Professional Documents
Culture Documents
< <
@ @<‚ÃÖ]<Ì×Ú
@ @òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa
الصحافة الشعبية ..نھاية عصر الصحفى المحترف ..سامح عبد ﷲ ٧٧ .......................................................
الصحافة اإللكترونية فى زمن الــ .. SMSمحمـد الشرقاوي ٨١ ...............................................................
الصحافة اإللكترونية ْ ُ ..
السلطة الخامسة ..محمد سالمة ٨٥ .......................................................................
أصول التحرير اإلخباري للمواقع اإللكترونية ..عـبد ﷲ الســبع ٩٧ ............................................................
@ @
אאאE٧١F
]< <Í]<îËv’Ö]<†’Â<íè^ãÞ<JJ<íéfÃÖ]<íÊ^v’Ö
سامح عبد ﷲ
مساعد رئيس تحرير األھرام
المشرف على الموقع اإللكترونى
يجب أن نعترف أن منظومة اإلعالم التقليدي ة الت ى كان ت تعتم د أساس ا ً عل ى وج ود )مراس ل( ي دعى
الصحفى أو رجل اإلعالم و)متلقى( ھو القارئ أو المشاھد تتع رض لتح ديات كب رى ،وأن منظوم ة
جديدة بدأت فى البزوغ ،وتنتشر كل س اعة وك ل دقيق ة ،يلع ب فيھ ا المتلق ى دور ال صحفى ،ويقب ل
فيھا اإلعالمى بالحصول على معلومات مصدرھا رجل الشارع العادى غير المحترف.
بعد ذلك بأسابيع شھدت إيران اضطرابات سياسية ومظاھرات تل ت اإلع الن ع ن ف وز أحم دى نج اد
فى االنتخابات الرئاسية األخيرة ،وھ و م ا اعت رض علي ه مؤي دو خ صمه مي ر موس وى ،وأدى إل ى
خروجھم بمئات األلوف فى شوارع العاصمة طھران .السلطات اإليرانية منع ت المراس لين األجان ب
من تغطية المظاھرات بل وقامت بترحيل بعضھم خارج البالد ،ولكن ھذا لم يمن ع بع ض المحط ات
الف ضائية م ن تغطي ة األح داث م ستعينة بلقط ات ص ورھا م شاركون ف ى المظ اھرات م ستخدمين
تليفونات محمولة مزودة بكاميرات.
وقبل ذلك بسنوات انتشر على شبكة اإلنترن ت في ديو ي صور لحظ ات إع دام ال رئيس العراق ى ال سابق
ص دام ح سين ،وك ان م صدره ش ھود عي ان ح ضروا الواقع ة ،وص وروھا بتليفون اتھم المحمول ة ،
ونقلوھا للعالم الخارجى.
األمثلة السابقة تعد أكبر دليل على بزوغ نوع جديد من الصحافة أصبح يعرف بالصحافة الشعبية أى
الت ى ال تعتم د عل ى ال صحفيين المحت رفين ،وإنم ا تح صل م ن خاللھ ا ال صحف ووس ائل اإلع الم
المختلفة على المعلومات من رجل الشارع العادى.
אאאE٧٣F
ھذا النوع من الصحافة له أشكال أخرى عديدة خالف ذلك منھا )المدونات( الت ى ت سمح ألى ش خص
ب امتالك موق ع إلكترون ي ي ضع في ه م ا ي شاء م ن معلوم ات وأفك ار وص ور دون أن يك ون ص حفيا ً
محترفا ً أو عضواً فى نقابة الصحفيين .لكن ما يعنينا فى ھذا المق ال ھ و م ساھمة الم واطنين الع اديين
فى المضمون الذى تقدمه وسائل اإلعالم بعد أن كان )متلقيا ً سلبيا ً( لعقود طويلة.
كلنا نذكر صورة الصحفى فى األفالم العربية القديمة رجل فى أواس ط العم ر يجل س عل ى مكتب ه ف ى
ضوء خافت ..يرتدى رابطة عنق )كرافتة( ولكنھا ال تطبق على رقبته بشكل كامل ..التوتر يعتري ه
والقھوة أمامه والسيجارة فى يده ،وكلما كتب سطرين ولم يعجباه طبق الورقة وألقاھا عل ى األرض.
فإذا م ا أراد المخ رج أن ي دلل عل ى م دى حي رة ال صحفى ح رك الك اميرا ألس فل المكت ب لت صور لن ا
عشرات الصفحات المھملة التى لم يرض الصحفى عما جاء فيھا من كلمات وأفكار .ثم يأتى الساعى
إلى منزل الصحفى ليقوم بنقل المقالة إلى مقر الجريدة لتعرف طريقھا للمطبعة.
ھذه الصورة اختفت تقريبا ً خالل السنوات الماضية بسبب ظھور أجھزة الكومبيوتر خاصة المحمول
منھا واألھم بسبب ظھور شبكة اإلنترنت.
الصحفى اآلن يجلس فى أى مكان سواء كان مكتبا أو منزال أو قط ارا أو حت ى حديق ة عام ة ..يكت ب
ما يريد على جھاز الكومبيوتر ثم يرسله إل ى أى مك ان ف ى الع الم )بواس طة اإلنترن ت( ف إذا م ا ش عر
بعدم الرضا عما كتبه فمن السھل محوه بواسطة مفاتيح الكومبي وتر ،وم ن ال سھل علي ه أي ضا ً إع ادة
ترتي ب الفق رات دون الحاج ة إل ى إع ادة كتاب ة الموض وع م رة أخ رى ويمكن ه أي ضا ً تميي ز بع ض
الكلمات بلون مختلف أو حجم مختلف إلى جانب أمور أخرى عديدة.
ولك ن التغيي ر ل م يق ف عن د تط وير أداء ال صحفيين فق ط ،فق د ت سبب انت شار تكنولوجي ا اإلنترن ت
وكاميرات الفيديو صغيرة الحجم والتليفونات المحمولة التى تسجل الصور والفيديو وترسلھا إل ى أى
مك ان ف ى الع الم ف ى ظھ ور فري ق جدي د م ن )الھ واة( ال يمارس ون ال صحافة بوص فھا مھن ة ولك ن
الظ روف تخ دمھم أحيان ا ً ب أن يتواج دوا ف ى مك ان ي شھد حادث ا ً م ا فيقوم ون بت صويره ونقل ه لوس ائل
اإلعالم المالئمة.
ونقصد بوسائل اإلع الم المالئم ة محط ات التلف از والمواق ع اإللكتروني ة الت ى ق د تختل ف ف ى أس اليب
تغطي ة وتن اول األخب ار ،ولكنھ ا تتف ق ف ى س رعة الب ث والتح ديث المتواص ل لألنب اء وف ى اس تخدام
الصورة المتحركة )الفيديو( لنقل المعلومات إلى المتلقى.
אאאE٧٤F
أما الصحف والمجالت المطبوعة فتعتمد عل ى ال صحافة ال شعبية بدرج ة أق ل ،ألن دوري ة ال صدور
)كل ٢٤ساعة أو كل أس بوع( ت سمح للمح ررين ف ى بع ض األحي ان باالنتق ال لمواق ع األح داث ف ور
علمھم بما يجرى وتغطيتھا دون الحاجة لمعلومات يبعث بھا من تواجدوا صدفة فى مجال الحدث.
ولكن ھذا الن وع م ن ال صحافة رغ م انت شاره ف ى كثي ر م ن دول الع الم ال ي زال يواج ه معارض ة م ن
بعض الدوائر اإلعالمية ألسباب عديدة أھمھا الدقة فى المعلومات التى يق دمھا ھ ؤالء الھ واة لوس ائل
اإلعالم المختلفة.
وفقا ً للمدارس اإلعالمية التقليدية فإن المعلومات التى تق دمھا وس ائل اإلع الم للمتلق ى يج ب أن تك ون
صحيحة ودقيقة فى إطار اتفاق أخالقى بين الجانبين ،ويفترض أن تتحمل الصحيفة أو محطة التلف از
مسئولية صحة تلك المعلومات ،وأى تھاون فى ھذا االتفاق ينعكس سلبيا ً على مصداقية الوسيلة.
ولتنفيذ ھذه الرؤية تلتزم وسائل اإلعالم بأخالقيات مھنية عديدة من بينھ ا الح صول عل ى المعلوم ات
من مصادر عليمة موثوق بھا والتأكد من صحة المعلومات عبر اللجوء لمصادر إض افية إذا اعت رى
الصحفى شكوك من مصادره األولية.
ولكن ھ ذا ال سلوك المھن ى المحت رف ال يلت زم ب ه ال صحفيون )الھ واة( ال ذين ل م يدرس وا اإلع الم ف ى
معاھ ده الخاص ة ،ول م يتعلم وا آداب المھن ة عل ى ي د أس اتذة محت رفين ،وبالت الى فم ن ي ضمن أن
المعلوم ات الت ى يق دمھا ھ ؤالء دقيق ة؟ وكي ف يمك ن لوس ائل اإلع الم أن تتحم ل م سئولية معلوم ات
وردت إليھا من جھات ليست تابعة لھا مباشرة؟
الرد على ھذا التساؤل يشغل حيزاً كبيراً فى مناقشات الصحفيين واإلعالمي ين م ن كاف ة أنح اء الع الم
خالل المؤتمرات المھنية العديدة التى تنظمھا جمعيات الصحافة واإلعالم العالمية.
وخالل مؤتمر نظمته جمعية الصحف العالمية ف ى العاص مة الت شيكية )ب راغ( ف ى س بتمبر الماض ى،
وتشرفت بحضوره ضمن وفد من مؤسسة األھرام ،تجادل المجتمعون ح ول ھ ذا األم ر خ الل جل سة
خصصھا المنظمون لمناقشة ھذه القضية.
وتعددت اآلراء بين مؤيد ومعارض للتوسع فى استخدام الصحافة الشعبية ،ولك ن الح د األدن ى ال ذى
אאאE٧٥F
اتفق عليه الجميع ھو أن اللجوء إليھ ا ض رورة ف ى ح ال وق وع ح وادث ج سام ف ى من اطق ال يتواج د
فيھا الصحفيون المحترف ون ل سبب أو آلخ ر .وب الطبع ك ان أول تل ك األس باب ھ و ح دوث ك وارث ال
يمكن التنبؤ بھا )حادث الطائرة األمريكية سالفة الذكر( أو من ع ال صحفيين م ن التواج د )المظ اھرات
اإليرانية ولحظات إعدام صدام حسين(.
أم ا ف ى الح االت العادي ة حي ث يمك ن لل صحفيين التواج د ف إن ال صحافة ال شعبية يج ب أن تت وارى
بوصفھا مصدراً رئيسيا ً لألخبار.
ھذا الن وع م ن ال صحافة ال ي زال ف ى بدايات ه وينظ ر إلي ه قط اع كبي ر م ن رج ال ال صحافة واإلع الم
بكثير من االرتياب ولكنه ـ شئنا ً أم أبين ا ـ ي شكل تھدي داً للمنظوم ة اإلعالمي ة التقليدي ة كم ا أس لفنا ف ى
بداية ھذا المقال.
وإذا كان لنا أن ندلى برأينا فى ھذا المجال فإن ھذا الن وع م ن ال صحافة س يجد م ستقبالً مج االً واس عا ً
ف ى المواق ع اإللكتروني ة الت ى يمك ن أن تقب ل بھ ذا الن وع م ن م شاركات الق راء .وي ساعد المواق ع
اإللكترونية على ذلك طبيع ة عملھ ا وق درتھا عل ى ت صحيح المعلوم ات غي ر ال صحيحة الت ى ق د ت رد
إليھا لحظيا ً فور التيقن من ذلك دون االنتظار للعدد القادم بعد ٢٤س اعة أو أكث ر كم ا تفع ل ال صحف
الورقية المطبوعة.
אאאE٧٦F
@ @SMS@Ûa@åß‹@óÏ@òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa
محمـد الشرقاوي
نائب أول رئيس تحرير الجمھورية
رئيس مركز تكنولوجيا المعلومات
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ أوﺻﺎﻓﺎً ﻛﺜﻴﺮة ..ﻓﻬﻮ أوﻻً ﻋﺼﺮ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻰ ..وﻫﻮ أﻳـﻀﺎً زﻣـﻦ اﻟـﺼﻮرة
..وﻫﻮ زﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﻟﺤﺪﻳﺚ أو اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ..وﻫﻮ أﻳـﻀﺎً زﻣـﻦ رﺳـﺎﺋﻞ اﻟﻬـﺎﺗﻒ اﻟﻤﺤﻤـﻮل اﻟﻘـﺼﻴﺮة
) .(SMSوﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﺼﻒ زﻣﻨﺎً ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺎﻷرﻗﺎم.
ﺗﻘــﻮل دراﺳــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة إن اﻟﻤــﺴﺘﺨﺪم اﻟﻤﺒﺘــﺪئ ﻳﻘــﻀﻲ ٣٢ﺳــﺎﻋﺔ ﺷــﻬﺮﻳﺎً أﻣــﺎم ﺷﺎﺷــﺔ اﻟﻜﻤﺒﻴــﻮﺗﺮ ﻣﺒﺤ ـﺮاً ﻓــﻲ
اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،وإن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻘﺮأ اﻟﺒﺮﻳـﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧـﻲ ﺧﻤـﺲ ﻣـﺮات ﻳﻮﻣﻴـﺎً ﻓـﻲ
اﻟﻤﺘﻮﺳــﻂ ،وﺗﺒــﻴﻦ أن %٢٣ﻳﻘ ـﺮأون اﻟﺒﺮﻳــﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ﻋﺒــﺮ اﻟﻤﺤﻤــﻮل ..وﻗــﺪ ﺑﻠــﻎ ﻋــﺪد اﻟﺮﺳــﺎﺋﻞ اﻟﻘــﺼﻴﺮة
SMSﺣﻮاﻟﻲ ٢.٣ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .٢٠٠٨
وﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﺎﻫﺎ د.أﺣﻤﺪ زوﻳﻞ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻘـﺎﻫﺮة ﺧـﻼل اﻟﻤﻮﺳـﻢ اﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻋـﺎم ٢٠٠٨ﻗـﺎل إن
ﻋﻤ ــﺮ اﻟﻜ ــﻮن ﻳﺒﻠ ــﻎ ١٧.٧ﻣﻠﻴ ــﺎر ﺳ ــﻨﺔ ..واﻟﻌﻠﻤ ــﺎء ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ــﻮن إﻻ ﻧ ــﺴﺒﺔ %٤ﻓﻘ ــﻂ ﻣـ ـﻦ اﻟﻜ ــﻮن ..وﻫﻨ ــﺎك
دراﺳﺎت ﻟﺮﺻﺪ ﻧﺴﺒﺔ %٢٢ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺑﺤـﺎث واﻟﻌﻠﻤـﺎء ﻓـﻲ ﻛـﻞ دول اﻟﻌـﺎﻟﻢ ..ﻣﻌﻨـﻲ ذﻟـﻚ أن
ﻧﺴﺒﺔ %٧٤ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ..أي أﻧﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻜﻮن.
أﻣﺎ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ..ﻟﻜـﻦ ﻃﺒﻘـﺎ ﻟﻤـﺎ ﻧـﺸﺮﻩ أﺻـﺤﺎب
ﻣﺤــﺮك اﻟﺒﺤــﺚ ﻛﻮاﻳــﻞ ) (Cuilاﻟــﺬي ﻇﻬــﺮ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳــﺔ ﻋــﺎم ٢٠٠٨ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﻤﻜــﻦ ﺣــﺼﺮ ١٢٠ﻣﻠﻴــﺎر ﺻــﻔﺤﺔ
إﻧﺘﺮﻧﺖ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ١٢٠ﻣﻠﻴـﺎر ﻣﻮﺿـﻮع ..وﻫـﻮ ٤أﺿـﻌﺎف ﻣـﺎ ﻳﺨﺘﺰﻧـﻪ ﻣﺤـﺮك اﻟﺒﺤـﺚ اﻷﻛﺒـﺮ واﻷﺷـﻬﺮ
ﺟﻮﺟﻞ.
ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت وﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٦إﻟﻰ ١٦١إﻛﺴﺎﺑﺎﻳﺖ ) (161 EBأى " ١٦١ﻣﻠﻴـﺎر ﺟﻴﺠﺎﺑﺎﻳـﺖ"
אאאE٧٧F
وﻫــﺬا اﻟــﺮﻗﻢ ﻻ ﻳﻤﻜــﻦ ﺗــﺼﻮرﻩ ..وﻻ ﻧــﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑﺘــﻪ ﻓﻬــﻮ ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻣﺌــﺎت اﻷرﻗــﺎم اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻧــﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاءﺗﻬــﺎ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺘﻌـﺎرف ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻟﻜـﻦ ﺑﻌـﺾ اﻟﻌﻠﻤـﺎء ﺣـﺎوﻟﻮا أن ﻳـﺼﻮروا ﻫـﺬا اﻟﺤﺠـﻢ ﻓـﻲ ﺷـﻜﻞ ﻣﻠﻤـﻮس ﻓﻘـﺎﻟﻮا إﻧـﻪ
ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺿﻊ ﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﻣـﺴﺎﻓﺔ ﺗـﺼﻞ إﻟـﻰ ٩٣ﻣﻠﻴـﻮن ﻣﻴـﻞ ،وﻫـﺬا اﻟـﺮﻗﻢ ﻣـﻀﺮوب
ﻓﻲ ١٢وﻟﻚ أن ﺗﺘﺨﻴﻞ ﻃﻮل ﻫﺬا اﻟﺼﻒ اﻟﻤﺪﻫﺶ ،إﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﻀﻌﻪ ﻣﺮﺗﻔﻌـﺎ ﻣـﻦ اﻷرض إﻟـﻰ اﻟـﺸﻤﺲ ﻷن
اﻟﻤــﺴﺎﺣﺔ اﻻﻓﺘﺮاﺿــﻴﺔ ﺳــﻮف ﺗﻔــﻮق ﻣــﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ..ﻟﻬــﺬا اﺧﺘــﺎروا اﻟﻤــﺴﺎﻓﺔ ﺑــﻴﻦ اﻷرض واﻟــﺸﻤﺲ ﻟﻮﺿــﻊ
ﺗﺼﻮر ﻟﻠﺤﺠﻢ اﻟﻤﺬﻫﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت.
وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬﻢ ..ﻓﻬﻨﺎك ﺗﺼﻮر آﺧـﺮ ﻳﻘـﻮل :إﻧـﻪ إذا ﻗﻤﻨـﺎ ﺑﺠﻤـﻊ ﻛـﻞ اﻟﻜﺘـﺐ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻢ
ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ اﷲ اﻷرض ﺣﺘﻰ اﻵن ..وﺿﺮﺑﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ رﻗﻢ ٣ﻣﻼﻳﻴﻦ ..ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺣﺠـﻢ اﻟﻤﺤﺘـﻮي
اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺣﺎﻟﻴﺎ داﺧﻞ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت.
واﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟﺘــﻲ ﻧﺘﺤــﺪث ﻋﻨﻬــﺎ ﺗــﺸﻤﻞ أﻳــﻀﺎ اﻟــﺼﻮر اﻟﺘــﻲ ﻳــﺘﻢ اﻟﺘﻘﺎﻃﻬــﺎ ﺳــﻮاء ﺑﺎﻟﻜــﺎﻣﻴﺮات أو ﻣــﻦ
ﺧﻼل اﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻧﺎت اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺤﺘﻮي ..وﺗﻘﺪر إﺣﺪى اﻟﺪراﺳـﺎت
ﻋﺪد اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٢٠٠٦ﺑﺤﻮاﻟﻲ ١٥٠ﻣﻠﻴﺎر ﺻﻮرة.
ﺣﺠﻢ ﻣﺬﻫﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ..ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻟﺒـﺸﺮ أن ﻳُﺤـﻴﻂ ﺑـﻪ ،وﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ ﺗﻈﻬـﺮ أﻫﻤﻴـﺔ ﻧﻈﺮﻳـﺔ "اﻟﺘﻌـﺮض اﻻﻧﺘﻘـﺎﺋﻲ"
أي إﻧــﻚ ﺗﺨﺘــﺎر أو ﺗﻨﺘﻘــﻲ ﻣــﻦ "اﻟــﺸﺒﻜﺔ" ﻣــﺎ ﺗــﺮى أﻧــﻚ ﻓــﻲ ﺣﺎﺟــﺔ إﻟﻴــﻪ ..وﺗﺨﺰﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻬــﺎزك ..أو ﻋﻠــﻰ
اﻷﺳﻄﻮاﻧﺎت أو اﻟﻤﻴﻤﻮري ﻛﺎرد أو اﻟﻔﻼﺷﺎت أو ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﻴﻞ ﺑﻤﺴﺎﺣﺎﺗﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة.
و اﻟــﺴﺆال اﻵن :ﻫــﻞ ﻣﺎزاﻟــﺖ اﻷﺧﺒــﺎر ﻣﻬﻤــﺔ ﺑﺎﻟﻨــﺴﺒﺔ ﻟﻠــﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ وﺟــﻮد اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ واﻟﻤﻮاﻗــﻊ
اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ اﻟﺤﺪث ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ؟
أﻇــﻦ أن اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻟــﻦ ﺗﻜــﻮن ﺣﺎﺳــﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻘــﺎرئ اﻟﻴــﻮم ﻟــﻢ ﻳﻌــﺪ ﻳﻨﺘﻈــﺮ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ﻟﻴﻌــﺮف ﻣﻨﻬــﺎ أﺣــﺪاث
اﻟﻴــﻮم اﻟــﺴﺎﺑﻖ ،ﻟﻜﻨﻨــﺎ ﻳﺠــﺐ أن ﻧﻼﺣــﻆ أﻧــﻪ ﻣﺎزاﻟــﺖ ﻫﻨــﺎك أﺧﺒــﺎر ﻳــﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤــﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺑﻌــﺾ اﻟــﺼﺤﻔﻴﻴﻦ
ﺑﺠﻬﺪ ﺷﺨﺼﻲ ،ﺗﻈﻞ ﻣﻬﻤﺔ دون أن ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ،ﺑـﻞ إن ﻫـﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗـﻊ ﺗﻨـﺸﺮ
ﻫﺬﻩ اﻷﺧﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﻘﻼً ﻋﻦ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ.
אאאE٧٨F
ﻧﺤﻦ إذن أﻣﺎم ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣـﺎ ﻣـﻦ أن ﺗﺤـﺘﻔﻆ
ﻟﻨﻔــﺴﻬﺎ ﺑﺄﺧﺒــﺎر ﻻ ﻳـﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺻــﻮل إﻟﻴﻬــﺎ إﻻ ﻣﺤﺮروﻫــﺎ ،وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﺗﺒﻘــﻲ ﻫــﺬﻩ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣــﺔ ،ﻟﻜــﻦ
اﻟﻮاﻗــﻊ ﻳﻘــﻮل إن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴــﺔ اﻟﻌﻈﻤــﻲ ﻣــﻦ ﺻــﺤﻒ اﻟﻌــﺎﻟﻢ ﻟــﻴﺲ ﻟــﺪﻳﻬﺎ ﻫــﺬا اﻟﺘﻤﻴــﺰ ،وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻟــﻢ ﺗﻌــﺪ اﻷﺧﺒــﺎر ﻫــﻲ
اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ،ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت واﻟﺘﺤﻘﻴﻘـﺎت واﻟﻤﺘﺎﺑﻌـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺗﻤﻴـﺰ ﺻـﺤﻴﻔﺔ
ﻋﻦ أﺧﺮي.
ﻫﻨﺎك ﺳﺆال ﺻﺎر أﻛﺜﺮ إﻟﺤﺎﺣﺎ ﻟﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺑـﻼط ﺻـﺎﺣﺒﺔ اﻟﺠﻼﻟـﺔ وﻫـﻮ :ﻫـﻞ أدت ﺷـﺒﻜﺔ اﻻﻧﺘﺮﻧـﺖ إﻟـﻰ
ﺿﻌﻒ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ؟
وﻓــﻲ رأﻳــﻲ أن اﻟﻜــﻼم ﻟــﻴﺲ ﺻــﺤﻴﺤﺎ ﻋﻠــﻰ إﻃﻼﻗــﻪ ،ﻟﻜــﻦ ﻻﺑــﺪ أن ﻧﻌﺘــﺮف أن ﻫﻨــﺎك ﻋﻮاﻣــﻞ ﻛﺜﻴــﺮة -ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ
اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ -ﺗــﺆدي إﻟــﻰ ﺿــﻌﻒ ﺗﻮزﻳــﻊ أي ﺻــﺤﻴﻔﺔ ﻓــﻲ أي ﻣﻜــﺎن ﺑﺎﻟﻌــﺎﻟﻢ ..أوﻟﻬــﺎ ﻣﺤﺘــﻮي اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻧﻔــﺴﻬﺎ
وﺷــﻜﻠﻬﺎ وأﺳــﻠﻮﺑﻬﺎ ﻓــﻲ ﺧﺪﻣــﺔ ﻗﺎرﺋﻬــﺎ ..إذ إﻧــﻪ ﻳﻮﻣــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻳــﻮم ﺗﺘﻄــﻮر ﻣــﻦ ﺣﻮﻟﻨــﺎ ﻛــﻞ اﻷﺷــﻴﺎء ..ﻳﻜﺒــﺮ اﻟﻨــﺎس ،
وﺗﺘــﺴﻊ اﻟﻤــﺪارك ،وﺗﺘﻐﻴــﺮ ﻋــﺎدات وﺳــﻠﻮﻛﻴﺎت وﻣﻔــﺎﻫﻴﻢ ..ﻓــﺈذا أدرك اﻟﻘــﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠــﻰ اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣــﺎ ﻳﺤــﺪث
ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺳﻴﻄﻮرون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻴﺘﻮاءﻣﻮا ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺠﺪﻳﺪة.
ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺒـﻞ ﻋـﺸﺮ ﺳـﻨﻮات ..ﻟـﻢ ﻳﻜـﻦ ﻋﻨـﺪﻧﺎ ﻏﻴـﺮ اﻟـﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ واﻟﺤﺰﺑﻴـﺔ وﻗﻨـﻮات اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳـﻮن اﻟﺮﺳـﻤﻲ.
اﻵن ﻧﺤــﻦ أﻣــﺎم ﻧﻮﻋﻴــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ اﻟــﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴــﺔ وﺻــﺤﻒ ﺣﺰﺑﻴــﺔ أﻛﺜــﺮ وﺻــﺤﻒ ﺧﺎﺻــﺔ وﺗﻮاﻛــﺐ ﻣﻌﻬــﺎ
ﻇﻬﻮر ﻗﻨﻮات ﺧﺎﺻﺔ ..وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻇﻬﺮت ﺑﻘﻮة اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت.
وأﻇﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ ﻇﻠﺖ ﺗﺤﺎرب إﻟﻰ آﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ..إﻣﺎ ﻷن اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻻ ﻳﺠﻴﺪون اﺳﺘﺨﺪام اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،وإﻣﺎ ﻟﻌﺪم ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،وﻫﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮوا ﻗﺮاء ﺟﺪدا.
ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻓﻄﻦ إﻟﻰ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺼﺮ واﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻃﻮر ﻧﻔﺴﻪ ..وﻣـﻦ ﻏﻴـﺮ اﻟﻤﻌﻘـﻮل أن ﻧﻘـﻮل
إن اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻧﺘﻬﺎء ﻋـﺼﺮ اﻟـﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ..ﻷﻧﻨـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺘـﺮة اﻷﺧﻴـﺮة ﺷـﻬﺪﻧﺎ ﻣﻮﻟـﺪ ﺻـﺤﻒ ورﻗﻴـﺔ
وأﻇــﻦ أن ﻋﻨــﺪﻧﺎ ﺻــﺤﻴﻔﺔ ﻣﺜــﻞ اﻟــﺸﺮوق ﺻــﺪرت ﻓــﻲ زﻣــﻦ اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ ،وﻗﺒﻠﻬــﺎ وﺑﻌــﺪﻫﺎ ﺻــﺤﻒ أﺧــﺮي ﺗﻨﻄﻠــﻖ
ﻣﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻦ ﻋﺼﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ.
אאאE٧٩F
وﻓــﻲ ﻗﻨــﺎﻋﺘﻲ أن اﻹﻧﺘﺮﻧــﺖ ﺷــﺒﻜﺔ ﺗﺨــﺪم اﻟــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋــﺔ ..ﻓﻬــﻲ اﻟــﺬراع اﻟﻤــﺴﺎﻋﺪة ﻟﻬــﺎ ﻟﻜــﻲ ﺗــﺼﻞ إﻟــﻰ
ﻣﺴﺎﻓﺔ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ..وﻻﺑﺪ أن اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ﺗﻘـﺪم ﺧﺪﻣـﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴـﺔ
أﺧﺮى ﻟﻘﺮاء ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ آراء وأﻓﻜﺎ ًرا ﺗﻔﻴﺪ ﻗﺮاءﻫﺎ اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ.
وﻻﺑــﺪ أن ﺗﻌــﻲ أﻳــﻀﺎ أن اﻟﻤﻌﻠﻨــﻴﻦ ﻳﺘﺠﻬــﻮن اﻵن إﻟــﻰ اﻟﻔــﻀﺎء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ،وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻳﺠــﺐ أن ﺗﺘﺠــﻪ إﻟــﻴﻬﻢ
اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ.
اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ..ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟـﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴـﺔ ..أوﻻ ﻷن
ﻗــﺎرئ اﻟﻤﻮﻗــﻊ ﻟــﻴﺲ ﻫــﻮ اﻟﻘــﺎرئ اﻟﺘﻘﻠﻴــﺪي ﻟﻠــﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴــﺔ ﺑــﻞ ﺷــﺎب ﻟــﻢ ﻳﺘﻌــﺪ ﻋﺎﻣــﻪ اﻟﺜﻼﺛــﻴﻦ ،وﻫــﺬا اﻟﺠﻴــﻞ
اﻟﺬي ﻳﻨﻤﻮ اﻵن ﻣﻤﻦ ﺗﻘﻞ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ ٢٠ﻋﺎﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺮأ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ..ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻣﻮاﻗﻊ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﺪﻳـﺪة
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮ أو ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﺈن ﺗﺪاول ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﻳﻌـﻮد ﺑﺪﻋﺎﻳـﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ..ﻷن ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺧﺒﺮاً ﻗﺮأﻩ ﻋﻠـﻰ ﺷـﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ﺳـﻮف ﻳـﺴﻌﻰ ﻓـﻲ ﻛﺜﻴـﺮ
ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﺷﺮاء اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎً :اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺤﻦ إﻟﻰ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻠﻤﻮس ..ﻓﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ ورﻗﻴﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﻮﺛﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ أن
ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻴﺪ أو اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻃـﺪ ﻟـﺪﻳﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓـﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ ..وﻫـﺆﻻء ﻳـﺸﻜﻠﻮن
%٨٠ﻣﻦ ﻗـﺮاء اﻟـﺼﺤﻒ ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟـﺚ ..ﻳﻌﻨـﻲ ﻧﺤـﻦ ﻧﺘﺤـﺪث ﻋـﻦ ﻧـﺴﺒﺔ ﺗﻘـﻞ ﻋـﻦ %٢٠وﻫـﻢ اﻟﺠﻴـﻞ
اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ وﺷﺒﺎﺑﻨﺎ وﻫﺆﻻء أﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻘﺮأون اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴﺔ.
إذن ﻧﻘﺺ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻟـﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﺎﻟـﺼﺤﻒ اﻟﻤﻨﺎﻓـﺴﺔ واﻟﻘـﻮة اﻟـﺸﺮاﺋﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ واﻟﻤﺤﺘـﻮي
اﻟــﺬي ﺗﺒﻴﻌــﻪ ﻟﻠﻘــﺎرئ ..أﻣــﺎ اﻟﻘ ـﺮاء اﻟﺠــﺪد ﻓﻬــﻢ ﻣﻮﺟــﻮدون ﻓــﻲ اﻟﻔــﻀﺎء اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ ،وﻫــﻢ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﺠــﺐ أن
ﺗﺨﺎﻃﺒﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ.
אאאE٨٠F
من محاضرات الصحافة اإللكترونية بمعھد اإلذاعة والتليفزيون ..
@@òßb¨a@òİÜ
Ž Ûa@NN@òîãëØÛ⁄a@òÏbz–Ûa
محمد سالمة
معھد اإلذاعة والتليفزيون
s a l a m a @ mas p ero. t v
لمحة تاريخية
بعيداً عن التواريخ المتعلقة بنشأة اإلنترنت نفسھا ،يمكن الجزم بأنھا كانت حتى بدايات التسعينيات
من القرن الماضي مجرد شبكة إلكترونية تربط مجموعات من أجھزة الحاسبات اآللية ،وتستخدم
في نقل البيانات والمعلومات بين اإلدارات الحكومية والمراكز البحثية والجامعات.
ثم ظھرت شركات تقديم خدمات اإلنترنت ) (ISPsالتى وفرت االتصال بالشبكة لألفراد ،وتزامن
ذلك مع ظھور تقنيات الويب وھو ما أدى إلى اإلقبال الجماھيري على استخدام الشبكة وأن تصبح
اإلنترنت ظاھرة ،وأن تخرج من إطار االستخدام الحكومي والجامعي المحدود لتصبح وسيلة
اتصال شخصي وجماھيري في الوقت نفسه.
في ھذه اآلونة كنا نسمع مصطلح "الصحافة اإللكترونية" مقرونا ً باستخدام برامج الحاسبات اآللية
المتخصصة في الكتابة والنشر المكتبي في إنتاج وإخراج الصحف الورقية المطبوعة.
ثم جاء عام ١٩٩٣ليقوم مركز أبحاث "ميركوري" بنشر صحيفة "سان جوزيه ميركوري نيوز"
على اإلنترنت لتكون أول صحيفة تنشر على الويب.
في عام ١٩٩٤ظھرت صحيفتا ديلي تليجراف والتايمز البريطانيتين على شبكة اإلنترنت ،ولكن
االنفجار حدث في عام ١٩٩٦حيث زادت عدد الصحف المنشورة على اإلنترنت من ١٥٤صحيفة
في أول العام إلى ١٥٦٢صحيفة قرب آخره.
وعلى مستوى العالم العربي فإن أول صحيفة إلكترونية ظھرت على شبكة اإلنترنت كانت "الشرق
األوسط" في سبتمبر ، ١٩٩٥تلتھا النھار اللندنية في فبراير ، ١٩٩٦ثم الحياة اللندنية في يونيو
١٩٩٦والسفير اللبنانية في العام نفسه.
אאאE٨١F
تطور الصحافة اإللكترونية ..الموجات الثالثة
علمنا التاريخ أنه عند ظھور وسيلة إعالمية جديدة فإن القائمين عليھا يقومون بتقليد أسلوب العمل
الخاص بالوسيلة اإلعالمية السائدة على الساحة وبخاصة إذا انتقل أبناء الوسيلة القديمة إلى العمل
في الوسيلة الناشئة.
رأينا ذلك عند بداية ظھور التليفزيون حيث كانت نشرته اإلخبارية تقليداً لنشرة األخبار بالراديو بال
فرق سوى رؤية المذيع وھو يقرأ األخبار .ومع مرور األيام تطورت النشرة اإلخبارية التليفزيونية
مستخدمة الصورة لنقل المشاھد إلى جو الحدث ،وتطورت طريقة كتابة الخبر نفسه ليتالءم مع
مقتضيات وصف الصورة التليفزيونية المتحركة.
وھذا ما حدث أيضا ً مع الصحافة اإللكترونية التى مرت بموجات ثالثة من التطور:
الموجة األولى:
بدأت كبريات الصحف ظھورھا اإللكتروني على شبكة اإلنترنت مطابقة لنظيرتھا الورقية ،حيث
يتم نشر جزء من محتوى الصحيفة الورقية )أو المحتوى كله( في ھيئة ملفات ) PDFوھي نوعية
يحملھا ) (Downloadالمتلقيالملفات نفسھا المستخدمة في عمل التجھيزات الفنية في الطباعة( ُ ّ
على جھازه ،ثم يقوم بقراءتھا.
مازال العاملون في ھذا الحقل يتذكرون كيف أن النسخة النھائية من ملف الـ PDFلصفحة معينة
من الجريدة كانت تتجه إلى المطابع ]فصل األلوان -عمل األفالم -ألواح الطباعة )الزنكات([ وإلى
إدارة الموقع اإللكتروني في الوقت نفسه.
الموجة الثانية:
مجرد تطوير للموجة األولى ..
فإلى جانب توفر صفحات الصحيفة في شكل ملفات PDFتم إعادة إنتاج المحتوى اإللكتروني وفقا ً
للغة اإلنترنت المعروفة بـ HTMLمما يعنى:
אאאE٨٢F
-سھولة البحث في ھذا النصوص.
-سھولة التصفح دون الحاجة لعمل .Download
-استخدام خصائص النص الفائق التشعبي ) (Hypertextفي ربط الموضوعات واألخبار
ذات الصلة.
الموجة الثالثة:
تميزت ھذه الموجة باالستخدام المكثف لتقنيات اإلنترنت حيث نجد:
-ظھور العديد من المواقع اإللكترونية اإلخبارية التي تمثل نوعا من الصحافة اإللكترونية
غير المرتبط بأصل ورقي.
-شراكة بين الصحيفة اإللكترونية والمتلقي من خالل إمكانية التعليق على األخبار
والتقارير المنشورة والمشاركة في ساحات الحوار والنقاش.
-صراع مع الزمن للتحديث الدائم لألخبار بل وانتقلت ثقافة الخبر العاجل من ھذه المواقع
إلى التليفزيون ذاته.
-تدعيم الخبر بالمقاطع المرئية والمسموعة لألحداث الجارية دون النظر إلى جودة الفيديو
المعروض.
-إمكانية البحث داخل الموقع.
-إمكانية توصيل األخبار إلى المتلقي دون الحاجة للزيارة الدورية للموقع إما من خالل
البريد اإللكتروني أو من خالل تقنية .RSS
-وجود أرشيف إلكتروني.
والجدير بالذكر أن ما يجمع بين مواقع الصحافة اإللكترونية التى نشأت على أكتاف صحف ورقية
وتلك التي نمت وترعرت في أكناف مؤسسات تليفزيونية أن كليھما ال يمتلك غرفة أخبار مستقلة
تحكم النشر على الموقع اإللكتروني بل ،يستخدمان غرفة أخبار الصحيفة أو القناة.
وھكذا نرى أن الخبر التليفزيوني البد وأن يأتي مقتضبا ً بقدر اإلمكان ؛ ألنه محدود بزمن معين
وأصبح من المعتاد أن يحيلنا المذيع التليفزيوني إلى الموقع اإللكتروني لمزيد من التفاصيل
والموضوعات ذات الصلة بھذا الخبر بداخل الموقع نفسه أو بمواقع أخرى وھو ما ال يتسع وقت
البث التليفزيوني له.
אאאE٨٣F
ضوابط الصحافة اإللكترونية
ال يمكن أن تتقدم الصحافة اإللكترونية لتؤدي دورھا إال إذا وضعت لھا مجموعة من المعايير
والضوابط بل والقوانين التى تنظم عملھا والتى يتجلى فيھا الدور التنظيمي للدولة دون المساس
بالحريات األساسية التى ھي جوھر الصحافة اإللكترونية.
البد من شراكة الجميع لصياغة ضوابط ومعايير وقوانين تلبي احتياجات الجميع .إذا البد لمن
يتصدى لھذا العمل أن يكون على قدر عال من اإللمام بطبيعة ھذا الوسيط الجديد ،والبد أن يكون قد
خاض العديد من التجارب في ھذا الشأن راكمت لديه الخبرات والمعارف ،وبخاصة في مجال عمل
شبكات اإلنترنت عبر العالم.
إن محاولة وضع معايير وضوابط تحدد مواصفات مواقع الصحافة اإللكترونية قد تحمي ھذه
المواقع من الخلط بينھا وبين األنواع األخرى من مواقع شبكة اإلنترنت ،وقد يساعد ذلك الصحافي
اإللكتروني -الذي لم ينتم يوما ً من األيام إلى مؤسسة صحفية لھا إصدار ورقي مطبوع -على
االنضمام إلى نقابة الصحفيين طالما يعمل في مؤسسة صحفية إلكترونية معترف بھا وفقا ً لمعايير
محددة.
אאאE٨٤F
وكذلك حقوق المتعاملين معھا ،ويضمن كذلك محاسبة أصحاب ھذا الكيان ماديا ً وأدبيا ً وقانونيا ً عن
أي تجاوز أو ابتزاز أو تشھير ،كما يضمن حقوق الملكية الفكرية لھذه المؤسسة.
-يجب كذلك أن يتم تأمين ھذا الموقع ضد المتسللين والمخترقين والمخربين والقراصنة ،وأن
توضع خطط للطوارئ التي تضمن عودة الموقع للعمل في أسرع وقت إذا ما تعرض لمثل ھذه
الھجمات.
-كما يجب استغالل ما تتيحه الوسائط المتعددة Multimediaمن إمكانات إلثراء المحتوى
بألبومات الصور ومقاطع الصوت والفيديو وخرائط .Google Earth
אאאE٨٥F
-كما يجب استغالل الخصائص التشعبية في النص الفائق ) (Hypertextفي ربط بعض الكلمات
داخل نصوص األخبار والمقاالت بصفحات أخرى على اإلنترنت بھا موضوعات ذات صلة.
-البد كذلك أن يكون للصحيفة اإللكترونية أرشيف قابل للبحث ) (Searchableيجد فيه القارئ كل
ما تم نشره في األعداد السابقة.
ھذه ھي أھم الضوابط التى يجب أن تراعي في الموقع اإللكتروني كي يمكن تصنفيه على أنه
صحيفة إلكترونية ،فما عدا ذلك فيمكن تصنيفه تصنيفا ً آخر كأن يكون موقعا ً تعريفيا ً أو تجاريا ً أو
تفاعليا ً أو حتى مدونة شخصية تنتمي إلى عالم الصحافة الشعبية اإللكترونية ال أكثر.
אאאE٨٦F
مميزات الصحافة اإللكترونية
السرعة ..
ً
في تحديث األخبار .. Anytime ..وداعا لالنتظار حتى الصباح ..
في انتشار ھذه األخبار لكل أنحاء العالم .. Anywhere ..وداعا ً إلدارات التوزيع ..
في االستجابة والتفاعلية .. Interactivity ..وداعا ً لبريد القراء ..
אאאE٨٧F
عيوب الصحافة اإللكترونية ..االنفالت اإللكتروني
ولعل واقعة السيفون الشھيرة خير مثال على االستسھال الذي عم الوسط الصحفي اإللكتروني وغي ر
اإللكتروني ،حيث ق ام أح د رواد اإلنترن ت ف ي أكت وبر الماض ي -أطل ق عل ى نف سه دكت ور مي زو -
بتأليف خبر طريف على س بيل الدعاب ة ق ال في ه إن ال رئيس الفرن سي ال يتمن ى تأھ ل الجزائ ر لك أس
العالم لما يسببه قاطنو فرنسا من الجزائريين من فوضى وضجيج في شوارع باريس بعد ف وزھم ف ي
مباريات كرة القدم .وقد نسب الخبر إلى موقع وھمي أسماه "سيفون سبورت".
وبعد دقائق قليلة كان الخبر موجوداً في العديد من المواق ع اإللكتروني ة الرياض ية وغي ر الرياض ية ،
بل وتصدر عناوين إحدى الصحف الجزائرية الكب رى وھ ي ص حيفة ال بالد .واكتمل ت الملھ اة عن دما
انزلقت مواقع كبي رة مث ل "العربي ة" و" "CNNوك ذلك القن وات الف ضائية الرياض ية الم صرية إل ى
الفخ نفسه ،وقد نسب الجميع الخبر إل ى م صدره "س يفون س بورت" دون الت دقيق ف ي م صدر الخب ر
المنقول.
אאאE٨٨F
التحديات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في العالم العربي
على الرغم من كل ھذه المميزات ،وبسبب كل ھذه العيوب ،فالطريق أمام الصحافة اإللكترونية في
عالمنا العربي ليس مفروشا ً بالورود ،وأمامھا تحديات كبيرة منھا:
-قلة عدد مستخدمي اإلنترنت ،ونقص المحتوى العربي على الشبكة الدولية.
-احتالل الترفيه المرتبة األولى في قائمة اھتمامات مستخدمي الشبكة.
-الصورة الضبابية آلليات التمويل.
-اختالل ثقة المعلن العربي فيما يبث على شبكة اإلنترنت وھو ما يفقد الصحافة
اإللكترونية مصدراً مھما ً من مصادر التمويل.
-المنافسة من صور أحدث من الصحافة )صحافة المحمول مثالً ،وال ننسى أن عدد
مستخدمي اإلنترنت في مصر بلغ ١٥مليونا ً -بحسب تصريح وزير االتصاالت قبيل
انعقاد منتدى التدبير الحكومي عبر اإلنترنت في شرم الشيخ يوم االثنين ١٦نوفمبر
الماضي -بنسبة %٢٢.٥من عدد السكان البالغ عددھم ٨٠مليون نسمة ،بينما عدد
مستخدمي التليفون المحمول بلغ ٥٣.٤مليونا ً حتى سبتمبر الماضي بنسبة %٦٧من عدد
السكان(.
אאאE٨٩F
متى نتقبل العزاء في الصحافة الورقية ؟
صراع الحبر ..واألثير
الجدل ما زال مستمراً ..فبينما حددت دراسة أجرتھا شركة - Microsoftالرائدة في مجال صناعة
البرمجيات -عام ٢٠١٧كآخر عام لصدور صحيفة ورقية ،أكدت دراسات مضادة عدم انقراض
الصحافة الورقية لصالح الصحافة اإللكترونية في الخمسين عاما ً القادمة على األقل ،وقد اعتمدت
ھذه الدراسات على بعض الحقائق واألرقام الخاصة بالسوق األمريكية منھا:
-ھناك ٥٠مليون نسخة صحيفة ورقية توزع يوميا ً.
١١٧ -مليون أمريكي يقرؤون جريدة واحدة ورقية على األقل.
-تأثير الصحافة اإللكترونية على نظيرتھا الورقية ما زال محدوداً حيث انخفض التوزيع
%٢.٥فقط لإلصدارات اليومية و %٣.٣فقط لإلصدارات األسبوعية.
-وعلى الرغم من أن بعض الصحف قد أطلقت مبادرة لخفض تكاليف اإلصدار الورقي
بنسبة %١٠إال أن ھناك ثالث صحف كبري قد زاد معدل إنفاقھا مؤخراً.
بل إن التحالفات تمت بين مؤسسات من داخل شبكة اإلنترنت مثل استحواذ Googleعلى
YouTubeكي تضمن ذراعا ً فيديويا ً تكمل به منظومة خدماتھا اإللكترونية.
الحبر اإللكتروني
אאאE٩١F
في الختام
تقول النكتة إن السبب الرئيسي في عدم انتشار الصحافة اإللكترونية في عالمنا العربي ھو عدم
صالحيتھا لتلميع الزجاج أو لف الشطائر أو تغطية ضحايا حوادث الطرق أو امتصاص الزيت من
شرائح البطاطس المقلية.
ومن جانبي -وإن كنت أرى أن النكتة تذم بالدرجة األولي الصحافة المطبوعة ال اإللكترونية -أضم
صوتي إلى مؤلفھا ،وأطالب أصحاب مواقع الصحافة اإللكترونية بتحسين نوعية الورق خاصتھم.
***
برنامج الدورة التدريبية في مجال الصحافة اإللكترونية بمعھد اإلذاعة والتليفزيون
الشق المعرفي:
ᴥالمدخل إلى عالم الصحافة اإللكترونية )ھذه المقالة جزء منھا(.
ᴥإدارة العالقة بين الصحيفة المطبوعة والصحيفة اإللكترونية
ᴥنظم المتابعة اإللكترونية للصحيفة اإللكترونية.
ᴥفريق العمل المطلوب إلدارة الصحيفة اإللكترونية.
ᴥغرف أخبار الصحف اإللكترونية.
ᴥطرق تحديث المحتوى على مواقع الصحافة اإللكترونية.
ᴥأصول إجراء المقابالت إلكترونيا ً وقواعده.
ᴥتحرير الخبر اإللكتروني.
الشق التقني:
ᴥإنتاج النص التشعبي الفائق .HTML
ᴥالتصوير الرقمي للصور الثابتة.
ᴥمعالجة الصور الثابتة ببرنامج .Photoshop
ᴥالتسجيل الرقمي للصوت.
ᴥمعالجة الصوت ببرنامج .WaveLab
ᴥالتصوير الرقمي للفيديو.
ᴥمعالجة الفيديو ببرنامج .Premiere
ᴥالتعامل مع الفيديو الرقمي على .Youtube
ᴥالرسوم المتحركة على اإلنترنت ببرنامج .Flash
ᴥإنشاء مدونة على شبكة اإلنترنت وإدارتھا.
ᴥتصميم مواقع اإلنترنت وتنفيذھا ببرنامج .FrontPage
ᴥمواقع .MySpace - Twitter - Facebook
ᴥتأمين المواقع إلكترونيا ً.
אאאE٩٢F
_‘< <íéÞæÓÖý]<ÄÎ]çÛ×Ö<ë…^f}ý]<†è†vjÖ]<Ùç
عـبد ﷲ الســبع
مدير إدارة التحرير ..قناة المعلومات
مدخل
خطاب
ٍ عندما ُسئل الرئيس األمريكي األسبق وودرو ويلسون عن المدة التي يحتاجھا من أجل كتابة
ً
أسبوعا ..وإن كان ١٥ األمر يعتمد على مدة الخطاب ..إن كان ١٠دقائق؛ َ ُ
أحتاج ُ لكي ُيلقيه ،أجاب" :
دقيقة؛ قد أحتاج ٣أيام ..وإن كان لنصف الساعة؛ فإن األمر يتطلب يومين ..أما إن كان الخطاب
ٌ
مستعد اآلن"! ُ
مدته ساعة ،فأنا
ً
إطالقا.. يفھم من القصة السابقة؛ أن الموضوع إذا كان عبارة عن » لت وعجن«؛ فال مشكلة وما ُ َ
وقت قصير؛ فھذا
ٍ في محددة رسالة إيصال المراد كان إذا أما !ممتد أمامنا
َ والنھار
ُ اآلن، فلنبدأ
يحتاج عمالً
ُ ﱡ
والتمكـن منھا ُ
وإتقانھا ھـينة، مھارات ينبغي ﱡ
تعلمھا .والكتابة الجيدة مھارةٌ ليست َ ﱢ ٍ يتطلب
دءوبا لسنوات.
ً
مقدمة
البحث عن أفضل الوسائل التي
ِ إلى اليوم؛ عالمنا الناس في
َ الحاجةُ إلى التنوع والتجدد،
َ دفعت
ًّ
إخباريا؛ يستقون منھا أحدث األخبار وأسرعھا .وال جدال أن المواقع اإللكترونية بسطت نفوذھا
حتى صارت وسيلةً ال يمكن للكثيرين االستغناء عنھا ،لمعرفة آخر أحداث الكون من حولنا أوالً
بأول.
אאאE٩٣F
وحده -وليست الھندسة اإلذاعية -ھو
َ وشكل معين ،وكتابة تعليق عليھا( .كذلك؛ فإن المحرر
ٍ بمقاس
ٍ
المسئول عن عملية البث أو ما ُيعرف بالنشر ) (Publishingباستخدام برنامج إدخال ) Upload
ٌ
عامل مھم في يرسل األخبار إلى ما ُيعرف بخادم الموقع ) .(Site Serverوالسرعةِ ُ (Program
كل تلك المراحل.
وقد جاء ھذا التطور التكنولوجي في العمل اإلخباري ،بعد قرابة قرنين من تحكم الصحافة الورقية
في شكل تحرير األخبار التي تصل إلى الجمھور ،حتى جاءت ثورة االتصاالت لتساعد المادة
وتؤسس لھا تقاليد وقوالب خاصة؛ تنسجم مع طبيعة الوسيلة
ﱢ َ ًّ
تدريجيا، اإلخبارية على أن تستقل
اإللكترونية الجديدة وخصائصھا المميزة.
فزيوني
ﱞ ٌ
وثالث تلي إذاعي،
ﱞ مكتوب للجريدة الورقيةُ َ ،
وآخر ٌ ونستطيع القول :إنه أصبح لدينا اليوم ٌ
خبر
أيضا ٌ
خبر إلكتروني ،له يتميز ببعض الخصائص التي تستدعيھا وسيلة التليفزيون ،كما أصبح ھناك ً
ٌ
ميزات أخرى إضافية.
ْ
انتھجت منذ نشوئھا؛ ثم أخبار التليفزيون -فيما بعد -األساليب ومن ُ ﱠ
المسلم به أن أخبار اإلذاعة
الصحفية في معالجة األخبار؛ ألن محرريھا جاءوا إليھا -في الغالب -من الصحافة ،إلى أن بدأت
ﱠ
وتتفرد ً
رويدا ،وتسعى لتلبية حاجاتھم ً
رويدا األخبار اإلذاعية والتليفزيونية تقترب من جمھورھا
ببعض الخصوصية التي تتناسب والوسيلتين الجديدتين.
الكتابة والتحـرير
ينبغي لنا أوالً أن نعرف ما الفرق بين :الكتابة ) ،(Writingوالتحرير )(Editing؟ والمفترض أن
عملية التحرير تبدأ عقب االنتھاء من عملية الكتابة .فعندما يكتب المراسل أو المندوب ما توافر لديه
بدورھا إلى مئات المشتركين في خدماتھا ..وھنا
تبثـه ْ ِ
من معلومات؛ يقوم بإرساله إلى الوكالة التي ﱡ
تبدأ عملية التحرير .وكلمة تحرير ،تعني :إعداد كتابات اآلخرين للنشر ،ومنھا جاءت كلمة :محرر
مسمى :رئيس التحرير ).(Chief in Editor وأيضا ُ ﱠ
ً )،(Editor
والمعالجة لمضمون المعلومات،َ َ التحرير اإلخباري إذن ھو :العملية التي تتم فيھا الصياغة الفنية،
التي تم جمعھا من المصادر المختلفة بواسطة المراسلين والمندوبين ،أو التي وصلت إلينا َ ْ
عبر
ونشرھا
ِ الوكاالت -التي تشترك فيھا الجھة التي ُتطلق الموقع -ثم المراجعة الدقيقة لھا؛ إلعادة ﱢبثھا
متعارف عليھا .والذي يقوم بتلك المھمة ھو المحرر ..الذي من َ أشكال وقوالب
ٍ وإذاعتھا في
ِ
محكما.
ً بناء
ً الخبر بناء على ومقدرته بكفاءته ً
معروفا يكون أن المفترض
ﱠ
يتمكن من صياغة األحداث بلغة إخبارية مناسبة وجيدة .والتحرير لوسيلة والمحرر الناجح ھو :الذي
ًّ
حاليا(؛ حيث يختلف عن فن الكتابة العلمية )مثل ھذا المقال الذي ُتطالعه َ
أنت ِ كتابي
ﱞ إعالمية ٌ
فن
אאאE٩٤F
يعتمد على المصطلحات العلمية أو الفنية المحددة الدقيقة ،التي ربما ال يفھمھا إالّ أصحاب
أيضا عن الكتابة األدبية التي تعتمد على الخيال والبالغة اللفظية
ً التخصص .كما يختلف
المستقبل لھا ،وتتوجه إلى قارئ ال يبحث إال عن متعة جمالية
ِ واالستطرادِ ُ ،
وتخاطب مشاعر
وفكرية.
ويعتمد التحرير اإلخباري على اللغة الوسطى ،التي ُيسميھا البعض باللغة الصحفية ،أو اللغة
اإلعالمية ،ذات األسلوب الذي يفھمه القارئ العادي ،وذات األشكال) ،أو القوالب( الفنية التي يتم من
خاللھا نقل المضمون المراد توصيله أو نقله.
ٌ
جديد من النثر ،أضافه أساتذة الصحافة واألدب إلى أنواع النثر التقليدية والتحرير اإلخباري ھو ٌ
نوع
)العادي والعلمي والفني( .وقالوا إن ھذا النثر يقف في منتصف الطريق بين النثر الفني )أي لغة
األدب( ،وبين النثر العادي )أي لغة التخاطب اليومي( .والتحرير اإلخباري له من النثر العادي:
وشعبيته .وله من النثر الفني :حظه من التفكير ،وحظه من عذوبة التعبير.ُ ُ
وبساطته ُ
وسھولته ُ ُ
ألفته
يطلق على لغة الصحافة ولعل ذلك المفھوم لھــذا النثر ،ھو الذي جعــــل بعض أساتذة اإلعــــالم ُ ِ
عموما(؛ ھو عينً المحرر )أو األخبار( وصف" :األدب العاجل" .ولذلك؛ فقد ِقيل :إن الصحفي )أو
نفسه؛ فھو ُيطلع ﱠ
القراء على مكنوناتھا وأحاسيسھا! القارئ على العالم ،واألديب ھو ُ
عين ِ
األسلوب الخبري
سمات خاصة .وينبع ھذا األسلوب من عدة محددات،ٌ ًّ
خبريا ،له أسلوبا
ً الواقع يقول :إن ھناك
َ ﱠ
لكن
عبرھا .وفي وسيلتنا التي نكتب لھا )وھي المواقع تتعلق بطبيعة الوسيلة التي سيتم نقل الخبر َ ْ
اإلخبارية على شبكة اإلنترنت(؛ فإن األسلوب الخبري يقتضي من المحرر :السرعة ،واالختصار،
يغفـل بالطبع الدور الحيوي الذي تؤديه الوسائل المصاحبة إلى جانب الكلمات مثل:والتركيز .وال ُ َ
ومؤخرا الكليبات(.
ً )الصور ،والجرافيكس ،والرسوم البيانية المناسبة ُ َ
المختارة،
ً
فروقا أساسية بين وسيلة وأخرى؛ ﱠ
فإن ھناك ٍ وبرغم التشابه الذي يبدو في األسلوب اإلخباري بين
أسلوب الكتابة للجريدة ،وأسلوب الكتابة لإلذاعة ،وأسلوب الكتابة للتليفزيون ،وبالطبع أسلوب
نكتب لھا؛ فمن المھم بالطبع أن وعموماًّ ،
فأيا ما كانت الوسيلة التي ُ ُ ً الكتابة للمواقع اإللكترونية.
بشكل
ٍ المحرر تحقيق ذلك
ُ يستطيع
َ يكون المحرر قد أتقن أصول كتابة األخبار وتحريرھا .وحتى
صحيح؛ فينبغي عليه أن يراعي األمور التالية:
يتمكن من تطويع الكلمات بالشكل الذي يخدم موضوعه،َ ﱠ إتقان اللغة التي يكتب بھا؛ حتى
يختار بين ھذه الكلمة وتلك ،وما ھو األصح في ھذا السياق.
َ أيضا أن
وليتسنى له ً
يتمتع بالقدرة على الكتابة ببساطة وبأسلوب طبيعي ،وأن تكون لديه ثروةٌ وافرة منَ أن
نھما ،وعلى اطالع باألدب )من قصة ً
المفردات ،باإلضافة إلى ضرورة أن يكون قارئا ً
وشعر وغيرھما(.
אאאE٩٥F
ﱠ
يتحلى باإلحساس بالمسئولية والدقة والعناية والصبر ،واالبتعاد عن إصدار حكم أن
قاطع ،أو اتباع ھوى النفس؛ فيما يكتب عنه من قضايا وأحداث.
رحلة مع الخبر
نتعرف على طبيعة الخبر .وبادئ ذي بدء؛ فھناك عدة أساسيات مشتركة ينبغي ﱠ واآلن؛ تعالوا
يكتب لھا؛ وھي: ً
عموما؛ ّأيا كانت الوسيلة التي ُ َ
ً مراعاتھا عند تحرير الخبر
١ـ أن تكون الجملة قصيرة.
قريبا من فاعله قدر اإلمكان.ً ٢ـ أن يكون الفعل
ذكر المصدر؛ خاصة في األخبار ،أو التصريحات المھمة. -٣الحرص على ِ ْ
ذكر الوظائف قبل األسماء ،عند ذكر األشخاص؛ سواء من المسئولين والزعماء. ٤ـ ِ ْ
-٥أن تكون المعلومات والوقائع واألسماء واألمكنة والتواريخ واألشخاص التي يتناولھا
خلل في ذلك ينسف ثقة الجمھور في الوسيلة التي ٍ ﱡ
وأي الخبر دقيقة بأقصى ما يمكن،
أوردت الخبر.
يمر بمراحل تصنيع مختلفة؛ فبعد أن يصل الخبر الجديد إلى صالة منتـج -ﱡوالخبر -مثله مثل أي ُ َ
التحرير ،فإنه يخضع على الفور -وقبل أن ُيطالعه الجمھور -لرحلة تشمل عمليات تشذيب وصقل
أحب أن ُأنوه بمحاولة في االجتھاد من جانبي؛ لتحديد
ﱡ وإعادة صياغة؛ .لكن في مستھل ھذه الرحلة؛
الفروق التحريرية عند كتابة الخبر لكل وسيلة إعالمية نقوم بالتحـرير لھا ،وأتصور أن ھناك
ً
ارتباطا بين الوسيلة وفعل المتلقي المتعامل معھا؛ فنقول مثالً:
عند مطالعة الصحيفة أقــــــرأ ←
عند سماع اإلذاعـة أســمــع ←
عند رؤية التليفزيون ُأشــاھـد ←
عند الدخول إلى الموقع اإللكتروني أتصـفـح ←
وحده؛ ولذلك َفرضت تلك الوسيلة على المحررين َ يخاطب القارئ
ِ ومن المعلوم أن ما ُيكتب للجريدة
الصحفيين انتقاء األلفاظ الرصينة ،واالعتناء بالصياغات ،وما إلى ذلك من جماليات األسلوب ،التي
تأسـس بخصائص ومميزات تضع تماما لفن الكتابة لألذن الذي ﱠ
ً ُتداعب خيال القارئ .وھذا مغاير
واضحا أن خبر اإلذاعة لكي يجتذب ً المستمع في أول االعتبارات .فحين ظھر الراديو؛ كان
بطريقة ُتناسب جمھور المستمعين ومستوياتھم المختلفة .حيث إن من السھل
ٍ يكتب
المستمع؛ يجب أن ُ َ
على األطفال وغير المتعلمين وفاقدي البصر؛ أن يحصلوا على المعرفة عن طريق آذانھم .كما أن
ھناك كثيرين كانوا يجدون أن األذن ھي السبيل األفضل لتلقي المعلومات .ثم عندما ظھر التليفزيون
ً
شغوفا بمتابعة تغيرت استراتيجية الكتابة ؛ فصار التحرير اإلخباري يتوجه لعين المشاھد الذي بات
الصورة أكثر من غيرھا! وبظھور المواقع اإللكترونية؛ تغيرت عادات الناس في تلقي األخبار
جديدا يسعى ھو بنفسه للبحث عن المعلومة ً شخصا
ً تماما ،وأصبح المتلقي عن طريق اإلنترنت ً
אאאE٩٦F
الجديدة ،وفھم ما يدور حوله في ظل منافسة شرسة مع الفضائيات التي ُتسابق الزمن إلذاعة
تؤكد في كل مرحلة على خصائص الحاجةَ ؛ ھي التي ﱢ
َ األحداث في لحظة وقوعھا .وھكذا يتضح أن
دوما طبيعة الوسيلة اإلعالمية الجديدة ومستلزمات أدائھا.
معينة ،تفرضھا ً
الخبر اإللكتروني
اآلن ،نأتي إلى الخبر اإللكتروني المراد نشره على شبكة اإلنترنت ،فنجد أنه يستغل جميع العناصر
ً
مستفيدا من تلك العناصر إلى السابقة؛ فھو يعتمد على :النص المكتوب ،والصوت ،والصورة؛
أقصى درجة ممكنة .وينبغي عند الكتابة لإلنترنت فھم نظام النص المتشعب )) ،HTTPHالذي
يضم :عنصري الشكل والمحتوى ،ووصالت النقل ،أو الروابط المتشعبة ) (Hyperlinksالتي
لصفحات جديدة؛ سواء خارجية أو بداخل الموقع.
ٍ توجه الزائر
جزء من
ٍ أن خبر النت يتميز بميزة تحريرية إضافية؛ وھي :عرض عنوان الخبر ،بمصاحبة غير ﱠ
يحتاج
ُ جزء منھا
ٍ ﱡ
وكل وعموما فإن الخبر اإللكتروني يتكون من أربعة أجزاء رئيسية؛
ً المضمون.
إبداع في تحريره .وھذه األجزاء ھي:
ٍ إلى
-١العنوان ):(Title
تقرأ من عنوانھا -كما يقولون -لذلك يجب على وھو أول ما يطالعه الزائر من الخبر ،والرسالة ُ َ
المعـبر عن الخبر الذي يحمل الرسالة المراد إبالغھا للجمھور. المحرر أن ُيحسن اختيار العنوان ُ ﱢ
ويشترط في عنوان الخبر اإللكتروني عدة
َ ُ .تركه إلى المتلقي وإھمال العنوان قد ُيسيء للخبر ،ويدفع
أمور منھا:
أ -أن يدل على الخبر ،ويتطابق مع المضمون.
ب -اإليجاز في اختيار الكلمات المناسبة للعنوان.
حـ -انتقاء ألفاظ معبرة له في قوة وصراحة وعمق.
د -أال يعتمد على طرق الخداع ؛ فمن المعيب كتابة عنوان مخالف لمحتوى الخبر.
عدد من الناس؛ مع ضرورة التعبير بموضوعية - ويثير اھتمام أكبر ٍ جذاباُ ،
ً يكون
َ ھـ -أن
دون تھويل أو تزييف -عن محتوى الخبر.
ويجب مالحظة أن العناوين العامة التي تحمل مضامين غير محددة؛ ال َ ُ ﱡ
تشـد انتباه الزائر،
بل وتجعله ال يھتم بتصفح الخبر.
אאאE٩٧F
ﱢ
وأحذر مما يقع فيه بعض المحررين؛ بأخذ ) (Copyمن الفقرة األولى من جسم الخبر -كما نرى
لألسف عند تصفح بعض المواقع -ولصقھا في خانة الوصف ،حتى إذا ضغط الزائر )على وصلة
التفاصيل( لمطالعة المزيد من المعلومات؛ فوجئ بإعادة قراءة سطور )الوصف( نفسھا مرةً أخرى
في بداية الخبر!
-٣التفاصيل ):(Details
وھي متن الخبر )أو جسم الخبر كما يحلو للبعض تسميته( .وھو الجزء الذي يحوي التفاصيل
لمزيد من العرض ،وإلمكانية تدعيم الخبر ببيانات أو أقوال أو
ٍ نسبيا
ً المتعددة؛ حيث يتسع المجال
جزءا من
ً تشكـل شريحة من الخبر تتناول كل منھا ُ ﱢ
فقرات؛ ﱟ
ٍ تصريحات .ويتكون جسم الخبر من
كل منھا؛ أي نبدأ من األھم ثم األقل
تسلسل َوفق أھمية ﱟ
ٍ ترتيبھا في
ُ أحداثه ،في وحدة متكاملة يتم
يعرض في فقرتين على األقل .ويجب قصيرا؛ فإنه ُيستحسن أن ُ َ
ً أھمية وھكذا .ومھما يكن الخبر
االلتزام بالقواعد التالية عند تحرير جسم الخبر:
אאאE٩٨F
وباإلجمال ،يمكننا القول :بإن المحتوى الجيد ألي موقع إخباري على الشبكة العنكبوتية ينبغي أن
تتوافر له ٌ
عدد من العناصر مثل:
متابعة متواصلة لألحداث على مدار الساعة.
توثيق كامل للوقائع واألحداث على مختلف األصعدة والمستويات.
االلتزام بالسياسات التحريرية الثابتة؛ وفي مقدمتھا :الدقة والموضوعية والحياد.
الترويج للمھنية اإلعالمية ،والديمقراطية ،والتعددية الفكرية والسياسية ،والحريات
السياسية والعامة.
خبرا عن
ً توفير المعلومات األساسية الخاصة بجميع األطراف ،فلو أن ھناك مثالً
]مطالبة أكراد تركيا بالحكم الذاتي[ ،أفترض أن يقوم الموقع اإللكتروني بنشر الخبر؛ ثم
الضوء على تاريخ الصراع بين األكراد وتركيا ،وأبرز
َ ُيرفق بداخله عدة وصالت ُ ﱢ
تسلط
وأيضا لصق بعض ً الشخصيات التي ورد ْ ُ
ذكرھا خالل المحطات المختلفة من الصراع،
الروابط التي ُتحيل المتصفح لمواقع خارجية مھتمة بالموضوع؛ تتكفل بنقل وجھة نظر كل
طرف ،من خالل البيانات والمصادر التي ﱢ
يوفرھا عن نفسه وعن قضيته ..وھكذا.
عنصرا ًّ
مھما ألي وسيلة إخبارية؛ فإنھا أوجب ما تكون ً التذكير بأن السرعة ،وإن كانت
في المواقع اإلخبارية على شبكة اإلنترنت.
توحيد أطوال القصص اإلخبارية على صفحات الموقع ،والتحول إلى استخدام الوصالت
ويكون بإمكانه أن َيمضي
الداخلية والروابط الخارجية ،حتى ال يشعر المتصفح بالمللَ ،
ُُ
قدما في مطالعة المزيد من التفاصيل عن القصة.
كثيرا ما أطالع :أخبار االنفجارات اليومية في مناطق الصراعات ،وعمليات المقاومة ،وما
ً أيضا؛
ً
طويل وممل! وتلك األخبار لھا تطورات تحتاج إلى
ٍ واحد
ٍ موضوع
ٍ ويسفر عنھا من ضحايا ..في
אאאE٩٩F
متابعا لألحداث .فمثالً قد تقع عدة
ً ويكون
َ طريقة إخبارية معينة في سردھا؛ حتى ال يتوه القارئ ،
بأعداد مختلفة.
ٍ وتسفر عن وقوع ضحايا يوم واحدُ ، عدد من المحافظات العراقية خالل ٍ انفجارات في ٍ
والحل األمثل -في رأيي -لتحرير خبر من ھذا النوع ،يكون باستخدام القالب التجميعي؛ بأن يتم
التطور األخير وحده؛ ثم يتم سرد بقية التفاصيل
ُ جمع أعداد ضحايا االنفجارات والبدء بھا ،ثم ُيذكر
دام في
يوم ٍ
عنوان وصفي لألحداث كلھا؛ ھكذا مثالٌ ] :
ٍ باختصار شديد ،ووضع
ٍ َوْف َ
ق الترتيب الزمني
العراق[ ،تعقبه مقدمة يراھا المحرر مناسبة لالنطالق إلى قصته الخبرية ..ثم استخدام وصالت
خبر مستقل؛ لمن أراد
ٍ ) (Linksداخل السرد؛ تشتمل على قصة كل حادث أو انفجار على حدة في
ويحتم ھذا القالب على المحرر وضع معلومات في قصته الخبرية ،وخلفيات لألحداث المزيد ُ .ﱢ
وإيضاحات تجعل من الموضوع وحدة سردية ذات نھاية شائقة وبداية جذابة.
وھذا القالب -بالرغم من أنه أقدم األشكال التحريرية التي استخدمتھا الصحافة في تغطية األحداث
تماما مواقع النت .كما أنه يوفر لمحرر الخبر الفرصة ،حين ُيريد
ً بالشكل الذي وقعت به -يناسب
معين وسط أحداث متشابھة؛ إضافة إلى أنه قالب سھل الفھم ،ومن الممكن أن يكونٍ فعل
توضيح ٍ
تفصيلياً.
ّ ً
موجزا أو
سـر الصنعة!
ُ
القارئ الكريم :لم تعد مشكلة وسائل اإلعالم المختلفة اليوم ھي البحث عن خبر؛ في ظل ھذا السيل
صباح على زيارة مواقع بعينھا؛ لكي
ٍ أحرص كل
المتدفق من األخبار ليل نھار! وعن نفسي ،فإني ِ ُ
أتصفح آخر األخبار ،مع تمام علمي أن األحداث نفسھا تزدحم بھا عشرات المواقع اإللكترونية
لكن الفرق -في رأيي -يكمن في سـر الصنعة! صدقوني ..فأنا ال أمزح؛ فالخبر ھو ھواألخرى؛ ﱠ
الذي يصل إلى المئات من أقسام األخبار في :الصحف والمحطات التليفزيونية والشبكات اإلذاعية
والمواقع اإللكترونية؛ لكن الفرق يكمن فيما جرى له من عمليات تشذيب وصقل وصياغة ،وربطه
بوصالت أخرى تحمل تفاصيل ومعلومات إضافية.
ٍ
ومن ھنا ،ينبغي أن يعلم القائمون على األقسام التحريرية بالمواقع اإللكترونية أن الخبر الذي
يقدمونه للجمھور؛ إنما ھو مثل أية بضاعة أخرىُ ،تريد الجھة المنتجة لھا أن ُ ﱢ
تسـوقھا للزبائن! ُ ﱢ
ﱠ
النص اإلخباري؛ ُليبقى على ما ھو ممتع ومھم .وھذه عملية أسلوبية وعلى المحرر الناجح أن ُ ﱢ
يشذب
وحس إعالمي بطبائع زائري المواقع اإللكترونية.
ﱟ وذوق فني
ٍ تحتاج إلى مھارة لغوية عالية
אאאE١٠٠F
وقبل أن أغادر تلك النقطة؛ َ ﱢ
أذكـر باآلتي :أن الكتابة الناجحة ،ينبغي أن تثير اھتمامات القراء على
تخاطب العامة والخاصة ،المحترفينمختلف مستوياتھم الثقافية واالجتماعية والسياسية ،وأن ُ ِ
يتوجه للطالب واألستاذ ،واالقتصادي والسياسي واإلداري ورجل األعمال ..وينبغي ﱠ والھواة؛ فالخبر
وطيب خاطر!
ِ رضى
ً وعن ً
طواعية، لقراءته ويجرھم
َ جميعا،
ً ويغريھم
ُ أن يستدرجھم
وختاما..
ً
َ
مطالبين اليوم بتقديم رسالة إعالمية تتسم بجودة أعلى ،فال إن العاملين في الحقل اإلعالمي؛ باتوا
خلت من الصنعة والحرفية .ومن ھذا المنطلق جاءت المواقع ْ قيمة اليوم للرسالة اإلعالمية إذا
كم المعلومات ُ ﱠ َ
المقدمة ،والدقة في تناولھا. جديدا ،أبرز ما فيه ھو :ﱡً لتدشن ًّ
فنا ﱢ اإلخبارية اإللكترونية
وھذا يرجع إلى طبيعة تكنولوجيا الشبكة نفسھا؛ فالنص اإلخباري -حتى بعد نشره -يظل يخضع
انطباعا باالطمئنان بأن ھناك َ ْ
من ً للتحديثات والتحسينات واإلضافات المتالحقة؛ مما ُيعطي المتصفح
حدث يقع
ٍ أي
ﱢ على يطرأ جديد تطور
ٍ كل
يھتمون بأمره ،ويتسابقون ويلھثون من أجل إطالعه على ﱢ
في أي بقعة من العالم.
אאאE١٠١F