You are on page 1of 311

‫تأليف‬

‫مجموعة من الباحثين‬
‫جمال زرن‬ ‫كمال حميدو‬
‫عبد اهلل الزين الحيدري‬ ‫عبد الرحمن الشامي‬

‫ت ح ري ر‬
‫محمد ال ارجي‬
‫الطبعة األولى‪ :‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ 2017‬م ‪ 1439 -‬هـ‬

‫ردمك ‪978-614-01-2385-4‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫الدوحة ‪ -‬قطر‬
‫هواتف‪)+871( 1810349- 1810491- 1810494 :‬‬
‫اإللكتروني البريد ‪: 1914114 (871+) -‬فاكس‪E-mail: jcforstudies@aljazeera.net :‬‬

‫يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصويرية أو إلكترونية أو ميكانيكية بما في ذلك‬
‫التسجيل الفوتوغ ارفي والتسجيل على أشرطة أو أق ارص مقروءة أو بأية وسيلة نشر أخرى‬
‫بما فيها حفظ المعلومات‪ ،‬واسترجاعها من دون إذن خطي من الناشر‪.‬‬

‫التنضيد وفرز األلوان‪ :‬أبجد غ ارفيكس‪ ،‬بيروت ‪ -‬هاتف ‪)9611+( 785107‬‬


‫الطباعة‪ :‬مطابع الدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت ‪ -‬هاتف ‪)9611+( 786233‬‬
‫المحتويات‬

‫‪7‬‬ ‫ت ارجم الباحثين‬

‫‪44‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلعالم التقليدي والجديد في سياق تمدد اإلعالم االجتماعي وشبكاته‬

‫‪47‬‬ ‫د‪ .‬جمال زرن‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلعالم االجتماعي وتحوالت البيئة االت صالية العربية الجديدة‬

‫‪55‬‬ ‫د‪ .‬كمال حميدو‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الميديا االجتماعية‪ :‬المصانع الجديدة لل أري العام‬

‫‪98‬‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل الزين الحيدري‬

‫الفصل ال اربع‪ :‬استخدامات قادة ال أري العام الخليجي لشبكات التواصل االجتماعي‬

‫‪448‬‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمن الشامي‬

‫‪457‬‬ ‫خاتمة‪ :‬بالغة اإلعالم االجتماعي‬

‫‪5‬‬
‫ت ارجم الباحثين‬

‫جمال زرن‬
‫أستاذ اإلعالم واالتصال بقسم اإلعالم جامعة قطر‪ ،‬منذ سبتمرب‪ /‬يأ لول ‪ 3041.‬عمل قبل التحاقه‬
‫جبامعة قطر‪ ،‬أساًتاذ مشارًكا مبعهد الصحافة وعلووم اخببوار تب ونس‪،‬‬
‫ودر‬
‫ّس جبامعات عربية خمتلفة‪ .‬حاصل على الدكتوراه يف اإلعالم وعلوى شهاديت ماجستري من جامعة‬
‫باريس ‪ 9‬و‪43.‬‬
‫تر‬
‫أّ‬
‫ّس وحود وووت تونولوجيوا‬
‫االتصال واإلعالم مبعهد الصحافة واخببار تب ونس بو عوام ‪ 3044‬و‪3041.‬‬
‫ُت‬
‫ُغ‬
‫ِّط‬
‫ّ اهتماماته البحثية البيئة اجلديد ال لتصال‪ ،‬وأبالقيات اإلعالم‪ ،‬واالتصوال‬
‫السياس ‪ ،‬وقضايا اإلعالم العربو ‪ .‬صدر له كتاب "تدويل اإلعالم العربوو‬
‫الوعاء ووع اهلوية"‪ ،‬و"حتوالت املشهد االتصايل بالبحرين التنظويم اهليولو‬
‫والتشريعات"‪ ،‬و"إعالم اخلدمة العامة يف العامل العربو اخلصائص‪ ،‬والرهانوات‪ ،‬والتحديات"‬
‫واثوا‬
‫يضا أ ً‬
‫باالشتراك مع الدكتور معز بن مسعود‪ .‬ونشر أ ً‬
‫عوَد‬
‫ّ يف‬
‫جمالت عربية وأجنبية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫كمال حميدو‬
‫يعمل‬
‫حالي‬
‫ّا أستا ًًذا لإلعالم واالتصال جبامعة قطر‪ ،‬وباحًثا يف مركز الوسائط املتعدد جبامعة ميتس بفرنسا‪.‬‬
‫حاصل على شهاد الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا‪ُ .‬تغ‬
‫ِّط‬
‫ّ اهتماماتوه البحثيوة االتصوال امليسسو والعالقوات العاموة كامتداد لألوات اليت قام هبا‬
‫على مستوى دراسات املاجستري‪ ،‬مث سوسويولوجيا التليفزيون ووسائل اإلعالم احلديثة واستخدامات‬
‫املتلق وإشوباعامم كامتوداد النشغاالته البحثية على مستوى الدكتوراه‪ .‬كموا تنطلو اهتماماتوه‬
‫البحثيوة املرتبطة اب لتليفزيون والوسائط الذكية من الرغبة يف فهم وتفسري توثثري تتوياموا‬

‫‪8‬‬
‫وآليات عملها ومنظوماما على عملية التغري الثقايف واالجتمواع ‪ ،‬وكوذا علوى اإلدراك والعمليات‬
‫املعرفية‪ .‬له كتاب اب لغة الفرنسية حوول التوثثري ات الثقافيوة واالجتماعي ة لتليفزي ون‪ ،‬كما ك ان أحد‬
‫الوتاب املسواني يف معموم املفواهيم احلديثة إللعالم واالتصال ض من املشروع العربو لتوحي د‬
‫املصطلحات الصوادر‬
‫سنة ‪.3041‬‬

‫عبد اهلل الزين الحيدري‬


‫أستاذ باحث علوم اإلعالم واالتصال بقسم اإلعالم يف جامعة قطر‪ .‬حصول‬
‫على ال دكتوراه يف عل وم اإلع الم واالتص ال من جامعة ب وردو الفرنس ية ‪ 4897.‬يهتم‬
‫ً‬ ‫حالي‬
‫ا بدراسة حقيقة‬ ‫ّ‬
‫التَ‬
‫اهج ب العلوم السيما ما يتعل بالتواصول بو علووم‬ ‫ّن ُ‬
‫اإلع الم واالتص ال واحلق ول املعرفي ة اخ برى‪ ،‬يف جم ال العل وم اإلنس انية واالجتماعي ة‪ ،‬ويعترب ذلك‬
‫ضرور علمية ينب غ العمل وقيقتوها لتصود مل ملنظوموة الوتفوري التبس يط الس ائد باخلص وص يف‬
‫حقل اإلعالم واالتصال‪ .‬له العديد من املي فل وات‬
‫العلمية يف جمال الصور والتليفزيون‪ ،‬وجمال الصوناعات اإلعالميوة والثقافيوة‪،‬‬
‫وجمال امليديا اجلديد واخبالق‪ ،‬مث ل "اإلعالم اجل ديود النظوام والفوض وى"‪ ،‬وك ذلك العدي د‬
‫ة‬ ‫الت علمي‬ ‫ور مبم‬ ‫ات املنش‬ ‫من الدراس‬
‫تو‬
‫َ‬
‫ّمة عربيوة وفرنسوية‬
‫وإجنليزية‪.‬‬

‫عبد الرحمن الشامي‬


‫أستاذ مشارك بقسم اإلعالم بولية اآلداب والعلوم جبامعة قطر‪ ،‬وأستاذ بوليوة‬
‫اإلعالم جامع ة ص نعاء‪ .‬ش غل منص ب عمي د كلي ة اإلعوالم جب امعوة صونعاء ‪) )3041-‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ ،3043‬ورئيس قسم اإلذاعة والتليفزي ون بالولي ة فن سوها )‪ ،)3043-3040‬ون ائوب عمي د‬
‫كلية الفنون اجلميلة جبامعة احلديد ‪ ،‬ورئيس قسم الفنوون السومعية واملرئيوة‬
‫)‪ ،)3001-3005‬كما عمل مسيول اإلعالم واالتصال بصوندوق اخموم املتحود‬
‫لسوان بصنعاء ) ‪ ،)3004-3040‬وهو‬
‫حاًّلي‬
‫ّا احملرر املسيول عن النسخة العربية مون‬
‫دورية إعالم الشرق اخوسط ‪ Media) East Middle of .)Journal‬حصل الشوام‬

‫‪8‬‬
‫على الدكتوراه يف الصحافة واإلعالم من جامعة اخزهر مبصر‪ .‬وهو عضو يف عدد من‬
‫ش ََر أكثور مون‬
‫اجلمعيات العلمية منها اجلمعية العربية اخمريكية خساتذ االتصال‪ .‬وَن َ‬
‫عشرين وًثا يف جمالت علمية تومة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تزداد ال ثتث ريات اهالئلة إللعالم اجلديد مع تعاظم انتشار اإلعالم االجتمواع‬
‫د‬ ‫ومت‬
‫ّد شبواته يف عالقات اخف راد وِبَنى امليسسات وهياكل املنظموات وال ودول‪ ،‬وذلك اتساًقا م ع‬
‫وم‬ ‫ها الي‬ ‫والت العميقة اليت نعيش‬ ‫التح‬
‫اجت ً‬
‫ماعي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫وثقافًي‬
‫اسويا‬
‫ا وسي ًّ‬ ‫ّ‬
‫ادي‬ ‫واقتص‬
‫ّا يف ظل س ريور اجملتمع الش بو ‪ ،‬الس يما ثتث ري ات اإلع الم االجتماع يف البني ة اإلعالمي ة التقليدي ة‬
‫واالتص الية اجلدي د ‪ .‬ويش مل هذا التوثثري أيض ًوا الب يئوة السياس ية والفاع ل فيه ا‪ ،‬بل امت د إىل اجمالل‬
‫اخكادمي ‪ ،‬وحتديًدا اخنساق النظريوة‬
‫)اخطر التصورية واإلجرائية) الوالسيوية املفُ َس ر للظواهر اإلعالمية‪.‬‬
‫وتظهر القدر الفعلية هلذا النوع من اإلعالم على ال ثتث ري يف حالة االنودما‬
‫واالنصهار اليت نراها حاليًّا ب امليسسات الصحفية والشبوات التليفزيونية العاملية ومنصات اإلع الم االجتماع ‪،‬‬
‫اليت أنتمت بيئ ة اتص الية ج ديود تتم واوز الب نيوة اإلعالمي ة التقليدي ة؛ يس تعيد فيها االتص ال دوره‬
‫املركزمل يف تفسري الواقع‪ ،‬وتنوزع فيها التفاعلية واخفقية ودميقراطية االتصال ص فة "اجاللل ة" )القداس ة)‬
‫صا الصحافة املوتوبة‪ .‬كما فرضت حالة ال تزاو هذه ‪-‬ي ف ظول‬ ‫من اإلعوالم التقليدمل‪ ،‬بصو ً‬
‫البيئ ة االتص الية اجلدي د ‪ُ -‬أ ُط ًرا وقي ًم ا جدي د يف إنت ا احملت وى‪ ،‬ومنظ وراً‬
‫اري‬ ‫إبب‬
‫ما هل ذا احملتوى‪ .‬وهنا‪ ،‬توربز س لطة اإلع الم‬ ‫ّوا خمتلفًا للمتلق الذمل أصبح يتفاعل مع مضامينه‪ ،‬ومُْنِت ً‬
‫‪0‬‬
‫االجتماع وقوته التثثريية يف النشا اإلببارمل واإلعالم لتلوك امليسسات والش بوات التليفزيوني ة‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل أكادميي وبواحث ينحتوون مصطلحات جديد ‪ ،‬مثل "اإلعالم التقلي دمل اجلديد" و"اإلعالم‬
‫يضوا‬
‫اهلم "؛ تعوب يًًرا عن تفاعل اإلعالم التقليدمل مع متغريات البيئة االتصالية اجلديد ‪ ،‬وإقوراراً أ ً‬
‫بالسلطة أو القدر ال ثتث ريية إللعالم االجتماع يف تغيري قواعد وسالسول إنتوا‬
‫ار وتوزيعها‬ ‫اخبب‬
‫و ُ‬
‫حتو‬
‫ّل النموذ اإلببارمل العمودمل يف اإلعالم التقليدمل باجتواه‬

‫‪0‬‬
‫وما‪ .‬وبفعل هذا‬
‫النموذ اخفق التشارك املفتوح يف املمارسة اإلعالمية عم ً‬
‫وح الوذمل‬ ‫ق التشارك واملفت‬ ‫وذ اإلببارمل اخف‬ ‫النم‬
‫َ‬ ‫كر‬
‫ّسوه‬
‫اع‬ ‫الم االجتم‬ ‫اإلع‬
‫حَتو‬
‫ّل اخف راد إىل مص ادر فاعلة وَنش ِوَطة يف إنت وا املض وام اإلعالمي ة وتوزيعه ا‪،‬‬
‫وميُ َِث‬
‫ا‬ ‫ًا يف إنت‬ ‫رَ أيض‬ ‫ّ‬
‫ال َتَمُث‬
‫ّالت واملعاين والقيم واحلقائ عورب‬
‫ا؛ حيث‬ ‫دات وتطورام‬ ‫ات اخح‬ ‫ع جمري‬ ‫التفاعل م‬
‫و‬ ‫َم‬
‫اع‬ ‫المُ االجتم‬ ‫ّن اإلع‬
‫ُ‬
‫ّ امل وواط ََن من يإ ص ال ص وته "إىل من يهم ه اخم ر"‪ ،‬وك ذلك املش اركة يف احلي ا العامة‬
‫بوالرأمل والنقاش العام‪ ،‬وتووين االجتاهات واخفوار؛ اخمر الذمل مسح بإعاد توزيع عالقة الق و‬
‫ا ُيمَس د‬ ‫ة‪ .‬وهو م‬ ‫ع وميسساته املختلفة والدول‬ ‫راد واجملتم‬ ‫ب اخ ف‬
‫فعليً‬
‫ّا سلطة اإلعالم االجتماع وقوته ال ثتث ريية املنتمة خولويات وأجندات إببارية أفقية تزداد‬
‫دمل‪ ،‬واجمالل‬ ‫ام التقلي‬ ‫أن يتها يف اجمالل الع‬
‫َالر‬
‫ذمل‬ ‫وح ال‬ ‫قّ م املفت‬
‫تت َ‬
‫حو‬
‫ّل فيه ظواهر شخصية أو فردية إىل رأمل عام وطين‪ ،‬وظاهر تلية أو وطنية إىل ظاهر رأمل‬
‫ع ام دوي ل‪ ،‬كما نت تقل فيه قض ية أو حالة عادي ة إىل حالة اس تقطاب قومل حتظى بنف ووذ إع الم‬

‫‪0‬‬
‫واسع‪ ،‬السيما القضايا املرتبطة ورية الرأمل والتعبري وحقووق اإلنسوان‬
‫عمومًا‪.‬‬
‫وتشري هذه التحوالت اجلارية يف البيئة االتصالية اجلديد وعالقوة املتلقو مبحيطه االجتماع والسياس‬
‫إىل أن سلطة اإلعالم االجتماع وت ثرياته امتودت أيضًا إىل احلقل اخكادمي )علوم اإلعالم‬
‫واالتصال)؛ اف لنظريات اإلعالمية التقليدية اليت ظلت‬
‫ُتمَث‬
‫ّل‪ ،‬منذ أوائل القرن العشرين وحىت هنايته‪ ،‬مودابل نظريوة لفهوم‬
‫الظواهر اإلعالمية والقضايا املرتبطة باالتصال اإلنساين‪ ،‬ولتفسوري العالقوة بو متغرياما‪ ،‬مل يعد معظمها ميلك‬
‫تلك القو التفسريية‪ .‬فالنموذ اإلببارمل العمودمل‬
‫الذمل‬
‫ُيَمث‬
‫ّلُه اإلعالم التقليدمل ُمْسَتِنًدا النتقائية حارس البوابة يف ترتيوب اخجنود‬
‫ومَتمَاِوًزا ما يراه فاقًدا خية قيمة إببارية ورمبا اعترب اجلهوات‬ ‫ما ِِه ًًال ُ‬
‫اإلببارية؛ ُمَت َ‬
‫خلُه اإلعالم االجتماع الذمل أعاد‬ ‫خْل ِ‬‫الفاعلة يف اخببار أصواًتا غري مشروعة‪ ،‬سُي َ‬
‫لتلك اخصوات قيمتها بإبرازها يف هرم اخجند اإلببارية؛ اخمر الذمل يسواعدها‬
‫على احلضور والتمو مقابل الغياب واإلقصواء يف بنيوة اإلعوالم التقليودمل‪ .‬وتستدع هذه التغريات‬
‫إعاد النظر يف نظرية ترتيب اخولويات بعود أن أصوبح‬

‫‪0‬‬
‫ق ‪-‬‬ ‫اع يفسح للمتل‬ ‫الم االجتم‬ ‫اإلع‬
‫أيً‬
‫ّا كان موقعه ووزنه‪ -‬اجمالل ملشاركة اخببار‬
‫وإنتاجها وتوزيعها وت ووين اخف وار واالجتاه ات وإمواني ة ال ثتث ري يف الرأمل الع وام؛ فلم َت ُع د‬
‫دها‬ ‫دمل وح‬ ‫الم التقلي‬ ‫وسائل اإلع‬
‫و‬ ‫ُتش‬
‫ّل اجمالل الع ام وميمن علي ه‪ ،‬ب ول إن تط ورات البيئ ة االتص الية اجلدي د يت ش ر على‬
‫حُتو‬
‫ّل اإلعوالم االجتمواع باجتواه‬
‫ا‬ ‫ياق م‬ ‫د أن نشث يف س‬ ‫ة ‪-‬بع‬ ‫اجلماهريي‬
‫م‬ ‫ُيس‬
‫ّى بو "إعالم الفرد" و"إعالم الونحن‪"-‬‬
‫ا‬ ‫ات "إعالمً‬ ‫ذلك ب‬ ‫وب‬
‫مجاهرييً‬
‫ّا بي د اخف راد االجتماعي ‪ ".‬وإذا كان اإلع الم االجتماع ق د جعل املس تخدم يف مركز العملي ة‬
‫االتصوالية‬
‫ُمتلَِقي‬
‫ومرْ ِِس ًالً‪ ،‬فإن ذلك‬
‫ومْنِتمًا ُ‬
‫وم ِشارًكا ُ‬ ‫ّا ُ‬
‫ُيَمث‬
‫ّل أحد مفاعيول سولطته وقوتوه‬
‫ال ثتث ريية اليت تت يح لألفراد واجملتمعات االفتراضية املشاركَة يف النقاش وإبداَء الورأمل يف قضايا الشثن الع ام‪،‬‬
‫دون أمل شعور بواخلو أو الوقووع يف َأس ْو ِرِ العزلوة االجتماعي ة عن البيئ ة احمليط ة‪ ،‬حىت‬
‫إذا ك ان ه ذا الرأمل ُمناِقض ًا لالجت واه الس وائد أو رأمل اخغلبي ة‪،‬‬
‫َو‬ ‫وُيش‬
‫ّل ذلك ابتباًرا آبر لصحة فرضيات نظرية دوامة الصومت اليت وضعت ُأُسَسها الباحث ة اخمالني ة‬
‫إليزابيت نويل نيومان يف النصف اخول مون س بعينات القرن امالض ‪ .‬وتف ترض هذه النظري ة أن‬
‫ا‬ ‫الم عنودم‬ ‫وسائل اإلع‬
‫‪0‬‬
‫تبنَ‬
‫ّوى اجتاهات معينة بالل فتر زمنية تدد فإن قسًما كبرًيا من اجلمهوور يتحورك يف االجت اه الذمل‬
‫تدعم ه وسائل اإلع الم نتيمة ال ثتث ري ال ذمل حتدثه يف ه ذا اجلمه ور ومن مث‬
‫يتشوَ‬
‫ّل الرأمل العام ُمتنَاِغًما مع اخفوار والقض ايا اليت ت دعمها تلك الوسائل‪ .‬أما اخف راد املعارض ون‬
‫هلذه اخفوار أو تلك القضايا فإهنم يتخذون موقف الصمت جتنبًا للعزلة االجتماعية عن البيئ ة احمليطة‪،‬‬
‫أيضا اجملموعات الص غري ‪ ،‬يف‬ ‫وه الفرضيات اليت َتفِْقد ُحم يَتها يف تفسوري مركزية املتلق ‪/‬الفرد‪ ،‬و ً‬
‫العملي ة االتص الية لتعبري عون آرائهم وأحيانً ا املسانية يف ت ووين اخف وار واالجتاه ات‪ ،‬وتشويل‬
‫رأمل عام حوول قضايا متس احليا اليومية لمواطن قد ي وون القسم اخكرب من اجلمهور أو‬
‫االجتاه‬
‫الس ائد ج زءاً من هذا الرأمل الع ام‪ .‬وجيعلنا ذلك أم ام متغري ات وحق وائ جديود ؛ حيث‬
‫تستدع مر أبرى البيئة االتصالية اجلديد إعواد النظ ور يف اخنس واق والنماذ النظري ة التقليدي ة‬
‫لفهم وتفسري الظواهر والقضايا اإلعالمية‪ ،‬مثل عوامول وسياقات تشويل الرأمل العام‪ ،‬كما سنرى‬
‫يف مباحث فصول هذا الوتاب الوذمل‬

‫‪0‬‬
‫يتماوز ربط السلطة اليت متيز اإلعالم االجتماع وت ثرياته باحلتمية التونولوجيوة اليت جتعل وسائل اإلع الم‬
‫ع؛‬ ‫دد لطبيعة اجملتم‬
‫اً‬ ‫ه‪ ،‬وت‬ ‫داًدا لإلنسان وحواس‬ ‫امت‬
‫ُتشوِ‬
‫ّل الظ رو احمليطة به وكيفي ة معاجلته ملش اكله؛ خن التونولوجيا نفس ها ليست‬
‫منبَت‬
‫ّوة عن بيئتها والتحوالت اجلارية اليت أشرنا إليها )اجملتمع الشبو )‪ ،‬وهو موا جيعول‬
‫دداً‬ ‫بوية ت‬ ‫ة الش‬ ‫التفاعل أو العالق‬
‫جوهرًي‬
‫ّا لصلة التونولوجيا مبحيطها االجتمواع‬
‫والثقايف والسياس واالقتصادمل‪ .‬ل ذلك‪ ،‬ف إن‬
‫ذا‬ ‫د ه‬ ‫ه‬
‫امليُ َل‬
‫ّف اجلماع ‪ ،‬الذمل يشتمل على أربع أوراق وثية‬
‫نشرها مركز اجلزير لدراسات بالل العام ‪ ،3047‬هو إبراز مظاهر سلطة اإلعالم‬
‫االجتماع والقو ال ثتث ريية لشبواته يف منظومة اإلعالم التقليدمل‪ ،‬والتحوالت اليت‬
‫وما بفعل حالة التزاو واالنودما مع منص ات‬ ‫عرفتها مهنة الصحافة واملمارسة اإلعالمية عم ً‬
‫التواصل االجتماع ‪ .‬كما يه د الوت اب إىل إب راز بصوص ية الب نيوة االتص الية اجلديد يف اجمالل‬
‫العربو مث معاين حتووُّل السولوك االتصوايل عنود‬
‫وم ا‪ ،‬وكيف‬ ‫املستخدم العربو باجتاه شبوات التواصل االجتمواع واإلعوالم االجتمواع عم ً‬
‫باتت هذه الوسائط واملنصات "مصانع جديد " لتووين االجتاهات واخفوار والرأمل الع ام بع د أن‬
‫امتد ثتث ريها ونفوذها وسط اخفرد وقاد الرأمل سواء‬
‫بسواء‪.‬‬
‫ويف ضوء ذلك‪ ،‬يرصد الوتاب يف الفصل اخول بقلم اخكادمي ‪ ،‬مجال زرن‪،‬‬
‫اجلدلَ الدائَر واملتنام يف احلقل اخكادمي واملهين حول تدابل العالقة ب كل من‬
‫ظ اهر اإلع الم التقلي دمل واإلع الم اجلدي د يف س ياق مت ودد اإلع والم االجتمواع ومنص اته‪،‬‬
‫ا‬ ‫ا تعر ًيف‬ ‫د ًم‬ ‫دودنيا‪ ،‬ومقُ َ‬ ‫اح‬ ‫مراج ًع‬

‫‪0‬‬
‫نظرًي‬
‫ا‬ ‫ا وتثطر ًي‬ ‫ّ‬
‫دًاللي‬
‫ّ ا لش بوات التواصل االجتم اع واإلع الم االجتم اع ‪ .‬وي تب ع كيف اس وتطاعت اخ دوات‬
‫االتصوالية االجتماعي ة أن توسب كل يوم مواق ع جديد يف حي ا اخف راد وامليسسات كانت غائب ة‬
‫عن اإلع الم التقلي دمل‪ ،‬ويوشف موامن الق و ال ثتث ريي ة لوس وائل التواص ول االجتم اع يف‬
‫مُت‬
‫ُّث‬
‫ّالت اخفراد وعالقتهم بوسائل اإلعالم‪ ،‬اليت أصبحت باضوعة‬
‫أيض ا جس ورًا جديد ب التليفزي ون يف هيئته التقليدي ة‬
‫الي وم إىل التفاعل احل يين والفورمل من بالل التعلي ‪ ،‬وأسَّست ً‬
‫والتليفزيون وهو يلوتحم بشووبات التواصول‬

‫‪0‬‬
‫ا‬ ‫اع ‪ .‬كم‬ ‫االجتم‬
‫غَي‬
‫ّر اإلعالم االجتماع مهنة الصحافة اليت تواجه العديود مون اهلزات املهني ة وأبرى هال عالق ة‬
‫وو‬ ‫وحف ه‬ ‫ود الص‬ ‫ع؛ إذ مل يع‬ ‫بتموقعها يف اجملتم‬
‫ِ‬ ‫املتحو‬
‫ّ م وا ل‬
‫املطَ‬
‫ّلع اخول على املعلومة واخلرب حىت ني شرنيا يف وسوائل اإلعوالم التقليدي ة اليت مل تع د ه اخبرى‬
‫احململ الوحيد لنشر اخببار وتداوهال‪ .‬وقد راجع الدكتور‪ ،‬مجال زرن‪ ،‬جمموع تلك القضايا عرب‬
‫عدد من احمالور جيدها القوار يف‬
‫صفحات هذا الوتاب‪ .‬ويف‬
‫الفصل الثاين‪ ،‬يبحث الدكتور‪ ،‬كمال محيودو‪ ،‬يف بصوصوية البيئوة االتصالية اجلديد باجمالل العربو‬
‫ُمْسَتْوِشًفا تدداما ومرتوزاموا‪ ،‬والسوياقات االجتماعية والثقافية والسياسية ُالفُمَس َر لتحوالت‬
‫املنظومة االتصالية يف صويغتها‬
‫اجلديد ‪ ،‬مث دااللت تباين استخدامات ومركب فت ض يالت املسوتخدم العرب وو ملنص ات التواصل‬
‫االجتماع ‪ ،‬مث مسببات ومعاين وحيثيات السلوك االتصايل عند املستخدم العربو وت ثري ات التحوالت‬
‫االتصالية على آلية عمل الفضاء العوام يف العامل العربو ‪ُ ،‬مْنَطلًِقا يف تفسري متغري ات هذه البيئ ة من‬
‫احلتمية التونولوجية اليت نتمت عنها بنية فورية خمتلفة تت سم بطغيان املنط التشعبو االلبط عند موا‬
‫مسا يف همر ذلك اجليل خمتلوف‬ ‫ُيسم يه جبيل "التلمتيوس"‪ ،‬واليت كانت عام ًالً حا ً‬
‫أشوال ووسائل التواصل ا تل قليدية بشول أحدت قطيعة ب ذلك اجليول وجيول عصر الوسائط‬
‫املطبوعة الذمل فرض بنيته الفورية اخلطية على امتداد قرون منوذ‬
‫تعميم القراء والوتابة حىت هناية القرن العشرين‪.‬‬
‫ويناقش اخكادمي ‪ ،‬عبد اهلل الزين احليدرمل‪ ،‬يف الفصل الثالث‪ ،‬التغي َر َي العمي َ َ الذمل حدت يف‬
‫اخلارطة اإلبستمولوجية لممال العموم امليدياتيو ‪ ،‬بفعل تطور تونولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬و َ فََد َع‬
‫بظهور موجة جديد من التفوري املبين حوول‬
‫دور شبوات التواصل االجتماع‬

‫‪0‬‬
‫"الفع‬
‫ّال" يف توجيه الرأمل وصناعته‪ ،‬متسائ ًًال إىل‬
‫ح د دًا‬ ‫اع ُم َ‬ ‫بوات التواصل االجتم‬ ‫ار ش‬ ‫ون اعتب‬ ‫دى مي‬ ‫أمل م‬
‫قوًي‬
‫ّا يف بنواء الورأمل‬
‫صا أن نسب املستخدم يف العامل هل ذه الش بوات تزاي د كول يووم وهل احلض ور‬ ‫العام‪ ،‬بصو ً‬
‫املضاعف ملنصاما يف حيا الناس جمرد حتمية تونولوجيوة أم أنوه حضور فاعل يف حركة التغ ري‬
‫االجتماع وحاسم يف ابتياراتوه وهول باتوت‬

‫‪0‬‬
‫ة ُامل‬ ‫بوات االجتماعي‬ ‫الش‬
‫ََِو‬
‫ِّل‬
‫ّد احلقي ق لفعل االجتم اع مثلموا يل ووح يف ظ واهر اخح دات االجتماعي ة‪ ،‬والسياس ية‬
‫باخلصوص‪ ،‬كما ه حوال أحودات الربيوع العربو ‪ ،‬أو أح دات االنق الب العس ورمل الفاشل يف‬
‫تركيا‪ ،‬بالل يوليوو‪/‬متووز‬
‫‪ ،3044‬الذمل‬
‫هز‬
‫ّ احليا السياسية‬
‫تلي‬
‫ّا‬
‫وإقليمي‬
‫ّا‬
‫ودولي‬
‫ّا‬
‫ويتماوز الباحث‪ ،‬يف تاولة للفهم احلقيق ملورفولوجيا الفعل االجتمواع ‪ ،‬النظريات الوالسيوية واملعيارية‬
‫لعلوم االجتماعية الويت َتْسووُنها اسوتنتاجات ُمَنْمَذَجة وأرقام باهتة ال جتيب عن أسئلة اجملتمع‪،‬‬
‫ويتخط‬
‫ّى براديغم التبسيط القائم على البحوت الوصفية ودراسات اجلمهور‪ُ ،‬مْعَتِم ًًدا مقاربة نظرية حديثة؛‬
‫حيواول‬
‫تفويك عناصرها ضمن معادلة رياضية‪ ،‬ه اخوىل من نوعها يف الوشف عن قو ت ثري اإلعالم االجتماع‬
‫ال ذمل يص فه ب و "املص انع اجلدي د للرأمل الع ام"‪ ،‬يف إط وار ما ُيس َم ي ه باملقارب ة‬
‫"ال َت‬
‫همِي ة" اليت ت تيح تث بيت أس وس منهمي وة وإبس وتمولوجية جدي د لعل وم اإلع الم واالتص ال‬ ‫ّ َن ا ُ‬
‫ومتو‬
‫ِ‬
‫ة‬ ‫ّن من فهم أفضل لويفي‬
‫ور‬ ‫حت‬

‫‪0‬‬
‫ّك املعلوموات‬
‫وحتوُ‬
‫ّهلا من طاقة كامنة إىل قو فاعلة يف اجملتمع‪ .‬ويف الفصل الراب ع‪ُ ،‬يْبِرز ال دكتور عب د ال رمحن الشام‬
‫دور شوبوات التواصول‬
‫االجتماع يف ظهور ق اد رأمل ع ام جدد‪ ،‬ومت و ق اد الرأم ل التقلي دي مون ممارسوة‬
‫دورهم القيادم ل لوص ول إى ل مت ابعيهم على حن و أس رع‪ .‬ويركز هوذا الفصول عل وى‬
‫استقصاء استخدمات ق اد الرأمل الع ام اخلليم لشبوات التواص ل يف ظول احلصوار ال ذمل‬
‫فرضته السعودية‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬والبحرين‪ ،‬ومصور‪ ،‬علوى دولوة قطور يف ‪ 5‬يونيو‪/‬حزي ران‬
‫ًدا أهم املنص ات اليت يس تخدمها هي الء الق واد‬ ‫راص‬ ‫‪،3047‬‬
‫ومرَك‬
‫ّوب‬
‫فت ض يالمم يف إنت ا املض ام والقيم‪ ،‬ويبحث اس تخدامات ق اد الرأمل ال ديين اخلليم لش بوات‬
‫اع اليت‬ ‫ل ا ال ج ت م‬ ‫التواص‬
‫ُتَمِث‬
‫ظ‬ ‫ن ر ب وع‬ ‫لم‬ ‫ّ‬
‫وي‬ ‫افتراض‬
‫ّا‬
‫ولي‬ ‫وتواص‬
‫ّا‬
‫ي‬ ‫وتروج‬
‫ّوا‬
‫لمشاريع اخلر ية باصة يف أوقات املناسبات الدينية واخزمات ذات البعد الديين‪.‬‬
‫احملرر‬
‫‪3047‬‬ ‫الدوحة‪ ،‬أكتوبر‪/‬تشرين اخول‬

‫‪0‬‬
‫اإلعالم التقليدي والجديد‬
‫في سياق تمدد اإلعالم االجتماعي وشبكاته‬

‫د‪ .‬جمال زرن‬


‫أستاذ اإلعالم واالت صال بقسم اإلعالم في جامعة قطر‬

‫"مالذا ال ُنسم الصحافة صحافة فقط‪ ،‬وه اليت ميوننا أن منارسها مبختلف‬
‫اخساليب"‪ ،‬الرئيس التنفيذمل ملوقع "بازميتريوس" ‪)BuzzMetrics).‬‬

‫تقديم‪ :‬نهاية خطاب النهايات‬


‫د‬ ‫إىل زمن ليس اب لبعي‬
‫ُكَن‬
‫ّا نتابع وبشول متواتر شهادات وتصرحيات لنخبوة‬
‫)‪)1‬‬
‫‪3030‬‬ ‫من اخلرباء واملختص يف الشثن اإلعالم وعلم مستقبليات االتصال بثنوه م وع حلول س نة‬
‫أو حىت قبلها س تنته الص حافة الورقي ة‪ .‬البعض ذهب إىل أن س نة ‪ 3010‬ه الس نة اليت معها‬
‫د انقرضت‬ ‫ةق‬ ‫حافة املوتوب‬ ‫توون الص‬ ‫س‬
‫كًلي‬
‫ّا‪ .‬ميون‬
‫وصف مثل هذا اخلطاب خبطاب النهايات‬
‫‪ -‬هناية التليفزيون وهناية الشاشة الوبري ‪.‬‬
‫‪ -‬هناية ثقافة املوتوب وهناية الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬هناية اإلذاعة‪.‬‬
‫‪ -‬هناية اجلمهور وهناية التلق ‪.‬‬
‫‪0‬‬
Chamard, Marie-Eve; Kieffer, Philippe, “Presse: le "papier" est-il voué à )1)
disparaître?”, nouvelobs.com, 26 Août 2014, (Visited on 20 November 2016):
http://teleobs.nouvelobs.com/la-selection-teleobs/20140825.OBS7118/presse-
le-papier-est-il-voue-a-disparaitre.html

0
‫ة من‬ ‫ا حال‬ ‫إه ن‬
‫التَ‬
‫دائم‬ ‫ّْنمِيم ال‬
‫وكثَن‬
‫ّ املسثلة ب اتت سباًقا يف ق راء الغيوب‪ .‬ل وون علين ا أمام هذا اخلطاب الق ائم على النهاي ات‬
‫القول بثنه حىت مع النهايات توجد دائًما‬
‫ا زالت‬ ‫وم م‬ ‫ل ال ي‬ ‫دايات‪ ،‬فإى‬ ‫ب‬
‫ُتَيس‬
‫رض‪،‬‬ ‫واء اخ‬ ‫ل أرج‬ ‫الت يف ك‬ ‫ف وُتْبَعث جم‬ ‫ح ٌ‬ ‫ّس ص‬
‫وُتَيس‬
‫)‬
‫ّس كذلك تليفزيونات وإذاعات وبثموال طائلة وجبمهور متعطش‪ 1).‬يف ذات‬
‫اإلط ار‪ ،‬ف إن اس تطالًعا مليسس ة ري در دجيس ت أظه ر أن ‪ 70%‬من‬
‫ر‬ ‫ال ق‬
‫مِهَد ً‪ ،‬وأن عدد الناشرين تض اعف ث الت‬ ‫اّ ء اخمريكوي يعتربون ق راء الوت اب اإلل وتروين ُم ْ‬
‫مرات بالل السنوات العشر اخبري ‪ ،‬وأن أكثر من ثلث هي الء حي ق نس ب توزي ع ت تراوح ب‬
‫‪ 300‬إىل ‪ 100‬ألف نسخة‪ .‬كما أن اجلمهور املهتم باخببار يف اتساع كبري‪ ،‬ب ل يوجد حىت‬
‫ار‬ ‫راء اخبب‬ ‫لش‬ ‫عى إى‬ ‫من يس‬
‫إلوترونًي‬
‫ّا رغم ف ائض اخبب ار اجملانيوة الويت تشهدها الشبوة‪ .‬متر السنون والعش ريات وما هو ب اق‬
‫خِف اخلطاب الق ائم على‬ ‫هو حاجة الناس الدائموة إىل الصحافة من أبب ار وآراء‪ .‬هل ُي ْ‬
‫ه أن‬ ‫ر اد ل‬ ‫د ُي‬ ‫وويقية ملنتج جدي‬ ‫ة تس‬ ‫ات بلفي‬ ‫النهاي‬
‫يترس‬
‫ارع‬ ‫ذلك ُنس‬ ‫دمي ول‬ ‫و ا ن ال ق‬ ‫ّخ م‬
‫لعاَم‬
‫ع طب ول هناي ات الق دمي حىت وإن كان ما زال يف الق دمي مزاي ا‬ ‫ّة النواس تضوخيَمه وق ر َ‬
‫كم ا أن التمس وك خبط اب النهاي ات عم ز عن فت س ري اجلدي د ال ذمل س يح‬

‫‪0‬‬
‫ُُّل‬
‫ّ‬
‫ل‬ ‫ت‬
‫ّ القدمي املنته ‪ ،‬فيوفينوا عناء فت سري حتوالت املشهد الصحف القول إن الص حافة س تنته حىت‬
‫ُنَفس ر صالبة فور اإلعالم اجلديد واإلعالم االجتماع وشبواته‪ .‬إذن‪ ،‬هل يصح القوول بوثن‬
‫بطاب النهايات لشرح اإلعالم اجلدي د وحاالت التموقع اليت تعيشها امليودي ا هوو عب ار عن‬
‫مظه ر من مظ اهر بط اب اخي ديولوجيا ال ذمل يري د أن يس تحوذ‬
‫فورًي‬
‫ّا على مبحث االتص ال يف جتليات ه السوس يولوجية اجلدي د وبعي ًدا عن أم ل جهد وث يف تب ع‬
‫جغرافية كل تلك التحوالت‪ .‬إن بطاب النهاي ات تبسيط علم وجوب التوذكري مبحاذيره‬
‫ر‬ ‫ومن أث‬
‫و‬ ‫تش‬
‫ّهاته اإلبستيمولوجية على السرديات الوربى يف علوم اإلعالم‬
‫واالتصال وحنن يف بداية هذا املبحث‪.‬‬

‫" ‪Best‬‬ ‫)‪ )1‬يف شهر مارس‪/‬آذار من سنة ‪ 3044‬أصدرت جمموعة ‪ Digest" "Reader’s‬جمل وة‬
‫‪ "Health‬وه جمل ة خمصص ة لنس اء‪ ،‬متم بالص حة وا تل غذي ة وج ود احلي ا ‪ .‬ويف نف وس الش هر‬
‫أصدرت اجملموعة الفرنسية "‪ "Prisma‬جملة نسائية جديد امسهوا "‪ "Femmes‬يف‬
‫اخسواق منذ صيف ‪3044.‬‬

‫‪0‬‬
‫هل تناول موضوع العالقة ب اإلعالم التقليدمل واإلعالم اجلديد هو حديث عن‬
‫اإلعالم والصحافة بوصفهما ظاهر اجتماعية ُمَتمَد د أم حديث عن أوعية الصحافة‬
‫إذا ما كان اخمر يتع ل وديث هل الص حافة باقي ة أم زائل ة بوج ود ال ورق أم ال رقم‬
‫فإن اجلواب بسيط إن حاجة اإلنسان إىل اخببار وحتليلها قدمية قدم اإلنسان‪ ،‬أما أن‬
‫َُنم م‬
‫ونتخَي‬
‫ّ ل كي ف س توون ه ذه الص حافة ‪-‬بر ًب ا ورأ ًي ا‪ -‬على هيئ ة ال ورق أم ال‬
‫َّرَ‬
‫قّ م فإ نا نعتقد أن لول فرد سبيله ولول أمة طريقها ول ول حضار سياقاما؛ إذ سيعترض نا من‬
‫سيستق اخبب ار من الصحف فقط وآبر من اإلن ترنت فقط‪ ،‬وآبر يف الصوباح من الص حف‬
‫ويف املساء من اإلنترنت‪ ،‬وآبر من التليفزيون وغريهم من أشوال قود‬
‫ت وون بدائي ة على هيئ ة ن واد أو جمالس قبلي ة أو قروي ة أو أسرية‪.‬‬
‫ملاذا إذن عوض أن نثري سيال هل الصحافة الورقية باقية ال نثري سيال هل‬
‫الورق أو‬ ‫ا زالت قائمة أم ال ب‬ ‫حافة م‬ ‫احلاجة إىل الص‬
‫َالر‬
‫ا حاجة‬ ‫ود دائ ًم‬ ‫دمل توج‬ ‫قّ م أو الورب‬
‫ماس‬
‫ّة إىل هذه الظاهر االجتماعية ووظائفها النبيلة واليت َحوِرمل بنوا‬
‫إثار إشوالية نوعية اخببار وموضوعيتها واستقالليتها ومدى بدمتوها للصوا الع ام عوض التنميم‬
‫)‬
‫بقاء الصحف الورقية من عدمه‪ 1).‬أبع د من ذلوك‪ ،‬مل يعود احل ديث‪ ،‬وحنن يف بداي ة س نة‬
‫‪ ،3047‬عن تقلص حضور الصحافة املوتوبة بول إن كل اإلحصائيات يف أغلب الدول اخوروبي ة‬
‫وأمريكا الالتينية وحوىت منوها دول عربي ة تيكد أن الفئ ة العمري ة ‪ 49-15‬س نة تس تمد أببارها‬
‫)‬
‫من ش بوة اإلن ترنت بع د أن كانت إىل زمن ليس بعي د تعتمد على التليفزي ون‪ 2).‬أبع د من كل ما‬
‫ُذكر‪ ،‬هو أن النس بة الغالب ة هل ذه الفئ ة واليت ب اتت ال تعتمد ال علوى الصوحف وال عل وى‬
‫التليفزيون ملتابعة اخببار أصبحت تعتمد على اهالتف اجلوال الذك املرتبط علوى‬
‫‪Habermas, Jürgen, “Il faut sauver la presse de qualité”, Le Monde, 21 Mai‬‬ ‫‪2007,‬‬

‫‪0‬‬
(Visited on 1 February 2017): )1)
http://www.lemonde.fr/idees/article/2007/05/21/il-faut-sauver-la-presse-de-
qualite-par-jurgen-habermas_912817_3232.html
‫ ترمجوة حسوام‬،‫ جيل اإلنترنت كيف يغري جيل اإلنترنت عاملنا‬،‫ دون‬،‫تابسووت‬
3043). ، ‫ القاهر‬،‫ )كلمات عربية‬،‫بيوم تمود‬ )2)
http://faculty.mu.edu.sa/public/uploads/1453651631.2009raffy.ws_e13765213
52_.pdf

0
‫مدار الساعة مبنصات شبوات التواصل االجتماع كمصدر رئيس لتصفح اخببار اليت تضخها وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية‪ .‬من كان قد‬
‫تنب‬
‫ّث بول هذه التحوالت وبول‬
‫هذه الثور اليت بات يعيشها املشهد اإلعالم واالتصايل الدويل بعد عرض‬
‫هذا التقدمي نقول إن الفور من وراء دراسة ظواهر شوبوات التواصل االجتماع يف عالقتها‬
‫باإلعالم التقليدمل تعود إىل تبع كيف اسوتطاعت هذه اخدوات االتصالية أن توسب كل يوم‬
‫يضا‬ ‫مواقوع جديود يف حيوا اخفوراد وامليسسات كانت غائبة عن اإلعالم التقليدمل‪ .‬كما علينا أ ً‬
‫إثار كيف‬
‫غي‬
‫ّرت وسائل التواصل االجتماع عالقتنا بوسائل اإلعالم كما أن هذه الشبوات قود‬
‫غي‬
‫يضا ظرو عمل الصحفي½ وكيف عليهم أن تي ثقلموا موع كول هوذه التطورات‬ ‫ّرت أ ً‬
‫اهالئلة اليت باتت تعيشها مهنة الصحافة إن مراجعة حودود شوبوات‬
‫التواصل االجتماع ضرورية يف عالقتنا بوسائل اإلعالم كموواطن½ وصوحفي½‬
‫يضا‪.‬‬‫ومسيول½ عن الشثن العام أ ً‬
‫هوذا على اجلميع أن يع أن بطاب النهايات يف عالقته اب مليديا قد انتوهى‬
‫منذ أن أصبح كل ش ء‬
‫رًقمي‬
‫)‪)1‬‬
‫ّا ‪ ،‬وأن ُيل ِِق اجلميع احلمر الوذمل بو½ يديوه‪.‬‬
‫سنحاول من بالل هذا البحث مراجعة الرؤية وعرض مجلة مون اإلشوواليات‬
‫املتصلة باإلعالم التقليدمل واإلعالم اجلديد وعالقتوهما بواإلعالم االجتمواع‬
‫وشبواته واليت ميون حصرها يف احمالور اآلتية‬
‫‪ -‬ثور اإلعالم اجلديد اجلديد يولد من أحشاء القدمي‪- .‬‬
‫اإلعالم اجلديد واإلعالم االجتماع من ديوتاتورية اخرقام إىل حشد بال‬
‫وجه‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم التقليدمل واإلعالم اجلديد من منظور اإلعالم االجتماع وشبواته‪.‬‬
‫‪1‬‬
.‫اإلعالم االجتماع وإعاد توزيع اخدوار‬ -
‫أية عالقة‬ ‫اإلعالم التقليدمل واإلعالم اجلديد وشبوات التواصل االجتماع‬ -
Alejandro, Jennifer, “Journalism in the age of social media”, Reuters )1)
Institute, (University of Oxford, 2010), (Visited on 11 December 2016):
https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/Journalism%20in%2
0the%20Age%20of%20Social%20Media.pdf

1
‫‪ 1-‬ثورة اإلعالم الجديد‪ :‬الجديد يولد من أحشاء القديم‬
‫عند إثارتنا ملفهوم اإلعالم اجلديد علينا اإلقرار بثنه مبحث دسم‬
‫فوري‬
‫ّا‪ ،‬وأن‬
‫أكثر ما يستوقفنا فيه هو غموض مصطلح "اجلديد" وتعريفه‪ .‬وتوجد عاد عنود‬
‫اإلنسان رغبة يف احمالفظة على القدمي؛ خن التغيري يوون عواد مصوحوًبا بعود‬
‫تنازالت ورمبا تضحيات وبسار لبعض املواسب اليت اعتاد الفرد التعايش معها‪ .‬إذن‪ ،‬فاجلديد يوون‬
‫ضا وغري معروفة مالته النهائيوة لوذلك نصوادره‬ ‫عاد غام ً‬
‫وخنشاه‪ .‬هوذا‪ ،‬ب½ الرغب ة يف احمالفظة على التقلي دمل؛ خننا نعرف ه وتعودنا عليوه‪ ،‬وسع لتمنب‬
‫اجلديد؛ خنه جمهول‪ ،‬يعيش املشهد اإلعالم واالتص ايل ال دويل حالة من التم اذب املهين والفورمل‬
‫واالقتصادمل ب½ إعالم تقلي دمل تافظ وإعالم جديد ثورمل وب ديل‪ .‬واجلديد يف اإلعالم اجلدي د هو‬
‫ور مل‬ ‫وا البش‬ ‫ديود يف حي‬ ‫اج‬ ‫زواي‬
‫تي طرَ‬
‫تطاعته‬ ‫دمل أو ليس باس‬ ‫الم التقلي‬ ‫ّق هال اإلع‬
‫التطرُ‬
‫ا جيعل منه اب لفعل‬ ‫ياقات‪ ،‬وهو م‬ ‫ة أو الس‬ ‫هن التقني‬
‫ّق إليها ومعاجلتها ووم َو َ‬
‫دي‬ ‫تقلي‬
‫ّا يف مقارنتنا له باإلعالم اجلديد‬
‫ات‬ ‫ذمل ب‬ ‫ال‬
‫ل‬ ‫حيت‬
‫ادر علوى الولوو إليهوا‪.‬‬ ‫ّ هوامش مل يعد اإلعالم التقليدمل قو اً‬
‫فمش اركة املتل ق يف عملي ة النشر‪ ،‬ومقدرته على التفاعل مع احملتوي ات اإلع الميوة‪ ،‬وإنت ا املعلومة‬
‫واليت ق د ترتق يف بعض اخحيان إىل قيمة اخل رب الوذمل يوثيت ب وه الص حف ه كلها مناط‬
‫كانت تظور على اإلعوالم التقليودمل ُممَ َّسو ًًدا يف‬
‫)‪)1‬‬
‫الصحافة املوتوبة واإلذاعة والتليفزيون يف هيئتهما التناظرية وحىت الرقمية‪.‬‬
‫ال جيب علينا أن نتوقف كثرًيا عند مصطلح القدمي أو اجلديد؛ خنوه وبوول بساطة فإن القدمي‬
‫ويف فتر تارخيية ما وضمن سياق تدد كان جدي ًًدا‪ ،‬وأن اجلديد الذمل حنن بصدد البحث فيه‬
‫‪1‬‬
‫)‬
‫قدميا‪ 2).‬لذلك يعتقد‬
‫والتهليل مبزاياه سيصبح يومًا ما ً‬
‫العديد من الباحث½ أنه من ُحسن احلظ أنه ما زالت توجد وسائل إعالم تقليديوة؛‬
‫‪Seban, Alain, “Médias traditionnels, nouveaux medias”, Ministère de la‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪culture et de la communication, 25 Octobre 2004, (Visited on 11 December‬‬
‫‪2016):‬‬
‫‪http://archive.dgmic.culture.gouv.fr/article.php3?id_article=797‬‬
‫صادق‪ ،‬عباس مصطف ‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ :‬املفاايي ااوسااا ل ااوتيقيتاا ‪) ،‬دار‬ ‫)‪)2‬‬
‫الشروق‪ ،3009) ،‬ص ‪173.‬‬

‫‪1‬‬
‫ألهنا هي اليت تنرينا اليوم وبشكل موضوعي وصحيح عن أخبار الناس واجتاهاا‬
‫الرأي العام خاصة يف اجملتمعا الدميقراطية‪ ،‬وأيض ًا تلك اليت تعيش حالة انتق اا دميقراطي‪ .‬وق د‬
‫ذا‬ ‫دأ ه‬ ‫ب‬
‫الت ُ‬
‫وج‬
‫ّه ي وحي مبيالد مص طلح جدي د هو اإلع الم التقليادي اجلدي د‪ ،‬أي إنه تقلي دي يف احترامه للرأي‬
‫العام واملصداقية واخلصوصية والتأكد من‬
‫ة‬ ‫تعماله حوامل رقمي‬ ‫د باس‬ ‫رب وجدي‬ ‫اخل‬
‫وتبنِ‬
‫يّ ه تلل فاعلية وحلضور املتلقي يف عمليا‬
‫النشر‬
‫و ُ‬
‫التحر‬
‫ّر من َأْسِر تكنولوجيا اإلعالم التقلي دي‪ .‬ب العودة إىل كل ما ُذِكر‪ ،‬فإنه وجب علين ا‪ ،‬وعلى املستوى‬
‫النظري‪ ،‬بيان أن‬
‫تناولنا إللعالم اجلدي د وربطه باإلعالم التقلي دي من منظ ور اإلع االم اججتمااعي وش بكاته التواصلية‬
‫رد‬ ‫م‬
‫إعالما جدي ًًدا‬ ‫ّه يف األصل إىل أن اإلعالم اجلديد ليس فقط ً‬
‫ة بل إن‬ ‫توى التقني‬ ‫على مس‬
‫جَد‬
‫يضا على مستوى املض امون واتتاوى‪ ،‬وخاصة الفكر ال ذي حيمله واألنساق اجلدي دة‬ ‫تّ ه تكمن أ ً‬
‫اا‬ ‫ره‬ ‫ارن أن يف‬ ‫ان املفت‬ ‫الايت م‬
‫يولوجي‬ ‫س وس‬
‫)‪(1‬‬
‫ّا داخل اجملتمع جس يما من داخل النسق التقلي دي حلاجة الن اس األ لي ة أللخب ار والص حافة‪.‬‬
‫إن اجلديد يف اإلعالم اجلديد يولد من أحشاا القاديف يف‬
‫دي‬ ‫الم التقلي‬ ‫اإلع‬
‫جس‬ ‫ُم َ‬
‫ًّدا يف الص حف واإلذاعة والتليفزيون؛ ف رغم حضور تعبري ا اإلعالم اججتماعي م ع تط ور ش بكا‬
‫التواصل اججتماعي واختراق هذا املصطلح اخلطاب األكادميي واإلعالمي النخبوي فإ ناا نككاد‬
‫‪2‬‬
‫أن اإلعاالم اججتمااعي وشبكا تواصله ما هي إج إحدى إف را ا اإلعالم اجلديد وجتليات ه‪.‬‬
‫علينا إذن يف هذا اإلطار إثارة سكا ‪ :‬من أين جا اإلعالم اجلدي د؟ واإلجاب ة ت أيت بأنه حصايلة‬
‫يضا التزاوج بني تكنولوجيا اجتصا اجلديدة والتقليدياة‬
‫اندماج أو انصهار أو أ ً‬
‫ائي و َ َْر ْق‬ ‫بكاته والبث الفض‬ ‫ا الكومبيوتر وش‬ ‫ع جه‬ ‫م‬
‫ََمن‬
‫َِت‬
‫)‪(2‬‬
‫ِه‪ .‬تعدد اصاطالحا‬
‫اإلعالم اجلديد وشبكا التواصل اججتماعي لكن خصائصاهما السايكولوجية والسوسيولوجية النهائية‬
‫والدجلية اللغوية مل تبلور بعد‪ ،‬ليحدث نوع من التواضع‬
‫‪Balle, Francis, “Médias historiques” et “médias sociaux”: le retour du débat‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪entre technophiles et technophobes”, Revue Européenne des Médias,‬‬
‫‪(N° 20, 2011), p. 59‬‬
‫‪Charon, Jean Marie, “Les médias à l’ère numérique”,‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪cahiersdujournalisme, (N° 22/23, 2011), (Visited on 1 October 2016):‬‬
‫‪http://www.cahiersdujournalisme.net/cdj/pdf/22_23/01_CHARON.pdf‬‬

‫‪1‬‬
‫حول تس مية "اإلعالم اجلدي د"؛ خنه ببساطة منهمي ة ال يش به وسوائط االتص وال التقليدي ة‪ .‬فق د‬
‫نشثت دابل اإلعالم اجلدي د حالة ت زامن نادر وجديد ب½ جمموعة من العملي ات اليت ك انت إىل‬
‫زمن قريب متباعد لتصبح عمليوة بوث وإرسوال‬
‫النصوص والصور املتحركة والثابتة واخصوات ممونة بشول حر وجماين وآين‪.‬‬
‫هوذا علينا التساؤل كيف‬
‫عد‬
‫ّلت التونولوجيا أشوال‬
‫بث‬
‫ّ احملتوى اإلعالمو‬
‫ُيمث‬
‫ّل تعدد احلوامل واخوعية‬
‫الباث‬
‫ّة لمضام½ اإلعالمية حالة من الرشد والنضج الويت باتت تونولوجيات االتصال تعيشها منذ‬
‫بدايتها اخوىل مع مطبعة يوهان غوتنربغ‪ .‬إهنا حالة من االندما لثالثة اجتاهات ه‬
‫باخساس نضوج وتطوور بنيوة الشوبوات الالسلوية‪ ،‬واالجتاه حنو مزيد من تصغري اخوعية‬
‫االتصالية حوىت تووون يف متنواول اجلميع‪ ،‬وأبرًيا قابلية تلك اخوعية لحمل والتنقل ودبوهلا‬
‫إىل معتورك االسوتعمال اخسرمل اليوم وبشول متسارع‪ .‬ويبدو اآلن أن سوق االتصاالت‬
‫أصبحت قبل أمل وقت مضى مستعد الستقبال كل هذا الفائض من االستخدامات اليومية‬
‫لناس وهوو ما جعل ثور االتصاالت حتاول أن تواكب ثور املضام½ واالستخدامات‬
‫ضا صحيح‪ .‬فبعض املصطلحات من قبيل ‪Android, CPL, VoIP, 1‬‬ ‫والعووس أي ً‬
‫‪,WiMAX, G‬‬
‫‪ ،FemtoCell, TNT, NFC, AJAX, Smartphones, RFID‬ثوور لصويقة باتت‬
‫االتصاالت‪ ،‬وأن تغيريها أيًضا بربوتوكوالت جديد قائم ويف كل حلظة انطالًقا مون‬
‫حاجة االستخدام وض رورات املض مون‪.‬‬
‫ات ً‬
‫رخيي‬
‫ّا‪ ،‬ويف ستينات القرن العشرين‪ ،‬ويف وقت كان فيه العامل ُمَتَسم ًرا أموام‬
‫الشاشة الصغري ‪-‬أمل التليفزيون‪ -‬يتابع نزول أول إنسان على سطح القمر‪ ،‬كان‬
‫‪2‬‬
‫الب احث الوندمل يف علوم االتصال‪ ،‬مارشال ماكلوهان ‪ ،McLuhan) )Marshall‬يض ع‬
‫لبن ات نظريته اإلعالمي ة احلديث ة القائلة بثن وسائل اإلع الم م ا ه إال امتوداد تونول وج لإلنسان‬
‫د‬ ‫ه‪ ،‬وق‬ ‫وحواس‬
‫فس‬
‫)‬
‫ّر ذلك يف كتابه الش هري "كيف نفهم وسائل اإلع الم‪ " 1).‬من ذ ذلك الت اريخ وتونولوجي ات االتص ال‬
‫ون‬ ‫ًة حالة م‬ ‫حِد َث‬
‫ارع ُم ْ‬ ‫تتس‬
‫النَ‬
‫ّْمَذَجة الوونية للممتمعات من بالل ثقافة إعالمية باتت تعر بوو "القريوة‬
‫‪McLuhan, M. Understanding Media: The Extensions of Man, 1964, (Visited‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪on 10 September 2016):‬‬
‫‪http://robynbacken.com/text/nw_research.pdf‬‬

‫‪1‬‬
‫الوونية" حسب املقولة الشهري مالكلوهان نفسه‪ .‬لق د كان هذا اخبري من اخوائ ل ال ذين حت دثوا‬
‫عن ابتفاء ثقافة اإلعالم املوتووب يف مواجهوة ثق افوة اإلع والم التونولوج ‪ ،‬لونه رمبا مل ي ون‬
‫يوون ال‬ ‫ة درجة س‬ ‫ع إىل أي‬ ‫تي وق‬
‫َّرَ‬
‫ّقم مزعمً ا لوسائل اإلع الم وكيف س يدفعها إىل مراجعة أدوارها ومتوقعه ا‪ .‬ق د يوذهب‬
‫الوبعض إىل اعتب ار هذا االستشهاد مباكلوهان احتفاء باحلتمية التقنية‪ .‬لتفاعل نق ول موىت مل ي ون‬
‫لتقني ة فعل حتم على اإلنس ان ! كم ا أن تلك التقني ة ختض وع بودورها إىل حتمي ة أب رى‬
‫يولوجية‬ ‫سو س‬
‫تمثَ‬
‫ّل يف االسوتخدامات الفرديوة واالسوتعماالت‬
‫دت حالة من‬ ‫ة لت ح‬ ‫اجلماعي‬
‫اَل‬
‫َّت‬
‫ُّم‬
‫ُّث‬
‫د تصل‬ ‫الت ق‬ ‫ّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫)‪)1‬‬
‫ّ التملك‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬وراء كل حتمية تقنية حتمية اجتماعية وهو ما جيعل من مقاربة بطاب‬
‫اوزاً ‪ ،‬وحرمل بنا‬ ‫ا متم‬ ‫طاب‬
‫ات ب ً‬ ‫احلتمي‬
‫تُ‬
‫ُّب‬
‫ّع خمرجات توزاو التونولوجيوا موع حاجات اإلنسان وهو ما ينتظر الب احث½ املهتم½‬
‫باإلعالم االجتماع وشوبواته ووم أن وراء كل اس تخدام تعترض نا التقني ة لون يف هيئ ة تطبيقات‬
‫يطة‬ ‫رامج بس‬ ‫وب‬
‫و‬ ‫ُت َم‬
‫ّن نفس احملتوى من عبور أكثر من تمل إعالم ‪ .‬لذلك‪ ،‬يورى الوبعض أن‬
‫اجلديد يف اإلعالم اجلديد هو حاجات جديد إلنسان جديد يف سياق تونولوج‬
‫‪2‬‬
)
‫ فاإلع الم اجلدي د هو يف اخصل من فعل اإلنسان وليس من فعول التقني ة اليت ال‬2).‫وثق ايف جدي د‬
‫قيمة هال إن مل يستخدمها اإلنسان وبشول مجاع ليوون أكثر حتر ًًرا‬
‫ عندما‬Balle) )Francis ‫ وقد حسم هذا اجلدال فرنسيس بال‬. ‫من هيمنة احمليط اخلارج‬
‫ ف ه‬،‫ تتخ ذ قيمتها من حقل اس تخدامها؛ ف التقنيوة ال تف رض علينا ش يًئا‬،‫قال "إن وسائل االتصال‬
‫ترح واإلنسان‬ ‫تق‬
‫دب‬ ‫يت‬
‫ بثنه يتع رض‬،‫ ويتميز مصري وسيلة االتص ال عن مص ري غريها من التقني ات‬.‫ّر اخمر أو يعيد تركيبها‬
‫للحووادت ويتلقوى‬
Badillo, Patrick-Yves; Pélissier, Nicolas, “Usages et usagers de l’information )1)
numérique: Renouvellement des problématiques et nouveaux enjeux pour les
SIC”, Revue Française des Sciences de l’Information et de la
Communication, (N° 6, 2015), (Visited on 1 October 2016):
https://rfsic.revues.org/1448#tocto1n6
Serre, Michel, “Petite-poucette-la-generation-mutante”, Journal Liberation,
)2)
3 septembre 2011, (Visited on 1 October 2016):
http://next.liberation.fr/culture/2011/09/03/petite-poucette-la-generation-
mutante_758710.

1
‫غالبا ما يتغري اجتاهه‪ .‬وهوذا‪ ،‬فإن وسائل اإلعالم تفاجئنا علوى‬
‫تشعبات معينة و ً‬
‫الدوام‪ ،‬ذلك أن استخداماما نادراً ما تتطاب مع ما‬
‫صم‬
‫)‬
‫ّمه خمترعوها‪ " 1).‬ستبقى عمليات التمديد التونولوج ‪-‬بالفعل‪ -‬ه احملرك اخساس مال ميون أن‬
‫أيضا لوربى الشركات حلو‬ ‫ُنسم يه باالستخدامات اجلديد ال لتصال‪ ،‬فه توفر لمستخدم½ اجلدد و ً‬
‫ًًال حلاجات الناس املتمدد أبًدا؛ فإذا ما عودنا إىل جهواز الومبيوتر فبعد أن ُصم م كمهاز‬
‫يساعد على عمليات احلسواب اآليل حتو‬
‫َّو‬
‫ّل إىل جهاز لإلبرا والرقن واإلدار ‪ ،‬ليستقر أبرًيا إىل جهاز اتصال وتواصل يف املقام‬
‫اخول مرتبط مبليارات اخجهز املماثلة يف بقية أجزاء العامل‪ .‬التشبيك الدائم ُُمْنوِتج‬
‫تل واصل دائم؛ فباإلضافة إىل أث ر تونولوجيا االتص ال وأدواما املتع دد ‪ ،‬ف إن ظواهر االرتب ا ال دائم‬
‫بالشبوة يعترب اليوم من ب½ الرهانات البحثية الوربى واليت عليهوا أن تثري قضايا من قبي ل االلتواص ل أو‬
‫االلتشبيك يف مقارنة ب½ دول الشمال ودول اجلنوب أو ب½ الريف واملدين ة أو ب½ الفقراء واخغني اء‪،‬‬
‫)‬
‫فنسبة االرتبوا بشوبوة اإلنترنت يف إفريقيا ‪ 44%‬أما يف أوروبا فتص ل إىل ‪ 50% 2).‬من دابل اس وتعمال‬
‫التونولوجيا يول د االس تخدام االجتم اع لتقني ة ال ذمل ب دوره ي وون ُم‬
‫ََوِل‬
‫ًّدا حللوول‬
‫تقنية جديد تفتح على أسواق جديد أيضًا‪ ،‬وهوذا دوليك حاجات تفتح علوى تقنية تفتح بدورها على‬
‫حاجات جديد تذكرنا مبقولة إن اجلديد عاد ما يولود‬
‫من أحشاء القدمي‪.‬‬

‫‪ 2-‬اإلعالم الجديد واإلعالم االجتماعي‪ :‬من ديكتاتورية األرقام إلى‬


‫حشد بال وجه‬
‫ليس أفصح من بيان اخرقام إلقناع املسيول½ اليوم وحىت عامة الناس بثننا يف عصر االتصال‪ ،‬وأننا‬
‫أمام إعالم جديد هو بصدد القطع مع تقاليد قدمية يف هوذا‬

‫‪1‬‬
‫)‪ )1‬بال‪ ،‬فرنسيس امليديا‪ ،‬ترمجة فياد شاه½‪) ،‬دار الوتب اجلدية املتحد ‪ ،‬ليبيا‪،3009) ،‬‬
‫ص ‪.8‬‬
‫)‪" )2‬االحتاد الدويل لالتصاالت "‪) ،3044‬تاريخ الدبول ‪ 4‬مارس‪/‬آذار )‪3047‬‬
‫‪http://www.itu.int/en/ITU-D/Statistics/Pages/default.aspx‬‬

‫‪1‬‬
‫يضا أمام استخدامات ال لتصال واإلعالم مل تون إىل زمن قريوب‬ ‫القطاع‪ ،‬وأننا أ ً‬
‫معه ود وباصة فيما يتصل بتمددها اخف ق ‪ .‬إذا م ا اعتربنوا أن س ووان الوور اخرض ية‬
‫ين اهز ‪ 7.1‬ملي ارات نس مة ف إن ‪ 1.47‬ملي ارات منهم مرتبطوون بشوبوة اإلن ترنت أمل ما‬
‫يقارب النصف‪ ،‬وأن لول فرد منهم ‪ 5.51‬حسابات على ش بوات التواص ل االجتم اع ‪ .‬أك ثر من‬
‫كل ذل ك‪ ،‬فإنن ا نس مل يوميًّا ملي ون مس تخدم جديد لش بوات التواصل االجتماع على اهلاتف اجلوال‪،‬‬
‫أمل ما يعوادل ‪ 43‬مسوتخدًما جديًدا يف كل ثانية‪ .‬من ب½ كل هذه اخرق ام ي تربع موق ع‬
‫فيسوبوك علوى سولم الترتيب ب و ‪ 4.74‬ملي ار حساب‪ ،‬ويوتي وب مبلي ار‪ ،‬أما عدد مس تخدم‬
‫واتسواب‬
‫فهم يف حدود ‪ 800‬مليون مستخدم‪ ،‬ولنودإن بو ‪ 150‬مليون‪.‬‬
‫دا يف سنة ‪ ،3045‬استثمرت أكثر من ‪19%‬‬ ‫على املستوى االقتصادمل‪ ،‬وحتدي ً ً‬
‫من الشركات اخالصة م ا قيمته ‪ 30%‬من ميزانيتها لإلعالن ات يف ش بوات التواصل االجتم اع‬
‫ا‬ ‫وهو م‬
‫ُيمِث‬
‫نة ‪3041.‬‬ ‫ة بس‬ ‫مقارن‬ ‫بة ‪41%‬‬ ‫ا نب س‬ ‫ل ارتف ًاع‬ ‫ّ‬
‫ومتثُ‬
‫ّول تلوك النس بة ما قيمته ‪ 9.5‬ملي ارات دوالر من مدابيل إشهارية لص ا ش بوات التواصل‬
‫االجتماع ؛ وهذا فقط لسنة ‪ 3045.‬أما فيما يتعل مبقاطع الفيديو واليت هال صولة باملضام½‪ ،‬فإن‬
‫ووم‬ ‫اهد يف الي‬ ‫ارات مش‬ ‫ملي‬ ‫وف ر ‪9‬‬ ‫بوك ت‬ ‫بوة فيس‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫أم‬
‫ّوا "سوناب شات" فله ‪ 4‬مليارات مشاهد ملقاطع في ديو‪ ،‬وُيعترب من بو½ أكثور الشوبوات‬
‫مشاهد يف العامل‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬وحتديًدا يف الواليات املتح د اخمريكي ة‪ ،‬ف إن الشخص الواحد‬
‫يقض ما يعادل ساعة و‪ 44‬دقيقة من الوقت يف مشاهد مقواطع فيديو على احلوامل الرقمية‪.‬‬
‫أم ا على منصة غوغل اخالصة بالفي ديو‪ ،‬فإنه يق ع حتمي ل ‪ 100‬س اعة كل دقيقة وهو م ا‬
‫ميثِ‬
‫ل‬ ‫ّ‬
‫رقًم‬

‫‪1‬‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫بيا ًلي‬
‫ّا يوازمل ‪ 1.35‬ملي ارات ساعة في ديو مشاهد كل ش هر‪ .‬وعلينا هنا أن نش ري إىل أن نصف‬
‫مقاطع الفيديو هذه تثيت من‬
‫اهلواتف الذكية اجلوالة واليت توفر مليار مشاهد يف اليوم ملقاطع الفيديو هذه‪.‬‬
‫تميز املدونات بدور السب فيما يتعل بإنتا املضام½ الرقمية للمستخدم½‪،‬‬
‫واليت توفر ‪ 45%‬من جمموع احملتوى الرقم ‪ ،‬فمنصة الووردبريس )‪)WordPress‬‬
‫تنشر لوحدها ‪ 54‬مليون مقا ًًال يف الشهر‪ .‬أما إمرباطورية غوغل فه تعاجل ما يفوق ‪ 400‬مليار‬
‫عملية وث يف الشهر أمل ما يقارب ‪ 10‬ألف عملية وث يف هذا احملرك‬

‫‪1‬‬
‫يف الثانية‪ ،‬وهو ما‬
‫ميث‬
‫ّل ‪ 98.1%‬من عمليات البحث يف الشبوة‪ ،‬وأن من ب½ تلك‬
‫النسبة هناك ما ب½ ‪ 44‬و‪ 30%‬ه عمليات وث جديد يف هذا احملرك العموالق‪ .‬وامللحوظ‬
‫يضا أن نصف عمليات البحث تلك تثيت من اهلواتف الذكيوة أمل موا‬ ‫أ ً‬
‫يقارب ‪ 50‬مليار وث يف الشهر وهو ما يدفعنا مستقب ًًال إىل ضرور أن نفوور يف‬
‫اهلواتف الذكية كلما نيمنا اب لتفوري يف تصميم مضام½ رقمية‪ ،‬والطريف يف كول‬
‫هذا هو أن مركز بيان ات غوغل يس تهلك فقط ‪ 0.04%‬من الطاق ة يف العام ل‪ .‬فيما‬
‫يتصل بش بوات التواصل االجتم اع ‪ ،‬ف إن ظ اهر ش بوة فيس بوك‬
‫د‬ ‫تتص‬
‫ّر‬
‫ر فيها‬ ‫بوة ينخ‬ ‫ذه الش‬ ‫ام‪ .‬فه‬ ‫كل اخرق‬
‫يوميً‬
‫ّا ‪ 500‬ألف مشترك جديود‪ ،‬أمل موا يعادل ‪ 4‬أش خاص ج دد يف كل ثاني ة‪ .‬على مس توى‬
‫اإلعالنات‪ ،‬فإن مليون½ مون ‪ 10‬ملي ون ص فحة متلوها ش ركات ص غرى توظِّف اإلعالن ات لنشر‬
‫مض امينها‪ .‬أم وا ش بوة التواص ل االجتم اع ‪ ،‬إنس تغرام‪ ،‬فلها ‪ 100‬ملي ون ناش ط ك ل ش هر‪ ،‬وه و م وا‬
‫ميثِ‬
‫ّل حتميل ‪ 90‬مليون صور على هذه املنصة مووفر ‪ 1.5‬مليوارات إعمواب‬
‫‪)J’aime-Like).‬‬
‫هوذا‪ ،‬وكلما سعينا إىل إثار سمال فوورمل عون شوبوات التواصول‬
‫االجتم اع ُأش هرت يف وجوهنا مث ل تلك اخرق ام واإلحص ائيات اليت ال تووذب‪ .‬كل تلك‬
‫اخرقام ه داللة على وجود حشد دابل الشبوة‪ ،‬لون هذا احلشد يبدو أنه بال وجه‪ ،‬أمل ب ال‬
‫ا هنا‬ ‫ام ه‬ ‫وون اخرق‬ ‫دت‬ ‫ة‪ .‬وق‬ ‫هوي‬
‫ُمَغِذ‬
‫َّية لحوديث الفوورمل لون علينا أيض ًا أن حن ذر من أن االعتماد عليها وبدون بلفي وة فوريوة‬
‫ر‬ ‫ة‪ ،‬وذلك ووم أث‬ ‫وة جمازف‬ ‫ونظري‬

‫‪1‬‬
‫الس‬
‫ّلْعَنة السريع لظاهر اإلعالم االجتماع وش بواته وكل تاوالت االحت واء اليت يتع رض هال‪ .‬يف هذا‬
‫الس ياق نشورت ميسس وة "رويت ورز" لدراسة الص حافة نت ائج وث مي داين مفادها أن مواق ع‬
‫التواصل‪ ،‬مثل فيسبوك‪ ،‬باتت‬
‫)‪)1‬‬
‫حول بو½ امليسسوات‬ ‫املصدر اخول لألببار اب لنسبة لشباب ‪ ،‬وأهنا صارت َت ُ‬

‫‪49‬‬ ‫)‪" )1‬رويترز اضطرابات مقبلة ستعصف بامليسسات اإلعالمية"‪ ،‬اوعرباي اجلدياد‪،‬‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪) ،3044‬تاريخ الدبول ‪ 4‬مارس‪/‬آذار )‪3047‬‬
‫‪/https://www.alaraby.co.uk/medianews/2016/6/18‬مقبلوة‪-‬اضطرابات‪-‬رويترز‪-‬‬
‫ستعصف‪-‬بامليسسات‪-‬اإلعالمية‬

‫‪1‬‬
‫الصحفية الوربى والعائد املايل من اخببار اليت تنتمها‪ .‬الدراسة أكدت مجلة مون‬
‫احلقائ والنتائج املثري واليت باتت اليوم متداولة‪ ،‬لعل أنيها‬
‫‪ -‬تعرض امليسسات الصحافية يف مجيع أحناء العامل الضوطرابات غوري‬
‫مسبوقة يف مناذ العمل وذلك مع الصعود املتواصل لتوثثريات مواقوع‬
‫التواصل االجتماع ‪- .‬‬
‫اهلمر واالنتقال يف قراء اخببار إىل اهلواتف الذكية وتزايد اإلعالنات‬
‫على شبوة اإلنترنت باتت حقيقة تقنية واقتصادية وجمتمعية‪ - .‬أمست القصص‬
‫اخلربية للميسسات الصحفية‪ ،‬يف بلدان مثول كنودا وبريطانيا‪ ،‬حتظى مبتابعة أكثر دقة عند‬
‫نشرها على مواقوع التواصول‬
‫االجتماع ‪.‬‬
‫يف أكثر من بلد بات االستنتا السائد أن ‪ 50%‬من مسوتخدم اإلنترنوت حيصلون على اخببار‬
‫عرب مواقع التواصل االجتماع قبل كل شو ء‪ ،‬يف وقوت يتمه عدد متزايد من املستخدم½‬
‫إىل اعتبارها مصدرهم الرئيس أللببار‪ .‬واملوثري أيضًا يف هذه الدراسة هو أن كربيات‬
‫امليسسات اإلعالمية ربطت نفسها مبنصوة فيسبوك وغوغل لتوزيع أببارها‪ ،‬رغبة منها يف سعة‬
‫االنتشار وسرعته‪ ،‬وهو موا جعل من مواقع التواصل االجتماع وجهة بديلة عن املواقع‬
‫اإلببارية للميسسات اإلعالمية التقليدية الضخمة‪ .‬فف العديد من املنصات اإلعالمية التقليدية بات ربع‬
‫احملت وى فق ط يتم الول و إليه ع رب املوق ع اإللوتروين‪ ،‬بينم ا يفض ول‬
‫ور‬ ‫ال ُق‬
‫)‬
‫اّ ء زيوار منصات مواق ع التواصل االجتماع للوصول إىل ذات احملت ووى)‪ 1‬؛ وذلوك خن‬
‫االنتقال إىل فضاء أرحب لتوزيع أصبح مينح امليسسات اإلعالمية فرًصوا أكورب‬
‫ال لنتشار وهو هدفها اخمسى‪.‬‬

‫)‪ )1‬منها اآلسيوية‪ ،‬وحتدي ًًدا يف كل من اليابان وكوريا اجلنوبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول رقم )‪ (1‬يب ين ترتيب أهم مواقع التواصل االجتماعي من حيث عدد المستخدمين‬
‫)‪(1‬‬
‫‪6112‬‬ ‫في نهاية‬

‫اوشقكة‬ ‫عدد املشتركني (باملليسن)‬


‫فيسقسك‬ ‫‪ 4.9‬مليار‬
‫ااتساب‬ ‫‪800‬‬
‫إنستغرام‬ ‫‪500‬‬

‫فيسقسك مسنجر‬ ‫‪900‬‬

‫متقلر‬ ‫‪555‬‬

‫تسيتر‬ ‫‪147‬‬

‫اكا ي ب‬ ‫‪100‬‬

‫فايرب‬ ‫‪318‬‬
‫الين‬ ‫‪343‬‬

‫اناب شا‬ ‫‪300‬‬

‫وينكد إن‬ ‫‪404‬‬

‫بينترات‬ ‫‪400‬‬

‫باي باي إم‬ ‫‪400‬‬

‫يبدو أنه بفضل الثور املتسارعة يف عامل اهلواتف الذكيوة فقود تضواعف‬
‫وبشول ملح وظ ال زمن ال ذمل نف رده لتص فح مواقوع اإلن ترنوت وباص وة تع ودد التطبيق ات‬
‫املصاحبة للشبوة‪ .‬إن اخببار باتت حاضر يف اهالتف اجلوال املتصول عرب ش بوة اإلن ترنت وهو ما‬
‫وجا غري قابل اللنفصال ب½ اإلنسان واخببار‬
‫أنتج تزا ً‬
‫فولما تنقل اإلنسان سبقته اخببار يف جواله‪ .‬إذن‪ ،‬فنحن أمام معطوى فيزيوائ‬
‫عائقا لبقائه متواص ًالً موع العوامل‬
‫جديد وهو أن انتقال الشخص وحركته مل تعد ً‬
‫اخلارج وهو ما أنتج حالة جديد من التزامن العميب ب½ املوان والزموان‪ ،‬أمل‬
‫‪Coëffé, Thomas, “Chiffres Réseaux sociaux - 2017”, blogdumoderateur, 23‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪Novembre 2016, (Visited on 1 January 2017):‬‬
‫‪http://www.blogdumoderateur.com/chiffres-reseaux-sociaux/‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلن وهنا‪ .‬كل هذا ُيف س ر بش ول ق اطع مالذا أص بحنا نقض وقًتا أك ثر وحنن نتص فح هذا‬
‫املوقع أو ندردش عرب شبوات التواصل االجتماع تلوك‪ .‬ففو بريطانيوا تضاعف الوقت ال ذمل‬
‫يقضيه املواطنون على اإلنترنت بالل عشر سنوات إىل ‪30‬‬
‫اعة‬ ‫س‬
‫بوعي‬ ‫أس‬
‫)‪)1‬‬
‫ّا بد ًًال من ‪ 40‬ساعات بوالل عوام ‪ 3005 .‬ويف وقوت َممْو ِِد‬
‫ان املواطن يقض‬ ‫ون ك‬ ‫التليفزي‬
‫بوعي‬ ‫أس‬
‫ّا ‪ 31‬ساعة يف املشاهد ؛ حيوث مل تتووافر‬
‫آنذاك أية وسيلة ترفيه إلوترونية بصرية أبرى‪ .‬ويف الواليات املتحد اخمريكيوة‪ ،‬فإن غالبي ة البالغ½ هم‬
‫من مستخدم فيسبوك‪ ،‬وأغلب املسوتخدم½ حيصولون‬
‫بانتظ ام على اخببار منه بدرجة ما‪ ،‬وهو ما يعين‪ ،‬وسب مركز بي وو اخمريكو ألل وات‪،‬‬
‫)‬
‫أن حنو ‪ 10%‬من البالغ½ يف الوالي ات املتح د يع تربون فيس بوك مصود ًًرا أللبب ار‪ 2).‬هوذا‪،‬‬
‫زءاً‬ ‫ار ج‬ ‫يل اخبب‬ ‫حافة وتوص‬ ‫بحت الص‬ ‫أص‬
‫مهًم‬
‫ّوا مون تلوك املعركة جل ذب االهتمام على اهالتف احملم ول‪ .‬أص بح املواطن ينتابه فض وول‬
‫أكورب‬
‫بشثن ما حيدت يف العامل اآلن‪ ،‬مثل تغطية نتائج املباريات‪ ،‬والطقس‪ ،‬وماذا كوان‬
‫يفعل أصدقاؤهم‪ ،‬فض ًالً عن أببار السياسي½‪ ،‬كلها باتوت جمواالت لمنافسوة‬
‫الشرسة ب½ منصات اإلعالم االجتماع ‪ .‬إهن ا منافسة شرسة مثلما كانت املنافسة ب½ الص حف‬
‫وشبوات التليفزيون يف السبعينات من القرن امالض غري أن الرهانات االقتص ادية والسياس ية ب اتت أكرب‬
‫ب وثري‪ .‬أما أشوال تصفح مواقع شبوات التواصل االجتماع وحتديًدا فيما يتع ل بش بوة فيس بوك ف إن‬
‫حور يف هذه املنصة عرب جهاز احالس وب املوتبو ‪ ،‬و‪ 4.358‬ملي ون‬ ‫‪ 719‬مليون متصفح ُيْب ِ‬
‫زائر يلوج شوبوات‬
‫التواصل االجتم اع ع رب اهلواتف الذكي ة‪ ،‬وفق ط ‪ 334‬ملي ون ع رب اللوح ات ال‬
‫َّرَ‬
‫قّ مية‪.‬‬

‫‪1‬‬
Rasmus Kleis; Cornia, Alessio; Kalogeropoulos, Antonis, Nielsen, )1)
“Challenges and opportunities for news media and journalism in an
increasingly digital, mobile and social media environment”, Reuters
Institute, 2016, (Visited on 1 January 2017):
http://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/publication/challenges-and-
opportunities-news-media-and-journalism-increasingly-digital-mobile-and
Perrin, Andrew, “Social Media Usage: 2005-2015, 65% of adults now use )2)
social networking sites - a nearly tenfold jump in the past decade”, Pew
Research Center, 8 October 2015, (Visited on 1 February 2017):
www.pewresearch.org/internet

1
‫لقد‬
‫مو‬
‫َ‬
‫ّنت اجلغرافيا اجلديد ال لتصال وكل هذه اخرقام مدفوعة بزمن ميدياتيو جديد من ظهور مناذ‬
‫اقتصادية وثقافية من بالل استخدامات جديد يف جموال‬
‫اإلعالم بات ُيطل عليها مصطلح اإلعالم االجتماع ‪.‬‬

‫‪ 3-‬اإلعالم التقليدي والجديد من منظور اإلعالم االجتماعي‬


‫تعترب شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬حسب القواموس الفرنسو الروس‪،‬‬
‫ا‬ ‫"نظا ًم‬
‫و‬ ‫ُي َم‬
‫يل‬ ‫ع وت و ص‬ ‫ّن من نشر وتوزي‬
‫امليلَ‬
‫ينما‪،‬‬ ‫حافة‪ ،‬س‬ ‫معية البصرية )ص‬ ‫ات والوثائ والرسائل السومعية أو الس‬ ‫ّف‬
‫معلَ‬
‫قّ ات‪ )".‬يف سنة ‪ ،3041‬أدبل هذا القاموس كلمة "تويتر" إىل مص طلحات اللغة الفرنس ية اجلدي د ‪ ،‬وج اء‬
‫)‬
‫يف تعريفه "توي تر هو ب دمات الت دوين الص غرى وش بوة تواصل اجتم اع )‪ ،" 1‬كما ظهر ً‬
‫أيض ا‬
‫مصوطلح‬
‫جديد يف نفس السنة له عالقة بشوات التواصل االجتمواع ‪ ،‬وهوو مصوطلح‬
‫"ص دي " )‪ ،)Ami/Friend‬وال ذمل باإلضافة إىل داللته الق دميوة أص وبح‬
‫ور‬ ‫ُيع‬
‫مح له عضو آبر‬ ‫ة‪ ،‬يس‬ ‫بوة اجتماعي‬ ‫و "عضو ش‬ ‫ّ ب‬
‫باالِط‬
‫)‬
‫ّالع على بياناته الشخصية كثن ي وون له أصدقاء كثر على فيس بوك‪ " 2).‬أما اجل دار أو احالئط فلم‬
‫ود باعتباره‬
‫اً‬ ‫ان معه‬ ‫اك‬ ‫د تعريفه كم‬ ‫يع‬
‫ُمَوَو‬
‫ًّنا من احلمر واإلمسنت بل بات يف قاموس ا لغوة‬
‫)‬
‫الفرنسية "صفحة شخصية لعضو بشبوة تواصل اجتماع ‪" 3).‬‬
‫‪1‬‬
‫اع‬ ‫بوات التواصل االجتم‬ ‫وع بتعريف ش‬ ‫ل املوض‬ ‫دما يتع‬ ‫عن‬
‫نظرًي‬
‫ّا وتثطريها‬
‫داللي‬
‫وذلك بعد أن أفردنا هال مدب ًال‬- ‫ّا‬
‫اصطالحي‬
‫ فإن اخمر يصبح أكثر تعقيو ًًدا‬-‫ّا‬
‫ أول ما جيب اإلشار إليه هو بيان هول‬. ‫بل ُقْل يف حاجة إىل وقفة معر يف ة جاد‬
“Tweeter; verbe intransitif et verbe transitif. Poster un Tweet sur le site de )1)
microblogage Twitter”, Larousse, (Visited on 1 February 2017):
http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/twitter/186934?q=twitter#10928407.
“Membre d’un réseau social auquel un autre membre accorde l’accès à ses )2)
données personnelles: Avoir de nombreux amis sur Facebook”, larousse,
(Visited on 1 February 2017):
http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/ami/2846?q=ami#2841.
“Page personnelle d’un membre d’un réseau social: Poster une photo sur son )3)
mur Facebook”, larousse, (Visited on 1 February 2017):
http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/mur/53288?q=mur#52940

1
‫من خالل حديثنا عن شبكات التواصل االجتمااع ‪ Social) )Networking‬أو‬
‫مواقع التواصل االجتماع ‪ Sites) Networking )Social‬نقصد ب ذلك مصالح اإلع الم‬
‫يًئا آخر خمتحف‬ ‫أم ش‬ ‫)‪Medias‬‬ ‫اع ‪)Social‬‬ ‫االجتم‬
‫كًحي‬
‫)‪)1‬‬
‫ّا؟‪ .‬فإذا ما أخذنا كحمة اإلعالم االجتماع وشبكات التواصل االجتماع يف حمرك حبث غوغل‪ ،‬فإن‬
‫النت ائج أكدت أن كحمة ش بكة التواصل االجتماع وق ع البحث عنها طيح اة نان ة ‪ 5102‬ما‬
‫يقارب ‪ 0011‬مرة يف الشهر يف حني وقع البحث عان كحماة العاالم‬
‫)‬
‫اجتماع ‪ 201‬مرة فقط‪ 2).‬ق د يب دو األمر أن املصلححني حيم الن نفس ال داللاة‪ ،‬غري أن يف‬
‫األمر خح لً ًا؛ الذ توجد عدة فروق وذلك رغم الرغبة الفكرية اليت تادفع اب لعديد الىل اعتبارمها ش يًئا‬
‫واحًدا‪ .‬فماذا نعين بشبكات التواصل االجتماع ؟ وماا‬
‫هو مفهوم اإلعالم االجتماع ؟‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي‪ :‬ه موقع اللكتروين يُ ُ‬
‫َ وف‬

‫ّر لرواد شابكة‬


‫اإلنترنت فت صفحة شخصية من أجل تباادل معحوماات وصاور‬
‫)‪)3‬‬
‫وفيديوهات مع جمموعة أصدقائهم وشبكة عالقاهتم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم االجتماعي‪ :‬يسمو هذا املصلح الىل أن‬
‫ُيعو‬
‫ّض‬
‫هنائي‬
‫ّا مصلح‬
‫الويب ‪ ،5.1‬فهو جمموعة منصات تكنولوجية داخل شبكة اإلنترنات تسم لألشخاص‬
‫بإنتاج وتنظيم وتعديل احملتوى والتعحيق عحى مضامني‬
‫)‬
‫معينة‪ 4).‬يتض أن شبكات التواصل ه فرع من اإلعالم االجتماع ‪،‬‬

‫‪“Ces Réseaux sociaux dits numériques”, Hermès, La Revue, N° 59, (CNRS‬‬ ‫‪N‬‬
‫‪Editions 2011, Paris).‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪1‬‬
elsen; Cornia; Kalogeropoulos, “Challenges and opportunities for news )1)
media and journalism in an increasingly digital, mobile and social media
environment”, op, cit.
)2)
Boyd, Danah; Ellison Nicole, “Social Network Sites: Definition, History, and
Scholarship”, onlinelibrary, (2007), (Visited on 15 December 2016):
http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1083-6101.2007.00393.x/full
)3)
Cann, Alan, “Social Media: A guide for researchers”, Research
Information, Network, (2011).
http://www.rin.ac.uk/system/files/attachments/social_media_guide_for_screen
)4)
_0.pdf

1
‫وأن اإلعالم االجتماع أمشل كما أنه أيض ًا حيتومل ش بوات التواص ول االجتم اع‬
‫)‬
‫ويتماوزها‪ 1).‬ف وثن اإلع الم االجتم واع ه وو ش وبوة الش بوات وأن ش بوات‬
‫التواصل االجتم اع م وا هو إال مواق وع أو منص ات اجتماعي ة على الش بوة‪ .‬ي تيح‬
‫اإلعالم االجتماع إنتا وتبادل املعلومات جلمهور عريض‪ ،‬فبإموان كل الناس أن‬
‫يسوهموا يف هوذا‬
‫ذمل‬ ‫اء ال‬ ‫الفض‬
‫َي‬
‫َّت‬
‫)‬
‫ّسم كما ذهب إىل ذلك بويري ليفو ‪ Lévy) )Pierre‬ب و "الذكاء اجلمع ‪.‬‬
‫)‬
‫‪ " 2‬وحيتومل اإلعالم االجتماع على كل ما لوه‬
‫صلة باملدونات‪ ،‬ومواقع الويو والدردشة وامليورو تدوين مثلما هو احلال م ع‬
‫تويتر وغريه من مواقع التدوين‪ ،‬كما ال جيب أن نغفل موقوع‬
‫"فليور" للصور ويوتيوب لفيديو وشوبوة التواصول االجتمواع‬
‫فيس بوك‪ ،‬وش بوة امليسس ات لنودإن‪ .‬إذن‪ ،‬فثصل‬
‫اإلعالم االجتماع وبنيته ه املضمون واحملتوى‪ ،‬أما شوبوات‬
‫التواصل االجتماع ‪ ،‬واليت يذهب البعض إىل وصفها مبواقع أو منصات التواصول‬
‫االجتماع ‪ ،‬فدورها تشويل جمموعات افتراض ية والتفاعل ب½ أفراده ا‪ .‬إن التفري بينهما ليس‬
‫دائًما يس رًيا ف ف بعض املنص ات ورغم أن الوظيفة اخساسوية يل س وت تش بيك اخف راد وإمنا تبادل‬
‫الفيديوهات كما ه احالل مع يوتيوب فوإن شوبوة‬
‫التواصل حاضر بقو ‪ ،‬وهو ما يربز حضور تقاطعات ب½ الظاهرت‪ ½.‬هل‬
‫ميون القول بثن شبوات التواصل االجتماع ه الفورع يف عالقتوها بظاهر اإلعالم االجتماع‬
‫هل ميون القول بثن فوارق االتصال واإلعالم باتوت‬
‫ضئيلة فنحن أمام إعالم اجتماع حيتومل يف دابله تواص ًًال‬
‫اجتماعي‬
‫يضوا‬ ‫ّا وحنن أ ً‬
‫إعالما‬
‫أمام اتصال اجتماع حيمل يف دابله ً‬
‫اجتماعي‬
‫‪1‬‬
½‫ يبدو أن بيان الفروق بو‬.‫ّا‬

Clarke, Amanda, “Les médias sociaux - 4. Utilisations politiques et )1)


conséquences pour la démocratie representative”, Bibliothèque du
Parlement, (Publication N° 2010-10-F), (Visited on 1 February 2017):
https://bdp.parl.ca/Content/LOP/ResearchPublications/2010-10-f.pdf
Lévy, P. L'intelligence collective, Pour une anthropologie du cyberspace,
)2)
(La Decouverte, Paris, 1997).

1
‫شبوات التواصل االجتماع واإلعالم ميون أن يساعدنا على الوصول أكثور إىل‬
‫معرفة بصائص كل حقل‪ ،‬ومن ب½ الفروق ميون أن نذكر اآليت‬
‫‪ -‬اورابط االجتماعي‪ :‬الفارق الرئيس هو يف داللة الرابط االجتمواع‬
‫والتفاعلي ة ب½ رواد الش بوة؛ ذلك أن اخف راد دابل ش بوات التواصول االجتماع‬
‫هلم أش ياء محيمي ة وأنش طة مشوتركة ويتقوامسون أش وياء متشاهبة؛ وذلك لتثس يس‬
‫ضر دائًما‬
‫عالقات‪ ،‬وهو معطى قد ال جنده حا اً‬
‫يف ظاهر اإلعالم االجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬طريتة اوتساصل اهلد من وراء شبوة التواصل االجتماع هوو بنواء‬
‫عالقات والتثسيس جملموعات والتواصل مع اخعضاء‪ .‬ال نتواصل بو فن س‬
‫الطريقة عندما بُْن ْ ِحر يف شبوة التواصل االجتماع أو منصوة لإلعوالم‬
‫االجتماع ؛ ف ف ش بوة التواص ل االجتماع ُنَيس س لدردش ة وه ذا ليس‬
‫بض رورمل يف كل موق ع إعالم اجتماع ‪ ،‬علين ا إذن ِبَقْولَبوة رس والتنا إى ل املتل ق‬
‫وذلك طبًقا خلصائصه واهتماماتوه والتموارب املشوتركة‪ .‬يف‬
‫أً يضا توون الرسائل عاد ُ ُْم ْل ِز َمة لصواحبها‬ ‫شبوات التواصل االجتماع‬
‫تشد االنتباه مبضمون جيد مصحوبة بصور أو فب يديوهات‪ .‬ميون القول‬
‫إن اإلعالم االجتماع يعطى الفرصة أكثر لتعبري عن الرأمل على ََم ْح َمل‬
‫مت اح لممي ع‪ ،‬أما ش ب وات التواص ل االجتماع فيمونها أن ت وفر فرص وة‬
‫خص َنة وحيني ة ونش ر تت وى إى ل أش خاص هلوم اهتماموات‬ ‫تادث ات ُمَش ْ‬
‫مشتركة‪ .‬فل ض االشتباك الداليل ب½ الظاهرت½ مي ون القول إن ه إذا موا كان‬
‫اهلد اخساس ملوقع اإلنترنت هو التثسيس لشبوة عالقات فهوو‬
‫)‪)1‬‬
‫شبوة تواصل اجتماع عدا ذلك فهو منصة إعالم اجتماع ‪.‬‬
‫حور يف‬ ‫‪ -‬امللمح على شبوات التواصل االجتماع يوون ملموح املُب ِ‬
‫الشبوة مشخصنًا‪ ،‬فلول مستخدم ملمح ميسَّس على بلفية جمموعوة‬

‫‪Coutant, Alexandre; Stenger, Thomas, “L’avenement des “Médias sociaux”:‬‬ ‫)‪)1‬‬


‫‪une histoire de participation”, Le Temps des médias, revue d’histoire,‬‬
‫‪(Nouveau Monde Editions, 2012), p. 86-96.‬‬

‫‪1‬‬
‫من املعطيات اخالصة بالشخص واليت ميونه أن يغريها‪ - .‬اوتشقيك‬
‫توون قائمة االتصال والتشبيك ظاهر للعيان على شوبوة التواصل االجتماع )قائمة‬
‫اخصدقاء‪ ،‬إعماب)‪ ..‬هيالء اخشوخاص‬
‫يضا موقع اإلنترنت وميونهم البحث عن عالقات تعوار‬ ‫يستعملون أ ً‬
‫وأشخاص هلم اهتمامات وعالقات مشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬ااتثمار اوسقت تستنفد صوناعة احملتووى يف شوبوات التواصول‬
‫االجتماع واإلعالم االجتماع وقًتا‬
‫إضافي‬
‫ّا‪ ،‬وه ميز تست ثر هبا‬
‫ُجل‬
‫ّ‬
‫مواقع اإلعالم االجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬أداا احملادثة تت يح شبوات التواصل االجتماع أدوات تقنية‬
‫ُتَمو‬
‫ّن‬
‫أصحاهبا من إموانية احمالدثة الفورية وتبادل ام لفات والصور‪ ،‬فيوفو الضغط أو النقر‬
‫على بانة من لوحة املفاتيح لتبادل تتووى معو½ أو‬
‫مترير عالمة إعماب‪- .‬‬
‫أداا تشاركية إن إموانية تثسيس جمموعة أو صفحة باصة ودت مع½ للتحادت أو‬
‫االجتماع حول قضية أو عرض مشروع تودد أو‬
‫إرسال الرسائل بشول فورمل كلها بصوائص لشوبوات التواصول االجتماع ‪.‬‬
‫وتغيب هذه التشاركية عن ظاهر اإلعالم االجتمواع يف‬
‫أكثر من موقع‪.‬‬

‫‪ 4-‬الهرم المقلوب‪ :‬اإلعالم االجتماعي واعادة توزيع األدوار‬


‫أدت كل هذه التحوالت إىل بروز مشهد إعالم جديد ميون وصفه بواهلرم‬
‫اإلعالم املقلوب؛ وذلك من بالل بروز ظاهر توزيع جديد لوألدوار دابول املشهد الصحف‬
‫‪1‬‬
‫د‬ ‫‪ .‬فق‬
‫د‬ ‫تق‬
‫ّمت شبوة اإلنترنت على الصحافة املوتوبة ولسونا يف حاجة إىل دليل اليوم إلثبات ذلك‪ ،‬لون ال ذمل‬
‫ترنت‬ ‫وو أن شوبوة اإلن‬ ‫وه ه‬ ‫جيب أن هنتم ب‬
‫د‬ ‫تق‬
‫ّم وبشول حثيث إىل ترك التليفزيون وراءها كمصدر أللببار‪ .‬مون قال يومًا إن التليفزي ون ال ذمل‬
‫اجتمع فيه الص وت والصور وب اخلوان وع رب الب وث اح ل واملباشر واملت وفر مشاهدته يف كل‬
‫موان سيصبح علبة ديوور يف الصالونات‬

‫‪1‬‬
‫ال أكثر وال أقل نعم‪ ،‬لق د أصبح التليفزيون يف أكثر من دولة غربي ة ويف أمريكوا الش مالية ظ اهر‬
‫على هذا النحو‪ .‬يف دراسة أمريكية حول اسوتعماالت وس وائل اإلع الم من ِقب ل اجلمهور‪،‬‬
‫بي‬ ‫ت‬
‫ّن أن همر موثفة يعيشها اجملتمع اخمريكو منوذ‬
‫عشرية حنو شبوة اإلنترنت؛ فنسبة ‪ 51%‬من الوقت الوذمل يقضويه اخمريكو‬
‫مستعم ًًال اإلنترنت يفرده‬
‫لالط‬
‫ّالع على املضام½‪ ،‬و‪ 7%‬لربيد اإللوتروين‪ ،‬و‪31%‬‬
‫لش بوات التواصل االجتم اع ‪ .‬وُتظهر ه ذه اخرق ام أث ر املنافس وة الش وديد ال ويت‬
‫ُت‬
‫ُح ِِدثها شبوة اإلن ترنت لبقي ة وسائل اإلعالم التقليدية‪ .‬إنه إع الن عن إع اد ص ياغة لول اإلشواالت‬
‫التقليدية اليت هال عالقة باقتصواد اإلعوالم وماهيوة مسوتقبل‬
‫اقتص اديات اإلع الم ال رقم حتدي ًدا‪ .‬يف‬
‫أغلب الدراسات املتصلة باإلعالم اجلديد‪ ،‬ومنها ما يتعل باسوتعماالت‬
‫الفيديو‪ ،‬تشري إىل أن ‪ 70%‬من الزيارات على اإلنترنت ستوون من نصيب تتوى الفي ديو‪ ،‬وذلك يف‬
‫أف ‪ ،3034‬وأن الس يطر س تعود إىل موقوع يوتيووب الوذمل يس تهلك ما ب½ ‪ 50‬و‪70%‬‬
‫من جمموع املشاهدات على اهلواتف الذكيوة‪ ،‬بينموا يغط "نيتفليوس" ما ب½ ‪ 40‬و‪30%.‬‬
‫ذه النتيمة ‪-‬‬ ‫وتعترب ه‬
‫قت نًي‬
‫ّا‪ -‬منتَظر وووم النمو املتس ارع جل ود وق و الفي ديو وس رعة بثه وس يطرته امل تزايود عل وى‬
‫مواقوع التواصل االجتماع ‪ .‬أما فيما يتصل ب التوزيع الزمين لمشاهد والتص وفح‪ ،‬ف وإن ال وقت‬
‫ال ذمل يقض يه املراهقون أمام التليفزي ون التقلي دمل ق د اخنفض إىل النص ف‪ ،‬يف وقت ارتفعت فيه نس بة‬
‫مشاهدمم لفي ديو عرب اهلواتف الذكية إىل ‪ 95%.‬ويبقوى املراهقون‪ ،‬أكرب املس تهلو½ لفي ديو؛‬
‫حيث زادت نسبة مشاهدامم عرب اهلواتوف‬
‫الذكية نب سبة ‪ 437%‬ب½ عام ‪ 3041‬و‪3045.‬‬
‫وملزيد تشريح عالقة متغري السن بوسيلة اإلعالم وبالشبوات‪ ،‬فوإن الفئوة‬
‫اهد مون‬ ‫العمرية اليت تراوح أعمارها ب½ ‪ 41‬و‪ 31‬سنة تستهلك احملتووى املشو َ‬
‫‪1‬‬
‫صا من منصة يوتيوب‪ ،‬مبعدل ‪ 44‬ساعة يف اخسبوع‪ ،‬نب سبة ‪ 84%‬من جمموعة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬بصو ً‬
‫)‬
‫تتوى الفيديو املشاهد‪ 1).‬يف املقابل‪ ،‬يبقى اخشخاص الذين تتوراوح‬
‫)‪ )1‬ليا‪ ،‬ليفرو‪ ،‬ااا ل اإلعالم اجلديدة‪ :‬اوقديلة ااوناشية‪ ،‬ترمجة هبة ربيع‪) ،‬املركز القوم‬
‫لترمجة‪ ،‬القاهر ‪ ،3044) ،‬ص ‪143.‬‬

‫‪1‬‬
‫أعمارهم ب½ ‪ 10‬و‪ 15‬سنة يقضون أربع ساعات أكثر من املراهق½ أمام التليفزيون التقليدمل‪.‬‬
‫وعلى سبيل املثال‪ ،‬فإنه‪ ،‬ويف أف ‪ ،3034‬سيستهلك اخمريك ما يعادل ‪ 33‬غيغاب ايت من البيان ات‬
‫عرب اهالتف الذك كل شهر‪ ،‬وذلك يف أنشطة أغلبوها مرتبط مبش اهد الفي ديو‪ .‬هوذا‪ ،‬أص بحنا‬
‫إ ً‬
‫عالمي‬
‫ّا أمام هرم مقلوب ويف ظر أقول‬
‫من قرن‪ ،‬فبعد أن كانت الصحافة يف سنة ‪ 4844‬ه وسيلة االتصال اجلماهريم ل‪ ،‬ومع احل رب‬
‫العاملية الثانية اإلذاعة‪ ،‬ويف الستينات والسبعينات من القرن العش ورين كانت الس طو لتليفزي ون‪ ،‬ها حنن الي وم‬
‫أمام هرم مقلوب لنمد الصحافة املوتوبة يف أسفل اهلرم وشبوة اإلنترنت يف أعاله‪ .‬إن كل ه ذه‬
‫التحوالت ليست باصوية‬
‫الوالي ات املتح د اخمريكي ة‪ ،‬ف ف فرنسا أيض ًا ومن بالل اجل ودول اآليت يس وتق ‪ 51%‬من‬
‫الفرنسي½ أببارهم من اإلنترنت يف ح½ تسوتثثر الصوحافة اليوميوة‬
‫بو ‪ 5%‬فقط من اهتمامات رواد وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫الجدول رقم )‪(6‬‬
‫)‪(1‬‬
‫يوضح نسبة استعماالت الفرنسيين لوسائل اإلعالم طبق ا للمحمل‬

‫اايلة اإلعالم‬ ‫اونسقة‪%‬‬

‫شبوة اإل تن رنت‬ ‫‪51‬‬


‫التليفزيون‬ ‫‪37‬‬

‫اإلذاعة‬ ‫‪8‬‬

‫صحافة اجملالت‬ ‫‪4‬‬

‫الصحافة اليومية‬ ‫‪5‬‬

‫وتثري مسثلة تعدد قنوات البث إشوالية شائوة لوسائل اإلعالم‪ ،‬من قبيل هل‬
‫االنص هار ال ذمل تعيش ه وس ائل اإلع الم يُ ُ ْي ِذن بثن وس ائل اإلع الم هذه متمهوة حنوو‬
‫االندثار رمبا هنا علينا العود إىل ما قاله أحد برباء مايوروسفت سنة ‪ 3009‬مون‬
‫‪Masson, Delphine, “Pleins feux sur l'influence numérique”, strategies, 8 July‬‬ ‫‪sur-l-‬‬
‫‪2010, (Visited on 2 February 2017):‬‬ ‫‪influen‬‬
‫‪http://www.strategies.fr/etudes-tendances/tendances/142104W/pleins-feux-‬‬ ‫‪ce-‬‬

‫‪1‬‬
numerique.html )1)

1
‫أن ه‪ ،‬وبع د عش ر س نوات‪ ،‬لن ت وون هن اك وس ائل إع الم موتوب ة‪ ،‬ق ائ ًال "إننوا لون‬
‫نستهلك مستقب ًًال وسائل اإلعالم إال عن طري موفر بدمة إنترنت‪ ،‬لن يوون هناك صحف‬
‫)‬
‫أو جم الت كل ش ء س يتحول بث ه على هيئ ة نس خة إلوترونيوة‪ " 1).‬هوذه النب وء‪ õ‬ق د‬
‫يوون نصفها حتق ؛ إذ مل تعد هناك نسخ ورقية وتة كموا أن صوح فً ًا‬
‫ولت‬ ‫ة حت‬ ‫ورقي‬
‫كلًي‬
‫هد‬ ‫ذا املش‬ ‫له‬ ‫ة ‪ .‬إ ن مث‬ ‫خ إلوتروني‬ ‫ل نس‬ ‫ا إى‬ ‫ّ‬
‫املت ّقِل‬
‫ا زال ت‬ ‫ّب م‬
‫ََّل‬
‫ذ‬ ‫ّ أب‬
‫ورٍد‬
‫ّ فورمل ومعريف حول تعريف وسيلة اإلعوالم‪ .‬فحسوب دومنيوك فولتوون )‪Wolton‬‬
‫مد على مرجعي ة أن وسيلة اإلعالم تقوم‬ ‫‪ ،)Dominique‬فإن اإلنترنت ليس بوسيلة إعالم معت اً‬
‫على قاعد‪ õ‬عرضها لممهور ملاد‪ õ‬إعالمية يف ح½ أن شوبوة‬
‫)‬
‫اإلنترنت يذهب إليها املواطن لبحث عما يرغب فيه‪ 2).‬قد يوون هوذا التعريوف‬
‫صاحًلا مع اجلي ل اخول من شبوة اإلن ترنت‪ ،‬ل ون مع اإلن ترنت ‪ 3.0‬فق د أصوبحت تم ًًال‬
‫بلت ادل اخببار واملعلومات بل منصة تلتق فيها تفت ممع املضام½ اليت يقودمها كل من الب ات‬
‫واملتلق مًعا‪ .‬لون هل مع كل هذا ميون اعتبار اإلنترنت ميديا‪ ،‬فموا‬
‫هو إذن دور اهلات ف اجل وال وأجهز‪ õ‬الوومبيوتر‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬يصح القول إن "ليس كل ما يلمع ذهبًا" الذمل هو مَثل يف‬
‫رور‪õ‬‬ ‫و بالض‬ ‫اه‬ ‫خص ينشر بر ًب‬ ‫إحالة على أنه ليس كل ش‬
‫حفي‬ ‫ص‬
‫)‪)3‬‬
‫ّا وليس كل مون يقدم أببارًا جمانية أو مبقابل هو بالضرور‪ õ‬ميسسوة صوحفية وإعالميوة‪.‬‬
‫ها املعطى ال‬ ‫من البث واليت فرض‬ ‫د‪õ‬‬ ‫اذ اجلدي‬ ‫إن النم‬
‫َّرَ‬

‫‪1‬‬
‫ إن‬.‫ واحململ والنشر ووس يلة اإلع الم‬،‫ّقم ق د طمست وبشول كوبري احل دود ب½ املضمون‬
‫ توزيوع اخدوار‬õ‫إعاد‬
Greenwood, Shannon; Perrin, Andrew; Duggan, Maeve, “Social Media: )1)
Update 2016: Facebook usage and engagement is on the rise, while adoption
of other platforms holds steady”, pewinternet, 11 November 2016, (Visited
on 30 December 2016):
http://www.pewinternet.org/2016/11/11/social-media-update-2016/
“Les réseaux sociaux selon D. Wolton”, (video), (Visited on 15 October
)2)
2016):
http://www.école-management-numerique.com/2012/08/14/les-reseaux-
sociaux-selon-d-wolton/
‫ اجمللة اوتسنساية وعالسم‬،"‫ال‬
ً ‫ "صحافة املواطن املتلق عندما يصبح مرس‬،‫ مجال‬،‫زرن‬ )3)
49. ‫ ص‬،3008) ،)53 -51 ،‫االتصال‬

1
‫هذه ه اليت ُتف س ر‪ ،‬وبشول ك بري‪ ،‬اخزمة الوجودي ة اليت تعيش ها وسائل اإلع والم التقليدي ة‪،‬‬
‫وتطرح هذه املس ثلة من جديد أمل منوذ اقتص ادمل لتل وك امليسس وات اإلعالمي ة التقليدي ة‪ .‬إن‬
‫هذا املشهد اجلدي د ي دفع اجلمي ع إىل حالة من التخصص يف مهن اإلعالم واالتص ال ب½ منتم‬
‫املض ام½ اإلعالمي ة‪ ،‬ومن تي وفلون بتحميلوها وآبرين ممن يس هرون على اس تقباهال ع رب كل تلك‬
‫ا‬ ‫ديا كم‬ ‫وم املي‬ ‫ة‪ .‬إن مفه‬ ‫ات اإللوتروني‬ ‫املنص‬
‫ترس‬
‫ّخ وعهدناه يف تقاليدنا )صحافة‪ ،‬إذاعة‪ ،‬تليفزي ون)‪ ...‬هو بص ودد إعاد‪ õ‬اهليول ة‪ .‬ومن مآثر‬
‫كل هذه التغري ات هو االجت اه حنو غلب ة املض ام½ اإلعالمي ة على الوسيلة‪ ،‬فوثرًيا ما كان االنبه ار‬
‫اب لوسيلة ‪-‬تونولوجيا‪ -‬على الرسالة‪ ،‬أما مع شبوة اإلنترنت فإن كل عناوين الصحف املوتوبة ُيْلَقى هب ا‬
‫كًلي‬
‫ا أو‬ ‫ّ‬
‫جزئًي‬
‫ّوا علوى‬
‫الشبوة‪.‬‬
‫إن بعض الصحف العريقة قد ابتارت وبشول هنائ اهلمر‪ õ‬الوليوة حنوو‬
‫النسخة ال‬
‫َّر‬
‫قّ مية على شبوة اإلنترنت‪ ،‬وتيكد بذلك علوية املضام½ على احملمول‬
‫اليت تعرب هبا ‪-‬من العبور‪ -‬إىل املتلق ‪ .‬وميون هنا ذكر صوحيفة التربيوون ) ‪la‬‬
‫)‪ Tribune‬اليت ظهرت يف سنوات ‪ ،4890‬واليت ابتارت همر‪ õ‬املطب وع لص وا ش بوة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وذلك منذ ‪ 3043.‬وهو نفس االجتاه الوذمل اختذتوه الصوحيفة‬
‫اخمريكي ة العريق ة‪ ،‬نيوزوي ك )‪ ،)Newsweek‬بس بب العراقي ل املالي ة اليت عاشوتها‪.‬‬
‫عربًي‬
‫)‪)1‬‬
‫ّا‪ ،‬ميون ذكر جري د‪ õ‬السفري واليت قررت التوقف عن إص دار طبعتها الورقي ة يف بداي ة ‪3047 .‬‬
‫ًا‬ ‫ا آبر معاكس‬ ‫ذ اجتاهً‬ ‫و أن البعض أب‬ ‫الطريف يف اخمر ه‬
‫يتمثَ‬
‫ّل يف‬
‫‪1‬‬
‫حتويل النسخة اإللوتروني ة إىل نسخة ورقي ة؛ فموق ع )‪ )marmiton.org‬وبع د عشر س نوات على‬
‫إطالقه كموق ع إلوتروين على الش بوة أصدر جملة ورقي ة‪ .‬كما توج د يف الوالي ات املتح د‪ õ‬مواق ع‬
‫إلوتروني ة هال نسخ ورقي ة وليس كما هو س ائد يف بعض دول العامل من أهن ا ص حف ورقي ة هال‬
‫نس خة إلوتروني ة‪ .‬كل هذه اخمثل وة وغريه وا مثري‪ õ‬للتساؤل‪ ،‬وم ا ه إال داللة على أن‬
‫الذمل يتقدم يف كل هذا السومال هوو‬
‫احملتوى قبل احململ وأن احملد د هو جتربة املستخدم‪ .‬على ضوء كل تلوك اخمثلوة‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫)‪" )1‬كلمة من السفري"‪ ،‬اوسفري‪ 40 ،‬ديسمرب‪/‬كانون اخول ‪) ،3044‬تواريخ الودبول‬
‫‪http://assafir.com/article/519985‬‬ ‫)‪3047‬‬ ‫فرباير‪/‬شبا‬

‫‪1‬‬
‫يبدو أنه حرمل بنا إثار‪ õ‬سيال ما هو مستقبل مفهوم امليديا أو وسيلة اإلعوالم فوسائل اإلعالم تبدو‬
‫يف اخصل كم ا ك انت من ذ ب داياما رغم ح الوة التح وديث‬
‫والس‬
‫ّلْعَنة اليت عاشتها وأهنا ليست غاية يف حد ذاما بل ه بول بسواطة معرفيوة‬
‫جمرد وسيط ل و ٍّم هائ ل من اخبب ار واملعلوم ات‪ .‬هوذا‪،‬‬
‫تبدو الصحافة دائمة سليلة بيئتها وذلوك بفعول ثوور‪ õ‬اإلنترنوت‬
‫واملعلومات؛ فما عاش ته الص حافة املوتوب ة من تط ورات خمتلفة وطيلة قورون مون وجودها‬
‫مل تعشه منذ ظهور شبوة اإلنترنت فقد أحدثت هذه اخبري‪ õ‬هز‪ õ‬عنيفة يف إنتا املعلومة واخلرب‬
‫وأشوال تلقيهما‪ .‬يتميز إذن املشهد الصحف الدويل ومنذ بداي ة هذا القرن وانطالًقا من العالق ة‬
‫اجلديد‪ õ‬ب½ اإلن ترنت وتقنيات نشر اخببوار بن وع من الض بابية املعرفي ة واملهنية‪ ،‬وه ض بابية مرب ر‪õ‬‬
‫علميً‬
‫ّا‪ .‬ويعود هذا الترب ير إىل التطور املتس ارع لالكتش افات التونولوجي ة واقتص اداما واليت ُتحدت ب دورها‬
‫أدوا ًًرا اجتماعي ة ب ذات درجة س رعة بت لوره ا‪ ،‬ومي ون بيان ذلك من بوالل الفرض ويات‬
‫واالستنتاجات املتضاربة ويف أكثر من سياق كلما تعمقنا يف جوهر العالقة القائمة‬
‫أو احملتملة ب½ الصحافة واإلنترنت‪.‬‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬حي فع ًًال احلديث عن الصحافة اجلديد‪ ،õ‬أمل صحافة ما بعد‬
‫شبوة اإلنترنت‪ .‬واملقصود بالصحافة اجلديد‪ õ‬ليس تلك القائمة فقط على قاعود‪ õ‬التلق أمل يف مدى‬
‫ة اليت ُتش‬ ‫الة اإلعالمي‬ ‫ول أو رفض اآلبر لرس‬ ‫قب‬
‫ِِّو‬
‫لّ ها الصوحافة يف هيئتها اجلديد‪ õ‬الرقمية واالفتراضية‪ .‬إن ما حيدد ماهية الصحافة اجلديد‪ õ‬هو يف‬
‫حد د دابل عالئق يف تفاعل مع الفضاء اخلارج ‪ ،‬فاالهتمام مبخرجات الصحافة فقط‬ ‫اخصل ُم َ‬
‫يع زل قاع د‪ õ‬وبىن تشويل اخلطاب الص حف وآلي ات الصراع واهليمن ة دابل اجمالل الص حف‬
‫)‬
‫حسب تعوبري بويري بورديوو ‪ Bourdieu) .)1 )Pierre‬إن‬
‫العناصر املوو نة مالهية الصحافة اجلديد‪ õ‬ليست فقط بفعل التقنية وال هو بفعول العوملة وال ميون‬
‫ابتزاهال يف لوبيات امالل واخعمال‪ ،‬إن كل هذه العناصر جمتمعة ال قيمة هال إال إذا وض عناها‬
‫يف سياق أن الصحافة ه باإلضافة إىل كوهنوا ظواهر‪õ‬‬

‫‪4‬‬
‫ها اليت حتومها‬ ‫تقلة هال نواميس‬ ‫مس‬ ‫اهر‪õ‬‬ ‫ًا ظ‬ ‫بر ه أيض‬ ‫ع اآل‬ ‫متفاعلة م‬
‫يولوجي‬ ‫سو س‬
‫ّ ا‪.‬‬
‫‪Pierre, B. On television, (The New Press, New York,‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪1998).‬‬

‫‪4‬‬
‫فويف ميون فهم التقنية وشبوة اإلنترنت وثور‪ õ‬احلواسيب إذا مل‬
‫ُيسولَ‬
‫ّط عليهوا‬
‫إرت العالقة التارخيية ب½ الصحافة والدميقراطية وب½ الصحافة والرأمل العام‪ ،‬بو½ الصحافة‬
‫وهنضة التحديث يف أوروبا منذ القرن الثامن عشر وحوديًثا الصوحافة‬
‫وشبوة اإلنترنت‪.‬‬
‫كانت دراسات مجهور الصحافة التقليدية واجتاهات الرأمل العوام وصوي‬
‫تشو‬
‫ّله‬
‫إعالمي‬
‫ّا من القضايا واملواضيع املثري‪ õ‬لالهتمام يف الغورب‪ ،‬وقود كانوت ختصص للممهور موازنات‬
‫ضخمة وفرق متخصصة تشر عليها مراكز علميوة المعة وذلك ملعرفة أثر وسائل اإلعالم‬
‫والصحافة على اجملتمع وقياس ثتث ريها علوى فئاته‪ .‬وكانت نتائج هذه الدراسات ُتعتمد لسونوات‬
‫عديود‪ õ‬كمرجوع مهوين‬
‫وأك ادمي يف س ياق تط ور الص حافة التقليدي ة الورقي ة‪ .‬م ع حت ول الص حافة من ال ورق إىل ال‬
‫ََّر‬
‫ّقم وحت‬
‫ُُّو‬
‫ّل االتص ال من اجلماهريمل إىل الش خص ف إن دراس ات االتص وال ال َّرَّقم ت دود‪ õ‬النت ائج يف‬
‫الزمن‪ ،‬ويعود السوبب إىل الوتغري املسوتمر للتقنيوة وللممهور؛ نف ت ائج دراسات الص حافة اإللوتروني ة‬
‫الرقمي ة ميون اعتمادها ب وثري من احل ذر ف ف كل يوم ني س حب مجهور وي ثيت آبر وتتط ور تقني ة‬
‫ِلَتْنَدِثر أب رى‪ .‬مون جهة أب رى‪ ،‬وجب علينا ع دم جتاهل حض ور مق والت بس يطة مت يز ش بوة‬
‫اإلنترنت‬
‫لونها تدد‪ õ‬مث ل مقولة إن اإلن ترنت ال حدود هال وال وطن هال وال جنس ية هل وا‪ .‬هوذا‬
‫نُ ُ‬ ‫أال‬ ‫علينا‬ ‫وجب‬
‫َهلِ‬
‫ّل مسرع½ بثية نتيمة جاءت هب وا وووت ذات صولة بت ثري ات وبصوصيات ش بوة اإلن ترنت‬
‫‪4‬‬
‫على فئ ة موا‪ ،‬ب ول أبوذها يف س وياقها االجتماع والتارخي ؛ وهو م ا يساعدنا على جتنب‬
‫العديد من اخحوام املسبقة عن عالقة اإلنترنت بوسائل االتصال التقليدية مثل الصحافة وظاهر‪ õ‬كل‬
‫من شبوات التواصل االجتماع واإلعالم االجتماع ‪ ،‬أمل بعبار‪ õ‬أبرى إثار‪ õ‬سويال أيوة‬
‫عالقة‬

‫‪4‬‬
‫الرسم البياني رقم )‪(1‬‬
‫)‪(1‬‬
‫يوضح توزيع استعماالت شبكات التواصل االجتماعي حسب متغير السن‬

‫‪ 5-‬اإلعالم التقليدي والجديد وشبكات التواصل االجتماعي‪ :‬أية عالقة؟‬


‫على هدمل ما تق‬
‫َّد‬
‫ّم‪ ،‬فإن حتوالت مثري‪ õ‬تشهدها الساحة اإلعالميوة واجملوال العموم ‪ ،‬وحتديًدا يف قطاع صناعة‬
‫الصحافة‪ ،‬اف لتغيريات اليت تشوهدها صوناعة اخببار منذ ظهور شبوة اإلنترنت مل تعرفها منذ نشث‪õ‬‬
‫مهنة الصحافة‪ .‬فف تقرير نشره املرصد اخوروبو للصحافة‪ ،‬فإن شبوات التواصل االجتماع‬
‫ابتلعت كل‬
‫رور اب ملغوامرات الشخصوية‪ ،‬وصناعة‬ ‫ش ء بدًءا اب لدعاية السياسية‪ ،‬واخنظمة املصرفية‪ ،‬م اً‬
‫)‪)2‬‬
‫اخدب‪ ،‬وصو ًا ًل إىل النشا احلووم وأنظمة اخمن‪ .‬ورمبا أصدق مثال‬
‫على كل تلك اهلزات هو مثال صحيفة "بوسطن غلوب" ‪،Globe) Boston )The‬‬

‫‪Coëffé, Thomas, “La Répartition Démographique sur les Réseaux Sociaux”,‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪blogdumoderateur, 23 Novembre 2016, (Visited on 2 February 2017):‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪http://www.blogdumoderateur.com/chiffres-reseaux-sociaux/‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Dor, Fabila, “Réseaux Sociaux et Médias Traditionnels”, lesmondesnumeriques,‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
, (Visited on 10 September 2016): )1)
https://lesmondesnumeriques.wordpress.com/2016/02/12/réseaux-sociaux-et-
médias-traditionnels/
)2)

4
‫‪3003‬‬ ‫فقبل سنوات من كشف الصحيفة تفاص يل فضيحة انتهاكات جنس ية يف الونيس وة الواثوليوي ة يف‬
‫و‪ ،3001‬بيعت بوسطن غلوب إىل صحيفة نيويورك تواميز بثكثر من ملي ار دوالر‪ .‬لون يف ع ام‬
‫‪ 3041‬أمل بع د عشر سنوات من فوز بوسطن غل وب جب ائز‪ õ‬بولي تزر للص حافة عن تغطيتها ل ذلك‬
‫جمدد ‪ ،‬ولون هذه املر‪ õ‬مقاب ل ‪ 70‬ملي ون دوالر فق ط جلون‬ ‫التحقي االستقص ائ ‪ ،‬فق د بيعت اً‬
‫هنرم ل‪ ،‬م الوك نوادمل ليفرب ول‪ .‬يتض ح أنه وبالل عشرين س نة فق دت ميسسة إبباري ة يبل‬
‫عمرها أكثر‬
‫من قرن ‪ 80%‬من قيمتها على الرغم من تفردها ومتيزها يف حتقي إجن از صوحف ‪ .‬وبوس طن‬
‫غلوب ليست املثال الوحيد‪ ،‬فصحيفة واش نطن بوست بيعت أيض ًا عوام ‪ 3041‬إىل ميسس موق ع‬
‫أمازون‪ ،‬جيف ب يزوس‪ .‬ويف بريطاني ا‪ ،‬توقفوت ص وحيفة اإلندبن دنت عن طباعة نسختها الورقي ة‪.‬‬
‫وعلى مدى السونوات العشور امالضوية‬
‫ابتفت ‪ 100‬ص حيفة تلي ة يف أمريك ا‪ .‬ف اإلنترنت ومواق ع التواص ول االجتم واع ‪،‬‬
‫و‬ ‫ُتم‬
‫ّن الصحفي½ بشول ظاهر من القي ام بثدوار أكثر حرفي ة‪ ،‬إال أهن وا تسوهم يف نفس ال وقت يف‬
‫وعا غري اقتص ادمل‪ .‬و يكد نفس التقري ر أنه بالل الس نوات القليلة امالض ية‬‫جعل صناعة الصحافة مشر ً‬
‫عنصران‬ ‫متظهر‬
‫مهَم‬
‫ّان‪ ،‬إال أننا مل هنتم هبما كما‬
‫جيب‪ ،‬ونيا‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان ناشرمل الصحف السيطر‪ õ‬على التوزيع‪ ،‬وانتقال جزء منوهم إىل‬
‫شركات مواقع التواصل االجتماع واملنصات اإللوترونية‪.‬‬
‫إن النتيمة احلتمي ة ل ول هذا ه و زي اد‪ õ‬قو‪ õ‬شركات مواقوع التواص ول‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماع ‪ ،‬وحضور أكرب لشركات منصات اإلعالم االجتماع مثول‬
‫غوغل وآب ل وفيس بوك‪ ،‬وحىت شركات الدرجة الثانيوة مث ول تووي تر وس ناب‬
‫شات‪ ،‬كما أصبحت الشركات املختصة يف تطبيقات احمالدثات الصاعد‪ õ‬أكثر شراسة‬
‫يف سيطرما على آلية َموْن ينشور‪ ،‬واجلمهوور املستهد ‪ ،‬وكيفية االستفاد‪ õ‬امالدي ة‬
‫من كل ذلك الوم اهالئول مون‬

‫‪4‬‬
‫مستخدم الشبوة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬أثر شبكات التواصل االجتماعي على التليفزيون‬
‫من بالل متابعة دور شبوات التواصل االجتماع أثناء االنتخابات الرئاسية‬
‫اخمريكية ب½ ب اراك أوباما وميت رومين وبعدها مع هيالرمل كلينتوون ودونالود ترامب س نة‬
‫‪ ،3044‬أو مع ثورات الربي ع العربو منوذ ‪ ،3044‬ف وإن شوبوات التواصل االجتماع قد‬
‫)‬
‫جت اوزت كوهن ا جم رد ظ اهر‪ õ‬يف ش بوة اإلن ترنوت)‪ 1‬؛ فق ود‬
‫غيَ‬
‫التليفزيون‬ ‫بوات عالقتنا ب‬ ‫ذه الش‬ ‫رت ه‬ ‫ّ‬
‫وَتَمُث‬
‫اّ ِلتن ا ل ه‪ .‬لقود أص وبحت ع القتنوا ب التليفزيون باض عة الي وم إىل التفاعل احل يين والفورمل من بالل‬
‫التعليو ‪ ،‬ولقود‬
‫َ‬ ‫أس‬
‫ّس ت أيض ًا جس وراً جدي د‪ õ‬ب½ التليفزي ون يف هيئته التقليدي ة والتليفزي ون وهوو يلتحم بش بوات‬
‫اع ‪.‬‬ ‫التواصل االجتم‬
‫عربيً‬
‫ّا‪ ،‬ميون القول‪ :‬إن اهليئة اليت ظهرت هب ا قن ا‪ õ‬اجلزير‪ õ‬يف عي دها ال و ‪ ،30‬سنة ‪ ،3044‬تعترب‬
‫أكرب اسوتمابة حلتميوة فعول شبوات التواصل االجتماع وكيف بات على التليفزيون أن يُ ُ َطو ع‬
‫نفسه مع مزايا النشر الفورمل‪ .‬فاالرتبا االستراتيم لتليفزيون على مستوى احململ واحملت وى مع ش بوات‬
‫التواصل االجتماع بوصفها وسيلة تواصل وأكثر من جمرد ميديا بوات‬
‫أي ًًضا غري قابل لتماهل‪ .‬وقد أظهرت بعض امليشرات أن قنا‪ õ‬اجلزير‪ õ‬الفضوائية‬
‫حت‬
‫ََّو‬
‫لّ ت إىل أكثر القنوات الفضائية العربية متابعة على شبوات التواصل االجتماع‬
‫ِتق‬
‫قّ ة يف شهر نوفمرب‪/‬تشرين الثاين من سنة ‪ 3044‬متابعة أكثر مون ‪ 30‬مليوون‬
‫)‬
‫شخص ‪.)2‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي والتفاعلية‬
‫مع شبوات التواصل االجتماع أصبح لتفاعلية دااللت أبرى مغاير‪ õ.‬لقد‬
‫بات تصميم الربامج التليفزيونية حيدت على قاعد‪ õ‬التفاعل والتعلي عليها من ِقبل رواد هذه الشبوات‪،‬‬
‫سواء أكان ذلك على تويتر أو على شبوة فيسبوك‪ .‬فبالعود‪õ‬‬

‫)‪ )1‬تقرير وسائل التواصل االجتماع يف العامل العربو ‪ ،‬قمة رااد اوتساصل االجتمااعي‬
‫اوعرب‪) ،‬دبو ‪ ،‬التقرير اخول ‪3045).‬‬
‫)‪ )2‬تابع برامج شبوة اجلزير‪ õ‬يف هيئتها اجلديد‪ õ‬ودبوهال مرحلة التواصل وبشول متقدم مع‬
‫شبوات التواصل االجتماع يف عيدها العشرين نوفمرب‪/‬تشرين الثاين ‪3044.‬‬

‫‪4‬‬
‫إىل العديد من الرب امج احلواري ة على شاشة التليفزي ون يف فرنسا وأمريكوا وحوىت بعض القن وات‬
‫اإلبباري ة العربي ة مثل قن ا‪ õ‬اجلزي ور‪ õ‬و‪ France24‬و‪ BBC‬فموا أن ينطل الربنامج وُيطرح‬
‫موضوع النقاش ‪-‬وحىت قب ل البث‪ -‬فإنه يتم دعوو‪ õ‬رواد ش بوات التواصل االجتماع لتفاعل‬
‫والتعلي وطرح اخسئلة‪ ،‬وأبرًيا القي ام بن وع من االس تفتاء حول مدى وجاهة تلك اآلراء‪ .‬لق د‬
‫أصبحت قيمة الربنامج وشهرته يف مدى حتقيقه لدرجة عالي ة من التفاعل دابل ش بوات التواصل‬
‫االجتماع مون بالل تصميم الرابط اخالص بالربنامج على شبوة تويتر عرب وسم أو "اهالشوتا "‬
‫اخالص بالربنامج والذمل بات يقوم به متخصصون يف إدار‪ õ‬شوبوات التواصول‬
‫االجتماع من دابل وسائل اإلعالم التقليدية كالتليفزيون‪ ،‬وبدي ًالً عن اخسئلة عرب‬
‫شر بل‬
‫اهالتف واليت باتت تقنية جتاوزها املتلق ‪ .‬أصبح التفاعل املباشور موع الوربامج التليفزيونية مي اً‬
‫تدداً ملدى جناح الربنامج نقيس به نسب املشواهد‪ õ‬والويت‬
‫باتت تتمظهر ميبًرا وبشول كثيف عرب اهلواتف النقالة الذكية‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة المباشر أو فورية البث والتلقي‬
‫يف اإلعالم التقليدمل يوجد فارق زمين ب½ تصميم الرسالة وبثها‪ ،‬لون موع‬
‫شبوات التواصل االجتماع يوجد ما ميون أن نطل عليه‪ :‬الت دوين املباشر عورب توي تر‪ .‬فمن بالل‬
‫عد‪ õ‬ش بوات تواصل اجتماع )تووي تر‪ ،‬فيس وبوك‪ ،‬سوناب ش ات)‪ ...‬مي ون للمس تخدم أن‬
‫ضر وبشول مباشر يف الربنوامج دون أن‬ ‫يوون حا اً‬
‫وون حا اً‬
‫ضر‬ ‫ي‬
‫دي‬ ‫جس‬
‫ّا وهو ما ُْيْب ِرز قيمة اآلني ة والفوري ة يف عملي ة البث والتلق و ‪ ،‬أمل أن ت وون عملي ة التواصل‬
‫ا‬ ‫ق وهو م‬ ‫الة واملتل‬ ‫املرسل والرس‬ ‫متطابقة ب½‬
‫َُيب‬
‫َش ور‬
‫بضرور‪ õ‬مراجعة مقولة االتصال اجلماهريمل اليت يوون فيها املتلق‬
‫سلبي‬
‫ّا والبوا‬
‫ُّت‬
‫‪4‬‬
‫ّ‬
‫ُمَهْيِمًنا من بالل بثه لرسالة واحد‪ õ‬جلمهور غري متمانس يف امليووالت وزمون‬
‫املشاهد‪ õ‬واملستوى الثقايف واالجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي مصد ار لألخبار‬

‫ليس جديًدا إذا ما قلنا‪ :‬إنه‪ ،‬ومنذ بروز شوبوات التواصول‪ ،‬فوإن مهنوة‬
‫الصحافة تواجه العديد من اهلزات املهنية وأبرى هال عالقة بتموقعها يف اجملتموع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يضا أن يصل اخل رب إىل الص حف من شبوات التواصل االجتمواع مثله مث ل أمل‬ ‫وليس غريًبا أ ً‬
‫ًدا مص ود ًًرا‬ ‫م واطن عادم ل‪ ،‬وهو م ا جيعل منها الي وم وغ‬
‫مهًم‬
‫ّوا مون مصادر اخببار للص حفي‪ ½.‬وميون أبذ العدي د من اخمثلة ولعل منها باصة م وا‬
‫يتعل بقضايا الشثن العام؛ فوزير‪ õ‬العدل الفرنسوية كريسوت½ تووبريا أعلنوت استقالتها‪ ،‬سنة ‪،3044‬‬
‫من حوومة فرانسوا هوالند على حساهبا بتويتر‪ ،‬وكوثري‪õ‬‬
‫ه اخببار اليت بات ُيلق هب ا قاد‪ õ‬الشثن الع ام على شبوات التواصل االجتماع قب ل إرساهال إىل‬
‫الص حفي‪ُ ½.‬تش ري مث ل ه ذه املتغري ات إىل أن الص حف مل يع د ه وو‬
‫املتحوِ‬
‫ّم وال‬
‫املطَ‬
‫ّل ع اخول على املعلومة واخل رب حىت ني شرنيا يف وسوائل اإلع والم التقليدي ة‪ .‬إن هذا املعطى جيعلنا‬
‫نقر بثن وسائل اإلعالم التقليدية تلك غدت أموام‬
‫حقيقة مفادها أهنا مل تعد ه احململ الوحيد لنشر اخببار وتداوهال‪.‬‬

‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي والصحفيون‬


‫يف سياق مقارنة ب½ اإلعالم التقليدمل وشبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬ميوون‬
‫الق ول‪ :‬إنه مل يب َ من اإلعالم التقلي دمل من إعالم غ ري الص حف ‪ ،‬وال ذمل يعترب احمل د د الرئيس‬
‫تش‬ ‫يف‬
‫ُُّو‬
‫ّل ظاهر‪ õ‬الصحافة‪ ،‬لون مع شبوات التواصل االجتماع مل يع د للص حف س لطة مطلقة على‬
‫عملي ة إنت ا اخببار‪ .‬فمن بالل ش بوات التواصول االجتماع أص بح ب إموان أمل مواطن أن‬
‫ي وون شاهًدا على أمل حدت يعترضه وأن يشارك غريه تفاص يله اليت مجعها بالوامري ا أو بالت دوين‬
‫أو بالصوت أو بول هوذه‬
‫)‬
‫معا‪ 1).‬باتت هذه الظاهر‪ُ õ‬تعر بصحافة املواطن مستغلة سرعة النشور‬ ‫احلوامل ً‬
‫وجمانيته وهو ما بات يربك عمل الصحف الذمل عليه أن يتحرى وأن يعوود إىل أكثر من‬

‫‪4‬‬
)
‫ دفع هوذا‬2).‫مصدر لعرض بربه على اجلمهور حىت يطلع على تفاصيله‬

Dollé, Nathalie, “Journalistes et réseaux sociaux: évolution ou révolution?”, )1)


alliancejournaliste, 2012, (Visited on 1 November 2016):
http://www.alliancejournalistes.net/IMG/pdf/ journalistes_et_reseaux_socia
ux_int_site.pdf.
،"‫ لالتصال أو اإليووميديا عن طري صوحافة املوواطن‬õ‫ "البيئة اجلديد‬،‫ مجال‬،‫زرن‬ )2)
35. ‫ ص‬،3043) ،47 ‫ )العدد‬،‫اوقاحث اإلعالمي‬

4
‫املعطى اجلديد وسائل اإلعالم التقليدية إىل إفراد ما يبثه املواطن ون على شوبوات التواصل االجتماع‬
‫د‬ ‫ُبع‬
‫م ٍ‬
‫هين‬
‫ّ‬
‫جمس‬
‫ًّدا يف مسيويل أو مديرمل شوبوات التواصول االجتماع ‪،Social) Manager )Media‬‬
‫القتناص اخببار والصور والفيديوهات اليت قد ت وون صاحلة لنشر وحىت ال ت وون امليسسة اإلعالمية‬
‫التقليدي ة يف تس ولل عن دما يطفو إىل الس طح ب رب مهم ج اء به ص حف م واطن‪ .‬أم ام‬
‫ُحَم‬
‫ّى النقر علوى شريط اخببار بات من الضرورمل على الصحفي½ أبذ هذه التحوالت يف مهنتهم‬
‫بشول حريف يف املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي مؤشر الت جاهات ال أري العام‬
‫توفر شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬وبشول ظاهر وعلين سريع‪ ،‬موا يقبلوه‬
‫اجملتمع وما يرفضه الن اس يف حلظة تارخ ي ة معين ة‪ .‬ق د ي وون هذا ال رفض أو القبوول ذا بلفي ة‬
‫سياسية أو منتج جديد أو توجه يف منط احلي ا‪ õ‬والعيش‪ .‬لقد ب ات ما هو مقب ول يف شبوات‬
‫التواصل االجتماع مقب و ًًال يف اجملتمع الواق ع ‪ .‬هوذا‪ ،‬على الص حف أن ي راع الي وم ما‬
‫يدور وُيتَداَول دابل شبوات التواصل االجتماع واليت باتت ُتسهم‬
‫يف تثط ري اخحدات من ع د‪ õ‬زاوي ا‪ ،‬فهو مط الب ب تب ع اجتاهات الرأم ل الع ام االف تراض‬
‫وميوالت ه حىت ال ي وون يف تع ارض م ع م ا يس تمد داب ل ه ذا الفض اء ال ذمل يعج‬
‫يومًي‬
‫ّا وحلظة بع د حلظة بالعدي د من التعبري ات ذات اخللفي ة السياس ية والثقافي ة واالجتماعيوة وحىت‬
‫فيما يتصل بالذوق‪ ،‬وا لب اس وكل ما ل ه صلة ويوا‪ õ‬النواس اليوميوة ب وول فت اص يلها‪ .‬لق د‬
‫أصبحت‪ ،‬على سبيل املث ال‪ ،‬بعض الت دوينات يف توي تر ُتنَشر البتبوار رد فعل املتل ق ‪ ،‬أمل القب ول‬
‫أو الرفض لخرب‪ ،‬لمنتج أو لفور‪ õ‬أو لرأمل املعوروض‬
‫على شبوات التواصل االجتماع ومدى تقبل الناس له‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي‪ :‬سلطة ضد سوء استخدام السلطة‬
‫تعوس شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬ومنذ أحدات الربيع العربوو ‪ ،‬قودر‪ õ‬هذه الوسائط‬
‫اجلديد‪ õ‬على إيصال رسالةٍ ما إىل الرأمل العام احملل ال تريد وسوائل اإلعالم التقليدية نشرها‪.‬‬
‫إن هذا ُيع‬
‫ُّد‬
‫ّ ميشًرا‬
‫إجيابي‬
‫ّا علوى أن شوبوات التواصول االجتماع ميونها أن توفر فرًصا أكثر لمواطن½ لمشاركة‬
‫يف احليا‪ õ‬العامة ومعهوا‬

‫‪4‬‬
‫)‬
‫ضخ دماء جدي د‪ õ‬يف الدميقراطي ة بوص فها نظام حي ا‪ õ‬مشترًكا‪ 1).‬مي ون الي وم عرب هذه‬
‫الش بوات إيص ال رس الة موظف مظل وم‪ ،‬أو طف ل يف حاجة إى ل ع ال ‪ ،‬أو التشوهري‬
‫برجل ش رطة طلب رش و‪ õ.‬ب اتت مث ل هذه املظاهر س ُولطة يف يود رواد شوبوات‬
‫التواصل االجتماع ‪ ،‬أمل أن توجه مباشر‪ õ‬إىل الرأمل العام واملسيول وكل من لوه دبل يف‬
‫)‪)2‬‬
‫لق د حت‬ ‫مل ف تل ك القض ية السياس ية أو اإلنس انية‪.‬‬
‫ََّو‬
‫ّل العديد من الشواوى‬
‫إىل تاكمات ملسيول½ ُعزلوا بعد أن تضامن رواد الشبوات مع تل ك الضحية‪ .‬لق د أص بحت‬
‫شبوات التواصل االجتماع ُسلطة يف وجه اإلعالم التقليدمل الذمل كوث يًًرا ما يتماهل قض ايا‬
‫حيوية يف اجملتمع وذلك ووم رهانات وراءها لوبيوات سياسوية‬
‫)‪)3‬‬
‫ومالية وسلطة أيًضا يف مواجهة التوظيف الس ء لسلطة‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي والميديا‪ :‬من النهايات إلى الحدود؟‬
‫يبدو‪ ،‬ورغم كل تلك اخرقام وكل تلك اإلضافات اليت جاءت هبوا شوبوات‬
‫التواص ل االجتماع ‪ ،‬أن هل ذه الظاهر‪ õ‬حدوًدا وه تع رض إى ل نق د ش رس يص ل حو‬
‫ََّد‬
‫ا‬ ‫ذ فيه‬ ‫ا يق‬ ‫ار م‬ ‫ّ اعتب‬
‫يومًي‬
‫ّا من معلومات ال عالق ة هلا باخبب ار واإلع الم‪ .‬إهن وا سووق جتاري ة من اإلعالن ات ومن‬
‫الرقائ اإللوترونية املختلفة والتطبيقات واليت ال تعوري أمل‬
‫)‪)4‬‬
‫اهتمام بعامل اخببار وصريور‪ õ‬إنتاجه ونشره وعالقته بالرأمل العوام والدميقراطيوة‪.‬‬

‫‪Goerge, Eric, (Visited on 2 February 2017):‬‬ ‫(‬


‫‪https://www.fr.capgemini-consulting.com/expertises-metiers/strategie-et-‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪management-des-systemes-dinformation/eric-georges‬‬ ‫‪is‬‬
‫فرح‪ ،‬عبد اإلله‪" ،‬اإلنترنت السياس ‪ ،‬مقاربة سوسيولوجية"‪ ،‬اوسسايسوسجيا اوعربية‪،‬‬ ‫‪it‬‬
‫)العدد اخول‪ ،‬أكتوبر‪/‬تشرين اخول ‪3044).‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪Saada, Julien, “Révoltes dans le Monde Arabe: une révolution Facebook?”,‬‬ ‫‪d‬‬
‫‪Chronique sur le Moyen-Orient et l’Afrique du Nord, 1er février 2011,‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪4‬‬
n 1 September 2016): https://www.academia.edu/15244872/R
)1)
%C3%A9voltes_dans_le_Monde_Ara be_une_r%C3%A9volution_Facebook
Coutant, Alexandre; Stenger, Thomas, “Médias sociaux: clarification et
cartographie. Pour une approche sociotechnique”, Decisions Marketing,
N° 70, Avril-Juin 2013, (Visited on 12 December 2016):
)2)
https://cinqyou.s3.amazonaws.com/thread/attachment/55006673d0eac.pdf.
)3)

)4)

4
‫فمنطل اخلرب يقوم على قاعد‪ õ‬أن املواطن هو الذمل ي ذهب إلي ه وأنه توجود ميسسوة‬
‫تسهر على غربل ة وت دقي اخبب ار ونش رها أمل بعب ار‪ õ‬أوض ح‪ :‬على ع رض وطلوب‪ .‬يف‬
‫شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬فإن املواطن ال يطلب اخببار بل ت ثيت إليه‪ ،‬وهوو موا يقلب‬
‫املعادل ة الص حيحة لص ريور‪ õ‬اخبب ار‪ .‬وحرم ل بن ا أن نتس اءل عن صودقية بورب ُينش َر على‬
‫شبوات التواصل االجتماع أو تعلي على حدت ما ب العود‪ õ‬إى ل أدبيوات أبالقي ات العمل‬
‫اإلعالم ؛ ف ثناء احلملة االنتخاب ات الرئاسية اخمريكي ة بو½ دون الود ت رامب وهيالرمل كلينت ون‬
‫فإن من ب½ ‪ 30‬برًبا اخكثر تداو ًًال عرب شبوات التواصول‬
‫)‬
‫االجتماع اتضح أن ‪ 40‬منها كانت باطئة‪ 1).‬إذن‪ ،‬فنحن‪ ،‬وأموام هوذا السويال‬
‫ا أن‬ ‫حافة‪ ،‬علين‬ ‫ة ال ص‬ ‫ل ملهن‬ ‫الوجودم‬
‫ذك‬ ‫ن‬
‫و‬ ‫ّر مبن ه‬
‫امليَه‬
‫ّل اليوم لبت يف الصحيح وغوري‬
‫الدقي من اخببار‪ ،‬أمل‪ :‬هل ما زالت توجد حاجة إى ل حارس بواب ة أم ال‬
‫إن عملية غربلة اخببار وترتيبها ونشرها ال ميون أن توون إال من دابول‬
‫النس الفورمل للمس م الص حف التقلي دمل والق ائم على قواع د كالس يوية‬
‫تَتم‬
‫َّث‬
‫ّل يف القيم اخبالقي ة الص حفية من موضوعية ومص داقية حوىت وإن اس وتعان يف ذلوك بش بوات‬
‫التواصل االجتماع كمعطى تقين وسوسيولوج أكثر حتررية ال ميوون جتاهله وه ب ذلك حت ق أمني ة‬
‫فيوتور هيغو عندما قال يف بطاب شهري ألقواه يف يوليو‪/‬متوز سنة ‪" 4950:‬مبا إنين أريد السياد‪ õ‬يف‬
‫كل حقيقتها‪ ،‬فإنين أريد الصحافة‬
‫)‬
‫يف كل حريتها‪" 2).‬‬

‫‪4‬‬
Kauffmann, Sylvie, “Les “fake news” nuisent-elles à la démocratie?”, )1)
Le Monde, 26 Novembre 2016, (Visited on 12 December 2016):
http://www.lemonde.fr/idees/article/2016/11/26/fausses-nouvelles-les-geants-
de-l-internet-places-face-a-leurs-responsabilites_5038600_3232.html
45. ‫ ص‬، ‫ مرجع ساب‬،‫ امليديا‬،‫بال‬ )2)

4
‫خاتمة‬
‫من ر ق م نة اإلعالم التقليدي إلى أ عل مة التواصل االجتماعي‬
‫يف البدء كانت اخللفية من وراء َرْقمَنة اإلعالم التقليدمل هو أن يوون ُُموا‬
‫ِِكًبا‬
‫لتقنية وأكثر انتشا ًًرا وأكثر قرًبا من املتلق ‪ .‬يف الب دء أيض ًا كانت ش بوات التواصل االجتماع ذات‬
‫ُبعد يهتم بالعالقات االجتماعية واملهني ة أما الي وم فق د غزما أيض ًا املعلومة واخل رب لتتحول إىل فض ٍاء‬
‫ُمَيْعَلم‪ ،‬أمل ناف ذ‪ õ‬إللعالم‪ .‬ق د تصح‪ ،‬وحنن نرص د كل هذه التح والت‪ ،‬الع ود‪ õ‬إىل ذلك املث ل‬
‫العربو "هذا الشبل من ذاك اخسود"‬
‫يف إحالة إىل عالقة ش بوات التواصل االجتماع ‪-‬الش بل‪ -‬باإلع الم التقليودمل ‪ -‬اخس د‪ -‬بع د أن‬
‫غزته‬
‫َالر‬
‫قّ ْمَنة‪ .‬ميون‪ ،‬وضمن مقاربة يف بامتة تفتح أكثر جملواالت‬
‫التفوري يف براديغم اإلعالم االجتماع وشبواته يف عالقته اب لبيئة اجلديد‪ õ‬لإلعالم‪،‬‬
‫أن نتوقف عند القضايا اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬من ب½ بصائص شبوات التواصل االجتماع يف عالقتوها بواإلعالم التقليدمل أهنا‬
‫يضا‬
‫تبدو بال حدود‪ ،‬وهو ما يبدو أ ً‬
‫أح د‬
‫ّ حدودها؛ فموا‬
‫ليس له حدود يعترب‬
‫علمي‬
‫ّا ليس له وجود‪ .‬ورمبا أكرب‬
‫حتد‬
‫ّ علم ووث‬
‫أكادمي مستقب ًالً هو السع إىل توفري حدود نظرية لظواهر‪ õ‬اإلعوالم‬
‫االجتماع وشبواته‪ .‬رمبا يعود كل ذلك إىل أننا ما زلنا يف تعاملنا مع شبوات التواصل‬ ‫ش‬
‫)‪Flichy‬‬ ‫االجتماع يف مرحلة االنبهار التونولوج ‪ ،‬كما عبَّر عن ذلك باتريس فليش‬ ‫خ‬
‫دما‬ ‫عن‬ ‫‪،)Patrice‬‬ ‫َّ‬
‫‪5‬‬
‫)‬
‫ص هذه احلالة يب وتيبيا التقنية‪ 1).‬ومن ب½ احلدود اليت ابترقتها شوبوات التواصول‬
‫االجتماع وحافظ عليها اإلعالم التقلي دمل‪ ،‬العالقة ب½ ما هو ب واص وما ه و‬
‫ع ام يف حي ا‪ õ‬اجملتمعات املعاصر‪ õ‬واليت ق امت فلسفتها التحديثي ة على قاع د‪ õ‬الفصل‬
‫املنهم والعم ل أيض ًا ب½ اخلاص والع وام والوذمل ب اتت تنص عليه ا‪ ،‬كما‬
‫نعور ‪ ،‬الدسواتري واملعاهودات الدوليوة‬
‫‪Flichy, Patrice, “Technique, usage et representations”, Réseaux 2008/2,‬‬
‫‪N° 148-149, (Visited on 30 September 2016):‬‬
‫‪https://www.cairn.info/revue-reseaux1-2008-2-page-147.htm‬‬

‫)‪)1‬‬

‫‪5‬‬
‫واملرجعيات الفلسفية والقانونية املعاصر‪õ.‬‬
‫ب‪ -‬مل نعد اليوم‪ ،‬ومع اإلعالم االجتماع ‪ ،‬أمام مجهور ي ذهب إىل وسوائل اإلع الم‬
‫بل حنن أمام وسائل إعالم عليها أن تثقلم موع االسوتعماالت‬
‫اجلدي د‪ õ‬للمتل ق ‪ .‬ورمبا يع ود ذلك إىل تغ ري ال زمن املي دياتيو ‪ ،‬فلم يع د التليفزي ون يف‬
‫حاجة إىل أوقات بث ال ذرو‪ õ‬أو هول ب اتوت ص وحيفة الصباح ض رورية حىت‬
‫ن وون من اخوائ ل ممن ق رأ اخببار؛ وهو ما ي دفعنا إىل استحض ار ما قاله هيمل‬
‫)‬
‫سنة ‪ 4930‬من أن "الصحيفة ه الصوال‪ õ‬العلماني ة الصباحية لإلنسان احل ديث‪ " 1).‬لق د‬
‫باتت هوذه التقاليود يف‬
‫عداد ا نل سيان اليوم‪ .‬مل تعد هناك حاجة إىل أببار الصحيفة يف الصباح‬
‫وه طازجة أو أببار الساعة الثامنة لي ًًال اليت يبثها التليفزيون‪ .‬إن هذا‬
‫ات معطى‬ ‫ق ب‬ ‫ادات التل‬ ‫د وع‬ ‫الب يف تقالي‬ ‫االنق‬ ‫على‬
‫يولوجي‬ ‫سو س‬ ‫قي د‬
‫ّا يف ورض مقاربة مغاير‪ õ‬يف التعامل مع املتلق وهو ما يف ترض ت بين مقارب ة إعالمية‬ ‫احلي ا‪õ‬‬
‫تعتمد على تعدد احملامل أو ما ميون أن نطل عليوه‪ :‬عورب الوسوائط )‪media‬‬
‫فستوو‬
‫ن‬
‫‪ .)Cross‬فالتفوري يف املتلق من بالل مقاربة تعتمود علوى وسيلة إعالم أحادية يف‬
‫املض ام‬
‫واوًَزا‬ ‫اتوت شويًئا متم‬ ‫ول ب‬ ‫التواص‬ ‫½‬
‫معرفً‬ ‫فيها‬
‫ًّي‬ ‫ع ابر‪õ‬‬
‫وا‬ ‫ّ‬ ‫ف ال ه‬
‫وتونولو ً‬
‫جي‬ ‫تنتمها‬
‫ّا‪ ،‬فاحلدود ب½ الوسائط زالت؛ فماذا بق للسمع املرئ يف‬ ‫وا ل‬
‫ة ال‬ ‫ا عالق‬ ‫املوتوب وم‬ ‫عالقته ب‬ ‫هو‬
‫توطنها‬
‫ََّر‬ ‫بشول‬
‫ّقم بغريه من احملامل ك اهالتف اجلوال لق د دبلنا عصر االن دما وانصهار‬ ‫منفرد‪.‬‬
‫الوسائط؛ حيوث تتمواور ذات املضام½ على حوامل خمتلفة فيعل عليها ويتب ادهال‬ ‫)‪)2‬‬

‫الناس على أكثر مون تمل وهو أمر ح يلنا إىل االعتق اد بثن وسائل اإلع والم هو‬ ‫تثك د‬
‫بصودد االندثار شيًئا فشيًئا تاركة اجمالل أكثر لمحامل وإن بقيت وسائل إعالم‬ ‫ه ذه‬
‫‪5‬‬
‫ اإلعالمية اجلارفة باصة يف‬õ‫الثور‬
45. ‫ ص‬، ‫ مرجع ساب‬،‫ امليديا‬،‫بال‬
Trottier, Daniel and Fuchs, Christian, “Theorizing Social Media, Publics and
the State”, fuchs, (Visited on 10 November 2016):
http://fuchs.uti.at/wp-content/introduction.pdf

)1)
)2)

5
‫اهلمر‪ õ‬اليومية لمالي½ من الناس من التواصل مع املعلومة واخلرب عورب‬
‫وسائل إعالم تقليدية إىل وسائل تواصل رقمية ذكية‪.‬‬
‫‪ -‬شهد اإلعالم الدويل حتو ًال من َدَمْقرََطة‬
‫الر‬
‫قّ م إىل َرْقمَنة الدميقراطيوة‪ .‬كانت أغلب الدول‪ ،‬وبغض النظر عن اخللفية اليت تقودها‬
‫واليت كانت باخساس اقتصادية‪ ،‬تسعى إىل االستثمار يف رقمنة إعالمها وتبين شبوة‬
‫اإلنترنت ومد بطوطها وه بذلك‬
‫ُتمو‬
‫ّن أكرب عدد ممون من النواس من الوصول إىل املعلومة واخلرب والرأمل اآلبر‪ .‬كموا‬
‫إهنوا بَدَمْقَرَطوة‬
‫اإلنترنت تسحب تلك اخنظمة البسا من حتوت إعالمهوا الرمسو التقليدمل لتدق‬
‫ة‬ ‫فيه بنمر ثقاف‬
‫َالر‬
‫ة ال‬ ‫وه‪ .‬إن دميقراطي‬ ‫وة في‬ ‫قّ م ودميقراطيته الوامن‬
‫ََّر‬
‫ّقم ‪ ،‬ومنذ تسعينات القرن امالض وبداية اخلفية‪ ،‬بودأت شًيئا فشيًئا ُتوس ع من التفوري‬
‫اير‪ .‬غزا‬ ‫ول مغ‬ ‫ة بش‬ ‫دميقراط والتفوري يف الدميقراطي‬ ‫ال‬
‫َالر‬
‫قّ م واإلعالم اجلديد الدميقراطية ليدبل اإلنسان عصور‬
‫ر َْقمَنة الدميقراطية وهو ما قد يوح مستقب ًًال بالتفوري اجلواد يف نظوام‬
‫سياس واجتماع يثبذ بع½ االعتبار كل هذه التحووالت اجلديود‪õ‬‬
‫)‪)1‬‬
‫اليت جاء هبا اإلعالم اجلديد وشبوات التواصل االجتماع ‪.‬‬
‫وع إىل آبر‬ ‫وب واملطب‬ ‫حافة املوت‬ ‫فري يُ ُ َمم د ص‬ ‫د‪ -‬ب½‬
‫يتنبَ‬
‫ّث بانودثارها يف‬
‫النص ف الث اين من ه ذا القرن إىل ث الث ي دعو إىل أن العالق ة ب½ ال وورق‬
‫وَالر‬
‫‪5‬‬
‫قّ م يف مهن ة الص حافة ال مي ون أن ت وون إال يف هيئ ة عالق ة تواملي ة وتواصلية‪،‬‬
‫يصعب الوصول قريًبا إىل صيغة توافقيوة يف أمل مشوروع تل وص يف علم ُيش خ ص‬
‫ما تعيشه مهنة الص حافة يف العامل‪ .‬إن مث ل هذه القراءات وغريها هال م ا يربرها‬
‫على املستوى الواقع والنظرمل وهال من احلمج ما يقن ع‪ .‬لون رغم هذا اخالل‬
‫فإنه يوجود حودأ أدم مون اإلمجاع وبالصته هو أن احلديث عن الصحافة‬
‫اليوم ال يستقيم إذا ما‬
‫‪Gonzalez-Quijano, Yves, “A la recherche d’un Internet arabe:‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪démocratisation numérique ou démocratisation du numérique?”, (Maghreb-‬‬
‫‪Machrek, 2003),‬‬
‫)‪:p. 22-35, (Visited on 30 December 2016‬‬
‫‪https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-00646377/document‬‬

‫‪5‬‬
‫حافظنا على ذات آليات اشتغال احلقل الصحف القدمي ‪-‬أمل ما قبول‬
‫اإلنترنت‪ -‬يف عالقته باجملتمع والفرد والسلطة‪ .‬هوذا علوى اجلميوع‬
‫االعترا واإلق رار بوج ود حالة تارخيي ة ص حفية جدي د‪ õ‬خمتلف وة‬
‫عَم‬
‫ّوا كانت ُتقد مه ص حافة هناي ة القرن امالض سواء أكان ذلك على مس توى إنت ا‬
‫اخلرب واملعلومة أو نشرها وتسويقها وصناعتها وتلقيها‪ .‬تي طل وب هذا اس تدعاء آلي ات‬
‫وث معرفي ة جديد‪ُ õ‬تعي د تشويل ب نيوة الصوحافة الفوري ة والثقافي ة أمل فهم جدي د‬
‫للصحافة من حيوث هو ظواهر‪õ‬‬
‫اجتماعية ُ َُمت َم دد‪ õ‬وعلى قدر كبري من التعقيد والتشوابك ويف عالقوة‬
‫جتاذب دائم مع فاعل½ اجتماعي½ كاجلمهور وقاد‪ õ‬الورأمل‬
‫صون‬ ‫و ُ‬
‫ّ اع‬
‫القرار والتقنية وامالل وذلك بشول يبدو اليوم متزامنًا ومتداب ًًال‪ .‬بتاًما‪،‬‬
‫فها املنظومة اليت‬ ‫ة بوص‬ ‫حافة التقليدي‬ ‫ول‪ :‬إن الص‬ ‫نق‬
‫مو‬
‫َ‬
‫ال اجلماهريمل من‬ ‫ووالت االتص‬ ‫وت مق‬ ‫ّن‬
‫التَ‬
‫َو‬ ‫ّش‬
‫ّل‬
‫مَث‬
‫ّلت‪ ،‬وال تزال‪ ،‬املق اربوة الوظيفي وة التقليدي ة والوظيفي ة اجلدي د‪ õ‬يف نظري وات‬
‫االتصوال‪ ،‬أموا اإلعوالم االجتماع وشبواته‪ ،‬فإنه وووم استقالليته النسبية عن فعل‬
‫امليسسوة‬
‫ونزعته اإلطالقية وغياب حدود نظرية تُ ُ‬
‫يَ ط‬
‫ّره يواد‬
‫ُيمث‬

‫‪5‬‬
‫ّل مدب ًًال جدي ًًدا‬
‫ملقاربة وظيفية‪/‬نقدية لوسائل اإلعالم واليت كانت دائًما تنادمل وتسوعى إىل حترير الفرد‬
‫من هيمنة وسائل اإلعالم اجلماهريية بوصوفها منتموة‬
‫لهيمنة‪.‬‬

‫‪5‬‬
5
‫اإلعالم االجتماعي وتحوالت البيئة االت صالية العربية الجديدة‬

‫د‪ .‬كمال حميدو‬


‫أستاذ اإلعالم واالت صال بجامعة قطر‬

‫ال شك يف أن التطور التونولوج املتسارع لوسائل االتصال فورض حتووالت هائلة يف العملية‬
‫حى بتلك العملية حنو التفاعلية والفورية واملشاركة الفاعلة يف إنتا‬
‫االتصالية جبميع مووناما؛ إذ َن َ‬
‫احملتوى‪ .‬ونتج عن ذلك املنحى بروز بيئة إعالمية جديود‪ õ‬بقيم جديد‪ õ‬وممارسات جديد‪ õ‬مل‬
‫تون بلدان العامل العربو ‪-‬على غرار بواق دول العامل‪ -‬مبعزل عن سريورما وت ثرياما‬
‫الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ .‬بول‬
‫ميو نا الذهاب أبعد من ذلك بالقول بثن البيئة العربية كانت من أكثر البيئ ات تفواع ًًال مع تل ك‬
‫التغريات وتث ثًرا هبا‪ ،‬ووم تعطش اجملتمعوات العربيوة لحريوات‪ ،‬ن تيموة لت داعيات الس لبية‬
‫فل تر‪ õ‬ما قبل االنفتاح التونولوج ‪ ،‬واليت متيزت هبيمنة احلووموات على وسائل اإلعالم يف أغلبية‬
‫الدول العربية وفرضها ملنطو أحاديوة الطروحوات‬
‫والتوجهات‪ ،‬مم ا َحرَم تل ك اجملتمع ات من وس ائل االس تعالم ال ني ر وأدوات التع بري احلور‪.‬‬
‫لون ومبمرد توفر تونولوجيات االتصال اجلديد‪ُ ،õ‬أِتيح لشباب العربوو وسوائط ومنصات‬
‫ب اتت تس مح هلم بإش باع حاج امم إى ل اخبب ار واملعلوم ات غ ري‬
‫املوَج‬
‫ّهة‪ ،‬بول وإنتاجها أيض ًا ع رب وس ائط اإلع الم اجلدي د‪ õ‬وش بوات التواص ل االجتماع اليت‬
‫ا‬ ‫وم‬ ‫ر ‪ ،‬وه‬ ‫بري احل‬ ‫احت هلم التع‬ ‫أت‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫ّس حتو ًًال يف السلوك االتصايل لمستخدم العربو جتواه‬
‫‪5‬‬
‫اإلعالم االجتماع وشبواته‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إن هذا‬
‫التحو‬
‫ّل الذمل مل ندرك منه بعد يف هذه املرحلة سوى جتلياته اخولية‪ ،‬جلدير اب لدراسة والتحليل لفهم‬
‫مس باته ومدلوالته‪،‬‬
‫ولَِتَوق‬
‫ّوع مناحيوه املسوتقبلية‬
‫وانعواساته االلحقة على النظم االجتماعية والسياسية والثقافية يف الدول العربيوة‪.‬‬
‫كما أن هذا‬
‫التحو‬
‫ّل وإن كان شام ًالً لول الدول العربية دون استثناء‪ ،‬إال أنوه مل‬
‫يثبذ نفس املسار ومل يعر نفس الوتري‪ õ‬يف كل الودول؛ لوذا علينوا معرفوة‬
‫اخلصائص التارخيية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والتونولوجية اليت لعبت دوراً كوبرًيا يف بلو‬
‫تفاوت يف احلاجات واإلشباعات ب½ منطقة جغرافية وأبرى يف العامل العرب وو ‪ .‬ولعلنا سنسعى‬
‫من بالل هذه الدراسة لفهم طبيعة ثتث ري تلك اخلص وائص عل وى مس ارات تط ور اس تخدام‬
‫تونولوجيا االتصال اجلديد‪ ،õ‬بقدر ما سنسعى أيض ًا لتبيان إىل أمل مدى كان للحَْوَكَمة اإللوتروني ة‪،‬‬
‫من بالل انفتاح اإلدارات واحلوومات‬
‫على استخدام البوابات والتطبيقات اإلدارية اإللوترونية‪ ،‬دور يف تشميع املواطن½‬
‫حنو الترحال إىل الفضاء االلوتروين‪.‬‬

‫إشكالية الد ارسة وتساؤالت ها‬


‫أساسا يف إشوالية التحوالت املتسارعة اليت فرضوتها‬
‫إن دراستنا هذه ختوض ً‬
‫تونولوجيا االتصال احلديث ة يف جم ال االتص ال دابل العامل العربو وذلك لفهوم مس باما وإدراك‬
‫أبع اد وت ثري ات ظ اهر‪ õ‬جدي د‪ ،õ‬ب اتت انعواس اما تش غل ب ال ال وثري من علم اء االجتماع‬
‫واملتخص ص½ يف علم االجتماع اإلعالم على ال ورغم مون الترح اب ال ذمل ق وبلت به عن د‬
‫ال وثريين‪ .‬ونس عى من بالل هذا البح وث جلموع ميشرات كافي ة لفهم بصوص ية البيئ ة االتص الية‬
‫اجلدي د‪ õ‬يف العوامل العرب وو ‪ ،‬مث الس ياقات اخالصة املُ َفس َر‪ õ‬لتح والت املنظومة االتص الية إىل‬

‫‪5‬‬
‫صويغتها اجلديود‪ õ‬يف‬
‫البلدان العربية‪ ،‬مث معاين وحيثيات حتول السلوك االتصايل عند املستخدم العربو ‪،‬‬
‫تخدامات‬ ‫مث لفهم دااللت تباين االس‬
‫ومرَك‬
‫ّب التفض يالت عن د هوذا املس وتخدم‪ ،‬وانعواس ات التح والت يف املمارس ات االتص الية على‬
‫َو‬ ‫َتش‬
‫ّل وعمل الفضاء العام يف‬
‫العامل العربو ‪ .‬وتطرح دراستنا هذه جمموعة من التساؤالت البحثية‪ ،‬أوهال‪ :‬موا‬
‫تددات ومرتوزات البيئة االتصالية اجلديد‪ õ‬يف العامل العربو وموا السوياقات‬

‫‪5‬‬
‫االجتماعية والثقافية والسياسية املفُ َس رَ‪ õ‬لتحوالت املنظومة االتصالية إىل صويغتها‬
‫اجلديد‪ õ‬مث ما مسببات ومعاين‬
‫حُتو‬
‫ّل السلوك االتصايل عند املستخدم العربوو وأبرًيا‪ ،‬ما ثتث ري تلك التحوالت االتصالية على آلية عمل‬
‫الفضاء العوام يف العوامل‬
‫العربو‬

‫اإلطار المنهجي والمجال الزمكاني للدراسة‬


‫استند وثنا هذا على أدات½ أساسيت½‪ ،‬اخوىل‪ :‬ه مقابالت نوعية ُأجريوت‬
‫رد من مستخدم‬ ‫عن ُبعد يف الفتر‪ õ‬املمتد‪ õ‬من ربيع ‪ 3047‬إىل صيف ‪ 3047‬مع عينة من ‪ 73‬ف اً‬
‫ونشطاء الشبوات االجتماعية موزع½ على ‪ 49‬دولة عربية بواق ع أربعة أف راد عن كل دول ة‪ ،‬وهم‬
‫ُيمِث‬
‫ّلون عينتنا البحثية‪ ،‬كما سنشري الحًقا أثن واء حتلي ول نت ائج االستقصاء‪ .‬وق د ُقس مت تلك ال دول إىل‬
‫ثالت مناط جغرافية‪ ،‬ه ‪ :‬املغرب‬
‫منت ك‬ ‫ا‪ ،‬واليت تض‬ ‫ال إفريقي‬ ‫و ومش‬ ‫العرب‬
‫اًل‬
‫ًّ‬
‫ّ من املغ رب‪ ،‬وموريتانيوا‪ ،‬واجلزائ ور‪ ،‬وت ونس‪ ،‬وليبي ا‪ ،‬ومص ر‪ ،‬والس ودان‪ ،‬مث دول اخلليج‬
‫واليمن‪ ،‬اليت‬
‫م‬ ‫تض‬
‫ّنت ك‬
‫اًل‬
‫ًّ‬
‫ّ من‬
‫سلطنة ُعمان‪ ،‬واململوة العربية السعودية‪ ،‬واإلمارات العربية املتحود‪ ،õ‬وقطور‪،‬‬
‫ام اليت‬ ‫ا‪ ،‬منطقة الش‬ ‫وويت‪ ،‬واليمن‪ ،‬وأبر ًي‬ ‫والبحرين‪ ،‬وال‬

‫‪5‬‬
‫م‬ ‫تض‬
‫ّنت س وريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وفلس ط½‪ ،‬واخ ردن‪ .‬أم ا التقس يم ال دميغرايف لعين ة ف وان مناص وفة ب و½‬
‫يضا ب½ ئف ت½ عمريت½ فقط‪ ،‬نيا‪ :‬ئف ة من ‪ 44‬إىل ‪ 35‬سنة مث ئف ة من‬ ‫الرجوال والنساء ومناصفة أ ً‬
‫‪ 34‬سنة إىل ‪ 40‬سنة‪ .‬أما اخدا‪ õ‬الثانية فه قراء‪ õ‬حتليلية لتقرير "وسائل التواصل االجتماع يف العامل‬
‫)‬
‫العرب و )‪ " 1‬ال ذمل سنستخدم بعض نتائمه الومي ة لتعزي ز موا توص لنا إليه يف دراس تنا الويفي ة‪ ،‬على‬
‫ا دراسة‬ ‫ار أهن‬ ‫اعتب‬
‫ُمَمِث‬
‫و‬ ‫وال العوامل العرب‬ ‫عح‬ ‫ة لواق‬ ‫ّلَ‬
‫كميً‬
‫ّا؛ حيث ُبنيت على عينة واسعة النطاق مشلوت ‪ 7000‬فورد مون‬
‫مستخدم الشبوات االجتماعية موزعة اب لتساومل ب½ ‪ 49‬بلًدا من بلدان العوامل‬
‫العربو ‪ ،‬باستخدام نفس التقسيم اجلغرايف الذمل اعتمدنا عليه يف دراستنا‪.‬‬

‫تترير ااا ل اوتساصل االجتماعي يف اوعامل اوعرباي‪ ،‬قمة رواد التواصل االجتمواع‬ ‫)‪)1‬‬
‫العرب‪ ،‬التقرير اخول ‪) ،3045‬دبو ‪ ،‬ديسمرب‪/‬كانون اخول ‪3044):‬‬
‫‪http://www.arabsmis.ae/assets/frontend/images/ASMISArabicReport.pdf‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري للد ارسة‬
‫نستخدم يف دراسة موضوعنا هذا مقاربت½‪ ،‬اخوىل‪ :‬ه مقاربوة احلتميوة‬
‫التونولوجية اليت ك َّرَّس مارشال ماكلوهان ‪ McLuham) )Marshall‬كل طاقتوه‬
‫لشرح سريورما يف كتابه املعنون "جمر‪ õ‬غووت نربغ" ‪ ،Gutenberg) The )Galaxy‬وذلك‬
‫ن‬ ‫ليتس‬
‫ّى لنا تفس ري م ا جيرمل حولنا من تغري ات من بوالل فهوم الونق الت املختلفة اليت حص لت يف‬
‫اجملتمعات البشرية عرب التاريخ‪ ،‬ب½ الفتر‪ õ‬اليت كانت فيها الوتابة املطبوعة ه اليت ت بين القوالب الفوري ة‬
‫لبشرية‪ ،‬والف تر‪ õ‬اليت أص بحت فيها الوسائل اإللوتروني ة ه اليت تص قل العق ول‪ .‬إ ن وا نس وتخدم‬
‫مق اربوة احلتمي وة التونولوجي ة؛ خننا ننظر لتونولوجيا االتص ال احلديث ة كب نيوة مركزي وة‬
‫وَيط‬ ‫ُم‬
‫ات‬ ‫ات‪ ،‬ب‬ ‫للممتمع‬ ‫ّر‪õ‬‬
‫يتولَ‬
‫ّد عنها ب اق البَِنى الفوقي ة‪ ،‬أمل كل أش ووال اإلنت اجوات الالمادي ة اليت ُتق د مها اجملتمع ات‬
‫)الدين‪ ،‬الفور‪ ،‬اخبالق واملثل‪ ،‬الفنوون‪ ).‬لقود‬
‫كتب ماكلوهان قائ ًالً‪" :‬كل تونولوجيا تسعى إىل بل تيط إنساين جديد؛ فورق‬
‫الربدمل واملخطوطات اليدوية ه اليت بلقت احمليط االجتمواع الوذمل عرفتوه‬
‫العصور القدمية‪ ،‬مث جاء السر والعملة ِل ُْيْن ِشئوا يب ئات فريد‪ õ‬كانت هال ت ثرياموا‬
‫اهلامة يف زمنها‪ .‬إننا ‪-‬يض يف ماكلوهان‪ -‬نيمن بثن البيئ ات التونولوجي ة يل س وت جم رد وسائل‬
‫ة ُتعيود ََق‬ ‫ريورات متحرك‬ ‫اس‬ ‫إهن‬ ‫د‪،õ‬‬ ‫جام‬
‫َْول‬
‫د ََق‬ ‫ورية وُتعي‬ ‫وات البش‬ ‫وة الوائن‬ ‫َب‬
‫َْول‬
‫َب‬
‫يضا‪ .‬إن النقلوة احلواد‪ õ‬ال ويت نعيشوها يف عص رنا احلايل مبرورنا من‬ ‫َ ة التونولوجيات اخبرى أ ً‬
‫التونولوجيات امليوانيوي ة لعص ر العملة إىل تونولوجي وا ال دارات الوهربائي ة ‪-‬خيلص ماكلوهان‪ُ -‬ت‬
‫و‬ ‫َش‬
‫‪5‬‬
‫ِّ‬
‫ّل أحد أهم التغريات الويت عرفهوا‬
‫)‬
‫التاريخ‪" 1).‬‬
‫لعل ماكلوهان من بالل صياغته لفرضية التثثري احلتم للوسائل التقنية على البشر واجملتمعات‪ ،‬إمنا أراد‬
‫من‬
‫ّا أن ندرك أن "جوهرانية" الوسوائل التونولوجيوة تتماوز يف أن يتها وتثثرياما اخبعاد املرتبطة‬
‫باستخداماما اجملرد‪ õ.‬ويف هذا التوجوه يلتق ماكلوهان مع ما ذهب إليه‬
‫من ظ‬
‫ّرو اجلوهرانية )فيورب ‪ ،Weber‬وهايودغر‬
‫‪McLuham, M. La Galaxie Gutenberg 1: la genèse de l’homme‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪typographique,‬‬
‫‪(Idées/Gallimard, Paris, 1977), p. 19-20.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ،Heidigger‬وأيلول ‪ ،Ellul‬وغرانت ‪ ،Grant‬وبورغموان ‪ ،Borgmann‬ومون‬
‫ح ذوا ح ذوهم) يف ق وهلم بثن التن وع الش ول لتونولوجي ات جيب أال حيمب‬
‫عَن‬
‫)‪)1‬‬
‫ّوا ما تفرضه علينا تلك التونولوجيات من تد دات نفس ية واجتماعي ة وثق افيوة‪ .‬إن ما نقص ده‬
‫حتديًدا باحلتمية التونولوجية املترتبة عن تونولوجيا االتصال اجلديد‪ õ‬هو‬
‫ة‬ ‫ة الفوري‬ ‫ية البني‬ ‫فرض‬
‫َالر‬
‫قّ ِْمي ة الفري د‪ õ‬اليت ب دأت تمخض عنها يف عقوول جي ول اإلن ترنت من ذ بداي ة القرن احالدمل‬
‫والعشرين‪ ،‬مبا أصبح ُيَمه د لقطيعة حاد‪ õ‬مع البنية الفوري ة اخلطي ة اليت رافقت البشرية يف حتوالما من ذ‬
‫)‬
‫عصر الوتابة‪ 2).‬إننا نصوغ هنا مفهوم التفوري الفسيفسائ لداللة على البنية اإلدراكية والشعورية اليت مت يز‬
‫جيول‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وه بنية ختتلف عن التفوري اخلط املنهم الذمل ينوتج عون البنيوة‬
‫ة اليت‬ ‫الفوري‬
‫َو‬
‫َّل‬
‫د‬ ‫ائط املطبوعة عامة‪ .‬لق‬ ‫وتب والوس‬ ‫دها عصر ال‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫ت‬
‫َّب‬
‫ّى جيل اإلنترنت منذ نشثته يف أحضان عامل ديزين اخليايل الذمل دأبت‬
‫أغلب تليفزيونات العامل على بثه لألطفال بشول واسع ابتداء من مثانينات القورن امالض ‪ .‬وبذلك‪ ،‬ف إن‬
‫عقول جيل ديزين مل توتشف الوتاب قبل الصور‪ õ‬املتحركة كما كانت احالل اب لنسبة أللجي ال اليت س بقتها‪،‬‬
‫بل اكتشفت الصوور‪ õ‬املتحركوة‬
‫قبل النص املطبوع‪ .‬ولعل أهم باصية مت يز الصوور التليفزيونيوة هو ط ابعهوا الفسيفسائ املتش تت‬
‫)‬
‫وااللبط ‪ .‬إن البنية الفورية جليل "التلمتيوس)‪ " 3‬يل س وت ولي د‪ õ‬الص ور التل في زيوني ة وحدها‪ ،‬بل ه‬
‫نتا سياق شامل نتج وووم توراكم عوامل تونولوجية متع دد‪ õ‬كثجهز‪ õ‬التحوم عن ُبع د يف‬
‫التلفاز‪ ،‬وألعاب الفيوديو‬
‫‪5‬‬
‫التربوية‪ ،‬والوتابة التشعبية يف صفحات اإلنترنت وغريها‪ .‬ومع أن التط ورات التقني ة املي ثر‪ õ‬تع ددت‪ ،‬إال‬
‫أن التليفزيون‪ ،‬يف نظرنا‪ ،‬كان العامل اخكثر فاعلية يف إعوداد‬

‫‪Barney, D. The Network Society, (Polity, 1 Ed, 2004), p. 54.‬‬ ‫)‪)1‬‬


‫)‪ )2‬محيدو‪ ،‬كمال‪" ،‬اجلماعات االفتراضية على اإلنترنت‪ :‬حنو جمتمعات موازيوة أم حنوو‬
‫ارتسام جديد ملفهوم التواصل " اجمللة اوتسنسية وعلسم االتصال‪) ،‬العدد املوزدو ‪41-‬‬
‫‪ ،41‬يوليو‪/‬متوز ‪ 3041-‬يونيو‪/‬حزيران )‪ ،3045‬ص ‪ 418. 444-‬نقصد‬
‫)‪ )3‬هبذا املصطلح تونولوجيا االتصال القائمة على اجلمع ب½ التليف ون والومبيووتر وهو مص طلح م ركب‬
‫من كلميت "تيل " اليت جندها يف اجلوزء اخول لولموة تليفوون‬
‫وماتيوس اليت جندها يف اجلزء اخبري لولمة حاسوبية ‪"Informatics".‬‬

‫‪5‬‬
‫ة ال‬ ‫ل التلمتيوس بنيته الفوري‬ ‫اليت أنبتت جي‬ ‫ذ ر‪õ‬‬ ‫ة الب‬ ‫ترب‬
‫ََّر‬
‫ّْ ْق ِمي ة اخالص ة‪ ،‬وذلك بس بب ت ثري ات الصور‪ õ‬التل في زيوني ة الفسيفس ائية‪ ،‬اليت من دون أن نش عر‪،‬‬
‫عملوت شويًئا فشيًئا على إزاحة البنية الفورية اخلطية اليت فرضتها الوتابة املطبوعة علوى مودى‬
‫قرون‪.‬‬
‫كما أسهم يف ذلك املسعى‪ ،‬وسيلة تقنية أبرى مرتبطة بوالتليفزيون وهو‬
‫جهاز التحوم عن ُبع د يف شاش ات التليفزي ون‪ ،‬ال ذمل ب ل ل دى اخجي ال اجل ديود‪ õ‬بعض‬
‫احملددات النفسية اليت كانت وظيفتها أن ُتشعر رجل التلمتيوس بالقطيعوة الفورية اليت تفص له عن جي ل‬
‫غوت نربغ من بالل قدرته على االرحت ال بش وول ال ب ط ب½ احملتوي ات اإلعالمي ة والترفيهي ة‪.‬‬
‫ِل‬
‫َِي‬
‫َِِل َ ذلك أدب اخطفال التفاعل الوذمل محل الصور‪ õ‬املتحركة ووتريما الس ردية اخالصة به إىل‬
‫القراء‪ õ‬نفسوها‪ ،‬لتوتمول احللقة بالوتاب ة التش عبية اليت فرضها اإلن ترنت ش يًئا فش يًئا‪ ،‬وتواد تقض على‬
‫النص اخلط ‪ ،‬وتفرض نفسها كنموذ سردمل وتقدمي أصبحت حتتوذمل بوه حوىت‬
‫)‪)1‬‬
‫اخشوال اجلديد‪ õ‬من الوتب‪.‬‬
‫أما املقاربة الثانية اليت اعتمدنا عليهوا يف هوذه الدراسوة فهو مقاربوة االستخدامات‬
‫واإلشباعات‪ ،‬واليت نستخدمها لتفسري سلوك ودوافوع توجهوات الشباب العربو واجملتمعات‬
‫العربية عامة جتاه شبوات التواصل االجتمواع ‪ .‬إن استخدام هذه املقاربة يفيدنا يف فهم تفزات‬
‫استخدام تونولوجيا االتصال اجلديد‪õ‬‬
‫ومربرات التع رض حملتوياما من ط ر الش باب العرب و ‪ ،‬وذلك ع رب الوربط ب و½ دواف ع‬
‫رد‬ ‫باعات اليت حيصل عليها الف‬ ‫تخدام واإلش‬ ‫ا ال س‬
‫َ‬ ‫جر‬
‫ول‬ ‫ا يق‬ ‫تخدام كم‬ ‫اّ ء ذلك االس‬
‫منِظ‬
‫)‬
‫ّرو االس تخدامات واإلش باعات‪ 2).‬إن هذه املقارب ة تف رض نفس ها وووم أن مس تخدم‬
‫اإلنترنت أصبحوا هم من خيتارون احملتويات اإلعالمية اليت يتعرضون‬

‫‪6‬‬
Hamidou, Kamal, “New Interactive Teaching Technologies & Education )1)
Process at the UAE: what uses, obstacles and added values?”, Journal of
Arab
& Muslim Media Research, (Intellect, London, 2016), Vol. 9, N° 2, p. )2)
202. Katz, E., Blumler, J. G., Gurevitch, M. “Utilization of mass
communication by the individual”, In Blumler. J. G.; Katz, E. (Eds.), The uses
of mass communications: Current perspectives on gratifications research,
(Sage, Beverly Hills, 1974), p. 19-32.

6
‫ل ديهم‪ .‬فاالس تهالك اإلع المو ال ي ووون‬ ‫هال إلش باع حاج ات ت دد‪õ‬‬
‫اطي‬ ‫اعتب‬
‫ّ وا‬
‫بل يستميب يف حقيقة اخمر حلاجات فردية أو مجاعية أساسية يف حيوا‪ õ‬البشور‪ .‬وووم هذا‬
‫التغ ري نرى أن مقارب ة االس تخدامات واإلش باعات ه اخنسب لفهوم ماذا يفعل الن اس بوسائل‬
‫االتص ال‪ .‬لق د ق امت هذه املقارب ة على مف اهيم علم النفس وعلم النفس االجتم اع ‪ ،‬وتتمه إىل‬
‫معرفة اخسباب النفسية واالجتماعيوة الويت ت دفع الناس الس تعمال وسائل االتصال وذلك من بال ل‬
‫التع ر عل وى الفوائود اليت جينيها اخف راد من اس تعمال تلك الوسائل‪ .‬باإلضافة مال سوب ‪ ،‬تتمي وز‬
‫هوذه املقارب ة بثهن ا ال تماهل العوامل االجتماعي ة احمليطة ب اخفراد واليت ق د‬
‫توِي‬
‫ِّث‬
‫ّر علوى بيارامم وتوجهامم جتاه وسائل االتصال‪ .‬يقول أالن روبن ‪" Rubin) :)Alan‬إن‬
‫ة‬ ‫باعات ه مقارب‬ ‫ات واإلش‬ ‫ة احلاج‬ ‫مقارب‬
‫ترِك‬
‫ّز على املتلق وتنطل مون أربوع‬
‫)‪)1‬‬
‫فرضيات‪:‬‬
‫أ‪ -‬سلوك مجهور وسائل اإلعالم هو سلوك قصدمل حتومه أهودا ولوه‬
‫دوافع‪.‬‬
‫ب‪ -‬اخفراد خيتارون احملتوى اإلعالم إلشباع حاجامم أو رغبامم‪.‬‬
‫‪ -‬تلعب االستعدادات االجتماعية والنفسية دوراً يف سلوك اخفراد ذاك‪ .‬د‪ -‬وسائل‬
‫دوما يف تنافس مع أشوال اتصالية أبرى أو مع‬ ‫اإلعالم توون ً‬
‫بدائل وظيفية كالتفاعل ما ب½ اخشخاص عند االبتيوار‪ ،‬واالنتبواه‪،‬‬
‫وطبيعة االستعمال‪".‬‬

‫نحو قطيعة بين الجيل الرقمي ووسائل اإلعالم التقليدية‬


‫أظهرت امليشرات اليت مجعناها من ردود أفراد عينة الدراسة الويفية ارتسوا ََم قطيعة شبه كلية‬

‫‪6‬‬
‫ب½ اإلعالم التقليدمل وجيل التلمتيوس؛ اف لتليفزيون الذمل كوان حيظى بثكثر أوقات االستهالك اإلعالم‬
‫قبول ظهوور اإلنترنوت والوسوائط‬

Rubin, Alan. M., Haridakis, Paul. M., Hullman, Gwen. A., et. al, “Television )1)
Exposure Not Predictive of Terrorism Fear”, Newspaper Research Journal,
(24 (1), 2003), p. 45-128.

6
‫التونولوجي ة الذكي ة‪ ،‬مل يع د يلقى ذلك اإلقب ال عن د الش باب العرب و ؛ إذ ال حيظى هذا الوس يط‬
‫اإلع الم س وى مبتوسط مش اهد‪ õ‬ي تراوح ب½ س اعة وس اعت½‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ّوا عند الفئة العمرية اخوىل )فئة ما ب½ ‪ 44-35‬سنة) علًما بثن اجلزء اخكرب من تلك املشاهد‬
‫‪ õ‬حتتوره الربامج الرياضية املباشر‪ õ‬أو الربامج الترفيهية املباشر‪ õ‬فقوط‪ .‬يف مقابل ذلك‪ ،‬يرتفع متوسط‬
‫مشاهد‪ õ‬التليفزيون إىل مستوى أعلى عند الفئة العمرية‬
‫الثانية ‪ )40-34‬سنة)‪ ،‬مبتوسط مشاهد‪ õ‬يفوق الثالت ساعات‬
‫يومي‬
‫ّا‪ .‬كما ختتلف‬
‫أولويات هذه الفئة العمرية يف استهالكها لرب امج التليفزيوني ة عن أولويات الفئ وة العمري ة اخوى ل؛ إذ‬
‫تثيت الربامج اإلببارية والسياسية ضمن اخولويات‪ ،‬تليها الربامج‬
‫الرياض ية والترفيهي ة‪ .‬ك ذلك ج اءت وت ري‪ õ‬ق راء‪ õ‬الص حف املطبوعة منخفضة‬
‫جوًد‬
‫ّا‪ ،‬مبتوسط مر‪ õ‬واحد‪ õ‬يف اخسبوع عند الشرحية العمرية اخوىل لترتفع إىل متوسوط أربع مرات‬
‫بوعي‬ ‫أس‬
‫ّا عند الشرحية العمرية الثانية‪ .‬أما االستماع إىل اإلذاعة فلم يعد‬
‫من اهتمام ات الفئ ة اخوىل س وى عند أقلي ة قليلة وبنس بة ال تتم اوز الس اعة‬
‫بوعي‬ ‫أس‬
‫ّا‪ ،‬بينم ا ال يزال حيظى باهتم ام الشرحية العمري ة الثاني ة مبتوسط س اعة‬
‫يوميً‬
‫ّا‪ ،‬تتووزع‬
‫حسب الترتيب‬
‫املصر‬
‫َ‬
‫ّح به ب½ الربامج اإلببارية والسياسية‪ ،‬مث الربامج الرياضوية‪،‬‬
‫مث الربامج الترفيهية‪.‬‬
‫الشكل رقم )‪(1‬‬

‫‪6‬‬
‫يوضح فت ارت تفاعل العينة البحثية مع وسائل اإلعالم التقليدية والجديدة بالساعات أسبوع يا‬

‫‪6‬‬
‫كما نالحظ أن توجه أفراد العينة حنو همر‪ õ‬وسائل اإلعالم التقليدية يثبوذ‬
‫يف االنع واس كلما زاد عمر الف رد ف وق اخلمسة وأرب ع½ س نة؛ إذ ن ورى أن املي ول ملتابعة‬
‫شاشات التليفزي ون‪ ،‬واالس تماع إىل اإلذاعة ع رب امل ذياع‪ ،‬وكوذا مط العوة الص حف الورقي ة‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ّا تي زاي د إىل نسب مرتفعة كلما اق ترب الفورد مون سون اخلمس½؛ وه ذا يف كل ال دول‬
‫دب‬ ‫تثناء‪ .‬لق‬ ‫ة دون اس‬ ‫ا ل ع رب ي‬
‫ََّر‬
‫ّر من ف واق اخلمسوة واخربع½ من عمرهم متس وهم اب لوس ائط التقليدي ة بعب ارات‪ ،‬مث ل‪:‬‬
‫"وسائط جامعة وليست ُمف ر ق ة"‪ ،‬وأيض ًا "وسائط غ ري معق د‪ õ‬االس تخدام"‪ ،‬وأهنم "يس يطرون‬
‫ا‬ ‫وس"‪ ،‬بينم‬ ‫وا وليس الع‬ ‫عليه‬
‫َبر‬
‫ّروا نفورهم من اس تخدام الوسائط االتصوالية احل ديثوة بعب ارات مث ل أهن ا "مض يعة ل وقت"‪ ،‬أو‬
‫"ال أريد أن أكون عبًدا لتلك الوسائط كما هم شباب الي وم" أو أهن ا "وسائط انقط اع اجتماع‬
‫ة‪،‬‬ ‫اع ‪ ".‬يف اجلهة املقابل‬ ‫ول اجتم‬ ‫وائل تواص‬ ‫وت وس‬ ‫وليس‬
‫َبر‬
‫ّر أغلب أف راد عين ة دراستنا من الفئ ة العمري ة اخوىل )ب½ ‪ 44‬و‪ 35‬س نة) همرمم لوس ائط‬
‫التقليدية بعبارات مثل إنه "إعوالم العصور‬
‫احلمرمل"‪ ،‬و"تتويات ال تماشى مع أذواقهم"‪ ،‬أو أهن ا "جم رد س احة إلعالم رمس كاذب‬
‫وخمادع"‪ ،‬أو "ليس ل ديهم وقت كا لتخصيصه لتلك الوسوائط‪ ".‬أم وا مربرات إقب اهلم على‬
‫وسائط التواصل احلديثة ومنصاما التواصلية فودارت حوول تعابري مث ل أهن ا "وسائط العصر وجيب‬
‫أيضوا "أصوبحت‬ ‫علينا التحوم فيهوا"‪ ،‬و ً‬
‫ض رورية وعملي ة يف وقتنا احلايل"‪ ،‬و"ال ميون العيش مبع زل عن العامل االف تراض "‪ ،‬و"ت تيح ال وثري‬
‫من الفرص املهنية واالجتماعية"‪ ،‬وأهنا "وسوائط اإلعوالم احلور‬
‫واحلقيق ‪ ".‬إن‬
‫القطيعة اماللحظ ارتسامها ب½ اجليل‬
‫الر‬

‫‪6‬‬
‫قّ م واجليل القدمي تعوين أ نوا يف مرحلة طفر‪ õ‬كبري‪ õ‬يف البنية اإلدراكية واملعر يف ة لبشرية سوينتج‬
‫عنوها ال تالوة ت ثريات سيوولوجية وأيديولوجية يصعب احلوم يف الوقت الراهن على ما سيترتب‬
‫عنها من تداعيات على اإلنسانية )مبعىن إن كانت بطو‪ õ‬أللمام أم بطو‪ õ‬للووراء‬
‫فيما خيص القدرات الذهنية واملعر يف ة لبين البشر‪ ).‬فمن الناحيوة السويوولوجية‪ ،‬بدأت التونولوجيات‬
‫التواصلية اجلديد‪ õ‬املتسببة يف تلك القطيعة يف فرض تددات‬
‫إدراكية‪/‬معر يف ة كحتمية أصبحنا نلمسها يف كل اجملتمعات العاملية دون اسوتثناء‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫مت َث‬
‫ّلت يف بني ة فوري ة رقمي ة بصرية تش عبية‪ ،‬زادت من ق درات اجلي ل‬
‫َالر‬
‫ورية البصرية‬ ‫ات الص‬ ‫ع احملتوي‬ ‫وى التفاعل م‬ ‫قّ م عل‬
‫وقَل‬
‫ّلت من اس وتعدادامم لتف اعول موع احملتوي ات النص ية اخلطي ة‪ .‬وهو م ا جعل اجلي ل‬
‫َالر‬
‫قّ م يهمور وس وائل التواص ول التقليدي ة اليت مل يع د ق ادراً على التفاعل م ع تتويام ا‪ .‬وال‬
‫أدلَ‬
‫ميبر حنو فرض الوتاب امل درس اإللوتروين‪ ،‬ال ذمل ي راع‬ ‫ّ على ذلك من توجه امليسسات التعليمية اً‬
‫يف بنائه تلك البنية الفورية التش عبية من حيث اإلكثار من الص ور واحملتويات التفاعلي ة والتقلي ل من احملتوي ات‬
‫اخلطية‪ ،‬كشول مون أشووال التويوف موع احلتميوة اإلدراكية‪/‬املعرفي ة اليت فرضتها وس ائط‬
‫التواصل اجلدي د‪ õ.‬وليس ص دفة أن اجته وت بعض اجلامع ات العريقة مي اًبر حنو النظر يف التوقف‬
‫عن استخدام الوتابة اليدويوة‬
‫)‪)1‬‬
‫يف االمتحانات الصفية‪ ،‬على غرار جامعة كامربيد يف اململوة املتحد‪õ .‬‬
‫اء‬ ‫ة‪ ،‬بل ج‬ ‫ات العريق‬ ‫رار مل ترجتله تلك امليسس‬ ‫إن ذلك الق‬
‫مبنً‬
‫ًّي‬
‫ّا على ميشرات‬
‫سب لبعض الباحث½ أن فهموا مدلوهال‪ ،‬على غرار اخلبري الف رنس يف جمال التعليم‪ ،‬مرييو فيليب ‪P‬‬
‫‪ ،hilippe) )Meirieu‬ال ذمل لفت انتباهنا إىل تغوري ات راديواليوة الحظها على التالمي ذ يف‬
‫السنوات اخبري‪ õ‬بصفته أسوتاذاً يف الطوور املتوسوط‬
‫والثانومل‪ ،‬وه تلك اليت ختص تغري أساليب القص والسرد يف كتابات التالميوذ‪،‬‬
‫متثثرين يف ذلك بعملية السرد البصرية اليت فرضتها الصور‪ õ‬والوتابات التشوعبية‬
‫)‬
‫عليهم‪ 2).‬لقد أصبح التالميذ يوتبون‪ ،‬وسب مرييو‪ ،‬ليس وفقًا ملنط بط لوه‬
‫بداية ووسط وهناية كما عهدناه عند جيل ما قبل‬
‫الر‬
‫‪6‬‬
‫قّ ميات‪ ،‬بل وفقًا ملنط‬
‫َتشَع‬
‫بّ ِ‬
‫ُيول‬
‫صا غري مهيولة‪ ،‬متاًما كما يرونه يف اخفالم والنصوص‬
‫ّد نصو ً‬
‫الت‬
‫َّشوع‬
‫ِّبي‬
‫ّة الويت‬
‫يتعاملون معها‬
‫يومي‬
‫ّا‪ .‬وقد أسهمت التغريات التقنية وما جنم عنها من تغريات سيوولوجية ذكرناها‬
‫أعاله يف حدوت تغري آبر ال يقل أنيية عنه‪ ،‬وهو‬
‫التحو‬
‫ّل اخيديولوج الذمل بات‬
‫"جامعة كيمربيد تدرس إلغاء الوتابة خبط اليد يف االمتحانات" باي بااي ااي‪،‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪ 8‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪ 33 :‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪3047):‬‬
‫‪http://www.bbc.com/arabic/art-and-culture-41213557‬‬
‫‪Meirieu, P., Liesenborghs, J. L’enfant, l’éducation et la télécommande,‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪(Labor Edition, Bruxelles 2005), p. 65.‬‬

‫‪6‬‬
‫اءات‬ ‫ترتب على الفض‬ ‫ي‬
‫َالر‬
‫قّ مية ووم احملد دات النفسية‪ ،‬واملعرفية‪ ،‬والفورية ال ويت تفرضها تلك التقني ة‪ .‬فق د أص بح اجلي ل ال رقم‬
‫يغلب عليه ‪-‬يف معظمه‪ -‬بيوارات فورية ذات توجهات ليربالي ة‪ ،‬فهو أص بح ييمن أك ثر من أمل‬
‫وقت مض وى مببودأ احلري ة الفردي ة‪ ،‬وحري ة التعبري‪ ،‬وحري ة االبتي ار‪،‬‬
‫د‬ ‫وتع‬
‫ّد الطروح ات‪ ،‬كم ا أنه مل يع د حيتم ل أحادي ة الط رح والف ور املنغ ل ‪ .‬وهو م ا‬
‫أثَ‬
‫ّر ب دوره باإلجي اب على طبيعة البيئ ة االتص الية يف ال وثري من ال دول اليت اض طرت مع ب روز هذا‬
‫الواقوع اجل ديود لت وبين إصالحات إعالمي ة ‪-‬ولو بشول نس يب‪ -‬حىت ال تبقى وسائل اإلع والم‪-‬‬
‫ة منها‪ -‬ظ‬ ‫وة احلوومي‬ ‫باص‬
‫اًل‬
‫ًّ‬
‫ّ لنفس ها‪ .‬ويف ه ذا الس ياق االتص ايل واإلع الم اجلدي د الوذمل‬
‫ولَ‬
‫ّدته تونولوجيات االتصال اجلديد‪ ،õ‬بات اإلعالم االجتماع ذا أنيية قصووى اب لنسبة للمي ل ال رقم ‪،‬‬
‫كفضاء ب ديل إللعالم القدمي‪ .‬فهو منرب ملن ال منرب لوه يف التعبري‪ ،‬ون ادٍ لتع ار ملن ال موان له‬
‫يف نوادمل العامل احلقيق ‪ ،‬وفضواء إلبوراز‬
‫ذايت ملن مل‬ ‫داع ال‬ ‫وال اإلب‬ ‫خمتلف أش‬
‫تي َ‬
‫سن‬
‫ّ له التعريف مبهاراته يف العامل احلقيق و ‪ ،‬وموتب ة ملن ال كتب أو موس وعات يف بيت ه‪ ،‬ومدرسة‬
‫متعدد‪ õ‬التخصصات ملون ال مدرسة له‪ ،‬وموتب تشغيل ملن ال وظيفة ل ه‪ ...‬أضف إىل ذلك أن‬
‫إعالم الشبوات اجلديد‪ ،‬اكتسب قلوب مستخدميه بفضل ميز‪ õ‬أبرى أصبح يتميز هبا عن اإلعالم‬
‫التقليدمل‪ ،‬وهو حتقيقه ملختلف شرو القيم اخلربية السوبعة )اآلنيوة‪ ،‬والقورب‪ ،‬واخنيي ة‪ ،‬والش هر‪،õ‬‬
‫وال ثتث ري‪ ،‬والتداول‪ ،‬واجلدل) وبشول باص‪ ،‬معيار اآلنية الذمل بات اإلعالم الش بو يتف وق يف جزئيته‬
‫على اإلعالم التقليدمل‪ ،‬بفضل سرعة إنزال اخببار أو صورها مبمرد وق وع احلدت‪ .‬وباملث ل‪ ،‬ب ات‬

‫‪6‬‬
‫اإلع الم الش بو اخق رب إىل تن اول مواض يع تغ ط قيم اخنيي ة‪ ،‬والق رب‪ ،‬والش هر‪ ،õ‬والت داول‪،‬‬
‫ة‬ ‫بوات اإلعالمي‬ ‫دل )الصراع)‪ ،‬ووم أن الش‬ ‫وال ثتث ري‪ ،‬واجل‬
‫َالر‬
‫قّ مية ال ختضع يف طبيعة عملها لونفس معايري الت دقي املهني ة اليت تت بعها وسائل اإلعالم التقليدي ة‪ ،‬وووم‬
‫أهن ا متحرر‪ õ‬مون كاف ة أش وال اخبالقي ات ومواثي الش ر اليت ع اد‪ õ‬م ا تلت وزم هب وا‬
‫امليسسوات‬
‫اإلعالمية العريق ة‪ .‬كم ا‬
‫نتج عن التغريات املذكور‪ õ‬آن فً ًا‪ ،‬تداعيات أبرى على املنظومة اإلعالمية‬
‫بح‬ ‫ا أص‬ ‫ة)؛ م‬ ‫ات اإلعالمي‬ ‫اص على املمارس‬ ‫ول ب‬ ‫بواملها )وبش‬
‫يِث‬
‫ّر حوىت علوى‬

‫‪6‬‬
‫البيئة االتصالية اجلديد‪ õ‬اليت بلقتها تلك التونولوجيات اجلديد‪ õ.‬فتلوك البيئوة اجلديد‪ õ‬باتت غري ثابت ة املعامل‬
‫كما كانت سابقًا‪ ،‬بل موتغري‪ õ‬وبووتري‪ õ‬شوديد‪ õ‬التسارع‪ ،‬ووم ما تفرضه عناصر تلك البيئة من‬
‫وة‬ ‫نيوة وتونولوجي‬ ‫وات مه‬ ‫تويف‬
‫َ‬ ‫مط‬
‫ّرد‪ õ‬يف جمال اإلعالم واالتص ال‪ ،‬هب د مت و½ امليسس ات اإلعالمي ة من مس واير‪ õ‬توجهات‬
‫ورغبات اجلمهور اجلدي د‪ .‬لق د فتحت هذه التونولوجي وات االتص والية اجلدي د‪ õ‬الب اب أم ام‬
‫إعداد احملتوي ات اإلعالمي ة خمل كان‪ ،‬بش ول جعل الشوبوات االجتماعي ة وامل دونات ت زاحم‬
‫وسائل اإلعالم التقليدي ة يف ص ياغة احملتويات ووض ع اخجن د‪ õ‬اإلعالمي ة‪ .‬إىل درجة أن امليسس ات‬
‫اإلعالمي ة التقليدية‪ ،‬بل وحىت مواتب العالق ات العامة يف امليسس ات والشركات ب اتت تس ارع ال زمن‬
‫من أجل التواجود‬
‫يف منصات تلك الش بوات االجتماعي ة من بالل طرح تتويات إعالمي ة تف اعليوة‪ ،‬تركز على الصور‪õ‬‬
‫وص‬ ‫والنص‬
‫ال َت‬
‫َع‬ ‫ّش‬
‫ِّبَي‬
‫ّة مع التقليل من احملتويات اخلطية‪ .‬وهو موا‬
‫دوره التويف‬ ‫رض ب‬ ‫ف‬
‫تونولوجيً‬
‫والتويف‬ ‫ديود‪،õ‬‬ ‫ورامج حاسووبية ج‬ ‫ا من بالل اقتنواء ب‬ ‫ّ‬
‫مهنًي‬
‫ّ ا من بالل إع اد‪ õ‬تثهي ل ال ووادر اإلعالمي ة لبل وغ م ا أص بح‬
‫وم‬ ‫ُيس‬
‫ّى ب و "الصحف املتعدد املهارات أو املتوامل‪ ".‬هذا اخبري بات يت وجب عليه لويس فقط بن اء‬
‫رب‬ ‫ةع‬ ‫وص اإلعالمي‬ ‫النص‬
‫التحوُ‬
‫ّم يف مهارات كتابة النصوص كما كوان‬

‫‪6‬‬
‫ه يف‬ ‫ًا من بالل حتوم‬ ‫ابقًا‪ ،‬بل أيض‬ ‫ا منه س‬ ‫وقع‬
‫مت ً‬
‫كٍم‬
‫ات‬ ‫ارات الوتاب‬ ‫ورية‪ ،‬ومه‬ ‫ارات البص‬ ‫ل من امله‬ ‫ّ هائ‬
‫ال َت‬
‫َع‬ ‫ّش‬
‫ِّبَي‬
‫ّة املختصر‪ ،õ‬ومهارات التصوير وحتميل احملتويات على‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫استخدامات وحاجات التشبيك االفت ارضي عند جيل التلمتيكس‬


‫كما الحظنا يف الشول رقم )‪ ،)4‬تستحوذ الوسائط الذكية القائموة علوى‬
‫تونولوجي ا التلم تيوس )هوات ف‪ ،‬أل واح‪ ،‬حواس ب تمول ة) على متوس ط زمين ي وم مرتف ع‬
‫د‬ ‫ج‬
‫ة اخوىل اليت‬ ‫د الشرحية العمري‬ ‫اّ عن‬
‫ُتمِث‬
‫ّل ئف ة الشباب )موا بو½ ‪ 44‬و‪ 35‬سنة)؛ إذ ُتمض هذه الفئة ما متوسطه ‪ 8‬سواعات‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ائط‪،‬‬ ‫وك الوس‬ ‫وتخدام تل‬ ‫وا يف اس‬ ‫ّ‬
‫وز‬
‫م َ‬
‫ونص ًفا‬ ‫الدردشة والتش بيك االجتم اع )س اعت½‬ ‫ّع ة ب½‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ّ ا)‪ ،‬مث يف امل وامالت اهالتفي ة أو التواصل ع رب الفي ديو )س اعة ونص ًفا‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ّا)‪ ،‬مث مطالعة الرسائل‬

‫‪6‬‬
‫واحملتوي ات املرس لة ع رب الش بوات وإع اد‪ õ‬إرس اهلا )س اعة وعشرين دقيقة‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫اعة ومخس دقائ‬ ‫ا)‪ ،‬مث ا لعب اإللوتروين )س‬ ‫ّ‬
‫ي ً‬
‫ومي‬
‫ار‬ ‫ا)‪ ،‬مث متابعة اخبب‬ ‫ّ‬
‫ملصو‬
‫ا َ‬
‫ّر‪ õ‬من مواقع إببارية )ساعة يوميًّا)‪ ،‬مث مطالعة اخببار املوتوبة من مواقع إببارية )مخس½ دقيقة‬
‫يوميً‬
‫ّ ا)‪ ،‬مث إجن از اإلجراءات اإلداري ة ع رب البواب ات احلوومي ة )نص ف س اعة‬
‫يوميً‬
‫اعة‬ ‫عس‬ ‫وق )رب‬ ‫ا التس‬ ‫وا)‪ ،‬وأبر ًي‬ ‫ّ‬
‫يوميً‬
‫ا إذا‬ ‫ا‪ ).‬أم‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫ص‬
‫فّ نا تلك االستخدامات هبد الغرض الذمل ُتلَب ي ه اب لنسبة للمس تخدم فنم د أن التعوار والتش وبيك‬
‫يوثيت يف أولويوة االستخدامات نب سبة ‪ ،39%‬يليه التواصل مع اخهل واخص دقاء وزم الء العمل‬
‫نب سبة ‪ ،49%‬مث الترفيه عرب احملتويات املصور‪ õ‬نب سبة ‪ ،45%‬واللعب اإللوتوروين بنسوبة ‪ ،43%‬مث‬
‫االستعالم ومتابعة اخببار ‪ ،40%‬مث اخعمال ‪ ،9%‬مث متابعة اإلجوراءات اإلدارية نب سبة ‪ ،4%‬مث‬
‫التسوق ‪ 1%.‬بينما ُيالَحظ اخنفاض هذه اخرقام يف حودما ويف توزعها عند الشرحية العمرية‬
‫الثانيوة ‪ )34-40‬سونة)؛ إذ ين وزل متوس وط االس تخدام إىل ‪ 1‬س اعات‬
‫يوميً‬
‫ّا؛ تتوزع ب½ التواصل مع اخهل واخصدقاء وزم الء العمل يف املرتب ة اخوىل نب س بة ‪ ،34%‬يليه‬
‫التعار والتشبيك نب سبة ‪ ،49%‬مث الترفيه عرب احملتويات املصور‪ ،õ %47‬مث االستعالم ومتابعة اخببار‬
‫نب س بة ‪ ،45%‬مث ا لعب اإللوتروين ‪ ،41%‬واخعم ال نب س بة ‪ ،9%‬مث متابعة اإلج وراءات‬
‫اإلداريوة ‪ ،4%‬مث‬
‫التسوق نب سبة ‪3%.‬‬

‫‪6‬‬
‫الشكل رقم )‪(6‬‬
‫يب ين توزيع حاجات الشباب العربي في العينة البحثية الستخدام شبكات التواصل االجتماعي‬

‫‪6‬‬
‫و تقارب امليشرات اليت مجعناها مع النسب اليت جاءت يف تقريور وسوائل التواصل االجتماع يف‬
‫)‬
‫العامل العربو )‪ ، 1‬واليت ُتَبي ن لنا أن الدردشة واحمالدثوات تستحوذ على أكثر من نصف وقت‬
‫استخدام رواد الشبوات االجتماعية )انظور‬
‫اجلدول أدناه‪).‬‬

‫الشكل رقم )‪(3‬‬


‫يوضح توزيع دواعي استخدام الشباب العربي للشبكات االجتماعية في تقرير وسائل التواصل‬
‫االجتماعي بالعالم العربي‬

‫‪60%50%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪18%‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪11%‬‬
‫‪6%‬‬ ‫‪6%‬‬

‫المنشورات‬ ‫المحادثات باألصدقاء‬ ‫قراءة‬ ‫مشاركة الصور التواصل‬ ‫أخرىاألحداث الجارية‬


‫مناقشة‬
‫والمدونات‬ ‫والعائلة‬

‫كما توشف لنا امليشرات اليت مجعناهوا بوالل مقابالتنوا الويفيوة أن أكثر املنصات اليت تلقى‬
‫اجا يف عينتنا البحثية ه كاآليت‪ :‬فيسوبوك يف املرتبوة اخوىل‪ ،‬مث واتساب‪ ،‬يليه تويتر‪ ،‬مث إنستغرام‪،‬‬
‫رو ً‬
‫مث يوتيووب‪ ،‬مث غوغول بلوس‪ ،‬مث‬
‫لينود‪ -‬إن‪.‬‬

‫‪1.‬‬ ‫)‪ )1‬تترير ااا ل اوتساصل االجتماعي يف اوعامل اوعرباي‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‬

‫‪6‬‬
‫الشكل رقم )‪(4‬‬
‫يب ين توزيع أكثر المنصات التواصلية التي يتفاعل معها الشباب العربي في العينة البحثية‬

‫‪ 10%‬لينكد إن غوغل بلس‬


‫تويتر إنستغرام يوتيوب واتساب‬
‫‪ 22%‬فيسبوك‬
‫‪33%‬‬
‫‪35%‬‬

‫‪51%‬‬
‫‪81%‬‬
‫‪85%‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪100%‬‬

‫ويظهر من نتائج دراستنا الويفية أن فيسبوك هو املنصة املفضولة لتواصول‬


‫االجتماع عند ‪ 95%‬من الشباب العربو املستموب يف العينة‪ ،‬وجاءت أعلوى نس بة فت ض يل يف‬
‫اخ ردن‪ ،‬مث ليبيا وفلس ط½‪ ،‬وأدم نس بة تفض ويل يف كولم مون السعودية ولبنان مث البحرين‪،‬‬
‫علًما بثن ‪ 91%‬من أف راد العينة يسوتخدمونه علوى أساس يوم ‪ .‬أم ا واتس اب فهو الوس يلة‬
‫املفض لة لتواصل االجتماع عن د ‪ 94%‬من عينتنا البحثي ة‪ ،‬مع أعلى نس بة فت ض يل يف لبنان والس ودان‬
‫وأدم نسوبة تفضويل يف اخردن‪ ،‬وبنس بة اس تخدام على أس اس يوم بلغت ‪ 98%.‬وج اءت‬
‫يلة‬ ‫ة كو س‬ ‫ة الثالث‬ ‫منصة يوتيووب يف املرتب‬
‫مفض‬
‫ّلة عند ‪ 54%‬من العينة املبحوثة مع أعلى معودالت‬
‫فت ض يل يف كلم من قطر والبحرين وبنس بة اس تخدام على أس اس ي وم بلغت ‪ 44%‬من مفض ل‬
‫هذه املنصة‪ .‬أما إنستغرام فماء يف املرتبة الرابعة كثكثر وسيلة تواصل‬
‫تفضي ًالً عند ‪ 15%‬فقط من املستموب½‪ ،‬مع أعلى نسبة اسوتخدام يف اإلموارات‬
‫والوويت والبحرين‪ ،‬وأدم نسبة استخدام يف سوريا وليبي ا‪ ،‬علًما بثن االسوتخدام على أس اس ي وم‬
‫ُ‬ ‫ميس‬
‫ّ ‪ 73%‬من رواد هذه املنصة التواصلية‪ ،‬يف ح½ ج اء تووي تر كثفضل وس يلة تواصل اجتماع‬

‫‪6‬‬
‫فق ط عن د ‪ 11%‬من أف راد العين ة مع أعل وى نسوبة فت ض يل يف كلم من السعودية واإلم ارات‪،‬‬
‫وأدم نسبة تفضويل يف مصور‪ ،‬بينموا‬

‫‪6‬‬
‫ُيس تخدم على أس اس يوم عن د ‪ 14%‬من تبو هذه املنص ة‪ .‬أم ا‬
‫غوغل‪ +‬فقد جاءت كمنصة مفضلة فقط عند ‪ 33%‬من العينة البحثية مع‬
‫أعلى معدالت فت ض يل يف كلم من املغ رب ولبن ان يف ح½ جاءت أدم نسوبة مون فلس ط‪½.‬‬
‫أما نس بة االس تخدام على أس اس يوم هل ذه املنصة عن د روادها فق د بلغت ‪ 58%.‬ويف املرتب ة‬
‫اخبري‪ ،õ‬جاءت منصة لينود‪-‬إن مفضلة عند ‪ 40%‬فقوط مون العينة املبحوثة‪ ،‬مع أعلى نس بة‬
‫فت ض يل يف كلم من اإلمارات والبح رين وأدم نسوبة فت ض يل يف كلم من الس ودان‪ ،‬وليبي ا‪ ،‬ومص ر‪،‬‬
‫واجلزائور‪ ،‬وفلسوط½‪ ،‬مث العوراق واليمن‪ .‬وكانت نس بة االس تخدام على أساس ي وم اب لنس بة‬
‫ل رواد هوذه املنص وة ‪ 18%.‬وتتطاب ميشرات دراس تنا الويفي ة يف ه ذه اجلزئي ة إىل‬
‫د‬ ‫ح‬
‫ّ بعي د مع م ا ج اء يف الدراسة الومي ة اليت وردت يف تقري ر وسائل التواصل االجتمواع يف‬
‫العوامل‬
‫)‪)1‬‬
‫يضا هيمنة الوسائط املذكور‪ õ‬أعاله بنفس الترتيب‬‫العربو "‪ ،‬واليت توشف لنا أ ً‬
‫الوارد من دراستنا ولو أن النسب ابتلفت دون ال ثتث ري على التوجه العام اماللحظ‪،‬‬
‫ك ما ه و‬
‫ُمبَي‬
‫ّن يف اجلدول أدناه‪.‬‬

‫الشكل رقم )‪(5‬‬


‫يوضح توزيع أكثر المنصات االجتماعية استخدا ما لدى الشباب العربي في تقرير وسائل التواصل‬
‫االجتماعي بالعالم العربي‬

‫‪ 9%‬لينكد إن غوغل بلس‬


‫تويتر إنستغرام يوتيوب واتساب‬
‫‪29%‬‬
‫فيسبوك‬
‫‪32%‬‬
‫‪34%‬‬
‫‪39%‬‬

‫‪84%‬‬
‫‪87%‬‬
‫‪0%20%40%60%80%100%‬‬

‫‪7‬‬
‫‪37-51.‬‬ ‫)‪ )1‬ترير ااا ل اوتساصل االجتماعي يف اوعامل اوعرباي‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‬

‫‪7‬‬
‫جتب اإلشار‪ õ‬هنا إىل أن هناك فروقات ‪-‬كانت كبري‪ õ‬أحيانًا‪ -‬ب½ املنواط اجلغرافية الثالثة يف‬
‫طبيعة املنصات املستخدمة وعادات االستهالك‪ ،‬غري أن أغلوب تلك الفروقات ال تعود مليول‬
‫وبيارات اخفراد الشخصية بقودر موا تعوود إىل معطيات تقنية ترتبط مبدى إتاحة بعض الدول‬
‫لتلك املنصات‪ ،‬أو ملعطيات ماديوة‬
‫ترتبط بالقدر‪ õ‬الشرائية ملواطين تلك الدول‪ .‬لقد لعبت بعض احملددات التارخييوة‪ ،‬املرتبطة مبدى لعب‬
‫ورقة اإلنترنت من عدمه كاستراتيمية من استراتيميات التنمية‬
‫دور بارزاً يف طبيعة اخلدمات املتاحة لمواطن½ العرب‪،‬‬ ‫يف خمتلف الدول العربية‪ ،‬اً‬
‫وهو ما نتج عنه تف اوت ك بري ب½ امل واطن½ الع رب على مس توى االس وتخدامات‪ .‬فتوجه‬
‫احلوومات العربية جتاه تطوير اإلنترنت واالعتماد عليه كثدا‪ õ‬مون أدوات التغيري والتطوير اإلدارمل‬
‫واجملتمع مل يثبذ نفس املنحى ب½ خمتلف الدول العربية‬
‫من ذ املراحل اخوىل لبداي ة عصر اإلن ترنت‪ .‬فف ح½ مت يزت دول اخلليج العرب وو بسياس ات‬
‫انفتاحية جتاه اإلنترنت منذ بداية القرن احالدمل والعشرين‪ ،‬إدراًكا منوها‬
‫ان‬ ‫اك‬ ‫تقبلية املرتبطة مب‬ ‫د املس‬ ‫للعوائ‬
‫م‬ ‫ُيس‬
‫ّى آنذاك مبمتمع املعلومات واقتصاد املعرفة‪ ،‬ماطلت دول أبرى يف احلذو حذوها‪ ،‬باصة تلك‬
‫اديات‬ ‫وى اقتص‬ ‫ود عل‬ ‫انوت تعتم‬ ‫اليت ك‬
‫موجَ‬
‫ّهة )سوريا‪ ،‬العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬السودان)‪ ،‬واليت أبدت تافظة وحًتفظا جعلت تلك‬
‫الدول تث بر بس نوات س واء على مس توى البني ة التحتي ة‪ ،‬أو على مس توى جود‪ õ‬اخل دمات‪ ،‬ما‬
‫أَث‬
‫دمات اليت‬ ‫ا حىت على طبيعة اخل‬ ‫ر الح ًق‬ ‫ّ‬
‫د‬ ‫ُتق‬
‫ّم للمستخدم½‪ ،‬وبالتايل على استخدامات متعامل الشوركات املووفر‪ õ‬خلدمات اإلنترنت‪ .‬وال‬
‫أدل على هذا من تصنيف الدول اليت توفر ملواطنيها أسرع بدمة إن ترنت يف س نة ‪ 3047‬واليت مل‬
‫ي ون ص دفة أن س ادته على مس توى ال ودول العربي ة‪ ،‬ثالث ة بل دان بليمي ة‪ ،‬ه وسب ترتيبه ا‪:‬‬
‫اإلمارات العربية املتحد‪ ،õ‬فقطر مث الوويت‪ ،‬وبسرعة جتاوزت معدل السرعة العامل احمل دد ب و‬

‫‪7‬‬
4.‫و‬ ‫ ميغابايت يف الثانية لوألوىل‬4.8 ‫ ميغابايوت يف الثانية لول من اإلمارات وقطر مبعدل بل‬5.4
7
)1)
.‫ميغابايت لثانية‬
“Average Internet Speeds By Country”, fastmetrics, (Visited on 15 June )1)
2017): https://www.fastmetrics.com/internet-connection-speed-by-country.php

7
‫لقد كانت دول اخلليج العربو كذلك‬
‫سوب‬
‫ّاقة إىل إدراك أنييوة اعتمواد‬
‫ا لََحوَْكَمة اإللوترونية‪ ،‬ليس بشولها الصورمل بل بشولها الفعل‬
‫والفع‬
‫ّوال‪ ،‬مون‬
‫ابقا‬
‫بالل القيام بإعاد‪ õ‬هندسة االستراتيميات املعلوماتية اليت كانت متواجد‪ õ‬سو ً‬
‫وتغيري تركيزها منذ سنة ‪ 3000‬من أولوية حتس½ أداء مسريات العمل يف املواتب‬
‫اإلدارية والوزارات‪ ،‬كما كان دارجًا العمل به قبل ث ور‪ õ‬اإلن ترنوت‪ ،‬إى ل تقودمي اخل دمات‬
‫اليت من بالهال ستتمون احلوومات من تغطية حاجات املواطن والقطاع اخلاص واجملتمع املدين‪.‬‬
‫فظهر يف هذه الفتر‪ õ‬مصطلح "احلوومة اإللوترونية" ال ذمل كان يركز على تغ يري منظ ور اإل دارات‬
‫املعلومايت لتركيزه على بدمة العناصر الثالثة‬
‫)‪)1‬‬
‫املذكور‪ õ‬آنفًا‪ ،‬وه ‪ :‬املواطن‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬واجملتمع املدين‪ .‬وبذلك أبذت‬
‫بل دان اخ ليج العربو الري اد‪ õ‬على املس توى العرب و من ذ إطوالق أول مش وروع حوومة‬
‫)‬
‫إلوترونية عربية سنة ‪ 3004‬يف إمار‪ õ‬دبو باإلمارات‪ 2).‬ومنوذ ذلوك‬
‫الوقت حذت دول أبرى‪ ،‬مثل‪ :‬الوويت‪ ،‬وقطر‪ ،‬واململوة العربي وة الس وعودية‪ ،‬والبح رين‪ ،‬ح ذو‬
‫اإلمارات العربية املتحد‪ õ‬وطوَّرت من خمتلف أشوال اخلودمات‬
‫اإللوترونية اإلدارية‬
‫املقد‬
‫ّمة لمواطن½ واملقيم½ يف تلك الدول‪ .‬لقد أسهم هذا التوجه كثرًيا يف اقتحام الفرد يف تلك‬
‫الدول لعامل‬
‫الر‬
‫يضوا مع‬ ‫قّ ْمَنة على الرغم من الطابع احمالفظ للممتمعات اخلليمية‪ ،‬باصة أن هذا التوجه تراف أ ً‬
‫حتفيزات وتسهيالت مادية القتناء أجهز‪ õ‬احلواسيب وخمتلف أشوال اخجهوز‪õ‬‬
‫الذكية واليت مل تعر باق الدول العربية مثي ًالً هال‪ .‬ناهيك عن عامل اقتصوادمل‬
‫آبر مهم‬
‫جد‬
‫‪7‬‬
‫اّ ‪ ،‬وهو قو‪ õ‬القدر‪ õ‬الشرائية للمواطن اخلليم مقارنة مبتوسط الدبل يف باق الدول العربية‪ ،‬واليت‬
‫منحته القدر‪ õ‬على اقتناء أحدت اخجهز‪ õ‬وتبديلها يف‬

‫ااتراتيجيا احلكسمة اإلوكترانية يف اودال اوعربية‪ :‬اوساقع اآفاق اوتيسر‪ ،‬اللمنوة‬ ‫)‪)1‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا )اإلسووا)‪ ،‬ديسمرب‪/‬كانون اخول ‪) ،3041‬تواريخ‬
‫الدبول ‪ 44‬يوليو‪/‬متوز ‪3047):‬‬
‫‪http://css.escwa.org.lb/ICTD/3233/StudyE-GovStrategies.pdf‬‬
‫شر في ة‪ ،‬سليمان‪ ،‬دار االتصال ااوعالقا اوعامة يف احلكسمة اإلوكترانية‪ :‬دراااة‬ ‫)‪)2‬‬
‫حاوة على إمارة دباي‪) ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوت االستراتيمية )‪،3008‬‬
‫ص ‪.51 4،‬‬

‫‪7‬‬
‫أوقات قياسية‪ ،‬مث منحته القدر‪ õ‬على االشتراك يف خمتلف باقات بدمات اإلنترنت‬
‫واهلواتف املتحركة على ال رغم من ارتف اع أسعار االش تراك يف تل وك اخلودمات‪ .‬فعلى س بيل‬
‫املثال‪ ،‬ووسب تقرير لهيئات العربيوة لالتصواالت‪ ،‬جواءت اإلمارات العربي ة املتحد‪õ‬‬
‫سنة ‪ 3045‬يف أعلى الدول العربية تولفة يف أسوعار‬
‫اإلنترنت ذمل السرعة العالية لمنازل؛ إذ بل¿ سوعره ‪ 474‬دوال ًًرا‬
‫شوهرًّي‬
‫ّا ‪،‬‬
‫بينما اح لت ت دولة قطر وعمان املرتبة الثانية والثالثة على التووايل يف ذلوك‬
‫)‪)1‬‬
‫ال ت ص ن ي ف ‪.‬‬

‫جيل التلمتيكس من العالقة االجتماعية الساخنة إلى العالقة‬


‫التكنولوجية الباردة‬
‫لقد‬
‫أث‬
‫ّرت تونولوجيات االتصال اجلديد‪ õ‬مون بوالل فرضوها خمنوا‬
‫وسلوكيات تواصلية جديد‪ õ‬على طبيعة العالقات االجتماعيوة السوائد‪ õ‬دابول‬
‫اجملتمعات العربية؛ فالتشبيك االجتماع عرب االتصال املواجه ما فتئ نطاقه يضي‬
‫أكثر فثكثر يف كل اجملتمعات العربية‪ ،‬يف مقابل اتساع نطاق التشبيك االجتماع االف تراض ‪ .‬وُيَبي ن لن ا‬
‫ذا‬ ‫اه أن ه‬ ‫ول املرف أدن‬ ‫الش‬
‫الت ُ‬
‫وج‬
‫ّه يزي د أكثور عنود الفئوة العمري ة ‪ )35-44‬س نة)‪ ،‬وينحصر يف حدته عن د اخف راد املنوتم½‬
‫و‬ ‫نة)‪ ،‬وهو الت‬ ‫س‬ ‫وة ‪)40-34‬‬ ‫لفئ‬
‫ُُّج‬
‫ّه الذمل ملسناه بشول باص يف مقابالتنا مع أفراد الفئة العمريوة‬
‫الثانية الذين جتاوز عمرهم ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫)‪" )1‬أسعار اإلنترنت يف اإلمارات ب½ اخعلى‬
‫عر ّبًي‬
‫ّا بالل "‪ ،3045‬اإلمارا اوياسم‪38 ،‬‬
‫مايو‪/‬أيار ‪) ،3044‬تاريخ الدبول‪ 45 :‬يونيو‪/‬حزيران ‪3047):‬‬
‫‪http://www.emaratalyoum.com/business/local/2016-05-29-1.900954‬‬

‫‪7‬‬
‫الشكل رقم )‪(2‬‬
‫يوضح متوسط الساعات المخصص يوم يا للتواصل المواجهي واالفت ارضي‬

‫‪1‬‬
‫الفئة العمرية ‪ (61-16‬سنة)‬ ‫‪4‬‬

‫الفئة العمرية ‪ (60-51‬سنة)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬

‫االفتراضي‬ ‫المواجهي‬

‫د‬ ‫لق‬
‫تب َ‬
‫َّي‬
‫ّن لنا من مقابالتنا النوعية بثن جيل التلمتيوس مل يعد يقض سووى‬
‫أوقا ًت ا رمزي ة يف التفاعل االجتم اع دابل العامل احلقي ق ‪ ،‬وق د أك د تقري ر "وسائل التواصل‬
‫)‪)1‬‬
‫االجتماع يف العامل العرب و " بدوره هذا املنحى؛ حي وث أورد بع وض املظ اهر الس لبية‬
‫اليت نشثت عن املبالغة يف الولو إىل العامل االفتراض ‪ ،‬نورد منها‬
‫"تفوك اخسر"‪ ،õ‬و"تزاي د حاالت الطالق"‪ ،‬و"القطيعة مع أف راد اخسر‪ õ‬املقورب½ والوال دين‬
‫واالش قاء‪ ".‬كم ا أورد ال وثري من املس تموب½‪ ،‬يف عينتنا البحثي ة‪ ،‬ظواهر‪ õ‬س لبية أب رى‬
‫تتمَ‬
‫َّث‬
‫ّل يف "احلضور املغيب يف التممعات العائلية أين تواجد اخجساد يف نفس املوان‪ ،‬بينما تظل العق ول‬
‫والعي ون منش غلة ب اهلواتف الذكي ة لالط الع على الرسائل املرس لة أو ل رد عليه ا‪ ".‬كما ظه رت‬
‫حتوويرات افتراضوية لسولوكيات‬
‫اجتماعية كانت إىل وقت قريب متارس يف اجملتمع احلقيق عرب االتصال املواجه ‪ ،‬كاملعاي دات أو‬
‫تقدمي التعازمل عرب اهلواتف الذكية‪ ،‬وه كلها سلوكيات ينبوذها‬
‫اجلي ل الق دمي وال يتقبلها بس هولة‪ .‬إن‬

‫‪7‬‬
‫هذه امليشرات ُْتْب ِرز واحد‪ õ‬من احلتميات اليت نتمت عن تونولوجيوات‬
‫دأت تش‬ ‫وه القطيعة اليت ب‬ ‫د‪،õ‬‬ ‫ال اجلدي‬ ‫االتص‬
‫ََّو‬
‫ل العامل ال‬ ‫ا قب‬ ‫لم‬ ‫ل التلمتيوس وجي‬ ‫جي‬ ‫ّل ب½‬
‫َّرَ‬
‫ّقم ‪ ،‬من بالل تباين إدراك أفراد اجليل½ أللولويوات االجتماعيوة‬

‫‪59.‬‬ ‫)‪ )1‬تترير ااا ل اوتساصل االجتماعي يف اوعامل اوعرباي‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‬

‫‪7‬‬
‫وبين العوامل ال‬ ‫د أضوحى ت‬ ‫ع‪ .‬لق‬ ‫وطبيعة الروابط دابل اجملتم‬
‫ََّر‬
‫قّ مو تب طبيقاتوه‪ ،‬واستخداماته وثقافته من ضروريات احليا‪ õ‬حىت اب لنسبة خشد املقواوم½ لثوور‬
‫ال‬ ‫‪õ‬‬
‫ََّر‬
‫ّْ ْق‬
‫ََمن‬
‫َة من الشباب العربو يف عينتنا البحثية‪ ،‬وذلك ووم أن هوذه اخبوري‪õ‬‬
‫ُُفرضت فر ًًضا يف السنوات اخبري‪ õ‬ويف جل اخقطار العربية باصة موع دبوول‬
‫البوابات والتطبيقات اإلدارية والتمارية نطاق االستخدام الواسع يف الووثري مون‬
‫الدول‪ ،‬فبات ال مف‬
‫َّر‬
‫ّ للفرد‪ ،‬حىت وإن كان معار ًًضا لتلك التطورات‪ ،‬مون‬
‫تقب‬
‫ّول‬
‫ذلك العام ل ومسايرته‪ ،‬وإال ب ق ب ار الس ريور‪ õ‬التارخيي ة‪ .‬إذن بعود أن ول ودت تونولوجيا‬
‫ل ال‬ ‫ال اجلي‬ ‫االتص‬
‫ََّر‬
‫ّقم ال ذمل نشث وترعرع يف أحض اهنا فثص بح ال يورى العامل س وى من ب الهال‪ ،‬ها ه تل ك‬
‫التونولوجيات تزيد من الضغو حىت علوى اجليل الق دمي ومبختلف اخشوال هب د دفعه لت بين تلك‬
‫املخترعات وتطبيقاما حتت طائ ل البقاء على هامش اجملتمع املش بوك‪ ،‬ال ذمل أص بح هو مركز‬
‫احليوا‪ õ‬الفاعلوة‬
‫وليس العامل احلقي ق ‪ .‬ف إذا اعتربنا أن "اخون‪-‬الي نيون"‪ ،‬كم ا يق ول ن دمي منص ورمل‪" ،‬هم‬
‫اخشخاص املوجودون على اخلط‪ ،‬أمل املوصول½ على شبوة اإلنترنت‪ ،‬أبنواء اجملتمع االف تراض‬
‫‪ ،‬يص بح "اخو ‪-‬الي نيون" هم اخشخاص بار اخلدمة‪ ،‬أمل غ ري املوص ول½ على ش بوة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬أبناء اجملتمع الواقع ‪ .‬هبذه املعادلة يصبح اجملتموع الواقع جمتم ًًعا بار اخلدمة‪ ،‬مع زو‬
‫ًًال عن الفضاء السيبريمل‪ ،‬مقطو ًًعا عن العوامل‬
‫‪7‬‬
‫)‬
‫اخالرج ‪" 1).‬‬
‫و‬ ‫ذا الت‬ ‫إن ه‬
‫ُُّج‬
‫ّه باعتباره واح ًًدا من احلتميات اخساسية الويت نتموت عون‬
‫د‬ ‫تخدمة يف التواصل ق‬ ‫ة املس‬ ‫ات احلديث‬ ‫التقني‬
‫َو‬
‫َّل‬
‫ثت عنه‪،‬‬ ‫رى نش‬ ‫ة أب‬ ‫د حت م ي‬ ‫ّ‬
‫تتمَ‬
‫َّث‬
‫ّل يف تغ ري طبيعة العالقات االجتماعي ة بتح وهال من عالق ات اجتماعي ة س ابنة إىل عالق ات اجتماعي ة‬
‫ب ارد‪ õ.‬نقصد هنا بتعبري العالقات االجتماعي ة الب ارد‪ ،õ‬تلوك العالقوات االفتراض ية اليت ال ختض ع يف‬
‫ت دداما للضوابط الس ابنة جملتمع االنتم اء؛ م وا جيع ول أط را االتص ال يف العامل االف تراض‬
‫يتحََّل‬
‫ّون برب ود‪ õ‬أك ثر جت اه الضوابط اليت حتوم التعبري عن اخف وار واملش اعر جت اه الط ر اآل بر أو‬
‫اخطرا اخبورى‪ ،‬أو جتواه‬

‫)‪ )1‬منصورمل‪ ،‬ندمي‪ ،‬اسايسوسجيا اإلنترنات‪) ،‬منتودى املعوار ‪ ،‬بوريوت )‪،3041‬‬


‫ص ‪.33‬‬

‫‪7‬‬
‫خمتلف املواض يع اليت ُتث ار يف الفضاء االف تراض بشول عام‪ .‬إن تلك الرب ود‪ õ‬أض فت على التعبري عن‬
‫طر ًا خمتصر‪õ‬؛‬ ‫ال ذات عفوي ة وتلقائي ة ال نظري هلما‪ ،‬فب اتت أشوال التعبري يف العامل االف تراض تنتهج قً‬
‫خهن ا ال ختض ع س وى خدم مس تويات الرقاب ة م ون اخنا اخعلى‪ .‬ل ذلك‪ ،‬ب ات كل ش ء‬
‫مسورع وإىل أقصوى احلودود يف العوامل االف تراض ‪ ،‬انطال قً ًا من التعبري عن مش اعر ال ود‬
‫اليت يتم اجلهر هبا جبورأ‪ õ‬وسورعة قياسيت½‪ ،‬وصو ًًال إىل مشاعر الغضب أو احلق د والوراهي ة‬
‫اليت يتم التعوبري عنوها‬
‫بفظاظة أكرب أي ًًضا‪ ،‬ما ُيف س ر سرعة تش‬
‫ُّو‬
‫ّل الروابط االجتماعية وسرعة تف‬
‫ُّو‬
‫ّوها يف‬
‫)‬
‫العامل االفتراض ‪ 1).‬لقد‬
‫وصف جوليان ريفيت ‪ Rivet) )Julien‬تلقائية االندفاع حنوو التعوبري املفر فيه يف العامل االفتراض‬
‫بقوله‪" :‬كلنا‪ ،‬مهما‬
‫ك‬
‫ّن‬
‫ّا‪ ،‬ومهما كانت استعماالتنا إل لنترنت‪ ،‬نوون قد عشنا ذلك االنطباع الغريب واملقزز يف نفس‬
‫الوقوت‪ ،‬بوثن‬
‫اإلن ترنت يعمل وكثنه تفز النفعاالتنا ب ل مس ر ع للمزيئات العاطفي ة ال ويت فين وا‪ .‬فبينما كنا متع ودين‬
‫على سلوكيات اجتماعية غري مف َرَ فيها‪ ،‬ها هوو اإلن ترنوت يرغم طبيعتنا وحيويتنا على التغ ري‬
‫)‬
‫وبطريقوة جود سوريعة‪ " 2).‬إن الشوبوات‬
‫االجتماعية االفتراضية باتت بربودما ت تيح لألفراد والنشطاء يف الفضاء االفتراضو حري ة وجرأ‪ õ‬ال مثي ل‬
‫هلما يف الواق ع احلقي ق لتعبري عن ال ذات بثفوارها وأحوامها ومشاعرها‪ .‬وهذه احلرية ما ه‬
‫سوى شول من أشوال التح ُّرُّر من اخنا اخعلوى‬
‫ال ذمل غالًبا م ا ُيق ي د الف رد يف التعبري عما ي دور يف بلم ات نفسه يف الواق ع احلقي ق ‪ ،‬باصة يف‬
‫اجملتمعات العربية احملافظة‪ ،‬اليت ت وارثت قيم االنضبا اجلمع عرب تقالي د السلطة اخبوية‪ ،‬وتقالي د التراتبي ة‬
‫اهلرمية يف العالقات االجتماعية‪ ،‬دابل القبائل‪ ،‬مث دابل العائالت واخسر‪ ،‬بل وحىت مع اجلري ان‪ .‬لق د‬
‫‪7‬‬
‫تب َ‬
‫َّي‬
‫ّن لنا من املقابالت النوعيوة‬
‫اليت أجريناها مع عينتنا البحثية بثن الدافع اخساس للهمر‪ õ‬إىل العامل االفتراضو هو ما يتيحه ذلك‬
‫العامل أللفراد من جتاوز أغلب احلواجز اليت متثل عائ ً ًقا أموامهم‬
‫محيدو‪" ،‬اجلماعات االفتراضية على اإلنترنت"‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص ‪418.‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪Rivet, Julien, "Psychologie du clash sur Internet: y a-t-il un surmoi‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪numérique (Visited on 7July 2017): à l’heure du web social", slate.fr,10‬‬
‫‪juillet 2009, http://www.slate.fr/story/7929/psychologie-du-clash-sur-internet‬‬

‫‪7‬‬
‫لتعبري عن ذامم يف العامل احلقي ق ؛ اف لعامل االف تراض جم رد من اخحووام املس وبقة الس لبية اليت‬
‫يوس م هب ا الف رد يف جمتمعه احلقي ق وال ويت تبع وه يف ك ول تعام التوه االجتماعي ة‪ .‬والوس م‬
‫وون‬ ‫اي‬ ‫اع حينم‬ ‫االجتم‬
‫لب‬ ‫س‬
‫ًّي‬
‫ّا يف قيمته يصبح صوفة غوري منتمة من صفات التنشئة االجتماعية على اعتب ار أننا ح½ ن بين هويتنا‬
‫الفرديوة يف تفاعلها مع اهلوية اجلماعية ‪-‬كما يقول إرفين¿ كوفمان ‪Goffman) -)Erving‬‬
‫إمنا نعتمد على توزيع شبه مسرح لألدوار اليت تفرض علينا من طر من يي طرو ن وا يف اجملتمع‪،‬‬
‫ذمل‬ ‫ول ال‬ ‫ا اب لش‬ ‫ط أداؤه‬ ‫وجب علينا فق‬ ‫وه أدوار يت‬
‫ُيت َوَّق‬
‫ع‬ ‫ّ‬
‫َم‬
‫َّن‬
‫ا جيعل اجلماعة حتوم‬ ‫ول إبالل هب‬ ‫ا‪ ،‬وك‬ ‫ّ‬
‫هناًئ‬
‫ًّي‬
‫ّ ا علينا من بالل عملي ة تش به ال و أو الوسوم ال ذمل س يلص بشخص نا ويتبعنا يف كامل تعامالتنا‬
‫االجتماعي ة اليومي وة‪ .‬وعملي وة الو تل ك‪ ،‬يض يف كوفمان‪ ،‬ه يف حقيقة اخمر عملي ة إقص اء‬
‫نتعرض هال عنودما‬
‫نظهر سلو ًًكا ال يتماشى مع الدور واهلوية املتوقعْين‬
‫م‬
‫ّن‬
‫)‪)1‬‬
‫ّا‪.‬‬
‫إن العالقة التونولوجية البارد‪ُ õ‬تح ر ر الفرد من خمتلوف أشووال الوسوم االجتماع ؛‬
‫خن الطر اآلبر من العملية التواصلية عاد‪ õ‬ما ال يوون من مجاعوة االنتماء اليت أغلقت عليه‬
‫يف دور وهوية تددين‪ .‬وحىت وإن كان الطر اآلبور‬
‫من تلك اجلماعة‪ ،‬ف إن اهلوي ة املتخفي ة متونه من املش اركة والتش بيك هبوي ة مس تعار‪ õ.‬غ ري أن‬
‫‪7‬‬
‫اإلش وال يف العالق ة التونولوجي ة الب ارد‪ õ‬ي ومن يف ابتعادهوا عون مزاي وا االتص ال اإلنس اين‬
‫املواجه السابن‪ ،‬الذمل وإن كان فيه الوثري من العيوب املرتبطة اب لوسم االجتماع ال ذمل حت دثنا‬
‫عنه س اب قً ًا‪ ،‬إال أنه يبقى واح ًًدا من أسس التنشوئة االجتماعي ة وبن اء اجملتمعات الس وية‪ ،‬كش ر‬
‫من شورو اسوتقرار اجملتمعوات واستدامتها‪ .‬إن واحد‪ õ‬من أهم الص فات الس لبية ال لتصال‬
‫التونولوج الب ارد هوو طغيان البع د التقين على البع د اإلنس اين يف العملي وة التواص ولية‪ ،‬فإنس وان‬
‫العوامل‬
‫)‪)2‬‬
‫وب "‬ ‫و "اإلنس‬ ‫ل تمد رحومة ب‬ ‫اه ع‬ ‫ذمل أمس‬ ‫تراض ال‬
‫االف‬
‫)املرَك‬
‫بّ ة من الدمج ب½‬
‫كلميت إنسان وحاسوب)‪ ،‬يتعامل مع اآلبر كرقم من آال أو مالي½ اخرقوام‪.‬‬
‫‪Goffman, E. La mise en scène de la vie quotidienne: Tome 1, La‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪représentation de soi, (les Editions de Minuit, 1973), p. 73.‬‬
‫)‪ )2‬رحومة‪ ،‬عل تمد‪" ،‬علم االجتماع اآليل‪ :‬مقاربة علم االجتماع العربو واالتصوال‬
‫عرب احالسوب"‪ ،‬عامل املعرفة‪) ،‬العدد ‪ ،117‬ني اير‪/‬كانون الثاين )‪ ،3009‬ص ‪117.‬‬

‫‪7‬‬
‫كما أنه يتعامل مع ذلك الرقم عرب وسائط تقنية وتطبيقات تفرض علي ه يف الووثري من اخحيان أط‬
‫ل‪ .‬وقود عو‬ ‫دد طبيعة ذلك التعام‬ ‫ة حت‬ ‫ية وفوري‬ ‫ًرًا نفس‬
‫َّرَ‬
‫ّ نودمي منص ورمل ذلك اإلنس وب بقول ه‪" :‬هو ال وائن البش رمل ال ذمل يش ارك كائ ًن ا‬
‫بشورً‬
‫ًّي‬
‫ّا‬
‫آبر عالق ة رقمي ة عرب احالس وب‪ ،‬وت وون هوذه الع القوة اجتماعيوة‪ ،‬سياسوية‪ ،‬اقتص ادية‪،‬‬
‫عاطفي ة‪ ...‬ل ون ه ذه العالق ة ليست إنس انية باملط ل ‪ ،‬بل ه مر‬
‫ََّك‬
‫ّب من إنسان وآلة أو إنسان وحاسوب‪ .‬وجتدر اإلشار‪ õ‬هنا إىل أن الوائن البشورمل قود‬
‫جيرمل عالقاته اإلنترنتية مع برامج )برامج واقع افتراض مث ًالً) وليس موع أفوراد‬
‫حقيقي½؛ ما جيعل الفرد فر ًًدا‬
‫إنترنتي‬
‫ّوا يتمظهور يف سولوكيات رقميوة عورب‬
‫)‬
‫احالسوب‪" 1).‬‬
‫إن إشوالية َحْوسَبة العالقات اإلنسانية حتيلنا إىل إشوالية أوسع وه اهليمنة الفورية يف عصر اإلنترنت‬
‫اليت مل تعد تحق فقط عرب احملتويات اإلعالمية كموا كانت تغلب عليه احالل سابقًا‪ ،‬بل باتت تم‬
‫يضا عرب الوسائط التقنية اليت تنقول‬
‫أ ً‬
‫يضا لألفوار وتدد‪ õ‬لصي¿ فرضها وتلقيها بش ول‬ ‫تلك احملتويات بذاما‪ ،‬باعتبارها وسائط تثسيسية منتمة أ ً‬
‫حتم كما سب وأن شرحناه أعاله‪ .‬وهنا يومن اإلشوال اب لنس بة للخصوص يات القيمي ة والثقافي ة؛‬
‫باعتبار أن تلك الوسائط باتوت العامول‬
‫اخكثر ثتث رًيا يف بناء القيم الثقافية واملعرفي ة ويف إدراكنا لطبيعة ال وون احمليط بن وا‪ ،‬ووم أن الوسيلة يف‬
‫)‬
‫"م َْدَلمَة" أكثر من‬ ‫ذاما ُمَيْدَلمَة)‪ 2‬كما س ب وأن قلن ا‪ .‬وإذا مجعنا ثتث ري الوسويلة اليت ب اتت يُ‬
‫أمل وقت مضى يف زمن التلمتيوس‪ ،‬موع باصوية أب رى مرتبطة بإمواني ة التوظيف ال دعائ‬
‫لمنصات التشوبيوية املفتوحوة‪ ،‬عورب‬
‫صياغة تتويات إعالمية موجهة بصيصًا للتثثري السياس ‪ ،‬واخيديولوج ‪ ،‬والديين‪ ،‬والثقايف‪ ،‬أو االجتماع من أمل‬
‫‪7‬‬
‫وون أن‬ ‫اليت مي‬ ‫درك اخلطور‪õ‬‬ ‫وان‪ ،‬ن‬ ‫م‬
‫وو‬ ‫ُتش‬
‫ّلها الش بوات االجتماعي ة على الفعل الس ياس ‪ ،‬واخيديولوج ‪ ،‬وال ديين‪ ،‬والثقواي ف‪ ،‬أو االجتماع ‪.‬‬
‫وال أدل على ذلك من فتح الوونغرس اخمريك حتقيقًا مع الشبوات‬

‫‪33.‬‬
‫منصورمل‪ ،‬اسايسوسجيا اإلنترنت‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص‬ ‫)‪)1‬‬
‫بابور‪ ،‬معتصم‪ ،‬أيديسوسجيا شقكا اوتساصل االجتماعي اتشكيل اوارأي اوعاام‪،‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪ ،4‬ص ‪54-53.‬‬ ‫)مركز التنوير‪ ،‬اخلرطوم‪،3041) ،‬‬

‫‪7‬‬
‫االجتماعية بشبهة التخابر مع جهات بارجية من أجل التوثثري علوى بيوارات النابب اخمريك‬
‫)‬
‫يف االنتخابات الرئاسية)‪ 1‬اليت جاءت بدونالد تراموب إىل إدار‪õ‬‬
‫البيت اخبيض‪.‬‬

‫الجيل الرقمي بين اهتمامات المجال العام واهتمامات المجال الخاص‬


‫أظهرت نتائج مقابالتنا النوعية أن تفاعل الشباب العربو موع تتويوات الشبوات االجتماعية‬
‫مبختلف منصاما ومنتدياما‪ ،‬يغلب عليه طغيوان املواضويع اخالصة املرتبطة باجمالل اخالص لألفراد‬
‫نب سبة ‪ 97%‬من جممل االستخدامات‪ ،‬وهوو ما يتقارب كثرًيا مع ما جاء يف تقرير قمة‬
‫يضا طغيان‬
‫سابقا‪ ،‬والذمل الحظنا فيه أ ً‬
‫رواد التواصل االجتماع العرب الوذمل أشرنا إليه ً‬
‫االهتمامات اخالصة اليت ُيْشوِبُعها الشباب العربو بشول باص من منصيت فيسبوك وواتساب‪.‬‬
‫فوموا رأينوا يف الرسم البياين رقم )‪،)3‬‬
‫أقر‬
‫ّ أفراد عينتنا البحثية باستحواذ احمالدثوات الشخصوية لوحدها على حيز كبري من الوقت الذمل‬
‫خيصصونه للعوامل االفتراضو ‪ ،‬يليهوا التواصل مع اخهل واخصدقاء‪ ،‬مث مطالعة الصور‪ ،‬مث‬
‫ا لعب اإللوتروين‪ .‬وتتالقوى هذه امليشرات مع ما الحظناه يف ردود أفراد عينتنا الويفية يف كوون‬
‫التشوبيك الشخص تي سم بالعشوائية والتلقائية يف انتقاء اخشخاص املرغوب التواصل هبوم‬
‫عند الفئة العمرية اخوىل ‪ )35-44‬سنة)‪ ،‬مقابل ثب ات أكثر يف التواصل مع مع ار دائم½ عن د‬
‫الفئ ة العمري ة الثانية‪ .‬جت در اإلشار‪ õ‬كذلك إىل أنه حىت االس وتخدامات املرتبطة بق راء‪ õ‬املنش ورات‬
‫واملواضيع اليت تنشر يف مدونات اآلبورين‪ ،‬ال تووون‬
‫تموبة )‪)94%‬‬ ‫ة املس‬ ‫راد العين‬ ‫ة أف‬ ‫د أغلبي‬ ‫دوافعها عن‬
‫ح َ‬
‫ب‬
‫ّ االط الع والق راء‪ õ‬والنق اش‪ ،‬بق در ما ت وون جم رد مطي ة لفت انتب اه الطر اآل بر يف تاولة‬
‫ل ذهاب بالعالقوة االفتراض ية إىل أبع د من ذلك‪ ،‬باصة ح½ ت وون العالق ة ب½ ف ردين مون‬
‫ه ال‬ ‫دات العامة ف‬ ‫ا مناقشة اخح‬ ‫ف‪ .‬أم‬ ‫جونس خمتل‬
‫وو‬ ‫تش‬
‫ّل نسوبة ‪ 41%‬مون جممول‬
‫‪7‬‬
‫‪38‬‬ ‫)‪" )1‬الوونغرس يستموب مواقع التواصل يف قضية التخابر موع روسويا"‪ ،‬األ قن اا ‪،‬‬
‫سبتمرب‪/‬أيلول ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪ 10 :‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪3047):‬‬
‫‪goo.gl/pJEL2R‬‬

‫‪7‬‬
‫االستخدامات‪ ،‬وتتوزع بني متابعة األخبار ومطالعة صور وتعليقاات اخخان‪، ،‬‬
‫وهو ما ‪،‬طغى بشكل خاص على استخدامات أفناد العينة ملنصيت ‪،‬وتيوب وتو‪،‬تن‪.‬‬
‫الشكل رقم )‪(7‬‬
‫يوضح توزيع اهتمامات العينة البحثية بقضايا المجال العام والخاص في الفضاء‬
‫اإلل‪.‬كتروني‬

‫استخدامات مرتبطة بالقضايا العامة‬


‫‪%13‬‬

‫استخدامات مرتبطة بغايات فردية بحتة‬


‫‪%87‬‬

‫ذا‬ ‫ري أن ه‬ ‫غ‬


‫التوُج‬
‫ان‬ ‫ه وإن ك‬ ‫ّ‬
‫توُج‬
‫راء‬ ‫ا يف اخ‬ ‫ا ثابتً‬ ‫ّ ًه‬
‫املعَب‬
‫ّن عنها إمجا ًًال عند أفاناد‬
‫عينة البلدان العنبي ة املشمولة بالدراسة‪ ،‬إال أ ن ا نالحظ فت اوًتا ذا مدلول باني املناا اجلغنافي ة‬
‫الثالثة؛ حيث تنتفع نسبة مناقشة األحداث العامة أكثن يف منطقة الشام (كل‬
‫م سور‪،‬ا‪ ،‬والعناق‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واألردن‪ ،‬وفلسطني)‪ ،‬تليها منطقة املغانب العنباا‬
‫ومشال إفن‪،‬قيا (خاصة مصن وليبيا والسودان)‪ ،‬مث اليم ‪ ،‬مث منطقة اخلليج العنباا ‪.‬‬
‫كما ‪ُ ُ،‬الحظ بشكل عام أن ذلك التفاعل ال ‪،‬أخذ فن س االجتاهات؛ فشباب ساور‪،‬ا‪،‬‬
‫والعن اق‪ ،‬ومص ن‪ ،‬ولبن ان‪ ،‬واليم ‪ ،‬وليبي ا‪ ،‬واجل زائن‪ ،‬واملغنب‪ ،‬وم ور‪،‬تاني اا‪ ،‬وت اونس‪،‬‬
‫ودان‪َ،ُ ،‬وج‬ ‫والس‬

‫‪8‬‬
‫ّه معظم اهتمامات ه املنتبطة بالقضا‪،‬ا العامة لمواضيع املتعلقاة بالشاأن الس ياس ال داخل مث‬
‫لشأن االجتماع الداخل مث لشأن الن‪،‬اض الداخل ‪ .‬يف مقابل ذلك جن د أن اهتمامات‬
‫شباب بلدان اخلليج العنب ا املنتبطة بالشأن العاام موجهاة أكثن حن و القض ا‪،‬ا اخلارجي ة يف‬
‫املواضيع السياسية ‪،‬ليها االهتمام بالقضاا‪،‬ا االجتماعياة الداخلي ة‪ ،‬مث الش أن الن‪،‬اض ال داخل‬
‫باستثناء دولة الكو‪،‬ت ومملكة البحان‪ ،‬اللاتني‬
‫‪،‬غلب على شباهبما االهتمام باملواضيع السياسية الداخلية‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫إن تفسري ما سب يف جزئيته اخوىل مرتبط أو ًًال باحلركية املرتبطوة مبنواط‬
‫النزاع ات يف كل من س وريا‪ ،‬والعراق‪ ،‬وليبي ا‪ ،‬واليمن‪ ،‬واليت بلقت بطبيعة احل وال‬
‫ً‬ ‫جو‬
‫اّ من التماذب واالستقطاب السياس الذمل يدفع اب لنشطاء والفاعل½ إىل التعبري‬
‫عن مواقفهم وتاولة ال ثتث ري ب آرائهم يف سري اخحودات يف دوهل وم أو يف من واط اجل وار‪،‬‬
‫مث ثان ًي ا بتقالي د التعددي ة السياس ية وتعددي ة الطروح ات املنغرسة‬
‫نسوبيً‬
‫ّا يف بعض البلدان العربية‪ .‬أما تفسري اجلزئية الثانية فهو مرتبط مبدى وجوود مسواحة‬
‫معطا‪ õ‬للحريات السياسية والتعددية احلزبية يف خمتلف الدول العر يب ة مون عدموه‪ ،‬وه مساحة‬
‫جندها متاحة أكثر يف دول الربيع العربو ‪ ،‬والدول اليت سبقتها إىل‬
‫التعددية احلزبية وحرية إنشاء اجلمعيات‪ ،‬مثل‪ :‬لبنوان‪ ،‬والوويوت‪ ،‬واجلزائور‪،‬‬
‫واملغرب‪ ،‬والسودان‪ ،‬وموريتانيا‪.‬‬
‫وبينما جاءت أهم مواضيع اجملال اخلاص وسب ترتيبها عند أفراد عينة دراسوتنا متمحور‪õ‬‬
‫حول "الصداقة‪ ،‬والعاطفة‪ ،‬واجلنس"‪ ،‬تليها احملتويات املرتبطة بو "اخلوواطر والفنون‬
‫اخدبية"‪ ،‬مث "الفنون الغنائية والسينمائية"‪ ،‬و"القضايا الدينية"‪ ،‬و"فنون املائود‪õ‬‬
‫والطبخ وزين ة املن ازل" مث "الرياض ة"‪ ،‬و"البحث عن الف رص امله نيوة واالس وتثمارية"‪،‬‬
‫و"البحث عن املعلومات الطبية والصحية"‪ ،‬و"البحوث عون املعلوموات املرتبطوة ب و‬
‫"احلواسيب وتطبيقات اإلنترنت"‪ ،‬مث "متابعوة أو إجنواز اإلجوراءات اإلداريوة‬
‫اإللوترونية"‪ ،‬وأبرًيا "التسوق"‪ ،‬جاءت مواضيع اجملال اوعام املرتبطة بالشثن الودابل‬
‫وسب ترتيب عينة أفراد البحث موزعة كما يل ‪" :‬الفساد السياس واإلدارمل" أو ًًال‪،‬‬
‫مث "أزمة غالء املعيشة"‪ ،‬و"البطال ة"‪ ،‬و"غي اب اإلصوالحات االقتص وادية احلقيقي وة "‪ ،‬يض ا‬
‫إىل ذلك عند شباب الدول اليت فيها تعددي ة حزبي ة وبرملانات‪ ،‬القضايا املرتبطة "بصورية التمثي ل‬
‫ال ربملاين وع دم كف اء‪ õ‬ممث ل الش وعب"‪ ،‬و"عودم كف واء‪ õ‬املعارض وة احلزبي ة‪ ".‬أم ا‬
‫االهتمامات اجملتمعي ة الدابلي ة فقد جاءت متقارب ة ب½ كل أفوراد عينوة ال دول العربي ة على‬
‫ابت ال نطاقها اجلغراي ف‪ ،‬وق د متحورت ‪-‬وس ب ال ترتيب الوذم ل اس تنتمناه من دراس تنا‬
‫االستقص ائية‪ -‬ح ول "مش اكل ال زوا والعنوس وة"‪ ،‬و"مش وولة الس ون"‪ ،‬و"مش ولة‬

‫‪8‬‬
‫البطالة"‪ ،‬و"مشولة املخدرات"‪ ،‬و"مشولة محاية البيئوة"‪ ،‬مث "دور‬
‫اجلمعيات يف بدمة اجملتمع‪".‬‬

‫‪0‬‬
‫نالحظ إذن أنه حىت ضمن القضايا اليت ختص الشثن العام جند أن االهتمامات اليت ختص املصلحة‬
‫الشخصية لألفراد ه اليت تثبذ اخولوية على حساب املواضيع اليت مم الشثن العام صرًفا‪ .‬أما القضايا‬
‫العامة ذات ال ُبعد اخلارج فقود متيوزت بطغيان املتغريات السياسية اإلقليمية عليها بشول جعلها‬
‫خمتلفة ب½ منطقة جغرافية‬
‫وأبرى‪ .‬فبينما أعطى الشباب اخلليم ‪ ،‬وبشول متماثل ب½ عينات كل الودول‪ ،‬اخولوية لقضية‬
‫"احلصار على دولة قطر"‪ ،‬مث "الصراع السياس ب½ إيوران ودول‬
‫اخلليج"‪ ،‬و"حرب اليمن"‪ ،‬و"إرهاب تنظيم الدولة اإلسالمية"‪ ،‬و"خمططات تقسيم‬
‫اخمة العربي ة" و"أزمة مس لم الروهينغيوا"‪ ،‬و"القض وية الفلس وطينية واملس ومد اخقص ى"‪،‬‬
‫َوَضَع أف راُد عينِة العراق والش ام قض يَة "إرهاب تنظيم الدولة" أو ًًال‪ ،‬تليها "أزمة االلجئ"½‪ ،‬مث‬
‫"القض ية الفلسطينية واملسمد اخقص ى"‪ ،‬و"خمطط ات تقس ويم اخمة العربي ة"‪ ،‬مث "أزمة مس لم‬
‫الروهينغي ا"‪ ،‬و"الصراع السياس ب½ إي ران ودول اخلليج"‪ ،‬و"حرب اليمن"‪ ،‬مث قضية "احلص ار‬
‫على دولة قط ر‪ ".‬أم ا منطق ة املغ ورب العربو ومش ال إفريقيا فق د وض عت يف أولوية االهتمامات‬
‫"القض وية الفلس وطينية واملسمد اخقص ى"‪ ،‬مث "إره اب تنظيم الدول ة"‪ ،‬و"أزمة مس لم‬
‫الروهينغيا"‪ ،‬تليهوا‬
‫"خمطط ات تقس يم اخمة العربي ة"‪ ،‬و"احلص ار على دولة قط ر" مث "حرب اليمن‪ ".‬إذن‪،‬‬
‫على ضوء ما سب ‪ ،‬ميون القول‪ :‬إن االخنرا الوبري جليل التلمتويوس‬
‫ام‬ ‫اء الع‬ ‫اء الفض‬ ‫و يف بن‬ ‫العرب‬
‫َالر‬
‫قّ م ‪ ،‬ال تي سم اب لفاعلية املرجو‪ õ‬من ذلك االخنرا على الواق ع املعيش‪ ،‬ب دليل أن مسانياته يف الفضاء‬
‫االفتراض يل سوت ذات توثثري كبري يف تشويل الفضاء العام يف العامل احلقيق ‪ .‬وتع ود أسباب هذا‬
‫التقواعس إىل عد‪ õ‬عوامل‪ ،‬منها‪ :‬مركزية االهتمامات الشخصية على حساب القضايا العاموة‬
‫ب وأن‬ ‫اس‬ ‫ام كم‬ ‫اء الع‬ ‫يف الفض‬
‫بيَن‬
‫ّا أعاله‪ ،‬مث غياب الدافعية حنو الفعل السياس إموا خسباب مرتبطة اب لرقابة وعقلية الوالء لحاكم‪،‬‬
‫أو خس باب مرتبطة بتعب العق ول العرب و من التح زب الس ياس بس بب الص راعات السياس ية‬
‫واحلروب‪ ،‬مث غي واب اخهدا وال رؤى املوح د‪ õ‬عن د النش طاء والفاع ل½ يف ش ول‬

‫‪8‬‬
‫مشروع سياسو أو جمتمع مت ف علي ه‪ ،‬مث تعدد وتض وارب اخيوديولوجي ات والقن اعوات‬
‫الفوريوة والسياسية عند أولئك النشطاء والفاعل½ يف الشبوات االجتماعية‪ .‬إن الفضاء العام‬

‫‪8‬‬
‫عائقا أمام فاعليته بقودر موا شولت قوته يف الساب ‪،‬‬ ‫االفتراض يعاين من مشولة جوهرية باتت تشول ً‬
‫تومن يف أنوه ال يعتمود علوى مجاعوات متمانسوة‬
‫سوسيولوجي‬
‫ّا‬
‫وأيديولوجي‬
‫ّا‪ .‬كما أنه فضاء غري مهيول‪ ،‬جيمع ب½ نث اياه‬
‫كم‬
‫ّا هائ ًال‬
‫من املعلومات تتوزع ب½ الطروحات ونواقضها‪ ،‬مبا ال يسمح‬
‫بتشو‬
‫ّل رأمل ني ور‪،‬‬
‫فوثر‪ õ‬املعلومات تقتل املعلومة‪ .‬يضا‬
‫إىل ما سب ‪ ،‬بروز متغري جديد بعد الثوورات العربيوة‪ ،‬يتمثول يف استحدات جيوش إلوترونية يف‬
‫الوثري من الدول العربية قامت باقتحوام سواحة‬
‫املعركة‬
‫الر‬
‫)‬
‫قّ ِْمية‪ ،‬باستخدام جتهيزات حديثة)‪ 1‬تسمح بتعقب آثار النشطاء والتعر‬
‫على أم اكنهم‪ ،‬مث بتوظيف أس اليب تواصلية تعمل على كسر خمتلف أش وال التعبئ ة يف الفض اء الع ام‬
‫احلقيق كتقنية قرصنة املواقع والصفحات‪ ،‬وتقنية إغالق املواقع أو الدبول إليها والعبث هبا بعد قرص نتها‪،‬‬
‫وتقني ة حتوير املنت ديات‪ ،‬مث تقني ة ال ثتث ري على االجتاهات من بالل ال دفع باحملتويات الس لبية إىل الص فحات‬
‫اخللفية‪ ،‬مث تقنيوات كسر اإلمجاع من بالل مدابالت معاكسة لالجتاه الغالب‪ ،‬مث مت يع املوضوع‬
‫من بالل حتوير املوض وع اخساس مب دابالت ثانوي ة‪ .‬كما جلث العدي د مون ال ودول العربي ة‬
‫ميبر تل شريع قوان½ منظمة لتفاعل التواصل واإلعالم علوى الفضواء‬ ‫اً‬
‫االف تراض ‪ ،‬م ع حتدي د أوضح لمخالف ات واملس يوليات القانوني ة امل ترتبوة عنوه ا‪ ،‬ما أص بح‬
‫و‬ ‫ُيش‬
‫ا‬ ‫ّل رادعً‬
‫قَل‬

‫‪8‬‬
‫ّل كثرًيا من اندفاع الش باب والنش وطاء حنوو أش ووال التع بري الس ياس ‪ .‬وال أدل على احنص ار‬
‫تثثري الشوبوات االجتماعيوة ي ف زمخه وا التح ريض من فشل النش طاء على الش بوات االجتماعية اجلزائري وة‬
‫والت‬ ‫يف احلم‬
‫َالر‬
‫قّ مية الداعية ملقاطعة االنتخابات التشريعية اليت جرت يف الرابع من موايو‪/‬أيوار‬
‫‪.3047‬‬

‫)‪" )1‬كي ف باعت "بو أيه إمل سيستمز" الربيطانية أنظمة مراقبة متطور‪ õ‬لدول عربية "‪،‬‬
‫باي باي اي‪ 45 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪ 44 :‬يوليو‪/‬متوز ‪3047):‬‬
‫‪http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40293585‬‬

‫‪8‬‬
‫خالصة‬
‫مما سب خنلص إىل أن تددات ومرتوزات البيئة االتصالية اجلديد‪ õ‬يف العوامل العربو ختضع‪ ،‬كما ه‬
‫احالل يف غريها من دول العامل‪ ،‬حلتميوة تونولوجيوة‬
‫ول‬
‫ّدت جي ًالً جديًدا خمتلفًا عن اخجيال السابقة يف طريقة تعامله موع احملتويوات‬
‫الر‬
‫قّ مية واحملتويات الورقية‪ ،‬ونتج عن تلك احلتمية التونولوجية بنية فورية خمتلفوة‬
‫تت سم بطغيان املنط التشعبو االلبط عند جيل التلمتيوس‪ ،‬واليت كانت عام ًال‬
‫مسا يف همر‪ õ‬ذلك اجليل خمتلف أشوال ووسائل التواصل التقلي ديوة‪ ،‬بشوول أحدت قطيعة‬ ‫حا ً‬
‫ب½ ذلك اجليل وجي ل عصر الوسائط املطبوعة ال ذمل ف ورض ب نيتوه الفوري ة اخلطي ة على امت داد‬
‫ق رون‪ ،‬من ذ تعميم الق راء‪ õ‬والوتاب ة حىت هن ايوة الق ورن العشرين‪ .‬وق د‬
‫تولَ‬
‫اء‬ ‫ة لفض‬ ‫اجلماعي‬ ‫د عن تلك اهلمر‪õ‬‬ ‫ّ‬
‫َالر‬
‫قّ م ب وروز س ولوكيات اجتماعي ة وقيم ثقافي ة جدي د‪ õ‬أص بحت ت زاحم مقتض يات التنشوئة‬
‫االجتماعيوة يف‬
‫اجملتمع ات العربي ة وميسس اما‪ .‬ف و "اخون‪-‬الي نيون" ال ي وون مونطلقهم املعوري ف‪،‬‬
‫واالجتماع ‪ ،‬والثق ايف جمتمع االنتم اء احلقي ق ال ذمل حيتض ونهم‪ ،‬ب ول اجلم اعوات املرجعي ة‬
‫َالر‬
‫قّ ِْمية اليت يتث ثر هبا الفرد عورب خمتلوف أشووال الوزبم الفوورمل واخي ديولوج املت داول يف‬
‫خمتل وف منص وات التواص ول مبختلوف املرجعي وات اخيديولوجي ة ومبختلف لغ ات وثقاف ات‬
‫ذمل‬ ‫وبري ال‬ ‫دمل ال‬ ‫ل‪ .‬إن التح‬ ‫العام‬
‫وو‬ ‫سُيش‬
‫ومن يف‬ ‫ةي‬ ‫ات العربي‬ ‫ا على اجملتمع‬ ‫ري الح ًق‬ ‫ذا التغ‬ ‫ّله ه‬
‫حُتو‬
‫ّل املنصات االجتماعيوة إىل منصات نت شئة اجتماعية ال تنبين تتوياما ًوفقا ملقتضيات بن واء اجملتموع‬
‫‪8‬‬
‫الواحود‬
‫ومبقتضيات احلفاظ على متاسك ذلك اجملتمع عرب إنتا وتووارت قويم ثقافيوة‬
‫واجتماعية وفورية متمانسة‪ .‬وبذلك ستزاحم تلك املنصات ميسسات التنشوئة التقليدي ة اليت ختض ع يف‬
‫ت دداما لتص ور واضح املعامل والتوجه واخه ودا ‪ ،‬بينم وا تض ارب احمل ددات‬
‫َالر‬
‫قّ مي ة يف معاملها وتوجهاما وأه دافها‪ .‬ف احملوددات الفوري وة والثقافي ة واالجتماعي ة جلماعة‬
‫املرجع يف الفضاء اإللوتروين ال يوون منشيها جمتمع‬
‫االنتماء بالضرور‪ ،õ‬ما‬
‫ُيشو‬
‫ّل تداب ًًال ب½ الفعل اخلارج لتنشوئة االجتماعيوة‬
‫والفعل الدابل الذمل قد ُيقو ض أهدا هذا اخبري‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وعلى الرغم من أن احلتمية اليت بضعت هال املنظومة االتصوالية العربيوة يف‬
‫ص يغتها اجلدي د‪ õ‬ه يف جوهرها ذات احلتمي ة التقني ة اليت بض وعت هل وا خمتل وف شعوب‬
‫العامل‪ ،‬إال أن بعض اخلصوصيات املرتبطة بابتال السياقات االجتماعية والثقافية والسياسية ب½ خمتلف‬
‫اخقطار العربية كانت إما عوامل مسرعة أو عوامل مبطئة حل د‪ õ‬ولو الش باب العربو لعامل‬
‫تراض ‪.‬‬ ‫االف‬
‫ي‬ ‫فسياس‬
‫ا‬ ‫دول اليت انتهمت هن ً‬
‫م‬ ‫ملها ه أن ال‬ ‫ات اليت نس‬ ‫ّا‪ ،‬من املفارق‬
‫ادي‬ ‫اقتص‬
‫ّا‬
‫ليربال ًي‬
‫ا‬ ‫ا وهن ً‬
‫م‬ ‫ّ‬
‫اف ي‬ ‫ثق‬
‫ّوا ت افًظوا )دول جملس التع اون اخلليم ) ك انت أس رع ال دول العربي ة انفتاًحا على تش وميع‬
‫دب ول اإلن ترنت ليصل إىل أغ وار جمتمعام ا‪ .‬غ ري أن أغلب تلك ال ودول ووووم طغيان‬
‫املمارسة السياسية الشمولية يف أغلبها‪ ،‬مل تصل بذلك االنفتاح حلد السماح بالتناول احلر للقضايا السياسية‬
‫ا‬ ‫ةم‬ ‫الدابلي‬
‫د‬ ‫ح‬
‫ّ من ال ثتث ري السياس لتلك الشبوات‬
‫يف الفض اء الع ام على ال رغم من أن الش باب اخلليم من أك ثر الش باب العرب وو نشاطًا على‬
‫الش بوات االجتماعية‪ .‬يف مقاب ل ذلك‪ ،‬نسمل مفارق ة أب رى يف أغلب ال دول اليت هنمت هنمًا‬
‫ادي‬ ‫اقتص‬
‫ّا‬
‫ولي‬ ‫مش‬
‫ّا‪ ،‬تومن يف مماطلة احلوومات يف االنفتواح على اإلنترنت واملنصات االجتماعية مقاب ل انفت اح أكثر‬
‫على تقب ل تن اول القض وايا السياس ية الدابلي ة على املنص ات االجتماعي ة‪ ،‬باصة بع د الربي ع العرب وو‬
‫وبعود‬

‫‪8‬‬
‫االنفت اح النس بو لبعض ال دول الش مولية ‪-‬س ًابقا‪ -‬على املمارسة الدميقراطي ة‪ .‬أم ا‬
‫اجت ً‬
‫ماعي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫وثقافًي‬
‫ات احمالفظة‬ ‫باب اجملتمع‬ ‫ا‪ ،‬فنالحظ أن ش‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫سياس‬
‫ّ ا‪،‬‬
‫اف ي‬ ‫وث ق‬
‫ّ وا‬
‫واجتماعيً‬
‫ّ ا )بل دان اخلليج العرب و ) ك ان من أك ثر الش باب إقبا ًًال على اس وتخدام اإلن ترنت وش بواته‬
‫االجتماعية وهو ما يتماوز تفسريه عامل الق در‪ õ‬الشرائية القوية للمواطن اخلليم بشول ع ام‪ ،‬إىل‬
‫ة‪،‬‬ ‫الرغب‬
‫املعبَ‬
‫ّر عنها بقو‪ õ‬يف مقاب التنوا‪ ،‬عنود الشباب اخلليم لتح رر من القي ود االجتماعي ة اليت توسر إراد‪õ‬‬
‫الفرد وتعرقلوه يف بناء شخصيته‪ .‬إن مس ب بات حتول السلوك االتصايل عند املستخدم العربو الشاب‬
‫حتيلنا إىل تددات ترتبط بإشباع حاجات نفسية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬واقتصادية‪،‬‬
‫وإدارية‪ ،‬وجتارية‪ ...‬ذات طبيعة شخصية أكثر مما ترتبط باحملددات الويت تعلو بإش باع حاجات‬
‫ختص اجمالل الع ام‪ ،‬ب دليل أن نس بة الش باب العرب و ال ذين مينحون اخولوي ة يف تش بيوهم‬
‫َالر‬
‫ام ال‬ ‫ايا اجمالل الع‬ ‫قّ م لقض‬
‫و‬ ‫ُيش‬
‫ّلون سوى أقلية قليلة كما‬

‫‪8‬‬
‫سب تبيانه سابقًا‪ .‬وقد‬
‫أث‬
‫ّر ذلك سلبًا على خمرجات الشبوات االجتماعية يف اجمالل العام وبشول باص يف الفعل السياس‬
‫الدابل ‪ ،‬الذمل احنصر ثتث ريه عقب ثورات‬
‫الربيع العربو ووم تويف اخنظمة السياسية العربية‪،‬‬
‫أمني‬
‫ّا‬
‫وتشريعي‬
‫ّا‪ ،‬مع معطى‬
‫ات‬ ‫ات وتقني‬ ‫اء برجمي‬ ‫ة من بالل اقتن‬ ‫بوات االجتماعي‬ ‫الش‬
‫تُب‬
‫ّع جديد‪ ،õ‬أو من بالل سن قوان½ ت دين الفعل الس ياس املعارض على الش بوات االجتماعيوة‬
‫مبختلوف‬
‫املربرات واحلمج القانوني ة‪ .‬إننا‬
‫ال نعين مما سب أن الشبوات االجتماعية يف العامل االفتراض بسورت‬
‫كامل أوراقها إلحدات تغيريات ثورية سب هال أن ب رهنت علوى قودرما علوى املس انية يف‬
‫إحداثها‪ ،‬على غرار ما حدت يف أكثر من دولة عربية بالل مسارات الربي ع العربو منذ الع ام‬
‫يضا قبله يف إيران بالل مظواهرات االنتخابات الرئاس ية لس نة ‪ ،3008‬مث‬ ‫‪ ،3044‬وما حدت أ ً‬
‫ما عرفته الفلب½ يف الع ام ‪ 3004‬ح½ أسهمت الث ور‪ õ‬الش بوية يف اإلطاحة ب الرئيس جوزيف‬
‫اس ترادا؛ فالشوبوات االجتماعيوة االفتراض ية ما زالت ح تف ظ لنفس ها بقو‪ õ‬ال ُيس تهان هب ا على التعبئ ة‬
‫ا‬ ‫م‬ ‫در‪õ‬‬ ‫ون بالل ق‬ ‫اوئوة م‬ ‫واملن‬
‫م‬ ‫ُيس‬
‫ّى بو "الفاعل½ اجلدد" على حتريك اجلماهري‪ .‬غوري أن هوذا ال ثتث ري من وجهة نظرنا‪ ،‬ال‬
‫سابقا يف العامل االفتراض للحراك الذمل ني شث يف العامل احلقيق ‪ ،‬بل ي وون الحًقا له‪ ،‬فيس تمد‬‫يوون ً‬
‫أن يته فقط من تدبله كعامل ُمَسر ع حلراك ي وون العامل احلقي ق هو منش يه الفع ل وليس الفض اء‬
‫االف تراض ‪ .‬فوم مون دعو‪ õ‬للتظاهر أو حتريض على الث ور‪ õ‬بق حبيس الفضاء االفتراضو ‪ ،‬ال‬
‫لشو ء سوى أن احملددات املوضوعية )الفورية منها وامالدية) لقي ام الثور‪ õ‬مل تون موجود‪ õ‬يف‬
‫‪8‬‬
‫العامل احلقيق بقدر ما تواجدت اخلطابات االفتراضية الداعية هلوا يف الفضواء‬

‫السايربمل! إن ال ثتث ري السياس للفضاء العام االفتراض يف الفضاء العام احلقيق ‪ ،‬ال يوون ذا مغزى‬
‫سوى يف حالة الغليان السياس الذمل يورتبط بوزبم االسوتحقاقات‬
‫االنتخابية يف الدول اليت تعر ب½ الفينة واخبرى محالت انتخابيوة رئاسوية‪ ،‬برمالني ة أو تلية‪ .‬كما‬
‫تي زايد مقدار ذلك ال ثتث ري بالل اخزمات الوربى‪ ،‬بارجيوة كانت أم دابلية‪ ،‬ح½ حيدت استقطاب‬
‫إعالم ُتْنِشُئه وسائل اإلعالم التقليديوة‬

‫‪8‬‬
‫وتَُغِذ‬
‫ضحا يف احلراك اإلع المو الوذمل واكب تط ورات‬ ‫ّي ه الش بوات االجتماعية‪ .‬وب دا لنا ذلك وا ً‬
‫اخزمة اخلليمية على إثر احلصار الذمل فرضته السعودية واإلمارات والبحرين ومصر على قط ر‪ ،‬يف‬
‫‪ 5‬يونيو‪/‬حزيران ‪3047‬؛ إذ أظهور أفوراد العينوة‬
‫القطرية‪ ،‬مث ًًال‪ ،‬اهتماًما اب ملوضوع جتاوز يف الوثري مون احلواالت جمورد الودفع‬
‫هباشتاغات وتغريدات على الفضاء العام االف تراض إىل القي ام مببادرات فعليوة يف العامل احلقي ق لتعبري‬
‫داني‬ ‫مي‬
‫ّا عن رفضهم التنازل عن سوياد‪ õ‬دولتوهم ومسواند‪õ‬‬
‫موقف احلوومة والقياد‪ õ‬القطرية من تلك اخزمة‪ .‬كما أظهر الشباب السوورمل‪ ،‬والش باب الع راق‬
‫والشباب اليمين أيضًا حرا ًكا سياسيًّا على املنصات االجتماعيوة خيص قضايا جمتمعامم ومشاكلها السياس ية‪،‬‬
‫غري أن ذلك احلراك مل يوون بونفس حد‪ õ‬وفاعلية الشباب القطرمل يف ترمجة اخفوار ملبادرات ذات‬
‫تثثري فعل يف العامل‬
‫احلقي ق ‪ .‬أما بار أوق ات اخزمات فيظل الش باب العرب و يف أغلبيته العظموى‪ُ ،‬مْبَتعِ ًدا عن‬
‫الشثن السياس ‪ ،‬باصة الدابل منه‪ُ ،‬مْعِطًيوا اخولويوة يف تشوبيوه‬
‫االجتماع االفتراض للقضايا اليت ختص فضاءه اخالص دون غريها‪.‬‬

‫‪8‬‬
8
‫الميديا االجتماعية‪ :‬المصانع‬
‫الجديدة لل أري العام‬

‫د‪ .‬عبد اهلل الزين الحيدري‬


‫أستاذ اإلعالم واالت صال بجامعة قطر‬

‫االهتمام الفائ بالدور الذمل ُتيد يه امليديا االجتماعية يف تداول قضايا الشثن العام ومناقشتها والتثثري يف‬
‫صناعة الرأمل‪ ،‬يواد يوون املشول اخبورز‪ ،‬املطوروح اليوم يف ووت اإلعالم واالتصال‪ ،‬العربية‬
‫على وجه اخلصوص‪ ،‬ذلك خن الفعول االجتماع ‪ ،‬باملعىن الذمل حدَّده ماكس فيرب )‪Weber‬‬
‫)‬
‫‪ ،)1 )Max‬ظو َّل توومًوا‬
‫بالوظائف التواصلية اليت تتيحها شبوات التواصل االجتماع ‪ .‬لقد وضعت هوذه‬
‫الوظائف شبوة اإلنترنت يف ُب ْ ْي َ َِرِ‪ õ‬االهتمامات االجتماعية والحت مبثابة احملورك‬
‫الذمل‬
‫أد‬
‫ّى إىل إبراز دور الفرد يف بناء واقعه املعيش‪ ،‬ودوره كوذلك يف إعواد‪õ‬‬
‫هْيولَِته على حنو ما ُيَسم يه عامل النفس االجتماع كارل ويوك ‪Weick) :)Karl‬‬ ‫َ‬
‫)‪)2‬‬
‫دور الفرد احليومل لتمسيد الواقع‪ .‬ومن‬
‫يضا اعتبار مرحلة االنبهار بتطور اخنظمة االتصالية املندجمة س ًبا‬ ‫اجالئز أ ً‬
‫آبر وراء ما حيدت من تركيز واعتناء بدراسة شبوات التواصول االجتمواع ‪،‬‬

‫الفعل االجتماع كإجناز فردمل مستقل‪ ،‬إمنا يذهب إىل اعتبواره‬ ‫ّ ا ت وو ً ًم ا ماكس فيرب ال يُ ُ َع ر‬
‫ا‬ ‫نس قً ً‬ ‫ب دوافع ومصا‬
‫معين ة‪ .‬ك ارل تفاعلًّي‬
‫‪8‬‬
‫ة‬ ‫رز رواد نظري‬ ‫د أب‬ ‫و أح‬ ‫كه‬ ‫)‪ )1‬وي‬
‫ون‬
‫ُّ‬ ‫ال‬
‫)‪ ،Organization‬وت ودور أعمال ه ح ول كيفي ة تَ َ َش‬ ‫‪of‬‬ ‫)‪ّ )2‬ظم ‪)Theory‬‬
‫ُُّو‬
‫ترب أن التنظيم َيت َش‬ ‫ة‪ ،‬فهو يع‬ ‫ع ام‬ ‫ور‪õ‬‬ ‫ّل املعىن يف النظم بص‬
‫ََّو‬
‫ّل من‬
‫التفاعالت‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ميديولوجي‬
‫ّا‬
‫وسوسيولوجي‬
‫ّا‪ ،‬وه مرحلة شبيهة باليت‬
‫مي‬
‫ّوزت ظهوور اإلذاعوة والسينما‪ ،‬واملعروفة مبرحلة ال ثتث ري القومل لوسائل اإلعالم؛ إذ ساد‬
‫االعتقاد بالهلوا‬
‫بثن وسائل االتصال اجلماهريمل تنفرد اب لت ثري‬
‫الفع‬
‫ّال واملباشر على سلوك اخفوراد‪،‬‬
‫)‬
‫وهو اعتقاد ابتزلته نظرية ُعرَِفت بو "نظرية الرصاصة السحرية‪ " 1).‬مشهد تعود‬
‫خي م بظالهال على أدبيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬واضعة من‬ ‫اليوم مرحلة االنبهار بالتقنيات اإلعالمية واالتصالية ِلُت َ‬
‫جديد البنائية الوظيفية منهمًا لتفسري التفاعالت‬
‫املرك‬
‫بّ ة اجلارية على شبوة اإلنترنت‪ .‬لقد ظل هذا املشوهد املوتالطم اب لصراع والتغري السريع‪ ،‬صراع‬
‫من أجل حتقي الذات وتقرير الواقع‪ ،‬على امتداد عقود من الزمن صناعةً ُمَمْثَسَسةً تت وىل إداَرتها‬
‫وسائُل اإلعالم التقليدية‪ .‬فالصراع‬
‫والتغري نيا العنصران البارزان عند التفوري يف الشبوات االجتماعية‪ .‬وسواء‬
‫تعل‬
‫ّو‬
‫اخمر بالت دوين كثسلوب لس رد الس ري الذاتي ة والتس وي الفوورمل واخيوديول وج والس ياس‬
‫واالقتصادمل‪ ،‬أو بالتسريب اإلعالم كوسيلة إلفشاء بفايا وأسورار‬
‫السياسات العاملية وفضح االحنرافات يف إدار‪ õ‬الشيون السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬أو بش بوات التواصل‬
‫االجتماع ‪ ،‬على غرار تويتر وفيسوبوك وموامل سوبايس وإنستغرام‪ ،...‬فإن مقاصَد االستخدام‬
‫للمواقع االجتماعية برمتها‪َ ،‬كاِمٌن يف التعبري احلر عن الرأم ل‪ ،‬أو ًًال وقب ل كل ش ء‪ ،‬واإلسهام يف‬
‫مناقشة قضايا الشثن العام مبوا ينسمم ومزا الفاعل½ يف عمليات التواصل‪ ،‬وكذلك يف الصوراع‬
‫مون أجول‬
‫‪8‬‬
‫تشويل الواقع عرب صناعة املعىن‪ ،‬وه الصناعة املثري‪ õ‬الويت وصوفها بودريوار‪،‬‬
‫)‬
‫وليوتار‪ ،‬ورواد النظريات النقدية‪ ،‬بو "الصناعة املزور‪ õ‬للواقع‪" 2).‬‬

‫)‪ )1‬كان اجتاه البحوت السائد يف تل ك الف تر‪ õ‬منحصًرا حول تعضيد ف وور‪ õ‬التوث ثري القوومل واملباش ر‬
‫لوس ائل اإلعالم اجلماهريم ل‪ .‬ومن أب رز الدراس ات اليت طبعت هذا التوجه‪ ،‬تل وك اليت متت يف‬
‫الواليات املتحد‪ õ‬اخمريكية بتمويل من ميسسة بريية مشهور‪ õ‬باسم صندوق‬
‫ب اين اخلريمل ‪ Fund) .)Payne‬تن اولت الدراسة موض وع توث ثري السوينما يف املوراهق½‬
‫وبلصت إىل إقرار قدر‪ õ‬وسائل االتصال اجلماهريمل على الت ثري القومل يف الناس مبا ساعد الحًقا على‬
‫ظهور مبدأ يف التفوري يقوم على استعار‪ õ‬مفادها أن مضام½ اإلعالم تصويب‬
‫أهدافها متاًما كما الرصاصة لتحدت اخثر فن سه يف مجيع مفردات اجملتمع‪.‬‬
‫)‪Adorno, T. W; Horkheimer, M. Dialectic of Enlightenment, (Social Studies )2‬‬
‫‪Association, New York, 1944).‬‬

‫‪9‬‬
‫وملا كانت قضية امليديا االجتماعية قضية صراع وتغري‪ ،‬فإنه ال ميوون فهمهوا‪،‬‬
‫سوسيولوجي‬
‫ّا‪ ،‬من بالل املقاربة الوظيفية كنظرية اجتماعية موتم أساًسوا بوالتوازن والتوامل يف‬
‫مستوى‬
‫الن‬
‫ّظم‪ .‬امليديا االجتماعية وسط فردمل دينام‬
‫ي تح ق‬
‫ّ يف الوسوط اجلمع واجلماهريمل‪ ،‬واستخدامها اليوم يلوح مبثابة القدر‪ õ‬العامة اليت يقدر‬
‫عليها كل‬
‫من ميتلك احلد اخدم من الثقافة الرقمية‪ ،‬مبا ُيفس ر استبطاهنا لفوضى ب املعىن الف يزيوائ لولمة‪.‬‬
‫واملقص ود ب ذلك هو أن ما جيرم ل يف حدود الش بوة العنوبوتي ة مون عملي وات تواص لية‬
‫مرَك‬
‫ّب ة‪ ،‬متنامي ة‪ُ ،‬يمس د يف واق ع اخمر سلس لة ال متناهي ة مون السولوكيات العش وائية غ ري‬
‫القابلة لقياس الدقي ‪ ،‬واليت ال ميون احتواؤها فب عل تعديل حيدت دابل النظام؛ خن البيئة اجلديد‬
‫د‪،‬‬ ‫الم اجلدي‬ ‫و م ب ا إل ع‬ ‫ال ي‬ ‫ما ‪õ‬‬ ‫املس‬ ‫‪õ‬‬
‫ُمهَي‬
‫ّوَث ‪ õ‬حلودوت الفوضوى‬
‫ا‬ ‫ا نظا ًم‬ ‫العتباره‬
‫دينامًي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫ُمَعَق‬
‫حُدت دابلها سلوكيات غري منتظمة وغري مسوتقر‪،õ‬‬ ‫ًّدا‪َ ،‬ت ْ‬
‫ة‬ ‫ة والرمزي‬ ‫رها املادي‬ ‫ل إن عناص‬ ‫ب‬
‫ُمَوِل‬
‫َّد ‪ õ‬ملثل هذه السلوكيات‪ .‬فالفوضى‪ ،‬بتعبري آبور‪ ،‬ه باصية من بصائص هذه البيئ ة الالبطي ة‪،‬‬
‫ور ي‬ ‫بح من العس‬ ‫اليت أص‬
‫و‬ ‫ال و تح‬
‫‪9‬‬
‫ا‬ ‫ّم يف ديناميته‬
‫والتنُب‬
‫تقبلية‪.‬‬ ‫ا املس‬ ‫ّ ي و ا ال م‬
‫ل‬ ‫تظ‬
‫ّ حينئذ دراسة الشبوات االجتماعي ة‪ ،‬بطبيعتوها الفوضوية املتغري‪ ،õ‬مستعصية على الق وان½ اليت‬
‫حتوم الظواهر املستقر ‪ ،õ‬وه الظوواهر‬
‫القابلة لتفسري والتحليل باستخدام املناهج السائد‪ õ‬يف العلوم الطبيعية‪.‬‬

‫‪ 1-‬مشكلة البحث وأبعاده النظرية‬


‫حقل اجالذبية يف موضوع شبوات التواصل االجتماع هو إنتا املعىن موع‬
‫كل ما‬
‫يتفر‬
‫ّع عن ذلك من بث وتبادل وتفاعل ِلَما يتم إنتاجه‪ .‬ويتخذ إنتا املعىن‬
‫منحى‬
‫فردي‬
‫ّا ُمو ِِغ ًالً يف التمركز حول الذات واستوشا اخنا كشول من أشوال‬
‫حتقي الذات وإنتا التعدد واالبتال ‪ ،‬والتصدمل‪ ،‬يف الوقت ذاتوه‪ ،‬خنسواق اهليمنة واالستبداد‬
‫يف اجملتمع‪ .‬وااللفت ال لنتب اه يف الظ اهر‪ ،õ‬هو أن كل ال ذمل حي دت من تفاعل وت ذاوت ع رب‬
‫الشبوة‪ ،‬إمنا جيرمل بواسوطة ا لغوة بوصوفها الفضواء‬
‫)‬
‫النموذج املناسب لتثسيس فور تواصل قوامه التذاوتية)‪) )Intersubjectivity‬؛‬

‫)‪ )‬التذاوت‪ ،‬مفهوم فلسف ‪ ،‬جنده عند إميانويل كانط‪ ،‬يقوم على فور‪ õ‬أن النواس ذوات‬
‫ُمَفِو‬
‫َّر ‪ õ‬قادر‪ õ‬على االعترا باآلبر وممارسة جدلية االبتال ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫)‬
‫خن هال من "الطواعية" على حد عبار‪ õ‬املسدمل)‪ ، 1‬ما يسمح بصوناعة الوضووح‬
‫والتشويش‪ ،‬وإنتا التواف واالبتال ‪ ،‬وممارسة االعترا واالستبعاد‪ ،‬وحتقيو اإلظهار واإلبفاء‪،‬‬
‫وهال من الطواعية كذلك ما يسمح بإتاحة ما ُيْعرَ يف الفوور‬
‫اللساين بو "التدبري اخل‬
‫ال‬

‫ّق يف اللغة" المتالكها باصية‬


‫ُتسم‬
‫ّى بالتقطيع املوزدو ‪،‬‬
‫)‬
‫أو التمفصل املزدو ‪" 2).‬وال ريب أن كل املقاربات مجيعهوا‪ ،‬علوى ابوتال عناصرها‬
‫النظرية واإلبستمولوجية‪ ،‬قدميها وحديثها‪ ،‬فلسوفية كانوت أم غوري‬
‫ذلك ُت ِْممع على اعتبار اللغة حق ًال لتواصل وجما ًًال لتفاهم‪ .‬فاللغة كما أدركهوا‬
‫هايدغر )‪ )Heidegger‬يف عالقتها القيمة اب لقضية اجلوهرية‪ ،‬أال وه قضية الوائن‬
‫وحقيقته‪ ،‬ه مسون الوائن‪ ،‬أو ه بيت الوجود علوى حود تعوبريه‪ .‬وهو‬
‫كم ا يراها ب ريس )‪ ،)Peirce‬ال ذمل يع د مجي ع عناصر العوامل ع الموات ورم ووزًا‪،‬‬
‫ود يف املوان وااللموان‪ .‬وجندها عنود بلومفيلود )‪ )Bloomfield‬سولوًكا ود ذاته‪.‬‬ ‫وج اً‬
‫أم ا اللغة اب لنس بة إىل دريودا )‪ ،)Derrida‬ف إهنوا مرك وز الوج وود؛ إذ باللغة‬
‫ن‬ ‫يت س‬
‫ّى رؤية الوجود‪ ،‬لذلك نراه "يدعو إىل نظر‪ õ‬جديد‪ õ‬للغة‪ ،‬نظر‪ õ‬يتحول‬
‫فيها الواقع إىل جمموعة من اخقنعة البالغية‪ ،‬فاللغة ه اليت ُتْنِشئ مف اهيمنوا عون العامل وه اليت‬
‫)‬
‫تضع العلم والفلسفة وامليتا يف زيقيوا)‪ ، 3‬كموا يودعو أيض ًوا إىل "اس تعمال حر للغة بوص فها متوالي ة‬
‫)‬
‫ال هنائية من ابتالفات املعىن‪ " 4).‬وأما اللغة عن د هابرماس )‪ )Habermas‬فإهن ا "احلل اخجن ع‬
‫إلحالل التف اهم ل ذلك جن ده يف نظري وة الفاعلي ة التواصلية يتخ ذ منها قاع د‪ õ‬مركزي ة لبن واء‬
‫مشوروعه الفلس وف لفع ول التواص ل ‪ ،‬ويعترب اللغة العادي ة اليومي ة باخلص وص اجمالل التواص ل‬
‫اماللئوم للتعوبري‬
‫)‬
‫واحلوار‪" 5).‬‬

‫‪9‬‬
‫‪4894).‬‬ ‫املسدمل‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬اولسانيا اأاسها املعرفية‪) ،‬الدار التونسية للنشر‪،‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪ ،4‬ص ‪409.‬‬ ‫فابورمل‪ ،‬عادل‪ ،‬تيارا يف اوسيميا ‪) ،‬دار الطليعة‪ ،‬بريوت‪،4880) ،‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫عبد اهلل إبراهيم‪ ،‬سعيد الغامن ‪ ،‬عواد عل ‪ ،‬معرفة اآلخر‪ :‬مدخل إىل املنايج اونتدياة‬ ‫)‪)3‬‬
‫احلديثة‪) ،‬املركز الثقايف العربو ‪ ،4880) ،‬ص ‪418.‬‬
‫املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪11.‬‬ ‫)‪)4‬‬
‫احليدرمل‪ ،‬عبد اهلل الزين‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬اونظام ااوفسضاى‪) ،‬دار سوحر‪،3043) ،‬‬ ‫)‪)5‬‬
‫ص ‪.87‬‬

‫‪9‬‬
‫واملهم يف أمر اللغة ح½ جيرمل احلديث عن شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬هو‬
‫مركز للوجود‪ ،‬وحق ًال لتواصل وجما ًًال تلل فاهم‪ ،‬فإهنا‬
‫اً‬ ‫أهنا‪ ،‬فض ًالً عن كوهنا‬
‫املَُغذ‬
‫ّمل‬
‫ذمل‬ ‫يميائ ال‬ ‫ال الس‬ ‫اخساس لغ‬
‫َ‬ ‫يتحر‬
‫ّك يف فلوه اجملتمع‪ .‬وهنا توربز بطوور‪õ‬‬
‫اعول يف‬ ‫اع يف وجودها كوسط ف‬ ‫بوات التواصل االجتم‬ ‫ش‬
‫َوو‬ ‫َتش‬
‫ّل الغوال‬
‫السيميائ الذمل ختلقه اللغة؛ خن هذا الغال هو مبثابة البص ري‪ õ‬احملققوة للووع بقض ايا اجملتمع‪،‬‬
‫وئه‬ ‫ذمل يف ض‬ ‫وهو ال‬
‫د‬ ‫تتح‬
‫ّد منظومة اخب الق والقيم امل وي ف ة حليوا‪ õ‬الن اس‪ .‬واحلقل االس تفهام ال ذمل‬
‫و‬ ‫ُيش‬
‫ّل مدار إشوالية دراستنا هو‪ :‬إىل أمل مودى‬
‫د ًدا‬ ‫اع ُم َ‬
‫ح‬ ‫بوات التواصل االجتم‬ ‫ار ش‬ ‫ون اعتب‬ ‫مي‬
‫قوًي‬
‫صا أن نسب املستخدم½ يف العامل هلذه الشبوات تزاي د كل‬ ‫ّا يف بنواء الورأمل العوام‪ ،‬بصو ً‬
‫)‬
‫ي وم ‪ 1).‬وهل احلض ور املض اعف لش بوات التواصل االجتماع يف حي ا‪ õ‬الن واس جمورد‬
‫حتميوة تونولوجية سب مالكلوهان أن حتدت عن جتلياما‪ ،‬أم أنه حضور فاعل يف حركوة‬
‫التغ ري االجتم اع وحاس م يف ابتيارات ه هل ب اتت الش بوات االجتم اعيوة‬
‫املَُوِل‬
‫ّود احلقيق لفعل االجتماع مثلما يلوح يف ظاهر اخحدات االجتماعية‪ ،‬والسياسوية باخلصوص‪،‬‬
‫كما ه حال أحدات الربيوع العرب وو ‪ ،‬أو أحودات االنق والب العس ورمل الفاشل يف‬
‫ذمل‬ ‫ال‬ ‫وز ‪،3044‬‬ ‫و‪/‬مت‬ ‫ا‪ ،‬بالل يولي‬ ‫تركي‬
‫َ‬ ‫هز‬
‫‪9‬‬
‫السياسوية‬ ‫ا‪õ‬‬ ‫ّ احلي‬
‫تليً‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫وإقليم ًي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫ودو ًلي‬
‫ّا هل جي وز اعتب ار املواق ع االجتماعي ة الوسيط املي دياتيو القومل ال ذمل َأْنَقَذ نظ ام ال رئيس ال ترك‬
‫رجب طيب أردوغان من تاولة اجليش االستيالء‬
‫على السلطة‬
‫)‪ )1‬حسب اإلحصاءات اليت نشرها موقع ‪ ،Conseil) Marketing )Web‬يف يونيو‪/‬حزيوران‬
‫‪ ،3044‬جند أن فيسبوك تَ َ َص‬
‫َّد‬
‫ّر قائمة الشبوات االجتماعية يف العوامل؛ إذ بلو¿ عودد‬
‫املستخدم½ مليا ًًرا وواح ًًدا وسبع½ مليون مستخدم نشط يف الشهر‪ ،‬تاله يوتيوب مبليار مستخدم نشط‬
‫يف الشهر‪ ،‬مث واتساب مبليار مستخدم نشط كذلك يف الشهر‪ ،‬مث غوغل‬
‫هانغوتس ‪ Hangouts) )Google‬مبليار مستخدم نشط يف الشهر أي ًًضا‪ ،‬مث تانسانت كيو‬
‫كيو ‪ ،QQ) )Tencent‬وه شبوة اخلدمات الربيدية اخكثر اسوتخدا ًًما يف الصو½‪ ،‬ثب مامنائة‬
‫وثالثة وأربع½ مليون مستخدم نشط يف الشهر‪ .‬ويثيت تويتر يف املركز الثالث‬
‫عشر‬
‫عاملًّي‬
‫ّا بثالمثئة وثالثة عشر مليون مستخدم نشط يف الشهر‪.‬‬
‫‪http://www.webmarketing-conseil.fr/classement-reseaux-sociaux/‬‬

‫‪9‬‬
‫إن اإلجابة عن أسئلة الدراسة كامنة يف الفهم اخفضل لطبيعة عمل شوبوات‬
‫اع كوسط‬ ‫التواصل االجتم‬
‫ق‬ ‫يت ح‬
‫ّ يف حدوده الفعل االجتماع ومقاصده‪ ،‬وهذه‬
‫حالة مرتبطة ه اخبرى ب الفهم اخفضل لنظريوة الفوضوى ‪ ،Theory) )Chaos‬كإحدى‬
‫أهم النظريات الرياضية الفيزيائية اليت برزت مطلوع سوتينات القورن‬
‫ة‬ ‫العشرين‪ ،‬وه نظري‬
‫متُم‬
‫ّ بدراسة النظم الديناميوية االلبطية‪ .‬كموا تسوتدع اإلجاب ة عن أس ئلة الدراسة الفهم اخفضول‬
‫لنظري وة الشوبوة الف اعلوة ‪ ،Actor-) Theory )Network‬بوص فها مقارب ة اجتماعي ة مت‬
‫تطويرها م ع مطلوع مث انينوات القرن العشرين‪ ،‬تثب ذ يف االعتبار العناص ور غوري اإلنس وانية يف‬
‫حتديود الفعول‬
‫االجتماع ‪ ،‬وه ذا م ا يساعدنا على فهم أفضل ل دور ش بوات التواصل االجتماع يف ت ووين‬
‫الرأمل الع ام‪ ،‬وُيمن بنا يف اآلن ذاته الوق وع يف فلك النظري ات الوالس يوية لعل وم االجتماعي ة مث ل‬
‫)‬ ‫)‬
‫نظريوات التقودم االجتمواع )‪ ، 1‬ونظريوات الودور‪ õ‬االجتماعية)‪ ، 2‬والنظرية الوظيفية‪ ،‬وه‬
‫نظريات معيارية‪ ،‬يف جزء كبري منوها‪ ،‬ال‬
‫تع تر بوجود الفوضى يف الفعل االجتماع ويف حرك ة التط ور والتق دم‪ .‬وتركيزنا على‬
‫نظرية الفوضى مهمأ ج ًّدا يف دراسة املشووالت االجتماعيوة‬
‫د‬ ‫ا‪ .‬و ق‬ ‫د عم ً‬
‫وم‬ ‫الم اجلدي‬ ‫لة باإلع‬ ‫املتص‬
‫بَي‬
‫)‪)3‬‬
‫ّنا يف مواضع عد ‪ õ‬جدوى الرجووع‪ ،‬يف‬
‫مثل هذه السياقات‪ ،‬إىل هذه النظري ة الستثمار مبادئها العامة بع د إفراغهوا مون بصائص ها‬
‫وع دراسة احلالة‬ ‫ة؛ ذلك خن موض‬ ‫ية والفيزيائي‬ ‫الرياض‬
‫ُ‬ ‫خيص‬
‫ّ النظور يف سلوك اجتماع حيدت ضمن نظام اجتماع دينام ال بط ‪ ،‬حامل خلصوائص‬
‫اخنظمة الدينامي ة االلبطي ة اليت تسونها الفوضى ب املعىن الفيزيائ للولموة‪ .‬وأم وا اعتمادنا لنظري ة‬
‫الش بوة الفاعل ة‪ ،‬فيع ود إىل حقيقة أن اجملتمع ات تعيش الي وم يف عامل مضطرب‪ ،‬مش حون‬
‫‪9‬‬
‫بالتقلُ‬
‫ا‪ ،‬عامل قود‬ ‫ة أحيانً‬ ‫ريعة والفمائي‬ ‫ات الس‬ ‫ّب‬
‫وو‬ ‫تتح‬
‫ّل فيوه‬

‫)‪ )1‬تعترب هذه النظرية حركة التغري االجتماع حركة بطية متصاعد‪ õ‬ذات مراحل خمتلفوة توون فيها كل‬
‫مرحلة فأ ضل من سابقتها‪ ،‬ومن أبرز رودها أوغيست كومن وجوون‬
‫جاك روسو‪.‬‬
‫َُُمت َم ُ نُْم َْت ِظ َمة‪ ،‬تنته‬ ‫)‪ )2‬تعترب هذه النظرية حركة التغري االجتماع حركة دائرية‬
‫لتبدأ‬ ‫د َد‪،õ‬‬ ‫من حيث انتهت‪.‬‬
‫)‪ )3‬احليدرمل‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬مرجع ساب ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الظاهر‪ õ‬الفردية إىل ظاهر‪ õ‬عامة‪ ،‬والظاهر‪ õ‬احم لية إىل ظاهر‪ õ‬دوليوة‪ ،‬والعووس صحيح‪،‬‬
‫ومنه يوون الفهم احلقيق ملورفولوجيا الفعل االجتماع ‪ ،‬الوذمل يظول باس تمرار ولي د سلسلة من‬
‫العوامل غ ري املتمانس ة‪ ،‬ض من ش بوة دين اميوة‪ ،‬خمتلف وة العناص ر‪،‬‬
‫مرَك‬
‫ة اليت‬ ‫بوات الرئيسة والفرعي‬ ‫وون رهن دراسة الش‬ ‫بىن‪ ،‬ي‬ ‫ة ال‬ ‫ّب‬
‫َوو‬ ‫َتش‬
‫ّل يف حدودها‪ .‬فنظرية الشبوة الفاعلة تقود للوشف بدقة عما ُيْعَر مبسار التبعي وة ‪dependenc‬‬
‫)‪y‬‬ ‫‪)Path‬‬
‫املتمثِ‬
‫ة‬ ‫ل يف كيفي‬ ‫ّ‬
‫حُتو‬
‫ّل حالة عادية ال أنيية هلوا إىل حالوة‬
‫استقطاب قومل ذات نفوذ ميدياتيو واسع‪.‬‬

‫‪ 2-‬من با ارديغم الضبط إلى با ارديغم االستقطاب‬


‫إن من أبرز مالمح شبوات التواصل االجتماع ومواقع التدوين الشخص ‪،‬‬
‫وأنيها على اإلطالق هو أهن ا‪ ،‬بطبيعتها املتطور‪ ،õ‬املرن ة‪ ،‬ب اتت وس وائل إعالميوة مجاهريي ة بي د‬
‫)‪)1‬‬
‫اخف راد االجتماعي‪ ½.‬ويتحدت الب احثون يف هذه احلالة عون امليوديا اجلماهريي ة‪-‬الفردي ة‬
‫كممال عموم أعاد من جديد رومانسية القورن الثوامن‬
‫عشر‪ ،‬اليت عصفت مبماالت اخدب والفن والفلس فة‪ ،‬إىل قلب الس احة امليدياتيوي ة‪ُُ ،‬م ْْعلًِنا عن ث ور‪õ‬‬
‫حقيقي ة ض د أنس اق اإلع الم الوالسويو املَُمْثس َوس‪ ،‬واحملوووم بضوابط العمل اإلع الم‬
‫وأبالقياته‪ ،‬فاحًتا ب ذلك مرحلة جديد‪ õ‬يف إنت ا املع وىن والتثوي ل والتفوي ك من أجل هدم املركز‬
‫وال‬ ‫دمل خش‬ ‫والتص‬
‫الترس‬
‫امن عشر‬ ‫ية القرن الث‬ ‫تبد؛ خن رومانس‬ ‫ّ ب ام ل س‬
‫دف‬ ‫ت‬
‫ذ ٍ‬
‫هب‬ ‫و "م‬ ‫دايتها ك‬ ‫ّقت يف ب‬
‫‪9‬‬
‫وَتَعط‬ ‫مُ‬
‫ّشٍ للحريوة‬
‫ُموِغلٍ يف اخلي ال‪ ،‬رافضٍ لعقالني ة واملب اد الوالس يوية املنس وبة عون النمواذ اليوناني ة الالتيني ة‬
‫ذهب‬ ‫ة‪ ،‬م‬ ‫القدمي‬
‫تي‬ ‫م‬
‫)‪)2‬‬
‫ّز‪ ،‬من بدايته‪ ،‬بانفمار قومل للفردانية‪ ،‬عرب اللغة باخلصوص‪ .‬فالرومانسية مثلما ُيَعر ُفه ا روادها ‪،‬‬
‫الق‪،‬‬ ‫ذهب االنط‬ ‫ه م‬
‫تر‬ ‫وح‬
‫ّر من‬
‫ا‬ ‫ار اإلنسان كائ ًن‬ ‫وان العتب‬ ‫ود العقل وامل‬ ‫قي‬
‫شعوًري‬
‫و‬ ‫دل‬ ‫و ‪ ...‬والب‬ ‫ل واخل‬ ‫ّا تسونه الوحشة واخحزان والق‬
‫يتحر‬
‫َ‬
‫ّر‪ ،‬وحيق ذاته‪ ،‬من أن يطل النفس علوى سوميتها‬
‫‪Castells, Manuel, “Emergence des médias de masse individuels” in Les‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪médias entre les citoyens et le pouvoir, séminaire organisé par le World‬‬
‫‪Political Forum à San Servolo, (23-24 juin 2006, Italie).‬‬
‫‪Novalis, Œuvres complètes, (Gallimard, Paris, 1975, Vol. 2), p. 66.‬‬
‫)‪)2‬‬

‫‪9‬‬
‫والعنان خحاسيسه‪ ،‬لتعبري عن وجدانه‪ ،‬وجتاربه الذاتية‪ ،‬وروح جمتمعه‪ ،‬والعصور‬
‫الذمل يعيش فيه‪ ،‬بدل الرضوخ إىل القيود العقلية اليت‬
‫ُتَعط‬
‫ّل رؤية الوجود احلقيقية‪.‬‬
‫والرومانسية من هذا املنظور‪ ،‬ميون اعتبارها نزعة حاد‪ õ‬حنو اخصالة واخلصوصية‪،‬‬
‫وإثب ات ال ذات واهلوي ة والقومي ة‪ ،‬نزعة اتض حت اب خلص وص‪ ،‬يف الف وور الفلس وف والس ياس‬
‫اليت‬ ‫ة )‪)Iena‬‬ ‫ا" اخمالني‬ ‫ديين حللقة "إيين‬ ‫وال‬
‫أسَ‬
‫ّسها كول مون فيخوت وشليغل ونوف اليس‪ ،‬وشيلين‪ ¿.‬ويقوم هذا الف ور على مب دأ أن "اخنا"‬
‫هوو أسواس‬
‫ب‬ ‫داع العتباره قو‪õ‬‬ ‫اإلب‬
‫اَل‬
‫َّ‬
‫)‪)1‬‬
‫قّ ة‪.‬‬
‫رومانسية اإلعالم اجلديد املتملية بوضوح يف تضخم دوائر امليديا اجلماهريية‬
‫الفردية‪ ،‬تت سم "بسقو كثري من اخيديولوجيات اجلماهريية‪ ،‬وبانتصار اخالص على‬
‫)‬
‫ة‬ ‫بيئ‬ ‫انية)‪،" 2‬‬ ‫ذرمل لنزعة اإلنس‬ ‫د اجل‬ ‫ام‪ ،‬وبالنق‬ ‫ا لع‬
‫َ‬ ‫يتحر‬
‫ّك فيها كل ش ء كمف ورد‪ ،‬ترفض اخنس اق املهيمن ة‪ ،‬وتعمل على مقاومة االس تبعاد‪ ،‬ب وول‬
‫أص ونافه‪ ،‬الوذمل ُيَماَرس ع رب امليسسة اإلعالمي ة‪ .‬ف إذا ك انت الرومانس ية اخوى ل‪ ،‬رومانس وية‬
‫القورن الث امن عشر‪ ،‬ث ور‪ õ‬ضد العقالني ة الفلسفية واالنتظ ام والضبط الوالسيوي½‪ ،‬ف وإن رومانس ية‬
‫القرن احالدمل والعشرين ثور‪ õ‬ضد العقالني ة اإلعالمي ة اليت أولدت أمناًطا خمتلفة من اهليمن ة السياس ية‬
‫ة‪،‬‬ ‫ادية والثقافي‬ ‫واالقتص‬
‫ذ‬ ‫وجَ‬
‫َّرت واقوع االسوتبعاد يف‬
‫الواقع االجتماع لألفراد الذمل حمبته امليسسة اإلعالمية مقابل صوناعة َمْبِنَيو ٍٍة‬
‫)‪)3‬‬
‫"خلدم ة" التط ور‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ومال كانت القاعد‪ õ‬الوظيفية إللعالم اجلماهريمل املَُمْثَسس ه الضبط يف ُبعده‬
‫ا‬ ‫كم‬ ‫اع )‪)Socialization‬‬ ‫االجتم‬
‫بَي‬
‫ّنها الزوي ل )‪ )lasswell‬ومريت ون )‪ )Merton‬والزرس فيلد )‪ )Lazarsfeld‬يف حتدي دهم‬
‫لوظائف اإلعالم اجلماهريمل‪ ،‬فإن اخالصية‬
‫اخوىل إللعالم الفردمل اجلماهريمل‪ ،‬واملقصود هنا شبوات التواصل االجتمواع‬

‫احليدرمل‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص ‪ 99-98.‬لوفيفر‪،‬‬ ‫)‪)1‬‬


‫هنرمل‪ ،‬ما احلداثة؟‪ ،‬ترمجة كاظم جهاد‪) ،‬دار ابن رشد‪ 4891). ،‬أورده تمد‬ ‫)‪)2‬‬
‫نور الدين أفاية‪ ،‬احلداثة ااوتساصل يف اوفلسفة اونتدية املعاصرة‪ ،‬منسذج يابرماا ‪،‬‬
‫)إفريقيا الشرق‪ ،4889) ،‬ص ‪408.‬‬
‫)‪ )3‬احليدرمل‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص ‪83.‬‬

‫‪9‬‬
‫وأص نا املواق ع واملدونات اإللوترونية‪ ،‬ه االستقطاب‪ ،‬اس تقطاب أكرب عدد من املس تخدم½‬
‫للشبوة العنوبوتية واملتابع½ ملض امينها اإلبباري ة وغري اإلببارية؛ خن مجي ع التحركات الذهني ة والفوري ة‬
‫بوة‬ ‫اق الش‬ ‫يف نط‬ ‫اعي½‬ ‫راد االجتم‬ ‫لألف‬
‫ق‬ ‫تح‬
‫ّ يف س ياق الش عور باجلماعة على حنو جيمع كل من اذ االتص ال اللس اين جبمي ع وظ ائفوه التعبريي ة‬
‫واملعرفي ة واالنتباهي ة والش عرية‪ .‬إنه اب لفعل هندس ة جديد‪ õ‬يف اإلنتا والنشر والتب ادل والتفاعل اإلعالم‬
‫والثقايف والعلمو ‪ ،‬هندسوة "حتومهوا" رغبوات‬
‫املس تخدم½ لإلن ترنت وحاج امم لتواصل واملعرف ة والتغيري والتطوير وحتقي ال ذات‪ .‬والش عور‬
‫ذمل‬ ‫يولوج ال‬ ‫ياق السوس‬ ‫و الس‬ ‫باجلماعة ه‬
‫يتعزَ‬
‫ّز‪ ،‬يف وجوده‪ ،‬فعول‬
‫االستقطاب كظاهر‪ õ‬فردية مجاعية ناجتة عن النقواش والتفاعول بو½ اخفوراد االجتماعي‪½.‬‬
‫د‬ ‫وق‬
‫بَي‬
‫)‬
‫ّن الدارسون يف علم النفس االجتماع )‪ 1‬طبيعة هذه الظاهر‪ õ‬اليت ُتْبِرز يف الغالب نزعة اخف راد‬
‫للدفاع عن مواقف وآراء جريئة‪ ،‬ون زعتهم كذلك ل دعو‪ õ‬إىل إجراءات ال تت واف مع املثل و‬
‫)‬
‫فعل االس تقطاب‬ ‫من الق رارات واالبتي ارات التنظيمي ة يف اجملتمع‪ 2).‬ويس تمد‪ ،‬من هذا املنط ل ‪ُ ،‬‬
‫معانيه من وج ود اجلم واهري املتنوعة يف اخوس ا الثقافي ة املختلف ة‪ ،‬املنخرط ة‬
‫فورًي‬
‫ّا يف منظومة اإلنت ا والنق واش والتب ادل احلر لمعىن ال ذمل ُتَيم ُن ه املي ديا الفردي ة‪-‬اجلماهريي ة‪.‬‬
‫فاملس تخدمون لش بوات التواصل االجتم اع يعملون باس تمرار على نشر آرائهم وأف ووارهم‬
‫والتعريوف‬
‫مبواقفهم إزاء القض ايا اخلصوص ية وقض ايا الشثن الع ام‪ ،‬ويتف اعلون‪ ،‬يف املقاب ل‪ ،‬موع آراء نظرائهم‬
‫وأف وارهم ومواقفهم‪ .‬وجيرمل كل ذلك على حنو ي وون فيه القصود من الفعل التواص ل هو‬
‫د‪ ،‬مبعىن أن‬ ‫ذب والش‬ ‫اجل‬
‫يت َ‬
‫حو‬

‫‪9‬‬
‫ّل القائم اب التصوال‪ ،‬وهوو‬
‫رد‪ ،‬إىل قطب‬ ‫الف‬
‫مهٍم‬
‫ات التواصل‬ ‫ّ يف عملي‬
‫املرَك‬
‫ّب ة‪ ،‬االلبطي ة‪ ،‬ع رب ش بوة اإلن ترنت‪ .‬ف إذا ك انت مقاص د االتص ال اجلماهريمل يف مس توى اإلع الم‬
‫اجلماهريمل املَُمْثَسوس‬
‫وليام دواز ‪ ،Doise) )Willem‬سري موسوووفيتش ‪ ،Moscovici) )Serge‬غابرييول موغين‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪ ،Mugny) )Gabriel‬ستاموس باباستامو ‪ ،Papastamou) )Stamos‬ميشيل لويس‬
‫روكيت )‪ ،)Michel Louis Rouquette‬بيليج مايول )‪.)Michael Billig‬‬
‫‪Doise, W., Moscovici, S., “Les Décisions en groupe”, in Moscovici‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪(Ed.), Psychologie Sociale, (Presses Universitaires de France, Paris, 1984),‬‬
‫‪p. 216-217-218.‬‬

‫‪9‬‬
‫ه الضبط يف معانيه اجملتمعية والسياسية‪ ،‬فإن الغاية اخوىل من االتصال الفردمل‪-‬‬
‫)‬
‫اجلماهريمل ه االستقطاب مبعانيه الفيزيائية)‪ 1‬واالجتماعية‪ .‬وميوون مالحظوة‬
‫سلوكات املستخدم½ لشبوات التواص ل االجتم اع لتبص ر م دى حرص هم عل وى جلب اهتمام أك رب‬
‫ع دد مم ون من املت ابع½‪ ،‬واحلص ول على أعلى نسب اإلعم واب ِل َم ا ني ش رونه‬
‫ويبُث‬
‫ّونه من مضام½ عرب شبوة اإلنترنت‪ .‬فولموا ارتفعوت نسوب‬
‫اإلعماب يف شثن تدوين ة‪ ،‬أو تغري د‪ ،õ‬ومثلها يف إحدى مواق ع التواصل االجتماع اإللوتروني ة‪،‬‬
‫َ‬ ‫شو‬
‫ّل ذلك منطقة استقطاب مهمة قد تي رتب عنها كسوب نفووذ‬
‫رمزمل‪ ،‬مينح املَُدو ن أو املَُغر د‪ ،‬قو‪ õ‬ميدياتيوية هال ثتث ريها البال¿ يف توجيه الورأمل‪ .‬وظلت على‬
‫ه ذا النحو أنيي ة اخف وار واآلراء واملواق وف السوارية‪ ،‬يف منظوم وة ش بوات التواصل‬
‫حِدُثه‪ ،‬بصر النظر‬ ‫االجتماع ‪ُ ،‬تقاس ود‪ õ‬االستقطاب الذمل ُت ْ‬
‫عن ج ود‪ õ‬مض امينها وانض باطها اللس اين واخب الق ‪ .‬ول ون‪،‬‬
‫ملَ‬
‫ّا كانت صناعة احلدت‪ ،‬يف هذه البيئة السيميائية املوتغري‪ ،õ‬صوناعة‬
‫فردية‪-‬مجاهريية تستدع ابتال الزوايا واملرجعيات يف بناء الواق ع‪ُ ،‬مْسوَتِنَد ً‪ õ‬يف ذلك إىل منظومة‬
‫ال‬ ‫يميائية‪ ،‬أف‬ ‫س‬
‫يتعيَ‬
‫ّن النظر يف هذه الش بوات املركب ة لس يميولوجيا التواصل‪ ،‬أو لنقُل‪ ،‬ما ال ذمل حي دت‪ ،‬ح½ يتم‬
‫على ص عيد كل فورد )مسوتخدم إل لن ترنت)‪ ،‬التعبري عن ف ور‪ ،‬أو تصوير حدت ما‪ ،‬أو إب داء‬
‫رأمل أو موق ف‪ ،‬وبثه أو نش ره‪ ،‬بدالالته التع يني ة والض منية كم ا يض بطها‬
‫ات‬ ‫الب‬
‫ّ ذاته وباملعىن الذمل ذهب إليه‬
‫)‬
‫جون فيسك ‪ ،Fiske) )2 )John‬علًما بثن هذا البات هو عنصر من منظومة تشمل‬
‫ستة عناصر أساسية وضعها رومان جاكوبسون ‪ Roman) )Jakobson‬يف حتديده‬
‫للنموذ التواصل ‪ ،‬وه ‪ :‬املرسل‪ ،‬والرسالة‪ ،‬واملتلق ‪ ،‬والقنا‪ ،õ‬والسياق‪ ،‬واللغة‪ .‬فإذا كان لول مس تخدم‬

‫‪9‬‬
‫َتَمُث‬
‫ّل هليئة اخلطاب الذمل ينتموه‪ ،‬أو اخلطواب الوذمل‬
‫ة املترمجة حلالة‬ ‫دوات البالغي‬ ‫تقبله‪ ،‬وحزمة من اخ‬ ‫يس‬
‫التَ‬
‫َّمُث‬
‫ّل‪ ،‬وس وياق موضووع وآبر ذايت ونفس يويف ان طبق ات بن اء املعىن ودوائ ر التفاعل ورج ع‬
‫الصدى‪ ،‬وإذا‬

‫)‪ )1‬االستقطاب يف الفيزياء هو الُبعد الفيزيائ العياين‪ ،‬املستخ ََدم يف دراسة بصائص املواد‬
‫العازلة‪ ،‬وتدل على كثافة نث ائيات االستقطاب الوهربائ ‪.‬‬
‫)‪Fiske, J. Introduction to Communication Studies, (Routledge, London, 1982). )2‬‬

‫‪9‬‬
‫علمنا أن الرسائل والنصوص الفائقة اجلارية يف فلك الويب‪ ،‬تدبل يف عالقوات‬
‫بعضها بعض ومتارس ثتث ريات ال حصر هال على بناء املعوىن‪ ،‬إنتاًجوا‪ ،‬وتبواد ًال‪ ،‬وقراء‪õ‬؛ خن‬
‫القراء‪ õ‬ه دائًما إعاد‪ õ‬إنتا لمعىن‪ ،‬وإذا أدركنا السورعة الفائقوة لعمليات إرسال املض ام½‬
‫وتب ادهال يف الفض اء الس يرباين‪ ،‬إذا أدركنا مجيع موون وات كل هذا املش هد التواص ل االلب ط‬
‫املتشعبة‪،‬‬ ‫وتضاريسه‬
‫تبَي‬
‫ّن لنا حمم املوتغري ات اهالئ ل يف التواصل ع رب ش بوة اإلن ترنت بوص فها نظا ًم ا ال‬
‫بطًي‬
‫ّا‪ ،‬ويب دو مون غوري املمون اإلملام جبمي ع عناص ره الص غرى على وجه اخلص وص‪ ،‬مم وا‬
‫جيعول توقوع‬
‫اخحدات بدقة أمراً مستحي ًالً‪.‬‬
‫هنا بالتحديد تضح حقيقة الفوضى يف عمز اإلنسوان‪ ،‬أو ًًال عون اإلملوام‬
‫جبمي ع العناصر واخحدات امليدي ة حل دوت احلدت ال وبري يف نظ ام دين ام م وتغري‪ ،‬واس تحالة‬
‫معاجلة بنياما ودالالما وس ياقاما يف تشابوها بعض ها بعض من ن احيوة ثاني ة‪ .‬من ك ان‬
‫تي وَق‬
‫ّع أن يي دمل "إحراق البوعزيزم ل" لنفسه إىل اإلطاحة بوالرئيس ابن عل ‪ ،‬يف مرحلة أوى ل‪ ،‬وإىل‬
‫ان دالع الث ور‪ õ‬يف مصر واإلطاحة ب الرئيس‪ ،‬حس ين مب ارك‪ ،‬يف مرحلة الحق ة‪ .‬وق د تس ارعت‬
‫دات‬ ‫اخح‬
‫إَب‬
‫وعا من‬‫ّان تلك الفتر‪ õ‬مبدية ن ً‬
‫السلوك العشوائ ‪ ،‬املعرو باسم "الشواش" أو "العماء" يف اجلمل الديناميويوة؛‬
‫ذلك خن العقل البشرمل غري قادر‪ ،‬كما أش رنا‪ ،‬على التحدي د الودقي للش ورو البدئي ة واإلملام‬
‫جبميع العناصر الصغرى واالبتالفات الضئيلة اليت يترتوب علوى وجودها وتشابوها حدت كبري‪ ،‬يف‬
‫نظام دينام ‪ ،‬مثول نظوام التواصول عورب‬
‫اإلنترنت‪.‬‬
‫ولون ما الذمل جيعل‪ ،‬وسط هذا النظام التواصل املتسم بالفوضوى‪ ،‬مون حادثة عارضة‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫حًدثا‬
‫اجتماعي‬
‫حِدًثا لالستقطاب كيف تورب اخحودات الصغرى‪ ،‬وتسرمل يف النظام التواصل‬ ‫ّا بارزاً ‪ُ ،‬م ْ‬
‫لتتحول إىل قضية رأمل عام تشغل اهتموام‬
‫الفاعل½ يف اجمالل العموم امليدياتيو هل باتت امليديا االجتماعية قطًبا فاع ًالً يف‬
‫ترتيب أجند‪ õ‬وسائل اإلعالم التقليدية‬

‫‪9‬‬
‫‪ 3-‬الشبكة الفاعلة وال أري العام‬
‫)‬
‫يعتقد الوثري من الدارس½ والباحث)‪ ½ 1‬أن الثورات اليت قامت يف سياق موا‬
‫ح ُدت ل وال ال دور ال ذمل‬ ‫أص بح ُي ْع َر ب الربيع العرب و م ا ك انت ِلَت ْ‬
‫َأد‬
‫ّته شوبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬على غ رار توي تر وفيس بوك‪ ،‬يف تعبئ ة الرأمل الع ام‪ ،‬وحشوده‬
‫لتحقي العدالة االجتماعي ة‪ .‬ويس تند ه ذا االعتق اد إىل اخ ثر ال داليل الوذمل‬
‫خلِ‬
‫ُي َ‬
‫فّ ُوه االستخدام العموم لميديا االجتماعية‪ ،‬وكذلك إىل حالة االنبوهار باإلجنوازات‬
‫العلمي ة يف جم ال تونولوجيا اإلع الم واالتص ال‪ ،‬وه احلالة ذاما‪ ،‬املش ار إليها س ابقًا‪ ،‬اليت عاش ها‬
‫العامل م ع ظه ور اإلذاعة والتليفزي ون بالل ف تر‪ õ‬س ادت فيها مف اهيم يف علم النفس‪ ،‬ك انت‬
‫د‬ ‫َت ُع‬
‫ّ الناس جمموعات بشرية متمانسة ميوون التوثثري فويهم‬
‫تخدام‬ ‫باس‬
‫ميِث‬
‫ّر واحد‪ .‬إن حالة "الربيع العربو "‪ ،‬وه احلالة اليت وضوعت شوبوات التواصول‬
‫االجتماع يف ُب ْْي ََر‪ õ‬االهتمامات الفورية والعلمي ة أكثر من ذمل قب ل‪ ،‬ه ‪ ،‬يف املق ام اخول‪،‬‬
‫حالة تغري عميقة يف الوع االجتماع بثنيية القيم املنتموة لل دميقراطيوة والعدالة االجتماعية‪ .‬وق د‬
‫تشوَ‬
‫ّلت بالتقاء عوامل متعدد‪ õ‬كما هو اخمر بالنسوبة لول حالة تغ ري اجتماع ‪ .‬وُيص نَ ف بعض‬
‫)‬
‫علماء االجتماع)‪ 2‬هوذه العوامول إىل‬

‫‪Lam, Andrew, “From Arab Spring to Autumn Rage: The Dark Power of‬‬
‫)‪)1‬‬
‫‪Social media”, huffingtonpost, 14 September 2012, (Visited on 1 October‬‬
‫‪2016): http://www.huffingtonpost.com/andrew-lam/social-media-middle-‬‬
‫‪east-‬‬
‫‪protests-_b_1881827.html‬‬
‫كذلك انظر‪:‬‬ ‫'‪d‬‬
‫‪or‬‬
‫"‪"Facebook a donné au Printemps arabe un "outil et un espace‬‬
‫‪0‬‬
ganisation”,
ladepeche, 2 Avril 2012, (Visited on 1 October 3044):
http://www.ladepeche.fr/article/2012/02/02/1275965-facebook-a-donne-au-
printemps-arabe-un-outil-et-un-espace-d-organisation.htm
"Le rôle joué par les médias sociaux dans le printemps Arabe", blastingnews,
25 août 2014, (Visited on 1 October 3044):
http://fr.blastingnews.com/actualites/2014/08/le-role-joue-par-les-reseaux-
sociaux-dans-le-printemps-arabe-00120750.html
Durant, J.P., Weill, R. Sociologie Contemporaine, (Vigot, 1997).

)2)

0
‫)‬
‫حد َد‪ õ‬للتحوول االجتمواع واحلض ارمل‪،‬‬ ‫عوامل عقالنية قيمية‪ ،‬كاليت يعتربها ماكس فيرب)‪ُ 1‬م َ‬
‫وأبرى متصلة بالوثافة الدميغرافيوة‪ .‬ويتحودت إمييول دوركوامي ‪ Émile) )Durkheim‬يف‬
‫هذا املضمار عن النمو الدميغرايف كرافد أساسو مون‬
‫)‬
‫روافد االندما والتحول االجتماع واخبالق ‪ 2).‬ومن الفالسفة واملويرب½‪،‬‬
‫)‬
‫مثل لويس مومفورد ‪ ،Mumford) )3 )Lewis‬من َي ُع ُّ ُّد التطور التقين عام ًا ًل حامسًا‬
‫يف التغريات االجتماعية واحلضارية‪ .‬وي ذهب كارل مواركس ‪ Marx) )Karl‬إىل اعتب ار‬
‫الصراع الطبق اخصل يف حركة التغري االجتماع والتطور التارخي ‪ ،‬بل إنه‬
‫خي تزل ت اريخ اإلنس انية ي ف الص راع ب½ الطبق ات‪ .‬وعلى أن‬
‫موضوع التغري االجتماع قدمي جديد‪ ،‬متشعب املشارب من حيث‬
‫ة مقاربته‬ ‫إمواني‬
‫يولوجي‬ ‫س وس‬
‫ّا‬
‫وأنثروبولوجيً‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫في‬ ‫وفلس‬
‫وع احالل‪،‬‬ ‫وه يف موض‬ ‫ونهتم وقيقت‬ ‫ّا‪ ،‬فإننا س‬
‫مسل‬
‫ك َ‬
‫ار‬ ‫عة االنتش‬ ‫ة واس‬ ‫عمومي‬ ‫اهر‪õ‬‬ ‫ة‪ ،‬وكظ‬ ‫ّمة تارخيي‬
‫وو‬ ‫تتش‬
‫ّل يف التقاء عوامل عديد‪ ،õ‬خمتلفة‪ ،‬غري متمانسة‪ ،‬مادي ة‪ ،‬ورمزي ة‪ ،‬وإنس انية‪ ،‬ه مبث ابوة الش بوة‬
‫ام ِلول‬
‫ّد‪ õ‬لمد التغريمل والتطورمل يف آن واحد‪ .‬وق د س ب البن بل ودون أن أملح إىل ف ور‪ õ‬الش بوة‬
‫الفاعلة يف تفسريه لطبيعة تطور اجملتمع القبل ‪ ،‬وكوذلك يف‬
‫)‪)4‬‬
‫سياق حديثه عن مغالط امليرب½ وإنياهلم لقواعد التمحيص يف اخلرب الروائو ‪،‬‬
‫وإْن كان السياق خيدم فلسفة التاريخ أكثور مموا خيودم سوسويولوجيا الوتغري‬ ‫ِ‬
‫االجتماع ‪ .‬فعندما يقول ابن بلدون‪ :‬إن صاحب هذا الفن )فن التاريخ)‪ ،‬حيتا‬
‫‪0‬‬
‫إىل "الِعلم بقواعد السياسة‪ ،‬وطبائع املوجودات‪ ،‬وابوتال اخموم والبق واع‪ ،‬واخعص ار يف‬
‫السري واخبالق والعوائد والنحول واملوذاهب وسوائر اخحووال واإلحاطة باحالضر من‬
‫ذلك‪ ،‬ومماثلة ما بينه وب½ الغ ائب من الوف اق أو ب ون بينهما من اخالل ‪ ،‬وتعلي ل املت ف منها‬
‫وامللول‬
‫واملخَُتِلف والقيام على أصوول الودول ِ‬

‫‪Weber, M. L'éthique protestante et l'esprit du capitalisme, (Plon, 1964).‬‬ ‫)‪)1‬‬


‫‪Durkheim, E. De la division du travail social, (Félix Alcan, Paris, 1893).‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪Munford, L. Technique et Civilisation, (Seuil, Paris, 1950).‬‬ ‫)‪)3‬‬
‫)‪ )4‬ابن بلدون‪ ،‬متدمة ابن خلدان‪ ،‬يف فضل علم التاريخ وحتقي مذاهبه واإلملواع ملوا‬
‫يعرض للمي ر ب½ من املغالط واخوهام وذكر ش ء من أسباهبا‪) ،‬دار اخرقم بن أبوو‬
‫اخرقم)‪ ،‬ص ‪58.‬‬

‫‪0‬‬
‫ومب اد ظهوره ا‪ ،‬وأس باب ح دوثها ودواع كوهن وا وأح ووال الق وائم½ هب وا‬
‫)‬
‫وأببارهم‪ ،‬حىت ي وون مستوًعبا خسباب كل حادت)‪ ،" 1‬ف إن املراد مون القوول ُيش ري بقو‪õ‬‬
‫إىل أن املنط الشبو املعقد هو الذمل ينبغ اعتمواده‪ ،‬عنود النظور‬
‫ما يف التفوري‪ .‬وابن‬
‫والتحقي يف الظواهر االجتماعية‪َ ،‬مْنَه ً‬
‫بلدون‪ ،‬إذ‬
‫ُيحذ‬
‫ّر من جمرد النقل يف عملية اإلببار‪ ،‬ومن احليد عن جواد‪ õ‬الصدق‪ ،‬فإنه ُيَنب ه إىل ضرور‪õ‬‬
‫اإلحاطة وزمة العناصر املتشابوة‪ ،‬الوامنة وراء ظهوور الوقائع واخحدات االجتماعية‪،‬‬
‫وعمليات التغري والتطور يف اجملتمع‪،‬‬
‫وتَبص‬
‫ّور كيفيوة متفصلها‪ .‬كل ذلك يقود إىل فهم أفضل لطبيعة اخحدات‪ ،‬وكيفيوة‬
‫تَبود‬
‫ّل أحووال اجملتمع‪ .‬وُيقد م ابن بلدون مصفوفة غنية باملفردات املادية والرمزية حيص يف‬
‫حدودها‬
‫اخصول‪ ،‬والعادات‪ ،‬واخبالق‪ ،‬وقواعد السياسة‪ ،‬وطبيعوة العموران‪ ،‬والنوواح‬
‫اإلنسانية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬وامليديولوجية‪ ،‬والبعد املواين والزماين‪ ،‬كلوها عناصور لنسو شبو ‪،‬‬
‫دينام متغري‪ ،‬معقد‪ ،‬يلخصها برينو التور‪ ،‬وميشال كالون ومادل½ أكوريش‬
‫)‪)2‬‬
‫يف العوامل النظامية واملعيارية‪ ،‬املادية واإلنسانية امليثر‪ õ‬يف الفعل االجتماع ‪.‬‬
‫ومن املفيد يف مضمارنا التذكري بثن بعض النظريات االجتماعية احلديثة الويت‬
‫واسعا يف جمال اإلعالم واالتصوال‪ ،‬وجموال العلووم‬ ‫القت جناًحا كبرًيا وصدى ً‬
‫اإلنسانية واالجتماعية بشول عام‪ ،‬مثل نظرية الشبوة الفاعلة ) ‪Network Actor‬‬
‫)‬
‫) ‪ ،Theory‬املهيث‪ õ‬لدراسة العل وم والتونولوجيا وكيفي ة نشووئهما وانتشوارنيا يف اجملتمع)‪ ، 3‬إمنا‬
‫تس تمد أص وهال من الف ور اخلل دوين‪ ،‬وه وو الف وور امليُ َس وس‪ ،‬يف منظورن ا‪ ،‬للم وهر‬
‫اخساس لنظرية "الشبوة الفاعلة‪ ".‬ويتضح ذلك كلما فهمنوا‬
‫واملَتَضم َنة لتواريخ‪ ،‬والعموران‪،‬‬ ‫مصفوفة املصطلحات اليت ِشيَدت هبا "املقدمة"‪ُ ،‬‬
‫)‪)4‬‬
‫والعصبية‪ ،‬وامللك‪ ،‬والدولة‪ ،‬والبنية االجتماعية‪ ،‬واخبالق‪ ،‬والصنائع والعلووم ‪،‬‬

‫‪0‬‬
.40-58 ‫ الساب املصدر‬، ‫ص‬ )1)
Latour, B. Reassembling The Social, An Introduction to Actor Network )2)
Theory, (Oxford University Press, Oxford, 2007).
“Les Réseaux Sociaux à l’aune de la Théorie de l’acteur-réseau”, Entretien )3)
avec Michel Callon, Sociologies pratiques, (2006/2, N° 13), p. 37-44.
‫ مصفسفة املصيلحا ااملفايي‬،‫ عبد اهلل الزين‬،‫ احليدرمل‬،‫ عبد احلميد‬،‫) مصطفى السيد‬4)
3004). ،‫ )كلية اآلداب جامعة البحرين‬،‫يف متدمة ابن خلدان‬

0
‫وه العناصر اخساسية املوونة لشبوة الفاعلة يف ظهور احلدت االجتماع واليت‬
‫من بالهال يتسىن تفسري حاالت التغري الفورمل واحلضارمل‪ .‬وح½ ننظر اليوم‬
‫يف اخحدات اجالرية يف العامل‪ ،‬الوربى منها والصغرى‪ ،‬ويف حاالت التغري االجتماع اليت اتسعت‬
‫دوائرها بفعل التداول الواسوع والسوريع لمعلومات عرب شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬فإن ما‬
‫َيْبُرز يف املشهد اخول هوو العنصر التونولوج ‪ ،‬مبعىن الدور الذمل تيديه امليديا يف بث احلدت‬
‫وحتقي التفاعل ب½ نسب عالية من املستخدم½ لميديا الفردية‪-‬اجلماهريية‪ ،‬يف ح½ ختتف بقيوة‬
‫العناصر اإلنسانية واالجتماعية املوو نة للشبوة الفاعلة يف نشوء احلدت‪ .‬وهذا يعين‬
‫أن نظرتنا لألحدات ضيقة‪ ،‬وتستثين البنية االجتماعية‪ ،‬والعمران والعصبية‪ ،‬واملل ك‪ ،‬والدول ة‪ ،‬واخبالق‬
‫بوة اليت‬ ‫ة للش‬ ‫ة‪ ،‬والرمزي‬ ‫انية وامالدي‬ ‫ا ن ا إل ن س‬ ‫وه اخرك‬
‫َو‬ ‫يَتش‬
‫ّل يف ح دودها احل دت‪ ،‬واملويفة حلاالت التغ ري الفورمل واحلض ارمل‪ .‬فعن دما نستحضر تاولة‬
‫االنقالب الفاشلة‪ ،‬اليت عرفتها تركيا‪ ،‬يف ‪ 45‬يوليو‪/‬متووز ‪ ،3044‬ينحصور‬
‫النظر للحادث ة يف ال دور املركزمل لتونولوجيا اإلع الم اليت منحت ال رئيس ال تركو رجب طيب‬
‫أردوغان فرصة التواصل م ع شعبه لتحقي التعبئ ة العامة قص د مواجهة االنق البي½ وال دفاع عن‬
‫الدميقراطي ة واس تمرارية الدول ة‪ ،‬ويغيب عن النظ ر‪ ،‬يف اآلن ذات ه‪ ،‬اجالنب االجتماع والس ياس‬
‫ذمل‬ ‫راين ال‬ ‫الق والعم‬ ‫واخب‬
‫ُيَمِث‬
‫ة‬ ‫ة‪ ،‬كبني‬ ‫بوة املركزي‬ ‫ول الش‬ ‫ول مفاص‬ ‫ّ‬
‫ُمرََك‬
‫بّ ة‪ ،‬متناسقة ان دجمت يف حدودها عناصر احلدت‪ .‬لق د استخدم أردوغان‪ ،‬اب لفع ل‪ ،‬تط بي ف ايس‬
‫ت امي )‪ )FaceTime‬يف ال وقت ال ذمل س يطر فيه االنق البيون على القن ا‪ õ‬الرمس ية التركي ة "يت آر يت"‪،‬‬
‫ليطلب من اختراك النوزول‬
‫إىل الش ارع حلماي ة الدميقراطي ة وتاس بة اجلن ا‪ õ.‬وق د‬
‫استماب اختراك لنداء‪ ،‬وفشل االنقالب‪ .‬ويبدو من الوهلة اخوىل‪ ،‬أن‬
‫احت واء اخزمة مرده إىل االس تخدام الن اجع لمي ديا االجتماعي ة‪ .‬وهل ذا ام لمح نقيض منط ق ‪،‬‬
‫ة‪ ،‬اليت‬ ‫ديا االجتماعي‬ ‫وال املي‬ ‫و‪ :‬أنه ل‬ ‫وه‬

‫‪0‬‬
‫مثَ‬
‫اتيو‬ ‫ّلَت اماللذ امليودي‬
‫الفعَ‬
‫ّوال خردوغان‪ ،‬لنمح االنق الب‪ .‬وبق در ما يت وفر هل ذا ام لمح من قو‪ õ‬يف التس ليم وقيقة ال ثتث ري‬
‫الب ال¿ لش بوات التواصل االجتماع يف الرأمل الع ام‪ ،‬ف إن إني ال بقي ة العناصر اإلنس انية واالجتماعي ة‬
‫ود إىل بطث عمي يف الفهم‪ .‬إننا‬ ‫ة يق‬ ‫واخبالقي‬
‫ول‬ ‫نت‬
‫ّم عون‬

‫‪0‬‬
‫النضج الفورمل والسياس لذين استمابوا لنداء‪ ،‬وتصدوا اللنقالبي‪ ½.‬ونتحدت كذلك‬
‫عن اخبالق السياسية لمعارضة التركية‪ ،‬السيما املعارضة العلمانية املعروفة بعدائها الوبري حلزب العدالة‬
‫والتنمية؛ فقد اصوطفت املعارضوة التركية حول مبدأ احلفاظ على املسار الدميقراط ‪ ،‬وراهنت على‬
‫يضا عن حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫ذلك يف أكثر من مناسبة بدافع مصا سياسية‪ .‬ونتحدت أ ً‬
‫احلوزب الذمل‬
‫جير‬
‫ّ تارخًيا‬
‫ثر ي‬
‫ّا خيتزل العقل الترك احلديث ويستقطب إىل دوائره العديد من الفئات السياسية املختلفة‪ ،‬وهو احلزب‬
‫الذمل‪ ،‬يف نظر اماللحظ½‪ ،‬حظو بثقوة‬
‫)‬
‫الشعب الترك وحق هنضة اقتصادية بارز‪ õ 1).‬ونتحدت أبرًيا عن حتميم الدور‬
‫السياس للميسسة العسورية منذ ما يزيد عن عقد ونصف من الوزمن بودوافع‬
‫تلية‪ ،‬وأبرى إقليمية‪ ،‬أنيها بتل ية مستلزمات انضمام تركيا إىل االحتاد اخوروبو‬
‫الذمل يتطلب حت يد اجليش عن احليا‪ õ‬السياسية‪.‬‬
‫إن هذا هو اإلطار السوسيولوج التفسريمل لنظرية الشبوة الفاعلة‪ ،‬وهو النظرية اليت‪ ،‬يف تقديرنا‪،‬‬
‫أسقطت أسطور‪ õ‬شبوات التواصل االجتماع كميوديا فردية‪-‬مجاهريية‬
‫ُمَوج‬
‫َّهة بشول حاسم للرأمل العام‪ .‬وإن ما يدعو إىل إنوار هوذه اخسطور‪ ،õ‬هو الوشف‬
‫سابقا‪ ،‬الذمل يفيودنا بثن االنقالبي½ قد استخدموا بدورهم‬ ‫عن مسار ال تبع للحادثة‪ ،‬املشار إليه ً‬
‫شبوات التواصل االجتمواع يف سوعيهم إللطاحة اب لرئيس رجب طيب أردوغان‪،‬‬
‫وسيطروا‪ ،‬لوقت قصري‪ ،‬علوى القنوا‪õ‬‬
‫التركية الرمسية "يت آر يت"‪ ،‬وه إحدى أهم القنوات اإلبباري ة الدولي ة يف تركي ا‪ ،‬وعَْبرها مت بث‬
‫بيان حت دت عن تويل اجليش الس لطة‪ .‬وعلى ال ورغم مون الت ودبري اللوجس يت القوم ل‪ ،‬والت دبري‬
‫املي دياتيو املتع دد‪ ،‬س قط مشروع االنق الب‪ ،‬مما يي ك د بوض وح تدودي ة ش بوات التواصل‬
‫االجتم اع ‪ ،‬واملي ديا اجلماهريي ة بشول ع ام‪ ،‬يف احلس م املط ل عن دما يتع ل اخمر بالقض ايا‬
‫االجتماعي ة والسياس ية الوربى‪ ،‬وقض وايا الرأمل الع ام‪ .‬وبتعبري آب ر‪ ،‬نق ول‪ :‬إن لألح دات نس يمًا‬

‫‪0‬‬
‫يوثقافي‬ ‫سو س‬
‫ّا‬
‫ُمَعَق‬
‫ًّدا تدفع به‬

‫زاهد غول‪ ،‬تمد‪" ،‬جناح حزب العدالة والتنمية يف تركيا‪ :‬فوز أمة ونصر دولة"‪ ،‬القدس‬ ‫)‪)1‬‬
‫العربو ‪ 1 ،‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاين ‪) ،3045‬تاريخ الدبول‪ 4 :‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاين ‪3044):‬‬
‫‪http://www.alquds.co.uk/?p=428334‬‬

‫‪0‬‬
‫وسائل اإلعالم للظهور‪ .‬وأسلوب الظهور ال ذمل ي وون جزءاً ال يتم زأ مون هوذا النس يج‬
‫املرَك‬
‫ّب‪ ،‬ه و ال ذمل مينح االنطب اع لعامة الن اس بثن م ا حي دت يف اجملتمع م ون ت ثري يف الرأم ل‪،‬‬
‫د‬ ‫وت َب‬
‫اخحوال‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ّل‬
‫َرد‬ ‫َم‬
‫ّه للمي ديا؛ خن وسائل اإلع الم‪ ،‬ببالغتوها التقني ة والفني ة‪ ،‬وبس رعتها الفائق ة‪ ،‬ح½ ت دفع باخح دات‬
‫للظهور‪ ،‬حتموب يف اآلن‬
‫بوة‬ ‫ذاته عناصر الش‬
‫َو‬ ‫املُش‬
‫ّلَة لعوامل الت ثري‪.‬‬
‫يتضح مما سب أن شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬حىت وإن الحوت‪ ،‬بفوائ‬
‫سرعة بثها لمعلومات وتبادهال‪ ،‬احللقة اخهم يف جناح أردوغان يف السيطر‪ õ‬علوى الوضع‪ ،‬فإهن ا‬
‫ليست الس بب يف إفش ال حادث ة االنقالب‪ .‬إهن ا حلقة ضمن سلس ولة أب رى من اح لق ات الفاعلة يف‬
‫نش وء احل دت‪ ،‬موض وع احالل‪ .‬وخهن ا احللقة ال ويت تت وفر يف ح دودها‪،‬‬
‫تقنًي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫واجت ً‬
‫ماعي‬
‫ة‬ ‫دو مبثاب‬ ‫ا تب‬ ‫دت‪ ،‬فإهن‬ ‫ة احل‬ ‫ان عمومي‬ ‫ا أرك‬ ‫ّ‬
‫الِعلَ‬
‫ّوة‬
‫العليا مال حدت‪ .‬ل ذلك جن د العديد من اإلعالمي½ واالتص الي½ وحىت بعض احم ل ل½ السياس ي½‪،‬‬
‫ل‬ ‫ُيس‬
‫ّمون بقو‪ õ‬ثتث ري "فايس تامي" يف اجلماهري التركية ويعتربونه احملورك‬
‫)‪)1‬‬
‫اخساس لتفاعالمم ورفضهم لالنقالب‪.‬‬

‫‪ 4-‬شبكات التواصل االجتماعي‪ :‬من السرعة الخطية إلى السرعة القصوى‬


‫‪01‬‬
‫إن الدور الذمل تيديه امليديا االجتماعية‪ ،‬وامليديا اجلماهريية بشول عوام يف‬
‫حسم الصراعات الوربى‪ ،‬واالضطرابات‪ ،‬وتعبئة الرأمل العام‪ ،‬ال يصح التقليل من‬
‫أن يته من حيث أبعاده امليدياتيوية والسوسيولوجية‪ .‬كما ال يصح املغاال‪ õ‬يف شثنه‪ ،‬إذا أدركنا أن قدر‪õ‬‬
‫وسائل اإلعالم على احلشد والتعبئة وتوجيه الرأمل واحلسم يف‬
‫القضايا املصريية‪ ،‬فض ًًال عن كوهنا من طبيعة بالغية‪-‬ميدياتيوية‪ ،‬فإهنوا يف املقوام‬
‫ع مر‬ ‫ول نابعة من واق‬ ‫اخ‬
‫ََّك‬
‫ّب تتحرك يف س احته العوامل املَُهي ئ ة لنم اح التعبئ ة وحتقي احلش د‪ ،‬واحلس م‪ ،‬وص ناعة الرأم ل‪.‬‬
‫مالذا‪ ،‬عندما يتم استحضار أحدات موايو‪/‬أيوار ‪ 4849‬بفرنسا‪ ،‬خيتف الدور امليدياتيو لمناشري‬
‫السرية املطبوعة باآللوة الراقنوة‬
‫)‪ )1‬جبار‪ ،‬تمود‪" ،‬تركيا‪ ..‬وسائل التواصل االجتماع ُتفشل االنقالب"‪ ،‬اخلاليج أان‬
‫الين‪ 44 ،‬يوليو‪/‬متوز ‪) ،3044‬تاريخ الدبول‪ 4 :‬أكتوبر‪/‬تشرين اخول ‪3044):‬‬
‫‪goo.gl/awQFqT‬‬

‫‪0‬‬
‫واليت كانت مبثابة الرسائل اإللوترونية املتبادلة الي وم على شبوة اإلنترنت‪ ،‬على أن اآللة الواتب ة )أو الراقنة)‬
‫كانت تزعج السلطة السياسية آنذاك بالقدر الذمل توزعج‬
‫به شبوات التواصل االجتماع العديد من اخنظمة احالكموة اليووم يف العوامل ولون‪ ،‬من‬
‫جانب آبر‪ ،‬مالذا‪ ،‬كلما جرى احلديث عن "الربي ع العرب و "‪ ،‬أو عن أحدات أبرى ك ربى‬
‫مثل حادثة االنقالب يف تركيا‪ ،‬استثثرت امليديا االجتماعيوة باهتمام ال دارس½ واملهتم½ بقض ايا الشثن‬
‫العام مقابل ابتفواء العوامول املاديوة والرمزية‪ ،‬السوسيوثقافية الوامنة وراء جناح شبوات التواصل‬
‫االجتمواع يف أداء‬
‫وظائفها التواصلية ُنفَس‬
‫بالس رعة اليت تعمل هب ا الوس ائط اإلع الميوة‪،‬‬ ‫ر ت َب اين احاللت½‬
‫املويِث‬
‫ّر‪ õ‬يف‬
‫حتول اخفوار إىل قو‪ õ‬فاعلة يف اجملتمع؛ فف احاللة اخوىل‪ ،‬جن د أن سورعة انتق وال املعلومات‬
‫ة‪،‬‬ ‫ري املطبوعة بطيئ‬ ‫رب املناش‬ ‫ع‬
‫عَب‬
‫ّرنا عنها يف غري هذا السياق بو "سورعة‬
‫)‬
‫الطوا البطيئة‪ " 1).‬وخهنا بطيئة‪ ،‬فإن التركيز يظل منحصراً يف مستويات الووع‬
‫االجتماع ‪ ،‬الطالبو على وجه اخلصوص‪ ،‬الذمل اخنور يف مقاوموة سياس وة التهميش اليت ك انت‬
‫تنتهمها احلوومة الفرنس ية بالل تلك احلقب ة‪ ،‬والسياس وات االس تعمارية واإلمربيالي ة يف العامل والتندي د‬
‫ورب فيتنام‪ .‬اف ملشهد البارز يف أحدات مايو‪ /‬يأ ار ‪ ،4849‬ليس الذمل ح تله امليديا اجلماهريية‪ ،‬إمنا‬
‫الوذمل ص ونعه املثقفوون واجالمعي ون واإلع الميون ح½ نزل وا إىل الش ارع‪ ،‬وس اندوا بقو‪ õ‬التحرك ات‬
‫الطالبية‬
‫وعزَ‬
‫ّزوا‬
‫د‬ ‫م‬
‫ع إليه اإلعالم‬
‫ّها الفورمل‪ ،‬السياس واالجتماع ‪ .‬وِفْعُل املساند‪ õ‬مل َيْد ُ‬
‫اجلماهريمل الس مع املرئ أو املوت وب‪ ،‬إمنا حت ق يف التق اء عوامل أب رى فوري وة‪ -‬ثقافي ة‪،‬‬
‫‪01‬‬
‫وميديولوجية كذلك؛ خن املناشري املطبوعة كان هال دور يف يقظوة اإلدراك‬
‫بثنيية املطالب الطالبية والشعبية فيما بعد‪ .‬أما يف احلالة‬
‫الثاني ة‪ ،‬جن د أن الس رعة اليت تنتق ل هب ا املعلوم ات فائق ة‪،‬‬
‫ن‬ ‫وص‬
‫فّ ناها‪ ،‬يف‬
‫)‪)2‬‬
‫غري هذا السياق‪ ،‬بو "السرعة القصوى "‪ُ ،‬تيح التفاعل اآلين مع اخحدات اجلاريوة‬
‫‪Hidri, Abdallah, "Information et Espaces d’Information”, Revue tunisienne‬‬
‫‪de communication, No 13, 1987.‬‬
‫)‪)1‬‬
‫‪Ibid.‬‬ ‫)‪)2‬‬

‫‪0‬‬
‫يف وقت م ع½‪ ،‬واالنتش ار الواس ع لمعلوم ات والرس ائل يف كول االجت اهوات وكول‬
‫الفضاءات الثقافية‪ .‬ويتضح من املثال½ كيف أن لحدت الواحد شبوة من العناصور‬
‫املرَك‬
‫ل يف‬ ‫ة‪ ،‬ه اخص‬ ‫ري املتمانس‬ ‫ةغ‬ ‫ّب‬
‫َو‬ ‫َتش‬
‫ّلِه وُب ُرُوِزه وس ريانه يف احملي ط االجتمواع ‪ .‬ويش ري هذا املعىن إى ل حقيق ة الش بوة الفاعل ة‬
‫كنظام ب يئ لفعل االجتمواع الوذمل ال تنف رد املي ديا بص ناعته كما يب دو لمغ ال½ يف دور‬
‫وسائل اإلعالم وشوبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪ .‬إال أن ه يف حاالت العصر احل ديث‪ ،‬تب دو املي ديا اجلماهر ي ة وكثهن ا‪ ،‬بوذاما‪ ،‬ه‬
‫الش بوة برمته ا اليت متنح احل دت أس باب النش وء والظه ور‪.‬‬
‫وز‬ ‫وَت َع‬
‫ّز هوذا ام لموح باخلص وص مع ظهور ش بوات التواص ل االجتماع اليت الحت مبثاب ة‬
‫املصانع اجلديود‪ õ‬لرأمل العام‪ ،‬باعتبارها وسائل مجاهر ية‪-‬فردية أتاحت دبول فاعل½ جدد‬
‫ق ادرين على التث ثري يف الرأمل الع ام‪ ،‬وخهن ا‪ ،‬يف املق ام اخول‪ ،‬نظام تواص ل ل ه من الطواعي ة‬
‫امليدياتيوي ة ما حي ق اإلثب ات واإلبطال يف آن واحد‪ .‬ونفهم عن د هذا املس توى كي وف أن‬
‫عامول السرعة‪ ،‬س رعة انتق ال املعلومات وس رعة س رياهنا يف اجملتمع ُيَغي ران متاًما مون‬
‫قراءاتنوا‬
‫لواقع‪ ،‬وتقديرنا لألحدات‪.‬‬
‫مل متم أدبيات اإلعالم واالتصال العربية‪ ،‬وحىت الغربية منها‪ ،‬بقضية السرعة‪،‬‬
‫سرعة انتقال املعلومات‪ ،‬كمبحث رياض يف عالقة بوالقيم اإلبباريوة وقيواس‬
‫مستويات ال ثتث ري‪ .‬لقد اقتصرت الدراسات اليت قاربت جانًبا من هذا املوضووع‪ ،‬على م ا ورد‬
‫)‬
‫يف نظري ة ش انون الرياض ية)‪ 1‬من مب اد تطبيقي ة سواعدت بعمو يف حتس½ أس اليب بث‬
‫املعلومات وتبادهال‪ .‬ونذكر كذلك أعمال الفيزيوائ ليوون‬
‫)‬
‫بريوين ‪ Leon) )2 )Brillouin‬الذمل وث يف العالقة ب½ العلم ونظرية اإلعوالم‪،‬‬
‫وعمل على حتقي الوصول املنوهم واإلجرائو بو½ أن ثروبيوا املعلوموات )‪Entropy‬‬
‫‪ )Informational‬عند شانون )‪ )Shannon‬واخنثروبيوا اإلحصوائية ‪entropy) )Stat‬‬

‫‪01‬‬
)
‫) ويتحودت روبوري‬Boltzmann) 3). ‫ عند بولتزموان‬istical
Shannon, Claude E., “A mathematical theory of communication”, Bell )1)
System Technical Journal, Vol. 27, July-October, 1948. p.379-423 and 623-
656, Brillouin, L. Science and Information Theory, (Academic Press, New )2)
York,
1956).
Boltzmann, L. Leçons sur la théorie des gaz, (Gauthier-Villars, )3)
1902).

0
‫‪of) Entropy The‬‬ ‫ع ون أن ثروبيوا املعلوم وات‬ ‫)‪Robert‬‬ ‫إسواربيت ‪)Escarpit‬‬
‫‪)information‬‬
‫َ‬ ‫ورد‬
‫)‪)1‬‬
‫ّ ‪ õ‬الفع ل‪ ،‬كثنائي ة ُمَفس رَ‪ õ‬ل وتري‪ õ‬انتق ال املعلوم ات وت ثريها على املتل ق ‪ .‬ورغم أن روب ري‬
‫)‬
‫إسواربيت ك ان ييمن اب لتن اهج ب½ العل ووم)‪ ، 2‬ف إنوه س ارع إىل التح ذير من التوس ع املُف رِ‬
‫لتوظيف املفاهيم املنتسبة لتخصصات علمية‬
‫دقيقة بار سياقاما‪.‬‬
‫فموضوع السرعة‪ ،‬كُبعد يف زيائ يف عالقته بالرسائل اإلعالمية‪ ،‬مل يشوغل الباحث½ يف اإلعالم رغم‬
‫أنييته يف إدراك مستويات ال ثتث ري‪ .‬لقد عملنا على شورح هذا البعد ضمن دراسة حول اإلعالم‬
‫)‬
‫السياس التليفزيوين يف تونس)‪ ، 3‬لفهم كيف حيدت ال ثتث ري عندما تتغري سرعة بث املعلومات ونقلها‪.‬‬
‫وقد الحظنوا أن عناصور‬
‫ال ثتث ري يف الرسالة اإلعالمية مرتبطة يف جناعتها اب لسرعة اليت تتحول هبا املضام½ من‬
‫ب‪ ،‬وهو‬ ‫رسل إىل املتلق ‪ .‬فولما ارتفعت سرعة النقل‪ ،‬كانت درجات التوثثري مهم وة‪ِ ،‬لس َب ٍ‬ ‫امل ِ‬
‫أن الس رعة الفائقة تس توعب نقل اخح دات أثن اء وقوعها مم وا ي وثري االس تقطاب يف عملية‬
‫االتصال برمتها‪ .‬وكلما كانت هذه السورعة متوسوطة أو‬
‫بطيئ ة‪ ،‬مثلما ه احالل مع الص حافة الورقي ة‪ ،‬ك انت درج وات التوثثري متف اوتوة‪ ،‬ومض طربة‪،‬‬
‫لتدابل عوامل ك ثري‪ õ‬معق د‪ ،õ‬ن ذكر منها وتوري‪ õ‬التوزيوع‪ ،‬وفض واء التوزي ع‪ ،‬وعامل املتابع ة‪،‬‬
‫و إىل‬ ‫مبا يفض‬ ‫راء‪õ...‬‬ ‫وعامل التعلم‪ ،‬وعامل الق‬
‫َ وو‬ ‫َتش‬
‫ّل مرحل لالس تقطاب‪ .‬واحالصل هو أن االستقطاب اإلعالم كقيموة مي دياتيويوة مثين ة‪ ،‬يعمل‬
‫اإلع الميون واالتص اليون على إحداثها‪ ،‬إمنا يتحق يف املق ام اخ ول بفعل الس رعة‪ ،‬س رعة انتق ال‬
‫املضام‪ ½.‬وما ِإْن يتحق االستقطاب حىت يتوجب أن يوثري‬
‫ردود الفعل‪.‬‬
‫‪Escarpit, R. L'information et la communication: théorie générale, (Hachette,‬‬ ‫ر‬
‫‪1991).‬‬
‫وا‬
‫روبري إسواربيت ‪ 3000) - )4849‬أستاذ علم االجتماع‪ ،‬كاتب وصحف فرنس ‪ ،‬أحد‬ ‫د‬
‫‪01‬‬
‫مدرسة بوردو الفرنسية لعلوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬ميسس معهد اخدب والتقنيات‬ ‫)‪)1‬‬
‫بفرنسا اجلماهريية الفنية‪.‬‬
‫‪Hidri, A. L’Information Politique Télévisée en Tunisie, (Université de‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪Bordeaux III. 1987).‬‬

‫)‪)3‬‬

‫‪0‬‬
‫ولون ما الذمل جيعل شبوات التواصل االجتماع أكثر استقطاًبا لرأمل العام من‬
‫اإلعالم السمع املرئ التقليدمل‪ ،‬على الرغم من تناسب سرعة ت ردد املضوام½ بو½ اجملال½‬
‫الفرق هو أن املي ديا السمعية املرئي ة‪ ،‬التقليدي ة‪ ،‬تعمل بالسرعة الفائق ة‪ ،‬اخلطيوة )‪ )Linear‬اليت‬
‫)‬
‫ال تسمح ب ردود الفعل الفوري ة)‪ ، 1‬بينما تعمول شوبوات التواصول االجتماع بالس رعة‬
‫الفائق ة الالبطي ة )‪ ،)Nonlinear‬مب ا ي تيح سلس لة ال متناهي ة مون التفاع الت الفوري ة ب½‬
‫ف السورعة اخوىل بو "السرعة الضابطة" باعتبارها‬ ‫املستخدم½ لشبوة‪ .‬بتعبري آبور‪َ ،‬نِصو ُ‬
‫إراد‪õ‬‬ ‫ةب‬ ‫ة‪ ،‬تووم‬ ‫مركزي‬
‫ُمَيَس‬
‫ِي‬ ‫ّس‬
‫ّة تسوعى باسوتمرار‬
‫لتحقي الضبط االجتماع )‪ )Socialization‬على حنو ما هو بي ن يف مصفوفة وظائف‬
‫وسائل اإلعالم اليت وضعها بعض علماء االجتماع‪ ،‬مثول‪ :‬رايوت ميلوز ) ‪Wright‬‬
‫)‪ ،Mills‬وهارولد الزويل ‪ ،Lasswell) )Harold‬وجون ستوتزال ‪Stoetzel) )Jea‬‬
‫)‬
‫‪ ،n‬وول رب ش رام ‪ Schramm) .)2 )Wilbur‬أما الس رعة الثاني ة‪ ،‬ف ه ‪ ،‬من منظورن ا‪،‬‬
‫سورعة اس تقطاب ال مركزي ة‪ ،‬ميتطيها اجلمي ع يف عملي ات إنت ا املعىن وبث ه وتبادل ه‪ .‬إهن ا‬
‫ُتَمِث‬
‫ّ ول‬
‫ا‬ ‫ود م‬ ‫ية لوج‬ ‫رو اخساس‬ ‫د ى ال ش‬ ‫إح‬
‫م‬ ‫ُيس‬
‫ّى يف اخوس ا العلمي وة ب العقول اجلمواع االص طناع ‪Intelligence) Artificial‬‬
‫)‬
‫‪ .)3 )Collective‬فهذه السرعة الفائقة‪ ،‬السارية يف كل االجتاهات واحملِدث ة لنسب اس تقطاب‬
‫ة‬ ‫ع ال ي‬
‫د‬ ‫ج‬
‫)‬
‫تقطاب‬ ‫اس‬ ‫اّ )‪، 4‬‬
‫ُمَوِل‬
‫ّد لتف اعول الفورم ل‪ ،‬املس تمر‪ ،‬ه اليت جعلت من فل ك املواق ع االجتماعيوة "ورشوات‬
‫‪01‬‬
‫جديود‪ õ‬لصناعة الرأمل‪ ".‬ونستمد من هذا التحلي ل معادلة نضعها يف هيئ ة رياضية فل هوم‬
‫قوو‪õ‬‬
‫الت ثري يف النظام التواصل الشبو ‪ ،‬والتنبه خلطورته كمموال عمووم ميودياتيو‬
‫)‪ )1‬هذا ال يعين أن ردود الفعل غري موجود‪ õ .‬إهنا موجود‪ ،õ‬ولونها ميجلة‪ ،‬أو أهنا تحق بصي¿‬
‫خمتلفة بار نطاق القنا ‪ õ‬اإلعالمية كالنقاش الذمل يدور ضمن حلقات التواصل االجتماع ‪des .‬‬
‫‪l'étude de théoriques fondements aux introduction Une H. F. Yckx, 2002).‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪,Belgique, Cefal, (du médias‬‬
‫)‪ )3‬انظر يف هذا اجمالل‪:‬‬
‫‪Levy, P. L'intelligence collective: pour une anthropologie du cyberspace, (La‬‬
‫‪Découverte, 1997).‬‬
‫)‪ %14 )4‬من سوان العامل يستخدمون الشبوات االجتماعية أمل ما يقارب ‪ 1.13‬مليارات‬
‫مستخدم على ‪ 7.1‬مليارات ساكن‪.‬‬
‫‪http://www.blogdumoderateur.com/‬‬

‫‪0‬‬
‫تحوَ‬
‫ّل مبقتضاه اخفوار إىل قو‪ õ‬فاعلة يف اجملتمع‪ .‬تقوم هذه املعادلة على وجود عناصر‬
‫حر َكة لت ثري‬
‫أساسية‪ ،‬ثابتة وُمَتَغي رَ ‪ُ ،õ‬م َ‬
‫وُمَغِذ‬
‫َّية لنسقه‪ ،‬وه ‪:‬‬
‫‪[ 4-‬قو‪ õ‬ال ثتث ري] ناتج معادلة ال ثتث ري‪ ،‬وُنعب ر عنه بو ‪)F).‬‬
‫‪[ 3-‬االستقطاب] عنصر متغري‪ ،‬نعب ر عنه بو ‪)X).‬‬
‫‪[ 1-‬التفاعل] عنصر متغري‪-‬تابع لالستقطاب‪ ،‬ونعب ر عنه بو ‪)Y).‬‬
‫‪[ 1-‬السرعة] عنصر ثابت‪ ،‬ونعب ر عنه بو ‪)V).‬‬
‫فإذا علمنا أن اخفوار‬
‫تتحو‬
‫ّل إىل قو‪ õ‬فاعلة يف احمليط االجتماع بفعل وتري‪õ‬‬
‫االستقطاب‪ ،‬وإذا علمنا أن االستقطاب‬
‫ُمَول‬
‫ّد تلل فاعل يف حضور سورعة‬
‫حتوو‬
‫ّل‬
‫قصوى ال بطية‪ ،‬تظل معادلة التثثري يف النظام التواصل الشبو على النحو اآليت‪:‬‬

‫إهنا املعادلة الواشفة عن وجود حقل مغناطيس متزايد اخقطاب يف شبوات‬


‫التواصل االجتماع ‪ ،‬حقل يعملُ بقو ِ‪ õ‬إثار ٍ‪ õ‬عالية لتوليد االسوتقطاب؛ خن كول قطب فيه‪ ،‬ونعين‬
‫بذلك املستخدم½ لشبوة‪ ،‬هو مبثابة اجلسم املشحون‪ ،‬املتحورك‬
‫املنتج للشد‪ .‬لقد بات هذ النظام التونو‪-‬اجتمواع ‪ ،system) )techno-social‬خبصائصه‬
‫املغناطيسية‪ ،‬احللقة اخبرز يف اجمالل العموم امليدياتيو اجلديد‪ ،‬الحتوائه‬
‫املعادلة اليت تساعد على إنتا السلطة‪ .‬من‬
‫هذا املنطل ‪ ،‬ينبغ يف تقديرنا النظر يف املشول اإلعالم واالتصايل مون‬
‫‪0‬‬
‫بار حقل اإلعالم‪ ،‬واملقصود حينئٍذ هو االستناد إىل جمواالت علميوة أبورى تس اعد على فهم‬
‫أفضل لُمشول موضوع الدراسة‪ .‬وجن د أن العديد من املفواهيم واملص طلحات العلمي ة املتداولة‬
‫يف أدبيات اإلعالم واالتصال احندرت من جمواالت‬
‫الفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية‪ ،‬وقد مت توظيفها بعد إفراغها من بصائصها‬
‫)‬
‫الفيزيائية والرياضية‪ 1).‬ولقد فتحت هذه املفاهيم زوايا نظر جديود‪ õ‬للمشوول‬
‫)‪ )1‬نذكر على سبيل املثال‪ :‬التشويش أو الضوضاء‪ ،‬تورار املعلومات‪ ،‬اخنثروبيوا‪ ،‬رجوع‬
‫الصدى إخل‪...‬‬

‫‪0‬‬
‫اإلعالم ‪ ،‬وأسهمت يف إثراء نظريات اإلعالم واالتصوال‪ .‬فمدليوة اإلثبوات‬
‫واإلبطال اليت حنن بصدد تفويك بنيتها‪ ،‬تودعونا إىل قوراء‪ õ‬بينيوة‪ ،‬نَتا ُُه‬
‫ِمي‬
‫ّوة‬
‫) ‪ )Interdisciplinary‬إللع الم اجلدي د‪ ،‬ق راء‪ õ‬جتِ ُد مادما العلمي ة يف جم ال الفيزيواء‬
‫والرياض يات؛ ذلك خن اإلع الم اجلدي د ليس جم رد حقل معريف َنْدُرس ه من بوالل مفرداته التقني ة‬
‫وبصائصه اللس انية‪ ،‬ووجهه االجتماع ‪ .‬إنه نظ ام دين ام باضوع لقوان½ اخنظمة الدينامي ة‬
‫املرَك‬
‫د‬ ‫ة‪ .‬وق‬ ‫ّب‬
‫َ‬ ‫جر‬
‫ّنا ذلك لبيان حقيقة الفوضى السارية يف‬
‫)‬
‫حدوده‪ ،‬اب ملعىن الفيزيائ لمفهوم‪ 1).‬جدلية اإلثبات واإلبطال‪ ،‬تضح أركاهنوا‪،‬‬
‫حينئذ‪ ،‬عندما ندرك السرعة اليت تتحق هبا‪ ،‬وحنيط بتردداموا الواشوفة حلموم‬
‫االس تقطاب والتفاعل يف ال زمن؛ خن م ا يهب ش بوات التواصل االجتماع ق ووً ً‪ õ‬ميدياتيوي ة‬
‫ميِث‬
‫ّر‪ õ‬يف بناء الرأمل‪ ،‬ليس امتالكها خدوات اإلثبات واإلبطوال‪ ،‬بول‬
‫لووهن ا نظا ًم ا يتح رك بس رعة قص وى ال بطي ة‪ ،‬م ثري‪ õ‬حلالة من االس تقطاب‬
‫املطَ‬
‫ّرد‪،‬‬
‫وتِدثة لدوامة من التفاعالت الالمتناهية‪ ،‬جتد تفسريها يف املعادلة الرياضية السابقة‪.‬‬

‫‪ 5-‬جدلية اإلث بات واإلبطال في النظام التواصلي الجديد‬


‫إن دبول فاعل½ ُجدد إىل ساحة اجمالل العموم امليدياتيو‬
‫غي‬
‫ّر كثرًيا مون‬
‫ذا اجمالل‬ ‫هندسة ه‬
‫و‬ ‫و َح‬

‫‪0‬‬
‫َّل آليات الفعل امليدياتيو إىل قدر‪ õ‬عامة ُيْمِسك بدفتوها اخفراد االجتماعيون العاديون‪ .‬واملهم يف‬
‫ذا‬ ‫ه‬
‫الت ُ‬
‫حو‬
‫ّل الذمل أصاب فلوك امليوديا اجلماهريي ة التقليدية‪ ،‬هو أن س رعة اإلثب ات واإلبط ال املش ار إليها‬
‫أصوبحت بيود‬
‫ل اجلديد‬ ‫ع مما جيعل النظام التواص‬ ‫اجلمي‬
‫ُمهَي‬
‫)‪)2‬‬
‫ّثً للفوضى اب ملعىن الرياض للولمة‪.‬‬
‫واإلثبات واإلبطال يف مضمارنا لعبة ميدياتيوية تقتضيها سوياقات فوريوة‪،‬‬
‫سياسية‪-‬ثقافية تل رويض الرأمل العام والتحوم يف اجتاهاته‪ .‬املرشوح اجلمهوورمل‬
‫رح‬ ‫د ترامب‪ ،‬ط‬ ‫ة‪ ،‬دونال‬ ‫للرئاسة اخمريكي‬
‫إَب‬
‫ّان أحدات سان بارن اردينو بواليفورنيا‪ ،‬فور‪ õ‬منع دبول املس لم½ إىل بال ده‪ .‬التص ريح ن ُِش ر على موقع ه‬
‫اإللوتروين مود‪ õ‬طويلة‪ ،‬مث ابتفى قبل فوزه بالرئاسة بوقت قصري‪ ،‬مث عاد يل ظهر من جديد علوى‬

‫سا ب ‪.‬‬
‫احليدرمل‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬مرجع‬ ‫)‪)1‬‬
‫املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪43. 44- 40- 58-‬‬ ‫)‪)2‬‬

‫‪0‬‬
‫موقع محلته االنتخابية‪ .‬إن ظهور الفور‪ õ‬على موقع ترامب اإللوتروين هو ضورب من ضروب‬
‫احلشد‬
‫الر‬
‫اّ م إىل تعزيز شعبيته كرجل دولة قومل‪ ،‬وإن إبفاءها هوو‬
‫أيضًا نوع من احلشد‬
‫الر‬
‫اّ م إىل احتواء الضوضاء اليت أصابت محلته االنتخابيوة‪،‬‬
‫والر‬
‫اّ م كذلك إىل كسب موال½ جدد‪ .‬فاإلظهار واإلبفواء‪ ،‬بالدقوة الزمنيوة‬
‫املرجو‪ ،õ‬وبسرعة البث اللحظية‪ ،‬وإن الحا متضادين من حيث كوهنموا إجورا ًًء‬
‫ميدياتيوي‬
‫نس له ترمجة سياسوية‬ ‫ّا‪ ،‬فإهنما متمانسان من حيث القصد االتصايل‪ ،‬جتا ٌ‬
‫يف ثنائية اإلثبات واإلبطال‪ .‬تستمد امليديا‬
‫اجلماهريية قوما كممال وسائط فائ ال ثتث ري‪ ،‬من قدرما على‬
‫اإلثبات واإلبطال يف الزمن والسياق املناسب‪ ½.‬كان جيرمل احل ديث‪ ،‬يف بداي ة القرن العشرين عن قو‪õ‬‬
‫د‬ ‫ذ اك ق‬ ‫معية وتطورها آن‬ ‫ور اإلذاعة الس‬ ‫ة؛ خن ظه‬ ‫الولم‬
‫غَي‬
‫ّ را من أس اليب ال ثتث ري يف الرأمل الع ام إىل ح د اعتب ار اإلذاعة الفاعل ال رئيس يف كل التغري ات‬
‫)‪)1‬‬
‫عن دما‬ ‫الصور‪õ‬‬ ‫الولم ة إىل قو‪õ‬‬ ‫ومن قو‪õ‬‬ ‫االجتماعي ة‪.‬‬
‫عزَ‬
‫ّز ظهور التليفزيون مون‬
‫ة‪،‬‬ ‫ينمائية والفوتوغرافي‬ ‫الس‬ ‫وذ الصور‪،õ‬‬ ‫نف‬
‫دف‬ ‫وت‬
‫ّقت‪ ،‬بالل النص ف الث اين من القرن العشرين‪ ،‬اخدبيات املغالي ة ل دور الصور‪ õ‬يف بن اء الرأمل الع ام‪،‬‬
‫)‬
‫ُمَبش َر‪ õ‬بث دوات بالغي ة جدي د‪ õ‬يف جم ال الوتاب ة بالصور‪ õ 2).‬ولون ال دارس لب الغوة امليوديا‬
‫اجلماهرييوة السمعية املرئية‪ ،‬جيد أن قو‪ õ‬ال ثتث ري‪ ،‬احلقيقية‪ ،‬اليت تمتع هبا‪ ،‬يل سوت يف حنويتوها‬

‫‪0‬‬
‫وبالغتها كوسائط إعالمية‪ ،‬إمنا يف احتوائها جدلية اإلثبات واإلبطال‪ ،‬واإلظهوار واإلبفاء‪ .‬وت اريخ وسائل‬
‫اإلع الم حاف ل مبمارسة هذه الثنائيوات ال ويت الح وت مبثاب ة الشرو البدئي ة لتحقي الض بط‬
‫االجتمواع واالنتصوار امليوداين‪ .‬فغوزو‬
‫دأ‪،‬‬ ‫العراق ب‬
‫إ ً‬
‫عالمي‬
‫)‪)3‬‬
‫ّا بقو‪ õ‬اإلثبات‪ ،‬إثبات امتالك العراق خسلحة الدمار الشامل ‪،‬‬
‫‪Tudesq, A. J. La Radio en Afrique noire, (Pedone, Paris, 1983).‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫‪Leo, B. the Age of television, A study of Viewing Habits and The Impact of‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫‪television on American Life, (Ungar Pub Co Edition, 1972).‬‬
‫مت‬ ‫)‪ )3‬لقد‬
‫ََّو‬
‫ّن وزير اخالرجية اخمريك اخسب ‪ ،‬كولن باول‪ ،‬يف عرض له عورب برنوامج‬
‫الشرائح اإللوترونية ‪ Power) )Point‬مبقر اخمم املتحد‪ õ‬يف ‪ 5‬فرباير‪/‬شبا ‪ ،3001‬مون إقناع اجملتمع‬
‫اخمم ثب ن الع راق ميتلك أس لحة الدمار الش امل‪ .‬الع رض ك ان عب ار‪ õ‬عون ص ناعة ميدياتيوي ة مت‬
‫االعتماد فيها على صور اخقمار الصناعية والصور االفتراضية اليت‬
‫تشري‪ ،‬من دون دليل دقي ‪ ،‬إىل وجود مواقع خسلحة الدمار الشامل بالعراق‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫وإثبات دعم نظامه لتنظيم القاعد‪ õ.‬ومبرور الوقت‪ ،‬اتضوحت هشاشوة هوذه املربرات؛‬
‫إذ مل يتم العثور على أدلة مادية ت دين العراق‪ ،‬فوان أن بورزت للورأمل الع ام ال دويل قو‪ õ‬إثبات‬
‫د‪õ‬‬ ‫جدي‬
‫متثَ‬
‫ّلت يف ضرور‪ õ‬جلب الدميقراطية لبلود يعويش‬
‫الظلم واالستبداد‪ .‬لذا‬
‫نقول‪ :‬إن اإلثبات إذا ما وقع إبطاله بثمل حنو كان‪،‬‬
‫حل‬
‫ّ‬
‫تل‬
‫ّه إثبات جديد هو مبثابة اإلظهار لوجه بف من أوجه الواقع‬
‫املرك‬
‫ّب‪ .‬وبتعبري آبر‪ ،‬فوإن حالوة‬
‫اإلثب ات ه ب ذاما حالة إبط ال‪ ،‬والع وس ص حيح‪ .‬ال رئيس الراح ل‪ ،‬احل بيب بورقيب ة‪ ،‬أبطل ع رب‬
‫)‬
‫التليفزيون قرار الزياد‪ õ‬يف أسعار اخلبز والعم½ حامال الح له أن القورار س يطيح نب ظامه‪ 1).‬ق رار‬
‫مت إثباته‬ ‫اد‪õ‬‬ ‫الزي‬
‫تليفزيونيً‬
‫ّا ببالغة ميدياتيوية توضح مظاهر "التب ذير" للخبز بوميات ك بري‪ ،õ‬م ثري‪ õ‬لمدل‪ .‬وق رار اإلبط ال‪،‬‬
‫إبطال الزيواد‪ õ‬يف‬
‫مت إثباته أيض ًا ع رب التليفزي ون يف كلم ة قص ري‪õ‬‬ ‫أسعار اخل بز والعم½‪،‬‬
‫ت َ‬
‫وج‬
‫ّوه هبوا‬
‫)‪)2‬‬
‫"اجمالهد اخكرب " للشعب التونس ‪ .‬فاإلثبات التليفزيوين الذمل كوان سو ًبا يف‬
‫اندالع انتفاضة شعبية‪ ،‬قوية‪ ،‬ذهب ضحيتها عشرات القتلى واجلرحوى‪ ،‬انقلوب‬
‫إلبطالٍ‬
‫حَو‬
‫)‪)3‬‬
‫ّل الفوضى إىل حالة من النظام واالستقرار‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫الن‬ ‫ر اإلع‬ ‫)‪ )1‬على إث‬
‫ًّي‬ ‫رمس‬
‫ّا عن الزياد‪ õ‬يف أسعار العم½ ومشتقاته‪ ،‬اندلعت انتفاضة اخلبز يف تونس يف شول مظاهرات انطلقت‬
‫من اجلنوب التونس هناي ة ديسومرب‪/‬كوانون اخول ‪ ،4891‬مث س رعان ما اتس عت املظ اهرات‬
‫لتشمل مناط الشمال والوسط الغرب و لبالد مما اس تدعى جتنيد قوات النظام الع ام‪ ،‬واجليش الحت واء‬
‫اخزمة‪ .‬وقد أس فرت املواجهات ب½ املتظ اهرين واجليش عن س قو ع دد من القتلى واجلرحى‪.‬‬
‫أثناء املواجهات‪ ،‬ظهور ال رئيس الراحل‪ ،‬احل بيب بورقيب ة‪ ،‬يف التليفزيون معلًنا إبطال ق رار الزي اد‪ õ‬لتعود‬
‫)‪ )2‬اخوضاع‬
‫االجتماعية إىل حال ة االستقرار والسلم‪ .‬بورقيب ة‬
‫ل‬ ‫ان ُي‬ ‫ك‬
‫قَّ َ‬
‫ّب بو "اجمالهد اخكرب‪ ".‬يف كلمته الشهري‪ õ‬صباح يوم ‪ 4‬ني اير‪/‬كوانون‬
‫الثاين ‪" ،4891‬نرجعو ف½ َُُّكنا"‪ ،‬ألغى الرئيس بورقيبة قرار الزياد‪ õ‬حفا ًًظا على أمن البالد‬
‫واستقرارها داعًيا يف الوقت ذاته احلوومة إىل وضع ميزانية جديد‪ õ‬يف غضوون ثالثوة‬
‫أشهر‪.‬‬
‫)‪ )3‬انظر كذلك‪:‬‬
‫‪LE Saout, D., Rollinde, M. (dir), Émeutes et mouvements sociaux au‬‬
‫‪Maghreb, Perspective comparée, (Karthala-Institut Maghreb-Europe, Paris,‬‬
‫‪1999), p. 381.‬‬

‫‪00‬‬
‫حنن إذن أمام جدلية ميدياتيوية بطري‪ õ‬تعمل برباديغم اإلثبوات واإلبطوال‪.‬‬
‫فعل شاذب للرأمل العام وله من الطواعي ة ما ُيَغي‬ ‫فعل اإلثبات واإلبطال ٌ‬ ‫واخلطري يف حقيقتها هو أن َ‬
‫ر من قوان½ صناعة الواقع اليت ازدهرت باخلصووص موع تطوور‬
‫تونولوجيا اإلعالم واالتصال؛ خن الواقع يتغري باإلثبات‪ ،‬ويتغري كذلك باإلبطال‪.‬‬
‫يف جم ال العل وم‪ ،‬يق ول يف ش رحها‬ ‫وه ذه حقيقة ميك د‪õ‬‬
‫امِلفو‬
‫ّر عب د ال ورمي س روش‪" :‬اإلثب ات واإلبط ال هو عمل احلوماء والعلم اء التمري بي½ املس تمر‪.‬‬
‫وطالب العلوم واحلومة كثرًيا ما َيْثَنُسون بإثب ات املعرف ة وإبط اهال‪ ...‬لق د أفَتت نظري وة أينش وتاين‬
‫وتن‬ ‫ة ني‬ ‫الن نظري‬ ‫بب ط‬
‫وأحلَ‬
‫ّت‬
‫تَل‬
‫)‬
‫ّها نظاًما جديًدا‪ " 1).‬فول ش ء ميوون أن يوتغري باإلثبات‪ ،‬وكل ش ء ميون أن يتغري باإلبطال‪،‬‬
‫والواقع املعريف واالجتماع إمنا هو‬
‫َتَشو‬
‫ّل‬
‫ُمَعق‬
‫ّد باإلثبات واإلبطال يف اآلن ذاته‪.‬‬
‫ُيَمث‬
‫ّل حينئذ التشويل الثنائ لإلثبات واإلبطال‪ ،‬اإلطار املسيطر يف بناء الواقع وصيانته مبا تقتضيه احالل السياسية‬
‫واالجتماعية عند حتديد القصد االتصايل لقائم ب التصال؛ فمن ميتلك أدوات‬
‫التحو‬
‫ّم يف حتقي اإلثبات واإلبطال؛ خنه البد مون‬
‫وجود نظام فين وتقين يدفع بالظهور لإلثبات أو لإلبطال‪ ،‬يوون فاع ًًال‬
‫قو ي‬
‫ّا يف بناء‬
‫الواقع‪ .‬ونعود من جديد إىل رجب طيب أردوغان‪ ،‬الرئيس الترك الذمل استخدم بعض مواق ع‬
‫‪0‬‬
‫يوليو‪/‬متوز ‪ ،3044‬نل ش ري إىل‬ ‫النقالب ‪45‬‬ ‫التواصل االجتماع كوسيلة من وسائل التصدمل امليدياتيو‬
‫ذمل‬ ‫و ال‬ ‫أنه ه‬
‫َقر‬
‫)‪)2‬‬
‫ّر يف أكثر من مناسبة حمبوها إلبطال محالت "التشويه" اليت تطول شخصه وحزبه‪ ،‬واحتواء‬
‫التش وويش الوذمل يص يب مساره الس ياس ‪ ،‬عل ًم ا بثن حمبه لتوي تر‪ ،‬مث يل وتيووب‪)39 ،‬‬
‫موارس‪/‬آذار )‪ ،3041‬كان قبل يوم½ من موعد االنتخابات احملليوة التركيوة املقورر‪ õ‬يف ‪10‬‬

‫)‪ )1‬سروش‪ ،‬عبد الورمي‪ ،‬اوتقض ااوقسط يف اوشريعة‪ ،‬ترمجة دالل عباس‪) ،‬دار اجلديود‪،‬‬
‫ص ‪.111 ،434 3003)،‬‬
‫)‪ )2‬يف اخلميس ‪ 30‬مارس‪/‬آذار ‪ ،3041‬السلطات التركي ة حتمب موقوع تووي تر لتواص ول االجتماع‬
‫ك إجراء لتص دمل للحم الت اليت تتهم أردوغ ان بالفس اد‪ .‬بعد أي ام قليل ة من ذل ك‪ ،‬حمبت احلوومة‬
‫وب‬ ‫ة موقع يوتي‬ ‫التركي‬
‫ل ّبِث‬
‫ّه تسميالت تتهم حوومة أردوغوان بالفس اد‪ .‬ويف ي وم اخربعاء ‪ 30‬يوليو‪/‬مت وز ‪ ،3044‬احلوومة‬
‫التركيوة حتموب موقوع‬
‫ويويليوس لنشره وثائ سرية رمسية خعضاء حزب العدالة وا تل نمية‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫مارس‪/‬آذار من العام ذاته‪ .‬ومن املهم يف مضمارنا ِذْكرُ زمن احلمب ال ذمل ُيَفس ور أنيي ة‬
‫فعل اإلبط ال يف تغيري ق وان½ لعب ة ص ناعة الواق ع‪ ،‬ومنه نفهم أيض ًا كي وف أن حمب مواق ع‬
‫التواصل االجتم اع أو بس طها إمنا يوش وف ع ون إراد‪ õ‬لتطويوع اخح دات ك‬
‫تت َ‬
‫حو‬
‫)‬
‫ّل بنية الواقع لتشويل جديد‪ .‬فوالقول‪ :‬إن اإلعوالم سولطة رابع ة‪ ،‬وهو ق ول ق دمي)‪ 1‬يعين يف‬
‫املقام اخول الوسط العموم الذمل ُتمارَس فيوه لعبة إعاد‪ õ‬بناء الواقع باإلثبات واإلبطال‪ ،‬كشول‬
‫من أشوال فض ح االحنراف ات يف اجملتمع‪ ،‬السياس ية واالقتص ادية والثقافي ة‪ ،‬وكض رب من ضروب‬
‫التعوديل للنظوام‬
‫االجتم اع ‪.‬‬
‫مل يعمل اإلعالم العموم كسلطة رابعة يف اخنظموة الشومولية‪ ،‬العربيوة‬
‫)‬
‫باخلصوص)‪ 2‬؛ ذلك خن مقبض اإلثبات واإلبطال ُتْمِسُوه الدولة وُت َ‬
‫حر ُكه باالجتاه‬
‫املناسب الستمراريتها‪ .‬الرئيس املخلوع ابن عل ‪ ،‬حوم ت ونس لرب ع قورن بقوو‪ õ‬اإلثب ات واإلبطال‬
‫هوْيَمن عليوه براديغم اخلو ‪ .‬اإلثب ات اخ ول‪،‬‬ ‫اليت كان ميارسها بثرحيية فائقة يف نظام اجتماع َ‬
‫ذمل‬ ‫وهو ال‬
‫ل‬ ‫احت‬
‫ا‪،‬‬ ‫ّ به قصر قرط‬
‫جتس‬
‫ّد يف التقرير‬
‫و‬ ‫الطب‬
‫املوَق‬
‫انوا‬ ‫اء ك‬ ‫بعة أطب‬ ‫ع من س‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫أق‬
‫)‪)3‬‬
‫ّوا آنذاك بعمز الرئيس الراحل بورقيبة‪،‬‬

‫‪4797‬‬ ‫باسم مونتس ويو إن مفهوم السلطة الرابعة‪ ،‬ابترع ه إدموند بريك ‪ Burke )Edmund )4738-4787‬عام‬
‫)‪ Montesqu‬للدالل ة على التث ثري البارز الذمل ُتحدث ه وسائل اإلعالم يف اجملتمع‪ .‬ولويس هل وذا املفهوم من معىن ب ار‬
‫‪ ،)ieu‬واملتعلقة أنظمة احلوم الدميقراطية القائمة على مصفوفة املباد والقواعد‬
‫بض رور‪ õ‬والتعاليم اليت وضعها جون لوك ‪ ،Locke) )John‬وشار لومل دمل سيووندا املعورو‬
‫‪00‬‬
‫)‪ )1‬الفصل ب½ السولطات الثالثوة‪ :‬التشريعية والقضائية والتنفيذية‪ .‬ولوال هذا الفصل ب½ السلطات الثالث ة‪،‬‬
‫املنطبع بالفور ا ليربايل‪ ،‬مال جرى احلديث عن سلطة رابعة تراقب قوان½ ا لعبة الدميقراطية واالنفتواح‬
‫اجملتمع يف وا تل نوع ‪.‬‬
‫& ‪Hidri, Abdallah, “The Fifth Estate: Media and Ethics”, Journal of Arab‬‬
‫‪Muslim Media Research, (Vol. 5, Issue 1, November 2012).‬‬
‫ليلة االنقالب على بورقيبة ‪)7‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاين )‪ ،4897‬مت تسخري سبعة أطباء من قبل‬
‫النائب العام‪ ،‬اهالمش الزمال‪ ،‬لتوقيع تقرير طبو يوشف عمز الرئيس بورقيبة‪ ،‬عمزه‬
‫التام عن إدار‪ õ‬شيون البالد‪ .‬هيالء اخطباء هم‪ :‬عز الدين قديش‪ ،‬وتمود قوديش‪،‬‬
‫)‪ )2‬والصادق الوحش ‪ ،‬وعبد العزيز العنابو ‪ ،‬وتمد بن إمساعيل‪ ،‬واهلوامش القورومل‪،‬‬
‫وعمار‪ õ‬الزعيم ‪.‬‬

‫)‪)3‬‬

‫‪00‬‬
‫اين‬ ‫ات الث‬ ‫د‪ .‬اإلثب‬ ‫يون البال‬ ‫ش‬ ‫ام عن إدار‪õ‬‬ ‫زه الت‬ ‫عم‬
‫َتمَث‬
‫)‪)1‬‬
‫ّل يف بيانه القاض بإرساء دولة الدميقراطية على "أساس سياد‪ õ‬الشعب"‪ ،‬واحالل أن تونس عاشت‬
‫)‬
‫يف عه ود ابن عل أوس ع محالت االعتق ال والتع ذيب وأعنفها ع رب تارخيها)‪ ، 2‬مح الت مش لت‬
‫باخلصوص املعارض½ لنظام من يساري½ وإسالمي‪ ½.‬اإلثبات الثالث استمر ُيورد د على امت داد‬
‫أكثر من عقدين "معمز‪ õ‬االزدهار االقتصادمل" لتوونس‪ ،‬يف الوقوت‬
‫الذمل انتشر فيه الفقر‪ ،‬وتغلغل فيه الفساد اإلدارمل واملايل بوامل مفاصل ال دولوة‪ ،‬وت راجعت فيه الطاقة‬
‫)‬
‫الشرائية للطبقة الوسطى)‪ ، 3‬وش ُِرع باهلل يف االستيالء على‬

‫)‬
‫البالد‪ 4).‬إن قو‪ õ‬اإلثبات اليت جنح نظام ابن عل يف فرضها عرب اخجهز‪ õ‬اخيديولوجية وامليدياتيوية‬
‫لدولة‪ ،‬جعلت صندوق النقد الدويل‪ ،‬والبنك الدويل‪ ،‬يشيدان بودور تونس يف التنمية ويعتربانه‬
‫)‬
‫نوذجا ميون للدول النامية االقتداء به‪ 5).‬وقو‪ õ‬اإلثبات‬
‫م ً‬
‫اليت كان للغة الدبلوماسية دور يف تعزيزها‪ ،‬ظلت معمونة بقو‪ õ‬إبطوال للفوور‬
‫الناقد‪ ،‬الفاضح ملنظومة الظلم واالستبداد‪ .‬كل ذلك كان جيرمل يف اجمالل العموم‬
‫هندستها قافلوة مون اخلورباء‪ ،‬واإلعالموي½‪،‬‬ ‫امليدياتيو ببالغة فائقة‪َ ،‬رَسمت َ‬

‫)‪"... )1‬أيها املواطنون‪ ،‬أيتها املواطنات إن شعبنا بل¿ من الوع والنضج ما يسمح لوول أبنائه وفئاته‬
‫باملشاركة‬
‫الَّبن‬
‫اّ ء‪ õ‬يف تصريف شيونه يف ظل نظام مجهورمل يويل امليسسات‬
‫موانتها ويوفر أسباب الدميقراطية املسيولة وعلى أساس سياد‪ õ‬الشعب‪ ،‬كما ن‬
‫َّص‬
‫ّ عليها‬
‫الدستور الذمل حيتا إىل مراجعة تثكدت اليوم‪ .‬فال جمال يف عصرنا إىل رئاسة مودى احليا‪ õ‬وال خلالفة‬
‫آلية ال دبل لشعب فيها"‪ ،...‬من يب ان السابع من نوفمرب‪/‬تشرين الثاين‬
‫‪.4897‬‬
‫)‪" )2‬سمن أكرب"‪ ،‬منظمة ييسمن رايتس ااتش‪ 31 ،‬مارس‪/‬آذار ‪) ،3040‬تاريخ الدبول‪:‬‬
‫‪ 3‬أكتوبر‪/‬تشرين اخول ‪3044):‬‬
‫‪https://www.hrw.org/ar/report/2010/03/24/256042‬‬ ‫تقرير‬

‫‪00‬‬
‫البنك الدويل حول فساد ابن عل أو "الثور‪ õ‬املنقوصة" )ياس½ بلالم)½‪ ،‬ناساة‪،‬‬
‫)‪ 44 )3‬إبريل‪/‬نيسان ‪3041.‬‬
‫‪Main basse sur la Tunisie, (La :Beau, N., Graciet, C. La régente de Carthage‬‬
‫‪Découverte, 2010).‬‬ ‫)‪)4‬‬
‫وكالة تونس إفريقيا لأل بن اء‪ ،‬تقرير صندوق النقد الدويل‪" ،‬تونس تتمتع بثسس ماليوة‬
‫)‪ )5‬صلبة"‪ 49 ،‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪3040.‬‬

‫‪00‬‬
‫والب احث½ اجالمعي½‪ ،‬ص نعهم نظ ام ابن عل لنفس ه‪ .‬ومال‬
‫حتوَ‬
‫لّ ت جد يل ة اإلثبات واإلبطال إىل قودر‪ õ‬عاموة‪ ،‬ميارسوها اخفوراد‬
‫االجتماعيون كشول من أشوال التعبري احلر عن الرأم ل‪ ،‬واالخ نرا الفع ل يف لعب ة إنت ا املعىن‪،‬‬
‫وإع اد‪ õ‬بن اء الواق ع مبا تت يحه تونولوجيا اإلع الم واالتص ال من مرونوة واس عة يف متابعة املض ام½‬
‫ة‪،‬‬ ‫رعة فائق‬ ‫ادهال بس‬ ‫رها‪ ،‬وتب‬ ‫وإنتاجها وبثها ونش‬
‫َو‬ ‫َتش‬
‫د‪،õ‬‬ ‫لطة جدي‬ ‫المح س‬ ‫دياتيو م‬ ‫وم املي‬ ‫َّلت يف اجمالل العم‬
‫عَب‬
‫)‬
‫ّرنا عنها بوو "السولطة اخالمسة)‪ ،" 1‬وه السلطة اليت بات بإمواهنا حتقي اإلثبات واإلبطوال‬
‫بالسورعة‬
‫القصوى االلبطية‪ ،‬يف املوان املناسب‪ ،‬يف الزمن املناسب‪ ،‬وباخسلوب املناسوب‪.‬‬
‫)‬
‫هوذا ومبقتضى ما أوردناه من بصائص مميز‪ õ‬إللعالم اجلديود)‪ ، 2‬ميوون َعو‬
‫ُُّد‬
‫ّ‬
‫شبوات التواصل االجتماع الفضاء السيرباين ملصانع الرأمل العام اجلديد‪õ.‬‬

‫خالصة‬
‫يظل من الضرورمل‪ ،‬يف ضوء ما تقدم‪ ،‬أن‬
‫تتخط‬
‫ّى الدراسوات اإلعالميوة براديغم التبسيط القائم على البحوت الوصفية ودراسات اجلمهور الويت‬
‫َتْسووُنها استنتاجات ُمَنْمَذَجة وأرقام باهتة ال جتيب على أسئلة اجملتمع‪ ،‬وال ُتَقود م إضوافة‬
‫لعلم‪ .‬على الدارس والباحث‬
‫الت‬
‫ّصد مل لفهم املشول اإلعالم واالتصايل بوذهن مفتوح على حقول معر يف ة خمتلفة تت يح تثبيت أسس‬
‫منهمية وإبستمولوجية جديد‪õ‬‬
‫لعلوم اإلعالم واالتصال‪ .‬وبناءً على ذلك‪ ،‬نرى من املفيد االستفاد‪ õ‬مون قووان½‬
‫‪00‬‬
‫‪Dynamic‬‬ ‫الطاقة احلركية ‪ ،Kinetic) )Energy‬والسرعة يف الفيزياء الديناميوية )‬
‫)‪ ،Physics‬ومباد الدينامية احلرارية ‪ Thermodynamics) of Principles )The‬حىت‬
‫نفهم بشول أفضل كيف تتحرك املعلومات‬
‫وتتحو‬
‫ّل من طاقة كامنة إىل قو‪õ‬‬
‫فاعلة يف اجملتمع‪ .‬أليست املعلومات شبيهة بالطاقة احلرارية الوامنة يف اخجسوام أليست كامنة ه‬
‫اخبرى يف اجلسم االجتماع ‪ ،‬وتسرمل يف مفاصله اب لسرعة اليت‬

‫)‪ )1‬احليدرمل‪ ،‬عبد اهلل الزين‪" ،‬الفضاء العموم اجلديد لسلطة اخالمسة"‪ ،‬اجمللاة اوعربياة‬
‫وإلعالم ااالتصال‪) ،‬العدد ‪ ،3041) ،43‬ص ‪98-411.‬‬
‫)‪ )2‬احليدرمل‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ ،‬مرجع ساب ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫ال‪،‬‬ ‫ائمون ب التص‬ ‫ددها الق‬ ‫حي‬
‫د‬ ‫وت ت ب‬
‫ّد كلم ا ش اعت أليست هذه الس ورعة نس وبية ت تراوح ب½ وس يط إع الم وآب ر أال‬
‫ُتَمِث‬
‫وا‬ ‫ووم منوذجً‬ ‫وة الي‬ ‫بوة العنوبوتي‬ ‫ل الش‬ ‫ّ‬
‫تونوثقافًي‬
‫ّا )‪ )Techno-cultural‬لنظ ام دين ام مماث ل لألنظمة الدينامي ة يف الفيزيواء النظري ة‪ ،‬والويمي اء‬
‫والرياضيات‪ ،‬املتميز‪ õ‬بعناصرها ومووناما املتفاعلة بعضها موع‬
‫بعض‬
‫يدعونا هذا املستوى من التناسب ب½ حقول معرفية وجماالت وث خمتلفة إىل‬
‫إعاد‪ õ‬التفوري يف مناهج البحث‪ ،‬وأدواته الفورية والنظريوة‪ ،‬املعتمود‪ õ‬يف علووم‬
‫اإلع الم واالتص ال الحت واء املق اوالت العلمي ة‪ ،‬والتس طيح العلم املتغلغل بق وو‪ õ‬يف اجمالل امل ذكور‬
‫باخوسا اخكادميية العربية‪ .‬ولعل من أبرز احلقول املعرفيوة الويت‬
‫)‬
‫ينبغ االنفتاح عليها‪ ،‬فض ًًال عن العلوم اإلنسانية واالجتماعية)‪ ، ‬حقول العلووم‬
‫ة‪،‬‬ ‫ة والومي‬ ‫ة‪ ،‬النظري‬ ‫الفيزيائي‬
‫تَلُم‬
‫ة‬ ‫ادالت الزمني‬ ‫ا املع‬ ‫ًا حملاولة إدم‬ ‫ّس‬
‫ن‬ ‫ليتس‬
‫ّى االش تغال هب ا يف علوم اإلعالم واالتصال‪ .‬واملقارب ة الزمني ة‪ ،‬ه إحدى أهم احللق ات الغائب ة يف‬
‫الفور اإلعالم واالتصايل بصفة عامة‪ .‬إهن ا املقارب ة اليت تس اعد على فك اخلغواز اللس انية‪ ،‬والفيزيائي ة‬
‫والفقهية‪ ،‬والسردية وغريها‪" .‬لعبة" التواصول يف شوبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬لعب ة تدور حلقاما‬
‫وف‬ ‫وزمن‪ ،‬فوي‬ ‫يف ال‬
‫ون‬ ‫يتس‬
‫ّى إدراكهوا‬
‫ودراستها بار البعد الزمين !‬

‫‪00‬‬
‫)‪ )‬تشمل العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ :‬التاريخ‪ ،‬واجلغرافيا‪ ،‬والعلوم القانونية واالقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬واخنثروبولوجيا‪ ،‬وا لسانيات‪ ،‬والدميغرافيا‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الخليجي‬ ‫استخدامات قادة ال أري العام‬
‫لشبكات التواصل االجتماعي‬

‫د‪ .‬عبد الرحمن الشامي أستاذ‬


‫اإلعالم بجامعة قطر‬

‫إذا كان االتصال يو ََس ُم يف كل عصر من عصوره بثبرز الوسائل االتصوالية اليت ظهرت يف‬
‫حقبة أو حقب معينة‪ ،‬فإن هذا العصور هوو عصور الشوبوات‬
‫االجتماعية بامتياز‪ .‬فحالة االندما أو التقارب احالصل ب½ وسائل اإلعالم اليوم‪ ،‬والترابط الشبو‬
‫وب ًِّويا‬
‫ب½ وسائل االتصال القدمية واجلديد‪ ،õ‬أفورزا اتصوا ًًال َش َ‬
‫و ُُم‬
‫َْشت‬
‫َِب ًوا يف الوقت نفسه على حنو غري مسبوق‪ ،‬وهذا التو‬
‫ُّج‬
‫ّه هو مسوة العصور‪،‬‬
‫وآبذ يف التنام على حنو‬
‫ُُمط‬

‫ّ ِرد‪ ،‬فهو السمة ال‬


‫َّد‬
‫اّ ِِم َغة لوسائل االتصوال احلاليوة‬
‫واملستقبلية؛ حيث يولد اخحدت من رحم احلديث‪ ،‬ج‬
‫‪00‬‬
‫َّر‬
‫اّ ء التطوور التونولووج‬
‫لوسائل االتصال‪ ،‬كما تَ َ ََّولد اجلديد من رحم القدمي باخمس القريب‪ .‬وقد‬
‫اقتحمت شبوات التواصل االجتماع خمتلوف اجملواالت السياسوية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫واإلعالنية والتسويقية والتروجيية وغريها مون جوانوب احليا‪ õ‬وأنشطتها املختلفة‪ ،‬كما جذبت إىل‬
‫استخدامها كافة أفراد اجملتمع‪ ،‬وفئاتوه املختلفة‪ ،‬مبا يف ذلك النخب الفورية والسياسية وغريهم من‬
‫موونوات اجملتموع‬
‫اخبرى‪ ،‬فض ًا ًل عن امليسسات واهليئات الرمسية والشوعبية‪ ،‬وأصوبحت هوذه‬
‫الشبوات جز ًًءا‬
‫أساس‬
‫ّي‬
‫ّا من أنشطة احليا‪ õ‬اليومية‪ ،‬نظ ًًرا لميزات العديد‪ õ‬اليت تمتع هبا‪ ،‬وق درما على تلبية االحتياجات‬
‫على حنو فردمل ومجعو بسورعة وكفواء‪õ‬‬

‫‪00‬‬
‫عاليت‪ ½.‬اف لفعل االتصايل الذمل يتم على شبوات التواصل االجتماع يقوم بودور‬
‫يف إنتا معرفة ختتلف عن منط املعرفة التقليدية؛ حيث تت سم باالنتقائية‪ ،‬واملرونوة‪ ،‬والتواملية النسبية‪،‬‬
‫)‬
‫والواقعية‪ 1).‬كما أن شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬أصوبحت‬
‫)‬
‫منصات لعرض القضايا‪ ،‬وباصة السياسية‪ ،‬وإدار‪ õ‬النقاش واجلودل حوهلوا)‪، 2‬‬
‫ف‬ ‫اركة ال‬ ‫وإتاحة املش‬
‫ََّع‬
‫برين‪ ،‬من أجل ح‬ ‫ع اآل‬ ‫اور م‬ ‫اّ لة والتح‬
‫ِِّل‬
‫ّ املشوالت‪ ،‬وتقريب‬
‫)‬
‫وجهات النظر حول القض ايا املختلفة‪ ،‬مبا ُيسهم يف تعزي ز السلم االجتمواع ‪ 3).‬وق د أدى‬
‫ه ذا الوض ع إىل أن أص بحت ش بوات التواصل االجتم اع مفهو ً ًم ا‬
‫توًر‬
‫ًّي‬
‫ّا‬
‫يف الدراسات اإلعالمية‪ ،‬واخلطاب العام الذمل م تاز به منصات هذه الشوبوات‪ ،‬مثل‪ :‬فيسبوك‪،‬‬
‫)‬
‫وتوي تر‪ ،‬ويوتي وب‪ ،‬وويويبيوديا‪ ،‬و"وورد ب ورس"‪ ،‬واملودون ات وغريها)‪ ، 4‬وأص بح هل ذه‬
‫الشبوات ثتث ري على طبيعة عمل اإلعالموي½‪ ،‬ومصوادر‬
‫)‪)5‬‬
‫معلومامم‪ ،‬وأساليب معاجلتها‪.‬‬

‫عبد البارمل‪ ،‬أسامة‪" ،‬دور شبوات التواصل االجتماع يف إنتا املعرفة‪ :‬دراسة تطبيقية على عينة من مستخدم‬ ‫اوعلسم‬
‫الفيسبوك"‪ ،‬حسويا اآلداب ااوعلسم االجتماعية‪) ،‬احلوليوة‬ ‫اإلنسانية‬
‫‪ ،15‬الرسالة ‪ ،109‬الوويت‪ ،‬سبتمرب‪/‬أيلول )‪ ،3041‬ص ‪7-401.‬‬ ‫‪) ،‬اجمللد‬
‫املوينزمل‪ ،‬عادل‪" ،‬القضايا السعودية على شبوات التواصل االجتماع ‪-‬تويتر منوذ ًًجا‪ -‬دراسة حتليلية"‪،‬‬ ‫‪،34‬‬
‫جملة اآلداب‪) ،‬اجمللد ‪ ،37‬العدد ‪ ،3‬جامعة امللك سعود‪ ،‬موايو‪/‬أيوار‬ ‫العدد‬
‫ص ‪.114-144 3045)،‬‬ ‫‪) ،4‬‬
‫املطريمل‪ ،‬حسن‪ ،‬االاتخداما اوسيااية ملسقع اوتساصل االجتماعي تاسيتر مان ققال‬ ‫‪،3043‬‬
‫اوشقاب اوكسييت‪) ،‬رسالة ماجستري)‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة الشرق اخوسط‪ ،‬عمان‪3041. ،‬‬ ‫ص‪.‬‬
‫عابد‪ ،‬زهري‪" ،‬دور شبوات التواصل االجتماع يف تعبئة الرأمل العام الفلسطيين حنوو‬ ‫‪4139‬‬

‫التغيري االجتماع والسياس ‪ :‬دراسة وصفية حتليلية"‪ ،‬جملة جامعة اونجاح وألحباا ‪-‬‬ ‫‪419-‬‬
‫‪7‬‬

‫‪0‬‬
‫‪Ruchs, Christian, “Social Media and the Public Sphere”, Journal for a‬‬
‫)‪)1‬‬
‫‪Global Sustainable Information Society, (Vol. 12, Issue 1, 2014), p. 57-101.‬‬
‫املرمل‪ ،‬بوالء‪ ،‬تأثري اوتسيتر على طقيعة عمل عينة قصدية من اإلعالميني يف اوتنسا‬
‫اوفضا ية اخلليجية‪) ،‬رسالة ماجستري)‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة الشرق اخوسط‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫)‪.3044 )2‬‬
‫السويد‪ ،‬تمد‪" ،‬اعتماد املغردين اإلعالمي½ على معلومات توويتر وتقيويمهم ملودى‬
‫مصداقيت ها‪ :‬دراسة ميدانية على عينة من اإلعالمي½ السعودي½ املغردين يف تويتر"‪ ،‬اجمللة‬
‫اوعربية وإلعالم ااالتصال‪) ،‬العدد ‪ ،44‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاين )‪ ،3044‬ص ‪74-413.‬‬

‫)‪)3‬‬

‫)‪)4‬‬

‫)‪)5‬‬

‫‪0‬‬
‫كما برزت شبوات التواصل االجتماع واحد‪ õ‬من أدوات التواصل الف َّعَّال‬
‫َإ‬
‫َّب‬
‫ته‬ ‫ذمل فرض‬ ‫ار ال‬ ‫ر احلص‬ ‫ة على إث‬ ‫ان اخزمة اخلليمي‬ ‫ّ‬
‫ٌ‬ ‫كل‬
‫ّ من السعودية‪ ،‬واإلم ارات‪ ،‬والبح رين‪ ،‬ومص ر‪ ،‬على قطر يف ‪ 5‬يونيو‪/‬حزي ران ‪ ،3047‬مما‬
‫أح ودت ش ور بً ً ا يف ال بيت اخلليم مل تش هده املنطقة من ذ تثس يس منظومة جملس التع اون‬
‫اخ ليمو ‪ ،‬يف‬
‫‪ 35‬مايو‪/‬أيار ‪ 4894.‬وقد ا ُْْست ْخ ِد َمت شبوات التواصول االجتمواع ؛ وخباصوة‬
‫بواسطة ق اد‪ õ‬الرأمل اخ ليمي½ على حنو جل وفاع ل‪ ،‬لتحقي أغ راض خمتلف ة‪ ،‬وإجن از وظ ائف‬
‫اتصالية عديد‪ ،õ‬منها ما يندر ضمن اإلعالم واإلببار والتوعية‪ ،‬والشرح والتحليل والتوظي ف‪ ،‬وتب ادل‬
‫املعلومات واآلراء واخفوار‪ ،‬والنقاشوات العقالنيوة والعاطفية‪ ،‬ناهيك عن التفاعل الذمل مي يز هذه‬
‫الشبوات على حنو فريد‪ ،‬وأبورى‬
‫تق ع ض من الدعاي ة‪ ،‬والتح ريض‪ ،‬وذلك يف إط ار اهلم وم والص د‪ ،‬واهلم وم املض اد‪.‬‬
‫وتَُوِل‬
‫ّد شبوات التواصل االجتماع نوعًا جديًدا من قاد‪ õ‬الرأمل العام‪ ،‬فوإذا‬
‫أساسوا علوى م داوالت‬ ‫كان مصطلح الرأمل العام يشري إىل ش ء من احلوم العوام املوبين ً‬
‫ونقاش ات عقالني ة ومس تنري‪õ‬؛ إذ ه و العملي ة أو املنتج ال ذمل يت‬
‫َوَل‬
‫ّود عون‬
‫أشوال من النقاشات السياسية اليت ُتسهم يف ت ووين اإلمجاع حول القض ايا بو½ جمموعة من‬
‫)‬
‫الناس)‪ ، 1‬فإن قاد‪ õ‬الرأمل يف شبوات التواصل االجتماع هم النواس الذين لديهم ثتث ري كبري على‬
‫)‬
‫اعترا اآل برين‪ ،‬أو تب نيهم لمنتم ات‪ ،‬أو اخلودمات يف عملي ة نشر املبت ورات التونولوجي ة)‪ 2‬؛‬
‫حيث إن مصداقية التغريدات املنشوور‪ õ‬على توي تر‪ ،‬ترتف ع ب½ املبح وث½ ح½ يُ ُ َغ رد أو ُيعي د‬
‫الورأمل‬ ‫واد‪õ‬‬ ‫ود ق‬ ‫دها أح‬ ‫تغري‬
‫املفض‬

‫‪0‬‬
)
õ‫ وزموالؤه أن قواد‬Cho) )Youngsang ‫ كما أكد يون¿ سان¿ شو‬،½ 3) ّ‫ل‬
Perry, D. Theory and Research in Mass Communication, (Mahwah, New )1)
Jersey, 2001), 2nd Ed, p. 191-192.
Cho, Youngsang; Lee, Daeho; Hwang, Junseok, “Identification of effective )2)
opinion leaders in the diffusion of technological innovation: A social network
approach”, Technological Forecasting and Social Change, (Vol. 79, Issue
1, 2012), p. 97-106.
‫ "مصداقية تويتر لدى طالب وطالبوات اجالمعوات‬،‫ زياد‬، ‫ سعيد؛ احلديث‬،‫الغامدمل‬ )3)
،4 ‫ العودد‬،37 ‫ )اجم لود‬،‫ جملة اآلداب‬،"‫ دراسة مسحية‬:‫احلوومية يف مدينة الرياض‬
.141-144 3045)، ‫ص‬

0
‫الرأمل هم أفضل بيارات التسوي من حيث سرعة االنتشار والوصول إىل احلود‬
‫)‬
‫اخقصى من املتبن½‪ ،‬والنشر السريع للمبتورات املستحدثة‪ 1).‬واعتما ًًدا‬
‫على تصنيف قاد‪ õ‬الرأمل ضمن املتبن½ اخوائل لول جديود‪ ،‬فهوم حيرصون على االستفاد‪ õ‬من‬
‫شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬وخباصوة يف فتورات الصراع السياس ‪ ،‬وأوقات اخزمات‪،‬‬
‫وهو ما برز على حنو واضح‬
‫إب‬
‫ّوان اخزموة اخلليمية؛ حيث ظهر دور هذه الشبوات ‪-‬ضمن وسائل االتصوال‬
‫اجلمواهريمل التقليدية‪ -‬كقو‪ õ‬ناعمة‪ ،‬ودبلوماسية شعبية يف هذه اخزمة على حنو ملحوظ‪،‬‬
‫كما يقوم قاد‪ õ‬الرأمل بدور مهم يف عملية تبين اخفوار اجلديد‪ ،õ‬فهوم عواد‪ õ‬القووى احمل ر‬
‫كة إلثار‪ õ‬القضايا سل فً ًا‪ ،‬مث الدفع هبا على السطح‪ ،‬وقود غودت شوبوات التواصل االجتماع‬
‫‪ ،‬بوصفها إحدى جتليات اإلعالم اجلديد‪ ،‬واحد‪ õ‬من املنصات املهمة اليت يقوم من بالهال قاد‪õ‬‬
‫الرأمل هبذه الوظيفة‪ .‬فاإلعالم اجلديد أحدت تغي يًًرا‬
‫جذر‬
‫ّي‬
‫)‪)2‬‬
‫وم َْهَمِتها‪.‬‬
‫ّا فيما يتعل بتنظيم وسائل اإلعالم‪ ،‬واستخداماما‪ ،‬فَ‬

‫‪ 1-‬اإلطار المنهجي للدراسة‬


‫أ‪ -‬مشكلة الد ارسة‬
‫يف ضوء تنام انتشار شبوات التواصل االجتماع كوسيلة اتصال وتواصل‬
‫مجاهريمل‪ ،‬واخنرا خمتلف فئات اجملتمع يف استخدام هذه الشبوات‪ ،‬وخباصة قاد‪ õ‬الرأمل العام‪،‬‬
‫لتحقي وظائف وأغراض متعدد‪ ،õ‬وبناء على ال ثتث ريات املتنوعة هلوذه‬
‫الش بوات يف خمتلف ج وانب احليا‪ õ‬االجتماعية والسياس ية واالقتص وادية وغريه وا‪ ،‬تربز ض رور‪õ‬‬
‫رأمل ع ام جد ًًدا‪،‬‬ ‫دراسة ه ذه الش بوات اليت أف رزت ق اد‪õ‬‬
‫د‬ ‫وق‬
‫ّمت لقاد‪ õ‬الرأمل العام التقليدي½ ‪-‬من القادرين على التعاط مع هوذه الشوبوات‪ -‬مزايوا‬
‫م‬
‫ََّو‬
‫‪0‬‬
‫ وحتقي‬،‫ّنتهم من ممارسة دورهم القيادمل للوصول إىل متابعيهم على حنو أسرع‬
Cho, Youngsang; Lee, Daeho; Hwang, Junseok, “Identification of effective )1)
opinion leaders in the diffusion of technological innovation: A social network
.approach”, op, cit, p. 97-106
Baran, S., Davis, D. Mass Communication Theory: Foundations, Ferment, )2)
and Future, (Thomson Wadsworth, Belmont, CA, 2003), 3rd Ed, p. 361.

0
‫انتشار أوسع‪ ،‬واتصال أكثر فعالية‪ .‬ومن مث؛ فإن مشولة الدراسة‬
‫تتم‬
‫ّث‬
‫ّل يف تاولة‬
‫تقص استخدامات قاد‪ õ‬الرأمل العام اخلليم لشبوات التواصول االجتمواع ‪،‬‬
‫باصة يف سياق اخزمة اخلليمية اليت اندلعت إثر احلصار الذمل فرضته السوعودية واإلمارات‬
‫والبحرين ومصر على قطر‪ ،‬والبحث يف أشوال التفاعل املختلفة الويت‬
‫تَتو‬
‫َّل‬
‫ّد عن النشا االتصايل الذمل يقوم به هيالء القاد‪õ.‬‬
‫ب‪ -‬أسئلة الد ارسة‬
‫حتاول الدراسة اإلجابة عن احلقل االستفهام اآليت‪:‬‬
‫‪ 4.‬ما أهم شبوات التواصل االجتماع اليت يستخدمها قاد‪ õ‬الرأمل العوام‬
‫اخلليم‬
‫‪ 3.‬ما مدى انتظام قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم يف استخدام شوبوات التواصول‬
‫االجتماع‬
‫‪ 1.‬ما اإلشباعات الطقوسية واملنفعية املتحققة لقواد‪ õ‬الورأمل اخ ليمو‬
‫باستخدام شبوات التواصل‬
‫‪ 1.‬ما أهم االستخدامات الدينية لشبوات التواصل االجتماع مون قبول‬
‫قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم ‪ 5.‬ما‬
‫أبرز املوضوعات اليت ينتمها قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم عرب هذه املنصات‬
‫االجتماعية‬
‫‪ 4.‬ما مدى استفاد‪ õ‬قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم من بصائص شبوات التواصول‬
‫االجتماع كمنصات جتمع ب½ جتليات اإلعالم القدمي واجلديد‬
‫‪ 7.‬ما أبرز وظائف شبوات التواصل االجتماع يف ظل احلصار على دولة‬
‫قطر‬

‫‪0‬‬
‫‪ 9.‬ما مدى توامل وسائل اإلعالم القدمي واجلديد يف تعاط قاد‪ õ‬الورأمل‬
‫اخلليم مع احلصار املفروض على دولة قطر‬
‫ج‪ -‬أهمية الد ارسة‬
‫ترجع أنيية الدراسة إىل مجلة من العوامل‪ ،‬أنيها‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪01‬‬
‫‪ -‬ضرور‪ õ‬دراسة قاد‪ õ‬الرأمل بوجه عام‪ ،‬وتعاظم استخدامهم لشوبوات‬
‫التواصل االجتماع بوجه باص‪ ،‬واليت‬
‫مو‬
‫ّنتهم من التواصل والتفاعل‬
‫مع فئة واسعة من املستخدم‪½.‬‬
‫‪ -‬أنيية رصد مظاهر استخدام قاد‪ õ‬الرأمل لشبوات التواصل االجتمواع‬
‫عامة‪ ،‬وأثناء اخزمات باصة‪.‬‬
‫‪ -‬ابتبار مدى صالحية املدابل التقليدية لدراسوة شوبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪ ،‬والنظريات احلديثة اخنسب لدراسة هذه الشبوات‪.‬‬
‫د‪ -‬أهداف الد ارسة‬
‫تي م‬
‫ّث‬
‫ّل أهم أهدا الدراسة يف‪:‬‬
‫‪ -‬رصد أهم شبوات التواصل االجتماع اليت يستخدمها قاد‪ õ‬الرأمل العام‬
‫اخلليم ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مدى انتظام قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم يف استخدام شبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح مدى تَ َ‬
‫َح ق‬
‫ُّ مفهوم "اإلعالم اهلم"½ يف استخدام قاد‪ õ‬الورأمل‬
‫اخلليم لشبوات التواصل االجتماع عامة‪ ،‬وأثناء احلصار املفوروض‬
‫على قطر باصة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد اإلشباعات املتحققة لقاد‪ õ‬الرأمل اخلليم عرب شبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد أبرز املوضوعات اليت نت اوهال قاد‪ õ‬الرأمل اخ ليمو عورب هوذه‬
‫الشبوات‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ -‬معرفة كيفية توظيف قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم لشبوات التواصل االجتماع‬
‫لتعاط مع احلصار املفروض على قطر‪.‬‬
‫هـ‪ -‬مجتمع البحث وعينته‬
‫يتم‬
‫ّث‬
‫ّل جمتمع البحث يف قاد‪ õ‬الرأمل العام اخلليم ممن هلم حسابات نشويطة‬
‫على شبوات التواصل االجتماع أثناء إجراء هذه الدراسة؛ وذلك مون بوالل‬

‫‪01‬‬
‫ابتيار عينة عمدية بلغت ‪ 49‬فر ًًدا من قاد‪ õ‬الرأمل يف اجمالل الصوحف ‪ ،‬والوديين‪،‬‬
‫واخكادمي ‪ ،‬والسياس ؛ حيث مت حتليل أنشطتهم االتصالية على هذه الشوبوات‬
‫بالل شهر أغسطس‪/‬آب ‪3047.‬‬

‫و‪ -‬المقاربة النظرية والمنهجية‬


‫ا‬ ‫وذ ً ًج‬ ‫ترب من‬ ‫ذمل ُيع‬ ‫تعتمد الدراسة على منهج املسح ال‬
‫م ً‬
‫عيار‬
‫ًّي‬
‫ّا خلطوات مجوع‬
‫البيانات من املفردات البشرية يف العملية اإلعالمية‪ ،‬واليت تشمل جمموع القائم على‬
‫)‬
‫االتصال يف جمموع الوسائل اإلعالمي ة)‪ ، 1‬وه ش بوات التواصول االجتمواع ‪ .‬ويص بح من‬
‫املناسب توظيف هذا املنهج وأدواته يف مجع البيانات عن جمموع الق ائم على االتصال يف نوعي ات‬
‫وسائل اإلعالم أو كلها يف اجملتمع‪ ،‬ووصف بصائصوه‬
‫)‪)2‬‬
‫لوكه ‪،‬‬ ‫وس‬
‫وُيمِث‬
‫ّلون يف هذه الدراسة قاد‪ õ‬الرأمل العام اخلليم ‪.‬‬
‫ويف إطار منهج املسح‪ ،‬مت استخدام أسلوب حتليل احملتوى‪ ،‬والوذمل يعتورب‬
‫املنهج املناسب لوصف نظام املعلومات يف وسائل اإلعالم بوافة عناصره وحتليلها‪،‬‬
‫)‪)3‬‬
‫ابت داء من وصف احملت وى ودالالته وارتباطاته املتع دد‪ õ‬باالجتاه ات املختلفة لنشر‪ .‬وق د مت‬
‫ف ؛ حيث‬ ‫وم والوي‬ ‫وى بشقيه‪ :‬ال‬ ‫ل احملت‬ ‫تخدام حتلي‬ ‫اس‬
‫ُيرِك‬
‫ّوز اخسولوب‬
‫الوم على وصف احملتوى فقط‪ ،‬ويقصر التعامل على وحدات احملتوى الظاهرم ل‪ ،‬دون جت اوز‬
‫ذلك إىل املعاين الوامنة هل ذه الوحدات وعالقاما‪ ،‬يف حو½ يوذهب اخس لوب الويف إىل‬
‫الوشف عن املعاين الوامنة‪ ،‬واالستدالل على اخبعاد املختلفة‬
‫)‪)4‬‬
‫لعملية االتصال‪.‬‬
‫وسنهتم يف حتليلنا لمضام½ اليت ينتمها قاد‪ õ‬الرأمل العوام اخ ليمو عورب‬

‫‪01‬‬
‫شبوات التواصل بو‪:‬‬
‫‪ -‬احدا اوتحليل‪ :‬وه الوحدات اليت يتم عليهوا العو‬
‫ُّد‬
‫ّ أو القيواس‬

‫عبد احلميد‪ ،‬تمد‪ ،‬اوقحث اوعلمي يف اودرااا اإلعالمية‪) ،‬عامل الوتب‪ ،‬القواهر‪،õ‬‬ ‫)‪)1‬‬
‫ص ‪.447-459 3001)، 3،‬‬
‫املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪447.‬‬ ‫)‪)2‬‬
‫املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪341.‬‬ ‫)‪)3‬‬
‫املرجع الساب ‪ ،‬ص ‪344-347.‬‬ ‫)‪)4‬‬

‫‪01‬‬
‫)‬
‫مباشر)‪،õ 1‬‬
‫وتَتم‬
‫َّث‬
‫ّل وح دات التحلي ل يف هذه الدراسة يف مف ردات النشر على ش بوات التواص ل‬
‫االجتم اع ‪ ،‬وه التغري ود‪ õ‬عل وى تووي تر‪ ،‬أو املنش ور على فيس بوك‪ ،‬أو الفي ديو على‬
‫يوتي وب‪ ،‬أو إنس تغرام‪ ،‬أو سناب ش ات‪ ،‬باإلضافة إىل وحدات اللغة املس وتخدمة‪،‬‬
‫وتشومل‪ :‬فصوحى‬
‫العصر‪ ،‬أو هلمة من اللهمات اخلليمية‪ ،‬أو مز يًًجا منهما‪.‬‬
‫‪ -‬فئا اوتحليل‪ ،‬أو ماذا قيل ‪ :‬وتشمل ئف ة املوضووعات السياسوية‪،‬‬
‫والدينية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ..‬وغريها من املوضوعات اخبرى‪.‬‬
‫‪ -‬فئا اوشكل‪ ،‬أو كيف قيل‪ :‬وه الطريقة اليت مت من بالهال تنواول‬
‫املوضوع‪ ،‬وتتف‬
‫ََّر‬
‫ّع إىل تغريدات‪/‬منشورات دون مواد مصاحبة هلوا‪ ،‬أو مبواد مصاحبة‬
‫)فيديوهات‪ ،‬صور فوتوغرافية‪ ،‬رسوم توضيحية‪ ،‬رسوم‬
‫معلوماتية‪ ،‬روابط‪ ،‬رموز تعبريية‪..).‬‬
‫وتعتمد الدراس ة يف مقارب ة املش ولة املطروحة أطراً وم دابل نظري ة‬
‫َت‬
‫ّس موع‬
‫اليت يوتسب فيها االتص ال دوراً‬ ‫حت والت البيئ ة االتص الية اجلدي د‪õ‬‬
‫توريً‬
‫ّا يف تشويل طبيع ة العالق ات االجتماعي ة‪ ،‬وميمن فيها ش بوات التواصل االجتماع اليت ترت وز على‬
‫ة‪،‬‬ ‫اإلعالمي‬ ‫ام½‬ ‫ا املض‬ ‫ة يف إنت‬ ‫ة والالمركزي‬ ‫التفاعلي‬
‫وُتمِث‬
‫ّول الي ووم إحودى منص ات اجمالل الع ام اليت يس تخدمها املواطن العادمل وق اد‪ õ‬الرأمل‬
‫لتق ودمي بط واب ب ديل؛ ُيعىن مبختلف املوض وعات والقض ايا اليت م‬

‫‪01‬‬
‫ُُّم‬
‫ات‬ ‫ّ اجملتمع‬
‫وتويِث‬
‫ّر يف توووين‬
‫الرأمل العام‪ .‬اتشمل يذه األطر ااملداخل‪:‬‬
‫‪ 1-‬نظرية اإلعالم الجديد‬
‫يف العام ‪ ،4880‬نشر مارك بوستر ‪ Poster) )Mark‬كتابه "زمون وسوائل‬
‫االتصال الثانية" ‪ The) Second Age )Media‬والذمل أعلن بداية مرحلة جديود‪õ‬‬
‫تقوم فيها تونولوجيات التفاعل واالتصاالت الشبوية‪ ،‬وبالتحديد شبوة اإلنترنت‪ ،‬بتغيري اجملتمع‪ .‬وترصد فور‪õ‬‬
‫الوسائل الثانية‪ ،‬واليت تطورت منذ حقبة الثم انينوات إىل ال وقت الراهن‪ ،‬تغري ات مهمة يف نظري ة‬
‫اإلعالم‪ ،‬أوهال‪ :‬تفويك مفهوم "امليديا"‬

‫‪311.‬‬ ‫)‪ )1‬عبد احلميد‪ ،‬اوقحث اوعلمي يف اودرااا اإلعالمية‪ ،‬ص‬

‫‪01‬‬
‫من مفهوم ق ائم على االتصال اجلماهريمل إىل وسائل متنوعة ت تراوح مون نط واق واس ع إىل‬
‫نط اق ش خص ‪ .‬ثانًيا‪ :‬هذا املفه وم جي ذب انتباهنا إىل أش وال جدي د‪ õ‬من اس تخدام وسائل‬
‫االتصال‪ ،‬والذمل ميون أن يتراوح ما ب½ معلومات فردية ومعرفة موتسبة‪ ،‬إىل تفاعل‪ .‬ثالًثا‪ :‬نقل‬
‫نظريات االتصال يف حقبة الستينات من مفهووم‬
‫)‪)1‬‬
‫يوتنفه ش ء من الغموض إىل انتشار متمدد يف حقبة التسعينات وما بعدها‪.‬‬
‫فإذا كان الزمن اخول لوسائل اإلعالم‪ ،‬وعنوانه البوث‪ ،‬يتميوز باإلنتوا‬
‫)َِّقل‬ ‫املركزمل‬
‫الوْثر)‪ ،õ‬وهو اتص ال من ط ر واح د‪ ،‬وعرض وة ل وتح‬ ‫ّ ة ختاطب َ‬
‫ُُّو‬
‫ّم الدول ة‪ ،‬كم ا أنه أدا‪ õ‬لتنظيم ات طبقي ة وغ ري متوافئ ة‪ ،‬واملش اركون في وه‬
‫َي‬
‫َّت‬
‫يوص فون بثهنم مجه ور‪ ،‬كم ا‬ ‫ّس ومون بالتمزئ ة يف ح½‬
‫ُيِي‬
‫ِّث‬
‫ّر هذا االتصال يف الوع ‪ ،‬فوإن عصر وسائل االتصال الثانية‪ ،‬وعنوانه التفاعلي ة‪ ،‬على العوس من‬
‫ذلوك؛ ميوون‬
‫وصفه بثنه غري مركزمل ) َ َْكْث َر‪ õ‬تحدت إىل َ َْكْث َر)‪ ،õ‬وهو اتصال ثنوائ االجتواه‪،‬‬
‫وخير عن نطاق سيطر‪ õ‬الدولة‪ ،‬ودميقراط ؛ ُي َس هل املواطنوة العامليوة‪ ،‬وُيْبِقو‬
‫املشارك½ فيه على فرديتهم‪ ،‬كما أنه‬
‫يي ِ‬
‫ِّث‬
‫ّر علوى اخلورب‪ õ‬الفرديوة يف الزموان‬
‫)‪)2‬‬
‫واملوان‪.‬‬
‫وهناك رؤيتان ميمنان على الفروق ب½ زمن الوسيلت½‪ ،‬فاخوىل تركوز علوى‬
‫البث‪ ،‬يف ح½ أن الثاني ة ترك ز على الش بوات‪ ،‬وتق وم اخوى ل على مودب ل التوامول‬

‫‪01‬‬
‫االجتماع ‪ ،‬يف ح½ أن الثاني ة تق وم على م دبل التفاع ل االجتمواع ‪ .‬ووف ًق وا هلوذا‬
‫املدبل‪ ،‬فإن وسائل االتصال أقرب إىل منط التف اعول الوذمل حيودت يف االتصوال املواجه‬
‫‪ ،‬يف ح½ أن اخش وال القدمي ة من وس ائل اإلع الم القائمة على النش ر ترك وز على نق ل‬
‫ذم ل‬ ‫ات‪ ،‬وال‬ ‫املعلوم‬
‫ُي ّقلِ‬
‫ّل من التفاعل‪ .‬وهذه الوسائل ُينظر إليها علوى أهن وا إعالمي ة‪ ،‬ومن مث ف ه وس يط يف‬
‫نقل احلقائ بالنسبة لمسوتهلك‪ ،‬بالًفوا لوسوائل‬
‫)‪)3‬‬
‫اإلعالم اجلديد‪ ،‬الذمل هو أكثر فت اعلية‪ ،‬وختل إحسا ًًسا جدي ًًدا بالتواصل الفردمل‪.‬‬

‫‪Littlejohn, S., Foss, K. Theories of Human Communication, (Thomson‬‬ ‫)‪)1‬‬


‫‪Wadsworht, Belmont, CA, 2008), 9th Ed, p. 291-292.‬‬
‫‪Holmes, D. Communication Theory: Media, Technology, Society, (Sage‬‬
‫)‪)2‬‬
‫‪Publication, London, 2005), p.10.‬‬
‫‪Littlejohn, Foss. Theories of Human Communication, op, cit, p. 292.‬‬ ‫)‪)3‬‬

‫‪01‬‬
‫اب لطبع‪ ،‬وسائل اإلعالم اجلديد ليست مماثلة تلل فاعل الذمل‬
‫يتو‬
‫ّل‬
‫ّد عن االتصال‬
‫املواجه ‪ ،‬ولونها توفر أشوا ًال جديد‪ õ‬من التفاعل الوذمل يعيودنا إىل التواصول الشخص ‪،‬‬
‫والذمل ال تستطيع وسائل اإلعالم التقليدية حتقيقه‪ .‬فوسوائل اإلعوالم‬
‫اجلديد تسمح بش ء يبدو‬
‫تفاعل‬
‫ّي‬
‫ّا‪ ،‬ولونه ليس مماث ًًال تلل واجد الفعل وج ًًها لوجه‪،‬‬
‫فهناك درجة كبري‪ õ‬من التفاعل‪ ،‬ولونها مع جهاز الومبيووتر حتواك التواجود اجلس دمل‪،‬‬
‫وه ذه الف ور‪ õ‬ت دعمها "نظري وة مع ادلوة وس وائل اإلع والم" ‪media-) theory‬‬
‫‪ )equation‬واليت ترى أننا نعامل امليديا مثل اخشخاص‪ ،‬ونتفاعول موع‬
‫)‪)1‬‬
‫امليديا نفسها كما لو أهنا أشخاص‪.‬‬
‫‪ 2-‬نظرية المجال العام‬
‫تقوم اخطروحة اخساسية لنظرية اجمالل العام باعتباره بناء يعمل على استدامة‬
‫التحرر املستمر للعملية للدميقراطيوة‪ 2(.‬ووفقًوا ليوورغن هابرمواس ) ‪Jürgen‬‬
‫)‬

‫)‪ ،Habermas‬ف إن الن اس من مجي ع الفئ ات‪ ،‬والن وع‪ ،‬واخجنواس يرغبوون يف أن ت وون‬
‫ل ديهم املق در‪ õ‬على إيصال وجهات نظرهم‪ ،‬واجمالل يف ح د ذاتوه ُيس َو هل احل وار‬
‫ون أن‬ ‫ذمل مي‬ ‫ال‬
‫ُيِق‬
‫ّلِ‬
‫ّ ل من احلمج أو وجه ات النظر اخالطئ ة‪ ،‬ف اجملوال الع وام يت و‬
‫َّس‬
‫)‬
‫ّط ب½ اجملتمع املدين والدولة‪ 3).‬وقد أدى انتشار اإلنترنت على نطاق واسوع‬
‫يف التسعينات‪ ،‬ووجودها يف كل م وان بالل السونوات العش ورين الت اليوة‪ ،‬إىل جمموعة من‬

‫‪01‬‬
)
‫ كما‬4).‫ حول العالقات املتبادلة ب½ وسائل اإلعوالم واجملوال العام والدميقراطية‬õ‫اخفوار اجلديد‬
‫تعترب شبوات التواصل االجتماع اليوم إحدى منصات‬

Littlejohn, Foss. Theories of Human Communication, op, cit, p. 292-293.


)1)
Davis, Fred; Bagozzi, Richard; Warshaw, Paul. “User acceptance of computer
)2)
technology a comparison of two theoretical models”, Management Science,
(Issue 35, 1989), p. 982-1003.
Habermas, J. The structural of transformation of the public sphere: An
)3)
inquiryinto a category of bourgeois society, (MIT press, Cambridge, MA,
1991), p. xi.
Hansen, Ejvind, “The positive freedom of the public sphere: the need
)4)
for courageous truth-tellers”, Journalism Studies, (Vol. 16, No. 6, 2015),
p. 767-781.

01
‫اجمالل العام لتق دمي خطاب ب ديل‪ُ ،‬يعىن مبختل ف املوضوعات والقض اايا الاهت ا اجملتمعات‬
‫والبلدان‪ .‬فقد أثبت اإلعالم املستقل واإلنترنت وغريمه اا ناأ أاوات االتص ال احلديث ة‪ ،‬يف أك ثر نأ‬
‫حالة‪ ،‬قدرة عالية على متكني اخلطاب الب ديل‪ ،‬بال وتق ويض اور النظام احالك يف ف رض نفرااته‬
‫على اجمالل الع ام‪ ،‬وخباصة يف ظ ال ت أثري العوملة الهت زاات نأ وترية االتص ال‪ ،‬وفتحت آ قًفا ً ا‬
‫جديدة لقنوات التعبري عأ‬
‫الرأي‪ ،‬يصعب على النظام احالك ‪-‬صاحب اخلطاب املفاروض‪ -‬االتح ك يف‬
‫حمتوى امالاة املتداولة نأ خالل هذه القنوات املتعداة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ 3-‬نموذج قبول التكنولوجيا‬


‫يهت هذا املدخل بإاراك النفع املتحقق نأ استخدام التكنولوجيا‪ ،‬وندى سهولة‬
‫اس ت خدانها‪ ،‬وتأثريمه ا على اجت اه الف را حن و اس تخدام النظ ام اخلاص هب ذه التكنولوجي اا‪.‬‬
‫ويذهب هذا النموذج إىل أن استخدام نظام املعلونات له عالقة نباشارة بالسالوك املزنع‪،‬‬
‫فهناك عانالن نستقالن يوضحان املوقف املبدئي لشخص فيما يتعلق مبادى‬
‫)‪(2‬‬
‫قبوله استخدام التكنولوجيا وتبنيه هلا‪ ،‬ومها‪ :‬العائد املدرك‪ ،‬وساهولة االساتعمال ‪،‬‬
‫وهذه إحدى نقاط قوة شبك ات التواصل االجتماعي‪ ،‬فهي سهلة االستعمال‪ ،‬وحتقاق‬
‫ملستخدنيها ننافع ع‬
‫ََّد‬
‫ّة‪ :‬إخبارية‪ ،‬ونعلوناتية‪ ،‬وتواصلية‪ ..‬وغريها‪.‬‬
‫‪ 4-‬انتشار المبتك ارت‬
‫تصف هذه النظرية كيفية انتشار املبتكرات بني اجملتمع‪ ،‬وُتستخدم على حناو واسع لشرح تبين‬
‫املبتكرات يف جمال تقنية املعلونات يف اجملتمع‪ .‬واالنتشار يعاين اخلطوات الهت يت مبوجبها تبين الشيء‬
‫املبتكر وقبوله‪ ،‬وهناك أربعة عناصر رئيساة‬
‫تتح‬
‫َّك‬
‫ّ يف ندى انتشار املبتكر ذاته‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬خصائص املبتكر حبد ذاته‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Hansen, “The positive freedom of the public sphere”, op, cit, p. 768.‬‬
‫حسني‪ ،‬ابتسام‪" ،‬اجمالل العام يف الدولة السلطوية‪ :‬نفهوم القوة بني اخلطاب والفاعلني"‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫املركز العربـي للبحوث والدراسات‪ 1 ،‬ايسام ‪/‬كاانون اوول ‪( ،4112‬تااري‬ ‫(‪)2‬‬
‫الدخول‪ 11 :‬سبتم ‪/‬أيلول ‪4117):‬‬
‫‪http://www.acrseg.org/21431‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬كيفية إيصال املعلونات اخالصة هبذا املبتكر‪.‬‬
‫‪ -‬وقت إيصال املعلونات‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة النظام االجتماعي الذي يت فيه إاخال املبتكر‪.‬‬
‫كما تحدا نسبة انتشار هذه املبتكرات خبمس خصائص‪ ،‬وهاي‪ :‬القيماة‬
‫(‬
‫النسبية‪ ،‬واماللءنة‪ ،‬والتعقيد‪ ،‬والقابلية لتجريب‪ ،‬واماللحظة)‪ ، 1‬وقد أضاف غراي‬
‫نور ‪ ،Moore( C. )Gary‬وإسحاق بنباسات ‪ Benbasat( )Izak‬عنصريأ إىل هذه‬
‫العناصر اخلمسة الهت ق َّدَّنها روجرز إيفريت روجرز ‪ ،Rogers( )Everett‬وهاي‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الصورة الذهنية واجاللء‪.‬‬

‫‪ 2-‬قادة ال أري الخليجي وشبكات التواصل االجتماعي‪ :‬التفاعل والتأثير‬


‫ط االتصايل لقااة الرأي العام اخلليجي عا شابكات‬ ‫يتناول هذا القس النشا َ‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬راصًدا أشكال فت اعل العينة البحثية نع املنصاات االجتماعياة‪،‬‬
‫و ُن َْست ْك ِشفًا املوضوعات والقي الهت ينتجها هؤالء القااة يف سياق اوزنة اخلليجية الهت‬
‫أعقبت احلصار الذي فرضته السعواية واإلنارات والبحريأ ونصر على اولة قطر‪.‬‬
‫‪ 2.2.‬النشاط االت‪.‬صالي لقادة ال أري العام الخليجي عبر شبكات التواصل أ‪ -‬شبكات‬

‫التواصل االجتماعي التي يستخدمها قادة ال أري الخليجي‬


‫أتاحت شبكات التواصل االجتماعي يف الفترة اوخرية إنكانية قيام املساتخدم‬
‫بربط احلسابات بعضها على هذه املنصات‪ ،‬ونأ مث فإن أي ننشاور يوضاع علاى فيسبوك‪،‬‬
‫يظهر على تويتر‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬ويبقى التفااوت يف عادم حمدواياة‬
‫املساحة املتاحة لمنشور الواحد على فيسبوك‪ ،‬نقارنة با ‪ 121‬حرًفا علاى تاويتر‪ ،‬وُيال‬
‫ََحظ استفااة عينة الدراسة نأ قااة الرأي الدينيني وبعض السياسيني اخلليجيني نأ‬
‫‪Rogers, Everett. M., “Diffusion of Innovations. Addictive behaviors”,‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪Addictive Behaviors, (Vol. 27, Issue 6, 2002), p. 989-993.‬‬
‫‪Moore, Gary. C.; Benbasat, Izak, “Development of an instrument to measure‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪the perceptions of adopting an information technology innovation”,‬‬
‫‪Information Systems research, (Issue 2, 1991), p. 192-222.‬‬

‫‪9‬‬
‫هذه اخلاصية‪ ،‬خالًفا لعدا نأ الصحفيني واإلعالنيني اخلليجي ني مم أ مش لتاه هاذه الدراس ة‪،‬‬
‫َف‬ ‫ذيأ مل ُي‬ ‫وال‬
‫ِِّع‬
‫ّلوا هذه اخلاصية نب ي حسابا ‪ ،‬وننه نأ حسابه غري ننشاط على فيسبوك‪ ،‬وهذا يعوا إى ل‬
‫شعبية توي تر يف اول اخلليج‪ ،‬وني ل اجلمهور إىل استخدام توي تر أكثر ن أ فيس بوك‪ ،‬ون أ مث ف إن‬
‫ق ااة ال رأي جي دون أنفسه جم ي أ على الاذهاب إى ل الوس يلة الهت يقب ل عليها اجلمهور‪،‬‬
‫ويهتمون هبا أكثر نأ غريها‪ ،‬مما يشري إىل أنناا‬
‫أنام سلطة جديدة‪ ،‬هي سلطة اجلمهور‪ ،‬فرضت فن سها على حنو غري نعهوا‪.‬‬

‫ب‪ -‬حجم تفاعل قادة ال أري الخليجي مع شبكات التواصل‬


‫نأ خالل نتابعة نشاط قااة الرأي اخ ليجايني عالى شابكات التواصال االجتماعي‪ ،‬يتضح أن‬
‫هناك تفاوًتا يف ندى انتظاانه يف اساتخدام شابكات التواصل االجتماعي‪ ،‬ويبدو الصحفيون‬
‫أكثر انتظا نً ًا وكثافاة ناأ غريها يف استخدام هذه الشبكات‪ ،‬وخباصة‬
‫إ‬
‫ّب‬
‫ّان احلصار الذي فرضته السعواية واإلناارات والبحريأ ونصر على قطر‪ ،‬وبلغ هذا االنتظام يف‬
‫نعدالت االساتخدام وكثافتاه انتدا ًًاا ونشطته اإلعالنية يف وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬نأ صحف‬
‫وتليفزياون وإذاعة‪ ،‬نأ خالل كتابة املقااالت والتحاليالت‪ ،‬واستضاافته يف املقاابالت‬
‫التليفزيونية واإلذاعية‪ ،‬فض ًالً عأ نتابعته النشيطة مال يبثه عدا نأ الصحفيني ناأ‬
‫ر‪ ،‬ح‬ ‫رف اآلخ‬ ‫دات الط‬ ‫د تغري‬ ‫ار‪ ،‬ورص‬ ‫اول احلص‬
‫ًًّد‬
‫اّ وصل إىل التنويه ‪-‬والتساالل‬
‫أحياًنا‪ -‬عأ تلك الهت مت حجبها أو حذفها وي سبب نأ اوس باب‪ .‬كما أن‬
‫هناك انتظا نً ًا نأ قااة الرأي الديين يف استخدام شبكات التواصال‬
‫االجتم اعي؛ حيث يب دو نش اطه على هذه الش بكات انت دا ًًاا لوظيفت ه الدعوي ة نأ خالل نن‬
‫املسجد وغريه نأ املنابر التقليدية للخطاب الديين‪ ،‬فيوظفون ننصاات التواصل االجتماعي ننابر افتراضية‬
‫لب الغ ال ديين‪ ،‬والتحف يز على العم ل‪ ،‬واحلاث على اإلجيابي ة‪ ،‬وتعزي ز ع دا نأ القي الديني ة‪ ،‬كما‬
‫‪93‬‬
‫سيتضاح الحًقاا يف نعارض‬
‫احلديث عأ صنوف استخدام هذه الشبكات‪ ،‬واملوضوعات والقضايا الهت تناولتها‪.‬‬
‫يف حني يبدو قااة الرأي اخلليجيون نأ السياسيني واوكاام يني الاذيأ مشلتاه‬
‫ة أق‬ ‫الدراس‬
‫ََّل‬
‫ّ انتظا نً ًا وكثافة نأ نظرائه اآلخريأ يف اساتخدام شابكات التواصال‬

‫‪9‬‬
‫االجتم اعي‪ ،‬غ ري أن نع دل االنتظ ام وكثافت ه ق د يك ون ‪-‬ي ف بعض اوحي ان‪ -‬أق‬
‫ََّل‬
‫ّ االل ة‪ ،‬إذا ن ا أخذنا يف احلس بان ن ا يتعل ق مب دى ق وة بعض رس ائل ق ااة ال رأي وجرأ‪B‬ا‪،‬‬
‫ذي‬ ‫دى ال‬ ‫ا ع ال ص‬ ‫ورج‬
‫يت ّوَل‬
‫ّد عنها‪ ،‬والذي قد يصال ‪-‬يف سااعات‪ -‬إىل آالف التفااعالت ا لحظية‪ ،‬نا ب ني إعجاب‬
‫بالرسائل‪ ،‬أو إعااة متريرها متري ًًرا بيت عه مترير‪ ،‬أو تعلي قً ًا بيت عاه‬
‫تعلي ق‪ ،‬اتف قًا ًا أو اختالًفا‪ ،‬لت دور "كرة الثلج" وت ك على حن و غري نعهوا ناأ اتساا اائ رة‬
‫انتشار الرسالة االتصالية‪ ،‬على غرار إحدى تغري دات ال دكتور عب د اهلل النفيساي ع أ حممد‬
‫احالن وأن ه "نشرو إسرائيلي بانتي از يتخذ ن أ اإلن ارات قاعدة لوجس تية ل ه نقاب ل أن ينتق ل‬
‫بع دها لرئاس ة الفلس طينية ليس وق الش عب الفلس طيين لمجه ول"‪ ،‬والهت‬
‫ّوَل‬
‫ّدت خالل س اعتني ن أ بثها ‪ 1011‬إعجاب‪ ،‬و‪ 6011‬إع ااة تغري د‪ ،‬و‪ 2111‬رساالة‬
‫خاصة‪ ،‬مما يثري تسال ًًال عأ ندى قدرة قااة الرأي على التفاعل املباشر نع هذا الفيض الغزي ر‬
‫نأ الرسائل‪ ،‬ونأ مث؛ فكثري نأ قااة الرأي‪ ،‬يكتفون بنشر نشاركة نعينة علاى‬
‫صفحا‪ ، B‬ويتركون التفاعل ملتابعيه ‪ ،‬في ز فت اعل نع النص (نشااركة‪ ،‬إعجااب‪ ،‬تعليق)‪..‬‬
‫نأ ناحية؛ وتفاعل نب ي املتابعني نأ ناحية أخرى‪ ،‬اتفًاًقا أو اختالًفا‪ ،‬بصارف‬
‫النظر عأ ندى نراعاة أاب احلوار واالختالف نأ عدنه‪ ،‬وكث يًًرا نا يتشعب النقاا‬
‫ب ني املش اركني‪ ،‬وخ يرج ع أ املوض و اوس اس لتغري دة أو املنش ور‪ ،‬وق د يتح‬
‫ََّو‬
‫ّل النقا إىل نهاترات‪ ،‬أو تباال اال‪B‬انات‪ ،‬واولفاظ اجلارحة‪ ،..‬وخباصة يف ضوء اس تعمال‬
‫عدا نأ اوعضاء ومساء وصفات نستعارة‪ ،‬ون أ ه ن دفوعون هل ذا الن و ن أ النقاا يف‬
‫إطار استراتيجية التوظيف اإللكتروين لشبكات االجتماعية خلدنة أطراف نعين ة‪ ،‬تعمد إى ل تشغيل‬
‫اتوا‬ ‫أب‬ ‫راا‪ ،‬مم‬ ‫ات واوف‬ ‫أ املؤسس‬ ‫دا ن‬ ‫ع‬
‫ُي‬
‫ُعرفون با "اخلاليا اإللكترونية"‪ ،‬أو‬

‫‪93‬‬
‫"اجليو اإللكترونية"‪ ،‬أو "الذباب اإللكتروين" ُتُوس‬
‫ِّخ‬
‫ّر هل نوازنات نالية لنشر فكار‬
‫أو خطاب أو وجهة نظر نعينة‪ ،‬أو لتصفية احلسابات نع اخلصوم‪ ،‬وتشويه اجملال العام‬
‫الشبكي‪ ،‬وإشاعة نو نأ الفوضى على اوثري اإللكتروين‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلعالم الهجين‪ :‬تكامل ال تعارض‬


‫اإلعالم الشبكي إعالم هجني يف نعظ جتلياته‪ ،‬وهو نا بدا‬
‫جل‬
‫ّي‬
‫ّا يف الفعال‬
‫االتصايل لقااة الرأي اخلليجي نأ خالل ننصات شبكات التواصل االجتمااعي؛‬

‫‪9‬‬
‫حيث جيتمع القدمي واجلديد‪ ،‬يف مزيج اتصايل ف‬
‫َّع‬
‫ّال‪ُ ،‬يو‬
‫ِّظ‬
‫ّف أكثر مون وسويط‪ ،‬كاجلمع ب½ املواد املوتوبة واملصور‪ ،õ‬وقد تم االسوتعانة اب لرسووم‬
‫املعلوماتيوة‬
‫إليصال الرسالة اإلعالمية‪ ،‬مبا يف ذلك تغريدات قاد‪ õ‬الرأمل الديني½ على شوبوة‬
‫تويتر‪ .‬كما حيرص الصحفيون باصة يف كثري من احلاالت على وضع فيوديوهات قصري‪) õ‬أقل من‬
‫دقيقت½ غالًبا)‪ ،‬خمتار‪ õ‬بعناية من احلوارات التليفزيونية اليت قد تصل‬
‫إىل نصف ساعة أو أكثر لتعزيز امالد‪ õ‬املوتوبة‪ ،‬والتثكيد علوى رسوائل معينوة‪،‬‬
‫باإلضافة إىل الفيديوهات لُا ُم‬
‫َع د‬

‫ّ‪ õ‬بصي ًًصا لشبوات التواصل االجتماع على غرار‬


‫منوذ اجلزير‪ õ‬بلس )‪ ،)+AJ‬ويتم نشرها على هذه املنصات‪ ،‬ويتداوهال اجلمهوور إما من‬
‫بالل املشاركة أو التعلي عليها اتف قًا ًا أو ابت فًال ًا‪ ،‬تثيي ًًدا أو معارضة‪ ،‬ليتسع‬
‫جمال دوران كر‪ õ‬الثلج على هذه املنصات‪.‬‬
‫وهذا السلوك االتصايل‪ ،‬يعوس يف جممله إدراك قاد‪ õ‬الرأمل اخلليمي½ لطبيعة شبوات التواصل‬
‫االجتماع ‪ ،‬باعتبارها وسي ًًطا‬
‫اتصال‬
‫ّي‬
‫ّا‬
‫تعدد‬
‫ّي‬
‫ّا‬
‫وتفاعل‬
‫ّي‬
‫‪01‬‬
‫ّا يف الوقت ذاته‪ ،‬وُيل ب حاجات اجليل من الشباب وصغار السن باصوة الوذين يفض ولون‬
‫مشاهد‪ õ‬املواد القصري‪ ،õ‬ومييلون أكثر إىل تصفح الرسائل املختصر‪ ،õ‬والتفاعل معها‬
‫بالتعلي على حنو مقتضب‪ ،‬كما يشري إىل توفر مهارات استخدام هذه الوسوائط‪ ،‬سواء أمت ذلك‬
‫بواسطة القائم½ على االتصال على هذه الش بوات أنفسهم‪ ،‬أو من بالل توظيف متخص ص½ يف‬
‫ه ذا اجمالل‪ ،‬ف املهم يف هناي ة املط ا ه و إجنواز فع ول اتص ايل مقن ع وف‬
‫ََّع‬
‫ال‪ ،‬مبا مي‬ ‫ّ‬
‫ِِّو‬
‫ّن من االستفاد‪ õ‬من السمات املختلفة اليت تمتوع هبوا‬
‫هذه الشبوات‪.‬‬
‫كما برزت التغريدات املصور‪ ،õ‬واليت تشبه قالب احلديث التليفزيوين املباشر‪ ،‬لونها هذه املر‪ õ‬قصري‪õ‬‬
‫)دقيقة وأقل من دقيقت½ عاد)‪ ،õ‬تتناسب ومجهور شبوات‬
‫التواصل االجتماع ‪ ،‬وخباصة ب½ الشباب‪ ،‬فف هذا النوع من اإلنتوا املرئو القصري‪ ،‬خياطب‬
‫املغردون جمموعة من الناس‪ ،‬أو يتنواولون موضوو ًًعا معيًنوا‪ ،‬أو‬
‫ينتقدون شخ ًًصا بعينه‪ ،‬وقد برز هذا النمط من النشا االتصال يف سياق تعواط‬
‫بعض الصحفي½ القطري½ مع أزمة احلصار املفروض على بالدهم‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫د‪ -‬سلطة اتصالية جديدة لشبكات التواصل االجتماعي‬
‫بالرغم من تنوع قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم الذين مشلتوهم هوذه الدراسوة بو½ سياسي½‪،‬‬
‫وصحفي½‪ ،‬وإعالمي½‪ ،‬وأكادميي½‪ ،‬وعلماء دين‪ ،‬إال أهنوم يشوتركون‬
‫مجي ًعًا يف استخدامات تواد توون موحد‪ õ‬لشبوات التواصل االجتماع ‪.‬‬
‫‪ 4-‬يستخدم معظم هيالء القاد‪ õ‬املنصات االجتماعيوة وسويلة للتورويج لذات‪ ،‬ونشر‬
‫اخببار اخالصة باخنشطة الشخصية اليت يقومون هبوا يف‬
‫احليا‪ õ‬العامة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬التنويه عن مقاالت صحفية منشور‪ õ‬يف إحدى الصحف الورقية‪،‬‬
‫أو املواقع اإللوترونية‪ ،‬واللقاءات الرمسية وغري الرمسية‪ ،‬باإلضوافة إىل التنويوه‬
‫عون إصود ارامم العلميوة ‪ ،‬مثول الوتو ب‪ ،‬أو‬
‫املوسوعات‪..،‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشار‪ õ‬إىل املشاركة أو القيام بثنشطة إعالمية متت أو س تم ‪-‬أو‬
‫حىت جمرد احلضور‪ -‬كالنودوات‪ ،‬واحمالضورات‪ ،‬واملقوابالت‬
‫التليفزيونية‪ ،‬والربامج التليفزيونية احلوارية‪ ،‬واحلوارات الصحفية‪،‬‬
‫ونقل بطبة اجلمعة عرب تويتر وفيسبوك‪.‬‬
‫‪ -‬الترويج حلساب شخص آبر على شبوة من شبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪ ،‬أو على قنا‪ õ‬يوتي وب أو تليغرام‪ ،‬أو موق ع شخصو على شبوة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬باإلضافة إىل التنويه عن مشاركة أبرى مت نشرها على حس اب آبر على‬
‫إحدى هذه الشبوات‪ ،‬كتسوميل‬
‫فيديو قصري‪ ،‬ونشره على سناب شات‪ ،‬والترويج له على تووي تر‪ ،‬ونشر بيان عن‬
‫تاولة ابتراق احلساب الشخص علوى إحودى‬
‫شبوات التواصل االجتماع ‪.‬‬
‫‪ -‬إعاد‪ õ‬نشر مقطع من ماد‪ õ‬تليفزيونية بثتها قنا‪ õ‬تليفزيونية أبرى‪ ،‬ونشر صور‬
‫لزيارات سابقة إىل بلدان بارجية‪ ،‬ومنها ما مت منوذ‬
‫سنوات بلت‪.‬‬
‫‪ 3-‬بث اخببار العاجلة أو ًًال بثول‪ ،‬ومنها ما قد يتعل باخحدات العاملية‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫‪ 1-‬إجراء استطالع رأمل ملعرفة اجتاهات املتابع½ حوول موضووع مون‬
‫ب احلصو ََل على‬ ‫املوضوعات‪ ،‬أو قضية من القضايا‪ ،‬ويوفر هذا اخسلو ُ ُ‬
‫نتائج فورية؛ إذ‬
‫ُت‬
‫ُمو‬

‫ّن شبوات التواصل االجتماع من فورز فوورمل‬


‫للمشارك½‪ ،‬مثل‪ :‬االستطالع الذمل أجراه أحد الصحفي½ القطوري½‬
‫بعد ب‬
‫ِّث‬
‫ّ هيئة اإلذاعة الربيطانية "بو بو س " لفيلم وثوائق عون‬
‫ابتفاء أمراء سعودي½‪ ،‬وآبر قام به أحد قاد‪ õ‬الرأمل الديين‪ ،‬هناية شهر ذمل القعد‪õ‬‬
‫‪4119‬هو املواف ن وفمرب‪/‬تشرين الث اين ‪ ،3047‬ح ول أح وب اخعم ال يف‬
‫العشر اخوائل من شهر ذمل احلمة‪ .‬أما عدد املشارك½ يف‬
‫هذه االستطالعات‪ ،‬فيختلف وسب عدد املتابع½ لصاحب احلساب‪،‬‬
‫فقد بل¿ عددهم ‪-‬مث ًالً‪ -‬يف االستفتاء اخول ‪ 4701‬مشارك½ بوالل‬
‫يوم½‪ ،‬يف ح½ جتاوز العدد ‪ 33‬ألف مشارك بالنسبة لالستفتاء الثواين‬
‫بالل يوم واحد‪ ،‬وه أعداد‬
‫دال‬
‫ّة يف كل اخحوال‪ ،‬مع اخبذ بعو½ االعتبار إموانية أن يوون معظم‬
‫املشوارك½ يف هوذا الونمط مون‬
‫االستطالعات من املييدين لتوجه الفورمل لصاحب احلساب‪ ،‬ولونها‬
‫يف هناية املطا تظل أدا‪ õ‬مهمة وسريعة‪ ،‬وتعطو ‪-‬علوى اخقول‪-‬‬
‫ميشرات عن آراء جمموعة من الناس حول موضوع أو قضية معينوة‪،‬‬
‫وي ف وقت ت دد‪1- .‬‬
‫ُت‬
‫ُم‬
‫‪01‬‬
‫ِّوِ‬
‫ّن شبوات التواصل االجتماع قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم من ممارسوة‬
‫عملي ة االتص ال يف خمتلف مراحله ا‪ :‬قب ل ب وث الرسوالة االتص والية‪ ،‬وأثناءها‪،‬‬
‫وبعدها‪ .‬فقبل البث يتم التنبيه إىل موعد بث الرس الة‪ ،‬وأثن واء البث ق د تقوم القن ا‪ õ‬أو‬
‫أحد املتابع½ بالتنويه عون ذلوك‪ ،‬إذا كوان‬
‫الربنامج مباش ًًرا‪ ،‬وإذا كان مسم ًًال فيتم التنويه عنوه علوى حسواب‬
‫املشارك نفسه على هذه الشبوات‪ ،‬أما يف مرحلة ما بعد الرسالة‪ ،‬فقد‬
‫يقوم قائد الرأمل بشور متابعيه على متابعتهم‪ ،‬والتذكري برسائل معينة‪،‬‬
‫والتثكيد عليها‪ ،‬فض ًالً عن وضع الرابط اخالص بامالد‪ õ‬اإلعالمية‪ ،‬سواء‬
‫أكانت مرئية‪ ،‬أو مسموعة‪ ،‬أو موتوبة‪ .‬كما يربز اسوتخدام ضومري‬

‫‪01‬‬
‫املتولم ‪-‬مثل‪ :‬تابعوين‪ ،‬بعد قليل سثظهر على‪ ،...‬أو سثكون ضوي فً ًا يف‪ ،...‬أو‬
‫سثشارك يف‪ ...-‬مما يشري إىل محيمية التواصل بو½ طوريف‬
‫العملية التواصلية اليت تم عرب منصات شبوات التواصل االجتماع ‪.‬‬
‫‪ 5-‬بالرغم من غلبة الرسائل املباشر‪ õ‬اليت حتملها تغريدات ومنشورات عينة‬
‫الدراسة‪ ،‬إال أن هناك رسائل ضمنية‪ ،‬أو إشارات من طور بفو‬
‫أحياًنا‪ ،‬وقد تثيت الرسالة على هيئة تسواؤل‪ ،‬حو½ يتعلو اخمور‬
‫باملوضوعات السياسية اليت تت سم بش ء من احلساسية‪ ،‬علوى غورار‬
‫تغريدات الدكتور عبد اهلل النفيس ع‬
‫ََّم‬
‫حن‪".‬‬ ‫ّا أمساها‪ :‬مجاعة "نِ ِ‬
‫‪ 4-‬تس م ل الرموز املص‬
‫َّو‬
‫ّر‪ õ‬والوسوم حضو ًًرا يف عدد من الرسوائل الويت‬
‫ينشرها ق اد‪ õ‬الرأمل اخلليم على ابتال ختصص امم‪ ،‬وتن وع مش ارهبم الفوري ة‪ ،‬مما‬
‫يشري إىل إدراك هيالء القاد‪ õ‬ملزايا هذه الش بوات اليت تعترب الرموز غ ري اللفظي ة جز‬
‫ًًءا من مزجيها االتصايل‪ ،‬وإدراكهوم لسومات‬
‫ً عن مهارامم يف استخدام هذا النووع مون‬ ‫االتصال الشبو ‪ ،‬فض‬
‫ا‬ ‫االتصال‪.‬‬
‫ل‬
‫ً‬
‫‪ 7-‬على الرغم من غلبة مستوى اللغة العربية "فصوحى التورات" علوى مشاركات قاد‪õ‬‬
‫)‬
‫الرأمل الديني½‪ ،‬و"فصحى العصر)‪ " 1‬على منشوورات‬
‫قاد‪ õ‬الرأمل الصحفي½ والسياسي½ الذين مشلتهم هذه الدراسوة‪ ،‬إال أن‬
‫عد ًًدا من مفردات اللهمة اخلليمية كانت حاضر‪ õ‬يف بعض اخحيوان‪ ،‬وهو ما‬
‫قد جيعل فهمها عس يًًرا على املتابع½ من غري أبناء منطقة اخلليج‬
‫العربو ‪ ،‬باإلضافة إىل إعاد‪ õ‬تغريد بعض املقاالت باللغة اإلجنليزية‪.‬‬
‫ويف ضوء اإلطار النظرمل امليسس للمرجعية التحليلية هلذه الدراسة‪ ،‬يتضوح‬
‫‪01‬‬
‫مدى قدر‪ õ‬شبوات التواصل االجتماع على تفويك مفهوم "امليوديا"‪ ،‬وإعواد‪õ‬‬
‫صياغة مفاهيم االتصال واإلنتا من نطاق مجاهريمل ومركزمل إىل ُنُط شخصية‪،‬‬
‫ونقا إنتا متعدد‪ ،õ‬وفرض سلطة اتصالية جديد‪ ،õ‬تقوم على التفاعل االجتماع‬

‫)‪ )1‬لالستزاد‪ õ‬حول مستويات ا لغة العربية‪ ،‬راجع‪ :‬بدومل‪ ،‬السعيد‪ ،‬مستسيا اولغة اوعربية‬
‫املعاصرة يف مصر‪ :‬وث يف عالقة ا لغة باحلضار‪) ،õ‬دار املعار ‪ ،‬القاهر‪õ، .)4871‬‬

‫‪01‬‬
‫دوما إىل التوامل االجتماع ‪ ،‬ومبا حيق يف‬
‫ب½ أفراد اجلمهور‪ ،‬الذمل ليس بالضرور‪ õ‬أن يفض ً‬
‫هناية املطا استدامة التحرر للعملية للدميقراطية‪ً ،‬وفقا لنظرية اجملوال‬
‫العام‪.‬‬

‫ه‪ -‬الموضوعات التي ينتجها قادة ال أري الخليجي‬


‫تفاوتت املوضوعات اليت نت اوهال قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم الذين مشلتهم الدراسوة‬
‫من اخكادميي½ والسياسي½ والصحفي½ وف قً ًا لتوجهامم واهتماموامم السياسوية‪،‬‬
‫فيبدو ‪-‬مث ًًال‪ -‬اخكادمي الووييت‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل النفيس ‪،‬‬
‫مهتم‬
‫ّوا يف املقوام اخول‬
‫بالش ثن اإل يراين وتطورات ه‪ ،‬وام ام إي ران ب دور تآمرمل يف البح رين‪ ،‬مث ي ثيت ح ديثوه على دور اإلم ارات‬
‫وطموحاما يف املنطقة العربي ة‪ ،‬وقيادما لث ورات العربي ة املض اد‪ õ‬للربي ع العربو ‪ ،‬ودورها يف ليبي ا‪،‬‬
‫وأطماعها يف اليمن‪ ،‬وجهودها لتقويض الشرعية‬
‫وتقسيم اليمن‪ ،‬وعالقتها باالنقالب الترك الفاشل يف ‪ 45‬يوليوو‪/‬متووز ‪،3044‬‬
‫باإلضافة إىل دور السعودية واإلمارات يف حرب اليمن‪ ،‬وسلوك ‪-‬مون أمساهوا‪-‬‬
‫حن" االنتهازمل يف البحرين‪ ،‬و"دحالن" وأدواره املشبوهة يف املنطقوة‪،‬‬ ‫مجاعات "ِن ِ‬
‫وعالقته بثجهز‪ õ‬االستخبارات العاملية‪ ،‬وقضية الروهينغيا‪.‬‬
‫اورغ من‬ ‫اب‬
‫د‬ ‫تع‬
‫ّد املسضسعا ااوتضايا اويت تنااهال قادة اورأي اخل يل جاي‬
‫أثناء فتر‪ õ‬الدراسة وتشعبها وثرائها‬
‫جر‬
‫َ‬
‫اّ ء النشا ام لمووس لقواد‪ õ‬الورأمل مون‬
‫الصحفي½ على وجه اخلصوص؛ إال أنه ميكن بلسرة يذه املسضسعا يف فئاا ر يسة‪ ،‬جا يف‬
‫متدمتها‪ :‬حص ار ق ير ات داعياتاه االجتماعي اة ااالقتصاادية ااوسيااية‪ ،‬وهنا ب رز احل ديث‬
‫مبرار‪ õ‬عن أسباب فرض احلصار وتوقيتوه‪ ،‬وعودم‬
‫مراعاته حلرمة ش هر رمض ان املعظم‪ ،‬وال خواصر القربو والنس ب‪ ،‬وإضراره الب ال¿ بالنس يج‬
‫‪01‬‬
‫اع اخلليم ‪،‬‬ ‫االجتم‬
‫َ‬ ‫جر‬
‫مر يف اخلص ومة"‪ ،‬وإجراءات دول احلص ار‬ ‫اّ ء استمرار ما أمساه أحدهم ب و "مشاريع الُف ْ‬
‫ضد الشعب القطرمل من ناحية‪ ،‬وشوعوهبا‬
‫رى؛ حيث‬ ‫ة أب‬ ‫من ناحي‬
‫جر‬
‫َ‬
‫ّمت حىت جم رد التع اطف موع املظلومي وة القطري وة‪ ،‬ورفض ت املواقف احليادي ة يف مقاطعة‬
‫قطر‪ ،‬كما برز احلديث عن متاسك اجلبهوة‬
‫الدابلية القطرية ضد تاوالت االبتراق‪ ،‬وباصة من بالل توظيوف القبيلوة‪،‬‬

‫‪01‬‬
‫وتالحم الشعب القطرمل بلف قيادته‪ ،‬والفشل يف إحدات شرخ بو½ النسويج‬
‫االجتماع القطرمل‪ ،‬فض ًا ًل عن قيادته‪.‬‬
‫د‬ ‫ادية‪ ،‬فق‬ ‫داعيا االقتص‬ ‫قة ولت‬ ‫أما باونس‬
‫رَك‬
‫ّز قاد‪ õ‬الرأمل بدول احلصار على‬
‫اد القطرمل واخلسائر اليت حلقت به‬ ‫ثر االقتص‬ ‫ديث عن تث‬ ‫احل‬
‫َ‬ ‫جر‬
‫ار‪ ،‬بل‬ ‫اّ ء احلص‬
‫فس‬
‫شر علوى "اخوضاع‬ ‫ّر هيالء إعفاء قطر مواطين ‪ 90‬دولة من تثش ري‪ õ‬الدبول إليها باعتباره مي اً‬
‫الصعبة اليت تعيشها" البالد‪ ،‬وأهنا "ال تمتع بوثمل مقوموات سوياحية‬
‫جاذبة؛ اخمر الذمل‬
‫ُيق‬
‫ّل‬
‫ّل من االستفاد‪ õ‬من هذا القرار‪ ".‬ويف املقابل‪ ،‬أوضح قاد‪ õ‬الرأمل من الصحفي½ القطري½ كيف‬
‫تص د‬
‫ّت قطور لحصار املفروض عليها من أول يوم عرب اختاذ تدابري‬
‫أم‬
‫ّنت االحتياجات اخساسية ملواطنيها واملقيم½ على أرضها على‬
‫حد‬
‫ّ سواء‪ ،‬واف تاحها لعودد مون املشواريع االقتصادية‪ ،‬يثيت يف مقدمتها "ميناء محد" الدويل‪،‬‬
‫واماللعب الرياضوية اسوتعدا ًدًا‬
‫الستضافة كثس العام ‪ ،3033‬فض ًالً عن استمرار أعمال البنية التحية بوتري‪ õ‬عالية‪،‬‬
‫ويف طليعتها مشروع "امل ترو"‪ ،‬ومن مث فق د اس تطاعت التغل وب عل وى احلص وار‪ ،‬وحتميم‬
‫آثاره‪ ،‬ومل تتخ َّل قطر عن دوره ا اإلغ اث رغم ظ رو احلص ار‪ ،‬كم ا أب رز الص حفيون القطري ون‬
‫التهديد اخالص بإسقا الطريان القطرمل إذا دبول اجملوال‬
‫اجلوم ل ل دول احلص ار‪ ،‬باإلض افة إى ل احل ديث عن اخزم ات االقتص ادية ي ف الس عودية‪ ،‬وإب راز اخض رار‬
‫‪01‬‬
‫واخلسائر اليت حلقت باالقتصادين‪ :‬اإلمارايت والسوعودمل جورَّاء احلصار الذمل أدى إىل توقف ت دف‬
‫منتمامما االقتصادية إىل دولة قطور‪ ،‬ورأوا أن‬
‫دول احلصار سقطت يف كل اخصعد‪ ،õ‬وتبحث عن خمر مشر أمام شوعوهبا‪،‬‬
‫وأص بحت واجة إىل من خيرجها من احلص ار‪.‬‬
‫افيما تي علق باوتداعيا اوسيااية‪ ،‬فقد بدأت باحلديث عن قرصنة موقوع‬
‫وكالة اخنباء القطرية‪ ،‬مث موقع بو إن سبورت‪ ،‬والقبض على عدد من املتهم½‬
‫بالقرصنة‪ ،‬ومطالب دول احلص ار من قطر‪ ،‬وأهن ا غري منطقي وة بول وتعميزيوة‪ ،‬والتثكي د على‬
‫فشل دول احلص ار يف تق دمي دلي ل على ام ام قطر باإلره اب‪ ،‬وثب وات مواقف الدوح ة‪،‬‬
‫وجهودها الدبلوماسية ملواجهة احلص ار‪ ،‬وعملها مع اجملتمع ال دويل ملوافحة اإلره اب‪ ،‬مث ل‬
‫توقيع قطر مذكر‪ õ‬تفاهم مع أمريكوا حملاربوة اإلرهواب‬

‫‪01‬‬
‫ومتويله‪ .‬كما مت التثكيد على استقالل القرار القطرمل‪ ،‬ورفض تبعيتوه للخوار ‪،‬‬
‫باإلضافة إىل إبراز بطاب أمري دولة قطر‪ ،‬الشيخ متيم بن محد آل اث ين‪ ،‬بعد مض‬
‫‪ 90‬يوم على احلصار‪ ،‬وعود‪ õ‬السفري القطرمل إىل إيوران وداللتوه‪ ،‬والضوغو السعودية على‬
‫بعض الدول اإلفريقية ملقاطعة قطر‪ ،‬وابتف اء أم½ عام جملس التع اون اخلليم وص مته إزاء اخزمة‬
‫اخلليمية‪ ،‬ومن مث تساءل البعض عن جدوى استمرار‬
‫جملس التع اون اخلليم ‪ ،‬كما ب رز احل ديث عن جتاهل علم اء ال ودين الس وعودي½ لحص ار‬
‫ر‪،‬‬ ‫روض على قط‬ ‫املف‬
‫وختلَ‬
‫ّل هذا اجلدل احملتدم املنادا‪ õ‬ول اخزمة اخلليمية بواسطة احلوار‪ ،‬والنثمل اب لشعوب اخلليمية عن‬
‫اخاللف وات السياسوية‪ ،‬ورف وض التص عيد اإلع الم ب½ دول اخلليج‪ ،‬والتثكي د على أن حل‬
‫اخزمة اخلليمية جيب أن‬
‫ي وون بليميًّا‪ ،‬واحلث على احلف اظ على جملس التع اون اخلليم ‪ .‬ارمبا تكسن اوت داعيا‬
‫اإلعالمية ه اخكثر حد‪ õ‬يف اخزمة اخلليمية بسبب‬
‫التماوزات اخبالقية لحمالت اإلعالمية لدول احلصار‪ ،‬وبرو عدد منها عون‬
‫أبالقيات املمارسة اإلعالمية املهنية‪ ،‬ومنها ما وصل إىل اخلووض يف اخعوراض‪،‬‬
‫وانتهاك احلرمات‪ ،‬والق ذ والس ب‪ ،‬وغريها مما يق ع حتت طائلة املس اءلة القانوني ة‪ ،‬ومن ذلك‬
‫امام قطر مبحاولة قلب نظام احلوم يف البحرين‪ ،‬ومحالت التشويه ضد قطر‪ ،‬وامام قن ا‪ õ‬اجلزير‪õ‬‬
‫ب الوذب‪ ،‬وممارسة بط اب إع المو يب وث الفتن وة‪ .‬ويف اجالنب اآل بر؛ ب رز احل ديث عن‬
‫أكاذيب دول احلصار وفربكاما‪ ،‬واإلشاد‪ õ‬بربنامج‬
‫"احلقيقة" ‪-‬الذمل يبثه تليفزيون قطر‪ -‬الذمل فضح كذب إعوالم دول احلص وار‪ ،‬وفربكات قن ا‪õ‬‬
‫العربية ووسائل اإلعالم السعودية ضد قطر‪ ،‬واإلشاد‪ õ‬بتعودد اآلراء‬
‫يف قنا‪ õ‬اجلزير‪ õ‬مقابل أحادية الرأمل يف العربية‪.‬‬
‫امث‬
‫لّ ت قضية تسيس احلج قراء‪ õ‬متناقضة من قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم ؛ حيوث ذهبت تغريدات‬
‫الصحفي½ يف دول احلصار إىل امام قطر بتسييس احلج‪ ،‬ومنعهوا‬
‫املواطن½ من أداء مناسك احلج‪ ،‬وأبرزوا جهود السوعودية يف بدموة ضويو الرمحن‪ ،‬وت ذليلها‬
‫‪01‬‬
‫الس بل أمام احلما القط ري½‪ ،‬مبا يف ذلك إعف اءهم من التص اريح اإللوتروني ة‪ ،‬وعرض ها نقلهم‬
‫بواسطة اخلطو السعودية جًمانا‪ ،‬وجاهزية املخيمات‬
‫املخصصة هلم‪ ،‬وإبراز زيار‪ õ‬الشيخ عبد اهلل بن عل آل اث ين تلل وسوط للحموا‬

‫‪01‬‬
‫القطري‪ ½.‬ويف املقابل‪ ،‬أوضحت تغريدات الصحفي½ القطري½ أن السعودية هو من عملت‬
‫على تسييس احلج‪ ،‬ومنعت القطرين من احلج هذا الع ام‪ ،‬ودفعت بع دم تعاوهن ا مع مقاويل احلج‬
‫يف قطر وعدم تسيري محالت احلج‪ ،‬موا أدى إىل غيواب‬
‫حما قطر عن احلج خول مر‪ õ‬يف التاريخ اإلسالم ‪ .‬ويالحظ شيوع‬
‫ظاهر‪ õ‬إعاد‪ õ‬التغريدات من ِقَبل عدد من الصحفي½ الوذين‬
‫مشلتهم هذه الدراسة‪ ،‬مع حرص كل طر من أطرا اخزمة اخلليمية على إعاد‪ õ‬التغري د‬
‫باملوضوعات واملنشورات واملقابالت التليفزيونية واملقاالت املوتوبة وغريها من املواد اإلعالمية اخبرى‬
‫اليت تساند املوقف الرمس لدولته‪ ،‬باإلضافة إىل التغريد مبا تنشره الوسيلة اإلعالمية اليت يعمل هب ا الص حف‬
‫نفسه‪ ،‬تل توامول احلسوابات‬
‫الشخصية‪ ،‬مع احلسابات الرمسية للميسسات اإلعالمية‪.‬‬
‫و‪ -‬االستخدامات الدينية لشبكات التواصل االجتماعي‬
‫تعددت استخدامات قاد‪ õ‬الرأمل الوديين اخ ليمو لشوبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪ ،‬وبتحليل أنشطتهم على هذه الشبوات بالل فتر‪ õ‬الدراسة‪ ،‬نالحوظ‬
‫اآليت‪:‬‬
‫‪ 4-‬أدرك قاد‪ õ‬الرأمل الدينيون الذين مشلتهم هذه الدراسة‪ ،‬أنييوة شوبوات‬
‫التواصل االجتماع كوسيلة دعوية منذ وقت مبور‪ ،‬وميون اعتبوارهم ضومن املتبن½ اخوائل‬
‫هلذا الن وع من الوسائط التونولوجية احلديث ة‪ ،‬مبا يف ذلك اس تخدامها يف البث املباشر خلطب اجلمعة‬
‫واحمالضرات الدينية‪ ،‬فقد انضموا إىل شبوة تويتر يف وقت مبور من ظهورها وذيوع انتشارها يف‬
‫العامل العربو ‪ ،‬ويت وراوح ت واريخ انض مامهم إليها م ا ب½ ‪ 3008‬و‪ ،3044‬ويثت ون يف‬
‫مقدمة أفراد العينة مون ق واد‪ õ‬الرأمل اخلليم من حيث عدد مت ابعيهم‪ ،‬وحيتلون املراكز الس تة‬
‫اخوىل ممن مشلتهم هذه الدراسة‪ ،‬ويتراوح عدد متابعيهم ما ب½ حوايل ‪ 48‬مليون إىل أكثر من‬
‫سوتة مالي½‪ ،‬كما جتاوز عدد تغريدات بعضهم منذ إنشاء هذه احلسوابات ‪ 50‬ألوف‬
‫تغريد‪õ.‬‬

‫‪0‬‬
‫جدول رقم )‪(1‬‬
‫)‪(‬‬
‫يوضح تاريخ إنشاء حسابات بعض أف ارد عينة الد ارسة على تويتر وث ارء المحتوى‬

‫ع دد‬
‫صاحب‬ ‫تاريخ‬ ‫عدد‬ ‫اوصسر‬
‫م‬ ‫اوصفة‬ ‫عدد املتابعني‬
‫احلساب‬ ‫احلساب‬ ‫اوتغريدا‬ ‫امتاطع‬
‫اوفيديس‬
‫تمد العريف‬ ‫داعية إسالم‬ ‫نوفمرب‪/‬تشرين‬ ‫‪49.835.434‬‬ ‫‪15.377‬‬ ‫‪8.001‬‬

‫سعودمل‬ ‫الثاين ‪3040‬‬

‫عائض القرين‬ ‫ميِل‬ ‫ني اير‪/‬كانون‬ ‫‪44.817.400‬‬ ‫‪53.711‬‬ ‫‪44.500‬‬


‫ّف وداعية‬ ‫الثاين ‪3044‬‬
‫إسالم سعودمل‬
‫مشارمل راشد‬ ‫قار وداعية‬ ‫أبريل‪/‬نيسان‬ ‫‪41.048.487‬‬ ‫‪37.673‬‬ ‫‪3.739‬‬

‫العفاس‬ ‫إسالم كو يت‬ ‫‪3040‬‬

‫سلمان العود‪õ‬‬ ‫داعية إسالم‬ ‫سبتمرب‪/‬أيلول‬ ‫‪41.815.134‬‬ ‫‪54.454‬‬ ‫‪3‬‬

‫سعودمل‬ ‫‪3008‬‬

‫نبيل عل‬ ‫داعية إسالم‬ ‫ني اير‪/‬كانون‬ ‫‪40.008.535‬‬ ‫‪38.854‬‬ ‫‪1.719‬‬

‫العوض‬ ‫كو يت‬ ‫الثاين ‪3044‬‬

‫يوسف‬ ‫داعية إسالم‬ ‫مايو‪/‬أيار‬ ‫‪4.451.711‬‬ ‫‪7.491‬‬ ‫‪781‬‬

‫القرضاومل‬ ‫مصرمل‪-‬قطرمل‬ ‫‪3044‬‬

‫‪ 3.‬يتف قاد‪ õ‬الرأمل الدينيون مع غريهم من قاد‪ õ‬الرأمل اآلبرين يف استخدام‬


‫شبوات التواصل االجتماع لتحقي عدد من االس تخدامات الطقوسوية‪ ،‬مثول‪ :‬الته اين بثنواعها‬
‫املختلفة‪ ،‬ومن أبرزها التهنئة تب ويل منصب معو½‪ ،‬ويف اخعيواد واملناسبات‪ ،‬والتعزية واملواسا‪ õ‬لوفا‬
‫‪ õ‬داعية إسالم ‪ ،‬أو موت صدي ‪ ،‬وغريها مون‬
‫املناسبات االجتماعية اخبرى‪.‬‬

‫‪ 4‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪ُ .‬جمعت هذه البيانات من حسابات أفراد عينة الدراسة على شوبوة توويتر‪ ،‬بتواريخ‬
‫‪0‬‬
3047
))

0
‫‪ 1.‬يتفاوت انتظام نشا قاد‪ õ‬الرأمل الوديني½ علوى شوبوات التواصول‬
‫االجتماع ‪ ،‬فمنهم من ُيغ ر د أو يضع منشو ًًرا‪ ،‬أو ينشر فيديو‪ ،‬أكثر من مر‪ õ‬بالل اليوم‬
‫الواحد )قد يتماوز العشر مرات أحياًنا)‪ ،‬وخباصة يف املناسبات الدينية )كيوم‬
‫عرفة باصة‪ ،‬وموسم احلج عامة)‪ ،‬وهيالء ميون أن ُيَطَل عليهم‪ :‬كثيفو النشا ‪،‬‬
‫وآبرون يوتفون بنشر مشاركة أو ثالت مشاركات يف اليوم‪.‬‬
‫‪ 1.‬يتفاوت استخدام شبوات التواصل االجتماع ب½ قاد‪ õ‬الرأمل الوديني½‬
‫الذين مشلتهم هذه الدراسة‪ ،‬فف ال وقت ال ذمل يتفقون فيه مجي ًًعا على اس تخدام هذه الش بوات‬
‫إن‬ ‫ة‪ ،‬ف‬ ‫راض دعوي‬ ‫خغ‬
‫َّقَل‬
‫ّة منهم من يورس ون هذه الشوبوات ملش واريع بريي ة‪ ،‬يصل نفعها إىل احملت اج½‪ ،‬مث ل‪ :‬كفالة‬
‫الي تيم‪ ،‬ومجوع التربعوات إلغ اثوة احملت اج½ واملتض ررين من إح دى ال ووارت الطبيعي ة‪،‬‬
‫ومشروع التعري وف ب الودين اإلس الم وال دعو‪ õ‬إلي ه‪ ،‬وس قيا احلم ا ‪ .‬أما اب لنس بة لإلعالن ات‬
‫التماريوة‪ ،‬فقود رصدت الدراسة إع الن½ على أحد حس ابات ق اد‪ õ‬الرأمل ال ديين ال وذين‬
‫مشلتوهم الدراسة‪ ،‬أحدنيا إلحدى االستثمارات العقارية التركية‪ ،‬واآلبر مال أُ ُطل عليه أول‬
‫متمر إلوتروين يف السعودية‪ ،‬وقد أثار هذان اإلعالنوان ردود أفع وال صواببة‪ ،‬وجد ًال ب½‬
‫املت ابع½ ما ب½ ميي د ومع ارض‪ ،‬إىل درجة اإلس اء‪ õ‬يف بع وض الوردود للشخص ية الديني ة‬
‫صاحب احلساب‪ ،‬وإظهاره يف هيئة غري الئقوة )صوور‪ õ‬فتوا‪õ‬‬
‫إعالنات معاَلمة بربنامج "فوتوشوب)"‪ ،‬ناهيك عن التعليقات اجلارحة لشخصه‪.‬‬
‫‪ 5.‬تبدو حسابات قاد‪ õ‬الرأمل الديني½ الذين مشلتهم الدراسة منصات دعوية‬
‫حديث ة‪ ،‬أو منابر افتراض ية؛ حيث يس تعمل هوي الء الق واد‪ õ‬شوبوات التواص ول االجتماع‬
‫كوسيلة دعوي ة حديث ة على حنو نشيط‪ ،‬ويقومون من بالهلوا بنش ور بطاب ديين أي ديولوج ‪ ،‬إىل‬
‫درجة أن هذه الشبوات تبدو اب لنسبة لبعض مبثابوة ساعة ميقاتية‪ ،‬أو سمل يوم وأس بوع ‪ ،‬ف ف‬
‫الصباح‪ ،‬يوتم التوذكري بثدعيوة‬
‫الصباح‪ ،‬واحلث عليها‪ ،‬أو إلقاء حتية الصباح على حنو رمزمل )موث ًًال‪ :‬صوباحوم‬
‫حومة مجيلة‪ ،‬صباحوم طفولة‪ ،‬صباحوم ابتسامة‪ ،...‬يعقبها وضوع مواد‪ õ‬ذات‬
‫صلة هبا)‪ ،‬أو نشر حومة‪ ،‬أو مجلة خحد العلماء‪ ،‬أو رسالة تبعث على التفواؤل‪،‬‬

‫‪0‬‬
‫وتدعو إليه‪ ،‬وعند الضحى‪ ،‬يتم التذكري بإحياء َُُّسنة صال‪ õ‬الضحى‪ ،‬وبيان فضلها‪،‬‬

‫‪0‬‬
‫اح‬ ‫إذا م‬ ‫ا‪ ،‬ف‬ ‫وعظيم أجره‬
‫ََّل‬
‫ّ املساء‪ ،‬جاء وقت التذكري بسنة الوتر‪ ،‬والدعاء بعدها‪،‬‬
‫وأدعية قب ل الن وم‪4 . .‬‬
‫بالرغم من تنوع املوضوعات والقضايا الدينية اليت نت اوهال قواد‪ õ‬الورأمل‬
‫الديين اخلليم أثناء فتر‪ õ‬الدراسة‪ ،‬إال أنه ميون القوول‪ :‬إن شوبوات التواصول االجتماع ‪ ،‬تبدو‬
‫من وجهة نظر هيالء القاد‪ õ‬منصة مثالية لتناول الشيون املتعلقة بثمور العب ادات‪ ،‬يتلوها القي ام بالنصح‬
‫والوعظ واإلرشاد ذمل الطابع الديين يف املقام‬
‫اخ ول‪ ،‬ي ثيت بع د ذلك التع اط م ع م ا يتصل باآلداب والقيم واخب الق‪ ،‬يف ح و½ ت ثيت‬
‫موضوعات املعامالت واملوضوعات العقدية يف مرتبة متثبر‪ õ‬يف دائر‪ õ‬اهتمام‬
‫توريس قاد‪ õ‬الرأمل الديين ملنصات التواصل‪.‬‬

‫شكل رقم )‪(1‬‬


‫يوضح الموضوعات التي تستأثر باهتمام قادة ال أري الدينيين في الخليج‬
‫(بالنسبة المئوية والتك ار ارت)‬

‫‪04‬‬
‫وميون تقسيم املوضوعات والقضايا الدينية اليت برزت أثناء فتر‪ õ‬الدراسة على‬
‫النحو اآليت‪:‬‬
‫اوعقادا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وترك‬
‫ّز على حومة العبادات والشعائر يف اإلسوالم‪ ،‬مثول‬
‫الص ال‪ õ‬وموانتها يف اإلس الم‪ ،‬ووجوهب ا‪ ،‬واحلث على الس ُونن وال وورد الي وم‬
‫واخدعية واالستغفار‪ ،‬وقيام ا ليل‪ ،‬والتوبة‪ ،‬وشرح احلج وبي وان أحوامه وأعمال ه‪،‬‬
‫وفضل يوم عرفة‪ ،‬وأجر صيامه‪ ،‬وفضل العشر مون‬
‫ذمل احلمة‪ ،‬وسنن العيد‪ ،‬وأحوام اخضحية‪ ،‬وضرور‪ õ‬فقوه الواقوع‪..‬‬
‫وغريها من املوضوعات اخبرى املتصلة بفقه العبادات‪.‬‬
‫‪ -‬اونصح ااوسعظ ااإلرشاد‪ :‬وحيث هذا الصنف من املوضوعات على ذكر‬
‫اهلل والعود‪ õ‬إليه‪ ،‬وأن التقوى بري زاد‪ ،‬وضورور‪ õ‬انشوغال املويمن بالواجبات‬
‫الدينية‪ ،‬واالجتهاد يف العبادات‪ ،‬وعالقة العبد بربه‪ ،‬والتوكل‬
‫على اهلل‪ ،‬والعمل لدنيا واآلبر‪ ،õ‬وخماطر الُبعد عون اإلميوان بواهلل‪،‬‬
‫وتاسبة النفس واحلث على الثبات على الدين‪ ،‬وتووب اإلجيابيوة‪،‬‬
‫واملديح النبومل‪ ،‬وقصص اخنبياء والرسل‪ ،‬والنه عن التشدد يف الدين‪ ،‬وعدم اجترار‬
‫الذكريات اخليمة‪ ،‬باإلضافة إىل ترسيخ ثقافة االعتذار من‬
‫بالل اإلشاد‪ õ‬اب ليوم العامل اللعتذار‪.‬‬
‫‪ -‬األخالق ااوتي ااآلداب‪ :‬وتشمل قيم الرمحة‪ ،‬والرف اب لفقراء‪ ،‬وضرور‪ õ‬تاسبة‬
‫النفس‪ ،‬والواجبات واملسيوليات‪ ،‬وحقيقة التقووى‪ ،‬وابوتالء امليمن½‪ ،‬واحلث على إحسان‬
‫العمل‪ ،‬ومظاهر قو‪ õ‬اإلميوان‪ ،‬وحرموة‬
‫ترويع املسلم‪ ،‬والنه عن االبتداع يف الدين‪ ،‬وحرمة االعتوداء علوى‬
‫احليا‪ õ‬اخالصة‪ ،‬واحلث على الصرب‪ ،‬والرضا باحلرمان من إحدى الونعم‪ ،‬والقياد‪ õ‬قدو‪،õ‬‬
‫وأبالق النبو تمد‬
‫َّصل‬
‫ّى اهلل عليه‬

‫‪0‬‬
‫وَّسل‬
‫ّم‪ ،‬واالستعاذ‪õ‬‬
‫من العمز والوسل‪ ،‬واحلث على حب اهلل‪ ،‬واحلث علوى التواضوع‪ ،‬وكربياء النفس‬
‫البشرية‪ ،‬واحلث على التسامح والتواصل يف أيام العشر‬
‫من ذمل احلمة‪ ،‬والتصا مع الذات‪ ،‬واحلث على التفواؤل‪ ،‬وبلو‬
‫اإلحسان‪ ،‬واملسيولية الشخصية يف اإلسالم‪ ،‬وإصالح الذات والغوري‪،‬‬

‫‪04‬‬
‫وبشية العلماء هلل‪ ،‬وظلم اخقوياء لضعفاء‪.‬‬
‫‪ -‬مسضسعا تث افية اقضايا معاصرة‪ :‬وتناقش مث ًالً استنوار اعتبار املدافع½‬
‫عن أوطاهنم إرهابي½‪ ،‬والتقوى يف اإلسوالم‪ ،‬والعلوم يف اإلسوالم‪،‬‬
‫والدعو‪ õ‬للحوار‪ ،‬واخصالة واملعاصر‪ ،õ‬وسبب ختلف اخموة العلمو ‪ ،‬واحترام‬
‫اإلسالم لعقل واحلث على التفوري‪ ،‬واحلوث علوى اخبوذ باخسباب‪ ،‬وعاملية العلوم‬
‫الطبيعية‪ ،‬وضرور‪ õ‬ربط العلم بقويم اإلميوان‬
‫واخبالق‪ ،‬ومشروعية االبتال يف الرأمل‪ ،‬والدين وقيواد‪ õ‬احليوا‪،õ‬‬
‫ومرونة الدين والفقه وابتال االستنبا ‪ ،‬ورفض تقديس اخشخاص‪،‬‬
‫وموانة الشورى يف اإلسالم‪ ،‬وموانة السنة النبوية يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬اوعتيدة‪ :‬وتشمل التوحيد واإلبالص‪ ،‬والعبودية هلل‪ ،‬وصفاته وأمسائوه‪،‬‬
‫وأثر العقيد‪ õ‬يف إنتا اخعمال‪ ،‬ومظاهر اإلميان اب هلل وفوائده‪ ،‬وآثواره‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬املعامال ‪ :‬وتركز على حرمة االحتوار والرشو‪ ،õ‬والتوافل االجتماع ‪،‬‬
‫والوالية يف اإلسالم‪ ،‬وإنوار ما يسمى "جهاد النواح‪".‬‬
‫‪ -‬مسضسعا أخرى‪ :‬وتشمل قضايا خمتلفة‪ ،‬مثل إنوار أعموال القتول‪،‬‬
‫ومعرف ة اإلس الم بالطبيعة البشرية‪ ،‬وخم اطر انفص ام اخمة عون ال ودين‪ ،‬واإلس الم‬
‫وحتقي املنافع الدنيوية‪ ،‬ومغبة سوء تطبي القوان½‪ ،‬ونعموة‬
‫العقل ونعمة الوح ‪ ،‬وعظمة اخ لفاء وام لوك من صولتهم بالشوريعة‪،‬‬
‫وإنوار االحتف ال بعي د امليال د‪ ،‬ووج ود املتطرف½ يف كل أم ة‪ ،‬والف رق ب½ اإلفت اء‬
‫واخلطابة‪ ،‬واخبذ بالرأمل اخرجح يف الفتوى‪ ،‬واالنتسواب إىل‬
‫ال دين اإلسالم ‪ ،‬واالرتقاء ب الواقع إىل شرع اهل ل‪ ،‬واملش قة جتلب التيس ري‪ ،‬وفضل اإلم ام‬
‫الع ادل‪ ،‬وفض ائل الش ريعة اإلس المية‪ ،‬وكموال الرسوالة النبوي ة‪ ،‬وحفظ الق رآن‪،‬‬
‫واحلومة من معمزات اإلسالم العقليوة‪ ،‬ودور‬
‫اإلميان يف تفمري طاقات اخمة‪ ،‬واإلنسان غايوة حضوار‪ õ‬اإلسوالم‪،‬‬
‫وضرور‪ õ‬اقتران العلم اب لعمل‪ ،‬وأن القرآن الورمي تبيان لوول شو ء‪،‬‬
‫باإلضافة إىل دور الدين يف حيا‪ õ‬اخمة‪ ،‬وترابط اجملتمعات‪.‬‬
‫‪04‬‬
‫أما أسلوب تناول هذه املوضوعات‪ ،‬فقد مت معظمه ثب سلوب مباشر وصريح‪،‬‬
‫ونادراً ما يثيت بطريقة ضمنية‪ ،‬أو عن طري اإلشار‪ õ‬والتلميح من طر بف ‪ 7. )(.‬تربز‬
‫شبوات التواصل االجتماع كوسائل دعوية يف الشعائر واملناسبات‬
‫الدينية املومسية‪ ،‬كشعري‪ õ‬احلج‪ ،‬وينشط قاد‪ õ‬الرأمل الدينيون يف اسوتخدام هوذه‬
‫الش بوات مبا يرتبط هب ذه الش عائر‪ ،‬فم ع ق رب حل ول موس م احلج‪ ،‬ب دأ احل ديث عن احلج‬
‫وأحوامه‪ ،‬وحومته‪ ،‬وآداب ه‪ ،‬وفضل ي وم عرف ة‪ ،‬وأجر ص يامه‪ ،‬وفضل ليوايل العشر ا ُُخ َول‬
‫من ذمل احلمة‪ ،‬وإحياء سنة الت وبري يف هذه العش ر‪ ..‬كموا ب ورزت رسائل حتث على س قيا‬
‫احلا ‪ ،‬مبا يف ذلك الترويج للمشاريع اخلريية املتصلة هبوذه‬
‫اجمالل‪ ،‬كمشروع "إطعام احلما "‪ ،‬وق د حيدت ‪-‬أحياًنا‪ -‬أن يق وم أحد املتواب ع½ بإقح ام‬
‫منشور باص باإلعالن عن سقيا أبرى للحميج‪ ،‬مما يعين أن صوفحات‬
‫ديني½‬ ‫الرأمل ال‬ ‫اد‪õ‬‬ ‫ق‬
‫ُتِم‬
‫ِّث‬
‫ّل منصة جيد‪ õ‬لترويج هلذا النوع من املشاريع اخلريية‪ 9. .‬توتسب شبوات التواصل االجتماع أنيية‬
‫مضافة يف أوقات اخزموات‬
‫ذات الُبعد الديين‪ ،‬مثل‪ :‬منع االحتالل اإلسرائيل الفلسطيني½ مون الصوال‪ õ‬يف‬
‫املسمد اخقصى‪ ،‬وإغالق أبوابه يف وجه املصول½‪ ،‬يف ‪ 41‬يوليوو‪/‬متووز ‪ ،3047‬وتطورات‬
‫اخحدات اليت تلت ذلك‪ ،‬واستمرت حىت ‪ 37‬يولي و‪/‬مت وز ‪ ،3047‬حيث ق ام قاد‪ õ‬الرأمل ال ديين‬
‫اخلليميون الذين مشلتهم هذه الدراسة باملشواركة يف هوذه القضية‪ ،‬من بالل تغريدات موتوبة‪،‬‬
‫هد عن ذلك احلودت‪ ،‬وعون‬ ‫أو بث َمَشا ِ‬
‫)‪)‬‬
‫القدس بوجه عام ‪ ،‬والتغريد بفيديوهات قصري‪ õ‬باصة هبذه القضية‪.‬‬
‫اع منصة ف‬ ‫بوات التواصل االجتم‬ ‫لش‬ ‫متث‬ ‫‪8.‬‬
‫ََّع‬
‫اّ لة يستخدمها بعوض قواد‪õ‬‬
‫الرأمل ال دينيون ال ذين مشلتهم الدراسة ل ترويج ملش اريع كفالة اخيتوام‪ ،‬والودعو‪ õ‬إلطالق محالت‬
‫التربع لصا إحدى الفئات املتضرر‪ õ‬أو احملتاج½ يف دولوة مون‬
‫‪04‬‬
‫من أمثلة الرسائل اليت حتومل دعو‪ õ‬ضمنية )احلث على التبوري إىل أداء الصوال‪" õ):‬أول‬ ‫)‪)‬‬
‫كلمة يف اآلذان تدومل يف الوون‪□☝ :‬اهلل أكرب☝□‪ ،‬تل علم أن اهلل أكرب من اجتماعك‪،‬‬
‫ومن وظيفتك‪ ،‬ومن جتارتك‪ ،‬ومن كل ش ء يف حياتك‪# .‬الصال‪õ".‬‬
‫‪https://t.co/T4xNHFYbfg‬‬
‫)‪ )‬من أمثلة ذلك‪ ،‬قيام الدكتور سلمان العود‪ õ‬بتسميل فيديو عن القدس مدته ‪ 1‬دقائ ‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫هود" لتعري وف‬ ‫دول العام ل‪ ،‬مث ل‪ :‬مشروع "دعم املقدسوي"½‪ ،‬ومشوروع " ُُه ْد ُ‬
‫باإلسالم‪ ،‬ومشروع "الرامحون‪/‬تربعوا" )إلغاثوة أهلنوا يف الويمن)‪ ،‬ومشوروع "اخض اح "‪،‬‬
‫ومشروع "كسو‪ õ‬العي د"‪ ،‬وبن اء مركز يف "ال نيمور"‪ ،‬والودعو‪ õ‬إىل إط الق محلة إلغاث ة‬
‫املتض ررين من الفيض انات يف اهلن د وبنمالديش‪ ،‬واليت أطلقه وا الش يخ نبي ل العوض على حسابه يف‬
‫تويتر‪ ،‬يف ‪ 31‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،3047‬ومتابعوة‬
‫تطورات احلملة‪ ،‬وبث اخببار املتصلة هبا‪.‬‬
‫راف ًًدا‬ ‫ديني½‬ ‫الرأمل ال‬ ‫اد‪õ‬‬ ‫ابات ق‬ ‫تعترب حس‬ ‫‪40.‬‬
‫معرفًي‬
‫ّوا للمتوابع½ عاموة‪،‬‬
‫ونظرائهم من بطباء املساجد باصة؛ حيث حيرص بعضهم على وضوع رواب وط باصة خبطب‬
‫باصة هبم لصال‪ õ‬اجلمعة‪ ،‬وصال‪ õ‬العيد‪ ،‬وفضل العشر من شهر ذمل‬
‫احلم ة‪ ،‬وغريه ا من اخلطب اخ برى‪. .‬‬
‫‪ 44‬تعدد مسارات الربهنة اليت يستعملها قاد‪ õ‬الرأمل الدينيون إليصال الرسوائل‬
‫الديني ة واإلقن اع هب ا‪ ،‬فباإلض افة إى ل اس تخدام اخدل ة من الق رآن ال ورمي‪ ،‬والس نة النبوي وة‪،‬‬
‫و‬ ‫اء‪ُ ،‬ي‬ ‫وال العلم‬ ‫ع‪ ،‬وأق‬ ‫واهد من الواق‬ ‫تخدام ش‬ ‫واس‬
‫ِِّظ‬
‫ّف هويالء القواد‪ õ‬عود ًًدا مون‬
‫االس تماالت العاطفي ة والعقالني ة‪ ،‬أو كليهم ا م ً ًع ا‪ ،‬ومنه ا اس وتمالة ال ترغيوب توار‪،õ‬‬
‫وال ترهيب ت ار‪ õ‬أب رى‪ ،‬مش فوعة أحيا ًن ا بتص ميم ص ور ملن اظر طبيعي ة أ‬
‫بَّ َ‬
‫)‬
‫ّاذ‪ ،õ‬مت تز فيهوا اخل وان اجلذاب ة‪ ،‬مع النصوص الديني ة‪ ).‬فاالس تماالت العاطفي ة تسوتهد‬
‫التو ثري يف‬
‫من أمثل ة ه ذه الرسائل‪:‬‬ ‫)‪)‬‬
‫"حيا‪ õ‬ليس فيها صال‪ õ‬ليس فيها ثقة وال طمثنينة وال استقرار وال هدوء وال سوينة‪ ،‬قر‪õ‬‬
‫ع½ للمصل‪½.#‬الص ال"‪□. õ‬‬
‫"بشرى للمستغفرين" ‪-‬يف معرض ال ترغيب يف االستغفار‪ ،-‬و ََر دد "س بحان اهلل وومده" مع الطي ور‬
‫املنشد‪ õ‬والعصافري املغ ر د‪ õ‬واحلمام املغين لتووون أحود الفوائزين جبوائز‪õ‬‬
‫"َفاْذُكُروِن َأْذُكْرُكم‪".‬‬
‫‪04‬‬
‫‪https://t.co/jo8JQDoTtW‬‬
‫تغريد‪ õ‬الشيخ نبيل العوض ‪ ،‬يف ‪ 31‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،3047‬لترويج إلحدى اجلمعيات اخلريية جلمع التربعات‬
‫إلغاثة املتضررين من الفيضانات يف اهلند وبنغالديش‪ ،‬وتضمنت التغريود‪õ‬‬
‫فيديو مدته ‪ 15‬ثانية ُيظهر منزاًل ينهار ج‬
‫َّر‬
‫اّ ء الفيضان‪ ،‬دون توضيح ملوان أو زمان الفيديو‪.‬‬
‫من أمثلة االستماالت العقلية‪ :‬االستشهاد باحلديث النبومل الشريف؛ قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫ََف َر ًجا‪ ،‬ومن كل ضي خمر ًًجا‪،‬‬ ‫"من أكثر من االستغفار جعل اهلل له من كل ه‬
‫ورزقه‬ ‫ٍٍّم‬
‫ّ‬
‫من حيث ال حيتسب‪".‬‬

‫‪04‬‬
‫وجدان املتلق وانفعاالته‪ ،‬وإثار‪ õ‬حاجاته النفسية واالجتماعية‪ ،‬وخماطبة حواسوه مبوا حيق أهدا‬
‫القائم على االتصال‪ ،‬يف ح½ أن االستماالت العقلية تعتمد على خماطبوة‬
‫عقل املتلق ‪ ،‬وتقدمي احلمج والشواهد املنطقية‪ ،‬وتفنيد اآلراء املضاد‪ õ‬بعد مناقشوتها‪،‬‬
‫)‬
‫وإظهار جوانبها املختلف)‪ ، 1‬مبا حيق فاعلية الرسالة اإلعالمية الدينية‪ ،‬واإلقناع هبا‪.‬‬
‫وتفاوتت طرق يإ صال قاد‪ õ‬الرأمل الديني½ الذين مشلتهم الدراسة للرسائل‬
‫اإلعالمية‪ ،‬فمنهم من يوتف بشول اتصايل واحد‪ ،‬موتوب أو مرئ ‪ ،‬وآبرون‬
‫حيرصون على اإلف اد‪ õ‬من اإلمواني ات التقني ة لشبوات التواصل االجتماع يف إنتا مزيج اتص ايل‬
‫فَع‬
‫ة‪،‬‬ ‫ة واملرئي‬ ‫املوتوب‬ ‫ع فيه امالد‪õ‬‬ ‫ال‪ ،‬ج تم‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫معز‬
‫ّز‪ õ‬جبوانب التوضيح اخبرى كالرسوم املعلوماتي ة‪ ،‬وغريها من جوانب التص ميم اخبرى اليت‬
‫ُتوسب‬
‫الرسائل جاذبي ة‪ ،‬وإيص ال املع اين على حن و أك ثر وض و ًحا‪ .‬كما تعدد‬
‫صنو الرسالة‪ ،‬فقد توون عبار‪ õ‬عن تغريد‪ õ‬أو منشور‪ ،‬وقود‬
‫توون جمرد مشاركة مواد من مواقع أبرى موتوبة أو مرئية من بوالل وضوع‬
‫الروابط اخالصة هب ا‪ ،‬و تض من رسائل ديني ة‪ ،‬وق د ت وون مص حوبة بفي ديو قص وري‪ ،‬مناسب‬
‫لموضوع‪ ،‬أو ذمل صلة ب ه‪ ،‬أو وسم‪ ،‬أو صور‪ õ‬فوتوغرافي ة معب ور‪ õ‬عون احل دت‪ ،‬أو‬
‫حىت صور‪ õ‬فنية‪ .‬وتتف هذه النتيمة مع موا انت وهت إلي وه دراسوة "الش هرمل‪3045" ،‬‬
‫من استثمار اخلصائص الفنية للشبوات من بالل تنوع عرض‬
‫)‪)2‬‬
‫املعلومات‪ ،‬وتفاعل اجلمهور اجليد مع هذه الصفحات واحلسابات‪.‬‬

‫مواومل‪ ،‬حسن عماد‪ ،‬االتصال انظرياته املعاصرة‪) ،‬الدار املصرية‪ ،‬القاهر‪،õ، )3005‬‬ ‫‪.480 -‬‬
‫‪0‬‬
‫‪499 5،‬‬ ‫ص‬
‫الشهرمل‪ ،‬ياسر‪" ،‬صفحات وحسابات القرآن وعلومه يف الشبوات االجتماعية‪ :‬دراسة‬ ‫)‪)1‬‬
‫وصفية حتليلية على عينة من صفحات وحسابات فيس بوك‪ ،‬تويتر‪ ،‬يوتيوب"‪ ،‬اجمللاة‬
‫اوعربية وإلعالم ااالتصال‪) ،‬العدد ‪ ،41‬مايو‪/‬أيار )‪ ،3045‬ص ‪85-459.‬‬ ‫)‪)2‬‬

‫‪04‬‬
‫الشكل رقم )‪(6‬‬
‫)‪(1)-(2‬‬
‫يمث ل نموذ جا الستخدام الرسوم المعلوماتية في التغريدات الدينية‬

‫‪ 2.2.‬شبكات التواصل االجتماعي وحصار قطر‬


‫برزت شبوات التواصل االجتماع العًبا أساسًّيا وفاع ًًال يف مواجهة أزموة‬
‫احلصار املفروض على قطر‪ ،‬وقد نشط على حنو باص قاد‪ õ‬الرأمل من الصوحفي½ واإلعالم½ القطري½‪،‬‬
‫ونظراؤهم يف دول احلصار يف استخدام هوذه الشوبوات‬
‫لتحقي أغراض ع‬
‫َّد‬
‫ّ‪ ،õ‬ومن أهم ما ميون رصده يف هذا اخلصوص‪ 4. :‬ع‬
‫َّز‬
‫ّزت شبوات التواصل االجتماع من قيم املشاركة اجملتمعية‪ ،‬وخباصة‬
‫ح½ تعرض البلدان هلز‪ õ‬سياسية عنيفة على غرار احلصار املفروض علوى قطور‪،‬‬
‫فالول ‪-‬تقريًبا‪ -‬أصبح مشار ًًكا‪ ،‬وناش ًًطا‬
‫سياس‬
‫ّي‬
‫ّا‬
‫‪0‬‬
‫وجمتمع‬
‫ّي‬
‫ّا‪ ،‬يتابع‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬ويشاهد‪،‬‬

‫‪10‬‬ ‫)‪ )1‬القرين‪ ،‬عايض‪ ،‬تغريد‪ õ‬على حسابه يف تويتر‪ ،‬سبتمرب‪/‬أيلول ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪:‬‬
‫سبتمرب‪/‬أيلول ‪3047):‬‬
‫‪https://twitter.com/Dr_alqarnee/status/914370513241280512‬‬
‫‪40‬‬ ‫)‪ )2‬العريف ‪ ،‬تمد‪ ،‬تغريد‪ õ‬على حسابه يف تويتر‪ ،‬أغسطس‪/‬آب ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪:‬‬
‫أغسطس‪/‬آب ‪3047):‬‬
‫‪https://twitter.com/MohamadAlarefe/status/895638124507926528‬‬

‫‪04‬‬
‫وحي‬
‫ّل‬
‫ّل‪،‬‬
‫ويع‬
‫ّل‬
‫ّ ‪ ،‬ويرسل ويستقبل ومي ر ر‪ ،‬وُيع ب ر عن رأيه بشوىت صونو التعوبري‬
‫املختلفة‪ ،‬يف ضوء أدوات املشاركة اللحظية اليت تتيحها هذه الشبوة‪3. .‬‬
‫ُت‬
‫ُم س د أمنا االتصال اخالصة هبذه اخزمة عد ًًدا من مفاهيم االتصال‪ ،‬على‬
‫حنو غري مسبوق‪ ،‬على غرار مفهوم ثتث ري "كر‪ õ‬الثلج"‪ ،‬وتوامل وسوائل اإلعوالم‬
‫واالتصال‪ ،‬واملزيج االتصايل‪ ،‬والتفاعلية‪ ..‬وغريها من املفاهيم االتصالية اخبرى‪ ،‬فوما تذهب‬
‫مضام½ شبوات التواصل االجتمواع إىل شاشوات التليفزيوون‬
‫وصفحات اجلرائد‪ ،‬فإن هذه الرسائل‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬س‬
‫َّم‬
‫ّلت حضو ًًرا على شوبوات‬
‫التواصل االجتماع ‪ ،‬من بالل الفي ديوهات القص ري‪ õ‬التروجيي ة‪ ،‬لتعزيوز رس وائل معين ة‪ ،‬أو إب الغ‬
‫ديوهات ُتم‬ ‫ذه الفي‬ ‫ا أن ه‬ ‫رى‪ ،‬كم‬ ‫أب‬
‫ََّر‬
‫ّر إىل أفراد آبرين بواسوطة أجهز‪ õ‬اهلواتف الذكية‪ ،‬وخباصة عرب تطبي واتساب‪ ،‬مما يُ ُ َو سع‬
‫من دائر‪ õ‬انتشوار الرسائل االتص الية‪ُ ،‬وُي َع زز من تفاعل أف راد اجلمهور‪ ،‬مبا يتم اوز منص ات‬
‫التواصول االجتماع إىل أف تفاعلية أبرى‪ ،‬جتسد معىن كر‪ õ‬الثلج املتدحرجة من قمة جبل‬
‫جليدمل‪. .‬‬
‫‪ 1‬أدى احلصار املفروض على قطر إىل الدفع قد ًًما مبناخ هامش حرية الرأمل والتعبري ب½‬
‫املواطن½ القطري½‪ ،‬واحلديث عن موضوعات مل يعهد احلديث عنوها من قبل‪ ،‬فاجلميع غدا‬
‫مشار ًًكا نشي ًًطا يف مواجهة هذه اخزمة‪ ،‬وباصة من بوالل شبوات التواصل‬
‫االجتماع ‪ ،‬مبا يف ذلك واتساب بعووس املوواطن½ يف دول احلصار اليت ج‬
‫َّر‬
‫‪0‬‬
‫ّمت حىت جمرد التعاطف مع دولة قطر‪ ،‬معترب‪ õ‬أن "إبداء التعواطف أو امليل أو احمالبا‪ õ‬جتاه‬
‫تلك الدولة )قطر)‪ ،‬أو االعتراض على موقف دولة اإلمارات العربية املتحد‪ õ‬وما اختذته من‬
‫إجراءات صارمة وحازمة مع حوومة قطر‪ ،‬سوواء عرب وسائل التواصل االجتماع‬
‫بتغريدات أو مشاركات‪ ،‬أو بثمل وسيلة أبورى قواًل أو كتابة‪ ،‬يعد جرمية معاقًبا عليها بالسمن‬
‫امليقت من ثالت إىل مخس عشر‪õ‬‬
‫)‬
‫سنة‪ ،‬وبالغرامة اليت ال تقل عن مخسمئة ألف درهم)‪ ،.." 1‬وهو ما اعتربته بعوض‬

‫)‪" )1‬اإلمارات جت ر م أمل تعاطف مع قطر"‪ ،..‬باي باي اي‪ 7 ،‬يونيوو‪/‬حزيوران ‪،3047‬‬
‫)تاريخ الدبول‪ 30 :‬أغسطس‪/‬آب ‪3047):‬‬
‫‪http://www.bbc.com/arabic/live/40158673‬‬

‫‪0‬‬
‫)‪)1‬‬
‫" ‪1.‬‬ ‫املنظمات احلقوقية "بر قً ًا معيًبا للح يف الرأمل والتعبري‪.‬‬
‫م‬
‫ّث‬
‫لّ ت تغريدات الصحفي½ القطري½ رص ًًدا وتوثي قً ًا لعودد مون املعانوا‪õ‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬واالنتهاكات اليت طالت املواطن½ القطري½ يف بعض بلودان احلصوار‪،‬‬
‫ومن ذلك عرض الفيديوهات اليت توضح بعض املعانا‪ õ‬واخذى النفس الذمل حل‬
‫بالقطري½ املعتمرين مبمرد إعالن احلصار‪ ،‬باإلضافة إىل التنابز باخلقاب والوعيود‪،‬‬
‫ومنها ما وصل ح‬
‫َّد‬
‫ّ االعتداء اجلسدمل على بعض القطري½ يف السعودية‪ 5. .‬أتاحت شبوات التواصل االجتماع‬
‫لصحفي½ القطري½ الذين مشلتوهم‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬منصات مفتوحة لشرح قضية احلصار املفوروض علوى بالدهوم‬
‫ام‬ ‫وحتليلها من خمتلف اجلوانب‪ ،‬كم‬
‫ََّو‬
‫ّنتهم من ال رد على االمام ات واالنتق وادات‪ ،‬ومنها م ا وص ل ح‬
‫ََّد‬
‫املو‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫التم‬ ‫ّ‬
‫ََّج‬
‫ّه لدولة قطر‪ ،‬ومنها ما ص در عون شخصويات رمس ية‪ ،‬مث ل‪ :‬السفري السعودمل يف اخ ردن‬
‫ذمل م‬ ‫ال‬
‫ََّو‬
‫قطر‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫ّم‬
‫واَد‬
‫َّ‬
‫ّعى صربهم عليها مل د‪ õ 30‬عا ًًما‪ .‬باإلضافة إىل تفني د مواقف اخلصوم‪ ،‬وبيان تناقضامم‪ ،‬وكشف‬
‫اخبب ار الزائفة اليت بثتها بعض وسائل إع الم دول احلص ار‪ ،‬ومنها م وا احنودر إىل مس توى‬

‫‪0‬‬
‫الدعاية‪ ،‬باإلضافة إىل توضيح التغطيات املتناقضة لألحدات اليت رافقوت‬
‫)‬
‫فتر‪ õ‬احلصار‪ ،‬مبا يف ذلك استدعاء التغريدات من اخعوام السابقة)‪ ‬كموزء مون‬
‫استراتيمية املواجهة املفتوحة يف كل االجتاهات بو½ الصوحفي½ واإلعالموي½‬
‫القطري½ من ناحية‪ ،‬وصحفي وإعالمي دول احلصار من ناحية أبرى‪.‬‬

‫)‪" )1‬منظمات حقوقية دولية تسوتنور مقاطعوة قطور وحصوارها"‪ ،‬اجلزيارة نات‪،‬‬
‫‪ 40‬يونيو‪/‬حزيران ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪ 30 :‬أغسطس‪/‬آب ‪3047):‬‬
‫‪goo.gl/n5rxQs‬‬
‫)‪ )‬من أمثلة ذلك‪ :‬مقارنة الصحف القطرمل‪ ،‬عبد اهلل العذبة‪ ،‬ب½ اخلرب املنشور على موقع "العربية"‪،‬‬
‫وموقع صحيفة "عواظ" عن موقف الرئيس اخمريك دونالد ترامب من متديد‬
‫العمل باال فت اق النوومل اإليراين‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫الشكل رقم )‪(3‬‬
‫)‪(1‬‬
‫يق دم نموذ جا لتفنيد المواقف المتناقضة من أزمة حصار قطر‬

‫‪ 4.‬و‬
‫َّظ‬
‫ّف الصحفيون القطريون شبوات التواصل االجتماع لرفع الوروح‬
‫املعنوية لمواطن½ القطري½ ملواجهة احلصار املفروض على بالدهم‪ ،‬والتثكيد على‬
‫ثبات اجلبهة الدابلية يف وجه احلصار‪ ،‬ومن ذلك ‪-‬مث ًًال‪ -‬رفع مقاطع قصري‪ õ‬مون‬
‫اخشعار واخهازيج الشعبية‪ ،‬واخغاين الوطنية اليت أُ ُنتمت‬
‫إ‬

‫‪0‬‬
‫ّب‬
‫ّان فتر‪ õ‬احلصار‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫)‪ )1‬العذبة‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬تغريد‪ õ‬يف حسابه على تويتر‪ ،‬يوليو‪/‬متوز ‪) ،3047‬تاريخ الدبول‪:‬‬
‫أغسطس‪/‬آب ‪3047):‬‬
‫‪https://twitter.com/a_alathbah/status/888719831255601152‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ 7.‬حضرت السخرية يف تغريدات الصحفي½ القطري½ على شبوة تويتر‪ ،‬بعد‬
‫ب‬
‫ِّث‬
‫ّ مراسل قنا‪ õ‬العربية يف مشال وغرب إفريقيا تغريد‪ õ‬قال فيها‪" :‬مشعوذون مون‬
‫الس نغال وموريتانيا حيص لون على مالي½ الدوالرات بع د تواص لهم مع شويوخ يف قطر عرض وا‬
‫)‬
‫عليهم استنزال اخرواح وتسخري اجلن حلول اخزموة)‪ ". 1‬واهنالوت التغريدات السابر‪ õ‬من‬
‫هذه التهمة‪ ،‬مبا يف ذلك إع اد‪ õ‬نش ر مق اطع الفي ديوهات اليت أنتمها مغردون قطري ون‪ ،‬تس خر‬
‫من تلك الفرية‪ ،‬كما أُ ُطل وسم يف تلك الفتور‪õ‬‬
‫بعنوان ‪"#‬قطر_تتعامل‪-‬باجلن‪ ،‬والقى جتاوًبا كب يًًرا من املغ ر دين على منصة توي تر‪ 9. .‬ب الرغم‬
‫من حد‪ õ‬أزمة احلصار املفروض على دولة قطر‪ ،‬وعم الشورخ‬
‫بوق‬ ‫ري ا م ل س‬ ‫ار غ‬ ‫ذا احلص‬ ‫اتج عن ه‬ ‫الن‬
‫بليًم‬
‫ًّي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫وعرًب‬
‫ًّي‬
‫ّا؛ إال أن بعض تغريدات قواد‪õ‬‬
‫الرأمل اخلليم على شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬مل خت ُُل من الدعو‪ õ‬إىل التحلو‬
‫اب ملنط والتزام العقالنية‪ ،‬والعمل من أجل رأب الصدع ب½ أهل ال بيت اخ ليمو الواحد‪ ،‬أو‬
‫على اخقل تضيي الفمو‪ õ‬ب½ اخشقاء اخلليمي½‪ ،‬وخماطبة السوعودية‬
‫على وجه اخلصوص‪ ،‬ودعوما إىل حتويم العقل‪ ،‬والرجوع عن إجراءات احلصار‪،‬‬
‫وقد برزت هذه الدعوات ‪-‬مث ًًال‪ -‬من بالل استدعاء اخببار اإلجيابية املنشوور‪،õ‬‬
‫مثل التغريد‪ õ‬املنشور‪ õ‬على حساب "أببار قطر" على تويتر‪ ،‬واليت تقول‪" :‬يف لفتة أبوية‪ ..‬د‬
‫َّر‬
‫ّاجو قطر حيتفلون مع نظرائهم السعودي"½‪ ،‬وأعاد تغريدها عدد مون‬
‫الصحفي½ القطري½‪ ،‬وتفاعل معها بعض القراء ُُم ِشيدين هبذا التصر ‪ ،‬وميكدين‬
‫)‬
‫على وحد‪ õ‬اللحمة االجتماعية ملواطين دول جملس التعاون اخلليم ‪ ).‬ويف إطوار‬
‫‪0‬‬
‫هذا التوجه‪ ،‬غ‬
‫َّر‬
‫ّد بعض اخكادميي½ القطري½ داع½ إىل التحل باحلومة والرشود‪،‬‬

‫)‪" )1‬فضيحة يف قنا‪" õ‬العربية‪ "..‬قطر تعامل باجلن"!!‪ ،‬قنا‪ õ‬العامل‪ ،‬يوليو‪/‬متوز ‪) ،3047‬تاريخ‬
‫الدبول‪ 30 :‬أغسطس‪/‬آب ‪3047):‬‬
‫‪http://www.alalam.ir/news/1994637‬‬
‫)‪ )‬من اخمثلة اخبرى‪ :‬تغريد‪ õ‬الصحف القطرمل‪ ،‬عبد اهلل العذبة‪ ،‬على حسابه يف تويتر‪،‬‬
‫‪ 33‬يوليو‪/‬مت وز ‪3047:‬‬
‫"إشار‪ õ‬إجيابية مجيلة من ‪#‬اإلمارات الشقيقة بعد بطاب الشيخ متيم بن محد آل ثاين أمري دول ة ‪#‬قطر‬
‫البارحة‪ .‬حِافظوا على "بليمنا واحد"†‪) ،‬تاريخ الدبول‪ 5 :‬أغسوطس‪/‬آب‬
‫‪.)3047‬‬

‫‪0‬‬
‫وعدم االجنرار وراء امليامرات اليت حتاول النيل من دول اخلليج كافة‪ ،‬غري أن هذه الدعوات‬
‫كانت توارى وسط الوم املتدف من بطاب التهييج‪ ،‬وإثار‪ õ‬اخلصوومة‬
‫واخالل والشقاق‪ ،‬والذمل منه ما احندر إىل مستويات التحوريض والوراهيوة‪،‬‬
‫واالزدراء‪ ،‬والتنابز باخلقاب‪ ،‬واستعمال اخلفاظ النابية والشتائم‪ 8. .‬توشف‬
‫املشاركات على شبوات التواصل االجتماع ‪-‬إىل ح‬
‫ٍّد‬
‫ّ ما‪ -‬عن شخصية قائد الرأمل‪ ،‬فهناك من ابتار املواجهة اإلعالمية املباشر‪ õ‬مهموا كانوت‬
‫حدما‪ ،‬وتبعاما‪ ،‬ومن مث اتسمت مشاركامم باجلرأ‪ õ‬واحلد‪ õ‬أحياًنا‪ ،‬يف ح½ بودا‬
‫آبرون أكثر حتف ًًظا‪ ،‬موتف½ ‪-‬غالًبا‪ -‬بإعاد‪ õ‬بث اخببار اإلجيابية‪ ،‬فض ًًال عن امليل‬
‫إىل إشاعة االبتسامة والتفاؤل‪ ،‬وبث الروح اإلجيابية يف احلي ا‪ ،õ‬واحلث على صولة ال رحم والتع اون‬
‫ومساعد‪ õ‬اآلبرين‪ ،‬باإلضافة إىل إعاد‪ õ‬التغريدات الصادر‪ õ‬عون الوزارات وامليسسات‪ ،‬مبا فيها‬
‫الصحف وتطات اإلذاعة والتليفزيون‪ ،‬واهليئوات‬
‫واجلمعيات وغريها من الويانات اخبرى بالدولة‪ ،‬باإلضافة إىل اخفراد الفواعل½‬
‫باجملتمع‪ ،‬وامليسسات الرمسية‪.‬‬

‫أبرز الوسوم الخاصة بحصار دولة قطر‬


‫متِ‬
‫ِّث‬
‫دد ‪õ‬‬ ‫ة متم‬ ‫إلوتروني‬ ‫اهر‪õ‬‬ ‫وم تظ‬ ‫ل الوس‬ ‫ّ‬
‫يومً‬
‫ًّي‬
‫ّا؛ حيث يتممع آال ومئوات‬
‫اآلال أحياًنا حول موضوع مع½‪ ،‬فيتص در ق وائم املوض وعات اليت يتح اور أعض اء ش بوات‬
‫التواصل اإلجتماع حوهال‪ .‬وقد تعددت الوسوم اليت ظهرت أثناء فت ور‪ õ‬الدراسة‪ ،‬وتصدرت‬
‫وم املرتبطة بثزمة اخلليج ج‬ ‫الوس‬
‫ََّر‬
‫اّ ء احلص ار املف روض على دولة قطر الوس وم اخ برى‪ ،‬كما واكبت تط ورات هذه اخزم ة‪،‬‬
‫‪05‬‬
‫‪90‬‬ ‫وأبرز أحداثها‪ ،‬كالوسم اخالص خبطاب أمري قطر‪ ،‬الشيخ متيم بن محد آل اث ين‪ ،‬بعد مض‬
‫يو ًًما علوى‬
‫أزمة قطر بعنوان ‪#‬متيم_بن_محد ‪#‬بطاب_الثبوات‪،‬‬
‫‪#‬قطر_تنتصر_سياسو‬
‫ّي‬
‫ّا‪،‬‬
‫‪#‬ديب_غري_آمنه_لالستثمار‪ ،‬يف ح½ برزت وسوم أبرى يف دول احلصار علوى‬
‫غرار وسم ‪#‬قطر_امللف_اخسود‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫استنتاجات‬
‫هنوا أكدت نتائج الدراسة تعاظم سلطة شبوات التواصل االجتماع كوسويط اتصايل جديد؛ إذ‬
‫يصعب على أمل مشتغل بالشثن العام اليوم حتاشيها‪ ،‬ومن‬
‫يبدو حرص قاد‪ õ‬الرأمل العام اخلليم على اإلفاد‪ õ‬منها على حنو كثيف ومنوتظم‪،‬‬
‫فه وسيلة ملتابعة اخحدات‪ ،‬وبث كل جديد‪ ،‬مبا يتمواوز اخلورب إىل التعليو والتحليل والنقاش‬
‫واجلدل احملتدم‪ ،‬كما أهنا تت يح منصة متواملة لنشر واإلذاعة غري‬
‫احملدودين باملساحة أو الزمن‪ ،‬ويف أمل وقت‪ ،‬ومن أمل موان‪ ،‬فض ًالً عن التفاعول‬
‫الوثيف يف جتلياته‪ ،‬وأطرافه‪ ،‬سواء أكان ذل ك م ع الوس يلة‪ ،‬أم ب½ الق ائم½ عل وى االتصال ومت ابعيهم‪ ،‬أو‬
‫ب½ املتابع½ أنفسهم‪ .‬كما أبرزت الدراسة ظاهر‪ õ‬توامول الوظيفة االتص الية ب½ وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية‪ ،‬ممثلة يف الصحف والتليفزيون مون‬
‫ناحية‪ ،‬وشبوات التواصل االجتماع من ناحية أبرى‪ ،‬مبا يترجم ثوراء امليوديا‪،‬‬
‫ويفض إىل م زيج اتص ايل فع ال‪ ،‬ورس الة إقناعي ة‬
‫ميِث‬
‫وق د غ دت ش بوات التواصل االجتم اع منر ًب ا‬ ‫ّ ر‪õ .‬‬
‫دعوًي‬
‫وا‬ ‫ّ‬
‫وي‬ ‫ا فت ر ا ض‬
‫ّا‪ ،‬ومنصوة‬
‫للخطاب ال ديين‪ ،‬مي ارس من باهلل علماء ال دين أدوارهم الوعظيوة واإلرشوادية‪ ،‬ب التركز أك ثر‬
‫على فقه العبادات‪ ،‬كما تعترب االستخدامات الطقوسوية واملنفعيوة‬
‫عام ًًال مشترًكا يف استخدام قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم½ لشبوات التواصل االجتماع ‪ .‬ومت ِّون هذه‬
‫الشبوات قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم½ من ممارسة عملية االتصوالية يف‬
‫خمتلف مراحلها‪ ،‬قبل بث الرسائل‪ ،‬وأثناءها‪ ،‬وبعدها‪ ،‬كما تسمل الرموز املصور‪õ‬‬
‫والرسوم املعلوماتية‪ ،‬فض ًا ًل عن الوسوم‪ ،‬والتدوين املرئ املصغر‪ ،õ‬حضورًا ملموسًا‬
‫على شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬مما يعين إفاد‪ õ‬قاد‪ õ‬الرأمل اخلليم من مسوات‬
‫ه ذه الش بوات‪ ،‬أم ا التفاع الت اليت تتول د عن الت دوين فتف رض حت ًديا‬

‫‪05‬‬
‫كًمي‬
‫ا‬ ‫ّ‬
‫وكيفيً‬
‫ا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫جر‬
‫َ‬
‫اّ ء كثرما العددية‪ ،‬وتتابعها الزمين‪ ،‬وبروجها أحيانًا عن أبالقي ات التواصول اإلنس اين ع رب هذه‬
‫املنصات احلديثة‪ ،‬وخباصة يف ظول تنوام ظواهر‪" õ‬الوذباب‬
‫اإللوتروين"‪ ،‬كما ُيسم يها بعض النشطاء على شبوات التواصل‪ .‬ويتفاوت نشا‬
‫قاد‪ õ‬الرأمل على شبوات التواصل االجتماع ‪ ،‬فمنهم مون يوتف ‪-‬يف أغلب اخوقات‪ -‬بإعاد‪õ‬‬
‫نشر تغريدات مليسسات ووزارات‪ ،‬ومجعيات‬

‫‪05‬‬
‫وأشخاص‪ ...‬وآبرون يبادرون اب لتغريد‪ .‬أما اب لنسبة لموضوعات اليت مت تناوهال‪ ،‬فقد تفاوتت ًوفقا‬
‫لتوجهات السياسية لقاد‪ õ‬الرأمل‪ ،‬وهيمنوت قضوية احلصوار‬
‫املف روض على دولة قطر على نشا الص حفي½ يف املق ام اخ ول‪ ،‬يليهم اخك ادمييون‪ ،‬فالسياس يون‪،‬‬
‫حيث برزت شبوات التواصل االجتماع كالعب أساس وف اعول يف هذه القض ية‪ ،‬وتب دو مبثاب ة‬
‫مرصد يوم ملتابعة هذه القضية وتطوراما من خمتلف‬
‫اجلوانب السياسية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فض ًًال عن تعزيزهوا قويم املشواركة‬
‫اجملتمعية‪ ،‬ودفعها هبامش الرأمل والتعبري يف منطقة اخ ليج العربو ‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫خاتمة بالغة‬
‫اإلعالم االجتماعي‬
‫ان ثتث ريها‬ ‫ة‪ ،‬باصة إذا ك‬ ‫ة حديث‬ ‫إعالمي‬ ‫اهر‪õ‬‬ ‫ةظ‬ ‫كثي‬
‫جوهرًي‬
‫وا‬ ‫ّ‬
‫وس‬ ‫مي‬
‫ّ البَِنوى‬
‫ال الفعل والتفاعل م ع احملويط السياس و واالجتم اع‬ ‫الفوري ة وأمن ا َ التفوري وأس اليَبه وأش و َ‬
‫والثق ايف‪ ،‬مثلم ا ح دت م ع ظه ور الص حافة والرادي و والتليفزي ون ال ويت بلقت تي ًط ا‬
‫إنسانًي‬
‫ّا‬
‫وكونًي‬
‫ّا جديًدا‪ ،‬سيظل اإلعالم االجتماع وشبوات التواصل االجتماع بالل العق ود املقبلة ت ور البحث‬
‫اخك ادمي والعلم ‪ ،‬وأيض ًوا بوير‪ õ‬الدراس ات والرب امج البحثي ة املتخصصة اليت تستوشف ثتث رياته‬
‫اهالئلة يف املنظوموة‬
‫اإلعالمية التقليدية والبيئة االتصالية اجلديد‪ õ‬وكذلك البيئة السياسية‪ ،‬فضو ًًال عون‬
‫اجمالل اخكادمي الذمل يعر اليوم مراجعة ال وثري من اخنس اق وامل دابل النظري وة املفُ َس رَ‪ õ‬للظواهر‬
‫اإلعالمية‪ .‬ولن ي وون باستطاعة أمل جهد أو عمل وث ‪ ،‬مهموا اتس عت حدوده الزماني ة‬
‫ة‪،‬‬ ‫واملواني‬
‫و‬ ‫وت ن‬
‫ة‬ ‫اد املقارب‬ ‫ّعت زوايا وأبع‬
‫ود‬ ‫وت ع‬
‫‪05‬‬
‫ّدت ُأُطور‬
‫اع‬ ‫الم االجتم‬ ‫اإلع‬ ‫اهر‪õ‬‬ ‫َة بظ‬ ‫ري‪ ،‬اإلحاط‬ ‫دابل الفهم والتفس‬ ‫وم‬
‫ود‬ ‫والتم‬
‫ّد اخفقو‬
‫ح ِدَثو ًًة حالة من‬ ‫املتس ارع لش بواته وت ثريات ه يف إنش اء بيئ ة جدي د‪ õ‬تميز بطابعه ا الشوبو ُم ْ‬
‫النَ‬
‫ّْمَذَجة للممتمعات وَقْولَبة الوائنات البشرية اليت أصبحت تت واصل بل‬
‫ذمل‬ ‫بو ال‬ ‫ع الش‬ ‫ذا اجملتم‬ ‫وتعيش يومياما يف ه‬
‫و‬ ‫ح‬
‫ّهلا إىل كائن ات ش بوية‪ .‬وق د هد هذا العمل البحث ‪ ،‬ال ذمل ش ارك فيه ب احثون خمتص وون‬
‫حيظوون‬
‫بسمعة أكادميية متميز‪ ،õ‬إىل املسانية يف إبراز جتليات سلطة اإلعوالم االجتمواع‬
‫ومظاهر القو‪ õ‬ال ثتث ريية لشبواته يف اجملاالت واحلقول الويت أشورنا إليهوا آنفًوا‪ ،‬واملسانية أيض ًا يف‬
‫إبراز حتوالت البيئة االتصالية العربية اجلديد‪ õ‬والوتغريات ال ويت طرأت على السلوك االتص ايل للمس تخدم‬
‫العربو يف عالقته بوسوائل اإلعوالم‬

‫‪05‬‬
‫املختلفة‪ ،‬ودور اإلعالم االجتماع يف ت ووين الرأمل العام وصناعته‪ .‬وقبل ذلوك حاول الوت اب‬
‫أن يس هم يف ف ك التعقي د واخللط ال ذمل يص احب التعريف النظورمل والتثط ري ال داليل ملص طلح‬
‫اإلعالم االجتماع وشبوات التواصل االجتماع ؛ إذ‬
‫مثة فروق بينهم ا رغم الرغب ة الفوري ة اليت ت دفع اب لعدي د إىل اعتبارنيا ش يًئا واح وًدا؛ حيث‬
‫ُتمِث‬
‫ّل شبوات التواصل الفرعَ يف عالقتها بظاهر‪ õ‬اإلعالم االجتماع الوذمل‬
‫حيتومل دابله تواص ًا ًل اجتماعيًّا كما حيمل االتصال االجتماع يف دابله إعالمًوا‬
‫اجت ً‬
‫ماعي‬
‫ّا‪ .‬اف لفارق الرئيس ‪-‬مثلما يش ري ال دكتور مجال زرن‪ -‬هو يف داللة الربط االجتماع والتفاعلي ة‬
‫ب½ رواد الش بوة؛ ذلك أن اخف راد دابل ش بوات التواص ول االجتم اع هلم أش ياء محيمي ة‬
‫وأنشطة مشتركة ويتقامسون أشياء متشاهبة لتثسويس‬
‫ضر دائًما يف ظاهر‪ õ‬اإلع الم االجتمواع ‪ .‬كما‬ ‫عالقات‪ ،‬وهو معطى ق د ال ي وون حا اً‬
‫ختتلف طريقة التواصل ب½ احململ½؛ إذ ُيعط اإلعالم االجتماع الفرصة أكثر‬
‫لتعبري عن الرأمل على تمل متاح للمميع‪ ،‬أما شوبوات التواصول االجتمواع فيمونها أن ت وفر‬
‫خصَنة وحينية ونشر تتوى إىل أشخاص هلوم اهتمامات مشتركة‪ .‬اًإذ ‪ ،‬فولما‬ ‫فرصة تادثات ُمَش ْ‬
‫كان اهلد اخساس ملوقع اإلنترنت هو التثسيس‬
‫لشبوة عالقات فهو شبوة تواصل اجتماع عدا ذلك فهو منصة إع الم اجتم اع ‪ .‬ومن بالل‬
‫الدراسات اليت يتضمنها الوتاب‪ ،‬فإن ال ثتث ريات الويت أحودثها‬
‫اإلعالم االجتماع وشبواته يف املنظومة اإلعالمية التقليديوة والبيئوة االتصوالية‬
‫أيضا البيئة السياسية العربية ميون إبرازها كاآليت‪:‬‬
‫اجلديد‪ õ‬و ً‬

‫أو ال‪ :‬في سياق عالقة اإلعالم االجتماعي وشبكاته بمنظومة اإلعالم‬
‫التقليدي‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫بحنا‬ ‫ل من قرن‪ ،‬أص‬ ‫ر أق‬ ‫يف ظ‬ ‫‪-‬‬
‫إعالميً‬

‫‪05‬‬
‫ّا أمام هرم مقلوب؛ فبعد أن كانت الصحافة يف سنة ‪ 4844‬ه وسيلة االتصال اجلماهريمل‪،‬‬
‫ومع احلرب العاملية الثانية‬
‫اإلذاعة‪ ،‬ويف الستينات والس بعينات كانت السطو‪ õ‬لتليفزي ون‪ ،‬ها حنون الي ووم‪ ،‬وسب ال دكتور‬
‫مجال زرن‪ ،‬أمام هرم مقلوب لنمد الصحافة املوتوبة يف أسوفل‬

‫‪05‬‬
‫اهلرم وشبوة اإلنترنت يف أعاله‪ .‬فف دراسة أمريكية حول اسوتعماالت وسوائل اإلعالم من قبل‬
‫اجلمهور فإن همر‪ õ‬موثفة يعيشها اجملتمع اخمريك منذ عشورية‬
‫حنو شبوة اإلنترنت؛ فنسبة ‪ 51%‬من الوقت الذمل يقضيه اخمريكو مسوتعم ًال‬
‫اإلنترنت يفرده‬
‫لالط‬
‫ّالع على املضام½‪ ،‬و‪ 7%‬لربيد اإللوتروين‪ ،‬و‪ 31%‬لشبوات التواصل االجتماع ‪ .‬وُتظهر هذه‬
‫اخرقام أثر املنافسة الشديد‪ õ‬اليت حتدثها شوبوة‬
‫اإلنترنت لبقية وسائل اإلعالم التقليدية‪ - .‬اندثار‬
‫احلدود ب½ وسائل اإلعالم؛ إذ نعيش اليوم عصر االندما وانصهار الوسائط؛ حيث تتماور ذات‬
‫املضام½ على حوامل خمتلفة‬
‫فُيع‬
‫لّ‬
‫ّ عليها ويتبادهلوا الناس على أكثر من تمل‪ ،‬وهو أمر حييل إىل االعتقاد بثن بعض وسائل اإلعوالم‬
‫ه بصدد االندثار شيًئا فشيًئا تاركة اجمالل أكثر لمحامل‪ .‬ولوئن بقيوت هوذه‬
‫الوسائل على قي د احلي ا‪ õ‬فس توون املض ام½ فيها ع ابر‪ õ‬ف ال ه تنتمه وا وال ه و‬
‫ُت‬
‫و‬ ‫ُ‬
‫ِِّط‬
‫نّ ها بشول منفرد‪ .‬و تثكد هذه الث ور‪ õ‬اإلعالمي ة اجلارف ة باصوة يف اهلمور‪ õ‬والترحال الي وم‬
‫ملالي½ اخفراد من التواصل مع املعلومة واخلرب عرب وسائل إعوالم‬
‫تقليدي ة إىل وسائل تواصل رقمية ذكي ة‪ - .‬يف‬
‫أكثر من بلد بات االستنتا السائد أن ‪ 50%‬من مستخدم اإلنترنت‬
‫اع ‪ ،‬يف وقت‬ ‫ع التواصل االجتم‬ ‫رب مواق‬ ‫ار ع‬ ‫لون على اخبب‬ ‫حيص‬
‫َي‬
‫َّت‬
‫ّمه عدد متزايود من املس تخدم½ إىل اعتبارها مص درهم الرئيس لألبب وار‪ .‬كموا أن‬

‫‪05‬‬
‫كربي وات امليسسات اإلعالمية ربطت نفسها مبنصة فيس بوك وتوي تر وغرينيا لتوزي ع أببارها حتقيقًا لس عة‬
‫االنتشار وسرعته‪ ،‬وهو ما جعل من مواقع التواصل االجتماع وجهة‬
‫بديلة عن املواق ع اإلبباري ة للميسس ات اإلعالمي ة التقليدية الض خمة‪ - .‬أغلب‬
‫الدراسات املتصلة باإلعالم اجلديد تشري إىل أن ‪ 70%‬من الزيوارات‬
‫على اإلنترنت ستوون من نصيب تتوى الفيديو‪ ،‬وذلوك يف أفو ‪ ،3034‬وأن السيطر‪ õ‬ستعود إىل‬
‫منصة يوتي وب ال ذمل يس تهلك ما ب½ ‪ 50‬و‪ 70%‬من جممووع املش اهدات على اهلواتف‬
‫الذكي ة‪ ،‬بينم ا يغ ط نيتفلي وس م ا ب½ ‪ 40‬و‪ 30%.‬وتعترب ه ذه النتيمة‬
‫تقنًي‬
‫ّا ‪-‬كما يرى اخكادمي مجال زرن‪ -‬منتَظر‪ õ‬ووم النمو املتسارع‬
‫جلود‪ õ‬وقو‪ õ‬الفيديو وسرعة بثه وسيطرته املتزايد‪ õ‬على مواقع التواصل االجتماع ‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫‪ -‬امليسسات الصحافية يف مجيع أحناء العامل تعرض الضطرابات غري مسبوقة‬
‫يف مناذ العمل وذلك مع الص عود املتواص ل لت ثري ات مواق ع التواصل االجتمواع ‪ .‬كم ا أمس ت‬
‫القصص اخلربية للميسسات الصحفية والتليفزيوني ة حتظى مبتابع ة أك ثر دق ة عن د نشرها على مواق ع التواصل‬
‫االجتماع ‪ .‬يضا إىل ذلوك أن اهلمور‪ õ‬واالنتقال يف قراء‪ õ‬اخببار إىل اهلواتف الذكية وتزايد‬
‫اإلعالنوات علوى شوبوة‬
‫اإلن ترنت ب اتت حقيقة تقنية واقتص ادية وجمتمعي ة‪ - .‬فتحت‬
‫التونولوجيات االتصالية اجلديد‪ õ‬الباب أموام إعوداد احملتويوات‬
‫اإلعالمية خمل كان‪ ،‬بشول جعل الشبوات االجتماعية وامل دونات ت زاحم وسائل اإلعالم التقليدي ة‬
‫يف صياغة احملتويات ووضع اخجند‪ õ‬اإلعالميوة‪ .‬إىل درجوة أن امليسسات اإلعالمي ة التقليدي ة‪ ،‬بل‬
‫وحىت مواتب العالقات العامة يف امليسسوات والشركات باتت تسارع الزمن من أجل التواجد‬
‫يف منصات تلوك الشوبوات االجتماعية من بالل طرح تتويات إعالمية تفاعليوة‪ ،‬تركوز علوى‬
‫الصوور‪õ‬‬
‫وص‬ ‫والنص‬
‫ال َت‬
‫َع‬ ‫ّش‬
‫ِّبَي‬
‫ّة مع التقليل من احملتويات اخلطية‪.‬‬

‫ثان يا‪ :‬في إطار تحوالت البيئة االت صالية العربية والسلوك االت صالي‬
‫للمستخدم العربي‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسة التحليلية لتحوالت البيئة االتصالية العربية أظهورت ‪-‬وسوب‬
‫الدكتور كمال محيدو‪ -‬أن الوسائط الذكية القائمة على تونولوجيا التلمتويوس‬
‫)هواتف‪ ،‬ألواح‪ ،‬حواسيب تمولة)‪ ..‬تستحوذ على متوسط زمين يوم مرتفوع ج‬
‫ًّد‬
‫اّ عند ئف ة الشباب )ب½ ‪ 44‬و‪ 35‬سنة) اليت ُتمض ما متوسطه ‪ 8‬ساعات‬
‫يومي‬
‫‪0‬‬
‫ّا‬
‫يف استخدام تلك الوسائط‪،‬‬
‫موز‬
‫ّعة ب½ الدردشة والتشبيك االجتماع )سواعت½‬
‫ونصًفا‬
‫يومي‬
‫ّا)‪ ،‬مث املوامالت اهالتفية أو التواصل عرب الفيديو )ساعة ونصًفا‬
‫يومي‬
‫ّوا)‪ ،‬مث مطالعة الرسائل واحملتويات املرسلة عرب الشبوات وإعواد‪ õ‬إرسواهال )سواعة‬
‫وعشرين دقيقة يوميًّا)‪ ،‬مث اللعب اإللوتروين )ساعة ومخس دقائ يوميًّا)‪ ،‬ومتابعة‬
‫اخببار‬
‫املصو‬
‫ّر‪ õ‬من مواقع إببارية )ساعة‬
‫يومي‬
‫ّا)‪ ،‬ومطالعة اخببار املوتوبة مون‬

‫‪0‬‬
‫مواقع إببارية )مخس½ دقيقة‬
‫يوميً‬
‫ّا)‪ ،‬مث إجناز اإلجراءات اإلدارية عورب البوابوات‬
‫احلوومية )نصف ساعة‬
‫يوميً‬
‫ّا)‪ ،‬وأبرًيا التسوق )ربع ساعة‬
‫يوميً‬
‫ّا‪).‬‬
‫‪ -‬هذه اخرقام تنخفض يف حدما ويف توزعها عند الشرحية العمرية ب½ ‪34-‬‬
‫اعات‬ ‫س‬ ‫تخدام إىل ‪1‬‬ ‫نزل متوسط االس‬ ‫نة؛ إذ ي‬ ‫س‬ ‫‪40‬‬
‫يوميً‬
‫ّا؛ تتوزع ب½ التواصل مع‬
‫اخهل واخصدقاء وزمالء العمل يف املرتبة اخوىل بنسوبة ‪ ،34%‬يليوه التعوار والتش بيك نب س بة‬
‫‪ ،49%‬مث الترفيه عرب احملتويوات املصوور‪ ،õ %47‬مث االسوتعالم ومتابعة اخبب ار نب س بة ‪،45%‬‬
‫مث ا لعب اإللوتروين ‪ ،41%‬واخعمال نب سبة ‪ ،9%‬مث‬
‫متابعة اإلجراءات اإلدارية ‪ ،4%‬مث التسوق نب سبة ‪3%.‬‬
‫‪ -‬فيسبوك هو املنصة املفضلة لتواصل االجتماع عند ‪ 95%‬من الشوباب‬
‫العربو يف العينة البحثية‪ ،‬أما واتس اب فهو الوس يلة املفض لة لتواصل االجتمواع عن د ‪ 94%‬من‬
‫أف راد العين ة‪ .‬وج اءت منصة يوتي وب يف املرتب ة الثالث ة كوس يلة‬
‫مفض‬
‫ّلة عند ‪ 54%‬من العينة املبحوثة‪ ،‬مث إنستغرام يف املرتبة الرابعة كثكثر وسيلة تواصول‬
‫تفضي ًًال عند ‪ 15%‬فقط من املستموب½‪ ،‬يف ح½ جاء تويتر كثفضل وسيلة تواصل‬
‫اجتماع فقط عند ‪ 11%‬من أفراد العينة‪ .‬أما غوغل‪ +‬فقد جاءت كمنصة‬
‫مفَض‬
‫ّلة‬
‫فقط عند ‪ 33%.‬ويف املرتبة اخبري‪ ،õ‬جاءت منصة لينود‪-‬إن مفضلة عنود ‪40%‬‬
‫فقط من العينة املبحوثة‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ -‬دراسة حتوالت السلوك االتصايل للمستخدم العربو أظهورت ارتسوا َ َم قطيعة شبه كلية ب½‬
‫اإلعالم التقليدمل وجيل التلمتيوس؛ اف لتليفزيون الذمل كوان حيظى بثكثر أوقات االستهالك اإلعالم‬
‫قبول ظهوور اإلنترنوت والوسوائط التونولوجية الذكية‪ ،‬مل يعد يلقى ذلك اإلقبال عند الشباب‬
‫العربو ‪ ،‬ويتقواطع هذا االستنتا مع ما أوردناه أعاله عن عالقة اجلمهور اخمريك جبهاز‬
‫التلفاز؛ إذ‬
‫ال حيظى هذا الوس يط اإلع الم س وى مبتوسط مش اهد‪ õ‬ي تراوح ب½ س اعة وس اعت½‬
‫يومي‬
‫ً‬
‫ّا عند الفئة العمرية اخوىل ‪ )44-35‬سنة) علًما بثن اجلزء اخكرب مون تلوك املشاهد‪ õ‬حتتوره‬
‫الربامج الرياضية املباشر‪ õ‬أو الربامج الترفيهية املباشر‪ õ‬فقوط‪ .‬يف مقابل ذلك‪ ،‬يرتفع متوسط مشاهد‪õ‬‬
‫التليفزيون إىل مستوى أعلى عند الفئة العمرية‬
‫الثاني ة ‪ )40-34‬س نة)‪ ،‬مبتوسط مش اهد‪ õ‬يف وق الث الت س اعات‬
‫يوميً‬
‫ّ ا‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫ل‬ ‫اجلي‬ ‫القطيعة ب½‬ ‫‪-‬‬
‫َالر‬
‫قّ م واجليل القدمي تعين أن هناك طفر‪ õ‬كبري‪ õ‬يف البنية اإلدراكية واملعر يف ة لبشرية سينتج عنها ال تالة‬
‫ثتث ريات سيوولوجية وأيديولوجية‬
‫يص عب احلوم يف ال وقت الراهن على ما س يترتب عنها من ت داعيات على اإلنس انية‪ .‬فمن الناحي ة‬
‫الس يوولوجية‪ ،‬ب دأت التونولوجي ات التواصلية اجلدي د‪ õ‬املتس ببة يف تلك القطيعة يف ف رض ت ددات‬
‫إدراكي ة‪/‬معرفي ة كحتمي ة نلمس ها يف كل اجملتمع ات العاملي ة دون اس تثناء‪،‬‬
‫متثَ‬
‫ّلت يف بني ة فوري ة رقمي ة بصرية تش عبية‪ ،‬زادت من ق درات اجلي ول‬
‫َالر‬
‫ورية البصرية‬ ‫ات الص‬ ‫ع احملتوي‬ ‫قّ م على التفاعل م‬
‫وقَل‬
‫ّلت من اس تعدادامم تلل فاعل م ع احملتوي ات النص ية اخلطي ة‪ .‬وهو م ا جعل اجلي ل‬
‫ر‬ ‫ال‬
‫قّ م يهمر وسائل التواصول‬
‫التقليدية اليت مل يعد قادراً على التفاعل مع تتوياما‪ - .‬التغري ات‬
‫التقنية وما جنم عنها من تغريات سيوولوجية أسهمت يف حدوت‬
‫تغري آبر ال يقل أنيية عنه‪ ،‬وهو التحول اخيديولوج الذمل بات يترتوب علوى‬
‫اءات‬ ‫الفض‬
‫َالر‬
‫قّ مي ة ووم احمل د دات النفس ية‪ ،‬واملعرفي ة‪ ،‬والفوري ة اليت تفرض ها تل وك التقني ة‪ .‬فق د أص بح اجلي ل‬
‫َالر‬
‫قّ م يغلب عليه ‪-‬يف معظمه‪ -‬بيارات فوريوة ذات‬
‫توجهات ليربالية‪ ،‬فه و أص بح ييمن أكثر من أمل وقت مضى م ب دأ احلري ة الفرديوة‪ ،‬وحري ة التعبري‪،‬‬
‫ار‪،‬‬ ‫ة االبتي‬ ‫وحري‬
‫د‬ ‫وتع‬

‫‪0‬‬
‫ّد الطروحات‪ ،‬كما أنه مل يعد حيتمل أحادية‬
‫الطرح والفور املنغل ‪ - .‬يف‬
‫ذمل‬ ‫د ال‬ ‫الم اجلدي‬ ‫ايل واإلع‬ ‫ياق االتص‬ ‫ذا الس‬ ‫ه‬
‫ولَ‬
‫ّدتوه تونولوجيوات‬
‫االتص ال اجلدي د‪ ،õ‬ب ات اإلع الم االجتم اع ذا أنيي ة قص وى اب لنس بة للمي ل‬
‫َالر‬
‫قّ م ‪ ،‬كفض اء ب ديل إللع الم الق دمي‪ .‬فهو م نرب ملن ال م نرب له يف التعبري‪ ،‬ون ادٍ لتع ار مل ون ال‬
‫موان له يف نوادمل العامل احلقي ق ‪ ،‬وفض اء إلبراز خمتلف أش وال اإلب داع ال وذايت ملن مل‬
‫تي َ‬
‫سن‬
‫ّ له التعريف مبهاراته يف العامل احلقي ق ‪ ،‬وموتب وة مل ون ال كت وب أو موس وعات يف بيت ه‪،‬‬
‫ومدرسة متعدد‪ õ‬التخصصات ملن ال مدرسة لوه‪ ،‬وموتوب تشغيل ملن ال وظيفة له‪ ...‬أضف‬
‫إىل ذلك أن إعالم الشبوات اجلديد‪ ،‬اكتسوب قلوب مستخدميه بفضل ميز‪ õ‬أبرى أصبح يتميز هب ا‬
‫عن اإلعالم التقليدمل‪ ،‬وهوو‬
‫حتقيقه ملختلف شرو القيم اخلربية‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫ثالث ا‪ :‬في سياق دور اإلعالم االجتماعي في تكوين ال أري العام وتأثيره‬
‫في البيئة السياسية‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪ -‬امليديا اجلماهريية تبدو وكثهنا‪ ،‬بذاما‪ ،‬الشبوة الفاعلة ‪-‬باعتبارها نظاًموا‬
‫بيئًي‬
‫ور‪.‬‬ ‫وء والظه‬ ‫باب النش‬ ‫دت أس‬ ‫اع ‪ -‬مينح احل‬ ‫ا لفعل االجتم‬ ‫ّ‬
‫ز‬ ‫وتَ َع‬
‫ّز هذا ام لمح‪،‬‬
‫كما يرى الدكتور عب د اهلل الزين احلي درمل‪ ،‬مع ظهور ش بوات التواصل االجتماع اليت الحت‬
‫مبثابة املصانع اجلديد‪ õ‬للرأمل العام‪ ،‬باعتبارها وسائل مجاهريية‪-‬فرديوة أتاحت دبول فاعل½ جدد‬
‫قادرين على ال ثتث ري يف الرأمل العام‪ ،‬وخهن وا‪ ،‬يف املقوام اخول‪ ،‬نظ ام تواص ل له من الطواعي ة‬
‫امليدياتيوي ة ما حي ق اإلثب ات واإلبطال يف آن واحد‪ .‬ونفهم عن د هذا املس توى كيف أن عام ل‬
‫السرعة‪ ،‬سرعة انتقال املعلوموات‬
‫وسرعة سرياهنا يف اجملتمع‪ُ ،‬يَغي ران متاًما من قراءاتنا للواقع‪ ،‬وتقديرنا لألحدات‪ - .‬امليديا‬
‫السمعية املرئية‪ ،‬التقليدية‪ ،‬تعمل اب لسرعة الفائقة‪ ،‬اخلطيوة الويت ال تسمح بردود الفعل الفورية‪ ،‬بينما‬
‫تعمل شبوات التواصل االجتماع بالسورعة‬
‫الفائقة االلبطي ة‪ ،‬مبا ي تيح سلس لة ال متناهي ة من التفاع الت الفوري ة ب½ املس تخدم½ للش بوة‪ .‬وهذه‬
‫الس رعة الفائق ة‪ ،‬الس ارية يف ك ول االجت اهوات واحمل ِدثوة نل س وب اس تقطاب عالي ة‬
‫د‬ ‫ج‬
‫تقطاب‬ ‫اّ ‪ ،‬اس‬
‫ُمَوِل‬
‫ّد لتفاعل الفورمل‪ ،‬املستمر‪ ،‬ه اليت جعلوت‬
‫من َفلَك املواقع االجتماعية "ورشات جديد‪ õ‬لصناعة الرأمل‪ - ".‬املي ديا‬
‫اجلماهريية تستمد قوما كممال وسائط فائ ال ثتث ري‪ ،‬من قودرما‬
‫على اإلثب ات واإلبطال يف الزمن والس ياق املناس ب‪ ½.‬ف ف بداي ة القورن العش ورين‪ ،‬ك ان جيرمل‬
‫احل ديث عن قو‪ õ‬الولم ة؛ خن ظه ور اإلذاعة الس معية وتطورها آن وذاك ق د‬
‫غَي‬
‫‪0‬‬
‫ّ را من أس اليب ال ثتث ري يف الرأمل الع ام إىل ح د اعتب ار اإلذاعة الفاعل ال رئيس يف كل التغري ات‬
‫دما‬ ‫عن‬ ‫الصور‪õ‬‬ ‫ة إىل قو‪õ‬‬ ‫الولم‬ ‫ة‪ .‬ومن قو‪õ‬‬ ‫االجتماعي‬
‫وز‬ ‫ع‬
‫ّز ظه وور التليفزي ون من نف وذ الصور‪ ،õ‬الس ينمائية والفوتوغرافي ة‪ .‬ومال‬
‫حَتو‬
‫لّ ت جدلية اإلثبات واإلبطال إىل قدر‪ õ‬عامة‪ ،‬ميارسها اخف راد االجتماعيون كشول من أش وال‬
‫التعبري احلر عن الرأمل‪ ،‬واالخ نرا الفعل يف لعب ة إنت ا املعىن‪ ،‬وإعاد‪ õ‬بن اء الواق ع مبا تت يحه تونولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصال من مرونة واسعة يف متابعة املضام½ وإنتاجها وبثهوا‬

‫‪0‬‬
‫ونشرها‪ ،‬وتبادهال بسرعة فائقة‪،‬‬
‫َتَشَو‬
‫ّلَت يف اجمالل العموم امليودياتيو مالموح‬
‫سلطة جديد‪ ،õ‬تسمى "السلطة اخالمسة"‪ ،‬وه السلطة اليت بات بإمواهنا حتقيو اإلثبات واإلبطال اب لسرعة‬
‫القصوى االلبطية‪ ،‬يف املووان املناسوب‪ ،‬يف الوزمن‬
‫املناسب‪ ،‬وباخسلوب املناسب‪ .‬هوذا ميون‬
‫َعُد‬
‫ّ شبوات التواصول االجتمواع‬
‫الفضاء السيرباين ملصانع الرأمل العام اجلديد‪õ.‬‬
‫يمًا‬ ‫دات نس‬ ‫إن لألح‬ ‫‪-‬‬
‫يوثقافي‬ ‫سو س‬
‫ّا‬
‫ق‬ ‫ُم َع‬
‫ّ ًًدا تدفع به وسائل اإلعالم للظهور‪.‬‬
‫وأسلوب الظه ور ال ذمل ي وون ج زءاً ال يتم زأ من ه ذا النس يج‬
‫املرَك‬
‫ّب‪ ،‬ه و الوذمل مينح االنطب اع لعامة الن اس بثن م ا حي دت يف اجملتم ع من ثتث ري يف الرأم ل‪،‬‬
‫ود‬ ‫وت َب‬
‫اخحوال‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ّل‬
‫ر َد‬ ‫َم‬
‫ّه للمي ديا؛ خن وسائل اإلع الم‪ ،‬بب الغتها التقني ة والفني ة‪ ،‬وبس ورعتها الفائق ة‪ ،‬ح½ ت دفع باخح دات‬
‫بوة‬ ‫ور‪ ،‬حتمب يف اآلن ذاته عناصر الش‬ ‫للظه‬
‫َو‬ ‫املُش‬
‫ّلَة‬
‫لعوامل ال ثتث ري‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن شبوات التواصل االجتماع ‪-‬حىت وإن بدت بفوائ‬
‫سرعة بثها لمعلومات وتبادهلا احللق ََة اخهم مث ًالً يف إفشال االنقالب ضد الورئيس‬
‫الترك رجب طيب أردوغان‪ -‬ليست سوى حلقة ضمن سلسولة أبورى مون احللقات الفاعلة‬

‫‪0‬‬
‫يف نشوء احلدت‪ .‬وخهنا احللقة اليت تتووفر يف حودودها‪،‬‬
‫تقني‬
‫ّوا‬
‫واجتماعي‬
‫ّا أركان عمومية احلدت‪ ،‬فإهنا تبدو مبثابة‬
‫الِعل‬
‫ّة العليا مال حدت‪.‬‬
‫‪ -‬اخنرا قاد‪ õ‬الرأمل العام اخلليم يف استخدام شبوات التواصل االجتماع على حنو كثيف‬
‫ومنتظم‪ ،‬فه وسيلة ملتابعة اخحدات‪ ،‬وبث كول جديود‪ ،‬مبوا يتماوز اخلرب إىل التعلي‬
‫والتحليل والنقاش واجلدل احملتدم‪ ،‬كما أهنا تت يح منصوة متواملة لنشر واإلذاعة غري احملدودين‬
‫باملساحة أو الزمن‪ ،‬ويف أمل وقت‪ ،‬ومن أمل‬
‫موان‪ ،‬فض ًا ًل عن التفاعل الوثيف يف جتلياته‪ ،‬وأطرافه‪ ،‬سواء أكوان ذلوك موع‬
‫الوسيلة‪ ،‬أم ب½ القائم½ على االتصال ومتابعيهم‪ ،‬أو ب½ املتابع½ أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬هناك تفاوت يف نشا قاد‪ õ‬الرأمل على شبوات التواصول االجتمواع ‪ ،‬فمنهم من يوتف‬
‫‪-‬يف أغلب اخوقات‪ -‬بإعواد‪ õ‬نشور تغريودات مليسسوات‬
‫ووزارات‪ ،‬ومجعيات وأشخاص‪ .‬وهناك آبرون يبادرون بالتغريد‪ .‬أموا بالنسوبة‬
‫لموضوعات اليت مت تناوهال‪ ،‬فقد تفاوتت ًوفقا لتوجهات السياسية لقاد‪ õ‬الورأمل‪،‬‬
‫وهيمنت قضية حصار قطر على نشوا الصوحفي½ يف املقوام اخول‪ ،‬يلويهم‬

‫‪0‬‬
‫اخكادمييون‪ ،‬فالسياسيون؛ حيث برزت شبوات التواصل االجتماع العًبا‬
‫أساس‬
‫ّي‬
‫ّا‬
‫وفاع ًالً يف هذه القضية‪ ،‬وتبدو مبثابة مرصد يوم ملتابعة هذه القضية وتطوراما من‬
‫خمتلف اجلوانب السياسية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فض ًًال عن تعزيزها قيم املشاركة‬
‫اجملتمعية‪ ،‬ودفعها هبامش الرأمل والتعبري يف منطقة اخلليج العربو ‪ - .‬شبوات التواصل‬
‫االجتماع ع َّزَّزت من قيم املشاركة اجملتمعية‪ ،‬وسوب‬
‫دراسة الدكتور عبد الرمحن الشام ‪ ،‬وخباصة ح½ تعرض البلدان هلو‬
‫ََّز‬
‫ّ‪ õ‬سياسوية عنيفة على غرار احلصار الذمل فرضته السعودية واإلمارات والبحرين ومصر علوى‬
‫اشطا‬
‫قطر‪ ،‬فالول ‪-‬تقريبًا‪ -‬أصبح مشارًكا‪ ،‬ون ً‬
‫سياسًي‬
‫ّا‬
‫وجمت ً‬
‫معي‬
‫ّا‪ ،‬يتابع‪ ،‬ويقورأ‪،‬‬
‫ويشاهد‪،‬‬
‫وُي ِ‬
‫ح‬
‫ّلِ‬
‫ّل‪،‬‬
‫وُيِّع‬
‫لّ ‪ ،‬وُيرسل ويستقبل وُيمرر‪ ،‬وُيع ب ر عن رأيه بشىت صونو‬
‫التعبري املختلفة‪ ،‬يف ضوء أدوات املشاركة اللحظية اليت تتيحها هذه الشبوة‪.‬‬

‫‪0‬‬

You might also like