You are on page 1of 17

‫مقياس‬

‫اإلستشراف اإلستراتيجي‬
‫ماستر‪ 1‬تخصص دراسات أمنية و إستراتيجية‬
‫السداسي الثاني‬
‫األستاذ المحاضر د‪.‬فاروق العربي‬

‫نحاول من خالل هذه المطبوعة تلخيص ما تبقى من برنامج مقياس اإلستشراف‬


‫اإلستراتيجي كما نحيل طلبة التخصص في نهاية المطوية إلى بعض المراجع التي‬
‫يمكن اإلستعانة بها ‪.‬‬
‫بعدما تطرقنا في المحاضرة األولى إلى مدخل عام لإلستشراف و أهم التعريفات‪،‬‬
‫وفي المحاضرة الثانية ُخصصت للتطور التاريخي لإلستشراف وكذا البدايات‬
‫االولى للدراسات اإلستشرافية فضال عن المفاهيم المشابهة و المتداخلة مع‬
‫اإلستشراف ‪،‬تطرقنا في المحاضرة الثالثة ‪-‬السابقة ‪-‬إلى أنموذج نادي روما نحاول‬
‫فيما يلى تقديم الخطوط العريضة وتلخيص أهم األفكار التى حواها نموذج الفضاء‬
‫السايبري‪Cyber space model.‬‬

‫المحاضرة رقم‪4‬‬

‫أنموذج الفضاء السايبري‬


‫يُعزى تطور هذا النموذج اإلستشرافي إلى الثورة التكنولوجية و الرقمية في ميدان‬
‫اإلتصال‪،‬هذه األخيرة التي صارت تساعد المجتمعات و الباحثين و مؤسسات إتخاذ‬
‫و صناعة القرارفي جمع كم هائل من المعلومات و البيانات بخصوص كافة‬
‫المشكالت اإلجتماعية و اإلنسانية ‪،‬ومن ضمنها السياسية و حتى ما يتصل بالشؤون‬
‫األمنية واإلستراتيجية‪.‬‬
‫عبارة الفضاء السايبري هي ترجمه للعبارة اإلنجليزية ‪cyber space‬أول من‬
‫ّ‬
‫وظف عبارة المجال أو الفضاء السايبري هي مارغريت فارتهايم ‪Margerite‬‬
‫‪ wertheim‬عام ‪ 1999‬لداللة على العالم اإلفتراضي الجديد الذي يوازي العالم‬
‫المادي أو الحقيقي‪ ،‬أين تنشا في هذا الفضاء عالقات و تفاعالت إفتراضية فردية و‬
‫جماعية بفعل هيمنة وسائل و وسائط التواصل التكنولوجية التي باتت تختزل المكان‬
‫و الزمن و تعبر الجتمعات و األوطان على غرار ما ذهب إليه الباحث إمانويل‬
‫كاستلز‪ E.CASTELS‬من جامعة كاليفورنيا الذي يرى أنه وفقا للوتيرة التي أخذتها و‬
‫تأخذها ثورة المعلومات فالمجتمعات تسير من حياه واقعية إجتماعية إلى حياة آلية‬
‫إفتراضية تبتعد فيها الروابط كل البعد عن صفتها التقليدية‬

‫أهم خصائص الفضاء السايبري‬


‫وأهم ما يميز هذا العالم هو قوة الشبكات المعلوماتية‪ net web‬الناتجة عن الثوره‬
‫التكنولوجية الرقمية ‪،‬وفي ظل التفاعل الحاصل على مستوى هذه الشبكات تتراجع‬
‫التفاعالت و العالقات و الروابط التقليدية وتتناقص أدوار و فاعلية المؤسسات‬
‫التقليدية أيضا ‪،‬على غرار األسرة ‪ ،‬الحكومة‪،‬السلطة ‪ ،‬و كافةالمؤسسات‬
‫اإلجتماعية و المذاهب و االديان و القوميات‪ ،‬وحتى تراجع أهمية الجغرافيا و‬
‫االمكنة و االقاليم لصالح روابط و عالقات عبر قومية تتجاوز البنى و األطر‬
‫التقليدية‪ ،‬بإختصار شيوع خاصية اإلفتراضية ‪ virtualisation‬في مجتمعات ما‬
‫بعد الحداثة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك فمن أهم خصائص النموذج السايبري هو المشاركة الواسعة لألفراد‬
‫و المنظمات و الفعاليات غير الرسمية أو غير الحكومية في صناعة القرارات و‬
‫يبرز ذلك من خالل قبول الناس بشكل متزايد أن تمثلهم تنظيمات المجتمع المدني ‪،‬‬
‫هذه األخيرة التي تعتبر الوسيط أو القناة التي يمكن عبرها إيصال رغباتهم و‬
‫إنشغاالتهم لدوائر صناعة القرار‪ ،‬كما أن قواعد التفاوض في ظل هذا الفضاء‬
‫تختلف عن سابقتها ‪ ،‬بحيث ينضّم عدد متزايد ومتنوع من األفراد و التنظيمات و‬
‫الشركات وجمعيات المجتمع المدني لمناقشة السياسات و القرارات ( على غرار ما‬
‫يحصل في دولة كندا اليوم و المشاركة المجتمعية الواسعة في الشؤون العامة)‬

‫أهم المتغيرات المعتمدة من النموذج إلستشراف المستقبل‬


‫‪-‬التنبؤ المستقبلي بالتواصل الفوري ‪ INSTANT –MESSAGING‬و الذي يعني‬
‫التقليص الكبير في زمن اإلتصال و إختزال حجم الزمن و المكان و المسافات‪ ،‬التي‬
‫تمكن السرعة الفائقة لإلتصال باألخرين دون قيود حكومية أو عقائدية أو نُظمية من‬
‫خالل سرعة الحواسيب و تدفق المعلوماتية‪.‬‬
‫‪-‬المدونات ‪Blogs‬أي تلك المواقع التي ينشئها األفراد عبر األنترنيت من أجل‬
‫التواصل اإلجتماعي و الثقافي و العلمي و التي أصبحت أداة قوية للتعليم و التدريب‬
‫و تالقح األفكار‪.‬‬
‫‪-‬برامج الويكيس ‪ wikis‬و التي تعني تلك البرامج التي يمكن اإلطالع عليها‬
‫إليكترونيا ومجانا كالقواميس و الموسوعات و مواضيع البحث‪ ،‬حيث أضحت هذه‬
‫الطرائق توفر إجابات و معلومات وافية عن المشاكل اإلجتماعية الساسية و‬
‫اإلقتصادية و العلمية إذا أصبحت مجاال متاحا لمزيد من اإلبتكارو المعرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬األنترنيت و البرمجيات كأداة إلستشراف المستقبل‪ ،‬حيث يعتقد أنصار هذا النموذج‬
‫أن األنترنيت و البرمجيات هي األداة و المحركالفاعل إلستشراف المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬لخص أنصارالنموذج السايبري العمليات و األنشطة الجارية عبر األنترنيت‬
‫بمصطلح حركة إدارة المعرفة ‪knowledge Managment‬التي تعني ان كل‬
‫أعمال و أنشطة و إتصاالت الشركات اإلقتصادية و المؤسسات اإلجتماعية و‬
‫الوظيفية سوف تُدار بواسطة العالم اإلفتراضي األنترنيت( مثال في األونة األخيرة‬
‫لم يتم تأجيل عقد قمة العشرين‪ G20‬المزمع إجراءها بالرياض بالعربية السعودية‬
‫بالنظر إلى الظرف الحالي " تفشي فيروس كورونا" بل تم عقدها ضمن الفضاء‬
‫اإلفتراضي دون تنقل زعماء ووفود القوى ‪20‬إلى العاصمة السعودية)‬

‫فضال عن ما يسمى بالتنظيم اإللكتروني ‪ E .Organisation‬و الذي يتجلى في‬


‫صور عدة مثل العمل عن بعد ‪TELE-WORK‬بين مجموعة من فرق العمل او فرق‬
‫إفتراضية ‪ VirtualTeam‬وما يسمى اإلدارة في الزمن الحقيقي ‪Real Time‬‬
‫‪Managing‬فضال عن ما يسمى بعمليات التبع و التعقب اإللكتروني‪.‬‬

‫و في ا لمجال العسكري اإلستراتيجي فثمة اليوم في ظل هذا الزخم المعلوماتي و‬


‫الرقمنة ما يسمى بالحروب الذكية ‪ smart wars‬و األسلحة الذكية ‪smart‬‬
‫‪ weapons‬على غرار الصواريخ المتعقبة لألهداف ‪ ،‬طائرات دون طيار‪ ،‬القيادة‬
‫اإللكترونية للعمليات في ساحة الحرب‪ ،‬التشويش اإلليكتروني ‪ ،‬مضادات‬
‫الرادارات‪ ،‬والحروب السيبرانية و غيرها‪.‬‬
‫يصنف الباحث دوغالس راتشكوف‪ Douglas Rushkov‬النموذج السايبري في‬
‫إستشراف المستقبل ضمن نماذج ما بعد التقليدية و حتى ما بعد الحداثة ‪ ،‬إعتمادا‬
‫على التطورات المعرفية التي يطرحها العالم اإلفتراضي لألنترنيت من خالل ‪3‬‬
‫خطوات أساسية في تحليل قضايا المستقبل ‪ :‬تفكيك المحتوى – إزالة الغموض عن‬
‫التكنولوجيا‪-‬التأليف‪.‬‬
‫إستشراف النموذج السايبري لمستقبل المجتمعات في ظل ثورة المعلومات‪:‬‬
‫"مجتمع األحالم" ‪:Dreams Society‬‬

‫يعتقد أنصار النموذج السايبري أن المجتمع اإلفتراضي او المعلوماتي يحمل في‬


‫ثنياه بذور فناءه و سيحل محله ما يسمى " مجتمع األحالم" حيث يميل األفراد و‬
‫الجماعات فيه إلى إعطاء األولوية إلى التفاعالت العاطفية من خالل ما يتضمنه هذا‬
‫المجتمع من أسواق ‪ ،‬مثل سوق التجمع و الصداقة ‪،‬سوق العناية و إسعاف‬
‫اآلخر ين‪ ،‬سوق األنا أو" من أكون " بمعنى تعريف األخرين باألنا(وهو يتحقق‬
‫اليوم من خالل صفحات الفيسبوك و التويتر و اليوتيوب‪،‬أيضا سوق راحة البال و‬
‫اإلستمتاع بالحياة وسوق المعتقدات و البحث عن هوية ‪ ،‬ولسوف تظهر هكذا‬
‫فضاءات إفتراضية حرة نتيجة التدخل المتزايد و المكثف للتكنولوجيا في الحياه‬
‫اليومية‪.‬‬
‫وختاما‬
‫إن إستشراف المستقبل بات يتجاوز المناهج التقليدية و اإلتجاهات الخطية و الطرق‬
‫و الوسائل القديمة‪ ،‬ففي ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات و الرقمنة‪،‬وتحت مظلة مثل‬
‫هذه النماذج ال سيما األنموذج السيبراني تتحرر األفكار من كل القيود ومن القوالب‬
‫النظرية بهدف إستغالل القدرات العقلية لإلنسان و إطالق العنان لمخيلته الواسعة‪،‬‬
‫وفي هذا السياق يقول جيمس روزنو‪..":JamesRosneau‬إن عدم خطية مسارات‬
‫األحداث في السياسة العالمية و التحول السريع في العالقات اإلجتماعية اإلنسانية‬
‫والتي تحمل أحداث و مفاجآت غير متوقعة‪ ،‬يبقى الطريق المناسب إلحتواء أثارها‬
‫و اإلستعداد لها يتوقف على الذهنية اإلستشرافية غير المحدودة والمتحررة من كل‬
‫قيد "‪.‬وهو ما حاول إنتهاجه أنصار النموذج السيبراني‪.‬‬
‫المحاضرة رقم ‪5‬‬

‫أنموذج سباق التسلح لريتشاردسون‬

‫قدم الباحث اإلستراتيجي ريتشاردسون‪ Ritchardson‬أنموذجا لتناول مسألة سباق‬


‫التسلح في الساحة الدولية و تتبع إتجاهات الظاهرة و مخرجاتها المستقبلية‪ ،‬فسباق‬
‫التسلح يشكل تهديدا صريحا لألمن اإلقليمي و الدولي ككل لطالما مثلت إشكالية‬
‫التسلح هاجسا في العالقات الدولية ال سيما المعاصرة ‪ ،‬وقد أخذت الظاهرة أبعادا‬
‫متنامية ال سيما في الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية األولى ‪ 1918‬إلى نهاية‬
‫الحرب الباردة ‪.1991‬وسباق التسلح أقطابه الدول العظمى المتنافسة على المصالح‬
‫و الموارد و النفوذ‪.‬‬
‫حاول ريتشاردسون تحديد عدد من الخطوات لدراسة الظاهرة و المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المتغيرات الرئيسية في ظاهرة سباق التسلح لوضعها تحت القياس األمبرقي‬
‫وتحديد أهم تفاعالت سباق التسلح في العالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬رصد أهم مؤشرات (ال سيما الكمية) لظاهرة سباق التسلح من أجل تحليلها‬
‫إحصائيا و تمثيلها بيانيا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستقراء التاريخي لظاهرة سباق التسلح في العالقات الدولية واهم المراحل التي‬
‫مرت بها ال سيما بين الدول العظمى‪.‬‬
‫‪ -‬قياس التفاعالت و العالقات بين المتغيرات المستقلة و األخرى التابعة بشكل‬
‫يساعد الباحث على التنبؤ بمستقبل الظاهرة و أهم إنعكاساتها على األمن الدولي‪.‬‬
‫‪-‬إجراء المقارنات حول مراحل معينة من أجل تحديد عتبة تصاعد سباق التسلح‬
‫وعتبة فتوره أو إنخفاضه‪.‬‬
‫وفيما يخص اإلفتراض العام الذي إنطلق منه الباحث هو وجود عداء مستمر بين‬
‫األطراف المتسابقة نحو التسلح‪،‬ما يجعل هذه األخيرة مندفعة بشكل متواصل في‬
‫تعبئة قواتها المسلحة وتخصيص نفقات كبيرة على التسلح حرصا من كل طرف‬
‫على إحداث التوازن مع غريمه أو التفوق عليه‬
‫تفاعالت سباق التسلح في أنموذج ريتشاردسون‬
‫حاول صاحب هذا النموذج تكميم الظاهرة تبعا للمنهج اإلحصائي‪ ،‬من خالل تحويل‬
‫التفاعالت القائمة بين أطراف سباق التسلح إلى معادالت رياضية‪ ،‬وخلص إلى جملة‬
‫من النتائج في قياس و التنبؤ باإلتجاهات المستقبلية لسباق التسلح في العالقات‬
‫الدولية و هي مختصرة فيما يلي ‪:‬‬
‫*كلم ا تصاعد حجم التسلح لطرفي السباق أو لطرف واحد بمستوى مكثف كلما‬
‫زادت إحتماالت المواجهة العسكرية و شن الحرب‪(.‬مثال مرحلة ما قبل نشوب‬
‫حرب شط العرب بين العراق و إيران‪)1988-1980‬‬

‫*كلما سار ت معدالت التسلح إلى مستوياتها الدنيا تضاءلت إحتماالت المواجهة‬
‫المسلحة‪(.‬الميزه الغالبة على العالقات الدولية في كثير من األقاليم المتميزة بعالقات‬
‫التكامل و قوة مركب األمن اإلقليمي كأوروبا مثال أو اإلتحاد األوروبي)‬
‫*تتقلص إمكانية شن الحروب إذا كانت مؤشرات التسلح معتدلة او في حدها األدنى‬
‫والتي تؤشر أكثر إلستظهار القوة فقط أكثر منها الميل الحاد نحو الصدام المسلح‬
‫أو شن حرب ممتده في الزمن أو حرب إستنزاف (مثال ‪-‬حسب تقديري الخاص‪-‬‬
‫سباق التسلح المعتدل –في غالب مراحله – بين الجزائر و المملكة المغربية)‪.‬‬
‫*في حالة ثباث مستوى التسلح عند قيمة معينة ثابتة مثال صفر فإن اإلحتمال‬
‫المستقبلي حول إندالع حرب بين الطرفين تبقى هي األخرى ثابثة أي عند قيمة‬
‫الصفر‪.‬‬
‫ختاما حاول هذا النموذج القيام بإستشراف إحتماالت نشوب الحروب بين األطراف‬
‫المتسابقة نحو التسلح بناء على إستقراء مستويات اإلنفاق على التسلح و التنافس‬
‫المستمر على تعزيز الترسانة العسكرية إنطالقا من مراحل تاريخية سابقة ‪ ،‬وكذا‬
‫رصد معطيات و إحصائيات راهنة حول سباق التسلح من أجل تحليل التفاعالت‬
‫القائمة و إجراء المقارنات الداخلية (على مستوى كل طرف على حدى ) و البينية‬
‫(أي المتعلقة بطرفي أو أطراف السباق ككل)من أجل رسم إحتماالت الصدام المسلح‬
‫من عدمه في المستقبل‪ ،‬وذلك في إطار منهجية إمبريقية تعتمد على اإلحصاء وكذا‬
‫تحويل البيانات الكيفية إلى معطيات كمية متجاوزة مجرد التحليل الوصفي للظاهرة‪.‬‬

‫تقنيات اإلستشراف‬
‫بعدما تطرقنا في المحاضرات السابقة لبض نماذج اإلستشراف نحاول تقديم بعض‬
‫التقنيات التي هي في األصل عديدة لكن يتعذر التطرق إليها كلها لضيق الوقت ‪-‬‬
‫وبالنظر للظرف القائم‪ -‬بحيث سنقتصر على البعض منها بصفة مختصرة‪.‬‬

‫المحاضرة رقم ‪6‬‬

‫تقنية السيناريو‬
‫توطئة‪:‬‬
‫تعد إحدى التقنيات الكالسيكية واألكثر تداوال و شيوعا ال سيما في العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬تصنف من ضمن التقنيات المعيارية التي تسعى إلى الكشف عن‬
‫التحوالت الممكنة في المستقبل‪.‬‬
‫تكمن أهمية اإلستشراف في كون النتائج الممكن الوصول إليها من خالل البحوث‬
‫اإلستشرافية أمكن تحويلها إلى إستراتيجيات و حلول لمشكالت المستقبل ‪ ،‬بشكل‬
‫يؤدي إلى تحسين حياة الناس و كذا فرص الحياة ‪ ،‬فضال عن التقليص من األضرار‬
‫و التهديدات‪،‬إلى درجة أن أصبحت جهود الباحثين تركز على بناء المستقبل‬
‫اإلفتراضي بواسطة اإلستعانة بالمعلوماتية و الحواسيب (على غرار تقنية األس بي‬
‫أس أس أو برنامج اإلحصاء المعلوماتي الذي بإمكانه معالجة وتحليل أكثر من‬
‫‪100‬متغير حول ظاهرة واحدة‪ )spss‬كما أن اإلستشراف ال يقف عند قراءة‬
‫المستقبل بل التدخل لصنع المستقبل ‪ ،‬أي التدخل القصدي للتأثيلر على مخرجات‬
‫المستقبل و إعادة توجيه مساراته و حتي صناعة مضمونه بناء على قاعدة بيانات‬
‫ومعلومات ‪(.‬مثل التخطيط العمراني و البيئي للمدن و إحتواء النمو الديمغرافي‬
‫الهائل و كذا التوافد المكثف لسكان األرياف نحو المدن الشيئ الذي عملت بعض‬
‫الدول على معالجته على غرار الصين‪ ،‬و البرازيل)‪.‬‬
‫كما أضحت الميادين اإلقتصادية و اإلجتماعية و السياسية واألمنية اإلستراتيجية‬
‫تعتمد بشكل مكثف على تحليل الظواهر إعتمادا على الدراسات اإلستراتيجية خاصة‬
‫في الدول المصنعة إلستباق المشكالت و األزمات و الكوارث وتقليص عنصر‬
‫المفاجأة إلى حده األدنى‪ .‬ومن ثم فاإلستشراف اليوم ليس مجرد تنبؤ او دراسة‬
‫عابرة للمستقبل ‪ ،‬بقدرما هو تدخل و إصطناع للظروف و المسارات بغية الوصول‬
‫إلى " أحسن مستقبل ممكن" أو المستقبل "األمثل" ومن ضمن الطرق و األليات‬
‫المعتمدة في ذلك بناء السيناريوهات‪.‬‬
‫من بين المنطلقات األساسية في تصميم السيناريوهات هو الصياغة المنطقية و‬
‫الجيدة للفرضيات التي يجب ان تتميز بالتماسك والوضوح ‪،‬وتنقسم السيناريوهات‬
‫حسب األ ستاذ وليد عبد الحي إلى نوعين رئيسيين‪:‬السيناريوهات اإلستكشافية و التي‬
‫تعني المرور من الميول السابقة و الراهنة المفضية إلى مستقبالت محتملة‪ ،‬أما‬
‫النوع الثاني فهو السيناريوهات اإلستباقية والتي تعني تبني صور بديلة للمستقبل ن‬
‫أي التدخل القصدي لتغيير المستقبل‪ .‬و يمكن تعريف السيناريو على أنه " وصف‬
‫لوضع مستقبلي محتمل أو مرغوب فيه مع توضيح المسارات التي يمكن ان تؤدي‬
‫إلى هذا الوضع المستقبلي أو ذاك إنطالقا من الوضع الراهن او الوضع اإلبتدائي‬
‫المفترض "‪.‬‬
‫أشكال السيناريوهات‪:‬‬
‫‪-1-‬السيناريو الممكن ‪:‬أي السيناريو األكثر حظا في الحدوث أو المر ّجح حصوله‪،‬‬
‫من خالل قياس عدد من من المؤشرات و المعطيات التي يرجح انها ستتحكم في‬
‫المستقبل مثل سباق التسلح الذي يحدث بين طرفين و الذي من شأنه تصعيد التوتر ‪،‬‬
‫وبالتالي نشوب النزاع بينهما‪.‬‬
‫‪-2-‬السيناريو المحتمل ‪ :‬ويتميز بعدم الثباث أو عدم تأكد حدوثه ‪ ،‬ومع ذلك فهو‬
‫محتمل الحدوث بسبب وجود توقعات حول تدخل متغيرات معينة غير تلك القائمة‬
‫التي قد تحتمل حدوثه‪ ،‬بمعنى وجود متغيرات متذبذبة تكتنفها تعقيدات تجعل من‬
‫الباحث المستشرف غير واثق من وقوع السيناريو ‪ ،‬أي أنه على الرغم من غموض‬
‫صورة المستقبل وعدم وضوح المتغيرات فإنه قد تكون هناك مؤشرات تدفع‬
‫بالباحث إلى عدم إلغاءها كلية‪.‬‬
‫‪ -3-‬السيناريو المعياري‪:‬هو ذلك السيناريو المصمم على أسس معيارية و ذاتية ‪،‬‬
‫بحيث تشتق أو تصنع صورة السيناريو ليس بنا ًء عل معطيات وبيانات بقدرما يُبنى‬
‫المكون المعياري و القيمي للباحث ‪ ،‬وعادة ما يُستخذم هذا الشكل من‬
‫ّ‬ ‫السيناريو على‬
‫السيناريوهات في تصميم اإلستراتيجيات التخطيطية التي يهدف مصمموها على‬
‫تحقيق أهداف و غايات متسقة مع المصالح الوطنية‪.‬‬
‫خطوات بناء السيناريو‬
‫يرتكز تصميم السيناريو على عدد من الخطوات األساسية و الموجزة فيما يلي‪:‬‬
‫*تحديد قضية السيناريو والتي عادة ما تصاغ في صيغة إشكالية و تُردف بعدد من‬
‫التساؤالت والتي في مجملها تتضمن أبعاد القضية و فواعلها ‪.‬‬
‫* تحديد أنماط التفاعالت في السيناريو بإعتباره ديناميكية ُمنتجة لمخرجات المستقبل‬
‫‪ ،‬وكذا سلوك األطراف و ردود الفعل نحو مختلف المواقف و السياسات و‬
‫اإلستراتيجيات‪.‬‬
‫* تفاعل المواضيع أو الظواهر فيما بينها مثال فوضى األسلحة أو إنتشارها غير‬
‫تكون المليشيات او المعارضة المسلحة‪ ،‬أو مظاهر‬‫النظامي يرتبط بمظاهر ّ‬
‫العصيان المدني‪.‬‬
‫* الخطوة الرابعة في إنجاز السيناريو تتمثل في التركيز على ما يسمى ديناميكية أو‬
‫حركية السيناريو القائمة على الثنائية الشرطية (إذا ‪/‬فإن‪ ) if/then‬أي إذا حدث "أ"‬
‫فإنه سيحدث "ب"‪،.‬بمعنى العالقة السببية بين المتغيرات المستقلة و التابعة أو بين‬
‫األسباب و النتائج ‪ ،‬ومن الناحية العملية يتم إستنتاج أنه في حالة حصول مجموعة‬
‫من المعطيات يمكن أن يُفرز أو أن ي ُّولد مجموعة من النتائج و اإلنعكاسات‪ ،‬حيث‬
‫يستعين الباحث بعدد من الفرضيات المتضمنة عالقات محتملة بين متغيرات مستقلة‬
‫و أخرى تابعة ‪ ،‬تكون قابلة للقياس الكمي ما يُضفي المصداقية على نتائج البحث‪.‬‬
‫متطلبات بناء السيناريو‬
‫نختصرها في ثالث نقاط وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوفرة الكافية للبيانات و المعلومات حول القضية أو موضوع قيد اإلستشراف‪.‬‬
‫ب‪ -‬تمتع الباحث بالحرية و اإلستقاللية ‪ ،‬بمعنى عدم ضع قيود أو حدود صارمة امام‬
‫البحث أو الباحث‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يتمتع المستشرف الباحث بالمهارة التحليلية و الخيال الواسع والنظرة‬
‫الفاحصة للمستقبل‪.‬‬
‫أهمية و فوائد السيناريوهات‬
‫يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعزيزالقدرة التكيفية للمجتمعات و الدول و حتى المؤسسات مع مخرجات‬
‫المستقبل‪ ،‬ووضع سياسات و حلول إستباقية لألحداث و األزمات المحتملة و نظم‬
‫إستعداد لتقليص مفعول عناصر المفاجأة‪.‬‬
‫ب‪ -‬خلق دافعية لفهم المستقبل و التخلص من آليات التفكير القديمة‪ ،‬ذلك أن السيناريو‬
‫اإلستشرافي ينطلق من فكر وخيال واسع محررمن األحكام والقوالب‬
‫الجامدة ‪ stereo-type‬فهو فكر أو تحليل يأخذ بالحسبان كل ما هو ممكن وحتى أنه‬
‫ال يستبعد ما هو غير ممكن‪.‬‬
‫ج‪ -‬من ش أن السينايو أن يخلق فرصا للتدخل اإلنساني المتعمد من أجل توجيه‬
‫مسارات الظاهرة نحو الخيار المفضل في المستقبل من ضمن مجموعة من‬
‫الخيارات‪.‬‬
‫ختاما‪:‬‬
‫لم يعد السيناريو يصمم كما جرت العادة في السابق أي وفقا لبحوث وصفية مكتيبة ‪،‬‬
‫بل أضحى يعتمد على معطيات كمية و بحوث أمبريقىية مما يستلزم على الباحث‬
‫المستشرف التحكم في المعلوماتية وبرامج الحاسوب وكذا تقنيات اإلحصاء وكذا‬
‫بعض القواعد الرياضية‪.‬ومن ثم فإن واقعية و مصداقية السيناريوهات المصممة ال‬
‫سيما في المجال السياسي و اإلقتصادي و حتى اإلستراتيجي يتوقف على األسلوب‬
‫الكمي في التحليل فضال كما أسلفنا تحررالباحث من قيود اإليديولوجيا و القوالب‬
‫النمطية أو الجاهزة في التفكير‪ ،‬حقيقة إطالق العنان للخيال الواسع هو أحد أبجديات‬
‫علم اإلستشراف ولكن ثمة ظوابط أمبريقية تحكمه‪.‬‬
‫المحاضرة رقم ‪7‬‬

‫تقنية العصف الذهني‬


‫تعرف هذه التقنية بكونها تدفع أو تشجع مجموعة من األفراد على طرح البدائل‬
‫والحلول المستقبلية حول مشكلة مستقبلية معينة أو موضوع معين وهي تتم بطريقة‬
‫تشاركية‪،‬تفترض هذه التقنية السماح للمشاركين بعرض األفكار مهما بدى بعضها‬
‫مستهجنا أو غير منطقي‪ ،‬وهي تقنية مستعارة –إلى حد ما‪ -‬من علم النفس التنظيمي‬
‫الذي يضع تقنية الزوبعة الذهنية ‪ Brain Storming‬من أجل إستقصاء أكبر قدر‬
‫ممكن من وجهات النظر و اإلقتراحات لمعالجة مشكلة معينة أو تطوير أساليب‬
‫اإلنتاج في مؤسسة معينة‪،‬أي إستقصاء ذهن أو أفكار الخبراء في ميدان معين‬
‫كالتنظيم و اإلدارة ‪ ،‬مثال في تطوير أنماط اإلنتاج في المؤسسة اإلنتاجية‪ ،‬وكل‬
‫فكرة أو إقتراح سيكون بمثابة حلقة ضمن سلسلة طويلة من األفكار ‪.‬‬
‫خطوات تقنية العصف الذهني‬
‫‪ -1-‬تحديد المشكلة البحثية و طرحها أمام عدد من الخبراء‪ ،‬حيث أن كل خبير يقترح‬
‫صياغة حدود المشكلة البحثية‪.‬‬
‫‪-2-‬النقاش الجماعي حول المشكلة البحثية إنتقاال من العام إلى الخاص‪،‬أي من‬
‫عموميات المشكلة إلى خصوصياتها‪،‬وتتطلب هذه التقنية وجود مدير مهمته غدارة‬
‫النقاش و يوجهه حتى ال يخرج عن نطاق المشكلة المطوحة للبحث‪.‬‬
‫‪ -3-‬ترك عملية النقذ و التقييم ‪ ،‬أي منعها حتى إزاء األفكار التي قد تبدو مستهجنة أو‬
‫غير منطقية و التي قد يُدلي بها بعض المشاركين ‪،‬فمن شأن ذلك أن يُ ّحرف هذه‬
‫التقنية و مسار العملية البحثية عن إتجاهها الصحيح‪ ،‬أو حتى كبح الخيال الواسع و‬
‫القدرات الذهنية ‪ ،‬إذ تعتبر هذه الخطوة مفصلية في تقنية العصف الذهني( فإبداء‬
‫تقييمات أو إنتقاذات يعيق تطوير النقاش و بلورة األفكار و البدائل‪.‬‬
‫‪ -4-‬جماعية الحوار و عدم إستثنائية موقف باحث معين أو أكثر‪ ،‬فعلى مدير الحوار‬
‫أن ينتزع الحد األقصى من األفكار و الطروحات دون أن يهيمن مشارك على آخر‪،‬‬
‫وبالمقابل على مدير الحوار إستثارة من يفضلون الصمت وقلة الكالم أويمتنعون‬
‫عن إبداء أرائهم ‪provoquer l,audience pour avoir le maximum‬‬
‫‪.d,idèes et de theses‬‬

‫‪ -5-‬تحويل النقاش نحو التطوير المستمر لألفكار المطروحة عمليا وتجنب إنتقاذها‬
‫أو تقييمها‪ ،‬كأن يوجه مدير الحوار أسئلة حول بعض االفكار وأو الطروحات و‬
‫اإلقتراحات المثيرة لإلهتمام و الممكنة التجسيد‪،‬حتى تأحذ نصيبها من النقاش و‬
‫التطوير‪.‬‬
‫اإلجراءات العملية لتقنية العصف الذهني‬
‫فضال عن منطلقاتها النظرية و خطواتها المنهجية تقتضي هذه التقنية جملة من‬
‫اإلجراءات الميدانية و المتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-‬تعيين منسق أو خبير إلدارة الحلقة النقاشية و الحوار ‪ ،‬باإلضافة إلى تسجيل‬
‫األفكار المطروحة وتنظيمها ضمن فئات مركزية من أجل توجيه النقاش حولها‬
‫الحقا‪.‬‬
‫‪ -2-‬تحديد الفترة الزمنية لحلقة النقاش‪ ،‬بحيث عادة ما تمتد مابين ‪40‬إلى ‪60‬دقيقة‪،‬‬
‫(حسب بعض المراجع )على إعتبار أن تجاوز هذه المدة أو طول المده الزمنية‬
‫للحلقة النقاشية سوف يصيب أعضاءها بالملل أو التعب الذهني و التشبع الذهني‬
‫‪saturation‬ما يؤدي إلى قلة التركيز و تشتت األفكار‪.‬‬

‫‪-3-‬التلخيص الموجز لمعظم األفكار المطروحة في سجالت أو أوراق تُسلم‬


‫لألعضاء أثناء الفترات الفاصلة أو المستقطعة ‪ ،‬كطريقة إلستجماع األفكار و‬
‫التركيز ن وكذا إلتقاط األنفاس من أجل الوصول إلى األفكار األكثر عمقا‪ ،‬ومن ثم‬
‫النقاش و التشاور للخروج بالخيارات األفضل‪.‬‬
‫أرضية تنفيذ تقنية العصف الذهني‬
‫يتم التمهيد لتقنية العصف الذهني من خالل أرضية معرفية و هو ما أطلق عليه‬
‫األستاذ وليد عبد الحي تسمية مسح البيئة الخارجية للظاهرة موضوع الدراسة ‪،‬‬
‫الذي هو في واقع األمر جهد فكري منظم نحو تحديد أبعاد و خاصيات و كذا‬
‫اإلتجاهات المستقبلية لتفاعالت تلك البيئة الخارجية ‪ ،‬فمثال إذا كانت الظاهرة‬
‫المدروسة هي التحول الديمقراطي في العالم العربي‪ ،‬فإنه من الضروري إجراء‬
‫مسح للبيئة الخارجية كظاهرة العولمة و التفاعالت اإلقليمية و موجات حقوق‬
‫اإلنسان و المنظمات غير الحكومية المؤثرة‪،‬فمن الضروري إجراء مسح معطيات‬
‫البيئة الخارجية ألية ظاهرة و جمع كل البيانات الخاصة بها‪ ،‬ثم الحقا يتم تصنيف‬
‫المعلومات ‪ ،‬حيث يقترح الدكتور وليد عبد الحي في هذا المجال أن يتم التصنيف‬
‫وفقا لثالث فئات من المعلومات وهي كاألتي‪:‬‬
‫‪ -1-‬معلومات المسح السلبي ‪ :‬وتتعلق بالمعلومات المتداولة لدى الرأي العام و‬
‫عموم األشخاص أي المعلومات العادية ‪.‬‬
‫‪-2-‬معلومات المسح اإليجابي ‪:‬والتي يتم جمعها من قبل خبراء مختصين في‬
‫الموضوع ‪ ،‬أي عكس االولى فهي معلومات أكاديمية وتقنية في صميم تخصص‬
‫القضية البحثية او الموضوع قيد اإلستشراف‪.‬‬
‫الموجه‪ :‬وهي المعلومات التي تُجمع بواسطة إستبيان يتضمن‬
‫‪-3-‬معلومات المسح ّ‬
‫توجه إلى فريق من الخبراء للحصول‬‫اسئلة محددة حول الظاهرة قيد الدراسة‪ ،‬التي ّ‬
‫على إجابات محددة حولها‪.‬‬
‫وبعد جمع البيانات و تصنيفها تأتي العملية الموالية وتتمثل في تشكيل لجنة خبراء‬
‫متعددو التخصصات نحيث يقومون بمعالجة المعلومات الُم ّجمعة حول البيئة‬
‫الخارجية لموضوع الظاهرة قيد اإلستشراف‪ ،‬ثم تنظيم فتفريغ معلومات المسح‬
‫الموجه ‪ ،‬زيادة على إستقصاء المعلومات الخارجة عن الفئات السالفة الذكر‪ ،‬كتلك‬ ‫ّ‬
‫المتاحة في الصحف و المجالت و قنوات السمعي البصري‪،‬وفي المرحلة األخيرة‬
‫يتم رصد اإلتجاهات العمة لمستقبل الظاهرة و التنبؤ من خالل عالقات التناسب أو‬
‫التال زم الوظيفي أو السببي بين المتغيرات المنبثقة عن المعطييات و المعلومات‬
‫الم ّجمعة سلفا‪.‬‬
‫ختاما‪:‬‬
‫أمكن القول أن تقنية العصف الذهني كثيرا ما إستعملت في ميدان األعمال للخروج‬
‫بالخيارات المناسبة أثناء األحداث الطارئة (تهاوي قيم البورصات أزمات مالية ازمة‬
‫مخزونات و ركود المبيعات) فتعمد مجالس إدارة المؤسسات الكبرى و الشركات‬
‫المتعددة الجنسيات إستدعاء خبراءها و إدارييها لحلحلة االوضاع و المشاكل لكون‬
‫أن هذه التقنية السريعة أو المحدودة في الزمن تتيح التعامل أو التعاطي السريع مع‬
‫الطوارئ و المفاجآت‪ ،‬كم أضحت تستخدم من قبل المؤسسات العسكرية من قبل قادة‬
‫الجيوش و الخبراء األمنيون في حاالت التغيرات السريعة في مختلف الظواهر‬
‫األمنية و اإلستراتيجية وكذا إستشراف الخيارات المناسبة حيالها‪.‬‬

‫المحاضرة رقم ‪8‬‬

‫تقنية التدرج السببي‬


‫نكتفي بهذا القدر من المحاضرات ‪ ،‬و بالنظر إلى الظروف اإلستثنائية لهذا الموسم‬
‫الجامعي ال سيما السداسي الثاني نحاول قدر المستطاع اإلجابة عن إستفسارتكم و‬
‫تقديم بعض الشروحات شرط اإلختصار الشديد عبر البريد اإللكتروني‬
‫‪Farouklarbi123@gmail.com‬‬

‫ولمزيد من التفاصيل و الشروحات الوافية يمكنكم اإلستعانة بالمراجع التالية‪:‬‬

‫‪-1-‬أغويالرميالن ستيفن‪ ،‬دراسة حالة المستقبليات العملية‪،‬في اإلستشراف و اإلبتكار و‬


‫اإلستراتيجية‪( ،‬ترجمة‪:‬صباح صديق الدملوجي)بيروت‪:‬المنظمة العربية للترجمه‪2009،‬‬

‫‪-2-‬دوروتي جيمس ‪ ،‬روبرت بالستغراف‪،‬النظريات المتضاربة في العالقات‬


‫الدولية‪(،‬ترجمة‪:‬وليد عبد الحي)بيروت‪:‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع‪.1985،‬‬

‫‪-3-‬سلوتر ريشارد‪،‬المستقبليات المتكاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات‪(،‬ترجمة‪:‬صباح‬


‫صديق الدملوجي)بيروت‪ :‬المنظمة العربية للترجمة‪.2009،‬‬

‫‪-4-‬سعد الدين إبراهيم و آخرون ‪ ،‬صور المستقبل العربي ‪،‬بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪.1982،‬‬

‫‪ -5-‬عبد الحي وليد‪،‬مناهج الدراسات المستقبلية و تطبيقاتها في العالم العربي‪،‬أبو ظبي ‪ :‬مركز‬
‫اإلمارات للدراسات و البحوث اإلستراتيجية‪.2007،‬‬

‫‪ -6-‬عبد الحي وليد‪ ،‬مدخل إلى الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية‪،‬عمان ‪ :‬المركز العلمي‬
‫للدراسات السياسية‪.2002،‬‬

‫‪-7-‬غودييه ميشال‪ ،‬فيليب دورانس‪ ،‬قيس الهمامي ‪،‬اإلستشراف اإلستراتيجي للمؤسسات و‬


‫األقاليم‪(،‬ترجمة‪:‬محمد سليم قاللة وقيس همامي)باريس‪:‬مخبر اإلبتكار دون تاريخ نشر‬
‫ دار الكتاب‬:‫القاهرة‬،‫ النماذج و التقنيات‬: ‫مصباح عامر الدراسات اإلستشرافية‬-8-
.2016‫الحديث‬

.2017‫ دار الكتاب الحديث‬:‫ القاهرة‬،‫مصباح عامر المنظورات اإلستراتيجية في بناء األمن‬-9-

.2009 ، ‫ طاكسيج كوم‬: ‫ الجزائر‬،‫ الدولة األمة على محك العولمة‬، ‫العربي فاروق‬-10-

-11-Held david ;JHonatan perrato,Global Transformation ;politics


economics and culture, GBR intrnational padstow ;cornwall,2003.

-12-Brezenski Zbigniew ;THE CHOICE ;Global Domination or global


leadership :new york ;pbg books group ;2004.

13-Hoffman Mark ,Normative approaches in international relations and


handbook of current theory ,Great Britain publishers1992

-14-JAKson Robert cintinuity and change in the states system in


perespectives on world politics 3rd editions new york routledge taylor
francis group,2006.

-15-Cohen Michel,Globalisation Today ;How Intercnnected is The World


in globalisation in the 21th century, ABU DHABI the emarate center for
strategic studies 2008.

You might also like