You are on page 1of 1

‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ ً َ َ ْ َ َ ُ َ َّ َ ُأ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬

‫اس ُرون‬
‫ض في ْركمه ج ِميعا فيجعله ِفي ج َهنم ولِئ ك هم الخ ِ‬
‫ِلي ِميز الله الخ ِبيث ِمن الط ِّي ِب ويجعل الخ ِبيث بعضه على بع ٍ‬
‫‪)37( ‬‬
‫جاء في معنى الخبيث عدة معاني‪ :‬ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا‪ ،‬بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتكون (الالم) معللة ملا جعل هللا للكفار من مال ينفقونه في الصد عن سبيل هللا‪ ،‬أي‪ :‬إنما أقدرناهم على‬
‫َّ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬
‫ذلك‪ِ <( <:‬ل َي ِميز الل ُه الخ ِبيث ِم َن الط ِّي ِب)<‪ <.‬وعن ابن عطيه ( ‪ )4/188‬قائال (والالم ‪ -‬على هذا التأويل ‪ -‬من قوله‬
‫َ‬
‫(< ِل َي ِميز)< متعلق بـ(يحشرون)‪ ،‬واملعنى‪ :‬أن هللا يحشر الكافرين إلى جهنم ليميز الكافرين من املؤمنين بأن‬
‫يجمع الكافرين جميعا فيلقيهم في جهنم)‪.‬‬
‫ض)< وهذا الجعل علة أخرى لحشر الكافرين ولذلك عطف بالفاء‪،‬‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ََ َ ْ‬
‫(ويجعل الخ ِبيث بعضه على بع ٍ‬ ‫‪‬‬
‫سر ون الكفر‬ ‫فاملقصود من هذا الجمع‪ ،‬لزيادة تمييز هذا الخبيث عن الطيب‪ ،‬والتشهير من كانوا ُي ّ‬
‫ويظهرون اإليمان‪ ،‬وفي هذه الطريقة تذليل وإيالم لهم‪- .‬التحرير والتنوير‪-‬‬
‫ً‬
‫(ثم يجعله ركاما ) ولهذا الوصف جاء للسحاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ا<ل<ل<م<س<ا<ت< ا<ل<ب<ي<ا<ن<ي<ة< (<‪<:<)٣٧<-32‬‬
‫ان َه َذا ُه َو ْال َحقَّ‬ ‫َّ ُ َّ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫الفرق بين الدعاء بـ(رب) و(اللهم)‪ :‬قال تعالى في سورة األنفال (وِإ <ذ قالوا اللهم ِإ ن ك‬ ‫‪‬‬
‫ْ ْ َ َ َأ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ً َ َّ َ َأ ْئ َ َ َ َأ‬
‫اب ِل ٍيم) وهو فى سياق استهزاء املشركين من كالم‬ ‫ِمن ِعن ِدك ف م ِطر علينا ِحجارة ِمن السم ِاء ِو ا ِتنا ِبعذ ٍ‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كلمة (رب) فيها العبودية واإلنسان يلجأ إلى مربيه ومتوليه ورازقه وفي القرآن كله لم يحصل دعاء بكلمة‬
‫الل ُه َّم َر َّب َنا َأ ْنز ْل َع َل ْي َنا َما َد ًة منَ‬
‫َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َّ‬
‫(اللهم) إال في مكان واحد قوله تعالى وفي دعاء عيسى (قال ِعيسى ابن مريم‬
‫ِئ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ِاز ِق َين ) (‪[ )114‬املائدة] قد جاء لفظ ربنا‬ ‫يدا َأِل َّو ِل َنا َو ِآخر َنا َو َآي ًة ِم ْن َك َو ْار ُز ْق َنا َوَأ ْن َت َخ ْي ُر َّ‬
‫ون َل َنا ع ً‬
‫ِ‬
‫الس َماء َت ُك ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫بعد اللهم‪-.‬د‪.‬فاضل‪-‬‬

‫َ ْ َّ ُ َأْل َ‬ ‫ْ َ َُْ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ُ ْ َّ َ َ َ‬
‫ودوا فق ْد َمضت ُسنت ا َّو ِلين (‪)38‬‬ ‫ين كف ُروا ِإ ن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وِإ ن يع‬ ‫قل ِلل ِذ‬
‫ْ ََُْ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َّ َ َ َُ‬ ‫‪ ‬اإلسالم ّ‬
‫ف<)<‪<.‬‬
‫يجب ما قبله‪ ،‬ووجوب قتال املشركين‪< <( ،‬ق< <ل< ِ<ل<ل< ِ<ذ<ي< <ن< <ك< <ف< <ر<و<ا< ِإ <ن< ي< <ن< <ت< <ه<و<ا< ي<غ< <ف< <ر< ل< <ه< <م< <م<ا< <ق< <د< <س<ل< <‬
‫‪ ‬وبعد أن بين خطأهم‪ ،‬أرشدهم إلى طريق الصواب‪ ،‬وفي هذه اآلية يتضح أسلوب من أساليب القرآن وهو‬
‫التعقيب الترغيب بالترهيب‪ ،‬والوعد بالوعيد‪ ،‬والعكس‪- .‬الرازي‪-‬‬
‫فبعد التوعد واإلنذار ذكرهم بأنهم متمكنون من التدارك وإصالح ما فسدوا‪ ،‬فأمر هللا نبيه أن يقول‬
‫لهم ما يفتح باب اإلنابة‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬أفعال الكفار قبل إسالمهم‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫قول ابن العربي في األحكام أن ابن القاسم‪ .‬وأشهب‪ ،‬وابن وهب‪ ،‬رووا عن مالك في هذه اآلية‪ :‬أن من طلق‬
‫في الشرك ثم أسلم فال طالق عليه‪ ،‬ومن حلف يمينا ثم أسلم فال حنث عليه فيها‪ ،‬وروى عن مالك‪ :‬إنما‬
‫يعني عز وجل ما قد مضى قبل اإلسالم من مال أو دم أو شيء‪ .‬قال ابن العربي الصواب لعموم قوله‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ف<)<‪ <.‬ولو زنى ثم أسلم أو اغتصب مسلمة ثم أسلم‬ ‫(< <ق< ْ<ل< ِ<ل<ل< ِ<ذ<ي< َ<ن< <ك< <ف< ُ<ر<و<ا< ِإ <ن< َي<ن< َت< ُ<ه<و<ا< ُ<ي< <غ< <ف< ْ<ر< ل< ُ<ه< ْ<م< َ<م<ا< <ق< ْ<د< َ<س< <ل< <‬
‫لسقط عنه الحد تفرقة بين ما كان حقا هلل محضا وما كان فيه حق للناس‪.‬‬
‫وذكر القرطبي عن ابن املنذر‪ :‬أنه إذا حكى مثل ذلك عن الشافعي وأنه احتج بهذه اآلية‪ ،‬وفي املدونة‬
‫تسقط عنه الحدود كلها‪- .‬التحرير والتنوير‪-‬‬
‫ودوا)< عن عباد ابن عبدهللا بن الزبير قال‪ :‬أي يعودوا لحربك ومثله قال السدي‪.‬‬ ‫َ(و ْن َي ُع ُ‬ ‫‪‬‬
‫ِإ‬
‫َ َ ْ ُ َّ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َّ ُ َأْل َّ َ‬
‫(فقد مضت سنت ا و ِلين)< ومعنى (<مضت سنت) أي تقدمت وعرفها الناس‪ ،‬وعرفوا ما وقع في األمم‬ ‫‪‬‬
‫السابقة وفي األزمنة الغابرة‪ ،‬ويجوز أن يكون األولين هم قتلى بدر‪.‬‬

You might also like