You are on page 1of 2

‫استمد مبدأ شرعية التجريم والعقاب أهميته على اساس سياسي تمثل في ضرورة مواجهة الظلم‬

‫الذي كان نتاج تعسف القضاة في احكامهم وذلك عند نظرهم في المنازعات المعروضة عليهم‬

‫فظهر المبدأ قيدا على سلطة القضاة وضمانة لحرية االفراد ‪ ،‬مما يضمن لهم االمن والطمأنينة في‬

‫حياتهم ( ) إال ان هذا المبدأ يعتبر من المبادئ القانونية وذلك من خالل النص عليه في التشريعات‬

‫المتباينة في مدى قيمتها القانونية ‪ ،‬فقد نص عليه في الدساتير وفي القوانين العادية وكذلك في‬

‫النصوص الدولية ‪ ،‬ومن اجل ذلك كان البد من بيان القيمة القانونية للنص الذي احتوى على مبدأ‬

‫الشرعية ‪ ،‬اذ من خالل ذلك نستطيع تحديد القيمة القانونية للمبدأ ذاته‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫تأييد مبدأ شرعية العقوبات يحقق مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة فبالنسبة لمصلحة الفرد‪،‬‬

‫فإن هذا المبدأ يعد السياج الحقيقي لحماية الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬فال يملك القاضي متابعة‬

‫أشخاص بأفعال لم يجرمها المشرع وال يقرر عقوبات غير تلك التي حددتها النصوص التشريعية‬

‫وفي هذا الصدد يقول الفقيه اإليطالي بيكاريا "إن القاضي مقيد بنصوص القانون المراد تطبيقها‬

‫وال يملك أدنى حرية أمام القاعدة المكتوبة‪ ،‬بل هو مجرد بوق يردد كلمة القانون"‬

‫لذا يعتبر مبدأ شرعية العقاب من المبادئ الدستورية الهامة التي أدرجها في نص المادة ‪ 1‬من‬

‫قانون العقوبات "ال جريمة وال عقوبة أو تدبير أمن بغير قانون ويفهم من هذه المادة األخيرة‬

‫حصر مصادر التجريم والعقاب في نطاق النصوص القانونية المكتوبة‪،‬‬

‫و بعبارة أخرى الفعل يكون مباحا إذا لم يجرمه القانون ولو كانت نصوص الشريعة تجرمه‪ ،‬لذا‬

‫كان على المشرع إعادة النظر في نص المادة ‪ 1‬من قانون العقوبات‪ ،‬واألولى أن يستخدم تعبير‬

‫"‪...‬إال بنص" بدال من "‪...‬إال بقانون" فالنص يشمل الجانب الشرعي والجانب القانوني‪.‬‬
-

You might also like