You are on page 1of 45

‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫مقدمـــة‬
‫تهتم المجتمعات على اختالف درجات رقيها في الحضارة بطلبتها وشبابها ‪ ،‬ألنها تعقد‬
‫عليهم اآلمال في استقرارها وتطويرها وتقدمها وتزداد أهمية هذه الفئة في المجتمعات‬
‫النامية لسببين ‪ ( :‬التميمي ‪ ( )203: 2009،‬خلف ‪)10: 2003،‬‬
‫أولهما ‪ :‬حاجة هذه المجتمعات إلى اإلسـراع في عمليـة التنمية القوميـة الشاملة التي‬
‫تقع مسؤوليتها بالدرجة األولى على شبابها وطلبتها ‪،‬‬
‫وثانيهما ‪ :‬ارتفاع نسبة هذه الفئة العمرية بالقياس على بقية الفئات العمرية األخرى وهذا ما‬
‫يجعلنا نرى في وجوه الجيل الجديد مستقبل األمم والحضارات ومستقبل اإلنسان نفسه ‪.‬‬
‫واذا كانت التربية عملية بناء واعداد للفرد في المجتمع ‪ ،‬والوسيلة الوحيدة التي تنقل‬
‫اإلنسان من مجرد فرد إلى إنسان يشعر باالنتماء إلى المجتمع ‪ ،‬وله قيمته ( عرفات‬
‫‪( )21 : 1982،‬مصطفى‪ ، )2009،63،‬وينصب االهتمام على التربية ‪ ،‬ألنها تزود‬
‫الفرد بأنماط سلوكية تمكنه من التكيف مع المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه ‪ ،‬وهي‬
‫تعرف حاجات الفرد والمجتمع ومشكالتهم ‪ ،‬وايجاد الحلول المنطقية‬
‫تسعى دائماً إلى ّ‬
‫المناسبة لها بوسائل مختلفة انطالقاً من القول ‪ ( :‬أن التربية هي الحياة نفسها )‪.‬‬
‫( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ‪( )1 :1987،‬عريفج‪)2011،73،‬‬
‫وتعــد المدرسـة من وسائط النظام التربــوي ‪ ،‬ومن أحــد الدعائم الرئيسة في المجتمع فهي‬
‫وسيلة استم ارره ‪ ،‬وبقائه ‪ ،‬وتطوره ‪ ،‬وتقدمه في جميع المجاالت ‪ ،‬فقد أدركت هذه‬
‫المجتمعات أهمية المدرسة وأولتها العناية واالهتمام ‪ ،‬حيث إنها تعد واحدة من أهم‬
‫أساليب الضبط االجتماعي ‪(.‬عطيوي‪( )2011،82،‬العمايرة‪)2010،84،‬‬
‫وتعد ظاهرة الغي ــاب المتكرر للطلبـ ــة عن المدارس ‪ -‬وبخاصة في المرحلة الثانوية ‪-‬‬
‫سببا في إحداث الكثير من الخلل في التوازن الوظيفي في العملية التعليمية ‪ ،‬فيصبح‬
‫حجم مدخالتهــا أكثر بكثير من حجم مخرجاتها ‪ ،‬األمر الذي يعني عبئاً إضافياً على‬

‫‪131‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫ويمثل تحدياً كبي اًر يواجه الجهات المشرفة على التعليم ‪.‬‬ ‫ميزانية التعليم ‪،‬‬
‫(المطوع‪( )2007،86،‬بلواني‪( )2008،73،‬الجدي‪)2008،156،‬‬
‫وعلى ذلك ‪ ،‬فإن الغياب المتكرر للطالب عن مدارسهم له انعكاساته وآثاره السلبية على‬
‫كل من الطالب ‪ ،‬وأسرته ‪ ،‬بل وعلى المجتمع ككل ‪ ،‬بحيث يكون مستوى المعلومات‬
‫لديهن ضعيف بعد التخرج ‪ ،‬أو بعد انتقالهم من مرحلة إلى مرحلة أعلى منها ‪ ،‬وربما‬
‫يتسبب في رسوبهم المتكرر ‪.‬‬
‫وتعد ظاهرة غياب الطالب عن مدارسهم من أهم المشكالت التي تهدد كيان العملية‬
‫التعليمية ‪ ،‬وبخاصة عندما تصل وتتضخم إلى حد الغياب الجماعي في أوقات معينة‬
‫من السنة الدراسية ‪ ،‬مثل التي تعقب افتتاح السنة الدراسية ‪ ،‬أو ما قبل االمتحانات ‪.‬‬
‫(جابر‪( )345 :1980 ،‬عبود‪( )59-1995،58،‬سليمان‪)2001،54،‬‬
‫وغياب الطالب عن مدارسهم بشكل متكرر يشكل ظاهرة تستحق الدراسة لمالها من أثر‬
‫في االستثمار التعليمي في البشر ‪ ،‬ذلك بأنها تقلل من عائد العملية التربوية كما ونوعا‬
‫ومن ثم إهدا ار للمال العام‪ ( .‬العباس‪1433 ،‬هـ‪ ( )9 ،‬حسين‪)2014،96،‬‬
‫وتعد المدرسة هي المؤسسة المعنية والمنوط بها االهتمام بهذه المشكلة وتحقيق الضبط‬
‫االجتماعي داخلها بين جميع عناصرها البشرية ‪ ،‬لما لها من دور كبير في فرض‬
‫الضبط ‪ ،‬والبيئة المناسبة التي تساعد كل من هم داخل المؤسسة التعليمية للتكيف مع‬
‫البيئة المدرسية ‪ ،‬والشعور باالنتماء إليها ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪ ،‬وأسئلتها‬
‫تمثل مشكلة غياب الطالب المتكرر عن مدارسهم جانباً خطي اًر في المراحل الثانوية نظ اًر‬
‫لطبيعة هذه المرحلة ‪ ،‬باإلضافة إلى قابلية الطالب لالستهواء ‪ ،‬وتعد عرضاً لوجود‬
‫مشكالت أخرى دراسية أو أسرية أو اقتصادية ‪ ،‬وقد أصبحت هذه المشكلة ظاهرة من‬
‫الظواهر الواضحة في مجتمعنا المصري ‪ ،‬وأصبحت تشكل خط اًر كبي اًر علي المجتمع ‪،‬‬
‫واهدا ار كبي ار لميزانيات الدولة ‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫فالكثير من المدارس الثانوية في المجتمع المصري تعاني من ارتفاع نسبة الغياب‬


‫المتكرر لطالبها ‪ ،‬بحيث تتراوح نسبة الغياب في بعضها ‪ ، %21,3‬وتصل في بعضها‬
‫اآلخر إلى ‪ ، %30,9‬كما يبين الجدول (‪ )1‬في الجانب الميداني من الدراسة ‪ ،‬والذي‬
‫يوضح أن متوسط نسبة الغياب المتكرر للطالب في مدارس المرحلة الثانوية يصل‬
‫تقريبا إلى ‪ ، %25,9‬وهو ما يمثل ظاهرة خطيرة ‪ ،‬تتسبب في تعقيد أحوال المدرسة ‪-‬‬
‫بل والعملية التعليمية ‪ -‬وهو ما يجعل هذه المشكلة تستحق الدراسة ‪.‬‬
‫حيث إن غياب طالب المرحلة الثانوية عن مدارسهم بشكل متكرر يترتب عليه الكثير‬
‫من اآلثار السلبيــة ‪ ،‬كما أشارت بذلك بعض الد ارســات ‪ ،‬ومنهــا ( دراسة ‪& Bozol‬‬
‫‪ ، 1983, Varrati‬ودراسة ‪ ، ) 1980, Isaacs & Stennett‬حيث أكدتا على أن‬
‫هناك عالقة بين غياب الطالب وتحصيلهم الدراسي بشكل سلبي ‪.‬‬
‫كما أن غياب طالب المرحلة الثانوية المتكرر عن مدارسهم يمكن أن يحدث الكثير من‬
‫الخلل في أداء المعلمين الملتزمين بجداول معينة ‪ ،‬مما يجعلهم تحت ضغط واجهاد‬
‫كبيرين ‪ ،‬األمر الذي يؤثر على باقي الطالب ‪ ،‬وهو ما ينعكس ‪ -‬بالضرورة ‪ -‬سلبا‬
‫على كل عناصر العملية التعليمية ‪ ،‬وهو األمر الذي يطرح هذين السؤالين ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما أسباب غياب طالب المرحلة الثانوية كما جاء في األدبيات التربوية ؟‬
‫‪ -2‬ما أسباب غياب طالب المرحلة الثانوية من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة ؟‬
‫‪ -3‬ما الفروق بين استجابات الطالب ونظرائهم من الطالبات حول أسباب الغياب‬
‫المتكرر عن مدارسهم ؟‬
‫‪ -4‬ما المقترحات التي يمكن االسترشاد بها لمواجهة الغياب المتكرر لطالب المرحلة‬
‫الثانوية في مصر؟‬

‫‪133‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫أهمية الدراسة‬
‫تتمثل أهمية الدراسة فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن مشكلة غياب الطالب بشكل متكرر من أهم تلك المشكالت التي يعاني منها‬
‫المجتمع المدرسي ‪ ،‬وذلك لما لها من تأثير سلبي على حياة الطالب الدراسية ‪ ،‬وسبباً‬
‫في كثير من إخفاقاته التحصيلية وانحرافاته السلوكية ‪ ،‬ومن هنا تتأكد أهمية دراسة هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫اء واضافة للمكتبة التربوية ‪ ،‬ومددا للباحثين الجدد الذين‬
‫‪ -2‬يمكن أن تكون الدراسة إثر ً‬
‫قد يقومون باختيار مثل هذا الموضوع ‪ ،‬فيفيدون من نتائجها ‪ ،‬وما تقدمه من رؤية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن للدراسة بما تقدمه من رؤية مقترحة أن تكون عونا للمدارس في إيجاد ما هو‬
‫مناسب لمحاولة التغلب على أسباب غياب طالب المدارس الثانوية عن مدارسهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن و ازرة التربية والتعليم قد تفيد من الدراسة ‪ -‬نتائجها ورؤيتها ‪ -‬في عمل كتيب‬
‫بخصوص هذا الموضوع ‪ ،‬وتوزيعه على اإلدارات التعليمية المختلفة ‪ ،‬ومن ثم على‬
‫المدارس لإلفادة مما تتضمنه الدراسة ‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫بناء على ما طرحته المشكلة من أسئلة ‪ ،‬فإن الدراسة الحالية تهدف إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على أسباب الغياب المتكرر للطالب في األدبيات التربوية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على أسباب الغياب المتكرر للطالب من وجهة نظر عينة الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على الفروق بين استجابات الطالب ونظرائهم من الطالبات حول أسباب‬
‫الغياب المتكرر عن مدارسهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬تقديم مقترحات يمكن االسترشاد بها لمواجهة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬
‫في مصر ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫حدود الدراسة‬
‫‪ ‬الحد المكاني ‪ :‬طبقت الدراسة في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية ‪.‬‬
‫‪ ‬الحد الموضوعي ‪ :‬ركزت الدراسة على األسباب التعليمية المدرسية ‪ ،‬واألسباب‬
‫االجتماعية النفسية ‪.‬‬
‫‪ ‬الحد البشري ‪ :‬طبقت أداة الدراسة على طالب المرحلة الثانوية ‪.‬‬
‫مصطلح الدراسة‬
‫الغياب المتكرر ‪ :‬ويقصد به إجرائيا ‪ :‬عدم ذهاب الطالب إلى مدارسهم أليام أو أسابيع‬
‫متفرقة أو متتالية ‪ ،‬وبشكل متكرر على مدار العام الدراسي ‪.‬‬
‫منهج الدراسة‬
‫استخدمت الدراسة المنهج الوصفي ‪ ،‬حيث إنه ‪ :‬المنهج الذي يهدف إلى وصف الظاهرة‬
‫أو تحديد المشكلة ‪ ،‬أو تبرير الظروف والممارسات ‪ ،‬أو التقييم والمقارنة ‪ ،‬أو التعرف‬
‫على ما يعمله اآلخرون في التعامل في الحاالت المماثلة ‪ ،‬لوضع الخطط المستقبلية‬
‫( القحطاني وآخرون ‪ ، )205 : 2010 ،‬أو المقترحات لحل مشكلة ما ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫‪ -1‬نخلة ‪ ،‬ناجى شنودة ‪ ،‬وآخرون (‪ : )2013‬تفعيل دور المدرسة الثانوية العامة‬
‫في مواجهة ظاهرة غياب الطالب عن الدراسة (دراسة ميدانية) ‪:‬‬
‫هدف هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة غياب الطالب عن المدرسة الثانوية فى إطار‬
‫عالقتها بعناصر المنظومة التعليمية ‪ ،‬واستجالء أسبابها وتداعياتها بالنسبة للطالب‬
‫والمدرسة والمجتمع ‪ ،‬ومتطلبات مواجهتها ‪ ،‬وقـ ــد تم اختيار عينة الدراسة على أساس‬
‫طبقى عش ـ ـوائى من القـ ــائمين على إدارة المدرسة الثانوية والمعلمين واإلخصائيين بلغ‬
‫عددهم (‪ ، ) 914‬وعين ــة من طالب التعليـ ــم الثانوى العام بلغ عددهم (‪ )889‬طالبا‬

‫‪135‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫وطالبة فى ست محافظات ( مديريات تعليمية) هى ‪ :‬القاهرة ‪ ،‬واإلسكندرية ‪ ،‬والقليوبية‬


‫والمنوفية ‪ ،‬والمنيا ‪ ،‬وأسيوط ‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلى ‪ ،‬واعتمد على استبانتين ‪ :‬وجهت إحداهما‬
‫إلى عينة من القائمين على إدارة المدرسة الثانوية والمعلمين واإلخصائيين‪ ،‬في حين‬
‫وجهت األخرى إلى عينة من طالب التعليم الثانوى العام الستجالء آرائهم حول أسباب‬
‫الغياب وآليات مواجهته‪.‬‬
‫وقد أسفر البحث عن عدة نتائج ‪ ،‬من أهمها‬
‫‪ ‬أن هناك أسبابا عديدة لغياب الطالب عن المدرسة الثانوية ‪ ،‬منها‪ :‬ما يتعلق بالطالب‬
‫أنفسهم‪ ،‬وما يتعلق بالمعلمين ‪ ،‬واإلدارة المدرسية ‪ ،‬والمناخ المدرسى ‪ ،‬وبنظم‬
‫االمتحانات والتقويم ‪ ،‬وغيرها من العوامل واألسباب األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬سوء تنظيم الجدول الدراسى يعد سببا في غياب الطالب عن الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬كثير من المعلمين فقدوا سلطاتهم الرسمية وغير الرسمية بسبب نقص كفاءتهم المهنية‬
‫وانخفاض أوضاعهم المادية واالقتصادية ‪ ،‬فاهتز احترام الطالب لحضور الحصص‬
‫التى يؤديها كثير من المعلمين في المدرسة الثانوية‪.‬‬
‫‪ ‬هناك قصور من جانب مجلس األمناء واآلباء والمعلمين في المشاركة الفعالة في‬
‫إدارة المدرسة الثانوية وفى متابعة غياب الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬هناك عوار تشريعى يتعلق بمواجهة ظاهرة الغياب يتمثل فى وجود ثغرة أو مخرج‬
‫للطالب المتغيبين بعد المدة المسموح بها‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة ‪ :‬عطوان ‪ ،‬وحماد ‪ ،‬والبهبهاني (‪ : )2009‬أسباب انقطاع طلبة الصف‬
‫الثاني عشر في محافظات غزة ‪ ،‬عن الذهاب الى مدارسهم في منتصف الفصل‬
‫الدراسي الثاني ثم سبل حلها ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة للتعرف على أسباب انقطاع طلبة الصف الثاني عشر ( التوجيهي ) عن‬
‫الذهاب الى مدارسهم قرب نهاية العام الدراسي ‪ ،‬وقد استخدم الباحثون المنهج الوصفي‬
‫‪136‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫التحليلي ‪ ،‬ولتحقيق أهداف الدراسة اعتمد الباحثون على ( استبانه) ‪ ،‬وقد توصلت‬
‫الدراسة إلى أن من أسباب االنقطاع أسباب ترجع إلى المجتمع المرتبة األولى ‪ ،‬في‬
‫حين احتلت األسباب المتعلقة بولي األمر واألسرة المرتبة األخيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة ‪ :‬أبو عسكر (‪ : )2009‬دور اإلدارة المدرسية في مدارس البنات الثانوية‬
‫في مواجهة ظاهرة التسرب الدراسي بمحافظات غزة وسبل تفعيله ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة للتعرف على دور اإلدارة المدرسية في مدارس البنات الثانوية في مواجهة‬
‫ظاهرة التسرب الدراسي بمحافظات غزة وسبل تفعيله ‪ ،‬والوقوف على واقع التسرب في‬
‫هذه المدارس ومعرفة درجة ممارسة اإلدارة المدرسية لدورها في الحد من هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي كما استخدم أداة ( االستبانة ) ‪ ،‬وقد‬
‫توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج ‪ ،‬والتي كان من بينها ‪ ،‬أن أكثر المجاالت التي‬
‫كانت تقوم بها المدرسة في مواجهة ظاهرة التسرب الدراسي هو المجال التربوي ‪ ،‬يليه‬
‫المجال االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬دراســـة ‪ :‬هيثر مالكوم وآخري (‪Malcolm , Heather, and etl )2013‬‬
‫التغيب من المدرسة دراسة األسباب ‪ ،‬ومسبباتهــا في سبعة هيئات تعليمية محلية‬
‫في انجلت ار من وجهــة نظر المعلمين ‪ ،‬والمدراء ‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة لالطالع على األدبيات ذات الصلة بمشكلة الغياب من المدرسة‬
‫التحقيق من وجهات نظر الطالب حول أسباب ومسببات غيابهم من المدرسة ‪ ،‬التحقق‬
‫من وجهات نظر اآلباء والمعلمين وكل العاملين في العملية التعليمية حول قضية الغياب‬
‫من المدرسة وأسبابها وكيفية عالجها ‪ ،‬والتحقق من دور األباء ‪ ،‬والمعلمين ومدراء‬
‫المدارس حول كيفية عالج قضية الغياب من المدرسة ‪.‬‬
‫واستخدم الباحثون منهج دراسة الحالة ‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من معلمين ‪ ،‬ومدراء‬
‫في (‪ )27‬مدرسة ‪ ،‬ولجمع البيانات استخدم الباحثون ‪ ،‬االستبيانات‪ ،‬والمقابالت‬
‫والتقارير‬
‫‪137‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫وبعد جمع البيانات وتحليلها أشارت نتيجة الدراسة إلى ‪ :‬أن البنين أكثر غيابا من البنات‬
‫في المدارس ‪ ،‬واختلفت معدالت الغياب من منطقة إلى أخرى ‪ ،‬وأنه عندما يستخدم‬
‫المدراء أساليب إدارية فاعلة ونشطة تقل نسبة الغياب المدرسي ‪ ،‬كما اختلفت رغبات‬
‫مديري المدارس في السماح للطالب بالغياب ألكثر من عشرة أيام طول أشهر الدراسة‬
‫‪ ،‬كلما كانت اإلدارة المدرسية نشيطة كلما انخفضت نسبة الغياب من المدرسة ‪.‬‬
‫كما أكدت الدراسة على أن دور اآلباء في متابعة أبنائهم أثناء دراستهم يعد من أهم‬
‫األمور التي يمكن بها مواجهة مشكلة غياب األبناء عن مدارسهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة ‪ :‬ويلنجتون سامكانجي ( ‪: Wellington , Samkange ( 2013‬‬
‫اإلدارة في التربيـــة ‪ :‬ماذا يفعـــل مـــدراء المدارس ؟ دراســـة حـــالــــة على مـــدراء‬
‫المدارس االبتـــدائيـــة في زيمبابوي ‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أراء ‪ ،‬واتجاهات مدراء المدارس االبتدائية في‬
‫زمبابوي لإلجابة على السؤال الرئيس وهو ما مدى استجابة مدراء المدارس للواجبات‬
‫والمسؤوليات المكلفين بها‪ .‬أجريت هذه الدراسة في عشرون مدرسة ابتدائية في اإلدارة‬
‫التعليمية في زيمبابوي‪.‬‬
‫وقد استخدم الباحث المنهج الكيفي ‪ ،‬وصمم بعض األدوات لجمع البيانات ‪ ،‬كان منها‬
‫( االستبانة ) ذات األسئلة المفتوحة النهاية ‪ ،‬ومقابالت شخصية مع المدراء ‪ ،‬باإلضافة‬
‫لتحليل الوثائق ‪ ،‬وخلصت الدراسة بعد جمع البيانات وتحليلها إلى ‪ :‬أهمية الجانب‬
‫النفسي في تحقيق االستقرار للطالب ‪ ،‬ومن ثم تشجيعه على مواصلة دراسته بنجاح ‪،‬‬
‫كما أكدت الدراسة عدم تركيز المدراء على الدور التربوي ‪ ،‬ضعف استجابة المدراء‬
‫لمسؤولياتهم وواجباتهم ‪ ،‬وخصوصا واجباتهم تجاه وضع الحلول المناسبة لبعض‬
‫المشكالت ‪ ،‬ومنها مشكلة التسرب ‪ ،‬والغياب ‪ ،‬نتيجة لعدم وجود المحفزات ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ -6‬دراسة ‪ :‬شيلدون روثمان (‪ : Rothman , Sheldon )2001‬ظاهر الغياب‬


‫من المدرسة ‪ ،‬تحليل متعدد المستويات لعواملها ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة إلى جمع البيانات المتعلقة بالطالب ‪ ،‬وخصوصا الطالب الذين يتغيبون‬
‫عن المدرسة باستمرار من المدارس الحكومية جنوب استراليا ‪ ،‬خالل الفصل الدراسي‬
‫األول ( في الغياب عشرة أسابيع ) ‪ ،‬وقام الباحث بتحليل تلك البيانات لفهم كيف تؤثر‬
‫البيئة األسرية ‪ ،‬والمحيط المدرسي على ظاهرة الغياب من المدرسة ‪ ،‬واستخدم الباحث‬
‫نماذج عديدة من األساليب اإلحصائية لتحليل البيانات المتعلقة بالطالب ‪ ،‬والتي جمعت‬
‫عن الطالب في سنة ‪ ، 1997‬وتم إعادة جمعها في سنة ‪. 1999‬‬
‫وقد أشارت البيانات بعد تحليلها إلى أن معدل تغيب الطالب عن المدرسة بين الطالب‬
‫األصليين ( أبناء البلد ) أكثر من الطالب الوافدين ‪ ،‬كما أظهرت الدراسة أيضا إلى‬
‫أن الحالة االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬والبيئة التي يعيش فيها الطالب لها دور كبير في‬
‫ظاهرة تغيبهم عن المدرسة ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة والدراسة الحالية‬
‫تكاد الدراسات السابقة تتفق على أن البيئة المدرسية ‪ -‬بكل ما تتضمنه ‪ -‬تعد من أهم‬
‫العوامل التي تتسبب في غياب الطالب عن مدارسهم ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فإنه لم‬
‫توجد دراسة من الدراسات تناولت كيفية مواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة‬
‫الثانوية في مصر ‪.‬‬
‫وقد أفادت الدراسات السابقة الدراسة الحالية في تحديد المنهج ‪ ،‬وتحديد األداة المستخدمة‬
‫في رصد أسباب الظاهرة ‪ ،‬باإلضافة لبعض النتائج التي يمكن أن تفيد في تفسير‬
‫وتحليل نتائج الدراسة الحالية ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫أوال ‪ :‬أسباب الغياب المتكرر للطالب في األدبيات التربوية ‪:‬‬


‫تعد مرحلة المراهقة من أهم مراحل حياة اإلنسان ‪ ،‬ينتقل خاللها من مرحلة الطفولة إلى‬
‫مرحلة الرشد ‪ ،‬ويصاحب ذلك العديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والعقلية‬
‫واالنفعالية واالجتماعية ‪ ،‬وتوصف هذه المرحلة بأنها مرحلة ( مشكالت ) بسبب التغيرات‬
‫التي تصاحبها ‪ ،‬فالمشكالت التي تعترض حياة المراهق قد تؤدي إلى تقوقعه حول ذاته‬
‫أو اتسامه ببعض سمات العدوانية ‪ ،‬وبالتالي قد يؤثر ذلك على مستواه الدراسي ‪ ،‬و‬
‫أحيانا على عالقته بأسرته وأصدقائه ومدرسته ومجتمعه ‪.‬‬
‫فمرحلة المراهقة تتطلب وعياً كبي ار من المحيطين بالمراهق ‪ ،‬لتفهم ما يط أر على طباعه‬
‫وسلوكياته ‪،‬ومساعدته على تجاوزها والتغلب عليها ‪ ،‬فالبيئة االجتماعية المحيطة‬
‫بالمراهق قد تسبب له نوعاً من الضغط على سلوكياته وتصرفاته مما قد يوترهويخلق له‬
‫مشكالت تحتاج إلى عالج مهني ‪.‬‬
‫والشك أن المرحلة الثانوية من المراحل المتميزة في حياة الطالب الدارسين ‪ ،‬فهي مرحلة‬
‫هامة في بنائهم كأفراد مكتملين صالحين لمجتمعهم ‪ ،‬ولما كانت المدرسة تلعب دو ار‬
‫أساسيا في تشكيل شخصياتهم ‪ ،‬فالبد من معرفة األسباب التي تدفعهم للغياب ‪ ،‬وتشير‬
‫األدبيات التربوية إلى بعض تلك األسباب ‪ ،‬والتي يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬األسباب التعليمية المدرسية ‪:‬‬
‫لعل من أهم أسباب تغيب الطالب عن مدرسته هي تلك المشكالت المدرسية التعليمية‬
‫التي تواجهه ‪ ،‬ولعل من أهم تلك المشكالت ما يلي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬البناء المدرسي ‪ :‬وتتمثل في عدم اتساع البناء المدرسي ‪ ،‬وقلة المالعب وقلة‬
‫المختبرات وقلة الزينة ‪ ،‬وازدحام الطالب في الفصل الواحد وعدم وجود مسرح معد وعدم‬
‫وجود مكتبة حديثة ‪0‬‬
‫ب‪ -‬المناهج الدراسية ‪ :‬إن المشكلة هنا تتمثل في المناهج الدراسية التقليدية التي تعتمد‬
‫علي التلقين والحفظ ‪ ،‬فبقدر ما تكون المناهج ‪ -‬متوافقة مع التطور في عصر التفجر‬
‫‪140‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫المعرفي وتحاكي بيئة الطالب واهتماماته وتبحث عن مشكالت تالمس واقعة االجتماعي‬
‫واالقتصادي ‪ -‬بقدر ما تعطي نتائج افضل وتريح الطالب وتنفس طاقاته ‪ ،‬فالتطور‬
‫يجب أن يشمل جميع أجزاء العملية التعليمية بما فيها المناهج الدراسية ‪0‬‬
‫ج‪ -‬طرائق التدريس ‪ :‬إن انتشار وسيادة التعليم التلقيني ‪ ،‬يؤدي إلي عدم الجاذبية‬
‫للتعلم ‪ ،‬كما أن محدودية استخدام الوسائل البصرية والسمعية ‪ ،‬وأجهزة عرض الصور‬
‫المتحركة مثل التلفزيون ‪ ،‬والفيديو ‪ ،‬يجعل الدروس وطرائقها بعيدة عن التشويق ‪ ،‬فاآلن‬
‫حدث انقالب في أصول التدريس من المعلم إلى المتعلم بحيث أصبح قائما علي منهجية‬
‫علمية ينتقل من العفوية إلي القصد ‪ ،‬ومن الجزئية إلي الشمول ‪ ،‬ومن اللفظية إلي‬
‫الوظيفية ‪0‬‬
‫إن االتجاهات الحديثة تركز علي اعتبار الدرس نظاماً متكامالً يبرز فيه مفهوم التغذية‬
‫الراجعة أو التقويم النهائي وعدم االعتماد علي الكتاب المدرسي بمفردة واستخدام مسارات‬
‫وطرق أكثر فاعلية ‪0‬‬
‫د‪ -‬االمتحانات ‪ :‬االمتحانات التقليدية تشجع علي الحفظ السريع الذي ال يمنح الفهم‬
‫بالمقدار الالزم من العناية فيما يتم تعليمه ‪ ،‬بينما االمتحانات الحديثة تعتبر مقياس‬
‫لمعارف الطالب وأداة للفهم وليس لالستظهار والحفظ ‪ ،‬وال تخفي محاوالت الغش والنقل‬
‫في االمتحانات الفصلية ‪0‬‬
‫هـ‪ -‬المعلم ‪ :‬إن نجاح التربية في تحقيق أهدافها يرتبط بوجود المعلم الكفء المتصف‬
‫باألخالق العالية ‪ ،‬والمتمسك بالمبادئ والمثل العليا والمتقن للمادة العلمية التي يدرسها‬
‫والمتعاون مع الزمالء واإلدارة المدرسية والمتمتع بالتكيف الشخصي واالنفعالي ‪0‬‬
‫فتوافر هذه الصفات في المعلم يساهم في تكيف الطالب مع المدرسة‪ ،‬ولكن حتى يؤدي‬
‫المعلم واجبه علي أكمل وجه علي المجتمع أن يشعره بالمحبة واالحترام والراحة النفسية‬
‫والمجتمعات المتقدمة تعمل جاهدة علي توفير خير الظروف المادية والمعنوية لمعلميها‬
‫لتمكنهم من أداء عملهم ‪0‬‬
‫‪141‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫و‪ -‬التأخر الدراسي ‪ :‬إن التأخر الدراسي قد يكون سببه المدرسة ‪ ،‬وقد يرجع إلي أسباب‬
‫ذاتية ( للطالب ) سواء كانت نفسية ‪ ،‬أو عقلية ‪ ،‬أو جسدية وقد تكون األسرة أو البيئة‬
‫الخارجية سبباً لها ‪ ،‬كما يعد التأخر الدراسي من أهم المشكالت التي يشكو منها الوالدان‬
‫والمعلمون ‪ ،‬ومن أهم مظاهره التأخر الدراسي ‪ ،‬وتكرار الرسوب في مادة دراسية واحدة‬
‫أو أكثر ‪ ،‬والهروب من المدرسة وكرهها والخوف منها ‪ ،‬وشرود الذهن واالستغراق في‬
‫أحالم اليقظة ‪ ،‬والشعور بالخجل والنقص وعدم الثقة بالنفس ‪ ،‬وممارسة السلوك العدواني‬
‫ضد اآلخرين ‪ ،‬والثورة على النظام المدرسي ‪ ،‬والسرقة من اآلخرين ‪.‬‬
‫ز‪ -‬التعرض للعقاب الجسدي أو المعنوي من قبل المعلمين ‪ :‬فقد تصدر من بعض‬
‫الطالب سلوكيات غير مرغوب فيها ‪ ،‬كالتأخير والتغيب عن المدرسة ‪ ،‬وعدم احترام‬
‫معلميهم ‪ ،‬والنوم أثناء الحصة الدراسية ‪ ،‬واثارة الفوضى داخل الفصل ‪ ،‬وع ــدم المشارك ــة‬
‫س ـ ـواء مع زمالئهم أو مع المعلمين ‪ ،‬وعدم إحضار لوازم الدراسة ( كتب ‪ ،‬أقالم ‪ ،‬حل‬
‫الواجبات ‪ ...‬إلخ ) ‪ ،‬مما قد يدفع بعض المعلمين لمعاقبة الطالب على مثل هذه‬
‫السلوكيات بالعقاب البدني ( الضرب ) بالعقوبة الكتابية ‪ ،‬أو بالعقاب البدني من خالل‬
‫التوبيخ وتوجيه اإلهانات لهم ‪ ،‬وهو األمر الذي قد يدفع الطالب للتفكير في االبتعاد‬
‫واالنصراف عن التعليم ‪ ،‬وقلة االنتظام في الدراسة من خالل المدرسة ‪.‬‬
‫ومثل هذه السلوكيات يمكن أن تتسبب في إعادتهم العام الدراسي نتيجة رسوبهم ‪ ،‬أو‬
‫على أحسن تقدير نجاح ضعيف ال يعبر عن أن الطالب على مستوى عال من التعليم‬
‫‪ ،‬وقد يصل األمر في بعض الحاالت إلى مما يطلق عليه ( الهدر التربوي ) إذا ما‬
‫فكر الطالب الذين يتعرضون للعقاب في الهروب من الدراسة ‪ ،‬وعدم الذهاب إلى‬
‫المدارس بشكل منتظم ‪ ،‬وربما مطلقا ‪ ،‬مما قد يؤثر سلبا على حركة تنمية المجتمع ‪.‬‬
‫وفي إطار المدرسة ‪ ،‬ال يتم اللجوء إلى العقاب إال في حاالت الضرورة القصوى ‪ ،‬ألنه‬
‫باإلضافة إلى ما يحققه العقاب ‪ -‬وبخاصة البدني منه ‪ -‬من أضرار جسدية على‬
‫الطالب ‪ ،‬فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى وجود عقد نفسية لديه ‪ ،‬وتظهر أعراضها عليه‬
‫‪142‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫كلما أخذ بالنمو وبدأت تظهر شخصيته الثابتة المستقلة ‪ ،‬وللعقاب أشكاله وصوره‬
‫المتعددة ‪ ،‬فمنها ما هو جسدي ( قطامي ‪ ، ) 391 ، 2012 ،‬مثل ‪ ( :‬الضرب‬
‫إيقاف التالميذ مطوال في آخر الصف ) ‪ ،‬ومنهـا ما هو معنوي ‪ ،‬مثل ( الزجــر والتوبيخ‬
‫العقوبات الكتابية ‪ ،‬الشتـم واإلهانـة ‪ ،‬اإلهمــال ‪ ،‬السخريـ ــة واالسـتهـ ـزاء ) ‪ ،‬ومنها ما يتم‬
‫بطريقة جماعية ( اإلبعـاد والعــزل ‪ ،‬الحرمان ) (الفتالوي‪)2010،312،‬‬
‫(الزعبي‪( )2012،207،‬نصر اهلل‪)149 ،2014 ،‬‬
‫وقـ ــد عارض كونتيـ ــالن (‪ ) KWNTLIAN‬العقاب البدني بشدة بقوله ‪ :‬ال أرضى بالعقوبة‬
‫البدنية ‪ ،‬وال انصح باستخدامها على أن ــها وسيلة من وسائل التعليم بالمدارس ‪ ،‬فهي‬
‫عقوبـ ــة للعبيد ‪ ،‬وفيها ذل ــة ومهان ـ ــة للطالب ( صالحي ‪ ، ) 33 ، 2003،‬وقد أوضح‬
‫(رماكارنكور) انعكاسات استخدام العقاب البدني الذي يمكن أن يمارس على الطلبة في‬
‫إعاقة حرية الطالب في التعبير عن رأيه ‪ ،‬وتشكيل السلوك العدواني لدى بعض الطالب‬
‫( جامعة حلب ‪) 8 ، 2010 ،‬‬
‫كما أن العقاب المعنوي أكثر قسوة على الطالب من العقاب الجسدي ‪ ،‬حيث إن العقــاب‬
‫الجســدي يمكن مالحظـ ــة آثـ ــاره على الطـ ــالب بشكل مباشر وحين توقيع العقوبة ‪ ،‬في‬
‫حين يترك العقاب المعنوي في نفس الطالب آثا ار بشكل أعمق وأكثر سلبية ‪ ،‬حيث "‬
‫يعد العقاب المعنوي من أقسى العقوبات التي يتعرض لها المتعلم ‪ ،‬إذ أنه يحطم‬
‫شخصية المتعلم بسبب ما يعانيه من قلق وتوتر وخوف ‪.‬‬
‫فعقاب الطالب فيه احــتقـار لشخصياتهم ‪ ،‬حيث إن الطالب الذين يتعرضون للعقاب‬
‫يصبحون أكثر عدوانية ‪ ،‬ويسبب لهم اثا ار سيئة جانبية ‪ ،‬مثل المشاكل العاطفية ‪ ،‬والندم‬
‫وال يتعلمون شيئا مما يدرسونه في مدارسهم ‪ ،‬مما يجعلهم يشعرون بالملل من الدراسة‬
‫األمر الذي قد يؤدي بهم إلى ترك المدرسة ‪.‬‬
‫ويضيف ( الدوسري ) إلى األسباب السابقة مجموعة أخرى من األسباب ‪ ،‬والتي من‬
‫أهمها ‪ :‬قلة الدافعية للتحصيل الدراسي ‪ ،‬وصعوبة الفهم والتركيز واالهتمام بالمواد‬
‫‪143‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫الدراسية ‪ ،‬وضعف كفاءة المدرسين ‪ ،‬وصعوبة المناهج وعدم مالءمتها ‪ ،‬الشعور العام‬
‫بعدم جدوى الدراسة ‪ (.‬الدوسري ‪) 69 ، 2009 ،‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق ‪ ،‬فإن هناك مجموعة أسباب أخرى لها دور كبير في انصراف‬
‫الطالب عن مدرسته في الكثير من األوقات ‪ ،‬مثل ‪ :‬السرحان ‪ ،‬والنسيان ‪ ،‬واالفتقار‬
‫للتخطيط وتنظيم الوقت ‪ ،‬ونقص الضبط والربــط في المدرســة ‪ ،‬ونـقص اإلرشاد التربوي‬
‫وتمييز المدرسين لبعض التالميذ دون اآلخرين ‪.‬‬
‫ولذلك فإنه إذا استطاع المعلم الحفاظ على نظام الفصل دون أن يفرض عقوبة على‬
‫طالبه ‪ ،‬فإن هذا يتوافق مع التربية ‪ ،‬وأبعد ما يمكن أن يصل إليه المعلم مع طالبه ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشكالت االجتماعية النفسية ‪:‬‬
‫إن دور األسرة ال يختلف عن بقية المؤسسات في نقل التراث الحضاري ‪ ،‬وتدريب وتعليم‬
‫األفـ ـ ـراد والجماعات على المهارات والخبرات إن لم يكن أكث ــر أهميــة في بعض األحيان‬
‫وفي بعض المجاالت على بقية المؤسسات ‪ ،‬فالتربية تهدف إلى تهيئة حياة سعيدة‬
‫لألفراد ‪ ،‬كما ينظر إليها (لوك) أنها تصنع السعادة لألفراد ‪ ،‬وكما يعتقد (أفالطون) أن‬
‫التربية تهتم بتكوين أفراد يصنعون المجتمع العادل ‪ ،‬لذا يجب معاملة كل فرد حسب‬
‫إمكانياته وكيفية استغالل قدرته لتكوين النظام االجتماعي‪.‬‬
‫وال يمكن غض الطــرف عم ــا تلعبه أسرة الطالب من دور أساس في زرع وتكوين القي ــم‬
‫التربــوي ــة التي تع ــد المواطن الصالح ‪ ،‬أو تعلمه األنماط السلوكية التربوية األخرى‬
‫ف ـ ــإذا كانت التربيــة تعنــي العمل اإلنسـ ــاني اله ــادف بشكل عام ‪ ،‬وتهت ــم بالوسائل‬
‫واألهداف المرغوب ــة في حي ــاة الطالب ‪ ،‬فإن األسرة تعد من أول المؤسسات ‪ ،‬وأكثرها‬
‫خطورة وتأثي اًر على سيره في العملية التعليمية ‪.‬‬
‫وما نالحظه من تأخر الطالب دراسيا ‪ ،‬وضعف تحصيلهم العلمي يرجع إلى عدة أسباب‬
‫لعل من أهمها المشاكل األسرية ‪ ،‬وانعدام األمن واالستقرار في المنزل ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫ينعكس على الطالب ‪ ،‬ويؤثر فيه نفسيا ‪ ،‬فيجد نفسه تحت التهديد دائما ‪ ،‬حيث إن‬
‫‪144‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫المنزل المكتظ بالمشاكل يؤثر على سلوك الطالب ‪ ،‬فيصبح عدوانيا ‪ ،‬وهذا ما يظهر‬
‫عند احتكاكه بزمالئه في المدرسة ‪ ،‬وطريقة تعامله مع المعلم ‪ ،‬حيث يود الطالب أن‬
‫يفرغ غضبه ‪ ،‬ويعبر عما في نفسه التي تواجه الضغوطات في المنزل ‪.‬‬
‫إن كثي ار من مشكالت الطفولة المبكرة والمتأخرة ينجم عن الشعور باعتبار الذات‬
‫فالشعور الذي يحمله المراهقون نحو أنفسهم هو أحد محددات السلوك البالغة األهمية‬
‫وشعور المراهق بأنه شخص بال قيمة يفتقر إلى احترام الذات يؤثر على دوافعه واتجاهاته‬
‫وسلوكه ‪ ،‬فهو ينظر إلى كل شي من ناحية تشاؤمية‪(.‬دويك‪)2008،187،‬‬
‫(العيسوي‪)2001،71،‬‬
‫فالمراهق الذي يفتقر إلى الثقة بالذات ال يكون متفائال بنتائج ما يقوم به من جهد وعمل‬
‫فهو يشعر بالعجز والنقص والتشاؤم ‪ ،‬ويفقد الحماية بسرعة ‪ ،‬وتتبدد األشياء بالنسبة له‬
‫كأنها تسير دائما بشكل خاطئ ‪ ،‬وهو يستسلم بسهولة ‪ ،‬وغالبا ما يشعر بالخوف‪.‬‬
‫)بيبي ‪( ) 151 ، 2011 ،‬حسين‪( )1982،71،‬الخراشي‪1425،‬هـ‪)99،‬‬
‫والمراهق الذي فقد أحد والديه سواء أكان ذلك أثناء طفولته ‪ ،‬أو في نفس فترة المراهقة‬
‫أو لم يفقد أحدا ‪ ،‬ولكن نتيجة انشغال الوالدين عنه ‪ ،‬ولم يجد من يحتويه ‪ ،‬فإنه يجد‬
‫انخفاضا شديدا في تقديره لذاته ‪ ،‬فيعتقد أنه شخص ال قيمه له ‪ ،‬ويكون احترامه لذاته‬
‫ضعيف جدا ‪ ،‬فهذا الشعور ناجم عن المراهق بسبب أن أقرب الناس له تركوه‬
‫واآلخرون يتعاملون معه بعين الشفقة والرحمة ‪ ،‬وليس لشخصه نفسه وذاته ‪ ،‬األمر‬
‫الذي يظهر أعراضا عاطفية سلبية ‪ ،‬وتزداد تلك األعراض عند المراهق المحروم بسبب‬
‫اإلهمال من أحد الوالدين ‪ ،‬أو بانفصالهما ‪ ،‬ومن تلك األعراض ‪ ،‬ما يلي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬الـــخــوف ‪ :‬قد يكون الخوف نتاج موقف أو مجموعة من المواقف الطبيعية أو غير‬
‫الطبيعية ‪ ،‬باإلضافة إلى أن المراهقين قد يشعرون بالخوف من أشياء غامضة قد تذكرهم‬
‫من قريب أو بعيد بالموقف المفزع ‪ ،‬أو تذكرهم بالخوف األصلي الذي يرتبط بالطفولة‬
‫‪ ( .‬أبوهين ‪( ) 37 ، 2013 ،‬عقل‪( )2011،59،‬النغميشي‪1430،‬هـ‪)114،‬‬
‫‪145‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫وتعد أعراض الخوف متعلمة ‪ ،‬وخصوصا إذا كان هناك أحد أفراد العائلة يعاني من‬
‫أعراض الرهاب ‪ ،‬وفي بعض األحيان تظهر تلك األعراض في المراهقين الذين يعانون‬
‫من نقص في قدراتهم على االجتماع باآلخرين ‪ ،‬ويمكن أن يظهر الخوف ضمن أعراض‬
‫نفسية أخرى مثل االكتئاب ‪ ،‬وبعض أنواع الخوف يمكن أن يكون نتيجة لتعرض‬
‫المراهق لكثير من الخوف في تجربة أو تجارب مؤلمة‪ ( .‬ثابت ‪)45 ، 2008 ،‬‬
‫( الزعبي ‪) 183 ، 2012 ،‬‬
‫كما تظهر أعراض الخوف لدى األطفال في خوفهم من بعض األشياء البسيطة التي‬
‫ال تثير فيه الخوف ‪ ،‬ولم يسبق أن أثارت فيه خوفا ‪ ،‬أو من األصوات العالية ‪ ،‬أو من‬
‫الحيوانات ‪ ،‬ويظهر أيضا في التصاق المراهق بأحد إخوانه األكبر سنا منه ‪ ،‬وعدم‬
‫افتراقه عنه منذ طفولته ‪ ،‬أو عدم التحدث وتكوين صداقات مع غيره ‪ ،‬والبقاء في المنزل‬
‫ويظهر على شكل أوجاع مثل االرتجاف وضربات القلب وشحوب الوجه ‪.‬‬
‫( أبو هين ‪( ) 35 ، 2013 ،‬المناعي‪)2014،131،‬‬
‫وفي المواقف التربوية التعليمية يظهر مثل ذلك األمر في خوف الطالب المراهق من‬
‫أحد زمالئه الطالب في الفصل أو المدرسة ‪ ،‬أو بسبب تسلط طالب أو بعض الطالب‬
‫عليه بالضرب ‪ ،‬أو باالستهزاء منه من قبل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االكتئــــاب ‪ :‬هناك بعض المراهقين هادئون ‪ ،‬وغير اجتماعيين بطبيعتهم ‪ ،‬فيكونون‬
‫غالبا متسامحين مع المواقف االجتماعية ‪ ،‬ولكن لو ارتبطت الكآبة بموقف ضاغط‬
‫تعرض له أيام الطفولة ‪ ،‬فغالبا ما يكون سبب الكآبة هو نتاج مرور المراهق بالموقف‬
‫الصعب والضاغط‪.‬‬
‫فإذا ظهرت الكآبة على المراهق وهو في األصل غير كئيب ‪ ،‬فإن هذا العرض يكون‬
‫نتاجا ألحداث ضاغطة تعرض لها وأدت إلى تغيرات ظاهرة في انفعاالته ‪ ،‬ومن هذه‬
‫التغيرات ‪ ( :‬أبو هين ‪)41 ،2013 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ ‬فقدان أحد أفراد األسرة‪.‬‬


‫‪ ‬التفكك األسري ‪ ،‬وضرب األم أمامه‪.‬‬
‫‪ ‬عزل المراهق عن بيئته الطبيعية ‪.‬‬
‫ولالكتئاب العديد من المظاهر ‪ ،‬ويمكن حصرها فيما يلي ‪ ( :‬العز ‪) 51 ، 2002 ،‬‬
‫(صادق‪)1999،76،‬‬
‫‪ ‬االضطرابات في المزاج‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف في تقدير الذات‪.‬‬
‫‪ ‬اضطرابات السلوك الشخصي مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬عدم القدرة على االستمتاع ‪.‬‬
‫فالطالب يحتاج الى رعاية ‪ ،‬وتشجيع من الوالدين واخوته في المنزل ‪ ،‬ومن المعلمين‬
‫في المدرسة التي يدرس فيها ‪ ،‬كما يحتاج إلى األمن واالستقرار والحنان والعطف‬
‫حتى يستطيع ان يهتم بدراسته وواجباته ‪ ،‬ولكن الكثير من اآلباء واألمهات ال تظهر‬
‫مشاكلهم إال بوجود األبناء ‪)Deborah&Samuel, 2009, 221( .‬‬
‫وليس هذا فقط ‪ ،‬بل إن الطالق بين الوالدين ‪ ،‬وما يترتب عليه من مشكالت ‪ ،‬وشتات‬
‫األسرة هو السبب األكثر خط ار في ضياع الطالب ‪ ،‬مما قد يتسبب في غياب الطالب‬
‫المستمر ‪ ،‬أو رسوبة لعدم وجود الحافز الذي يجعله يهتم بدراسته ‪ ،‬أو أن الطالب يقع‬
‫بين أيدي صحبه سيئة تؤدي به إلى الهروب من المدرسة ‪ ،‬وربم ــا الـوقـ ــوع في جرائم‬
‫مثل السرقة ‪ ،‬وتناول المخدرات ‪ ،‬وغيرها من األشياء التي يقع فيها ‪ ،‬لكي ينفس عن‬
‫غضبه الذي اشتد جراء المشاكل األسرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخـــجـــــل ‪ :‬تؤدي الحساسية حيال ردود أفعال اآلخرين غالبا إلى شعور الطالب‬
‫المراهقين بالخجل غير المناسب ‪ ،‬وسهولة االرتباك ‪ ،‬وبدال من المخاطرة باحتمال‬
‫تعرضهم للحماقة ‪ ،‬فإنهم يحاولون تجنب عمل أي شي جديد ‪ ،‬أو الذهاب إلى أماكن‬
‫جديدة أو مقابلة أناس جدد ‪ ،‬دون صحبة أو حماية الوالدين لهم ‪ ،‬ويفضلون الجلوس‬
‫‪147‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫منزوين في غرفة الدراسة بدال من احتمال تعرضهم لقول المعلم بأن إجاباتهم خاطئة‬
‫أو سماع تعليق سخيف من زمالئهم ‪( .‬لجنة التعريب والترجمة‪)2007،16،‬‬
‫وهذا الخجل يؤثر ‪ -‬بطبيعة الحال ‪ -‬تأثي ار بالغا في مسيرتهم التعليمية ‪ ،‬حيث يتجنب‬
‫الطالب المشاركة والتفاعل الصفي مع معلميه وزمالئه داخل الفصل ‪ ،‬فال تكون عنده‬
‫المبادءة في طلب اإلجابة على أسئلة المعلمين خوفا من اإلحراج ‪ ،‬وال يبادر بطرح‬
‫أسئلة على موضوعات لم يتأكد له فهمها خوفا من احتمالية توبيخ المعلم له ‪ ،‬أو‬
‫التعرض للسخرية من زمالئه ‪.‬‬
‫كما تعد مشكالت الطالب المراهقين مع أقرانهم الم ارهـ ــق في هذه الحالة ال يضطهـ ــد‬
‫إخوان ــه فقط ‪ ،‬بل يضطهد كل الناس ‪ ،‬سـ ـ ـواء أكان ذلك داخ ــل الحي أو داخ ــل المدرسـ ــة‬
‫‪ ،‬من المشكالت االجتماعية التي تسيطر كثي ار وبشكل سلبي على الطالب ‪ ،‬حتى إذا‬
‫عوقبوا فإن ـ ــهم ال يـ ـرتدعون ‪ ،‬بل يتمادون في إيذاء زمالئهم اآلخرين متلذذين بذلك‬
‫وعادة ما ينشأ توتر بين هذا المراهق وبين والديه ومعلميه بسبب ممارسته مثل تلك‬
‫األفعال ‪ ( .‬مختار ‪( )97 ،1999 ،‬الزعبالوي‪)2010،101،‬‬
‫وعادة ما تبدأ مشكالت الطالب المراهقين في المدرسة بسبب مشكالتهم مع أقرانهم الذين‬
‫يشعرون بعدم توافقهم معهم ‪ ،‬وتتفرع حتى تصل إلى األقارب ‪ ،‬وتعد مثل هذه المشكالت‬
‫األكثر شيوعا بين المراهقين ‪ ،‬نظـ ـ ار لما يعانــونه داخل البيئة التعليمية غير المهيئة‬
‫األمر الذي يعد عائقا أساسيا أمام تعليمهم ‪.‬‬
‫إجراءات الجانب الميداني من الدراسة ‪:‬‬
‫يهدف الجانب الميداني من الدراسة إلى التعرف على أسباب الغياب المتكرر لطالب‬
‫المرحلة الثانوية ‪ ،‬للمساعدة في وضع المداخل المقترحة لمواجهة هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫أداة الدراسـة‬
‫استخدمت الدراسة أداة االستبانة ‪ ،‬لتحقيق أهدافها في التعرف على أسباب الغياب‬
‫المتكرر لطالب المرحلة الثانوية ‪.‬‬
‫صدق األداة ‪ :‬صدق االستب ــانة يعني التأكد من أنها ‪ -‬بكل محاورها وعباراتها ‪ -‬سـوف‬
‫تـقيس ما أعدت لقياسه ( العساف‪ ، )429 ،2010 ،‬ويعني أيضا شمول االستمارة لكل‬
‫العناصر التي يجب أن تدخل في ال تحليل من ناحية‪ ،‬ووضوح فقراتها ومفرداتها من‬
‫ناحية ثانية‪ ،‬بحيث تكون مفهومة لكل من يستخدمها ‪( .‬عبيدات واخرون‪،2012 ،‬‬
‫‪ ، )179‬وقد تم عرض أداة الدراسة علي مجموعة من المحكمين ‪ ،‬وذلك لمعرفة مناسبة‬
‫عبارات االستبانة ومحاورها وسالمتها لغويا ووضوحها ومناسبتها للمحاور ‪.‬‬
‫ثبات األداة ‪ :‬المقصود بثبات االستبانة أنها تعطي النتائج نفسها تقريباً لو تكرر تطبيقها‬
‫أكثر من مرة على نفس األشخاص في ظروف مماثلة (العساف‪ ، )369 ،2010 ،‬فقام‬
‫– ‪Split‬‬ ‫الباحث بعمل اختبار للداللة على ثبات االستبانة بطريقة التجزئة النصفية‬
‫‪ ( Half‬السيد ‪ ، )1979،527،‬وذلك بالتطبيق على عينة عشوائية من الطالب بلغت‬
‫‪ 18‬طالبا ‪ ،‬وحساب معامل الثبات باستخدام معادلة ( رولون ) ‪:‬‬
‫معامل الثبات راا = ‪ -1‬تباين الفروق ع‪2‬ق‬
‫تباين الدرجات ع‪2‬‬
‫وبتطبيق المعادلة تبين أن معامل الثبات راا = ‪ ، 0.91‬وهي نسبة تعد مؤش ار على‬
‫ثبات األداة ‪ ،‬وبالتالي تم التطبيق الميداني لالستبانة على العينة الكلية للدراسة ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫عينة الدراسة‬
‫تم اختيار عينة الدراسة من الطالب الذين يتغيبون عن مدارسهم بشكل متكرر في ست‬
‫من مدارس المرحلة الثانوية في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية ‪.‬‬
‫وقد تم اختيار المدارس والطالب بطريقة عمدية ‪ ،‬بحيث وقع االختيار على المدارس‬
‫التي تتجاوز نسبة غياب الطالب فيها ‪ ، %20‬أما الطالب فقد تم اختيارهم من تلك‬
‫المدارس ‪ ،‬وممن يتغيبون بشكل متكرر ‪ ،‬وتتجاوز نسبة غيابهم ‪ %25‬من بداية الفصل‬
‫الدراسي األول حتى موعد إجراء التطبيق الميداني والذي تم ما بين ‪ 27- 23‬من مارس‬
‫‪ ، 2014‬بناء على سجالت وكشوف الغياب في كل مدرسة منها ‪ ، ،‬وقد أمكن التطبيق‬
‫على عينة بلغ عدد أفرادها ‪ 153‬طالبا ‪ 132 +‬طالبة ‪ ،‬بمجموع (‪ )285‬طالبا وطالبة‬
‫هم كل أفراد العينة ‪ ،‬وذلك على النحو الذي يبينه الجدول التالي ‪:‬‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫المدارس التي تم التطبيق الميداني فيها‬
‫وعدد طالبها* ‪ ،‬ونسبة الغياب فيها ‪ ،‬وعدد الطالب ( أفراد العينة ) في كل منها‬
‫عدد الطالب‬ ‫‪%‬‬ ‫متوسط‬ ‫عدد‬ ‫المحافظة‬ ‫المدرســـــــــة‬ ‫م‬
‫أفراد العينة‬ ‫لغياب‬ ‫عدد‬ ‫طالب‬
‫الطالب‬ ‫المدرسة الغياب‬
‫‪48‬‬ ‫‪27,6‬‬ ‫‪452‬‬ ‫‪1634‬‬ ‫حلوان القاهرة‬ ‫مدرسة‬ ‫‪1‬‬
‫الثانوية للبنين‬
‫‪41‬‬ ‫‪21,3‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪1457‬‬ ‫حلوان القاهرة‬ ‫مدرسة‬ ‫‪2‬‬
‫للبنات‬ ‫الثانوية‬
‫بحلوان‬
‫‪54‬‬ ‫‪28,9‬‬ ‫‪517‬‬ ‫‪1783‬‬ ‫الجيزة الجــيزة‬ ‫مدرسة‬ ‫‪3‬‬
‫الثانوية للبنين‬

‫‪150‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫عدد الطالب‬ ‫‪%‬‬ ‫متوسط‬ ‫عدد‬ ‫المحافظة‬ ‫المدرســـــــــة‬ ‫م‬


‫أفراد العينة‬ ‫لغياب‬ ‫عدد‬ ‫طالب‬
‫الطالب‬ ‫المدرسة الغياب‬
‫‪46‬‬ ‫‪22,4‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪1597‬‬ ‫مدرسة أم األبطال الجــيزة‬ ‫‪4‬‬
‫للبنات‬ ‫الثانوية‬
‫بالهرم‬
‫‪51‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪439‬‬ ‫‪1421‬‬ ‫مدرسة بنها الثانوية القليوبية‬ ‫‪5‬‬
‫للبنين‬
‫‪45‬‬ ‫‪23,8‬‬ ‫‪381‬‬ ‫‪1599‬‬ ‫الشيماء القليوبية‬ ‫مدرسة‬ ‫‪6‬‬
‫الثانوية للبنات ببنها‬
‫‪285 25,9‬‬ ‫‪2457‬‬ ‫‪9491‬‬ ‫المجمـــــــــــــوع‬
‫* المصدر ‪ :‬كشوف الغياب في المدارس التي تم التطبيق فيها خالل الفترة ‪27-23‬‬
‫من مارس ‪2014‬م ‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية المستخدمة ‪:‬‬
‫تم معالجة البيانات إحصائيا بأسلوبين ‪:‬‬
‫‪ ‬النسبة المئوية ‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة المختصرة لحساب كا‪ ، 2‬للتعرف على إذا ما كانت الفروق بين استجابات‬
‫الطالب واستجابات الطالبات دالة إحصائيا أو غير دالة ‪ ،‬وذلك بتطبيق المعادلة ‪:‬‬
‫(السيد‪)527 ،1979 ،‬‬
‫كا‪ ( = 2‬ت ‪ – 1‬ت ‪2) 2‬‬
‫ت‪ + 1‬ت‪2‬‬
‫حيث ت ‪ = 1‬التكرار األول ‪ ،‬ت ‪ = 2‬التكرار الثاني ‪ ،‬وسوف يتم الكشف عن مستوى‬
‫داللة كا‪ 2‬في الجداول اإلحصائية عند درجة الحرية = عدد البدائل ‪ ، 1-‬أي أن درجة‬

‫‪151‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫الحرية التي سوف يتم الكشف عن قيمة كا‪ 2‬عندها لمعرفة ما إذا كانت دالة أو غير‬
‫دالة سوف تساوي ‪. 1 = 1 – 2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسباب الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية من وجهة نظر أفراد العينة ‪:‬‬
‫أفرزت نتائج التطبيق الميداني عن وجود العديد من األسباب التي تؤدي لغياب طالب‬
‫مدارس المرحلة الثانوية بشكل متكرر ‪ ،‬وقد أمكن تصنيف هذه األسباب ومناقشتها على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب تعليمية مدرسية ‪:‬‬
‫ويقصد بهذه األسباب ما يتعلق بالعملية التعليمية أو ما يتعلق بالمناخ والبيئة التعليمية‬
‫التي توفرها لهم المدرسة ‪ ،‬ويمكن عرض هذه األسباب على النحو الذي جاءت به نتائج‬
‫الجدول التالي ‪:‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫استجابات أفراد العينة حول األسباب التعليمية المدرسية لغيابهم المتكرر عن المدارس‬
‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫نعم‬
‫م األســـــــــباب‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪7,6‬‬
‫‪9,1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪ 1‬االعتماد على الدروس الخصوصية‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪5,4‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪ 2‬االفتقار للعقاب من قبل المدرسة نتيجة الغياب ‪155‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2,4‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪4,7‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪ 3‬المدرسة ليس فيها أنشطة تشجع للذهاب إليها‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪2,6‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪4,7‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪ 4‬صعوبة الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪152‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫نعم‬


‫م األســـــــــباب‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪3,4‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪3,6‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪ 5‬كثرة الواجبات المدرسية‬
‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪4,4‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪3,7‬‬
‫‪138‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪ 6‬غياب المعلمين بشكل متكرر‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4,7‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪2,8‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪ 7‬دورات المياه في المدرسة غير مناسبة لالستخدام ‪62‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4,2‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪2,0‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ 8‬ازدحام الفصول‬
‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬
‫بالتأمل في الجدول السابق يمكن تناول األسباب التعليمية المدرسية التي تؤدي لغياب‬
‫طالب المرحلة الثانوية للغياب عن مدارسهم بشكل متكرر على النحو التالي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬األسباب التعليمية ‪:‬‬
‫جاء ( االعتماد على الدروس الخصوصية ) بنسبة (‪ )%72,6‬من أهم األسباب التي تــؤدي‬
‫لغياب الطالب عن مدارسهم بشكل متكرر ‪ ،‬ولعله يمكن تفسير ذلك أن هن ــاك قص ــو ار كبي ـ ار‬
‫في أداء المعلمين داخل فصول الدراسة ‪ ،‬وربما يحدث ذلك ليضطر الطالب إلى اللجوء إليهم‬
‫بشكل خاص تعويضا عن ذلك القصور ‪ ،‬ويرتبط بذلك ما يراه الطالب من ( صعوبة الدراسة‬
‫) كسبب من األسباب التعليمية (‪ )%46,7‬والتي يمكن تفسيرها بافتقار بعض المعلمين إليجاد‬
‫طرق ووسائل التدريس المناسبة لقدرات وامكانات طالبهم ‪ ،‬وأنهم غير قادرين على فهم القدرات‬
‫العقلية لطالبهم ‪.‬‬
‫وهذه النتيجة تتفق مع ما جاءت به دراسة ( نخلة ‪ )2013 ،‬من نتيجة مؤداها أن انخفاض‬
‫أحوال المعلمين المادية ساعدت على اهتزاز احترام الطالب للحصص التي يؤديها هؤالء‬
‫المعلمين ‪ ،‬وهو ما قد يعني أن هذا السبب جعل الكثير من المعلمين يقومون بإعطاء الطالب‬
‫دروسا خصوصية ‪ ،‬وهو ما أدى الهتزاز قيمتهم وصورتهم أمام الطالب ‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫وتأتي ( كثرة الواجبات المدرسية ) كآخر األسباب التعليمية (‪ )%39,6‬التي تدفع طالب‬
‫المرحلة الثانوية للغياب بنسبة قليلة ‪ ،‬وهو ما قد يكون بسبب أن تكرار غيابهم يؤثر‬
‫على متابعتهم للتكليفات التي يكفهم بها معلموهم ‪ ،‬أما الطالب الذين يرون أنها سبب‬
‫من أسباب غيابهم ‪ ،‬فإن ذلك قد يكون سببه أن الطالب يرون أن كثرة الواجبات المدرسية‬
‫تحد كثي ار من حريتهم في االستمتاع بحياتهم وأوقات فراغهم ‪ ،‬وال تعطي لهم الفرصة‬
‫لممارسة أنشطتهم التي يفضلونها خارج المدرسة ‪.‬‬
‫وهي هذه النتائج جميعا تتوافق ما جاءت به دراسة ( أبو عسكر ) التي أكدت وخرجت بنتيجة‬
‫مؤداها أن المجال التربوي يعد من أكثر المجاالت المتسببة في تغيب الطالب عن مدارسهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسباب مدرسية ‪:‬‬
‫توضح بيــانات الجــدول السابق أن األســباب المدرسية التي تتمثل في البيئة المدرسية أو‬
‫التعليمية المناسبة كانت ثاني األسبـاب التي تــدفع طـالب المـرحـلة الث ــانوية للغياب بش ــكل‬
‫متكرر عن المدارس ‪ ،‬حــيث كان ( االفتقار للعقاب من قبل المدرسة ) بنسبة (‪)%54,4‬‬
‫ولعل هذا السبب يتيح الحرية للطالب حرية البقاء في منازلهم أو استغالل هذا الوقت في‬
‫الذهاب للمجموعات الدراسية في المراكز المعدة لهذا األمر ‪ ،‬أو الدروس الخصوصية في‬
‫المنازل ‪ ،‬وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على سير العملية التعليمية في المدارس ‪ ، ،‬وهذه النتيجة‬
‫تتفق مع ما جاءت به دراسة ( نخلة ‪ )2013 ،‬من نتيجة مؤداها أن هناك عوا ار تشريعيا يتعلق‬
‫بمواجهة ظاهرة الغياب يتمثل في وجود ثغرة أو مخرج للطالب المتغيبين بعد المدة المسموح‬
‫بها ‪.‬‬
‫كما أن غي ــاب الطــالب المتــكرر عن مـدارســهم كان بسبب أن ( المدرسـة ليــس فيها أنش ــطة‬
‫تشجــع للــذه ــاب إليهــا ) بنسبـ ــة (‪ ، )%47,7‬وقـ ــد ي ــدل ذلك على ح ــالــة الت ــردي التي وصلت‬
‫إليهـ ــا المدرسـ ــة المصريـ ــة ‪ ،‬وافــتق ــاره ــا للبنية األساسية السليمة من مبان ‪ ،‬وأجهزة ‪ ،‬وأدوات‬
‫تساعد الطالب على ممارسة أنشطتهم الفنية والثقافية والرياضية واالجتماعية ‪ ،‬ولعله يمكن‬
‫تفسير ذلك بنقص الموارد والميزانيات المخصصة لكل مدرسة من قبل إدارات التعليم المختلفة‬

‫‪154‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫ويأتي ( غياب المعلمين بشكل متكرر ) بنسبة (‪ )%33,7‬آخر األسباب المدرسية التي تدفع‬
‫الطالب للغياب المتكرر عن مدارسهم ‪ ،‬وقد يفسر غياب بعض المعلمين عن المدارس بذهابهم‬
‫إلى مراكز الدروس الخصوصية ‪ ،‬والدروس الخاصة في المنازل ‪ ،‬كما أنها مؤشر على ضعف‬
‫إدارة المدرسة في اتخاذ الق اررات والمواقف الحاسمة تجاه المعلمين الذين يتغيبون عن الحضور‬
‫إلى المدارس في المواعيد المحددة ‪.‬‬
‫واذا كان ( دورات المياه في المدرسة غير مناسبة لالستخدام ) جاءت بنسبة (‪ )%21,8‬فإن‬
‫ذلك قد يكون راجعا إلى أن بعض المدارس قد ال تقوم بأحد أهم أدوارها في تهيئة البيئة التعليمية‬
‫المناسبة الجاذبة لطالبها ‪ ،‬فتهمل عمل الصيانة الالزمة للمبنى المدرسي والمرافق الخدمية فيه‬
‫بالشكل الالئق ‪ ،‬والذي يتيح للطالب استخدامها دون شعور بالضيق ‪ ،‬وهو األمر الذي إذا ما‬
‫تم إهماله ‪ ،‬كان دافعا للكثير من الطالب للهروب من مدارسهم أو الغياب عنها ‪.‬‬
‫أما ( ازدحام الفصول ) فقد جاء بنسبة (‪ )%20,0‬كأحد األسباب المدرسية في غياب الطالب‬
‫عن مدارسهم يأتي بنسبة قليلة ‪ ،‬وقد يكون ذلك راجعا إلى أن الكثير من الطالب حينما يتغيبون‬
‫عن مدارسهم يتسببون في تخفيف االزدحام داخل الفصول ‪ ،‬وهو ما ال يجعل الكثير من‬
‫الطالب يشعرون بازدحام الفصول ‪.‬‬
‫وهـ ــذه كلها نتائج تتفـ ــق مع ما جاءت به دراسة ( ‪ ) Welington‬التي ت ـ ــؤكد عـ ــلى ضرورة‬
‫اتخـ ــاذ الم ــدارس القـ ـ ـ اررات التي من شـ ــأنها توف ــير المنـ ــاخ المناسب ال ــذي من شـ ــأنه تسيير‬
‫شئـ ــون العمليـ ــة التعليمي ــة ‪ ،‬ومن بينها معاقبة المعلمين ‪ ،‬وتوفير األنشطة الالصفية الالزمة‬
‫للطالب ‪ ،‬كما تتفق هذه الدراسة مع ما جاءت به دراسة ( نخلة ‪ )2013 ،‬من نتيجة مؤداها‬
‫أن المناخ المدرسي والبيئة المدرسية تعد سببا من أسباب غياب الطالب عن دراستهم في‬
‫المدارس ‪ ،‬وهو ما يعني افتقار المدارس للخدمات التي يمكن أن تشجع الطالب على االستمرار‬
‫في الدراسة ‪ ،‬ومن ثم استمرار تواجدهم في المدارس ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -2‬أسباب اجتماعية نفسية ‪:‬‬


‫ويقصد بهذه األسباب ما يتعلق بدور كال من الحياة األسرية التي يعيشها الطالب ‪،‬‬
‫وعالقتهم بمعلميهم وأصدقائهم في المدرسة ‪ ،‬في غيابهم بشكل متكرر عن المدرسة ‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح هذه األسباب ‪:‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫استجابات أفراد العينة حول األسباب االجتماعية النفسية لغيابهم المتكرر عن المدارس‬
‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫نعم‬
‫األســـــــــباب‬ ‫م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪22,8‬‬ ‫‪65 14,7‬‬ ‫‪42 62,5 178‬‬ ‫‪ 1‬أتعرض لإلهانة من بعض المعلمين‬
‫‪23,8‬‬ ‫‪68 26,0‬‬ ‫‪74 50,2 143‬‬ ‫‪ 2‬المعلمون يهتمون بالطالب المتفوقين أكثر‬
‫‪26,7‬‬ ‫‪76 30,9‬‬ ‫‪88 42,4 121‬‬ ‫‪ 3‬وجود مشكالت في األسرة‬
‫‪31,6‬‬ ‫‪90 42,4 121 26,0‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪ 4‬الشعور بالوحدة في المدرسة‬
‫‪55,1 157 29,1‬‬ ‫‪83 15,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪ 5‬أتعرض للضرب والسخرية من بعض الطالب‬

‫بالتأمل في الجدول السابق يمكن تناول األسباب االجتماعية النفسية التي تؤدي لغياب‬
‫طالب المرحلة الثانوية للغياب عن مدارسهم بشكل متكرر على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب اجتماعية ‪:‬‬
‫جاء ( وجود مشكالت في األسرة ) بنسبة (‪ )%42,4‬من أهم األسباب االجتماعية التي تؤثر‬
‫تأثي ار كبي ار في حياة الطالب ‪ ،‬وتشتت تفكيرهم ‪ ،‬وتجعلهم غير قادرين على التركيز في الدراسة‬
‫‪ ،‬األمر الذي يجعلهم يترددون في الذهاب إلى المدرسة ‪.‬‬
‫وتتفق هذه النتيجة مع ما جاءت به دراسة كل من ( ‪ ، )Malcom‬ودراسة ‪(Frank F.‬‬
‫)‪ Furstenberd , Jr & others‬من أهمية دور الوالدين في متابعة كل ما يتعلق بأمور‬
‫الدراسة مع أوالدهم ‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يسهم كثي ار في إقبال األبناء على المدارس ‪ ،‬وهو‬
‫ما أكدته أيضا دراسة (‪ )Rothman‬من أن الحالة االجتماعية لها دور كبير في ظاهرة تغيب‬
‫الطالب عن المدرسة ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫والغريب أن دراسة ( عطوان ) جاءت نتائجها لتؤكد أن األسباب المتعلقة بولي األمر‬
‫واألسرة تأتي في المرتبة األخيرة من بين أسباب تغيب الطالب عن مدارسهم ‪.‬‬
‫وقد جاء ( الشعور بالوحدة في المدرسة ) بنسبة (‪ ، )%26,0‬وهو سبب اجتماعي‬
‫نفسي ‪ ،‬فهـ ــو سبب اجتماعي بعدم قدرة بعض الطالب االنخراط في مجموعات من‬
‫األصدقاء ‪ ،‬والدخول في أسر األنشطة المدرسية ‪ ،‬كما أنه سبب نفسي يدل على الشعور‬
‫باالنزواء واالكتئاب ‪ ،‬وهو ما يشعر معه بعض الطالب من اإلحساس بعدم التكيف مع‬
‫الغير ‪ ،‬ومن ثم عدم الرغبة في تكوين صداقات معهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب نفسية ‪:‬‬
‫ي ـرتبــط بهـ ــذه األسباب ( أتعرض لإلهانة من المعلمين ) بنسبة (‪ )%62,5‬في الترتـ ــيب‬
‫األول من بين ما يعتـ ــرض الطالب من أسبـ ــاب نفسي ــة تلعب دو ار خطيـ ـ ـ ار في غي ـ ــاب‬
‫الطالب عن مدارسهم ‪ ،‬وقد يفسر هذا األمر بأن الكثي ــر من المعلمـيـ ــن ينقصهـ ـ ــم الحـ ــس‬
‫الن ـف ــسي والــوعي التـربوي في التعـامل مع طــالبــهم داخـل الفصول أو حتى خارجهـ ــا ‪،‬‬
‫كما ق ـ ــد يكـ ــون السبب وراء ذلك إرغ ــام الطالب ألخــذ دروس خصوصية في مجموع ــاتهم‬
‫ويلي ذلك أن ( المعلمون يهتمون بالطالب المتفوقين أكثر ) بنسبة ( ‪ ، )%50,2‬وارتفاع‬
‫هذه النسبة إلى حد ما يمكن تفسيره برغبة الكثير من المعلمين في إبراز قدراتهم ‪ ،‬حتى‬
‫يلفتوا نظر الطالب العاديين ألخذ دروس خصوصية ‪ ،‬وال يدركون أن مثل هذا الميل‬
‫تجاه نوعية معينة من الطالب يترك آثا ار نفسية سيئة وسلبية تجاه غيرهم ‪ ،‬األمر الذي‬
‫قد يجعلهم يشعرون أنهم منبوذون ‪ ،‬وأنه غير مرغوب في وجودهم ‪ ،‬وهو ما يجعلهم‬
‫يكرهون فصول الدراسة ‪ ،‬ومن ثم الغياب عن المدرسة بشكل متكرر أو بشكل نهائي ‪.‬‬
‫وهذه النتيجة تتفق مع ما جاءت به دراسة ( نخلة ‪ )2013 ،‬من نتيجة مؤداها أن هناك‬
‫نقص في كفاءة المعلمين المهنية ‪ ،‬وهو ما يعني أنهم غير مؤهلين للعمل كمعلمين ‪،‬‬
‫أو للتعامل مع نوعيات مختلفة من الطالب ‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -3‬أسباب أخرى ‪:‬‬


‫ويقصد بهذه األسباب ما يتعلق بأية أمور أخرى ليس لها عالقة باألمور التعليمية ‪ ،‬وال‬
‫األمور األسرية أو االجتماعية ‪ ،‬ويمكن عرض هذه األسباب على النحو الذي جاءت‬
‫به نتائج الجدول التالي ‪:‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫استجابات أفراد العينة حول أسباب األخرى لغيابهم المتكرر عن المدارس‬
‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫نعم‬
‫األســـــــــباب‬ ‫م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪24,2‬‬ ‫‪69 22,8‬‬ ‫‪65 53,0 151‬‬ ‫‪ 1‬التعليم ليس شرطا لعمل والحصول على المال‬
‫‪28,8‬‬ ‫‪82 24,2‬‬ ‫‪69 47,0 134‬‬ ‫‪ 2‬أسهر كثي ار ‪ ،‬وأستيقظ متأخ ار عن موعد المدرسة‬
‫‪29,5‬‬ ‫‪84 34,4‬‬ ‫‪98 36,1 103‬‬ ‫‪ 3‬أسباب صحية‬
‫‪47,0 134 39,3 112 13,7‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪ 4‬تأخر المواصالت‬
‫‪61,7 176 30,2‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪8,1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ 5‬بعد المدرسة عن السكن‬

‫تشير نتائج الجدول السابق إلى أن نظرة الطالب إلى أن ( التعليم ليس شرطا للعمل‬
‫والحصول على المال ) بنسبة (‪ ، )%53,0‬وهي نتيجة قد يكون لها داللة على ضعف‬
‫وفشل التعليم في إقناع الطالب بأهميته في بناء شخصية الفرد والمواطن الذي يلتحق‬
‫به ‪ ،‬وأن له دو ار في تأمين مستقبل الطالب ‪ ،‬كما يضاف إلى ذلك أن التحاق الطالب‬
‫بالجامعات وتخرجهم منها لم يعد يعني ضمان الحصول على فرصة عمل ‪ ،‬حيث تم‬
‫إلغاء التكليف بالنسبة لخريجي معظم الكليات ‪.‬‬
‫ثم يأتي اختيار الطالب أفراد العينة (أسهر كثي ار ‪ ،‬وأستيقظ متأخ ار عن موعد المدرسة)‬
‫بنسبة (‪ ، )%47,0‬ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن تعود الطالب على هذا األمر قد‬
‫صار من العادات ذات التأثير السلبية على حياة الكثير من الناس ‪ ،‬ومن بينهم الطالب‬
‫وهي ع ــادة تفقد الكثير ممن يتبعونها القدرة على تنظيم أم ـ ــور حياتهم ‪ ،‬وقـ ــد يكون‬

‫‪158‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫ألجهزة اإلع ــالم وما فيهــا من ب ارم ــج تليفزيوني ــة وأف ــالم ومسلسالت تج ــذب انتب ــاه األف ـراد‬
‫وهـذه كلها أمور تغير من طبيعة الساعة البيولوجية للفرد ‪ ،‬وتجعل الطالب ارغبين في‬
‫تعويض ما فاتهم من سهر بالنوم ‪ ،‬والتجاوز عن الذهاب إلى المدرسة ‪.‬‬
‫ثم يأتي السبب ( أسباب الصحية) بنسبة (‪ ( ، )%36,1‬تأخر المواصالت ) بنسبة‬
‫(‪ ( ، )%31,7‬بعد المدرسة عن السكن ) بنسبة (‪ ، )%8,1‬وهذه النتائج تعد من‬
‫األسباب التي تدفع بعض الطالب للغياب عن مدارسهم ‪ ،‬وان لم تكن نسبة هذه األسباب‬
‫عالية من بين األسباب األخرى ‪ ،‬وقد يفسر ذلك بأن األسباب التعليمية والمدرسية تعد‬
‫األكثر تأثي ار في غياب الطالب عن مدارسهم بشكل متكرر ‪.‬‬
‫وقد خالفت دراسة )‪ )Welington‬نتيجة ( بعد المدرسة عن السكن ) ‪ ،‬حيث تبين أن‬
‫طالب البلدة التي توجد فيها المدرسة كانوا أقل التزاما بالحضور إليها من نظرائهم قاطني‬
‫البالد المجاورة ‪ ،‬وهي نتيجة مخالفة للنتيجة التي خرجت بها هذه الدراسة ‪ ،‬وقد يرجع‬
‫ذلك الختالف البيئتين التي أجريت فيهما الدراستان ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الفروق بين استجابات الطالب والطالبات ‪:‬‬
‫وللمقارنـ ــة بين استجابات أفراد العينة من الطالب ‪ ،‬واستجابات نظرائهم من الطالبات‬
‫حول أسباب غيابهم المتكرر عن مدارسهم ‪ ،‬فقد تمت المقارنة بين ( نعم ) في‬
‫االستجابتين ‪ ،‬لمعرفة ما إذا كانت الفروق بينهما دالة أو غير دالة ‪ ،‬وهذا ما يوضحه‬
‫الجدول التالي ‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫جدول (‪)5‬‬
‫الفروق بين استجابات كال من الطالب والطالبات حول أسباب غيابهم المتكرر عن‬
‫المدارس‬
‫مستو‬ ‫الطالبات‬ ‫الطالب‬
‫دال‪/‬غ‬
‫ى‬ ‫كا‪2‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪153‬‬ ‫السبب‬ ‫م‬
‫ير دال‬
‫الداللة‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫غير‬ ‫‪7,5 11‬‬
‫‪0,80 0,1160 70,4 93‬‬ ‫‪ 1‬االعتماد على الدروس الخصوصية‬
‫دالة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫غير‬ ‫‪6,4‬‬
‫‪0,90 0,0353 61,3 81‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪ 2‬أتعرض لإلهانة من بعض المعلمين‬
‫دالة‬ ‫‪3‬‬
‫غير‬ ‫‪5,6‬‬
‫‪0,90 0,0265 55,3 73‬‬ ‫‪ 3‬االفتقار للعقاب من قبل المدرسة نتيجة الغياب ‪82‬‬
‫دالة‬ ‫‪3‬‬
‫‪,001 1,0714‬‬ ‫‪7,2 10‬‬
‫دالة‬ ‫‪31,8 42‬‬ ‫‪ 4‬التعليم ليس شرطا لعمل والحصول على المال‬
‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬
‫غير‬ ‫‪4,1‬‬
‫‪0,30 1,1956 56,1 74‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪ 5‬المعلمون يهتمون بالطالب المتفوقين أكثر‬
‫دالة‬ ‫‪5‬‬
‫غير‬ ‫‪4,7‬‬
‫‪0,70 0,1932‬‬ ‫‪50 66‬‬ ‫‪ 6‬المدرسة ليس فيها أنشطة تشجعني للذهاب إليها ‪70‬‬
‫دالة‬ ‫‪5‬‬
‫غير‬ ‫‪4,7‬‬
‫‪0,90 0,0239 46,2 61‬‬ ‫‪ 7‬أسهر كثي ار ‪ ،‬وأستيقظ متأخ ار عن موعد المدرسة ‪73‬‬
‫دالة‬ ‫‪7‬‬
‫غير‬ ‫‪4,8‬‬
‫‪0,30 1,1716 52,3 69‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ 8‬صعوبة الدراسة‬
‫دالة‬ ‫‪1‬‬
‫غير‬ ‫‪4,8‬‬
‫‪0,90 0,0230 43,2 57‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ 9‬وجود مشكالت في األسرة‬
‫دالة‬ ‫‪1‬‬
‫غير‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0,95 0,0031 39,4 52‬‬ ‫‪61‬‬ ‫كثرة الواجبات المدرسية‬
‫دالة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪,001‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪1‬‬
‫دالة‬ ‫‪8,0454 49,2 65‬‬ ‫‪38‬‬ ‫أسباب صحية‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪160‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫مستو‬ ‫الطالبات‬ ‫الطالب‬


‫دال‪/‬غ‬
‫ى‬ ‫كا‪2‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪153‬‬ ‫السبب‬ ‫م‬
‫ير دال‬
‫الداللة‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫غير‬ ‫‪1‬‬
‫‪0,70 0,1917 35,6 47‬‬ ‫‪32 49‬‬ ‫غياب المعلمين بشكل متكرر‬
‫دالة‬ ‫‪2‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 0,05 4,3592 34,1 45‬دالة‬ ‫‪29‬‬ ‫الشعور بالوحدة في المدرسة‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫غير‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪ 1‬دورات المياه في المدرسة غير مناسبة‬
‫‪0,30 1,2445 25,7 34‬‬ ‫‪28‬‬
‫دالة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 4‬لالستخدام‬
‫غير‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0,30 1,5409 24,2 32‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ازدحام الفصول‬
‫دالة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 0,05 4,0133‬دالة‬ ‫‪9,8 13‬‬ ‫أتعرض للضرب والسخرية من بعض الطالب ‪32‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬
‫غير‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0,90 0,0036 13,6 18‬‬ ‫‪21‬‬ ‫تأخر المواصالت‬
‫دالة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬
‫غير‬ ‫‪1‬‬
‫‪0,50 0,2781‬‬ ‫‪7,6 10 9,8 13‬‬ ‫بعد المدرسة عن السكن‬
‫دالة‬ ‫‪8‬‬

‫بالتأمل في بيانات الجدول السابق يتبين ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬أنه وجدت أربعة أسباب فقط كانت الفروق بين استجابات الطالب واستجابات‬
‫الطالبات دالة إحصائيا ‪ ،‬ويمكن تفسير هذه الدالالت على النحو التالي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬كانت الفروق بين استجابات الطالب ‪ ،‬واستجابات نظرائهم من الطالبات فيما يتعلق‬
‫بعب ــارة ( التعلي ــم ليس شرطا لعمل والحصول على المال ) دالة إحصائيا لصالح الطالب‬
‫‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك أن نسبة كبيرة من الطالب يضطرون للغياب عن مدارسهم للوقوف‬
‫بجانب أسرهم ‪ ،‬وتحمل المسئولية ‪ ،‬باإلضافة إلى الرغبة في تحمل بعض النفقات في‬
‫ظل غياب رب األسرة ‪ ،‬أو مساعدته ومشاركته في تحمل أعباء المعيشة ‪ ،‬وذلك بشكل‬
‫أكبر من الطالبات ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫ب‪ -‬كانت الفروق بين استجابات الطالب ‪ ،‬واستجابات نظرائهم من الطالبات فيما‬
‫يتعلق بعب ــارة ( أسبـ ــاب صحي ــة ) دال ـ ــة إحصائيا لصالح الطالبات ‪ ،‬وقد يكون ذلك‬
‫راجعا للطبيعـ ــة البيولوجيـ ــة للفتاة التي قد تتغيب عن المدرسة نتيجة ما تشعر به من‬
‫آالم خالل فترة الـ ــدورة الشهريـ ــة بشكل منتظـ ــم ‪ ،‬وعلى الرغ ـ ــم من أن هذا األمر ال‬
‫يخص الطالب ‪ ،‬إال أنه ــم قـ ــد يضطرون على فت ـ ـرات متقطعـ ــة ألسب ـ ــاب مرضيـ ــة‬
‫مختلفة على مدار العام الدراسي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬كانت الفروق بين استجابات الطالب ‪ ،‬واستجابات نظرائهم من الطالبات فيما يتعلق‬
‫بعبارة ( الشعور بالوحدة في المدرسة ) دالة إحصائيا لصالح الطالبات ‪ ،‬ولعله يمكن‬
‫تفسير ذلك بأن الطالب أكثر قدرة على التكيف والتواصل مع نظرائهم من الطالبات ‪،‬‬
‫وربما يعود ذلك أيضا لما تعانيه الفتاة المصرية من الشعور بالخجل والحياء الذي قد‬
‫يكون سببا في إحجامها عن التواصل بنفس القدر لدى الطالب ‪ ،‬حتى ولو كان ذلك مع‬
‫نظيراتها من الطالبات ‪.‬‬
‫د‪ -‬كانت الفـ ــروق بين استجابات الطالب ‪ ،‬واستجابات نظرائهم من الطالبات فيما يتعلق‬
‫بعبـ ــارة ( أتعرض للضرب والسخريـ ــة من بعض الطالب ) دالة إحصائيا لصالح الطالب‬
‫‪ ،‬ولعل ذلك يمكن أن يكون بسبب الطبيعة البشرية الذكورية ‪ ،‬حيث إن الطالب أكثر‬
‫ميال الستخدام العنف وتوجيه اإلهانات لبعضهم البعض أكثر من الطالبات الالئي يملن‬
‫أكثر إلى الهدوء والبعد عن العنف وعدم إثارة المشكالت ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه وجد أربعة عشر سببا من األسباب كانت الفروق بين استجابات الطالب‬
‫واستجابات الطالبات غير دالة إحصائيا ‪ ،‬ويمكن تفسير هذه الدالالت على النحو التالي‬
‫ا‪ -‬فيما يتعلق بسبب ( االعتماد على الدروس الخصوصية ) ‪ ،‬كانت استجابات أفراد‬
‫العينة من الطالب (‪ ، )%74,5‬في حين كانت استجابات نظ ارئهم من الطالبات‬
‫(‪ ، )%70,4‬ويمكن تفسير ذلك بأن الطالب قد يكونون أكثر حرصا على تحصيل‬
‫الدرجات من الطالبات ‪ ،‬نظ ار إلحساسهم أكثر بالمسئولية الملقاة على عاتقهم ‪ ،‬سواء‬
‫‪162‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫أكان ذلك على المستوى الشخصي أو على المستوى األسري ‪ ،‬باإلضافة إلى أن الطالب‬
‫قد يكونون أكثر قدرة على الهروب من المدرسة نظ ار لطبيعة تكوينهم ‪ ،‬مما يجعلهم‬
‫قادرين على الذهاب إلى الدروس الخصوصية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬فيما يتعلق بسبب ( أتعرض لإلهانة من بعض المعلمين ) ‪ ،‬كانت استجابات أفراد‬
‫العينة من الطالب (‪ )%63,4‬أكبر من نسبة استجابات الطالبات ‪ ،‬وقد يفسر ذلك بأن‬
‫الكثير من الطالب ال يقدرون على تحمل توجيه اإلهانات لهم من قبل المعلمين ‪ ،‬فال‬
‫يجدون بدا من اتخاذ موقف حيال ذلك ‪ ،‬باعتبار أن ذلك يمكن أن ينتقص من رجولتهم‬
‫ويعد الغياب عن المدرسة هو خيارهم تجاه هذا األمر ‪ ،‬في حين أن الطالبات قد ال‬
‫يواجـ ـه ــن كثي ـ ـ ار من اإلهـ ــانات مثلما يواج ــه الطالب ‪ ،‬باعتبـ ــار أن المعلمي ــن يكــونون‬
‫أكث ــر حــرصــا في التعــامل مع الطالب ــات لحساسي ــة تع ــامل الرجــال مع اإلناث في‬
‫المجتمع المصري ‪.‬‬
‫وربما تكون نتائج العبارة (‪ )16‬من عبارات االستبانة ( أتعرض للضرب من بعض‬
‫الطالب ) دليال على ذلك ‪ ،‬فقد يضطر الطالب للدخول في عراك مع غيره من الطالب‬
‫إذا ما قام بضربه أو إهانته أو السخرية منه ‪ ،‬في حين تقل مثل هذه األمور بالنسبة‬
‫للطالبات ‪ ،‬باعتبار أن األنثى أكثر هدوءا ‪ ،‬وأقل ميال للعنف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬فيما يتعلق بسبب ( االفتقار للعقاب من قبل المدرسة نتيجة الغياب ) ‪ ،‬كانت‬
‫استجابات أفراد العينة من الطالبات (‪ )%55,3‬أكبر من استجابات الطالب (‪)%53,6‬‬
‫ويمكن تفسير ذلك أن الطالبات يضطررن للغياب عن المدرسة لمساعدة أمهاتهن في‬
‫أعمال البيوت طالما أنهن بأمان من عقاب المدرسة التي قد ال يوجد فيها نظام للعقاب‬
‫أو أن القائمين على شئون المدرسة ال يملكون الجرأة على تطبيق نظام العقوبات إن‬
‫وجد ‪ ،‬في حين أن مدارس البنين قد تكون أكثر حزما وقسوة في تطبيق العقوبات ‪،‬‬
‫والتعامل مع الطالب المتغيبين ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫د‪ -‬فيما يتعلق بسبب ( المعلمون يهتمون بالطالب المتفوقين أكثر ) ‪ ،‬كانت استجابات‬
‫أفراد العينة من الطالبات (‪ )%56,1‬أكبر من استجابات نظرائهن من الطالب‬
‫(‪ ، )%45,1‬وربما يمكن تفسير ذلك أن طبيعة الطالبات غالبا ال تستطي ــع تحمـ ــل‬
‫اإلهمال ‪ ،‬واذا ما تعرضن له من قبل المعلمين ‪ ،‬فإن ذلك يجعلهن في حالـ ــة من الشرود‬
‫الذهني بعيدا عن شرح المعلمين ‪ ،‬األمر الذي يدفعهن لالنصراف عن المدرسة والغياب‬
‫عنها ‪ ،‬سـواء أكان ذلك بشكل متكرر ‪ ،‬أو بشكل دائم ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬المقترحات التي يمكن أن تسهم في مواجهة ظاهرة الغياب المتكرر‬
‫لطالب المرحلة الثانوية الحكومية ‪:‬‬
‫على ضوء ما جاء في اإلطار النظري ‪ ،‬وما خرجت به نتائج الجانب الميداني من‬
‫الدراسة ‪ ،‬فإنه يمكن تقديم مجموعة من المقترحات لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر‬
‫لطالب المرحلة الثانوية ‪ ،‬وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المنطلقات األساسية للمقترحات ‪:‬‬
‫‪ ‬إصدار قـ ـ اررات من قبل الدولة تكون ملزمة لجميع عناصر العملي ــة التعليمي ــة داخل‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في المناهج والمقررات الدراسية ‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بين المدرسة ‪ ،‬وكل من األسرة ‪ ،‬والمؤسسات التربوية األخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬المدارس لها الحرية في اختيار األساليب التي يمكن أن تزيد بها مواردها ‪ ،‬من أجل‬
‫اإلنفاق على أنشطتها وأنشطة طالبها الصفية والالصفية ‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة التعليمية النشطة ‪ ،‬هي الجاذبة ‪ ،‬القادرة على استقطاب الطالب ‪.‬‬
‫‪ -2‬المقترحات المرتبطة بالمدرسة ‪:‬‬
‫إن مشكالت الطالب في هذه المرحلة تحتاج إلي جهود مدروسة من المؤسسات المختلفة‬
‫لخلق جيل مؤمن ومتسلح بالعلم والقيم والمبادئ السليمة ‪ ،‬فال يخفى على أحد أن الشباب‬

‫‪164‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫هم نصف الحاضر ‪ ،‬وكل المستقبل ‪ ،‬وعصب األمة ‪ ،‬وان صلح صلحت األمة ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك يمكن تحويل منطلقات الرؤية إلى آليات وخطوات قابلة للتنفيذ على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تخصيص نسبة من درجات كل مقرر ‪:‬‬
‫إذا كانت الدولة قد أصدرت ق ار ار بخصم درجات من الطالب الذين يتغيبون عن مدارسهم‬
‫إال أنها عادت وعدلت عن قرارها بعد أن اعترض عليه الكثير من الطالب وأسرهم ربما‬
‫رغبة منهم في التفرغ للدروس الخصوصية ‪ ،‬ولتحقيق مجموع كبير ‪ ،‬واستفادة أكبر ‪.‬‬
‫والحقيقة أنه ال بد من إعادة النظر في هذا القرار ‪ ،‬ليعود إلى التطبيق من جديد وبشكل‬
‫حاسم ‪ ،‬وعدم الرضوخ للفوضى االجتماعية التي نادت بإلغائه ‪ ،‬ألن في تطبيق هذا‬
‫النظام إجبار للطالب على التواجد في المدارس ‪ ،‬األمر الذي سيجعل المعلمين أيضا‬
‫مضطرين للبقاء في المدارس طالما ال يوجد طالب متفرغون للدروس الخصوصية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنوع مصادر تمويل التعليم في المدرسة ‪:‬‬
‫من األهميــة بمكان أن تصدر الدولة ق اررات تتيح للمدارس حرية تسيير وتدبير شئونها‬
‫وعدم االعتماد على الميزانيات المخصصة لها من قبل الدولة ‪ ،‬ومثل هذه الق اررات‬
‫سوف يكون مردودها إيجابيا بشكل كبير ‪ ،‬حيث تتيح لها دعم األنشطة الطالبية المختلفة‬
‫وتطوير مكتباتها ‪ ،‬ومعاملها ‪ ،‬ومقاصفها ‪ ،‬وأدواتها التكنولوجية والتقنية ‪ ،‬وأثاثها وتقديم‬
‫الحوافز المادية والمعنوية للطالب والمعلمين ‪ ،‬األمر الذي قد يكون عامال هاما من‬
‫عوامل ارتباطهم بالمدرسة ‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير األنشطة ‪:‬‬
‫ال ب ــد للمسئولين في المدرس ــة من التعـ ــرف على مواه ــب وقدرات ومهارات واحتياجات‬
‫الطالب ‪ ،‬على أن تسعى لتوفي ــر األنشطة التي يمكن أن تنمي تلك المواهب ‪ ،‬أو لتفريغ‬
‫طاقات الطالب ‪ ،‬على أن يكون ذلك في أطر تنافسية تحدد لها مكافآت وجوائز ‪ ،‬من‬
‫أجل إضفاء مزيد من التشويق بين الطالب ‪ ،‬وهي كلها أمور تشجع الطالب على‬
‫الذهاب إلى المدارس ‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -4‬تطوير المناهج ‪:‬‬


‫يعاني الطالب من صعوبة بعض المقرات التي تلعب دو ار كبي ار في أن ينفر الكثير من‬
‫الطالب من التعليم ‪ ،‬وكراهية المدرسة والمدرسين فيها ‪ ،‬األمر الذي يتوجب التعرف‬
‫على معاييـ ــر وضع المق ــررات الدراسيـ ــة في دول العالم المتقدم في تصنيف التعليم‬
‫واالستفادة منها ‪ ،‬بدال من الحشو الذي ال طائل منه في منــاهج التعليم المختلفــة ‪ ،‬والتي‬
‫تحمل الطالب عبئا كبي ار فوق طاقاتهم ‪ ،‬مما يدفعهم للجوء إلى الدروس الخصوصية‬
‫أو الهروب من المدرسة والتعليم إذا ما كانت أسرته غير قادرة عليها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تنوع أساليب التدريس ‪:‬‬
‫في هذا السياق يأتي االهتمام بدورات التنمية المهنية للمعلمين ‪ ،‬لتدريبهم واكسابهم‬
‫أساليب التدريس الجديدة والمتنوعة حسبما تكون طبيعة الموضوعات التي يشرحونها‬
‫لطالبهم في فصول الدراسة ‪ ،‬على أن يكون ذلك بصفة مستمرة ‪ ،‬وبحيث ال تنقطع‬
‫الصلة أبدا بين المعلمين والمشرفين عليهم ‪ ،‬كأن تكون هناك قنوات اتصال بينهم سواء‬
‫أكانت مباشرة أو مكتوبة ‪ ،‬أو من خالل مواقع إلكترونية معدة خصيصا لعرض مشكالت‬
‫المعلمين والرد عليها وعلى استفساراتهم األكاديمية والمهنية ‪.‬‬
‫‪ -6‬العودة لتطبيق اليوم الكامل في المدرسة ‪:‬‬
‫للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية التي تتسبب في غياب الطالب عن مدارسهم ‪،‬‬
‫فالبد من العودة لتطبيق اليوم الكامل في المدرسة ‪ ،‬بحيث يلتزم به كل من الطالب‬
‫والمعلمين ‪ ،‬ويتصور أن يبدأ هذا اليوم من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة‬
‫السادسة مساء على سبيل المثال ‪.‬‬
‫ولعل هذا الوقت الذي قد يراه البعض طويال سيتيح الفرصة للمدرسة إليجاد األوقات‬
‫المناسبة لممارسة الطالب العديد من األنشطة التي يفضلونها ‪ ،‬مع إطالة فترة االستراحة‬
‫بل وإلمكانية تعدده ‪ ،‬كأن تكون هناك ثالث فترات استراحة ‪ ،‬وفترات خاصة لممارسة‬
‫األنشطة تحت إشراف المعلمين ‪ ،‬على أن توفر المدرسة لطالبها ومعلميها وجبتين على‬
‫‪166‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫األقل خالل اليوم الدراسي ‪ ،‬على أن تتنوع تلك الوجبات من فترة ألخرى ‪ ،‬بل ومن يوم‬
‫آلخر ‪ ،‬حتى ال يشعر الطالب بالملل تجاه وجبة بعينها ‪.‬‬
‫كما يمكن للمدرسة استغالل فترتين على مدار اليوم ألن يدخل كل طالب من الطالب‬
‫إلى مجموعة دراسية ألحد المعلمين في مقرر معين يرى أنه يحتاج إلى تقوية فيها كما‬
‫يمكن للمدرسة أن تزيد من وقت الحصة ‪ ،‬لمتابعة المعلمين طالبهم بشكل أفضل‬
‫‪ -7‬الفصل بين الطالب ذوي المستويات العلمية المتباينة ‪:‬‬
‫يعد الطالب المتفوقون أو المتأخرين دراسياً من أفراد المجتمع الذين يلزم كل من يعملون‬
‫في المنظومة التعليمية أن يتعاوم معهم ‪ ،‬لتقديم الخدمات المناسبة لكل منهم ‪ ،‬حسب‬
‫ما يواجهه من مشكالت ‪ ،‬ولتقديم المساهمة في تقديم الخدمات لهاتين الفئتين ‪.‬‬
‫ولعل من أهم األمور ‪ -‬في هذا المجال ‪ -‬أنه يجب على المدرسة تحديد مستويات‬
‫الطالب ‪ ،‬ومن ثم الفصل بين الطالب المتأخرين وغيرهم من الطالب المتفوقين ووضع‬
‫كال منهم في فصول دراسية خاصة ‪ ،‬ووضع مناهج خاصة لكل منهم ‪ ،‬بحيث تتناسب‬
‫مع العمر التحصيلي لكل منهم ‪ ،‬وليس بناء على عمرهم الزمني ‪ ،‬وتخصيص المدرسين‬
‫المؤهلين لتعليمهم ‪ ،‬والقادرين على التعامل مع مشكالت وظروف كل منهم على حدة‪.‬‬
‫‪ -8‬تدريب المعلمين على التعامل مع الطالب المتأخرين دراسيا ‪:‬‬
‫إذا كان الـ ـواجب على المعل ــم عن ــدما ي ــكون في فصله طــالب متأخر في تحصيله‬
‫الدراسي أن يج ـ ــد األس ـب ــاب التي أث ـ ــرت علي ــه ‪ ،‬ويعمـ ــل على حله ــا بمساع ــدة أسرة‬
‫الط ــالب ‪ ،‬وتوفير المعلومات الكافية لهم ‪ ،‬وأن يبين لهم كيف أن المشاكل األسرية تؤثر‬
‫على الطالب وبش ـ ــكل كبي ـ ــر ‪ ،‬وك ــيف أن الـطـ ــالب يـ ـ ــوق ـ ــع نفسه في مخاطر ومشاكل‬
‫حتى يشد انتباه والديه ومعلمه في المدرسة ‪ ،‬فإن ذلك يحمل المدرسة أو و ازرة التربية‬
‫والتعليم مسئولية تدريب وتأهيل المعلمين تدريبا جادا وهادفا ‪ ،‬كي يتمكنوا من القيام‬
‫بمسئولياتهم تجاه طالبهم ‪ ،‬سواء أكان ذلك داخل الفصول أو خارجها‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -9‬توطيد العالقة بين المدرسة واألسرة ‪:‬‬


‫يجب على المدرسة أن تكون لها آلياتها في إيجاد عالقة تواصل مع أولياء أمور تالميذها‬
‫وقد يكون هذا من أهم عوامل جذب الطالب ‪ ،‬واالهتمام بمتابعة دراستهم في المدرسة‬
‫ومن تلك األمور ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون هناك ( دفتر متابعة ) يومي ‪ ،‬يتم تخطيطه ووضع عناوينه الفرعية بشكل‬
‫علمي مدروس ‪ ،‬بحيث يتم فيه تسجيل فيه كل ما يخص الطالب علميا وسلوكيا ‪،‬‬
‫على أن يقوم ولي األمر بالتوقيع عليه يوميا ‪.‬‬
‫‪ ‬دعوة أولياء أمور الطالب لحضور المناسبات واالحتفاالت التي تقيمها ‪ ،‬باإلضافة‬
‫لتشجيع أولياء األمور على حضور ( مجالس أولياء األمور ) شهريا ‪ ،‬ويمكن تقديم‬
‫هدايا مناسبة من شأنها تشجيعهم على الحضور ‪ ،‬وابداء آرائهم في كل ما يخص‬
‫الطالب ‪ ،‬كما يمكن استغالل هذا االجتماع الشهري في عمل حفل بسيط يتم فيه‬
‫تكريم أبنائهم الطالب المتفوقين في االختبارات ىالشهرية ‪ ،‬والفائزين في المسابقات‬
‫واألنشطة المختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬تدعو المدرسة أولياء األمور لحضور ندوة يحضرها ضيف أو ضيفين من المختصين‬
‫في علم النفس واالجتماع ‪ ،‬وبشكل شهري أيضا ‪ ،‬وذلك لتناول كيفية تعامل األسرة‬
‫مع أبنائها الطالب وهم في مرحلة المراهقة ‪ ،‬وكيفية التعاون بين المدرسة واألسرة‬
‫من أجل تحقيق الفائدة المرجوة لهم ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن للمدرسة أن تشارك األسرة في مناسباتها االجتماعية ( قدر اإلمكان ) ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ -10‬دور المؤسسات االجتماعية ‪:‬‬


‫علي جميع المؤسسات االجتماعية تضافر الجهود في رعاية هذه الفئة من الطالب ‪،‬‬
‫وبخاصة أنها في مرحلة عمريه تتسم بالخطورة ‪ ،‬وهي مرحلة المراهقة حيث تحتاج إلي‬
‫الرعاية والتوجيه واالهتمام من كل المؤسسات كل في مجاله كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة الدينية ‪ ،‬ويتمثل دورها في ‪ :‬التوجيه الديني الصحيح ‪ ،‬وغرس القيم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬ومبادئ الشريعة السمحاء في نفوس الطالب ‪0‬‬
‫‪ ‬األندية الرياضية ‪ ،‬ويتمثل دورها في ‪ :‬الرعاية البدنية بالممارسة الصحيحة‬
‫للرياضة ‪ ،‬وشغل أوقات الفراغ فيما يفيد درءاً لالنحراف ‪0‬‬
‫‪ ‬األخصائي النفسي واالجتماعي ‪ ،‬ويتمثل دوره في الرعاية النفسية والوجدانية‬
‫للمراهق بالتوجيه السلوكي الصحيح ‪ ،‬واستغالل طاقاتهم استغالل بشكل مفيد‬
‫‪ ،‬باإلضافة إلي تبصرته بالتطورات البدنية واالنفعالية والجنسية لهذه المرحلة ‪0‬‬

‫‪169‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫المراجـــــع‬
‫أوال ‪ :‬المراجع العربية‬
‫‪ -1‬أبو عسكر ‪ ،‬محمد فؤاد سعيد (‪ : )2014‬دور االدارة المدرسية في مدارس البنات‬
‫الثانوية في مواجهة ظاهرة التسرب الدراسي بمحافظات غزة وسبل تفعيلة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير (غير منشورة) ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ ،‬غزة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو هين ‪ ،‬فضل (‪ )2013‬األطفال تحت الظروف الصعبة‪ ،‬دليل االباء والمدرسين‪،‬‬
‫و ازرة التربية والتعليم‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪ -3‬بلواني ‪ ،‬نجود شحادة (‪ : )2008‬دور االدارة المدرسية في تنمية االبداع في‬
‫المدارس الحكومية في محافظات شمال فلسطين ومعيقاتها من وجهة نظر مديريها‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ‪ ،‬جامعة النجاح ‪.‬‬
‫‪ -4‬بيبي ‪ ،‬هدى حسيني (‪ : )2011‬المرجع في االرشاد التربوي ‪ ،‬دار أكاديميا ‪،‬‬
‫بيروت‬
‫‪ -5‬التميمي ‪ ،‬محمود كاظم (‪ : )2009‬مركز السيطرة وعالقته بتحمل المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى طلبة الجامعة ‪ ،‬مجلة آداب المستنصرية العدد (‪ )33‬مجلة علمية‬
‫تصدرها كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة المستنصرية ‪ ،‬بغداد ‪.‬‬
‫‪ -6‬ثابت ‪ ،‬عبدالعزيز موسى (‪ )2008‬الطب النفسي لألطفال والمراهقين‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة‬
‫اليازجي ‪ ،‬غزة ‪.‬‬
‫‪ -7‬جــابر ‪ ،‬جابر عبــد الحميــد‪ ،‬والخضري ‪ ،‬سليمان (‪ : )1980‬بعض العامل المرتبطة‬
‫بالغش المدرسي ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -8‬جامعة حلب (‪ : )2010‬العقاب وعالقته بالتحصيل الدراسي ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬قسم‬
‫تربية الطفل ‪ ،‬حلب ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ -9‬الجدي ‪ ،‬عائد محمد حامد (‪ : )2008‬دور االدارة المدرسية في معالجة مشكالت‬


‫طالبات المرحلة الثانوية بمحافظات غزة وسبل تفعيله‪ ،‬رسالة ماجستير ( غير منشورة )‬
‫‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ ،‬غزة ‪.‬‬
‫‪ -10‬حسين ‪ ،‬سالمة (‪ : )2014‬اتجاهات حديثة في االدارة المدرسية الفعالة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الفكر والنشر‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -11‬حسين ‪ ،‬منصور و زيدان ‪ ،‬محمد مصطفى (‪ : )1982‬الطفل والمراهق ‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪ ،‬مكتبة النضة المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -12‬الخراشي ‪ ،‬سليمان عمر محمد (‪1425‬ه) ‪ :‬المشكالت النفسية والتعليمية الشائعة‬
‫لدى طالب المرحلتين الثانوية والمتوسطة بمدينة الرياض ‪ ،‬رسالة ماجستير ( غير‬
‫منشورة ) ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -13‬خلف ‪ ،‬فليح حسن (‪ : )2003‬الظواهر السلوكية الخاطئة لدى الطلبة وتأثيرها‬
‫على المستوى العلمي ‪ ،‬االتحاد العام لطلبة وشباب العراق ‪ ،‬بغداد ‪.‬‬
‫‪ -14‬الدوسري ‪ ،‬عماد يوسف (‪ : )2009‬التأخر الدراسي ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -15‬دويك ‪ ،‬تيسير وأخرون (‪ )2008‬أسس اإلدارة التربوية والمدرسية واالشراف التربوي‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -16‬دياب ‪ ،‬إسماعيل محمد (‪ : )2000‬االدارة المدرسية‪ ،‬الجامعة الجديدة لنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -17‬الروسان ‪ ،‬فاروق (‪ : )2012‬تعديل وبناء السلوك اإلنساني ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفكر‬
‫لطباعه والنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -18‬الزعبالوي ‪ ،‬محمد السيد محمد (‪ : )2010‬المراهق المسلم حاجات المراهق‬
‫والمشكالت التي تنشأ عنها ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزء السادس ‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية ‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -19‬الزعبي ‪ ،‬أحمد محمد (‪ : )2012‬المشكالت النفسية والسلوكية والدراسية عند‬


‫المراهقين والشباب " أسبابها ‪ ،‬وأساليب مواجهتها " ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفكر ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -20‬سليمان ‪ ،‬هيبة محمد منير (‪ : )2001‬االدارة المدرسية الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -21‬السيـ ــد ‪ ،‬فـ ـؤاد البهي (‪ : )1979‬علم النفس اإلحصائي وقياس العقل البشري ‪،‬‬
‫ط‪ ، 3‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -22‬صادق ‪ ،‬امال و أبو حطب ‪ ،‬فؤاد (‪ : )1999‬نمو االنسان من مرحلة الجنين‬
‫الى مرحلة المسنين‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -23‬صالحي ‪ ،‬سعيدة (‪ : )2003‬العقاب واثرة على الدافعية لالنجاز لدى التالميذ‬
‫السنة الخامسة ابتدائي‪ ،‬رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -24‬العباس ‪ ،‬أحمد (‪1433‬هـ) ‪ :‬ظاهـ ـرة الغياب في المدارس الثانويــة بالكويت دراسة‬
‫علمية ميدانية ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -25‬عبـ ــود ‪ ،‬عبد الغني ( ‪ : )1995‬ادارة التربية وتطبيقاتها المعاصرة ‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫كلية التربية ‪ ،‬عين شمس ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -26‬عبيدات ‪ ،‬ذوقان وآخرون (‪ : )2012‬البحث العلمي " مفهومه وأدواته وأساليبه "‬
‫‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -27‬عرفات ‪ ،‬عبد الع ـزيــز سليمــان ( ‪1982‬م ) ‪ :‬المعلم والتربية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -28‬عريفج ‪ ،‬سامي سلطي (‪ : )2011‬االدارة التربوية المعاصرة ‪ ،‬دار الفكر لنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -29‬العز‪ ،‬سعيد (‪ )2002‬التربية الخاصة لألطفال ذوي االضطرابات السلوكية ‪ ،‬الدار‬
‫العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫العدد الحادى والثالثون ‪2015‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ -30‬العساف ‪ ،‬صالح بن حمد (‪ : )2010‬مدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ‪،‬‬


‫دار الزهراء ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -31‬عطوان ‪ ،‬أسعد حسين ‪ ،‬وحماد ‪ ،‬حسن محمود ‪ ،‬والبهبهاني ‪ ،‬شحدة سعيد‬
‫(‪ : )2013‬أسباب انقطاع طلبة الصف الثاني عشر في محافظات قطاع غزة‪ ،‬عن‬
‫الذهاب الى مدارسهم في منتصف الفصل الدراسي الثاني ثم سبل حلها‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫االسالمية ( سلة الدراسات اإلنسانية ) المجلد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬غزة ‪.‬‬
‫‪ -32‬عطيوي ‪ ،‬جودت عزت (‪ : )2011‬اإلدارة المدرسية الحديثة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الدار العلمية‬
‫الدولية ود ار الثقافية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -33‬عقل ‪ ،‬محمود عطا حسين (‪2011‬ـ) ‪ :‬النمو اإلنساني الطفولة والمراهقة ‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫دار الخريجي لنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -34‬العمايرة ‪ ،‬محمد (‪ : )2010‬مبادئ االدارة المدرسية‪ ، ،‬ط‪ ، 3‬دار المسيرة‬
‫لنشروالتوزيع والطباعة ‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -35‬العيسوي ‪ ،‬عبدالرحمن (‪ : )2001‬التأخر الدراسي أسبابة وعالجة‪،‬دار العلوم‬
‫العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -36‬الفتالوي ‪ ،‬سهيلة كاظم (‪ : )2010‬تعديل السلوك في التدريس ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫الشروق لنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -37‬القحطاني ‪ ،‬سالم سعيد ‪ ،‬وآخرون (‪2010‬م ) ‪ :‬منهج البحث في العلوم السلوكية‬
‫‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -38‬لجنة التعريب والترجمة (‪ : )2007‬االضطرابات السلوكية لدى االطفال‬
‫والمراهقين‪ ،‬ط‪ ، 1‬االمارات العربية المتحدة ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪.‬‬
‫‪ -39‬مختار ‪ ،‬رفيق (‪ : )1999‬مشكالت االطفال السلوكية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دارالعلم والثقافة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫د‪ .‬ظالل محمد عادل سليمان‬ ‫رؤية مقترحة لمواجهة ظاهرة الغياب المتكرر لطالب المرحلة الثانوية‬

‫‪ -40‬مصطفى ‪ ،‬صالح عبد الحميد (‪ : )2009‬اإلدارة المدرسية في ضوء الفكر‬


‫اإلداري المعاصر ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المريخ ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -41‬المطوع ‪ ،‬حسين محمد (‪ : )2007‬اقتصاديات التعليم ‪ ،‬دار القلم للنشر والتوزيع‬
‫‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دبي ‪.‬‬
‫‪ -42‬المناعي ‪ ،‬عمر أحمد عبدالغني (‪ : )2014‬دور االدارة المدرسية في المدارس‬
‫الحكومية والمدارس الخاصة في محافظات غزة في تحسين العملية التعليمة ‪ ..‬دراسة‬
‫مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة ‪.‬‬
‫‪ -43‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (‪ : )1987‬التربية البيئية في مناهج التعليم‬
‫العام بالوطن العربي ‪ ،‬مطبعة المنظمة العربية ‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪ -44‬نخلة ‪ ،‬ناجى شنودة ‪ ،‬وآخرون (‪ : )2013‬تفعيل دور المدرسة الثانوية العامة في‬
‫مواجهة ظاهرة غياب الطالب عن الدراسة (دراسة ميدانية) ‪ ،‬المركز القومي للبحوث‬
‫التربوية والتنمية ‪ ،‬و ازرة التربية والتعليم ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -45‬نصر اهلل ‪ ،‬عمر عبد الرحيم (‪ : )2014‬تدني مستوى التحصيل واالنجاز المدرسي‬
‫‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ -46‬النغيمشي ‪ ،‬عبدالعزيز محمد (‪1430‬هـ) ‪ :‬المراهقون دراسة نفسية إسالمية لآلباء‬
‫والمعلمين والدعاة ‪ ،‬دار مسلم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -47‬قطامي ‪ ،‬يوسف ‪ ،‬وقطامي ‪ ،‬نايف (‪ : )2012‬إدارة الصفوف ‪ ،‬ط‪ ،1‬األسس‬
‫السيكولوجية ‪ ..‬أسبابه وعالجه ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المراجع األجنبية ‪:‬‬
‫‪48- Bozol , S.A &Varrati, R (1983) , Apologize or Analyze,‬‬
‫‪Measuring Academic Achievement in the Reservation School ,‬‬
‫‪EDRS Report Educational Research Service , Inc Arizona .‬‬

‫‪174‬‬
2015 ‫العدد الحادى والثالثون‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

49- Deborah C. Beidel and Samuel M. Turner ( 2009 ) : Shy


Children, Phobic Adults : Nature and Treatment of Social Anxiety
Disorder (2nd ed.) , Cognitive Behavioral Therapy Book Reviews
1 , , Vol. 5, No. 5 .
50- Frank F. Furstenberd , Jr., Thomas D . Cook , Eccles,
Jacquelynne & others (1999) , Managing to Make It : Urban
Families and Adolescent Success , The University of Chicago
Press .
51- Malcolm , Heather, and etl , (2013) Absence from School:
A study of its causes and effects in seven LEAs, National
Foundation for Educational Research, RR424
52- Rothman , Sheldon ( 2001) School absence and student
background factors: A multilevel analysis , Massachusetts
Department of Education, International Education Journal Vol 2,
No 1.
53- Stennett ,R. G & Isaacs ,L. M (1980) , Absence From
School Patterns and Effects London , Ontario , Board of
Educational Research Report .
54-Wellington , Samkange (2013) Management and
Administration in Education: What do school heads do ? A focus
on primary school heads in one district in Zimbabwe ,
Unpublished master Zimbabwe Open University, International J.
Soc. Sci. & Education , 2013Vol.3 Issue 3
175

You might also like