Professional Documents
Culture Documents
اإلستشراف اإلستراتيجي
ماستر 1تخصص دراسات أمنية و إستراتيجية
السداسي الثاني
األستاذ المحاضر د.فاروق العربي
المحاضرة رقم4
*كلما سار ت معدالت التسلح إلى مستوياتها الدنيا تضاءلت إحتماالت المواجهة
المسلحة(.الميزه الغالبة على العالقات الدولية في كثير من األقاليم المتميزة بعالقات
التكامل و قوة مركب األمن اإلقليمي كأوروبا مثال أو اإلتحاد األوروبي)
*تتقلص إمكانية شن الحروب إذا كانت مؤشرات التسلح معتدلة او في حدها األدنى
والتي تؤشر أكثر إلستظهار القوة فقط أكثر منها الميل الحاد نحو الصدام المسلح
أو شن حرب ممتده في الزمن أو حرب إستنزاف (مثال -حسب تقديري الخاص-
سباق التسلح المعتدل –في غالب مراحله – بين الجزائر و المملكة المغربية).
*في حالة ثباث مستوى التسلح عند قيمة معينة ثابتة مثال صفر فإن اإلحتمال
المستقبلي حول إندالع حرب بين الطرفين تبقى هي األخرى ثابثة أي عند قيمة
الصفر.
ختاما حاول هذا النموذج القيام بإستشراف إحتماالت نشوب الحروب بين األطراف
المتسابقة نحو التسلح بناء على إستقراء مستويات اإلنفاق على التسلح و التنافس
المستمر على تعزيز الترسانة العسكرية إنطالقا من مراحل تاريخية سابقة ،وكذا
رصد معطيات و إحصائيات راهنة حول سباق التسلح من أجل تحليل التفاعالت
القائمة و إجراء المقارنات الداخلية (على مستوى كل طرف على حدى ) و البينية
(أي المتعلقة بطرفي أو أطراف السباق ككل)من أجل رسم إحتماالت الصدام المسلح
من عدمه في المستقبل ،وذلك في إطار منهجية إمبريقية تعتمد على اإلحصاء وكذا
تحويل البيانات الكيفية إلى معطيات كمية متجاوزة مجرد التحليل الوصفي للظاهرة.
تقنيات اإلستشراف
بعدما تطرقنا في المحاضرات السابقة لبض نماذج اإلستشراف نحاول تقديم بعض
التقنيات التي هي في األصل عديدة لكن يتعذر التطرق إليها كلها لضيق الوقت -
وبالنظر للظرف القائم -بحيث سنقتصر على البعض منها بصفة مختصرة.
تقنية السيناريو
توطئة:
تعد إحدى التقنيات الكالسيكية واألكثر تداوال و شيوعا ال سيما في العلوم
اإلنسانية ،تصنف من ضمن التقنيات المعيارية التي تسعى إلى الكشف عن
التحوالت الممكنة في المستقبل.
تكمن أهمية اإلستشراف في كون النتائج الممكن الوصول إليها من خالل البحوث
اإلستشرافية أمكن تحويلها إلى إستراتيجيات و حلول لمشكالت المستقبل ،بشكل
يؤدي إلى تحسين حياة الناس و كذا فرص الحياة ،فضال عن التقليص من األضرار
و التهديدات،إلى درجة أن أصبحت جهود الباحثين تركز على بناء المستقبل
اإلفتراضي بواسطة اإلستعانة بالمعلوماتية و الحواسيب (على غرار تقنية األس بي
أس أس أو برنامج اإلحصاء المعلوماتي الذي بإمكانه معالجة وتحليل أكثر من
100متغير حول ظاهرة واحدة )spssكما أن اإلستشراف ال يقف عند قراءة
المستقبل بل التدخل لصنع المستقبل ،أي التدخل القصدي للتأثيلر على مخرجات
المستقبل و إعادة توجيه مساراته و حتي صناعة مضمونه بناء على قاعدة بيانات
ومعلومات (.مثل التخطيط العمراني و البيئي للمدن و إحتواء النمو الديمغرافي
الهائل و كذا التوافد المكثف لسكان األرياف نحو المدن الشيئ الذي عملت بعض
الدول على معالجته على غرار الصين ،و البرازيل).
كما أضحت الميادين اإلقتصادية و اإلجتماعية و السياسية واألمنية اإلستراتيجية
تعتمد بشكل مكثف على تحليل الظواهر إعتمادا على الدراسات اإلستراتيجية خاصة
في الدول المصنعة إلستباق المشكالت و األزمات و الكوارث وتقليص عنصر
المفاجأة إلى حده األدنى .ومن ثم فاإلستشراف اليوم ليس مجرد تنبؤ او دراسة
عابرة للمستقبل ،بقدرما هو تدخل و إصطناع للظروف و المسارات بغية الوصول
إلى " أحسن مستقبل ممكن" أو المستقبل "األمثل" ومن ضمن الطرق و األليات
المعتمدة في ذلك بناء السيناريوهات.
من بين المنطلقات األساسية في تصميم السيناريوهات هو الصياغة المنطقية و
الجيدة للفرضيات التي يجب ان تتميز بالتماسك والوضوح ،وتنقسم السيناريوهات
حسب األ ستاذ وليد عبد الحي إلى نوعين رئيسيين:السيناريوهات اإلستكشافية و التي
تعني المرور من الميول السابقة و الراهنة المفضية إلى مستقبالت محتملة ،أما
النوع الثاني فهو السيناريوهات اإلستباقية والتي تعني تبني صور بديلة للمستقبل ن
أي التدخل القصدي لتغيير المستقبل .و يمكن تعريف السيناريو على أنه " وصف
لوضع مستقبلي محتمل أو مرغوب فيه مع توضيح المسارات التي يمكن ان تؤدي
إلى هذا الوضع المستقبلي أو ذاك إنطالقا من الوضع الراهن او الوضع اإلبتدائي
المفترض ".
أشكال السيناريوهات:
-1-السيناريو الممكن :أي السيناريو األكثر حظا في الحدوث أو المر ّجح حصوله،
من خالل قياس عدد من من المؤشرات و المعطيات التي يرجح انها ستتحكم في
المستقبل مثل سباق التسلح الذي يحدث بين طرفين و الذي من شأنه تصعيد التوتر ،
وبالتالي نشوب النزاع بينهما.
-2-السيناريو المحتمل :ويتميز بعدم الثباث أو عدم تأكد حدوثه ،ومع ذلك فهو
محتمل الحدوث بسبب وجود توقعات حول تدخل متغيرات معينة غير تلك القائمة
التي قد تحتمل حدوثه ،بمعنى وجود متغيرات متذبذبة تكتنفها تعقيدات تجعل من
الباحث المستشرف غير واثق من وقوع السيناريو ،أي أنه على الرغم من غموض
صورة المستقبل وعدم وضوح المتغيرات فإنه قد تكون هناك مؤشرات تدفع
بالباحث إلى عدم إلغاءها كلية.
-3-السيناريو المعياري:هو ذلك السيناريو المصمم على أسس معيارية و ذاتية ،
بحيث تشتق أو تصنع صورة السيناريو ليس بنا ًء عل معطيات وبيانات بقدرما يُبنى
المكون المعياري و القيمي للباحث ،وعادة ما يُستخذم هذا الشكل من
ّ السيناريو على
السيناريوهات في تصميم اإلستراتيجيات التخطيطية التي يهدف مصمموها على
تحقيق أهداف و غايات متسقة مع المصالح الوطنية.
خطوات بناء السيناريو
يرتكز تصميم السيناريو على عدد من الخطوات األساسية و الموجزة فيما يلي:
*تحديد قضية السيناريو والتي عادة ما تصاغ في صيغة إشكالية و تُردف بعدد من
التساؤالت والتي في مجملها تتضمن أبعاد القضية و فواعلها .
* تحديد أنماط التفاعالت في السيناريو بإعتباره ديناميكية ُمنتجة لمخرجات المستقبل
،وكذا سلوك األطراف و ردود الفعل نحو مختلف المواقف و السياسات و
اإلستراتيجيات.
* تفاعل المواضيع أو الظواهر فيما بينها مثال فوضى األسلحة أو إنتشارها غير
تكون المليشيات او المعارضة المسلحة ،أو مظاهرالنظامي يرتبط بمظاهر ّ
العصيان المدني.
* الخطوة الرابعة في إنجاز السيناريو تتمثل في التركيز على ما يسمى ديناميكية أو
حركية السيناريو القائمة على الثنائية الشرطية (إذا /فإن ) if/thenأي إذا حدث "أ"
فإنه سيحدث "ب"،.بمعنى العالقة السببية بين المتغيرات المستقلة و التابعة أو بين
األسباب و النتائج ،ومن الناحية العملية يتم إستنتاج أنه في حالة حصول مجموعة
من المعطيات يمكن أن يُفرز أو أن ي ُّولد مجموعة من النتائج و اإلنعكاسات ،حيث
يستعين الباحث بعدد من الفرضيات المتضمنة عالقات محتملة بين متغيرات مستقلة
و أخرى تابعة ،تكون قابلة للقياس الكمي ما يُضفي المصداقية على نتائج البحث.
متطلبات بناء السيناريو
نختصرها في ثالث نقاط وهي:
أ -الوفرة الكافية للبيانات و المعلومات حول القضية أو موضوع قيد اإلستشراف.
ب -تمتع الباحث بالحرية و اإلستقاللية ،بمعنى عدم ضع قيود أو حدود صارمة امام
البحث أو الباحث.
ج -أن يتمتع المستشرف الباحث بالمهارة التحليلية و الخيال الواسع والنظرة
الفاحصة للمستقبل.
أهمية و فوائد السيناريوهات
يمكن تلخيصها فيما يلي :
أ -تعزيزالقدرة التكيفية للمجتمعات و الدول و حتى المؤسسات مع مخرجات
المستقبل ،ووضع سياسات و حلول إستباقية لألحداث و األزمات المحتملة و نظم
إستعداد لتقليص مفعول عناصر المفاجأة.
ب -خلق دافعية لفهم المستقبل و التخلص من آليات التفكير القديمة ،ذلك أن السيناريو
اإلستشرافي ينطلق من فكر وخيال واسع محررمن األحكام والقوالب
الجامدة stereo-typeفهو فكر أو تحليل يأخذ بالحسبان كل ما هو ممكن وحتى أنه
ال يستبعد ما هو غير ممكن.
ج -من ش أن السينايو أن يخلق فرصا للتدخل اإلنساني المتعمد من أجل توجيه
مسارات الظاهرة نحو الخيار المفضل في المستقبل من ضمن مجموعة من
الخيارات.
ختاما:
لم يعد السيناريو يصمم كما جرت العادة في السابق أي وفقا لبحوث وصفية مكتيبة ،
بل أضحى يعتمد على معطيات كمية و بحوث أمبريقىية مما يستلزم على الباحث
المستشرف التحكم في المعلوماتية وبرامج الحاسوب وكذا تقنيات اإلحصاء وكذا
بعض القواعد الرياضية.ومن ثم فإن واقعية و مصداقية السيناريوهات المصممة ال
سيما في المجال السياسي و اإلقتصادي و حتى اإلستراتيجي يتوقف على األسلوب
الكمي في التحليل فضال كما أسلفنا تحررالباحث من قيود اإليديولوجيا و القوالب
النمطية أو الجاهزة في التفكير ،حقيقة إطالق العنان للخيال الواسع هو أحد أبجديات
علم اإلستشراف ولكن ثمة ظوابط أمبريقية تحكمه.
المحاضرة رقم 7
-5-تحويل النقاش نحو التطوير المستمر لألفكار المطروحة عمليا وتجنب إنتقاذها
أو تقييمها ،كأن يوجه مدير الحوار أسئلة حول بعض االفكار وأو الطروحات و
اإلقتراحات المثيرة لإلهتمام و الممكنة التجسيد،حتى تأحذ نصيبها من النقاش و
التطوير.
اإلجراءات العملية لتقنية العصف الذهني
فضال عن منطلقاتها النظرية و خطواتها المنهجية تقتضي هذه التقنية جملة من
اإلجراءات الميدانية و المتمثلة في ما يلي:
-1-تعيين منسق أو خبير إلدارة الحلقة النقاشية و الحوار ،باإلضافة إلى تسجيل
األفكار المطروحة وتنظيمها ضمن فئات مركزية من أجل توجيه النقاش حولها
الحقا.
-2-تحديد الفترة الزمنية لحلقة النقاش ،بحيث عادة ما تمتد مابين 40إلى 60دقيقة،
(حسب بعض المراجع )على إعتبار أن تجاوز هذه المدة أو طول المده الزمنية
للحلقة النقاشية سوف يصيب أعضاءها بالملل أو التعب الذهني و التشبع الذهني
saturationما يؤدي إلى قلة التركيز و تشتت األفكار.
-4-سعد الدين إبراهيم و آخرون ،صور المستقبل العربي ،بيروت :مركز دراسات الوحدة
العربية.1982،
-5-عبد الحي وليد،مناهج الدراسات المستقبلية و تطبيقاتها في العالم العربي،أبو ظبي :مركز
اإلمارات للدراسات و البحوث اإلستراتيجية.2007،
-6-عبد الحي وليد ،مدخل إلى الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية،عمان :المركز العلمي
للدراسات السياسية.2002،
.2017 دار الكتاب الحديث: القاهرة،مصباح عامر المنظورات اإلستراتيجية في بناء األمن-9-
.2009 ، طاكسيج كوم: الجزائر، الدولة األمة على محك العولمة، العربي فاروق-10-