You are on page 1of 30

‫< <‬

‫< <‬
‫‪@ @<‚ÃÖ]<Ì×Ú‬‬
‫‪@ @òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa‬‬
‫الصحافة الشعبية ‪ ..‬نھاية عصر الصحفى المحترف‪ ..‬سامح عبد ﷲ ‪٧٧ .......................................................‬‬
‫الصحافة اإللكترونية فى زمن الــ ‪ .. SMS‬محمـد الشرقاوي ‪٨١ ...............................................................‬‬
‫الصحافة اإللكترونية ‪ْ ُ ..‬‬
‫السلطة الخامسة ‪ ..‬محمد سالمة ‪٨٥ .......................................................................‬‬
‫أصول التحرير اإلخباري للمواقع اإللكترونية ‪ ..‬عـبد ﷲ الســبع ‪٩٧ ............................................................‬‬

‫@ @‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧١F‬‬
‫]‪< <Í]<îËv’Ö]<†’Â<íè^ãÞ<JJ<íéfÃÖ]<íÊ^v’Ö‬‬
‫سامح عبد ﷲ‬
‫مساعد رئيس تحرير األھرام‬
‫المشرف على الموقع اإللكترونى‬

‫يجب أن نعترف أن منظومة اإلعالم التقليدي ة الت ى كان ت تعتم د أساس ا ً عل ى وج ود )مراس ل( ي دعى‬
‫الصحفى أو رجل اإلعالم و)متلقى( ھو القارئ أو المشاھد تتع رض لتح ديات كب رى ‪ ،‬وأن منظوم ة‬
‫جديدة بدأت فى البزوغ ‪ ،‬وتنتشر كل س اعة وك ل دقيق ة ‪ ،‬يلع ب فيھ ا المتلق ى دور ال صحفى ‪ ،‬ويقب ل‬
‫فيھا اإلعالمى بالحصول على معلومات مصدرھا رجل الشارع العادى غير المحترف‪.‬‬

‫من ذ ع دة أش ھر اض طرت ط ائرة رك اب أمريكي ة للھب وط االض طرارى ف ى نھ ر ھدس ون ف ى مدين ة‬


‫نيويورك ‪ ،‬وبثت الفضائيات داخل الواليات المتحدة وخارجھ ا لقط ات لعملي ة الھب وط واإلغاث ة ك ان‬
‫مصدرھا مواطن عادى تصادف وجوده فى منطقة الحادث وھو يحمل كاميرا فيديو‪.‬‬

‫بعد ذلك بأسابيع شھدت إيران اضطرابات سياسية ومظاھرات تل ت اإلع الن ع ن ف وز أحم دى نج اد‬
‫فى االنتخابات الرئاسية األخيرة ‪ ،‬وھ و م ا اعت رض علي ه مؤي دو خ صمه مي ر موس وى ‪ ،‬وأدى إل ى‬
‫خروجھم بمئات األلوف فى شوارع العاصمة طھران‪ .‬السلطات اإليرانية منع ت المراس لين األجان ب‬
‫من تغطية المظاھرات بل وقامت بترحيل بعضھم خارج البالد ‪ ،‬ولكن ھذا لم يمن ع بع ض المحط ات‬
‫الف ضائية م ن تغطي ة األح داث م ستعينة بلقط ات ص ورھا م شاركون ف ى المظ اھرات م ستخدمين‬
‫تليفونات محمولة مزودة بكاميرات‪.‬‬

‫وقبل ذلك بسنوات انتشر على شبكة اإلنترن ت في ديو ي صور لحظ ات إع دام ال رئيس العراق ى ال سابق‬
‫ص دام ح سين ‪ ،‬وك ان م صدره ش ھود عي ان ح ضروا الواقع ة ‪ ،‬وص وروھا بتليفون اتھم المحمول ة ‪،‬‬
‫ونقلوھا للعالم الخارجى‪.‬‬

‫األمثلة السابقة تعد أكبر دليل على بزوغ نوع جديد من الصحافة أصبح يعرف بالصحافة الشعبية أى‬
‫الت ى ال تعتم د عل ى ال صحفيين المحت رفين ‪ ،‬وإنم ا تح صل م ن خاللھ ا ال صحف ووس ائل اإلع الم‬
‫المختلفة على المعلومات من رجل الشارع العادى‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٣F‬‬
‫ھذا النوع من الصحافة له أشكال أخرى عديدة خالف ذلك منھا )المدونات( الت ى ت سمح ألى ش خص‬
‫ب امتالك موق ع إلكترون ي ي ضع في ه م ا ي شاء م ن معلوم ات وأفك ار وص ور دون أن يك ون ص حفيا ً‬
‫محترفا ً أو عضواً فى نقابة الصحفيين‪ .‬لكن ما يعنينا فى ھذا المق ال ھ و م ساھمة الم واطنين الع اديين‬
‫فى المضمون الذى تقدمه وسائل اإلعالم بعد أن كان )متلقيا ً سلبيا ً( لعقود طويلة‪.‬‬

‫كلنا نذكر صورة الصحفى فى األفالم العربية القديمة رجل فى أواس ط العم ر يجل س عل ى مكتب ه ف ى‬
‫ضوء خافت ‪ ..‬يرتدى رابطة عنق )كرافتة( ولكنھا ال تطبق على رقبته بشكل كامل ‪ ..‬التوتر يعتري ه‬
‫والقھوة أمامه والسيجارة فى يده ‪ ،‬وكلما كتب سطرين ولم يعجباه طبق الورقة وألقاھا عل ى األرض‪.‬‬
‫فإذا م ا أراد المخ رج أن ي دلل عل ى م دى حي رة ال صحفى ح رك الك اميرا ألس فل المكت ب لت صور لن ا‬
‫عشرات الصفحات المھملة التى لم يرض الصحفى عما جاء فيھا من كلمات وأفكار‪ .‬ثم يأتى الساعى‬
‫إلى منزل الصحفى ليقوم بنقل المقالة إلى مقر الجريدة لتعرف طريقھا للمطبعة‪.‬‬

‫ھذه الصورة اختفت تقريبا ً خالل السنوات الماضية بسبب ظھور أجھزة الكومبيوتر خاصة المحمول‬
‫منھا واألھم بسبب ظھور شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫الصحفى اآلن يجلس فى أى مكان سواء كان مكتبا أو منزال أو قط ارا أو حت ى حديق ة عام ة ‪ ..‬يكت ب‬
‫ما يريد على جھاز الكومبيوتر ثم يرسله إل ى أى مك ان ف ى الع الم )بواس طة اإلنترن ت( ف إذا م ا ش عر‬
‫بعدم الرضا عما كتبه فمن السھل محوه بواسطة مفاتيح الكومبي وتر ‪ ،‬وم ن ال سھل علي ه أي ضا ً إع ادة‬
‫ترتي ب الفق رات دون الحاج ة إل ى إع ادة كتاب ة الموض وع م رة أخ رى ويمكن ه أي ضا ً تميي ز بع ض‬
‫الكلمات بلون مختلف أو حجم مختلف إلى جانب أمور أخرى عديدة‪.‬‬

‫ولك ن التغيي ر ل م يق ف عن د تط وير أداء ال صحفيين فق ط‪ ،‬فق د ت سبب انت شار تكنولوجي ا اإلنترن ت‬
‫وكاميرات الفيديو صغيرة الحجم والتليفونات المحمولة التى تسجل الصور والفيديو وترسلھا إل ى أى‬
‫مك ان ف ى الع الم ف ى ظھ ور فري ق جدي د م ن )الھ واة( ال يمارس ون ال صحافة بوص فھا مھن ة ولك ن‬
‫الظ روف تخ دمھم أحيان ا ً ب أن يتواج دوا ف ى مك ان ي شھد حادث ا ً م ا فيقوم ون بت صويره ونقل ه لوس ائل‬
‫اإلعالم المالئمة‪.‬‬

‫ونقصد بوسائل اإلع الم المالئم ة محط ات التلف از والمواق ع اإللكتروني ة الت ى ق د تختل ف ف ى أس اليب‬
‫تغطي ة وتن اول األخب ار ‪ ،‬ولكنھ ا تتف ق ف ى س رعة الب ث والتح ديث المتواص ل لألنب اء وف ى اس تخدام‬
‫الصورة المتحركة )الفيديو( لنقل المعلومات إلى المتلقى‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٤F‬‬
‫أما الصحف والمجالت المطبوعة فتعتمد عل ى ال صحافة ال شعبية بدرج ة أق ل ‪ ،‬ألن دوري ة ال صدور‬
‫)كل ‪ ٢٤‬ساعة أو كل أس بوع( ت سمح للمح ررين ف ى بع ض األحي ان باالنتق ال لمواق ع األح داث ف ور‬
‫علمھم بما يجرى وتغطيتھا دون الحاجة لمعلومات يبعث بھا من تواجدوا صدفة فى مجال الحدث‪.‬‬

‫ولكن ھذا الن وع م ن ال صحافة رغ م انت شاره ف ى كثي ر م ن دول الع الم ال ي زال يواج ه معارض ة م ن‬
‫بعض الدوائر اإلعالمية ألسباب عديدة أھمھا الدقة فى المعلومات التى يق دمھا ھ ؤالء الھ واة لوس ائل‬
‫اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫وفقا ً للمدارس اإلعالمية التقليدية فإن المعلومات التى تق دمھا وس ائل اإلع الم للمتلق ى يج ب أن تك ون‬
‫صحيحة ودقيقة فى إطار اتفاق أخالقى بين الجانبين‪ ،‬ويفترض أن تتحمل الصحيفة أو محطة التلف از‬
‫مسئولية صحة تلك المعلومات‪ ،‬وأى تھاون فى ھذا االتفاق ينعكس سلبيا ً على مصداقية الوسيلة‪.‬‬

‫ولتنفيذ ھذه الرؤية تلتزم وسائل اإلعالم بأخالقيات مھنية عديدة من بينھ ا الح صول عل ى المعلوم ات‬
‫من مصادر عليمة موثوق بھا والتأكد من صحة المعلومات عبر اللجوء لمصادر إض افية إذا اعت رى‬
‫الصحفى شكوك من مصادره األولية‪.‬‬

‫ولكن ھ ذا ال سلوك المھن ى المحت رف ال يلت زم ب ه ال صحفيون )الھ واة( ال ذين ل م يدرس وا اإلع الم ف ى‬
‫معاھ ده الخاص ة ‪ ،‬ول م يتعلم وا آداب المھن ة عل ى ي د أس اتذة محت رفين ‪ ،‬وبالت الى فم ن ي ضمن أن‬
‫المعلوم ات الت ى يق دمھا ھ ؤالء دقيق ة؟ وكي ف يمك ن لوس ائل اإلع الم أن تتحم ل م سئولية معلوم ات‬
‫وردت إليھا من جھات ليست تابعة لھا مباشرة؟‬

‫الرد على ھذا التساؤل يشغل حيزاً كبيراً فى مناقشات الصحفيين واإلعالمي ين م ن كاف ة أنح اء الع الم‬
‫خالل المؤتمرات المھنية العديدة التى تنظمھا جمعيات الصحافة واإلعالم العالمية‪.‬‬

‫وخالل مؤتمر نظمته جمعية الصحف العالمية ف ى العاص مة الت شيكية )ب راغ( ف ى س بتمبر الماض ى‪،‬‬
‫وتشرفت بحضوره ضمن وفد من مؤسسة األھرام‪ ،‬تجادل المجتمعون ح ول ھ ذا األم ر خ الل جل سة‬
‫خصصھا المنظمون لمناقشة ھذه القضية‪.‬‬

‫وتعددت اآلراء بين مؤيد ومعارض للتوسع فى استخدام الصحافة الشعبية ‪ ،‬ولك ن الح د األدن ى ال ذى‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٥F‬‬
‫اتفق عليه الجميع ھو أن اللجوء إليھ ا ض رورة ف ى ح ال وق وع ح وادث ج سام ف ى من اطق ال يتواج د‬
‫فيھا الصحفيون المحترف ون ل سبب أو آلخ ر‪ .‬وب الطبع ك ان أول تل ك األس باب ھ و ح دوث ك وارث ال‬
‫يمكن التنبؤ بھا )حادث الطائرة األمريكية سالفة الذكر( أو من ع ال صحفيين م ن التواج د )المظ اھرات‬
‫اإليرانية ولحظات إعدام صدام حسين(‪.‬‬

‫أم ا ف ى الح االت العادي ة حي ث يمك ن لل صحفيين التواج د ف إن ال صحافة ال شعبية يج ب أن تت وارى‬
‫بوصفھا مصدراً رئيسيا ً لألخبار‪.‬‬

‫ھذا الن وع م ن ال صحافة ال ي زال ف ى بدايات ه وينظ ر إلي ه قط اع كبي ر م ن رج ال ال صحافة واإلع الم‬
‫بكثير من االرتياب ولكنه ـ شئنا ً أم أبين ا ـ ي شكل تھدي داً للمنظوم ة اإلعالمي ة التقليدي ة كم ا أس لفنا ف ى‬
‫بداية ھذا المقال‪.‬‬

‫وإذا كان لنا أن ندلى برأينا فى ھذا المجال فإن ھذا الن وع م ن ال صحافة س يجد م ستقبالً مج االً واس عا ً‬
‫ف ى المواق ع اإللكتروني ة الت ى يمك ن أن تقب ل بھ ذا الن وع م ن م شاركات الق راء‪ .‬وي ساعد المواق ع‬
‫اإللكترونية على ذلك طبيع ة عملھ ا وق درتھا عل ى ت صحيح المعلوم ات غي ر ال صحيحة الت ى ق د ت رد‬
‫إليھا لحظيا ً فور التيقن من ذلك دون االنتظار للعدد القادم بعد ‪ ٢٤‬س اعة أو أكث ر كم ا تفع ل ال صحف‬
‫الورقية المطبوعة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٦F‬‬
‫‪@ @SMS@Ûa@åß‹@óÏ@òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa‬‬
‫محمـد الشرقاوي‬
‫نائب أول رئيس تحرير الجمھورية‬
‫رئيس مركز تكنولوجيا المعلومات‬

‫ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ أوﺻﺎﻓﺎً ﻛﺜﻴﺮة ‪ ..‬ﻓﻬﻮ أوﻻً ﻋﺼﺮ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻰ ‪ ..‬وﻫﻮ أﻳـﻀﺎً زﻣـﻦ اﻟـﺼﻮرة‬
‫‪ ..‬وﻫﻮ زﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﻟﺤﺪﻳﺚ أو اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ‪ ..‬وﻫﻮ أﻳـﻀﺎً زﻣـﻦ رﺳـﺎﺋﻞ اﻟﻬـﺎﺗﻒ اﻟﻤﺤﻤـﻮل اﻟﻘـﺼﻴﺮة‬
‫)‪ .(SMS‬وﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﺼﻒ زﻣﻨﺎً ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺎﻷرﻗﺎم‪.‬‬

‫ﺗﻘــﻮل دراﺳــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة إن اﻟﻤــﺴﺘﺨﺪم اﻟﻤﺒﺘــﺪئ ﻳﻘــﻀﻲ ‪ ٣٢‬ﺳــﺎﻋﺔ ﺷــﻬﺮﻳﺎً أﻣــﺎم ﺷﺎﺷــﺔ اﻟﻜﻤﺒﻴــﻮﺗﺮ ﻣﺒﺤ ـﺮاً ﻓــﻲ‬
‫اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ،‬وإن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻘﺮأ اﻟﺒﺮﻳـﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧـﻲ ﺧﻤـﺲ ﻣـﺮات ﻳﻮﻣﻴـﺎً ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻤﺘﻮﺳــﻂ ‪ ،‬وﺗﺒــﻴﻦ أن ‪ %٢٣‬ﻳﻘ ـﺮأون اﻟﺒﺮﻳــﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ﻋﺒــﺮ اﻟﻤﺤﻤــﻮل ‪ ..‬وﻗــﺪ ﺑﻠــﻎ ﻋــﺪد اﻟﺮﺳــﺎﺋﻞ اﻟﻘــﺼﻴﺮة‬
‫‪ SMS‬ﺣﻮاﻟﻲ ‪ ٢.٣‬ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪.٢٠٠٨‬‬

‫وﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﺎﻫﺎ د‪.‬أﺣﻤﺪ زوﻳﻞ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻘـﺎﻫﺮة ﺧـﻼل اﻟﻤﻮﺳـﻢ اﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻋـﺎم ‪ ٢٠٠٨‬ﻗـﺎل إن‬
‫ﻋﻤ ــﺮ اﻟﻜ ــﻮن ﻳﺒﻠ ــﻎ ‪ ١٧.٧‬ﻣﻠﻴ ــﺎر ﺳ ــﻨﺔ ‪ ..‬واﻟﻌﻠﻤ ــﺎء ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ــﻮن إﻻ ﻧ ــﺴﺒﺔ ‪ %٤‬ﻓﻘ ــﻂ ﻣـ ـﻦ اﻟﻜ ــﻮن ‪ ..‬وﻫﻨ ــﺎك‬
‫دراﺳﺎت ﻟﺮﺻﺪ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %٢٢‬ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺑﺤـﺎث واﻟﻌﻠﻤـﺎء ﻓـﻲ ﻛـﻞ دول اﻟﻌـﺎﻟﻢ ‪ ..‬ﻣﻌﻨـﻲ ذﻟـﻚ أن‬
‫ﻧﺴﺒﺔ ‪ %٧٤‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ‪ ..‬أي أﻧﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﻮن‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ‪ ..‬ﻟﻜـﻦ ﻃﺒﻘـﺎ ﻟﻤـﺎ ﻧـﺸﺮﻩ أﺻـﺤﺎب‬
‫ﻣﺤــﺮك اﻟﺒﺤــﺚ ﻛﻮاﻳــﻞ )‪ (Cuil‬اﻟــﺬي ﻇﻬــﺮ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٨‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﻤﻜــﻦ ﺣــﺼﺮ ‪ ١٢٠‬ﻣﻠﻴــﺎر ﺻــﻔﺤﺔ‬
‫إﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ،‬وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ‪ ١٢٠‬ﻣﻠﻴـﺎر ﻣﻮﺿـﻮع ‪ ..‬وﻫـﻮ ‪ ٤‬أﺿـﻌﺎف ﻣـﺎ ﻳﺨﺘﺰﻧـﻪ ﻣﺤـﺮك اﻟﺒﺤـﺚ اﻷﻛﺒـﺮ واﻷﺷـﻬﺮ‬
‫ﺟﻮﺟﻞ‪.‬‬

‫ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت وﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٦‬إﻟﻰ ‪ ١٦١‬إﻛﺴﺎﺑﺎﻳﺖ )‪ (161 EB‬أى "‪ ١٦١‬ﻣﻠﻴـﺎر ﺟﻴﺠﺎﺑﺎﻳـﺖ"‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٧F‬‬
‫وﻫــﺬا اﻟــﺮﻗﻢ ﻻ ﻳﻤﻜــﻦ ﺗــﺼﻮرﻩ‪ ..‬وﻻ ﻧــﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑﺘــﻪ ﻓﻬــﻮ ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻣﺌــﺎت اﻷرﻗــﺎم اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻧــﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاءﺗﻬــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺘﻌـﺎرف ﻋﻠﻴـﻪ ‪ ،‬ﻟﻜـﻦ ﺑﻌـﺾ اﻟﻌﻠﻤـﺎء ﺣـﺎوﻟﻮا أن ﻳـﺼﻮروا ﻫـﺬا اﻟﺤﺠـﻢ ﻓـﻲ ﺷـﻜﻞ ﻣﻠﻤـﻮس ﻓﻘـﺎﻟﻮا إﻧـﻪ‬
‫ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺿﻊ ﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﻣـﺴﺎﻓﺔ ﺗـﺼﻞ إﻟـﻰ ‪ ٩٣‬ﻣﻠﻴـﻮن ﻣﻴـﻞ ‪ ،‬وﻫـﺬا اﻟـﺮﻗﻢ ﻣـﻀﺮوب‬
‫ﻓﻲ ‪ ١٢‬وﻟﻚ أن ﺗﺘﺨﻴﻞ ﻃﻮل ﻫﺬا اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺪﻫﺶ ‪ ،‬إﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﻀﻌﻪ ﻣﺮﺗﻔﻌـﺎ ﻣـﻦ اﻷرض إﻟـﻰ اﻟـﺸﻤﺲ ﻷن‬
‫اﻟﻤــﺴﺎﺣﺔ اﻻﻓﺘﺮاﺿــﻴﺔ ﺳــﻮف ﺗﻔــﻮق ﻣــﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ‪ ..‬ﻟﻬــﺬا اﺧﺘــﺎروا اﻟﻤــﺴﺎﻓﺔ ﺑــﻴﻦ اﻷرض واﻟــﺸﻤﺲ ﻟﻮﺿــﻊ‬
‫ﺗﺼﻮر ﻟﻠﺤﺠﻢ اﻟﻤﺬﻫﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬﻢ ‪ ..‬ﻓﻬﻨﺎك ﺗﺼﻮر آﺧـﺮ ﻳﻘـﻮل‪ :‬إﻧـﻪ إذا ﻗﻤﻨـﺎ ﺑﺠﻤـﻊ ﻛـﻞ اﻟﻜﺘـﺐ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻢ‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ اﷲ اﻷرض ﺣﺘﻰ اﻵن ‪ ..‬وﺿﺮﺑﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ رﻗﻢ ‪ ٣‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ‪ ..‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺣﺠـﻢ اﻟﻤﺤﺘـﻮي‬
‫اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺣﺎﻟﻴﺎ داﺧﻞ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬

‫واﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟﺘــﻲ ﻧﺘﺤــﺪث ﻋﻨﻬــﺎ ﺗــﺸﻤﻞ أﻳــﻀﺎ اﻟــﺼﻮر اﻟﺘــﻲ ﻳــﺘﻢ اﻟﺘﻘﺎﻃﻬــﺎ ﺳــﻮاء ﺑﺎﻟﻜــﺎﻣﻴﺮات أو ﻣــﻦ‬
‫ﺧﻼل اﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻧﺎت اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺤﺘﻮي ‪ ..‬وﺗﻘﺪر إﺣﺪى اﻟﺪراﺳـﺎت‬
‫ﻋﺪد اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٦‬ﺑﺤﻮاﻟﻲ ‪ ١٥٠‬ﻣﻠﻴﺎر ﺻﻮرة‪.‬‬

‫ﺣﺠﻢ ﻣﺬﻫﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ‪ ..‬ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻟﺒـﺸﺮ أن ﻳُﺤـﻴﻂ ﺑـﻪ ‪ ،‬وﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ ﺗﻈﻬـﺮ أﻫﻤﻴـﺔ ﻧﻈﺮﻳـﺔ "اﻟﺘﻌـﺮض اﻻﻧﺘﻘـﺎﺋﻲ"‬
‫أي إﻧــﻚ ﺗﺨﺘــﺎر أو ﺗﻨﺘﻘــﻲ ﻣــﻦ "اﻟــﺸﺒﻜﺔ" ﻣــﺎ ﺗــﺮى أﻧــﻚ ﻓــﻲ ﺣﺎﺟــﺔ إﻟﻴــﻪ ‪ ..‬وﺗﺨﺰﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻬــﺎزك ‪ ..‬أو ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻷﺳﻄﻮاﻧﺎت أو اﻟﻤﻴﻤﻮري ﻛﺎرد أو اﻟﻔﻼﺷﺎت أو ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﻴﻞ ﺑﻤﺴﺎﺣﺎﺗﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة‪.‬‬

‫و اﻟــﺴﺆال اﻵن‪ :‬ﻫــﻞ ﻣﺎزاﻟــﺖ اﻷﺧﺒــﺎر ﻣﻬﻤــﺔ ﺑﺎﻟﻨــﺴﺒﺔ ﻟﻠــﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ وﺟــﻮد اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ واﻟﻤﻮاﻗــﻊ‬
‫اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ اﻟﺤﺪث ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ؟‬

‫أﻇــﻦ أن اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻟــﻦ ﺗﻜــﻮن ﺣﺎﺳــﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘــﺎرئ اﻟﻴــﻮم ﻟــﻢ ﻳﻌــﺪ ﻳﻨﺘﻈــﺮ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ﻟﻴﻌــﺮف ﻣﻨﻬــﺎ أﺣــﺪاث‬
‫اﻟﻴــﻮم اﻟــﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻨــﺎ ﻳﺠــﺐ أن ﻧﻼﺣــﻆ أﻧــﻪ ﻣﺎزاﻟــﺖ ﻫﻨــﺎك أﺧﺒــﺎر ﻳــﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤــﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺑﻌــﺾ اﻟــﺼﺤﻔﻴﻴﻦ‬
‫ﺑﺠﻬﺪ ﺷﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﺗﻈﻞ ﻣﻬﻤﺔ دون أن ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ‪ ،‬ﺑـﻞ إن ﻫـﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗـﻊ ﺗﻨـﺸﺮ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻷﺧﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﻘﻼً ﻋﻦ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٨F‬‬
‫ﻧﺤﻦ إذن أﻣﺎم ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣـﺎ ﻣـﻦ أن ﺗﺤـﺘﻔﻆ‬
‫ﻟﻨﻔــﺴﻬﺎ ﺑﺄﺧﺒــﺎر ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺻــﻮل إﻟﻴﻬــﺎ إﻻ ﻣﺤﺮروﻫــﺎ ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﺗﺒﻘــﻲ ﻫــﺬﻩ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣــﺔ ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ‬
‫اﻟﻮاﻗــﻊ ﻳﻘــﻮل إن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴــﺔ اﻟﻌﻈﻤــﻲ ﻣــﻦ ﺻــﺤﻒ اﻟﻌــﺎﻟﻢ ﻟــﻴﺲ ﻟــﺪﻳﻬﺎ ﻫــﺬا اﻟﺘﻤﻴــﺰ ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻟــﻢ ﺗﻌــﺪ اﻷﺧﺒــﺎر ﻫــﻲ‬
‫اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ‪ ،‬ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت واﻟﺘﺤﻘﻴﻘـﺎت واﻟﻤﺘﺎﺑﻌـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺗﻤﻴـﺰ ﺻـﺤﻴﻔﺔ‬
‫ﻋﻦ أﺧﺮي‪.‬‬

‫ﻫﻨﺎك ﺳﺆال ﺻﺎر أﻛﺜﺮ إﻟﺤﺎﺣﺎ ﻟﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺑـﻼط ﺻـﺎﺣﺒﺔ اﻟﺠﻼﻟـﺔ وﻫـﻮ‪ :‬ﻫـﻞ أدت ﺷـﺒﻜﺔ اﻻﻧﺘﺮﻧـﺖ إﻟـﻰ‬
‫ﺿﻌﻒ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ؟‬

‫وﻓــﻲ رأﻳــﻲ أن اﻟﻜــﻼم ﻟــﻴﺲ ﺻــﺤﻴﺤﺎ ﻋﻠــﻰ إﻃﻼﻗــﻪ ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ ﻻﺑــﺪ أن ﻧﻌﺘــﺮف أن ﻫﻨــﺎك ﻋﻮاﻣــﻞ ﻛﺜﻴــﺮة ‪ -‬ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ‬
‫اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ ‪ -‬ﺗــﺆدي إﻟــﻰ ﺿــﻌﻒ ﺗﻮزﻳــﻊ أي ﺻــﺤﻴﻔﺔ ﻓــﻲ أي ﻣﻜــﺎن ﺑﺎﻟﻌــﺎﻟﻢ ‪ ..‬أوﻟﻬــﺎ ﻣﺤﺘــﻮي اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻧﻔــﺴﻬﺎ‬
‫وﺷــﻜﻠﻬﺎ وأﺳــﻠﻮﺑﻬﺎ ﻓــﻲ ﺧﺪﻣــﺔ ﻗﺎرﺋﻬــﺎ ‪ ..‬إذ إﻧــﻪ ﻳﻮﻣــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻳــﻮم ﺗﺘﻄــﻮر ﻣــﻦ ﺣﻮﻟﻨــﺎ ﻛــﻞ اﻷﺷــﻴﺎء ‪ ..‬ﻳﻜﺒــﺮ اﻟﻨــﺎس ‪،‬‬
‫وﺗﺘــﺴﻊ اﻟﻤــﺪارك ‪ ،‬وﺗﺘﻐﻴــﺮ ﻋــﺎدات وﺳــﻠﻮﻛﻴﺎت وﻣﻔــﺎﻫﻴﻢ ‪ ..‬ﻓــﺈذا أدرك اﻟﻘــﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠــﻰ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣــﺎ ﻳﺤــﺪث‬
‫ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺳﻴﻄﻮرون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻴﺘﻮاءﻣﻮا ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺠﺪﻳﺪة‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺒـﻞ ﻋـﺸﺮ ﺳـﻨﻮات ‪ ..‬ﻟـﻢ ﻳﻜـﻦ ﻋﻨـﺪﻧﺎ ﻏﻴـﺮ اﻟـﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ واﻟﺤﺰﺑﻴـﺔ وﻗﻨـﻮات اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳـﻮن اﻟﺮﺳـﻤﻲ‪.‬‬
‫اﻵن ﻧﺤــﻦ أﻣــﺎم ﻧﻮﻋﻴــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ اﻟــﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴــﺔ وﺻــﺤﻒ ﺣﺰﺑﻴــﺔ أﻛﺜــﺮ وﺻــﺤﻒ ﺧﺎﺻــﺔ وﺗﻮاﻛــﺐ ﻣﻌﻬــﺎ‬
‫ﻇﻬﻮر ﻗﻨﻮات ﺧﺎﺻﺔ ‪ ..‬وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻇﻬﺮت ﺑﻘﻮة اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬

‫وأﻇﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ ﻇﻠﺖ ﺗﺤﺎرب إﻟﻰ آﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ..‬إﻣﺎ ﻷن اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻻ ﻳﺠﻴﺪون اﺳﺘﺨﺪام اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ،‬وإﻣﺎ ﻟﻌﺪم ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ‪ ،‬وﻫﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮوا ﻗﺮاء ﺟﺪدا‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻓﻄﻦ إﻟﻰ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺼﺮ واﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻃﻮر ﻧﻔﺴﻪ‪ ..‬وﻣـﻦ ﻏﻴـﺮ اﻟﻤﻌﻘـﻮل أن ﻧﻘـﻮل‬
‫إن اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻧﺘﻬﺎء ﻋـﺼﺮ اﻟـﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ‪ ..‬ﻷﻧﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺘـﺮة اﻷﺧﻴـﺮة ﺷـﻬﺪﻧﺎ ﻣﻮﻟـﺪ ﺻـﺤﻒ ورﻗﻴـﺔ‬
‫وأﻇــﻦ أن ﻋﻨــﺪﻧﺎ ﺻــﺤﻴﻔﺔ ﻣﺜــﻞ اﻟــﺸﺮوق ﺻــﺪرت ﻓــﻲ زﻣــﻦ اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ ‪ ،‬وﻗﺒﻠﻬــﺎ وﺑﻌــﺪﻫﺎ ﺻــﺤﻒ أﺧــﺮي ﺗﻨﻄﻠــﻖ‬
‫ﻣﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻦ ﻋﺼﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٧٩F‬‬
‫وﻓــﻲ ﻗﻨــﺎﻋﺘﻲ أن اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ ﺷــﺒﻜﺔ ﺗﺨــﺪم اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ‪ ..‬ﻓﻬــﻲ اﻟــﺬراع اﻟﻤــﺴﺎﻋﺪة ﻟﻬــﺎ ﻟﻜــﻲ ﺗــﺼﻞ إﻟــﻰ‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺔ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ‪ ..‬وﻻﺑﺪ أن اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ﺗﻘـﺪم ﺧﺪﻣـﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴـﺔ‬
‫أﺧﺮى ﻟﻘﺮاء ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ..‬وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ آراء وأﻓﻜﺎ ًرا ﺗﻔﻴﺪ ﻗﺮاءﻫﺎ اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ‪.‬‬

‫وﻻﺑــﺪ أن ﺗﻌــﻲ أﻳــﻀﺎ أن اﻟﻤﻌﻠﻨــﻴﻦ ﻳﺘﺠﻬــﻮن اﻵن إﻟــﻰ اﻟﻔــﻀﺎء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ‪ ،‬وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻳﺠــﺐ أن ﺗﺘﺠــﻪ إﻟــﻴﻬﻢ‬
‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ‪ ..‬ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟـﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ‪ ..‬أوﻻ ﻷن‬
‫ﻗــﺎرئ اﻟﻤﻮﻗــﻊ ﻟــﻴﺲ ﻫــﻮ اﻟﻘــﺎرئ اﻟﺘﻘﻠﻴــﺪي ﻟﻠــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴــﺔ ﺑــﻞ ﺷــﺎب ﻟــﻢ ﻳﺘﻌــﺪ ﻋﺎﻣــﻪ اﻟﺜﻼﺛــﻴﻦ ‪ ،‬وﻫــﺬا اﻟﺠﻴــﻞ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻨﻤﻮ اﻵن ﻣﻤﻦ ﺗﻘﻞ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ ‪ ٢٠‬ﻋﺎﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺮأ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻣﻮاﻗﻊ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﺪﻳـﺪة‬
‫وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮ أو ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﺈن ﺗﺪاول ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﻳﻌـﻮد ﺑﺪﻋﺎﻳـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ‪ ..‬ﻷن ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺧﺒﺮاً ﻗﺮأﻩ ﻋﻠـﻰ ﺷـﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ﺳـﻮف ﻳـﺴﻌﻰ ﻓـﻲ ﻛﺜﻴـﺮ‬
‫ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﺷﺮاء اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪ :‬اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺤﻦ إﻟﻰ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻠﻤﻮس ‪ ..‬ﻓﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ ورﻗﻴﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ أن‬
‫ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻴﺪ أو اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻃـﺪ ﻟـﺪﻳﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓـﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ‪ ..‬وﻫـﺆﻻء ﻳـﺸﻜﻠﻮن‬
‫‪ %٨٠‬ﻣﻦ ﻗـﺮاء اﻟـﺼﺤﻒ ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟـﺚ‪ ..‬ﻳﻌﻨـﻲ ﻧﺤـﻦ ﻧﺘﺤـﺪث ﻋـﻦ ﻧـﺴﺒﺔ ﺗﻘـﻞ ﻋـﻦ ‪ %٢٠‬وﻫـﻢ اﻟﺠﻴـﻞ‬
‫اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ وﺷﺒﺎﺑﻨﺎ وﻫﺆﻻء أﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻘﺮأون اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴﺔ‪.‬‬

‫إذن ﻧﻘﺺ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻟـﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﺎﻟـﺼﺤﻒ اﻟﻤﻨﺎﻓـﺴﺔ واﻟﻘـﻮة اﻟـﺸﺮاﺋﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ واﻟﻤﺤﺘـﻮي‬
‫اﻟــﺬي ﺗﺒﻴﻌــﻪ ﻟﻠﻘــﺎرئ ‪ ..‬أﻣــﺎ اﻟﻘ ـﺮاء اﻟﺠــﺪد ﻓﻬــﻢ ﻣﻮﺟــﻮدون ﻓــﻲ اﻟﻔــﻀﺎء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ‪ ،‬وﻫــﻢ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﺠــﺐ أن‬
‫ﺗﺨﺎﻃﺒﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٠F‬‬
‫من محاضرات الصحافة اإللكترونية بمعھد اإلذاعة والتليفزيون ‪..‬‬

‫‪@@òßb¨a@òİÜ‬‬
‫‪Ž Ûa@NN@òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa‬‬
‫محمد سالمة‬
‫معھد اإلذاعة والتليفزيون‬
‫‪s a l a m a @ mas p ero. t v‬‬

‫الحدود بين أنواع اإلعالم آخذة في الذوبان ‪..‬‬


‫والصحافة اإللكترونية ھي التجسيد الفعلي لتالشي تلك الحدود ‪..‬‬

‫لمحة تاريخية‬
‫بعيداً عن التواريخ المتعلقة بنشأة اإلنترنت نفسھا ‪ ،‬يمكن الجزم بأنھا كانت حتى بدايات التسعينيات‬
‫من القرن الماضي مجرد شبكة إلكترونية تربط مجموعات من أجھزة الحاسبات اآللية ‪ ،‬وتستخدم‬
‫في نقل البيانات والمعلومات بين اإلدارات الحكومية والمراكز البحثية والجامعات‪.‬‬

‫ثم ظھرت شركات تقديم خدمات اإلنترنت )‪ (ISPs‬التى وفرت االتصال بالشبكة لألفراد ‪ ،‬وتزامن‬
‫ذلك مع ظھور تقنيات الويب وھو ما أدى إلى اإلقبال الجماھيري على استخدام الشبكة وأن تصبح‬
‫اإلنترنت ظاھرة ‪ ،‬وأن تخرج من إطار االستخدام الحكومي والجامعي المحدود لتصبح وسيلة‬
‫اتصال شخصي وجماھيري في الوقت نفسه‪.‬‬

‫في ھذه اآلونة كنا نسمع مصطلح "الصحافة اإللكترونية" مقرونا ً باستخدام برامج الحاسبات اآللية‬
‫المتخصصة في الكتابة والنشر المكتبي في إنتاج وإخراج الصحف الورقية المطبوعة‪.‬‬

‫ثم جاء عام ‪ ١٩٩٣‬ليقوم مركز أبحاث "ميركوري" بنشر صحيفة "سان جوزيه ميركوري نيوز"‬
‫على اإلنترنت لتكون أول صحيفة تنشر على الويب‪.‬‬

‫في عام ‪ ١٩٩٤‬ظھرت صحيفتا ديلي تليجراف والتايمز البريطانيتين على شبكة اإلنترنت ‪ ،‬ولكن‬
‫االنفجار حدث في عام ‪ ١٩٩٦‬حيث زادت عدد الصحف المنشورة على اإلنترنت من ‪ ١٥٤‬صحيفة‬
‫في أول العام إلى ‪ ١٥٦٢‬صحيفة قرب آخره‪.‬‬

‫وعلى مستوى العالم العربي فإن أول صحيفة إلكترونية ظھرت على شبكة اإلنترنت كانت "الشرق‬
‫األوسط" في سبتمبر ‪ ، ١٩٩٥‬تلتھا النھار اللندنية في فبراير ‪ ، ١٩٩٦‬ثم الحياة اللندنية في يونيو‬
‫‪ ١٩٩٦‬والسفير اللبنانية في العام نفسه‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨١F‬‬
‫تطور الصحافة اإللكترونية ‪ ..‬الموجات الثالثة‬
‫علمنا التاريخ أنه عند ظھور وسيلة إعالمية جديدة فإن القائمين عليھا يقومون بتقليد أسلوب العمل‬
‫الخاص بالوسيلة اإلعالمية السائدة على الساحة وبخاصة إذا انتقل أبناء الوسيلة القديمة إلى العمل‬
‫في الوسيلة الناشئة‪.‬‬

‫رأينا ذلك عند بداية ظھور التليفزيون حيث كانت نشرته اإلخبارية تقليداً لنشرة األخبار بالراديو بال‬
‫فرق سوى رؤية المذيع وھو يقرأ األخبار‪ .‬ومع مرور األيام تطورت النشرة اإلخبارية التليفزيونية‬
‫مستخدمة الصورة لنقل المشاھد إلى جو الحدث ‪ ،‬وتطورت طريقة كتابة الخبر نفسه ليتالءم مع‬
‫مقتضيات وصف الصورة التليفزيونية المتحركة‪.‬‬

‫وھذا ما حدث أيضا ً مع الصحافة اإللكترونية التى مرت بموجات ثالثة من التطور‪:‬‬
‫الموجة األولى‪:‬‬
‫بدأت كبريات الصحف ظھورھا اإللكتروني على شبكة اإلنترنت مطابقة لنظيرتھا الورقية ‪ ،‬حيث‬
‫يتم نشر جزء من محتوى الصحيفة الورقية )أو المحتوى كله( في ھيئة ملفات ‪) PDF‬وھي نوعية‬
‫يحملھا )‪ (Download‬المتلقي‬‫الملفات نفسھا المستخدمة في عمل التجھيزات الفنية في الطباعة( ُ ّ‬
‫على جھازه ‪ ،‬ثم يقوم بقراءتھا‪.‬‬

‫مازال العاملون في ھذا الحقل يتذكرون كيف أن النسخة النھائية من ملف الـ ‪ PDF‬لصفحة معينة‬
‫من الجريدة كانت تتجه إلى المطابع ]فصل األلوان ‪ -‬عمل األفالم ‪ -‬ألواح الطباعة )الزنكات([ وإلى‬
‫إدارة الموقع اإللكتروني في الوقت نفسه‪.‬‬

‫في ھذه الموجة نالحظ‪:‬‬


‫‪ -‬الدور السلبي للمتلقي‪.‬‬
‫‪ -‬الناشر البد أن يكون من المؤسسات التي تمتلك صحفا ورقية‪.‬‬
‫‪ -‬فريق العمل في الصحيفة اإللكترونية مكون من مجموعة من الفنيين المختصين برفع‬
‫المحتوى على الموقع ‪ ،‬بينما تقوم غرفة أخبار الصحيفة الورقية األم بكل مراحل العمل‬
‫الصحفي واإلخباري‪.‬‬
‫‪ -‬زمن تحديث النسخة اإللكترونية مرتبط بدورية صدور النسخة الورقية‪.‬‬

‫الموجة الثانية‪:‬‬
‫مجرد تطوير للموجة األولى ‪..‬‬
‫فإلى جانب توفر صفحات الصحيفة في شكل ملفات ‪ PDF‬تم إعادة إنتاج المحتوى اإللكتروني وفقا ً‬
‫للغة اإلنترنت المعروفة بـ ‪ HTML‬مما يعنى‪:‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪E٨٢F‬‬
‫‪ -‬سھولة البحث في ھذا النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬سھولة التصفح دون الحاجة لعمل ‪.Download‬‬
‫‪ -‬استخدام خصائص النص الفائق التشعبي )‪ (Hypertext‬في ربط الموضوعات واألخبار‬
‫ذات الصلة‪.‬‬

‫الموجة الثالثة‪:‬‬
‫تميزت ھذه الموجة باالستخدام المكثف لتقنيات اإلنترنت حيث نجد‪:‬‬
‫‪ -‬ظھور العديد من المواقع اإللكترونية اإلخبارية التي تمثل نوعا من الصحافة اإللكترونية‬
‫غير المرتبط بأصل ورقي‪.‬‬
‫‪ -‬شراكة بين الصحيفة اإللكترونية والمتلقي من خالل إمكانية التعليق على األخبار‬
‫والتقارير المنشورة والمشاركة في ساحات الحوار والنقاش‪.‬‬
‫‪ -‬صراع مع الزمن للتحديث الدائم لألخبار بل وانتقلت ثقافة الخبر العاجل من ھذه المواقع‬
‫إلى التليفزيون ذاته‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم الخبر بالمقاطع المرئية والمسموعة لألحداث الجارية دون النظر إلى جودة الفيديو‬
‫المعروض‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية البحث داخل الموقع‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية توصيل األخبار إلى المتلقي دون الحاجة للزيارة الدورية للموقع إما من خالل‬
‫البريد اإللكتروني أو من خالل تقنية ‪.RSS‬‬
‫‪ -‬وجود أرشيف إلكتروني‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن ما يجمع بين مواقع الصحافة اإللكترونية التى نشأت على أكتاف صحف ورقية‬
‫وتلك التي نمت وترعرت في أكناف مؤسسات تليفزيونية أن كليھما ال يمتلك غرفة أخبار مستقلة‬
‫تحكم النشر على الموقع اإللكتروني بل ‪ ،‬يستخدمان غرفة أخبار الصحيفة أو القناة‪.‬‬

‫األخبار في التليفزيون واألخبار في الصحافة اإللكترونية‬


‫في بعض المحطات اإلخبارية التليفزيونية نجد تنويھات عن برنامج سيتم بثه بعد عدة أيام في‬
‫الساعة التاسعة وست دقائق ‪ ،‬لنفھم من ذلك أن زمن النشرة اإلخبارية التي ستبث يومھا في التاسعة‬
‫قد ُحدد بست دقائق ال أكثر‪.‬‬

‫وھكذا نرى أن الخبر التليفزيوني البد وأن يأتي مقتضبا ً بقدر اإلمكان ؛ ألنه محدود بزمن معين‬
‫وأصبح من المعتاد أن يحيلنا المذيع التليفزيوني إلى الموقع اإللكتروني لمزيد من التفاصيل‬
‫والموضوعات ذات الصلة بھذا الخبر بداخل الموقع نفسه أو بمواقع أخرى وھو ما ال يتسع وقت‬
‫البث التليفزيوني له‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٣F‬‬
‫ضوابط الصحافة اإللكترونية‬
‫ال يمكن أن تتقدم الصحافة اإللكترونية لتؤدي دورھا إال إذا وضعت لھا مجموعة من المعايير‬
‫والضوابط بل والقوانين التى تنظم عملھا والتى يتجلى فيھا الدور التنظيمي للدولة دون المساس‬
‫بالحريات األساسية التى ھي جوھر الصحافة اإللكترونية‪.‬‬

‫من يحدد المعايير والضوابط ؟‬


‫وقبل أن نعرض التصور المبدئي لھذه المعايير والضوابط البد من اإلجابة عن ھذا السؤال المھم‪:‬‬
‫من يضع المعايير والضوابط والقوانين للصحافة اإللكترونية ؟‬
‫من الخطأ االكتفاء بأصحاب الخبرات في عالم الصحافة الورقية فقط ‪..‬‬
‫ومن الخطأ االعتماد على تجارب سابقة في دول أخرى فقط ‪..‬‬
‫ومن الخطأ االعتماد على مھندسي الشبكات أصحاب الخلفية التقنية فقط ‪..‬‬

‫البد من شراكة الجميع لصياغة ضوابط ومعايير وقوانين تلبي احتياجات الجميع‪ .‬إذا البد لمن‬
‫يتصدى لھذا العمل أن يكون على قدر عال من اإللمام بطبيعة ھذا الوسيط الجديد ‪ ،‬والبد أن يكون قد‬
‫خاض العديد من التجارب في ھذا الشأن راكمت لديه الخبرات والمعارف ‪ ،‬وبخاصة في مجال عمل‬
‫شبكات اإلنترنت عبر العالم‪.‬‬

‫ولماذا نحتاج إلى معايير وضوابط وقوانين للصحافة اإللكترونية ؟‬


‫المواقع على شبكة اإلنترنت أكبر من أن تعد أو تحصى ‪ ..‬بعضھا مواقع تعريفية مھمتھا التعريف‬
‫بأنشطة وفعاليات الجھات التى أسستھا‪ .‬والبعض اآلخر تجارية تدعم منتجا ً ما تصنعه أو تبيعه‬
‫الشركة التي أطلقت الموقع‪ .‬كما يوجد مواقع تقدم خدمات تفاعلية بين روادھا مثل المنتديات‬
‫وساحات الحوار وغرف الدردشة‪ .‬ھذا بالطبع إلى جانب المواقع الشخصية التى تعرف باسم‬
‫المدونات‪.‬‬

‫إن محاولة وضع معايير وضوابط تحدد مواصفات مواقع الصحافة اإللكترونية قد تحمي ھذه‬
‫المواقع من الخلط بينھا وبين األنواع األخرى من مواقع شبكة اإلنترنت ‪ ،‬وقد يساعد ذلك الصحافي‬
‫اإللكتروني ‪ -‬الذي لم ينتم يوما ً من األيام إلى مؤسسة صحفية لھا إصدار ورقي مطبوع ‪ -‬على‬
‫االنضمام إلى نقابة الصحفيين طالما يعمل في مؤسسة صحفية إلكترونية معترف بھا وفقا ً لمعايير‬
‫محددة‪.‬‬

‫)‪ (١‬الضوابط المؤسسية والقانونية ‪..‬‬


‫البد أن ُيطلق الموقع الصحفي اإللكتروني من ِقـبل مؤسسة أو شركة لھا كيان تتيحه القوانين‬
‫المعمول بھا في كل دولة على حدة‪ .‬ھذا الكيان القانوني سيضمن كافة حقوق العاملين بھذه المؤسسة‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٤F‬‬
‫وكذلك حقوق المتعاملين معھا ‪ ،‬ويضمن كذلك محاسبة أصحاب ھذا الكيان ماديا ً وأدبيا ً وقانونيا ً عن‬
‫أي تجاوز أو ابتزاز أو تشھير ‪ ،‬كما يضمن حقوق الملكية الفكرية لھذه المؤسسة‪.‬‬

‫)‪ (٢‬الضوابط المالية ‪..‬‬


‫البد أن يكون للكيان المطلق للصحيفة اإللكترونية ھيكل تمويلي محدد ُيظھر بكل شفافية مصادر‬
‫الدخل وأوجه الصرف من خالل نظام محاسبي قابل للمراجعة والتقويم من قبل الجھات المختصة‬
‫وقابل أيضا ً للمحاسبة ضريبيا ً‪.‬‬

‫)‪ (٣‬الضوابط المھنية ‪..‬‬


‫ً‬
‫البد أن يكون الصحفي اإللكتروني المنتمي لصحيفة إلكترونية محترفا بمعنى‪:‬‬
‫‪ -‬ذو مؤھل مناسب‪.‬‬
‫‪ -‬حاصل على دورات تدريبية في مجال العمل اإلعالمي بشكل عام وفي مجال الصحافة‬
‫اإللكترونية بشكل خاص )انظر محتويات الدورة التدريبية في الصحافة اإللكترونية في‬
‫آخر المقال(‪.‬‬
‫‪ -‬متفرغ للعمل الصحفي اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬لديه كفاءة مھنية عالية نمتھا خبرات متراكمة‪.‬‬

‫)‪ (٤‬الضوابط الفنية ‪..‬‬


‫‪ -‬البد للصحيفة اإللكترونية أن تمتلك موقعا ً مستقالً تتناسب مساحته التخزينية وسرعة الخط الذي‬
‫يربطه باإلنترنت بكمية المعلومات المخزنة عليه وعدد الزوار المتوقع‪ .‬ال مجال ھنا الستخدام‬
‫المواقع التى تعطي مساحات تخزينية مجانية تصلح للھواة أو لنشر مدونات شخصية‪.‬‬

‫‪ -‬يجب كذلك أن يتم تأمين ھذا الموقع ضد المتسللين والمخترقين والمخربين والقراصنة ‪ ،‬وأن‬
‫توضع خطط للطوارئ التي تضمن عودة الموقع للعمل في أسرع وقت إذا ما تعرض لمثل ھذه‬
‫الھجمات‪.‬‬

‫)‪ (٥‬ضوابط المحتوى ‪..‬‬


‫‪ -‬البد للصحيفة اإللكترونية أن تمزج في محتواھا بين قوالب العمل الصحفي التقليدي مثل الخبر‬
‫والتحقيق والحوار والموضوعات الميدانية المتعلقة بتغطية األحداث الجارية وما تتيحه تكنولوجيات‬
‫اإلنترنت من تفاعل مع الزوار مثل االستفتاءات وإتاحة التعليق على األخبار والمقاالت‪.‬‬

‫‪ -‬كما يجب استغالل ما تتيحه الوسائط المتعددة ‪ Multimedia‬من إمكانات إلثراء المحتوى‬
‫بألبومات الصور ومقاطع الصوت والفيديو وخرائط ‪.Google Earth‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٥F‬‬
‫‪ -‬كما يجب استغالل الخصائص التشعبية في النص الفائق )‪ (Hypertext‬في ربط بعض الكلمات‬
‫داخل نصوص األخبار والمقاالت بصفحات أخرى على اإلنترنت بھا موضوعات ذات صلة‪.‬‬

‫‪ -‬البد كذلك أن يكون للصحيفة اإللكترونية أرشيف قابل للبحث )‪ (Searchable‬يجد فيه القارئ كل‬
‫ما تم نشره في األعداد السابقة‪.‬‬

‫)‪ (٦‬ضوابط عدد الزوار ‪..‬‬


‫وألن اإلعالنات من أھم مصادر تمويل مواقع الصحافة اإللكترونية ‪..‬‬
‫وألن سعر اإلعالن في موقع على شبكة اإلنترنت يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بعدد زوار ھذا الموقع ‪..‬‬
‫فمن المھم أن يكون للصحيفة اإللكترونية عداد لزوار الموقع يوضح العدد اإلجمالي للزوار‬
‫ومعدالت الزيارة وتوزيع ھذا العدد زمنيا ً وعلى صفحات الموقع والبلدان التي تمت زيارة الموقع‬
‫منھا لمعرفة مدى االنتشار اإلقليمي‪ .‬واألھم أن يقوم بإحصاء عدد الزوار جھة مستقلة موثوق بھا‬
‫لدى جميع األطراف‪.‬‬

‫ھذه ھي أھم الضوابط التى يجب أن تراعي في الموقع اإللكتروني كي يمكن تصنفيه على أنه‬
‫صحيفة إلكترونية ‪ ،‬فما عدا ذلك فيمكن تصنيفه تصنيفا ً آخر كأن يكون موقعا ً تعريفيا ً أو تجاريا ً أو‬
‫تفاعليا ً أو حتى مدونة شخصية تنتمي إلى عالم الصحافة الشعبية اإللكترونية ال أكثر‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٦F‬‬
‫مميزات الصحافة اإللكترونية‬
‫‪ ‬السرعة ‪..‬‬
‫ً‬
‫في تحديث األخبار ‪ .. Anytime ..‬وداعا لالنتظار حتى الصباح ‪..‬‬
‫في انتشار ھذه األخبار لكل أنحاء العالم ‪ .. Anywhere ..‬وداعا ً إلدارات التوزيع ‪..‬‬
‫في االستجابة والتفاعلية ‪ .. Interactivity ..‬وداعا ً لبريد القراء ‪..‬‬

‫‪ ‬استخدام تقنيات اإلنترنت ‪..‬‬


‫النص التشعبي ‪.. Hypertext ..‬‬
‫وقدرته على ربط المعلومات بمصادرھا ‪..‬‬
‫الصوت ‪.. Podcasts ..‬‬
‫الخطابات اإلذاعية األسبوعية للرئيس أوباما ‪ ..‬أو حتى تھديدات بن الدن الصوتية ‪..‬‬
‫الفيديو ‪.. YouTube ..‬‬
‫انفرادات كاميرا التليفون المحمول‪ :‬إعدام صدام أو غرق العبارة أو انھيار صخرة الدويقة‪.‬‬
‫حتى الصورة ‪..‬‬
‫والتي ھي من عناصر الصحافة المطبوعة إال إنھا تتفوق في عالم الصحافة اإللكترونية‬
‫حيث نجدھا دائما ً ملونة )بعض الصفحات المطبوعة ما زالت غير ملونة ضغطا ً للنفقات(‬
‫بل وموجودة بكثرة إلى الدرجة التي جعلت رواية القصة الخبرية من خالل ألبوم من‬
‫الصور المتتابعة تحمل كل منھا تعليقا ً مقتضبا ً فنا ً صحفيا ً جديداً منسوبا ً للصحافة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ ‬تكاليف مالية أقل ‪..‬‬


‫يكفي أننا لن نحتاج إلى مقر موحد لكل العاملين حيث يمكن إصدار صحيفة إلكترونية بفريق عمل‬
‫منتشر في كل أنحاء العالم‪ .‬حتى التجھيزات الفنية نجدھا متوفرة مجانا ً على شبكة اإلنترنت بما‬
‫يعرف بالمدونات الشخصية‪.‬‬

‫‪ ‬مساحة أوسع لألقالم الشابة ‪..‬‬


‫دون التقيد بدواعي المساحة المحدودة في عالم الصحافة الورقية‪.‬‬

‫‪ ‬األرشيف اإللكتروني ‪..‬‬


‫استخدام تكنولوجيا المعلومات وعلم قواعد البيانات جعل تصفح األرشيف اإللكتروني للصحف‬
‫متعة ً بعد أن كان عذابا ً‪ .‬من األلعاب المسلية أن تقرأ عناوين الصحف التى صدرت يوم مولدك حيث‬
‫يعتقد البعض حتمية وجود عالمات تخصك‪.‬‬

‫‪ ‬غياب مقص الرقيب ‪..‬‬


‫اإلنترنت عالم مفتوح ال رقيب فيه إال ضميرك المھني واإلنساني‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٧F‬‬
‫عيوب الصحافة اإللكترونية ‪ ..‬االنفالت اإللكتروني‬

‫سھولة سرقة المجھود‪:‬‬


‫تقع مواقع الصحافة اإللكتروني ة فري سة ال سرعة ‪ ،‬وتست سھل اس تخدام أم ري ‪ Copy‬و‪ Paste‬لن سخ‬
‫أي خبر من أي موقع ولصقه في موقع آخر‪ .‬ولألسف ي تم ھ ذا دون اإلش ارة إل ى الم صدر واألخط ر‬
‫دون التدقيق في المصدر نفسه‪.‬‬

‫ولعل واقعة السيفون الشھيرة خير مثال على االستسھال الذي عم الوسط الصحفي اإللكتروني وغي ر‬
‫اإللكتروني ‪ ،‬حيث ق ام أح د رواد اإلنترن ت ف ي أكت وبر الماض ي ‪ -‬أطل ق عل ى نف سه دكت ور مي زو ‪-‬‬
‫بتأليف خبر طريف على س بيل الدعاب ة ق ال في ه إن ال رئيس الفرن سي ال يتمن ى تأھ ل الجزائ ر لك أس‬
‫العالم لما يسببه قاطنو فرنسا من الجزائريين من فوضى وضجيج في شوارع باريس بعد ف وزھم ف ي‬
‫مباريات كرة القدم‪ .‬وقد نسب الخبر إلى موقع وھمي أسماه "سيفون سبورت"‪.‬‬

‫وبعد دقائق قليلة كان الخبر موجوداً في العديد من المواق ع اإللكتروني ة الرياض ية وغي ر الرياض ية ‪،‬‬
‫بل وتصدر عناوين إحدى الصحف الجزائرية الكب رى وھ ي ص حيفة ال بالد‪ .‬واكتمل ت الملھ اة عن دما‬
‫انزلقت مواقع كبي رة مث ل "العربي ة" و"‪ "CNN‬وك ذلك القن وات الف ضائية الرياض ية الم صرية إل ى‬
‫الفخ نفسه ‪ ،‬وقد نسب الجميع الخبر إل ى م صدره "س يفون س بورت" دون الت دقيق ف ي م صدر الخب ر‬
‫المنقول‪.‬‬

‫التعبير عن توجھات أيديولوجية‪:‬‬


‫لألسف نجد ع دداً كبي راً م ن المواق ع ت صدر تح ت وط أة موض ة إص دار ص حف إلكتروني ة ‪ ،‬ول ذلك‬
‫يغلب عليھا المراھقة الصحفية مع تغييب كامل للمھنية‪.‬‬

‫ك ل م ن ل ه م شكلة م ع دول ة أو نظ ام أو أغلبي ة أو أقلي ة أو حت ى ح زب فم ا أس ھل أن يطل ق صحيفة‬


‫إلكترونية لخدمة معتقداته األيديولوجية مع استكتاب بعض األق الم م ن الخ ارج لتع زف عل ى نغم ات‬
‫مضمونة التمويل مثل حقوق اإلنسان ‪ -‬اضطھاد األقليات ‪ -‬قضايا المرأة‪.‬‬

‫سوء استغالل القراء للحرية الجديدة الواسعة‪:‬‬


‫نجد في تعليقات القراء عل ى م ا ين شر ف ي ال صحف اإللكتروني ة تج اوزات كثي رة ت صل إل ى ال سباب‬
‫بأقذع األلفاظ المسيئة لسمعة األف راد والجماع ات وھ و م ا جع ل الق ائمين عل ى ھ ذا المواق ع ي ضعون‬
‫قيودا لمشاركات القراء‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٨F‬‬
‫التحديات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في العالم العربي‬
‫على الرغم من كل ھذه المميزات ‪ ،‬وبسبب كل ھذه العيوب ‪ ،‬فالطريق أمام الصحافة اإللكترونية في‬
‫عالمنا العربي ليس مفروشا ً بالورود ‪ ،‬وأمامھا تحديات كبيرة منھا‪:‬‬
‫‪ -‬قلة عدد مستخدمي اإلنترنت ‪ ،‬ونقص المحتوى العربي على الشبكة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬احتالل الترفيه المرتبة األولى في قائمة اھتمامات مستخدمي الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الضبابية آلليات التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬اختالل ثقة المعلن العربي فيما يبث على شبكة اإلنترنت وھو ما يفقد الصحافة‬
‫اإللكترونية مصدراً مھما ً من مصادر التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬المنافسة من صور أحدث من الصحافة )صحافة المحمول مثالً ‪ ،‬وال ننسى أن عدد‬
‫مستخدمي اإلنترنت في مصر بلغ ‪ ١٥‬مليونا ً ‪ -‬بحسب تصريح وزير االتصاالت قبيل‬
‫انعقاد منتدى التدبير الحكومي عبر اإلنترنت في شرم الشيخ يوم االثنين ‪ ١٦‬نوفمبر‬
‫الماضي ‪ -‬بنسبة ‪ %٢٢.٥‬من عدد السكان البالغ عددھم ‪ ٨٠‬مليون نسمة ‪ ،‬بينما عدد‬
‫مستخدمي التليفون المحمول بلغ ‪ ٥٣.٤‬مليونا ً حتى سبتمبر الماضي بنسبة ‪ %٦٧‬من عدد‬
‫السكان(‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٨٩F‬‬
‫متى نتقبل العزاء في الصحافة الورقية ؟‬
‫صراع الحبر ‪ ..‬واألثير‬
‫الجدل ما زال مستمراً ‪ ..‬فبينما حددت دراسة أجرتھا شركة ‪ - Microsoft‬الرائدة في مجال صناعة‬
‫البرمجيات ‪ -‬عام ‪ ٢٠١٧‬كآخر عام لصدور صحيفة ورقية ‪ ،‬أكدت دراسات مضادة عدم انقراض‬
‫الصحافة الورقية لصالح الصحافة اإللكترونية في الخمسين عاما ً القادمة على األقل ‪ ،‬وقد اعتمدت‬
‫ھذه الدراسات على بعض الحقائق واألرقام الخاصة بالسوق األمريكية منھا‪:‬‬
‫‪ -‬ھناك ‪ ٥٠‬مليون نسخة صحيفة ورقية توزع يوميا ً‪.‬‬
‫‪ ١١٧ -‬مليون أمريكي يقرؤون جريدة واحدة ورقية على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير الصحافة اإللكترونية على نظيرتھا الورقية ما زال محدوداً حيث انخفض التوزيع‬
‫‪ %٢.٥‬فقط لإلصدارات اليومية و‪ %٣.٣‬فقط لإلصدارات األسبوعية‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى الرغم من أن بعض الصحف قد أطلقت مبادرة لخفض تكاليف اإلصدار الورقي‬
‫بنسبة ‪ %١٠‬إال أن ھناك ثالث صحف كبري قد زاد معدل إنفاقھا مؤخراً‪.‬‬

‫وفي عالمنا العربي ‪..‬‬


‫قام المذيع المخضرم "أحمد حسني" صاحب البرنامج اإلذاعي "استفتاء على الھواء" الذي يقدمه‬
‫بإذاعة "بانوراما ‪ "FM‬والذي يحظى بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج‬
‫بطرح السؤال‪ :‬بعد انتشار الصحافة اإللكترونية ھل ما زلت تشتري الصحف الورقية؟‪ .‬وقد أكد‬
‫‪ %٧٩‬من المستمعين المشاركين بأنھم ما زالوا يشترون الصحف الورقية ‪ ،‬بينما أعلن ‪ %٢١‬منھم‬
‫اكتفاءھم بقراءة الصحف إلكترونيا ً‪.‬‬

‫وإذا رجعنا مجدداً للتاريخ ‪..‬‬


‫لعلنا نتذكر أن التليفزيون لم يتمكن من القضاء تماما ً على اإلذاعة المسموعة ‪ ،‬ولكنه انتقص كثيراً‬
‫من سطوتھا اإلعالمية ‪ ،‬وترك لھا حيزاً محدداً تتحرك في إطاره ‪ ،‬وھذا ھو المتوقع أن تصنعه‬
‫الصحافة اإللكترونية في نظيرتھا المطبوعة‪.‬‬

‫وبعيداً عن ھذا الجدل ‪..‬‬


‫يرى اتحاد الجرائد األمريكي )‪ (Newspaper Association of America‬أن التقنيات الجديدة‬
‫تعد ضمانا ً النتعاش مستقبل صناعة الصحافة بشكل عام ‪ ،‬وسواء أكانت ھذه التقنيات إنترنت أو‬
‫تليفزيونا تفاعليا أو حتى تليفون محمول فإن الصحافة ستظل محتفظة بمكانتھا مصدرا رئيسيا‬
‫للمعلومات بغض النظر عن الوسيلة التى تقوم بتوصيل المعلومات من خاللھا‪.‬‬

‫ويبقى السؤال ‪..‬‬


‫ولماذا نتوقع الصراع بين الصحافتين ؟ ‪..‬‬
‫إن األعوام القليلة الماضية شھدت تحالفات بين مؤسسات صحفية وتليفزيونية من خارج شبكة‬
‫اإلنترنت ومواقع على شبكة اإلنترنت لتضمن ھذه المؤسسات أوسع انتشار ممكن ألخبارھا من‬
‫א‪‬א‪‬א‪E٩٠F‬‬
‫خالل ھذه المواقع واسعة االنتشار‪ .‬أمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬شراء قناة ‪ MSNBC‬لموقع ‪.Newsvine‬‬
‫‪ -‬تحالف قناة ‪ ABC‬مع موقع ‪.Facebook‬‬
‫‪ -‬استحواذ مؤسسة ‪ News Corporation‬على موقع ‪.My Space‬‬

‫بل إن التحالفات تمت بين مؤسسات من داخل شبكة اإلنترنت مثل استحواذ ‪ Google‬على‬
‫‪ YouTube‬كي تضمن ذراعا ً فيديويا ً تكمل به منظومة خدماتھا اإللكترونية‪.‬‬

‫وقد تحدث مفاجأة ‪..‬‬


‫يتحدث اآلن العالم عن تقنية ‪ .. e-Ink‬أي الحبر اإللكتروني ‪..‬‬
‫ويتحدث عن تقنية الشاشات المرنة القابلة للطي تشبه الجريدة الورقية التقليدية ‪..‬‬
‫لذا فقد نرى ‪ -‬أقرب مما نتصور ‪ -‬صحيفة إلكترونية يمكن قراءتھا على الموقع اإللكتروني على‬
‫شبكة اإلنترنت ‪ ،‬كما يمكن ضخھا ‪ -‬من خالل التليفون المحمول أو من خالل جھاز الكومبيوتر ‪-‬‬
‫إلى تلك الشاشة المرنة التى تشبه أوراق الجريدة بصورتھا التقليدية‪.‬‬

‫الحبر اإللكتروني‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩١F‬‬
‫في الختام‬
‫تقول النكتة إن السبب الرئيسي في عدم انتشار الصحافة اإللكترونية في عالمنا العربي ھو عدم‬
‫صالحيتھا لتلميع الزجاج أو لف الشطائر أو تغطية ضحايا حوادث الطرق أو امتصاص الزيت من‬
‫شرائح البطاطس المقلية‪.‬‬

‫ومن جانبي ‪ -‬وإن كنت أرى أن النكتة تذم بالدرجة األولي الصحافة المطبوعة ال اإللكترونية ‪ -‬أضم‬
‫صوتي إلى مؤلفھا ‪ ،‬وأطالب أصحاب مواقع الصحافة اإللكترونية بتحسين نوعية الورق خاصتھم‪.‬‬
‫***‬
‫برنامج الدورة التدريبية في مجال الصحافة اإللكترونية بمعھد اإلذاعة والتليفزيون‬
‫الشق المعرفي‪:‬‬
‫‪ ᴥ‬المدخل إلى عالم الصحافة اإللكترونية )ھذه المقالة جزء منھا(‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬إدارة العالقة بين الصحيفة المطبوعة والصحيفة اإللكترونية‬
‫‪ ᴥ‬نظم المتابعة اإللكترونية للصحيفة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬فريق العمل المطلوب إلدارة الصحيفة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬غرف أخبار الصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬طرق تحديث المحتوى على مواقع الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬أصول إجراء المقابالت إلكترونيا ً وقواعده‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬تحرير الخبر اإللكتروني‪.‬‬
‫الشق التقني‪:‬‬
‫‪ ᴥ‬إنتاج النص التشعبي الفائق ‪.HTML‬‬
‫‪ ᴥ‬التصوير الرقمي للصور الثابتة‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬معالجة الصور الثابتة ببرنامج ‪.Photoshop‬‬
‫‪ ᴥ‬التسجيل الرقمي للصوت‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬معالجة الصوت ببرنامج ‪.WaveLab‬‬
‫‪ ᴥ‬التصوير الرقمي للفيديو‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬معالجة الفيديو ببرنامج ‪.Premiere‬‬
‫‪ ᴥ‬التعامل مع الفيديو الرقمي على ‪.Youtube‬‬
‫‪ ᴥ‬الرسوم المتحركة على اإلنترنت ببرنامج ‪.Flash‬‬
‫‪ ᴥ‬إنشاء مدونة على شبكة اإلنترنت وإدارتھا‪.‬‬
‫‪ ᴥ‬تصميم مواقع اإلنترنت وتنفيذھا ببرنامج ‪.FrontPage‬‬
‫‪ ᴥ‬مواقع ‪.MySpace - Twitter - Facebook‬‬
‫‪ ᴥ‬تأمين المواقع إلكترونيا ً‪.‬‬
‫‪‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩٢F‬‬
‫_‘‪< <íéÞæÓÖý]<ÄÎ]çÛ×Ö<ë…^f}ý]<†è†vjÖ]<Ùç‬‬
‫عـبد ﷲ الســبع‬
‫مدير إدارة التحرير ‪ ..‬قناة المعلومات‬

‫مدخل‬
‫خطاب‬
‫ٍ‬ ‫عندما ُسئل الرئيس األمريكي األسبق وودرو ويلسون عن المدة التي يحتاجھا من أجل كتابة‬
‫ً‬
‫أسبوعا‪ ..‬وإن كان ‪١٥‬‬ ‫األمر يعتمد على مدة الخطاب‪ ..‬إن كان ‪ ١٠‬دقائق؛ َ ُ‬
‫أحتاج‬ ‫ُ‬ ‫لكي ُيلقيه‪ ،‬أجاب‪" :‬‬
‫دقيقة؛ قد أحتاج ‪ ٣‬أيام‪ ..‬وإن كان لنصف الساعة؛ فإن األمر يتطلب يومين‪ ..‬أما إن كان الخطاب‬
‫ٌ‬
‫مستعد اآلن"!‬ ‫ُ‬
‫مدته ساعة‪ ،‬فأنا‬
‫ً‬
‫إطالقا‪..‬‬ ‫يفھم من القصة السابقة؛ أن الموضوع إذا كان عبارة عن » لت وعجن«؛ فال مشكلة‬ ‫وما ُ َ‬
‫وقت قصير؛ فھذا‬
‫ٍ‬ ‫في‬ ‫محددة‬ ‫رسالة‬ ‫إيصال‬ ‫المراد‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ ‫!‬‫ممتد‬ ‫أمامنا‬
‫َ‬ ‫والنھار‬
‫ُ‬ ‫اآلن‪،‬‬ ‫فلنبدأ‬
‫يحتاج عمالً‬
‫ُ‬ ‫ﱡ‬
‫والتمكـن منھا‬ ‫ُ‬
‫وإتقانھا‬ ‫ھـينة‪،‬‬ ‫مھارات ينبغي ﱡ‬
‫تعلمھا‪ .‬والكتابة الجيدة مھارةٌ ليست َ ﱢ‬ ‫ٍ‬ ‫يتطلب‬
‫دءوبا لسنوات‪.‬‬
‫ً‬

‫مقدمة‬
‫البحث عن أفضل الوسائل التي‬
‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫اليوم؛‬ ‫عالمنا‬ ‫الناس في‬
‫َ‬ ‫الحاجةُ إلى التنوع والتجدد‪،‬‬
‫َ‬ ‫دفعت‬
‫ًّ‬
‫إخباريا؛‬ ‫يستقون منھا أحدث األخبار وأسرعھا‪ .‬وال جدال أن المواقع اإللكترونية بسطت نفوذھا‬
‫حتى صارت وسيلةً ال يمكن للكثيرين االستغناء عنھا‪ ،‬لمعرفة آخر أحداث الكون من حولنا أوالً‬
‫بأول‪.‬‬

‫موازيا في صياغة األخبار؛ فاألساليب والصياغات‬


‫ً‬ ‫وقد فرض ھذا التحول في ذوق الناس تحوالً‬
‫القديمة عفاھا الزمن ‪ ،‬ولم تعد قادرة على مواكبة التطور والتجدد والتنوع الذي يشھده عصرنا‪.‬‬
‫بشكل يواكب‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وقواعد جديدة في فنون التحرير الصحفي‬ ‫وأساليب‬
‫ُ‬ ‫وبالفعل؛ فقد ظھرت أنماطٌ‬
‫شكل قديم؛ حيث إن القوالب الجديدة‬
‫ٍ‬ ‫متطور عن‬
‫ﱢ‬ ‫ٌ‬
‫شكل‬ ‫العصر؛ منھا ما ھو ُ َ َ ٌ‬
‫مبتدع جديد‪ ،‬ومنھا ما ھو‬
‫تماما؛ بل أضافت لھا طرائق مستحدثة ُتناسب اھتمام القارئ المعاصر‪.‬‬
‫لم َتنسف القوالب القديمة ً‬
‫طبيعة اإلعالم اإللكتروني‬
‫يوفـر المزيد من المعلومات والتغطيات عن األخبار التي‬
‫ُ‬ ‫كبيرا‬
‫ً‬ ‫أصبحت المواقع اإللكترونية حقال‬
‫جانبا ونحن نتحدث عن أصول التحرير‬
‫ً‬ ‫ننحي التكنولوجيا‬ ‫ً‬
‫وبداية؛ فإننا ال نستطيع أن ُ َ ﱢ‬ ‫يتم تداولھا‪.‬‬
‫أدوارا إضافية ينبغي على‬
‫ً‬ ‫اإلخباري للمواقع اإللكترونية؛ فال جدال أن التكنولوجيا الحديثة أوجدت‬
‫يقوم بھا في النص الذي يقوم بتحريره لنشره على موقع إلكتروني‪ .‬فمحـرر اإلنترنت‬ ‫َ‬ ‫المحرر أن‬
‫حد ما عن اإلخراج )اختيار صورة للخبر‪ ،‬ومعالجتھا‬ ‫ٍ‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫ٌ‬
‫مسئول‬ ‫وھو‬ ‫الكتابة‪،‬‬ ‫جودة‬ ‫عن‬ ‫ٌ‬
‫مسئول‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩٣F‬‬
‫وحده ‪ -‬وليست الھندسة اإلذاعية ‪ -‬ھو‬
‫َ‬ ‫وشكل معين‪ ،‬وكتابة تعليق عليھا(‪ .‬كذلك؛ فإن المحرر‬
‫ٍ‬ ‫بمقاس‬
‫ٍ‬
‫المسئول عن عملية البث أو ما ُيعرف بالنشر )‪ (Publishing‬باستخدام برنامج إدخال ) ‪Upload‬‬
‫ٌ‬
‫عامل مھم في‬ ‫يرسل األخبار إلى ما ُيعرف بخادم الموقع )‪ .(Site Server‬والسرعة‬‫‪ِ ُ (Program‬‬
‫كل تلك المراحل‪.‬‬

‫وقد جاء ھذا التطور التكنولوجي في العمل اإلخباري‪ ،‬بعد قرابة قرنين من تحكم الصحافة الورقية‬
‫في شكل تحرير األخبار التي تصل إلى الجمھور‪ ،‬حتى جاءت ثورة االتصاالت لتساعد المادة‬
‫وتؤسس لھا تقاليد وقوالب خاصة؛ تنسجم مع طبيعة الوسيلة‬
‫ﱢ َ‬ ‫ًّ‬
‫تدريجيا‪،‬‬ ‫اإلخبارية على أن تستقل‬
‫اإللكترونية الجديدة وخصائصھا المميزة‪.‬‬

‫فزيوني‬
‫ﱞ‬ ‫ٌ‬
‫وثالث تلي‬ ‫إذاعي‪،‬‬
‫ﱞ‬ ‫مكتوب للجريدة الورقية‪ُ َ ،‬‬
‫وآخر‬ ‫ٌ‬ ‫ونستطيع القول‪ :‬إنه أصبح لدينا اليوم ٌ‬
‫خبر‬
‫أيضا ٌ‬
‫خبر إلكتروني‪ ،‬له‬ ‫يتميز ببعض الخصائص التي تستدعيھا وسيلة التليفزيون‪ ،‬كما أصبح ھناك ً‬
‫ٌ‬
‫ميزات أخرى إضافية‪.‬‬

‫ْ‬
‫انتھجت منذ نشوئھا؛ ثم أخبار التليفزيون ‪ -‬فيما بعد ‪ -‬األساليب‬ ‫ومن ُ ﱠ‬
‫المسلم به أن أخبار اإلذاعة‬
‫الصحفية في معالجة األخبار؛ ألن محرريھا جاءوا إليھا ‪ -‬في الغالب ‪ -‬من الصحافة‪ ،‬إلى أن بدأت‬
‫ﱠ‬
‫وتتفرد‬ ‫ً‬
‫رويدا‪ ،‬وتسعى لتلبية حاجاتھم‬ ‫ً‬
‫رويدا‬ ‫األخبار اإلذاعية والتليفزيونية تقترب من جمھورھا‬
‫ببعض الخصوصية التي تتناسب والوسيلتين الجديدتين‪.‬‬

‫الكتابة والتحـرير‬
‫ينبغي لنا أوالً أن نعرف ما الفرق بين‪ :‬الكتابة )‪ ،(Writing‬والتحرير )‪(Editing‬؟ والمفترض أن‬
‫عملية التحرير تبدأ عقب االنتھاء من عملية الكتابة‪ .‬فعندما يكتب المراسل أو المندوب ما توافر لديه‬
‫بدورھا إلى مئات المشتركين في خدماتھا‪ ..‬وھنا‬
‫تبثـه ْ ِ‬
‫من معلومات؛ يقوم بإرساله إلى الوكالة التي ﱡ‬
‫تبدأ عملية التحرير‪ .‬وكلمة تحرير‪ ،‬تعني‪ :‬إعداد كتابات اآلخرين للنشر‪ ،‬ومنھا جاءت كلمة‪ :‬محرر‬
‫مسمى‪ :‬رئيس التحرير )‪.(Chief in Editor‬‬ ‫وأيضا ُ ﱠ‬
‫ً‬ ‫)‪،(Editor‬‬

‫والمعالجة لمضمون المعلومات‪،‬‬‫َ َ‬ ‫التحرير اإلخباري إذن ھو‪ :‬العملية التي تتم فيھا الصياغة الفنية‪،‬‬
‫التي تم جمعھا من المصادر المختلفة بواسطة المراسلين والمندوبين‪ ،‬أو التي وصلت إلينا َ ْ‬
‫عبر‬
‫ونشرھا‬
‫ِ‬ ‫الوكاالت ‪ -‬التي تشترك فيھا الجھة التي ُتطلق الموقع ‪ -‬ثم المراجعة الدقيقة لھا؛ إلعادة ﱢبثھا‬
‫متعارف عليھا‪ .‬والذي يقوم بتلك المھمة ھو المحرر‪ ..‬الذي من‬ ‫َ‬ ‫أشكال وقوالب‬
‫ٍ‬ ‫وإذاعتھا في‬
‫ِ‬
‫محكما‪.‬‬
‫ً‬ ‫بناء‬
‫ً‬ ‫الخبر‬ ‫بناء‬ ‫على‬ ‫ومقدرته‬ ‫بكفاءته‬ ‫ً‬
‫معروفا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫المفترض‬

‫ﱠ‬
‫يتمكن من صياغة األحداث بلغة إخبارية مناسبة وجيدة‪ .‬والتحرير لوسيلة‬ ‫والمحرر الناجح ھو‪ :‬الذي‬
‫ًّ‬
‫حاليا(؛ حيث‬ ‫يختلف عن فن الكتابة العلمية )مثل ھذا المقال الذي ُتطالعه َ‬
‫أنت‬ ‫ِ‬ ‫كتابي‬
‫ﱞ‬ ‫إعالمية ٌ‬
‫فن‬
‫א‪‬א‪‬א‪E٩٤F‬‬
‫يعتمد على المصطلحات العلمية أو الفنية المحددة الدقيقة‪ ،‬التي ربما ال يفھمھا إالّ أصحاب‬
‫أيضا عن الكتابة األدبية التي تعتمد على الخيال والبالغة اللفظية‬
‫ً‬ ‫التخصص‪ .‬كما يختلف‬
‫المستقبل لھا‪ ،‬وتتوجه إلى قارئ ال يبحث إال عن متعة جمالية‬
‫ِ‬ ‫واالستطراد‪ِ ُ ،‬‬
‫وتخاطب مشاعر‬
‫وفكرية‪.‬‬

‫ويعتمد التحرير اإلخباري على اللغة الوسطى‪ ،‬التي ُيسميھا البعض باللغة الصحفية‪ ،‬أو اللغة‬
‫اإلعالمية‪ ،‬ذات األسلوب الذي يفھمه القارئ العادي‪ ،‬وذات األشكال‪) ،‬أو القوالب( الفنية التي يتم من‬
‫خاللھا نقل المضمون المراد توصيله أو نقله‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جديد من النثر‪ ،‬أضافه أساتذة الصحافة واألدب إلى أنواع النثر التقليدية‬ ‫والتحرير اإلخباري ھو ٌ‬
‫نوع‬
‫)العادي والعلمي والفني(‪ .‬وقالوا إن ھذا النثر يقف في منتصف الطريق بين النثر الفني )أي لغة‬
‫األدب(‪ ،‬وبين النثر العادي )أي لغة التخاطب اليومي(‪ .‬والتحرير اإلخباري له من النثر العادي‪:‬‬
‫وشعبيته‪ .‬وله من النثر الفني‪ :‬حظه من التفكير‪ ،‬وحظه من عذوبة التعبير‪.‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وبساطته‬ ‫ُ‬
‫وسھولته‬ ‫ُ ُ‬
‫ألفته‬
‫يطلق على لغة الصحافة‬ ‫ولعل ذلك المفھوم لھــذا النثر‪ ،‬ھو الذي جعــــل بعض أساتذة اإلعــــالم ُ ِ‬
‫عموما(؛ ھو عين‬‫ً‬ ‫المحرر‬ ‫)أو األخبار( وصف‪" :‬األدب العاجل"‪ .‬ولذلك؛ فقد ِقيل‪ :‬إن الصحفي )أو‬
‫نفسه؛ فھو ُيطلع ﱠ‬
‫القراء على مكنوناتھا وأحاسيسھا!‬ ‫القارئ على العالم‪ ،‬واألديب ھو ُ‬
‫عين ِ‬

‫األسلوب الخبري‬
‫سمات خاصة‪ .‬وينبع ھذا األسلوب من عدة محددات‪،‬‬‫ٌ‬ ‫ًّ‬
‫خبريا‪ ،‬له‬ ‫أسلوبا‬
‫ً‬ ‫الواقع يقول‪ :‬إن ھناك‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫لكن‬
‫عبرھا‪ .‬وفي وسيلتنا التي نكتب لھا )وھي المواقع‬ ‫تتعلق بطبيعة الوسيلة التي سيتم نقل الخبر َ ْ‬
‫اإلخبارية على شبكة اإلنترنت(؛ فإن األسلوب الخبري يقتضي من المحرر‪ :‬السرعة‪ ،‬واالختصار‪،‬‬
‫يغفـل بالطبع الدور الحيوي الذي تؤديه الوسائل المصاحبة إلى جانب الكلمات مثل‪:‬‬‫والتركيز‪ .‬وال ُ َ‬
‫ومؤخرا الكليبات(‪.‬‬
‫ً‬ ‫)الصور‪ ،‬والجرافيكس‪ ،‬والرسوم البيانية المناسبة ُ َ‬
‫المختارة‪،‬‬

‫ً‬
‫فروقا أساسية بين‬ ‫وسيلة وأخرى؛ ﱠ‬
‫فإن ھناك‬ ‫ٍ‬ ‫وبرغم التشابه الذي يبدو في األسلوب اإلخباري بين‬
‫أسلوب الكتابة للجريدة‪ ،‬وأسلوب الكتابة لإلذاعة‪ ،‬وأسلوب الكتابة للتليفزيون‪ ،‬وبالطبع أسلوب‬
‫نكتب لھا؛ فمن المھم بالطبع أن‬ ‫وعموما‪ًّ ،‬‬
‫فأيا ما كانت الوسيلة التي ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫الكتابة للمواقع اإللكترونية‪.‬‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫المحرر تحقيق ذلك‬
‫ُ‬ ‫يستطيع‬
‫َ‬ ‫يكون المحرر قد أتقن أصول كتابة األخبار وتحريرھا‪ .‬وحتى‬
‫صحيح؛ فينبغي عليه أن يراعي األمور التالية‪:‬‬
‫يتمكن من تطويع الكلمات بالشكل الذي يخدم موضوعه‪،‬‬‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪ ‬إتقان اللغة التي يكتب بھا؛ حتى‬
‫يختار بين ھذه الكلمة وتلك‪ ،‬وما ھو األصح في ھذا السياق‪.‬‬
‫َ‬ ‫أيضا أن‬
‫وليتسنى له ً‬
‫يتمتع بالقدرة على الكتابة ببساطة وبأسلوب طبيعي‪ ،‬وأن تكون لديه ثروةٌ وافرة من‬‫َ‬ ‫‪ ‬أن‬
‫نھما‪ ،‬وعلى اطالع باألدب )من قصة‬ ‫ً‬
‫المفردات‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة أن يكون قارئا ً‬
‫وشعر وغيرھما(‪.‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪E٩٥F‬‬
‫ﱠ‬
‫يتحلى باإلحساس بالمسئولية والدقة والعناية والصبر‪ ،‬واالبتعاد عن إصدار حكم‬ ‫‪ ‬أن‬
‫قاطع‪ ،‬أو اتباع ھوى النفس؛ فيما يكتب عنه من قضايا وأحداث‪.‬‬

‫رحلة مع الخبر‬
‫نتعرف على طبيعة الخبر‪ .‬وبادئ ذي بدء؛ فھناك عدة أساسيات مشتركة ينبغي‬ ‫ﱠ‬ ‫واآلن؛ تعالوا‬
‫يكتب لھا؛ وھي‪:‬‬ ‫ً‬
‫عموما؛ ّأيا كانت الوسيلة التي ُ َ‬
‫ً‬ ‫مراعاتھا عند تحرير الخبر‬
‫‪١‬ـ أن تكون الجملة قصيرة‪.‬‬
‫قريبا من فاعله قدر اإلمكان‪.‬‬‫ً‬ ‫‪٢‬ـ أن يكون الفعل‬
‫ذكر المصدر؛ خاصة في األخبار‪ ،‬أو التصريحات المھمة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الحرص على ِ ْ‬
‫ذكر الوظائف قبل األسماء‪ ،‬عند ذكر األشخاص؛ سواء من المسئولين والزعماء‪.‬‬ ‫‪٤‬ـ ِ ْ‬
‫‪ -٥‬أن تكون المعلومات والوقائع واألسماء واألمكنة والتواريخ واألشخاص التي يتناولھا‬
‫خلل في ذلك ينسف ثقة الجمھور في الوسيلة التي‬ ‫ٍ‬ ‫ﱡ‬
‫وأي‬ ‫الخبر دقيقة بأقصى ما يمكن‪،‬‬
‫أوردت الخبر‪.‬‬

‫يمر بمراحل تصنيع مختلفة؛ فبعد أن يصل الخبر الجديد إلى صالة‬ ‫منتـج ‪ -‬ﱡ‬‫والخبر ‪ -‬مثله مثل أي ُ َ‬
‫التحرير‪ ،‬فإنه يخضع على الفور ‪ -‬وقبل أن ُيطالعه الجمھور‪ -‬لرحلة تشمل عمليات تشذيب وصقل‬
‫أحب أن ُأنوه بمحاولة في االجتھاد من جانبي؛ لتحديد‬
‫ﱡ‬ ‫وإعادة صياغة؛‪ .‬لكن في مستھل ھذه الرحلة؛‬
‫الفروق التحريرية عند كتابة الخبر لكل وسيلة إعالمية نقوم بالتحـرير لھا‪ ،‬وأتصور أن ھناك‬
‫ً‬
‫ارتباطا بين الوسيلة وفعل المتلقي المتعامل معھا؛ فنقول مثالً‪:‬‬
‫عند مطالعة الصحيفة‬ ‫أقــــــرأ ←‬
‫عند سماع اإلذاعـة‬ ‫أســمــع ←‬
‫عند رؤية التليفزيون‬ ‫ُأشــاھـد ←‬
‫عند الدخول إلى الموقع اإللكتروني‬ ‫أتصـفـح ←‬

‫وحده؛ ولذلك َفرضت تلك الوسيلة على المحررين‬ ‫َ‬ ‫يخاطب القارئ‬
‫ِ‬ ‫ومن المعلوم أن ما ُيكتب للجريدة‬
‫الصحفيين انتقاء األلفاظ الرصينة‪ ،‬واالعتناء بالصياغات‪ ،‬وما إلى ذلك من جماليات األسلوب‪ ،‬التي‬
‫تأسـس بخصائص ومميزات تضع‬ ‫تماما لفن الكتابة لألذن الذي ﱠ‬
‫ً‬ ‫ُتداعب خيال القارئ‪ .‬وھذا مغاير‬
‫واضحا أن خبر اإلذاعة لكي يجتذب‬ ‫ً‬ ‫المستمع في أول االعتبارات‪ .‬فحين ظھر الراديو؛ كان‬
‫بطريقة ُتناسب جمھور المستمعين ومستوياتھم المختلفة‪ .‬حيث إن من السھل‬
‫ٍ‬ ‫يكتب‬
‫المستمع؛ يجب أن ُ َ‬
‫على األطفال وغير المتعلمين وفاقدي البصر؛ أن يحصلوا على المعرفة عن طريق آذانھم‪ .‬كما أن‬
‫ھناك كثيرين كانوا يجدون أن األذن ھي السبيل األفضل لتلقي المعلومات‪ .‬ثم عندما ظھر التليفزيون‬
‫ً‬
‫شغوفا بمتابعة‬ ‫تغيرت استراتيجية الكتابة ؛ فصار التحرير اإلخباري يتوجه لعين المشاھد الذي بات‬
‫الصورة أكثر من غيرھا! وبظھور المواقع اإللكترونية؛ تغيرت عادات الناس في تلقي األخبار‬
‫جديدا يسعى ھو بنفسه للبحث عن المعلومة‬ ‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬وأصبح المتلقي عن طريق اإلنترنت‬ ‫ً‬
‫א‪‬א‪‬א‪E٩٦F‬‬
‫الجديدة‪ ،‬وفھم ما يدور حوله في ظل منافسة شرسة مع الفضائيات التي ُتسابق الزمن إلذاعة‬
‫تؤكد في كل مرحلة على خصائص‬ ‫الحاجةَ ؛ ھي التي ﱢ‬
‫َ‬ ‫األحداث في لحظة وقوعھا‪ .‬وھكذا يتضح أن‬
‫دوما طبيعة الوسيلة اإلعالمية الجديدة ومستلزمات أدائھا‪.‬‬
‫معينة ‪ ،‬تفرضھا ً‬

‫الخبر اإللكتروني‬
‫اآلن‪ ،‬نأتي إلى الخبر اإللكتروني المراد نشره على شبكة اإلنترنت‪ ،‬فنجد أنه يستغل جميع العناصر‬
‫ً‬
‫مستفيدا من تلك العناصر إلى‬ ‫السابقة؛ فھو يعتمد على‪ :‬النص المكتوب‪ ،‬والصوت‪ ،‬والصورة؛‬
‫أقصى درجة ممكنة‪ .‬وينبغي عند الكتابة لإلنترنت فھم نظام النص المتشعب ))‪ ،HTTPH‬الذي‬
‫يضم‪ :‬عنصري الشكل والمحتوى‪ ،‬ووصالت النقل‪ ،‬أو الروابط المتشعبة )‪ (Hyperlinks‬التي‬
‫لصفحات جديدة؛ سواء خارجية أو بداخل الموقع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫توجه الزائر‬

‫جزء من‬
‫ٍ‬ ‫أن خبر النت يتميز بميزة تحريرية إضافية؛ وھي‪ :‬عرض عنوان الخبر‪ ،‬بمصاحبة‬ ‫غير ﱠ‬
‫يحتاج‬
‫ُ‬ ‫جزء منھا‬
‫ٍ‬ ‫ﱡ‬
‫وكل‬ ‫وعموما فإن الخبر اإللكتروني يتكون من أربعة أجزاء رئيسية؛‬
‫ً‬ ‫المضمون‪.‬‬
‫إبداع في تحريره‪ .‬وھذه األجزاء ھي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫إلى‬

‫‪ -١‬العنوان )‪:(Title‬‬
‫تقرأ من عنوانھا ‪ -‬كما يقولون ‪ -‬لذلك يجب على‬ ‫وھو أول ما يطالعه الزائر من الخبر‪ ،‬والرسالة ُ َ‬
‫المعـبر عن الخبر الذي يحمل الرسالة المراد إبالغھا للجمھور‪.‬‬ ‫المحرر أن ُيحسن اختيار العنوان ُ ﱢ‬
‫ويشترط في عنوان الخبر اإللكتروني عدة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬‬‫تركه‬ ‫إلى‬ ‫المتلقي‬ ‫وإھمال العنوان قد ُيسيء للخبر‪ ،‬ويدفع‬
‫أمور منھا‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يدل على الخبر‪ ،‬ويتطابق مع المضمون‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اإليجاز في اختيار الكلمات المناسبة للعنوان‪.‬‬
‫حـ ‪ -‬انتقاء ألفاظ معبرة له في قوة وصراحة وعمق‪.‬‬
‫د‪ -‬أال يعتمد على طرق الخداع ؛ فمن المعيب كتابة عنوان مخالف لمحتوى الخبر‪.‬‬
‫عدد من الناس؛ مع ضرورة التعبير بموضوعية ‪-‬‬ ‫ويثير اھتمام أكبر ٍ‬ ‫جذابا‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫ھـ‪ -‬أن‬
‫دون تھويل أو تزييف ‪ -‬عن محتوى الخبر‪.‬‬
‫ويجب مالحظة أن العناوين العامة التي تحمل مضامين غير محددة؛ ال َ ُ ﱡ‬
‫تشـد انتباه الزائر‪،‬‬
‫بل وتجعله ال يھتم بتصفح الخبر‪.‬‬

‫‪ -٢‬الوصف القصير )‪:(Short Description‬‬


‫قصير لفحوى الخبر من خالل عدة سطور ال تتجاوز مثالً الثالثين كلمة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تقديم‬
‫ٍ‬ ‫وھو عبارة عن‬
‫بحـرفية ومھارة عالية‪ ،‬وتحوي أھم المعلومات التي ُتمثل مركز الثقل في الخبر؛ بحيث‬ ‫مصاغة ِ‬
‫ُتغري الزائر بالدخول لتصفح القصة اإلخبارية الكاملة‪ ،‬ومطالعة المزيد من التفاصيل‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩٧F‬‬
‫ﱢ‬
‫وأحذر مما يقع فيه بعض المحررين؛ بأخذ )‪ (Copy‬من الفقرة األولى من جسم الخبر ‪ -‬كما نرى‬
‫لألسف عند تصفح بعض المواقع ‪ -‬ولصقھا في خانة الوصف‪ ،‬حتى إذا ضغط الزائر )على وصلة‬
‫التفاصيل( لمطالعة المزيد من المعلومات؛ فوجئ بإعادة قراءة سطور )الوصف( نفسھا مرةً أخرى‬
‫في بداية الخبر!‬

‫‪ -٣‬التفاصيل )‪:(Details‬‬
‫وھي متن الخبر )أو جسم الخبر كما يحلو للبعض تسميته(‪ .‬وھو الجزء الذي يحوي التفاصيل‬
‫لمزيد من العرض‪ ،‬وإلمكانية تدعيم الخبر ببيانات أو أقوال أو‬
‫ٍ‬ ‫نسبيا‬
‫ً‬ ‫المتعددة؛ حيث يتسع المجال‬
‫جزءا من‬
‫ً‬ ‫تشكـل شريحة من الخبر تتناول‬ ‫كل منھا ُ ﱢ‬
‫فقرات؛ ﱟ‬
‫ٍ‬ ‫تصريحات‪ .‬ويتكون جسم الخبر من‬
‫كل منھا؛ أي نبدأ من األھم ثم األقل‬
‫تسلسل َوفق أھمية ﱟ‬
‫ٍ‬ ‫ترتيبھا في‬
‫ُ‬ ‫أحداثه‪ ،‬في وحدة متكاملة يتم‬
‫يعرض في فقرتين على األقل‪ .‬ويجب‬ ‫قصيرا؛ فإنه ُيستحسن أن ُ َ‬
‫ً‬ ‫أھمية وھكذا‪ .‬ومھما يكن الخبر‬
‫االلتزام بالقواعد التالية عند تحرير جسم الخبر‪:‬‬

‫أ‪ -‬تجنب استخدام المبنى للمجھول؛ حيث يقوم بتعقيد المعنى‪.‬‬


‫طابع الحاليةﱠ‬
‫َ‬ ‫يضفى‬
‫َ‬ ‫ب استخدام الفعل المضارع في الصياغة؛ حيث إن ذلك من شأنه أن ُ‬
‫على الحدث‪.‬‬
‫عدد من الكلمات‪ ،‬وال داعي للمترادفات‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬عدم اإلطالة في الجمل‪ ،‬وإبراز المعاني بأقل ٍ‬
‫أللفاظ في الفقرة الواحدة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫د ‪ -‬الدقة في صياغة الفقرات دون تكرار‬
‫فـور ورود الخبر من المصادر أو الوكاالت‪.‬‬ ‫ھـ السرعة في التحرير والنشر؛ َ ْ‬

‫‪ -٤‬الروابط والوصالت )‪:(Links‬‬


‫وتضم خلفيات ضرورية ومھمة عن الخبر‪ ،‬قد ُيشار إليھا بداخل متن الخبر‪ ،‬عبر تمييز إحدى‬
‫بلون مغاير لبقية النص‪ ،‬أو بعالمة؛ مما ُيحيلنا إلى صفحة جديدة متفرعة من النص في‬
‫ٍ‬ ‫الكلمات‬
‫ًّ‬
‫معلوماتيا‪ .‬كما يمكن أن‬ ‫ثراء‬
‫ً‬ ‫الخبر‬
‫َ‬ ‫الموقع نفسه‪ ،‬تحمل ‪ -‬في الغالب ‪ -‬قصةً أخرى متعلقة‪َ ،‬تزيد‬
‫ُتوضع عدة روابط )يسار الصفحة أو في نھايتھا( على شكل مجموعة عناوين لھا عالقة بالخبر‪،‬‬
‫تحت عنوان مستقل؛ مثل‪» :‬موضوعات ذات صلة«؛ ُتحيل المتصفح إلى مقاالت أخرى من خارج‬
‫ً‬
‫أبعادا أخرى‪.‬‬ ‫الموقع ُتضيف للموضوع‬

‫المزيد من المعلومات حول‬


‫َ‬ ‫إن القصة اإلخبارية المنشورة عبر الموقع اإللكتروني‪ ،‬يتوجب أن ُ ﱢ‬
‫تقـدم‬
‫ﱠ‬
‫تتفـرد بھا تقنية اإلنترنت؛ فالنشرة اإلخبارية‬ ‫الحدث باستخدام الخصائص التكنولوجية التي‬
‫دورھا عند مجرد إعالم المتلقي بالخبر الجديد؛ ولكن يمتد دورھا إلى الغوص‬
‫يقتصر ُ‬
‫ُ‬ ‫اإللكترونية ال‬
‫في أعماق الخبر وخلفياته‪.‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩٨F‬‬
‫وباإلجمال‪ ،‬يمكننا القول‪ :‬بإن المحتوى الجيد ألي موقع إخباري على الشبكة العنكبوتية ينبغي أن‬
‫تتوافر له ٌ‬
‫عدد من العناصر مثل‪:‬‬
‫‪ ‬متابعة متواصلة لألحداث على مدار الساعة‪.‬‬
‫‪ ‬توثيق كامل للوقائع واألحداث على مختلف األصعدة والمستويات‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالسياسات التحريرية الثابتة؛ وفي مقدمتھا‪ :‬الدقة والموضوعية والحياد‪.‬‬
‫‪ ‬الترويج للمھنية اإلعالمية‪ ،‬والديمقراطية‪ ،‬والتعددية الفكرية والسياسية‪ ،‬والحريات‬
‫السياسية والعامة‪.‬‬
‫خبرا عن‬
‫ً‬ ‫‪ ‬توفير المعلومات األساسية الخاصة بجميع األطراف‪ ،‬فلو أن ھناك مثالً‬
‫]مطالبة أكراد تركيا بالحكم الذاتي[‪ ،‬أفترض أن يقوم الموقع اإللكتروني بنشر الخبر؛ ثم‬
‫الضوء على تاريخ الصراع بين األكراد وتركيا‪ ،‬وأبرز‬
‫َ‬ ‫ُيرفق بداخله عدة وصالت ُ ﱢ‬
‫تسلط‬
‫وأيضا لصق بعض‬ ‫ً‬ ‫الشخصيات التي ورد ْ ُ‬
‫ذكرھا خالل المحطات المختلفة من الصراع‪،‬‬
‫الروابط التي ُتحيل المتصفح لمواقع خارجية مھتمة بالموضوع؛ تتكفل بنقل وجھة نظر كل‬
‫طرف‪ ،‬من خالل البيانات والمصادر التي ﱢ‬
‫يوفرھا عن نفسه وعن قضيته‪ ..‬وھكذا‪.‬‬
‫عنصرا ًّ‬
‫مھما ألي وسيلة إخبارية؛ فإنھا أوجب ما تكون‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬التذكير بأن السرعة‪ ،‬وإن كانت‬
‫في المواقع اإلخبارية على شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ ‬توحيد أطوال القصص اإلخبارية على صفحات الموقع‪ ،‬والتحول إلى استخدام الوصالت‬
‫ويكون بإمكانه أن َيمضي‬
‫الداخلية والروابط الخارجية‪ ،‬حتى ال يشعر المتصفح بالملل‪َ ،‬‬
‫ُُ‬
‫قدما في مطالعة المزيد من التفاصيل عن القصة‪.‬‬

‫القصة في الـ ‪Links‬‬


‫حفل فخيم‪ ،‬وأن المادة اإلخبارية المتدفقة‬
‫ٍ‬ ‫كبيرا في‬
‫ً‬ ‫بوفيھا‬
‫ً‬ ‫كثيرا ما أتخيل أن دسك التحرير‪ُ ،‬يشبه‬
‫ً‬
‫عليه ھي أصناف المشويات والمطھيات العديدة من اللحوم واألسماك والطيور وغيرھا‪ .‬وبالطبع فال‬
‫ً‬
‫واحدا تلو اآلخر! وإنما البوفيه قد‬ ‫جميعا‬
‫ً‬ ‫ُيعقل أن يدور المدعوون حول تلك األطباق؛ لكي يتذوقوھا‬
‫يفضله!‬
‫ُ ﱢ‬ ‫الذي‬ ‫شخص ﱢ ْ َ‬
‫الصنف‬ ‫ٍ‬ ‫احتوى على كل تلك األطباق؛ ليجد ﱡ‬
‫كل‬

‫مطلوبا أن تكتب كل ما تعرفه عن الحدث داخل جسم الخبر؛‬


‫ً‬ ‫األمر نفسه في الخبر اإللكتروني؛ فليس‬
‫فربما ال تستطيع ذلك في الغالب‪ .‬وربما ال يرغب ﱡ‬
‫كل زائري الموقع في قراءة ھذا الكم من‬
‫المعلومات المتدفقة!‬

‫كثيرا ما أطالع‪ :‬أخبار االنفجارات اليومية في مناطق الصراعات‪ ،‬وعمليات المقاومة‪ ،‬وما‬
‫ً‬ ‫أيضا؛‬
‫ً‬
‫طويل وممل! وتلك األخبار لھا تطورات تحتاج إلى‬
‫ٍ‬ ‫واحد‬
‫ٍ‬ ‫موضوع‬
‫ٍ‬ ‫ويسفر عنھا من ضحايا‪ ..‬في‬

‫א‪‬א‪‬א‪E٩٩F‬‬
‫متابعا لألحداث‪ .‬فمثالً قد تقع عدة‬
‫ً‬ ‫ويكون‬
‫َ‬ ‫طريقة إخبارية معينة في سردھا؛ حتى ال يتوه القارئ ‪،‬‬
‫بأعداد مختلفة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وتسفر عن وقوع ضحايا‬ ‫يوم واحد‪ُ ،‬‬ ‫عدد من المحافظات العراقية خالل ٍ‬ ‫انفجارات في ٍ‬
‫والحل األمثل ‪ -‬في رأيي ‪ -‬لتحرير خبر من ھذا النوع‪ ،‬يكون باستخدام القالب التجميعي؛ بأن يتم‬
‫التطور األخير وحده؛ ثم يتم سرد بقية التفاصيل‬
‫ُ‬ ‫جمع أعداد ضحايا االنفجارات والبدء بھا‪ ،‬ثم ُيذكر‬
‫دام في‬
‫يوم ٍ‬
‫عنوان وصفي لألحداث كلھا؛ ھكذا مثال‪ٌ ] :‬‬
‫ٍ‬ ‫باختصار شديد‪ ،‬ووضع‬
‫ٍ‬ ‫َوْف َ‬
‫ق الترتيب الزمني‬
‫العراق[‪ ،‬تعقبه مقدمة يراھا المحرر مناسبة لالنطالق إلى قصته الخبرية‪ ..‬ثم استخدام وصالت‬
‫خبر مستقل؛ لمن أراد‬
‫ٍ‬ ‫)‪ (Links‬داخل السرد؛ تشتمل على قصة كل حادث أو انفجار على حدة في‬
‫ويحتم ھذا القالب على المحرر وضع معلومات في قصته الخبرية ‪ ،‬وخلفيات لألحداث‬ ‫المزيد‪ ُ .‬ﱢ‬
‫وإيضاحات تجعل من الموضوع وحدة سردية ذات نھاية شائقة وبداية جذابة‪.‬‬

‫وھذا القالب ‪ -‬بالرغم من أنه أقدم األشكال التحريرية التي استخدمتھا الصحافة في تغطية األحداث‬
‫تماما مواقع النت‪ .‬كما أنه يوفر لمحرر الخبر الفرصة‪ ،‬حين ُيريد‬
‫ً‬ ‫بالشكل الذي وقعت به ‪ -‬يناسب‬
‫معين وسط أحداث متشابھة؛ إضافة إلى أنه قالب سھل الفھم‪ ،‬ومن الممكن أن يكون‬‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫توضيح ٍ‬
‫تفصيليا‪ً.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫موجزا أو‬

‫سـر الصنعة!‬
‫ُ‬
‫القارئ الكريم‪ :‬لم تعد مشكلة وسائل اإلعالم المختلفة اليوم ھي البحث عن خبر؛ في ظل ھذا السيل‬
‫صباح على زيارة مواقع بعينھا؛ لكي‬
‫ٍ‬ ‫أحرص كل‬
‫المتدفق من األخبار ليل نھار! وعن نفسي‪ ،‬فإني ِ ُ‬
‫أتصفح آخر األخبار‪ ،‬مع تمام علمي أن األحداث نفسھا تزدحم بھا عشرات المواقع اإللكترونية‬
‫لكن الفرق ‪ -‬في رأيي ‪ -‬يكمن في سـر الصنعة! صدقوني‪ ..‬فأنا ال أمزح؛ فالخبر ھو ھو‬‫األخرى؛ ﱠ‬
‫الذي يصل إلى المئات من أقسام األخبار في‪ :‬الصحف والمحطات التليفزيونية والشبكات اإلذاعية‬
‫والمواقع اإللكترونية؛ لكن الفرق يكمن فيما جرى له من عمليات تشذيب وصقل وصياغة‪ ،‬وربطه‬
‫بوصالت أخرى تحمل تفاصيل ومعلومات إضافية‪.‬‬
‫ٍ‬

‫ومن ھنا‪ ،‬ينبغي أن يعلم القائمون على األقسام التحريرية بالمواقع اإللكترونية أن الخبر الذي‬
‫يقدمونه للجمھور؛ إنما ھو مثل أية بضاعة أخرى‪ُ ،‬تريد الجھة المنتجة لھا أن ُ ﱢ‬
‫تسـوقھا للزبائن!‬ ‫ُ ﱢ‬
‫ﱠ‬
‫النص اإلخباري؛ ُليبقى على ما ھو ممتع ومھم‪ .‬وھذه عملية أسلوبية‬ ‫وعلى المحرر الناجح أن ُ ﱢ‬
‫يشذب‬
‫وحس إعالمي بطبائع زائري المواقع اإللكترونية‪.‬‬
‫ﱟ‬ ‫وذوق فني‬
‫ٍ‬ ‫تحتاج إلى مھارة لغوية عالية‬

‫الموحي؛ قد أثار شھية القارئ‪ ،‬و)الوصف القصير( البارع؛‬ ‫ُ‬


‫العنوان( ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون فيھا )‬ ‫ومع اللحظة التي‬
‫أنشب أظفاره في عقله‪ ..‬عند ذاك تجيء مھارة المحرر وقدرته على اإلمساك بتالبيب زائر‬ ‫قد َ ْ َ‬
‫الموقع‪ ،‬ومنعه من االنصراف لمواقع أخرى؛ حتى ينتھي من قراءة )التفاصيل(‪ ،‬وال يتوقف حتى‬
‫التقام آخر لقمة في الصفحة!‬

‫א‪‬א‪‬א‪E١٠٠F‬‬
‫وقبل أن أغادر تلك النقطة؛ َ ﱢ‬
‫أذكـر باآلتي‪ :‬أن الكتابة الناجحة‪ ،‬ينبغي أن تثير اھتمامات القراء على‬
‫تخاطب العامة والخاصة‪ ،‬المحترفين‬‫مختلف مستوياتھم الثقافية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وأن ُ ِ‬
‫يتوجه للطالب واألستاذ‪ ،‬واالقتصادي والسياسي واإلداري ورجل األعمال‪ ..‬وينبغي‬ ‫ﱠ‬ ‫والھواة؛ فالخبر‬
‫وطيب خاطر!‬
‫ِ‬ ‫رضى‬
‫ً‬ ‫وعن‬ ‫ً‬
‫طواعية‪،‬‬ ‫لقراءته‬ ‫ويجرھم‬
‫َ‬ ‫جميعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويغريھم‬
‫ُ‬ ‫أن يستدرجھم‬

‫وختاما‪..‬‬
‫ً‬
‫َ‬
‫مطالبين اليوم بتقديم رسالة إعالمية تتسم بجودة أعلى‪ ،‬فال‬ ‫إن العاملين في الحقل اإلعالمي؛ باتوا‬
‫خلت من الصنعة والحرفية‪ .‬ومن ھذا المنطلق جاءت المواقع‬ ‫ْ‬ ‫قيمة اليوم للرسالة اإلعالمية إذا‬
‫كم المعلومات ُ ﱠ َ‬
‫المقدمة‪ ،‬والدقة في تناولھا‪.‬‬ ‫جديدا‪ ،‬أبرز ما فيه ھو‪ :‬ﱡ‬‫ً‬ ‫لتدشن ًّ‬
‫فنا‬ ‫ﱢ‬ ‫اإلخبارية اإللكترونية‬
‫وھذا يرجع إلى طبيعة تكنولوجيا الشبكة نفسھا؛ فالنص اإلخباري ‪ -‬حتى بعد نشره ‪ -‬يظل يخضع‬
‫انطباعا باالطمئنان بأن ھناك َ ْ‬
‫من‬ ‫ً‬ ‫للتحديثات والتحسينات واإلضافات المتالحقة؛ مما ُيعطي المتصفح‬
‫حدث يقع‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫ﱢ‬ ‫على‬ ‫يطرأ‬ ‫جديد‬ ‫تطور‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫يھتمون بأمره‪ ،‬ويتسابقون ويلھثون من أجل إطالعه على ﱢ‬
‫في أي بقعة من العالم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫א‪‬א‪‬א‪E١٠١F‬‬

You might also like