Professional Documents
Culture Documents
والتقنية الرقمية
مفاهيم جأسيسيت عربيت
تأليف
دارالزءب املصريت
فهرست وثنا النشر
غازم ،خالد دمحم
الصحافة االلكًتكنية كالتقنية الرقمية ..مفاىيم أتسيسية عربية /
د.خالد دمحم غازم
-اعبيزة – ككالة الصحافة العربية.
ِٕٗ ص ُِ*ُٖ ،سم.
الًتقيم الدكُفٕٖٗ -ٕٕٗ - ُٗٗ – َِٗ – ٓ :
رقم اإليداع َُِِ / ُِٗٔٗ : أ – العنواف
2
الصحافة االلكترونية
والتقنية الرقمية
3
مقدمة
5
اإلنًتنت مطلع عاـ َُٗٗ صحيفة "ىيلز نبورج أجببلد " السويدية.
كالصحافة اإللكًتكنية ىي نتاج امتزاج اإلعبلـ ابلتقنية الرقمية ،كبرغم عمرىا
القصَت فقد حققت ما حققتو الصحافة اؼبطبوعة يف عشرات السنُت ،كسبكنت من
تقدًن مكاسب عديدة إُف اؼبهنة اإلعبلمية كإُف صبهور القراء ككذلك ؼبستوايت أخرل
من اؼبستفيدين مثل اؼبعلنُت كالطبقة السياسية كالنخب الثقافية كسواىم ،لكن ىذه
اؼبكاسب ارتبطت – كما زالت -بتطور التقنية كانتشارىا كبطبيعة اعبمهور الذم
مبكرا إُف اغبديث عن ىزيبة الصحافة
كثَتا من الباحثُت جنحوا ن
يستخدمها .إف ن
حكرا على اؼبؤسسات الصحفية
التقليدية كهناية عصرىا ،فلم يعد مفهوـ الصحافة ن
ابؼبعٌت التقليدم يف الصحافة اؼبطبوعة ،لذلك فإف الصحيفة اإللكًتكنية هبب أف تتميز
ابالستقبلؿ التاـ عن الصحف اؼبطبوعة ،حىت كإف كانت تصدر عن مؤسسة صحفية
بدءا من
قائمة أكربمل نفس عناكين إصداراهتا .كيبتد االستقبلؿ ليشمل صبيع اؼبراحل ن
التخطيط إلنشاء اؼبوقع كأىدافو إُف ربرير اؼبادة الصحفية ،كتصميم الصفحات كنشرىا
على الشبكة ،سبت االستفادة من خصائص النظم الرقمية يف تصميم ال رامج كاؼبواقع
ابلًتكيز على خصائص اؼبتلقي كحاجاتو ،كتلبية ىذه اغباجات كفق نظم التجوؿ
كاالختيار كالتفاعل كاؼبشاركة اليت توفرىا ىذه اؼبواقع ،حبيث يصبح اؼبوقع أك احملتول
ـبصصا للمتلقي بذاتو كتكوف لو اغبرية يف توجيو اختياراتو كفق ىذه ن كما لو كاف
اػبصائص كاغباجات ،دبا يؤدم ابلتاِف إُف تطوير العبلقة ابلقارئ كتدعيمها .ابإلضافة
إُف تصميم آليات تفاعل اؼبستخدـ أك القارئ ،فإف الصحيفة اإللكًتكنية هبب أف
ضا من أدكات االتصاؿ اؼبتاحة على الشبكة ،حىت يتحقق يف ىذه العملية
تستفيد أي ن
االتصاؿ ثنائي االذباه ،أك متعدد االذباىات لتأكيد تفاعل القارئ مع الصحيفة
كالعاملُت هبا كأقرانو من القراء كاؼبستخدمُت ؽبذه الصحيفة كموقعها.
لذا من الضركرم أف نضع يف اعتبارتا :
-الصحافة اإللكًتكنية طرحت نوعا جديدا من الصحافة ىو "صحافة اؼبواطن" يتميز
ابلتفاعلية كالتواصل الفورم بوسائل كطرؽ متنوعة تكسر حواجز الصمت يف سرعة
6
نقل اغبس الشعيب ذباه اغبداث كاؼبواقف كالشخصيات كىدـ اللغة الرظبية كالفوقية
كحرية طرح اؼبواضيع اغبساسة كاػبطَتة ،األمر الذم يستدعي توافر قسط من
الرسائل كالدراسات العلمية حوؿ ىذا اؼبوضوع ابلذات.
-ضركرة كجود تشريعات كضابط للممارسة الصحفية اإللكًتكنية يف -الدكؿ العربية،
خركجا عن القيم
كإف عدـ كجودىا ىبلي اؼبسألة من الضوابط الفاعلة كهبعل ىناؾ ن
كاألخبلقيات كاآلداب العامة يف ؾبتمعنا ،كىذا يعٍت يف النهاية كجود ابتذاؿ
كانفبلت كاضحُت يف الصحافة اإللكًتكنية سبيزت بو لعدـ كجود الرقيب أك
التشريعات اػباصة كمن مث تدىور العمل الصحفي يف النهاية كربولو إُف معوؿ ىدـ
سفورا ..كما أف التشريعات حينما تصطبغ ابلصبغة الدكلية أخبلقي بشكل أكثر ن
بشكل يتكئ على اتفاقيات دكلية عاؼبية تنتمي إُف فًتات سابقة فإهنا ال تسَت على
اػبط اؼبهيأ ؽبا بل تنحرؼ عنو ،إُف أف تنفصل عن أرض الواقع كتصبح ؾبرد بنود
موقع عليها دكف تفعيل جاد على أرض الواقع ،إف اؽبدؼ من التشريعات ىو ضبط
العمل الصحفي كالوصوؿ إُف أعلى صورة فاعلية ال جعلها حجر عثرة يف طريق
الصحافة ،كىذا ىو ما ربتاجو الصحافة اإللكًتكنية يف عاؼبنا العريب يف الفًتة اغبالية
كاؼبستقبلية كي تكوف صحافة حبق كليست ؾبرد تكرار لعهود غابرة يف عاَف
الصحافة الورقية.
-ضركرة تفعيل مواثيق الشرؼ اؼبهٍت على الصحافة اإللكًتكنية ،فميثاؽ الشرؼ ىو
اعبانب األخبلقي يف اؼبهنة كىو متفرع عن عقيدة األخبلؽ يف كل الثقافات
كالدايتات ،كىو مظهر من مظاىر اؼبنظمات غَت اغبكومية نشأ يف الغرب مث انتقل
إُف الشرؽ ،كىو فكرة فعالة غَت أنو فبا يقلص من فاعليتها انتشار أنظمة اغبزب
الواحد كالعشَتة الواحدة كالزعيم األكحد كمن مث فقد تبدك فكرة مرتبطة دبناخ
حضارم حىت تتأسس يف بنية سليمة كتعت ر مواثيق الشرؼ كالقوانُت ثنائية ابرزة،
فاؼبفًتض أف القوانُت ربمي مواثيق الشرؼ كأف مواثيق الشرؼ تكمل القوانُت ،لكن
حُت تتباعد اؼبسافة بُت طريف الثنائية فهذا يعٍت أف اجملتمع يف أزمة ،كقد رأينا أمثلة
5
عديدة ؼبواثيق الشرؼ اؼبهٍت لدل أكثر من كجهة كمؤسسة ؿبلينا كعاؼبينا تبُت مدل
احًتاـ قداسة العمل لدل ىذه اعبهات كاؼبؤسسات ،كال يبقى من كل ذلك إال
التطبيق.
-إف التحلي ابألخبلؽ يف العمل الصحفي ىو فن كإحساس يف اؼبقاـ األكؿ ،فبل أحد
فوؽ مستول الشبهات أك خارج نطاؽ احملاسبة ،إال دبا يبليو عليو ضمَته كحسو
صورا عديدة يتم فيها التجاكز اؼبهٍت يف اػبطاب
أكال ،كمن ىنا قد قبد نالداخلي ن
كالطرح ،ألف الصحفي َف يلزـ نفسو هبا كَف يلزـ نفسو ابغبس اػبلقي من األساس.
-ضركرة إعبلء قيم اغبرايت الصحفية يف ظل ضباية قانونية كدستورية للصحفي
ضا ،كاالستفادة من ذبارب دكؿ العاَف اؼبتقدمة يف ىذا اجملاؿ ،كال تتم
كاجملتمع أي ن
النهضة أك إعبلء لقيمة ما مرة كاحدة ،بل هبب أف نبحث يف صورة دفعات كإال
فلن نعثر على شيء.
-ضركرة التعمق يف دراسة بنية تطور الصحافة اإللكًتكنية العربية اليت تتطور كتزدىر
كل يوـ ،على أف تتم االستفادة من التجارب اؼبتميزة عاؼبينا يف ىذا اجملاؿ.
اؼبؤلف
2
الفصل األول
( )1ىو سياسي ككاتب كشاعر ،خدـ ىف مناصب كزارية ،كلد يف كام ردج بريطانيا ،كتب اتريخ إقبلًتا يف
طبسة ؾبلدات ،عرؼ بنشاطو السياسي كال رؼباين يف مكافحة الرؽ كالدعوة إُف اإلصبلح الديبقراطى.
(2) www.scribd.com/doc/7288007/
5
األمريكية ابلفًتة من َُُٖ حىت َُٖٗ ،فقد كتب يف عاـ ُٕٖٕ يقوؿ" :إف رأم
الشعب ىو الدعامة اليت تقوـ عليها حكومتنا ،كهبب اغبفاظ على ىذا اؼبفهوـ ،كإذا
خَتت بُت كجود حكومة بدكف صحافة ،أك صحافة بدكف حكومة الخًتت الثانية ببل
أدىن تردد كقد عاشت الصحافة كبقيت كأصبحت قوة كهبيء ىذا اإلدراؾ على ضوء
حقيقة أف أية حكومة ىي ذلك العمبلؽ الذم يشعر اؼبواطن أمامو ابلضعف كمن مث
جاء اإلحساس أبف الصحفيُت كحدىم يف موقعهم خارج اغبكومة يبثلوف التحدم
القوم للفساد ،أك دبعٌت أدؽ للسياسيُت الذين يعملوف يف السر كاػبفاء كلغَتىم من
(ُ)
البَتكقراطيُت.
ماذا يقصد بكلمة "صحافة" كتعريف لغوم يف لغتنا العربية؟
كمىت عرؼ العرب الصحافة كمصطلح داؿ على فحواه؟
كما التعريف القانوين للمصطلح؟
كماذا عن اؼبفهوـ االصطبلحي للصحافة؟
لنبحث يف التعريف اللغوم لكلمة "صحافة" -بكسر الصاد -فهي من صحيفة
صبع صحائف ،كالصحيفة ىي الصفحة.
صح ً الصح ً ً
ف يكُف .ي ي
ف ٍاأل ى كيف القرآف الكرًن كردت ىذه اآلية { :إً َّف ىى ىذا لىفي ُّ ي
وسى} كالصحف ىنا دبعٍت الكتب اؼبنزلة. ً ً
يم ىكيم ى
إبٍػ ىراى ى
كيف الصحاح للجوىرم إف الصحيفة صبعها صحف كصحائف ىي الكتاب دبعٍت
كتااب كصحيفة اؼبتلمس" كمنها
حامبل إُف قومي ن
الرسالة .كيف اغبديث الشريف" :أتراين ن
اشتق اؼبصحف "بضم اؼبيم أك كسرىا" دبعٌت الكتاب الذم صبعت فيو الصحف أم
األكراؽ كالرسائل.
( )1د .ؿبمود علم الدين :أساسيات الصحافة يف القرف اغبادم كالعشرين ،دار النهضة العربية ،القاىرة،
ََِٕ ،صُٗ كما هبا من مراجع.
01
(ُ)
كالصحيفة -كما شرحها ابن منظور -ىي اليت يكتب فيها.
كقد عرؼ اؼبعجم الوسيط الصحافة بكسر الصاد أبهنا مهنة من هبمع األخبار
كاآلراء كينشرىا يف صحيفة أك ؾبلة ،أما يف القاموس احمليط للفَتكزاابدم ،فورد أف
الصحيفة ىي الكتاب كصبعها صحائف كالصحفي من ىبطيء يف قراءة الصحيفة،
كالتصحيف اػبطأ يف الصحيفة .كجاء يف اؼبصباح اؼبنَت إف الصحيفة قطعة من جلد أك
قرطاس كتب فيو كإذا نسب إليها قيل صحفي كىو من أيخذ العلم منها دكف اؼبشايخ
كصبعها صحف كصحائف كالتصحيف تغيَت اللفظ حىت يتغَت اؼبعٍت.
كجاء يف ـبتار الصحاح للرازم إف الصحيفة ىي الكتاب كصبعها صحف
كصحائف.
كجاء يف ؿبيط احمليط لبطرس البستاين إف الصحيفة قرطاس مكتوب كما جاء يف
أك أساس الببلغة للزـبشرم كاتج العركس للزبيدم إف الصحيفة قطعة من جلد
قرطاس يكتب فيو كجاء يف لساف العرب البن منظور إف الصحيفة اليت يكتب فيها
كاعبمع صحائف كصحف.
كالصحيفة ىي ؾبموعة من الصفحات تصدر يومينا أك يف مواعيد منتظمة كتتضمن
أخبار السياسة كاالقتصاد كاالجتماع كالثقافة كما يتصل هبا كالصحفي ىو من أيخذ
العلم من الصحيفة ال عن أستاذ.
كظبيت صحيفة كعليها أك منها تسمى :صحافة ،كاؼبزاكؿ ؽبا يسمى صحفينا
بكسر الصاد أك صحفينا بضم أك فتح الصاد كالتسمية يف أساسها من صفحة أك
صحيفة أم إحدل كجهي الورقة اؼبكتوبة ،كىي التسمية األكثر مبلءمة إُف عاَف
الصحافة ،حيث إهنا َف زبرج عن نطاؽ الصفحة كالصحيفة.
أما ابللغة البلتينية فتسمى Journalismمن أصل Journalكىي إحدل
( )1أديب مركة :الصحافة العربية نشأهتا كتطورىا ،منشورات دار اغبياة ،بَتكت ،ُُٗٔ،صُّ.
00
مشتقات كلمة يف الفرنسية تعٍت يف األساس "يومي" من يوـ Journal ،الفرنسية أم
يوـ ككلمة Jourإذف فهي ال عبلقة ؽبا ابلصفحة أك الصحيفة ،إذ إف الصفحة تسمى
Pageأما اعبريدة فتسمى ابلفرنسية Journalأم يومية كابإلقبليزية newspaper
كىي كلمة من الكلمات اإلقبليزية اؼبركبة تعٍت األكُف newsأخبار كالثانية paper
(ُ)
كرؽ كمعناىا ؾبردة :كرؽ األخبار.
كيستخدـ قاموس أكسفورد كلمة pressدبعٌت صحافة ،كتعٍت شيئنا مرتبطنا
ضا،ابلطبع كالنشر كاألخبار كاؼبعلومات ،ك Journalismدبعٌت صحافة أي ن
(ِ)
ك Journalistدبعٌت صحفي.
كقد عرفت معظم اغبضارات القديبة كحضارة اإلغريق كالركماف اػب ر اؼبخطوط،
حيث أصدر يوليوس قيصر عقب توليو السلطة عاـ ٗٓ ؽ .ـ صحيفة ـبطوطة" أكتا
ديورتا " كتعٍت األحداث اليومية يكتب فيها أخبار مداكالت ؾبلس الشيوخ كأخبار
اغبمبلت اغبربية كعدد من األخبار االجتماعية كالزكاج كاؼبواليد كالفضائح ككاف
للصحيفة مراسلوف يف صبيع أكباء اإلم راطورية غالبيتهم من موظفي الدكلة.
كيؤرخ البعض إُف أهنا أكؿ صحيفة عرفت يف العاَف أصبع يف اإلم راطورية الركمانية
ككانت تكتب ابغبفر على اغبجر ( ) inscriptionكتقاـ يف السوؽ العامة.
كؼبا عرؼ العرب الصحافة يف مطلع القرف التاسع عشر ألكؿ مرة ،كانوا يطلقوف
عليها لفظة "الوقائع" كحُت أنشأ خليل اػبورم سنة ُٖٖٓ صحيفة "حديقة األخبار"
-كىي أكؿ صحيفة عربية ابؼبفهوـ اغبديث -أطلق عليها التعريف الفرنسي
"جورتاؿ".
( )1عبدالعزيز سعيد الصويعي :فن صناعة الصحافة ماضيو كحاضره كمستقبلو ،اؼبنشأة العامة للنشر
كالتوزيع كاإلعبلف ،طرابلس ،ليبيا ،ُْٖٗ ،ص ُٕ.
( )2د .حسن إبراىيم مكي كد .بركات عبدالعزيز دمحم :اؼبدخل إُف علم االتصاؿ ،منشوارات ذات
السبلسل ،الكويت ،ُٗٗٓ ،ص ِٔٔ .ِٕٕ ،
02
ككاف أكؿ من اختار لفظة صحيفة ىو الكونت رشيد الدحداح ،إال أف أضبد
فارس الشدايؽ صاحب جريدة "اعبوائب" كمناظر الدحداح يف اؼبسائل اللغوية استعمل
لفظة جريدة كىي مأخوذة عن اعبرائد أم قضباف النخل اجملردة من خوصها.
كقد ظل أرابب الصحف يف القرف التاسع عشر ال يفرقوف بُت اعبريدة كاجمللة إُف
أف توُف الشيخ إبراىيم اليازجي إصدار ؾبلة الطبيب عاـ ُْٖٖ ابالشًتاؾ مع الدكتور
بشارة زلزؿ كخليل سعادة فاستعمل لفظة ؾبلة كىو يقصد هبا الصحيفة العلمية أك
جبلال كجبللة أم عظم
األدبية أك االنتقادية كما شاكلها كاجمللة ىنا مشتقة من مادة جل ن
كقدرا كحكمة ،كاجمللة إذف ىنا ىي الكراسة فيها اغبكمة كقد خصت
مقاما ن
كك ر كعبل ن
اآلف الصحيفة اليت على شكل كراس .كيف تفسَت آخر ،إف اجمللة مشتقة من مادة جبل
جبلء أم ظهر ككضح كمنها جلية األمر أم ما ظهر من حقيقتو أم اػب ر اليقُت .كاجمللة
ىنا دبعٌت أهنا تسعى إُف استجبلء حقبة من العاَف.
غَت أف كلمة الصحافة دبعناىا اؼبتعارؼ عليو اليوـ َف تصل إلينا إال على يد الشيخ
قبيب اغبداد منشئ صحيفة "لساف العرب" يف اإلسكندرية كحفيد الشيخ تاصيف
اليازجي كىو أكؿ من استعمل لفظة الصحافة دبعٌت صناعة الصحف كالكتابة فيها،
كمنها أخذت كلمة صحايف أما صحفي "بضم الصاد" فهو خطأ شائع إذ ال ذبوز النسبة
إُف اعبمع يف اللغة العربية .كلكن األصح ىو صحفي "بفتح الصاد" نسبة إُف
الصحيفة ،كقد استعمل العرب األقدموف كلمة صحفي دبعٍت الوراؽ الذم ينقل عن
الصحف ،كقيل يف ذلك عن بعضهم "فبلف من أعلم الناس لوال أنو صحفي" دبعٍت أنو
(ُ)
ينقل عن الصحف أك الصحائف.
التعريف القانوين للصحافة :يقصد بكلمة جريدة مطبوع يصدر ابسم كاحد بصفة
( )1أديب مركة :مرجع سابق ص ُْ ،ُٓ ،كيبلحظ أف قولو( :إف اجمللة مشتق من مادة جبل جبلة أم
ظهر ككضح ..كاجمللة ىنا دبعٌت أهنا تسعى إُف استجبلء حقبة من العاَف) غَت موافق لقواعد اللغة من
تاحيتُت :األكُف أف مصدر جبل ىو جبلء .الثانية أف نسبة اجمللة إُف جبل ال تصح كلو صحت لكانت
الكلمة ؾببلة إبثبات األلف اليت ال م رر غبذفها.
03
منتظمة يف مواعيد منتظمة أك غَت منتظمة بينما يعرؼ القانوف "اؼبصرم" رقم ٔٗ لسنة
ُٔٗٗ الصحف أبهنا اؼبطبوعات اليت تصدر ابسم كاحد كبصفة دكرية كاعبرائد
كاجملبلت كككاالت األنباء كيبكن رصد احملررات أك الشركط القانونية الواجب توافرىا يف
الصحف كالتاِف:
ُ -إف الصحيفة "اعبريدة" أك اجمللة هبب أف تكوف مطبوعة ..كابلتإُف ىبرج من ىذا
التعريف اعبرائد اؼبسموعة اليت يبثها الراديو ككذلك اعبرائد اؼبرئية يف التليفزيوف
قانوتا -إُف اؼبعٌت الضيق للمطبوع ،كىو أف يكوف
كينصرؼ مفهوـ اؼبطبوع -ن
مقركءا ،كابلتإُف ىبرج من إطار ىذا التعريف أم مطبوع يكوف مقصورا على الرسوـ
كالصور فقط كإف كانت الصور الفوتوغرافية كالرسوـ الكاريكاتَتية من أىم عناصر
اعبرائد كاجملبلت كلكن تبقى الكتابة "الطباعة" الصحفية ىي العنصر األساسي يف
ضا -قناة اؼبعلومات التليفزيونية برغم
تعريف الصحيفة كىبرج من ىذا اؼبفهوـ -أي ن
أهنا مقركءة كلكنها ال تعد من قبيل الصحف.
ِ -أف يكوف للصحيفة اسم كاحد :إذ هبب أف يكوف للصحيفة "اعبريدة -اجمللة"
اسم كاحد كيف ىذا زبتلف الصحف عن غَتىا من كسائل اإلعبلـ األخرل
اؼبطبوعة كالكتب كالنشرات كاؼبوسوعات ،فعلى الرغم من أف اؼبوسوعة تصدر
دائما ابسم كاحد لكنها تتضمن عناكين ـبتلفة يف كل إصدار كما أهنا ليست دائمة
ن
مطبوعا يصدر ابسم كاحد.
ن الصدكر كابلتإُف ال يبكن اعتبارىا
ّ -دكرية الصدكر :فيجب أف تصدر الصحيفة بصفة دكرية "يومية -أسبوعية -
يوما كاح ندا
نصف شهرية -شهرية -فصلية " أاي كانت الفًتة الزمنية ،فقد تكوف ن
مثل اعبرائد اليومية كقد تكوف سبعة أايـ مثل اعبرائد األسبوعية كبعض اجملبلت كقد
تكوف شهرية أك نصف شهرية أك فصلية مثل بعض اجملبلت الفصلية اؼبتخصصة،
كطب نقا ؽبذه القاعدة ال يعد الكتاب الذم يصدر -تباعا -يف عدة أجزاء صحيفة
من الدكرايت إذ تنتهي أجزاؤه حتما بعد أجل معُت ،كذلك اؼبعجم اللغوم الذم
كبَتا من اإلصدارات ،ألهنا
عددا ن
يتضمن عدة أجزاء كاؼبوسوعات اليت تتضمن ن
04
ؿبددة دبوضوعاهتا كبفًتة زمنية ؿبددة إُف أف تستنفد أغراضها.
ْ -انتظاـ الصدكر كاؼبقصود بو التوقف االختيارم عن الصدكر إذ هبب على
(ُ)
الصحيفة اليومية أف تصدر ابنتظاـ كل يوـ كاجمللة األسبوعية كل أسبوع كىكذا.
أَا املفٗوّ االصطالسي يًضشافة:
الصحافة دبعٌت pressىي صناعة إصدار الصحف كذلك ابستقاء األنباء كنشر
اؼبقاالت هبدؼ اإلعبلـ كنشر الرأم كالتعليم كالتسلية كما أهنا كاسطة تبادؿ اآلراء
فضبل عن أهنا من أىم كسائل
كاألفكار بُت أفراد اجملتمع كاؽبيئة اغباكمة كاؽبيئة احملكومة ن
(ِ)
كتوجيو الرأم العاـ.
كالصحافة دبعٌت Journalimsىي اؼبؤسسة اليت يعمل هبا اؼبتخصصوف يف
صناعة األخبار كلقد أطلق عليها صحافة Journalismبسبب أف الصحف
Journalsاليت تضمنت على مدل التاريخ :اعبرائد ،الوريقات اإلخبارية ،اجملبلت
كانت الوسيلة األساسية اليت عمل فيها ألربعة عقود كنصف عقب اخًتاع آلة الطباعة،
كىناؾ من يعرؼ الصحافة أبهنا مهنة تغطية األخبار ككتابتها كربريها ،كتصويرىا
(ّ)
فوتوغرافيا كإذاعتها ،أك إدارة أم مؤسسة إخبارية "إعبلمية" كعمل ذبارم.
إال أف اسم الصحافة ما زاؿ مرتبطنا ابلكلمة اؼبكتوبة منذ اخًتاع الكتابة
كابػبطاب اؼبكتوب Journalism ،بشكل أكثر تكثي نفا منذ اخًتاع آلة الطباعة،
كقد تداخلت لغة الصحافة مع الكتابة النثرية اؼباىرة ،كاستمرت يف ذلك حىت عندما
أصبح توصيل أك تسليم األخبار يتم إلكًتكنينا ،كذلك بسبب أف األخبار يف الراديو
كالتليفزيوف أك الصحافة اإلذاعية تعتمد يف األساس على سيناريوىات أك نصوص
( )1د .ؿبمود علم الدين :الفن الصحفي ،دار أخبار اليوـ ،القاىرة ،ََِْ ،ص َُ.ُُ ،
( )2د.أضبد زكي بدكم :معجم مصطلحات اإلعبلـ ،دار الكتاب اؼبصرم كدار الكتاب اللبناين ،القاىرة،
بَتكت ،ُٖٗٓ ،صُِْ.
( )3د .ؿبمود علم الدين :الفن الصحفي ،مرجع سابق ،ص ُِ
05
ضا حىت على الصحافة اؼبباشرة أك صحافة شبكات اؼبعلومات
مكتوبة ،كينطبق ذلك أي ن
كصحافة االتصاالت الفورية Online Journalismاليت ىي عبارة عن صحافة
تعتمد على لغة مكتوبة ذبهز فنينا ،كتتم قراءهتا أك استعراضها على شاشات اغباسبات
اإللكًتكنية.
كيشمل ؾباؿ الصحافة اآلف صبيع اؼبناقشات اعبماىَتية اؼبتصلة ابألخبار شاملة
التعليق كالتحليل كالتزكيد للتقارير التفسَتية عن التطورات اإلخبارية.
ضا فن تسجيل الوقائع اليومية دبعرفة كانتظاـ كذكؽ
كالصحافة تعٍت عند البعض أي ن
سليم ،مع االستجابة لرغبات الرأم العاـ ،توجيهو ،كاالىتماـ ابعبماعات البشرية،
كتناقل أخبارىا كلذلك تعت ر الصحافة مرآة تنعكس عليها صورة اعبماعة كآراؤىا
كخواطرىا ..كالصحافة هبذا اؼبفهوـ ىي صبع األخبار كنشرىا ،ككذلك اؼبواد اؼبتصلة هبا
يف مطبوعات مثل :اعبرائد ،اجملبلت ،الرسائل اإلخبارية ،اؼبطوايت ،الكتب ،كقواعد
البياتات اؼبستعينة ابغباسبات اإللكًتكنية ،كاالستعماؿ الشائع للصحافة يضيق على
عمل اعبرائد كبعض اجملبلت ،كلكنو.
قابل للتطبيق على األشكاؿ األخرل السابق نشرىا كأكؿ من استعمل لفظ
الصحافة دبعناىا اغباُف كاف الشيخ قبيب اغبداد كإليو يرجع الفضل يف اختيارىا فقلده
(ُ)
سائر الصحفيُت من بعده.
كتتعدد تعريفات الصحافة ،إال أف أغلب التعريفات تتفق على أهنا ىي نشر
دكراي لتع ر عما هبرم يف العاَف كيهم صبهور
الكلمة اؼبطبوعة عن طريق الوسائل اؼبطبوعة ن
اؼبتلقُت كتستهدؼ خدمة اإلنساف كاجملتمع كمن ىنا تؤثر يف الرأم العاـ ..كالصحافة
ىي إحدل أجهزة اإلعبلـ كاالتصاؿ القوية كاؼبؤثرة .كتصف موسوعة إنكارات
( )1موسوعة إلكًتكنية تنتجها شركة مايكركسوفت كىي شاملة عبميع فركع العلوـ كالفنوف كاآلداب كربتوم
على أدكات حبثية عديدة مدعمة ابلصور كالفيديو ،كيتم ربديثها ابستمرار ،كتتوافر على أقراص مدؾبة
أك ع ر االشًتاؾ ،ابللغات اإلقبليزية كالفرنسية كاألسبانية كاألؼبانية كالياابنية كاإليطالية كاؽبولندية.
05
ثايجا -ايهتابة عًى األسذاز ايطباغريية وايفدازية :كسبق السومريوف غَتىم يف
تسجيل األحداث على األلواح الفخارية اجملهزة من عجينة فخارية بعد تسويتها
كتعريضها للشمس أك حرقها.
زابعا -ايهتابة عًى وزم ايربدي :اىتدم اؼبصريوف القدماء إُف صناعة الورؽ من
نبات ال ردم الذم ينمو على ضفاؼ النيل مث انتقل إُف اليوتانيُت كالركماف.
خاَطا :الكتابة على الرؽ اؼبصنوع من جلود اغبيواتات لتحمل عوامل البيئة.
بدال من استَتاد كرؽ ال ردم من
ضادضا :ايهتابة عًى صفشات اخلػب :فكر الفينيقيوف ن
مصر يف الكتابة على اػبشب ابغبفر ،مث ابغب ر ،خاصة أف الكتابة ابغب ر على
اػبشب يصعب ؿبوىا بعكس الكتابة على كرؽ ال ردم اليت كانت تتعرض
لئلزالة خبرقة مبللة كإف كانت تتميز بتصحيح األخطاء إال أهنا من الناحية
األخرم كانت معرضة لضياع معاَف الكتابة كتسجيلها على مدل بعيد.
ككانت فكرة حفر اغبركؼ على اػبشب معكوسة الوضع حبيث تطبع على الورؽ
معدكلة الوضع ،كانت تستخدـ للتصديق على الواثئق اغبكومية (فكرة األختاـ
اؼبعدكلة الوضع) اليت أمكن بواسطتها صنع قوالب ابرزة معكوسة الوضع من مادة لينة
قبد أف الصينيُت ىم الذين ؽبم فضل االبتكار من قبل اؼبيبلد مث انتقل بعد ذلك إُف
الياابف.
كقد بدأت الطباعة كما نعرفها اليوـ ،منذ حواِف ََٓ عاما ،قبل ذلك كاف كل
شيء مقركء ينسخ خبط اليد ،أك وبفر كيطبع ابليد من قوالب خشبية ،مث حدث أىم
Johannes Gothenburg طور جوىانس جوتن رج إقباز يف التاريخ عندما ٌ
(ُّٓٗ – ُْٖٔـ)(ُ) كمعاكنوه يف أؼبانيا حواِف عاـ َُْْـ الطباعة ابغبركؼ
اؼبتحركة.
( )1ـبًتع أؼباين ،ابتكر القالب اؼبطبعي جعل الطباعة من حركؼ معدنية متحركة ن
أمرا عملينا ألكؿ مرة
كاستخدـ اخًتاعو إلنتاج كطباعة كتب فبتازة يف مانيتس أبؼبانيا خبلؿ منتصف القرف اػبامس عشر.
02
كيرجح اؼبؤرخوف أف يكوف الصينيوف كالكوريوف قد عرفوا الطباعة ابغبركؼ
اؼبفرغة يف أكاسط القرف اغبادم عشر اؼبيبلدم ،كلكن كثرة حركؼ اؽبجاء يف اللغة
أمرا غَت عملي ،كقد عمد جوتن رج إُف صنع حركؼ
الصينية جعلت استعماؽبا للطباعة ن
معدنية منفصلة ،كهبذه الطريقة استطاع الطبٌاع أف وبصل يف كقت قصَت على عدد كفَت
سهبل مرات
أمرا ن
من النسخ اؼبطبوعة لكتاب ،بعد أف أصبح استعماؿ ىذه اغبركؼ ن
كمرات لطباعة كتب عديدة كمتنوعة.
أما يف أكركاب فقد بدأت الطباعة ابأللواح اػبشبية ككانت الصفحة اؼبراد طبعها
تكتب حبركؼ مقلوبة معكوسة على لوح اػبشب بعد تسوية سطحو كتنعيمو.
كابإلمكاف تقصي اتريخ الطباعة ع ر آالؼ السنُت ،منذ أف درج البشر على حفر
اللُت .ففي عاـ َُٓـ قاـ تسام لن Tsai-Lin
األشكاؿ مث ضغطها على الطُت ٌ
ضا أف يكوف الصينيوف قد قاموا ابخًتاع الطباعة
ابخًتاع الورؽ ،كمن احملتمل أي ن
ابلقوالب ،فقد كانوا ىبرطوف اغبركؼ كالتصاكير على قوالب خشبية ،مث يقوموف بتحبَت
أجزائها البارزة ،مث ينقلوف اغب ر على الورؽ.
ىذا يف اؼباضي أما الطباعة كما نعرفها اليوـ ،فلها اتريخ قصَت ،إذ بدأت الطباعة
اغبديثة منذ حوإُف طبسة قركف كنصف القرف ،أبكِف احملاكالت العملية عبوىانس
جوتن رج كأعوانو يف أؼبانيا حبركؼ متحركة.
(ُ)
أكؿ من قاـ ابخًتاع حرؼ مستقل كيعد الصيٍت يب تشينج Bi - Cheng
لكل رمز من رموز اللغة عاـ َُْٓـ ،فقد قاـ بتشكيل كل حرؼ من قطعة منفصلة
من الصلصاؿ ،كَف يتطور استعماؿ ىذا النوع من اغبركؼ ألف اللغة الصينية هبا اآلالؼ
أعدادا كبَتة من القطع،
ن من حركؼ اؽبجاء .فكاف لز ناما على الطباعُت أف يصنعوا
21
كثَتا عما كانت عليو منذ عهد جوتن رج
كمع مركر الوقت َف تتغَت آلة الطباعة ن
كحيت القرف التاسع عشر ،كيف حواِف عاـ ََُٖـ قاـ أيرؿ أكؼ ستاهنوب اإلقبليزم
بصنع أكؿ مطبعة كل أجزائها من اغبديد ،كقاـ فريدريتش كوينج ابخًتاع مطبعة ذات
أسطوانة تيدار ابلبخار يف عاـ ُُُٖـ أبؼبانيا ،ككانت األسطوانة الدكارة تقوـ بضغط
الورؽ على اغبركؼ اؼبصفوفة على سطح اآللة اؼبستوم ،كاستعملت صحيفة التايبز
اللندنية مطبعة ذات أسطوانتُت دكارتُت تعمل ابلبخار ألكؿ مرة عاـ ُُْٖـ كتنتج
ََُ ُ0نسخة يف الساعة.
كيف عاـ ُْٖٔـ اخًتع األمريكي ريتشارد ىو ( )Richard Hoeاؼبطبعة
الدكارة .فكانت حركؼ الطباعة تثبَّت يف أسطوانة دكارة بينما تقوـ أسطوانة أخرل
إبسباـ الطبع .كاستطاعت النماذج األكُف من مطابع ىو إنتاج َََٖ صفحة يف
الساعة.
كاخًتع كلياـ بلوؾ ( )Willia Bullockعاـ ُّٖٔـ آلة لطباعة الصحف
ذات تغذية ذاتية من الورؽ اؼبلفوؼ على بكرات ،األمر الذم زاد من كفاءهتا
كسرعتها.
استمر الطبٌاعوف يبارسوف التصفيف اليدكم للحركؼ كما فعل جوتن رج منذ ما
يزيد على أربعة قركف حىت أكاخر القرف التاسع عشر اؼبيبلدم ،كما سبكن أكسبارا
(ُ)
من تسجيل مرجنتيلر))ُٖٗٗ – ُْٖٓ( (Otamara Morgenthaler
براءة اخًتاع مطبعة اللينوتيب ،كسبيزت تلك اآللة بسبك سطر كامل من اغبركؼ
كبَتا على عملية صبع حركؼ
اؼبصفوفة ،يف قطعة كاحدة من اؼبعدف ،فبا أضفى ربسننا ن
الطباعة ،كبعد عدة سنوات استطاع تول رت النستوف ( )Tolbert Lanstonاخًتاع
( )1ـبًتع أؼباين اؼبولد ،اخًتع آلة اللينوتيب لتنضيد حركؼ الطباعة ،فقد صنع نبيطة من لوحة مفاتيح
كامبل من حركؼ الطباعة يف كل مرة ،كقد عرض
سطرا ن
تنضد مصفوفات (قوالب من اغبركؼ) ،كتصف ن
آلة اللينوتيب كسجل براءة اخًتاعها عاـ ُْٖٖـ ،كاستخدمت ألكؿ مرة عاـ ُٖٖٔـ كلد يف
فورسب رغ أبؼبانيا ،كذىب إُف الوالايت اؼبتحدة عاـ ُِٕٖـ.
20
آلة عبمع اغبركؼ اؼبستقلة ،تتألف من كحدتُت رئيستُت ،نبا كحدة لوحة اؼبفاتيح،
ككحدة صب اغبركؼ.
كيف عاـ ُِٖٔـ قاـ عاَف الطبيعة الفرنسي جوزيف نيبس Niepce Joseph
اسعا أماـ العديد من
ابخًتاع أكؿ آلة تصوير ضوئي يف العاَف ،األمر الذم فتح اجملاؿ ك ن
االخًتاعات يف ؾباؿ الطباعة.
مث قاـ األمريكياف ماكس كلويس ليفي ( )Max&Louis Levyابخًتاع شاشة
التلوين النصفي ( )Halftone Screenاألمر الذم مهد الطريق أماـ ازدىار طباعة
الصور يف ـبتلف اؼبواد.
كيف عاـ ُِٖٓـ اخًتع فوكس اتلبوت )FoxTalbot( ،األكليشيهات
بتحسُت اؼبر ًٌشح الشبكي للظبلؿ ،كيف عاـ ُٖٓٓـ ،اخًتع ألفونس بواتفاف
( )Alphonse Poitevinطباعة الصفائح الضوئية ( )photolithographyكقد
أدت ىذه االخًتاعات إُف ظهور طباعة األكفست يف أكركاب بنهاية القرف التاسع عشر.
كيف آخر الثمانينيات من القرف التاسع عشر ظهرت مطابع األكفست يف أكركاب.
كاستيعملت ىذه النماذج اؼببكرة من اؼبطابع لطباعة رقائق من معدف الصفيح البلزمة
لصناعة العلب كالصناديق.
كيف عاـ َُٓٗـ سبكن صانع كرؽ كطبٌاع أمريكي ييدعي آيرا ركبلIra ،
Rubleدبحض الصدفة ،من استخداـ طباعة األكفست اليت انتشرت على نطاؽ
كاسع .ففي أثناء عملو ،نقل عن غَت قصد األشكاؿ احمل رة من سطح لوح الطباعة
بدال من نقلها على الورؽ.
اؼبستوية إُف الغطاء اؼبطاطي ألسطوانة الضغط الطباعي ن
كعندما ربرؾ الورؽ ربت األسطوانة طيبع الشكل العالق ابلغشاء اؼبطاطي على الورؽ.
كالحظ ركبل الوضوح غَت العادم للشكل اؼبنقوؿ على الورؽ .كأعقب ذلك ربسينات
على طباعة األكفست كما لبث ىذا النمط الطباعي أف عم كانتشر.
كمنذ الثبلثينيات من القرف العشرين أجرم من التحسينات على الطباعة ما َف يتم
22
يف كل السنُت اليت أعقبت جوتن رج .كغبق بصناعة الطباعة الكثَت من التغيَت كالتطوير
كاعبمع التصويرم كالصف بوساطة اغباسوب كاؼبسح اإللكًتكين لؤللواف.
اىؽتاغث يف اىػاىً اىػؽةٖ واإلـالٌٖ:
عرؼ العرب الطباعة ابلقوالب اػبشبية اليت انتقلت إليهم عن طريق الصينيُت،
كذلك بعد ظهور اإلسبلـ بثبلثة قركف تقريبنا .ككاف العرب قد أقبلوا على نسخ الكتب
ابػبط العريب الذم تفننوا فيو حىت غدا تصميما صباليا ال استغناء عنو .كؼبا ظهرت
حرصا على دكاـ الكتابة ابػبطوط العربية
الطباعة يف أكركاب َف يتحمس ؽبا بعض العرب ن
فضبل عن رفض بعض
اليت ألفتها العُت ،كػبشيتهم أف سبحو اآلالت ىذا اػبط ،ن
اؼبسلمُت طباعة القرآف الكرًن يف اآلالت اعبديدة.
َف تكن ىناؾ طباعة يف العاَف العريب غَت الطباعة ابلقوالب اػبشبية ،اليت ظهرت
كاستخدمت يف الفًتة من عاـ ِٖٖىػ إُف ُٕٓىػََٗ ،ـ إُف َُّٓـ .كربتفظ
اؼبكتبة الوطنية يف فيينا كبعض اؼبكتبات يف أكركاب ببعض ما طبع هبذه الطريقة يف مصر
كانتقلت ىذه القوالب اػبشبية اليت كانت الطباعة تتم هبا يف مصر إُف أكركاب ،حيث داـ
العمل هبا كبو أكثر من قرف حىت ظهرت مطبعة جوتن رج.
ظهرت أكؿ حركؼ طباعة عربية على يد مارتن ركث عاـ ِٖٗىػُْٖٔ ،ـ
الذم طبع ترصبة لكتاب برتارد برايدنباخ عن رحلتو إُف األماكن اؼبقدسة ،ككانت احملاكلة
الثانية يف أسبانيا عاـ ُُٗىػَُٓٓ ،ـ بصدكر كتاب كسائل تعلم قراءة اللغة العربية
كمعرفتها ،كيف عاـ ِِٗقُُٓٔ ،ـ نشر كتاب اؼبزامَت خبمس لغات ىي العربية
كالكلدانية كالبلتينية كاليوتانية كالع رانية يف جنوه إبيطاليا.
كاحملاكلة الثالثة كانت طبع اإلقبيل عاـ َََُىػُُٓٗ ،ـ .كيف لبناف طبعت
اؼبزامَت ابلعربية عاـ َُُٗىػَُُٔ ،ـ ،كأكؿ مطبعة أنشئت هبا عاـ ُُٓٔىػ،
ُُٕٓـ كَف تستمر .كظهرت أكؿ مطبعة يف تركيا عاـ َُُْىػُِٕٕ ،ـ شريطة أال
ييطبع عليها القرآف الكرًن ،كأكؿ كتاب طيبع فيها ىو ترصبة قاموس كانقوِف عاـ
23
ُُُْىػُِٕٖ ،ـ .ككانت حلب أكؿ مدينة سورية تدخلها الطباعة ،مث انتقلت
(ُ)
مطبعتها إُف دمشق.
كعرفت مصر اؼبطابع مع قدكـ اغبملة الفرنسية عاـ ُُِّىػُٕٖٗ ،ـ لكنها
توقفت بعد رحيل اغبملة عاـ ُُِٔىػَُُٖ ،ـ ،كأسس دمحم على أكؿ مطبعة ،ما
زالت ابقية حىت اآلف ،كىي مطبعة بوالؽ عاـ ُِّٓىػُُٖٗ ،ـ ككاف أكؿ ما
طبعتو قاموس عريب إيطاِف كاستمرت تطبع كل اؼبطبوعات دبا فيها الوقائع اؼبصرية
،كعرفت أكؿ مطبعة حجرية ابلعراؽ عاـ ُِْٔىػَُّٖ ،ـ كَف تستمر طويبل ،مث
ي
كعرفت الطباعة بفلسطُت عاـ
ترسخت الطباعة كاستقرت هبا عاـ ُٖٔٓ ،ي
ُِْٔىػَُّٖ ،ـ كيف اليمن عاـ ُِْٗىػُٖٕٕ ،ـ كيف اغبجاز ُِٗٗىػ،
ُِٖٖـ ،كيف السوداف يف بداية العقد الثامن من القرف التاسع عشر اؼبيبلدم
كابألردف عاـ ُُّْىػُِِٗ ،ـ كابلكويت عاـ ُّٔٔىػ ،ُْٕٗ ،ككانت
(ِ)
معظمها من أجل طباعة الكتب كالصحف.
كاليوـ تستخدـ اؼبطابع العربية أحدث الوسائل التكنولوجية يف العاَف يف الصف
كبَتا
عددا نكاإلخراج كاؼبونتاج كالطبع كالقص كالتجليد كالتطبيق كغَتىا ،كاستوعبت ن
من العماؿ الفنيُت كأصبح ؽبا دكر ابرز يف تطوير األعماؿ التجارية كالسياحية كالثقافية،
يسرت أك ر قدر منكأصبحت الطباعة كسيلة رئيسة من كسائل االتصاؿ العامة ،إذ ٌ
اؼبعارؼ ألك ر عدد من الناس يف أقصر كقت كأبيسر السبل ،كىذا ما َف وبدث من
قبل ،كمن مث اتسع انتشار القراءة كالكتابة بسرعة فائقة.
التأصيل واالنطالق
لقد كاف اخًتاع اؼبطبعة ىو العامل األىم يف إصدار الصحف ،برغم أف الصحف
َف تظهر يف العاَف إال يف بداية القرف الثامن عشر أم بعد اخًتاع اؼبطبعة بقرنُت كنصف
)(1 htt://arabic-printing-info.blogspot.com/2008/02/blog-
post-2399 .html
(2) www.print4arab.net/froum/showthread.php?t=999
24
تقريبنا ،ففي إقبلًتا ظهرت أكؿ صحيفة يومية منتظمة الظهور عاـ َُِٕـ .كيف فرنسا
عاـ ُٕٕٕـ كيف الوالايت اؼبتحدة األمريكية عاـ ُْٖٕـ.
كقد سبق ظهور الصحف دبفهومها اغبديث ظهور نشرات إخبارية تتضمن أىم
األحداث الشهرية أك السنوية كقد صدرت أكؿ نشرة إخبارية يف إقبلًتا عاـ ُِِٔـ
ربت عنواف " "A Current of General Newsكألقت مشكلة اغبرية بظبلؽبا
على إصدار الصحف كتطور طباعتها حيث أقلقت الناشرين كالقراء كاغبكاـ كترجع
أكُف اإلجراءات الصارمة ضد حرية الطباعة كالصحافة إُف اؼبعارؾ الدينية األكُف ،كإُف
استبداداي مطل نقا ،كَف يكن التشريع يف
ن حكما
سطوة اؼبلوؾ كاألمراء الذين كانوا وبكموف ن
يوـ من األايـ قاسينا على الصحافة مثلما كاف يف القرف السادس عشر حيث فرضت
على الصحفيُت عقوابت مشددة بلغت حد اإلعداـ.
كلتفادم الرقابة عاد االذباه إُف التوزيع اػبفي لؤلخبار اؼبخطوطة ،ككاف ؿبرركىا
يطاردكف ببل ىوادة تطبي نقا ألكامر الباابكات.
كظلت الصحافة يف العاَف تسَت ابطراد ابذباه التجديد ،كمن تقدـ إُف تقدـ كقد
نعمت حبريتها كازدىارىا ،إُف أف أعلنت اغبرب العاؼبية الك رل األكُف كعندئذ فرضت
الرقابة على الصحف يف صبيع البلداف تقريبنا من ؿباربة كؿبايدة ،كأصبحت الصحف
تستخدـ كوسيلة للدعاية كنشر الببلغات الرظبية ،كما إف كضعت اغبرب أكزارىا حىت
استعادت الصحف حريتها ،كحياهتا الطبيعية كقد شهدت فًتة ما بُت اغبربُت قياـ
احتكارات ك رل بُت الصحف يف عواصم بريطانيا كفرنسا كأمريكا ،كقد نشأت يف
األخَتة دار ىَتست للصحافة ككاف كليم راندكلف ىَتست يدير عشر دكرايت كيسيطر
على َٓ أخرل.
كلكن الصحافة امتحنت ابألزمة االقتصادية اليت عمت العاَف سنة ُِٗٗ
أتثرا كبَتا.
فارتفعت تكاليفها كقلت إيراداهتا كأتثرت بتدىور التجارة ن
نظما ديكتاتورية كركسينا كإيطاليا كأؼبانيا يف ذلك
كما أف بعض البلداف اليت عرفت ن
25
م رما على حرية الصحافة ،كَف تبق فيها سول الصحف الناطقة
العهد ،قضت قضاء ن
(ُ)
بلساف اغبزب اغباكم.
اىططافث يف أوروةا :
كانت أكؿ جريدة نشأت يف فرنسا ىي جريدة "الجازيت" لصاحبها تيوفراست
رينودك كذلك يف َّ مايو سنة ُُّٔ ،كقد جعلها يف خدمة ببلط لويس الرابع
عشر ،كقد نشأت اعبريدة كما ىو متعارؼ عليو اليوـ يف آف كاحد تقريبنا يف كل من
إقبلًتا كفرنسا كىولندا كذلك يف بداية القرف السادس عشر.
كابإلصباؿ فقد كاف التطلع إُف االستقبلؿ من قبل الشعوب ،كما يقابلو من كسائل
متماثبل يف أكركاب كلها سواء يف إيطاليا أكالنمسا أك
ن الكبت كالتضييق من قبل اغبكاـ
ركسيا ،حيث عرفت الصحافة يف عهد القيصر نيكوؿ الثاين أشد أنواع االضطهاد ،كقد
بلغ عدد مكاتب الرقابة على الصحف يف عهده اثنُت كعشرين مكتبنا كَف تشذ عن ىذه
الدكؿ إال اليوتاف حيث كانت الصحافة تتمتع حبرية بينة.
أتثرا بتطور
كنعرض ابإلشارة للصحافة يف إقبلًتا كفرنسا ابعتبارىا األكثر ن
الصحافة يف أكركاب.
اىططافث يف إُـشيرتا:
من العجيب أف أكؿ صحيفة ظهرت يف إقبلًتا كانت صحيفة ىولندية مكتوبة
ابإلقبليزية ،صدرت أكؿ ما صدرت يف عاصمة ىولندا أمسًتداـ عاـ َُِٔـ كىي
صحيفة""The Coronet out of Italy Germany
كقد مشلتها القيود اليت فرضت على اؼبطابع اإلقبليزية ،حيث أصدر اؼبلك جيمس
حظرا على دخوؿ ىذه الصحيفة كغَتىا من األكؿ ككذلك اؼبلك تشارلز األكؿ ن
الصحف اؽبولندية اؼبكتوبة ابللغة اإلقبليزية ،كما أصدرا أيضا خبلؿ فًتة حكمهما ما
25
(ُ)
أكؿ من استخدـ البخار يف خدمة اؼبطبعة.
كقد ازدىرت الصحف اإلقبليزية خبلؿ اغبرب األىلية ،حىت أنو دبركر عاـ
ُْْٔـ كانت توزع يف لندف حوإُف ستة آالؼ نسخة من حوإُف عشر صحف ـبتلفة
،كأسهم يف ىذا االزدىار عدة عوامل منها:
-إلغاء ؿبكمة الطباعة كإعطاء اغبرية للصحفيُت بتناكؿ الشئوف احمللية كالعامة يف
كتاابهتم.
-استخداـ الصحافة على نطاؽ كاسع يف الصراع الذم حدث بُت اؼبلكيُت
كاعبمهوريُت.
-حرص الشعب على معرفة نتيجة اؼبعركة الدائرة بُت النظاـ اؼبلكي كاعبمهورم ،من
خبلؿ ىذه الصحف .لكن ىذا االزدىار سرعاف ما اكبصر بعد أف عادت
اؼبلكية ،كعادت معها تلك القيود اليت كاف من أبرزىا صدكر قانوف الًتخيص
Licensing Actعاـ َُٔٔـ ،كالذم كاف من أىم بنوده:
-عدـ السماح بصدكر أم مطبوعة قبل اغبصوؿ على ترخيص بذلك.
-حصر اؼبطابع اؼبصرح ؽبا ابلعمل يف الببلد يف عشرين مطبعة فقط.
ػ تعيُت (رقيب) من قبل اغبكومة يتوُف مراقبة كل ما يكتب يف اؼبطبوعات كفق
صبلحيات كزراء الدكلة.
كقد شهدت عودة اؼبلكية إُف اقبلًتا بعد أف سقط اغبكم اعبمهورم ،نشوء أكؿ
حزبُت سياسيُت يف اتريخ إقبلًتا ،كنبا:
-حزب اؽبويج ،Whigsكالذم كاف يبثل طبقة التجار كسكاف اؼبدف من معارضي
الكنيسة األسقفية.
25
ابرزا يف تطور الصحافة الفرنسية ،لكن األكؿ من يناير لعاـ ُٕٕٕـ
معلما ن
ظهورىا ن
شهد ظهور أكؿ صحيفة يومية منتظمة ،كىي صحيفة ابريس Le Journal de
عاما عن نظَتهتا اإلقبليزية ،كذلك بسبب
، Parisأم بعد أتخر قدره طبسة كسبعُت ن
القيود اليت فرضتها اؼبلكية الفرنسية على اؼبطبوعات كالصحافة.
كمع اندالع الثورة الفرنسية عاـ ُٖٕٗـ شهدت الصحافة الفرنسية أىم
تطوراهتا ،إذ مت إقرار حرية الصحافة ألكؿ مرة يف العاَف كأحد حقوؽ اإلنساف ،كهبذا
تكوف فرنسا ىي أكؿ دكلة أقرت حرية الصحافة كنصت عليها يف تشريعاهتا ،على
الرغم من أهنا ليست الدكلة األكُف اليت ظهرت فيها الصحف ،كنتيجةن لذلك سبتعت
الصحافة بفًتةو من اغبرية الكاملة ظهرت خبلؿ مئات الصحف كالدكرايت بلغ عددىا
Le عاـ ُٖٕٗـ كحده َِٓ صحيفة كنشرة أشهرىا (صحيفة اؼبناقشات)
Journal de debatesكصحيفة اؼبراقب .Le Moniteurلكن ىذه الفًتة َف تدـ
أكثر من ثبلث سنوات حيث فرضت عليها قيود جديدة بعد نشوب الصراع بُت
اؼبنادين بعودة اؼبلكية كأنصار الثورة.
حُت استوُف تابليوف بوتابرت على السلطة عاـ ُٕٗٗـ انتكست حرية
مرسوما وبصر الصحف اؼبسموح هبا يف
ن الصحافة ،إذ أصدر يف بداية عاـ ََُٖـ
فرنسا يف ثبلثة عشر صحيفة فقط مع إغبلؽ الباقي ،فلم يبق سول أربع صحف عاـ
(ُ)
ُُُٖـ تصدر يف ابريس.
يف القرف التاسع عشر كاف للتطورات االقتصادية ،كهنضة الصناعة أثر ابلغ يف
فبتازا السيما بعد الثورة الفرنسية يف هناية القرف
تطوير الفن الصحفي الذم حقق تقدما ن
الثامن عشر كإعبلف حقوؽ اإلنساف كمن بينها حق حرية الرأم ،كلكن ىذه اغبرية ما
لبثت أف أدت إُف فوضى ،كصار كل من يعرؼ أف يكتب حرفنا يعمد إُف إصدار جريدة
يكتب فيها من الشتائم ما وبلو لو ،حىت توُف بوتابرت اغبكم فحد من حرية الصحافة
34
شهدهتا الصحافة األمريكية خبلؿ القرنُت التاسع عشر كالعشرين كتفردت هبا عن
نظَتاهتا يف الدكؿ األخرل ،فهي:
.1صدوز ايضشافة زخيضة ايجُٔ :صدرت صحافة تعٌت ابعبوانب اإلنسانية
كأخبار اغبوادث كاعبرائم ال يتجاكز سعرىا سنتنا كاح ندا .كاستهدفت ىذه
الصحافة عامة اعبمهور حبيث يتم تعويض سعرىا اؼبخفض ىذا من اإلعبلتات
التجارية اليت تنشرىا .كصدرت أكؿ صحيفة من ىذا النوع يف مدينة نيويورؾ عاـ
ُّّٖـ.
.2ايضشافة ايضفساء :نتيجة لتنافس الصحف األمريكية الشديد على سوؽ
اإلعبلف ،عمدت بعض الصحف إُف اإلاثرة كتتبع أخبار اعبنس كاعبريبة كالفساد
السياسي كاألخبلقي كالرايضة كالصور الدرامية لبلستحواذ على أك ر عدد من
صبهور القراء كقد قبحت بعض الصحف يف ىذا حىت أصبحت صحيفة مثل
صحيفة (نيويورؾ ككرلد) تطبع أكثر من ََّ ألف نسخة يومينا ،كمثلها كذلك
صحيفة (نيويورؾ جورتاؿ) اليت صدرت عاـ ُٖٓٗـ.
.3صشافة اجلاش :ظهرت موجة من الصحف تعكس االنتشار األك ر ؼبوسيقى اعباز
يف تلك الفًتة ،كتسمى ىذه الصحف كذلك بصحافة (السوبر ماركت) حيث
يبكن اغبصوؿ عليها من احملبلت التجارية .كقد بدأ ىذا النوع من الصحف
صحيفتو النصفية إبصدار جوزيف بيًتسوف ()Joseph Peterson
(اتبلويد)}نيويورؾ ديلي نيوز{ اليت ركزت على نشر صور كبَتة تغطي صفحة
كاملة كتتناكؿ موضوعات اعبريبة كالعنف كاعبنس كالفساد األخبلقي .كقد كانت
توزع أكثر من مليوين نسخة يومينا ،كال زالت صحف التابلويد األسبوعية ربقق
كبَتا كتوزع بكميات كبَتة ،إذ يوزع حالينا ما يزيد على طبسة مبليُت
انتشارا ن
ن
نسخة من صحيفة (تاشيوتاؿ انكويرر) National Enquirer
- 4ايطالضٌ ايضشفية :التنافس بُت الصحف ككسائل اإلعبلـ اغبديثة مثل الراديو
35
كالتلفزيوف ،ككذلك ازدايد تكلفة طباعة كإدارة الصحف أداي إُف اندماج العديد
من الصحف بعضها مع بعض لتًتكز يف يد عدد قليل من األشخاص أك
الشركات كاؼبؤسسات اإلعبلمية اليت سبتلك صح نفا كإذاعات كؿبطات تلفزيونية
كشركات إنتاج سينمائي يف الوقت نفسو .كمن أشهر ىذه اجملموعات :ؾبموعة
(جانيت) Gannettاليت سبتلك حالينا ُّّ صحيفة أشهرىا صحيفة (يو إس
ضا ؾبموعة (كنيت إيو تودام) القومية اليومية .كمن ىذه اجملموعات الشهَتة أي ن
ريدم) كؾبموعة (نيو ىاكس) كؾبموعة (تربيوف) كؾبموعة (داك جونز) كغَتىا.
- 5ايضشافة احملًية :ال يكاد يتجاكز عدد الصحف القومية يف الوالايت اؼبتحدة
عدد أصابع اليد الواحدة .أنبها :صحيفة (يو إس أيو تودام) ،كصحيفة (ككؿ
سًتيت جورتاؿ) كصحيفة (كريستياف سينس مونيتور) .أما بقية الصحف
األمريكية فهي ؿبلية تصدر يف اؼبدينة نفسها ،كذلك نتيجة لطبيعة اجملتمع
األمريكية اعبغرافية كالسياسية .كمن أشهر ىذه الصحف احمللية صحيفة (كاشنطن
بوست) اليت تصدر يف كاشنطن.
الصحافة في العالم العربي
عرؼ العاَف العريب فن الصحافة اغبديثة ألكؿ مرة يف بداية القرف التاسع عشر إثر
قياـ اغبملة الفرنسية بقيادة تابليوف ،حيث صدرت جريدة "التنبيو" اليت تعت ر أكؿ
(ُ)
صحيفة عربية حسب اؼبفهوـ العصرم للصحافة.
كيرل مؤرخوف أف اؼبطابع قد عرفها العاَف العريب يف القرف السابع عشر ،كأف أكؿ
مطبعة عربية ظهرت يف الشرؽ العريب،كانت تلك اليت أنشأىا أحد البطاركة يف حلب
(ِ)
يف أكائل القرف الثاين عشر حواِف عاـ َُِٕ.
35
أضبد فارس الشدايؽ(ُ) الذم جعل من صحيفتو أعظم جريدة عربية يف عصرىا ،كقد
عاما
كبَتا كاستمرت يف الصدكر قرابة ِّ ن شأتا ن
بلغت من قوة النفوذ كسعة االنتشار ن
متواصلة دكف انقطاع ،كىي إُف جانب "حديقة األخبار" يف بَتكت ك"الوقائع اؼبصرية"
يف مصر كانت من أىم جرائد ذلك الزماف.
مث توالت بعد ذلك الصحف العربية يف الصدكر يف شىت األقطار العربية حىت بلغ
سبعا كعشرين صحيفة كؾبلة كىو عدد ضخم يف
عدد ما صدر منها إُف عاـ َُٖٕ ن
بداية عهد الصحافة العربية ابلنظر النتشار األمية كاعبهل بُت السكاف يف ذلك القرف
كندرة عدد اؼبتعلمُت يف الببلد العربية.
ككانت ىذه الصحف يف بداية عهدىا ضعيفة األفكار ركيكة التعابَت رديئة
إصباال إال ما ندر ،كال غرابة يف ذلك ألف جهل
الطباعة ،خالية من تبويب أحباثها ن
اؼبشرفُت على إصدار ىذه الصحف أبصوؿ الصحافة كقواعدىا جعلهم يعانوف
أكمنقوال
ن مشقات جسيمة يف سلوؾ ىذا اؼبسلك الوعر ،ككاف أكثر ما ينشركنو ىراء
عن اللغات األجنبية.
غَت أف الصحيفة العربية أخذت تتقدـ شيئنا فشيئنا ابتداء من عاـ َُٕٖ ،كقد
بدأت األساليب الصحفية تتحسن ،السيما أف األفكار أخذت ترتقي ابنتشار التعليم
(ِ)
كشيوع العمراف كنشوء حركة األسفار كميل الناس إُف اكتساب العلوـ كاؼبعارؼ.
كقد استهوت الصحافة يف العاَف العريب أكثر األدابء كأقدر الكتاب ،كأفحل
اؼبواىب كاألدمغة ،كانتشرت اعبرائد كاجملبلت بكثرة ىنا كىناؾ يف العاَف العريب.
كقد جاء يف إحصاء قامت بو ؾبلة "اؽببلؿ" سنة ُِٖٗ "كىي السنة اليت
صدرت فيها ألكؿ مرة يف القاىرة" أف يف بَتكت كحدىا كاف يوجد أربع عشرة جريدة
( )1صحفي ككاتب لبناين ،كلد يف قرية عشقوت يف قضاء كسركاف ماركنينا ،مث ربوؿ إُف اؼبذىب ال ركتستانيت
مث اعتنق اإلسبلـ ،كيعت ر من اآلابء اؼبؤسسُت لؤلدب العريب اغبديث.
( )2اؼبرجع السابق :ص ُّْْٓ ،ُْْ ،
32
كؾبلة "ىذا ابإلضافة إُف ُٔ جريدة كؾبلة كانت قد توقفت عن الصدكر يف اؼبدينة
نفسها أك انتقلت إُف القاىرة" ،ككانت تصدر يف العاَف كلو يف ىذا العاـ ُْٕ جريدة
كؾبلة عربية.
أما اإلحصاء الذم قاـ بو فيليب دم طرزم عاـ ُِٗٗ عن الصحافة العربية
فقد أظهر فيو أف عدد الصحف اليت صدرت كاختفت كأخرل ظلت ابقية يف العاَف
العريب حىت ذلك التاريخ يبلغ َِّّ جريدة كؾبلة ،منها ِْٔ ظهرت يف لبناف،
صدر منها ِْٗ يف بَتكت كحدىا ،كَُِ ظهرت يف أمريكا الشمالية ،كُٔٔ يف
(ُ)
أمريكا اعبنوبية كُْ يف بريطانيا.
كقد أتثرت األقطار العربية ابغبرب العاؼبية األكُف اليت ما إف كضعت أكزارىا
حىت كانت صبيع األقطار العربية قد انقطعت عن اإلم راطورية العثمانية كذبزأت إُف دكؿ
صغَتة ابت لكل منها كياهنا اػباص كنظامها السياسي اؼبختلف عن األخرل كقد
خرجت يف الواقع من ربقة االحتبلؿ العثماين لتقع فريسة احتبلؿ أجنيب آخر ىو
االحتبلؿ الغريب ،كبصورة خاصة ال ريطاين كالفرنسي ،كقد عقدت فرنسا كإقبلًتا فيما
بينهما ما ظبي "اتفاؽ سايكس -بيكو" الذم قضي بتجزئة الببلد العربية كتقاسم
النفوذ فيها بينهما فكانت سوراي كلبناف كأقطار مشاؿ إفريقيا من نصيب فرنسا ،كالعراؽ
كفلسطُت كاألردف كأطراؼ اعبزيرة العربية كمصر كالسوداف من نصيب إقبلًتا بينما
تركت ليبيا إليطاليا كظلت السعودية كاليمن تتمتعاف ابستقبلؿ نسيب.
ككاف طبيعينا أف يتأثر كل قطر عريب ؿبتل بثقافة الدكلة احملتلة اليت عمدت إُف نشر
(ِ)
ثقافتها كحضارهتا كلغتها كصحفها على نطاؽ كاسع يف ىذه البلداف.
كقد قاست الصحافة العربية يف مصر كلبناف كالعراؽ كسوراي كفلسطُت كاألردف
( )1كونت فيليب دم طرزم " :اتريخ الصحافة العربية" منذ أتسيسها حىت عاـ َُّٗ ،نسخة مصورة
بدار الكتب اؼبصرية،د.ت.
( )2أديب مركة :مرجع سابق ،ص ُِٓ .
35
كمشاؿ إفريقيا من االضطهاد كالكبت ،فقد كبلت بريطانيا كفرنسا البلداف العربية يف
عهد االنتداب بقيود قاسية ككاف يتم إغبلؽ الصحف بطريق "األمر اإلدارم" أك
التعطيل اإلدارم دكف إنذار ،كإحالة الصحف إُف القضاء بسبب أقل كلمة يشتم منها
رائحة مقت الظلم ككراىية االستعمار كاالعتداء على اغبرية الشخصية رغم ما قررتو
دساتَت فرنسا كبريطانيا يف بلديهما من احًتاـ حرية الفكر كالقوؿ ،فبا ال ي رره العدؿ
كال ترضى بو النفوس األبية ،كلذلك انقسمت الصحف يف كل بلد عريب إُف صحف
موالية للمحتلُت ربمل ؽبم اؼبباخر كتشيد دبآثرىم كبكل تدبَت يتخذكنو حىت كلو كاف
ضد أكطاهنم كإُف صحف كطنية معارضة كانت مقهورة يف أمرىا ذباىد على اإلبقاء على
أحياتا خشية البطش
ن حياهتا بكل ما أكتيت من قوة فتضطر إُف التزاـ السكوت
أحياتا أخرل كلما آنست فًتة تراخ،
كالتعطيل كفقداف القراء ،كذبهر ابلنقمة كاالنتقاد ن
أحياتا ما بُت السطور كبطرؽ فيها من سعة اغبيلة
كتساىبل من قبل اغبكاـ ،أكتنشر نن
كالدىاء ما يع ر عن رأم الوطنيُت كمناكأة االحتبلؿ.
غَت أنو إُف جانب ما عانتو الصحافة العربية يف فًتة ما بُت اغبربُت من مشقات
كمصاعب من جانب اغبكاـ ،حققت شوطنا بعي ندا من التقدـ يف األساليب كفنوف
الطباعة كطرؽ أبواب جديدة كمسايرة النهضة الصحفية يف العاَف ،كاالرتفاع دبستول
اؼبهنة إُف درجة عالية بعيدة عن اإلسفاؼ كالركاكة اليت كانت تسيطر على الصحافة
العربية قبل اغبرب العاؼبية األكُف.
كقد كاف التطور اؽباـ البارز يف صحافة ما بعد اغبرب العاؼبية األكُف ىو ازدايد
عدد قراء الصحف يف البلداف العربية زايدة ؿبسوسة ابلنسبة ؼبا كاف عليو يف اؼباضي.
كل ذلك بسبب زايدة انتشار التعليم ككثرة اؼبتعلمُت كإقباؿ الناس على القراءة
(ُ)
كاىتمامهم ابلسياسة كانشغاؽبم ابلنضاؿ الوطٍت لتحرير الببلد.
كما أف معظم اغبكومات العربية سواء يف عهد االنتداب أك بعد جبلء جانب عن
( )1د .السيد عليوة :اسًتاتيجية اإلعبلـ العريب ،اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب ،القاىرة ،َُٗٗ ،ص
ََُ.
42
القرف كفكر القرف اؼبقبل :عقيدة العوؼبة كاجملتمع اإلعبلمي الكوكيب كؾبتمع اإلعبلـ
كاالتصاؿ كؾبتمع اؼبعرفة .كلعلنا لن نبالغ البتة لو قلنا إف الضحااي اعبدد سيكونوف من
الذين َف يفهموا بعد فلسفة ىذا النظاـ اؼبتشكل كغَت اؼبستقر أكالذين ال يبلكوف القدرة
على مواجهة ربدايت ىذا الوضع اعبديد كاؼبقبل يف مقدمة ىؤالء الضحااي ستكوف
(ُ)
دكؿ العاَف الثالث.
َف تشهد الصحافة خبلؿ عدة قركف من اترىبها تطورات سريعة كمتبلحقة
تكنولوجيا كما حدث مع كسائل اإلعبلـ األخرل ،فمطبعة جوتن رج احتاجت إُف كبو
أربعة قركف كي تتطور بشكل يتيح إمكاف جعلها ذات انتشار صباىَتم كاسع ،لكن
عموما تسارع كما ىو معركؼ خبلؿ القرف العشرين ،ليتيح إمكاف تطور
التطور التقٍت ن
تقنيات الطباعة هبا دبا رفع بشكل ملحوظ عدد النسخ اليومية للصحيفة ،كأضاؼ
ربسينات جوىرية إُف أشكاؿ الصحف كحجومها ،كقلل من تكاليفها سواء للناشر أك
اؼبستهلك كابلطبع فإف التقنيات اغبديثة األخرل اليت تعززت خبلؿ ىذه الفًتة كما
قبلها أاتحت للصحف فرصا أقول لبلنتشار كالتطور اؼبهٍت.
كيشَت ابحثوف مثل ماكلوىاف كسبيل كظبث كتوفلر كسواىم إُف أف الكلمة
اؼبطبوعة اليت تعد الصحافة من بُت مظاىرىا سبثل إحدل مراحل التطور البشرم اليت
تلتها مرحلة اإلقبازات اإللكًتكنية اؼبتمثلة ابخًتاعات مثل التلغراؼ كالبلسلكي
كاؽباتف ،كمن مث الراديو كالتليفزيوف كاألقمار الصناعية كاغباسوب ،كبطبيعة اغباؿ فإف
الصحيفة أفادت من صبيع ىذه اؼبخًتعات بشكل كاسع ،حيث أاتح تطور تكنولوجيا
االتصاؿ إمكاتات تعزيز مضامُت الصحف كإدخاؿ الكمبيوتر يف نظم صناعة الصحافة
(ِ)
بدءا من اغبصوؿ على اؼبعلومات كانتهاء ابؼبراحل الطباعية اؼبختلفة.
ن
( )1د .وبيي اليحياكم :العوؼبة كؾبتمع اإلعبلـ ،منشورات الزمن ،الرابط ،اؼبملكة اؼبغربية ،ََُِ ،ص
ٕ.ٗ ،
( )2اؼبرجع السابق :ص ِٔٓ.
43
كَف يتدخل ىذا التطور التكنولوجي يف تغيَت الشكل األساسي اؼبكوف للصحيفة
من أكراؽ كأحبار كصور لكن أسهم كأثرل كعزز خصائص الصحيفة لدل القارمء
بنمطها اؼبعركؼ ،فجرل اغبديث يف أسلوب صناعة الصحيفة كطرؽ تنفيذىا كإخراجها
كوسيلة إعبلمية ىامة من كسائل االتصاؿ.
كالشك أف استخداـ الكمبيوتر كاف نقطة االنطبلؽ لتنافسية الصحيفة مع كسائل
اإلعبلـ األخرل ،كقدـ الكمبيوتر بعدة مراحل:
من منتصف الثبلثينيات حىت منتصف
اػبمسينيات حيث كاف الكمبيوتر يتكوف من عدد كبَت من الصمامات اؼبعقدة
تشبو الصمامات اليت كانت تستخدـ لتشغيل الراديو قبل اخًتاع الًتانزيستور،
ككانت تستخدـ كذلك لتشغيل التليفزيوف يف بداية عهده ،كبدأت ىذه اؼبرحلة
ابآللة اؼبيكانيكية األكُف يف ُّٕٗ عندما قاـ األستاذ يف جامعة كالية إيوا جوف
أاتتاسوؼ كطالب الدراسات العليا كليفورد برم اببتكار الكمبيوتر الرقمي
اإللكًتكين األكؿ كىو عبارة عن آلة حاسبة أكثر من كونو آلة يبكن برؾبتها ،أما
اآللة الثانية فقد خرجت على يد عاَف الرايضيات اإلقبليزم آالف ماثيسوف تورينج
(ُُِٗ )ُْٗٓ -ابسم كولوسس colossusلصاٌف اعبيش ال ريطاين عاـ
ُّْٗـ ،كقد أسهمت ىذه اآللة يف فك رموز شفرة عسكرية استخدمها األؼباف
يف اغبرب الثانية يف تشفَت التلغراؼ السرم .يف عاـ ُْْٗ بٍت ىوارد ايكن
)ُ()ُّٕٗ - ََُٗ( Howard Aikenاألستاذ جبامعة ىارفارد ابلوالايت
اؼبتحدة مبوذجا أكليا آخر للكمبيوتر الرقمي أطلق عليو اسم مارؾ ُ كيف
ُْٔٗ ظهر الكمبيوتر موديل إنياؾ الذم عمل يف تطويره يف جامعة بنسلفانيا
( )1عندما كاف يعمل للحصوؿ على الدكتوراه من ىارفاد يف الفيزايء ،بدأ يفكر يف إنشاء جهاز يساعد يف
إقباز العمليات اغبسابية الدقيقة كالطويلة بسرعة ككفاءة ،كاستغرؽ عملو الخًتاع ىذا اعبهاز كبو سبع
سنوات :كأنفق عليو الكثَت من اؼباؿ ،كمنذ ذلك اغبُت بدأ أكؿ برتامج أكاديبي لعلوـ الكمبيوتر يف
العاَف.
44
بريس ر ايكرت كجوف موشلي بتمويل من اعبيش األمريكي لبحوث تتعلق
ابلصواريخ كقد كرست بعض جوانب استخدامو للتعامل مع الدراسات السرية
للتفاعبلت النوكية كالقنبلة اؽبيدركجينية.
يف ُُٓٗـ ظهر أكؿ كمبيوتر يستخدـ األشرطة اؼبغناطيسية ،كقد أثر دفاؾ يف
تطورا
جهازا أكثر ن
تصميم الكمبيوترات البلحقة كيف العاـ نفسو اخًتع ايكرت كموشلي ن
أطلقا عليو اسم يونفاؾ "ُ" كخبلؿ سنوات قليلة أصبح يونفاؾ أكؿ كمبيوتر ينطلق
ذباراي ،كقد استخدـ يونفاؾ يف دائرة اإلحصاء السكاين يف الوالايت اؼبتحدة يف
ن
ُُٓٗ ،كيف العاـ نفسو استخدـ يف جدكلة نتائج االنتخاابت األمريكية كيف ضوء
البياتات اؼبتوافرة تنبأ يونفاؾ بدقة ابنتخاب الرئيس دكايت ايزهناكر يف أقل من ْٓ
دقيقة بعد قفل ابب التصويت ،ككاف ىذا أكؿ استخداـ للكمبيوتر يف بناء موضوع
صحفي ،كسنأيت إُف ىذا فيما بعد كاف الكمبيوتر حينئذ وبتل بناية كاملة كيزيد كزنو
على ثبلثُت طنا ككانت تلك البناية يف حاجة ألجهزة ت ريد عمبلقة إلزالة اغبرارة الناصبة
عن الصمامات اإللكًتكنية ،كمع ذلك فإف فعاليتو َف تكن أكثر من فعالية آلة حاسبة
(ُ)
جيب صغَتة مثل اليت يستعملها تبلميذ اؼبدارس اآلف.
ظهرت يف الفًتة من منتصف اػبمسينات حىت بداية
الستينات كسبيزت ىذه التكنولوجيا بصغر حجمها كابلتاِف ساعدت على تصغَت
حجم الكمبيوتر كزايدة سرعتو.
كانت ـبت رات "بل" قد كشفت يف عاـ ُْٖٗ عن الًتانزستور الذم اخًتعو
فريق مكوف من كالًت براتُت كجوف ابردين ككيلياـ شوكلي ،كقد تقاظبوا جائزة نوبل يف
عاـ ُٔٓٗ بسبب اخًتاعهم ،كمن ميزات كمبيوتر ىذا اعبيل الزايدة يف سعة الذاكرة
بسبب استخداـ اغبلقات اؼبغناطيسية يف تركيب الذاكرة ،كما أف درجة اغبرارة اؼبتولدة
( )1د .عباس مصطفى صادؽ :الصحافة كالكمبيوتر مدخل لبلستقصاء الصحايف دبساعدة الكمبيوتر،
الدار العربية للعلوـ ،بَتكت ،ََِٓ ،ص ِٔ.ِٕ ،
45
ضا بدأت تظهر لغات برؾبة أكثر سهولة
عن الكمبيوتر أصبحت أقل ،كيف ىذا اعبيل أي ن
من لغة اآللة كىذا يعت ر انطبلقة جديدة كإضافة ىائلة يف عاَف الكمبيوتر كأكؿ أجهزة
استخدمت فيها ىذه التكنولوجيا تشمل ترادؾ TRADICمن ـبت رات بل يف عاـ
ُْٓٗ كيت إكس زيرك TX-0يف ماساشوستيس ،كيف ىذه اؼبرحلة ظهرت العديد من
لغات ال رؾبة اؼبتقدمة مثل كوبوؿ كفورتراف ،أما أىم األجهزة التجارية اليت ظهرت فهو
(ُ)
جهاز من نوع ).)IBM 704
:ظهرت أجهزة ىذا اعبيل يف بداية الستينيات
حىت هناية الستينيات ككانت أصغر حجما من كمبيوتر اعبيل الثاين كأكثر سرعة،
ككانت بداية ظهورىا عاـ ُٗٓٗ حيث حدثت نقلة ىائلة بتطوير ما يسمى
الدكائر اؼبتكاملة بواسطة جوف كيليب من شركة تكساس إنسًتكمنتس ،كركبَتت
نويس من شركة فاير تشايلد فبا مكن من كضع عدد كبَت ج ندا من الدكائر
اإللكًتكنية على رقائق سليكوف شبو موصلة كصغَتة ج ندا ىذا اغبدث أطلق ثورة
اإللكًتكنيات الدقيقة كالكمبيوتر .كتتكوف الدائرة اؼبتكاملة من آالؼ
الًتانزستورات كاألجزاء الصغَتة األخرل يف شروبة صغَتة من مادة السيليكوف
كتوالت عملية التصغَت يف الشرائح كتوسعت كظائفها ككظائف األجهزة نفسها
تبعا لذلك كحبلوؿ أكائل السبعينيات من القرف العشرين أصبح ابإلمكاف كضع
ن
(ِ)
ؾبموعة من كظائف الكمبيوتر يف عدة شرائح ؿبدكدة.
بدأ ىذ اعبيل منذ بداية حقبة السبعينيات
إُف منتصف الثمانينيات كالسمة األساسية لو أنو تطورت فيو أنظمة التشغيل ففي
عاـ ُٕٔٗ أسس طالباف أمريكياف نبا ستيف يب جوبز كستيف ككزنيك شركة
كثَتا يف
آبل للكمبيوتر كأعلنا عن ظهور الكمبيوتر الشخصي آبل ِ ككاف أقل ن
45
(ُ)
من أم يب أـ كآبل كلينوكس كغَتىا.
كيف أكاخر التسعينيات بدأت اؼبؤسسات الصحفية يف إطبلؽ صحف الكًتكنية
على شبكة اإلنًتنت تستفيد من إمكاتات الشبكة اؼبختلفة كتعددية الوسائط حىت أننا
كمع بداية األلفية الثالثة مت تطوير اؼبواقع الصحفية على اإلنًتنت ليصبح ىناؾ شكل
إعبلمي جديد كإطبلؽ مواقع إخبارية داعمة كظهور أشكاؿ يصنعها اؼبستخدموف
كليس أعضاء الطاقم التحريرم كهبذا تطورت أساليب الكتابة كالتحرير الصحفي مع
ظهور الكتابة الرقمية ألف ىذه التكنولوجيا اعبديدة تضمنت بدائل كاقعية للورقة كالقلم
حبيث فرضت أساليب جديدة للكتابة كتوظيف الكلمة اؼبكتوبة ضمن البدائل اؼبتاحة
فأصبح ربرير اؼبادة الصحفية تطبي نقا لتقنية النص الفائق Hyper Textكىو نص
اعتمادا على إشارات معينة موجودة بداخلها ،يتم سبيزىا
ن يرتبط دبجموعة من النصوص
تبوجرافينا داخل النص األصلي حبيث إذا مت تنشيطها من خبلؿ اؼباكس فإهنا تفتح على
نصوص أخرل شكبل ىذا الشكل عملية التجواؿ Navigationيف أم موقع
لصحيفة إلكيًتكنية على شبكة اإلنًتنت كىو ما يتاح للمستخدـ إمكاف التحوؿ بُت
النصوص كىذه النصوص ال عبلقة ؽبا بنصوص Hot wordsمث إف تعدد ىذه
أمرا مفرغا منو اآلف كأصبحت الوسائل االتصالية رىن إشارة
اػبيارات أصبح ن
اؼبستجيب فبا أسس لسهولة االتصاؿ الشخصي بُت ؾبموعة الفاعلُت كىو ما يقضي
تدرهبينا على الوسائط التقليدية يف مرحلة الصحافة اإللكًتكنية ،كلكننا ال يبكن أف
نتفصحها إال بعد مراجعة اؼبراحل اؼبختلفة ؽبذا التطور.
( )1د .السيد خبيت :الصحافة كاإلنًتنت ،العريب للنشر كالتوزيع ،القاىرة ،َََِ ،ص ِّ.
( )2اؼبرجع السابق :ص ِْ
51
مبوذجا جدي ندا يف اإلعبلـ يتيح ألم شخص أف
منتجي األخبار كمستهلكيها ،كخلقت ن
قائما ابالتصاؿ بتكلفة قليلة ،كجاءت ىذه اإلفادة على النحو التاِف
يصبح صحفينا أك ن
(مصدر معلومات -كأداة فاعلة يف التغطية الصحفية -كوسيط لنشر نسخ من
الصحيفة اؼبطبوعة -كوسيط إلطبلؽ صحف إلكًتكنية على الشبكة).
- 2حؽٔر وـائو االحطال ودورْا نٔـ٘ػ إغالٌٖ :
انتقلت كسائل اإلعبلـ من مرحلة الوسائل التقليدية إُف الوسائل اعبديدة new
mediaاؼبستعينة ابغباسبات كاؼبتسمة ابلتفاعلية كالفورية ،إُف الوسائل اليت تعتمد
على مشاركة القارئ يف بناء ؿبتواىا كتعديلو مثل صحافة اؼبواطن كاؼبدكتات.
- 3حؽٔرات يف ضِاغث اىططافث :
دخوؿ الصحافة عصر االندماج أك التقارب مع الوسائط األخرل ،كىناؾ أربعة
أبعاد ؽبذا التقارب أك االندماج الصحفي تتضمن:
أ -اإلنتاج اؼبتكامل يف صالة التحرير كيف أساليب صبع األخبار.
ب -اؼبهنيُت متعددم اؼبهارات.
جػ -تقارب احملتول من خبلؿ منصة توصيل متعددة.
د -اعبمهور النشط اؼبشارؾ كاؼبتفاعل كاؼبنتج للمحتول.
مفتاحا من مفاتيح الباحث يف تعاملو مع ىذه
ن ردبا كانت التحليبلت السابقة
التطورات حىت أف اؼبفكر ظبَت أمُت يف منتدل حوؿ إفريقيا كالتكنولوجيات اعبديدة
للمعلومات (جنيف ُٔٗٗ) ربت عنواف "خبصوص اإليديولوجيا اؼبسيطرة
حاضرا.االتصاالت كأيديولوجيا" استهل صاحب نظرية اؼبركز كاؽبامش عرضو بسؤالُت:
ن
لنفًتض أف إنتاج كزبزين اؼبعلومات عملية على قدر كاؼ من اغبرية (أم ال رقابة إال ما
فمن ًمن القطاع العاـ أك اؼبقاكالت اػباصة سيتكلفتفرضو التكلفة اؼبالية الضركرية) ى
بنقلها كتوزيعها؟ كىل ستخضع ىااتف العمليتاف لشركط أخبلقية كسياسية ،كمن
50
سيحددىا؟ هبيب ظبَت أمُت أف كل اؼبؤشرات تدؿ على تفضيل منطق السوؽ حيث
التعامل مع اؼبعلومات أساسا على أهنا بضاعة كسلعة كنقلها خدمة ذبارية زبضع لقوانُت
السوؽ اليت ستحدد يف هناية اؼبطاؼ من يستطيع األداء للوصوؿ إُف اؼبعلومات ككم
سيؤدم ككيف كابلتاِف يؤثر -كلو نسبيا -كمستهلك ككقدرة شرائية يف نوعية
اؼبنتجات اؼبطلوبة كالضامنة ألك ر ىامش من الربح ابلنسبة إُف اؼبوزع ،بغض النظر عن
مقاييس مثل اؼبوضوعية ،كالتعددية كاغبمولة الثقافية كاؼبضموف اإلبداعي.
كيضيف ظبَت أمُت :إف ربديد سوؽ االتصاالت كاؼبعلومات ،كإف غلف خبطاب
مبتذؿ حوؿ فعالية القطاع اػباص كضركرة اؼبنافسة اؼبفتوحة لتحقيق اعبودة كتقليص
الكلفة كخدمة اؼبستهلك فهمو الوحيد ىو تراكم األرابح كحصرىا يف الشركات
الرأظبالية اؼبنطلقة من الوالايت اؼبتحدة األمريكية ككندا كاجملموعة األكركبية كالياابف.
مرغواب فيها
ن يذكر ظبَت أمُت أف اؼبشكلة ال تتعلق ابإلقبازات التكنولوجية اليت تبقى
كؿبمودة بل ابألنبية القصول للتميز بُت األداة كاستعماؽبا مضي نفا أف ضركرة التاريخ
ليست ؿبكومة مباشرة ابلتقدـ التقٍت بقدر ما يؤثر فيها الصراع االجتماعي كالطبقي،
كالصراع بُت األمم .هبب إذف خلق الشركط حىت تستغل استعماالت التكنولوجيا
لصاٌف تقدـ اجملتمع كربرير األفراد كالشعوب ،ىذه اؼبكوتات كغبسن اغبظ موجودة
دائما ابلشكل الذم تتمناه القول اؼبسيطرة ،لقد مت سبلك اؽباتف كالفاكس كليس ن
كإهبااب كيدفعنا قباح ىذه الوسائل إُف التفاؤؿ
ن كاؼبنيتل من طرؼ اؼبستعملُت سلبنا
فالشعوب كاألفراد إبمكاهنا سبلك األداة كتوظيفها ػبدمة اسًتاتيجيات ذاتية سبارسها
داخل ؾباالت زبتارىا بنفسها ،لكن ىل تنبو ظبَت أمُت إُف أف الوسائط اليت ذكرىا
يغلب عليها طابع االستعماؿ الفردم كؿبدكدية اندماجها يف بنية شبكية كعدـ توافرىا
على قدر كبَت من التفاعلية كافتقارىا لسحر الوسائط اؼبتعددة كعباذبية النص الًتابطي
52
(ُ)
كابلتاِف توافرىا على شيء من اؼبناعة أماـ غواية كشباؾ العاَف االفًتاضي؟
كل اؼبتغَتات اؼبذكورة ابلتفصيل سانبت يف تغيَت منظومة العمل الصحفي من
عدة كجوه ،كعلى مستوايت متوازية فمن تاحية أثرت على مستول العمل كالنشر
اإللكًتكين كغَتىا من الوسائط كما تبينها السطور التالية:
-1اىخأذري يف ٌفخٔى اىػٍو داعو اىطط٘فث:
إف دخوؿ الكمبيوتر كأنظمة النشر اؼبكتيب إُف الصحيفة اليومية ضبل الكثَت من
التغيَت يف سَت العمل داخل غرؼ التحرير كغرؼ اإلنتاج كالتصميم كاإلخراج ،كيبكن
تلخيص أىم النتائج فيما يلي:
(أ) توقف االعتماد على التلي رينًت (تيكرز) كأصبحت األخبار تصل مباشرة إُف خوادـ
" "Serversـبصصة الستقباؽبا ،كمن مث معاعبتها كتوزيعها إلكًتكنينا كبشكل إُف
حسب قوائم خاصة دبصادر األخبار كاؼبناطق اعبغرافية اليت تغطيها كاؼبواضيع
اليت تعاعبها.
ىذه العملية تتم بواسطة ما يطلق عليو اسم كسيط األنباء " "News Netكىو
برتامج يهتم ابستقباؿ كمعاعبة كتصنيف األخبار الواردة من ككاالت األنباء ،أك من
خبلؿ نظاـ خاص إبدارة كربرير األخبار "."Editorial System
(ب) نظاـ األخبار يسمح للمحرر ابالطبلع على صبيع األخبار الواردة إُف الصحيفة
من مصادرىا اؼبختلفة ،كيعطيو خيار االطبلع على ما يهمو من أخبار فقط
كالعمل على ربريرىا مباشرة على الشاشة مث ربويلها إُف أقساـ اإلنتاج.
(ج) استحداث أساليب جديدة يف تصميم كإخراج الصفحات تركز على استخداـ
برامج خاصة تسمح ابلعمل مباشرة على الشاشة كاالبتعاد عما ىو يدكم كلو
( )1د .عبد النيب دجواين :عصر اؼبعلومات ،صبوح تكنولوجيا اؼبعلومات يف ظل العوؼبة ،منشورات الزمن،
الرابط ،اؼبملكة اؼبغربية ،ص ُِٓ.َُٓ،
53
عبلقة ابألسلوب التقليدم يف إخراج الصحف.
( د ) تطور يف عملية استقباؿ الصور من الوكاالت ،ففي الوقت اغباِف تثبت كل
الوكاالت الدكلية صورىا بشكل رقمي فبا يسمح إبمكاف البحث عن الصور
اؼبطلوبة كربميلها على الصفحات مباشرة مع االحتفاظ ابلنوعية اعبديدة للصورة.
-2اىخأذري يف ٌفخٔى اىِشؽ اإلىهرتوُٖ:
نتيجة استخداـ تكنولوجيا النشر اؼبكتيب يف إنتاج النصوص كتصميم الصفحات
تقدما ال
اباب آخر من أبواب تكنولوجيا اؼبعلومات حققت فيو ن
طرقت الصحافة العربية ن
أبس بو على مستول النشر اإللكًتكين كأصبحت الصحف متوافرة على اإلنًتنت
أبشكاؿ متعددة ،كسبكنت من زبزين النصوص كالصور على كسائط زبزين إلكًتكنية دبا
فيها األقراص اؼبدؾبة " "CD ROMمع قابلية البحث كاالسًتجاع اآلِف الفورم
(ُ)
ؽبا.
كبَتا يف
تطورا ن
كمنذ بداية حقبة التسعينيات شهدت الساحة اإلعبلمية العاؼبية ن
استخداـ الكمبيوتر ،كذلك ابعتماد اإلنًتنت كسيلة حيوية من كسائل االتصاؿ حىت
أصبحت كسيلة أساسية يف صبع اؼبعلومات كاألخبار كاالتصاؿ كتزايد أعداد مستخدمي
شبكة اإلنًتنت .كبدأ عدد كبَت من شركات خدمات اؼبعلومات كقواعد البياتات تتخذ
من اإلنًتنت كسيلة جديدة لبلتصاؿ دبستخدميها كما أصبحت ككاالت األنباء تعت ر
عمليات االستثمار يف اإلنًتنت من بُت مشاريعها اؼبستقبلية األساسية ،كتزايد أعداد
ىذه الوكاالت على اإلنًتنت ،كبدأت اإلنًتنت تدخل إُف دكر اؼبؤسسات الصحيفة،
كمصدر أساسي لؤلخبار كاؼبعلومات ،كما بدأت اعبامعات كالكليات اؼبتخصصة تعٌت
بتدريسها من الزاكية اإلعبلمية كالصحفية ،كأصبح استخداـ اإلنًتنت يعد أحد اؼبعايَت
األساسية يف تقييم مؤىبلت كمعارؼ الصحفي ،كاغبكم على مهاراتو الصحفية ،كبدت
( )1د .عماد بشَت :الصحافة العربية اليومية يف العصر الرقمي (حبث منشور) على الرابط التاِف:
http://www. alarabimag.com/common/book/afaq015-3.htm
54
الصحافة مع منتصف التسعينيات تتطلب مستول معيننا من التخصص الفٍت كالصحفي
كاؼبعلومايت ،كجد الصحفيوف أنفسهم أماـ كسيلة جديدة ،تفرض عليهم ربدايت
صحفية من نوع ـبتلف عن اؼبمارسات التقليدية ،كتتعلق إما بكيفية تطويعها ػبدمة
الصحيفة اؼبطبوعة كإما ابرتيادىا كمجاؿ صحفي إلكًتكين جديد ،كتفاكتت مراحل
تبنيهم للوسائل اعبديدة ،كبدأ يتزايد إدراؾ الصحفيُت ألنبية كقيمة الكمبيوتر
كاإلنًتنت كقواعد اؼبعلومات كالوسائل التكنولوجية كاالتصالية اغبديثة يف حياهتم اليومية
كصحفيُت كبدأكا تدرهبيا يتكيفوف مع ىذا العاَف الرقمي اعبديد ،كقد انعكس ىذا
التطور على مبو استخداـ الصحفيُت للخدمات التجارية "األكف الين" عبمع كتوزيع
اؼبعلومات ،كاالشًتاؾ يف خدمات اإلنًتنت لفوائدىا اؼبتعددة ،فعلى سبيل اؼبثاؿ زاد
عدد الصحف األمريكية اليت تعتمد على ىذه اػبدمات من يونيو ُٔٗٗ إُف ف راير
(ُ)
ُٕٗٗحىت أصبح اإلنًتنت جزءنا أساسيا من صناعة الصحافة األمريكية.
كبرزت مسميات جديدة فرضها ىذا القادـ التكنولوجي اإلنًتنت فأصبح ىناؾ ما
يسمى ابل ريد اإللكًتكين كالقوائم ال ريدية ،كالنشرة اإللكًتكنية كاؼبوقع اإللكًتكين ،إٍف
كبَتا يف مفهوـ العمل الصحفي فرض
تغَتا ن
من مسميات ضبلت مضامُت أحدثت ن
ربدايت على الصحف كالصحفيُت فبالنسبة إُف الصحف تطور أسلوهبا يف نقل اػب ر
كاؼبعلومة بطريقة أسرع من ذم قبل كأصبحت أكثر جاذبية ابلصور اليت تعطي
ربداي يف التدريب ككيفية
مصداقية كثراء ،كابلنسبة إُف الصحفي فقد أفرز ىذا التقدـ ن
البحث عن اؼبعلومة كالصورة كالتعامل مع الكامَتا الرقمية كبرامج الكمبيوتر اغبديثة،
كانقسمت الساحة الصحفية إُف فريقُت األكؿ :يسمى TechnojournaIists
كالذين هبمعوف بُت مهارات التعامل مع اإلنًتنت كالوسائل التكنولوجية اغبديثة،
كأدكات التعامل مع اؼبعلومات اعبديدة ،كتقنيات إدارة اؼبعلومات كالفريق الثاين يسمي
TraditionjournaIistsما زاؿ يستخدـ الوسائل التقليدية يف أداء العمل
( )1د .حسُت شفيق :اإلعبلـ اإللكًتكين ،رضبة برس للطباعة كالنشر ،القاىرة ،ََِْ ،ص ُّ.ُْ ،
56
ككبجت التكنولوجيا يف أف تسعي إُف ربطيم اغباجز بُت ما ىو صبهورم أكال
كزبليص اإلعبلـ من التلقي السليب ،أم عدـ DEMASSFIGATION صبهورم
مؤثرا يف عملية االتصاؿ حبيث يتبادؿ اؼبستقبل
دكرا نالتفاعلية حيث يعطي اؼبشارؾ ن
دكره مع اؼبرسل بطريقة إهبابية كذلك التنوع اعبماىَتم كاسع االنتشار كظهور اإلعبلـ
(ُ)
اؼبتخصص اؼبوجو لفئات معينة .NARROWCASTING
كفرصا يف الوقت نفسو لكل
شبة اتفاؽ بُت الباحثُت على أف العوؼبة سبثل هتدي ندا ن
النظم كاؼبمارسات السياسية كال تشذ اؼبواطنة عن ىذه القاعدة ذلك أف سياسات
التحرير االقتصادية قد أثرت سلبنا على اغبقوؽ االقتصادية كاالجتماعية للعديد من
اؼبواطنُت ىف ببلد متعددة .كما أف سقوط اغبواجز ىف ؾباؿ االتصاؿ ،بفضل الثورة
اؽبائلة ىف كسائل االتصاؿ قد أدل إُف توسيع ؾباؿ الوعي الدكِف ابغبقوؽ فبا سهل
إنشاء شبكات كاسعة للمجتمع اؼبدىن على اؼبستول العاؼبي ،كيف سياؽ عاؼبي يتسم
ابلتعقيد الشديد ،كالتناقضات ىف ؾباؿ التغيَت السياسي كاالقتصادم كاالجتماعي فإف
الشعوب تناضل غبماية ركح التضامن أك ػبلقها من خبلؿ تنمية اؼبؤسسات اليت من
شأهنا أف توفر ؽبم اغبماية االجتماعية .كذلك وبدث سواء ىف الدكؿ الغربية اؼبتقدمة أك
ىف ببلد العاَف الثالث".كابلنسبة إُف دكؿ الرعاية االجتماعية اؼبستقرة ىف الغرب فهناؾ
ؿباكالت لتحقيق اإلصبلح السياسي من خبلؿ االىتماـ ابؼبواطنة االجتماعية .أما فيما
يتعلق ابلدكؿ ىف العاَف الثالث فهناؾ ؿباكالت لتحقيق اإلصبلح السياسي لتأسس
"حقوؽ اؼبواطن" ذلك ألف اؼبفهوـ اغبديث للمواطنة يفًتض كجود ؾبتمع مدين
كسياسي أك ؾبموعة من اغبقوؽ كااللتزامات كنس نقا أخبلقينا وبض على اؼبشاركة
كالتضامن ،كىي أمور مطلوبة على كجو اػبصوص ىف األكقات الىت يسودىا عدـ اليقُت
( )1قايد دايب :اؼبواطنة كالعوؼبة ،تساؤالت الزمن الصعب ،مركز القاىرة لدراسات حقوؽ اإلنساف،
القاىرة ،ََِٕ ،صِٖكما بعدىا.
55
(ُ)
كاالستقطاب السريع بُت الفئات االجتماعية.
اؼبواطنة ىف مفهومها اؼبتعارؼ عليو "ىي عضوية كاملة ىف دكلة أك ىف بعض
كحدات اغبكم ،سبنح اؼبواطنُت بعض اغبقوؽ ،مثل حق التصويت كحق توِف اؼبناصب
العامة ،كتفرض كذلك عليهم بعض الواجبات ،مثل كاجب دفع الضرائب كالدفاع عن
بلدىم ،كأهنا كما تقوؿ موسوعة كولَت األمريكية أكثر أشكاؿ العضوية ىف صباعة
(ِ)
اكتماال.
ن سياسية
كاؼبواطنة هبذا اؼبعٌت ىي مفهوـ قانوين يف اؼبقاـ األكؿ يؤكد أف للفرد حقوقنا مدنية
كسياسية ،كيتمتع حبرايت فردية ،ابإلضافة إُف حرية التعبَت ،كحرية التنقل كحرية الزكاج،
كأف من حقو افًتاض براءتو حُت يوجو إليو اهتاـ ،كأف يكوف لو ؿباـ يدافع عنو ،كأف
يعامل بواسطة أجهزة العدالة على قدـ كساؽ مع اآلخرين ،كما أف لو حقوقنا سياسية
مثل تلك أشرتا إليها ساب نقا ،ابإلضافة إُف التزامو ببعض الواجبات كتحمل نصيبو من
النفقات العامة كف نقا غبالتو اؼبالية ..إٍف كاغبقيقة أنو ال يكتمل اغبديث عن اؼبواطنة
دكف اإلشارة إُف بعدين أساسيُت نبا:
-1إف اؼبواطنة ىي أساس الشرعية السياسية ،فاؼبواطن ليس ؾبرد حائز على حقوؽ
فردية ،كلكنو – ابإلضافة إُف ذلك – يبتلك جزءا من السيادة السياسية ،ذلك
أف ؾبموع اؼبواطنُت ابعتبارىم صباعة ىم الذين يبنحوف الشرعية للقرارات اليت
أتخذىا اغبكومات ،كىم الذين يراقبوف أداءىا.
-2اؼبواطنة كذلك ىي مصدر العبلقات االجتماعية ،ذلك أف العيش اؼبشًتؾ ال
يعٍت ابلضركرة االشًتاؾ ىف الداينة نفسها كلكن معناه اػبضوع للنظاـ السياسي
نفسو ،كىكذا فإف مبدأ الشرعية أصبح ينفذ ابلتدريج إُف كل صور اغبياة
( )1نبيل علي :ثورة اؼبعلومات ..اعبوانب التكنولوجية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بَتكتُٕٕٗ ،ػ
صَْ.
(2)World Book International and The world Book encyclopedia London-
world Book inc-vo1.4-p15.
52
االجتماعية ،كأصبحت العبلقات بُت الناس تقوـ على أساس الكرامة اؼبتساكية
(ُ)
للجميع.
إف مفهوـ اؼبواطنة شأنو شأف كل اؼبفاىيم اؼبرتبطة ابلدكلة الوطنية صار اليوـ
موضع شك كتساؤؿ بسبب ما تعانيو الدكلة الوطنية من أزمة كاضطراب كبَتين نتيجة
العوؼبة كالتدفقات ع ر الوطنية كعلى رأسها اؽبجرة العاؼبية.
من أجل تقييم جديد لؤلزمة اؼبفًتضة للمواطنة هبب أف نعرض إبهباز لتصور
اؼبواطنة الذم ىيمن على النظرية السياسية خبلؿ فًتة طويلة من مرحلة ما بعد اغبربُت
أتثَتا ؽبذه الرؤية ىو عاَف االجتماع ال ريطاين توماس
العاؼبيتُت .كلعل الرائد األكثر ن
مارشاؿ ) (T.H.Marshallالذم طابق بُت مفهومي اغبقوؽ كاؼبواطنة .كيبكن تقسيم
حقوؽ اؼبواطنة – حسب مارشاؿ -إُف ثبلث ؾبموعات ـبتلفة :مدنية كسياسية
كاجتماعية.
كقد ظهرت كل ؾبموعة من ىذه اغبقوؽ ابلتتابع ىف العصر اغبديث كتشمل
اؼبواطنة اؼبدنية اليت ذبد جذكرىا يف اللي رالية اغبقوؽ اليت تضمن اغبرايت الفردية كىي
حرية الفرد كحرية التعبَت كحرية التفكَت كحرية االعتقاد كحق اؼبلكية اػباصة كاغبق يف
العدالة كابلنسبة إُف مارشاؿ فإف اؼبؤسسات األكثر ارتباطنا ابغبقوؽ اؼبدينة ىي احملاكم.
أما اؼبواطنة السياسية فتتكوف من اغبقوؽ الديبقراطية يف اؼبشاركة السياسية كتتمثل
يف اجملالس اؼبتعلقة ابغبياة السياسية يف ال رؼباف كاجملالس احمللية.
كأخَتا ترتبط السياسية فتتكوف من اغبقوؽ ىف اغبد األدىن يف الرفاىية كالدخلن
(ِ)
كاؼبؤسسات اؼبرتبطة هبذه اغبقوؽ ىف النظاـ التعليمي كاػبدمات االجتماعية.
كلقد أصبحت رؤية مارشاؿ للمواطنة اليوـ موضع شك كبَت فكل العناصر الثبلثة
(ُ) بيَت ألبَت :الصحافة ،ترصبة :فاطمة عبد هللا ؿبمود ،اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب ،القاىرة،ُٕٖٗ ،
ص ّٖ.ِّ،
(2) T.H.Marshall Citizenship and Social in Class citzenship and
Soial Development New York: dou bleday. 1964 .p.71
55
اليت شكلت كحدة مندؾبة بدأت تضعف كتنفصل فاغبقوؽ االجتماعية تعيش عملية
تعرية كالدكلة اغبامية صارت ؾبوفة من الداخل كما أف الدكؿ زبلت عن كل مفهوـ
(ُ)
إلعادة توزيع الثركة.
عددا من
ىذه األزمة اليت يشهدىا مفهوـ اؼبواطنة بفعل عوامل متعددة جعلت ن
حصراي على الدكلة
ن الباحثُت يعلنوف عدـ مبلئمة مفاىيم اؼبواطنة التقليدية القائمة
الوطنية مؤكدين ظهور أشكاؿ جديدة من اؼبواطنة تتخطى الدكلة كمبشرين أبشكاؿ
جديدة للمواطنة بديلة من الصيغة التقليدية .كمن أىم ىذه األشكاؿ ما يستعرضو جوف
يورم ( )J. Urryكىي كاآليت:
ػ املواطٓة ايجكافية :كتضم حق اجملموعات االجتماعية القائمة على أسس العرؽ -
النوع -السن -يف اؼبشاركة الثقافية الكاملة يف ؾبتمعاهتم.
ػ َواطٓة األقًية :كتشمل حقوؽ االنضماـ إُف ؾبتمع آخر كمن مث البقاء داخل ىذا
اجملتمع كالتمتع ابغبقوؽ كأداء الواجبات.
ػ َواطٓة بيئية إيهيويودية :تتضمن حقوؽ ككاجبات اؼبواطن ذباه األرض.
اذباىا كبو ابقي
ػ َواطٓة عاملية :كوظبوبوليتانية كتتعلق بكيف يبكن للشعب أف يطور ن
اؼبواطنُت كاجملتمعات كالثقافات ع ر العاَف.
ػ َواطٓة اضتٗالنية :كتعٍت حق الشعب يف التزكد ابلسلع كاػبدمات كاألخبار اؼببلئمة
من قبل القطاعُت اػباص كالعاـ.
ػ َواطٓة (ضياسية) :هتم حقوؽ كمسئوليات الزكار ألماكن كثقافات أخرل كقد
نوعا آخر من اؼبواطنة ظباه مواطنة التدفق citizenship of
أضاؼ جوف يورم ن
(1) p.smith and elizabth symthe globalezation. citizenship and technology: the
MAI meets the interetnet canadian foreing policy 7:2 winter 1999 available at:
http://www.ciaonet.org/isa/smp01 /
61
(ُ)
مفصبل حقوقها ككاجباهتا.
ن flow
شبة اتفاؽ عاؼبي على أف ىناؾ حقوقنا إنسانية عاؼبية ينبغي تطبيقها بغض النظر عن
تنوع اجملتمعات كاختبلؼ الثقافات ،كيبكن القوؿ إف عملية أتسيس اغبقوؽ عملية
أساسا ،كحقوؽ
اترىبية مستمرة ،كمن التمييز بُت حقوؽ اعبيل األكؿ اليت كانت سياسية ن
اعبيل الثاين اليت ىي اقتصادية كاجتماعية ،أما حقوؽ اعبيل الثالث كالرابع فهي حقوؽ
أساسا ضباية البيئة ،كاغبق يف السبلـ ،كاغبق يف التنمية،
عابرة للقوميات ،كت رز فيها ن
كىذه اغبقوؽ اعبديدة ىي نتائج تبلور كعي و
عاؿ أبرز مؤشراتو ضركرة اغبفاظ على بيئة
كوكب األرض كأنبية ربقيق السبلـ كالتنمية ابلنسبة إُف كل الشعوب ،ابعتبار أف
التنمية أصبح ينظر إليها ابعتبارىا تنمية مستدامة ،تضع يف اعتبارىا حقوؽ األجياؿ
(ِ)
القادمة.
عنصرا
ن إف التطور التكنولوجي يف كسائل االتصاؿ كنقل اػب رات كاؼبعلومات كاف
أساسينا لظاىرة العوؼبة أك الكونية أم أف العاَف كلو أصبح دبثابة قرية صغَتة ،كعلى الرغم
من أف الوسائل االتصالية اليت أفرزهتا التكنولوجيا االتصالية الراىنة تكاد تتشابو يف
عديد من السمات مع الوسائل التقليدية ،إال أف ىناؾ ظبات فبيزة للتكنولوجيا
االتصالية الراىنة كىي(ّ) :
ُ -حتهِ املػازنني :كمثاؿ على ذلك التفاعلية يف بعض أنظمة النصوص اؼبتلفزة.
ِ -ايالمجاٖريية :كتعٍت أف الرسالة االتصالية من اؼبمكن أف تتوجو إُف فرد كاحد
ضا
أك إُف صباعة معينة كليس إُف صباىَت ضخمة كما كاف يف اؼباضي كتعٍت أي ن
درجة ربكم يف نظاـ االتصاؿ حبيث تصل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إُف
62
ٖ -ايتدويٌ أو ايهوْية :البيئة األساسية اعبديدة لوسائل االتصاؿ ىي بيئة علمية
دكلية كذلك حىت تستطيع اؼبعلومة أف تتبع اؼبسارات اؼبعقدة كتعقد اؼبسالك اليت
كإاياب من أقصى مكاف
ذىااب ن
يتدفق عليها رأس اؼباؿ إلكًتكنيا ع ر اغبدكد الدكلية ن
يف األرض إُف أدتاه يف أجزاء على األلف من الثانية ،إُف جانب تتبعها مسار
األحداث الدكلية يف أم مكاف يف العاَف.
إف األخبار كأبرز ؿبتوايت كسائل االتصاؿ قد استفادت بشكل كبَت من
التطورات اغبالية يف تكنولوجيا االتصاؿ فبا أدل إُف زايدة فاعلية أداء كسائل االتصاؿ
ؼبهامها اإلخبارية على اؼبستويُت احمللي كالدكِف.
كقد ربسن األداء اؼبهٍت للوظيفة اإلخبارية لوسائل االتصاؿ من خبلؿ ابتكار نظم
غبفظ اؼبعلومات كاسًتجاعها داخل البلد الواحد كخارجو من خبلؿ توظيف بنوؾ
اؼبعلومات كشبكاهتا ككذلك ابتدعت أدكات كنظم لتسريع عملية اغبصوؿ على
اؼبعلومات كتوصيلها إُف مقر الصحيفة ،كمت استحداث كسائل كقنوات إخبارية جديدة
سباما كـبتلفة عن الوسائل كالقنوات التقليدية مثل أنظمة النصوص اؼبتلفزة ،اعبرائد ن
كاجملبلت اإللكًتكنية "كالطبعة اإللكًتكنية من ؾبليت اتًن كنيوزكيك".
كبناء على ما سبق يبكن القوؿ إف أبرز آاثر التكنولوجيا االتصالية الراىنة تبدك يف
عملية التغطية اإلخبارية فقد ألغت التكنولوجيا اغبديثة الفواصل الدقيقة بُت مراحل
نشر اػب ر الثبلثة ،كىي :مرحلة حدكث اػب ر كمرحلة بث اػب ر كمرحلة التشبع
اإلخبارم كقد مت ذلك من خبلؿ عملية تغطية األخبار فور كقوعها(ُ).
كقد أدت األسباب السابقة إُف جعل تعريف اػب ر أنو ذلك اغبدث الذم نشاىده
كىو يقع كأصبح من الصعوبة التفرقة بُت ما ىو إعبلـ كطٍت كما ىو إعبلـ دكِف،
فاإلعبلـ الوطٍت الذم ينتجة ؾبتمع ما ؼبواطنيو ،قد أصبح لو -بشكل من األشكاؿ
مقصودا أك غَت مقصود -بعد دكِف ،فال رامج اليت تبثها ؿبطات التليفزيوف يف
ن
كاف ظهور اإلنًتنت دبثابة ثورة كنقلة كبَتة يف كسائل االتصاؿ كنقل
اؼبعلومات ،ىذه الثورة اؼبعرفية أثرت بشكل كبَت يف الكثَت من اؼبفاىيم
اإلعبلمية كالصحفية.
لقد غَتت شبكة اإلنًتنت العاَف ،إذ مثل ظهورىا يف أكاخر الستينيات من القرف
العشرين ثورة أطاحت ابلعديد من اؼبفاىيم كالنظرايت اليت ظلت قائمة لقركف عديدة،
ككلدت مفاىيم كنظرايت تشرح عملية االتصاؿ اعبديدة ،كَف تكن كسائل اإلعبلـ
اعبماىَتية التقليدية دبنأل عن ىذه الثورة اليت تكاد تعصف بوسائل إعبلمية راسخة َف
يكن يتوقع أحد أف تتعرض لبلنداثر كتصبح يف ظل اإلنًتنت شيئنا من اؼباضي ،كال
غرابة يف أف تظهر بُت اغبُت كاآلخر توقعات تشَت إُف قرب انتهاء حضارة الورؽ لتحل
ؿبلها ما يبكن أف نسميو "حضارة الوسائط اؼبتعددة كاالتصاؿ اعبماىَتم التفاعلي"(ُ).
لقد كاف التطور التكنولوجي يف ؾباؿ اغباسبات نواة أساسية لظهور شبكة
اؼبعلومات الدكلية "إنًتنت" internetكىذا التطور اؽبائل كاف بسبب تبلقي اثلوث:
الكومبيوتر hardwareكال رؾبيات softwareكشبكات االتصاؿ.
إف فكرة اإلنًتنت انطلقت من الربط بُت مبليُت من شبكات الكومبيوتر بعضها
ببعض ،عن طريق خطوط التليفوتات أك الشبكات الرقمية أك عن طريق األقمار
الصناعية ،كيستخدمها مبليُت البشر يف سائر أكباء العاَف على مدار الساعة .بدأ العمل
( )1د .حسٍت دمحم نصر :اإلنًتنت كاإلعبلـ ..الصحافة اإللكًتكنية ،مكتبة الفبلح للنشر كالتوزيع ،العُت،
اإلمارات العربية اؼبتحدة ،ََِّ ،ص ُّ.
66
هبذه الشبكة منذ عاـ ُٗٔٗ خبلؿ اغبرب الباردة بُت الوالايت اؼبتحدة كاالرباد
السوفييت كتجربة قامت هبا ككالة اؼبشركعات لؤلحباث اؼبتقدمة للدفاع يف الوالايت
اؼبتحدة األمريكية ،DARRAهبدؼ إنشاء نظاـ اتصاالت قادر على ربط صبيع
أنظمة االتصاالت اؼبختلفة كبركتوكوالهتا مع شبكة مكتب الدفاع األمريكي ARP
ANETكمن مث نقل اؼبعلومات من نظاـ إُف آخر بسهولة كيسر .كمن ىنا اشتق
االسم إنًتنت Interconncted Computer Network 9كشبكة أرابنت ىي
أكؿ شبكة حاسبات تعمل بنظاـ النقل ابغبزـ Packet - Swichingأم تسمح
بتحويل البياتات اؼبرسلة ع ر الشبكة من خبلؿ ذبزئتها إُف حزـ كترقيمها قبل إرساؽبا،
حيث يقوـ اغباسب اؼبستقبل إبعادة ترتيب ىذه اغبزـ طب نقا ألرقامها ،كيف حالة فقد
إحدل ىذه اغبزـ تتم إعادة إرساؽبا ،كميزة ىذا النظاـ أنو يسمح بتمرير الرسائل حىت
يف حالة حدكث عطل إلحدل نقاط االتصاؿ ابلشبكة(ُ).
كيف عاـ ُٕٖٗ قامت ثبلث شركات أمريكية ك رل ىي &MIRIT, MCI
IBMإبعادة تنظيم الشبكة من جديد ،كتوفَت كسائل االتصاالت اغبديثة كمعداهتا،
كقد زبلت اغبكومة األمريكية عن دعمها للشبكة كتركتها للشركات لكي تضطلع
بدكرىا كتطورىا.
لقد كاف اؼبطلوب من ىذا النظاـ أف يسمح للكمبيوترات اؼبتصلة أف تكوف قادرة
على ؿباكاة أية شبكة كمبيوتر أخرل متصلة هبا عن طريق إنًتنت ،كتبادؿ اؼبعلومات
معها ،كأف تبقى شبكة إنًتنت قادرة على العمل حىت لو توقفت أية شبكة كمبيوتر
متصلة هبا عن العمل .فعلى سبيل اؼبثاؿ إذا كاف ىناؾ طبس شبكات كمبيوتر متصلة
بشبكة إنًتنت يبكن ألم من ىذه الشبكات االتصاؿ ابألربع األخرل العاملة معها.
كيف عاـ َُٗٗ ترؾ العسكريوف ىذه الشبكة لبلستخداـ اؼبدين كاذبهوا إُف
(ُ) د .ؿبمود علم الدين ،دمحم تيمور عبد اغبسيب :أساسيات اؼبعلومات كاغباسبات كاإلنًتنت لئلعبلميُت،
د .ف ،القاىرة ،ََِٓ ،صِّٗ.
65
(ُ)
استحداث أنظمة اتصاؿ أخرل
أًْ املؽاضو يف حارٗظ ُشأة شتهث "اإلُرتُج":
أصبحت اإلنًتنت كسيلة التفاىم العامة بُت آالؼ البشر ،حيث تتيح ؽبم ما
يودكف مشاىدتو أك قراءتو ،فاؼبعلومات اليت أتيت من كل مكاف من خبلؿ عمليات تقنية
فضاء ظهر على شاشات ن معا
تربط آالؼ الشبكات بعضها ببعض كقد كونت ن
الكمبيوتر ككأنو عاَف حقيقي يشابو عاؼبنا الواقعي الذم نعيش فيو ..إنو مصدر عاؼبي
ذك قيمة ىائلة من اؼبعلومات اؼبتآلفة.
لقد ظبيت ىذه الشبكة أكؿ األمر ابسم (أراب) ،)ِ(ARPAكىي عبارة عن شبكة
اتصاالت ليس ؽبا مركز ربكم رئيس ،فإذا ما دمرت إحداىا أك حىت دمرت مائة من
أطرافها فإف ىذا النظاـ يستمر يف العمل ،ككاف اؽبدؼ من ىذا اؼبشركع تطوير تقنية
تشبيك ؾبموعة كمبيوترات تصمد أماـ أم ىجوـ عسكرم ،كصممت شبكة " أراب "
عن طريق خاصية تدعى طريقة إعادة التوجيو الديناميكيDynamic rerouting ،
كتعتمد ىذه الطريقة على تشغيل الشبكة بشكل مستمر حىت أنو يف حالة انقطاع
إحدل الوصبلت أك تعطلها عن العمل تقوـ الشبكة بتحويل اغبركة إُف كصبلت
أخرل ،كفيما يلي تطور لنشأة الشبكة:
يف عاـ ُٗٔٗ كضعت أكؿ أربع نقاط اتصاؿ لشبكة "أرابنت" يف مواقع
جامعات أمريكية منتقاة بعناية.
كيف ُِٕٗ مت أكؿ عرض عاـ لشبكة "أرابنت" يف مؤسبر العاصمة كاشنطن
65
موزاييك" مث تبعو آخركف مثل برتامج "نتسكيب" كبرتامج "مايكرك سوفت" كأطلق
الرئيس األمريكي كلينتوف صفحتو اػباصة على الشبكة العاؼبية
http://whitehouse.gov/wh/welcome.html
يف ُٓٗٗ اتصل بشبكة "إنًتنت" ستة مبليُت جهاز خادـ كَََ َٓ.شبكة،
كإحدل شركات الكمبيوتر تطلق برتامج البحث يف الشبكة العاؼبية .كيف ُٔٗٗ
أصبحت "إنًتنت" ك "كب" كلمات متداكلة ع ر العاَف ،كيف الشرؽ األكسط أصبحت
"إنًتنت" من اؼبواضيع الساخنة ،ابتداء من التصميم األكؿ للشبكة كحىت اليوـ،
كأصبح ىناؾ عدد من مزكدم خدمة " إنًتنت " يقدموف خدماهتم .استخدامات شبكة
اؼبعلومات العاؼبية "إنًتنت" :تستخدـ الشبكة يف ؾباالت عديدة ؼبا تقدمو من خدمات
معلوماتية كخدمة ال ريد اإللكًتكين ،كما أهنا توفر النفقات اؼبالية ابؼبقارنة مع أنظمة
ال ريد العادية ،فهي تستخدـ يف اجملاالت التالية:
)1اخلدَات املايية واملضسفية :إف غالبية البنوؾ تستخدـ الشبكة يف أعماؽبا
اليومية ،ؼبتابعة البورصات العاؼبية ،كأخبار االقتصاد.
( )2ايتعًيِ :يوجد لشبكة اؼبعلومات استخدامات يف غاية األنبية للجامعات
كاؼبدارس كمراكز األحباث حيث يبكن من خبلؽبا نقل كتبادؿ اؼبعلومات بينها،
كنشر األحباث العلمية ،كما يستطيع الباحث اغبصوؿ على اؼبعلومات اؼبطلوبة
من اؼبكتبات العامة أك من مراكز اؼبعلومات بسرعة كبَتة ج ندا ابؼبقارنة مع الطرؽ
التقليدية .كيبكن االستفادة من الشبكة يف عملية التعلم عن بعد بصورة كبَتة
ج ندا.
( )3ايضشافة :أصبح اآلف من السهل نقل األخبار من دكلة إُف أخرل أك مكاف إُف
آخر بعد استخداـ شبكة "إنًتنت" ،فيستطيع الصحفي كتابة اؼبوضوع أك اؼبقاؿ
الذم يريده مث نقلو كبسرعة إُف احملررين يف الصحيفة أك اجمللة اليت يعمل هبا.
كىناؾ استخدامات أخرل منها استخداـ الشبكة يف اغبكومة ،اؼبنزؿ ،الشركات،
51
السياحة ..إٍف.
دكرا يف الصحافة ،فقد استفادت منو يف ربسُت ما تقدمو على
لقد لعب اإلنًتنت ن
مستول اؼبضموف كالصور كربط اؼبعلومات دبصادر ـبتلفة كمتباينة كعلى مستول الصور
كجودهتا كسرعة نقلها ،ككذلك تغيَت طرؽ التوزيع كالطباعة يف أماكن ـبتلفة من العاَف يف
ضا على مستول الشكل يف إخراج الصحيفة أك اؼبطبوعة كرسم كقت كاحد ..أي ن
الصفحات إلكًتكنينا ..كالتسهيل على احملررين يف كتابة موضوعاهتم يف أم مكاف يف
العاَف كإرساؽبا إُف اعبريدة.
كىذه السرعة يف إخراج الصحيفة جعلها يف متناكؿ القراء على مستول العاَف حىت
قبل صدكر طبعتها الورقية.
كأخذت العديد من الصحف العربية تعي ضركرة مواكبة التطور فأخذت هتتم
بعرض صفحاهتا على اإلنًتنت كإنشاء مواقع ؽبا ،كقد بدأ ىذا االىتماـ منذ بداية
التسعينيات ،كىو يف تطور مستمر حىت يومنا ىذا(ُ).
كيبكن النظر يف مستوايت إفادة الصحف من اإلنًتنت من خبلؿ عدة مستوايت:
ُ -اإلْرتْت نُضدز يًُعًوَات :من خبلؿ كوهنا أداة مساعدة يف التغطية
مصدرا أساسينا لؤلحداث العاجلة ،كاستكماؿ اؼبعلومات كالتفاصيل
ن اإلخبارية أك
كاػبلفيات عن األحداث اؼبهمة ،كاالستفادة منها يف إعداد الصفحات
اؼبتخصصة كالتعرؼ على الكتب كاإلصدارات اعبديدة.
ِ -اإلْرتْت نوضيًة اتضاٍ :من خبلؿ كوهنا كسيلة اتصاؿ خارجية ابؼبندكبُت
كاؼبراسلُت كتلقي رسائلهم عن طريق ال ريد اإللكًتكين ،ككذلك كسيلة اتصاؿ
ابؼبصادر ،كعقد االجتماعات التحريرية مع اؼبراسلُت كاؼبندكبُت.
ّ -اإلْرتْت نوضيط اتضاٍ تفاعًي :فهي توسع فرصة مشاركة القراء عن طريق
( )1د .السيد خبيت :الصحافة كاإلنًتنت ،مرجع سابق ،ص َّ.
50
ال ريد اإللكًتكين.
ْ -اإلْرتْت نوضيط يًٓػس ايضشفي :من خبلؿ إصدار نسخ من اعبريدة نفسها
أك ملخص ؽبا كقواعد للبياتات أك أرشيف الصحيفة أك إصدار جرائد كؾببلت
كاملة.
دخبل للصحيفة.
ٓ -اإلْرتْت نوضيط إعالْي :يدر ن
ٔ -اإلْرتْت نأداة يتطويل اخلدَات اييت تكدَٗا املؤضطة ايضشفية :من خبلؿ
إنشاء موقع أك أكثر يقدـ معلومات أساسية عن تطورىا كإقبازاهتا.
ٕ -تكديِ خدَات َعًوَاتية :من خبلؿ ربوؿ اؼبؤسسة الصحفية إُف مزكد
ابػبدمات للمشًتكُت ،كتقدًن خدمات التصميم كإصدار الصحف كالنشرات
غبساب الغَت(ُ).
كىناؾ الكثَت من اػبصائص اليت استفادت فيها الصحافة من اإلنًتنت نذكر منها:
ُ -ايتػطية احلية وايفوزية :دبعٌت نقل األحداث من موقعها مباشرة غبظة كقوعها
مثل نقل أحداث نتائج انتخاابت -اغتياالت -مؤسبرات -كوارث -
حركب..إٍف.
ِ -ايتػطية املطتُسة :كذلك على مدار ِْ ساعة ،دبا يتيح ذبدد اؼبادة الصحفية.
ّ -تعدد ايوضائط :حيث كفرت اإلنًتنت العديد من الوسائط لتوظيفها يف العمل
الصحفي مثل األلواف كالصور كالرسومات البيانية كالتوضيحية كاػبرائط ..كغَتىا
فبا سهل على الصحفي نقل اغبدث من ـبتلف جوانبو ،ككفر الكثَت من الوقت
لو كلصحيفتو.
ْ -ايتػطية املوضوعية :تضافر الصورة مع اؼبعلومة مع اؼبتابعة اغبية اؼبوثقة
56
كاؼبؤسسات ؽبم حقوؽ النفاذ نفسها لكل أشكاؿ تكنولوجيا اؼبعلومات
كاالتصاالت القدًن منها كاغبديث.
ٔ) ايٓفاذ يًُعًوَات ايعاَة :على اغبكومات كاؼبنظمات الدكلية دعم الشفافية من
خبلؿ نشر صبيع اؼبعلومات الصادرة عنهم أك اؼبنظمة من قبلهم بشكل عاـ،
هبب ضماف أف كل اؼبعلومات اؼبتاحة ع ر اإلنًتنت يبكن اغبصوؿ عليها
ابستخداـ النماذج اؼبتوافقة أك اؼبفتوحة ،كفبكن النفاذ إليها من قبل األشخاص
اؼبستخدمُت ألجهزة حاسوب قديبة كخطوط اتصاؿ بطيئة.
ٕ) احلكوم يف أَانٔ ايعٌُ :السماح ابلنفاذ إُف اإلنًتنت يف أماكن العمل
لبلستخداـ يف ؾباؿ التنظيم كضباية حقوؽ العماؿ كالتعليم كالتدريب.
ذاُ ً٘ا :ضؽٗث اىخػتري وحتادل املػئٌات:
ُ) سسية ايتعبري :اإلنًتنت كسيلة للتعبَت عن اآلراء كاألفكار ،كتبادؿ اؼبعلومات
بشكليها العاـ كاػباص ،هبب أف يكوف لكل إنساف القدرة على أف يع ر عن آرائو
كأفكاره كأف يتقاسم اؼبعلومات مع غَته حبرية عند استخدامو اإلنًتنت ،كتسهيل
اإلمكاتات اليت تتيحها اإلنًتنت أبقصى ما يبكن من خبلؿ اؼبشاركة العامة يف
اإلجراءات اغبكومية على اؼبستوايت الدكلية كاإلقليمية كاحمللية ،كيف الوقت نفسو
هبب أف تتوافر آليات ككسائل ألصحاب اآلراء كاألفكار اؼبعارضة ،كيف اغباالت
الشاذة وبظر نشر احملتول الضار ابلنساء كاألطفاؿ كالفئات الضعيفة ،أك احملتول
الذم يبكن أف يثَت العنف كالكراىية.
ِ) ايتشسز َٔ ايسقابة :هبب ضباية اإلنًتنت من كل ؿباكالت فرض الرقابة على
اؼبناقشات االجتماعية أك السياسية أك غَتىا من مناقشات ،أك حجب اؼبواقع
اإللكًتكنية أك اؼبنتدايت أك اجملموعات عن مستخدمي اإلنًتنت يف دكلة ما أك
عدة دكؿ.
55
ّ) سسية املػازنة حبُالت ايتضأَ واالستذاز ،وايٓكاش عًى ايػبهة:
للمنظمات كاجملموعات كاألفراد حرية استخداـ اإلنًتنت للمشاركة يف
اإلحتجاجات العامة أك السياسية أك النقاشات ،على اغبكومات توفَت عناكين بريد
إلكًتكنية ككسائل اتصاؿ إلكًتكنية أخرل لتسهيل التفاعل كتبادؿ اؼبعلومات بُت
النواب اؼبنتخبُت كاؼبسئولُت اغبكوميُت من جهة كاؼبواطنُت من جهة أخرل.
ذاى ًرا :اىخِٔع وامليه٘ث وإدارة اإلُرتُج:
كحضاراي
ن )1تٓوع احملتوى :اإلنًتنت مكاف مثاِف لتشجيع كدعم تنوع احملتول ثقافينا،
كسياسينا ،كال بد من دعم التدريب على إنتاج اؼبعلومات على الشبكة ،هبب أف
يقوم أم تنظيم لئلنًتنت من تنوع احملتوم كاغبد من االحتكار أك اإلمبلء اػباص
بنشر اؼبعلومات الصادر عن أية جهة حكومية ك/أك القطاع اػباص.
)2ايكابًية ايًػوية :اؼبواقع ،كاألدكات كال رامج على الشبكة مسيطر عليها بلغات
التينية فبا يؤدم إُف اغبد من تنوع احملتول كتطوير احملتول احمللي كاغبد من التبادؿ
كالتعاكف البينيُت بلغات غَت التينية ،هبب أف تشجع التكنولوجيا اغبديثة اؼبطورة
التنوع اللغوم اإلقليمي كاحمللي على اإلنًتنت ،خاصة اللغة العربية ،كاؼبسانبة يف
أحباث إدخاؿ اللغة العربية ضمن اللغات اليت هبرم تشغيلها مباشرة على األجهزة
الرقمية دكف اللجوء إُف مًتجم أك ما يسمى .Compiler
راةػا :اىرباٌز اىطؽة /املفخٔضث املطػر ،حؽٔٗؽ اىخهِٔىٔس٘ا
ً
وضلٔق امليه٘ث اىفهؽٗث:
ُ) ايرباَر احلسة /املفتوسة املضدز :كبن نشجع استخداـ ال رامج ذات اؼبصادر
اؼبفتوحة كاغبرة .العمل ابستخداـ ال رامج اغبرة /اؼبفتوحة اؼبصدر اليت تقوم
كتبٍت اؼبهارات كتتميز ابالستقرارية ،كتشجع على االبتكارات على اؼبستول
احمللي ،نساند اغبكومات على كضع سياسة كتعليمات تشجع استخداـ ال رامج
اغبرة /اؼبفتوحة اؼبصدر خاصة يف القطاع العاـ.
52
ِ) َواصفات قياضية يًتهٓويوديا :ينبغي أف يقابل تطوير التكنولوجيا اغبديثة تلبية
حاجات صبيع فئات اجملتمع كخباصة ىؤالء الذين يواجهوف عقبات كؿبددات عند
استخدامهم اإلنًتنت كاجملتمعات اليت ال تستخدـ األحرؼ البلتينية ،كأصحاب
اإلعاقات اؼبختلفة ،كالذين يبلكوف أجهزة حاسوب قديبة.
ّ) سكوم املًهية ايفهسية :ينبغي أف ربمى حقوؽ اؼبلكية الفكرية خاصة اجملتمعات
احمللية كاؼبعرفة احمللية التقليدية من االستغبلؿ ،كهبب أال تستخدـ من قبل
الشركات للحصوؿ على منافع احتكارية.
عاٌفا :اىغطٔض٘ث:
ً
)1محاية ايبياْات :على اؼبؤسسات العامة كاػباصة كاليت يتطلب عملها اغبصوؿ
على معلومات شخصية من اؼبواطنُت ،أف تعمل على صبع أقل قدر من اؼبعلومات
الضركرية أبقل فًتة ربتاجها لذلك ،هبب أف يتبع عملية صبع اؼبعلومات سياسة
خصوصية شفافة تسمح لؤلفراد ابالطبلع على اؼبعلومات اليت صبعت عنهم
كتصحيح ما يرد هبا من أخطاء ،هبب ضباية اؼبعلومات اجملمعة من اإلفشاء غَت
اؼبتعمد ،كأف تصحح دكف أتخَت صبيع األخطاء األمنية ،كال بد من توعية الناس
حوؿ حقوقهم عند استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت ،كآليات تقدًن
الشكاكل عند االعتداء على تلك اغبقوؽ.
)2احلسية َٔ ايسقابة :لكل اؼبواطنُت كاؼبؤسسات حرية االتصاؿ ابإلنًتنت من دكف
رقابة أك اعًتاض.
)3سل اضتدداّ ايتػفري :هبب أف يكوف للناس اؼبتصلُت ابإلنًتنت حق استخداـ
أدكات تشفَت الرسائل لضماف اتصاؿ آمن كخاص.
ـادـا :اإلدارة املطي٘ث واإلكيٍ٘٘ث واىػوى٘ث ىإلُرتُج :
ً
)1إعداد وتٓفير املواصفات ايكياضية ايتكٓية :تطوير كتنفيذ اؼبواصفات القياسية
كزتا لنفوذ السوؽ،
اؼبتعلقة ابلتحكم كإدارة اإلنًتنت يعطي كبشكل متزايد ن
55
اؼبواصفات القياسية اليت تسمح أك سبكن من اغبد من اغبرايت الشخصية على
الشبكة هبب تقييمها كإعادة النظر فيها بطريقة شفافة.
)2ايػفافية وإَهإ ايوصوٍ :هبب أف تكوف كل عمليات صنع القرار اػباصة إبدارة
كتطوير اإلنًتنت مفتوحة كمتاحة على اؼبستوايت احمللية كاإلقليمية كالدكلية.
)3املػازنة :هبب أف تكوف إدارة اإلنًتنت كاعبهات اؼبختصة بوضع اؼبواصفات
القياسية مفتوحة للمشاركة كالفحص من قبل صبيع اؼبسئولُت خاصة اؼبسئولُت يف
مؤسسات اجملتمع اؼبدين.
ـاةػاُ :لو اىخهِٔىٔس٘ا ،وحٔؼِ٘ٓا ،وإُخاسٓا:
ً
ُ) ْكٌ ايتهٓويوديا :على اغبكومات كالقطاع اػباص كاعبهات األخرل ذات
العبلقة ،أف تعمل على نقل التكنولوجيا ذات الفائدة ؼبواطنيها ،كتوفَتىا بصورة
ؾبانية أك بتكلفة قليلة.
)2توطني ايتهٓويوديا :هبب أف تكوف للحكومات كاعبهات اؼبعنية األخرل خطط
اسًتاتيجية من شأهنا أف تسهم يف تكييف كتسخَت التكنولوجيا بصورة تضمن
اؼبواءمة للخصوصية كالثقافة احمللية.
ّ) إْتاز ايتهٓويوديا :على اغبكومات كاعبهات اؼبعنية األخرل أف تعمل كتسهل
إنتاج التكنولوجيا من خبلؿ دعم االبتكارات كتشجيع األفراد كاؼبؤسسات على
البحث العلمي كالتكنولوجي.
ذاًٌِا :اىخٔغ٘ث ،اىطٍاٗث وإدراك اىطلٔق:
ُ) محاية احلكوم ،ايتوعية وايتعًيِ :هبب أف تكوف حقوؽ اؼبواطنُت
كمستخدمُت لئلنًتنت ؿبمية ابلقوانُت كمواثيق حقوؽ اإلنساف احمللية كاإلقليمية
كالدكلية ،كعلى صبيع اؽبيئات احمللية كاإلقليمية كالدكلية أف توفر اؼبعلومات حوؿ
اغبقوؽ كاإلجراءات اؼبتعلقة بتكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت كأف تكوف البنية
التحتية متاحة بسهولة ،ىذا يستوجب التعليم العاـ لتعريف الناس حبقوقهم عند
21
استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت ،كآليات ككسائل تقدًن الشكاكل
عندما تنتهك ىذه اغبقوؽ.
ِ) املضادز عٓدَا تٓتٗو احلكوم :وبتاج األفراد كاؼبؤسسات إُف آليات ككسائل
ؾبانية كالنفاذ العاـ ؽبا كأف تكوف فعالة كمسئولة لتقدًن الشكاكل عند انتهاؾ
حقوقهم ،كهبب أف يكوف لؤلشخاص الذين ينتهك أمنهم كخصوصيتهم من
خبلؿ ؿبتول على اإلنًتنت ،أف تكوف لديهم القدرة على استخداـ ىذه اآلليات
الزباذ إجراءات ضد منتجي كتاشرم ىذا احملتول(ُ).
22
بدءا من "دايرؾ يت يف" ك "نيويورؾ بوست" يف الوالايت اؼبتحدة إُف سكام كساف يف
ن
بريطانيا إضافة إُف مؤسسات إعبلمية أخرل يف أمريكا اعبنوبية ،كآسيا كاسًتاليا كربط
اىتمامو ابلثورة الرقمية اعبديدة بشعار" :تغَت أك اندثر" كالذم كجهو إُف صبيع
اؼبؤسسات اإلعبلمية ذات اللوف الواحد ،كقاؿ :إف خطر زكاؿ أتثَت اؼبؤسسات
ضا
اإلعبلمية التقليدية أماـ األسلوب اعبديد يف صناعة اؼبعلومات يهدد مؤسسايت أي ن
ككذلك عاَف األعماؿ ابؼبعٌت األكسع(ُ).
تغيَتا يف مفهوـ العمل الصحفي كذلك حينما شرعت ك رل
لقد أحدث اإلنًتنت ن
الصحف العاؼبية يف الدخوؿ إُف شبكة اإلنًتنت ،حبيث َف تعد هتتم فقط إبصدار
صحف مطبوعة بل أصبحت تسعى لتصور كاكتشاؼ منطق جديد كبناء جديد يسمح
ربداي جدي ندا،
بنقل األخبار كاؼبعلومات بعمق ،لذا تعت ر اإلنًتنت ابلنسبة إُف الصحافة ن
من اؼبتوقع أف يقود العاَف كبو ثورة يف تطبيقات الصحافة .كينبغي لنا أف نشَت ىنا إُف أف
اتريخ كسائل االتصاؿ َف يشهد اختفاء كسيلة بظهور تكنولوجيا جديدة ،بل إف ما
فمثبل َف يعد ىناؾ آالت لينوتيب يف الصحف ،كما أف
ىبتفي ىو طرؽ كأدكات إنتاج ،ن
الراديو َف يقض على الصحافة ،كالتليفزيوف َف يقض على الراديو ،بل إف ىناؾ تعايشا
بُت الوسائل اؼبختلفة لذا من اؼبتوقع أف ربتل الصحافة اإللكًتكنية اليت تعتمد على
الوسائط اؼبتعددة مكاهنا جبانب الصحافة اؼبطبوعة خبلؿ القرف اغبادم كالعشرين(ِ).
كقد ظهرت يف القرف اؼباضي عشرات من التعريفات كالنظرايت ؼبفهوـ اإلعبلـ
الكبلسيكي فمنها -على سبيل اؼبثاؿ -أنو الوسيلة الرئيسة اليت تقوـ ابالتصاؿ بُت
البشر من خبلؿ أىداؼ ؿبددة توضع عن طريق زبطيط متقن بغرض التعريف عما
هبرم داخل الوطن الواحد بواسطة األخبار كاألنباء اؼبختلفة األنواع كالتعليم كالًتفيو،
(ُ) بلقيس دارغرت :الصحافة اإللكًتكنية زلزاؿ يهز الورقية ،موقع إيبلؼ اإللكًتكين ،لندف ُْ،إبريل
ََِٔ.
(ِ) د .قبول عبد السبلـ فهمي :ذبريد الصحافة اإللكًتكنية اؼبصرية كالعربية ..الواقع كآفاؽ اؼبستقبل،
اجمللة العلمية لبحوث اإلعبلـ ،العدد الرابع ،ديسم ر ُٖٗٗ ،ص ِّ.
23
كإشباعا لرغباهتم يف فهم ما وبيط هبم من ظواىر(ُ).
كمن الباحثُت من يرل أف اإلعبلـ ىو تزكيد الناس ابألخبار الصحيحة كاؼبعلومات
السليمة كاغبقائق الثابتة اليت تساعدىم على تكوين رأم صائب يف كاقعة من الوقائع أك
تعبَتا موضوعينا عن عقلية اعبماىَت
مشكلة من اؼبشكبلت حبيث يع ر ىذا الرأم ن
كاذباىاهتم كميوؽبم(ِ).
كيرل البعض أف الصحافة اإللكًتكنية كانت إرىاصات نشأت يف بداية
السبعينيات ،ع ر استخداـ تقنية التكست textكالفيديو تكست .video text
نقبل للنص إُف اؼبشاىدين يف اذباه كاحد ،كذلك ع ر
كيعد التليتكست " "Teletextن
إشارة تليفزيونية ػبطوط اؼبسح غَت اؼبستخدمة " ."unused scanning linesكتقوـ آلة
خاصة بفك الشفرة ،موجودة جبهاز التليفزيوف بفك شفرة البياتات ،لتظهر ىذه البياتات يف
شكل صفحات من النص ،يستطيع اؼبشاىد أف يتخَت من بينها ما يشاء.
نظاما تفاعلينا ""interactive sistem
كيعد الفيديو تكست " "Videotextن
أساسا على أجهزة الكمبيوتر ،كيتيح ىذا النظاـ للمشاىدين الوصوؿ إُف بنك
يعتمد ن
بياتات " "data bankوبوم معلومات ضخمة .كيوجد تطبيق عملي متزايد ؽبذا
النظاـ بشكل أك ر من التليتكست؛ ألنو يبكن من خبللو زبزين مزيد من اؼبعلومات.
ضا أف ينتظر مستخدمو التليتكست الذين يستخدموف شاشة التليفزيوف
كهبب أي ن
صفحة ما حىت يتم إرساؽبا قبل أف يلتقطوىا ،يف حُت أف مستخدمي الفيديوتكست
الذين يستخدموف شاشة كمبيوتر يستطيعوف الوصوؿ إُف كم كبَت كمتنوع اؼبعلومات يف
اغباؿ(ّ).
(ُ) دمحم ضبد خضر :مطالعات يف اإلعبلـ ،مكتبة الطالب اعبامعي ،مكة اؼبكرمة ،السعودية ،ُٖٕٗ،ص ُٓ.
(ِ) د .إبراىيم اإلماـ :اإلعبلـ كاالتصاؿ ابعبماىَت ،مكتبة األقبلو ،القاىرة ،ُٗٔٗ ،صُِ.
(ّ) شريف دركيش اللباف :الصحافة اإللكًتكنية" ،دراسات يف التفاعلية كتصميم اؼبواقع" -الدار اؼبصرية
اللبنانية ،الطبعة األكُف ،القاىرة ،ََِٓ،ص ِِ.
24
كيف اغبقيقة إف أكؿ ذبربة لنشر األخبار إلكًتكنينا بدأت عاـ ُُٕٗ ،عندما قاـ
"مكتب ال ريد العاـ "General Post Office-يف اؼبملكة اؼبتحدة ببدء العمل
فيما ييطلق عليو خدمة "بريستل ."Prestel-كببداية إاتحة ىذه اػبدمة للجمهور عاـ
ُٕٗٗ ،قدمت ىذه اػبدمة :نشرات إخبارية ،إجراء اؼبعامبلت اؼبصرفية من اؼبنزؿ
" ،"home bankingحجز تذاكر الطَتاف ،كمعلومات أخرل بواسطة شاشات خاصة
أشبو بشاشات التليفزيوف.
كعلى أية حاؿ فإف الكلفة اؼبرتفعة كالعوامل اؼبختلفة األخرل قد قصرت ىذه
اػبدمة على ٓٔ ألف فرد ،معظمهم يعملوف ككبلء لشركات السياحة(ُ).
بينما يرل بعض الباحثُت أف بداية ظهور الصحافة اإللكًتكنية ،كاف شبرة تعاكف بُت
مؤسسيت "يب.يب.سي "B.B.C -اإلخبارية كاندبندنت بركدكاستنج أكثورييت ""IBA
عاـ ُٕٔٗ ضمن خدمة تلتكست ،فالنظاـ اػباص ابؼبؤسسة األكُف كاف سيفاكس
" "ceefaxبينما كاف نظاـ اؼبؤسسة الثانية "أكراكل ،"oracle-إال أف تعاكف
كبَتا ،لكن التطور يف استخداـ أجهزة الكمبيوتر
قباحا ن
اؼبؤسستُت يف ىذا اجملاؿ َف يلق ن
كتطور نظم ال رؾبة كاتا من العوامل اؼبؤثرة لظهور اإلنًتنت ،كابلتاِف استخداـ تقنياتو يف
نقل كنشر اؼبواد اإلعبلمية دبختلف صورىا كدبختلف اللغات ،كلقد كانت ذبارب
التليتكست كالفيديو تكست يف ىيئة اإلذاعة ال ريطانية كالتجارب التفاعلية األخرل يف
ؾباالت نقل النصوص شبكينا خطوات مهمة يف مسَتة تطور الصحافة اإللكًتكنية.
ضا
ظهرت صحافة اإلنًتنت كتطورت كنتاج لشبكة اإلنًتنت العاؼبية اليت جاءت أي ن
نتيجة اؼبزج بُت ثورة تكنولوجيا االتصاالت كثورة تكنولوجيا اغباسبات دبا يعرؼ ابلتقنية
الرقمية .ككانت البداايت الفعلية نتيجة ؼبا أحدثتو ثورات االتصاؿ كاؼبعلومات كما قبم
عنهما من تقنيات كتطورات ألقت بظبلؽبا على الصحافة اؼبطبوعة ،كجزء من منظومة
كسائل اإلعبلـ التقليدية "الراديو ،التليفزيوف ،كالصحف" ،كبدأت تتكوف حوؿ نظم
( )1فارس حسن شكر اؼبهداكم :صحافة اإلنًتنت ،دراسة ربليلية للصحف اإللكًتكنية اؼبرتبطة
مبوذجا" ،رسالة ماجستَت يف اإلعبلـ كاالتصاؿ،كلية اآلداب كالًتبية،
ابلفضائيات اإلخبارية "العربية نت ن
األكاديبية العربية اؼبفتوحة يف الدامبارؾ ،كىي جزء من متطلبات درجة اؼباجستَت يف اإلعبلـ كاالتصاؿ
ََِٕـ ،ص.ْٓ ،َٓ :
26
أكال ،لكي هبذب اعبمهور؛ فإذا َف تكن اؼبعلومات مهمة لكي تيطبع على
يتم ربسينو ن
صفحات اعبريدة ،فما السبب الذم هبعل القراء يدفعوف لكي يسًتجعوا ىذه
اؼبعلومات على اإلنًتنت؟ إف التحدم الذم يواجو الصحفي ليس الوسيلة ،كلكنو
الرسالة(ُ).
صحافة اإلنًتنت إذف ىي نتاج امتزاج اإلعبلـ ابلتقنية الرقمية ،كىي على الرغم
من عمرىا القصَت حققت يف كبو عقد من الزماف ما حققتو الصحافة اؼبطبوعة يف
عشرات السنُت .كسبكنت صحافة اإلنًتنت من تقدًن مكاسب عديدة للمهنة اإلعبلمية
كعبمهور القراء ككذلك ؼبستوايت أخرل من اؼبستفيدين مثل اؼبعلنُت كالطبقة السياسية
كمركجي األفكار ،كالدعاة كسواىم ،لكن ىذه اؼبكاسب ارتبطت -كما زالت -بتطور
التقنية كانتشارىا كبطبيعة اعبمهور الذم يستخدمها .كعلى الرغم من أف اؼبؤشرات
مبكرا إُف اغبديث عن
كثَتا من الباحثُت جنحوا ن
حوؿ ذلك ال تزاؿ غَت مشجعة فإف ن
ىزيبة الصحافة التقليدية كهناية عصرىا ،بل إف فيليب ميلر تنبأ أبف عاـ ََِْ
سيشهد ىجرة آخر قراء الصحف الورقية اؼبطبوعة إُف الصحافة اإللكًتكنية(ِ).
كيرل بعض الباحثُت أف صحيفة "ىيلزنبورج أجببلد" السويدية ،أكؿ صحيفة
إلكًتكنية يف العاَف تنشر على شبكة اإلنًتنت أعقبها صدكر ما يزيد عن َُ صحف يف
مطلع العاـ َُٗٗ ككصل يف عاـ ُٔٗٗ إُف ََِِ صحيفة.
كيف عاـ ُِٗٗ ظهرت صحيفة شيكاغو أكف الين اإللكًتكنية ،ككانت بعض
مهما ألحباث "مركز مركيورم"
نتاجا ن
اػبطوات ذات الداللة يف تطوير اعبرائد اإللكًتكنية ن
كالذم أاتح صحيفة "ساف جوزيو مركيورم نيوزSAN JOSE MERCURY -
"NEWSعلى اإلنًتنت عاـ ُّٗٗ ،لتكوف يف مقدمة اعبرائد اإللكًتكنية اؼبنشورة
على الوب .كقد ازدادت ىذه الصحيفة خدمات إضافية مثل أرشيف األخبار الذم
( )1د .ؿبمود علم الدين :الصحافة اإللكًتكنية ،اغبرية للطبع كالنشر كالتوزيع ،القاىرة،ََِٖ ،
صِّ.ِِ،
25
اعبرائد اليومية يف الوالايت اؼبتحدة ،لكي تنضم إليها إلنشاء كإاتحة قائمة طويلة من
اؼبعلومات للبيع ،كمن بُت ىذه اؼبعلومات :األخبار ،كاؼبواد اػبفيفة ،كالرايضة ،كشراء
التذاكر ،كالتسوؽ اؼبنزِف ،كال ريد اإللكًتكين ،كاللوحات اإلخبارية.
كيف ِٕ من مايو ،نشرت ؾبلة " "Editor Publisherقائمة بػ "ِٖٗٓ"
جريدة "يومية كأسبوعية" ؽبا مواقع على الوب ،من بينها "ُْٕٗ" جريدة موجودة
ابلوالايت اؼبتحدة األمريكية كقد احتضنت صناعة الصحافة اإلنًتنت كمنفذ ؿبتمل
للحفاظ على قاعدهتا من القراء كاؼبعلنُت ،إف َف يكن لزايدهتا(ُ) .
كقد شجع انتشار تقنية اإلنًتنت كاغباسوب كرخص أشباهنا كسهولة استخدامها
الصحف على إصدار نسخها اإللكًتكنية ،لتحقيق فوائد عدة فهي من تاحية تستخدـ
للًتكيج كاإلعبلف لطبعتها الورقية ،كىي من تاحية اثنية ربتفظ بقرائها "اؼبتسربُت" إُف
الوسائل األخرل كىي اثلثنا تضمن آفاقا جديدة للتوزيع كاالنتشار تتجاكز اؼبتاح
لطبعاهتا الورقية بسبب قيود الرقابة كالنقل كاإلمكاتات اؼبالية ،لكن إدارات الصحف
سرعاف ما كجدت أف النسخة اإللكًتكنية اؼبشاهبة للطبعة الورقية َف تعد تليب احتياجات
القراء ،حيث ظهر أف َُ %فقط من زكار موقع الصحيفة على شبكة اإلنًتنت
يهتموف دبوضوعات الطبعة الورقية ،فيما يبحث َٗ %عن معلومات جديدة كىكذا
بدأت الصحف إبنشاء إدارات ربرير خاصة ؼبواقعها اإللكًتكنية تتوُف ربرير صحيفة
"ـبتلفة" بنسبة تتجاكز الػَٔ %عن النسخة الورقية ،مستفيدة يف ذلك من اؼبزااي
الكبَتة اليت توفرىا تقنية اإلنًتنت من حيث كمية اؼبعلومات اؼبمكن تقديبها ،كاؼبساحة
غَت احملدكدة للموقع اإللكًتكين ،كىي مزية أهنت مشكلة اؼبساحة اليت تعت ر كاحدة من
أىم اؼبشاكل الفنية اليت كاجهتها الصحافة اؼبطبوعة منذ نشوئها(ِ) .
( )1د .عماد بشَت :الصحافة العربية اليومية يف العصر الرقمي ،ندكة الثقافة العربية كآفاؽ النشر اإللكًتكين ،الكويت
.ََِِ -
( )2د .ؿبمود علم الدين :مرجع سابق ،ص ِِ.
( )3د .سعيد الغريب :الصحيفة اإللكًتكنية كالورقية ..دراسة مقارنة يف اؼبفهوـ كالسمات األساسية ابلتطبيق على
الصحف اإللكًتكنية اؼبصرية ،اجمللة اؼبصرية لبحوث اإلعبلـ ،جامعة القاىرة ،كلية اإلعبلـ -أكتوبر -ديسم ر
ََُِ ،صُِّ.
52
ويرنس تعسيف آخس ييظ بعيدا عٔ ايتعسيف ايطابل إٔ ايضشافة اإليهرتوْية ٖي:
الصحف اليت يتم إصدارىا كنشرىا على شبكة اإلنًتنت كغَتىا من قواعد البياتات
اليت تقدـ خدماهتا للجمهور نظَت اشًتاؾ "أمريكا أكف الين"America On Line
ككمبيو سرؼ " ..Compu Serveكغَتىا كتكوف على شكل جرائد تبث على
شاشات اغباسبات اإللكًتكنية ،كتعطي صفحات اعبريدة اليت تشمل اؼبنت كالصور
شكبل أك أكثر من
كالرسوـ كالصوت كالصورة اؼبتحركة .كأتخذ الصحيفة اإللكًتكنية ن
األشكاؿ التالية:
-نفس نسخة اعبريدة اؼبطبوعة الورقية.
-موجز أبىم ؿبتوايت اعبريدة الورقية.
-طبعات سابقة من اعبريدة.
-أرشيف للصحيفة.
-تقارير كمساحات للرأم.
-خدمات مرجعية كاتصاالت ؾبتمعية.
-أحياتا كجرائد كؾببلت إلكًتكنية ليس ؽبا إصدارات عادية مطبوعة.
كيعرؼ "زاهبن ِف" zeigen leالصحافة اإللكًتكنية أبهنا صحيفة اإلنًتنت
Internet Newspaperكىي :منشور يتاح على شبكة اؼبعلومات العاؼبية ،يتم
مطالعتها كتصفحها من خبلؿ برامج التجوؿ Navigation Softwareكيتم بناء
اؼبوقع اإللكًتكين اػباص هبذا النوع من الصحف من خبلؿ استخداـ لغة ترميز النص
الفائق " Hypertext markup Language "HTMLكغَتىا من أدكات
التصميم اؼبستعينة ابغباسبات اإللكًتكنية لتقدًن النص كاؼبواد اعبرافيكية اليت ربتوم
على اؼبعلومات الصحفية على شاشات اغباسب اإللكًتكنية.
كقد ذكرت Amy Lawrenceأف الصحافة اإللكًتكنية ىي نسخ إلكًتكنية
53
فورية Online Computerized Versionsللصحف الورقية كيشوب ىذا
التعريف الكثَت من أكجو القصور ،فقد قصر مفهوـ الصحافة اإللكًتكنية على أهنا ؾبرد
نسخة إلكًتكنية من الصحيفة الورقية ،مع أنو ليس شرطنا أف تكوف الصحيفة
اإللكًتكنية صادرة عن نسخة كرقية ،فهناؾ العديد من الصحف اإللكًتكنية الكاملة
اليت ليس ؽبا إصدار كرقي مثل موقع جريدة مصر العربية www. misralarapia.
comكىي صحيفة إلكًتكنية تتابع األحداث يف مصر كالعاَف العريب(ُ).
ويف تعسيف آخس :ىي العمليات الصحفية اليت تتم على مواقع ؿبددة التعريف
على الشبكات ،إلاتحة احملتول يف ركابط متعددة ،بعدد من الوسائل ،كفق آليات
كأدكات معينة تساعد القارئ على الوصوؿ إُف ىذا احملتول ،كتوفر لو حرية التجوؿ
كاالختيار كالتفاعل مع عناصر ىذه العمليات ،دبا يتفق مع حاجات ىذا القارئ
كاىتماماتو كتفضيلو ،كوبقق أىداؼ النشر كالتوزيع على ىذه اؼبواقع(ِ).
كيف رحلة انتشارىا ع ر اإلنًتنت -كغَتىا من شبكات اؼبعلومات كاالتصاالت
األخرل َ -ف تتخذ ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية شكبل كاح ندا يبكن التعامل معو من
ضا كينتهي األمر ،بل كانت شبرة طبيعية لبيئة اإلنًتنت الغنية
مدخل كاحد كبسيط أي ن
جزءا متزايد اغبجم كشديد
بتنويعاهتا كأطيافها اؼبختلفة كآلياهتا اعبديدة كمرآة تعكس ن
التفاعل كسريع التغيَت من اجملتمع البشرم ،فكاف منطقينا أف أتيت الصحافة اإللكًتكنية
سباما عما ىو سائد يف بيئة الصحافة التقليدية.
ـبتلفة ن
كعملينا يرل صباؿ غيطاس أف ىناؾ عدة مداخل يبكن السَت فيها عند تناكؿ
ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية كىي:
األذرع اإللكًتكنية لوسائل اإلعبلـ "مواقع الصحف كالقنوات الفضائية
56
للصحافة اإللكًتكنية نبلحظ ما يلي(ُ) :
االتفاؽ على أهنا ال أتخذ الشكل الورقي اؼبطبوع حىت كإف كانت يف األصل
صحيفة كرقية ،أف مستخدـ الصحافة اإللكًتكنية يقوـ ابستدعائها من شبكة
اؼبعلومات ،أهنا ال بد أف أتخذ طابعا دكراي ،تغيَت احملتول يتم كل زمن معُت حىت تنطبق
عليها صفة الصحافة .أف اؼبادة اؼبكونة للصحافة اإللكًتكنية ليست نصوصا فقط ،بل
يبكن أف تضم جبانب النصوص الصوت كالصورة اؼبتحركة لقطات الفيديو كالرسوـ
حسب تطور موقع الصحيفة كإمكاتاتو التقنية.
كعليو فإننا نرل أف الصحافة اإللكًتكنية ىي نوع من الصحافة يتم قراءهتا ع ر
جهاز الكمبيوتر ،كيستخدـ اإلنًتنت كوسيلة إلصدرىا بطريقة النشر اإللكًتكين
الدكرم اؼبنتظم ىف اإلصدار كالتحديث اؼبستمر ،حيث يكوف للصحيفة موقع إلكًتكين
ؿبدد على شبكة اإلنًتنت ،كيعتمد إصدرىا على طرؽ إلكًتكنية يف التحرير كالتصحيح
كإخراج اؼبواد الصحفية كتصميم الصور كالرسوـ ،كتوظيف ميزات تفاعلية للمتصفح،
يتيح لو التفاعل كالتواصل مع النص كاستدعاءه عند احتياجو كحفظو كطباعتو،
كتوظيف الوسائط اؼبتعددة من صور كصوت كصورة كفيديو كمقاببلت صحفية مصورة
كمشاىد كمناسبات كتوافر خواص أرشيفية ربفظ اؼبوضوعات كالصور كيتم اسًتجاعها
بطرؽ يسَتة.
إصدارا إليكًتكنينا
ن إصدرا إلكًتكنينا لصحفية كرقية ،كقد تكوف
ن كقد تكوف الصحفية
ال عبلقة لو ابإلصدار الورقي.
كيستبعد من مفهوـ الصحافة اإللكًتكنية ما يلي:
-اؼبواقع الشخصية اليت يعدىا أشخاص ألنفسهم كتشتمل على عدد من الركابط
ؼبواقع أخرل.
( )1د .رضا عبدالواحد أمُت :الصحافة اإللكًتكنية ،دار الفجر للنشر كالتوزيع ،القاىرة ََِٕ ،صْٗ.ٗٓ ،
55
-اؼبواقع اليت ال يتجدد مضموهنا بشكل دكرم ،كال أتخذ الرقم اؼبسلسل الذم يبيز
الصحيفة.
امتدادا لعمل ىذه
ن -مواقع اؼبؤسسات اإلذاعية كالتليفزيونية حيث تعد ىذه اؼبواقع
اؼبؤسسات كتافذة إعبلمية كدعائية ؽبا على شبكة اإلنًتنت.
-خدمات التليفزيوف التفاعلي كالفيديو تكست للم ررات السابق ذكرىا.
-اؼبواقع الدعائية اليت تعدىا بعض الصحف الورقية للًتكيج لؤلصل اؼبطبوع.
-شبكات التواصل االجتماعي كبرامج احملاداثت كالدردشة.
52
الفصل الرابع
(ُ) د .عباس مصطفى صادؽ :التطبيقات اؼبستحدثة ،مرجع سابق ،ص ٖ.ٗ ،
55
ما يلي:
-يف اؼبوجة األكُف (ُِٖٗ )ُِٗٗ -سادت يف البداية عدة ذبارب للنشر
اإللكًتكين الشبكي من نوع الفيديو تكست ،مث آلت األمور يف النهاية إُف شبكات
ضخمة مثل كمبيوسَتؼ.
-اؼبوجة الثانية (ُّٗٗ )ََُِ -أخذت اؼبؤسسات اإلعبلمية علما ابإلنًتنت
فبدأت ابلتواجد فيها.
-اؼبوجة الثالثة اليت بدأت قريبنا ج ندا -أم اؼبرحلة الراىنة -ىي مرحلة البث اؼبكثف
اليت تشي ابلقوة يف التطبيقات اإلعبلمية كما تنبئ ابلرحبية أكثر من اؼبرحلتُت
السابقتُت(ُ).
كيشارؾ ابفلك كركسيب رؤيتو ،خاصة فيما يتعلق بعملية بناء احملتول اإلخبارم
لصحافة اإلنًتنت الذم تطور ع ر ثبلث مراحل ىي:
-اؼبرحلة األكُف كفيها كانت صحيفة اإلنًتنت تعيد نشر معظم أك كل أك جزء من
ؿبتول الصحيفة األـ كىذا النوع من الصحافة ما زاؿ سائدا.
-اؼبرحلة الثانية كفيها يقوـ الصحفيوف إبعادة إنتاج بعض النصوص لتتواءـ مع
فبيزات النشر يف الشبكة كذلك بتغذية النص ابلركابط كاإلشارات اؼبرجعية كما إُف
ذلك كىذا يبثل درجة متقدمة عن النوع األكؿ.
ػ اؼبرحلة الثالثة كفيها يقوـ الصحفيوف إبنتاج ؿبتول خاص بصحيفة اإلنًتنت
يستوعبوف فيو فبيزات النشر الشبكي كيطبقوف فيو اإلشكاالت اعبديدة للتعبَت عن
تطورا مهما يتعلق إبهباد الوسائل اليت
اػب ر ،كتشهد ىذه اؼبرحلة اليت نعايشها حالينا ن
تسهل أكثر عملية اغبصوؿ على األخبار كربسُت طرؽ توزيع الصحف ،كربصيل
االشًتاكات ،ىناؾ الطريقة اؼبعركفة بتحصيل اشًتاكات من الزكار إُف بعض مصادر
ال توجد بياتات خاصة بتاريخ إنشاء اؼبوقع ،لكن توجد فيو صفحة تعريفية
012
دبؤسسة اػبليج للصحافة اليت انطلقت طبعتها الورقية فبثلة يف جريدة "اػبليج" اليت
صدر العدد األكؿ منها يف ُٗ َُٕٗ/ َُ /أسسها ترًن عمراف كعبد هللا عمراف،
كذلك ربتوم نبذة اترىبية عن الصحيفة كاتريخ إنشاء مبلحقها (اػبليج الثقايف -آخر
األسبوع -اسًتاحة اعبمعة -شباب اػبليج -الصحة كالطب -فضائيات -الدين
كاغبياة) ..كللدار عدة إصدارات منها:
-ؾبلة الشركؽ :صدر العدد األكؿ منها يف يونيو َُٕٗ.
– ؾبلة كل األسرة :صدرت يف َِ .ُّٗٗ / َُ /
-ؾبلة االقتصادم :صدر العدد األسبوعي األكؿ منها يف ِ .ُٗٗٔ/ ّ /
-ؾبلة األذكياء :صدر العدد األكؿ منها رظبيا ٗ .ُٗٗٔ /ْ /
-جريدة :The GUIF Todayصدرت يف يوـ ٔ ُٗٗٔ / ْ /كجريدة يومية
ابللغة اإلقبليزية.
أما مركز اؼبعلومات اػباص ابؼبؤسسة ،فقد أنشأت اػبليج "قسم األرشيف" دبقرىا
الرئيس يف الشارقة عاـ َُٖٗ ،ككاف نظاـ العمل فيو يدكاي يعتمد على أرشفة
كنظرا لتطور تقنيات
اؼبعلومات كالصور من الصحف كاجملبلت العربية كاألجنبية ،ن
اعتبارا من ُٓٗٗ،
ن اغباسب اآلِف ،فقد تغَت اسم "األرشيف" إُف "مركز اؼبعلومات"
كاعتماد تقنية الشبكات كأنظمة التشغيل Win 95كيقوـ اؼبركز بتقدًن الصور
كاؼبعلومات البلزمة لدكرة العمل اليومية ابلدار ،كتزكيد الباحثُت من خارج الدار ابلواثئق
اليت تستلزمها أحباثهم .يهدؼ اؼبركز إُف دعم اؼبسَتة األكاديبية ،كميكنة األعماؿ
اإلدارية كخدمة اجملتمع.
اؼبوقع ينشر ـبتصرات ؼبا ينشر يف الصحيفة اؼبطبوعة على شكل TXTكال
ينشر PDFكتوجد ابؼبوقع كصبلت لئلصدارات الصحفية األخرل للدار مثل( :ؾبلة
الشركؽ -كل األسرة -االقتصادم -األذكياء -جلف تودام The Gulf
) ..Todayكذلك كصلة ؼبركز اػبليج للدراسات .كخدمة البحث اؼبتنوع.
013
وىلػ الضظِا يف ْؼا اىِٔع ٌَ اىططافث اإلىهرتوُ٘ث :
كىي مبوذج لصحيفة إلكًتكنية ربمل اسم الصحيفة الورقية ،لكنها زبتلف عنها،
جريدة اليوـ السابع جريدة مصرية يومية .صدر العدد األكؿ منها يف أكتوبر ََِٖ
كذلك بشكل أسبوعي كمن ُّ مايو َُُِ بدأت ابلصدكر بشكل يومي .كاعبريدة
سياسية اقتصادية منوعة .موقع اليوـ السابع أك البوابة اإلخبارية اإللكًتكنية عبريدة
اليوـ السابع يعت ر من أكثر َُ مواقع يزكرىا اؼبصريوف ،فاؼبوقع وبتل اؼبرتبة رقم ّ
اضا ابنوراميا ػبدماهتا
اعتبارا من يوليو َُِٗ كالنسخة االلكًتكنية توفر استعر ن
اإلخبارية كغَت اإلخبارية ،كاليت تتمثل يف اآليت:
-ذبديد آين للمحتول اإلخبارم كل بضع دقائق آبخر األخبار احمللية كالعاؼبية.
-خدمات اخبارية متنوعة .
-مساحة للكتابة كعرض اآلراء
-نشرة تليفزيونية إخبارية على اؽبواء مباشرة يعدىا فريق متخصص ؽبذا الغرض داخل
اؼبؤسسة.
015
-خدمة األخبار العاجلة
-خدمة RSSؾبانية ابحملتول اإلخبارم اؼبتجدد يف اؼبوقع.
( )2دسيد (صوت ايبًد ) املضسية WWW.balad news.com
016
-ركابط أبشهر اؼبواقع اإللكًتكنية للًتصبة الفورية (ترصبة نصوص -مواقع).
-خدمات إعبلنية.
كيتميز ىذا النمط بعدة خصائص منها:
-استقبلليتو التحريرية يف فريق عملو كتوجهو عن اعبريدة الورقية ،دبعٌت أنو يعامل
كجريدة قائمة بذاهتا.
-ؿبرركف كمراسلوف يزكدكف اؼبوقع اإللكًتكين أبحدث التقارير كاألخبار كالفعاليات،
كىذه اؼبواد الصحفية ال تنشر ابلصحيفة اؼبطبوعة.
-ساحة اغبوار كالنقاش كالتعليقات التفاعلية.
-خدمات متميزة يقدمها اؼبوقع ؼبستخدميو كالوصبلت ؼبواقع أخرل ،كحجز الفنادؽ
كالطَتاف كدليل اؽباتف كتقدًن كصبلت ؼبواقع تفاعلية أخرل.
-خاصية البحث يف موقع اعبريدة اإللكًتكنية عن اسم أك حدث أك مناسبة أكصورة أك
تقرير.
-تقدًن خدمات أحدث األخبار تصل على إيبيبلت اؼبستخدمُت الراغبُت يف اػبدمة.
-خاصية البحث يف ؿبركات البحث العاؼبية.
-تقدًن أرشيف للجريدة من خبللو تستطيع مطالعة أعداد سابقة.
كاؼببلحظ أف ىذا النمط من الصحافة اإللكًتكنية قليل يف العاَف العريب ،من كاقع
أنو ذك تكلفة مالية عالية تتحملها اؼبؤسسة الناشرة ،كألنو ما زالت حىت اآلف مواقع
الصحف اؼبطبوعة على اإلنًتنت ،ىي مواقع دعائية ال أكثر.
من النماذج العربية القليلة :
015
ثايجًا :ضطف إىهرتوُ٘ث ى٘ؿ ىٓا أضو وركٖ:
( )1إيالف WWW.elaph.com
015
(َ )2يدٍ إيطت أوْالئ WWW.middle-east-online.com
يعد ميدؿ إيست من أك ر اؼبواقع اإلخبارية العربية إذ يبلغ عدد زكار اؼبوقع
ِٕٓ ألف زائر يوميا(ُ) كيصدر اؼبوقع من لندف ،كيضم العديد من األبواب:
بواابت عربية :كفيو ُِ بوابة للدكؿ العربية ربتوم كل بوابة على أىم أخبار الدكلة.
عاؼبية :يشمل أخبار سياسية كاقتصادية ،كأخبار طريفة كآخر الدراسات أخبار
كاألحباث من شىت أكباء العاَف.
آزاء :ؾبموعة من مقاالت الرأم لكتاب مشهورين.
تكنولوجيا :يهتم آبخر األحباث ،كاألخبار اؼبتعلقة بشبكة اؼبعلومات ،كمعوقات حرية
الرأم كالتعبَت على الشبكة.
ثقافة :ابب يهتم ابؼبوضوعات الثقافية ،متضمنة موضوعات حرية النشر اإللكًتكين.
(ُ) دمحم سناجلة :مدير ربرير ميدؿ إيست ،كرشة عمل ابلقاىرة ،أبريل.ََِٕ ،
001
موضوعات أدبية شىت ،من مقاؿ كركاية ،أك اإلعبلف عن أحدث الكتب، أدب:
ككذلك بعض األشعار.
سياحة :وبتوم على كصف كثَت من األماكن السياحية يف اؼبنطقة العربية ،كخارجها،
كأخبار الشركات السياحية.
التعليم :يهتم الباب ابلدعوة إُف تطوير اؼبناىج التعليمية ،كأخبار البعثات.
بيئة :أخبار كدراسات حوؿ التلوث البيئي كطرؽ احملافظة على البيئة ،كضبايتها( ..اغبق
يف بيئة نظيفة).
علوـ :ابب صبع بُت أىم أخبار التكنولوجيا كالبيئة ،كعلوـ الفضاء ،كاعبسم البشرم.
احملرر :وبتوم على أخبار ،كمقاالت ربليلية حوؿ مستقبل اإلصبلح رسائل إُف
السياسي يف العاَف العريب ،مع الًتكيز على قضااي ديبقراطية إقليمية ،كمعظم
الرسائل لكتاب معركفُت كاكبصرت مشاركة اعبمهور يف بعض الشكاكل اليت
تطالب ابإلفراج عن األسرل كاؼبعتقلُت ،خاصة يف العراؽ.
أخرل :كصبلت ألىم الصحف العربية كاألجنبية (يومية /أسبوعية /شهرية)، مواقع
كأىم ؿبركات حبث ،كمواقع موسيقى.
كيقدـ اؼبوقع لقرائو عدة خدمات منها:
-تعدد ؾباالت االىتماـ كالعناية بدقة كحجم الصورة.
000
-خدمات إعبلنية كتسويقية.
-البحث يف اؼبوقع :عن طريق البحث العاـ ،كيقوـ ابلعثور على الكلمة اؼبطلوبة
يف العناكين الرئيسة للمواضيع اؼبنشورة أك البحث بطريقة البحث اؼبتقدـ ،فيمكن
للمتصفح زبصيص البحث يف أجزاء ؿبددة من النص أك ضمن اؼبوضوعات الرئيسة
اؼبوجودة يف اؼبوقع ،فيمكن البحث يف العنواف الرئيس ،كالبحث يف اؼبقدمة ،كالبحث
يف اؼبوضوع ،كالبحث يف تعليق الصورة ،كالبحث يف الكاتب ،كما يبكن للقارئ اختيار
الفًتة الزمنية اؼبطلوبة يف نطاؽ البحث.
واملالسظ إٔ الصحف اإللكًتكنية اليت ليس ؽبا أصل كرقي أثبتت حضورىا على
اؼبستول العاؼبي يف ؾباالت رصد األحداث ،كتتبع اغبدث ،كاستطاعت دخوؿ منافسة
قوية مع الصحافة التقليدية الورقية ،كاستثمرت عناصر كمؤثرات تعجز الصحافة الورقية
نظرا لطبيعتها ،فاجتازات اغبدكد كاأليدكلوجيات ع ر فضاء أرحب.
عن استخدامها ن
كبَتا بعد اغبادم عشر من
انتصارا ن
ن كيقرر البعض أف الصحافة اإللكًتكنية شهدت
سبتم ر ،كالذم أفاؽ فيو العاَف على كقع كارثة الدمار كالرعب يف أمريكا ،فقد
استطاعت الصحف اإللكًتكنية كاؼبواقع اإلخبارية اإللكًتكنية ،أف تنقل ابلكلمة
كالصوت كالصورة ،ذلك اغبدث التارىبي بدقة ككفاءة تادرة ،بينما تعثرت بعض
الصحف كالفضائيات الكبلسيكية كفشلت يف تلك اؼبهمة.
كاستطاعت بعض اؼبوقع اإلخبارية اإللكًتكنية العاؼبية أف تثبت حضورىا كتفوقها
كأصبحت كمرجعية إخبارية يف الظركؼ اعبادة كاغبرجة كأصبح من الطبيعي أف يلجأ
إليها الفرد العادم كاؼبهتم أك اؼبختص يف السياسة كغَتىا ،كمرجعية موثوقة اؼبصداقية
بعد أف كانت متهمة ابلتواطؤ كالتدليس.
كمثلما حدث على اؼبستول العاؼبي من كالدة مواقع إخبارية إلكًتكنية ،سبخضت
اؼبنطقة العربية عن عدة مواقع إخبارية إلكًتكنية بعضها تصنع اػب ر ،كال تكتفي إبعادة
002
تصديره بعد التقاطو من الوكاالت كشبكات التليفزيوف كاإلذاعة(ُ).
اُخشارا غؽة٘اً:
ً وٌَ اىططف اإلىهرتوُ٘ث اىػؽة٘ث اىخٖ ضللج
-احملليات العربية لكل دكلة عربية ابإلضافة إُف أخبار اعباليات العربية يف اػبارج.
-القسم السياسي كيشمل احملاكر التالية :اؼبلف الفلسطيٍت -اؼبلف العراقي -
الشئوف العربية -العاَف اإلسبلمي -العاَف الغريب كآسيا.
-حصاد اليوـ :ملفات ؿبيط -حوارات ؿبيط -اقتصاد كأعماؿ -ؿبيط الرايضي -
ؿبيط اؼبرأة ..اٍف
005
اؼبهمة توجد تافذة خاصة يستخدمها لتغيَت ما وبتاج من عناصر يف الصورة أك
اؼبنت أك اؼبقدمة أك العناكين مث يعيد إرساؽبا مرة أخرل إُف قاعدة بياتات اؼبوقع
ليظهر اػب ر بعد تعديلو(ُ).
يقدـ اؼبوقع عدة خدمات لقرائو مثل:
-مشاركات القراء كتعليقاهتم على اؼبوضوعات اؼبنشورة.
-برامج الفضائيات.
-حالة الطقس.
-أسعار العمبلت.
-البورصات.
-خاصية البحث لفًتة زمنية ؿبدكدة ،كتتم اإلحالة من ؿبيط إُف موقع أسك زاد
متاحا ابجملاف ،إمبا
إحدل شركات اجملموعة ،فاغبصوؿ على اؼبادة األرشيفية ال يكوف ن
ابشًتاؾ أك بكركت خاصة مدفوعة مسب نقا.
( )2األكتاط ٌخطػون www.copts - united.com :
يعد" األقباط متحدكف" من اؼبواقع العربية اليت تتحدث ابسم -كعن -األقباط
يف مصر ،كتقوـ عليو منظمة األقباط متحدكف اليت تتخذ من مدينة زيورخ السويسرية
مقرا ؽبا ،كيبوؽبا كيديرىا كيشرؼ على صبيع شئوهنا اؼبهندس عدِف أابدير ،كقد جاءت
ن
فكرة اؼبوقع مع فعاليات مؤسبر سويسرا يف نوفم ر ََِْ ليع ر عن حقوؽ األقباط،
كقد مت إطبلؽ اؼبوقع يف نوفم ر ََِٓ كمنذ ىذا الوقت بدأ اؼبوقع يطرح نفسو بقوة
كمع ر عن األقباط اؼبسيحيُت.
كيصدر اؼبوقع ابللغتُت العربية كاإلقبليزية كابلنسبة إُف الغة العربية يقوـ اؼبوقع
005
كموقع عدِف أابدير ،صموائيل بولس.
ػ افتقار ؿبرؾ البحث داخل اؼبوقع إُف اسًتجاع اؼبادة ابالسم أك اؼبناسبة أك أم
تصنيف ،كىذا يضعف من قدرة اؼبوقع التفاعلية كالبحثية.
إف شبكة اإلنًتنت من خبلؿ تغطيتها لؤلخبار ال ذبعل من اؼبمكن فقط تقدًن
ضا تضع رقابة أك ر يف أيدم اعبمهور ،فاغبقائق
شكل أكثر جاذبية للصحافة بل إهنا أي ن
اليت تقدـ ال ربتاج إُف كثَت من التصفية من جانب الصحفيُت فاعبمهور يستطيع أف
يستخلص نتائجو اػباصة منها كبعبارة أخرل إف الصحفيُت على اإلنًتنت يستطيعوف أف
يًتكوا الوقائع تتحدث عن نفسها .أليس ىذا كاح ندا من أعز األماين اليت تسعى ؽبا
الصحافة منذ زمن بعيد.
ضا جملاؿ أكسع من األصوات الصحفية أف تتحدث عبمهور
كاإلنًتنت تسمح أي ن
يبتد ع ر العاَف ،فقد ظهرت يف السنوات األخَتة العديد من مصادر األخبار األصلية
اؼبوثوؽ هبا على اإلنًتنت كيف عصر اإلنًتنت ،ال يوجد فصل بُت مرسل اؼبعلومات
كبل منهما لديو مقدرة كامنة
كمتلقيها فكبلنبا يستطيع أف يشارؾ يف الصحافة ..إف ن
على توصيل اؼبعلومات كاؼبعرفة إُف اآلخرين(ُ).
وقد السظٓا :أف شبكة اإلنًتنت ظبحت بتقدًن صحافة إلكًتكنية حسب طلب
األشخاص كاؼبؤسسات دبعٌت حسب توجهاهتم السياسية كالدينية كالثقافية كاأليديولوجية
كىذه النوعية من الصحافة كجدت ثقة من متصفحيها ..كالسؤاؿ الذم يطرح نفسو:
ىل ىذه النوعية من الصحافة ىي ح نقا قوة ديبقراطية؟ إف الكثَت من مواقع الصحافة
اإللكًتكنية اليت تتبٌت أيديولوجيات فكرية قد قبدىا خاملة أك فبلة أك غَت موثوؽ هبا،
كؾباال للسجاؿ كالقيل
كقد تكوف مرت نعا للشائعات كنقل األخبار الكاذبة أك تلفيقها ن
كالقاؿ ،أك تكوف عدكانية ذباه اآلخر الذم زبتلف معو.
كيرل أيدف كايت Aidan Whiteاألمُت العاـ لبلرباد الفيدراِف الدكِف
( )1مركز ضباية كحرية الصحفيُت :ؼبزيد من التفاصيل على الرابط التاِف:
www.cdfj.org/Look/article.te
005
فوراي العديد من
كيثَت مطلب التحديث اؼبستمر للمواد اإلعبلمية اؼبعركضة ن
التساؤالت اليت ترتبط دبدل دقة ىذه اؼبعلومات ككيفية إخضاعها للمراجعة كالتأكد من
صحتها أبسرع كقت فبكن فعلى الرغم من أف الوسيلة اإلعبلمية اعبديدة ؽبا إمكاتاهتا
اعبديدة كمتطلباهتا اػباصة يف اإلنتاج فإنو ال يبكنها التخلي عن أية معايَت خاصة ابلدقة
كالصحة كالصدؽ يف احملتول الذم تقدمو للجمهور كال تستطيع التخلي عن اؼببلمح
األساسية للصحافة الورقية اعبيدة كىي التوازف كاؼبوضوعية.
تضاؤال يف
ن لكن اؼببلحظ على ىذا النوع من الصحافة اإللكًتكنية العربية أف ىناؾ
أتخرا يف حجم االستفادة من ذبارب صحف اإلنًتنت األكربية
حيز التفاعلية ،كأف ىناؾ ن
كاألمريكية كيف األخذ بسبيل التفاعلية فإهنا ذبنح إُف النوع البسيط الذم هبب توافره
ابلضركرة يف اؼبواقع الصحفية.
كقد اتضح ابلفعل أف قياـ ىذه الصحف بتوفَت ؾباؿ للقراء للتعليق على كتاابهتا
وبقق درجة أعلى من التفاعل كيؤسس -فعلينا -ؼبفهوـ الديبقراطية بشكل نشط.
كال شك أف ىذا األمر يثرم عقوؿ القراء فيما بينهم من خبلؿ اجملموع الكلي ،ؼبا
يطرحونو فالتفاعلية ىنا تؤدم إُف التنوع كالثراء كبركز العنصر الذايت الفردم ،كقد قبد
بعض الكتاب يقوـ جبمع ىذه التعليقات مث يعلق عليها أك على أنبها.
كلكن مسألة بركز العنصر الذايت يؤدم إُف عواقب كخيمة زبدش اغبياء أكسبس
حرجا بُت الصحيفة كقرائها ،كلذا سبر ىذه التعليقات على احملرر
الذكؽ العاـ ،أك تسبب ن
أكال ليسيطر عليها يف إطار القواعد اػبلقية العامة.
ن
ويف ٌشال اىخفاغي٘ث يف عٔء ٌا ـتق ٍٗهَ أن ُغؽج ةتػظ
املالضظات:
ُ -تعتمد الصحف السابقة اليت تناكلناىا على األنواع البسيطة يف التفاعلية- :
كثَتا من األمور
ربدي ندا النوعُت السابقُت -كمقارنة دبواقع أخرل توفر للمرء ن
كموقع Money onlineقبد الفركؽ كبَتة ككذلك مقارنة ابإلمكاتات اؼبتاحة
021
يف ىذا اجملاؿ.
تادرا ما يتاح نوع آخر من التفاعل يربط حلقة التفاعل بُت زكار اؼبوقع
ِ -ن
كالصحفيُت ابستثناء ما قبده يف موقع إسبلـ أكف الين حيث يتيح قدرة ىذه
التفاعلية الوظيفية.
ّ -أىم من ىذه التفاعلية الوظيفية ما يطلق عليو التفاعلية التكيفية ،اليت تتيح التأثَت
ضا ميزة غَت متوفرة.
على ؿبتوايت اؼبوقع الصحفي من قبل اؼبستخدمُت كىي أي ن
ْ -يبلحظ كجود قصور كضعف يف خدمات التخصيص.
خاَطًا :اإلذاغات واىفغائ٘ات اىخٖ حػىٖ ةخلػًٗ حلارٗؽ إعتارٗث
ضٔح٘ث وحلػًٗ عػٌات ُط٘ث ةطٔر وأشهال إٗغاض٘ث
وـاضث ضٔار حفاغيٖ ٌع املخيلٖ.
(1)http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr//hi/arabic/about_us/newsid_3179000/
3179073.stm
022
العاَف ع ر نظاـ WAPأك نظاـ الرسائل .SMS
ْ -تتعاكف bbcصحفينا مع كل من مواقع :صحيفة السفَت اللبنانية كبوابة أين اليت
تعمل كدليل ؼبواقع اإلنًتنت كموقع ببلنيت آرابيا حيث تقوـ ىذه اؼبواقع بتقدًن
أخبار موقع .)ُ(bbc online
( )2ايعسبية ْت www.alarabiya.net :
يعد موقع "العربية نت" كاح ندا من اؼبواقع اإلخبارية العربية اؼبهمة ،كقد مت تدشينو
امتدادا لقناة العربية الفضائية اليت بدأت بثها اليومي يف مارس
ن يف مايو ََِْ كيعد
ََِّ ،كأراد القائموف على اؼبوقع أف يقدموا صحافة إلكًتكنية ذبمع بُت فبيزات اػب ر
ضا سبلك فبيزات
التليفزيوين السريع ،كاػب ر الصحفي اؼبكتوب بعمقو كمشوليتو ،فإهنا أي ن
خاصة هبا مثل أرشفة األخبار كالركابط العنكبوتية اليت تقودؾ من خ ر إُف آخر يف نفس
االذباه الذم تبحث عنو.
مفهوما أساسينا للموقع ىو
ن لقد حدد الفريق الصحفي الذم وبرر ؿبتوايت اؼبوقع
"صحافة فبتعة" ،يؤكدكف من خبللو تركيزىم على تقدًن عمل مهٍت راؽ ال يقل يف
ضا اىتمامهم
مستواه كمعايَته عما يقدـ يف أفضل الصحف العربية ،كما يؤكدكف أي ن
إبمتاع القارئ كالبحث عما هبذب انتباىو ،كهبعل رحلتو اليومية ع ر ؿبتوايت اؼبوقع
رحلة مفيدة كخفيفة الدـ يف الوقت نفسو.
كيستهدؼ اؼبوقع كل من يتحدث اللغة العربية يف أكباء العاَف سواء يف الدكؿ
دائما وبرص على تقدًن خليط فبيز يقدـ األخبار اليت هتم
العربية ،أك يف اؼبهجر ،كىو ن
كل فئة بلغة ذبعل ىذه األخبار مفيدة كفبتعة للجميع.
يتكوف موقع العربية من ستة أقساـ :الصفحة األكُف اليت تضم أىم األخبار
دكراي كاالستفتاء اليومي ،كىناؾ صفحة سياسية ،كصفحة
كملفات إخبارية يتم ربديثها ن
(ُ ) فاطمة الزىراء دمحم :أتثَت استخداـ شبكة اإلنًتنت على اؼبنتج الصحفى "دراسة ربليلية كميدانية على اؼبؤسسات
الصحفية اؼبصرية ،رسالة دكوراه ،غَتمنشورة ،كليةاألعبلـ ،جامعة القاىرة،ََِٕ ،صِّٔ.َّٔ،
023
رايضية ،كصفحة ماؿ كأعماؿ ،كالصفحة األخَتة ،كىي الصفحة اليت يدللها صبيع
طاقم التحرير حىت تكوف اسًتاحة القارئ بعد رحلتو اعبادة يف اؼبوقع ػبفة ؿبتواىا
كسبلسة لغتها ،مع حفاظها على األصوؿ اؼبهنية .أما القسم السادس ،فهو اؼبكتبة
التفاعلية ،كىي عنصر جذب لزكار اؼبوقع.
كيقدـ اؼبوقع عدة خدمات لزكاره:
-خدَة ايبح احلي :كقد قامت العربية نت جبعل ىذه اػبدمة مقابل اشًتاؾ بعد
ؾباتا.
عامُت من تقديبها ؽبذه اػبدمة ن
-املهتبة ايتفاعًية :كىي تلقى تركيزان من إدارة اؼبوقع ،حيث يقدـ اؼبوقع لزكاره
العديد من الوسائط اؼبتعددة اليت زباطب حواس الزائر ،كىي عبارة عن ملفات
كاثئقية تقدـ أبشكاؿ ـبتلفة ،لبلستفادة من أحدث كأصبل تقنيات اإلنًتنت التفاعلية.
َٓ -تدى ايفيديو :لنشر األفبلـ اليت يصورىا صبهور زكار اؼبوقع وبتوم على العديد
من الصفحات ،مثل أفبلـ كاثئقية قصَتة ،فيديوىات صحفية ،فيديوىات
شخصية ،أفبلـ اعبواؿ ،اؼبكتبة التفاعلية ،اصنع فيلمك األكؿ.
-خدَة " RSSآخس األخباز" :اليت سبكن اعبمهور من متابعة أخبار العاَف ككل
أكال أبكؿ بطريقة سهلة كعملية.
إضافات اؼبوقع ن
-إرساؿ األخبار إُف "اؼبوابيل" مباشرة فبا هبعل اعبمهور على ارتباط أبىم األحداث
طواؿ اليوـ.
-يعرؼ موقع العربية نت نفسو أبنو يتبٌت سياسة منفتحة على قرائو ،حيث يسمح
دبشاركة اعبمهور ابألفكار كاالقًتاحات كاؼببلحظات كاآلراء كاؼبشاركات.
-خدمة اإلعبلف على اؼبوقع كالقناة.
-ايتعًيكات داخٌ املوقع :كىذا يقوـ بدكر تفاعلي كيفسح مساحة للتعبَت عن
الرأم ،كقد يصل التعليق على موضوع منشور على اؼبوقع إُف كبو ََٕ تعليق
024
كىذه ظبة فبيزة.
خيارا كاح ندا للبحث كىو البحث اللفظي كحىت
-ايبشح داخٌ املوقع :ال يقدـ إال ن
يف حالة البحث اللفظي ال توجد أية خيارات لتحديد نطاؽ البحث ،كيفضي
استعراض نتائج البحث إُف استنتاج أف عملية البحث ال تقتصر على العنواف
ضا إُف النص ذاتو ،كليس ابلضركرة أف تكوف الكلمات متجاكرة
كلكنها سبتد أي ن
كاؼبتابع ؼبوقع العربية نت يبلحظ أنو احتفظ لنفسو بشخصية خاصة كدبساحة من
االختبلؼ يف السياسة التحريرية عن قناة العربية الفضائية ليناسب شروبة الشباب
ضا اإلاثرة الصحفية يف اؼبوقع أعلى
اليت سبثل القطاع العريض عبمهور اإلنًتنت ،أي ن
منها يف القناة دبراحل كثَتة.
-كقد الحظنا أف كجود اإلذاعات كالفضائيات على شبكة اإلنًتنت جعلها يف
متناكؿ اؼبستخدـ يف أم مكاف يذىب إليو ،فباإلمكاف مشاىدة موقع أك فضائية
موصوال على شبكة اإلنًتنت ،كيتيح
ن كظباع اإلذاعة ما دمت سبتلك جهاز كمبيوتر
لك ىذا اختيار اؼبوضوعات كال رامج اليت سبق أف قدمت ،من خبلؿ البث
االعتيادم ،بل كاغبصوؿ على النصوص مكتوبة مدعمة ابلصور ،كقد أاتح ىذا
متاحا لو من قبل ،أم سهولة اغبصوؿ على اؼبعلومة كعلى
للمستخدـ ما َف يكن ن
ال رتامج الذم يرغبو كالصورة اليت يود مشاىدهتا ،حيث يبكن لو اغبصوؿ على ما
يريد خبلؿ ثواف يتجاكز من خبلؽبا اغبدكد الزمانية كاؼبكانية كاللغوية .كنتيجة
التطورات اليت شهدهتا منطقة الشرؽ الوسط كالدكؿ العربية على كجو اػبصوص
كمبو القطاع اػباص هتيأت األجواء الستقبلؿ العديد من اؽبيئات اإلعبلمية عن
مؤسسات الدكلة ،فشهدت اؼبنطقة تدفق اإلذاعات كالفضائيات اؼبستقلة ذات
اؼبصاٌف التجارية كالسياسية فقد ظهر عدد من الفضائيات اؼبتخصصة يف
األخبار ،كانت القناة الرائدة فيها كاألكثر أتثَتا يف الشارع العريب فيما تقدمو من
كنقبل لؤلحداث غَت تقليدم
مناظرات سياسية مفتوحة كطرؽ للتعبَت أكثر حرية ،ن
ىي قناة اعبزيرة القطرية اليت تقدـ أخبارىا على مدار ِْ ساعة .كقد أدل قباح
025
" اعبزيرة " كفضائية عربية مزكدة لؤلخبار إُف ظهور فضائيات أخرل مزكدة
لؤلخبار لعل أنبها قناة " العربية " التابعة إُف mbcكاليت بدأت بثها من ديب يف
اإلمارات العربية اؼبتحدة خبلؿ اغبرب على العراؽ عاـ ََِّـ.
أعدادا كبَتة من متابعي األخبار
ن كرغم أف الفضائيات اإلخبارية العربية استقطبت
يف العاَف العريب فإنو يف ظل رغبة اؼبواطن العريب يف اؼبشاركة يف اإلدالء برأيو سواء يف
القضااي السياسية كاالجتماعية أك ما سواىا ،كحاجة القائمُت على ىذه الفضائيات
إليصاؿ رسالتهم اإلعبلمية إُف صبيع مناطق العاَف خاصة تلك اليت ال يصلها البث
الفضائي ابتت اغباجة إُف اؼبواقع اإلخبارية التابعة لتلك الفضائيات ضركرة حتمية
تفرضها عادات كأمباط تقدًن اػب ر اليت شغل اإلنًتنت فيها حيزا مركزاي من اىتمامات
اؼبتلقي يف كل مكاف(ُ).
كيستخدـ البث التلفزيوين ع ر اإلنًتنت تكنولوجيا التدفق اؼبتزامن لئلشارات
الصوتية كاؼبرئية لتظهر على شكل بث حي يبكن مشاىدتو ابستخداـ عدة برامج تبعا
غبزمة اؼبلفات اؼبستخدمة يف عملية البث ،كتتم تغذية ؿبطة التقاط البث اػباصة
ابإلشارات الصوتية كاؼبرئية للملف اؼبراد بثو .كيقلص حجم اؼبلفات بعد االلتقاط
كربوؿ إُف ىيئة العرض ،كترسل ىذه اؼبلفات ع ر اتصاؿ شبكة رقمية إُف أحد حاسبات
خادمة اإلنًتنت احمللية كاؼبزكدة بتسهيبلت تدفق البث الفورم .كيقوؿ هباء عيسى" مع
كل التقدـ اغباصل يف شبكة اإلنًتنت إال أف البث التليفزيوين يف الشبكة َف يصل إُف
النضج التكنولوجي الذم يضعو يف خانة االعتمادية ،حيث إف تنزيل الصورة أيخذ زمنا
طويبل ،ىي نفسها ما زالت ضعيفة يف مستواىا الفٍت الذم ينبغي ؽبا أف تكوف عليو".
كتشبو مواقع بعض الشبكات التليفزيونية اؼبواقع اإلعبلمية كاؼبعلوماتية الكاملة حيث
يتم من خبلؽبا تقدًن اؼبواد اإلخبارية كاؼبعلومات اليت يوفرىا التليفزيوف ،مثاؿ ذلك
كما استفاد البث التلفزيوين ع ر CABLE NEWS NETWORK شبكة سي إف إف
025
كعشرين ساعة ببل توقف يف حالة كقوع أحداث مهمة ،كتشمل اػبدمات
اإلخبارية اليت تقدمها الوكالة ما يلي:
-النشرة العربية احمللية ،كىي موجهة إُف اؼبشًتكُت داخل مصر ،كتركز على تغطية
ـبتلف جوانب النشاط السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم كالثقايف كالرايضي..
إٍف ..مع التغطية الشاملة ألىم األخبار كاألحداث العربية كالشرؽ أكسطية
كالعاؼبية.
-النشرة العربية اػبارجية :كىي موجهة إُف اؼبشًتكُت خارج مصر ،كتركز على تقدًن
تغطية إخبارية مركزة ككافية كشاملة ألىم األخبار كاألحداث يف مصر ،ابإلضافة
إُف الًتكيز على األحداث كالتطورات يف العاَف العريب كمنطقة الشرؽ األكسط
كالتغطية الواسعة لؤلحداث العاؼبية.
-النشراتف اإلنػجليزية كالفرنسية :كتقدـ ىااتف النشراتف أىم ما تبثو الوكالة ابللغة
العربية مًتصبنا إُف اإلقبليزية كالفرنسية ،كنبا موجهتاف إُف اؼبشًتكُت الناطقُت
ابإلقبليزية كالفرنسية داخل مصر كخارجها.
-النشرة الدكلية اػباصة :كىي نشرة هتتم ابألخبار السياسية يف اؼبنطقة العربية
اعتمادا على مصادر ـبتلفة
ن أخبارا خاصة
ن كمنطقة الشرؽ األكسط كتتضمن
كاختيارات دقيقة.
-النشرة االقتصادية :كىي نشرة يومية تبث ابللغة العربية كمن التاسعة ن
صباحا كحىت
مساء كتتضمن أىم األخبار االقتصادية يف مصر كالعاَف ،كأسعار العمبلت
العاشرة ن
كحركة البورصات كأسواؽ اؼباؿ كالبنوؾ.
تقوـ الوكالة إبعداد ؾبموعة متنوعة من التحقيقات
الصحفية اؼبصورة تغطي ـبتلف ؾباالت تصوير اغبياة الثقافية كالفنية كالعلمية
كالرايضية كالتارىبية ..إٍف ..داخل مصر كخارجها ،كما تزكد اؼبؤسسات الصحفية
031
كاإلعبلمية اؼبصرية كاألجنبية بصور األحداث اؼبهمة يف مصر.
تصدر الوكالة ؾبموعة متميزة من النشرات اؼبتخصصة
اؼبطبوعة كتوزع ىذه النشرات على السفارات كاؼبكاتب الصحفية كاؼبؤسسات
األجنبية ابلقاىرة نظَت اشًتاؾ خاص.
( )2وناية األْباء ايطعودية (واع) www.spa.gov.sa
أتسست ككالة األنباء السعودية (كاس) عاـ ُُٕٗـ ،كىي أكؿ ككالة أنباء كطنية
جهازا مركزاي عبمع كتوزيع األخبار احمللية
ن سعودية ،كاؽبدؼ من إنشائها أف تكوف
كالعاؼبية داخل اؼبملكة كخارجها تواكب تطور اؼبملكة يف مرحلة مهمة من مراحل مبوىا
كتطورىا كتعكس صورة حقيقية لواقع ىذه الببلد كأىلها كلتكوف مرآة صادقة لنقل
اؼبعلومات على ـبتلف أشكاؽبا ؼبواطنيها من مواقع األحداث يف الداخل كاػبارج،
كالوكالة ىي أحد قطاعات كزارة اإلعبلـ السعودية.
كقد خطت الوكالة منذ أتسيسها خطوات حثيثة يف اذباه استكماؿ اؼبقومات
األساسية لوكالة أنباء حديثة كفعالة ،حبيث أصبحت خبلؿ فًتة كجيزة اؼبصدر األكؿ
كاألساس لؤلخبار يف اؼبملكة العربية السعودية ،كما اكتسبت خدماهتا اإلخبارية ثقة
كاسعة النطاؽ ؼبا سبيزت بو من ربرم الدقة كاؼبوضوعية ،كف نقا ألرفع اؼبقاييس اؼبهنية.
كقد ىيأ تقدـ كسائل االتصاؿ السلكية كالبلسلكية يف اؼبملكة إمكاتات كبَتة
النتشار خدمات الوكالة اإلخبارية بشكل سريع داخل اؼبملكة كخارجها ككضعها يف
متناكؿ ـبتلف كسائل اإلعبلـ اؼبرئية كاؼبسموعة كاؼبقركءة ككذلك الدكائر اغبكومية
كاؼبؤسسات اليت تشًتؾ يف تلقي خدمات الوكالة اليومية اؼببثوثة من مقر الوكالة الرئيس
يف الرايض كقد سعت الوكالة منذ أتسيسها إُف إقامة عبلقات تعاكف كثيقة مع ككاالت
األنباء العاؼبية كالعربية كالنامية كالعديد من اؼبؤسسات اإلعبلمية هبدؼ تنمية عملية
التبادؿ اإلخبارم كالتدفق اغبر لؤلخبار كاؼبعلومات.
تصدر الوكالة نشرة يومية شاملة لؤلخبار احمللية كالعاؼبية يتم بثها طواؿ ِْ ساعة كما
030
تصدر نشرة إخبارية ابللغة اإلقبليزية كنشرة أخرل ابللغة الفرنسية كنشرة للخدمات اػباصة،
إضافة إُف توزيع الصور كتستقبل الوكالة صبيع اػبدمات اإلخبارية الصادرة بكل اللغات من
ككاالت األنباء األكركبية كالعربية كككاالت أنباء الدكؿ اإلسبلمية.
كتسهم إبرساؿ خدمة إخبارية منتظمة لتوزيعها من شبكة ككالة األنباء اإلسبلمية
الدكلية كؾبمع ككاالت أنباء دكؿ عدـ االكبياز ..كما تصدر الوكالة صباح كل يوـ نشرة
يومية مطبوعة أبىم األخبار توزع على كبار اؼبسئولُت يف الدكلة.
كيوجد ابلوكالة مركز للبحوث كاؼبعلومات ،كيعت ر من أك ر األرشيفات اؼبتخصصة
يف اؼبملكة العربية السعودية كيتوُف تصنيف كحفظ اؼبعلومات إُف جانب إعداد
الدراسات كالتقارير كاإلحصاءات عن ـبتلف اؼبواضيع ذات األنبية اإلخبارية ،كربتفظ
الوكالة أبرشيف كامل للصور الفوتوغرافية اليت تغطي األحداث اليومية يف اؼبملكة ،كما
تبث الوكالة للمشًتكُت يف خدماهتا من الصحف كككاالت األنباء خدمة مصورة يومية
ضا اػبدمات اؼبصورة الواردة من خارج اؼبملكة من ع ر اػبطوط اؽباتفية كتستقبل أي ن
مكاتبها أك من الوكاالت األخرل اليت ترتبط معها بعقود أك اتفاقيات تعاكف كتتوُف
إعادة توزيعها للمشًتكُت يف الداخل .كالوكالة تقدـ خدماهتا للمشًتكُت ع ر اإلنًتنت
ؾباتا ،كيقدـ موقعها العديد من اػبدمات اؼبتصفحة ،مثل أسعار العمبلت كأسعار
ن
األسهم احمللية كدرجات اغبرارة كمواقيت الصبلة ،كخاصية البحث كالبحث اؼبتقدـ
كالبحث األسبوعي.
إف ككاالت األنباء العاؼبية التقليدية اليت كطدت مراكزىا اإلعبلمية كانت يف
مقدمة البلعبُت األساسيُت يف العاَف لتوظيف تكنولوجيا اإلنًتنت كتطوير استخداماهتا
فلم تتخلف ككالة أنباء عاؼبية كانت أـ ؿبلية عن حجز مواقع ؽبا على شبكة اإلنًتنت،
فأظباء الوكاالت الكبَتة كركيًتز كاإلسيوشيتدبرس كككالة األنباء الفرنسية كشينغوا
كيوتايتد برس توفر جنبا إُف جنب مع ككاالت إقليمية كقومية كؿبلية خدمات إخبارية
دبختلف أنواعها تشتمل على نصوص كصورة ،بعضها ؾباتا كبعضها عن طريق
االشًتاؾ ،كتقدـ بعض الوكاالت خدماهتا اإلخبارية السياسية كاالقتصادية كالرايضية،
032
بلغات عاؼبية ـبتلفة كوكالة الصحافة الفرنسية كركيًتز كما سبتاز خدمات ىذه الوكاالت
بتقدًن منتجات شبكية من خدمات الصور كالرسوـ ابإلضافة إُف خدمة تليفزيونية تقدـ
مباذج للقطات تليفزيونية.
لقد استفادت الوكاالت -كخاصة اػب رية -من تقنية اإلنًتنت يف سرعة نقل
األخبار كاألحداث كمتابعتها غبظينا ككذلك سهولة استقباؿ ما تبثو الوكاالت عن طريق
استخداـ تقنية اإلنًتنت اليت أصبحت متوافرة يف صبيع أكباء العاَف كتوفر الوقت كاعبهد
كاؼباؿ كاألجهزة كاؼبعدات اػباصة لبلستقباؿ ،كىذا انعكس على تطور مفهوـ اػب ر
كسرعة انتشاره كصناعة اؼبعلومات يف ىذا الكوف الشاسع ،فعن طريق شاشة صغَتة
تستطيع متابعة أحداث العاَف كأحداث بلدؾ كأنت يف بيتك أكعملك أك خارج دكلتك،
كابللغة اليت ترغبها.
كذلك فإف التقنيات اغبديثة يف نقل اؼبعلومات كاف أبرز اؼبستفيدين منها الذين
يعملوف يف الصحافة اإلخبارية فاالتصاؿ البلسلكي حل ؿبل االتصاؿ السلكي كاإليبيل
حل ؿبل الفاكس كالكامَتا الدهبتياؿ حلت ؿبل الكامَتا العادية كاختصرت مراحل
الفيلم كالتحميض كطبع الصورة ،كذلك فإف الصحفي أصبح يعد مادتو كاملة من كتابة
كصور كجرافيك دكف االستعانة ابألقساـ الفنية للقياـ هبذا العمل.
كذلك كفرت تطبيقات اإلنًتنت الوصوؿ إُف قواعد اؼبعلومات ،كاؼبصادر
اإلخبارية اؼبباشرة ،فالصحفي أصبح يذىب مباشرة إُف اؼبصادر اإلخبارية على اإلنًتنت
مثل االستعانة بنص سابق أك صورة سابقة ،أم أف اإلنًتنت ضاعف مصادر األخبار
إؼباما
كاؼبعلومات للصحفي ،كابلتاِف أصبح عملو يتم بطريقة أسرع كأسهل كأكثر ن
كمعرفة ابلتفاصيل كاػبلفيات.
إن غٍي٘ث اىخطؽٗؽ اىططفٖ ناُج حخً وفق اىخفيو اىخاىٖ- :
-التخطيط لتغطية اػب ر (اؼبتوقع كاؼبتابع) أما اؼبفاجئ فبل ىبطط لو ،كيتم ذلك من
خبلؿ ربديد ؿباكر اػب ر كنقاطو الرئيسة ،كصبع اػبلفيات اؼبتعلقة بو من قسم
033
اؼبعلومات أك من أرشيف احملرر الصحفي اػباص بو.
-صبع اؼبعلومات من اؼبصادر اؼبختلفة البشرية كالواثئقية.
-التقاط الصور الفوتوغرافية اؼبناسبة للخ ر بواسطة احملرر أك اؼبصور الصحفي.
-مراجعة اؼبادة الصحفية اؼبكتوبة كاؼبصورة كاستكماؽبا ،ككضع خلفيات للحدث
يبكن من خبلؿ الضغط على كلمة معينة داخل النص استدعاء مواد أخرل ذات
صلة ابػب ر اؼبنشور كذلك حاؿ الصحف اإللكًتكنية.
ػ تقييم اؼبادة الصحفية اؼبكتوبة كاؼبصورة كربديد صبلحيتها للنشر بواسطة احملرر
اؼبسئوؿ ،أك غَته حسب خط سَت النص الصحفي داخل الوسيلة اؼبعينة ابلنشر.
-ذبهيز الرسوـ اليدكية التعبَتية كالتوضيحية كالساخرة اليت سوؼ تصاحب
اؼبوضوعات أك تنشر دبفردىا.
-اختيار البناء الفٍت للنص الصحفي :أم ربديد شكل اؼبادة اإلخبارية اؼبخطط لنشرىا
(مقاؿ -ربقيق -خ ر -حوار -تقرير -فبلش -ابنر -ساحة حوار).
-التحرير النهائي للنص الصحفي.
-اؼبراجعة النهائية للنص الصحفي احملرر.
-التقييم النهائي كربديد أكلوايت النشر.
غَت أف تغَت األمباط كاؼبفاىيم اإلعبلمية جعل ىذه اؼبراحل اؼبهنية الكبلسيكية
كثَتا أماـ اؼبتغَتات اإلعبلمية اؼبرتبطة بضركرة مبلحقة
تقليدا مهنينا ردبا لن يصمد ن
اغبدث أكف الين.
ضا كاف لئلنًتنت فضل يف ازدىار "ككاالت األنباء اؼبتخصصة" ،فعندما تبلغ
أي ن
رفيعا من التقدـ كالنضج ،تنشأ ككاالت متخصصة يف النصوص الصحافة مستول ن
التحريرية كالوسائل اإليضاحية كالصور كاػبرائط كالرسوـ البيانية كغَتىا من الفنوف.
كبَتا من األعماؿ اليت يصعب حصرىا ،كاليت
قطاعا ن
كتغطي تلك الوكاالت اؼبتخصصة ن
034
ضا على ؾباؿ آخر من
تبدأ من اؼبواد اإلعبلمية ابؼبعٌت الدقيق من جهة ،كما تشتمل أي ن
األعماؿ مثل اآلداب كالفنوف كالقصص ،كما تتضمن أعماؿ العبلقات العامة ،كإف كاف
من الصعب إدراؾ ذلك يف بعض األحياف ،ألنو يتم بطريقة غاية يف اللباقة.
كإف ىذا التعقد كالتشعب يف أىداؼ ذلك النوع من أنواع الوكاالت كمسئولياهتا
مهما لتقدير أنبيتها كربديد مدل قباحها.
هبعلنا نضيف إليو بع ندا ن
فاؼبعيار األساس ىو أف يكوف ؽبذه الوكاالت طابع ذبارم حىت يبكن أف نسميها
ككاالت أنباء أك ككاالت صحفية ،كذلك ابلنسبة للعاَف الغريب بطبيعة اغباؿ ،إذ إف
ككالة نوفوسيت السوفيتية تقع يف ميداف الوكاالت اؼبتخصصة ،إال أهنا تسَت على مبط
معُت ال ينظر إُف الربح اؼبادم كهدؼ إعبلمي ،أما ابلنسبة إُف الغرب فبل بد أف تكوف
الوكالة متوازنة أك مستقلة ذباراي كاقتصاداي كماليا بقدر اإلمكاف ،كإف كاف ذلك صعب
التحقيق.
على أنو من اؼبمكن أف تتوفر يف الوكاالت اؼبتخصصة ىذه الشركط ،فهي على
األقل ال تصادؼ أية مشكلة من اؼبشكبلت العامة األخرل ،اليت يبكن أف تواجهها
ككاالت األنباء العادية ،غَت أف ىذا النوع من الوكاالت اؼبتخصصة ال ينجح إال يف
الدكؿ ذات النشاط الصحفي الواسع ،حيث تكوف السوؽ اإلعبلمية غنية كمتعددة
اؼبشارب كاالذباىات(ُ).
فقد استفادت الوكاالت اؼبتخصصة يف االقتصاد "البورصات -السيارات -
الكمبيوترات -خدمات الصور -الفيديو" من تقنية اإلنًتنت يف الوصوؿ إُف
ؾباتا أـ مدفوع اػبدمة" يف كل مكاف على كجو األرض .كيبكن
مشًتكيها ،سواء كاف " ن
التأكيد على أف أتثَت منافسة الصحف اإللكًتكنية الدكلية كثورة االتصاالت كاؼبعلومات
تفاكت من ككالة ألخرل ،كيبكن القوؿ أف ككالة األسوشيتد برس " Associated
( )1د .إبراىيم اإلماـ كد .دمحم فريد عزت :ككاالت األنباء اؼبعاصرة "النشأة -التطور -الدكر -
الفعاليات" ،دار الفكر العريب ،القاىرة ،الطبعة األكُف ،ََِٔ ،ص ُِٔٔ ،
035
كثَتا ،كاستمرت يف عملها كدكرىا التقليدم بنشر أخبار كتقارير من
َ "Pressف تتأثر ن
أعضائها اؼبشاركُت فيها من صحف ككسائل إعبلـ أخرل.
موضوعا ،فإف ىذا اؼبوضوع
ن كإذا دخل اؼبتصفح إُف موقع ىذه الوكالة كانتقى
عادة ما يكوف مرتبطنا برابط اعبهة اإلعبلمية اليت يعود إليها ىذا اؼبوضوع أك اػب ر أك
التقرير ،كابلتاِف إذا كانت ىناؾ قيود على بث أك نشر اػب ر أكاؼبوضوع ،فإف اعبهة
صاحبة اغبقوؽ ىي اليت تضع مثل ىذه القيود.
أما ككالة الصحافة الفرنسية " "Agence France Presفإهنا ال تنشر أك تبث
إال بنسبة ضئيلة من ؾبمل ؿبتوايهتا على موقعها اإللكًتكين ،كابلتاِف فهي مستمرة يف
منهجها التقليدم يف إعطاء الفرصة فقط للمشًتكُت فيها .كخببلؼ ىاتُت الوكالتُت فإننا
قبد ككالة ركيًتز " "Reutersقد قفزت إُف األماـ كأصبحت ككالة مفتوحة أماـ
اعبمهور العاـ ،حيث أاتحت نسبة كبَتة من ؿبتوايهتا دبا يف ذلك اللقطات اؼبرئية
" "Videoالطبلع متصفحي موقعها اإللكًتكين (ُ).
كتعد ككالة ركيًتز رائدة من بُت الوكاالت العاؼبية يف استثمار التقنيات اغبديثة،
كتبنيها مبادرات جديدة للتعامل مع اؼبعطيات اإلعبلمية ،كمواكبة توجهات السوؽ
كاىتمامات اعبمهور العاـ ،كمن اػبدمات اليت سعت ؽبا:
-نشر اػبدمات اإلخبارية للمشًتكُت على أجهزة اؽباتف احملموؿ إلببلغهم آبخر
األخبار اؼبهمة ،كذلك نظَت اشًتاؾ شهرم ضئيل.
-تقدًن خدمات متخصصة يف اجملاؿ الذم يرغب فيو اؼبشًتؾ عن طريق اؽباتف
النقاؿ ،كتسمى خدمة اؼبعلومات اؼبتخصصة.
-تقدًن خدمات مرئية "لقطات فيديو" ابلتعاكف مع ك رل شركات االتصاالت
( )1د .على بن شويل القرنيل :االذباىات اغبديثة يف الصحافة الدكلية ،من الصحافة التقليدية إُف
اإلعبلمات الشخصية على الرابط التاِف
Docs.Ksu.edu.sa/DOC/Articles12/Article120227.do
036
" "Vodafoneحيث يبكن تقدًن لقطات مرئية من األحداث كاألخبار إُف
اؼبشًتكُت ع ر اؽباتف احملموؿ -أكثر من عشرين لقطة فيديو -إضافة إُف معلومات
مالية كغَتىا بشكل يومي .كقد أشار دين رايت " "Dean Wrightمدير ربرير
ككالة ركيًتز إُف عدة عوامل أدت إُف تغَتات جوىرية يف اإلعبلـ خبلؿ السنوات
اؼباضية ،كمن ىذه العوامل:
بديبل عن اإلعبلـ األنلوجي ،كىذه موجة طاغية أثرت ُ -ظهور اإلعبلـ الرقمي ..ن
على اإلعبلـ بشكل كبَت ج ندا ،كما الحظناه خبلؿ السنوات الثمانية اؼباضية اليت
سبقت ىذا العهد اعبديد ،كربدي ندا ظهور تقنية ال ركد ابند "،"broad band
ىي ذركة القوة اؽبائلة يف التغيَت .كما أف ظهور اإلنًتنت قد غَت من دكرة العمل
اإلعبلمي التقليدية كانتهج أسلوب اؼبباشرة كالفورية .كقد أدرؾ كثَت من الصحف
أف من غَت اؼبمكن االنتظار إُف صباح يوـ الغد لنشر األخبار اؼبتسارعة ،كؽبذا
فإف اغبلوؿ تكمن يف بث تواِف ىذه األحداث كتسارعها على مواقعها
اإللكًتكنية ،حىت يبكن أف تواكب الصحف كسائل اإلعبلـ األخرل من ؿبطات
تليفزيونية كإذاعية كمواقع إنًتنت .كال ينبغي ؽبا أف تقاكـ الصحف ىذا االذباه
اعبديد ،بل هبب أف تباركو كرباكؿ استثماره.
ِ -سبتلك الصحافة ظبة سبيزىا عن غَتىا من كسائل اإلعبلـ األخرل ،فهي أقدر على
معرفة األخبار احمللية ،كال يبكن أف تتنافس معها يف ذلك ككاالت األنباء العاؼبية،
مهما بذلت تلك الوكاالت من جهود ككضعت من إمكاتات .كىناؾ اذباه عاـ
للوكاالت أف تكوف عاؼبية ،إال أف ما يبيز الصحف ىو استمرارىا يف االىتماـ
ابألحداث احمللية .كىذه السمة ال هبب أف تفقدىا الصحف يف زخم االىتماـ
ابلشأف العاؼبي.
كبَتا بُت كسائل اإلعبلـ األخرل كخاصة ؿبركات
تنافسا ن
ّ -يرل البعض أف ىناؾ ن
البحث اإللكًتكنية مثل ايىو " "yahooكجوجل " ،"googleكلكن اؼبؤكد -
كما يشَت إُف ذلك الكثَت من الباحثُت كأصحاب االختصاص-أف اػبدمات
035
كشامبل،
ن هبب أف تكوف متكاملة بُت الطرفُت ،فكلما كاف ؿبرؾ البحث سر نيعا
أمكن كصوؿ اؼبتصفح إُف األخبار اليت يرغب فيها يف غبظات سريعة ،كىذا ىبدـ
كسائل اإلعبلـ عامة.
ْ -يشَت البعض إُف كجود تنافس بُت ككاالت األنباء العاؼبية ككسائل اإلعبلـ
األخرل ،خاصة الصحافة .كلكن هبب مبلحظة أف ىذه الوكاالت ال تتجو إُف
اعبماىَت العامة ،كما ىي اغباؿ مع كسائل اإلعبلـ األخرل من صحافة
كتليفزيوف ،كلكنها تتجو يف أغلب األحواؿ إُف مشًتكُت أعضاء يف ىذه الوكاالت
من إعبلميُت كمهنيُت كمهمُت ،أك ما يبكن تسميتهم جبمهور العمبلء
"." audience consumer
ٓ -ىناؾ اذباه سائد حاليا يدعو إُف إلغاء مفهوـ االختبلفات بُت الوسائل ،كبناء
مفهوـ اؼبودة اإلعبلمية .كيتم يف كثَت من اؼبؤسسات كاألكاديبيات اإلعبلمية بناء
جيل جديد يبكن أف يتعامل مع صبيع كسائل اإلعبلـ التقليدية كاإللكًتكنية،
فعلى سبيل اؼبثاؿ تسعى كل من صحيفة نيويورؾ اتيبز كككالة ركيًتز إُف تدريب
كوادرىا على التعامل مع الوسائط اؼبتعددة.
كالواقع أف التقدـ العلمي كالتكنولوجي ىو الذم أحدث ثورة ىائلة يف عاَف
الصحافة كحوؽبا من أكضاعها التقليدية القديبة إُف حالتها الراىنة اليت تقوـ على اغبركة
اعتمادا على اػب ر كعنصر أساس يف الصحيفة اغبديثة .كعندما ربوؿ
ن كاؼبركنة كالسبق،
االىتماـ من اؼبقاؿ إُف اػب ر ،بفضل ككاالت األنباء ،ارتفعت أرقاـ توزيع الصحف
كبَتا ،كَف تصبح مصادر األخبار الرئيسة ىي اؼبقاىي كاألسواؽ كالبورصة ،بل
تفاعا ن
ار ن
إهنا تعددت لتشمل احملاكم كالوزارات كاؼبؤسسات كالشركات كاؼبنظمات الدكلية ،كَف
تقتصر األخبار على اعبوانب السياسية كاالقتصادية ،كإمبا ذباكزهتا إُف األخبار احمللية
كاالجتماعية كالثقافية كاإلنسانية كالطريفة (ُ).
( )1د .إبراىيم اإلماـ كد .دمحم فريد :مرجع سابق ،ص ُٔ.ِٔ ،
032
وٌَ عالل اـخػؽاعِا ىألُٔاع اىفخث ٌَ اىططافث اإلىهرتوُ٘ث
الضؾ ٌا ٗيٖ:
أويًا :انتشار استخداـ اإلنًتنت قد فرض نفسو على العملية الصحفية ،يف الصحافة
العربية كذلك كما يلي:
-استخداـ اإلنًتنت يف غرؼ األخبار كمكاتب احملررين للمساعدة يف أداء العديد من
العمليات يف كسائل اإلعبلـ ،يف إطار مفهوـ التحرير دبساعدة الكومبيوتر "CAR
،"computer Assisted Reportingدبا يف ذلك استقاء اؼبعلومات من
مصادر متعددة ،كربقيقها ،كتدقيقها ،كتوظيفها مث زبزينها بعد ذلك يف أكعية
إلكًتكنية سبثل أرشيف احملرر بعد ذلك.
-االستخداـ الذم اختصت بو شبكة اإلنًتنت كصحافة شبكات " Online
"Journalismابعتبارىا إحدل الوسائل اعبديدة " "New Mediaاليت
استفادت من خصائص الشبكة يف اإلنتاج كالتخزين كالتوصيل إُف اعبمهور
اؼبستهدؼ .جبانب اػبصائص اليت كفرهتات النظم الرقمية كأصبحت دالة على
سبيزىا على نظاـ الفيديو تكست ،كبصفة خاصة التفاعلية كالوسائل اؼبتعددة كالنص
الفائق.
ليس كافيا توفَت الصحيفة الورقية على موقعها اإللكًتكين بنفس الشكل كنفس الصيغة
نقبل للصفحات اؼبطبوعة إُف اؼبوقع
-يف كثَت من األحياف -فبل يزيد األمر على كونو ن
على شبكة اإلنًتنت ابستخداـ نفس التقنية اليت تستخدـ يف الصحيفة اؼبطبوعة ،كىي
اؼباسح " "Scannerكال ربمل أية ظبة جديدة سول القراءة على الشبكة جبانب
توزيعها اليومي للجريدة اؼبطبوعة ،كابلتاِف ال ربمل السمات اػباصة ابلصحافة
اإللكًتكنية " "On Line Journalismلؤلسباب التالية:
-الصحيفة مت طباعتها سل نفا مث يتم نقل صور الصفحات بعد ذلك إُف موقعها على
الشبكة ،بعد تعديبلت على إخراج بعض الصفحات ،كبصفة خاصة الصفحة
035
الرئيسة.
-ال ربمل أية خصائص أك ظبات يف التحرير كاإلخراج كالعرض تتفق كخصائص
استخداـ اغباسب كالشبكات الرقمية ابستثناء استخداـ النوافذ كاإلخراج الرأسي.
-ال تزيد على كوهنا منف نذا للتوزيع ،أك كسيلة لئلعبلف عن الصحيفة اؼبطبوعة.
-كاف من الضركرم االنتقاؿ إُف شكل آخر من أشكاؿ العملية الصحفية ،كىو
تصميم مواقع خاصة على شبكة اإلنًتنت تقدـ اػبدمة الصحفية ؼبستخدمي
الشبكة ،دبا يتفق مع خصائص الصحافة اإللكًتكنية اليت هتتم بعناصر حيوية كمهمة
مثل:
-كجود مواقع ؿبددة التعريف على شبكة اإلنًتنت كالويب.
-اكتساب خصائص الشبكة ككظائفها اليت أاتحتها النظم الرقمية.
-استخداـ األدكات اؼبتاحة لبلتصاؿ كالتفاعل.
-كجود كظائف معينة تستهدؼ ىذه اؼبواقع ربقيقها.
-ـباطبة اؼبستخدـ عاؼبيا للنشر كاالنتشار.
-الًتكيز على القارئ أك اؼبشاىد " "Userحبيث يصبح ىو جوىر العمليات اؼبتعددة،
ابتداء من كجود الفكرة كحىت إاتحة احملتول على اؼبوقع كاستخدامو " User
"Centeredحبيث تتاح لو الفرصة اؼبناسبة للتجوؿ كاالختيار كاؼبشاركة يف
العملية كأىدافها دبستوايت ـبتلفة.
حكرا على اؼبؤسسات الصحفية ابؼبعٌت التقليدم ابلنسبة إُف
َ -ف يعد مفهوـ الصحافة ن
الصحافة اؼبطبوعة .كلذلك فإف ىذه العمليات تتميز ابالستقبلؿ التاـ عن
الصحف اؼبطبوعة ،حىت كإف كانت تصدر عن شركة أك مؤسسة صحفية قائمة أك
بدءا من
ربمل نفس عناكين إصداراهتا .كيبتد االستقبلؿ ليشمل صبيع اؼبراحل ن
التخطيط إلنشاء اؼبوقع كأىدافو إُف ربرير اؼبادة الصحفية ،كتصميم الصفحات
041
كنشرىا على الشبكة.
-االستفادة من خصائص النظم الرقمية يف تصميم ال رامج كاؼبواقع ابلًتكيز على خصائص
اؼبتلقي كحاجاتو ،كتلبية ىذه اغباجات كفق نظم التجوؿ كاالختيار كالتفاعل كاؼبشاركة
ـبصصا للمتلقي
ن اليت توفرىا ىذه اؼبواقع ،حبيث يصبح اؼبوقع أك احملتول كما لو كاف
بذاتو " ."Customizationتكوف لو اغبرية يف توجيو اختياراتو كفق ىذه اػبصائص
كاغباجات ،دبا يؤدم ابلتاِف إُف تطوير العبلقة ابلقارئ كتدعيمها.
ضا من -تصميم آليات تفاعل اؼبستخدـ أك القارئ ،فإف اؼبوقع هبب أف يستفيد أي ن
أدكات االتصاؿ اؼبتاحة على الشبكة ،حىت يتحقق يف ىذه العملية االتصاؿ ثنائي
االذباه ،أك متعدد االذباىات -السابق اإلشارة إليو -لتأكيد تفاعل القارئ مع
الصحيفة كالعاملُت هبا كأقرانو من القراء كاؼبستخدمُت ؽبذه الصحيفة كموقعها(ُ).
ثاْيا :يغلب على بنية اؼبواقع الصحفية العربية انعداـ توظيف الوسائط اؼبتعددة
ابستثناء مواقع :إيبلؼ كاعبزيرة نت كالعربية نت كالػ b.b.cالعربية ،كابقي
مواقع الصحف اإللكًتكنية تعرض صورا صماء دكف تعليق أك دكف كجود
صور فيديو ،أك إحالة مواقع أخرل.
-استخداـ أنظمة الوسائط اؼبتعددة يف الصحافة يبارسو حاليا صحفيوف كبار يف
صحف عاؼبية كاسعة االنتشار مثل الواشنطن بوست كالنيويورؾ اتيبز ،حيث يقدـ
عركض فيديو أك صور مصحوبة بتعليقات ينفذىا ؿبرركف صحفيوف ،كابلنسبة إُف
اؼبواقع العربية اليت ذكرتاىا:
إيبلؼ :يف تصميمها اعبديد تعرض شباين صور كبَتة عالية اعبودة يف الصفحة األكُف،
اف من العرض ..لذلك ىناؾ زاكية بعنواف فيديو إيبلؼ.. تتغَت كل صورة بعد ثو و
كأحيا نتا تقدـ بعض التقارير اؼبصحوبة ابلفيديو مدعومة ابلتعليق الصويت.
العربية نت :يقدـ أحداث األسبوع بعنواف "األسبوع يف صور" كيعرض ؼبواد تفاعلية
صورا كخرائط كرسومات توضيحية متحركة ،كيهتم ابلتقارير كاؼبوضوعات
تشمل ن
اآلنية.
042
الفصل الخامس
(ُ) د .قبول عبد السبلـ فهمي :التفاعلية يف اؼبواقع اإلخبارية العربية على شبكة اإلنًتنت ،دراسة ربليلية،
اجمللة اؼبصرية لبحوث الرأم العاـ ،اجمللد الثاين ،العدد الرابع ،أكتوبر ،ديسم ر ََُِ ،صُِِ.
045
التكنولوجيا االتصالية اغبديثة كتفاكت نظرة ابحثي االتصاؿ ؽبا كعرفها & Ha
) James (1998أبهنا اليت يبكن فيها للمرسل كاؼبستقبل أف يتبادال االستجابة للرسالة
االتصالية اليت يرسلها كل من اؼبرسل كاؼبستقبل كنبا بذلك يضعاف يف االعتبار اختبلؼ
فأحياتا ما يكتفي اؼبستقبل بتلقي الرسالة االتصالية،
ن االحتياجات االتصالية للمستقبل،
كالتمتع بتجربة اإلحبار بُت مواقع اإلنًتنت اؼبختلفة كانتقاء التعرض لبعض الرسائل دكف
كأحياتا ما يرغب اؼبستقبل يف تبادؿ رسائل
ن ضا دكف االتصاؿ دبصدر الرسالة،
غَتىا كأي ن
مع مصدر االتصاؿ سواء لطلب دعم تقٍت أك إلبداء رأيو يف موضوع االتصاؿ لذا فقد
اقًتحا طبسة أبعاد للتفاعلية اؼبتاحة ( أبعاد -صور -أنواع -ألواف) من خبلؿ
االتصاؿ اؼبستعُت ابغباسبات يبكنها أف تليب ـبتلف االحتياجات االتصالية للجمهور
كتتمثل يف:
ُ -الًتكيح كالًتفيو Playfulnessكىو ما يتيح اسًتخاءن من عناء العمل ،فقد
قدمت تكنولوجيا االتصاؿ اغبديثة خ رة ترفيهية للجمهور َف تكن متاحة لو يف
اؼباضي.
ِ -الًتابط Connectednessكىو ما يوفره اؽبَتكتكست للمًتددين على
اإلنًتنت دبا يتيحو ؽبم من التجوؿ بُت اؼبواقع اؼبختلفة أبقل جهد فبكن كما أنو
يسمح للمتلقي ابلتفاعل مع اؼبضموف اؼبقدـ يف اؼبواقع اؼبختلفة ككأنو يقلب
صفحات كتاب.
ّ -االختيارات اؼبتعددة Choice Mulibleكيشمل البدائل اؼبتاحة أماـ اؼبتلقي
لبلختيار منها ،كما يشمل حرية اإلحبار كالتجوؿ بُت مواقع اإلنًتنت اؼبختلفة،
كيشَت الباحثاف إُف أف سبتع اؼبتلقي حبرية االختيار من بدائل متعددة سبنحو قوة
Empoweredكىو ما يشعر اؼبتلقي ابحًتاـ كتقدير مصمم اؼبوقع الختياراتو
فبا هبعلو يبضي اؼبزيد من الوقت يف استكشاؼ اؼبواد اؼبوجودة يف اؼبوقع.
ْ -صبع اؼبعلومات Information collectionفاؼبعلومات اليت هبمعها اؼبتلقي
046
تكوف ذات أكلوية ابلنسبة إليو ،كىو ما هبعل مصممي مواقع اإلنًتنت يسعوف
للتعرؼ على االحتياجات االتصالية عبمهورىم حىت يبكنهم تلبيتها ،كإذا كاف
التعرؼ على صبهور اؼبتلقُت وبتاج إُف إجراء دراسات مسحية للجمهور فاألمر ال
وبتاج إال إُف كضع مبوذج لتسجيل معلومات أساسية عن اؼبًتددين على اؼبوقع
(ُ)
لرصد معلومات أساسية عن قبل دخولو أك ؾبرد إرساؿ ملف Cookie
استخدمات اؼبتلقي ؼبواقع اإلنًتنت اؼبختلفة فبا يعكس ؾباالت اىتمامو ،كىو ما
نوعا من التسجيل األكتوماتيكي لبياتات اؼبًتددين على اؼبوقع.
يعد ن
ٓ -تبادؿ األدكار االتصالية Reciprocal communicationيتيح اإلنًتنت
سهولة قياـ اؼبتلقي بوضع رسائل للتعليق على ؿبتوايت اؼبواقع اؼبختلفة اليت يًتدد
عليها ككلما أاتح اؼبوقع سهولة اغبصوؿ على تعليق من اؼبتلقي زادت إمكانية
التفاعلية للموقع كأصبح االتصاؿ ثنائي االذباه(ِ).
كيبكننا القوؿ :إف الصحافة اإللكًتكنية تسمح دبستول غَت مسبوؽ من التفاعل،
يبدأ دبجرد البحث يف ؾبموعة من النصوص كاالختيار فيما بينها ،كينتهي إبمكاف توجيو
األسئلة اؼبباشرة كالفورية للصحفي أك مصدر اؼبعلومات نفسو ،أكالتدخل للمشاركة يف
صناعة خ ر أك معلومة جديدة أثناء القراءة كتصفح اؼبوقع من خبلؿ إبداء اؼببلحظات
أك اؼبشاركة يف استطبلعات الرأم كاغبوارات اغبية مع اآلخرين حوؿ ما يقرأ(ّ).
كعلى صعيد آخر ذىب بعض الباحثُت يف دراستهم عن التفاعلية إُف أهنا ليست
(ُ) ىو عبارة عن رسالة يتم إرساؽبا من خادـ كيب إُف متصفح الويب ،لتمكُت اػبادـ من عرض صفحات
الويب ،كملفات cookieىي ملفات نصية ،إذ إهنا ليست برامج أك شفرات برؾبية ،كهتدؼ إُف صبع
بعض اؼبعلومات عن اؼبستخدـ ،إذا كاف اؼبوقع يتطلب إدخاؿ كلمة مركر زبوؿ بزايرتو ،كمن اؼبمكن أف
يتم استغبلؿ الكوكيز يف انتهاؾ خصوصية اؼبستخدمُت كصبع معلومات عنهم خبلؿ تصفحهم للمواقع.
(ِ) اؼبرجع السابق ،ص ِّٗ.َِْ ،
( )3اعبورتاعبي موقع (كل اعبورتاعبية يف مصر) ن
نقبل عن صباؿ غيطاس ،اؼبؤسبر الرابع للصحفيُت.
www. Khayma. Com
045
ظبة فبيزة لوسيلة االتصاؿ بل ظبة مرتبطة بعملية االتصاؿ ،كأف مفهوـ التفاعلية يوجو
االنتباه إُف العوامل النفسية كاالجتماعية احمليطة بعملية االتصاؿ فهو جسر بُت
كامبل Fully
االتصاؿ اعبماىَتم كاالتصاؿ اؼبواجهي الذم يعد اتصاال تفاعلينا ن
interactive communicationكيتطلب صياغة رسالة أتخذ يف االعتبار ليس
ضا ابستجابةفقط الرسائل السابقة عليها كتشكل استجابة كرد فعل ؽبا بل يسمح أي ن
كاقعا اجتماعينا ..كأشارت الدراسة إُف
الحقة من اؼبتلقي كىو ما هبعل التفاعلية تشكل ن
ؾبموعة من العوامل تتدخل يف اؼبوقف االتصاِف لتساعد على ربقيق التفاعلية كتشمل
اإلشباعات اليت يشعر هبا اؼبتلقي من التفاعل مع الرسالة كالتقبل كىي بذلك مرتبطة
بعدة عناصر تتمثل يف جودة األداء كالدكافع اليت تشجع اؼبتلقي على الرد على اؼبرسل
كمدل توافر ركح الدعابة ،كالرغبة يف التعلم كاؼبعرفة كالتفتح الذىٍت openness
كالصراحة ،franknessالرغبة يف التواصل االجتماعي .كيف النهاية تشَت إُف أف
التفاعلية تؤدم إُف اؼبزيد من التعاكف بُت أطراؼ العملية االتصالية.
بذلك يكوف للتفاعلية العديد من العناصر كاؼبستوايت كىي تركز على رجع
الصدل اؼبتمثل يف إمكانية تبادؿ الرسائل االتصالية بُت اؼبرسل كاؼبستقبل ابستخداـ
الوسيلة االتصالية نفسها ،ردبا كاف أىم ما أصبعت عليو ىذه الدراسات التعريفات اليت
خرجت هبا كىو ؿباكلتها تشبيو التفاعلية ابستخداـ تكنولوجيا االتصاؿ اغبديثة بتلك
اؼبميزة لبلتصاؿ اؼبواجهي ،لذا قبدىا من جانب آخر عجزت عن تضمُت األبعاد
التكنولوجية يف ىذه التعريفات(ُ).
كيف نفس اؼبوضوع يرل خبَت اإلعبلـ كاكاموتو : Kawamotoأف التفاعلية ىي
عملية اشًتاؾ اآللة أك الفرد يف عملية إدارة البحث عن اؼبعلومات كعملية اؼبشاركة يف
اؼبعلومات.
مبوذجا بثبلثة مستوايت للتفاعلية يف االتصاؿ:
كينقل ن
( )1د .قبول عبد السبلـ فهمي :مرجع سابق ،ص ِِّّٕٔ ،
042
Two way non interactive االتص ػػاؿ ثن ػػائي االذب ػػاه غ ػػَت التف ػػاعلي
.communication
Reactive or quesi االتصػ ػػاؿ التفػ ػػاعلي الشػ ػػكلي أك شػ ػػبو التفػ ػػاعلي
. interactive communication
(ُ)
االتصاؿ التفاعلي ابلكامل Fully interactive communication
(ُ) د .عباس مصطفى صادؽ :التطبيقات التقليدية كاؼبستحدثة للصحافة العربية يف اإلنًتنت ،مؤسبر
صحافة اإلنًتنت يف العاَف العريب "الواقع كالتحدايت" ،جامعة الشارقة ِِ ِْ :نوفم ر ََِٓ -ص
َُ.
(ِ) اؼبرجع السابق ،ص َُ.
051
ما يف داخلها من خبلؿ جهاز التليفزيوف.
شبة نوع من التزاكج بُت الصحافة اإللكًتكنية كالقدرات اؽبائلة كالعمبلقة لئلنًتنت
كملكوات شخصينا ال ينفد من
ن خاصا
حبيث يولد ىذا للمستخدـ مكتبة كاملة كعاؼبا ن
االستخدامات ،حيث تتيح مسألة الوسائط اؼبتعددة فكرة "الكل يف كاحد" كىذا يعٍت
توفَت صبيع سبل اإلفادة كالراحة كاؼبتعة للمستخدـ.
كمن ىنا تتجاكز فكرة الصحافة اإللكًتكنية مع كوهنا صحافة إُف كوهنا عاؼبا
بديبل للعاَف اػبارجي.
ـبصرا ن
ن تكنولوجينا
كىذا يعٍت أف الدخوؿ إُف موقع الصحفي اإللكًتكين ال يعٍت ؾبرد الدخوؿ إُف
خ ر أك تعليق أك مادة صحفية بل يعٍت الدخوؿ إُف عاَف خاص مهيأ للمستخدـ متعدد
النوافذ ،كلما دخل تافذة ألقت بو شعبتو إُف تافذة أخرل فثالثة فرابعة كىكذا ،إنو عاَف
ضا عاَف منفتح على الكوف اػبارجي بوسائل أكثر فاعلية .ماذا
شخصي ج ندا ،كلكنو أي ن
يعٍت ىذا؟ يعٍت أف فكرة الصحافة َف تعد قاصرة على حدكدىا التقليدية اؼبتعارفة بل
دفًتا شخصينا للمتطلبات كإشباع اغباجات كالرغبات كمن مث ربولت
امتدت لتشمل ن
إُف عاَف تكنولوجي متكامل يف يد اؼبستخدـ ،ككأهنا تنافس كل أشكاؿ الصحافة
التقليدية كتتفوؽ عليها يف الوقت نفسو ،كتضرهبا يف مقتل كهتددىا ابالنقراض كاإللغاء
ضا من األنبية
لوال بقية من اغبساابت كاالعتبارات ستظل تعطي للصحافة الورقية بع ن
كإف كانت أنبية ضئيلة (غبظات االنقطاع عن العاَف اػبارجي -عن التكنولوجيا -توقع
اهنيار اتـ لعاَف التكنولوجيا يف ضوء فكرة نفاد الطاقة اليت هتدد العاَف يف اؼبستقبل
القريب كىكذا).
-مفهوـ الوسائط اؼبتعددة تطور من فكرة التعددية إُف فكرة الدمج كالتكامل اليت
تنشط اؼبتلقي كترفع من فاعلية استخدامو.
-فكرة الوسائط اؼبتعددة ارتبطت كما زالت بتطور استخداـ اغباسوب كتطوير إمكاتاتو
الفذة ،كىي حديثة ج ندا ابلنسبة إُف ىذه اللحظة من الكتابة.
050
-كىناؾ تعريف شهَت لػ شادباف كشادباف - Chapman and Chapmanيف
كتاهبما "الوسائط اؼبتعددة الرقمية" -للوسائط اؼبتعددة أبهنا "صبع اثنُت أك أكثر
من الوسائط اؼبقدمة يف شكل رقمي ،حبيث يتم دؾبها دبا يكفي لعرضها ع ر كاجهة
كاحدة ،أك يتم معاعبتها بواسطة برتامج كمبيوترم كاحد".
مث يقدـ الكاتب تعريفو ؽبا أبهنا "توظيف النصوص كاعبداكؿ كالرسوـ البيانية
كالصور الثابتة كاللوف كاغبركة كالرسوـ اؼبتحركة كالصوت كالفيديو ،بكيفية مندؾبة
كمتكاملة ،كمن أجل تقدًن رسالة تواصلية فعالة قادرة على تلبية حاجات اؼبتلقي
كمتكيفة مع قدراتو اإلدراكية ،كالوسائط اؼبتعددة كف نقا ؽبذا التعريف ،ليست ؾبرد عملية
ذبميع ؽبذه الوسائط ،بل عملية إبداعية زبضع للشركط الفنية كالنفسية (اإلدراكية
اؼبزاجية) اؼبواكبة لعملية التلقي.
كاؼببلحظ أف التعريف يركز على جانبُت يف عملية التلقي لدل اؼبتلقي كنبا :
-اعبانب اإلدراكي الذىٍت.
-اعبانب اؼبزاجي.
كردبا قبد دانبنا اثلثنا كىو القدرة الفنية لدل اؼبتلقي كمراعاهتا أك مراعاة التكييف
بُت قدراتو الشخصية كقدرات اعبهاز أك اؼبوقع أك فكرة الوسائط اؼبتعددة .كإف كاف
ىذا اعبانب الثالث يبعدتا عن اؼبوضوع ،لكنو يوضع يف االعتبار.
-كما يبلحظ حشد كل إمكاتات الوسائط اؼبتعددة يف التعريف.
-كما يبلحظ أف كضع ىذه الوسائط اؼبتعددة عملية إبداعية ال ؾبرد رص آِف
أكذبميع سليب ،ألف مهمة ىذه الوسائط يف النهاية نقل أك توصيل رسالة .كتعت ر
الصحافة اإللكًتكنية من أك ر األشكاؿ على شبكة الويب استفادة من الوسائط
اؼبتعددة ،كمن ىنا ال بد من دراسة الوسائط اؼبتعددة كمدل جاذبيتها للمتلقي كمدل
سهولتها كسرعتها كتنوعها ككثرهتا كفاعليتها كمركنتها إٍف.
052
مث ينتقل الباحث إُف قياس كل ىذه اإلمكاتات على اإلعبلـ اإللكًتكين العريب
كمدل مواكبتو لركح العصر كما يوفره كاؼبستجد فيو يف ضوء ىذه النقطة موضع
الدراسة.
-5ع٘ارات اىخطفص:
إف سهولة التصفح أحد أىم عوامل تفضيل الوسائل لدل اعبمهور ،كلذلك فإف
إقباؿ اعبماىَت يزداد على الوسائل اليت يقل فيها اعبهد اعبسدم كالعقلي اؼببذكؿ لفهم
كتبعا ؼبا تتيحو الصحف اإللكًتكنية من مزااي
كاستيعاب اؼبواد اؼبتوفرة على اؼبوقع ،ن
عديدة تستهدؼ تسهيل عمليات التعامل معها ،فقد أصبحت اػبيار االتصاِف اؼبفضل
للجيل اعبديد من القراء الشباب ،ذلك أف أفراد ىذا اعبيل يهتموف ابإلنًتنت ،كيبيلوف
إُف تلقي األخبار من الشاشة أكثر من الورؽ ،كتتحقق سهولة التعرض اليت تتسم هبا
الصحف اإللكًتكنية من خبلؿ االلتزاـ ابلسمات التحريرية اؼبميزة ؼبضامُت الصحف
اإللكًتكنية ،إضافة إُف أنبية دعم ىذه اؼبضامُت من خبللو لغة ميسرة ككسائط
متعددة(ُ).
كيف الصحف اإللكًتكنية يتمتع القارمء بقدر غَت ؿبدكد من اغبرية يف قراءة اؼبواد
الصحفية اؼبنشورة هبا ،فإُف جانب فهرسة كل اؼبواد اؼبنشورة كأف اؼبوضوع كليست
الصحفة ىي الوحدة اإلخراجية ابلصحيفة اإللكًتكنية -كما سبق القوؿ -فإف تقنية
حرا يف
النص الفائق تتيح للقارمء إمكانية القفز من نص إُف آخر دبا هبعل القارمء ن
اتباع طريقة القراءة-اػبطية التقليدية أك اتباع طريقة فردية يف قراءة النص كف نقا لرغباتو-
دبا ال يبكن معو التنبؤ أك الثقة أبف نشر موضوع أك موضوعات معينة ابلصحيفة
اإللكًتكنية كبطريقة معينة ،يضمن للصحيفة قراءهتا أك التعرض ؽبا من قبل القراء بطريقة
معينة يقصدىا اؼبخرج ،طب نقا ؼبا تقتضيو نتائج الدراسات البصرية غبركة العُت على
الصفحة -أك استخداـ عناصر جذب االنتباه كغَتىا -كما وبدث يف أثناء مطالعة
(ُ) د .سعيد غريب :الصحيفة اإللكًتكنية كالورقية .دراسة مقارنة يف اؼبفهوـ كالسمات األساسية ابلتطبيق
على الصحف اإللكًتكنية اؼبصرية ،اجمللة اؼبصرية لبحوث اإلعبلـ ،العدد ُّ أكتوبر ،ديسم ر
ََُِ ،ص ََِ.َُِ ،
054
القصص اليت نشرت عن اؼبوضوع نفسو يف السابق ،كركابط ؼبواقع أخرل يبكنو أف هبد
ضا خدمات متعددة يبكنو االختيار من بينها.
هبا معلومات إضافية ،كبُت يديو أي ن
بيئة عمل الصحافة اإللكًتكنية تقدـ للجمهور سلسلة من خدمات القيمة اؼبضافة
القائمة على فكرة السرعة أك اآلنية ،فالصحيفة إبمكاهنا أف تلعب دكر حلقة االتصاؿ
اللحظية أك اآلنية بُت صبهورىا ع ر حلقات النقاش كغرؼ احملادثة كمنتدايت اغبوار
كقوائم ال ريد كغَتىا ،كتستطيع مضاعفة القدرة على التحقيق من الوقائع بشكل فورم
ع ر تعدد اؼبصادر كاإلحاالت اؼبوجودة على اؼبوقع ،كتستطيع القياـ خبدمة التحديث
تبعا لتطوير األحداث(ُ).
الفورم للمعلومات ن
كمعظم الصحف اإللكًتكنية طورت تقنياهتا اػباصة مستفيدة من إمكاتات
الكمبيوتر كشبكة اإلنًتنت اليت ذبمع بُت فبيزات الصحيفة كالراديو كالكتاب
كالتليفزيوف احمللي كالفضائيات.
-7اىطػود املفخٔضث :
يواجو احملرركف عادة مشكلة ؿبدكدية اؼبساحة اؼبخصصة للنشر كىذه اؼبشكلة
ليست موجودة يف الصحافة اإللكًتكنية بسبب خاصية اغبدكد اؼبفتوحة ،فمساحات
قيودا
التخزين اؽبائلة اؼبوجودة على اغباسبات اػبادمة اليت تدير اؼبواقع ال ذبعل ىناؾ ن
تقريبنا تتعلق ابؼبساحة أك حبجم اؼبقاؿ أك عدد األخبار ،يضاؼ إُف ذلك أف
تكنولوجيات اإلنًتنت -خاصة تكنولوجيا النص الفائق كالركابط النشطة -تسمح
بتكوين نسيج متنوع كذم أطراؼ كتفريعات ال هنائية تسمح ابستيعاب صبيع ما يتجمع
لدل الصحيفة من معلومات(ِ).
فإذا كاف قارئ الصحيفة اؼبطبوعة يتعامل مع نص صحفي مغلق ينتهي تدفق
اؼبعلومات بداخلو دبجرد كصوؿ القارئ إُف الكلمة األخَتة يف اػب ر أكاؼبوضوع اؼبنشور
( )1ؿبمود خلوؼ :استخدامات الصفوة الفلسطينية للصحافة اإللكًتكنية ،ََِٔ ،فلسطُت.
http://www.elaph.com/elaphWeb/InternetNews/2007/5/233408.htm
055
ب -وبتفظ األرشيف اإللكًتكين دبادة غزيرة ج ندا تفوؽ أضعافنا مضاعفة األرشيف
التقليدم (مثاؿ ذلك موقع BBCابللغة العربية).
ج -األرشيف يف الصحف الفورية يوفر ما يبكن تسميتو ابلطبقات الصحفية اؼبًتاصة
للخ ر الواحد ربت يد الباحث أك اؼبستخدـ ،كىذا يعٍت أهنا تتغلب على مشكلة
اؼبساحة احملدكدة كالضيقة ذات األطر اغبديدية يف الصحف الورقية ،فاألرشيف
اإللكًتكين ىنا يوفر مساحات ال متناىية لنشر اؼبعلومات كاألخبار كيتحرر من
بعض القيود يف الصحف الورقية ،كىذا ما شجع بعض الباحثُت األجانب على
إطبلؽ مصطلح جديد يف ظل ىذه الثركة الصحفية ىو الصحافة التفسَتية ،اليت
تعٍت توفَت أك ر قدر فبكن من مصادر اؼبعلومات كمستوايهتا ؼبن يريد.
د -بعض الصحف تقدـ ىذه اؼبيزة كلكنها تقيدىا دبدة زمنية ؿبددة يف حدكد ستة
مثبل أك أكثر أك أقل فبا يقلص ىذه اؼبيزة كال يعطيها اؼبدل الزمٍت اؼبطلوب،
أشهر ن
كما أف بعض الصحف تقيد األمر برسوـ مادية حوؿ التفاصيل اؼبطلوبة ،كأخرل
(كمؤسسة األىراـ اؼبصرية) تشًتط الدخوؿ على مزكد اػبدمة اػباص ابؼبؤسسة،
كاثلثة زبتفي لديها ىذه اػبدمة كما ىو اغباؿ يف موقع صحيفة (اػبليج اإلماراتية).
ىػ -تتفاكت ىذه اؼبيزة قوة ككفاءة فيما بُت الصحف الورقية.
-11اىرتاةػ اىفػال :
نعٍت بذلك قدرة اؼبستخدـ على ربط عناصر معلوماتية ـبتلفة اؼبصادر بعضها مع
بعض كىذه ميزة استخداـ شبكة الويب ،ىذا الربط يتيح مزي ندا من السيطرة على اؼبادة
الصحفية كيوحي ابلثراء ،كلكن ىذه اؼبسألة تواجهها بعض العقبات اليت تؤثر على
اؼبستخدـ كمنها:
-بطء التحميل.
-الوصبلت قد تكوف غَت فعالة .Borken links
-الربط نفسو قد يكوف خاطئنا.
052
-12اىخهيفث املاى٘ث اىلي٘يث:
فإنشاء صحيفة تبث على اإلنًتنت ال وبتاج إُف تكلفة مالية كبَتة ،كما ربتاجو
الصحيفة الورقية من ؿبررين كمصورين كإداريُت كعماؿ كتوفَت مبٌت كمقر ؽبا كمطابع
كرؽ كأحبار ..ابإلضافة إُف مستلزمات التوزيع كالتسويق كاإلعبلف.
- 13اإلغالن ٌطػر ىيخٍٔٗو واالُخشار:
عبأت الصحف اإللكًتكنية إُف اإلعبلف لتمويل مصركفاهتا ،بل كربقيق الربح من
خبلؿ اإلعبلف ،كقد أصبح اإلعبلف اؼبتكرر على كل صفحة يف الصحيفة اإللكًتكنية
اؼبسمي إبعبلف اليافطة أك البنر Bannerأك اإلعبلف اؼبميز من نص كصورة ،كيعد
مصدرا من مصادر الدخل ،ككلما زاد انتشار الصحيفة اإللكًتكنية كارتفع عدد زكارىا
ن
ارتفعت القيمة اؼبالية لئلعبلف ،كأصبح لصحف اإلنًتنت جزء كبَت من كعكة اإلعبلف
على مستول العاَف الذم كانت تستأثر بو كسائل اإلعبلـ األخرل كالتليفزيوف
كاإلذاعات كالصحف الورقية ،فالصحيفة اإللكًتكنية ليست ؾبرد موقع تتم زايرتو فقط
ضا -إُف عدد ضخم من إيبيبلت اؼبشًتكُت هبا ،فهي ربقق طرفُت
بل تصل -أي ن
إعبلنيُت ،حبيث إف اإلعبلف يصل إُف صبهور عريض ،ابإلضافة إُف ذلك فإف أسعار
اإلعبلف يف الصحف اإللكًتكنية مقبوؿ ج ندا ابؼبقارنة مع الصحف اؼبطبوعة ،كيتم
التعاقد على اإلعبلف بشكل يومي أك أسبوعي أك شهرم.
اترىبينا لعبت اإلعبلتات دكرا اسًتاتيجينا كؿبورناي يف ازدىار كتطور كانتشار
الصحافة ،كيرجع الفضل النتشار اإلعبلف يف ظهور صحافة "اللبيٍت" يف الوالايت
اؼبتحدة األمريكية يف الثبلثينيات من القرف التاسع عشر ،كابنتشار الثورة الصناعية
كانتشار اإلنتاج الوفَت كاالستهبلؾ الوفَت أصبح اإلعبلف اللغة اؼبفضلة لًتكيج السلع
كتسويقها كالتأثَت يف السلوؾ االستهبلكي للجمهور ،كيذىب اؼبختصوف إُف أف
كبَتا يف تكريس حرية الصحافة يف الدكؿ الغربية كاؼبتقدمة ،أما يف
اإلعبلف لعب دكرا ن
العاَف العريب فنجد أف اإلعبلتات كمع أهنا قدمت خدمة مالية معت رة للصحافة العربية
055
إال أهنا اخًتقت يف معظم األحياف اػبط االفتتاحي للجريدة ،كاستعملها يف معظم
األحياف رجاؿ اؼباؿ كالسياسة لتطويع اؼبؤسسة اإلعبلمية كتكييفها ػبدمة مصاغبهم
كأىدافهم حىت كإف كاف ذلك على حساب االستقبللية كاؼبوضوعية كااللتزاـ كالتقيد
دببادئ الصحافة اغبرة كالنزيهة .اخًتاؽ اإلعبلتات للصحافة العربية أثر سلبنا على
أدائها للوظائف كاؼبسئوليات اليت تقع على عاتقها(ُ).
-14حؽٔٗؽ املٓارات املِٓ٘ث ىيططف٘ني:
كاقعا مهنينا جدي ندا للصحفيُت كإمكاتاهتم كطريقة
فرضت الصحافة اإللكًتكنية ن
ملما بشركط الكتابة للصحيفة
مطلواب من الصحفي أف يكوف ن ن عملهم ،فأصبح
اإللكًتكنية كوسيلة ذبمع بُت مبط الصحافة التقليدية كمبط اؼبرئي ،كأف يضع يف اعتباره
عاؼبية كانتشار الوسيلة اليت يكتب ؽبا ،كمن ىنا لزـ أف يتعامل الصحفي دبهارة مع
مصادر اؼبعلومات كككاالت األنباء اؼبتنوعة كاكتساب مهارات جديدة يف صبع اؼبادة
الصحفية كالتعامل معها ابلبحث كالتحليل كالتحقق من مصداقيتها كمقارنتها دبعلومات
أخرل ،كقد أفرزت ىذه التطورات ظواىر متناقضة يف عاَف الصحافة ،فبينما يقوـ بعض
الصحفيُت اآلف جبمع األخبار ككتابتها كربليلها كربريرىا كتنسيقها ابستخداـ اإلنًتنت،
كىو ما ينعكس أثره على مضموف كشكل الصحيفة -فإف ىناؾ صحفيُت آخرين ،إما
َف يستخدموا ىذه التقنيات اغبديثة ابؼبرة كإما ال يزالوف يستخدموهنا ألداء مهاـ
تقليدية ،كيتبعوف نفس الوسائل التقليدية يف صبع اؼبادة كحفظها كربريرىا كاسًتجاعها..
إٍف.
كمن تاحية أخرل ،فقد أفرز اإلنًتنت ضغطنا من نوع آخر على الصحفيُت الذين
أصبح يتحتم عليهم معرفة كيفية البحث عن اؼبعلومات كالتعامل مع الكامَتا الرقمية
ككامَتا الفيديو الرقمية كبرامج الكمبيوتر ،ككيفية ربرير اؼبواد النصية كالسمعية كاؼبرئية
(ُ) د .دمحم قَتاط :اؼبعوقات اؼبهنية كالتنظيمية للصحافة العربية ،حبث منشور على موقع البوابة العربية
لئلعبلـ ،ص ُٖ.
061
ضمن ؿبتوايت اؼبوضوع الصحفي الذم يقوموف بو.
Techno كبػ ػػدت السػ ػػاحة الصػ ػػحفية ،ككػ ػػأف ىنػ ػػاؾ ف ػ ػريقُت :فري نقػ ػػا يسػ ػػمى
journalistsكىػ ػػم الػ ػػذين هبمعػ ػػوف بػ ػػُت مهػ ػػارات التعامػ ػػل مػ ػػع اإلنًتنػ ػػت كالوسػ ػػائل
التكنولوجي ػ ػػة اغبديث ػ ػػة ،كأدكات التعام ػ ػػل م ػ ػػع اؼبعلوم ػ ػػات اعبدي ػ ػػدة كتكنيك ػ ػػات إدارة
اؼبعلومات ،كفريق آخر يسمى الصحفيُت التقليديُت Tradition journalistsكىػم
الذين ما زالوا يستخدموف الوسائل التقليدية يف أداء العمل الصػحفي يف بيئػة تقػوـ علػى
التكنولوجيا كاإلنًتنت(ُ).
(ُ) د .السيد قبيب :الصحافة كاإلنًتنت ،مرجع سابق ،ص ِٔ.ِٕ ،
060
الفصل السادس
( )1نضاؿ منصور :مقدمة تقرير (أصو ات ـبنوقة) ،مرجع سابق ،ص ّ.ْ ،
062
كاستخداـ لفظ "الشريعة" يعٍت األحكاـ العملية دكف االعتقادات القلبية كىذا ىو
الغالب لدل العلماء ،كإذا كاف مصطلح "التشريع" يستعمل دبعناه القدًن الذم يشمل
األحكاـ الشرعية دبا فيها العبادات كاؼبعامبلت أك السلوؾ الفردم كاالجتماعي بصفة
عامة فإنو يف العصر اغبديث يراد بو اؼبعٌت االصطبلحي من سن للقوانُت اليت تصدر
عن الدكؿ كاغبكومات.
كمن ىنا أصبح يراد دبعناه القوانُت كالنظم ،فصار اغبديث عن الشريعة كتطبيقها
كمرجعيتها يفهم منو عند الكثَتين ما يتعلق ابلشئوف العامة كما يدخل يف اختصاص
الوالة كالقضاة ،كمرد ىذا اؼبفهوـ ىو "شيوع استعمالو كتداكلو على ألسنة السياسيُت
كالقانونيُت من أساتذة جامعيُت ،كمن قضاة كؿبامُت".
كتعد التشريعات يف ىذا اؼبقاـ ىي القوانُت اليت تسنها الدكلة لتحدد خطي
الصحافة كاإلعبلـ كرباسب على أساسها األفراد كاؼبؤسسات يف ضوء قانوف عاـ
للدكلة ىو الدستور الشامل لكل موادىا.
كعلى ىذا ،فالتشريعات بشكل أك آبخر ىي السند القانوين للدكلة ضد اػبارجُت
أك من تراىم خارجُت ،فهي –إذف -ضوابط كقيود سبهد للرقابة كتنطلق من مفهوـ
السلطة كحُت ننظر إُف التشريع كنظاـ يف صورتو الراقية سنجد أف التنظيم التشريعي
للظواىر االجتماعية يبٌت على أمرين الزمُت ،أكؽبما :تصور كاقعي يتبناه اؼبشرع يف حقبة
اترىبية ؿبددة ألبعاد كمواصفات الظاىرة ؿبل التنظيم كيقوـ ىذا التصور على إدارؾ
موضوعي دقيق للظاىرة ؿبل التنظيم كمواصفاهتا العلمية كاؼبادية .كاثنيهما :اعتناؽ
أساسا لتوجهات التشريع.
إطارا فلسفينا قيمينا يؤمن بو كيتخذه ن
اؼبشرع ن
فالتصور الواقعي من تاحية كالتوجو القيمي من تاحية أخرل نبا احملدداف
الرئيسياف حملتول أم تشريع ،كمن ىنا درج اؼبنظركف لفلسفة التشريع على القوؿ أف
التشريع علم بصياغة أك علم كفن ..كأف علم التشريع يتكوف من تصور كاقعي
كتوجهات نظرية ،كأنو بقدر ما تكوف التوجهات القيمية للتشريع توجهات عادلة
063
كرشيدة بقدر ما يكوف التشريع أقرب إُف الفاعلية كالكفاءة كالرشد كالعكس
صحيح(ُ).
كال شك أف حرية الصحافة تعت ر ىي األساس ،كالضوابط أك القيود اليت ترد
عليها ىي االستثناء ..كىذا ىو اؼبنطق الكامن يف مفهوـ كفلسفة الصحافة اغبرة ،كيف
القواعد الرظبية (الدساتَت) ،كغَت الرظبية (حقوؽ اإلنساف).
كيعطينا ربليل قوانُت اإلعبلـ يف الدكؿ العربية رؤية لكيفية تنظيم نظم االتصاؿ
الوطنية لعملية فبارسة ىذه اغبرايت كضوابطها ،كتعطينا عبلكة على ذلك رؤية لكيفية
تقييم النظم السياسية القطرية لنظمها االتصالية برمتها ،كرؤيتها إلدارة التحوالت
السياسية كاالجتماعية كالثقافية كرؤيتها ؼبتطلبات ضبط النظم الوطنية ذاهتا كالسيطرة
عليها ،كأغلب الظن أف كل اؼبواد الواردة يف قوانُت اؼبطبوعات كالنشر العربية ترتبط
بصورة مباشرة أك غَت مباشرة هبذه الرؤل.
عموما) يف الدكؿ العربية النظر
كينبغي عند ربليل قوانُت الصحافة (أك اإلعبلـ ن
إليها ابعتبارىا اإلطار أك السند القانوين لعمليات الضبط كالسيطرة اليت تتصورىا النظم
السياسية القطرية ضركرية غبماية النظم ذاهتا ،كسبكينها من قبل أجهزة تشريعية برؼبانية..
فبل بد أف نقر هبا كنتقبلها.
كتعد قوانُت اؼبطبوعات كالنشر -مضافنا إليها بعض مواد قوانُت العقوابت يف
بعض األقطار العربية -ىي اإلطار القانوين الذم وبكم عملية الضبط االجتماعي
كالسيطرة على تدفق اؼبعلومات داخل الدكؿ العربية ،منها كإليها كىي تعكس تصور
النظم السياسية العربية ألىدافها الوطنية كؿبدداهتا ،كتعاًف قوانُت اؼبطبوعات كالنشر يف
بعض الدكؿ العربية أكضاع الصحافة كاؼبطبوعات فقط ،كبعضها يتوسع إُف تناكؿ كل
( )1د .دمحم نور فرحات :تشريعات الصحافة العربية بُت حقوؽ اإلنساف كثورة االتصاالت الدكلية ،على
الرابط التاِف:
http:// www.almotamar.com.ly/2002/25/docnment 25/m9.doc
064
اؼبواد اإلعبلمية اؼبنشورة كاؼبتداكلة ،كبعض ىذه القوانُت يعاًف اؼبسائل اإلجرائية بتوسع
دبا فيها اعبزاءات كالعقوابت اليت توقع يف شأف اؼبخالفات كبعضها يعاًف األطر العامة
فقط اترنكا التفاصيل للقوانُت األخرل ،كبعض ىذه القوانُت مبٍت على فلسفة ؿبددة
تشرحها ديباجة القانوف ،لكن بعضها اآلخر ال يورد أك يهتم هبذه الفلسفة كيًتؾ
للشراح كالباحثُت االجتهاد يف استنباط ىذه الفلسفة.
كسبارس النظم السياسية العربية السيطرة على نظمها اإلعبلمية كالصحفية من
خبلؿ ثبلثة ؿباكر أساسية ،أكؽبا :ربديد احملظورات الضارة ابلنظاـ الوطٍت كاليت هبب
ذبنبها ..اثنيها :منع اخًتاؽ النظم اإلعبلمية الوطنية ..اثلثها :ربديد عقوابت ـبالفة
احملظورات كأساليب منع االخًتاؽ(ُ).
إف االنفجار اؼبعلومايت ع ر شبكة اإلنًتنت العاؼبية world wide webيبثل
إفرازا طبيعيا للثورة اؽبائلة يف كسائل االتصاؿ ،لذا فإف مسألة التشريعات كالقوانُت
اغباكمة لعمل الصحف اإللكًتكنية تنسحب دكف شك على تشريعات النشر الورقي
ضا اؼبتقدمة اليت سبقتنا يف تطور تلك الوسيلة
كالصحافة اؼبطبوعة يف الدكؿ النامية كأي ن
بكل إهبابياهتا كسلبياهتا ،خاصة أف الصحافة اإللكًتكنية تتميز أبمباط كخصائص عديدة
تفتقر إليها كسائل االتصاؿ األخرل سواء اؼبطبوعة أـ اؼبسموعة أـ اؼبرئية ،حيث
تسمح ابالتصاؿ بُت شخص كآخر أك بُت شخص كؾبموعة أشخاص كما تتيح
الصحافة اإللكًتكنية عرض أمباط عديدة من البياتات اليت ربوم النصوص كالصور
كالصوت كلقطات الفيديو كاالتصاؿ التفاعلى ،كىو ما تنفرد بو تلك الوسيلة عن غَتىا
من كسائل اإلعبلـ ،األمر الذم حدا ابلبعض ؼبقارنة أنبية اإلنًتنت ابخًتاع اؼبطبعة يف
منتصف القرف الرابع عشر.
كانطبلقنا من كجهة نظر اؼبنظمات اؼبدنية الداعية إُف حقوؽ اإلنساف كحرية التعبَت
فإف اغبق يف حرية التعبَت كاؼبعلومات كاػبصوصية كاؼبنصوص عليو يف القانوف الدكِف
( )1د.راسم اعبماؿ :مرجع سابق ،ص ُٕ.ٕٖ ،ٕٕ ،ِٕ ،
065
هبب أف يتم تطبيقو على االتصاؿ اؼبباشر online Communicationكاألشكاؿ
األخرل لبلتصاؿ الفردم كبينما ال تستهدؼ اؼبعاىدات الدكلية التعبَت اإللكًتكين بوجو
خاص فإف أتكيدىا اغبق يف البحث عن اؼبعلومات كاألفكار كاستقباؽبا كنقلها ع ر أية
كسيلة إعبلمية بغض النظر عن اغبدكد اعبغرافية قابل للتطبيق على التعبَت ع ر
اإلنًتنت ،كابلتاِف على الصحافة اإللكًتكنية.
لكن االنفجار اؼبعلومايت كاؼبعريف الذم تتميز بو اإلنًتنت عن غَته من كسائل
االتصاؿ أاثر حفيظة اغبكومات سواء يف الدكؿ اؼبتقدمة أـ النامية فبا دفعها لوضع
قيود أبشكاؿ متفاكتو على مضموف اإلنًتنت ربت اسم ضباية األطفاؿ كإيقاؼ
اإلرىابيُت كإسكات العنصريُت كابعة الكراىية ،لذا فإهنا تتدافع للقضاء على حرية
التعبَت ع ر شبكة اإلنًتنت كما أف تلك القيود اليت تعوؽ الوصوؿ Internet
accessتتزايد ع ر العاَف رغم اختبلؼ أشكاؿ اغبكومات كتوجهاهتا ..فقد ظهر إُف
الوجود تشريع للرقابة على اإلنًتنت يف الوالايت اؼبتحدة األمريكية عاـ ُٔٗٗ كىو
قانوف لباقة االتصاالت للتعامل مع الوسيلة االتصالية اعبديدة كىو النموذج الذم
سوؼ ربتذيو سياسات الدكؿ األخرل ،كادعت إدارة كلينتوف أف القانوف سوؼ وبمي
القصر من اؼبواد غَت البلئقة كىو ما سوؼ يعمل على اغبد من التعب ر اغبر ع ر
الشبكة بُت اؼبراىقُت(ُ).
كقد فتحت التشريعات األمريكية للضبط كالسيطرة على اإلنًتنت الباب أماـ
العديد من الدكؿ اليت ترغب يف كبح صباح الشبكة العنكبوتية مثل السعودية كإيراف
كالصُت فبا دفع اغبكومات يف تلك الدكؿ إُف استهداؼ تلك اؼبواد الداعمة غبرية
الرأم كحقوؽ اإلنساف كخنق متنفس اغبركات السياسية اؼبنهاضة للحكومات ،على
الرغم من أف صبيع اؼبقًتحات اؼبتعلقة دبراقبة اإلنًتنت زبًتؽ ضماتات حرية التعبَت
اؼبنصوص عليها يف الدساتَت الديبقراطية كالقانوف الدكِف.
( )1د.شريف دركيش اللباف :شبكة اإلنًتنت ،..مرجع سابق ،ص ّّ.
066
Open Internet Policy كتوضح مبادئ سياسة اإلنًتنت اؼبفتوحة
Principlesاؼبعلنة يف مارس ُٕٗٗ من قبل ؾبموعة عمل تضم خ راء أكركبيُت كمن
أمريكا البلتينة أف اإلنًتنت َف يوجد يف خواء تشريعي فالقوانُت اؼبوجودة يبكن كهبب أف
تقوـ بتنظيم التعامل مع اإلنًتنت ابلدرجة نفسها اليت يتم التعامل هبا مع الوسائل
األخرل.
كقد زبتلف مثل ىذه القوانُت من دكلة ألخرل ،لكنها هبب أف تتواءـ مع
التزامات حقوؽ اإلنساف اؼبتضمنة يف اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف ،كاالتفاقية
الدكلية للحقوؽ اؼبدنية كالسياسية كاألخبلقيات العامة لكن أية رقابة مبدئية على اؼبادة
مع ؿباكلة البحث عن كسائل بديلة غبماية تلك اؼبصلحة حىت تكوف أقل تقيي ندا للحق
يف حرية التعبَت .كيف اغبقيقة فإف االتفاقية األمريكية حوؿ حقوؽ اإلنساف تنص يف
موضوعا للرقابة اؼببدئية
ن اؼبادة (ُّ) على أف اغبق يف حرية التعبَت هبب أال يكوف
فًتشيح أك إعاقة الوصوؿ إُف اؼبادة على اإلنًتنت من قبل اغبكومة يباثل الرقابة قبل
(ُ).
النشر
إف الدكؿ العربية ضمن اجملتمعات النامية ،كاليت لديها مشاكل عدة ذبعلها تصنف
على أهنا من العاَف الثالث على أساسات أنبها مساحة اغبرية كطبيعة األنظمة اغباكمة
كطبيعة الشعوب كمعدؿ التنمية الذم بدأ يف ىذه الدكؿ بعد االحتبلؿ كمدل غباقها
ابلدكؿ اؼبتقدمة كارتباطها هبا بشكل أك آبخر ..ابإلضافة إُف الطبيعة اػباصة بكل دكلة
كىذا كلو ينعكس على طبيعة التشريعات يف ىذه الدكؿ ألف التشريعات كما سبقت
اإلشارة ال تنبع من فراغ إمبا تنبع من كل ىذه العوامل اؼبتفاعلة داخل كياف الدكلة.
كثَتا حُت نتحدث عن التشريعات اػباصة ابلصحف اؼبطبوعة كلن تفرؽ األمور ن
كالصحف اإللكًتكنية ،ألف الثانية فرع من األكُف تتفرع عنها كمن مث تتبع األصل.
كقد حرصت اغبكومات العربية على االحتفاظ بسيطرة قوية على كسائل اإلعبلـ
062
وكػ سؽم كأُن اىػلٔةات املطؽي:
التحريض على مقاكمة السلطات العامة.
التحريض على قلب نظاـ اغبكم أك كراىيتو أك ازدراءه.
التحريض على رببيذ أك تركيج اؼبذاىب اليت ترمي إُف تغيَت مبادئ الدستور
ضا ربريض اعبند على
األساسية للهيئة االجتماعية بوسيلة غَت مشركعة ،كأي ن
اػبركج على الطاعة.
التحريض على بغض طائفة من الناس.
التحريض على عدـ االنقياد للقوانُت(ُ).
نؼىم ِٗص كأُن املؽتٔغات ةاىشٍٓٔرٗث اىيتِاُ٘ث غيٕ:
مساسا بكرامتو أك
ن إذا تعرضت إحدل اؼبطبوعات لشخص رئيس الدكلة دبا يعت ر
نشرت ما يتضمن ذما أك ربقَتا حبقو أك حبق رئيس دكلة أجنبية ربركت دعول
اغبق العاـ دكف شكول اؼبتضرر.
كل من حرض على ارتكاب جرـ ابلنشر كاإلعبلف يف اؼبطبوعة الصحفية كغَتىا
ضا كل كتابة
يعاقب كف نقا ألحكاـ اؼبادة ُِٖ من قانوف العقوابت ،كيعت ر ربري ن
يقصد منها الدعوة إُف اإلجراـ أك التشويق إليو.
إذا نشرت إحدل اؼبطبوعات ما يتضمن ربقَتا إلحدل الدايتات اؼبعًتؼ هبا يف الببلد
أك ما كاف من شأنو إاثرة النعرات الطائفية أك العنصرية أك تعكَت عبلقات لبناف
اػبارجية يف شكل يعرض سبلمة الدكلة اػبارجية للمخاطر فإنو وبق للنائب العاـ
االستئنايف أف يوقف اؼبطبوعة ؼبدة ال تقل عن أسبوع كال تتجاكز الشهر كأف
(ُ) اؼبواد ُٖٕٕٗ ،ُٕٔ ،ُٕٓ ،ُْٕ ،من القانوف ُْٖ لسنة َُٖٗ بشأف سلطة الصحافة،
جبمهورية مصر العربية ،اؽبيئة العامة لبلستعبلمات ،القاىرة.
065
يصادر أعدادىا كعليو أف وبيل اؼبطبوعة إُف القضاء(ُ).
كوبظر قانوف اؼبطبوعات كالنشر ابؼبملكة العربية السعودية طبع أك نشر أك تداكؿ
اؼبطبوعات اليت ربتوم على:
أصبل شرعينا أك يبس قداسة اإلسبلـ كشريعتو السمحاء أك ىبدش
كل ما ىبالف ن
اآلداب العامة.
كل ما ينايف أمن الدكلة كنظامها العاـ.
كل ما من شأنو تعريض أفراد القوات اؼبسلحة أك أسلحتها أك عتادىا للخطر.
نشر األنظمة أك االتفاقيات أك اؼبعاىدات أك البياتات الرظبية للدكلة قبل إعبلهنا
رظبينا ما َف يكن ذلك دبوافقة اعبهات اؼبختصة.
كل ما يبس كرامة رؤساء الدكؿ أك رؤساء البعثات الدبلوماسية اؼبعتمدين ابؼبملكة أك
يسيء إُف العبلقات مع تلك الدكلة.
كل ما ينسب إُف اؼبسئولُت يف الدكلة أك يف اؼبؤسسات أك اؽبيئات احمللية العامة أك
اػباصة أك إُف األفراد من أخبار مكذكبة من شأهنا اإلضرار هبم أك اؼبساس
بكرامتهم.
الدعوة إُف اؼببادئ اؽبدامة أك زعزعة الطمأنينة العامة أك بث التفرقة بُت اؼبواطنُت.
كل ما من شأنو رببيذ اإلجراـ أك الدعوة إليو أك اغبث على االعتداء على الغَت أبية
صورة من الصور(ِ).
(ُ) اؼبواد ِّ ِٓ ،ِْ ،من اؼبرسوـ االشًتاكي رقم َُْ بتاريخ َّ ،ُٕٕٗ/ٔ/كزارة اإلعبلـ ،لبناف.
(ِ) اؼبادة ( ٕ) من نظاـ اؼبطبوعات كالنشر ،صادر بقرار ؾبلس الوزراء رقم ٓٔ بتاريخَُِِّْ/ّ/ىػ،
مرسوـ ملكي رقم ـ ُٕ/بتاريخ ُّ َُِْ/ْ/ىػ ،اؼبملكة العربية السعودية .
051
ويف اىشٍٓٔرٗث اىٍِ٘٘ث ِٗص اىلأُن املِظً ىيططافث
واملؽتٔغات غيٕ ٌا ٗيٖ:
ربظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة ما يبس العقيدة اإلسبلمية كمبادئها السامية أكربقَت
الدايتات السماكية أك يتضمن تشويو اغبضارة اليمنية كالعربية كاإلسبلمية.
ربظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة أية مواد ربريضية تستهدؼ النظاـ اعبمهورم
كالوحدة الوطنية كتكوف موجهة إلاثرة النعرات القبلية أك الطائفية أك العنصرية
أكاؼبنطقية أك السبللية أك بث ركح الشقاؽ كالتفرقة بُت اؼبواطنُت.
وبظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة ما يبس اؼبصلحة العليا للببلد من كاثئق كمعلومات
سرية ككقائع اعبلسات غَت اؼبعلنة ؽبيئات سلطة الدكلة العليا أك إفشاء أسرار
األمن كالدفاع عن الوطن.
وبظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة أية مواد تتضمن التعرض ابلنقد اؼبباشر كالشخصي
لشخص رئيس الدكلة ،كال أف تنسب إليو أقواؿ أك تنشر لو صور إال إبذف سابق
من مكتب الرئيس أك يف مقابلة عامة ،كال تسرم ىذه األحكاـ ابلضركرة على
النقد اؼبوضوعي البناء.
باشرا كشخصينا دبلوؾ كرؤساء
وبظر طباعة كنشر كتداكؿ أية مواد تتضمن مسا م ن
الدكؿ الشقيقة كالصديقة.
وبظر أم نشر متعمد ألخبار ككقائع كاذبة هبدؼ اإلساءة إُف الدكؿ الشقيقة
أكالصديقة أك إُف عبلقاهتا مع ببلدتا.
كذاب إُف
وبظر النشر اؼبتعمد ألخبار كاذبة أك أكراؽ مصطنعة أك مزكرة أك منسوبة ن
الغَت إذا كانت تتصل ابلرأم العاـ.
حظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة مواد ربريضية هتدؼ إُف خلق تصميم لدل شخص
أك أشخاص معينُت أك اعبمهور الرتكاب فعل أك أفعاؿ تعت ر جرائم يف
050
القانوف(ُ).
وساء يف كأُن حِظً٘ اىططافث يف ٌٍيهث اىتطؽَٗ:
فعبل من األفعاؿ التالية بغرامة ال تقل عن ثبلثة
يعاقب على نشر ما يتضمن ن
آالؼ كال تزيد عن عشرة آالؼ دينار حبريٍت:
أ -اإلساءة اؼبتعمدة إُف دين الدكلة الرظبي يف مقوماتو كأركانو.
ب -التعرض لذات اؼبلك اؼبصونة ابإلساءة اؼبتعمدة.
ج -التحريض اؼبتعمد على ارتكاب جناايت القتل أك النهب أك اغبريق أك جرائم ـبلة
أبمن الدكلة الداخلي أك اػبارجي حىت إذا َف يًتتب على ىذا التحريض أية نتيجة.
د -التحريض على قلب نظاـ اغبكم أك تغيَته.
كيف حالة العودة خبلؿ ثبلث سنوات من اتريخ اغبكم يف اعبريبة السابقة تكوف
العقوبة بغرامة ال تقل عن طبسة آالؼ كال تزيد على طبسة عشر ألفا .كيعاقب بغرامة
ال تزيد على ألفي دينار على نشر ما من شأنو:
أ -التحريض على بغض طائفة أك طوائف من الناس ،أك على ازدرائها أكالتحريض
الذم يؤدم إُف تكدير األمن العاـ أك بث ركح الشقاؽ يف اجملتمع كاؼبساس
ابلوحدة الوطنية.
ب -منافاة اآلداب العامة أك اؼبساس بكرامة األشخاص أك حياهتم اػباصة.
ج -التحريض على عدـ االنقياد للقوانُت.
كيعاقب ابلعقوبة اؼبنصوص عليها يف اؼبادة السابقة على نشر ما يتضمن:
أ -إىانة أك ربقَت اجمللس الوطٍت أك احملاكم أك غَتىا من اؽبيئات النظامية.
( )1اؼبواد رقم ُّٖ ُْٕ ،ُْٓ ،ُْْ ،ُّْ ،ُِْ ،َُْ ،ُّٗ ،من القانوف رقم ِٓ لسنة
َُٗٗ بشأف الصحافة كاؼبطبوعات ،كزارة اإلعبلـ ،صنعاء ،اعبمهورية اليمنية.
052
ب -نشر أخبار كاذبة أك كاثئق مصطنعة أك مزكرة مسندة بسوء نية إُف الغَت مىت كاف
من شأف ىذا النشر تكدير األمن العاـ أك إغباؽ ضرر دبصلحة عامة(ُ).
أٌا كأُن املؽتٔغات واىِشؽ ةػوىث اإلٌارات اىػؽة٘ث املخطػة
ف٘طظؽ:
-التعرض لشخص رئيس الدكلة أك حكاـ اإلمارات ابلنقد.
ضا أك إساءة إُف اإلسبلـ أك إُف نظاـ اغبكم يف الببلد -نشر ما يتضمن ربري ن
أكاإلضرار ابؼبصاٌف العليا للدكلة أك ابلنظم السياسية اليت يقوـ عليها اجملتمع.
-نشر ما من شأنو التحريض على ارتكاب اعبرائم أك إاثرة البغضاء أك بث ركح
الشقاؽ بُت أفراد اجملتمع.
-ال هبوز نشر ما يتضمن ذبنيا على العرب أك تشويها غبضارهتم أك تراثهم.
-ال هبوز نشر ما من شأنو اإلضرار ابلعملة الوطنية أك ما يؤدم إُف بلبلة الوضع
االقتصادم(ِ).
أٌا كأُن املؽتٔغات واىِشؽ ةفيؽِث غٍان فِ٘ص غيٕ:
-ال هبوز نشر ما من شأنو النيل من شخص جبللة السلطاف أك أفراد األسرة اؼبالكة
تلميحا أك تصروبنا ابلكلمة أك الصورة ،كال هبوز التحريض على قلب نظاـ اغبكم
ن
يف السلطنة أك الدعوة إُف اإلساءة إليو أك اإلضرار ابلنظاـ العاـ ،أك الدعوة إُف
اعتناؽ أك تركيج ما يتعارض مع مبادئ الدين اإلسبلمي اغبنيف.
-ال هبوز نشر كل ما من شأنو تعريض سبلمة الدكلة أك أمنها الداخلي أكاػبارجي
( )1مواد القانوف ْٔ :ٔٔ ،ٔٓ ،قانوف تنظيم الصحافة كالطباعة كالنشر ؼبملكة البحرين لسنة ََِّ
-ؾبلس الشورل يف ُٗ- ََِّ/ُُ/اؼبنامة -البحرين.
( )2اؼبواد َٕ ُٖ ،ٕٕ ،ّٕ ،ُٕ ،من قانوف اربادم رقم ُٓ لسنة َُٖٗ يف شأف اؼبطبوعات كالنشر
بدكلة االمارات العربية اؼبتحدة ،كزارة اإلعبلـ ،أبو ظيب.
053
للخطر ،ككل األخبار العسكرية كاالتصاالت السرية الرظبية ،ما َف تصرح بنشره
السلطات اؼبختصة ..كما ال هبوز نشر نصوص االتفاقات أكاؼبعاىدات اليت
تعقدىا اغبكومة قبل نشرىا يف اعبريدة الرظبية(.)0
-ال هبوز نشر كل ما من شأنو اؼبساس ابألخبلؽ كاآلداب العامة كالدايتات السماكية.
كجاء يف قرار تنظيم الصحافة كاؼبطبوعات جبمهورية السوداف :أنو هبب على أية
صحيفة أك مطبوع أف يلتزـ ابلقواعد التالية:
-عدـ التعرض لؤلدايف السماكية ككرًن اؼبعتقدات.
-عدـ تداكؿ األخبار كاؼبعلومات اليت تضر ابؼبصاٌف القومية أك ما من شأنو اؼبساس
برؤساء الدكؿ أك بتعكَت صفو العبلقات بُت السوداف كالدكؿ الصديقة.
-عدـ نشر ما من شأنو التحريض على ارتكاب اعبرائم أك إاثرة البغضاء أك بث ركح
الشقاؽ بُت أفراد اجملتمع(ِ) .
كما ذكرتاه من مباذج من قوانُت اؼبطبوعات كالصحافة كالنشر يف بعض الدكؿ
العربية ىو للتأكيد على أف الصحافة العربية سواء كانت مطبوعة أـ إلكًتكنية ربكمها
ترسانة من القوانُت كالتشريعات اليت ربد من سلطتها كتستخدمها اغبكومات كم رر
لتكميم األفواه ،كتكييف التهم اؼبوجهة ػبصوـ الدكلة أكاؼبعارضُت لسياستها ،كىذا
هبعل الصحف داخل الدكلة القطرية ما ىي إال أبواؽ دعاية للسلطات السياسية
اغباكمة كاليت بيدىا مقاليد األمور.
كثَتا لدل بعض الباحثُت الذين رصدكا الظاىرة نفسها إال من
كلن ىبتلف األمر ن
( )1اؼبواد ِٓ ِٖ ،ِٕ ،ِٔ ،من قانوف اؼبطبوعات كالنشر رقم ْٗ لسنة ُْٖٗ بسلطنة عماف،
مسقط ،كزارة اإلعبلـ ،مسقط.
( )2اؼبادة (ُّ) -قرار تنظيم الصحافة كاؼبطبوعات لسنة ُٖٓٗ جبمهورية السوداف الديبقراطية ،كزارة
الثقافة كاإلعبلـ ،اػبرطوـ.
054
حيث الفجوة بُت النظر كالتطبيق من تاحية كتطويع الواقع لبعض نصوص التشريعات
اليت زبدـ النظم اغباكمة من تاحية اثنية.
يضاؼ إُف ىذه التشريعات تشريعات خاصة بضماتات اؼبمارسة اؼبهنية حيث
ربدد بعض التشريعات العربية ضماتات اؼبمارسة اؼبهنية للصحفيُت كبعضها ال وبددىا
كتشمل الضماتات اؼبهنية اؼبنصوص عليها يف بعض التشريعات العربية:
ُ -حق الصحفيُت يف الوصوؿ إُف مصادر اؼبعلومات كحق اغبصوؿ على
اإلحصاءات كاألخبار اؼبباح نشرىا طب نقا للقانوف من مصادرىا سواء كانت ىذه
اؼبصادر جهة حكومية أـ عامة كما يكوف للصحف حق نشر ما يتحصل عليو
منها.
ِ -حظر فرض أية قيود تعوؽ حرية تدفق اؼبعلومات أك ربوؿ دكف تكافؤ الفرص بُت
ـبتلف الصحف يف اغبصوؿ على اؼبعلومات أك يكوف من شأهنا تعطيل حق
اؼبواطن يف اإلعبلـ كاؼبعرفة دكف اإلخبلؿ دبقتضيات األمن القومي كالدفاع عن
الوطن كمصاغبو العليا.
ّ -من حق الصحفي تلقي اإلجابة عما يستفسر عنو من أخبار كمعلومات
كإحصاءات ما َف تكن ىذه اؼبعلومات أك اإلحصاءات أك األخبار سرية بطبيعتها
أك طب نقا للقانوف.
ْ -للصحفي يف سبيل أتدية عملو اغبق يف حضور اؼبؤسبرات ككذلك اعبلسات
كاالجتماعات العامة.
ٓ -حق الصحفيُت يف عدـ اإلفشاء دبصادر أخبارىم إال إذا طلب القضاء ذلك.
مبوذجا يف ىذه النقطة ربدي ندا سنجد أهنا تعت ر أكثر األقطار
ن كحُت نتخذ مصر
توفَتا غبرية فبارسة العمل الصحفي كمعها لبناف كاليمن كتنص قوانُت اؼبطبوعات
العربية ن
كالنشر يف كل من األردف كفلسطُت كاعبزائر كموريتانيا كليبيا على بعض ضماتات حرية
فبارسة العمل الصحفي ..كذلك تعت ر مصر أكثر األقطار العربية توفَتا لضماف أمن
055
كسبلمة كاستقرار الصحفي كمستقبلو ،حيث يوفر القانوف رقم ٔٗ لعاـ ُٔٗٗ
الضماتات التالية للصحفي:
ُ -استقبلؿ الصحفي :فالصحفيوف مستقلوف ال سلطاف عليهم يف أداء عملهم لغَت
القانوف.
ِ -ال هبوز أف يكوف الرأم الذم يصدر عن الصحفي أك اؼبعلومات الصحيحة اليت
ينشرىا سببا للمساس أبمنو ،كما ال هبوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماتو،
كذلك كلو يف حدكد القانوف.
ّ -ال ذبوز إىانة الصحفي أك االعتداء عليو بسبب عملو ،كمن يهن صحفيا يعاقب
ابؼبواد اؼبقررة إلىانة اؼبوظف العمومي أك التعدم عليو يف قانوف العقوابت حبسب
األحواؿ.
ْ-إذا طرأ تغيَت جذرم على سياسة الصحيفة اليت يعمل هبا الصحفي أك تغَتت
الظركؼ اليت تعاقد يف ظلها ،جاز للصحفي أف يفسخ تعاقده مع اؼبؤسسة إبرادتو
اؼبنفردة ،بشرط أف ىبطر الصحيفة بعزمو على فسخ العقد قبل امتناعو عن عملو
بثبلثة أشهر على األقل ،دكف اإلخبلؿ حبق الصحفي يف التعويض.
ٓ -زبضع العبلقة بُت الصحف كالصحفيُت لعقد العمل الصحفي الذم وبدد مدة
التعاقد كنوع عمل الصحفي ،كمكانو ،كمرتبو ،كملحقاتو ،كاؼبزااي التكميلية دبا ال
يتعارض مع القواعد اآلمرة يف قانوف عقد العمل الفردم ،أك مع عقد العمل
الصحفي اعبماعي يف حالة كجوده.
ٔ -جمللس نقابة الصحفيُت عقد اتفاقات عمل صباعية مع أصحاب الصحف كككاالت
األنباء كالصحف العربية كاإلخبارية تتضمن شركطا أفضل للصحفي ،كتكوف نقابة
الصحفيُت طرفا يف العقود اليت ت رمها.
ٕ -تلتزـ صبيع اؼبؤسسات الصحفية كإدارات الصحف ابلوفاء جبميع اغبقوؽ اؼبقررة
للصحفي يف القوانُت كعقد العمل الصحفي اؼب رـ معها.
056
ٖ -ال هبوز فصل الصحفي من عملو إال بعد إخطار نقابة الصحفيُت دب ررات الفصل،
فإذا استنفدت النقابة مرحلة التوفيق بُت الصحيفة كالصحفي دكف قباح ،تطبق
األحكاـ الواردة يف قانوف العمل يف شأف فصل العامل.
ٗ -زبتص نقابة الصحفيُت كحدىا بتأديب الصحفيُت من أعضائها.
كتقًتب اليمن من مصر يف اغبقوؽ اؼبكفولة للصحفي كضماف سبلمتو كاستقراره،
كتشَت قوانُت اؼبطبوعات يف بعض األقطار العربية -بشكل عابر -إُف اغبقوؽ
تفصيبل عليها(ُ).
ن الشخصية للصحفي ،كال تنص
ويعٌ ٖرا جيسْا إىل احلديح عٔ تػسيعات ايضشافة اإليهرتوْية مبصيد َٔ
ايتدضيط يف بعض ايدوٍ ايعسبية باعتبازٖا وييدا ئ يٓفضٌ عٔ أَ٘
(الصحافة الورقية كاؼبطبوعات ) ،فالفارؽ ىو اغبيز اؼبكاين كتقنية التعامل كسرعة
االنتشار يف األساس ابإلضافة إُف الفركؽ األخرل اليت سبق عرضها من قبل لكن
يشًتؾ كبلنبا يف أهنما صحافة زبضع لػ"رقابة –سلطة -تشريعات".
عددا من اؼبشاكل يف
كتثَت مسألة التشريعات اػباصة ابلصحافة اإللكًتكنية ن
اجملتمعات العربية من بينها :ىل الصحافة اإللكًتكنية تنضم من حيث التشريع إُف قانوف
اؼبطبوعات كالصحافة الورقية أك إُف قوانُت كتشريعات اإلعبلـ كاؼبواد اإلعبلمية؟ كىل
كل الببلد العربية تضع ؽبا تشريعات خاصة هبا أك ال؟ كإُف أية فلسفة زبضع ىذه
أك التشريعات؟ كىل اؼبواقع اإللكًتكنية ؽبذه الصحف تعيش حالة من الفوضى
النظاـ يف عبلقتها ابلسلطة كاجملتمع؟
كل ىذه األسئلة يبكن أف نطرحها ضمننا ىي كغَتىا حُت نتعرض للتشريعات
اػباصة ابلصحافة اؼبطبوعة كاإللكًتكنية يف كل بلد عريب لنرل كيف تكوف اغباؿ يف كل
بلد خاصة حُت يقًتف ىذا ابغبرية يف النهاية ،كمن اؼبعركؼ أف اؼبواثيق الدكلية غبقوؽ
052
اؼبستشار القانوين للحزب الوطٍت اغباكم ،فبا أدل إُف صدكر أحكاـ ألكؿ مرة منذ
سنوات طويلة حببس اثنُت من الناشرين كٔ رؤساء ربرير كُِ صحفينا كأاثرت دعاكل
جدال بُت الصحفيُت ،كجددت مطالبهم إبلغاء اغببس يف قضااي النشر
اغبسبة السياسية ن
كإلغاء صبيع القوانُت اؼبعوقة غبرية الصحافة ،كدافعت السلطة فبثلة يف قيادات اغبزب
الوطٍت عن ىذه الطريقة يف مطاردة منتقديهم كاهتموا الصحافة أبهنا تعدت اغبدكد
اغبمراء ،كأدت ىذه األحكاـ إُف ازباذ موقف موحد من الصحف اؼبعارضة كاػباصة
احتجاجا
ن كاحتجبت ِِ صحيفة حزبية خاصة عن الصدكر يوـ السابع من أكتوبر
على موقف السلطة كتشجيعها لدعاكل اغبسبة ،كما يعد عاـ ََِٕ عاـ االنتقاـ من
الصحف اػباصة إذ استغلت السلطة تناكؿ الصحافة لشائعة مرض الرئيس حسٍت
مبارؾ ،كاهتمت صحيفة الدستور اليومية اػباصة ببث ىذه اإلشاعة كسبت إحالة رئيس
ربريرىا إُف احملاكمة كما أحاؿ اجمللس األعلى للصحافة جريديت الكرامة كالبديل إُف عبنة
التأديب بنقابة الصحفيُت لتناكؽبما اإلشاعة ،كما تسببت يف إقالة رئيس ربرير جريدة
أسبوعية ابلضغط على مالكها ،كحاكلت السلطة اؼبصرية استغبلؿ ىذه األزمة اؼبفتعلة
لتحجيم فبارسة حق نقدىا الذم ارتفعت كتَتتو عاـ ََِٕ بصورة الفتة للنظر،
كأزعجت كسائل اإلعبلـ اغبكومية اليت قامت هبجوـ مضاد على رموز اؼبعارضة كمبلؾ
الصحف اػباصة كحىت اؼبسئولُت الذين رأكا أف اتساع دائرة النقد ظاىرة صحية أك
الذين التزموا الصمت ذباه ما وبدث ،كشهدت الصحافة عودة ظاىرة الشتائم من
اؼبوالُت للسلطة لصحفيي اؼبعارضة كاػباصة ابػبيانة كالعمالة لتيارات سياسية ؿبظورة
كلدكؿ عربية كأجنبية.
كفيما ىبص القوانُت اؼبتعلقة ابلواقع الصحفي ككل داخل مصر تشَت التقارير إُف
أنو على الرغم من أف الدستور كالقانوف ينصاف على عدـ كجود رقابة مسبقة على
الصحافة ذات الرخص اؼبصرية ،فإف مصر تنفرد بظاىرة الصحافة الصادرة بًتاخيص
كدما كتعد كذبهز كتطبع يف مصر ،إال أف ىذا النوع
غبما ن
أجنبية كىي صحافة مصرية ن
من الصحافة ىبضع للرقابة اؼبسبقة من قبل إدارة للرقابة على اؼبطبوعات القادمة من
055
اػبارج التابعة لوزارة اإلعبلـ ،كالبنية القانونية يف مصر متعددة كمتشعبة .أشار أغلب
اؼبستطلعُت إُف أف القانوف يفرض الرقابة القضائية البلحقة ،كعلى الرغم من أف حالة
الطوارئ تتيح للسلطات مصادرة أية مطبوعة فإف السلطات يف مصر َف تستخدمو رغم
حدة االنتقادات اليت توجو إُف رئيس اعبمهورية كاؼبسئولُت الكبار يف السلطة كما زاؿ
قانوف العقوابت كقوانُت أخرل ذات صلة ابلصحافة كاإلعبلـ تنص على حبس
الصحفيُت مع فرض غرامات ابىظة مقارنة ابلغرامات اؼبفركضة على جرائم اغبق العاـ
كالفساد كليس من الشائع التوقيف (اغببس االحتياطي يف قضااي النشر).
عددا من حاالت االحتجاز غَت القانوين للصحفيُت أثناء
كما شهد عاـ ََِٕ ن
أداء عملهم يف التظاىرات االحتجاجية على تعديل الدستور.
أما عن موقف الدستور كالقوانُت من مسألة اغبصوؿ على اؼبعلومات فجدير
ابلذكر أف الدستور كقانوف تنظيم الصحافة ينصاف على حق الصحفي يف اغبصوؿ على
اؼبعلومات ،إال أنو ذباىل كضع آلية للوصوؿ إُف اؼبعلومات ،كلو رجعنا إُف اؼبنظومة
القانونية اؼبصرية فسنجدىا مليئة ابلقيود على تداكؿ اؼبعلومات ككل شيء سرم كأشار
عدد من اؼبستطلع رأيهم إُف القيود اؽبائلة على النفاذ إُف اؼبعلومات ،كاغبصوؿ عليها،
كتداكؽبا كنشرىا ع ر العديد من القوانُت اليت تكرس سرية اؼبعلومات كتعاقب على
إفشائها كنشرىا ،يف مقدمتها قانوف حفظ كاثئق الدكلة كقانوف العاملُت اؼبدنيُت كقانوف
حظر أخبار اعبيش كاألحكاـ العسكرية ،كقانوف اؼبخابرات العامة ،عبلكة على العديد
من نصوص قانوف العقوابت ذات الصلة بتداكؿ اؼبعلومات ..كأشاركا إُف أف النقاش
الدائر منذ هناية العاـ حوؿ كضع قانوف العقوابت اػباص بتداكؿ اؼبعلومات قد يكوف
خطوة كبو فرض قيود جديدة على اؼبعلومات كطالب اؼبستطلعوف بعرض القانوف اؼبزمع
إصداره على اعبهات اؼبختصة كمنها نقابة الصحفيُت.
كعلى كل يبكن أف نرصد الواقع الصحفي يف مصر من خبلؿ عدة مؤشرات
ترصدىا بعض التقارير:
021
أوال :اىطٍاٗث اىلأُُ٘ث واالسخٍاغ٘ث ىطؽٗث اىخػتري ٌٔسٔدة
ً
وٌهفٔىث
الدستور يضمن حرية التعبَت لكنو وبيلها إُف القانوف لتنظيمها ..كىذه األنظمة
تطبق كفق الظركؼ السياسية ،كتعدد األنظمة كتضارهبا كاستخداـ السلطة ؽبا بشكل
مسيس يعت ر من أىم العوائق اليت تواجهها حرية التعبَت ،فاغبماية الوحيدة غبرية الرأم
كالتعبَت ىي القضاء اؼبصرم كإف كاف تراجع شيئنا ما عن مبادئو الراسخة يف ضباية ىذه
اغبرية.
ذاُ ً٘ا :اىرتع٘ص ىيططف ُؾّٗ وحِاففٖ ال ٗغغع مللاٗ٘ؿ
اىخٍ٘٘ؾ اىف٘اـٖ
تساىبل يف منح الًتاخيص إلصدار الصحف من جانب اجمللس
ن شهد عاـ ََِٕ
األعلى للصحافة صاحب اغبق يف منح الًتاخيص كظهرت صحيفة يومية جديدة كىي
البديل كعدد من الصحف األسبوعية ،كيقوـ اجمللس ابستطبلع رأم األمن قبل اؼبوافقة
أصبل على إقامة شركات إصدار الصحف ،إال أف الضغوط احمللية كاػبارجية جعلت
ن
اجمللس يتساىل يف منح الًتاخيص.
ذاى ًرا :دعٔل اىفٔق واىِظام اىغؽٗتٖ إىل ضِاغث كؽاع
ضطافث ُؾّٗ وٌٍاذو ألوعاع اىطِاغات األعؽى
كال يضمن اإلطار القانوين دخوؿ كسائل اإلعبلـ اؼبستقلة ،ألف الدكلة ما زالت
ربتكر البث التليفزيوين كاإلذاعي األرضي كما كانت تفرض شركطنا قاسية على البث
انفتاحا يف ىذا اعبانب كظبحت الدكلة بقنوات
ن الفضائي إال أف عاـ ََِٕ شهد
فضائية مصرية لرجاؿ أعماؿ مصريُت لكن كفق الشركط اليت سبقت اإلشارة إليها ،أما
ابلنسبة إُف الصحافة فيضمن النظاـ القانوين كالضرييب إُف حد ما النزاىة.
راةػا :حيلٕ االغخػاءات عػ اىططف٘ني ووـائو اإلغالم ً
غلٔةات رادغث ىهَ ضػوث ٌرو ْؼه االغخػاءات ُادر
ما زالت اعبرائم ـبتلفة تبدأ ابالعتداء البدين كالتهديد ابؼبنع من السفر كمن أداء
020
كدائما ربدث أثناء تغطية التظاىرات االحتجاجية
العمل كتنتهي ابالحتجاز لفًتة قصَتة ن
إذ شهدت مصر يف العاـ اؼباضي أكثر من ََٔ تظاىر عماِف كفئوم للمطالبة
بتحسُت األكضاع اؼبالية ،إال أف ىذه االعتداءات ضد الصحفيُت ال هتز حالة األماف
اليت يعيشها الصحفيوف يف مصر إال أنو يف حالة حدكث االعتداءات ربمي اغبكومة
اؼبعتدين رغم تقدـ النقابة بببلغات إُف النائب العاـ حوؿ ىذه الوقائع كرغم أهنا ربدث
ضجة يف الرأم العاـ ،كال توجد عراقيل على عمل الصحافة االستقصائية سول ندرة
اؼبعلومات فقط.
عاٌفا :ال حيلٕ وـائو اإلغالم اىػاٌث أو املٍئنث ىيػوىث
ً
رغاٗث كأُُ٘ث حفغ٘ي٘ث واىلأُن ٗغٍَ اـخلالى٘ث اىغػ
اىخطؽٗؽي
ال يوجد قانوف خاص للصحف اؼبملوكة للدكلة لكن يوجد قانوف خاص لئلذاعة
كإداراي ألف من يعُت رئيس التحرير كرئيس ؾبلس
ن يراي
كالتليفزيوف كىي غَت مستقلة ربر ن
اإلدارة ىو اللجنة العامة دبجلس الشورل الذم تتحكم فيو اغبكومة كبناء على طلب
رئيس اعبمهورية فهو ؾبرد منفذ لقرار التعيُت.
ـادـا :ىئٍاؼَ ضق حيلٖ املػئٌات دون اغختار ىيطػود
ً
يف ظل االنفتاح العاؼبي كالفضائيات كاإلنًتنت كتطور كسائل االتصاؿ فشلت
ؿباكالت اغبكومة ؼبنع الوصوؿ إُف األخبار الدكلية ،لكنها تفرض رقابة على اإلنًتنت
كم رر اغبكومة -كما يقوؿ اؼبستطلعوف -ىو ضباية األمن القومي ،نعم يستخدـ
الصحفيوف اإلنًتنت بصورة كاسعة للوصوؿ إُف مصادر األخبار ككفرت النقابة ؽبم
خدمة االتصاؿ السريع DSLأبسعار رمزية كما كفرت ؽبم أجهزة حاسب آِف مدعومة.
ـاةػا :دعٔل ٌِٓث اىططافث ضؽ واىطهٌٔث ال حفؽض ً
حؽع٘طا وال غٔائق وال ضلٔ ًكا عاضث غيٕ اىططف٘ني
ً
َف تتغَت اغباؿ عن ذم قبل فما زالت بعض اؽبيئات مثل رائسة اعبمهورية كؾبلس
022
الوزراء كال رؼباف بغرفتيو تفرض شركطنا على قبوؿ الصحفيُت بعرض طلب اعتمادىم
على أجهزة األمن كىي اغبجة اليت تستخدـ لرفض الًتخيص ،كما يطلب غالبنا
الًتخيص يف األحداث اػباصة اؼبتعلقة ابغبكومة أك رائسة اعبمهورية أما عضوية نقابة
الصحفيُت فهي شرط أساس لقبوؿ اعتماد الصحفي احمللي إال أف بعض اؽبيئات
تتغاضى عن ذلك كتكتفي ابعتماد جهة عمل الصحفي كاعتماد اؼبركز الصحفي التابع
لوزارة اإلعبلـ شرطنا للصحفي األجنيب .كقد فشلت صبيع ؿباكالت الرقابة على
اإلنًتنت ،إال أهنا تتم يف بعض األحياف بصورة عشوائية كقد حاكلت اغبكومة تضييق
اػبناؽ على اؼبدكنُت ،إال أهنا فشلت يف ربقيق ىدفها(ُ).
يف هناية ف راير ََِٕ تقدـ القاضي عبد الفتاح مراد رئيس ؿبكمة االستئناؼ
ابإلسكندرية بعريضة دعول أماـ القضاء اإلدارم يطالب فيها اغبكومة اؼبصرية حبجب
ُِ موقعا إلكًتكنيا كمدكتات كصفها أبهنا "مواقع إلكًتكنية إرىابية"!
من بُت تلك اؼبواقع كاؼبدكتات كاف موقع الشبكة العربية ؼبعلومات حقوؽ
اإلنساف كموقع مركز ىشاـ مبارؾ للقانوف على رأس قائمة اؼبواقع اؼبطلوب حجبها
إضافة إُف تسعة عشر موقعا حقوقيا كإخباراي كمدكتات بينها قاسم مشًتؾ أساس كىو
كتابتها عن قياـ القاضي اؼبذكور ابالعتداء على حقوؽ اؼبلكية الفكرية للشبكة العربية
ؼبعلومات حقوؽ اإلنساف إذ قاـ بطباعة كتاب وبمل عنواف "األصوؿ العلمية كالقانونية
للمدكتات على شبكة اإلنًتنت" قاـ بتضمينو عشرات الصفحات "اؼبنقولة" عن تقرير
الشبكة العربية ؼبعلومات حقوؽ اإلنساف ،كالصادر يف ُّ ديسم ر ََِٔ ربت
عنواف "خصم عنيد :اإلنًتنت كاغبكومات العربية ،دكف أف يشَت إُف اؼبصدر أك يقوـ
ابلتنويو هبذا النقل ،األمر الذم هبرمو قانوف ضباية اؼبلكية الفكرية رقم ِٖ لسنة
ََِِـ.
( )1اغبرايت الصحفية يف البلداف العربية لعاـ ََِٕ :التقرير السنوم الثالث ،إشراؼ :وبيي شقَت ،مركز
عماف لدراسات حقوؽ اإلنساف ،األردف ،ََِٖ ،ص ُُّ .ُِٔ ،ُِْ ،ُُٓ ،الفكرية رقم
ِٖ لسنة ََِِـ.
023
كطالب القاضي اؼبذكور يف عريضة دعواه أف طلبو حبجب تلك اؼبواقع كاؼبدكتات
يستند إُف ما تتضمنو -حبسب ادعائو -من تقارير قاؿ إهنا تسيء إُف ظبعة مصر
كإىانة رئيس اعبمهورية كالتطاكؿ على بعض الدكؿ العربية كأنظمتها السياسية كأخَتا
على شخصو.
كتضمنت عريضة دعول القاضي ادعاء أبف ؿبتول اؼبواقع كاؼبدكتات اليت يطالب
حبجبها سبثل خركجا على القانوف كالشرعية كهتديد أمن كاستقرار الوطن كقد حاكؿ يف
دعواه أف يؤلب الدكلة ضد اؼبواقع كاؼبدكتات اإللكًتكنية بوصفو اؼبواقع أبهنا "إرىابية"
كخطر على األمن القومي كاؼبصاٌف العليا للدكلة كالنظاـ العاـ! كَف يكتف يف دعواه
ابؼبطالبة حبجب كغلق اؼبواقع اؼبذكورة بل حجب كإغبلؽ ما قد يتم إنشاؤه من مواقع
أخرل الحقا!
كموقعا جديدا لقائمة
ن كبتاريخ َُ مايو ََِٕ أضاؼ القاضي مراد َّ مدكنة
اؼبواقع اؼبطلوب حجبها كاؼبتهمة "ابإلرىاب الفكرم" ،كهتديد األمن القومي للببلد
ليصل عدد اؼبواقع اؼبطلوب حجبها ُٓ موقعا إلكًتكنيا(ُ).
يف ِٗ ديسم ر ََِٕ جاء حكم القضاء اإلدارم برفض دعول القاضي
اؼبطالبة حبجب اؼبواقع كاؼبدكتات يف حكم اترىبي انتصر غبرية التعبَت كجاء ضمن
حيثيات اغبكم:
"إف حجب موقع ابلصحافة اإللكًتكنية ىو من ذات جنس حظر صحيفة
مكتوبة جبانب أف كل ذلك قيد على حرية التعبَت ؿبظور دستوراي" ..كأيضا..":إف
اؼبخالفات كاليت أيخذىا اؼبدعي على بعض اؼبواقع أبهنا تسببت يف التعرض لو ابإلىانة
فإف ذلك يسوغ لو مبلحقة مرتكبيها جنائيا كمدنيا إال أهنا ال ت رر حجب ىذه اؼبواقع
ابلكامل ؼبا ربتويو اؼبواقع -كما ىو معلوـ من آالؼ اؼبعلومات األخرل اليت يستفيد
( )1يبكن االطبلع على قائمة كاملة هبا على الرابط التاِف:
http://www.hrinfo.net/press/2007/pr0510.shtml
024
منها كل من يسعي للمعرفة كابلتاِف يطوؽبم عقاب اعبهة اإلدارية يف حالة حجبها
اؼبوقع.
ككانت اغبكومة اؼبصرية قد قامت حبجب جزئي ؼبوقع "جبهة إنقاذ مصر"
www.saveegyptfront.orgمنذ ِٕ يناير ََِٔ ،حيث مت حجبو عن
مستخدمي اإلنًتنت يف مصر من اؼبشًتكُت يف أغلب شركات مزكدم خدمة اإلنًتنت.
كموقع "جبهة إنقاذ مصر" ،ىو لساف حاؿ إحدل اجملموعات الناشطة يف ؾباؿ
اإلصبلح السياسي ،كاليت تكونت ضمن ما يربو على أربع عشرة ؾبموعة ضاقت من
القمع كاالستبداد السياسي يف مصر ،كخرجت تطالب ابؼبزيد من اغبرايت اؼبدنية
كالسياسية كاإلصبلح السياسي ،كقد أعلنت بياهنا التأسيسي يف أبريل ََِٓ.
ككما حدث اغبجب على كبو مفاجئ كبشكل غَت رظبي ،كذلك مت رفع اغبجب
عن موقع جبهة إنقاذ مصر يف النصف األخَت من عاـ ََِٕ كيبدك أف اغبكومة
اؼبصرية يف غلق موقع أك حجبو تزيد من شعبية اؼبوقع كمن معرفة مزيد من اعبمهور بو،
كذلك يؤدم حجب اؼبواقع كما يف حاؿ مواقع صباعة اإلخواف إُف إنشاء عشرة مواقع
جديدة بدال منو ،فضبل عن إمكاف استخداـ تقنيات ذباكز اغبجب كتقنية "ال رككسي"
لتخطي أم حجب على أم موقع يف أم جزء من العاَف.
ككذلك شهد موقع "جريدة الشعب" اإللكًتكين ،كمنتدل "شئوف مصرية" ،كموقع
"جبهة إنقاذ مصر" حجبنا تبله رفع اغبجب.
كابلطريقة نفسها مت حجب موقع "منتدايت حرية" عن اؼبتصفحُت يف مصر ،ككاف
اؼبنتدل قد أطلق ضبلة إلكًتكنية بعنواف "ال عبماؿ مبارؾ ..ال للتوريث" ،ككانت كاحدة
من أكليات اغبمبلت اليت تعارض فكرة التوريث عبلنية.
المملكة األردنية الهاشمية
ابلنسبة إُف كصف كضع التشريعات الصحفية يف األردف عاـ ََِٕ كفقا
لتقارير الباحثُت فقد حقق األردف إقبازين مهمُت يف ىذا اجملاؿ نبا:
025
ُ -إقرار أكؿ قانوف غبق اغبصوؿ على اؼبعلومات يف العاَف العريب.
ِ -تعديل قانوف اؼبطبوعات كالنشر دبا ينص على مزيد من الضماتات غبق الصحفي
يف اغبصوؿ على اؼبعلومات.
كجرل بتاريخ ُ ََِٕ/ٓ/تعديل قانوف اؼبطبوعات كالنشر الذم يتضمن عدة
إهبابيات كسلبيات.
كمن اإلهبابيات اليت أدخلت على القانوف :إقرار قانوف ضماف حق اغبصوؿ على
اؼبعلومات ،كيوازف القانوف بُت حق اؼبواطنُت يف اؼبعرفة كحق الدكؿ يف حجب
اؼبعلومات اليت تضر ابألمن الوطٍت ،كيضع القانوف استثناءات على اؼبعلومات اليت هبوز
الكشف عنها ،كمنها ما يتعلق ابػبصوصية كحفظ حقوؽ اآلخرين ،كقضااي اؼبلكية
الفكرية ،كاغبفاظ على اآلداب العامة كالصحة العامة.
كيعت ر إقرار قانوف ضماف حق اغبصوؿ على اؼبعلومات نقلة نوعية يف إعماؿ حق
اؼبواطن كالصحفي ،كينص القانوف على ضماف حق اؼبواطن يف اغبصوؿ على اؼبعلومات
كليس الصحفي فقط ،كحق يضمنو القانوف كليس منحة أك تساؿبنا من اغبكومة
كمؤسساهتا(ُ).
كعلى جانب آخر قبد إضافة أخرل يف ىذا اجملاؿ يف نص اؼبطالعة القانونية اليت
أعدىا مركز ضباية كحرية الصحفيُت يف األردف حوؿ تطبيق قانوف اؼبطبوعات كالنشر
على مواقع اإلنًتنت ،حيث قبد اؼبشركع األردين قد كضع اإلعبلـ -لغاايت تنظيمية
-يف عدة قوالب قانونية ؿبددة حبيث جعل كل قالب قانوين يف تشريع مستقل ،ككانت
اغبكمة من كراء ذلك التفريق يف التخصصات كاالختصاصات كإعطاء كل قسم من
أقساـ اإلعبلـ اػب رة اليت وبتاجها لقد كضع اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع دبا يشملو من بث
ىوائي (إذاعة كؿبطات أرضية كفضائية) يف قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع ككذلك
025
عاما كإمبا يصبح خاصا كمتعل نقا ابلتعريفات التفصيلية اليت
تفصيلية فبل يصبح العاـ ن
تشرح كتفصل التعريف العاـ ،كىذا ما حدث يف قانوف اؼبطبوعات كالنشر فبعدما عرؼ
اؼبطبوعة أبهنا "كل كسيلة نشر دكنت فيها اؼبعاين أك الكلمات أك األفكار أبية طريقة
من الطرؽ" ،فقد فصل بينها كبُت ما ىي اؼبطبوعات اؼبقصودة لغاايت تطبيق القانوف
حيث عرفها ابآليت:
اؼبطبوعة الدكرية :اؼبطبوعة الصحفية كاؼبتخصصة بكل أنواعها كاليت تصدر يف
فًتات منتظمة كتشمل:
( )1املؽتٔغث اىططف٘ث وحشٍو ٌا ٗيٖ:
أ -اؼبطبوعة اليومية :اؼبطبوعة اليت تصدر يومينا بصورة مستمرة ابسم معُت كأرقاـ
متتابعة كتكوف معدة للتوزيع على اعبمهور.
ب -اؼبطبوعة غَت اليومية :اؼبطبوعة اليت تصدر بصورة منتظمة مرة يف األسبوع أك
على فًتات أطوؿ كتكوف معدة للتوزيع على اعبمهور.
( )2املؽتٔغث املخغططث:
اؼبطبوعة اليت زبتص دبجاؿ ؿبدد كتكوف معدة للتوزيع على اؼبعنيُت هبا أك على
اعبمهور كذلك حسبما تنص عليو رخصة إصدارىا.
بعد ىذا التفصيل لتعريف اؼبطبوعة ال يبكن القوؿ أبف اؼبشرع كاف يقصد مشوؿ
الصحافة اإللكًتكنية بتعريف اؼبطبوعة ،إذ لو قصد ذلك لكاف عينها كعرفها كفصلها
كما فعل يف ابقي التعريفات كال يبكن أف يًتؾ األمر دكف ربديد.
إف كل نوع من أنواع اؼبطبوعات الواردة يف التعريفات السابقة لو أحكاـ قانونية
كتنظيمية كاردة يف القانوف كىذا كضع منطقي ،أما الصحافة اإللكًتكنية فبل يوجد أم
حكم ينظمها يف ىذا القانوف كال يف أم قانوف آخر.
أمرا ما ضمن النطاؽ التطبيقي ألم قانوف دكف
كمن غَت اؼبعقوؿ أف يعت ر اؼبشرع ن
022
أف يضع لو أحكامو القانونية التنظيمية يف القانوف نفسو ألنو سيكوف من قبيل اللغو
كاؼبشرع ال يلغو.
إف السؤاؿ اؼبنطقي يف ىذا اؼبقاـ ليس ىو" :ىل يشمل تعريف اؼبطبوعة الصحافة
اإللكًتكنية أـ ال ؟" بل ىو :ىل تصلح نصوص قانوف اؼبطبوعات كالنشر رقم ٖ لسنة
ُٖٗٗ كتعديبلتو للتطبيق على الصحافة اإللكًتكنية؟ كىل نصوص القانوف اليت
تفًتض كجود صفة الصحفي الذم ىو عضو النقابة اؼبسجل يف نقابة الصحفيُت فقط
تنطبق على مسئوِف اؼبواقع اإللكًتكنية يف حُت أف قانوف نقابة الصحفيُت ال يشملهم
أساسا؟
ن
كىل شركط كإجراءات الًتخيص الواردة يف القانوف كاليت تقتصر فقط على رخص
اؼبطبوعات الدكرية كاؼبتخصصة من اؼبمكن أف تنطبق على اؼبواقع اإللكًتكنية؟
كىل شركط مالكي اؼبطبوعات الدكرية كاؼبتخصصة كمديرم كرؤساء ربريرىا
تنطبق على مالكي كمديرم كرؤساء ربرير اؼبواقع اإللكًتكنية؟
كىل النصوص القانونية التجريبية اػباصة بعمل الصحفي عضو النقابة اؼبسجل
كيعمل يف اؼبطبوعات الدكرية تنطبق على اؼبواقع اإللكًتكنية؟
جوااب قانونينا كليس اعتباطينا ىو أف
إف اعبواب كالذم يفًتض فيو أف يكوف ن
نصا قانونينا إمبا يعاًف حالة معينة كال هبوز ذباكزىا أبية حاؿ من
اؼبشرع عندما يضع ن
األحواؿ كهبب االلتزاـ ابلتعريفات كالصيغ الواردة يف كل نص قانوين.
إذف ال يبكن أبية حاؿ من األحواؿ تطبيق النصوص اػباصة ابؼبطبوعات الدكرية
أبنواعها كبرؤساء التحرير كالصحفيُت الواردة بقانوف اؼبطبوعات كالنشر على اؼبواقع
اإللكًتكنية.
كإف القوؿ خببلؼ ذلك هبايف اغبقيقة القانونية اليت يبكن فهمها مباشرة من خبلؿ
الصياغة العامة لنصوص قانوف اؼبطبوعات كالنشر كاألسباب اؼبوجبة لو كتعريفات
احملاكم كتفسَتاهتا للمطبوعة كاليت تدكر كلها حوؿ أف اؼبقصود ابؼبطبوعة ىو اؼبطبوعات
025
الدكرية كف نقا لتعريف القانوف ،كإف أم تفسَت يقوؿ بعكس ذلك إمبا يكوف تفسَتا غَت
قانوين ألنو ال هبوز تفسَت نص قانوين فسرتو احملاكم يف األساس.
إف اؼبكاف الصحيح للصحافة اإللكًتكنية إذا أردتا تنظيمها مع عدـ تسليمنا
أبحقية ذلك ىو قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع فإذا كاف اؼبشرع األردين ع ر يف ىذا
القانوف عن رغبتو بعدـ كضع تلك اؼبواقع كاإلنًتنت ككل ربت مظلة اإلعبلـ اؼبرئي
كاؼبسموع كذلك كف نقا لنص اؼبادة ِ من قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع فإنو ال يبكن
القوؿ أف اؼبشرع يرغب يف تنظيم ىذا القطاع يف قانوف اؼبطبوعات كالنشر ،فقد نصت
اؼبادة ِ من قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع رقم ُٕ لسنة ََِِ على أف كل عملية
صورا أك
بث تليفزيوين أك إذاعي توصل إُف اعبمهور أك فئات معينة منو إشارات أك ن
أصواات أك كتاابت من أم نوع كانت ال تتصف بطابع اؼبراسبلت اػباصة كذلك بواسطة
ن
القنوات كاؼبوجات كأجهزة البث كالشبكات كغَتىا من تقنيات ككسائل كأساليب البث
أك النقل.
كما عرؼ البث أبنو :إرساؿ األعماؿ أك ال رامج اإلذاعية كالتليفزيونية بواسطة
موجات كهركمغناطيسية أك ع ر أقمار صناعية أك تقنيات أك كسائل أخرل مهما كاف
كصفها أك طبيعتها يبكن اعبمهور من استقباؽبا ع ر صبيع الوسائل الفنية دبختلف أظبائها
كيستثٌت من ذلك الشبكة الدكلية للمعلومات "اإلنًتنت"(ُ).
كىكذا يبدك الوضع يف األردف غَت مستقر ،بل يبر دبرحلة ـباض ،كإذا كاف
مساعد مدير عاـ دائرة اؼبطبوعات كالنشر األردنية قاؿ :إف كل اؼبواقع اإللكًتكنية
كالصحافة اإللكًتكنية أصبحت زبضع لرقابة دائرة اؼبطبوعات كالنشر ،اليت ستقوـ
بدكرىا ابإلشراؼ على ىذه اؼبواقع كمتابعة التجاكزات اليت تصدر عن اؼبواقع اؼبسيئة.
( )1نصوص القانوف كانتقادات األردنيُت ؽبا على اؼبوقع اإللكًتكين ؼبركز ضباية كحرية الصحفيُت على
الرابط:
http://www.cdfJorg./look/Iaw.tp1
051
كعن اعبانب القانوين للقرار أكضح احملامي يونس عرب ،اؼبتخصص يف قضااي
اؼبلكية الفكرية ،أف بيئة اإلنًتنت من حيث تكوينها ديبقراطية البناء كاؼبشاركة كتقوـ
على فكرة حرية اختيار اؼبستخدـ ؼبصدر معلوماتو كقدرتو على الوصوؿ إُف اآلراء
كاؼبعلومات ،كيف الوقت نفسو على فكرة شفافية اؼبعلومات كإاتحة الفرصة إلبداء
اآلراء بكل حرية ..كىذه الطبيعة ىي اليت دفعت ـبتلف دكؿ العاَف اؼبتقدـ كالنامي إُف
عدـ كضع أية قيود على استخداـ اإلنًتنت للحد من أية ضوابط قد تتعارض مع ىذه
الطبيعة.
أشكاال ـبتلفة من الرقابة كالتقييد،
ن كمن تاحية كاقعية كرغم أف غالبية الدكؿ تتبع
لكنها ال تصرح دبثل ىذا اإلجراءات بل زبفيها لقناعتها أبف ىذه اإلجراءات التقييدية
أمر مرفوض من قبل اؼبشرعُت كجهات القضاء كمنظمات حقوؽ اإلنساف كجهات
اغبرية كالرأم اؼبختلفة ،ؽبذا كمن تاحية قانونية نرل أف قياـ دائرة اؼبطبوعات كالنشر
دبراقبة مواقع اإلنًتنت أمر يتعارض مع طبيعة اإلنًتنت نفسها ،إف القرار يتعارض مع
أغراض كنشاط دائرة اؼبطبوعات نفسها ،ألف دائرة اؼبطبوعات منوط هبا كسائل النشر
ذات االتصاؿ يف اجملتمع األردين يف حُت أف مواقع اإلنًتنت موجهة إُف اعبميع دكف أية
ؿبددات جغرافية أك إقليمية كما أف أغلب مواقع اإلنًتنت مسجلة لدل شركات عاؼبية
خارج نطاؽ األردف ،مضيفا أف الرقابة الوحيدة اؼبتاحة من تاحية فنية ىي منع
اؼبستخدـ من إمكانية الوصوؿ إُف اؼبوقع كابلتاِف ليست ىناؾ رقابة متاحة على شاكلة
ما سبارسو الدائرة ذباه ما ينشر داخل األردف .
كابلعموـ فإننا رأينا أف ىذا اإلجراء ال يتفق مع القانوف كقواعد حرية الرأم كال
يتناسب مع اعبانب العملي كمتطلباتو من حيث فبارسة ىذه اؼبهمة.
كأكد عضو ارباد كتاب اإلنًتنت د.دمحم مقدادم :إننا ننادم برفع سقف اغبرايت
العامة كتوفَت اغبد األقصى من حرية التعبَت ،كابلتاِف فإننا نعًتض على األنظمة اليت ربد
من ىذه اغبرايت اليت كفلها الدستور األردين يف كثَت من مواده كنصوصو ،كألننا نعيش
يف ظل ربوالت ديبقراطية نتمٌت ؽبا أف تتنامى كتتصاعد كتَتهتا فإننا ندعو إُف كقف ىذه
050
اإلجراءات اليت ستناؿ من الطاقات الفكرية كاإلبداعية كربد من إمكاف التواصل بُت
صناع الفكر كالثقافة كمستهلكيها من اعبمهور(ُ).
كىكذا تبدك التشريعات يف بلد كاألردف شبكة عنكبوتية رباكؿ أف تتحدل شبكة
عنكبوتية أك ر :فلمن تكوف الغلبة؟
الجمهورية اللبنانية
خاصا ،ألهنا رائدة يف العمل الصحفي ،كمن ىنا
كضعا ن
الوضع يف لبناف قد يكوف ن
ضا بلد التناقضات بسبب الصراعات الطائفية اليت تطفو
تتميز يف تشريعاهتا ،لكنها أي ن
على السطح .إف لبناف صبهورية ديبقراطية برؼبانية تقوـ على احًتاـ اغبرايت العامة كيف
طليعتها حرية الرأم كاؼبعتقد ،كعلى العدالة االجتماعية كاؼبساكاة يف اغبقوؽ كالواجبات
بُت اعبميع دكف سبايز أك تفضيل كىذا مكرس يف الفقرة "ج" من مقدمة الدستور
اللبناين.
كنصت اؼبادة ُّ من الدستور على حرية إبداء الرأم قوال ككتابة كحرية الطباعة
كحرية أتليف اعبمعيات كلها مكفولة ضمن دائرة القانوف فبا يعٍت كجود ضوابط ؼبمارسة
ىذه اغبرايت.
كتنص اؼبادة األكُف من قانوف اؼبطبوعات الصادر عاـ ُِٔٗ على أف "اؼبطبعة
كالصحافة كاؼبكتبة كدار النشر كالتوزيع حرة كال تقيد ىذه اغبرية إال يف نطاؽ القوانُت
العامة كأحكاـ ىذا القانوف" .كقد امتاز اللبنانيوف عن غَتىم من الشعوب العربية أبهنم
كانوا أكؿ من مارس الصحافة فبارسة فعالة كعلى نطاؽ شعيب كاسع يف ببلدىم أك يف
سائر البلداف العربية كاألجنبية.
نصت اؼبادة "ِٕ" من قانوف ُُٕٗ على أف وبظر -إطبلقنا -إصدار أية
مطبوعة صحفية قبل اغبصوؿ ساب نقا على رخصة من كزير اإلعبلـ بعد استشارة نقابة
( )1ينظر موقع ؾبلة ارباد كتاب اإلنًتنت العرب على الرابط التاِف:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?articlel10607
052
الصحافة.
كىناؾ نظاـ اإلخطار ،كىناؾ نظاـ اؼبوافقة اؼبسبقة كعندما أيخذ القانوف بنظاـ
اإلخطار فهذا القانوف يفتح الباب أماـ تكوين الصحيفة دكف قيود ،أما إذا كاف يتبٌت
اؼبوافقة اؼبسبقة ،فهذا القانوف أيخذ برؤية مقيدة غبق تكوين الصحيفة كيضع سلطة
تقديرية من تاحية اإلدارة يف اؼبوافقة أك اؼبنع.
كالصحيفة يف لبناف تصدر كفق نظاـ اؼبوافقة اؼبسبقة من كزارة اإلعبلـ ،كذبدر
اإلشارة إُف أف معظم الصحف يف لبناف ىي صحف خاصة كال ملكية للقطاع العاـ
عليها كالًتخيص ؽبا يكوف ع ر ؿباصصة كتوزيع سياسي ،كىناؾ صحف أصحاهبا من
أقدـ أصحاب القلم كالكلمة ،كجريدة النهار كصاحبها عميد الصحافة "غساف تويٍت".
كما حظرت نشره اؼبادة ُِ ىو "األنباء كالتقارير كالصور كاؼبقاالت اؼبنافية
لؤلخبلؽ كاآلداب العامة ككقائع ؿباكمات الطبلؽ كفسخ الزكاج كاؽبجر كالبنوة ككقائع
ربقيقات إدارة التفتيش اؼبركزم كالتفتيش العدِف".
كؿبظور أيضا نشر كقائع جلسات ؾبلس الوزراء كاعبلسات السرية للمجلس
النيايب ما َف يقرر نشرىا كىناؾ كثَت من احملظورات.
كىذه العقوابت تقع على اؼبدير اؼبسئوؿ ككاتب اؼبقاؿ كفاعلُت أصليُت حبسب
اؼبادة ِٔ من اؼبرسوـ االشًتاكي رقم َُْ ،ٕٕ/أما صاحب اؼبطبوعة فيكوف مسئوال
مدنيا ابلتضامن مع اغبقوؽ الشخصية كنفقات احملاكمة كيتم إدخالو يف الدعول
للتعويض على اؼبتضررين.
جدير ابلذكر أف القضاء اللبناين وبكم فقط ابلغرامة كالعطل كالضرر كال وبكم
ابغببس.
أما ابلنسبة إُف اغببس االحتياطي فقد نصت اؼبادة ِٖ من اؼبرسوـ االشًتاكي
َُْ ٕٕ/كاؼبعدلة دبوجب اؼبادة ٔ من القانوف رقم َّّ اتريخ ُُْٖٗٗ/ٓ/
على ما يلي" :ال هبوز التوقيف االحتياطي يف صبيع جرائم اؼبطبوعات".
053
كما أف حق االطبلع على اؼبعلومات أساس الديبقراطية فإذا َف يعرؼ الناس ما
وبدث يف ؾبتمعهم كإذا كانت أعماؿ أكلئك الذين وبكموهنم ـبفية ال سبكنهم اؼبشاركة
فعليا يف شئوف ذلك اجملتمع فإهنا شرط أساس من شركط اغبكومة الصاغبة ،كيرتكز
مبدأ كشف اؼبعلومات اؼبطلق على القرينة القائلة :إف كل اؼبعلومات تصبح موضوع
كشف إال يف حاالت ؿبددة وبفظ ىذا اؼببدأ األسس اعبوىرية اليت ت رز مفهوـ حرية
االطبلع كهبب أف يضاؼ ىذا اؼبفهوـ إُف الدستور لكي يكوف حق اغبصوؿ على
كاضحا ..كمن اغبقوؽ األساسية :إف ىدؼ التشريع يف اؼبقاـ األكؿ ىو
ن الواثئق الرظبية
تطبيق الكشف اؼبطلق يف اؼبمارسة.
يف لبناف للصحفي اغبرية يف الوصوؿ إُف اؼبعلومات كإمبا توضع يف كجهو العراقيل
كاغبواجز إذ ترفض اغبكومة إعطاء اؼبعلومات كما ربصل ،كوبظى بعض الصحفيُت
دبعاملة تفضيلية من قبل بعض السياسيُت ..كغالبا ما يتم الوصوؿ إُف اؼبعلومات من
قبل الصحفيُت أبساليب ؿبًتفة فيما زبفى حقائق عن بعض ىؤالء بشكل اتـ.
ينتظم الصحفيوف يف ىيئتُت مستقلتُت نبا :نقابة الصحافة اللبنانية كىي زبص
تاشرم اؼبطبوعات اللبنانية كأصحاهبا كتصدر الًتاخيص ؽبذه اؼبطبوعات كنقابة ؿبررم
الصحف اللبنانية اليت تعٌت بشئوف احملررين العاملُت يف الصحف اللبنانية ،كال ينص
القانوف يف لبناف على التزاـ عضو نقابة الصحفيُت دبمارسة العمل الصحفي كال يلزـ
اغبصوؿ على ترخيص.
لكن يفرض القانوف يف اؼبادة ِّ من اؼبلحق رقم ْ ُٕ/أف تتوافر يف أصحاب
الصحف كاؼبدير اؼبسئوؿ أف يكوف صحفيا كأف يكوف مسجبل يف نقابة الصحافة.
لكن الصحفي نفسو ال هبوز لو دخوؿ نقابة احملررين إال إذا كاف كاتبا يف صحيفة
مكتوبة كهبوز لؤلجنيب أف يبارس التحرير دكف االنتساب إُف النقابة كلو اغبق ابلبطاقة
مأذكتا لو يف اإلقامة يف لبناف كابلعمل فيو
الصحفية كمحرر صحفي بشرط أف يكوف ن
كأف تكوف قاعدة اؼبقابلة ابؼبثل مطبقة بُت بلده كلبناف.
054
ىذا ..كللطائفية أتثَت كاضح يف العمل الصحفي اللبناين كتوجيو مساراتو كىو أمر
خاصا ،لكنو مشار إليو يف النهاية فلكل مؤسسة لوف طائفي أكمذىيب فبيز
وبتاج حبثا ن
يبكن تلمسو بسهولة ع ر بعض اؼبؤشرات كمنها:
-اؼبوقع اعبغرايف للمؤسسة ،كىو ـبلفات الفرز الطائفي اعبغرايف للحرب.
-ىوية مالكها كأعضاء ؾبالس إدارهتا كربريرىا.
-ىوية العاملُت فيها.
-مضموهنا.
-صبهورىا.
اؼبواجهة بُت اؼبعارضة كاؼبواالة يف لبناف ىي الشاىد على االنتهاكات اليت تناؿ
اؼبمارسة الصحفية يف لبناف ،فالصحافة اللبنانية برغم كل الضغوطات ال تزاؿ تعت ر
األكثر ديبقراطية يف العاَف العريب ،إذ ال يسجن الصحفي بسبب آرائو كيستطيع أف
وبصل على معلوماتو ،لكنو قد يتعرض بسبب آرائو السياسية إُف القدح كالذـ كالتهديد
كالتهويل كاألىم إُف االغتياؿ ألنو الدارج يف لبناف يف اآلكنة األخَتة.
الوضع يف لبناف خطر على الشعب كالصحفي كالسياسي كقد ينفجر يف أية
غبظة ..لقد فشل القضاء يف عدة مناسبات يف أف يكوف حكما مستقبل يعمل على
إعادة توازف القوم غَت اؼبتوازنة بُت اجملتمع اؼبدين ككسائل اإلعبلـ كالصحافة من جهة
كاغبكومة من جهة أخرل ..فماذا عن كضع القضاء اللبناين؟ يف لبناف عوائق لتطبيق
القانوف بسبب السياسة كاحملاصصة كالطائفية كالتدخبلت السياسية كضعف السلطة
القضائية ،لكن ابلرغم من كل ما تقدـ فإف لبناف بلد اغبرايت كاآلراء اغبرة ،كتبقى فيو
أقبلـ حرة كفئة حرة تناضل من أجل اغبرية اغبقيقية كالعيش اؼبشًتؾ كالسبلـ.
كيف لبناف ال يوجد تشريع أك قانوف خاص ابلصحافة اإللكًتكنية.
055
الجمهورية العربية السورية
سبثل سوراي حلقة ؿبكمة كقوية من حلقات اختناؽ اؼبمارسة الصحفية يف الوطن
العريب ،خاصة إذا نظرتا إُف الواقع الصحفي يف عبلقتو ابلقوانُت كالتشريعات كسنجد
شبكة عريضة من القوانُت تعًتض أم سائر يف ىذا الطريق ،حبيث ال يبكنو أف يتفاداىا.
كيبكن أف نقف كقفات منوعة مع الواقع الصحفي يف سوراي انطبلقا من التقارير
حىت نصل إُف الصحافة اإللكًتكنية دبا أهنا تنبثق من اؼبناخ نفسو.
تصدر يف سوراي ثبلث صحف يومية رئيسة يف مدينة دمشق كأربع صحف يومية
متواضعة اغبجم كالتحرير يف مراكز احملافظات (ضبص ،ضباة ،حلب ،البلذقية) كتعود
ملكية ىذه الصحف صبيعها للدكلة.
كينبغي لنا اإلشارة إُف أف اؼبلكية رظبيا للدكلة لكنها فعليا تعود للحكومة اليت
حولت ىذه الصحف إُف صحف حكومية صرفة ال زبرج يف سياستها كخط ربريرىا عن
رغبة اغبكومة كمصاغبها كأتسبر أبمرىا ،كنتج عن ىذه اغباؿ أف أصبحت اؼبهمة الرئيسة
للصحف ىي سبجيد إقبازات اغبكومة (كاغبكومات اؼبتتابعة) من جهة كالسكوت عن
أخطاء اإلدارة كفساد بعضها كاالمتناع عن مهمة رقابة سياساهتا كىي -كما ىو معلوـ
-مهمة أساسية للصحافة من جهة اثنية ،كمن جهة اثلثة أغلقت ىذه الصحف أبواهبا
أماـ ـبتلف التيارات السياسية كاالجتماعية غَت اؼبتوافقة مع سياسة اغبكومة ،كربولت
يف اجملاؿ السياسي إُف ما يشبو النشرات اغبكومية اليت ال ذبد فيها أثرا للرأم اآلخر،
كأدل ذلك إُف سيطرة اغبكومة ككزارهتا كإدارهتا على اؼبعلومة كاحتكارىا كعدـ السماح
بنشرىا إال دبا يوافقها.
كقد ظبح لؤلحزاب اؼبنتمية للجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث (أم
األحزاب اغبليفة للنظاـ ) إبصدار صحف خاصة هبا ،كأصدرت أربعة من ىذه
األحزاب صحفا سياسية أسبوعية أك نصف شهرية ؿبدكدة التأثَت ،ضعيفة التمويل،
قليلة االنتشار ،متواضعة اؼبستول اؼبهٍت.
056
كقد ظبح لبلربادات كالنقاابت اؼبهنية أف تصدر صح نفا كؾببلت صبيعها أسبوعية
كهتتم بشئوف ارباداهتا كنقاابهتا مثل نضاؿ الفبلحُت ككفاح العماؿ كاؼبرأة العربية كجيل
الثورة كاألسبوع األديب كغَتىا .ال يوجد يف سوراي كسائل إعبلـ مرئية أك مسموعة سول
تلك اليت سبتلكها الدكلة (عدة إذاعات) ك(عدة قنوات تليفزيونية) كىي كالصحف
ربولت إُف كسائل حكومية صرفة أتسبر أيضا ككليا أبمر اغبكومة ال أبمر الشعب.
كاؼببلحظ أف اغبكومة ىي اليت ربكم قبضتها كليا على كسائل الصحافة كاإلعبلـ
اؼبقركءة كاؼبسموعة كاؼبرئية ،كذلك إما بطريق كزارة اإلعبلـ أك ابلطرؽ اؼبباشرة بواسطة
اإلدارات كاألجهزة األمنية أك بطريق ما يسمى ابلرقابة الذاتية.
ينص الدستور السورم ( اؼبادة ّٖ) على أف ( لكل مواطن أف يسهم يف الرقابة
كالنقد البناء دبا يضمن سبلمة البناء الوطٍت القومي كيدعم النظاـ االشًتاكي كفقا
للقانوف الذم َف يصدر).
كعلى ذلك فإف حق النقد ؿبفوظ على الورؽ فقط دكف أف تتاح الفرصة ألحد أف
يبارسو يف حيز الواقع.
أما اغبصوؿ على اؼبعلومات فهو حق مطلق للحكومة كأجهزهتا كربتكر اغبكومة
نشر األخبار كتوزيعها على ككالة األنباء الرظبية ( ساتا).
كلذلك يواجو الصحفيوف االستقصائيوف صعوابت كبَتة يف اغبصوؿ على
اؼبعلومات ،كال توجد ضباية قانونية غبرية التعبَت كمع أف انتهاؾ حرية التعبَت ليست لو
شعبية لكنو هبد استنكارا متواضعا كصامتا.
كيف اػببلصة نبلحظ عدـ كجود قوانُت يف سوراي ربافظ على حرية التعبَت كحق
النقد كحق اغبصوؿ على اؼبعلومة ،سول ما جاء يف الدستور الذم ربط ىذه اغبقوؽ
ابلقوانُت اليت َف تصدر كبقي األمر برمتو حكرا على كزارة اإلعبلـ كاجتهاداهتا كتفسَتاهتا
دكف مرجعيات قانونية كلعل ىذا يفرض التمييز بُت الصحف اؼبستقلة كالعامة يف
اعبوانب اؼبتعلقة دبهمات التحرير.
055
كبرغم أف سوراي صدقت على معظم االتفاقيات الدكلية غبقوؽ اإلنساف فإهنا َف
تدمج مضامُت ىذه االتفاقات يف التشريعات الوطنية اؼبتعلقة ابلصحافة كاإلعبلـ
كابلتاِف ال تطبقها.
كال تنص القوانُت كاؼبراسيم اؼبعموؿ هبا على الرقابة السابقة لوسائل اإلعبلـ
كالصحافة السورية كلكن كزارة اإلعبلـ تقوـ بنوع من الرقابة.
اقتصر اؼبرسوـ رقم (َٓ) لعاـ (ََُِ) على الدكرايت الصحفية كاؼبطابع،
كبقي اإلعبلـ اؼبسموع كاؼبرئي كاإللكًتكين دكف قانوف ينظمو كيضبط أحوالو ،كلعل
السلطة السياسية استندت يف ذباىلها إُف إصدار قانوف خاص ابإلذاعة كالتليفزيوف
ألهنا ملك الدكلة كىي احملتكر الوحيد ؽبما.
أما الصحافة اإللكًتكنية فهي كافد إعبلمي جديد على سوراي كمع ذلك ،تسيطر
صبعية اؼبعلوماتية (شبو الرظبية) على إعطاء رخص االشًتاؾ يف الشبكة العنكبوتية.
كقد حجبت السلطة كبو (َُُ) من اؼبواقع على اإلنًتنت سورية كعربية
كأجنبية ،منها مواقع إنًتنت فقط كمنها مواقع أخرل تعود لصحف أك مؤسسات غَت
سورية فقد حجبت مثبل مواقع صحف الشرؽ األكسط اللندنية كالنهار اللبنانية
كالسياسة الكويتية كالقدس العريب اللندنية كمواقع أخرل مثل اغبوار اؼبتمدف كشفاؼ
الشرؽ األكسط كإيبلؼ كأخبار الشرؽ كغَتىا ،كىناؾ رقابة غَت منظورة كال قانونية
على مواقع اإلنًتنت :كىكذا يعمل اإلعبلـ السورم اؼبسموع كاؼبرئي دكف قانوف تاظم
لنشاطاتو كمثلو اإلعبلـ اإللكًتكين ،كيًتؾ األمر ؼبمارسات كزارة اإلعبلـ كاجتهاداهتا
كاجتهادات أجهزة األمن(ُ).
كالوضع يف سوراي ابلنسبة للصحافة اإللكًتكنية ىو كضع مرتبط بوضع اإلنًتنت
عامة يف سوراي ،كالذم سنرل أنو كضع مأساكم ،دبا ينعكس على حاؿ الصحافة
055
اؼبنع أك " " FORBIDDENأك السجن اإلنًتنيت) تواجو مستخدـ اإلنًتنت.
ؿبصورا يف بعض
ن فمعظم خدمات الشبكة ؿبجوبة سول التصفح كحىت التصفح أصبح
اؼبواقع اليت تركؽ للسلطة تصفحها .فخدمة نقل الصوت كالصورة فبنوعة يف سوراي ،مت
اإلفراج عنها مع بداية عاـ ََِٔ كذلك بعد ظهور شركة (آية) كمنافس يف السوؽ
كتقدًن تنازالت ؽبا من قبل اؼبؤسسة العامة لبلتصاالت من حيث نقل خدمة الصوت
كالصورة فقامت اعبمعية العلمية السورية للمعلوماتية إثر ذلك بتفعيل تلك اػبدمة
كتقديبها ابجملاف بعد أف كاف ىناؾ رسم لبلشًتاؾ هبا ،رغم بقاء ىذه اػبدمة ؿبجوبة يف
اؼبؤسسة العامة لبلتصاالت حىت اآلف.
أما خدمة نقل اؼبلفات FTPفقد مت اإلفراج عنها مع الصوت كالصورة ،كبقيت
ضا ؿبجوبة يف ال ريد ،كحيت خدمة SSLبركتوكوؿ النقل اآلمن ع ر اإلنًتنت ،ىذاأي ن
من تاحية اػبدمات ،أما من تاحية التصفح فهذا حبد ذاتو مشكلة أساسية َف يتم حلها
حىت اآلف فمنذ دخوؿ اإلنًتنت سوراي َف تتوقف السلطات اؼبختصة حبمبلت االعتقاؿ
الواسعة على اؼبواقع السياسية كاإلخبارية كالدينية فحجبت العديد من اؼبواقع أنبها( :
إيبلؼ ،أخبار الشرؽ ،إسبلـ أكف الين ،عرب اتيبز) كمواقع اإلخواف اؼبسلمُت كاؼبواقع
اإلسرائيلية دكف استثناء حيث إف اؼبواقع اإلسرائيلية تنتهي ببلحقة ( )ilفعند كتابة أم
موقع فيو( )ilفسوؼ تظهر لك صفحة تبُت أف اؼبوقع فبنوع FORBIDDENعلى
الرغم من أف العنواف قد يكوف خاطئنا.
كمت حجب اؼبواقع الكردية على الطريقة نفسها اليت مت هبا حجب اؼبواقع
اإلسرائيلية أم أنو إذا كتبت www.qamislo.(any) :فإنو سوؼ يعطيك إشارة
اغبجب على الرغم من عدـ كجود مثل ىذا العنواف على الشبكة .كحىت أىم مكوتات
اإلنًتنت ال ريد اإللكًتكين ( )E-mailاألجنبية منها كالعربية َف تسلم من االعتقاؿ
كأنبها كانت Hotmail Yahoo Gawab Maktoob Ayna :كبقيت
ؿبجوبة حىت أبريل ََِْ ليطلق سراحها كعاد حجب موقع HOTMAILمقدـ
تشفعا
خدمة ال ريد اإللكًتكين اجملاين يف ُٕ ََِٔ-ٕ-لكن إطبلؽ سراحو َف يكن ن
211
ابل ريد اإللكًتكين بل بسبب ضيق السجوف ابؼبواقع كاليت امتؤلت بعد أف مت حجب
الكثَت من اؼبواقع الكردية السياسية منها كالثقافية كاإلخبارية بسبب نشرىا صور
الضحااي كاعبرحى كمقاطع فيديو فاضحة للحكومة كبتهمة أف تلك اؼبواقع تسيء إُف
ظبعة الدكلة ( كتسعي القتطاع أجزاء من الوطن كإغباقها بدكلة أجنبية ) .فقامت حبجب
اؼبواقع التالية ( :قامشلو ،عامودا ،عفرين ،كوابين ،تَتيز ،شبكة األخبار الكردية،
سيدا.) ..
كذلك مواقع خدمات االستضافة كحجز اؼبواقع تعاين ىي أيضا اغبجب ..إف
ىذه السياسة القاسية كاؼبتشددة ذباه اؼبواقع السياسية اؼبعارضة كاإلخبارية كالثقافية
كالدينية كاػبدمية أتيت دبقابل ظباح السلطات للمواقع اإلابحية كامبل دكف حجب(ُ).
فهل يبكن أف تتنفس الصحافة اإللكًتكنية يف ظل ىذ الواقع الصحفي اؼبختنق؟!
فلسطين
كثَتا عنو لدل البلداف العربية ،ألنو
التشريع للصحافة داخل فلسطُت ىبتلف ن
تشريع لدكلة داخل دكلة ،فهو تشريع ليس لو حق التشريع ،كليس لو حق الوجود،
سوءا نتيجة االنقسامات الداخلية بُت الفلسطينيُت،
اؼبمارسة الصحفية كضعيتها تزداد ن
كحسبما تشَت التقارير شهدت اغبرايت اإلعبلمية يف األراضي الفلسطينية أكضاعا
مأساكية ،كتعدايت خطَتة َف نشهدىا من قبل .كبفعل خصوصية كتعقيدات الوضع يف
األراضي الفلسطينية كتعدد السلطات اليت تتنازع السيطرة على األرض كاإلنساف ،فقد
تعددت مصادر ىذه االنتهاكات لكن النتيجة ظلت كاحدة كىي اؼبساس ابغبرايت
العامة كيف مقدمتها اؼبمارسة الصحفية اغبرة.
أيؿ جهدا يف تقييد الصحافة الفلسطينية ع ر
االحتبلؿ اإلسرائيلي كعادتو َف ي
سلسلة من اإلجراءات كاؼبمارسات اليت تراكحت بُت إطبلؽ الرصاص على الصحفيُت
( )1ابفل علي :من راقب الناس مات نبنا "اإلنًتنت يف سوراي ( ،مقاؿ ) على الرابط التاِف:
210
كاالعتداء عليهم ابلضرب كربطيم أدكاهتم كاحتجازىم على اغبواجز العسكرية كمنع أك
أتخَت تنقلهم من منطقة ألخرل كاعتقاؿ العديد منهم كربويلهم لبلعتقاؿ اإلدرام دكف
ؿباكمة .يضاؼ إُف ذلك كلو اقتحاـ مقرات الصحف كؿبطات التليفزيوف كالراديو
احمللية يف العديد من اؼبدف الفلسطينية كإغبلؽ بعضها أبكامر عسكرية ،كمصادرة
األجهزة كاؼبعدات منها ،كالسيطرة على ترددات العديد من ىذه احملطات كبث ببلغات
عسكرية ابللغة العربية موجهة للسكاف الفلسطينيُت .كما عبأ االحتبلؿ يف العديد من
اغباالت إُف منع الصحف الفلسطينية اليومية اليت تصدر يف الضفة الغربية من الوصوؿ
إُف قطاع غزة ،كما حاؿ بفعل اغبصار اؼبفركض على غزة من إدخاؿ الورؽ ..األمر
الذم أدل إُف توقف بعض الصحف كاجملبلت ىناؾ عن الصدكر.
كتراكحت االنتهاكات للحرايت اإلعبلمية أبيد فلسطينية ما بُت القتل كاػبطف
كاإلصابة ابلرصاص كالضرب كاالعتقاؿ كاقتحاـ مقرات إعبلمية كسرقة أك ربطيم
ؿبتوايهتا ،إضافة إُف حرؽ أعداد من الصحف كمنع طباعة كتوزيع بعضها كهتديد
العاملُت فيها ،كمنع الصحفيُت من تغطية األحداث ،كاستدعاء صحفيُت للتحقيق،
كحجب مواقع إنًتنت كتدمَت ؼبواقع صحف إلكًتكنية كهتديد العاملُت هبا ابلقتل مثلما
حدث مع صحيفة (دنيا الوطن) اإللكًتكنية.
كمن اؼبؤسف أف القضاء الفلسطيٍت ظل غائبا عن ؾبمل ىذه االنتهاكات
للحرايت اإلعبلمية سواء يف اعبانب اإلسرائيلي أـ الفلسطيٍت كظل اعبناة طليقي اليدين
دكف اعتقاؿ أك ؿباكمة.
جدير ابلذكر أف الصحافة اإللكًتكنية يف فلسطُت ابلذات ىي نوع جديد من
أنواع اؼبقاكمة َف تعهده من قبل ،كال بد أف يصب اغبديث عنها كعن تشريعاهتا
كعبلقاهتا ابلسلطة يف ىذه النقطة ،لذا ال عجب أف نقف ىذه الوقفة السريعة أماـ
اؼبظهر اعبديد للصحافة اإللكًتكنية من خبلؿ بلد كفلسطُت كقد خلصت دراسة
علمية أكاديبية فلسطينية ( أطركحة ماجستَت للصحفي الفلسطيٍت خالد معاِف من
مدينة سلفيت ابلضفة الغربية يف التخطيط كالتنمية السياسية من جامعة النجاح الوطنية
212
بنابلس بفلسطُت) إُف نتيجة مفادىا أف الصحافة اإللكًتكنية أسهمت يف تعزيز أسس
التنمية السياسية الفلسطينية ،كأف ؽبا أتثَتات عميقة يف ؾباؿ التنشئة السياسية كبناء
كتشكيل الرأم العاـ حوؿ ـبتلف القضااي كعملية التغيَت السياسي .كبُت استطبلع
للرأم مشلتو الدراسة أف ُٗ %من طلبة جامعة النجاح الوطنية يعت ركف أف الصحافة
اإللكًتكنية أسهمت يف رفع درجة الوعي السياسي لديهم.
كاكتسبت الدراسة أنبية ألهنا تبحث يف موضوع جديد ىو األكؿ من نوعو على
مستول الوطن العريب كىو الصحافة اإللكًتكنية كأتثَتاهتا يف التنمية السياسية ،حيث
كاف عنواف الرسالة اعبامعية "أثر الصحافة اإللكًتكنية على التنمية السياسية يف الضفة
الغربية كقطاع غزة منذ عاـ ُٔٗٗ كحىت عاـ ََِٕ" ،كاستغرؽ إعداد ىذه الدراسة
قرابة سنتُت بسبب عدـ كجود مراجع كندرة الدراسات السابقة حوؿ اؼبوضوع ،حيث
أكد الباحث معاِف أنو اضطر إُف االستعانة ابؼبقاببلت كاالستبانة كترصبة بعض الكتب
من اللغة اإلقبليزية إلقباز الرسالة.
فقد بينت عينة عشوائية أخذت من جامعة النجاح الوطنية ،تتكوف من ََُ
طالب كطالبة أف نسبة ٔٗ %من الطبلب كالطالبات يستخدموف اإلنًتنت ،كأف ّٔ
%منهم يستخدمونو بشكل متواصل ،كْٕ %يستخدمونو بعض الشيء ،كُّ%
تادرا ،كْ %ال يستخدمونو .كما بينت أف ٖٔ %من اؼبستطلعة آراؤىم يتابعوفن
اؼبواقع كالنشرات السياسية كاليت ىي يف الغالب تكوف ع ر الصحافة اإللكًتكنية
للمواقع اغبزبية ،كأفَِ %منهم يتابعوف اؼبواقع كالنشرات السياسية بشكل مستمر،
أحياتا ،كَّ %تادرا ،كُْ %ال يتابعوف النشرات السياسية.
كّٔ %أجابوا ن
كتشَت ىذه النتيجة إُف أف فئة الطلبة لديها اىتماـ كبَت ابألمور السياسية،
كاؼبواقع اليت ت رز ذلك كىي اؼبواقع اغبزبية يف الغالب ،فبا يشكل تعبئة كبَتة كتقوية ال
يستهاف هبا للوعي السياسي لديهم ،كيبكن إرجاع ىذه النسبة الكبَتة من الطبلب
الذين يتابعوف النشرات السياسية إُف خصوصية كجود االحتبلؿ ،كما يقتضيو الواقع
السياسي الفلسطيٍت من حراؾ سياسي يومي.
213
كأجاب َّ %من الطبلب كالطالبات عن السؤاؿ الثالث أبهنم يتابعوف اؼبواقع
اغبزبية ،كأف ِّ %يتابعوف اؼبواقع التحليلية ،كّٖ %يتابعوف ال رامج الواثئقية.
كىذا يشَت إُف أف ثلث الطلبة يهتموف دبعرفة كجهة نظر األحزاب العاملة على الساحة
الفلسطينية حوؿ ـبتلف اؼبستجدات ،كتغذية عقوؽبم كفكرىم بكل شيء جديد حوؿ
ذلك ،خاصة أف ىناؾ كل يوـ ما ىو جديد من قبل األحزاب الفلسطينية دبا ىبص
القضية الفلسطينية.
كما أكضحت العينة كذلك أف القضية الفلسطينية حصلت على ما نسبتو
ُٔ %من متابعتهم ،كأف َِ %من متابعات العينة توجهت كبو القضااي العربية
كاإلسبلمية ،كٔ %أبدكا اىتمامهم بقضااي البيئة كاؼبرأة ،كُّ %اىتموا بقضااي
التطور العلمي كالتقٍت ،كىم ابألرجح من الكليات العلمية .كاف مفاجئنا للباحث ضعف
االىتماـ من قبل العينة بقضااي اؼبرأة كالبيئة.
ضا إُف تبلزـ كترابط القضية الفلسطينية مع ؿبيطها العريب
كتشَت ىذه النتائج أي ن
كاإلسبلمي فتصويت َِ %من العينة -كىم من طلبة فلسطُت ربدي ندا -أبهنم
يتابعوف القضااي العربية كاإلسبلمية يؤكد عمق الركابط كاؽبم اؼبشًتؾ مع احمليط العريب
كاإلسبلمي ،كأف الشبكة تسهم يف ذلك.
كأجاب ٔٗ %من العينة عن السؤاؿ اػبامس أبف الشبكة تسهم يف بنائهم
اؼبعريف ،كْٔ %تسهم بشكل كبَت يف ذلك ،كْٓ %أجابوا أهنا تسهم بعض
الشيء ،كٓ %أجابوا قليبل ،كْ %أجابوا ببل.
قواي على أف اؼبعرفة -كوهنا أحد عوامل
مؤشرا ن
ن كيبكن اعتبار ىذه اؼبعطيات
التغيَت السياسيَ -ف تعد مقتصرة على كسائل اإلعبلـ األخرل كالسابق ،بل تسيد
صبيعا يف البناء اؼبعريف ،بل سبقت الوسائل اليت قبلها .كفيما
كتربع اإلنًتنت عليها ن
يتعلق ابلسؤاؿ السادس ،فقد أجابُٖ %من أفراد العينة أبف حرية االطبلع يف
مواقع اإلنًتنت متوافرة أكثر من كسائل اإلعبلـ األخرل ،حيث إف نسبة ّٔ%
214
قليبل ،كْ%
كثَتا ،كْٓ %منهم بعض الشيء ،كُٓ %أجابوا ن
أجابوا أبهنا متوافرة ن
أجابوا ببل.
كىذا يشَت إُف اغبرية الواسعة اليت يتمتع هبا اإلنًتنت ،كأف الرقابة تكاد تكوف غَت
موجودة على الشبكة اإللكًتكنية ،فبا يعجل يف تسارع لرفع سقف اغبرايت يف اجملتمع
الفلسطيٍت ،كيعجل يف عملية التغيَت السياسي كاليت ىي بدكرىا أحد أسس التنمية
السياسية يف أم ؾبتمع السؤاؿ األخَت كالذم ىو األكثر أنبية يف االستبياف ،أجاب
ُٗ %من العينة أبف الشبكة رفعت من كعيهم السياسي ،كمنهم ْٔ %أجاب أبهنا
رفعتو بشكل كبَت ،كْٓ %بعض الشيء ،كٓ %قليبل ،كْ %أهنا َف تسهم يف رفع
كعيهم السياسي ،كىي نسبة عادية حيث إنو من اؼبمكن أف قبد من ال يعرؼ أك من ال
يريد استخداـ الشبكة.
كتشَت نتائج السؤاؿ السابع األىم من بُت األسئلة كاألخَت يف االستبانة إُف مدل
أنبية الدكر الذم تلعبو الشبكة اإللكًتكنية ،خاصة الصحافة اإللكًتكنية كجزء منها يف
عملية تشكيل كرفع منسوب الوعي السياسي لدل الطبلب ،كمدل اىتمامهم ابلقضااي
السياسية اغبياتية احمليطة هبم ،كىذا ما يؤكد ضركرة زايدة االىتماـ ابلشبكة من قبل
صناع القرار كالسياسيُت للتعجيل بفضح كتعرية كزكاؿ االحتبلؿ(ُ).
ضا
كىذا التأثَت عاؼبي كليس ؿبلينا فقط ،كإف كانت ىذه إهبابية ،فعلينا أف نعلم أي ن
أف لو سلبياتو اػباصة حىت نضع األمور يف نصاهبا ،فقد شكل ظهور اإلعبلـ اإللكًتكين
نقلة نوعية يف ثورة االتصاالت ،فهذه الوسيلة َف تلغ ما قبلها من الوسائل اإلعبلمية،
كما توقع البعض ،بل احتوهتا ،فبات ىناؾ الصحافة اإللكًتكنية ،كاإلعبلـ اإللكًتكين
اؼبرئي كاؼبسموع ،كىذا الدمج كالتداخل بُت األمباط اؼبتنوعة أفرز قوالب إعبلمية
متعددة ،ال يبكن حصرىا ،ألهنا يف تطور سريع يتخذ أشكاال متنوعة .ىذا ما دفع
العديد من اعبماعات كاألشخاص ،بل حىت الدكؿ إُف التنبو ألنبية ىذه الوسيلة للتعبَت
( )1ينظر صحيفة ( عرب ْٖ) على الرابط التاِفwww.arabs48.com /display :
215
عن مواقفها ،كالوصوؿ ألك ر عدد فبكن من اعبماىَت من خبلؿ ضغطة زر كاحدة.
كنتيجة الحتداـ الصراع الفلسطيٍت اإلسرائيلي ،عمل كل طرؼ على تركيض ىذه
األداة لصاغبو ،كمحاكلة لكسب الرأم العاـ العاؼبي ،كالتعبَت عن آرائو كمواقفو من
صبيع اؼبسائل كالقضااي.
كدبا أنو غالبا ما يتحدث الكثَتكف عن قدرة الصحافة اإللكًتكنية اإلسرائيلية على
التأثَت يف اجملتمع الدكِف ،بينما توصف نظَتهتا الفلسطينية ابلضعف كالًتىل .فإف ىذا
التصور ،كفر أرضية خصبة ،إلجراء مقارنة جزئية بُت مبلمح كخصائص اؼبواقع
اإلعبلمية اإللكًتكنية لكبل اعبانبُت ،يف ؿباكلة لئلجابة عن سؤاؿ شائك ذم حدين،
ىو :من يتفوؽ على اآلخر؟ ككيف؟
ىناؾ ما يزيد على ََُ موقع إخبارم إلكًتكين فلسطيٍت ،معظمها غَت معركؼ
للجمهور بشكل كاسع ،كجزء كبَت منها ال يبتلك كوادر صحافية مدربة كمعدة بشكل
جيد أك حىت مراسلُت ،كابلتاِف فهي تستمد معطياهتا كموادىا من كسائل إعبلـ أخرل،
تادرا ما يكوف
ابإلضافة إُف بياتات اؼبؤسسات كالًتصبات عن الصحف الع رية ،ككذلك ن
لدل ىذه اؼبواقع لغة مساندة للعربية ،ابستثناء اؼبركز الفلسطيٍت لئلعبلـ احملسوب على
حركة ضباس ،الذم ينشر أبكثر من لغة .منها اللغة الركسية ،كاللغة اؼباالكية،
كالفرنسية ،كاللغة الفارسية.
أما إسرائيلينا ،فتوجد عشرات اؼبواقع اإللكًتكنية اإلخبارية ،متعددة اللغات ،منها
الركسية ،كالصينية ،كالفرنسية ،ابإلضافة إُف اؼبواقع اإللكًتكنية للصحف اليومية
الثبلث ،يديعوت ،كىاآرتس كمعاريف ،كاألكُف كالثانية تنشراف ابإلقبليزية ،ابإلضافة إُف
اللغة الع رية ،كما يوجد موقع صحيفة جَتكزليم بوست ،الناطق ابللغة اإلقبليزية ،كىي
مواقع ترتيبها من حيث عدد الزكار متقدـ على اؼبستول العاؼبي.
ككفقا ؼبا يرصده الدارسوف فبل شك أف اإلعبلـ اإللكًتكين ألية دكلة يستمد قوتو
أك ضعفو من اغبالة اإلعبلمية ؽبذه الدكلة ،كابجململ فبل ؾباؿ للمقارنة بُت اإلعبلـ
216
اإلسرائيلي القوم كاؼبؤثر يف اإلعبلـ العاؼبي بشكل كبَت ،كاإلعبلـ الفلسطيٍت الذم
يظل إعبلما غَت مؤثر.
ىذا بشكل عاـ ..أما بشكل خاص فالتقنيات اليت يستخدمها اإلعبلـ االلكًتكين
اإلسرائيلي ىي أعلى بكثَت من التقنية اليت يستخدمها اإلعبلـ الفلسطيٍت ،ابإلضافة
إُف أف اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ىو إعبلـ مستهلك للمادة اإلعبلمية ،كليس
إعبلما منتجا مثل اإلعبلـ اإلسرائيلي .كما أف أتثَت اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت عاؼبيا
ؿبدكد للغاية يف مقابل اإلعبلـ اإللكًتكين اإلسرائيلي الذم ىو يف كثَت من األحياف
مرجع خ رم ؼبؤسسات إعبلمية دكلية.
كاؼبتابع ؼبواقع الصحف اإللكًتكنية الفلسطينية أيضا يلحظ يف أغلبها كثافة
اؼبعلومات اؼبتدفقة يومينا ،كىو ما يؤدم إُف إغراؽ القارئ بكمية كبَتة من اؼبعلومات،
فبا يعيق ىضمو كفهمو للتوجو السياسي الفلسطيٍت بشكل عاـ ،كىذا بدكره وبوؿ دكف
تشكيل الرأم العاـ لفكرة أك رأم معُت ذباه األحداث كالقضااي اؼبتسارعة.
ىذه السلبيات تؤثر على الصحافة اإللكًتكنية يف فلسطُت كىو ما الحظو بعض
الدارسُت ابلقوؿ :اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ضعيف ،كإبمكاف الشخص اكتشاؼ
ذلك بسهولة ع ر مدخل بسيط ،ىو أف يلج قائمة أىداؼ كل موقع ،حيث يرفق كل
بوتا
موقع رسالة كاضحة كمكثفة عن أىدافو كأمانيو ،كمن مقارنة سريعة سيجد أف ىناؾ ن
شاسعا بُت األىداؼ كما ربقق على األرض.
ن
يقوؿ بعض الفلسطينيُت اؼبختصُت :عمليا األىداؼ الك رل ليست عيبا،
لكن كل صحفنا اإللكًتكنية تضع أىدافنا ك رل لكنها ال تستطيع ربقيقها دبفردىا يف
ظل تبعثرىا كعملها الفردم غَت اؼبمنهج ،أك ر دليل على ذلك معرفة اؼبتابع أف حركة
فتح أنشأت ؽبا -ع ر جهات كمؤسسات ـبتلفة -أكثر من ُِ موقعا إعبلميا جديدا
منذ اتريخ سيطرة حركة ضباس على قطاع غزة ،تضاؼ إُف اؼبواقع السابقة اليت تزيد عن
ىذا العدد ،كبغض النظر عن أىداؼ ىذه اؼبواقع كمن يقف خلفها ،فإهنا تعاين
215
الويبلت كيكتشف فيها اؼبصائب على صعيد اػبدمة أك اؼبضموف ،أسوة بغَتىا من
اؼبواقع" .كمن مث خسرتا الكثَت كالكثَت ،ككصلنا ؼبا كبن عليو اآلف من ضعف كترد
كترىل كأدكار ؿبصورة كؿباصرة دبا يبليو السياسي كيفرضو اغبزب.
قبل عاـ ََِٕ كاف الصراع الفلسطيٍت -اإلسرائيلي يتسيد أجندة اإلعبلـ
اإللكًتكين الفلسطيٍت ،بينما يف الوقت اغباضر حلت مكانو اؼبواجهة بُت فتح كضباس،
كأصبحت القضااي االجتماعية كاالقتصادية شبو مغيبة ،بينما حافظ اإلعبلـ اإللكًتكين
اإلسرائيلي على نوع من اؼبوازنة ،فهناؾ ترتيب لؤلكلوايت ،الداخلية كاػبارجية ،يتوافر
يف األكُف ىامش كاسع للمناكرة كطريقة اؼبعاعبة ،أما القضااي اػبارجية ،فهي ؿبكومة
ابؼبنظور األمٍت.
لذلك يعارض الكثَت من الباحثُت كاإلعبلميُت التعامل مع اإلعبلـ اإللكًتكين
اإلسرائيلي بنية صافية ،كيشددكف على ضركرة تناكؿ ما تنشره اؼبواقع اإلسرائيلية ابلنقد
كالتحليل كاؼبقارنة ،كليس ؾبرد نقل ؼبعلوماهتا كتقاريرىا ،اليت بعضها وبتوم على
شوائب ،كابلوتات اختبار كإشاعات لضرب اعببهة الداخلية الفلسطينية.
كنتيجة ؼبا سبق طالب بعض الباحثُت يف ىذا الشأف اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية
الفلسطينية بوقف التصعيد اإلعبلمي ،كاالهتاـ اؼبتبادؿ ،ألف ذلك يسهم يف أتجيج
اؼبوقف كزايدة حالة االحتقاف يف الشارع الفلسطيٍت.
كأف ما هبرم من ذبريح كزبوين ،كتشهَت كقدح كذـ على ـبتلف اؼبواقع الصحفية
خصوصا التابع لكل من حركيت التحرير الوطٍت الفلسطيٍت فتح ،كحركة
ن اإللكًتكنية،
اؼبقاكمة اإلسبلمية ضباس ىي تصرفات غَت مسئولة ،ألهنا دبثابة صب الزيت على النار.
فبعدما أثبت الشعب الفلسطيٍت قدرتو على نقل رسالتو جبدارة إُف العاَف ،كبعدما
رقما صعبنا أماـ البوؽ اإلعبلمي
شكلت اؼبواقع الصحفية الفلسطينية اإللكًتكنية ن
اإلسرائيلي ،جاءت بعض اؼبواقع لتنحرؼ عن مسارىا ،كتقع يف مستنقع اػببلؼ
بدال من أف تركز على
كاالقتتاؿ ،كاستباحة دـ الفلسطيٍت عن طريق أخيو الفلسطيٍت ،ن
212
القواسم اؼبشًتكة كتنبذ اػببلؼ.
لذا فعلى كل القائمُت على اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية سواء التابعة للقول
اؼبتنازعة ،أـ الرظبية كاغبكومية منها إُف كقف كل أشكاؿ التصعيد ،كالتأجيج،
كاالنشغاؿ فقط يف فضح اؼبمارسات اإلسرائيلية.
كعلى اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية الًتكيز ابألساس على حشد الرأم العاـ احمللي
كاإلقليمي كالدكِف ضد االحتبلؿ ،كالًتكيز على اعبرائم اإلسرائيلية كتسليط الضوء
عليها ،إضافة إُف إظهار الدعم اؼبعنوم من خبلؿ إبراز مدل التأييد كااللتفاؼ حوؿ
القضية الفلسطينية ،كإُف االىتماـ ابلرد على الركاية اإلسرائيلية اؼبغلوطة ابلنسبة إُف
بدال من االنشغاؿ بصراعات داخلية أعادت القضيةتفسَت األحداث اعبارية ،ن
الفلسطينية حواِف نصف قرف إُف الوراء(ُ).
خاصا من
نوعا ن
كىكذا تبدك الصحافة اإللكًتكنية كاإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ن
اؼبقاكمة على اؼبستول احمللي كالعاؼبي ،كمع ذلك لو سلبياتو ،كىو ما يدعو إُف ضركرة
كجود تشريعات خاصة بو تابعة من الواقع الفلسطيٍت ابإلضافة إُف ميثاؽ شرؼ هبب
احًتامو لدل كل األحزاب.
جمهورية السودان
كثَتا من اغبركب
نظرا إُف الطبيعة اعبغرافية كالتارىبية للسوداف اليت شهدت ن
ن
الداخلية ،فإف لو طبيعة داخلية خاصة ،كقد انعكس ىذا على العمل الصحفي يف
عبلقتو ابلتشريعات كالقوانُت اليت تسنها الدكلة ..األمر الذم يؤدم إُف تقلص مفهوـ
اغبرية فيما ىبص العمل الصحفي يف النهاية سواء الصحافة الورقية أـ اإللكًتكنية ،كردبا
تتسم صحافة السوداف ابغبيوية كالنمو ،لكن الصحفيُت السودانيُت -كف نقا ؼبا بُت
أيدينا من تقارير -يواجهوف اؼبضايقات اؼبتنوعة من اعتقاؿ إُف كقف صحفهم عن
201
القاضي اؼبختص.
كيعتقد كثَت من الصحفيُت السودانيُت أف اؼبادة (َُّ) إجراءات جنائية قد
اكبرفت عن مسارىا القانوين الذم قصده اؼبشرع كاؽبادؼ إُف ضباية السبلـ كالصحة
العامة ،فبا دفع إُف مصادرة اغبرايت األساسية بشىت الوسائل ،إذ استخدمت يف إيقاؼ
صحيفة (السوداين)(ُ) بتاريخ ُ.ََِٕ/ُُ/
كيرل بعض الصحفيُت السودانيُت أال يكوف ىناؾ ؾبلس متخصص بتنظيم العمل
الصحفي ،كأف يتم إصدار الصحف بعد إخطار اعبهات اؼبعنية فقط ،كيطالبوف حبذؼ
القيود القانونية على حرية النشاط الصحفي يف طبسة قوانُت أنبها :قانوف الصحافة
كالقانوف اعبنائي(ِ).
كيعتقد الصحفيوف أف الوضع اغباِف ابلنسبة إُف حرية الصحافة مقبوؿ نوعا ما..
خصوصا من قبل رؤساء التحرير كيركف أفن لكن اؼبشكلة يف تعاظم الرقابة الذاتية
الصحافة اؼبكتوبة ربظى هبامش ربرؾ لنقل التقارير النقدية أكثر من اإلعبلـ اؼبرئي
كاؼبسموع الذم تسيطر عليو الدكلة سباما.
جدير ابلذكر أف عاـ ََِٕ شهد جهودا كطنية للوصوؿ إُف قانوف ديبقراطي
للصحافة كقد مت إعداد مشركع قانوف جديد للصحافة ابلتعاكف مع مؤسسة اذباىات
اؼبستقبل كبرتامج األمم اؼبتحدة اإلمبائي كمت عقد ندكات مع منظمات عاؼبية معنية حبرية
الصحافة منها منظمة اؼبادة ُٗ كىي اؼبادة اؼبتعلقة حبرية الصحافة يف العهد الدكِف
غبقوؽ اإلنساف ،كما مت عقد مائدة مستديرة يف اػبرطوـ كرمبيك كنَتكيب للتداكؿ حوؿ
أفضل القوانُت لضماف حرية كسائل اإلعبلـ اإللكًتكنية كعلى العموـ توجد أربعة
مشركعات لقوانُت من ضمنها مشركع قانوف حوؿ حق اغبصوؿ على اؼبعلومات كآخر
(ُ) ؿبجوب عركة :رئيس ؾبلس إدارة جريدة (السوداين) يف مقابلة شخصية مع اؼبؤلف بتاريخ
ٓ.ََِٖ/ٓ/
(ِ) اؼبرجع السابق.
200
حوؿ قطاع اإلذاعة كالتليفزيوف ،كمن اؼبفًتض أف زبضع ؾبموعة مشركعات القوانُت
تلك للصياغة النهائية كدؾبها يف مشركع قانوف كاحد ليقدـ إُف ال رؼباف للنظر فيو.
كفيما يتعلق ابإلعبلـ اإللكًتكين يرل الصحفيوف أف اغبكومة تراقب اؼبواقع
كالصحف اإللكًتكنية كربجب العديد منها كقد قررت اؼبؤسسة الوطنية السودانية
لبلتصاالت كضع أجهزة مراقبة على اؼبواقع اإللكًتكنية منذ عاـ ََِْ كأسست
كحدة خاصة النتقاء اؼبعلومات اليت يبكن ؼبستخدمي اإلنًتنت يف السوداف االطبلع
عليها ،كتدعي اغبكومة أهنا ربظر اؼبواقع اإلابحية هبدؼ اغبفاظ على القيم االجتماعية
غَت أهنا تشمل حبظرىا اؼبواقع السياسية كمواقع أخرل ألسباب كاىية من أجل قمع
اؼبعارضة كاحملافظة على الصورة النمطية اليت يطرح اإلنًتنت خبلفها ،كيشار ىنا إُف أف
قليبل فقط من الصحف السودانية لديها مواقع إلكًتكنية.
عددا ن
ن
المملكة العربية السعودية
كعن كضع القوانُت كالتشريعات اػباصة ابلعمل الصحفي عامة كعبلقة ذلك
ابغبرية تشَت التقارير -كمن ذلك تقرير " عبنة ضباية الصحافيُت " اػباص ابلسعودية -
إُف كجود ثبلث قول تعمل على إعاقة اؼبمارسة الصحفية ىي:
-اؼبسئولوف اغبكوميوف الذين يطردكف رؤساء التحرير ،كيبنعوف الكتاب اؼبنشقُت من
العمل ،كيدرجوف أظباءىم يف البلئحة السوداء ،كأيمركف إبغفاؿ اؼبواضيع اؼبثَتة
للجدؿ ،كيؤنبوف كتاب االفتتاحيات على كتاابهتم هبدؼ درء االنتقاد غَت
اؼبرغوب فيو كهتدئة اؽبيئات الدينية.
-اؼبؤسسة الدينية احملافظة اليت تضغط ؼبنع تغطية القضااي االجتماعية كالثقافية
كالدينية.
-احملرركف اؼبنصاعوف للدكلة الذين يعملوف على إغفاؿ القضااي اؼبثَتة للجدؿ،
كيذعنوف للضغوطات الرظبية اؽبادفة إُف التخفيف من تغطية قضااي كهذه،
كيسكتوف األصوات اؼبنتقدة.
202
كابلطبع ىذا ينعكس على نظاـ اؼبطبوعات كالنشر كمن مث على الصحافة يف
منظومة متكاملة ..أما اإلذاعة كالتليفزيوف فهما ملك للحكومة كتديرنبا كزارة اإلعبلـ.
كيؤخذ على نظاـ اؼبطبوعات كالنشر اؼببلحظات التالية:
ُ -نصت اؼبادة (ّٕ) على أف " تنظر يف اؼبخالفات ألحكاـ ىذا النظاـ عبنة تشكل
بقرار من الوزير برائسة ككيل الوزارة اؼبختص " ..إذ يرل بعض القانونيُت عدـ
قانونية ىذ اؼبادة اليت تتيح للجاف اإلدارية التابعة للسلطة التنفيذية اختصاص
قضائي دبعاقبة شخص أك جهة ما ،كىي تفتقد مبادئ القضاء العادم كاغبياد
كاالستقبللية كيتضح اػبلل القانوين من منطلق أف اػبصم ىو اغبكم يف معظم
اغباالت ،كىو ىنا الوزير دكف سواه.
ِ -استخداـ النظاـ ؼبصطلحات عامة غامضة للحد من حرية العمل الصحفي ،مثل
نص اؼبادة (ٖ) على "حرية التعبَت عن الرأم مكفولة دبختلف كسائل النشر يف
نطاؽ األحكاـ الشرعية كالنظامية" إذ ال يوجد إطار كاضح كؿبدد لؤلحكاـ
النظامية فبا يهدد حرية التعبَت حبجة أهنا ليست يف نطاؽ األحكاـ النظامية كما
تنص اؼبادة (ٗ) على أنو " يراعى عند إجازة اؼبطبوعة ..أف تلتزـ ابلنقد
اؼبوضوعي البناء اؽبادؼ إُف اؼبصلحة العامة ،كاؼبستند إُف كقائع صحيحة" كىنا
تطالعنا اإلشكالية نفسها يف دقة اؼبصطلحات ككضوح التعابَت ،ألف قرار إجازة
اؼبطبوعة من عدمو يعتمد على تفسَت الرقيب للنقد اؼبوضوعي البناء ،كىو ما
يًتؾ اجملاؿ مفتوحا للتأكيل كالتقدير على عكس ما هبب أف وبدث يف إطار نظاـ
يهدؼ إُف تقنُت اؼبمارسة اإلعبلمية كتنظيمها.
ّ -وبدد النظاـ أىدافو ابلنشر إُف الدين اغبنيف كمكارـ األخبلؽ ،كيف ىذا التوجو
يفرض سلطة سابقة ،كىبالف الوظيفة الرئيسة لئلعبلـ كىي اإلخبار.
ْ -يشًتط القانوف استخبلص "إذف طباعة كتداكؿ" ألم نص يراد طباعتو أك نشره،
كللوزارة اؼبوافقة أك الرفض كوبق للفرد التظلم للوزير خبلؿ َّ يوما من اتريخ
203
الرفض.
ٓ -تتدخل الوزارة يف اؼبوافقة على اؼبواد اإلعبلنية "التجارية" اليت تطبع كىذه
النشاطات ىي نشاطات ذبارية حبتة ،كما أهنا تشًتط اؼبوافقة على نوعية اإلعبلف،
كمدتو ،كشكلو.
أما خبصوص حق الصحافة يف النقد ،فإف ىناؾ حساسية مفرطة ذباه النقد الذم
يبس اػبطوط اغبمراء يف الدكلة كىي :الدين ،كالسياسة ،كالعائلة اؼبالكة ،كأجهزة األمن
كغَتىا ،كىو فبا تدرج إُف أشخاص اؼبسئولُت العاديُت يف الوزارات كاؼبؤسسات العامة
كما زبضع "ألفاظ اؼبقاالت الصحفية" لرقابة دقيقة فقد يتعرض الصحفي للتحقيق إذا
فبنوعا ،كما تقوـ األجهزة األمنية أحياتا ابلتدخل لتطلب من
ما أكرد لفظا أك اصطبلحا ن
الصحف منع النقاش حوؿ موضوع عاـ قد يؤثر يف اؼبمنوعات يف اجملتمع.
كقد انضمت السعودية إُف أربع معاىدات غبقوؽ اإلنساف :اتفاقية حقوؽ الطفل
( ُٔٗٗ) ،كاالتفاقية الدكلية إلزالة صبيع أشكاؿ التميز العنصرم أك العقوبة القاسية
أك البل إنسانية أك اؼبهنية (ُٕٗٗ) ،كاتفاقية صبيع أشكاؿ التمييز ضد اؼبرأة
(َََِ) .كيف اآلكنة األخَتة ،أكدت اغبكومة عزمها على اؼبصادقة على العهد
الدكِف اػباص ابغبقوؽ اؼبدنية كالسياسية لكن ربفظات اغبكومة على ىذه اؼبعاىدات
متوافرا يف
ن اليت انضمت إليها ذبعل من التزاـ اغبكومة أمرا مشكوكا فيو .أصبح اإلنًتنت
السعودية منذ عاـ ُٖٗٗ ،كيوجد حواِف ِِ %من مستخدمي اإلنًتنت صبيعهم
متصلوف ابؼبزكد التابع للدكلة ،كىو سلطة تقنيات االتصاالت كاإلعبلـ اليت سبنح
الرخص ؼبوفرم خدمة اإلنًتنت ،كما تقوـ بػ " تصفية " الشبكة كتسجيل اؼبواقع
السعودية.
كتفرض السعودية قيودا على استخداـ اإلنًتنت ،إذ تعًتؼ كحدة خدمة اإلنًتنت
علنا أبهنا سبنع النفاذ إُف ما يقارب ََْ ألف موقع هبدؼ ضباية اؼبواطنُت من اؼبضموف
اؼبخل ابألخبلؽ كغَت اؼبناسب سياسيا .كقد ربوؿ العديد من اؼبنتقدين كاؼبعارضُت
204
السعوديُت كبو اإلنًتنت ،كربديدا ابذباه التدكين ،هبدؼ التعبَت عن آرائهم كانتقاداهتم
كاػبوض يف النقاشات(ُ).
اإلمارات العربية المتحدة
إف االذباه اغبكومي لدل دكلة اإلمارات العربية اؼبتحدة كالذم يتمثل يف
التشريعات اؼبباشرة ،صدر من القوانُت ما يضم الصحافة اإللكًتكنية إُف قانوف
اؼبطبوعات ،ابإلضافة إُف صدكر ضوابط ربكم العمل الصحفي يف الوقت نفسو.
كبناء على ىذا تقوؿ التقارير :إنو ما زاؿ يتم التعامل مع قانوف اؼبطبوعات كالنشر
االربادم رقم ُٓ كالذم صدر سنة َُٖٗـ ،أما نطاؽ تطبيق القانوف من تاحية
اؼبواد اإلعبلمية ،فقد جاء ابلقانوف تعريف اؼبطبوعات أبهنا (كل الكتاابت أكالرسومات
أك القطع اؼبوسيقية أك الصور الشمسية أك غَت ذلك من كسائل التعبَت أبية مادة كانت
سواء كاف ذلك مقركءا أـ مسموعا أـ مرئينا إذا كاف قاببل للتداكؿ) ككرد يف اؼبادة
(ٖٗ) من القانوف على كجو اػبصوص ،كيف بقية اؼبواد أكثر من طبسة كعشرين قيدا
على الكاتب أك الصحفي أك اؼبنتج أك غَته أبف يلتزـ هبا كإال عد مرتكبا عبريبة معاقب
عليها قانونينا(ِ).
ضا ما ىو أمشل ففي ٔ يونيو ََِٕ أصدر قبد يف إطار االذباه اغبكومي أي ن
قانوتا بتأسيس
صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آؿ هنياف ،رئيس دكلة اإلمارات ن
شركة أبو ظيب لئلعبلـ كشركة مسانبة عامة فبلوكة ابلكامل غبكومة أبو ظيب كنص
القانوف على أف تنشأ يف اإلمارة شركة مسانبة عامة فبلوكة ابلكامل غبكومة أبو ظيب
تسمى "شركة أبو ظيب لئلعبلـ" تتمتع ابلشخصية االعتبارية كاالستقبلؿ اؼباِف كاإلدارم
كاألىلية القانونية الكاملة للتصرؼ على أف يكوف اؼبركز الرئيس للشركة يف مدينة أبو
ظيب كستتحوؿ دبوجب القانوف ملكية كل من قناة أبو ظيب الفضائية كقناة أبو ظيب
202
مزيد من اؽبموـ اليت يعيشها الصحفيوف ،من تاحية اإلدارة كالقانوف اؼبقيد للعمل
الصحفي ،إضافة إُف نوعية تعامل اؼبصادر ،كأخَتا حق الصحفي يف اغبصوؿ على
اؼبعلومة.
كحُت نبلحظ الواقع الصحفي كرد فعلو قبد الوضع سيئا يكاد يصل إُف حد
األزمة حسب الشهادات اؼبعركضة فقد رأل البعض أف الوضع اغباِف يف البحرين يعاين
أزمة يف اغبصوؿ على اؼبعلومات ،ليس على اؼبستول الصحفي فقط ،بل حىت على
مستول ال رؼباف الذم أصبح ضعيفا يف دكره الرقايب بسبب عدـ سبكنو من اغبصوؿ على
معلومات عن كزارات -كفق ما قيل -كما أف الوضع سليب للغاية ،وبتاج األمر إُف
كقفة جادة على مستويُت :األكؿ سياسي ،كاآلخر التزاـ اؼبؤسسات اغبكومية بتعليمات
القيادة حوؿ حق اغبصوؿ على اؼبعلومة ،كنتيجة غبجب ىذا اغبق تتناقض اؼبعلومات
كتتضارب حوؿ أحداث كفعاليات ربدث.
إضافة إُف أف ىناؾ مؤسسات ابلدكلة ،تتخبط يف إصدار اؼبعلومات اؼبطلوبة،
كاغبل الذم طرح ىو إقرار جهاز تنظيمي كىيكلي للمعلومات ،صحيح أف اعبهاز
اؼبركزم للمعلومات ىو أك ر جهاز يف البحرين يضم أرقاما ىائلة دكف أف يكشف عنها،
كىذا هبعل اعبهاز يعاين أزمة ثقة مع الناس ،فمهما أصدر من معلومات فسوؼ يواجو
الرفض كالتشكيك حسب تعبَته.
كيرل آخركف أنو برغم األجواء الديبقراطية اليت تعيشها البحرين من خبلؿ سلطة
تشريعية منتخبة كصحافة حرة فإف البحرين حباجة إُف الكثَت من اػبطوات لتسجل
تقدما يف ؾباؿ تدفق اؼبعلومات ،السنوات اؼباضية أثبتت أف الصحافة تعاين الكثَت يف
سبيل استقاء اؼبعلومات من مصادرىا ،كعلى رغم التوجهات اليت صدرت من القيادة
السياسية بضركرة تسهيل مهمة الصحفيُت فإف ىذه التوجهات ،كلؤلسف الشديدَ ،ف
تلق الصدل اؼبطلوب عند غالبية اعبهات الرظبية كبناء عليو فإف توسيع نطاؽ حرية
التعبَت مرتبط مباشرة بوجود تدفق للمعلومات ،كما أف السلطة التشريعية ،تشكو
205
غياب التدفق يف اؼبعلومات(ُ).
إف البحرين حباجة إُف تشريع يضمن للجميع حق اغبصوؿ على اؼبعلومة دكف
أم شرط أك قيد ،كإال فإف ىناؾ بلداتا شرعت لنفسها ىذه القوانُت منذ عقود ،بينما
ما زالت البحرين تعاين ىذه اؼبشكلة اليت أدت إُف زبلفها عن ركب اؼبتقدمُت أعو ناما
كثَتة .كىكذا تبدك أزمة الصحافة كالصحافة اإللكًتكنية يف البحرين ىي يف التشريع
البلزـ لتأكيد حق اغبصوؿ على اؼبعلومة يف اؼبقاـ األكؿ ،كإال فالعمل الصحفي
منقوص كرجعي.
دولة قطر
كبَتا ابؼبقارنة ابلدكؿ العربية حىت تكاد قطر تبدك
الواقع يف قطر ىبتلف اختبلفنا ن
نظرا لبلنتعاش االقتصادم ككفرتو كالندرة السكانية يف الوقت نفسو،
دكلة غَت عربية ن
الواقع الصحفي ىو من نوع الواقع تاعم الباؿ على األقل حسبما تشَت التقارير،
فالتطور األبرز على صعيد اغبرايت الصحفية الذم شهدتو قطر سبثل يف اإلعبلف مطلع
عاـ ََِٖ عن إنشاء مركز الدكحة غبرية اإلعبلـ كالذم أتسس دبوجب قرار أمَتم
صدر بتاريخ ٗ ديسم ر ََِٕحيث يكوف اؼبركز مؤسسة خاصة ذات نفع عاـ.
كيهدؼ اؼبركز الذم كقع اتفاقية شراكة مع منظمة "مراسلوف ببل حدكد" إُف ضباية
رموزا
بياتات زبدـ قطاعات اإلعبلـ كإقامة نصب تذكارم يكوف ذاكرة دكلية زبلد ن
كركادا كضحااي اإلعبلـ اغبر الذين يتعرضوف النتهاكات أثناء فبارستهم لدكرىم اؼبهٍت
ن
خاصة أثناء األزمات ،كيعمل اؼبركز اآلف يف الدكحة ابلتعاكف مع منظمة "مراسلوف ببل
حدكد" على استكماؿ ىياكلو التنظيمية كتشكيل شبكتو الدكلية سبهي ندا لبدء أعمالو.
كال توجد رقابة سابقة على فبارسة العمل الصحفي يف قطر لكن يبكن اغبديث
عن انتشار ظاىرة الرقابة الذاتية بدرجات متفاكتة بُت صحفي كآخر ،كال تنص القوانُت
220
إعادة النظر فيها لتتواءـ مع مواد الدستور القطرم كتبدك اغباجة ملحة يف قطر إلصدار
قانوف جديد للمطبوعات كالنشر يف ظل ىامش اغبرايت الكبَت الذم تتمتع بو الدكلة.
أما على صعيد اغبماية القانونية يف قضااي حرية التعبَت ،فمن اؼبفًتض أف توفر
اللجنة الوطنية غبقوؽ اإلنساف -كىي عبنة حكومية -ضباية قانونية حسب أنظمتها
الداخلية ؼبثل ىذه القضااي ،كحرية التعبَت مرغوبة ج ندا يف قطر كتتجلى من خبلؿ
برتامج "كطٍت اغببيب صباح اػبَت" كىو برتامج إذاعي يومي تبثو إذاعة قطر كوبظى
دبتابعة كاسعة من اؼبواطنُت كاؼبقيمُت كال يًتدد ال رتامج يف بث أية شكول أك إذاعة
كجهة نظر ؼبستمع على اؽبواء مباشرة حىت لو كاف فيها انتقاد ؼبسئوؿ أكموظف عاـ.
كال تلقي كسائل اإلعبلـ اؼبملوكة للدكلة رعاية قانونية تفضيلية إذ هبرم التعامل
مع ـبتلف كسائل اإلعبلـ بنفس الدرجة تقريبا من حيث كصوؿ اػب ر ،كما أف
الصحف إدارة كربريرا مستقلة كبعيدة عن التأثَت اغبكومي كإف كانت سبارس الرقابة
الذاتية من قبل رؤساء التحرير أك الصحفيُت أنفسهم.
األخبار العامة تتوافر بسهولة كحق الوصوؿ إُف خ ر مضموف بشكل متساك
عبميع كسائل اإلعبلـ كعبميع الصحفيُت كىناؾ ضمانة قانونية للحصوؿ على
اؼبعلومات ،لكن اؼبشكلة تكمن يف التطبيق ،كما أف اغبكومة زبضع العتبارات قانونية
يف عملية إعطاء الناس اؼبعلومات يف بعض اغباالت لكن للمواطن حق تلقي اؼبعلومات
دكف حدكد كال ربد اغبكومة من حقو يف الوصوؿ إُف األخبار الدكلية كمصادر اػب ر أبية
صورة كانت ،كال توجد رقابة على الصحفيُت كال احملررين يف استخداـ اإلنًتنت
للوصوؿ إُف مصادر األخبار كما أف الدكلة تسمح ابستَتاد اؼبنشورات األجنبية على
إطبلقها دبا فيها الصحف اليت تنتقد اغبكومة.
ترخيصا أك عوائق كال حقوقا خاصة
ن دخوؿ مهنة الصحافة حر كاغبكومة ال تفرض
على الصحفيُت كال وبتاج الصحفيوف الًتخيص لتغطية أحداث خاصة لكن يف اؼبؤسبرات
الرظبية اليت وبضرىا مسئولوف كبار من داخل الدكلة كخارجها يستلزـ األمر التنسيق مع
222
اعبهات اؼبنظمة لدكاعي تنظيمية كأمنية فقط كال تستخدـ اغبكومة تعريفا ؼبن ىو
صحفي هبدؼ إقصاء البعض عن العمل كما أهنا ال تراقب اإلنًتنت لكن هبرم حجب
بعض اؼبواقع اؼبخلة ابآلداب عن طريق شركة االتصاالت يف الدكلة.
كمن مث يبكن القوؿ -إصباال -أبف الواقع الصحفي يف قطر مزدىر ،كيبثل مبوذجا
لبلد عريب تاىض على اؼبستول اإلعبلمي كالصحفي ،بشكل ال يبكن إنكاره(ُ).
كابلتاِف ىذا ينعكس على كاقع الصحافة اإللكًتكنية ،خاصة أف خدمات اإلنًتنت
سباما يف
متاحة ،كما أف التساؤالت اؼبتعلقة ابؼبضموف كتوظيف اإلنًتنت قد حسمت ن
قطر كربتكر "اؼبؤسسة القطرية العامة لبلتصاالت" اؼبملوكة للحكومة تقدًن اػبدمات
االتصالية ،كسبلك كل مقومات البنية األساسية لتكنولوجيا اؼبعلومات يف دكلة قطر.
كزبطط اغبكومة القطرية لفتح قطاع االتصاالت للمنافسة يف اؼبستقبل.
كتعد خدمة اإلنًتنت يف قطر رخيصة نسبينا دبا قد يسمح ؼبعظم القطريُت،
كابلتحديد كل القطريُت الذين يبتلكوف أجهزة كمبيوتر أف يستخدموا اإلنًتنت ابنتظاـ،
كيبكن االتصاؿ ابإلنًتنت ابستخداـ خط مؤجر بكلفة شهرية اثبتة ،كال توجد أية قيود
على عدد الشركات أك أجهزة الكمبيوتر أك اؼبستخدمُت ،كال توجد ـباكؼ سياسية
ذات داللة يف قطر ،سواء اؼبرتبطة ابإلنًتنت أـ تكنولوجيا اؼبعلومات األخرل أـ
اؼبرتبطة ابلشئوف العامة ،خاصة أنو ال توجد صباعات معارضة يف الببلد(ِ).
دولة الكويت
إصباال من حيث حرية الصحف الورقية
يبكن القوؿ أبف الوضع يف الكويت مزدىر ن
كاإللكًتكنية كتشريعاهتا ،كهبذا تقًتب الكويت من قطر أك تقًتب قطر منها يف ىذا
اؼبضمار ..ىذا ما نلمسة داخل التقارير الدكلية كالعربية اؼبعنية ابؼبمارسة الصحفية اليت
226
كالقيم اإلسبلمية.
الجمهورية التونسية
تبُت التقارير أف الوضع يف تونس متأزـ كليس مرنتا ،فيما ىبص العبلقة بُت السلطة
كالتشريع من جهة كاؼبمارسة الصحفية كاغبرايت من جهة أخرل ،كمن مث فالصورة قاسبة
فعلى سبيل اؼبثاؿ :برغم أف القوانُت ال تنص على الرقابة السابقة للصحف فإف الرقابة
الذاتية يف الصحف كالقنوات كاحملطات اإلذاعية اؼبملوكة للدكلة -ىي اؼبتحكمة
داخل الصحفيُت كتوجد خطوط ضبراء يف فبارسة حق النقد حىت على مستول اؼبسئولُت
احملليُت ..كرغم إلغاء إجراء اإليداع القانوين للصحف كالدكرايت التونسية(ُ) الذم مت
إقراره يف ؾبلس النواب فإنو ظل يبارس على الصحافة األجنبية كربوؿ إُف شكل من
أشكاؿ الرقابة السابقة اليت سبارسها كزارة الداخلية كلما انتقدت ىذه الصحف السياسة
التونسية أك تطرقت إُف مواضيع ؿبرمة كىبضع الصحفيوف للرقابة حىت يف الصحف
اغبكومية.
كما زالت تنص القوانُت على عقوابت سالبة للحرية يف اعبرائم اؼبرتكبة بواسطة
اؼبطبوعات كجرائم الرأم ،كمن الشائع التوقيف (اغببس االحتياطي) كاغببس يف قضااي
اؼبطبوعات كالنشر كفقا للقانوف اعبزائي كتلفيق االهتامات للصحفيُت يف قضااي بعيدة
)ِ(.
عن عملهم
كتعد تونس من أكثر البلداف العربية تصدي نقا لبلتفاقات الدكلية غبقوؽ اإلنساف
كىي مدؾبة يف التشريعات الوطنية لكن يف الواقع ال تطبق كال ربًتـ كىي مثار
انتقادات اؼبنظمات الدكلية غبقوؽ اإلنساف.
قانوتا غبرية تداكؿ
قبل القمة العاؼبية للمعلومات أصدرت اغبكومة التونسية ن
( )1يقصد بو اطبلع السلطات اؼبختصة على اعبريدة أك اجمللة قبل توزيعها ،بل ن
أحياتا وبدث قبل طباعتها.
( )2اغبرايت الصحفية :مرجع سابق ،ص ّٖ .ّٗ ،
225
اؼبعلومات إال أف ىذا القانوف يعد األسوأ ابؼبقارنة ابلقوانُت اؼبماثلة يف العاَف ،ألنو يقدـ
السرية على اإلاتحة كما تفرض السلطات السرية على اؼبعلومات ككذلك حضور
االجتماعات العامة خاصة االجتماعات اغبكومية كمناقشات ال رؼباف كاالجتماعات
كاألنشطة اليت تقوـ هبا منظمات اجملتمع اؼبدين كاألحزاب اؼبعارضة.
السلطة القضائية يف تونس خاضعة لتوجهات اؼبؤسسة اغباكمة كتستخدـ القضاء
للقضاء على اؼبعارضُت ،كابألخص الصحفيُت رغم أف ؿباكمة الصحفيُت تتم أماـ
احملاكم اؼبدنية كيعد فقداف استقبللية القضاء كغياب الدكر الطبيعي لدكلة القانوف أحد
أىم مشاكل اجملتمع التونسي.
شهد مطلع عاـ ََِٖ اعًتاؼ اغبكومة بنقابة الصحفيُت التونسيُت ،لكن ال
ينص القانوف على االلتزاـ ابلعضوية يف صبعية الصحفيُت ؼبمارسة العمل الصحفي ،لكنو
يلزـ الصحفي ابغبصوؿ على ترخيص من اللجنة اؼبكلفة إبصدار البطاقة اؼبهنية
للصحفي احملًتؼ.
ىذه اللجنة عينتها اغبكومة كف نقا لقانوف صادر يف نوفم ر ُٕٓٗ "سبنح بطاقة
ىوية الصحفيُت احملًتفُت من قبل عبنة يرأسها موظف كبَت من كزارة الدكلة لئلعبلـ
كتضم يف عضويتها ثبلثة فبثلُت لوسائل اإلعبلـ الوطنية صبيعها كثبلثة فبثلُت للصحفيُت
احملًتفُت من بُت فبثلي النقاابت /اؽبيئات اإلعبلمية" .
ما زالت اغبكومة التونسية سبتلك الصحف الك رل ،كتسيطر عليها كتقوـ بتعيُت
قياداهتا كرغم السماح بصدكر بعض الصحف اػباصة إال أف ىذه الصحف ما زالت يف
مرحلة البداية كتعاين اغبصار اغبكومي .كما تستخدـ اغبكومة عصا اإلعبلتات ؼبعاقبة
كسائل اإلعبلـ اليت تنتقدىا.
يضمن الدستور التونسي حرية التعبَت كتوجد قوانُت لئلعبلـ كأنظمة قانونية
أخرل حوؿ حرية التعبَت بشكل خاص منها قانوف اإلذاعة كالتلفزة التونسية كقانوف
اؼبطبوعات إال أف ىذه األنظمة تطبق كفق معيار السلطة اغباكمة ،كأىم العوائق لتطبيق
222
القوانُت ىو اكبياز السلطة إُف رجاؽبا إُف جانب عمليات التخويف اؼبستمرة ضد
الصحفيُت خاصة أنو ال توجد ضباية ؼبنظمات اجملتمع اؼبدين كىي خاضعة للحصار،
كاغبماية األكثر ىي أتثَت اجملتمع الدكِف ،كاالنتهاكات اليت تستهدؼ الصحفيُت ال
ربظى برعاية شعبية لكنها تثَت فقط العاملُت يف ؾباؿ حقوؽ اإلنساف ألهنا ال تنشر يف
الصحافة احمللية.
اعبهات اليت تتوُف الًتخيص للصحف ىي :كزارة الداخلية ،ككزارة الدكلة لئلعبلـ
كفق اؼبادة ُْ من قانوف اؼبطبوعات ،كعملية منح الًتاخيص زبضع ألىواء السلطة،
كعلى سبيل اؼبثاؿ ؿبطات التليفزيوف كاإلذاعات اػباصة تعود صبيعها إُف شخصيات
مقربة من السلطة ،فاحملطة اإلذاعية الدينية "زيتونة" فبلوكة حملمد صخر اؼباترم كىو
نسيب الرئيس ابن على فبا يؤكد أف إنشاء البث اػباص مقصور على من ىم على صلة
ابلرئيس ،كالوضع نفسو ينطبق على مزكدم اإلنًتنت فالوالء للسلطة فقط ىو أىم
م رر للحصوؿ على ترخيص صحيفة أك كسيلة إعبلمية ،كىذا يعٍت غياب الشفافية
كمعايَت العدالة.
ربد اغبكومة بشكل من األشكاؿ الوصوؿ إُف األخبار الدكلية كمصادر اػب ر
قيودا على تركيب لواقط األقمار
كرغم االنفتاح اإلعبلمي الدكِف ،فإهنا ما زالت تفرض ن
الصناعية ،كما تقوـ ابلقانوف كالتخويف ابغبد من نشر األخبار اؼبتعلقة هبا حىت أف
الرقابة الذاتية ىي السائدة يف أكساط الصحفيُت ،كم ررىا اغبفاظ على األمن كالسبلـ
العاـ ،كإبمكاف الصحفيُت كاحملررين استخداـ اإلنًتنت للوصوؿ إُف بعض مصادر اػب ر
لكن مزكدم اػبدمة ىبضعوف للرقابة اؼبشددة كتقدـ السلطات على قطع كصبلت
اإلنًتنت اليت يستفيد بعض الصحفيُت كاؼبعارضيُت منها حبجة "اؼبشاكل التقنية" أك
تقليص سرعة تبادؿ اؼبعلومات بغية زايدة الوقت الذم يستغرقونو لتحميل صفحات
اإلنًتنت كاغبد من إمكاف اطبلعهم على مواقع الصحف اإللكًتكنية كككاالت األنباء
العربية كالعاؼبية.
مت حجب عدد من مواقع الصحف اإللكًتكنية اليت تزعج اغبكومة التونسية كال
225
يفلت اإلنًتنت من ضبط السلطات فتخضع اؼبقاىي اإللكًتكنية للمراقبة الدائمة،
كأحياتا ما يتوجب على متصفحي اإلنًتنت إبراز بطاقات اؽبوية قبل استخداـ جهاز
ن
الكمبيوتر كمن االعتيادم أف يطلب منهم أصحاب ىذه اؼبقاىي عدـ كلوج بعض
اؼبواقع اؼبعت رة ـبربة لتفادم اؼبشاكل ،ذلك ألهنم مسئولوف عن نشاطات زابئنهم كف نقا
للقانوف التونسي .الواقع أف النظاـ التونسي يوظف خدمات أصحاب اؼبقاىي
اإللكًتكنية يف سياسة القمع كالضبط اليت يبارسها فيتعُت على "الزبوف" اؼبركر ابػبادـ
اؼبركزم اؼبتمثل جبهاز الكمبيوتر اػباص بصاحب اؼبقهي ليتمكن من ربميل أك إضافة
ملحق أك رسالة إلكًتكنية كعلى صعيد آخر -كبفضل اعتماد قانوف ال ريد الذم ال
يزاؿ سائ ندا منذ عاـ ُٖٗٗ -تستطيع السلطات التونسية السيطرة على الرسائل
اإللكًتكنية يف أية غبظة فيجيز ىذا القانوف اعًتاض أية رسالة قد تناؿ من النظاـ العاـ
كاألمن القومي كهبذا سبارس كزارة االتصاالت رقابة مشددة على اؼبعلومات اؼبتبادلة ع ر
الشبكة كما أف العقوابت ال ترحم اؼبدكنُت كال اؼبسئولُت عن اؼبواقع اإللكًتكنية
اؼبستقلة كمت إلغاء حجب موقع ارباد الصحفيُت الدكِف يف مطلع عاـ ََِٖ كما
زالت أغلب مواقع اؼبنظمات اغبقوقية الدكلية ؿبجوبة(ُ).
كىكذا تشَت التقارير إُف أف الواقع سيئ يف تونس فالتشريعات كالقوانُت اؼبكبلة
للصحافة اغبرة تؤدم إُف نفق مظلم تعيش فيو الصحافة بكل ألواهنا.
الجمهورية الجزائرية
الوضع يف اعبزائر متشابو مع الوضع يف تونس كإف كاف أقل كطأة كفقا لواقع
التقارير اغبديثة كَف يتغَت اؼبشهد اإلعبلمي يف اعبزائر حاليا عما كاف عليو من قبل إذ ال
يزاؿ الصحفي مهددا ابغببس كأصبحت الرقابة الذاتية للصحفي كاقعا يهدد حرية
الصحافة كعلى الرغم من أف عدد الصحف يف تزايد حيث يفوؽ عددىا الستُت ،فإف
السلطة السياسية ربكم قبضتها على اإلشهار (اإلعبلف) العمومي للتحكم يف مدل
233
عاؼبية تنتمي لفًتات سابقة فإهنا ال تسَت على اػبط اؼبهيأ ؽبا بل تنحرؼ عنو ،إُف
أف تنفصل عن أرض الواقع كتصبح ؾبرد بنود موقع عليها دكف تفعيل جاد على
أرض الواقع.
أخَتا التشابو الشديد بُت تشريعات الدكؿ العربية فيما ىبص الصحافة
ٖ-كما لوحظ ن
الورقية أك اإللكًتكنية كال يكاد يوجد اختبلؼ إال يف الصيغ كالقوالب اللغوية
كصك اؼبصطلحات كىذا يعٍت أف الوطن العريب-ككل -ىو كطن كاحد أك بلد
كاحد كإف تعددت صوره ،فهو كطن السلطة اغباكمة ال الشعوب احملكومة كىذا
يعٍت أنو ككل يف حاجة إُف قدر من التحرر اعباد لتحقيق اؼبفاىيم اغبقيقية للتقدـ
كالنهضة يف عاَف ال يكف عن التحرؾ لؤلماـ.
إف اؽبدؼ من التشريعات ىو ضبط العمل الصحفي كالوصوؿ إُف أعلى صوره
فاعلية ال جعلها حجر عثرة يف طريق الصحافة كىذا ىو ما ربتاجو الصحافة اإللكًتكنية
يف عاؼبنا العريب يف الفًتة اغبالية كاؼبستقبلية كي تكوف صحافة حبق كليست ؾبرد تكرار
لعهود غابرة يف عاَف الصحافة الورقية.
234
الفصل السابع
أم ذبمع مهٍت يفًتض أف ينشأ بُت أفراده ميثاؽ شرؼ كلو صامت أك
ضمٍت أك غَت معلن ،ىذا اؼبيثاؽ يتضمن األخبلقيات كاؼببادئ كالقوانُت
غَت الرظبية اليت يرتضيها أصحاب اؼبهنة الواحدة كيتعاملوف على أساسها.
كعلى ىذا فميثاؽ الشرؼ مسألة تعكس العبلقات العضوية بُت التجمعات
ضا
االجتماعية اؼبهنية ،كحُت ىبرؽ فرد ما أك أكثر ىذا اؼبيثاؽ كيتجاكزه فإف ىذا ال يعد رف ن
فرداي غَت مسئوؿ ..من
لفكرة اؼبيثاؽ نفسها أك نفينا كلينا ؽبا من قبل اعبميع إمبا يعد سلونكا ن
ىنا نشأت فكرة ميثاؽ الشرؼ لدل التجمعات اؼبهنية اؼبختلفة شرقنا كغرناب ،كقد تبدك
للبعض فكرة أقرب إُف اليوتوبيا لكنها على العكس أقرب إُف الواقع ،دبعٌت أهنا ترضي
النزعة الذاتية كنزعة الرقابة الفردية داخل الفرد كما تعكس شعور االحًتاـ اؼبتبادؿ إذ لكل
عمل أك مهنة ؾبموعة من اآلليات كؾبموعة من اػب رات كؾبموعة من اؼببادئ تعكس تصور
الفرد غبدكد عملو كمدل احًتامو ؽبذا العمل كمن مث قيمتو بُت اآلخرين.
كدبعٌت آخر إذا كانت التشريعات كالرقابة نبا عمل تقوـ بو الدكلة فميثاؽ الشرؼ
اؼبهٍت ىو التشريعات كالرقابة الداخلية اليت يسنها الفرد على نفسو يف رضا كقناعة
كاملُت ،انطبلقنا من مواصفات العمل اليت يراىا كترسخت داخلو .على ىذا األساس
كغراب كأتسست بنودىا كأثَتت قضاايىا.
انتشرت مواثيق الشرؼ شرقنا ن
معلما من معاَف اجملتمعات اؼبدنية اغبديثة
كعلى كل ،تيػ ىعد فكرة ميثاؽ الشرؼ ن
تعمق كعي الفرد بدكره اؼبهٍت كتقوم عبلقتو ابآلخرين داخل اجملتمع بفئاتو اؼبختلفة.
ضا ،أم ضباية اعبماعة اؼبهنية لنفسها كىو نوع
كيف ىذه اؼبواثيق تكمن فكرة اغبماية أي ن
من االستقبللية عن الدكلة كالكياتات الفوقية.
235
كأكثر ما ترتبط بو مواثيق الشرؼ أخبلقيات اؼبهنة كاعبانب اػبلقي ابؼبعٌت الواسع
للخلق يف ىذه اغبالة :مبادئ العمل كقناعاتو اليت تسَته على خط مستقيم قدر
كأحياتا قبد بنود مواثيق الشرؼ تتحوؿ إُف شعارات كربمل الن رة اػبطابية
ن اإلمكاف.
كثَتا ،لكن ال أبس ،فهذا ال ينفي كوف
الرتانة ،كحُت تطبق على أرض الواقع تنقص ن
ميثاؽ الشرؼ من حيث ىو فكرة يدعو إُف عدـ االنفبلت ،كيقنن من ذباكزات الفرد
ؿبًتما فميثاؽ الشرؼ يعٍت أف ىناؾ معايَت ربكم العمل الفردم إُف حد ما ىي
ما داـ ن
معايَت مهنية ابألساس ،كمن مث فهي تصقل العمل اؼبهٍت كتنضجو.
كستتأكد لدينا ىذه اؼبعاين حُت نرل أتصيبلت اآلخرين ؽبذه الفكرة (ميثاؽ العمل
اؼبهٍت) فمن منظور د.ىيثم مناع ..أنو يف أية مهنة تع ر عن شكل من أشكاؿ فبارسة
السلطة يتعرض اإلنساف إلغراءات السلطة كـباطرىا ،ككوف الصحافة من أكثر كسائل
فبارسة سلطة الكلمة كالصورة كالوجود اجملتمعي الواضح ،فهي موضع استهداؼ
داخلي كخارجي فقد تكوف كسيلة تعبَت حزبية أكنقابية كقد سبثل كجهة نظر عقائدية أك
دينية ،كيف كل األحواؿ ،يصعب اغبديث عن اإلنساف احملايد يف عاَف ال يًتؾ أم ىامش
للحياد ،ككما يف كل اؼبهن اغبساسة كاؼبهمات الصعبة ،نطالب اليوـ بعهد ذمة داخلي
كنوع من اغبصانة اػبارجية ،فطبيعة عمل النائب كتعبَت عن السلطة التشريعية أعطت ما
يسمى ابغبصانة ال رؼبانية كأعطت طبيعة عمل الدبلوماسي خارج حدكد سيادة بلده ما
يعرؼ ابغبصانة الدبلوماسية.
فما العهد أك ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت؟ كما موجباتو؟ كىل ىو ابلفعل عنصر مؤثر يف
(ُ)
ضباية الصحفيُت من أنفسهم؟
كللعهد OATH/ LE SERMENTيف الثقافة اإلنسانية اؼبختلفة أنبية كبَتة كدكر
ىاـ يف أنسنة العبلقات بُت البشر كهتذيب األخبلؽ يف اؼبعامبلت كالسلوؾ ،كىي
( )1د.ىيثم مناع :ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت كاغبماية السلوكية للصحفيُت ،كرقة مقدمة لندكة ضباية الصحفيُت يف السلم كاغبرب
ابلدكحة يف ُّ- ََِٓ/ْ/اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيُت ،على الرابط التاِف:
http://www.acdj.org/ViewNews.aspx?Newsid=58
236
قضية اعتبارية ىامة يف منظومة القيم.
كقد عرفت اغبضارات القديبة مفهوـ "العهد" كقيمة إنسانية ،ففي اغبضارات
الصينية شبة عهود تعود ؼبائيت سنة قبل اؼبيبلد يف الصُت ..كذلك قبد يف العهد اعبديد
حرصا على الوفاء ابلعهد .كقد شهد رسوؿ اإلسبلـ حلف الفضوؿ فتبناه يف الشكل
ن
كاحملتول .ككذلك أتصل يف الثقافات الفارسية كاليوتانية كالفرعونية مثل التعهد بعدـ
تلويث هنر النيل عند اؼبصريُت القدماء .أما حضارات ما قبل الكولومبية يف األمريكيتُت
فقد أعطتو صفة اعتبارية مقدسة .كيف بريطانيا أقر ميثاؽ الشرؼ اؼبؤسسات
كاألفراد(ُ).
حػؽٗف امل٘راق واىػٓػ:
أصل مادة (كثق) يدؿ على العقد كاإلحكاـ تقوؿ :كثقت بو أثق ثقة :إذا سكنت
الواثؽ كال ًواثؽ :اظباف ؼبا
إليو ،كاعتمدت عليو ،كتقوؿ :أكثقتو :إذا شددتو برابط ،ك ى
يوثق بو الشيء ،كاؼبيثاؽ :العهد احملكم كهبمع على مواثيق ،كالوثقي :أتنيث األكثق(ِ).
كاؼبيثاؽ أم العقد كالعهد كأخذ اؼبيثاؽ دبعٌت أخذ الثقة كاألمانة كاليمُت كالذمة.
كيذكر بعض اللغويُت أف ىناؾ فرقنا بُت (اؼبيثاؽ) ك(العهد) كأف اؼبيثاؽ توكيد العهد،
فهو أبلغ من العهد(ّ).
حاال بعد حاؿ ،كظبي اؼبوثق الذم
أما لفظ العهد (لغة) حفظ الشيء كمراعاتو ن
يلزـ مراعاتو عهدا ،كمنو قوؽبم :عهد الرجل يعهد عهدا ،كاعبمع :عهود ،كمنو اشتق
العهد الذم يكتب للوالة ،ك(اؼبعاىد) يف عرؼ الشرع ىبتص دبن يدخل من الكفار يف
عهد اؼبسلمُت ،ك(أىل العهد) ىم اؼبعاىدكف كاؼبصدر اؼبعاىدة أم أهنم يعاىدكف على
ما عليهم من جزية فإذا أسلموا ذىب عنهم اسم اؼبعاىدة :ك(العهدة) الكتاب الذم
(1) http://pressacademy.net/modules/news/article.php?storyid=883
244
كالسؤاؿ الذم يطرح نفسو :ما اعبدكل من إعداد ميثاؽ لتنظيم ىذه العملية؟ كىذا
فضبل عن كونو يضيق على اغبرايت الصحفية اليت ابت النشر
أمر يف غاية الصعوبة ،ن
اإللكًتكين اؼبتنفس الوحيد ؽبا فيظل انتشار رفع دعاكل الذـ كالقدح كالتحقَت على
الصحفيُت.
كيرل ظبَت اغبيارم رئيس ربرير صحيفة (عموف) األردنية اإللكًتكنية أف إعداد
خاصا ابلصحافة اإللكًتكنية غَت ؾبد كال يزيد على
اجمللس األعلى لئلعبلـ ميثاؽ شرؼ ن
كونو دعوة مبطنة لفرض نوع من الرقابة كالتضييق على اغبرايت اليت يتمتع هبا أصحاب
اؼبواقع اإللكًتكنية .
كإنو مع تطور الصحافة الورقية من جهة كانتعاش الصحافة اإللكًتكنية يف األردف
من جهة أخرل ،ال ينبغي لنا العودة إُف الوراء ،خاصة مع الدعوات اؼبتزايدة اليت تدعو
إُف عودة كزارة اإلعبلـ كاليت ألغيت منذ أعواـ ..كإف اؼبتابع للصحافة اإللكًتكنية هبد
أهنا يف معظمها صحافة مسئولة تلتزـ ابؼبصداقية كالدقة كاؼبوضوعية ،حىت لو افًتضنا حسن
النية يف ىذا اؼبيثاؽ ،فإف التزاـ الصحافة اإللكًتكنية ابؼبعايَت اؼبهنية عرؼ سائد بينها ،كال
مكتواب ،فاألمر إذف ؿبل جدؿ(ُ).
مكتواب لقانوف َف يكن ن
قانوتا ن
يتجاكز ىذا اؼبيثاؽ كونو ن
كيبكن أف نقدـ أكثر من رؤية أك مبوذج ؼبيثاؽ عمل الصحفيُت يف الصحافة
اإللكًتكنية ،كما نرل يف أكثر من جامعة كصحيفة إلكًتكنية كنقاابت صحفية عربية:
اتحاد الصحفيين العرب
كقد أصدر ارباد الصحفيُت العرب ميثاؽ شرؼ للعمل الصحفي ..جاء فيو:
الصحفيوف العرب جنود اغبرية ،دعاة الديبقرطية ،ضباة التقدـ ،كطبلئع اإلصبلح
الوطٍت كالقومي اغبقيقي ،يعلنوف دبناسبة اجتماعهم يف اؼبؤسبر العاشر الربادىم ابلقاىرة
أكتوبر ََِْ ،كاحتفاال دبركر أربعُت عاما على أتسيس ارباد الصحفيُت العرب ،ىذا
246
من تاحية اثنية ،كبضركرة استعادة قيم العدؿ كمفاىيم السبلـ كقواعد القانوف الدكِف،
كأصوؿ التعايش كضباية اؼبصاٌف اؼبشًتكة كاؼبنافع اؼبتبادلة بُت الدكؿ كالشعوب
كالثقافات كاغبضارات ،دكف ربريض أك كراىية أك تعصب ،من تاحية اثلثة.
ٓ-أف األزمات السياسية كاالقتصادية االجتماعية كاألمنية ،الداخلية كالضغوط
كاغبركب كاألطماع كاؼبخططات األجنبية ،قد أدت إُف زبلف كاضح يف الدكؿ
العربية ،سبثل يف اتساع مساحات الفقر كالبطالة ،كاحتداـ األزمة االجتماعية،
كاحتكاـ االحتقاف السياسي كالفكرم ،كظهور الفساد كتفشي مظاىر االستبداد،
كبركز تيارات التطرؼ كالتعصب كاإلرىاب كاإلحباط.
فبا ساىم يف عجز معظم الدكؿ العربية عن مبلحقة تطور العصر اغبديث،
كالتخلف عن اإلسهاـ اعبدم كاؼببدع يف قفزات اغبضارة اإلنسانية اؼبعاصرة ،على
عكس اترىبنا القدًن ،فضبل عن معاتاة اإلنساف العريب من كل مظاىر التخلف كضغوط
األزمات اؼبتعددة.
األمر الذم يستدعي إجراء إصبلحات شاملة كجذرية -دكف تباطؤ أك أتجيل -
تنبع من أفكارتا كآرائنا ،كتع ر عن أىدافنا كطموحاتنا الوطنية كالقومية ،كتتعامل مع
الثورات الثبلث اليت تسود عاَف اليوـ ،ثورة اغبرية كالديبقراطية ،كثورة العلم
كالتكنولوجيا اغبديثة ،كثورة اإلعبلـ كالثقافة كاؼبعلومات كاؼبعارؼ .كمن أجل ربقيق
ىذه اؼببادئ العامة كاألىداؼ الوطنية كالقومية.
ذاُ٘اٗ :ؽيتٔن:
ُ-إطبلؽ اغبرايت العامة يف اجملتمعات العربية كافة ،كإلغاء حاالت الطوارئ كالقوانُت
كاحملاكم االستثنائية ،كإجراء تعديبلت كإصبلحات سياسية كدستورية كقانونية
جذرية ،كإطبلؽ سراح اؼبعتقلُت كسجناء الرأم ،كااللتزاـ دببدأ التعددية كحرية
تشكيل األحزاب كاؼبنظمات اعبماىَتية ،كضماف تداكؿ السلطة ع ر انتخاابت
نظيفة على كل اؼبستوايت ،يف إطار إصبلح ديبقراطي شامل ،يتناكؿ اعبوانب
245
السياسية كالقانونية ،كاالقتصادية االجتماعية ،كالثقافية اإلعبلمية كيرسخ دكلة
القانوف كاؼبؤسسات ،كيكفل الفصل بُت السلطات التشريعية كالتنفيذية
كالقضائية ،كيشجع اجملتمع اؼبدين بكل تنظيماتو على اؼبشاركة النشطة يف إدارة
اجملتمعات.
ِ -إطبلؽ حرية الصحافة كالرأم كالتعبَت كاإلبداع بكل أشكاؽبا كصورىا ،كتقنُت
ضماتاهتا ،كضباية أمن كاستقرار كحرية الصحفيُت يف أداء عملهم ،كإطبلؽ حرية
إصدار الصحف كشبكات اإلذاعة كالتليفزيوف كاإلنًتنت ،كربرير كسائل اإلعبلـ
من اؽبيمنة اغبكومية ،كضماف استقبللية العمل الصحفي كاإلعبلمي ،يف ظل
القانوف العادؿ كالقضاء اؼبستقل النزيو كاألداء اؼبهٍت الراقي.
ّ-إجراء تعديبلت شاملة يف منظومة القوانُت كالتشريعات العربية السائدة ،لتطهَتىا
من القيود اؼبشددة اؼبفركضة على حرية الرأم كالتعبَت كالصحافة ،كمن العقوابت
اؼبغلظة اؼبفركضة على الصحفيُت كالكتاب ،خصوصا العقوابت السالبة للحرية،
ضماتا غبرية الرأم كتشجيع
ن مثل عقوبة اغببس يف قضااي الرأم كالنشر ،كذلك
حق النقد كاؼبشاركة كاؼبكاشفة كالشفافية.
ْ-تشجيع كل السياسات كاػبطوات البلزمة لتفعيل دكر احملاسبة كاؼبساءلة كالرقابة
الشعبية ،على عمل السلطات كاؼبؤسسات الرظبية ،خصوصا ع ر الرقابة ال رؼبانية
من تاحية ،كالرقابة الصحفية كاإلعبلمية اغبرة كاؼبسئولة من تاحية أخرل .دبا
يضمن ربويل الصحافة كاإلعبلـ يف الببلد العربية ،من أجهزة دعائية رظبية ،إُف
قوة تغيَت كطاقة تنوير ،تقود اجملتمعات كتوجهها يف طريق التقدـ كالتطور كاالرتقاء
اغبضارم.
ٓ -ضماف اغبصوؿ على اؼبعلومات من مصادرىا الرئيسة ،كحرية انسياهبا كتدفقها من
خبلؿ كل كسائل اإلعبلـ كالصحافة كاالتصاؿ كشبكات اؼبعلومات اغبديثة،
كعدـ فرض الرقابة اغبكومية عليها أك عرقلة كصوؽبا إُف الرأم العاـ ابلشكل
242
اغبقيقي كاؼبتكامل ،كذبرًن حجبها أك تزييفها أك االنتقاص منها .خصوصا يف
عصر أصبحت فيو سوؽ اؼبعلومات أكسع كأغٌت األسواؽ ،يف التجارة العاؼبية
كالتبادؿ الدكِف يف كل ؾباالت النشاط اإلنساين ابعتبارىا أحد اؼبصادر الرئيسة
للمعرفة كاإلبداع كبناء التقدـ كتبادؿ األفكار كحوار اغبضارات كالثقافات.
وٌلاةو ْؼه املؽاىب واىغٍاُات:
ذاىراٗ :يخؾٌٔن:
ُ -يظل مبدأ اغبرية كاؼبسئولية ،الذم ازبذه ارباد الصحفيُت العرب شعارا منذ سنوات
ماضية ىو اؼببدأ الذم نسَت عليو ،إيباتا أبف اغبرية اؼبطلقة تقود حتما إُف الفوضى
اؼبطلقة كأف اغبرية اؼبسئولة أماـ القانوف العادؿ كالضمَت اؼبهٍت السليم ،ىي اليت
تؤسس جملتمع التقدـ كالعدؿ كاؼبساكاة كاالستنارة كالديبقراطية.
ِ -أف حق شعوب العاَف اؼبضطهدة كاؼبقهورة ،يف التحرر كاالستقبلؿ كالسيادة مبدأ
رئيس ،هبدر أف يعلو كيسود ،األمر الذم ينطبق بداءة على حقوؽ شعوبنا
العربية ،اليت نلتزـ ابلدفاع عنها كعن حريتها كقيمها كأىدافها الوطنية كالقومية،
ضد كل أعدائها اؽباصبُت جبيوشهم كأسلحتهم كأفكارىم كأطماعهم كقيمهم
اؼبختلفة كثقافاهتم اؼبتباينة .دكف أف يشكل ذلك دعوة لبلنغبلؽ أك االنعزاؿ عن
اؼبتغَتات اليت تسود حركة العاَف من حولنا ،اليت كبن جزء رئيس منها ،نتفاعل
معها حبيوية ،نؤثر فيها كنتأثر هبا دكف ىيمنة.
ّ -أف أكؿ كاجبات الصحفي كأنبها البحث عن اغبقيقة كربرم الدقة ،كربمل
مسئولية الرسالة اإلعبلمية الصادقة كااللتزاـ أبمانة اؼبهمة كشرؼ اؼبهنة على
أسس ميثاؽ الشرؼ الصحفي العريب ،كربكيم الضمَت اؼبهٍت كأخبلقيات العمل
الصحفي كتقاليده ،كاحًتاـ القانوف العادؿ كأحكاـ القضاء النزيو ،كرفض اؼبزايدة
كاالبتزاز كاإلاثرة اؼبتعمدة كاؼبتاجرة كالًتبح كاػبلط بُت اإلعبلف كاإلعبلـ،
كالتدليس على الرأم العاـ ،كاالبتعاد عن إاثرة الفنت كالنعرات العرقية كالدينية
245
كالطائفية ،كااللتزاـ دبكافحة الفساد كاالستبداد كاإلرىاب.
ْ -أف احًتاـ اػبصوصية مبدأ رئيس يف اؼبمارسة الصحفية كاإلعبلمية ،نؤكد من
خبللو ضركرة احًتاـ الصحفي للحياة الشخصية ،كضماتات اػبصوصية لكل
مواطن ،كعدـ التورط يف نشر ما يكشفها دكف إرادة صاحبها كإذنو .كال وبوؿ
ذلك دكف فبارسة حرية الرأم كالنشر بشفافية كاملة فيما يتعلق ابلقضااي العامة.
ٓ -أف سر اؼبهنة ،يظل قائما يف ضمَت الصحفي اؼبلتزـ ابلقوانُت كمواثيق الشرؼ
اؼبهنية ،كابلتاِف ال ىبضع للضغط كاإلكراه كاالبتزاز ،طلبا إلفشاء أسرار عملو
أك الكشف عن مصادر معلوماتو ،األمر الذم يستدعي توفَت الضماتات القانونية
كالنقابية من تاحية ،كترقية األداء الصحفي كاؼبستول اؼبهٍت كالثقايف من تاحية
أخرل ،كىو ما هبب أف نكرس كل اعبهود لتحقيقو يف كل كقت كدبختلف
األساليب.
ىذا عهد كميثاؽ كالتزاـ ،يتعاىد عليو الصحفيوف العرب كيلتزموف دبيثاقو ،أماـ
هللا كالشعب كالقانوف كالضمَت تعبَتا عن كاجبهم يف قيادة الرأم العاـ العريب كتوجيهو،
بكل اغبرية كاؼبسئولية .أقره اؼبؤسبر العاـ العاشر الرباد الصحفيُت العرب اؼبنعقد
ابلقاىرة يف الفًتة من ِ ٓ-أكتوبر ََِْ.
ني٘ث اُِربج ىيططافث ساٌػث ناى٘فٔرُ٘ا اىشِٔة٘ث
إف أخبلؽ الصحافة اإللكًتكنية ابلنهاية ال زبتلف عن أخبلؽ الصحافة عامةن.
كضعت صبعيىة الصحفيُت سياسة شاملة لؤلخبلؽ الصحفيىة اليت قد تساعد يف داللة أم
كاع على اإلنًتنت ،كبعد قوؿ ذلك ،ىنا بعض الصفات اليت هبب أف يتمتٌع هبا
كاتب و
أم كاتب على اإلنًتنت.
صعب.
عمل ه
-1االْتشاٍ غري َطُوح :إُف اآلف من األرجح أنك اكتشفت أف الكتابة ه
شخصا آخر أف أيخذ عملك كيقدمو كعملو اػباص.ن من اؼبتأكد أنك ال تريد
لذلك ال تسرؽ عمل اآلخرين ..ىذه السرقة تسمى االنتحاؿ .كاالنتحاؿ ال
251
الصور
يقتصر فقط على قص كلصق مقاالت كاملة ،بل يتضمن نسخ ٌ
كالرسومات كالفيديو كحىت مقتطفات نصوص طويلة من اآلخرين ككضعها على
ضا.
صفحة اإلنًتنت اػباصة بك أي ن
إف أردت اإلشارة إُف شيء على موقع آخر ،ضع رابطنا إُف ىذا اؼبوقع ،إف كنت
زبشى أ ٌف الصفحة اليت كضعت ؽبا رابطنا ستختفي ،اعط قراءؾ اسم اؼبنشور الذم نشر
الصفحة اإللكًتكنية ،ككذلك اتريخ نشرىا كموجزا قصَتا عن مضموهنا .مثلما كاف
نت(.مثبل" :يف تقرير
ن صحفيىو األخبار يشَتكف إُف ؿبتول آخر قبل ظهور اإلنًت
سبتم رَِ ،أفادت "الوكؿ سًتيت جورتاؿ")..
تقرر أف
قراءؾ كيف حصلت على معلوماتك كما جعلك ٌ -2انػف احلكيكة :أخ ر ٌ
تنشرىا .إذا كنت على عبلقة شخصيىة أك مهنية مع األشخاص أك اعبماعات
القراء أف يعرفوا ما كاف لو أتثَت يف
اليت تكتب عنها ،صف ىذه العبلقة .يستحق ٌ
حدث ما ..ال زبف عن قرائك ؼبن تعمل ،أك مصدر طريقة نقلك أككتابتك عن و
اؼباؿ ؼبوقعك اإللكًتكين ،إذا كاف موقعك ينشر اإلعبلتات ،فضع عبلمة عليها
قراءؾ إف كنت ذبٍت اؼباؿ من الركابط
موضحا أهنا إعبلتات .كذلك أعلم ٌ
ى
اؼبوجودة على موقعك.
-3ال تكبٌ اهلدايا أو املاٍ َكابٌ ايتػطية :طريقة مشًتكة يتجنب هبا الصحفيوف
تضارب اؼبصاٌف ىي رفض اؽبدااي أك األمواؿ من اؼبصادر اليت يغطوهنا .الكتىاب
الذين يقبلوف اؽبدااي أك اؼبدفوعات أك اؼبكافآت من األشخاص أك اعبماعات
يعرضوف أنفسهم إُف اهتامات أف عملهم ىو إعبلف مدفوع من قبل
الذين يغطوهنم ٌ
مقربوف ج ندا من ىذه
ىذه اؼبصادر .أك على أقل تقدير ،أف ىؤالء الكتٌاب ٌ
اؼبصادر لتغطيتها بصدؽ .يبكنك ذبنىب األمور اؼبثَتة للجدؿ برفض ىذه
العركض بلياقة.
معظم اؼبؤسسات اإلخبارية تسمح لكتٌاهبا القبوؿ ابلدخوؿ اجملاين إُف اؼبناسبات
250
اؼبؤسسات سبنع كتىاهبا عن "اغبلوايت"،
لغرض كتابة مقالة أك نقد ،لكن معظم ىذه ٌ
ؾباتا ،ابإلضافة إُف الدخوؿ اجملاين إُف
حيث تق ٌدـ اجملموعات السفر ك إقامة الفندؽ ن
اؼبناسبة.
موادا مثل الكتب كاألقراص اؼبدؾبة ()DVD
ضا ن عدد كبَت من الشركات يرسل أي ن
ترد بعد النقدٌ .أما اؼبواد ذات
إُف الكتٌاب للنقد .اؼبواد ذات القيمة العالية هبب أف ٌ
األقل ،مثل الكتب ،فيمكن الت رع هبا إُف مدرسة ؿبلية أك صبعية خَتية ،إذا كنت
القيمة ٌ
تكتب عن رئيس عملك ،فمن الواضح أنك تقبل اؼباؿ لكن أعلم قراءؾ عن ىذا.
ح ٌدد نفسك بصفة اؼبوظف ،حىت لو كنت تكتب دكف اسم ،ليعلم الناس ما يكفي عن
أحكاما حوؿ مصداقيتك. .
ن خلفيتك كليتخذكا أبنفسهم
ضا عدـ اؼبطالبة بو.
ال ينبغي فقط من الكتاب عدـ قبوؿ اؼباؿ من اؼبصادر ،بل أي ن
إف كاف موقعك اإللكًتكين يعرض اإلعبلتات ال تتوسل من األشخاص الذين تغطيهم
أف يشًتكا اإلعبلتات أك يسهموا ابلضماف اؼباِف على موقعك .اعثر على شخص آخر
للتعامل مع مبيع إعبلتاتك.
شخصا
ن -4تفشّط األَس ،ثِ قٌ احلكيكة :ال يصبح بياف ما من اغبقيقة ؾبرد أف
آخر قالو .كافئ قراءؾ ابؼبعلومات الدقيقة اليت تقف يف كجو التدقيق من قبل
الكتاب اآلخرين .تفحص معلوماتك قبل أف تطبعها.
لدعم تعليقاتك ،أحبث عن اغبقائق كال تتكل فقط على آراء اآلخرين ابدأ ابؼبواقع
ضا
كدليلنا يف الصحافة لتتعلم كيف ذبد اؼبعلومات اغبقيقية كليس نسج اآلخرين .أي ن
أتكد أ ٌف ما تكتبو ليس فقط تكرار أسطورة مدنيٌة.
و
شخص ما ،اتصل بو أك أرسل لو رسالة إلكًتكنية لتأخذ إذا كنت تكتب عن
تعلي نقا منو قبل النشر .إذا كاف ىذا الشخص لديو مدكنة ،ضع رابطنا ؽبا على موقعك.
لقرائك ابلنقر على الرابط
ىذا الرابط يعلم ذلك الشخص أنك كتبت عنو ،كيسمح ٌ
كقراءة كجهة نظر ذلك الشخص.
252
يبكنك أف تكتب كتابة ساخرة ،لكن أتكد أ ٌف صبهورؾ يعلم أ ٌف ما تكتبو ليس
اغبقيقة اغبرفية .خداع القراء لن يساعدؾ على تطوير االحًتاـ أك اؼبصداقية أك اعبمهور
اؼبخلص الذم يتمتع بو كيعتمد عليو الكاتب الصادؽ.
-5نٔ صسحيًا :كن صروبنا مع قرائك كشفافنا يف عملك .إف تساءؿ الناس ،حىت
للحظة ،عن صدقك أك دكافعك ،فلقد خسرت مصداقيتك معهم .ال تدعهم
يفعلوف ذلك .أجب عن ىذه التساؤالت قبل أف يسأؽبا القراء ،كاألىم أال
تستعمل أب ندا قوتك كصحفي للربح الشخصي أك جملرد إزعاج شخص ما(ُ).
أعالق ٌِٓث اىططافث اإلىهرتوُ٘ث ىػى ْ٘ئث حطؽٗؽ رادٗٔ غٍان
ُج
اؽبدؼ من كضع ىذه اؼببادئ ىو دعم أظبى اؼبقاييس كاؼبعايَت اؼبهنية يف الصحافة
اإللكًتكنية (إذاعة كتليفزيوف كصحافة إنًتنت) ،كتعزيز فهم اعبمهور كثقتهم هبا ،كتقوية
مبادئ اغبرية الصحفية يف صبع كتوزيع اؼبعلومات.
الصحفيوف اإللكًتكنيوف هبب أف يعملوا كأمناء على مصلحة اعبمهور ،كأف
يبحثوا عن اغبقيقة ،كنقلها إبنصاؼ كصدؽ كاستقبللية ،كأف يتحملوا مسئولية أعماؽبم.
ذلث اىِاس:
-هبب أف يدرؾ الصحفيوف اإللكًتكنيوف أف كاجبهم األكؿ ىو اؼبصلحة العامة .كما
هبب على كل صحفي إلكًتكين أف يدرؾ أف أم التزاـ عدا خدمة اعبمهور من
شأنو إضعاؼ الثقة كاؼبصداقية.
-يدرؾ أف خدمة اؼبصلحة العامة تستوجب االلتزاـ أبف تعكس تنوع اجملتمع كضبايتو
من التبسيط الزائد للقضااي كاألحداث.
-يوفر نطاقا كاسعا من اؼبعلومات لتمكُت اعبمهور من ازباذ قرارات مستنَتة.
(1)esahafa.files.wordpress.com/2008/07/code-of-ethics-arabic.doc
253
-وبارب عبعل النشاطات التجارية اػباصة كالعامة علنية.
اىطل٘لث:
هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت السعي إبصرار للحصوؿ على اغبقيقة كتقدًن
األخبار بدقة ،كيف سياقها ،كعلى أكمل كجو.
جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ:
-أسعى دكما غبقيقة.
-أقاكـ التشويهات اليت تبهم أنبية األحداث.
-أكشف عن مصدر اؼبعلومات بوضوح كأشَت إُف صبيع اؼبواد اؼبأخوذة عن كسائل
إعبلمية أخرل.
جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ:
-ال أنقل أم شيء أعرؼ أنو كذب أك غَت صحيح.
-ال أتبلعب ابلصور كاألصوات أبية طريقة مضللة.
موادا صحفية زبص غَتم.
-ال أسرؽ ن
أصواات سبق عرضها دكف إعبلـ اعبمهور.
ن صورا أك
-ال أعرض ن
اإلُطاف واىػػل:
هبب على الصحافيُت اإللكًتكنيُت عرض األخبار إبنصاؼ كحيادية ،كإضافة قيمة
على كصحفي إلكًتكين أف:
أساسية على ما ىو مهم كذك عبلقة ،فيجب ٌ
-أتعامل مع موضوعات التغطية اإلخبارية ابحًتاـ كصدؽ ،كأف أظهر تعاطفا خاصا مع
ضحااي اعبرائم أك اؼبآسي.
-أكِف عناية خاصة عندما يكوف يف القصة أطفاؿ ،كضباية خصوصيتهم أكثر من اليت
للكبار.
254
-أسعى لفهم تنوع اجملتمع كنقلو للجمهور دكف اكبياز أك مبطية.
-أنقل التنوع يف اآلراء كاألفكار.
-أعد تقارير ربليلية مبنية على فهم مهٍت كليس على اكبياز شخصي.
-أحًتـ اغبق يف ؿباكمة عادلة للمتهمُت.
اىطػق :
هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يقدموا األخبار بصدؽ كشرؼ ،كأف يتجنبوا
تضارب اؼبصاٌف ،أك ما يبكن تفسَته كذلك ،كأف وبًتموا كرامة كذكاء اعبمهور كعناصر
األخبار.
جيب عًي نضشفي إيهرتوْي إٔ:
يعرؼ مصادر اؼبعلومات كلما أمكن ذلك .يبكن استخداـ اؼبصادر السرية فقط -أ ٌ
عندما يكوف صبع أك نقل اؼبعلومات اؼبهمة يف اؼبصلحة العامة ،أك عندما يؤدم
صبع أك نقل اؼبعلومات اؼبهمة إُف إغباؽ األذل دبصدرىا .كيف ىذه اغبالة هبب
على أف ألتزـ حبماية اؼبصدر السرم.
ٌ
-أشَت بوضوح إُف الرأم كالتعليق.
-أمتنع عن متابعة تغطية أحداث أك أشخاص ال يضيفوف أنبية للقصة اإلخبارية ،أك
ال يضعوف اػب ر يف سياؽ ،أك ال يضيفوف ؼبعرفة اعبمهور.
-أمتنع عن االتصاؿ ابؼبشاركُت يف أعماؿ عنف ما دامت جارية.
-أستخدـ األدكات التقنية دبهارة كتفكَت ،متجنبا التقنيات اليت تشوه اغبقائق ،كتزكر
الواقع ،كزبلق إاثرة من األحداث.
-أعيد بث برامج خاصة دبؤسسات إعبلمية أخرل إبذف منهم فقط.
255
جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ:
-ال أدفع ماال ؼبصادر معلومات ؽبا مصلحة يف اػب ر.
-ال أقبل ىدااي أك خدمات أك تعويضات فبن يسعوف للتأثَت يف التغطية اإلخبارية.
-ال أشارؾ يف نشاطات قد تؤثر يف صدقي كاستقبللييت.
االـخلالى٘ث :
هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يدافعوا عن استقبللية الصحفيُت من الذين
يسعوف للتأثَت أك السيطرة على مضموف األخبار.
جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ:
-أصبع كأنقل األخبار دكف خوؼ أك تفضيل ،كأقاكـ بشدة التأثَت غَت اؼب رر ألية قول
خارجية ،من ضمنها اؼبعلنوف كمصادر اؼبعلومات كعناصر اػب ر كاألفراد ذكك
النفوذ كاعبماعات ذات اؼبصاٌف اػباصة.
-أقاكـ من يسعوف للتأثَت سياسيا يف مضموف األخبار أك من يسعوف لتخويف من
هبمعوف األخبار أك يوزعوهنا.
-أحدد مضموف األخبار عن طريق حكم ربريرم فقط ،كليس كنتيجة لتأثَت خارجي.
-أقاكـ أية مصلحة شخصية أك ضغط من الزمبلء يبكن أف يؤثر يف الواجب الصحفي
كخدمة اعبمهور.
أك -أدرؾ أف الرقابة على األخبار لن تستخدـ أبية طريقة لتحديد ،أك تقييد،
التبلعب ابؼبضموف.
-أرفض السماح ؼبصاٌف مالك اؼبؤسسة اإلعبلمية أك إدارهتا أف تؤثر يف اغبكم
التحريرم أك اؼبضموف بطريقة غَت مبلئمة.
-أدافع عن حقوؽ الصحافة اغبرة لكل الصحافيُت.
256
املطاـت٘ث:
هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يدركوا أهنم معرضوف للمحاسبة على
أعماؽبم أماـ اعبمهور ،كاؼبهنة ،كأنفسهم.
جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ:
-أشجع صبيع الصحفيُت كمالكي اؼبؤسسات اإلعبلمية على تبٍت ىذه اؼبعايَت.
-أستجيب ؽبموـ اعبمهور ،كأحقق يف شكواىم ،كأصلح األخطاء يف كقتها كأعطيها
أنبية توازم أنبية التقرير األصلي.
-أكضح العمليات الصحفية للجمهور ،خاصة عندما تثَت اؼبمارسات الصحفية أسئلة
أك جدال.
-أدرؾ أف الصحفيُت اإللكًتكنيُت ملزموف بواجبهم األخبلقي.
-أمتنع عن إصدار أكامر أك تشجيع اؼبوظفُت على القياـ أبعماؿ ذب رىم على ارتكاب
سلوكيات غَت أخبلقية.
-أستمع بتأف إُف اؼبوظفُت الذين يقدموف اعًتاضات أخبلقية ،كىبلقوف أجواء تشجع
على ىذه النقاشات.
فرصا لتدريب اؼبوظفُت على صناعة قرار
-أسعى للحصوؿ على دعم كأكفر ن
أخبلقي لبللتزاـ دبسؤليتو ذباه مهنة الصحافة اإللكًتكنية ،أعد راديو عماف نت نص
عرؼ قضااي مهمة ،كليخدـ كدليل للعاملُت يف ىذا اجملاؿ ،كليعزز اؼببادئ ىذا ليي ٌ
احملاسبية الذاتية ،كليشكل أساسا عبدؿ مستقبلي(ُ).
ميثاق الجزيرة نت
قناة اعبزيرة (الفضائية كاؼبوقع اإللكًتكين) قدمت خدمة إعبلمية عربية االنتماء
(1) http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=77848
3
255
عاؼبية التوجو شعارىا "الرأم كالرأم اآلخر" كىي من ر تعددم ينشد اغبقيقة كيلتزـ
اؼببادئ اؼبهنية يف إطار مؤسسي ،كإذ تسعى اعبزيرة لنشر الوعي العاـ ابلقضااي اليت هتم
اعبمهور فإهنا تطمح إُف أف تكوف جسرا بُت الشعوب كالثقافات يعزز حق اإلنساف يف
اؼبعرفة كقيم التسامح كالديبقراطية كاحًتاـ اغبرايت كحقوؽ اإلنساف.
كألهنا خدمة إعبلمية عاؼبية التوجو فإف اعبزيرة تعتمد ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت التاِف
سعيا لتحقيق الرؤية كاؼبهمة اللتُت حددهتما لنفسها ،كينص على ما يلي:
ُ -التمسك ابلقيم الصحفية من صدؽ كجرأة كإنصاؼ كتوازف كاستقبللية كمصداقية
كتنوع دكف تغليب لبلعتبارات التجارية أك السياسية على اؼبهنية.
ِ -السعي للوصوؿ إُف اغبقيقة كإعبلهنا يف تقاريرتا كبراؾبنا كنشراتنا اإلخبارية بشكل
ال غموض فيو كال ارتياب يف صحتو أك دقتو.
ّ -معاملة صبهورتا دبا يستحقو من احًتاـ كالتعامل مع كل قضية أك خ ر ابالىتماـ
اؼبناسب لتقدًن صورة كاضحة كاقعية كدقيقة مع مراعاة مشاعر ضحااي اعبريبة
كاغبركب كاالضطهاد كالكوارث كأحاسيس ذكيهم كاؼبشاىدين كاحًتاـ
خصوصيات األفراد كالذكؽ العاـ.
ْ -الًتحيب ابؼبنافسة النزيهة الصادقة دكف السماح ؽبا ابلنيل من مستوايت األداء
حىت ال يصبح السبق الصحفي ىدفا حبد ذاتو.
ٓ -تقدًن كجهات النظر كاآلراء اؼبختلفة دكف ؿباابة أك اكبياز ألم منها.
ٔ -التعامل اؼبوضوعي مع التنوع الذم يبيز اجملتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراؽ
كثقافات كمعتقدات كما تنطوم عليو من قيم كخصوصيات ذاتية لتقدًن انعكاس
أمُت كغَت منحاز عنها.
ٕ -االعًتاؼ ابػبطأ فور كقوعو كاؼببادرة إُف تصحيحو كتفادم تكراره.
ٖ -مراعاة الشفافية يف التعامل مع األخبار كمصادرىا كااللتزاـ ابؼبمارسات الدكلية
252
اؼبرعية فيما يتعلق حبقوؽ ىذه اؼبصادر.
ٗ -التمييز بُت مادة اػب ر كالتحليل كالتعليق لتجنب الوقوع يف فخ الدعاية كالتكهن.
َُ -الوقوؼ إُف جانب الزمبلء يف اؼبهنة كتقدًن الدعم ؽبم عند الضركرة خاصة يف
ضوء ما يتعرض لو الصحفيوف أحياتا من اعتداءات أك مضايقات كالتعاكف مع
النقاابت الصحفية العربية كالدكلية للدفاع عن حرية الصحافة كاإلعبلـ.
ُُ -ميثاؽ الشرؼ ىذا أشبة بقانوف داخلي ينظم كل صغَتة ككبَتة للعمل ابلفضائية
كاؼبوقع اإللكًتكين ،كيبدك من صياغة الئحة السلوؾ اؼبهٍت أهنا قانوف ال ميثاؽ،
فهو أشبو ابلقانوف الداخلي كبو إلزاـ كؿباسبة للمخالف(ُ).
وكالة عمون اإلخبارية
كقد ألزمت ككالة عموف اإلخبارية نفسها دبيثاؽ مهٍت للنشر فيها ،كتلزـ نفسها
طوعا كتتقيد بو نصا كركحا(ِ):
ُ -االلتزاـ بعرض اغبقيقة كإبراز اغبوار الدائر من ـبتلف جوانبو بصورة متوازنة
كموضوعية كعادلة دكف اإلخبلؿ ابلقيم العامة اؼبستقرة اليت تنادم ابحًتاـ
اػبصوصيات كاغبفاظ على كرامات األفراد كاعبماعات كعدـ التعريض دبعتقداهتا
كرموزىا كدبا ال يعرض أمن اجملتمعات كالدكؿ للخطر.
ِ -االلتزاـ ابلقيم اؼبهنية من صدؽ كتوازف كاستقبللية كتنوع دكف تغليب لبلعتبارات
التجارية أك السياسية على اؼبهنية.
ّ -احًتاـ كعي القارئ كالنظر إُف مسانباتو كتابة كتعليقا كرظبا كعرض كجهات النظر
كاملة دكف ربيز أك ؿباابة أك سبييز.
ْ -االعًتاؼ ابػبطأ غبظة اكتشافو كاؼببادرة إُف تصحيحو كتفادم تكراره كاالعتذار
http://www.ammonnews.net/covenant.aspxآل
261
ميثاق الشرف اإلعالمي لمركز اإلعالميات العربيات
كضع مركز اؼبرأة العربية لئلعبلـ ميثاؽ الشرؼ اإلعبلمي للصحفيُت يف مؤسبرىا
الذم يعقد يف األردف يف يونيو ََِٕ كأعد القانوف الحًتاـ االختبلفات بُت الناس
كيكتب عبميع الصحفيُت الذين يعملوف يف العاَف العريب.
استنادا إُف أنبية حرية التعبَت اؼبنصوص عليها يف اؼبواثيق الدكلية غبقوؽ اإلنساف
خاصة اؼبادة ُٗ من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف كاؼبادة ُٗ من اؼبيثاؽ الدكِف
للحقوؽ اؼبدنية كالسياسية ICCPRكالذم يعت ر اتفاقية دكلية ملزمة ،كاألعراؼ
الدكلية كدكر كسائل اإلعبلـ يف اجملتمعات الديبقرطية كترسيخ كتعزيز مبادئ اغبكم
اعبيد كلوائح كمواثيق اليونسكو كأتكيدا على أنبية دكر اإلعبلـ يف ضماف حق اؼبعرفة
كتداكؿ اؼبعلومات كنقلها للجمهور .كبن اؼبشاركات يف مؤسبر اإلعبلميات السادس
الذم نظمو مركز اإلعبلميات العربيات يف الفًتة اؼبمتدة من ِٔ ِٖ -يونيو ََِٕ
يف فندؽ "راديسوف ساس" يف عماف ربت رعاية "صاحبة السمو اؼبلكي األمَتة بسمة
بنت طبلؿ اؼبعظمة" اتفقنا على اؼببادئ (ميثاؽ شرؼ اإلعبلمية العربية) اآلتية:
اضرتام اىهؽاٌث اإلُفاُ٘ث
-االلتزاـ ابلبحث عن اغبقيقة كنقلها بكل دقة كمصداقية كشفافية كنزاىة كموضوعية
كعدـ ربيز للحفاظ على سرية مصادر اؼبعلومات.
-احًتاـ حق الرد كالتصحيح.
-احًتاـ حرمة اغبياة اػباصة.
-الفصل بُت العمل اإلعبلمي كاؼبصاٌف اػباصة كاالبتعاد عن االبتزاز.
-التضامن مع اإلعبلميات كاإلعبلميُت عند انتهاؾ حقوقهم.
-االبتعاد عن التحريض على العنف اؼببٍت على التمييز كالكراىية.
-إعطاء صوت ؼبن ال صوت ؽبم مثل األطفاؿ كالفئات اؼبهمشة.
260
-عدـ الدفع إُف مصادر اؼبعلومات.
-عدـ اػبلط بُت العمل اإلعبلمي كاإلعبلين.
-االبتعاد عن صبيع أشكاؿ اإلاثرة كاالبتذاؿ.
-عدـ اػبلط بُت فنوف العمل اإلعبلمي (األجناس اإلعبلمية).
-احًتاـ التعددية كتقبل الرأم كالرأم اآلخر كعدـ التمييز على أساس الدين أكالعرؽ
أك اللوف أك اعبنس أك الثقافة.
-إدماج مقاربة النوع االجتماعي يف العمل اإلعبلمي كاالبتعاد عن األحكاـ اؼبسبقة
كالصور.
-عدـ النمطية يف الرسالة اإلعبلمية.
-تدعيم استقبلؿ اإلعبلـ كسلطة رابعة.
اىخٔض٘ات :
كما توصي اؼبشاركات ابآليت:
-تعديل القوانُت العربية كي تتوافق مع اؼبعايَت الدكلية فيما يتعلق حبرية الرأم كالتعبَت.
-إلغاء العقوابت السالبة للحرية يف قضااي الصحافة كاإلعبلـ.
-ضماف حق اإلعبلميُت كاإلعبلميات يف اغبصوؿ على اؼبعلومات.
-عقد كرش عمل لئلعبلميُت كاإلعبلميات كدكرات تدريبية ؽبم لرفع كفاءاهتم اؼبهنية.
-تفعيل دكر النقاابت كصبعيات الصحفيُت كاربادات اإلعبلميُت كجماعة ضغط كتوفَت
مرجعية.
-ربفظ حصانة اإلعبلـ.
-رصد كمراقبة كل ما من شأنو خرؽ مبادئ حرية التعبَت كالرأم.
262
-نشر ثقافة الوعي القانوين ابؼبواثيق الدكلية غبقوؽ اإلنساف.
-العمل على صياغة اتفاقية دكلية غبماية اإلعبلميُت خبلؿ أكقات النزاعات كتوفَت
ىوية تعريف للصحافيُت يف مناطق النزاعات اؼبسلحة ربت إشراؼ اؽبيئات
الدكلية كالصليب األضبر.
-تدريس التشريعات اؼبتعلقة ابلقوانُت الناظمة غبرية التعبَت كحرية الصحافة كمواثيق
الشرؼ اؼبهنية كالعمل اإلعبلمي يف األكاديبيات اإلعبلمية العربية.
-التضامن مع اإلعبلميات كاإلعبلميُت الذين يتعرضوف ألم نوع من الضغوط
كتسجيل كرصد الوقائع اؼبرتبطة خاصة يف فلسطُت كالعراؽ كلبناف كدارفور
كنشرىا على اؼبواقع اإلعبلمية اؼبختلفة.
-أف يقوـ مرصد اإلعبلميات العربيات إبعداد تقارير سنوية عن حالة الصحافة
كأخبلقياهتا يف العاَف العريب كتقديبها إُف اعبهات اؼبعنية.
-كضع آلية للتشبيك بُت اؼبؤسسات اإلعبلمية العربية اؼبختصة حبرية الرأم كالتعبَت:
-زبصيص جائزة غبرية اإلعبلـ يف العاَف العريب.
-العمل على عقد دكرات تدريبية لئلعبلميات يف إطار مقاربة النوع االجتماعي فيما
يتعلق أبخبلقيات اؼبهنة اإلعبلمية كتفعيل مواثيق الشرؼ اإلعبلمية مع تعزيز
الثقافة القانونية.
-ضركرة اضطبلع ارباد الصحافيُت العرب للقياـ بدكره يف تقدًن اغبماية البلزمة
للصحافيُت يف اؼبنطقة العربية.
-مطالبة اؽبيئات الدكلية العاملة يف ؾباؿ حرايت اإلعبلـ كالصحافة ابلقياـ بذلك على
اؼبستول الدكِف.
263
ميثاق الشرف الصحفي في مصر
كبن الصحفيوف اؼبصريوف أسرة مهنية كاحدة ،تستمد كرامتها من ارتباطها بضمَت
الشعب ،كتكتسب شرفها من كالئها للحقيقة ،كسبسكها ابلقيم الوطنية كاألخبلقية
للمجتمع اؼبصرم .
كأتكيدا لدكر الصحافة اؼبصرية الرائد على امتداد اترىبنا اغبديث ،يف الدفاع عن
حرية الوطن كاستقبللو كسيادتو ،كالذكد عن حقوقو كمصاغبو كأىدافو العليا ،ك اإلسهاـ
يف ضباية مكتسبات الشعب كحرايتو العامة ،كيف مقدمتها حرية الصحافة كالرأم كالتعبَت
كإيباتا منا أبف تعزيز ىذه اغبرايت كصيانتها ،ضمانة ال غٌت عنها لدفع اؼبسار
كالنشر .ن
الديبقراطي ،الذم تتأكد بو سبلمة البناء الوطٍت كتتحقق من خبللو صبيع أشكاؿ
التطور السياسي كاالقتصادم كاالجتماعي يف ببلدتا .كاتساقا مع مبادئ الدستور
كنصوصو اليت نقلت إُف الصحافة كالصحفيُت أداء رسالتهم ،كتعبَتا عن اذباىات الرأم
العاـ يف إطار اؼبقومات األساسية للمجتمع.
كارتباطنا ابألىداؼ كاغبقوؽ كااللتزامات السامية ،لرسالة الصحافة ،اليت تضمنتها
اؼبواثيق الدكلية كعلى كجو اػبصوص اؼبادة ُٗ من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف.
كاعًتافنا حبق القارئ ،يف صحافة موضوعية ،تعكس أبمانة كصدؽ نبض الواقع ،كحركة
األحداث ،كتعدد اآلراء كتصوف حق كل مواطن يف التعقيب على ما ينشره الصحفي
كعدـ استغبللو يف التشهَت أك االبتزاز أك االفًتاء أك اإلساءة الشخصية كإدراكا منا
لواجبات الزمالة كما ربتمو من عبلقات مهنية نزيهة ربفظ لكل صاحب حق حقو دكف
ضغط أك إكراه أك سبييز أك ذبريح بُت أفراد األسرة الواحدة رؤساء كانوا أـ مرؤكسُت.
نعلن التزامنا هبذا اؼبيثاؽ كنتعهد ابحًتامو كتطبيقو نصا كركحا يف كل ما يتصل بعبلقتنا
ابآلخرين كفيما بيننا.
264
أوالٌ :تادئ غاٌث:
ً
-حرية الصحافة من حرية الوطن كالتزاـ الصحفيُت ابلدفاع عن حرية الصحافة
كاستقبلؽبا عن كل مصادر الوصاية كالرقابة كالتوجيو كاالحتواء كاجب كطٍت
كمهٍت مقدس .
-اغبرية أساس اؼبسئولية كالصحافة اغبرة ىي اعبديرة كحدىا حبمل اؼبسئولية الكاملة
كعبء توجيو الرأم العاـ على أسس حقيقية.
-حق اؼبواطنُت يف اؼبعرفة ىو جوىر العمل الصحفي كغايتو كىو ما يستوجب ضماف
التدفق اغبر للمعلومات كسبكُت الصحفيُت من اغبصوؿ عليها من مصادرىا
كإسقاط أية قيود ربوؿ دكف نشرىا كالتعليق عليها.
-الصحافة رسالة حوار كمشاركو كعلى الصحفيُت كاجب احملافظة على أصوؿ اغبوار
كآدابو كمراعاة حق القارئ يف التعقيب كالرد كالتصحيح ،كحق عامة اؼبواطنُت يف
حرمة حياهتم اػباصة ككرامتهم اإلنسانية.
-للصحافة مسئولية خاصة ذباه صيانة اآلداب العامة كحقوؽ اإلنساف كاؼبرأة كاألسرة
كالطفولة كاألقليات كاؼبلكية الفكرية للغَت.
-شرؼ اؼبهنة كآداهبا كأسرارىا أمانة يف عنق الصحفيُت كعليهم التقيد بواجبات
الزمالة يف معاعبة اػببلفات اليت تنشأ بينهم أثناء العمل أك بسببو.
-نقابة الصحفيُت ىي اإلطار الشرعي الذم تتوحد فيو جهود الصحفيُت دفاعا عن
اؼبهنة كحقوقها كىي اجملاؿ الطبيعي لتسوية اؼبنازعات بُت أعضائها كأتمُت
حقوقهم اؼبشركعة.
كتضع النقابة ضمن أكلوايهتا العمل على مراعاة االلتزاـ بتقاليد اؼبهنة كآداهبا
كمبادئها كإعماؿ ميثاؽ الشرؼ الصحفي كؿباسبة اػبارجُت عليو طبقا لئلجراءات
احملددة اؼبنصوص عليها يف قانوف النقابة كقانوف تنظيم الصحافة.
265
ذاُ ً٘ا :االىخؾاٌات واىطلٔق:
يًتصّ ايضشفي بايوادبات املٗٓية ايتايية:
-االلتزاـ دبا ينشره دبقتضيات الشرؼ كاألمانة كالصدؽ دبا وبفظ للمجتمع مثلو كقيمو
كدبا ال ينتهك حقا من حقوؽ اؼبواطن أك يبس إحدل حرايتو.
-االلتزاـ بعدـ االكبياز يف كتاابتو إُف الدعوات العنصرية أك اؼبتعصبة أك اؼبنطوية على
امتهاف األدايف أك الدعوة إُف كراىيتها أك الطعن يف إيباف اآلخرين أك تلك الداعية
إُف التمييز أك االحتقار ألم من طوائف اجملتمع.
-االلتزاـ بعدـ نشر الوقائع مشوىة أك مبتورة كعدـ تصويرىا أك اختبلقها على كبو غَت
أمُت.
-االلتزاـ ابلتحرم بدقو يف توثيق اؼبعلومات كنسبة األقواؿ كاألفعاؿ إُف مصادر
معلومة كلما كاف ذلك متاحا أك فبكنا طبقا لؤلصوؿ اؼبهنية السليمة اليت تراعي
حسن النية.
-االلتزاـ بعدـ استخداـ كسائل النشر الصحفي يف اهتاـ اؼبواطنُت بغَت سند أك يف
استغبلؿ حياهتم اػباصة للتشهَت هبم أك تشويو ظبعتهم أك لتحقيق منافع شخصية
من أم نوع.
-كل خطأ يف نشر اؼبعلومات يلتزـ تاشره بتصحيحو فور اطبلعو على اغبقيقة كحق
الرد كالتصحيح مكفوؿ لكل من يتناكؽبم الصحفي على أال يتجاكز ذلك الرد أك
التصحيح حدكد اؼبوضوع كأال ينطوم على جريبة يعاقب عليها القانوف أكـبالفة
لآلداب العامة مع االعًتاؼ حبق الصحفي يف التعقيب.
-ال هبوز للصحفي العمل يف جلب اإلعبلتات أك ربريرىا كال هبوز لو اغبصوؿ على
أية مكافأة أك ميزة مباشرة أك غَت مباشرة عن مراجعة أك ربرير أك نشر اإلعبلتات
كليس لو أف يوقع ابظبو مادة إعبلنية.
266
-ال هبوز نشر أم إعبلف تتعارض مادتو مع قيم اجملتمع كمبادئو كآدابو العامة أك مع
رسالة الصحافة كيلتزـ اؼبسئولوف عن النشر ابلفصل الواضح بُت اؼبواد التحريرية
كاإلعبلنية كعدـ ذباكز النسبة اؼبتعارؼ عليها دكليا للمساحة اإلعبلنية يف
الصحيفة على حساب اؼبادة التحريرية.
-وبظر على الصحفي استغبلؿ مهنتو يف اغبصوؿ على ىبات أك إعاتات أك مزااي
خاصة من جهات أجنبية أك ؿبلية بطريقة مباشرة أك غَت مباشرة.
-يبتنع الصحفي عن تناكؿ ما تتواله سلطات التحقيق أك احملاكمة يف الدعاكل اعبنائية
أك اؼبدنية بطريقة تستهدؼ التأثَت يف صاٌف التحقيق أك سَت احملاكمة كيلتزـ
الصحفي بعدـ إبراز أخبار اعبريبة كعدـ نشر أظباء كصور اؼبتهمُت أك احملكوـ
عليهم يف جرائم األحداث.
-احًتاـ حق اؼبؤلف كاجب عند اقتباس أم أثر من آاثره كنشره.
-الصحفيوف مسئولوف مسئولية فردية كصباعية رؤساء كانوا أك مرؤسُت عن اغبفاظ
على كرامة اؼبهنة كأسرارىا كمصداقيتها كىم ملتزموف بعدـ التسًت على الذين
يسيئوف إُف اؼبهنة أك الذين ىبضعوف أقبلمهم للمنفعة الشخصية عن كافة أشكاؿ
التجريح الشخصي كاإلساءة اؼبادية أك اؼبعنوية دبا يف ذلك استغبلؿ السلطة أك
النفوذ يف إىدار اغبقوؽ الثابتة لزمبلئهم أك ـبالفة الضمَت اؼبهٍت.
-يلتزـ الصحفيوف بواجب التضامن دفاعا عن مصاغبهم اؼبهنية اؼبشركعة كعما تقرره
ؽبم القوانُت من حقوؽ كمكتسبات كيتمسك الصحفي دبا يلي من حقوؽ
ابعتبارىا التزامات كاجبة االحًتاـ من األطراؼ األخرل ذباىو.
-ال هبوز أف يكوف الرأم الذم يصدر عن الصحفي أك اؼبعلومات الصحيحة اليت
ينشرىا سببا للمساس أبمنو كما ال هبوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماتو
كذلك كلو يف حدكد القانوف.
-ال هبوز هتديد الصحفي أك ابتزازه أبية طريقة يف سبيل نشر ما يتعارض مع ضمَته
265
اؼبهٍت أك لتحقيق مآرب خاصة أبية جهة أك ألم شخص.
-للصحفي اغبق يف اغبصوؿ على اؼبعلومات كاألخبار من مصادرىا كاغبق يف تلقي
اإلجابة عما يستفسر عنو من معلومات كإحصاءات كأخبار كحقو يف االطبلع
على صبيع الواثئق الرظبية غَت احملظورة.
-ال هبوز حرماف الصحفي من أداء عملو أك الكتابة دكف كجو حق أك نقلو إُف عمل
غَت صحفي أك داخل اؼبنشأة الصحفية اليت يعمل هبا دبا يؤثر على أم من حقوقو
اؼبادية كاألدبية اؼبكتسبة.
-ال هبوز منع الصحفي من حضور االجتماعات العامة كاعبلسات اؼبفتوحة ما َف تكن
مغلقة أك سرية حبكم القانوف ،كذلك عدـ التسامح يف جريبة إىانة الصحفي
كاالعتداء عليو بسبب عملو ابعتبارىا عدكاتا على حرية الصحافة كحق اؼبواطنُت
يف اؼبعرفة.
-ضماف أمن الصحفي كتوفَت اغبماية البلزمة لو أثناء قيامو بعملو يف مواقع األحداث
كمناطق الكوارث كاغبركب.
ذاى ًرا :إسؽاءات حِف٘ؼٗث:
انطبلقا من اإلرادة اغبرة اليت أملت على الصحفيُت اؼبصريُت إصدار ميثاؽ
للشرؼ الصحفي ككفاءا كسبس نكا منهم بكل ما يرتبو من التزامات كحقوؽ متكافئة
نتعهد ابعتبار أحكاـ ىذا اؼبيثاؽ دبثابة دستور أخبلقي لؤلداء الصحفي كالسلوؾ اؼبهٍت
اؼبسئوؿ كتنفيذا لكل ذلك نقرر :كل ـبالفة ألحكاـ ىذا اؼبيثاؽ تعد انتهاكا لشرؼ
مهنة الصحافة كإخبلال ابلواجبات اؼبنصوص عليها يف قانوف نقابة الصحفيُت رقم ٕٔ
لسنة َٕ كقانوف تنظيم الصحافة رقم ٔٗ لسنة ٔٗ.
يتوُف ؾبلس نقابة الصحفيُت النظر يف الشكاكل اليت ترد إليو بشأف ـبالفة
الصحفيُت ؼبيثاؽ الشرؼ الصحفي أك الواجبات اؼبنصوص عليها يف قانوف النقابة أك
قانوف تنظيم الصحافة كتطبق يف شأهنا اإلجراءات كاألحكاـ اػباصة ابلتأديب اؼبنصوص
262
عليها من ٕٓ إُف ٖٖ من قانوف النقابة(ُ).
ميثاق شرف الصحافة اللبنانية
يسر الصحافة اللبنانية الفخورة بتارىبها اؼبتألق الغٍت ابلكفاح كاالستشهاد يف
سبيل الوطن كاؼبواطن ،اتريخ مقًتف بتاريخ الفكر اغبر كالنضاؿ الوطٍت كالشعيب ،أف
تعلن -كجزء من أخبلقيات اؼبهنة -عن األسس العامة اليت أنشأىا ركادىا الذين
كضعوا أخبلقيات كأعراؼ كتقاليد اؼبهنة ،كقد التزمت اؼبهنة منذ انطبلقتها هبذه
األسس اليت أضحت أكثر ترسيخا من القوانُت كالقرارات .يهم الصحافة اللبنانية أف
تشدد على ىذه األسس لوضع حد للخبلفات بشأف مبادئ فبارسة اؼبهنة:
ُ -الصحيفة ىي مؤسسة تؤدم خدمة عامة ثقافية كاجتماعية ككطنية كقومية كإنسانية
إال أهنا سبلك أيضا طابعا ذباراي كصناعيا .كمن خبلؿ فبارسة حريتها اػباصة تلتزـ
الصحيفة إُف جانب ذلك ابلدفاع عن ىذه اغبرية كاغبرايت اؼبدنية.
ِ -إف مسئولية اؼبطبوعات ال تقتصر فقط على احًتامها للقانوف كحده كإمبا تتعداىا
أيضا إُف احًتاـ الضمَت اؼبهٍت كالقارئ.
ّ -يتوجب على الصحيفة االلتزاـ ابغبقيقة كالنزاىة كالدقة كمبدأ عدـ الكشف عن
اؼبصدر(.)2
كىذا يكوف يف حالة الضركرة كتهديدة حياة مصدر اػب ر أك أف يضار يف كظيفتو بسبب
بوحو ابؼبعلومات.
ْ -اؼبطبوعة ىي عبارة عن من ر ينتمي إُف القراء الذين يتمتعوف حبق التعبَت عن آرائهم
كحق الرد.
251
ميثاق شرف الصحفيين الفلسطينيين
حنٔ ايضشفيوٕ ايفًططيٓيوٕ ْكسز إٔ:
العمل الصحفي ال يستمد شرفو من جودة أدائو فحسب ،بل من شرؼ الغاية
اليت زبدمها الكلمة أك الصورة اؼبنشورة ،إف الكلمة أك الصورة اجملردة من االلتزاـ خبدمة
قضااي شعبنا كأمتنا ؾبردة من الشرؼ كال يتحقق شرؼ االلتزاـ لعمل الصحفي إال إذا
مستقبل عن كل مصادر الوصاية كالرقابة كالتوجيو كاالحتواء كاالكبراؼ ،إف
ن اختيارا
ن كاف
استقبلؿ الصحافة بدكرىا كمن منطلق اؼبسئولية االجتماعية من أجل الشعب كربت
رقابتو كحده ىو الشرط األكؿ للعمل الصحفي الشريف أداء كمسئولية.
ككفاء من الصحفيُت لدماء الشهداء األبرار كتضحيات
كانطبلقنا من ىذا اإلدراؾ ن
كل دبسئوليتو اليت
شعبنا كتطلعاتو ؼبستقبل مشرؽ كما ىم مسئولوف عنو إُف أف يويف ه
تلزـ الصحفي أبف يتوخى يف سلوكو كأدائو مبادئ الشرؼ كاألمانة كالنزاىة كاؼبصداقية
كآداب اؼبهنة كتقاليدىا.
ُخػٓػ وُػيَ:
-التزامنا الكامل ابلقوانُت الفلسطينية العامة كدبا كرد يف كثيقة إعبلف االستقبلؿ
الصادرة يف اعبزائر عاـ ُٖٖٗـ كقانوف اؼبطبوعات كالنشر الفلسطيٍت كاألعراؼ
كاؼبواثيق الدكلية هبذا الشأف ابالعتماد على منظومة القيم الناذبة عن التفاعل
اإلهبايب للتطور الفكرم كاؼبوركث الثقايف كاغبضارم للشعب الفلسطيٍت.
-الدفاع عن حرية الصحافة أتكي ندا غبق اعبماىَت يف معرفة اغبقائق كالتعبَت عن رأيها
حبرية ،انطبلقنا من كوف اغبق يف اؼبعرفة ىو حق أساس من حقوؽ اإلنساف.
-االلتزاـ التاـ ابغبصوؿ على اؼبعلومات كاغبقائق ابلطرؽ اؼبشركعة كأف ننقلها إُف
اعبماىَت دبصداقية كأمانة غبماية الصحافة من أم اكبراؼ عن شرؼ اؼبهنة
أكاؼبساس ابؼبصاٌف الوطنية.
-االمتناع عن نشر اؼبعلومات غَت اؼبوثوؽ بصحتها أك تشويو اؼبعلومات الصحيحة أك
250
نسبة أقواؿ أك أفعاؿ إُف أم شخص أك جهة بدكف التأكد من مصدرىا.
-االلتزاـ الكامل دبساندة عدالة القضاء كاستقبللو كسيادتو فيما يتصدل لو من ربقيق
ؾبردا من أم ربيز ضد اؼبتهمُت يف الدعاكل اعبنائية
نشرا ن
مفتوح أك ؿباكمة جارية ن
أك اػبصوـ يف الدعاكل اؼبدنية بدكف إخبلؿ حبق الصحفي يف تغطية اغبدث من
كجهة نظر العامة.
حرصا على
-التقيد بعدـ نشر أظباء كصور األحداث اؼبتهمُت أك اؼبقدمُت للمحاكمة ن
كتسهيبل إلصبلحهم كعودهتم إُف اجملتمع.
ن مستقبلهم
-االبتعاد عن نشر األخبار كالصور اؼبنافية ألخبلقيات الشعب الفلسطيٍت.
-عدـ استغبلؿ اؼبهنة يف اغبصوؿ بدكف كجو حق على مزااي شخصية من أم نوع
كانت سواء مادية أك معنوية.
-االلتزاـ بنشر التصحيح ؼبعلومات سبق نشرىا دكف إخبلؿ حبق الصحفي أبف يعقب
دبا يراه من إيضاح لرأيو يف اؼبوضوع.
-االلتزاـ الكامل ابؼبوضوعية يف كل ما نكتب كننشر كيدخل نطاؽ اؼبوضوعية بوجو
خاص النقد الذم يتناكؿ كل ما يتصل ابلشخصيات العامة.
-االلتزاـ الكامل أبف تكوف صبيع اإلعبلتات متفقة مع القيم كاؼببادئ العامة للمجتمع
كرسالة الصحافة اليت تضمنها ىذا اؼبيثاؽ.
-االلتزاـ اؼبهٍت كاألخبلقي ابلفصل اغباسم بُت العمل الصحفي كاإلعبلف ،كنقرر
التزامنا أبال نعمل يف جانب اإلعبلتات.
-االلتزاـ عند نشر اإلعبلتات اليت تقدمها اؽبيئات األجنبية ابلتحقق من أهنا تتفق مع
األىداؼ الوطنية كال ينطوم اإلعبلف على شكل من التمويل غَت اؼبباشر من
دكؿ أك جهات أجنبية.
-التمييز بُت اؼبادة الصحفية التحريرية كاإلعبلتات سواء احمللية أك األجنبية إبشارة
252
كاضحة ربمي القارئ من التضليل كاػبداع.
-ربديد كتنظيم نشر اإلعبلتات يف الصحف ككسائل اإلعبلـ اليت نعمل هبا على الوجو
الذم يتفق مع حاجات ك ظركؼ اجملتمع الفلسطيٍت الذم يناضل من أجل التحرر
الوطٍت كالتخلص من االستغبلؿ االقتصادم كاالحتكارات مهما كاف مصدرىا.
-االلتزاـ الكامل ابحًتاـ حق اؼبؤلف أك الكاتب فيما ننشره كأف نراعي عند اقتباس أم
أثر من آاثر الغَت اإلشارة إليو كذكر مصدره.
-االلتزاـ الكامل ابألمانة الصحفية كبصيانة أسرار اؼبهنة كرفض أم ضغط إلفشائها
مع التأكيد أف األسرار اػباصة بكل صحفي ىي من صميم أسرار اؼبهنة اليت ال
هبوز إفشاؤىا كىي ؿبمية حبكم القانوف.
-التقيد بعدـ فبارسة أم قوؿ أك فعل قد يؤدم إُف اؼبساس بوضع الصحفي يف
اؼبؤسسة اليت يعمل هبا سواءن من الناحية اؼبهنية أك الوظيفية أك اؼبعيشية إال يف
اغباالت اليت زبالف القانوف أك تتعارض مع ىذا اؼبيثاؽ.
-االلتزاـ الكامل بعدـ العمل أك التعامل مع أم مؤسسة صحفية أك إعبلمية قامت
بفصل صحفي أك أكثر بشكل تعسفي قبل التأكد من حصولو على كامل حقوقو
كاالستناد على كتاب خطي من النقابة ابعتبارىا اإلطار اؼبرجعي غبرية ككرامة
كحقوؽ الصحفيُت كاألعضاء.
-احًتاـ اغبرايت اػباصة كعدـ التصوير أك التسجيل ألشخاص دكف موافقتهم إال إذا
تعارض ذلك مع اؼبصلحة العامة يف اجملاالت التالية (الكشف عن اعبريبة
أكاإلضرار ابلصحة العامة أك هتديد األمن الوطٍت كالقومي).
-التسليم حبق الصحفي يف التعبَت عن كجهة نظره بصرؼ النظر عن اختبلؼ االجتهادات
الفكرية كالسياسية ما داـ ىذا التعبَت يف إطار القانوف كاؼبصلحة الوطنية.
-االلتزاـ الكامل بوضع اغبقائق كاؼبعلومات كالبياتات اؼبتوافرة لدينا أماـ اعبمهور
253
أتكي ندا غبق اعبماىَت يف معرفة اغبقائق كاالطبلع عليها.
أك ػ عدـ نشر اسم أك صورة أك تفاصيل مشخصة ؼبريض نفسي أك مدمن ـبدرات
مدمن كحوؿ أك مت رع أك مت رع لو أبعضاء جسدية دكف موافقتهم أك موافقة
عائبلهتم إال إذا كجدت مصلحة عامة ابلنشر كابغبجم البلئق.
-االلتزاـ الكامل بعدـ نشر ما من شأنو التحريض أك التشجيع على العنصرية كالتمييز
على أساس العرؽ أك األصل أك لوف اعبلد أك الطائفة أك الدين أك اعبنس أك
اؼبهنة أك العجز اعبسدم أك النفسي كال تذكر ىذه التمييزات إال إذا كانت تتعلق
موضوعينا دبوضوع النشر.
-االلتزاـ الكامل بعدـ اشتغاؿ الصحفي حبرفة أك عمل قد يشوه رسالتو الصحفية أك
يثَت خشية أك يبدك للناس على أنو نوع من تضارب أك استغبلؿ يف اؼبصاٌف أك
تضليل للجمهور.
-عدـ نشر تقرير صحفي أك مقالة أك و
أم من الفنوف الصحفية ابسم صحفي يتم تغيَت
فحواىا بصورة ذات مغزل دكف موافقة الصحفي على ذلك.
-فصل الصحفي الذم يداف حبكم هنائي على ـبالفة تسيء إُف شرؼ مهنة الصحافة
من النقابة كمطالبة اعبهات اؼبعنية بفصلو من عملو.
-االلتزاـ الكامل حبل اؼبشاكل كاػببلفات الناشئة بُت الصحفيُت أنفسهم يف اجملاؿ
اؼبهٍت من خبلؿ ؾبلس النقابة أك اعبهة اليت تراىا النقابة مؤىلة كمناسبة لذلك.
-االلتزاـ الكامل يف حاالت اغبزف الشخصي أك الصدمة ابلقياـ دبهمة األسئلة
كاالستفسار بنوع من اغبصافة كاللباقة مع إبداء مشاعر التعاطف كاؼبشاركة
الوجدانية.
-االلتزاـ الكامل بعدـ إجراء مقاببلت أك تصوير ألطفاؿ يف اؼبوضوعات اؼبتعلقة أبم
آاثر نفسية تعود بشكل سليب على الطفل أك أطفاؿ آخرين خاصة يف قضااي
254
اإلىاتات أك اعبرائم اعبنسية سواءن كانوا ضحااي أك مدعى عليهم أك شهود عياف.
-عدـ استغبلؿ اؼبركز أك اؼبكانة الصحفية بشكل مباشر أك غَت مباشر لتحقيق
مكاسب شخصية سبس بشرؼ كأخبلقيات اؼبهنة.
-االلتزاـ الكامل بعدـ استغبلؿ الصحفيُت اؼبتدربُت لتنفيذ أم أعماؿ خارج إطار
اؼبهنة كتوفَت اجملاؿ اؼبناسب لتدريبهم حسب األصوؿ اؼبهنية كمنحهم مكافآت
كأجورا عن األعماؿ اليت يؤدكهنا.
ن
-االلتزاـ الكامل بعدـ تزكيد اؼبؤسسات الصحفية كاإلعبلمية األجنبية أبية معلومات
تصويرا قد تلحق األذل ابألمن الوطٍت أك
ن أك مواد صحفية شفهينا أك خطينا أك
سبس ابلرموز الوطنية كالسيادية.
-منح األكلوية يف العمل كالتعامل للصحفي الفلسطيٍت كاؼبؤسسات الصحفية
كاإلعبلمية الفلسطينية يف تنفيذ أية أعماؿ أك خدمات يف ؾباؿ اؼبهنة.
-االلتزاـ الكامل ابلتضامن كالتكافل مع الزمبلء من أجل صوف كضباية كرامة الصحفي
كشرؼ اؼبهنة حسب كل كاقعة كدبا تراه النقابة مناسبنا هبذا اػبصوص.
-االلتزاـ الكامل ابستخداـ اؼبصطلحات كاؼبفردات الفلسطينية كالعربية للمسميات
التارىبية كالثقافية كاعبغرافية كالسياسية يف العمل الصحفي دبا ىبدـ األىداؼ
الوطنية كالقومية.
-التعامل مع الصحفي العريب بنفس اؼبعايَت كاؼبقاييس اؼبهنية كالوظيفية اػباصة
ابلصحفي الفلسطيٍت.
كبن الصحفيوف الفلسطينيوف نقسم ابهلل العظيم أف نكوف األكفياء كاألمناء على
التزامنا الكامل كالتاـ بكل ما كرد من بنود يف ميثاؽ الشرؼ الصحفي على قاعدة
اؼبسئولية الوطنية كالقومية كمبادئ االحًتاـ كالتنافس الشريف من أجل اؼبصلحة العامة
كااللتزاـ دبيثاؽ الشرؼ اإلعبلمي العريب كميثاؽ التضامن العريب كميثاؽ العمل
255
الصحفي الرباد الصحفيُت العرب.
ميثاق شرف النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين
-على الصحفي السعي للحقيقة كابلعمل على إببلغها إُف الرأم العاـ يف إطار ما يتوافر.
-يلتزـ الصحفي ابلدفاع عن حرية الصحافة كال يقبل اؼبهاـ اليت ال تتبلءـ مع كرامة
اؼبهنة كأخبلقياهتا.
-يبتنع الصحفي عن إمضاء اؼبقاالت ذات احملتول أك الطابع اإلشهارم كما يبتنع عن
كتابة مقاالت إشهارية يف صيغة أخبار.
-ال يقبل الصحفي ىدااي أك امتيازات خاصة مقابل أداء اؼبهمة اإلعبلمية.
-يرفض الصحفي استعماؿ صفتو أك مسئوليتو ػبدمة أغراض شخصية.
-ينسب الصحفي اؼبقتطفات اليت يستدؿ هبا إُف أصحاهبا كيبتنع عن انتحاؿ كتاابت
اآلخرين.
-يبتنع الصحفي عن ذكر أم عنواف أك صفة أك خ ر كنبي.
-وبًتـ الصحفي آراء زمبلئو كال يلجأ إُف ثلبهم كيتعامل مع اؼبختلفُت معو يف الرأم
بركح من التسامح.
-يبتنع الصحفي عن اؼبمارسات اليت من شأهنا أف تتسبب يف مشاكل مهنية لزمبلئو أك
تكوف سببا يف حرماهنم من فبارسة العمل الصحفي.
-يلتزـ الصحفي ابلعمل من أجل ربقيق تضامن فعلي بُت أصحاب اؼبهنة .كعليو أال
يسعى الحتبلؿ منصب زميلو بقبولو العمل يف ظركؼ أسوا كأبجر أدىن.
-يلتزـ الصحفي بكل ما نشر ربت إمضائو كدبوافقتو التامة .كيرفض تبٍت أك توقيع
اؼبقاالت اعباىزة.
-يرفض الصحفي كل تشويو جزئي أك كلي ألفكاره كمقاالتو.
256
-وبًتـ الصحفي السر اؼبهٍت كيرفض اإلدالء دبصادر معلوماتو.
ميثاق شرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية
سعينا إُف تعزيز مكانة مهنة الصحافة ،كحفاظنا على كرامتها ،تعتمد النقابة الوطنية
للصحافة اؼبغربية ميثاؽ شرؼ يلزـ أعضاءىا من مديرين كصحفيُت ،كيصبح االنتماء
إُف النقابة موجبنا الحًتاـ ىذا اؼبيثاؽ.
-يستمد الصحفي مقومات شرؼ اؼبهنة من مبادئ حرية التعبَت كحقوؽ اإلنساف- .
يتعهد ابلبحث عن اغبقائق ،كإعبلـ الرأم العاـ هبا ،بصدؽ كأمانة ،احًت ناما غبق
اؼبواطن يف اإلعبلـ.
-يتعهد ابحًتاـ مصادر األخبار اليت يستقيها كبعدـ انتحاؿ األخبار كأعماؿ زمبلئو.
-يبتنع عن اػبلط بُت العمل الصحفي كاإلعبلين.
-يتجنب القذؼ كالتجريح يف األشخاص.
-وبًتـ تعدد اآلراء.
-يرفض أم تدخل غَت مهٍت أك أم إغراء ىبل أبخبلقيات اؼبهنة كشرفها.
-يتضامن مع زمبلئو كيؤازرىم يف حاالت اؼبتابعة كاؼببلحقة الناشئة عن فبارسة اؼبهنة
بشرؼ.
-يدافع عن كرامة الصحافة ضد كل أشكاؿ االستغبلؿ.
-ال يقبل أبية تعليمات تطاؿ افتتاحيتو ابستثناء تلك اؼبوجهة من رؤساء غرفة األخبار
كاليت أتيت فقط يف حدكد ما يبليو عليو الضمَت.
-يبتنع عن مدح العنف كاإلرىاب كاعبريبة كالتعصب كالعنصرية كالتمييز اعبنسي
كعدـ التسامح يف أم شكل من األشكاؿ.
-إف الصحفي الذم يستحق صفتو ىو من يلتفت إُف قوانُت البلد الذم يوجد فيو
ضا أم تدخل من الدكلة أك
كيقبل فقط بسلطة أراببو يف شئوف الشرؼ اؼبهٍت راف ن
255
أم جهاز.
-يبتنع الصحفي عن نيل أم مكسب شخصي من مواقف قد تساعده صفتو كصحفي
أك أتثَته أك اتصاالتو على استغبلؽبا لصاغبو.
-يبتنع عن أف يتطلع إُف مركز زميل لو أك يتسبب يف طرده أك إنزاؿ درجتو من خبلؿ
عرضو القياـ بذات العمل مقابل أجر أقل.
-يبتنع عن أف ىبلط بُت مهمتو كتلك اػباصة ابلقاضي أك رجل الشرطة.
-وبًتـ فرضية ال راءة.
-ال يستعمل سببل غَت مشركعة للحصوؿ على معلومات أك صور أك كاثئق.
وٗطق ىيططفٖ:
ُ -اغبصوؿ اجملاين على صبيع مصادر اؼبعلومات كاالستقصاء حبرية عن صبيع اغبقائق
اليت تؤثر على اغبياة العامة.
ِ -ربكيم الضمَت (الذايت كاؼبهٍت) .
ّ -االطبلع على أم قرار رئيس من شأنو أف يؤثر على استمرار الشركة اليت يعمل
لديها.
ْ -مكانتو اؼبهنية.
ٓ -التعلم اؼبستمر كالتدريب احملًتؼ كجزء من مهنتو.
ٔ -اغبصوؿ على ظركؼ اجتماعية كمهنية تتطلبها احتياجات اؼبهنة كعقد شخصي
يضم اتفاقات صباعية تضمن ضبايتو االقتصادية كاستقبلليتو.
ٕ -االعًتاؼ كالتعويض عن حقوقو ككاتب.
ٖ -االحًتاـ إلنتاجو الصحفي كصورة ؿبتوايتو.
***
252
إف منطق البحث فرض علينا أف نقف أماـ أخبلقيات الفرد يف العمل الصحفي.
كالغرض من ىذه النقلة اغبديث عن أف الصحفي إذا َف تطلو التشريعات ،كَف تنلو
مواثيق الشرؼ فبل هبب أف يهرب من ضمَته اػبلقي ،ألنو آخر اغبصوف اليت يلجأ
إليها بوصفو صحفينا ابؼبعٌت اغبق للكلمة ،ككاف من اؼبمكن أف يكوف الًتتيب عكسينا،
كلكن مركنة البحث اقتضت منا ذلك.
كأخبلقيات العمل تقتضي من الصحفي اؼبنتمي إُف الصحافة اإللكًتكنية العديد
من االلتزامات يف ضوء تدين الواقع األخبلقي ،كلكن بشكل عاـ عليو ذبنب عدة صور
أك أمباط من السلوؾ نراىا أبرز ما يشُت الصحافة اإللكًتكنية منها:
-السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح.
-استخداـ اللغة اؼببتذلة كالعبارات اؼبثَتة اػبارجة عن القيم كاآلداب.
-استخداـ الصور اؼبثَتة كاإلسراؼ يف ىذا األمر أكثر فبا ىو يف الصحف الورقية.
-نشر صور حربية بشعة تؤذم مشاعر أىل الضحااي حبجة السبق الصحفي
كاإلعبلمي هبدؼ الشهرة كالركاج.
-السطو على حقوؽ التأليف كالنشر لآلخرين.
فعن لغة السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح اليت انتشرت يقوؿ بعض اؼبنتقدين:
من الصواب أف يشارؾ كل إنساف على النت ،كىذا من أبسط حقوقو ،كلكن من اػبطأ
الكبَت استخداـ ىذا كسيلة للتشهَت كالسباب كالتجريح ،أك حىت ألغراض شخصية
مبتذلة يف العرؼ العاؼبي ..ككبن نتابع كثرة اؼبشاكل كالدعاكل اليت رباؿ إُف القضاء من
قبل أطراؼ عدة بسبب التجاكزات اليت تقف من كرائها مؤسسات إعبلمية ،كاليت
تدركها جي ندا ،كلكنها أصبحت ذبارة يف أف تكسب من ذلك كتعوض عنو!
كإف دخوؿ أية مؤسسة إعبلمية أك جهاز إُف ساحة القضاء ال يقتصر اػبركج منها
على الغرامة كحدىا ،بل ىناؾ خسارة معنوية يف السوؽ اإلعبلمية .كإذا ربجج البعض
255
حبرية التعبَت ..فهل تبيح اغبرايت القذؼ كاإلساءات؟ كإذا استطاعت اؼبؤسسات
استعادة حقوقها يف احملاكم ..فكيف ابستطاعة أم مواطن أف أيخذ حقو كيسًتجع
كرامتو إذا كاف القضاء يف معظم دكلنا َف يتضمن حىت اآلف أية تشريعات بصدد اإلعبلـ
(ُ)
اؼبرئي أك اإللكًتكين؟
كىكذا تبدك اؼبسألة ىنا مسألة خلق أكثر منها قوانُت كمواثيق فأىن للقانوف أف
شخصا ابسم مستعار أك كنبي إذا َف يردعو ضمَته اػبلقي كؿباسبتو لذاتو ككضع
ن يطوؿ
نفسو موضع اآلخرين يف موقف السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح ،خاصة إذا تنبو إُف
أنو يهُت ذاتو كذكيو أكثر فبا يهُت اآلخرين ،كف نقا للمبدأ النبوم "يسب الرجل أاب الرجل
فيسب أابه كيسب أمو" فاؼبسألة ىنا تربوية أكثر منها قانونية أكتشريعية.
كعن ظاىرة السطو على حقوؽ اآلخرين يف التأليف كالنشر فإنو من اػبطأ النظر
إُف ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية كقافلة خَت ككفى ،فقد ضبلت معها الكثَت من
التحدايت اليت يبكن أف تعصف ابلصحافة كمهنة سواء كانت تقليدية أـ إلكًتكنية كيف
مقدمة ىذه التحدايت قضية األخبلقيات ،كىو جانب سليب يف ىذا النوع من
الصحافة حىت اآلف ،فعمليات السطو على حقوؽ التأليف كالنشر اػباصة ابآلخرين
على قدـ كساؽ ،كاؼبصداقية كالثقة يف كثَت فبا يتم تناكلو من أخبار كمعلومات ع ر ىذا
جديرا ابلبحث
مهما ن
النوع من الصحافة ؿبل شك كلذلك فإف ىذا اؼبدخل يبثل بع ندا ن
من الناحية القانونية كاألخبلقية للحفاظ على الصحافة كمهنة(ِ).
كالعامل اػبلقي ىنا وبتم على اإلنساف احًتاـ حقوؽ اآلخرين ،فبما أف اإلنساف ال
وبب أف يسلبو أحد شيئنا من حقو ،فيجب أف يعامل الناس ابؼبثل كال يسلبهم حقوقهم،
( )1جريدة (البياف) اإلماراتية ُٖ ََِٖ/ٔ/كينظر تفاصيل أكثر على اؼبوقع التاِف:
www.sayyaraijamil.com
( )2صباؿ غيطاس :اعبورتاعبي (موقع كل اعبرتاعبية يف مصر) اؼبؤسبر الرابع للصحفيُت ،التاريخ:
ِّhttp://www.khayma.com/librarians/archive/lis/199.htm ََِٓ/ٗ/
221
متنازال عن منزلة اإلنساف كالصحفي احملًتـ داخلو.
ألنو هبذا يتدىن إُف مستول اغبيوانية ن
كمن أمثلة نشر صور لعمليات عسكرية بشعة كالتعرض لتفاصيل مؤؼبة تؤذم مشاعر
أىل الضحااي حبجة السبق الصحفي كاغبصوؿ على غنيمة الشهرة كالركاج على
حساب اغبس اػبلقي ما ذكرتو صحيفة "إيبلؼ" اللندينة(ُ) على لساف أحد كتاهبا
الذم ذكر أف السجاؿ يثار ؾبددا اليوـ يف فرنسا ،دبناسبة نشر ؾبلة فرنسية ؼبقابلة
مصورة مع الطالبانيُت اإلرىابيُت اللذين فتكا فت نكا مركعا بعشرة مظليُت فرنسيُت يف
أفغانستاف ،بعد كقوعهم يف كمُت .فقد كقع الكمُت يوـ ُٖ أغسطس ،كذىب
ضحيتو عشرة عسكريُت فرنسيُت ،كىذه أك ر خسارة عسكرية فرنسية منذ تفجَت
اؼبخابرات السورية ؼببٌت سكن اعبنود الفرنسيُت يف بَتكت عاـ ُّٖٗ ،حيث كقع
ٕٓ ضحية منهم.
َف تكتف ؾبلة "ابرم ماج" ،األسبوعية اؼبصورة ،دبقابلة القتلة كزعيمهم ،بل نقلت
أيضا رسالتهم إُف الفرنسيُت مهددة ؽبم" :سوؼ نبيد اعبنود الفرنسيُت لو بقوا يف
أفغانستاف" إهنا رسالة زبويف ،كؿباكلة إضعاؼ اؼبعنوايت ،يف كقت ىبوض فيو اعبنود
الفرنسيوف ،ضمن قوات الناتو ،حراب ضارية ضد بربرية طالباف كحليفهم القاعدة ،ىؤالء
ال رابرة الذين يهددكف اغبضارة ،كأمن الشعوب.
إف مبادرة اجمللة تذكرتا دبمارسات قناة اعبزيرة ،كىي تبث صور تقطيع الرؤكس،
كهتديدات بن الدف ،كالظواىرم ،الرامية لنشر جو من الرعب ،كىو اعبو األكثر
مبلئمة ؽبم ؼبواصلة اقًتاؼ جرائمهم النكراء يف كل مكاف ،ال فرؽ بُت بلد "كافر" ،أك
دكلة "مسلمُت".
َف يقف مراسل اجمللة عند ىذا اغبد ،بل ذباكزه بدرجة مقززة حُت نشر صور
اإلرىابيُت ككل منهم وبمل شيئا يعود للمظليُت ،فأحدىم يلبس بزة مصلي ،كالثاين
(ُ) د.مشعل بن عبد هللا القدىي :اؼبواقع اإلابحية على شبكة اإلنًتنت كأثرىا على الفرد كاجملتمع ،كحدة
خدمات اإلنًتنت ،مدينة اؼبلك عبد العزيز للعلوـ كالتقنية ،منشور على موقعها االلكًتكين
224
اؼبقاؿ(ُ).
معا،
ابلطبع ال يوجد يف ؾبتمعاتنا العربية ىذا النوع اؼبنحرؼ من الصحافة كالبشر ن
معا يف نفسية اؼبتلقي
كلكن اؼبثاؿ مسوؽ للتأثَت البالغ الذم تًتكو الكلمة كالصورة ن
كمدل األثر اجملتمعي اغباصل من كراء ذلك.
كمثاؿ آخر لصحيفة (إيبلؼ) اإللكًتكنية اليت نشرت يف صفحتها األكُف بتاريخ
َِ ََِٖ/َُ/صورة بشعة عبثة الفنانة اللبنانية سوزاف سبيم اليت قتلت يف ديب ،كأاثر
نشر الصورة موجة عارمة من االحتجاجات ،كقد أظهرت الصورة جثة الفنانة كقد علت
الكدمات كجهها كآاثر الدماء سبتد من عنقها اؼبشوه -جراء "النحر" أك التعرض
حملاكلة النحر -حىت كجهها ،كأماـ االحتجاج كموجة اؼبطالبات إبزالتها كلوحظ ذلك
من خبلؿ التعليقات على اؼبوضوع الذم وبتوم الصورة ،أك من خبلؿ الرسائل ال ريدية
اليت اهنالت على الصحيفة أك من القراء الذم ارأتكا توصيل احتجاجاهتم من خبلؿ
اؼباسنجر -حسب أتكيد الصحيفة على ذلك -فقد قررت إدارة ربرير إيبلؼ بتاريخ
ُِ ََِٖ/َُ/حذؼ صورة جثة الفنانة الراحلة سوزاف سبيم ،كاليت كانت الصحيفة
ادا ،كجاء ذلك استجابة ؼبطالبة القراء إبزالتها
قد حصلت عليها بوسائلها اػباصة انفر ن
من اػب ر ،كاحًتمت الصحيفة آراء القراء ،م ررة أهنا نشرهتا لت رز للرأم العاـ بشاعة
اعبريبة ككحشيتها ،كتؤكد أنبية تطبيق العدالة حبق الفاعلُت(ِ).
كقريب من ذلك استخداـ اللغة اؼبثَتة كالعبارات اػبارجة عن األدب يف الصحف
كاؼبواقع اإللكًتكنية أك التعليقات اؼبستفزة للمشاعر اإلنسانية .ككل ىذا يرتبط ببيئة
خصبة جديدة عبرائم جديدة نعٍت هبذه البيئة شبكة اإلنًتنت ،كىي جرائم ذات ألواف
كأشكاؿ عدة حصرىا بعض الدراسُت فيما يلي:
226
ٖ -جرائم استغبلؿ األطفاؿ يف أعماؿ اكبرافية(ُ).
كنظرا إُف ىذه اعبرائم كىذه األشكاؿ من التجاكزات كاػبركج عن اللياقة بشكل
ن
عاـ ربدد بعض اؼبواقع اإللكًتكنية سياسيات كأخبلقيات للنشر كاؼبشاركة .
( )1د.ؿبمود علم الدين :الصحافة اإللكًتكنية ،مرجع سابق ،ص َُّ.َّٗ،
225
222
المراجع
أويًا :ايهتب:
إبراىيم اإلمام ( الدكتور ) :اإلعالم واالتصال ابجلماىري ،مكتبة األصللو ،القاىرة.1969 ،
إبراىيم اإلمام (الدكتور) و دمحم فريد عزت (الدكتور) :وكاالت األنباء ادلعاصرة "النشأة -التطور -
الدور -الفعاليات" ،دار الفكر العريب ،القاىرة ،الطبعة األوىل.2006 ،
أمحد زكي بدوي (الدكتور) :معجم مصطلحات اإلعالم ،دار الكتاب ادلصري ودار الكتاب اللبناين،
بريوت والقاىرة.1985 ،
أديب مروة :الصحافة العربية نشأهتا وتطورىا ،دار احلياة ،بريوت.1961 ،
السيد خبيت (الدكتور) :الصحافة واإلنًتنت ،العريب للنشر والتوزيع ،القاىرة ،الطبعة األوى .2000
السيد يس (الدكتور) :ادلواطنة يف زمن العودلة ،ادلركز القبطي للدراسات االجتماعية ،القاىرة،
.2002
حسن إبراىيم مكي (الدكتور) و بركات عبد العزيز دمحم (الدكتور) ،ادلدخل إىل علم االتصال،
منشورات ذات السالسل -الكويت .1995 -
حسن عماد مكاوي (الدكتور) :أخالقيات العمل اإلعالمي" ،دراسة مقارنة" ،الدار ادلصرية اللبنانية،
القاىرة ،الطبعة الرابعة.2006 ،
حسين دمحم نصر (الدكتور) :اإلنًتنت واإلعالم ،الصحافة اإللكًتونية ،مكتبة الفالح للنشر والتوزيع،
العني ،اإلمارات العربية.2003 ،
حسني شفيق (الدكتور) :اإلعالم اإلليكًتوين ،رمحة برس للطباعة والنشر ،القاىرة.2004 ،
خالد دمحم غازي ( الدكتور ) :الصحافة االلكًتونية العربية ..االلتزام واالنفالت يف اخلطاب والطرح
،وكالة الصحافة العربية ،القاىرة 2009،
راسم دمحم اجلمال (الدكتور) :االتصال واإلعالم يف العامل العريب يف عصر العودلة ،الدار ادلصرية
اللبنانية ،القاىرة.2006 ،
راسم دمحم اجلمال (الدكتور) و خريت معوض عياد (الدكتور) :التسويق السياسي واإلعالمي ..
225
اإلصالح السياسي يف مصر ،الدار ادلصرية اللبنانية -القاىرة .2005 -
رضا عبد الواحد أمني (الدكتور) :الصحافة اإللكًتونية ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاىرة.2007 ،
سعيد الغريب النجار (الدكتور) :تكنولوجيا الصحافة يف عصر التقنية الرقمية ،الدار ادلصرية اللبنانية،
القاىرة.2003 ،
شريف درويش اللبان (الدكتور) :الصحافة اإللكًتونية "دراسات يف التفاعلية وتصميم ادلواقع" ،الدار
ادلصرية اللبنانية ،القاىرة.2005،
عباس مصطفى صادق (الدكتور) :الصحافة والكمبيوتر مدخل لالستقصاء الصحايف دبساعدة
الكمبيوتر ،الدار العربية للعلوم ،بريوت.2005 ،
عبد ادللك ردمان الدانين (الدكتور) :الوظيفة اإلعالمية لشبكة اإلنًتنت ،دراسة دلعرفة استخداماهتا
يف رلال اإلعالم ،دار الراتب اجلامعية ،بريوت.2001 ،
عبد النيب دجواين (الدكتور) :عصر ادلعلومات ومجوح تكنولوجيا ادلعلومات يف ظل العودلة ،منشورات
رمسيس ،الرابط ،ادلملكة ادلغربية.2001 ،
عماد عبد احلميد النجار (الدكتور) :الوسيط يف تشريعات الصحافة ،مكتبة األصللو ،القاىرة.1985 ،
فتحي الدريين (الدكتور) :خصائص التشريع اإلسالمي يف السياسة واحلكم ،مؤسسة الرسالة ،بريوت،
الطبعة الثانية.1987 ،
فيكونت فيليب دي طرزي :اتريخ الصحافة العربية منذ أتسيسها حىت عام ،1930نسخة مصورة
بدار الكتب ادلصرية ،د .ت.
دمحم حاكم ،عبده عبدالعزيز ،مجال عيد :اإلعالم اإللكًتوين وحقوق اإلنسان ،الشبكة العربية دلعلومات
حقوق اإلنسان ،الطبعة األوىل ،القاىرة.2007 ،
دمحم حسام الدين (الدكتور) :ادلسئولية االجتماعية للصحافة ،الدار ادلصرية اللبنانية ،القاىرة.2003 ،
دمحم عبد احلميد :االتصال واإلعـالم على شبكة اإلنًتنيت ،دار الكتب ،القاىرة.2007 ،
زلمود علم الدين (الدكتور) :أساسيات الصحافة يف القرن احلادي والعشرين ،دار النهضة العربية،
القاىرة.2007 ،
: ------------ الصحافة اإللكًتونية ،احلرية للطبع والنشر والتوزيع ،القاىرة.2008 ،
حييي اليحياوي (الدكتور) :العودلة ورلتمع اإلعالم ،منشورات األمن ،الرابط ،ادلملكة ادلغربية.2001 ،
251
ثاْيًا :ايسضائٌ اجلاَعية:
فارس حسن شكر ادلهداوي :صحافة اإلنًتنت ..دراسة ربليلية للصحف اإللكًتونية ادلرتبطة
وموذجا" ،رسالة ماجستري يف اإلعالم واالتصال ،كلية ادآداب
ابلفضائيات اإلخبارية "العربية .نت ً
والًتبية ،األكادميية العربية ادلفتوحة يف الداومارك ،من متطلبات درجة ادلاجستري يف اإلعالم واالتصال
،2007غري منشورة.
زلمود محدي :تطور تكنولوجيا ادلعلومات واالتصال وعالقتو بفنية التحرير يف وكاالت األنباء " دراسة
ربليلية وميدانية مقارنة على وكاليت أنباء الشرق األوسط ووكالة األنباء الكندية ،رسالة دكتوراه ،قسم
اإلعالم ،كلية ادآداب ،جامعة ادلنيا ،2006غري منشورة.
250
اإللكًتوين ،الكويت.2002 ،
لقاء مكي العزاوي (الدكتورة) :الصحافة اإللكًتونية ..دراسة يف األسس وآفاق ادلستقبل ،حبث منشور
على اإلنًتنت 2002دون اإلشارة دلكان النشر.
رلموعة ابحثني :أصوات سلنوقة ،دراسة يف التشريعات اإلعالمية العربية ،مركز محاية الصحفيني ،عمان،
األردن.2005 ،
رلموعة ابحثني :التقرير السنوي الثالث للحرايت يف البلدان العربية لعام ،2007مركز عمان لدراسات
حقوق اإلنسان ،عمان ،األردن.2007 ،
دمحم نور فرحات (الدكتور) :تشريعات الصحافة العربية بني حقوق اإلنسان وثورة االتصاالت الدولية،
http:// www.almotamar.com.ly/2002/25/docnment 25/m9.doc
صلوي عبد السالم فهمي (الدكتورة) :ذبريد الصحافة اإللكًتونية ادلصرية والعربية "الواقع وآفاق ادلستقبل"،
اجمللة العلمية لبحوث اإلعالم ،كلية اإلعالم ،جامعة القاىرة ،العدد الرابع -ديسمرب .1998
ىيثم مناع (الدكتور) :ميثاق الشرف ادلهين واحلماية السلوكية للصحفيني ،ادلقال ورقة مقدمة لندوة محاية
الصحفيني يف السلم واحلرب ابلدوحة يف ،2005/4/13اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيني.
إيالفwww.elaph.com :
252
العربية نتwww.alarabiya.net :
خاَطًا :ايكواْني:
-1األمم ادلتحدة :حقوق اإلنسان :رلموعة صكوك دولية ،اجمللد األول ،نيويورك ،1993 ،رقم
ادلبيع A.94.XIV-Vol.1, Part
-2اإلمارات العربية ادلتحدة :قانون اربادي رقم 51لسنة ،1980ادلطبوعات والنشر بدولة
اإلمارات العربية ادلتحدة ،أبو ظيب ،وزارة اإلعالم.
-3اجلمهورية اللبنانية :ادلرسوم االشًتاكي رقم 104بتاريخ ،1977/6/30لبنان ،وزارة اإلعالم.
-5ادلملكة العربية السعودية :نظام ادلطبوعات والنشر ،صادر بقرار رللس الوزراء رقم 56بتاريخ
1402/3/23ىـ ،مرسوم ملكي رقم م 17/بتاريخ 1402/4/13ىـ ،ادلملكة العربية السعودية.
6ـ مجهورية السودان :قرار تنظيم الصحافة وادلطبوعات لسنة 1985جبمهورية السودان الدميقراطية،
وزارة الثقافة واإلعالم ،اخلرطوم.
- 7مجهورية مصر العربية :القانون 148لسنة ،1980سلطة الصحافة ،القاىرة ،اذليئة لعامة
لالستعالمات.
9ـ سوراي :دمشق لدراسات حقوق اإلنسان.
Trends in newsrooms 2006 p46Wall street journal march 23 .2005
-10شللكة البحرين :قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر دلملكة البحرين لسنة ، 200رللس
الشورى يف ،2003/11/19ادلنامة ،وزارة اإلعالم.
253
2007/5/8 جريدة (ادلصري اليوم ) مصر
Bok, Sissela Lying: Moral choice in public and private life (N. Y.:
panthe on Books, 1978) .
َكاالت أدٓبية:ثآَا
-Picard, Robert. G.media portrayals of terrorism: functions and meaning
of news corerage (lowa: lowa University press, 1993).
254
lndiana: University of Notredam press, 1989).
دوزيات أدٓبية:تاضعا
Emery, Michacl ct al. Readings in mass communication (lowa: Brown
company, 1974).
Belsy, Andrew & Chadwick Ruth. Ethicl ess uses in Journalism and
Media (London: Routledgc, 1992).
255
256
الفهرس
255