22 :‬‬ ‫االستالم ‪2021/ 8 /6 :‬‬

‫سيسي ‪ ،‬موسى عبد هللا إبراهيم علي (‪ .)2021‬أبنية األفعال في ديوان اإلمام‬
‫الشافعي‪ :‬دراسة صرفية داللية‪ .‬مجلة الناطقين بغير اللغة العربية ‪ ،‬المؤسسة‬
‫العربية للتربية والعلوم واآلداب‪ ،‬مصر‪ ،)11( 4 ،‬ص ص ‪.114 – 87‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام الشافعي‪ :‬دراسة صرفية داللية‬

‫المستخلص ‪:‬‬
‫يمتاز أشعار اإلمام الشافعي بالبساطة والواقعية كما يمتاز بكثرة الحكم‬
‫والنصائح واإلرشاد مما أدّى إلى أن يصبح معظم أبياته أمثاال تطلق في مواقف‬
‫ومناسبات عدة‪ ،‬فال غَرو أن يصير ديوانه مجاال خصبا يتناوله أقالم الباحثين‪ ،‬إال أن جل‬
‫هذه الدراسات ركزت على الجانب األدبي على حساب اللغة‪ ،‬وعليه سعى هذا البحث إلى‬
‫كشف أهمية األفعال في صوغ الجمل العربية في ديوان اإلمام الشافعـي‪ ،‬وإلقاء الضوء‬
‫على تعدد وتنوع أبنية الفعل في الديوان‪ ،‬وقد تحقق ذلك بتطبيق النظريات الصرفية على‬
‫أبنية األفعال على الديوان‪ ،‬قصدا لإلجابة عن ثالثة تساؤالت محورية‪ :‬ما هي أبنية الفعل‬
‫الواردة في ديوان اإلمام الشافعي؟ وما مدى تنوعها وزنا وداللة؟ وإلى أي مدى التزم‬
‫الشافعي بالشروط المنصوصة في كتب النحو على هذه األبنية؟ وقد تم اإلجابة عن هذه‬
‫األسئلة وما يتعلق بها عبر المنهج الوصفي التحليلي؛ إذ قام الباحث باستخراج األفعال‬
‫الواردة في الديوان وتصنيفها تصنيفا دقيقا‪ ،‬وتحليلها معتمدا على السياق الذي تم‬
‫استعمالها للوقوف على الدالالت المشهورة لهذه األبنية‪ ،‬وما استجد من الدالالت وفق‬
‫السياق‪ .‬وتتجلى أهمية هذه الدراسة في محاولة إحياء التراث العربي واإلسالمي‪ ،‬وجذب‬
‫االنتباه إلى بعض المسائل الصرفية المتعلقة بالديوان‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬فعل المجرد‪ ،‬فعل المزيد‪ ،‬فعل مبني للمجهول‬
‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪This study seeks to investigate verb structure in Imam‬‬
‫‪Shafi’is poetic works. It is a theme-oriented collection of poems‬‬
‫‪attributed to him which deals with specific themes in a general‬‬
‫‪style. The choice for this literary piece is informed by its exhibition‬‬
‫‪of deliberate and extravagant display of rhetorical devices, as well‬‬
‫‪as easy accessibility of its content relative to other classical poetic‬‬
‫‪works, which could barely be appreciated without an advanced‬‬
‫‪Arabic dictionary. This collection of poems however is made up of‬‬
‫‪nineteen different parts under each of which are group of‬‬
‫‪assemblies with varying themes. While most of the themes are‬‬
‫‪inter-locked, a few others are different. One thing is certain though,‬‬
‫‪beneath each assembly, one will discover a strong religious tone, a‬‬
‫‪sound moral lesson, as well as a good pearl of wisdom replete with‬‬

‫‪88‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫‪vast socio-cultural knowledge and rich linguistics material worthy‬‬
‫‪of attention. This study on the other hand sought to highlight how‬‬
‫‪the various forms of Arabic verb structure, mainly three‬‬
‫‪consonantal root and four consonantal roots, and their related‬‬
‫‪extensions contribute to meaning formation in this literary piece.‬‬
‫‪This was accomplished jointly via a descriptive linguistic analysis‬‬
‫‪& text interpretation.‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫الحمدددد ل الدددذي خلدددق اإلنسدددان‪ ،‬وعلمددده البيدددان‪ ،‬والصدددالة والسدددالم علدددى سددديد‬
‫المرسلين‪ ،‬محمدد ‪-‬صدلى هللا عليده وسدلم ‪ -‬وعلدى للده وصدحبه الدذين كاندغ اللغدة العربيدة‬
‫حليتهم‪ ،‬وصيانتها مهمدتهم؛ ألنهدا لغدة القدرلن الدذي ال ياتيده الباطدل مدن بدين يديده وال مدن‬
‫خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫إن للنصوص األدبية التراثية مكانة عالية في الحفاظ على اللغة العربية وتقددمها‪،‬‬
‫وبخاصددة الدددواوين الشددعرية‪ ،‬ومددن أسددباب ذلددك؛ أن األمددة العربيددة فددي جاهليتهددا وصدددر‬
‫اإلسالم ‪ ،‬مدا كاندغ لهدا معداجم عنيدغ عنايدة كبيدرة بالقضدايا اللغويدة للوصدول إلدى معداني‬
‫األلفاظ وأبنيتها‪ ،‬وإنما إذا احتاج أحد أبنائها معنى لفظ‪ ،‬لجا إلى مشافهة العرب‪.‬‬
‫فقد روي عن ابن عباس(‪ - )1‬رضي هللا عنهمدا ‪ -‬أنده قدال‪ :‬لالشدعر ديدوان العدرب‬
‫فإذا خفي علينا الحرف من القرلن الذي أنزله هللا‪ ،‬رجعنا إلى الشدعر فالتمسدنا معرفدة ذلدك‬
‫وقال أيضا‪ :‬لإذا تعاجم شيء مدن القدرلن‪ ،‬فدانظروا فدي الشدعر‪ ،‬فدإن الشدعر‬ ‫منهل(‪،)2‬‬
‫عربدديل(‪ ،)3‬وهددذا خيددر دليددل علددى أن للشددعر العربددي مكانددة مرموقددة فددي حقددول التددراث‬
‫العربي واإلسالمي‪.‬‬

‫‪ - 1‬هوعبدهللا ابن ع ّم رسول هللا ‪ -‬صد ّل هللا عليده وسدلم ‪ -‬العبّداس‪ ،‬مولدده بشبدعب بندي هاشدم قبدل‬
‫ي‪ ،‬وزَ يد‪ ،‬وقرأ عليه مجاهد‪ ،‬وسعيد بن جبير‪ ،‬وطانفة‪ ،‬قدال‬ ‫عام الهجرة بثالث سنين‪ ،‬قرأ على أُب ّ‬
‫علي بن المديني‪ :‬توفّي سنة ثمان أوسبعٍ وستّين‪ ،‬وقدال الواقددي‪ ،‬والهيشدم‪ ،‬وأبدونعيم‪ :‬سدنة ثمدان‪،‬‬
‫وقيل عاش إحدى وسبعين سنة‪ ،‬انظدر‪ :‬محمدد بدن أحمدد بدن عثمدان الدذهبي‪ ،‬سدير أعدالم الندبالء‪،‬‬
‫(بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪1996 ،‬م)‪ ،‬جـ ‪ ،3‬ص ‪.359 – 332‬‬
‫‪ 2‬ـ الدكتور إبراهيم محمد نجا‪ ،‬المعاجم اللغوية (المملكدة العربيدة السدعودية‪ :‬الجامعدة اإلسدالمية‬
‫بالمدينة المنورة‪1411 ،‬هـ) ص ‪.9‬‬
‫‪ 3‬ـ المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫وديوان اإلمام الشافعي ‪ -‬رحمده هللا ‪ -‬مدن هدذا التدراث العربدي واإلسدالمي‪ ،‬يضدم‬
‫علددى حسددب ترتيددب محمددد إبددراهيم سددليم(‪ )4‬تسددع عشددرة قافيددة‪ ،‬وتحددغ كددل قافيددة فص دول‬
‫مختلفة‪ ،‬عالج فيها الشافعي موضوعات كثيرة‪ :‬كالقضاء والقـدر‪ ،‬والصبر‪ ،‬وفضديلة العلدم‬
‫والعلماء‪ ،‬والقناعة والطمع‪ ،‬كمـا عالج فيها أيضدا القضدايا العقائديدة مثدل‪ :‬حدب الرسدول ‪-‬‬
‫صددلى هللا عليدده وسددلم ‪ -‬ولل البيددغ والصددحابة ‪ -‬رضددوان هللا علدديهم جميعددا ‪ -‬ومندده فصددل‬
‫الشعر والعلماء‪ ،‬حيث تحدث عن نفسه قائال( ‪:) 5‬‬
‫لكُنتُ اليوم أشعر ِّمن لبِّي ِّد‬ ‫زري‬ ‫اء يُ ِّ‬
‫ِّعر ِّبالعُلم ِّ‬
‫لوال الش ُ‬
‫ويمتاز ديوان اإلمام الشافعي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬بكثرة الحكم واإلرشاد‪ ،‬مدع قلدة المدد‬
‫والهجدداء والوصددف‪ ،‬ومددع ذلددك ورد فددي الددديوان كثيددر مددن األبنيددة الفعليددة ذات الدددالالت‬
‫الصرفية المتعددة‪ ،‬وهذا ما دفعني إلي دراسة ظاهرة أبنية األفعال في هذا الديوان‪.‬‬
‫أبنية األفعال وقيمتها في بناء الجملة‬
‫إن علم التصريف أساس بنية الكالم العربي حيث ال فصداحة فدي كدالم العدرب إال‬
‫بمعرفة األلفاظ وأصولها؛ لحفدظ اللسدان‪ ،‬والكلمدة‪ :‬هدي المدادة األساسدية التدي يبحثهدا علدم‬
‫الصرف‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫قسم اللغويون الكلمة إلى ثالثة أقسام‪ :‬اسم وفعل وحدرف كمدا جداء عندد سديبويه‬
‫في فاتحة كتابه(‪ ،)7‬ولكل من هذه األجزاء قيمة في بناء الجملة‪.‬‬
‫والفعدل‪ :‬كددل كلمددة دلدغ علددى حصددول عمدل فددي زمددن أوطلدب حصددول عمددل فددي‬
‫زمن(‪ ،)8‬وينقسم الفعل باعتبار أصل حروفه إلى قسدمين‪ ،‬همدا‪ :‬ثالثدي‪ ،‬وربداعي(‪ ،)9‬مثدل‪:‬‬

‫‪ - 4‬محقق كتاب‪ :‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬وهوالكتاب الذي اعتمدت‬
‫عليه في هذا البحث‪.‬‬
‫‪ - 5‬محمد إبراهيم سليم‪ ،‬الجوهر النفيس في شعر اإلمدام محمدد بدن إدريدس (القداهرة‪ :‬مكتبدة ابدن‬
‫سينا) ص ‪.58‬‬
‫ي‪ ،‬وقدد‬ ‫ّ‬ ‫البصدر‬ ‫ثدم‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫الفارسد‬ ‫در‪،‬‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫قن‬ ‫بدن‬ ‫عثمان‬ ‫عمروبن‬ ‫أبوبشر‪،‬‬ ‫العرب‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ج‬‫ّ‬ ‫‪ -6‬هوإمام النحو‪ ،‬ح‬
‫طلب الحديث والفقه مدّة‪ ،‬ثم أقبل على العربية‪ ،‬فبرع وسادَ أهل العصر‪ ،‬وألّف فيها كتابده الكبيدر‬
‫الذي ال يُدرك شاوه فيه‪ ،‬استملى على ح ّماد سلمة‪ ،‬وأخدذ النحدوعن عيسدى بدن عمدر‪ ،‬ويدونس بدن‬
‫حبيددب‪ ،‬والخليدددل‪ ،‬وأبددي الخ ّ‬
‫طددداب األخفدد الكبيدددر‪ ،‬قيدددل تددوفي ‪ :‬اثنتدددين وثالثددين سدددنة‪ ،‬وقيدددل‪:‬‬
‫نحواألربعين‪ ،‬قيل مات سنة ثمدانين ومائدة‪ ،‬وهوأصد ّح‪ ،‬وقيدل‪ :‬سدنة ثمدان وثمدانين ومائدة‪ ،‬انظدر‪:‬‬
‫سير أعالم النبالء‪ ،‬جـ ‪ ،8‬ص ‪.352 – 351‬‬
‫‪ - 7‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬تحقيق وشر ‪ :‬عبد السالم محمد هارون (بيروت‪ :‬دار الجميل)‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫‪ - 8‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 9‬أبددوالفتح عثمددان بددن جنددي‪ ،‬المنصددف‪ ،‬شددر الكتدداب التصددريف للمددازني‪ ،‬تحقيددق إبددراهيم‬
‫مصطفى‪ ،‬وعبد هللا أمين (القاهرة‪ :‬وزارة المعارف العموية‪ ،)1954 ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.18‬‬
‫‪90‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫الفعل قَتَد َل هدوثالثي المجدرد‪ ،‬وقدد يداتي باإلضدافات مثدل‪ :‬قاتدل وتقاتدل وغيرهدا‪ ،‬ومدن ثَد ّم‬
‫ياتي مفهوم بنيتها أي‪ :‬عند تجريدها عن الزوائد‪.‬‬
‫والمقصود بابنية الفعدل هدو‪ :‬الرجدوع إلدى أصدل الفعدل أوحروفده األصدلية‪ ،‬وهدذه‬
‫الحددروف مبنيددة علددى مددا يسددمى بددالميزان الصددرفي(‪ )10‬لألفعددال وهددو‪( :‬فَعَددل) بفددتح الفدداء‬
‫والعين إذا كان الفعل ثالثيا‪ ،‬و(فَعلَلَ) بفتح الفاء وسكون العين وفدتح الدالم األولدى إذا كدان‬
‫رباعيا‪.‬‬
‫وأبنية األفعال التدي وردت فدي ديدوان الشدافعي هدي‪( :‬فعَدل) بفدتح العدين‪ ،‬و(ف بعدل)‬
‫بكسر العين‪ ،‬و(فعُل) بضم العين‪ ،‬وهذا للفعل الثالثي المجرد‪ ،‬وأمدا الفعدل الثالثدي المزيدد‬
‫فهدددي‪( :‬فاعدددل)‪ ،‬و(أفعدددل)‪ ،‬و(ف ّعدددل)‪ ،‬و(تف ّعـدددـل)‪ ،‬و(تفــدددـاعل)‪ ،‬و(افعدددـ ّل)‪ ،‬و(افتعدددل) ‪،‬‬
‫و(انفعل)‪ ،‬و(استفعل)‪ ،‬وأما الفعل الرباعي فقد ورد على وزنه المعهود (فعلدل)‪ ،‬ولدم يدرد‬
‫فيه الفعل الرباعي المزيد على اإلطالق‪.‬‬
‫وألبنية األفعال قيمة كبيرة في بناء الجملة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أوال ـ أن معرفة أصول الفعل يصون اللسان عن اللحن عند النطق‪.‬‬
‫ثانيا ـ يعين على إدراك المعاني الصحيحة للجمل‪ ،‬سواء عند زيادة األحرف علدى‬
‫ألفاظ الفعل أوعند تجريدها عن الزوائد‪.‬‬
‫أبية الفعل المجرد ودالالتها في ديوان اإلمام الشافعي‬
‫إن الحديث عن أبنية الفعل المجرد يتطلب توضيح مفهوم الفعل المجدرد أوال‪ ،‬وقدد‬
‫عددرف الصددرفيون(‪ )11‬الفعددل المجددرد بكددل بسدداطة ووضددو فقددالو‪ :‬لهومددا كانددغ جميددع‬
‫حروفه أصلية‪ ،‬ال يسقط حرف منها في تصاريف الكلمة بغير علةل(‪.)12‬‬
‫والف عل المجرد ال يقل تاليفه عن ثالثة أحدرف كمدا ال يزيدد عدن أربعدـة‪ ،‬وهدوعلى‬
‫قسميـن‪ :‬ثالثي‪ ،‬ورباعي(‪.)13‬‬
‫(‪)14‬‬
‫فقددـد ثبددـغ عنددـد سدديبويه وابددن جنددـي وغيرهـمددـا مددن الصـرفيـيددـن أن الفعددـل‬
‫الثالثددـي المجـــددـرد أكثددر اسددتعماال فددي اللغددة العربيددة(‪ ،)15‬ولعددـل علددة ذلددك أن لاللفددظ إذا‬
‫خـف كـث ُر استعـمـــــــالـه واتَّســع التصـرف فيهل(‪.)16‬‬ ‫ّ‬

‫‪ - 10‬هو معيار لفظي اصطلح الصرفييون على اتخاذه من أحرف لفعلل لوزن الكلمات العربية‬
‫القابلة للتصريف‪.‬‬
‫‪ - 11‬الصرفي‪ :‬هو العالم بمفردات الكالم وأحوال بنائها‪.‬‬
‫‪ - 12‬أحمد الحمالوي‪ ،‬شذا العرف في فن الصرف (بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،)1991 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ - 13‬ابن جني‪ ،‬شر المنصف‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.18‬‬
‫‪14‬‬
‫ي صاحب التصانيف‪ُ ،‬ولد قبل الثالثين وثدالث‬ ‫‪ -‬إمام العربية‪ ،‬أبوالفتح عثمان بن جنّي الموصل ّ‬
‫دهرا‪ ،‬وسافر معه حتى برع وصنّف‪ ،‬وسدكن بغدداد‪ ،‬وتخدرج‬ ‫مائة للهجرة‪ ،‬لزم أبا علي الفارسي ً‬
‫‪91‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫وياتي الثالثي المجرد على ثالثة أوزان هي‪:‬‬
‫‪( - 1‬فَعَدلَ) بفدتح العدين‪ ،‬ويكدون مضدارعه (يفعدل) مضدمومة العدين مثدل (خدرج‪،‬‬
‫يخرج)‪ ،‬أومكسورة العين كما في (جلس‪ ،‬يجلس)‪ ،‬أومفتوحة العين في مثل‪( :‬قرأ‪ ،‬يقرأ)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ (فَ بعلَ) بكسر العين‪ ،‬ويجىء مضارعه (يف َعـل)‪ ،‬إما مفتدـوحة العيدـن كمدـا فدـي‬
‫يحرص)‪.‬‬ ‫(حرص‪ ،‬ب‬ ‫يشرب)‪ ،‬أو(يف بعل) بكسر العين في مثل‪ :‬ب‬ ‫(شـرب‪َ ،‬‬‫ب‬
‫ُ‬
‫‪ 3‬ـ (فَعُلَ) بضم العين‪ ،‬وياتي مضارعه مضمومة العين فقط‪ ،‬نحـو‪( :‬ثقل‪ ،‬يثقل)‪.‬‬
‫وأمددا الربدداعي المجددرد فيدداتي علددـى وزن واحددـد فقددط (فَعلَ دلَ) مثددل‪( :‬دحددـرج)‪،‬‬
‫حرج) بكسر ما قبل األخير‪.‬‬ ‫ويـجـىء مضارعه (يُفَع بلل) نحو(يُدَ ب‬
‫والشددك فددي أن أبنيددة الفعددل المجددرد ومددا أنتجتدده مددن دالالت فددي ديددوان اإلمددام‬
‫الشددافعي‪ ،‬مرتبطددة بالسددياق التددى وردت فيدده؛ هددذا ألن كددل كلمددة تضددم معنددى أسـاسيددـا‬
‫ومـعندددـى سدددياقيا؛ والمعندددى األساسدددي هدددوالمعنى المعجمدددي‪ ،‬والمعدددـنى المعجمدددي كمدددا‬
‫هوالمعددـروف‪ ،‬قددـد ال يعطددي المعنددى المقصددود فددي الجملددة؛ لددذلك فالسددياق هوالددذي يحدددد‬
‫المعنى(‪.)17‬‬
‫وقد وردت هذه األبنية في ديوان الشافعي في سياقات مختلفة‪ ،‬وسوف يتم عدر‬
‫بعض من هذه األبيات وداللتها في السطور الالحقة‪.‬‬
‫بناء (فعل) ودالالته‪:‬‬
‫(ف َعل) بفتح الفاء والعين؛ وعدين مضارعدـه مثلثدـة‪ ،‬أي‪( :‬يف َعدل‪ ،‬ويف بعدل‪ ،‬ويفعُدل)‪،‬‬
‫وهوأكثر األبنية استعماال فدي اللغدة العربيدة(‪ ،)18‬ولعدل السدبب فدي ذلدك هوخفدة بنيتده كمدا‬
‫سبق(‪ ،)19‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذا البناء‪ ،‬أكثر ورودا أيضا في ديوان الشافعي‪.‬‬
‫يقددول الصددرفيون إن بندداء (ف َعددل)‪ ،‬اسددتخدم لمعددان كثيددرة ال تحصددى؛ لخفتدده(‪،)20‬‬
‫ومنهددا‪ :‬الجمددع‪ ،‬والتفريددق‪ ،‬واإلعطدداء‪ ،‬والمنددع‪ ،‬واالمتندداع‪ ،‬واإليددذاء‪ ،‬والغلبددة‪ ،‬والدددفع‪،‬‬

‫به الكبار‪ ،‬أخذ عنه‪ :‬الثمانيني‪ ،‬وعبد السالم البصري‪ ،‬توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وثالث‬
‫مائة‪ ،‬انظر‪ :‬سير أعالم النبالء‪ ،‬جـ ‪ ،17‬ص ‪.19 – 17‬‬
‫‪ - 15‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.230 – 229‬‬
‫‪ - 16‬رضي الدين محمد بن الحسن االسترابادي‪ ،‬شدر شدافية ابدن الحاجدب‪ ،‬تحقيدق‪ :‬محمدد ندور‬
‫الحسن‪ ،‬ومحمدد الزفدزاف‪ ،‬ومحمدد محيدي الددين عبدد الجميدد (بيدروت‪ :‬دار الكتدب العلميدة‪،‬‬
‫‪ )1975‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.70‬‬
‫‪ - 17‬بيير جيرو‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬ترجمة‪ :‬الدكتور منذر عياشي (دمشدق‪ :‬دار طدالس‪ ،)1992 ،‬ص‬
‫‪.56‬‬
‫‪ - 18‬كتاب سيبويه‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪ ،104‬وفخدر الددين قبداوة‪ ،‬تصدريف األسدماء واألفعدال (بيدروت‪:‬‬
‫مكتبة المعارف‪ ،)1988 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 19‬شر شافية ابن حاجب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.70‬‬
‫‪92‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫والتحويدددل والتغييدددر‪ ،‬والتحويدددل واالنتقدددال‪ ،‬واالسدددتقرار‪ ،‬والسدددير‪ ،‬والسدددتر‪ ،‬والرمدددي‪،‬‬
‫والتجريد‪ ،‬واإلصال ‪ ،‬والتصـويغ‪ ،‬والتغـذيـة‪ ،‬والنـظام‪ ،‬والظهور والبدروز‪ ،‬واإلصدابة‪،‬‬
‫واإلنالة‪ ،‬والعمل بآلة‪ ،‬واالتخـاذ شـيء‪ ،‬واألخـذ‪ ،‬وغيرها(‪.)21‬‬
‫وأورد الشافعي هذا البناء في ديوانه‪ ،‬مستخدما إيداه فدي دالالت متنوعدة‪ ،‬مدـما دل‬
‫علددى صددحة مددا ذكددره الصددرفيون بددان العددرب اسددتخدموا بندداء (ف َعددل) لمعددان ال تحصددى؛‬
‫لخفته على اللسان‪ ،‬ومن هذه الدالالت والمعاني التي وردت في ديوانه‪:‬‬
‫‪ – 1‬الجمع‪:‬‬
‫يدددداتي بندددداء (فعَددددل) للداللددددة علددددى معنددددى الجددددـمع‪ ،‬أي‪ :‬الجـمددددـع بيددددـن شيئددددـين‬
‫مـتـجانـسـيددددـن أومتقدددداربين‪ ،‬كجمددددع الفاعددددل أشددددياء‪ ،‬أوأمددددورا‪ ،‬أوأحددددواال‪ ،‬أوشددددؤونا‪،‬‬
‫أوأشـخاصا‪ ،‬وياتي إما الزما أومتعـديـا؛ لـتـاديـة غـر مـعـيـن(‪.)22‬‬
‫ومن شواهد هدذه الداللدة فدي ديدوان الشدافعي مدا ورد تحدـغ (سدوء التقددير)‪ ،‬فيمدا‬
‫يتعلق بهموم األدبداء والشدعراء والفقهداء والمفكدرين الدذين يعيشدون فدي مجتمعدـات تجهدل‬
‫موهبتهم‪ ،‬فال تمنحهم التقدير الذي هم أهل له‪ ،‬وهذا ما يشكومنه الشافعي في هذين البيتدين‬
‫قائال(‪:)23‬‬
‫ب‬‫ب فـباعُـــوا الـرأس بِّالـذنـــ ِّ‬ ‫أصبحتُ ُمطر ًحا فِّي معـش ٍر ج ِّهلُـوا حـق األدِّيـ ِّ‬
‫ب‬
‫فِّي العق ِّل فرقٌ‪ ،‬و ِّفي اآلدا ِّ‬ ‫اس يـجـمعُ ُهـم شـمـ ٌل وبيـن ُهـ ُم‬
‫والن ُ‬
‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ـــ‬‫س‬ ‫الح‬ ‫و‬
‫بالتامل في هذين البيتين تظهرالداللة المقصودة من الفعل (يجمعهم)‪ ،‬فقد جاءت‬
‫داللته على الجمع‪ ،‬بصيغة المضارع؛ ليفيد معنى التجدد واالستمرار‪ ،‬كان الشافعي‬

‫‪ - 20‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪ ،227 – 226 ،214‬أبوالقاسم محمود بدن عمدر الزمخشدري‪،‬‬
‫المفصل‪ ،‬باعتناء محمد بدر الدين النساني (بيروت‪ :‬دار الجمل)‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.278‬‬
‫‪ - 21‬سليمان فيا ‪ ،‬الحقدول الدالليدة الصدرفية لألفعدال العربيدة‪( ،‬الريدا ‪ :‬دار المدريل للنشدر‪،‬‬
‫‪ ،)1990‬ص ‪ ،24 – 13‬محمددد محيددي الدددين عبددد الحميددد‪ ،‬دروس التصددريف‪( ،‬القدداهرة‪:‬‬
‫دارالطالع‪ ،)2005 ،‬ص ‪.62 – 61‬‬
‫‪ - 22‬جمال الدين محمدد بدن عبدد هللا (ابدن مالدك)‪ ،‬شدر التسدهيل‪ ،‬تحقيدق‪ :‬الددكتور عبدد الدرحمن‬
‫السددديد‪ ،‬والددددكتور محمدددد بددددوي المختدددوي‪( ،‬القددداهرة‪ :‬هجدددر للطباعدددة والنشدددر والتوزيدددع‪،‬‬
‫‪1990‬م) جددـ ‪ ،3‬ص ‪ ،442‬و أبوحيددان األندلسددي‪ ،‬ارتشدداف الضددرب مددن لسددان العددرب‪،‬‬
‫تحقيق وشر ‪ :‬الدكتور رجدب عثمدان محمدد‪( ،‬القداهرة‪ :‬مكتبدة الخدانجي‪1998 ،‬م)‪ ،‬جدـ ‪،1‬‬
‫ص ‪ ،168‬وجالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السديوطي‪ ،‬همدع الهوامدع فدي شدر جمدع‬
‫الجوامع‪ ،‬تحقيق‪ :‬الكتور عبد الحميد هنداوي‪( ،‬القاهرة‪ :‬المكتبة التوفيقية‪2000 ،‬م)‪ ،‬جدـ ‪،3‬‬
‫ص ‪.302‬‬
‫‪ - 23‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪93‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫يقول‪ :‬وجدت نفسي بين قوم يحتقرونني؛ لشدة جهلهم بقيمتي‪ ،‬ومع أننا لسنا سواء في‬
‫العلم والنسب والمنزلة‪ ،‬لكننا نعي معا لظروف مختفلة‪ ،‬فجاء بالفعل (يجمعهم)؛ لقيمة‬
‫داللته الجمعية التي تناسب االتحاد‪.‬‬
‫‪ - 2‬التفريق‪:‬‬
‫(‪)24‬‬
‫ياتي هذا البناء إلفادة معنى التفريق ‪ ،‬أي‪ :‬تفريق الفاعل أشياء‪ ،‬أوأمورا‪،‬‬
‫أوأحواال‪ ،‬أوشؤونا‪ ،‬أوأشخاصا‪ ،‬والمقصود بالتفريق‪ :‬الفصل بين شيئين‪.‬‬
‫وتاتي هذه الداللة مع الفعل المتعدي‪ ،‬كما لحظنا عند الحديث عن داللة الجمع‪،‬‬
‫في قصي دة (سوء التقدير)‪ ،‬وقد جاء في القصيدة ذاتها ما يشير إلى داللة التفريق‪ ،‬إذ بدأ‬
‫الشافعي يبين قيمة العلماء قائال(‪:)25‬‬
‫ب‬
‫اس بين العُو ِّد والحط ِّ‬
‫ق الن ُ‬ ‫والعُو ُد لولم ت ِّطب ِّمنهُ روائِّ ُحهُ لم ي ِّ‬
‫فر ُ‬
‫تظهر داللة التفريق في الفعل (يفرق)‪ ،‬أي‪ :‬يفصل‪ ،‬كانه يقول‪ :‬لوال روائح العود‬
‫لما عرف الناس الفرق أوالخط الفاصل بين العود والحطب‪ ،‬قد تجسد هذه الداللة في‬
‫التشبيه الذي استعمله الشافعي‪ ،‬إذ شبه العلماء وعلمهم بالعود وروائحه‪ ،‬كما شبه الجهالء‬
‫بالحطب‪ ،‬مبينا بان العلم‪ ،‬هوأساس التمييز بين العالم وغيره من الناس‪.‬‬
‫بناء (ف ِّعل) ودالالته‪:‬‬
‫(ف بعل) بفتح الفاء والعين وهوأيضا كثير االستعمال فدي اللغدة العربيدة‪ ،‬نحدو‪ :‬ع بلدم‪،‬‬
‫وشرب‪ ،‬وس بلم(‪ ،)26‬وياتي مضارعه إما يف َعل في مثل‪ :‬يعلَم أويف بعل في مثل‪ :‬يحسبب‪.‬‬ ‫ب‬
‫ذكر الصرفيون أن بناء (ف بعل) يُستخدم للداللة على الصدفات المالزمدة‪ ،‬وذلدك فدي‬
‫وظمدد ‪،‬‬‫ب‬ ‫وحددزن‪ ،‬وفددي االمددتالء والخلونحددو‪ :‬شدد ببع‬
‫ب‬ ‫فددر‬
‫الفددر والددداء وشددبههما نحددو‪ :‬ب‬
‫والخوف نحو‪ :‬خشبي‪ ،‬وفي األلوان والتحلـية والـعيوب وغيـرهـا في مثـل‪ :‬سـ بود‪ ،‬وحد بور‪،‬‬
‫وشـتبر(‪.)27‬‬
‫وقدد اسددتخدم اإلمدام الشددافعي هدذا للداللددة علدى الفددر والدداء‪ ،‬والعيددب‪ ،‬واالمددتالء‬
‫والخلووغيرهددا كمددا سددبق ممددا يدددل علددى ص دحّة مددا ذكددره الصددرفيون‪ ،‬ومددـع ذلددك‪ ،‬تجدددر‬
‫اإلشارة إلـى أن الـشافعي اسـتخدم الـبناء نفسه أيدـضا للدـداللة علدى بعدـض المعدـاني الدـتي‬
‫لم يـتم ذكرهـا من قبل الصرفيين منها‪ :‬الداللة على شبه المواجهة نحو‪ :‬الفعدل المضدارع‬

‫‪ - 24‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪ ،14‬وارتشاف الضرب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.168‬‬
‫‪ - 25‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 26‬تصريف األسماء واألفعال‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ - 27‬سدديبويه‪ ،‬الكتدداب‪ ،‬جددـ ‪ ،2‬ص ‪ ،225 – 219‬وشددر التسددهيل‪ ،‬جددـ ‪ ،3‬ص ‪،440 – 439‬‬
‫وارتشاف الضرب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪ ،156‬واالسترباذي‪ ،‬شر الشافية ابن الحاجب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص‬
‫‪ ،71 – 70‬والحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪ ،38 – 25‬وشذا العرف‪ ،‬ص‬
‫‪.65‬‬
‫‪94‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫داللدة هدذا البنداء والمعداني كمدا وردت فدي‬ ‫(أشهد)(‪ ، )28‬وغيرها من المعداني‪ ،‬وسدنعر‬
‫ديوان الشافعي‪:‬‬
‫‪ - 1‬العلل‪:‬‬
‫(‪)29‬‬
‫ذكر ابن الحاجب وغيره أن بناء (ف بعل) يُستعمل للداللدة علدى العلدل نحدو‪ :‬سد بقم‬
‫ومر (‪ ،)30‬ولم تكثر ورودها في ديوان الشافعي‪ ،‬ومن شواهدها ما ورد في (من صدور‬ ‫ب‬
‫غدر األخالّء!!) من بيانه عن غدر َمن حسببهم بمن أخالّئه‪ ،‬فقال(‪:)31‬‬
‫اس لم يعُ ِّد‬ ‫ير الن ِّ‬
‫و ِّإن م ِّرضتُ فخ ُ‬ ‫اس يشت ُ ُمنِّي‬ ‫إِّن غِّبتُ عن ُهم فش ُّر الن ِّ‬
‫يُلمح تجسّـد الـداللة المقصودة في الفعل (مرضـغ)‪ ،‬أي‪ :‬أصابني مدر أوعلدة‪،‬‬
‫وقد ساقه الشافعي في محل اسم الشرط أي‪ :‬إن مرضدغ‪ ،‬وجوابده‪ :‬فخيدر النداس يشدتمني؛‬
‫لتبيين سوء أخالق أخالّئدـه‪ ،‬ووجداء بصديغة الماضدي (مرضدغ)؛ لقـيمتدـه الدالليدة العلليدة‬
‫المتناسبة مع السياق‪.‬‬
‫‪ - 2‬السليم‪:‬‬
‫ومعندداه‪ :‬سددليم الجـسددـد‪ ،‬وهوعـكددـس معددـنى المددـر ‪ ،‬ويُعددـد مددـن دالالت بندداء‬
‫(ف بعددل)(‪ ،)32‬ومددن شددواهدها فددي الددديوان مددا تضدد َّمنته (الضددرب فددي األر ) مددن كددالم‬
‫الشافعي عن رغبته في السفر لنيل مراده وهويقول(‪:)33‬‬
‫أنا ُل ُمرادِّي أوأ ُمــوتُ غ ِّريبــا‬ ‫رضها‬‫طو ِّل البَِّل ِّد وع ِّ‬ ‫ب ِّفي ُ‬ ‫ضر ُ‬‫سأ ِّ‬
‫ع ق ِّريبا‬‫الر ُجو ُ‬
‫ُّ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫س‬ ‫ن‬‫إ‬‫ِّ‬ ‫و‬ ‫ــــا‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫ُّ‬ ‫د‬ ‫ِلَف‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّــــي‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ـــت‬ ‫ــف‬ ‫ف ِّإن تل‬
‫تتضح هذه الداللة في الفعل (سد بلمغ) وفيده إشدارة إلدى معندى صدحَّة الجسدم‪ ،‬وإن‬
‫سلمغ كان الرجوع قريبا أي‪ :‬إن سلمغ النفس من خطر أوعيب أومر أومدوت‪ ،‬أعدود‬
‫إلى بلدي وقد حقّقغ لمالي‪.‬‬
‫بناء (فعُل) ودالالته‪:‬‬

‫‪ - 28‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ -29‬هوعثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس‪ ،‬أبوعمروجمال الدين ابن الحاجب‪ ،‬فقيه مالكي‪،‬‬
‫من كبار العلماء العربية‪ ،‬كردي األصل‪ ،‬ولد في أسنا سنة ‪ 570‬للهجرة‪ ،‬ونشا في القاهرة‪،‬‬
‫وسكن دمشق‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬الكافية في النحو‪ ،‬توفي باإلسكندرية سنة ‪ 646‬للهجرة‪ ،‬انظر‪ :‬خير‬
‫الدين بن محمود بن محمد الزركلي‪ ،‬األعالم‪( ،‬دار العلم للماليين‪2002 ،‬م)‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.211‬‬
‫‪ - 30‬االسترباذي‪ ،‬شر الشافية ابدن الحاجدب‪ ،‬جدـ ‪ ،1‬ص ‪ ،71 – 70‬الحقدول الدالليدة الصدرفية‬
‫لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.26– 25‬‬
‫‪ - 31‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 32‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 33‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.28 – 27‬‬
‫‪95‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫يدـكرم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(فَعُل) بفتح الفداء وضدم العدين‪ ،‬يداتي مضدارعه علدى وزن (يفعُدـل) مثدـل‪:‬‬
‫ّ‬
‫وهوخاص بالفعل المبندي للمجهدول ويُعددّ أقدل اسدتعماال فدي اللغدة العربيدة(‪ ،)34‬ولعدل علدة‬
‫مجدديء مضددارعه بالضددم فقددط هددي‪ :‬قلّددة اسددتعماله‪ ،‬وكونددـه ال يتعددّى(‪ ،)35‬ولددـداللته عددـلى‬
‫االتصاف(‪.)36‬‬
‫ذكددر سدديبويه معدداني كثيددرة لهددذا البندداء منهددا‪ :‬مددا يدددل عددـلى الحـسددـن والقـبددـح‪،‬‬
‫والصغر والكبر‪ ،‬والشدة والجرأة والضعف والجبن‪ ،‬والرفعة والضعة‪ ،‬ومدا يددل علدى مدا‬
‫أتـى مـن العقل نحو‪ :‬حلُم يحلُم وغيرها(‪.)37‬‬
‫ُحدول إليده بعدض األفعدال الثالثيدـة؛‬ ‫وقد أشار بعدض الصدرفيين أن هدذا البنداء قدد ي ّ‬
‫(‪)38‬‬
‫سددنَ ) علددى وزن‬ ‫إلفددادة معنددى االتصدداف‪ ،‬والتع ّجددب وغيرهددا نحددو‪ :‬تحويددل الفعددل ( َح َ‬
‫صفـة الـمـالزمة‪.‬‬ ‫سنَ ) على وزن (فَعُلَ)؛ للداللة عـلـى أن الفـعـل صار كال ب ّ‬ ‫(فَعَلَ) إلى ( َح ُ‬
‫مـدددـرات فـقدددـط فدددـي ديـواندددـه‪ :‬لدددـ‬
‫ّ‬ ‫وقدددـد أورد الـشافـعدددـي هدددـذا البـندددـاء ثدددـالث‬
‫سددـنغ)(‪ ،)41‬م ّمددا دل عددـلى صددحة مددا قالدده الصددرفيون أن‬ ‫(كثُددرت) ‪ ،‬و(يثقددل) ‪ ،‬و(ح ُ‬
‫(‪)40‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫هـذا البناء هوأقل استعماال في اللغة العربية‪.‬‬


‫ضا إلدى أنده لدم تخدرج دالالت هدذه األمثلدة ‪ -‬الدواردة فدي ديدوان‬ ‫وتجدر اإلشارة أي ً‬
‫الشافعي ‪ -‬عن المعاني التي حدّدها سيبويه وغيره‪ ،‬وفيما يلي األمثلدة لدورود هدذه األفعدال‬
‫في الديوان‪:‬‬
‫‪ - 1‬ال ِّكبر‪:‬‬
‫اشتهر هذا البناء بداللته على الكبر‪ ،‬وهوخالف داللة الصغر‪ ،‬وتتمثل هدذه الداللدة‬
‫ظددـم‪ ،‬كثُددـر وغيرهددا(‪ ،)42‬وردت هدذه الداللددة مد ّدرة واحددـدة فددي ديددـوان‬ ‫فدي األفعددال نحددو‪ :‬ع ُ‬
‫(‪)43‬‬
‫(من تجارب اإلمام مع األيام – مع النفس – مع القضاء) إذ قال ‪:‬‬ ‫الشـافعـي‪ ،‬فـي ب‬

‫‪ - 34‬تصريف األسماء واألفعال‪ ،‬ص ‪ ،86‬وشذ العرف‪ ،‬ص ‪.،66‬‬


‫‪ - 35‬المنصف‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.189‬‬
‫‪ - 36‬الدددكتور الطيددب الب ّكددوش‪ ،‬التصددريف العربددي مددن خددالل علددم األصددوات الحددديث (تددونس‪:‬‬
‫المطبعة العربية‪ ،)1987 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ - 37‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.36 – 28‬‬
‫‪ - 38‬المرجع نفسه‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪ ،226 – 223‬والمفصل‪ ،‬ص ‪ ،279 – 278‬وشذا العرف‪ ،‬ص‬
‫‪ ،32‬ودروس التصريف‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ - 39‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 40‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 41‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ - 42‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪ ،30‬والحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 43‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.11 – 10‬‬
‫‪96‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬

‫وس ُّرك أن يكُون لها ِّغطا ُء‬ ‫عيُوبُك فِّي البرايا‬ ‫وإِّن كثُرت ُ‬
‫يُغ ِّطي ِّه – كما قِّيل ‪ -‬السخا ُء‬ ‫ب‬‫ــاء ف ُك ُّل عيــ ٍ‬
‫تستـــر ِّباسخ ِّ‬
‫ُ‬
‫يُلحدظ تمثدل داللدة الكبدر فدي الفعدل الثالثدي (كثدرت)‪ ،‬فالشديء إذا كثدر زاد حجمدده‬
‫وضددخامته فيوصددف باندده كبيددر‪ ،‬والسددياق سددياق اإلرشدداد والتوجيدده؛ ينصددح الشددافعي أن‬
‫يحدداول اإلنسددان إخفدداء عيوبدده مهمددا كثددرت بالسددخاء‪ ،‬ألن السددخاء تعمددي الندداس مددن ذكددر‬
‫عيوبه الكثيرة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ال ُحسن‪:‬‬
‫أشار سيبويه إلى إفدادة هدذا البنداء معندى الحسدن‪ ،‬وهدوخالف معندى القدبح‪ ،‬ومثدال‬
‫(‪)44‬‬
‫مدرة واحددة‬ ‫سم‪ ،‬وج ُمل وغيرها ‪ ،‬وقد أوردهدا الشدافعي فدي ديوانده ّ‬ ‫هذه الداللة الفعل‪ :‬و ُ‬
‫(‪)45‬‬
‫فقط‪ ،‬وذلك في (اليقظة والحذر) في حديث الشافعي وهويقول ‪:‬‬
‫ير ما استعملتهُ الحـــذ ُر‬ ‫فقُل لهُ خ ُ‬ ‫ج واستعلى بِّ ِّه البط ُر‬ ‫تاه األُع ِّ‬
‫ير ُ‬
‫سوء ما تأ ِّتي بِّ ِّه القد ُر‬ ‫ولم تخف ُ‬ ‫سنت‬ ‫ــام إِّذ ح ُ‬
‫أحسنت ظنك ِّباألي ِّ‬
‫ُث الكـــد ُر‬ ‫و ِّعند صف ِّوالليا ِّلي يحد ُ‬ ‫وسالمتك الليا ِّلي فاغتررت ِّبهـا‬
‫تتجلي هذه الداللة في الفعدل (حسدنغ) بشكدـل مباشدر حسدب المعدـنى المعـجـمدـي‪،‬‬
‫سنغ)‪ :‬أي إذ صارت حسنةً‪.‬‬ ‫ومعنى قوله (إذ ح ُ‬
‫بناء (فعلَل) ودالالته‬
‫حدر َج)؛ للمبـندـي للمعلدـوم‪،‬‬ ‫(فَعلَلَ) بفتح الفاء والالم األول وسدكون العدين نحدو‪( :‬دَ َ‬
‫فـإن كـان للمجهول‪ ،‬جاء على وزن (فُ ْع بللَ) بض ّم الفداء وسدكون العدين وكسدر الدالم األول‬
‫أمدرا يداتي علدى وزن (فَع بلدل) بفدتح الفداء وسكـدـون العيدـن‬ ‫نــحــو‪( :‬دُحْ بدر َج)‪ ،‬أمدا إن كدان ً‬
‫وكســر الالم األول وسكون الثاني نحو‪( :‬دَحْ برج)‪.‬‬
‫(‪)46‬‬
‫قددال أحمددد الحمددالوي ‪ :‬لللربدداعي المجددـرد وزن واحـددـد‪ ،‬وهوفَعلَ دلَ‪ ،‬ك ددَ َ‬
‫حر َج‬
‫ُدحر ُج‪ ،‬ودَربَـ َل يُدَرببـلُ‪ .‬ومندـه أفعدـال نحت َتهدـا العدـرب مدـن مر ّكبدات‪ ،‬فتُدـحفَظ وال يقداس‬ ‫ي ب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عليهددا‪ ،‬كبسد َملَ‪ :‬إذا قددال‪ :‬بسددم هللا‪ ،‬وحوقد َل إذا قددال‪ :‬ال حددول وال قد ّدوة إال بددال‪ ،‬وطلبَددقَ إذا‬
‫عـدـزك‪ ،‬و َجـــعدـفَ َل إذا قدـال‪ :‬جـعلـندـي‬ ‫ّ‬ ‫قال‪ :‬أطال هللا بـقدـاءك‪ ،‬ودم َعدـزَ إذا قــدـال‪ :‬أدام هللا‬
‫هللا فداءكل(‪.)47‬‬

‫‪ - 44‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.28‬‬


‫‪ - 45‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪46‬‬
‫مددررس مصدري‪ ،‬لده نظدم‪ ،‬تخدرج بددار العلدوم ثدم بداألزهر‪،‬‬ ‫‪ -‬هوأحمد بن محمدد الحمدروي‪ّ ،‬‬
‫وعمددل مدرسددا‪ ،‬ووضددع كتبددا مدرسددية‪ ،‬منهددا‪ :‬شددذا العددرف فددي فددن الصددرف‪ ،‬تددوفي سددنة ‪1351‬‬
‫للهجرة‪ ،‬انظر‪ ،‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.251‬‬
‫‪ - 47‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪97‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫مدرات فقدط فدي ديوانده‪ ،‬وهددي‪:‬‬ ‫وقدد جداء الشدافعي بالفعدل الربداعي المجددرد ثدالث ّ‬
‫الفعدددل الماضدددي (عثّشَــدددـغ)(‪ ،)48‬والفعدددل األمدددـر (فيَــدددـّبم) ‪ ،‬ثدددـم الفدددـعل المـاضدددـي‬
‫(‪)49‬‬

‫وفعدو َل‬
‫َ‬ ‫ب‪،‬‬
‫كجدور َ‬
‫َ‬ ‫(ي ّممـغُ )(‪ ،)50‬وأمـا أبنية الثالثي الملحقة بالرباعي المجرد مثل‪ :‬فو َعد َل‬
‫ط َر وغيرها(‪ ،)51‬فلم َيسدت َخدم الشدافعي منهدا شديئًا‪ .‬وفيمدا يلدي توضديح‬ ‫كرهوكَ ‪ ،‬وفي َع َل كبي َ‬
‫لورود الفعل الرباعي في الديوان‪:‬‬
‫‪ - 1‬االتخاذ‪:‬‬
‫االتخاذ من إحدى دالالت الرباعي المجدرد‪ ،‬ومعنداه‪ :‬اتخدـاذ الفاعدـل السدـم العيدـن‬
‫المشتـق منـه الفعل وصنعه‪ ،‬وتاتـي مع الفعـل الالزم(‪.)52‬‬
‫مرة واحدة‪ ،‬وهي قول الشافعي(‪:)53‬‬ ‫وقد تمثلغ هذه الداللة في الديوان الشافعي ّ‬
‫شـــهـــابُــهــــا‬ ‫وأظلم لي ِّلي إِّذ أضـــاء ِّ‬ ‫ار نفسِّي بِّاشتِّعا ِّل مف ِّارقِّي‬
‫خبت ن ُ‬
‫ُ‬
‫غم ِّمنِّي – ِّحين طار غرابُها‬ ‫‪ -‬على الر ِّ‬ ‫أيا بُومةً قد عششت فـوق هامتِّي‬
‫ششدغ) والمدراد بده‪:‬‬ ‫يُرصد تجسد داللة االتخـاذ فدي الفعدل الربداعي المضدعف (ع ّ‬
‫شدا فدوق الهامدة‪ ،‬وهدوليس علدى معنداه الحقيقدي بدل المجدازي؛ ألن البيتدين‬ ‫ع ا‬‫اتخاذ البومدةُ ُ‬
‫شبد ‪،‬‬ ‫كناية عن ظهور الشَعر األبيض فدـوق الدرأس‪ ،‬فكنّدي هدـذا المعندى بالبومدة وهدي تُع ّ‬
‫كان البومة نوع من الطيور تمثل البياضة‪.‬‬
‫‪ - 2‬السير‪:‬‬
‫يُسدت َع َمل البندداء الربدداعي (فَعلَدلَ)؛ للداللددة علددى السددير‪ ،‬ويقصددد بدده‪ :‬حركددة الفاعددل‬
‫ددوا‪ ،‬ومثددـال لددذلك‪ ،‬قولددك‪ :‬جربددذ الرجددل أي بمعنددا‪ :‬ذهددب مبتع ددًا‪ ،‬وتاتددـي هددذه‬ ‫ديرا أوعد ً‬
‫سد ً‬
‫الداللة علـى هذا الوزن مع الفعل الالزم والمتعدي(‪.)54‬‬
‫مدرتين‪ ،‬إحدداهما مدا ورد‬ ‫وق ّل ورود هذه الداللدة فدي ديدوان الشدافعي‪ ،‬فلدم تدرد إال ّ‬
‫(‪)55‬‬
‫(محط الرجاء) عند حديثه عن طلب الرزق من ال ُكرماء‪ ،‬وهويقول ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫في‬
‫يــم في ِّمــم مـــن بـنــى ِّلِلِّ بيت ًا‬ ‫ارم ِّمن ك ِّر ٍ‬ ‫إِّذا ُرمت المك ُ‬
‫ُ‬
‫كـــر ُم ضيفــه حيًّا وميتًا‬ ‫حمي ِّحماهُ ويُ ِّ‬ ‫يث من ي ِّ‬ ‫فذاك الل ُ‬

‫‪ - 48‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ - 49‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 50‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 51‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 52‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.54 – 53‬‬
‫‪ - 53‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.18 – 15‬‬
‫‪ - 54‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 55‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪98‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫ديمم)‪ ،‬أي‪ :‬اقصددـد واتّجدده إلددى مددن بنددى‬‫تتجسـددـد داللددة السددير فددـي الفعددل األمددر (فد بّ‬
‫خيرا فاذهب إلى من بنى ل بيتًدا؛‬ ‫مسجدًا‪ ،‬كانه يقول‪ :‬إذا كنغ تبحث عن كريم لتطلب منه ً‬
‫كرمه‪ ،‬فجاء الفعل بصيغة األمر؛ إلفادة معنى اإلرشاد‪.‬‬ ‫ش ّك في ب‬ ‫ألنـه ال ن ُ‬
‫أبنية الفعل المزيد ودالالتها في ديوان الشافعي‬
‫الفعددل المزيددد هددو‪ :‬مددا وقددع فددي حروفدده األصددلية حددـرف زائددد أوحرفددان أوأكثددر‪،‬‬
‫وهوقسمـان‪ :‬مزيـد الثالثـي ومزيد الرباعي‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ مزيددد الثَلثددي‪ :‬هومددا وقددع فددي حروفدده األصددلية حددـرف زائددـد‪ ،‬أوحـرفـددـان‬
‫زائـدان‪ ،‬أوثالثة زوائد(‪ ،)56‬فالذي زيد فيه حرف واحد ياتي على ثالثة أوزان‪ ،‬وهي(‪:)57‬‬
‫األول‪( :‬أفعل) كاكرم‪ ،‬وأولى‪.‬‬
‫الثاني‪( :‬فاعل) كقاتل‪ ،‬ولخذ‪.‬‬
‫ّ‬
‫كفر ‪ ،‬وزكى‪.‬‬ ‫الثالث‪( :‬فعّل) بالتضعيف‪ّ ،‬‬
‫(‪)58‬‬
‫والذي زيد فيه حرفان ياتي على خمسة أوزان‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫ّ‬
‫وانشق‪.‬‬ ‫األول‪( :‬انفعل) كانكسر‪،‬‬
‫ّ‬
‫واشتق‪.‬‬ ‫الثاني‪( :‬افتعل) كاجتمع‪،‬‬
‫واصفر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كاحمر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الثالث‪( :‬افع ّل)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرابع‪( :‬تفعّل) كتعلم‪ ،‬وتزكى‪.‬‬
‫الخامس‪( :‬تفاعل) كتباعد‪ ،‬وتشاور‪.‬‬
‫والذي زيد فيه ثالثة أحرف ياتي على أربعة أوزان‪ ،‬وهي(‪:)59‬‬
‫األول‪( :‬استفعل) كاستخرج‪ ،‬واستقام‪.‬‬
‫عشبه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ث‬‫ك‬ ‫إذا‬ ‫المكان‪،‬‬ ‫واعشوشب‬ ‫طال‪،‬‬ ‫إذا‬ ‫الثاني‪( :‬افعوعل) كاغدودن الشعر‪،‬‬
‫كاحمار‪ ،‬واشهابّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الثالث‪( :‬افعا ّل)‬
‫واعلوط‪ ،‬أي‪ :‬تعلق بعنق البعير فركبه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كاجلوذ‪ ،‬إذا أسرع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫(افعول)‬
‫ّ‬ ‫الرابع‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ مزيد الرباعي‪ :‬هوما وقع في حروفه األصلية حرف زائد‪ ،‬أوحرفان زائددان‪،‬‬
‫فالذي زيد فيه حرف واحد فبناؤه واحد هو‪( :‬تفعلل) كتدحـرج‪ ،‬وأما الذي زيد فيده حرفدان‬
‫كاطمان أوعلى وزن (افعنلل) كاحرنجم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ياتـــي بنـــائه إما على وزن (افعل ّل)‬
‫تـجـدر اإلشـارة إلـى أن الشـافـعـي أورد جميدع أبنيدة مزيدد الثالثدي المدذكورة لنفدا‬
‫فـــي ديـوانـه‪ ،‬ولم يورد فيه مـزيد الربـاعي مطلقا‪ ،‬وسوف أعر في المباحدث الالحقدة‬
‫نماذج لتوظيف هذه األبنية في الديوان‪.‬‬

‫‪ - 56‬تصريف األسماء واألفعال‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ - 57‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ - 58‬تفس المرجع‪ ،‬ص ‪.74 – 73‬‬
‫‪ - 59‬تفس المرجع‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪99‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫بناء (أفعل) ودالالته‪:‬‬
‫(أَفعَل) بزيدادة همدزة القطدع المفتوحدة علدى أصدل الفعدل الثالثدي (فعدل)‪ ،‬وسدكون‬
‫الفدداء مددـع فددتح عيندده‪ ،‬ويجدديء الزمددا أومتعددديا كمددا يدداتي مضارعددـه عـلددـى وزن (يُف بع د ُل)‬
‫بكسددـر العيددـن مـددـع حددذف الهمددزة الزائدددة‪ ،‬وهددوأكثر األبنيددة المزيدددة ُورودًا فددي ديددوان‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫ذكر الصرفيون أن هذا البناء ياتي إلفادة معاني كثيرة منها‪ :‬االستحقاق‪ ،‬أي‪:‬‬
‫استحقاق فبعل الشيء مثل‪ :‬أقطع(‪ ،)60‬وصـيرورة الصحبة(‪ ،)61‬أي‪ :‬صـار صاحـب‬
‫كـذا(‪ )62‬مثـل‪ :‬أجـرب الرجـل‪ ،‬أي‪ :‬صار صاحـب جـرب(‪ ،)63‬ونـفـي الغريزة(‪ )64‬مثل‪:‬‬
‫أسرع بمعنى عجل(‪ ،)65‬وكل هذه من معـاني (أف َعل) الالزم‪ ،‬وأمـــا مـن مـعـانـيـه‬
‫المـتعـدي ما يـلـي‪ :‬الجـعـل‪ ،‬أي‪ :‬جـعـلـه يـفعـل نـحـو‪ :‬أخـرجـه‪ ،‬وأدخـلــه‪ ،‬وأجلسه(‪،)66‬‬
‫والتعريض‪ ،‬أي‪ :‬أن تـعـر شخـصا ألمـر نحو‪ :‬أقتلته أي‪ :‬عرضته للقتل(‪ ،)67‬والكثرة‬
‫نحو‪ :‬ألبن الرجل ويعني ذلك‪ :‬كثُر عنده اللبن(‪ ،)68‬والسلب نحو‪ :‬أشكيته بمعنى أزلغ‬
‫الشكاية(‪ ،)69‬والدعاء نحو‪ :‬أسقيته بمعنى دعوت له بالسقيا(‪ ،)70‬والهجوم(‪ ،)71‬كقولك‪:‬‬
‫أطلعغ عليهم أي‪ :‬هجمغ عليهم(‪ ،)72‬والضـياء(‪ )73‬نحـو‪ :‬أشرقغ الشمس أي‪:‬‬
‫كافرا(‪ ،)75‬والوجود نحو‪ :‬أبصره أي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أضاءت(‪ ،)74‬والتسمية مثل‪ :‬أكفرته بمعنى سميته‬

‫‪ - 60‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.60‬‬


‫‪ - 61‬أبوحيان األندلسي‪ ،‬المبدع في التصريف‪ ،‬تحقيق وشر وتعليدق‪ :‬الكتدور عبدد الحميدد السديد‬
‫طلب (الكويغ‪ :‬مكتبة دار العروبة‪ ،)1982 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 62‬الزمخشري‪ ،‬المفصل‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ - 63‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 64‬ابددن عصددفور اإلشددبيلي‪ ،‬الممتددع الكبيددر فددي التصددريف‪ ،‬جددـ ‪ ،1‬ص ‪ ،187‬تحقيددق‪ :‬الدددكتور‬
‫فخر الدين قباوة (بيروت‪ :‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،)1996 ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.187‬‬
‫‪ - 65‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.56‬‬
‫‪ - 66‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ - 67‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 68‬أبوإبراهيم إسحاق بن إبدراهيم الفدارابي‪ ،‬ديدوان األدب‪ ،‬تحقيدق‪ :‬الددكتور أحمدد مختدار عمدر‬
‫(القاهرة‪ :‬مجمع اللغة العربية القاهرة‪ ،)1976 ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.337‬‬
‫‪ - 69‬الزمخشري‪ ،‬المفصل‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪ - 70‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪ ،58‬الرضي‪ ،‬شر الشافية‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.92 – 91‬‬
‫‪ - 71‬ابن عصفور‪ ،‬الممتع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.186‬‬
‫‪ - 72‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.56‬‬
‫‪ - 73‬ابن عصفور‪ ،‬الممتع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.187‬‬
‫‪ - 74‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.56‬‬
‫‪100‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫صر(‪ ،)76‬والوصول(‪ )77‬مثل‪:‬أغفلته أي‪:‬أخبرت أنك تركغ شيئا‬ ‫دله على وجود المب َ‬
‫(‪)78‬‬
‫ووصلغ غفلتك إليه ‪ ،‬ومن معاني (أفعل) أيضا اإلغناء عن الثالثي‪ ،‬والقول‪،‬‬
‫واإلعانة(‪ ،)79‬وكذلك المصادفة والمطاوعة(‪.)80‬‬
‫ومن دالالت (أفعَل) التي تم استعمالها في ديوان الشافعي ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬التعريض‪:‬‬
‫يقددول الصددرفيون إن بندداء (أف َعددل) قددد يدداتي ويُـددـراد بدده اإلشــددـارة إلددـى عـددـر‬
‫شيء(‪ ،)81‬وترد هذه الداللة في ذلك الوزن‪ ،‬مع الفعل المتعدي(‪.)82‬‬
‫دف‬
‫تــضمـددـن ديددوان الشددافعي كثيددرا مددن هددذه الداللددة‪ ،‬منهددا مددا ورد فددي ( بعفددوا ت بعد ّ‬
‫نساؤكم!!) حيث قال(‪:)83‬‬
‫ــــم‬
‫ق ِّب ُمس ِّل ِّ‬
‫وتجنِّبُوا ما ال ي ِّلي ُ‬ ‫ِّعفُّوا ت ِّعف نِّسا ُؤكُم فِّي المحر ِّم‬
‫الزنا ِّمن أه ِّل بي ِّتك فاعل ِّم‬ ‫كان ِّ‬ ‫الــزنا ديــنٌ فـــ ِّإن أقرضتهُ‬
‫إِّن ِّ‬
‫يتمثددل المعنددى المقصددود فددي قددول الشددافعي (أقرضددته)‪ ،‬وجدداء بالصدديغة الماضددية‬
‫وفي محــل اسم الشرط‪ ،‬فقوله (أقرضته) أي‪ :‬عرضته للقر ‪.‬‬
‫وفي البيغ الثاني تشبيه بليغ‪ ،‬حيث شدبّه الشدافعي الزندا بددين؛ إن أقرضده شدخ‬
‫ال بددد أن يرجددع إليدده‪ ،‬ومددن الموس د ج ددّا فددي هددذه القضددية‪ ،‬أن عقدداب الزنددا ال يقددف عنددد‬
‫صاحـبه فـقــط أي‪ :‬الـذي فعله‪ ،‬بل قد يمتد إلى أهل بيته كذلك‪.‬‬

‫‪ - 75‬ابن عصفور‪ ،‬الممتع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.187‬‬


‫‪ - 76‬المرجع نفسه‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪ ،188‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 77‬ابن عصفور‪ ،‬الممتع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.118‬‬
‫‪ - 78‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.61‬‬
‫‪ - 79‬أبوبكر محمد بن سهل بن السراج النحدوي البغددادي‪ ،‬األصدول فدي النحدو‪ ،‬تحقيدق‪ :‬الددكتور‬
‫عبد الحسين الفتلي (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسدالة‪ ،)1999 ،‬جدـ ‪ ،3‬ص ‪ ،118 – 117‬وشدر‬
‫التسددهيل‪ ،‬جددـ ‪ ،3‬ص ‪ ،450 – 449‬ابددن الحاجددب‪ ،‬شددر شددافية‪ ،‬جددـ ‪ ،1‬ص ‪،92 – 86‬‬
‫وارتشاف الضرب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.173 – 172‬‬
‫‪ - 80‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪ ،63‬و محمدد عبدد الخدالق عضديمة‪ ،‬المغندي‬
‫في تصريف األفعال‪( ،‬القاهرة‪ :‬دارالحديث‪1999 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.49 – 46‬‬
‫‪ - 81‬سدديبويه‪ ،‬الكتدداب‪ ،‬ج دـ ‪ ،4‬ص ‪ ،59‬وأبوعمروعثمددان بددن عمددر المعددروف بددابن الحاجددب‪،‬‬
‫اإليضدا فددي شدر المفصددل‪ ،‬تحقيددق‪ :‬الددكتور جميددل عبددد هللا عويضدة (ع ّمددان‪ :‬منشددورات‬
‫أمانة ع ّمان‪ )2007 ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪ ،126‬الدكتور إسماعيل أحمدد عمدايرة‪ ،‬معدالم دراسدة فدي‬
‫الصددرف (دار حنددين‪ ،)1993 ،‬ص ‪ ،15‬واألبنيددة الصددرفية فددي ديددوان امددرق القدديس‪ ،‬ص‬
‫‪ ،299‬والحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 82‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 83‬شر الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.130 – 129‬‬
‫‪101‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫‪ - 2‬المصادفة‪:‬‬
‫المصددادفة مددن معدداني بندداء (أفعَددل)‪ ،‬وتددرد هددذه الداللددة مددع الفعددل المتعدددي‪ ،‬قددال‬
‫سليمان فيا (‪ :)84‬لللداللة على أن الفاعل وجد المفعول موصوفا بصفة مشتقة من أصدل‬
‫سبدن ُخلُقَدك‬
‫ذلك الفعلل ‪ ،‬ومن األفعال الدالة على هذا المعنى في الديوان ما جاء فدي (ح ّ‬
‫(‪)85‬‬

‫مع الغرباء) في بيان تحسين المعاملة مع الضيوف فقال(‪:)86‬‬


‫فس التِّي ال ت ُِّهينُها!‬
‫كر ُمها بِّ ِّهم وال ت ُكر ُم الن ُ‬‫أُهينُ ل ُهم نفسِّي وأ ُ ِّ‬
‫(أكر ُمهدا)‪ ،‬أي‪ :‬أجعلهدا كريمدا بهدم‪ ،‬ويريدد بهدذا‬ ‫تظهر داللة المصادفة فدي الفعدل ب‬
‫البيغ أن يقـول‪ :‬كلما كان اإلنسان متواضدعا أمدام الضديوف‪ ،‬كلمدا زادت فضديلته أمدامهم‪،‬‬
‫فجاء وصف الفاعل (أنا) بصفة مشتقة من الفعل‪ ،‬وهي الكرم‪.‬‬
‫بناء (تفعَّل) ودالالته‪:‬‬
‫يمثل هذا البناء ك َّل فع ٍل ثالثي ٍ مج ّرد بزيددت التدا ُء فدي ّأولده‪ ،‬والتضدعيف فدي عدين‬
‫الفعل‪ ،‬فصار (تَفَ َّعلَ) بفتح ك ّل حروفه‪ ،‬والمضارع منه ( َيتَفَ َّعلُ) بزيادة الياء وض ّم الالم‪.‬‬
‫قطعتده‬‫ت كثيرة ً لبناء (تَفَعَّلَ)‪ ،‬منها‪ :‬المطاوعة‪ ،‬كقولدك‪َّ :‬‬ ‫ذكر علماء الصرف دالال ٍ‬
‫صدددر‪ ،‬أي‪ :‬صدددار ذا شدددجاعة‬ ‫ّ‬ ‫(‪)87‬‬
‫سدددر ‪ ،‬والتكلدددف‪ ،‬مثدددل‪ :‬تشدددجَّع وتب َّ‬ ‫سدددرته فت َك َّ‬ ‫فت َّ‬
‫َقطدددع‪ ،‬وك َّ‬
‫وبصدديرة ‪ ،‬والتجنّددب‪ ،‬مثددل‪ :‬تحد َّدوب وتدداثَّم‪ ،‬أي‪ :‬تجنَّددب الحددوب واإلثددم ‪ ،‬وصدديرورة‬
‫(‪)89‬‬ ‫)‬‫‪88‬‬ ‫(‬

‫الصـحـبددـة‪ ،‬كقددـولك‪ :‬تا َّهددـل وتالَّددـم‪ ،‬أي‪ :‬صددار ذا أهددـل وألددـم(‪ ،)90‬والتـوقددـع(‪ ،)91‬واتّخددـاذ‬
‫الشدديء(‪ ،)92‬والطلددب‪ ،‬مثددل‪ :‬تنجَّزتدده‪ ،‬أي‪ :‬استنجزتددـه‪ ،‬أي‪ :‬طلبددغ نجددازه‪ ،‬أي‪ :‬حضددـوره‬

‫‪ -84‬هومحمد سلسمان عبد المعطي فيا ‪ ،‬ولد في سابع من فبرايدر سدنة ‪ 1929‬للمديالدي‪ ،‬حداز‬
‫شهادة العالمية من كلية اللغة العربية بجامعة األزهر‪ ،‬وحاز أيضا شهادة العالمية من اإلجازة في‬
‫التدريس من الكلية نفسها‪ ،‬ومن أشهر مؤلفاته‪ :‬الحقول الدالليدة الصدرفية لألفعدال العربيدة‪ ،‬تدوفي‬
‫في سادس وعشرين من فبراير سنة ‪.2015‬‬
‫‪ - 85‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - 86‬شر الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 87‬المبرد‪ ،‬المقتضب‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.78‬‬
‫‪ - 88‬الومخشري‪،‬المفصل‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ - 89‬الومخشري‪،‬المفصل‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ - 90‬الرضي‪ ،‬شر الشافية‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 91‬أبوحيان‪ ،‬المبدع‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 92‬الزمخشري‪ ،‬المفصل‪.279 ،‬‬
‫‪102‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫(‪)93‬‬
‫ووجددان الشديء علدى صدفة‪ ،‬ويعندي ذلدك‪ :‬االعتقداد فدي الشديء أنده علدـى‬ ‫والوفاء به ‪ُ ،‬‬
‫تعظمته‪ ،‬أي‪ :‬اعتقدت فيه أنه عظيم(‪.)94‬‬ ‫صفة أصله‪ ،‬مثل‪َّ :‬‬
‫ضدا علددى معنددى التجدرد‪ ،‬والكثددرة‪ ،‬والمبالغدة‪ ،‬والشددكاية‪ ،‬واالنتسدداب‪،‬‬ ‫وقدد يدداتي أي ً‬
‫(‪)95‬‬
‫والتشبه وغيرها من المعاني ‪.‬‬
‫ومما ورد من هذا البناء بما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬التكلف‪:‬‬
‫ياتي بناء (تفعَّدل) للداللدة علدى التكلدف‪ ،‬وذلدك إذا أراد الرجدل أن يُددخل نفسده فدي‬
‫تمرأ‪ ،‬أي‪ :‬صار ذا مروءة‪ ،‬ومن أمثلدة‬ ‫أمر حتى يضاف إليه ويكون من أهله‪ ،‬فإنك تقول‪َّ :‬‬
‫وتعرب(‪.)96‬‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫وتنزر‪،‬‬ ‫ذلك أيضا‪ ،‬تقيّس‪،‬‬
‫(‪)97‬‬
‫ومن موارده في ديوان الشافعي ما تضمنته (الرضا بالقضاء) حيث قال ‪:‬‬
‫ق وليس علـى ُم ِّر القضا أح ٌد يقوى‬ ‫ـق ســــابِّـ ٌ‬
‫ـان الخـَلئِّ ِّ‬
‫قـضـا ٌء ِّلـدي ِّ‬
‫ظه ِّر الشكوى‬ ‫ُ‬
‫فمن عرف الدهر الخؤُون وصرفه تصبر ِّللبلوى ولم يُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫يُلحظ تجسد الداللة المقصودة في الفعل المزيد (تصبَّر)‪ ،‬أي‪ :‬صار ذا صدبر؛ ألنده‬
‫تكلف الصبر راغبا‪ ،‬وفي هدذين البيتدين يدعوالشدافعي اإلنسدان إلدى أن يسدلم نفسده لقضداء‬
‫هللا وقدددره ويتكلّددف الصددبر علددى تصددرفات الزمددان‪ ،‬فددال يشددكوعلى الخلددق مددا يعانيدده مددن‬
‫الصعوبات في‪.‬‬

‫‪ - 2‬التجنب‪:‬‬
‫ذكر الصدرفيون داللدة التجندب لبنداء (تفعّدل)؛أي الداللدة علدى أن الفاعدـل قدد تدرك‬
‫أصل الفعل تجنبًـا له ولدم يفعلده‪ ،‬وتدرد هدذه الداللدة‪ ،‬فدي ذلدك الدوزن‪ ،‬مدـع الفعدـل الدالزم‪،‬‬
‫مثل‪ :‬تاثمغُ ‪ ،‬أي‪ :‬تركغُ اإلثم(‪.)98‬‬
‫(‪)99‬‬
‫ف نساؤكم!!)‪ ،‬من قوله ‪:‬‬ ‫أورد الشافعي هذا المعنى في ديوانه في (عفّوا ت بع ّ‬
‫ــــم‬
‫ق بِّ ُمس ِّل ِّ‬
‫وتجنِّبُوا ما ال ي ِّلي ُ‬ ‫ِّعفُّوا ت ِّعف نِّسا ُؤكُم فِّي المحر ِّم‬
‫الزنا ِّمن أه ِّل بي ِّتك فاعل ِّم‬ ‫كان ِّ‬ ‫الــزنا ديــنٌ فـــ ِّإن أقرضتهُ‬
‫إِّن ِّ‬

‫‪ - 93‬الرضي‪ ،‬شر الشافية‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.106‬‬


‫‪ - 94‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 95‬شر المفصل‪ ،‬جـ ‪ ،7‬ص ‪ ،456‬ابن الحاجب‪ ،‬شر الشافية‪ ،‬جـ ‪.107 – 104 ،1‬‬
‫‪ - 96‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.71‬‬
‫‪ - 97‬شر الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.158 – 157‬‬
‫‪ - 98‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 99‬شر الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.130 – 129‬‬
‫‪103‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫تتجلددى الداللددة المقصددودة فددي الفعددل (تجنّبددوا) بشددكل مباشددر بمالحظددة المعنددى‬
‫المعجمي‪ ،‬كما جاء بصيغة األمر؛ ليفيد معنى التحذير واإلرشاد‪.‬‬
‫بناء (استفعل) ودالالته‪:‬‬
‫ي بثالثددة أحددـرف‪ ،‬أي‪ :‬الهمددزة والسددين والتددـاء‪ ،‬الددذي‬ ‫ّ‬ ‫دـ‬
‫د‬ ‫الثالث‬ ‫هددذا بنددـاء مددن مزيددد‬
‫بزيددَت فددي َّأولدده‪ ،‬وهومكسددور األول مددع سددكون الثدداني والرابددع‪ ،‬وفددتح الثالددث والخددامس‪،‬‬
‫والمضددارع مندده (يَسدت َف بعلُ) بحددذف الهمددزة‪ ،‬وهوالبندداء الوحيددد مددن األبنيددة الفعددـل الثالثددـي‬
‫المـزيد بثالثـة أحـرف المستعمل في ديوان الشافعي‪.‬‬
‫بعض الصرفيين دالالت هذا البناء‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ذَكر‬
‫والتحول‪ ،‬والمصادفة‪ ،‬والمطاوعدة‪ ،‬ومعندى (ف بعدل)‪ ،‬و(أف َعدل)‪ ،‬و(تفعَّدل)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الطلب‪،‬‬
‫(‪)100‬‬
‫ّ‬
‫ضدـا‪ :‬االتخداذ‪،‬‬ ‫و(افتَعَـلَ)‪ ،‬واإلغناء عن الثالثدـي‪ ،‬والحكدـاية القدول ‪ ،‬ومدـن دالالتده أيـ ً‬
‫والقوة‪ ،‬واالعتقاد‪ ،‬وغيرها من المعاني(‪.)101‬‬ ‫ّ‬
‫ومما جاء من هذه الدالالت في ديوان الشافعي ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الطلب‪:‬‬
‫ياتي بناء (اسدتفع ل) إلفادتده معـندـى الطلدب‪ ،‬قدـال سديبويه‪ :‬لوتقدـول‪ :‬اسدتعطيغ‪،‬‬
‫أي‪ :‬طلبغ العطيةل(‪ ،)102‬وفي هذا الحـال يفيد الطلب الحقيقي‪ ،‬أي‪ :‬إرادة الفاعـل تحصديل‬
‫الحدث من المفعول‪ ،‬حقيقيا نحدـو‪ :‬اسدتغفَرت هللا‪ ،‬أي‪ :‬طلبدغ منده أن يغفدر‪ ،‬أويفيدد الطلدب‬
‫دـازا مثددل‪ :‬اسددتخرجغ‬ ‫المـجددـازي‪ ،‬أي‪ :‬إرادة الفاعددل تحـصددـيل الحدددث مددن المفعددـول‪ ،‬مجد ً‬
‫الددذهب‪ ،‬أي‪ :‬طلبدددغ مدددن غيددري إخراجددده‪ ،‬وتدددـرد كدد ّل مدددـن هدددـذه الدددالالت مدددـع الفعدددـل‬
‫المتعدي(‪.)103‬‬
‫(‬
‫ومن شواهد هذه الداللة في الدديوان الشدافعي مدا جداء فدي (مناجداة !!) حيدث قدال‬
‫‪:) 104‬‬
‫س ٍـر ال أ ُ ِّحـيــ ُط بِّـ ِّه ِّعـلـ ًمـا‬‫ف ذُ ِّلي دُون ِّعز ِّتك العُظمـى بِّـمـخـ ِّفـي ِّ ِّ‬ ‫بِّموقِّ ِّ‬
‫الرحمــى‬ ‫مط ُر ال ُجود و ُّ‬ ‫سي‪ِّ ،‬باعتِّرا ِّفي بِّذِّل ِّتي بِّم ِّد يدِّي‪ ،‬أست ِّ‬ ‫اق رأ ِّ‬
‫ب ِّإطر ِّ‬
‫لنا أن نلتمس داللة الطلب في الفعل المزيد (استمطر)‪ ،‬فاالسدتمطار‪ :‬هوطلدب بمدن‬
‫خيرا‪ ،‬وإذا كان السائل في نفس المستوى مع المسؤول‪ ،‬فالطلب حينئ ٍذ يفيدد معندـى‪:‬‬ ‫غيرك ً‬ ‫ب‬
‫االلتماس‪ ،‬أ ّما إذا كان أعلى من السائل‪ ،‬يكـون قد أفـاد معنـى‪ :‬األمر‪ ،‬لكـن إن كان الطلدب‬

‫‪ - 100‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.97 – 93‬‬


‫‪ - 101‬ارتشدداف الضددرب‪ ،‬جددـ ‪ ،1‬ص ‪ ،180 – 179‬ابددن الحاجددب‪ ،‬شددر الشددافية‪ ،‬جددـ ‪ ،1‬ص‬
‫‪.111 – 110‬‬
‫‪ - 102‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪.70‬‬
‫‪ - 103‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.94 – 93‬‬
‫‪ - 104‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.134 – 133‬‬
‫‪104‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫من تحغ إلـى فوق‪ ،‬مثل‪ :‬من عب ٍد إلى ر ببّده كمدـا فدـي البيتدين‪ ،‬فالطلدب حينئد ٍذ يفيدد معندـى‪:‬‬
‫الد عاء‪ ،‬وهذا مـا يستدعيه سياق هذين البيتين‪ ،‬وقد جاء الفعـل بصـيغـة المضدارع للتجدـدد‬
‫واالستـمـرار فـي طلب الشافعي الجود والرحمة من ربّه‪.‬‬
‫‪ - 2‬التحول‪:‬‬
‫دـول أوالصددـيرورة‪ ،‬قددال سدديبويه‪ :‬لوقددالو‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫التح‬ ‫دـى‬ ‫د‬ ‫معـن‬ ‫دا‬
‫د‬ ‫أيض‬ ‫َ)‬‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َف‬ ‫ت‬‫د‬ ‫(اس‬ ‫يفيددد بندداء‬
‫(‪)105‬‬
‫سدغ الشداةل ‪،‬‬ ‫التحـول من حا ٍل إلدى حدا ٍل وهكدذا‪ ،‬وذلدك قولدك‪ :‬اسدت ََنوقَ ال َج َمد ُل واست َتيَ َ‬ ‫ّ‬
‫التحول الحقيقي‪ ،‬وهو‪ :‬انتقدال الفاعدل حقيقدة مدن حالد ٍة إلدى‬ ‫ّ‬ ‫وفـي هذا الحـال يفيد إ ّما معنى‬
‫دين إلددـى ح َجد ٍدر‬‫حال د ٍة أخددرى يددد ّل عليهددا الفعددل‪ ،‬مثددل‪ :‬اس دت َح َج َر الطددين‪ ،‬أي‪ :‬تحد ّدول مددن طد ٍ‬
‫مجدازا عدن حالدة إلدـى‬ ‫ً‬ ‫التحدـول المجدازي‪ ،‬وهدذا هدو‪ :‬انتقدال الفاعدل‬ ‫ّ‬ ‫حقيقية‪ ،‬أويفيد معـنى‬
‫ّ‬
‫حـالة أخـرى يد ّل عليها الفعـل‪ ،‬نحو‪ :‬است ََنوقَ ال َج َملُ‪ ،‬أي‪ :‬تخلق بداخالق الناقدة‪ ،‬وكد ّل مدن‬
‫هذه الدالالت ترد مع الفعل الالزم(‪.)106‬‬
‫ومددن شددواهد هددذه الداللددة فددي الددديوان مددا ورد فددـي (الدددهر يومددان) حيددث قددال‬
‫الشافعي(‪:)107‬‬
‫ــان‪ :‬ذا صفـووذا كد ٌر‬ ‫يش عيش ِّ‬ ‫ان‪ :‬ذا أمنٌ وذا خط ٌر وال ِّع ُ‬ ‫هر يــوم ِّ‬ ‫الد ُ‬
‫ـر بِّأقصـى قـا ِّعـ ِّه الـدُّر ُر ؟!‬ ‫وتـسـتـ ِّق ُّ‬ ‫ف‬‫أما ترى البحر تعلُوفوقهُ ِّجي ٌ‬
‫مس والقم ُر !!‬ ‫ف إِّال الش ُ‬ ‫وليس يُكس ُ‬ ‫اء نُ ُجو ٌم ال ِّعداد لهـا‬‫وفِّي السم ِّ‬
‫(تسدتقر)‪ ،‬حيدث يتحدول حالدة الددرر مدن‬ ‫ّ‬ ‫تتجلى داللة التحول في الفعل المضدارع‬
‫الحركة إلى االستكرار والسكون‪ ،‬ويعـنـي ذلك‪ :‬أن الدرر صارت مستقرة‪ ،‬واألبيات كلّهدا‬
‫جدداءت لبيددان عدددم اسددتقرار األحددوال‪ ،‬فاأليددام قددد تكددون حلددوة وقددد تكددون مددرة‪ ،‬كمددا تكددون‬
‫العيس أحيانا نعيما وطورا جحيما‪ ،‬تلك سنة الحية‪ ،‬قال تعدالى‪(( :‬وتلدك األيدام ندداولها بدين‬
‫الناس))‪.‬‬
‫الفعل المبني للمجهول ودالالته في ديوان الشافعي‬
‫الددرس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫غيدره‪ ،‬نحدـو‪ُ :‬حفدظ‬ ‫ُ‬ ‫نيدب عنده‬ ‫المبني للمجهول هو‪ :‬لمدـا ُحدـذف فا بعلُده وأ ُ َ‬
‫(‪)108‬‬
‫وفـي هذه الحـالة يجب أن تغيّر صورة الفعل عن أصلهـال ‪ ،‬حيث يُطلق علدـى الفعدل‪:‬‬
‫مجدردًا‬
‫ّ‬ ‫المبني للمجهول‪ ،‬ويس ّمى ما يليه‪ :‬نائب الفاعل‪ ،‬وياتي إما ثالثيّا أم رباعيّا‪ ،‬وكدذلك‬
‫أم مزيدًا‪.‬‬
‫والقاعدة األساسية في بناء الماضي للمجهول ض ّم ّأوله وكسر ما قبل اآلخدر مثدل‪:‬‬
‫ب)‪ ،‬وإذا كان الفعـل الناقـ المعـتل بداأللف‪ ،‬يجدب أن تُقلدب ألفده يداء‬ ‫ـر َ‬
‫ض َ‬‫ب‪ ،‬بمن ( َ‬ ‫ض بر َ‬
‫ُ‬

‫‪ - 105‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬جـ ‪.71 ،4‬‬


‫‪ - 106‬الحقول الداللية الصرفية لألفعال العربية‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ - 107‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.72 – 71‬‬
‫‪ - 108‬شذا العرف‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪105‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫ـي‪ ،‬بمن (دَ َعا)‪ ،‬والفعل المبدوء بالتاء الزائدة يُض ّم ثانيه مـع أولده مثدل‪ :‬تُعُ بلّ َدم‪ ،‬بمدن‬ ‫مثل‪ :‬دُ بع َ‬
‫(تَعَلَّ َم)‪ ،‬ويُض ّم حرف الثالدث مدع األول بنسدبة إلدى األفعدال المبددوءة بهمدزة الوصدل مثدل‪:‬‬
‫طلَقَ )(‪.)109‬‬ ‫اُن ُ‬
‫طلبقَ ‪ ،‬بمن (ان َ‬
‫والثالثي األجوف يجدوز فيده‪ ،‬كسدر فداء الفعدل فتصدبح عينده يدا ًء مثدل‪ :‬بسديق‪ ،‬بمدن‬
‫سدـوق‪ ،‬بمدن (سدـاق)‪،‬‬ ‫(ساق)‪ ،‬فهذا هواألفصح‪ ،‬وضد ّم فداء الفعدل فتصدبح عينده واوا مثدل‪ُ :‬‬
‫واإلشـمـام‪ ،‬أي‪ :‬جـعــل حـركـة الـفـاء بيدـن الضدـ ّم والكـسدـر مدـع قدـلب عدين الفـعدـل يدـاء‬
‫سـبـيـقَ ‪ ،‬بمـن (ساق)‪ ،‬ويجـوز هدذه اللغدات الثالثدة فدـي الثالثدـي المضعّدـف غيدر أن‬ ‫مـثـل‪ُ :‬‬
‫(‪)110‬‬
‫شدَّ)‬ ‫األفصـح منهـا‪ :‬ضم الفـاء مثل‪ُ :‬‬
‫شدَّ‪ ،‬بمن ( َ‬
‫أ ّما المضـارع يُضـ ّم ّأوله ويُفتـح مـا قبل لخـره مثل‪ :‬يُؤخَـذُ‪ ،‬بمن (يَا ُخذُ)‪ ،‬فدإن كدان‬
‫مـا قبل لخره واوا أوياء‪ ،‬تُقلب ألف مثل‪ :‬يُصا ُم‪ ،‬بمن (يصوم)(‪.)111‬‬
‫وتجدراإلشدددارة إلدددى أنددده قدددد وردت بعدددـض األفعدددـال فدددـي اللغدددة العدددـربية مبنيدددة‬
‫فاعال ال نائب الفاعل؛ ألنها هكذا اُسدت ُ بملَغ‬ ‫ً‬ ‫للمـجهول باصـل الوضع‪ ،‬حيث يكون ما بعدها‬
‫بـي علينا‪ ،‬أي‪ :‬تكبّدر‪،‬‬ ‫وزه َ‬ ‫ي فالن بشيء‪ ،‬أي‪ :‬اهتـ ّم‪ُ ،‬‬ ‫عنب َ‬
‫في لغة العرب‪ ،‬ومن هذه األفعال‪ُ :‬‬
‫دن‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫سد ّم‪ ،‬و ُج ّ‬ ‫سد َّل‪ ،‬أي‪ :‬أصدابه ال ُ‬ ‫وفُ بلـ َج‪ ،‬أي‪ :‬أصدـابه الفدالج‪ ،‬و ُحد َّم‪ ،‬أي‪ :‬أصدابه ال ُحد ّم‪ ،‬و ُ‬
‫دـم‪ ،‬اُمت ُ بقددـ َع‪،‬‬
‫بدـي‪ُ ،‬ز بكد َ‬
‫غش َ‬ ‫دـي‪ُ ،‬‬
‫غمد َ‬‫غد ّم‪ ،‬أي‪ :‬احتجدب‪ ،‬ومددـن هدـذه األفعددـال أيضدـا‪ :‬أ ُ ب‬ ‫استتدـر‪ ،‬و ُ‬
‫(‪)112‬‬
‫ه بُـزلَ‪ ،‬وغـيـرهـا مـن األفعال ‪.‬‬
‫وال شددك فددي أن أبنيددة الفعددل المبنددي للمجهددول ومددا أنتجتدده مددن دالالت فددي ديددوان‬
‫ي بالسدياق عندد تحديدد المعداني ألبيدات‬ ‫وربدط قدو ب‬ ‫اإلمام الشافعي }رحمـه هللا{‪ ،‬لها أهمية َ‬
‫الديوان؛ ألنها َوردت في ن ّ الديوان فدي سدياقات مختلفدة‪ ،‬سدنعر أمثلتهدا كمدا وردت‬
‫ومجردًا كان أم مزيدًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في الديوان سوا ًءا أكان ثالثيًا أم رباعيًا‪،‬‬
‫بناء الفعل للمجهول وأراضه اللفظية‪:‬‬
‫فقد ذكره الصرفيون أغراضا متنوعة للفعل المبني للمجهول؛ مدن أشدهرها إلقامدة‬
‫شعر‪ ،‬وإقامة السجع في النثر‪ ،‬وإفادة اإليجاز في الكالم(‪.)113‬‬ ‫الوزن واتفاق القوافي في ال ّ‬
‫واإلمددام الشددافعي أورد هددذا البندداء فددـي ديواندده‪ ،‬مستخدمددـا إيدداه وفددق األغددرا‬
‫المنصوصة في كتب الصرف‪ ،‬ومثال ما ورد منه في الديوان‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 109‬المغني في تصريف األفعال‪ ،‬ص ‪.83 – 81‬‬


‫‪ - 110‬المغني في تصريف األفعال‪ ،‬ص ‪.83 – 81‬‬
‫‪ - 111‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 112‬شذا العرف‪ ،‬ص ‪ ،92‬ودروس التصريف‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ - 113‬همع الهوامع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪ ،520 – 518‬وشر التسهيل‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.126 – 124‬‬
‫‪106‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬

‫‪ – 1‬اإليجاز‪:‬‬
‫يداتي بنداء المبندي للمجهدول إلفددادة معدـنى اإليجدـاز‪ ،‬أي‪ :‬جـمدـع المعـاندـي الكثيددرة‬
‫(‪)114‬‬
‫صدفاا‬
‫‪{:‬و َجدا َء َربدكَ َوال َملَدكُ َ‬
‫َ‬ ‫تحـغ األلفاظ القليلة مع اإلبانة واإلفصا ‪ ،‬كقولده تعـالدـى‬
‫أمـر ربّبك(‪ ،)115‬وهـذا مـن األغـرا اللفظية لهـذا البناء ‪.‬‬
‫(‪)116‬‬
‫صفاا} والتقدير‪ :‬وجـاء ُ‬ ‫َ‬
‫(مدـن تـجدـارب اإلمدـام‪،‬‬ ‫ب‬ ‫تحدغ‬ ‫ورد‬ ‫مـا‬ ‫الشافعي‬ ‫ديوان‬ ‫في‬ ‫الداللة‬ ‫هذه‬ ‫شواهد‬ ‫ومن‬
‫مـع األيام – مـع النفـس – مـع القـضـاء)‪:‬‬
‫عيُوبُك فِّي البرايا وسرك أن يكُون لها ِّغطا ُء‬ ‫وإِّن كثُرت ُ‬
‫ب يُغ ِّطي ِّه – كما قِّيل – السخا ُء‬ ‫ـاء فـكُـ ُّل عي ٍ‬
‫تـستـر بِّالسـخ ِّ‬
‫ت َظهر داللة اإليجاز من الفعل المجهدول ( بقيدل) ألن الشـافـعدـي أسدقط الفاعدـل مدـع‬
‫النـاس؛ وذلك ليبـرز مـا أجملده فدـي البيتدين مدـن القدـوة التعبيريدـة؛‬ ‫ُ‬ ‫مفعـوله‪ ،‬والتقدير‪ :‬قال‬
‫ألن الكالم يكون أثره أقوى في النفس المخاطب عندما يكون فيه إيجاز‪.‬‬
‫‪ – 2‬إقامة الوزن‪:‬‬
‫ذكددر الصددرفيّون أن المبنددي للمجهددول ياتددـي إلقامددة الددـوزن‪ ،‬وذلددك فددـي الكددـالم‬
‫المنظـوم كالشعـر(‪)117‬؛ للمـحـافظـة علـى الوزن واستقامته‪ ،‬وتاتدـي هدذه الداللدة إمدـا فدـي‬
‫الفعل المـجـرد أوالمزيد‪ ،‬والمـراد بإقامدـة الدوزن فدـي الشـعدـرهنا‪ ،‬أي‪ :‬تغييدر الفعدـل مدـن‬
‫المعلـوم إلـى المجهول؛ لقصـد المحافظة على وزنه‪.‬‬
‫ومدن شددواهد هدذا الغددر مددا تضد ّمنته قصدديدة (ميددزان التفاضدل عنددد الشافعددـي)‪،‬‬
‫قال(‪:)118‬‬
‫ب‬ ‫الرجا ُل ويخ ُ‬
‫ط ُ‬ ‫وس ِّ‬‫اض ًـَل ترقى على ُر ُء ِّ‬ ‫أرى ال ِّغر ِّفـي الدُّنيا إِّذا كان ف ِّ‬
‫ــب‬
‫ـاس بِّ ِّطـفـ ٍل فِّـي الشـو ِّارعِّ يلع ُ‬
‫وإِّن كان – ِّمث ِّلي – ال ف ِّضيلة ِّعندهُ يُق ُ‬
‫يُلدت َمس الداللدةَ المقصددودة فددي الفعددل المبنددي للمجهددول (يُقدداس) الددذي جدداء بصدديغة‬
‫المضارع‪ ،‬للتجدد واالستمرار فدي القيداس‪ ،‬وقدد اُسد بقط ذبكدر فاعلده؛ للمحدـافظة علدى وزن‬
‫الشعر‪ ،‬فالمقطوعة على تفعلة بحر الطويل( فعولن مفداعيلن فعدولن مفداعلن)‪ ،‬فلواسدتعمل‬
‫الشافعي المبني للمعلوم (يقيسه الناس) لما استقام الوزن‪ ،‬فعدل إلى المبني للمجهول‪.‬‬
‫بناء الفعل للمجهول وأغراضه المعنوية‪:‬‬
‫ّ‬
‫والمقصددود بدداألغرا المعنويددة‪ :‬المعدداني التددي ال تتعلددق بالجانددب اللفظددي بددل‬
‫المعنددوي‪ ،‬والتددي تس دبّب تحد ّدول الفعددل مددن صدديغته المعلددوم إلددى المجهددول؛ إلفادتهددا‪ ،‬قددال‬

‫‪ - 114‬سورة الفجر‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬


‫‪ - 115‬الدكتور حسيني علي عطوة علي‪ ،‬السلسبيل في البالغة العر بية‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ - 116‬همع الهوامع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪ ،520 – 518‬وشر التسهيل‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.126 – 124‬‬
‫‪ - 117‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 118‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.25 – 24‬‬
‫‪107‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫ضـعدـة‪ ،‬ورفعدـة‪ ،‬وخدـوف‪ ،‬وإيهدـامل(‪،)119‬‬ ‫لدـم‪ ،‬وجهدل‪ ،‬و َ‬ ‫السيوطي‪ :‬ليُحذف لغدر ٍ ‪ ،‬ك بع ٍ‬
‫ويعددـني بددذلك‪ ،‬أي‪ :‬يُحددـذف الفاعددـل فددـي الكددالم لغددـر ٍ مددـن األغددـرا التددـي ذكرهددـا‪،‬‬
‫وتعـدّ كد ّل مدـن هدـذه‪ :‬األغدـرا المعنويدة للفعدـل المـبندـي للمجهدول‪ ،‬وقدد يُحدذف الفاعدل‬
‫أيضا؛ إلفادة العموم‪ ،‬واإلبهام‪ ،‬واإليثار لغر السامع(‪.)120‬‬
‫فقددد جدداء الشددافعي بهددذا البندداء فددـي ديواندده‪ ،‬واستخدمددـه للداللددة علددى بعددـض هددذه‬
‫المعاني‪ ،‬وفيما يلي عر لبعض هذه الدالالت‪.‬‬
‫‪ – 1‬العلم‪:‬‬
‫ذَكر ابدن مالدك وغيدره مدن الصدرفيين أن الفعدل المبندي للمجهدول يُسدتعمل للداللدة‬
‫طب(‪،)121‬‬ ‫علدددى العلدددـم؛ وذلدددك إذا كدددـان المحدددـذوف‪ ،‬أي‪ :‬الفاعدددل‪ ،‬معلـومدددـا لددددى المخدددـا َ‬
‫َ‬
‫حيدث يُدـحذف الفاعدـل‪( :‬هللا)؛ للعدم بده بمدن المخاطدب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كقولك‪ُ :‬خلبقَ األر ُ قَبل السـمـاء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ويُقـام مقامه (األر )‪ ،‬أي‪ :‬ما ينوب عنده‪ ،‬وتعدد هدذه الداللدة إحددى األغدرا المعنويدة‬
‫لهذا البناء‪.‬‬
‫ومن شـواهدها – على سبيل المثال – مدـا ورد فدـي (دليدل علدى القضداء وحكمده)‬
‫حيث قال الشافعي(‪:)122‬‬
‫اء تعلُّ ِّقي‬
‫وم أقط ِّار السم ِّ‬‫الحي ِّل ال ِّغنى لوجدت ِّنـي بِّنُ ُج ِّ‬ ‫لوكان بِّ ِّ‬
‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُّ ِّ‬ ‫ـف‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ان‬ ‫ق‬ ‫ـر‬‫فت‬ ‫م‬ ‫ان‬
‫ِّ ِّ ُ ِّ ِّ‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫غ‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬
‫ُ ِّ‬ ‫ا‬‫ج‬ ‫الح‬
‫ِّ‬ ‫ق‬‫ز‬ ‫ل ِّكن من ُر ِّ‬
‫ّ‬
‫دـر َم) ال دذَ ب‬
‫ين‬ ‫(ر بزق‪ ،‬و ُحد ب‬ ‫سددـد الداللددة المقصددـودة فددـي الفعلددين المجد ّدردين ُ‬ ‫يُلمددـح تج ّ‬
‫ُحددذف فاعالهمددـا؛ للت َحددو بل مددـن الفعددـل المبنددي للمعلددوم إلددى الصدديغة المبنيددة للمجهددول‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فاألصددل فددي الكددالم‪َ :‬مددن َرزقدده هللاُ الحجددا َحددـرمه هللا الغنددـى‪ .‬ف َحد َّدول الشافـعددـي الفعددـل‬

‫‪ - 119‬همع الهوامع‪ ،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪.520 – 518‬‬


‫‪ - 120‬ابن عصفور اإلشبيلي‪ ،‬شر جمل الزجاجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور صداحب أبوجندا (العدراق‪:‬‬
‫وزارة األوقاف والشؤون الدينية‪ ،)1982،‬جـ ‪ ،1‬ص ‪ ،534‬علي بن مؤمن المعروف بابن‬
‫قرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الستار الجواري‪ ،‬وعبد هللا الجبوري (العدراق‪ :‬رئاسدة‬ ‫عصفور‪ ،‬ال ُم ّ‬
‫ديددوان األوقدداف‪ ،)1971 ،‬جددـ ‪ ،1‬ص ‪ ،80‬أبوحيددان األندلسددي‪ ،‬تقريددب المقد ّدرب‪ ،‬تحقيددق‪:‬‬
‫الدكتور عفيف عبد الرحمن (بيروت‪ :‬دار الميسر‪ ،)1982 ،‬ص ‪ ،49‬شمس الدين أحمد بن‬
‫سددليمان المعددروف بددابن كمددال باشددا‪ ،‬أسددرار النحددو‪ ،‬تحقيددق‪ :‬الدددكتور أحمددد حسددن حامددد‪،‬‬
‫(ع ّمان‪ :‬دار الفكر‪ )2002 ،‬ص ‪ ،101‬العالمة بددر الددين محمدود بدن أحمدد العيندي‪ ،‬شدر‬
‫المددرا فددي التصددريف‪ ،‬تحقيددق‪ :‬الدددكتور الدددكتور عبددد السددتار جددواد (القدداهرة‪ :‬مؤسسددة‬
‫المختار)‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ - 121‬شر التسهيل‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.126 – 124‬‬
‫‪ - 122‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.106 – 105‬‬
‫‪108‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫المجـرد المبني للمعلدوم إلدـى المبندي للمجهدول بحدذف فاعلده‪( :‬هللا)؛ وذلدك لكونده‬ ‫ّ‬ ‫الثالثـي‬
‫طب‪.‬‬ ‫معروفًا عند المخا َ‬
‫‪ – 2‬الجهل‪:‬‬
‫وهوض ددّ العلددم‪ ،‬والمقصددود بدده هنددا‪ :‬حددذف الفاعددل فددي الكددالم؛ للجهددل بدده مددـن‬
‫لومدـن النيابدة عنده‬ ‫المـتكلم‪ ،‬ويُعـدّ من األغـرا المعـندـوية لهدذا البدـاء‪ ،‬قدال ابدن مدـالك‪ :‬ب‬
‫ومنده مدـا يدرد بمدن قَدول‬ ‫لغـر معـنـوي قَـول الرجل‪ :‬نُ ببّئغُ ببكدذا إذا لدم يعدرف َمدن نبَّداه‪ ،‬ب‬
‫ي عن النبدـي }صلّدـى هللا عليده وسلّدـم{ كَيدغ وكَيدغل ‪ ،‬وقدد تجسّدد‬
‫(‪)123‬‬
‫بعـض الرواة‪ُ :‬ر بو َ‬
‫هذا المعـنى فـي األفعدال المبنيدة للمجهدول فدي الدديوان‪ ،‬ومدن أمثلتده مدا جدـاء فدي (عنددما‬
‫يكون السكوت بمن ذَهَب) من قوله(‪:)124‬‬
‫ـــر ِّمـــفـتـــا ُح‬
‫ب الش ِّ‬ ‫وصمت ‪ -‬؟ قُلتُ ل ُهم‪ِّ :‬إن الجــواب ِّلبـا ِّ‬ ‫قالُوا سكت – وقد ُخ ِّ‬
‫ـرض إِّصـَل ُح‬ ‫ـون ال ِّع ِّ‬ ‫ف وفِّي ِّه أيـضًـا ِّلـص ِّ‬ ‫ـق شــر ٌ‬ ‫والصُّـمـتُ عـن جـا ِّهـ ٍل أوأحـم ٍ‬
‫مري – وهونبا ُح‬ ‫ـامتة ؟! والكلب يُخسى – لع ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫أمـا ترى األُسـد ت ُخـشـى و ِّهـي ص ِّ‬
‫وصدمغَ )‪ ،‬فلَدم يُ َعد بيّن‬ ‫يلحظ داللة الجهل بالفاعل بمن المتكلّم في الفعدل المجهدول ( ُخ ب‬
‫المتك بلّ ُمون خصما َ الشافعـي للجهل بهم‪.‬‬
‫سددروا بمددن اإلمددام الشددافعي }رحمددـه هللا{؛ كددي‬ ‫أن المتكلّمددين استف َ‬‫والسددياق يُظهددر ّ‬
‫ُ‬
‫يعددـرفوا السددبب فددي عدددم ردّه علددى معددـارضيه‪ ،‬فابددان الشددافعي أن ال بفتن دة تكددون فددي الددرد‬
‫سـد هيبة وخشية مع كونده هادئًدا وسداكتًا‬ ‫َـرف وصيانة للعـر كمـا لأل َ َ‬ ‫عليهـم‪ ،‬و َعد ُمه ش َ‬
‫في َمسكنه‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫دكرا علددى مددا أعددان ووفددق وسدددد‪ ،‬ولدده الحمددد‪ ،‬ولدده الشددكر‪ ،‬ولدده الثندداء‬ ‫ً‬ ‫د‬ ‫وش‬ ‫ل‬ ‫ًا‬ ‫د‬‫د‬ ‫حم‬
‫الحسدن الجميدل‪ ،‬وصدالة وسدالما علدى رسدوله النبدي العربدي المبدين‪ ،‬وعلدى للده وصددحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫بعد هذه الرحلة المباركة – إن شاء هللا تعدالى – التدي طفدغ مدن خاللهدا أبنيدة األفعدال فدي‬
‫ديوان اإلمام الشافعي‪ :‬دراسة صدرفية دالليدة‪ ،‬فدال بددّ مدن الوقدوف علدى أهد ّم النتدائج التدي‬
‫تم ّخضغ عنه من خالل دراسي لهذا الديوان‪ ،‬ويمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ – 1‬أن لألبنيددة الفعددل المجددرد ومددا أنتجتدده مددن دالالت فددي ديددوان الشددافعي ارتباطددا شددديدًا‬
‫بالسدددياق إذ ندددتج معظدددم هدددذه الددددالالت بمدددن السدددياق‪ ،‬وبعضدددها حسدددب السدددياق والمعندددي‬
‫المعجمي‪ ،‬وبعضها حسب المعنى المعجمي فقط‪.‬‬

‫‪ - 123‬شر التسهيل‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪.125‬‬


‫‪ - 124‬الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس‪ ،‬ص ‪.44 – 43‬‬
‫‪109‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫‪ - 2‬ورد الفعددـل الثالثددـي المجـــددـرد فددي جميددع صددوره السددغ المعهددودة؛ (ف َعددل ‪ -‬يف َعددل)‬
‫و(فعَدل‪ ،‬يف بعدل) و(فعَددل‪ ،‬يفعُدل) و(ف بعدل‪ ،‬يفعَددل) و(ف بعدل‪ ،‬يف بعدل)‪ ،‬و(فعُددل‪ ،‬يفعُدل)‪ ،‬كمددا ورد‬
‫الفعل المجرد الرباعي بميزانه المشهور (فعلل‪ ،‬يفعلل)‪.‬‬
‫‪ - 3‬أورد اإلمام الشافعي أبنية الـفـعـل المجرد في أماكن مختلفة مما أدّى إلى تنوع داللتهدا‬
‫من سياق إلى لخر‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 4‬بناء (فعَل) أكثدر ورودًا وتدداوال فدي الدديوان‪ ،‬وهدذا يؤكدد صدحّة قدول الصدرفيين بانده‬
‫أكثر استعماال في كالم العرب؛ لخفته على اللسان‪ ،‬ويليه في الكثرة بناء (ف بعدل)‪ ،‬أمدا بنداء‬
‫مرات فقط‪.‬‬ ‫كال منهما إال ثالث ّ‬ ‫(فعُل) و(فَعلَلَ) فلم يورد ّ‬
‫‪ – 5‬بندداء (ف َعددل‪ ،‬يفعُددل) أكثددر ورودًا بمددن ضددمن األبنيددة الثالثيددة المجد ّدردة األخددرى‪ ،‬ويليدده‬
‫(فعَل‪ ،‬يف بعل)‪ ،‬ثم (فعَل‪ ،‬يفعَل)‪ ،‬ث ّم (ف بعل‪ ،‬يفعَل)‪ ،‬و (ف بعل‪ ،‬يف بعل) ثم (فعُل‪ ،‬يفعُل)‪.‬‬
‫‪ - 6‬أما فعَل (بفتح العين) فورد بداللدة الجمدع‪ ،‬والتفريدق‪ ،‬واإلعطداع‪ ،‬والمندع‪ ،‬واالمتنداع‪،‬‬
‫واإليددددذاء‪ ،‬والغلبددددة‪ ،‬والدددددفع‪ ،‬والتحويددددل واالنتقددددال‪ ،‬واالسددددتقرار‪ ،‬والسددددتر‪ ،‬والرمددددي‪،‬‬
‫واإلصددال ‪ ،‬والتصددويب‪ ،‬والتغذيددة‪ ،‬والرفعددة والسددمو‪ ،‬والعلددم‪ ،‬والطلددب‪ ،‬والكثددرة‪ ،‬فددورد‬
‫فَ بعددل بكسددر العددين علددى معنددى العلددل‪ ،‬والسددليم‪ ،‬واالمددتالء‪ ،‬والفددر ‪ ،‬والحددزن‪ ،‬والسددهر‪،‬‬
‫والطمع‪ ،‬والعلم‪ ،‬والجهل‪ ،‬والصدفات النشداطية‪ ،‬والصدفات العاطفيدة‪ ،‬والصدفات المكانيدة‪،‬‬
‫والصفات اإلكراكية الحواسية‪ ،‬وشبه المواجهة‪ ،‬كما جاء بناء فعُل بض ّم العين على معندى‬
‫ال بكبَر‪ ،‬وال ُحسن‪ ،‬والشدة‪ ،‬وبناء فعلل على معنى االتخاذ‪ ،‬والسير‪.‬‬
‫‪ - 7‬أ ّكدد البحددث أن أبنيددة الفعددل المزيددد ومددا يتعلدق بهددا مددن الدددالالت أيضددا تددرتبط ارتباطددا‬
‫شديدا بالسياق‪ ،‬إال أن بعض هذه الدالالت تمثل مجرد المعنى المعجمي‪.‬‬
‫‪ - 8‬معظددم األفعددال المزيدددة التددي وردت فددي الددديوان كانددغ مزيدددة أحيانددا بحددرف واحددد‬
‫وأحيانا بحرفين وأحيانا بثالثة أحرف‪.‬‬
‫‪ - 9‬ورد الفعل المزيد بحرفٍ واحد فدي الدديوان بنسدبة أكبدر بمدن المزيدد بحدرفين‪ ،‬والمزيدد‬
‫بحرفين أكثر ورودًا بمن المزيد بثالثة أحرف‪.‬‬
‫‪ - 10‬تبين أن الشـافـعـي لم يستعمل المزيد الرباعي في الديوان ولو مرة‪ ،‬مدع أن الربداعي‬
‫المجرد الرباعي تكرر كثيرا في الديوان‪ ،‬ولعل ذلك يرجع إلى نمط التف بعلدة الشدعرية التدي‬
‫نظم الشافعي عليها‪.‬‬
‫‪ - 11‬تبددين أن جميددع الزيددادات التددي حصددلغ فددي المبنددى أضددافغ ظددالال مددن المعدداني فددي‬
‫أصول األفعال‪.‬‬
‫‪ - 12‬أورد اإلمام الشافعي بنداء الفعدل المزيدد داال بده علدى معندى التعدريض‪ ،‬والمصدادفة‪،‬‬
‫والدددعاء‪ ،‬والجعددل‪ ،‬المشدداركة‪ ،‬والتكثيددر‪ ،‬التكلددف‪ ،‬والتجنددب‪ ،‬والحدددوث المتقطددع‪ ،‬وغيدر‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫‪ - 13‬ترتبط أبنية الفعل المبني للمجهول أيضا وما أنتجته من دالالت فدي الدديوان ارتبا ً‬
‫طدا‬
‫قويا بالسياق سواء فيما يتعلق بدالاللتها اللفظية أو أغراضها المعنوية‪.‬‬
‫‪ - 14‬ثبددغ أن بندداء الفعددل للمجهددول يدداتي إلفددادة غرضددين أساسدديين‪ :‬غددر لفظددي‪ ،‬أي‪:‬‬
‫المعنددى الددذي يتعلددق باأللف داظ‪ ،‬وغددر معنددوي‪ ،‬أي‪ :‬الهدددف البالغددي الددذي تددم اسددتعمال‬
‫صيغة المبني للجهول ألجله‪.‬‬
‫للمبني المجهول في الديوان‪ :‬اإليجاز‪ ،‬وإقامة الوزن‪ ،‬وإقامدة‬ ‫‪ - 15‬ومن أشهر األغرا‬
‫القافية‪ ،‬والعلم‪ ،‬والجهل‪ ،‬والتعظيم‪ ،‬والتحقير‪ ،‬والعموم‪ ،‬والخوف‪ ،‬واإلبهام‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬
‫فهرس المراجع والمصادر‬
‫‪ - 1‬إبراهيم محمدد نجدا‪ .‬المعداجم اللغويدة‪ .‬المملكدة العربيدة السدعودية‪ :‬الجامعدة اإلسدالمية‬
‫بالمدينة المنورة‪1411 .‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أبوإبراهيم إسحاق بن إبدراهيم الفدارابي‪ .‬ديدوان األدب‪ .‬تحقيدق‪ :‬الددكتور أحمدد مختدار‬
‫عمر‪ .‬القاهرة‪ :‬مجمع اللغة العربية القاهرة‪1976 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 4‬أحمد الحمالوي‪ .‬شذا العرف في فن الصرف‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪1991 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 5‬أبوبشر عمروبن عثمان بن قنبر سديبويه‪ .‬الكتداب‪ .‬تحقيدق وشدر ‪ :‬عبدد السدالم محمدد‬
‫هارون‪ .‬بيروت‪ :‬دار الجميل‪1988 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 6‬أبددوبكر محمددد بددن سددهل بددن السددراج النحددوي البغدددادي‪ .‬األصددول فددي النحددو‪ .‬تحقيددق‪:‬‬
‫الدكتور عبد الحسين الفتلي‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪1999 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 7‬بيير جيرو‪ .‬علم الداللة‪ .‬ترجمة‪ :‬الدكتور منذر عياشي‪ .‬دمشق‪ :‬دار طالس‪1992 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 8‬جددالل الدددين عبددد الددرحمن بددن أبددي بكددر السدديوطي‪ .‬همددع الهوامددع فددي شددر جمددع‬
‫الجوامع‪ .‬تحقيق‪ :‬الكتور عبد الحميد هنداوي‪ .‬القاهرة‪ :‬المكتبة التوفيقية‪2000 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 9‬جمددال الدددين محمددد بددن عبددد هللا (ابددن مالددك)‪ .‬شددر التسددهيل‪ .‬تحقيددق‪ :‬الدددكتور عبددد‬
‫الرحمن السيد‪ ،‬والكتور محمد بدوي المختون‪ .‬القداهرة‪ :‬هجدر للطباعدة والنشدر والتوزيدع‪.‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬أبوحيددان األندلسددي‪ .‬ارتشدداف الضددرب مددن لسددان العددرب‪ .‬تحقيددق وشددر ‪ :‬الدددكتور‬
‫رجب عثمان محمد‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪1998 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 11‬أبوحيان األندلسي‪ .‬المبدع في التصريف‪ .‬تحقيق وشر وتعليق‪ :‬الكتور عبد الحميدد‬
‫السيد طلب‪ .‬الكويغ‪ :‬مكتبة دار العروبة‪1982 .‬م‪.‬‬
‫المقدرب‪ .‬تحقيدق‪ :‬الددكتور عفيدف عبدد الدرحمن‪ .‬بيدروت‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 12‬أبوحيان األندلسي‪ .‬تقريب‬
‫دار الميسر‪1982 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 13‬حسيني علي عطوة علي‪ .‬السلسبيل في البالغة العر بية‪ .‬غير منشر‪.‬‬
‫‪ - 14‬خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي‪ .‬األعالم‪ .‬دار العلم للماليين‪2002 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 15‬رضددي الدددين محمددد بددن الحسددن االسددترابادي‪ .‬شددر شددافية ابددن الحاجددب‪ .‬تحقيددق‪:‬‬
‫محمد نور الحسن‪ .‬ومحمد الزفزاف‪ .‬ومحمد محيي الدين عبد الجميد‪ .‬بيدروت‪ :‬دار الكتدب‬
‫العلمية‪1975 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 16‬سددليمان فيددا ‪ .‬الحقددول الداللددة الصددرفية لألفعددال العربيددة‪ .‬الريددا ‪ :‬دار المددريل‬
‫للنشر‪1990 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 17‬شددمس الدددين أحمددد بددن سددليمان المعددروف بددابن كمددال باشددا‪ .‬أسددرار النحددو‪ .‬تحقيددق‪:‬‬
‫الدكتور أحمد حسن حامد‪،‬ع ّمان‪ :‬دار الفكر‪2002 .‬م‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫اجمللد الرابع ‪ -‬العدد (‪ )11‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫جملة الناطقني بغري اللغة العربية‬
‫‪ - 18‬الطيددب الب ّكددوش‪ .‬التصددريف العربددي مددن خددالل علددم األصددوات الحددديث تددونس‪:‬‬
‫المطبعة العربية‪1987 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 19‬ابدن عصدفور اإلشدبيلي‪ .‬الممتدع الكبيدر فدي التصدريف‪ .‬تحقيدق‪ :‬الددكتور فخدر الدددين‬
‫قباوة‪ .‬بيروت‪ :‬مكتبة لبنان ناشرون‪1996 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 20‬ابددن عصددفور اإلشددبيلي‪ .‬شددر جمددل الزجدداجي‪ .‬تحقيددق‪ :‬الدددكتور صدداحب أبوجنددا‬
‫العراق‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون الدينية‪1982.‬م‪.‬‬
‫‪ - 21‬أبوعمروعثمددان بددن عمددر المعددروف بددابن الحاجددب‪ .‬اإليضددا فددي شددر المفصددل‪.‬‬
‫تحقيق‪ :‬الدكتور جميل عبد هللا عويضة‪ .‬ع ّمان‪ :‬منشورات أمانة ع ّمان‪2007 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 22‬العالمة بددر الددين محمدود بدن أحمدد العيندي‪ .‬شدر المدرا فدي التصدريف‪ .‬تحقيدق‪:‬‬
‫الدكتور الدكتور عبد الستار جواد‪ .‬القاهرة‪ :‬مؤسسة المختار‪2007 .‬م‪.‬‬
‫قددرب‪ .‬تحقيددق‪ :‬أحمددد عبددد السدددتار‬
‫‪ - 23‬علددي بددن مددؤمن المعددروف بددابن عصدددفور‪ .‬ال ُم ّ‬
‫الجواري‪ .‬وعبد هللا الجبوري‪ .‬العراق‪ :‬رئاسة ديوان األوقاف‪1971 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 24‬فخر الدين قباوة‪ .‬تصريف األسماء واألفعال‪ .‬بيروت‪ :‬مكتبة المعارف‪1988 .‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬أبوالفتح عثمان بن جني‪ .‬شر المنصف لكتداب التصدريف للرمداني‪ .‬تحقيدق إبدراهيم‬
‫مصطفى‪ .‬وعبد هللا أمين‪ .‬القاهرة‪ :‬وزارة المعارف العموية‪1954 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 26‬أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري‪ .‬المفصل‪ .‬باعتناء محمد بدر الدين النعسداني‪.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الجمل‪1943 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 27‬محمددد إبددراهيم سددليم‪ .‬الجددوهر النفدديس فددي شددعر اإلمددام محمددد بددن إدريددس‪ .‬القدداهرة‪:‬‬
‫مكتبة ابن سينا‪1988 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 28‬محمد بدن أحمدد بدن عثمدان الدذهبي‪ .‬سدير أعدالم الندبالء‪ .‬بيدروت‪ :‬مؤسسدة الرسدالة‪.‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ - 29‬محمددد عبددد الخددالق عضدديمة‪ .‬المغنددي فددي تصددريف األفعددال‪ .‬القدداهرة‪ :‬دارالحددديث‪.‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ - 30‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ .‬دروس التصريف‪ .‬القاهرة‪ :‬دارالطالع‪2005 .‬م‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫موسى عبد اهلل إبراهيم علي سيسي‬ ‫أبنية األفعال في ديوان اإلمام‪...‬‬

‫‪114‬‬

You might also like