You are on page 1of 300

‫الصحافة االلكرتونية‬

‫والتقنية الرقمية‬
‫مفاهيم جأسيسيت عربيت‬

‫تأليف‬

‫د‪.‬خالد دمحم غازي‬


‫الكتاب‪ :‬الصحافة االلكًتكنية كالتقنية الرقمية‪ ..‬مفاىيم أتسيسية عربية‬
‫الكاتب‪ :‬د‪.‬خالد دمحم غازم‬
‫الطبعة‪َِِِ :‬‬
‫الناشر‪ :‬وكالت الصحافت العربيت ( هاشرون)‬
‫‪ 5‬ش عبد املنعم سالم – الوحدة العربيت – مدكو ر‪ -‬الهرم –‬
‫الجيزة ‪ -‬جمهوريت مصرالعربيت‬
‫هاتف ‪35265555 – 35265556 – 35225253 :‬‬
‫فاكس ‪35252353 :‬‬
‫‪http://www. bookapa.com‬‬ ‫‪E-mail: info@bookapa.com‬‬

‫‪All rights reserved. No part of this book may be reproduced,‬‬


‫‪stored in a retrieval system, or transmitted in any form or by any‬‬
‫‪means without prior permission in writing of the publisher.‬‬
‫جميعععل قوق عععوظ ق و ععع ‪ :‬ال يسمممإ ادعممادة هذممداره م ا الزءمما وو وي جممس من م وو‬
‫جخسين في هطما اسمءعادة املعمومماث وو ه مم امأي شمل ممألا كشملادو دون هخن خطم‬
‫مسبق مألا الناشر‪.‬‬

‫دارالزءب املصريت‬
‫فهرست وثنا النشر‬
‫غازم ‪ ،‬خالد دمحم‬
‫الصحافة االلكًتكنية كالتقنية الرقمية‪ ..‬مفاىيم أتسيسية عربية ‪/‬‬
‫د‪.‬خالد دمحم غازم‬
‫‪ -‬اعبيزة – ككالة الصحافة العربية‪.‬‬
‫ِٕٗ ص‪ ُِ*ُٖ ،‬سم‪.‬‬
‫الًتقيم الدكُف‪ٕٖٗ -ٕٕٗ - ُٗٗ – َِٗ – ٓ :‬‬
‫رقم اإليداع ‪َُِِ / ُِٗٔٗ :‬‬ ‫أ – العنواف‬

‫‪2‬‬
‫الصحافة االلكترونية‬
‫والتقنية الرقمية‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫يشَت مصطلح صناعة الصحافة ‪ Making Press‬إُف اتساع اجملاالت‬


‫اليت تؤثر كتتأثر ابلصحافة بصفتها نشاطنا إنسانينا يشمل كافة ؾباالت‬
‫النشاط اإلنساين‪ ،‬حبيث ربولت الصحافة إُف سوؽ كبَتة‪ ،‬ال زبتلف عن‬
‫أسواؽ البًتكؿ كاؼبنسوجات‪ .‬كمنذ ظهور ىذه الصناعة اعتمدت على‬
‫مقومات أساسية لنجاحها كاأليدم العاملة اؼبدربة اليت تصنع الورؽ‬
‫كتدير اؼبطابع‪ ،‬كتقوـ بعملية التوزيع كالتسويق كاإلعبلف‪.‬‬
‫كأنفقت األمواؿ على ربديث ىذه الصناعة‪ ،‬ك ىذا التطور كاكب الطفرة‬
‫التكنولوجية اؽبائلة يف سائر شئوف حياة األفراد كاجملتمعات‪ ،‬خاصة يف النصف الثاين من‬
‫القرف العشرين‪ ،‬الذم شهد من أشكاؿ التكنولوجيا ما يتضاءؿ أمامو كل ما ربقق يف‬
‫عدة قركف سابقة‪ ،‬كلعل من أبرز مظاىر ىذه الطفرة اليت تصل إُف درجة الثورة‪،‬‬
‫االندماج الذم حدث بُت ظاىريت تفجر اؼبعلومات كثورة االتصاؿ‪ ،‬يف استخداـ أجهزة‬
‫اغباسوب يف زبزين كاسًتجاع خبلصة ما أنتجو الفكر البشرم ‪ ،‬يف أقل حيز متاح‪،‬‬
‫كأبسرع كقت فبكن‪ ،‬كنقل األنباء كالبياتات كالصور ع ر الدكؿ كالقارات بطريقة فورية‪.‬‬
‫كقد أاتحت التكنولوجيا ظهور اإلنًتنت الذم أحدث نقلة كبَتة يف ؾباؿ الصحافة‬
‫ككسائل االتصاؿ‪ ،‬كأثر بشكل كبَت يف الكثَت من مبليُت من شبكات الكمبيوتر بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬إما عن طريق خطوط التليفوتات كإما عن طريق الشبكات الرقمية أك األقمار‬
‫الصناعية كيستخدمها مبليُت البشر يف كافة أكباء العاَف على مدار الساعة‪ ،‬كأصبح‬
‫اإلنًتنت كسيلة للتفاىم كنقل اؼبعلومات بُت مبليُت البشر‪.‬‬
‫تغيَتا يف مفهوـ العمل الصحفي‪ ،‬كظهر ما يعرؼ ابسم‬ ‫كأحدث اإلنًتنت ن‬
‫الصحافة اإللكًتكنية اليت كاف إرىاص نشأهتا بداية السبعينيات‪ ،‬ع ر استخداـ تقنية‬
‫التكست كالفيديوتكست‪ ،‬ككانت أكؿ صحيفة إلكًتكنية ظهرت يف العاَف على شبكة‬

‫‪5‬‬
‫اإلنًتنت مطلع عاـ َُٗٗ صحيفة "ىيلز نبورج أجببلد " السويدية‪.‬‬
‫كالصحافة اإللكًتكنية ىي نتاج امتزاج اإلعبلـ ابلتقنية الرقمية‪ ،‬كبرغم عمرىا‬
‫القصَت فقد حققت ما حققتو الصحافة اؼبطبوعة يف عشرات السنُت‪ ،‬كسبكنت من‬
‫تقدًن مكاسب عديدة إُف اؼبهنة اإلعبلمية كإُف صبهور القراء ككذلك ؼبستوايت أخرل‬
‫من اؼبستفيدين مثل اؼبعلنُت كالطبقة السياسية كالنخب الثقافية كسواىم‪ ،‬لكن ىذه‬
‫اؼبكاسب ارتبطت – كما زالت ‪ -‬بتطور التقنية كانتشارىا كبطبيعة اعبمهور الذم‬
‫مبكرا إُف اغبديث عن ىزيبة الصحافة‬
‫كثَتا من الباحثُت جنحوا ن‬
‫يستخدمها‪ .‬إف ن‬
‫حكرا على اؼبؤسسات الصحفية‬
‫التقليدية كهناية عصرىا ‪ ،‬فلم يعد مفهوـ الصحافة ن‬
‫ابؼبعٌت التقليدم يف الصحافة اؼبطبوعة‪ ،‬لذلك فإف الصحيفة اإللكًتكنية هبب أف تتميز‬
‫ابالستقبلؿ التاـ عن الصحف اؼبطبوعة‪ ،‬حىت كإف كانت تصدر عن مؤسسة صحفية‬
‫بدءا من‬
‫قائمة أكربمل نفس عناكين إصداراهتا ‪ .‬كيبتد االستقبلؿ ليشمل صبيع اؼبراحل ن‬
‫التخطيط إلنشاء اؼبوقع كأىدافو إُف ربرير اؼبادة الصحفية‪ ،‬كتصميم الصفحات كنشرىا‬
‫على الشبكة‪ ،‬سبت االستفادة من خصائص النظم الرقمية يف تصميم ال رامج كاؼبواقع‬
‫ابلًتكيز على خصائص اؼبتلقي كحاجاتو‪ ،‬كتلبية ىذه اغباجات كفق نظم التجوؿ‬
‫كاالختيار كالتفاعل كاؼبشاركة اليت توفرىا ىذه اؼبواقع‪ ،‬حبيث يصبح اؼبوقع أك احملتول‬
‫ـبصصا للمتلقي بذاتو كتكوف لو اغبرية يف توجيو اختياراتو كفق ىذه‬ ‫ن‬ ‫كما لو كاف‬
‫اػبصائص كاغباجات‪ ،‬دبا يؤدم ابلتاِف إُف تطوير العبلقة ابلقارئ كتدعيمها‪ .‬ابإلضافة‬
‫إُف تصميم آليات تفاعل اؼبستخدـ أك القارئ‪ ،‬فإف الصحيفة اإللكًتكنية هبب أف‬
‫ضا من أدكات االتصاؿ اؼبتاحة على الشبكة‪ ،‬حىت يتحقق يف ىذه العملية‬
‫تستفيد أي ن‬
‫االتصاؿ ثنائي االذباه‪ ،‬أك متعدد االذباىات لتأكيد تفاعل القارئ مع الصحيفة‬
‫كالعاملُت هبا كأقرانو من القراء كاؼبستخدمُت ؽبذه الصحيفة كموقعها‪.‬‬
‫لذا من الضركرم أف نضع يف اعتبارتا ‪:‬‬
‫‪ -‬الصحافة اإللكًتكنية طرحت نوعا جديدا من الصحافة ىو "صحافة اؼبواطن" يتميز‬
‫ابلتفاعلية كالتواصل الفورم بوسائل كطرؽ متنوعة تكسر حواجز الصمت يف سرعة‬
‫‪6‬‬
‫نقل اغبس الشعيب ذباه اغبداث كاؼبواقف كالشخصيات كىدـ اللغة الرظبية كالفوقية‬
‫كحرية طرح اؼبواضيع اغبساسة كاػبطَتة‪ ،‬األمر الذم يستدعي توافر قسط من‬
‫الرسائل كالدراسات العلمية حوؿ ىذا اؼبوضوع ابلذات‪.‬‬
‫‪-‬ضركرة كجود تشريعات كضابط للممارسة الصحفية اإللكًتكنية يف ‪-‬الدكؿ العربية‪،‬‬
‫خركجا عن القيم‬
‫كإف عدـ كجودىا ىبلي اؼبسألة من الضوابط الفاعلة كهبعل ىناؾ ن‬
‫كاألخبلقيات كاآلداب العامة يف ؾبتمعنا‪ ،‬كىذا يعٍت يف النهاية كجود ابتذاؿ‬
‫كانفبلت كاضحُت يف الصحافة اإللكًتكنية سبيزت بو لعدـ كجود الرقيب أك‬
‫التشريعات اػباصة كمن مث تدىور العمل الصحفي يف النهاية كربولو إُف معوؿ ىدـ‬
‫سفورا‪ ..‬كما أف التشريعات حينما تصطبغ ابلصبغة الدكلية‬ ‫أخبلقي بشكل أكثر ن‬
‫بشكل يتكئ على اتفاقيات دكلية عاؼبية تنتمي إُف فًتات سابقة فإهنا ال تسَت على‬
‫اػبط اؼبهيأ ؽبا بل تنحرؼ عنو‪ ،‬إُف أف تنفصل عن أرض الواقع كتصبح ؾبرد بنود‬
‫موقع عليها دكف تفعيل جاد على أرض الواقع‪ ،‬إف اؽبدؼ من التشريعات ىو ضبط‬
‫العمل الصحفي كالوصوؿ إُف أعلى صورة فاعلية ال جعلها حجر عثرة يف طريق‬
‫الصحافة‪ ،‬كىذا ىو ما ربتاجو الصحافة اإللكًتكنية يف عاؼبنا العريب يف الفًتة اغبالية‬
‫كاؼبستقبلية كي تكوف صحافة حبق كليست ؾبرد تكرار لعهود غابرة يف عاَف‬
‫الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة تفعيل مواثيق الشرؼ اؼبهٍت على الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬فميثاؽ الشرؼ ىو‬
‫اعبانب األخبلقي يف اؼبهنة كىو متفرع عن عقيدة األخبلؽ يف كل الثقافات‬
‫كالدايتات‪ ،‬كىو مظهر من مظاىر اؼبنظمات غَت اغبكومية نشأ يف الغرب مث انتقل‬
‫إُف الشرؽ‪ ،‬كىو فكرة فعالة غَت أنو فبا يقلص من فاعليتها انتشار أنظمة اغبزب‬
‫الواحد كالعشَتة الواحدة كالزعيم األكحد كمن مث فقد تبدك فكرة مرتبطة دبناخ‬
‫حضارم حىت تتأسس يف بنية سليمة كتعت ر مواثيق الشرؼ كالقوانُت ثنائية ابرزة‪،‬‬
‫فاؼبفًتض أف القوانُت ربمي مواثيق الشرؼ كأف مواثيق الشرؼ تكمل القوانُت‪ ،‬لكن‬
‫حُت تتباعد اؼبسافة بُت طريف الثنائية فهذا يعٍت أف اجملتمع يف أزمة‪ ،‬كقد رأينا أمثلة‬
‫‪5‬‬
‫عديدة ؼبواثيق الشرؼ اؼبهٍت لدل أكثر من كجهة كمؤسسة ؿبلينا كعاؼبينا تبُت مدل‬
‫احًتاـ قداسة العمل لدل ىذه اعبهات كاؼبؤسسات‪ ،‬كال يبقى من كل ذلك إال‬
‫التطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬إف التحلي ابألخبلؽ يف العمل الصحفي ىو فن كإحساس يف اؼبقاـ األكؿ‪ ،‬فبل أحد‬
‫فوؽ مستول الشبهات أك خارج نطاؽ احملاسبة‪ ،‬إال دبا يبليو عليو ضمَته كحسو‬
‫صورا عديدة يتم فيها التجاكز اؼبهٍت يف اػبطاب‬
‫أكال‪ ،‬كمن ىنا قد قبد ن‬‫الداخلي ن‬
‫كالطرح‪ ،‬ألف الصحفي َف يلزـ نفسو هبا كَف يلزـ نفسو ابغبس اػبلقي من األساس‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة إعبلء قيم اغبرايت الصحفية يف ظل ضباية قانونية كدستورية للصحفي‬
‫ضا‪ ،‬كاالستفادة من ذبارب دكؿ العاَف اؼبتقدمة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كال تتم‬
‫كاجملتمع أي ن‬
‫النهضة أك إعبلء لقيمة ما مرة كاحدة‪ ،‬بل هبب أف نبحث يف صورة دفعات كإال‬
‫فلن نعثر على شيء‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة التعمق يف دراسة بنية تطور الصحافة اإللكًتكنية العربية اليت تتطور كتزدىر‬
‫كل يوـ‪ ،‬على أف تتم االستفادة من التجارب اؼبتميزة عاؼبينا يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬

‫اؼبؤلف‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫أطلق على الصحافة صفة "صاحبة اعببللة" كلقبها البعض اآلخر‬


‫بػ"السلطة الرابعة" ابعتبارىا أداة من أدكات ربقيق التنمية كالديبقراطية‬
‫يف اجملتمع‪ ..‬إضافة إُف السلطات الثبلثة التقليدية‪ :‬التنفيذية كالتشريعية‬
‫كالقضائية‪.‬‬
‫كيرم جورج فيل يف كتاب "اعبريدة" أف أكؿ من أطلق صفة السلطة الرابعة على‬
‫الصحافة ىو اإلقبليزم إدموند يورؾ (ُٕٕٗ) عندما اذبو إُف مقاعد الصحفيُت يف‬
‫ؾبلس العموـ ال ريطاين كىو يقوؿ‪ :‬أنتم السلطة الرابعة‪.‬‬
‫كيذكر ىنرم كالفييو يف كتابو (الصحافة اؼبعاصرة) أف تسمية الصحافة ابلسلطة‬
‫الرابعة ترجع إُف اللورد توماس ماكوالم ‪-ََُٖ(Thomas Ma Aulay‬‬
‫(ُ)‬
‫‪ ،‬حيث قاؿ إف اؼبقصورة اليت هبلس فيها الصحفيوف أصبحت السلطة‬ ‫ُٖٗٓ)‬
‫الرابعة يف اؼبملكة اؼبتحدة‪ .‬ككاف ىو أكؿ من الحظ أف الشرفة اليت هبلس هبا اؼبندكبوف‬
‫الصحفيوف داخل قاعة ال رؼباف قد أصبحت السلطة الرابعة يف بريطانيا(ِ)‪.‬‬
‫أما توماس جيفرسوف ‪ ،)ُِٖٔ – ُّْٕ( Thomas Jeffarson‬مفكر‬
‫سياسي شهَت ككاف أحد اآلابء اؼبؤسسُت للوالايت اؼبتحدة كاؼبؤلف الرئيس إلعبلف‬
‫االستقبلؿ األمريكي (ُٕٕٔ) كبعد أف أصبح الرئيس الثالث للوالايت اؼبتحدة‬

‫(‪ )1‬ىو سياسي ككاتب كشاعر‪ ،‬خدـ ىف مناصب كزارية‪ ،‬كلد يف كام ردج بريطانيا‪ ،‬كتب اتريخ إقبلًتا يف‬
‫طبسة ؾبلدات‪ ،‬عرؼ بنشاطو السياسي كال رؼباين يف مكافحة الرؽ كالدعوة إُف اإلصبلح الديبقراطى‪.‬‬
‫‪(2) www.scribd.com/doc/7288007/‬‬
‫‪5‬‬
‫األمريكية ابلفًتة من َُُٖ حىت َُٖٗ‪ ،‬فقد كتب يف عاـ ُٕٖٕ يقوؿ‪" :‬إف رأم‬
‫الشعب ىو الدعامة اليت تقوـ عليها حكومتنا‪ ،‬كهبب اغبفاظ على ىذا اؼبفهوـ‪ ،‬كإذا‬
‫خَتت بُت كجود حكومة بدكف صحافة‪ ،‬أك صحافة بدكف حكومة الخًتت الثانية ببل‬
‫أدىن تردد كقد عاشت الصحافة كبقيت كأصبحت قوة كهبيء ىذا اإلدراؾ على ضوء‬
‫حقيقة أف أية حكومة ىي ذلك العمبلؽ الذم يشعر اؼبواطن أمامو ابلضعف كمن مث‬
‫جاء اإلحساس أبف الصحفيُت كحدىم يف موقعهم خارج اغبكومة يبثلوف التحدم‬
‫القوم للفساد‪ ،‬أك دبعٌت أدؽ للسياسيُت الذين يعملوف يف السر كاػبفاء كلغَتىم من‬
‫(ُ)‬
‫البَتكقراطيُت‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا يقصد بكلمة "صحافة" كتعريف لغوم يف لغتنا العربية؟‬
‫‪ ‬كمىت عرؼ العرب الصحافة كمصطلح داؿ على فحواه؟‬
‫‪ ‬كما التعريف القانوين للمصطلح؟‬
‫‪ ‬كماذا عن اؼبفهوـ االصطبلحي للصحافة؟‬
‫لنبحث يف التعريف اللغوم لكلمة "صحافة" ‪ -‬بكسر الصاد ‪ -‬فهي من صحيفة‬
‫صبع صحائف ‪ ،‬كالصحيفة ىي الصفحة‪.‬‬
‫صح ً‬ ‫الصح ً‬ ‫ً‬
‫ف‬ ‫يكُف ‪ .‬ي ي‬
‫ف ٍاأل ى‬ ‫كيف القرآف الكرًن كردت ىذه اآلية‪ { :‬إً َّف ىى ىذا لىفي ُّ ي‬
‫وسى} كالصحف ىنا دبعٍت الكتب اؼبنزلة‪.‬‬ ‫ً ً‬
‫يم ىكيم ى‬
‫إبٍػ ىراى ى‬
‫كيف الصحاح للجوىرم إف الصحيفة صبعها صحف كصحائف ىي الكتاب دبعٍت‬
‫كتااب كصحيفة اؼبتلمس" كمنها‬
‫حامبل إُف قومي ن‬
‫الرسالة‪ .‬كيف اغبديث الشريف‪" :‬أتراين ن‬
‫اشتق اؼبصحف "بضم اؼبيم أك كسرىا" دبعٌت الكتاب الذم صبعت فيو الصحف أم‬
‫األكراؽ كالرسائل‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ؿبمود علم الدين ‪ :‬أساسيات الصحافة يف القرف اغبادم كالعشرين‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫ََِٕ ‪ ،‬صُٗ كما هبا من مراجع‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫(ُ)‬
‫كالصحيفة ‪ -‬كما شرحها ابن منظور ‪ -‬ىي اليت يكتب فيها‪.‬‬
‫كقد عرؼ اؼبعجم الوسيط الصحافة بكسر الصاد أبهنا مهنة من هبمع األخبار‬
‫كاآلراء كينشرىا يف صحيفة أك ؾبلة‪ ،‬أما يف القاموس احمليط للفَتكزاابدم‪ ،‬فورد أف‬
‫الصحيفة ىي الكتاب كصبعها صحائف كالصحفي من ىبطيء يف قراءة الصحيفة‪،‬‬
‫كالتصحيف اػبطأ يف الصحيفة‪ .‬كجاء يف اؼبصباح اؼبنَت إف الصحيفة قطعة من جلد أك‬
‫قرطاس كتب فيو كإذا نسب إليها قيل صحفي كىو من أيخذ العلم منها دكف اؼبشايخ‬
‫كصبعها صحف كصحائف كالتصحيف تغيَت اللفظ حىت يتغَت اؼبعٍت‪.‬‬
‫كجاء يف ـبتار الصحاح للرازم إف الصحيفة ىي الكتاب كصبعها صحف‬
‫كصحائف‪.‬‬
‫كجاء يف ؿبيط احمليط لبطرس البستاين إف الصحيفة قرطاس مكتوب كما جاء يف‬
‫أك‬ ‫أساس الببلغة للزـبشرم كاتج العركس للزبيدم إف الصحيفة قطعة من جلد‬
‫قرطاس يكتب فيو كجاء يف لساف العرب البن منظور إف الصحيفة اليت يكتب فيها‬
‫كاعبمع صحائف كصحف‪.‬‬
‫كالصحيفة ىي ؾبموعة من الصفحات تصدر يومينا أك يف مواعيد منتظمة كتتضمن‬
‫أخبار السياسة كاالقتصاد كاالجتماع كالثقافة كما يتصل هبا كالصحفي ىو من أيخذ‬
‫العلم من الصحيفة ال عن أستاذ‪.‬‬
‫كظبيت صحيفة كعليها أك منها تسمى‪ :‬صحافة‪ ،‬كاؼبزاكؿ ؽبا يسمى صحفينا‬
‫بكسر الصاد أك صحفينا بضم أك فتح الصاد كالتسمية يف أساسها من صفحة أك‬
‫صحيفة أم إحدل كجهي الورقة اؼبكتوبة‪ ،‬كىي التسمية األكثر مبلءمة إُف عاَف‬
‫الصحافة‪ ،‬حيث إهنا َف زبرج عن نطاؽ الصفحة كالصحيفة‪.‬‬
‫أما ابللغة البلتينية فتسمى ‪ Journalism‬من أصل ‪ Journal‬كىي إحدل‬

‫(‪ )1‬أديب مركة ‪ :‬الصحافة العربية نشأهتا كتطورىا ‪ ،‬منشورات دار اغبياة ‪ ،‬بَتكت ‪ ،ُُٗٔ،‬صُّ‪.‬‬
‫‪00‬‬
‫مشتقات كلمة يف الفرنسية تعٍت يف األساس "يومي" من يوـ‪ Journal ،‬الفرنسية أم‬
‫يوـ ككلمة ‪ Jour‬إذف فهي ال عبلقة ؽبا ابلصفحة أك الصحيفة‪ ،‬إذ إف الصفحة تسمى‬
‫‪ Page‬أما اعبريدة فتسمى ابلفرنسية ‪ Journal‬أم يومية كابإلقبليزية ‪newspaper‬‬
‫كىي كلمة من الكلمات اإلقبليزية اؼبركبة تعٍت األكُف ‪ news‬أخبار كالثانية ‪paper‬‬
‫(ُ)‬
‫كرؽ كمعناىا ؾبردة‪ :‬كرؽ األخبار‪.‬‬
‫كيستخدـ قاموس أكسفورد كلمة ‪ press‬دبعٌت صحافة‪ ،‬كتعٍت شيئنا مرتبطنا‬
‫ضا‪،‬‬‫ابلطبع كالنشر كاألخبار كاؼبعلومات‪ ،‬ك‪ Journalism‬دبعٌت صحافة أي ن‬
‫(ِ)‬
‫ك‪ Journalist‬دبعٌت صحفي‪.‬‬
‫كقد عرفت معظم اغبضارات القديبة كحضارة اإلغريق كالركماف اػب ر اؼبخطوط‪،‬‬
‫حيث أصدر يوليوس قيصر عقب توليو السلطة عاـ ٗٓ ؽ‪ .‬ـ صحيفة ـبطوطة" أكتا‬
‫ديورتا " كتعٍت األحداث اليومية يكتب فيها أخبار مداكالت ؾبلس الشيوخ كأخبار‬
‫اغبمبلت اغبربية كعدد من األخبار االجتماعية كالزكاج كاؼبواليد كالفضائح ككاف‬
‫للصحيفة مراسلوف يف صبيع أكباء اإلم راطورية غالبيتهم من موظفي الدكلة‪.‬‬
‫كيؤرخ البعض إُف أهنا أكؿ صحيفة عرفت يف العاَف أصبع يف اإلم راطورية الركمانية‬
‫ككانت تكتب ابغبفر على اغبجر ( ‪ ) inscription‬كتقاـ يف السوؽ العامة‪.‬‬
‫كؼبا عرؼ العرب الصحافة يف مطلع القرف التاسع عشر ألكؿ مرة‪ ،‬كانوا يطلقوف‬
‫عليها لفظة "الوقائع" كحُت أنشأ خليل اػبورم سنة ُٖٖٓ صحيفة "حديقة األخبار"‬
‫‪ -‬كىي أكؿ صحيفة عربية ابؼبفهوـ اغبديث ‪ -‬أطلق عليها التعريف الفرنسي‬
‫"جورتاؿ"‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبدالعزيز سعيد الصويعي ‪ :‬فن صناعة الصحافة ماضيو كحاضره كمستقبلو ‪ ،‬اؼبنشأة العامة للنشر‬
‫كالتوزيع كاإلعبلف‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،ُْٖٗ ،‬ص ُٕ‪.‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬حسن إبراىيم مكي كد‪ .‬بركات عبدالعزيز دمحم‪ :‬اؼبدخل إُف علم االتصاؿ‪ ،‬منشوارات ذات‬
‫السبلسل‪ ،‬الكويت‪ ،ُٗٗٓ ،‬ص ِٔٔ ‪.ِٕٕ ،‬‬
‫‪02‬‬
‫ككاف أكؿ من اختار لفظة صحيفة ىو الكونت رشيد الدحداح‪ ،‬إال أف أضبد‬
‫فارس الشدايؽ صاحب جريدة "اعبوائب" كمناظر الدحداح يف اؼبسائل اللغوية استعمل‬
‫لفظة جريدة كىي مأخوذة عن اعبرائد أم قضباف النخل اجملردة من خوصها‪.‬‬
‫كقد ظل أرابب الصحف يف القرف التاسع عشر ال يفرقوف بُت اعبريدة كاجمللة إُف‬
‫أف توُف الشيخ إبراىيم اليازجي إصدار ؾبلة الطبيب عاـ ُْٖٖ ابالشًتاؾ مع الدكتور‬
‫بشارة زلزؿ كخليل سعادة فاستعمل لفظة ؾبلة كىو يقصد هبا الصحيفة العلمية أك‬
‫جبلال كجبللة أم عظم‬
‫األدبية أك االنتقادية كما شاكلها كاجمللة ىنا مشتقة من مادة جل ن‬
‫كقدرا كحكمة‪ ،‬كاجمللة إذف ىنا ىي الكراسة فيها اغبكمة كقد خصت‬
‫مقاما ن‬
‫كك ر كعبل ن‬
‫اآلف الصحيفة اليت على شكل كراس‪ .‬كيف تفسَت آخر‪ ،‬إف اجمللة مشتقة من مادة جبل‬
‫جبلء أم ظهر ككضح كمنها جلية األمر أم ما ظهر من حقيقتو أم اػب ر اليقُت‪ .‬كاجمللة‬
‫ىنا دبعٌت أهنا تسعى إُف استجبلء حقبة من العاَف‪.‬‬
‫غَت أف كلمة الصحافة دبعناىا اؼبتعارؼ عليو اليوـ َف تصل إلينا إال على يد الشيخ‬
‫قبيب اغبداد منشئ صحيفة "لساف العرب" يف اإلسكندرية كحفيد الشيخ تاصيف‬
‫اليازجي كىو أكؿ من استعمل لفظة الصحافة دبعٌت صناعة الصحف كالكتابة فيها‪،‬‬
‫كمنها أخذت كلمة صحايف أما صحفي "بضم الصاد" فهو خطأ شائع إذ ال ذبوز النسبة‬
‫إُف اعبمع يف اللغة العربية‪ .‬كلكن األصح ىو صحفي "بفتح الصاد" نسبة إُف‬
‫الصحيفة‪ ،‬كقد استعمل العرب األقدموف كلمة صحفي دبعٍت الوراؽ الذم ينقل عن‬
‫الصحف‪ ،‬كقيل يف ذلك عن بعضهم "فبلف من أعلم الناس لوال أنو صحفي" دبعٍت أنو‬
‫(ُ)‬
‫ينقل عن الصحف أك الصحائف‪.‬‬
‫التعريف القانوين للصحافة ‪ :‬يقصد بكلمة جريدة مطبوع يصدر ابسم كاحد بصفة‬

‫(‪ )1‬أديب مركة ‪ :‬مرجع سابق ص ُْ ‪ ،ُٓ ،‬كيبلحظ أف قولو‪( :‬إف اجمللة مشتق من مادة جبل جبلة أم‬
‫ظهر ككضح‪ ..‬كاجمللة ىنا دبعٌت أهنا تسعى إُف استجبلء حقبة من العاَف) غَت موافق لقواعد اللغة من‬
‫تاحيتُت‪ :‬األكُف أف مصدر جبل ىو جبلء‪ .‬الثانية أف نسبة اجمللة إُف جبل ال تصح كلو صحت لكانت‬
‫الكلمة ؾببلة إبثبات األلف اليت ال م رر غبذفها‪.‬‬
‫‪03‬‬
‫منتظمة يف مواعيد منتظمة أك غَت منتظمة بينما يعرؼ القانوف "اؼبصرم" رقم ٔٗ لسنة‬
‫ُٔٗٗ الصحف أبهنا اؼبطبوعات اليت تصدر ابسم كاحد كبصفة دكرية كاعبرائد‬
‫كاجملبلت كككاالت األنباء كيبكن رصد احملررات أك الشركط القانونية الواجب توافرىا يف‬
‫الصحف كالتاِف‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬إف الصحيفة "اعبريدة" أك اجمللة هبب أف تكوف مطبوعة‪ ..‬كابلتإُف ىبرج من ىذا‬
‫التعريف اعبرائد اؼبسموعة اليت يبثها الراديو ككذلك اعبرائد اؼبرئية يف التليفزيوف‬
‫قانوتا ‪ -‬إُف اؼبعٌت الضيق للمطبوع‪ ،‬كىو أف يكوف‬
‫كينصرؼ مفهوـ اؼبطبوع ‪ -‬ن‬
‫مقركءا‪ ،‬كابلتإُف ىبرج من إطار ىذا التعريف أم مطبوع يكوف مقصورا على الرسوـ‬
‫كالصور فقط كإف كانت الصور الفوتوغرافية كالرسوـ الكاريكاتَتية من أىم عناصر‬
‫اعبرائد كاجملبلت كلكن تبقى الكتابة "الطباعة" الصحفية ىي العنصر األساسي يف‬
‫ضا ‪ -‬قناة اؼبعلومات التليفزيونية برغم‬
‫تعريف الصحيفة كىبرج من ىذا اؼبفهوـ ‪ -‬أي ن‬
‫أهنا مقركءة كلكنها ال تعد من قبيل الصحف‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬أف يكوف للصحيفة اسم كاحد ‪ :‬إذ هبب أف يكوف للصحيفة "اعبريدة ‪ -‬اجمللة"‬
‫اسم كاحد كيف ىذا زبتلف الصحف عن غَتىا من كسائل اإلعبلـ األخرل‬
‫اؼبطبوعة كالكتب كالنشرات كاؼبوسوعات‪ ،‬فعلى الرغم من أف اؼبوسوعة تصدر‬
‫دائما ابسم كاحد لكنها تتضمن عناكين ـبتلفة يف كل إصدار كما أهنا ليست دائمة‬
‫ن‬
‫مطبوعا يصدر ابسم كاحد‪.‬‬
‫ن‬ ‫الصدكر كابلتإُف ال يبكن اعتبارىا‬
‫ّ ‪ -‬دكرية الصدكر ‪ :‬فيجب أف تصدر الصحيفة بصفة دكرية "يومية ‪ -‬أسبوعية ‪-‬‬
‫يوما كاح ندا‬
‫نصف شهرية ‪ -‬شهرية ‪ -‬فصلية " أاي كانت الفًتة الزمنية‪ ،‬فقد تكوف ن‬
‫مثل اعبرائد اليومية كقد تكوف سبعة أايـ مثل اعبرائد األسبوعية كبعض اجملبلت كقد‬
‫تكوف شهرية أك نصف شهرية أك فصلية مثل بعض اجملبلت الفصلية اؼبتخصصة‪،‬‬
‫كطب نقا ؽبذه القاعدة ال يعد الكتاب الذم يصدر ‪ -‬تباعا ‪ -‬يف عدة أجزاء صحيفة‬
‫من الدكرايت إذ تنتهي أجزاؤه حتما بعد أجل معُت‪ ،‬كذلك اؼبعجم اللغوم الذم‬
‫كبَتا من اإلصدارات‪ ،‬ألهنا‬
‫عددا ن‬
‫يتضمن عدة أجزاء كاؼبوسوعات اليت تتضمن ن‬
‫‪04‬‬
‫ؿبددة دبوضوعاهتا كبفًتة زمنية ؿبددة إُف أف تستنفد أغراضها‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬انتظاـ الصدكر كاؼبقصود بو التوقف االختيارم عن الصدكر إذ هبب على‬
‫(ُ)‬
‫الصحيفة اليومية أف تصدر ابنتظاـ كل يوـ كاجمللة األسبوعية كل أسبوع كىكذا‪.‬‬
‫أَا املفٗوّ االصطالسي يًضشافة‪:‬‬
‫الصحافة دبعٌت ‪ press‬ىي صناعة إصدار الصحف كذلك ابستقاء األنباء كنشر‬
‫اؼبقاالت هبدؼ اإلعبلـ كنشر الرأم كالتعليم كالتسلية كما أهنا كاسطة تبادؿ اآلراء‬
‫فضبل عن أهنا من أىم كسائل‬
‫كاألفكار بُت أفراد اجملتمع كاؽبيئة اغباكمة كاؽبيئة احملكومة ن‬
‫(ِ)‬
‫كتوجيو الرأم العاـ‪.‬‬
‫كالصحافة دبعٌت ‪ Journalims‬ىي اؼبؤسسة اليت يعمل هبا اؼبتخصصوف يف‬
‫صناعة األخبار كلقد أطلق عليها صحافة ‪ Journalism‬بسبب أف الصحف‬
‫‪ Journals‬اليت تضمنت على مدل التاريخ ‪ :‬اعبرائد‪ ،‬الوريقات اإلخبارية‪ ،‬اجملبلت‬
‫كانت الوسيلة األساسية اليت عمل فيها ألربعة عقود كنصف عقب اخًتاع آلة الطباعة‪،‬‬
‫كىناؾ من يعرؼ الصحافة أبهنا مهنة تغطية األخبار ككتابتها كربريها‪ ،‬كتصويرىا‬
‫(ّ)‬
‫فوتوغرافيا كإذاعتها‪ ،‬أك إدارة أم مؤسسة إخبارية "إعبلمية" كعمل ذبارم‪.‬‬
‫إال أف اسم الصحافة ما زاؿ مرتبطنا ابلكلمة اؼبكتوبة منذ اخًتاع الكتابة‬
‫كابػبطاب اؼبكتوب‪ Journalism ،‬بشكل أكثر تكثي نفا منذ اخًتاع آلة الطباعة‪،‬‬
‫كقد تداخلت لغة الصحافة مع الكتابة النثرية اؼباىرة‪ ،‬كاستمرت يف ذلك حىت عندما‬
‫أصبح توصيل أك تسليم األخبار يتم إلكًتكنينا‪ ،‬كذلك بسبب أف األخبار يف الراديو‬
‫كالتليفزيوف أك الصحافة اإلذاعية تعتمد يف األساس على سيناريوىات أك نصوص‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ؿبمود علم الدين‪ :‬الفن الصحفي‪ ،‬دار أخبار اليوـ‪ ،‬القاىرة‪ ،ََِْ ،‬ص َُ‪.ُُ ،‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬أضبد زكي بدكم‪ :‬معجم مصطلحات اإلعبلـ‪ ،‬دار الكتاب اؼبصرم كدار الكتاب اللبناين‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،ُٖٗٓ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ؿبمود علم الدين ‪ :‬الفن الصحفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ُِ‬

‫‪05‬‬
‫ضا حىت على الصحافة اؼبباشرة أك صحافة شبكات اؼبعلومات‬
‫مكتوبة‪ ،‬كينطبق ذلك أي ن‬
‫كصحافة االتصاالت الفورية ‪ Online Journalism‬اليت ىي عبارة عن صحافة‬
‫تعتمد على لغة مكتوبة ذبهز فنينا‪ ،‬كتتم قراءهتا أك استعراضها على شاشات اغباسبات‬
‫اإللكًتكنية‪.‬‬
‫كيشمل ؾباؿ الصحافة اآلف صبيع اؼبناقشات اعبماىَتية اؼبتصلة ابألخبار شاملة‬
‫التعليق كالتحليل كالتزكيد للتقارير التفسَتية عن التطورات اإلخبارية‪.‬‬
‫ضا فن تسجيل الوقائع اليومية دبعرفة كانتظاـ كذكؽ‬
‫كالصحافة تعٍت عند البعض أي ن‬
‫سليم‪ ،‬مع االستجابة لرغبات الرأم العاـ‪ ،‬توجيهو‪ ،‬كاالىتماـ ابعبماعات البشرية‪،‬‬
‫كتناقل أخبارىا كلذلك تعت ر الصحافة مرآة تنعكس عليها صورة اعبماعة كآراؤىا‬
‫كخواطرىا‪ ..‬كالصحافة هبذا اؼبفهوـ ىي صبع األخبار كنشرىا‪ ،‬ككذلك اؼبواد اؼبتصلة هبا‬
‫يف مطبوعات مثل ‪ :‬اعبرائد‪ ،‬اجملبلت‪ ،‬الرسائل اإلخبارية ‪ ،‬اؼبطوايت‪ ،‬الكتب‪ ،‬كقواعد‬
‫البياتات اؼبستعينة ابغباسبات اإللكًتكنية‪ ،‬كاالستعماؿ الشائع للصحافة يضيق على‬
‫عمل اعبرائد كبعض اجملبلت‪ ،‬كلكنو‪.‬‬
‫قابل للتطبيق على األشكاؿ األخرل السابق نشرىا كأكؿ من استعمل لفظ‬
‫الصحافة دبعناىا اغباُف كاف الشيخ قبيب اغبداد كإليو يرجع الفضل يف اختيارىا فقلده‬
‫(ُ)‬
‫سائر الصحفيُت من بعده‪.‬‬
‫كتتعدد تعريفات الصحافة‪ ،‬إال أف أغلب التعريفات تتفق على أهنا ىي نشر‬
‫دكراي لتع ر عما هبرم يف العاَف كيهم صبهور‬
‫الكلمة اؼبطبوعة عن طريق الوسائل اؼبطبوعة ن‬
‫اؼبتلقُت كتستهدؼ خدمة اإلنساف كاجملتمع كمن ىنا تؤثر يف الرأم العاـ‪ ..‬كالصحافة‬
‫ىي إحدل أجهزة اإلعبلـ كاالتصاؿ القوية كاؼبؤثرة‪ .‬كتصف موسوعة إنكارات‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ُّ‪.‬‬


‫‪06‬‬
‫(‪ )ُ()Encarta‬اليت تصدر على اإلنًتنت الصحافة أبهنا صبع كتقييم كنشر اغبقائق عن‬
‫األحداث اعبارية‪ .‬كأهنا تتضمن اؼبواد اؼبطبوعة فقط مثل اعبرائد كالدكرايت كلكنها يف‬
‫القرف العشرين أصبحت تضم كسائل أخرل مثل الراديو كالتليفزيوف كالنشر على شبكة‬
‫اإلنًتنت‪.‬‬
‫اىؽتاغث وحأذريْا غيٕ اىططافث‪:‬‬
‫الطباعة كسيلة من أىم كسائل االتصاؿ كىي األساس يف العديد من أنظمتنا‬
‫التعليمية‪ ،‬كتعتمد األنظمة التجارية اغبديثة على الطباعة يف كثَت من مداكالهتا بدءنا من‬
‫إيصاالت البيع‪ ،‬إُف أكراؽ النقد‪ ،‬كشهادات االستثمار‪ ،‬كما تعتمد الدعاية كاإلعبلف‬
‫جزئينا على الطباعة لًتكيج السلع كاػبدمات‪.‬‬
‫كتي ُّ‬
‫عد الطباعة كالنشر يف كثَت من البلداف ؾبالُت من ؾباالت النشاط التجارم‬
‫الك رل‪ ،‬فباإلضافة إُف الكتب كالصحف كاجملبلت‪ ،‬تتدفق آالؼ اؼبطبوعات من‬
‫اؼبطابع اغبديثة كل يوـ‪ ،‬مشتملة على اؼبلصقات كأكراؽ تغليف اغبلول‪ ،‬كعلب‬
‫اؼبشركابت‪ ،‬كمفكرات التقوًن‪ ،‬كأكراؽ اؼبعامبلت اؼبكتبية اؼبسطٌرة‪ ،‬ككرؽ اغبائط‪،‬‬
‫كالبطاقات ال ريدية‪ ،‬ككتيبات الرسوـ الفكاىية‪ ،‬كاألعماؿ الفنية‪ ،‬كقد مرت عملية‬
‫االتصاؿ بعدة مراحل قبل اكتشاؼ الطباعة أنبها‪:‬‬
‫ٌؽاضو ٌا كتو اىؽتاغث اىطػٗرث‪:‬‬
‫أوال‪َ -‬سسًة اإلغازة وايهالّ‪.‬‬
‫ثاْيا‪ -‬ايهتابة عًى األسذاز واملعابد وايتُاثيٌ ‪ :‬لقد بدأ اإلنساف يف التفكَت يف‬
‫توصيل األفكار لآلخرين عن طريق الكتابة فقد سبكن اإلنساف من أف يع ر عن‬
‫أحداثو كيسجلها ابلنقش على األحجار كاؼبعابد كالتماثيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬موسوعة إلكًتكنية تنتجها شركة مايكركسوفت كىي شاملة عبميع فركع العلوـ كالفنوف كاآلداب كربتوم‬
‫على أدكات حبثية عديدة مدعمة ابلصور كالفيديو‪ ،‬كيتم ربديثها ابستمرار‪ ،‬كتتوافر على أقراص مدؾبة‬
‫أك ع ر االشًتاؾ‪ ،‬ابللغات اإلقبليزية كالفرنسية كاألسبانية كاألؼبانية كالياابنية كاإليطالية كاؽبولندية‪.‬‬
‫‪05‬‬
‫ثايجا‪ -‬ايهتابة عًى األسذاز ايطباغريية وايفدازية‪ :‬كسبق السومريوف غَتىم يف‬
‫تسجيل األحداث على األلواح الفخارية اجملهزة من عجينة فخارية بعد تسويتها‬
‫كتعريضها للشمس أك حرقها‪.‬‬
‫زابعا‪ -‬ايهتابة عًى وزم ايربدي‪ :‬اىتدم اؼبصريوف القدماء إُف صناعة الورؽ من‬
‫نبات ال ردم الذم ينمو على ضفاؼ النيل مث انتقل إُف اليوتانيُت كالركماف‪.‬‬
‫خاَطا‪ :‬الكتابة على الرؽ اؼبصنوع من جلود اغبيواتات لتحمل عوامل البيئة‪.‬‬
‫بدال من استَتاد كرؽ ال ردم من‬
‫ضادضا‪ :‬ايهتابة عًى صفشات اخلػب‪ :‬فكر الفينيقيوف ن‬
‫مصر يف الكتابة على اػبشب ابغبفر‪ ،‬مث ابغب ر‪ ،‬خاصة أف الكتابة ابغب ر على‬
‫اػبشب يصعب ؿبوىا بعكس الكتابة على كرؽ ال ردم اليت كانت تتعرض‬
‫لئلزالة خبرقة مبللة كإف كانت تتميز بتصحيح األخطاء إال أهنا من الناحية‬
‫األخرم كانت معرضة لضياع معاَف الكتابة كتسجيلها على مدل بعيد‪.‬‬
‫ككانت فكرة حفر اغبركؼ على اػبشب معكوسة الوضع حبيث تطبع على الورؽ‬
‫معدكلة الوضع‪ ،‬كانت تستخدـ للتصديق على الواثئق اغبكومية (فكرة األختاـ‬
‫اؼبعدكلة الوضع) اليت أمكن بواسطتها صنع قوالب ابرزة معكوسة الوضع من مادة لينة‬
‫قبد أف الصينيُت ىم الذين ؽبم فضل االبتكار من قبل اؼبيبلد مث انتقل بعد ذلك إُف‬
‫الياابف‪.‬‬
‫كقد بدأت الطباعة كما نعرفها اليوـ‪ ،‬منذ حواِف ََٓ عاما‪ ،‬قبل ذلك كاف كل‬
‫شيء مقركء ينسخ خبط اليد‪ ،‬أك وبفر كيطبع ابليد من قوالب خشبية‪ ،‬مث حدث أىم‬
‫‪Johannes Gothenburg‬‬ ‫طور جوىانس جوتن رج‬ ‫إقباز يف التاريخ عندما ٌ‬
‫(ُّٓٗ – ُْٖٔـ)(ُ) كمعاكنوه يف أؼبانيا حواِف عاـ َُْْـ الطباعة ابغبركؼ‬
‫اؼبتحركة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ـبًتع أؼباين‪ ،‬ابتكر القالب اؼبطبعي جعل الطباعة من حركؼ معدنية متحركة ن‬
‫أمرا عملينا ألكؿ مرة‬
‫كاستخدـ اخًتاعو إلنتاج كطباعة كتب فبتازة يف مانيتس أبؼبانيا خبلؿ منتصف القرف اػبامس عشر‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫كيرجح اؼبؤرخوف أف يكوف الصينيوف كالكوريوف قد عرفوا الطباعة ابغبركؼ‬
‫اؼبفرغة يف أكاسط القرف اغبادم عشر اؼبيبلدم‪ ،‬كلكن كثرة حركؼ اؽبجاء يف اللغة‬
‫أمرا غَت عملي‪ ،‬كقد عمد جوتن رج إُف صنع حركؼ‬
‫الصينية جعلت استعماؽبا للطباعة ن‬
‫معدنية منفصلة‪ ،‬كهبذه الطريقة استطاع الطبٌاع أف وبصل يف كقت قصَت على عدد كفَت‬
‫سهبل مرات‬
‫أمرا ن‬
‫من النسخ اؼبطبوعة لكتاب‪ ،‬بعد أف أصبح استعماؿ ىذه اغبركؼ ن‬
‫كمرات لطباعة كتب عديدة كمتنوعة‪.‬‬
‫أما يف أكركاب فقد بدأت الطباعة ابأللواح اػبشبية ككانت الصفحة اؼبراد طبعها‬
‫تكتب حبركؼ مقلوبة معكوسة على لوح اػبشب بعد تسوية سطحو كتنعيمو‪.‬‬
‫كابإلمكاف تقصي اتريخ الطباعة ع ر آالؼ السنُت‪ ،‬منذ أف درج البشر على حفر‬
‫اللُت‪ .‬ففي عاـ َُٓـ قاـ تسام لن ‪Tsai-Lin‬‬
‫األشكاؿ مث ضغطها على الطُت ٌ‬
‫ضا أف يكوف الصينيوف قد قاموا ابخًتاع الطباعة‬
‫ابخًتاع الورؽ‪ ،‬كمن احملتمل أي ن‬
‫ابلقوالب‪ ،‬فقد كانوا ىبرطوف اغبركؼ كالتصاكير على قوالب خشبية‪ ،‬مث يقوموف بتحبَت‬
‫أجزائها البارزة‪ ،‬مث ينقلوف اغب ر على الورؽ‪.‬‬
‫ىذا يف اؼباضي أما الطباعة كما نعرفها اليوـ‪ ،‬فلها اتريخ قصَت ‪ ،‬إذ بدأت الطباعة‬
‫اغبديثة منذ حوإُف طبسة قركف كنصف القرف‪ ،‬أبكِف احملاكالت العملية عبوىانس‬
‫جوتن رج كأعوانو يف أؼبانيا حبركؼ متحركة‪.‬‬
‫(ُ)‬
‫أكؿ من قاـ ابخًتاع حرؼ مستقل‬ ‫كيعد الصيٍت يب تشينج ‪Bi - Cheng‬‬
‫لكل رمز من رموز اللغة عاـ َُْٓـ‪ ،‬فقد قاـ بتشكيل كل حرؼ من قطعة منفصلة‬
‫من الصلصاؿ‪ ،‬كَف يتطور استعماؿ ىذا النوع من اغبركؼ ألف اللغة الصينية هبا اآلالؼ‬
‫أعدادا كبَتة من القطع‪،‬‬
‫ن‬ ‫من حركؼ اؽبجاء‪ .‬فكاف لز ناما على الطباعُت أف يصنعوا‬

‫(‪ )1‬كاف يعمل ن‬


‫خادما يف ببلط اإلم راطور ىويت‪ ،‬استخدـ اللب الداخلي لشجرة التوت لعمل ليفة الورؽ‪،‬‬
‫مث اكتشف الصينيوف بعد ذلك إمكانية اغبصوؿ على ألياؼ جيدة لعمل الورؽ بطحن اػبرؽ البالية‬
‫كحباؿ القنب كشباؾ صيد األظباؾ القديبة كربويلها إُف عجينة الورقة‪.‬‬
‫‪05‬‬
‫لذلك فضلوا الطباعة من القوالب اػبشبية‪.‬‬
‫كبينما كاف أىل الشرؽ يقوموف ابلطباعة من ىذه القوالب‪ ،‬كاف الناس يف أكركاب ال‬
‫يدكاي‪ ،‬كأفٌت أفراد كثَتكف حياهتم يف دأب شاؽ‪ ،‬كىم ينسخوف‬
‫يزالوف ينسخوف كتبهم ن‬
‫الكتب ًٌ‬
‫ابلريىش كاألقبلـ اليت ي ركهنا من سيقاف النبااتت‪.‬‬
‫كاكتشف األكركبيوف الطباعة ابلقوالب اػبشبية‪ ،‬كأقدـ نسخة مطبوعة من قالب‬
‫خشيب كانت صورة سانت كريستوفر‪ ،‬كطيبعت يف عاـ ُِّْـ‪ ،‬كيف حواِف ذلك‬
‫الوقت بدأ األكركبيوف يف إنتاج الكتب اؼبطبوعة بطريقة القوالب‪ ،‬كىي ؾبلدات تضم‬
‫رسوما مطبوعة‪.‬‬
‫ن‬
‫كيف تلك األثناء بدأ عصر النهضة هبتاح أكركاب‪ .‬كابزدايد الرغبة يف اؼبعرفة ازدادت‬
‫اغباجة إُف الكتب‪ .‬كَف يكن دبقدكر النسخ اليدكم كطباعة القوالب اػبشبية أف يفيا‬
‫ابلطلب اؼبتزايد على الكتب‪ ،‬مث جاء حل اؼبشكلة عن طريق اغبركؼ اؼبتحركة‪.‬‬
‫بدأ جوىانس جوتن رج كمعاكنوه ابستعماؿ حركؼ معدنية منفصلة للطباعة البارزة‬
‫كطور جوتن رج مطبعة من آلة كانت يف األصل معصرة للكركـ أك‬
‫حواِف عاـ َُْْـ‪َّ ،‬‬
‫لوحا من الورؽ‪،‬‬
‫اعبنب‪ ،‬كأعد حركفو اؼبعدنية داخل إطار مث قاـ بتحبَتىا‪ ،‬ككضع عليها ن‬
‫لوحا خشبينا على الورؽ‪.‬‬
‫دافعا بو ن‬
‫ضخما من اػبشب ن‬ ‫ن‬ ‫عمودا لولبينا‬
‫ن‬ ‫كبعد ذلك أدار‬
‫كاستطاعت مطبعة جوتن رج إنتاج حواِف ََّ نسخة يومينا‪ ،‬كيف عاـ ُْٔٓـ مت طبع‬
‫كرتًٌبت متوهنا يف أعمدة كل منها يتكوف من ِْ‬
‫نسخة جوتن رج الشهَتة من اإلقبيل‪ ،‬ي‬
‫سطرا من األحرؼ اؼبصفوفة‪.‬‬
‫ن‬
‫كاراتب كثَت من الناس يف أف الفن الطباعي اعبديد كاف من أعماؿ السحر األسود‬
‫الشيطانية‪ ،‬فلم يكن دبقدكرىم أف يتصوركا إمكانية إصدار الكتب بتلك السرعة‪ ،‬كأف‬
‫تتشابو نسخها بذلك القدر‪ ،‬كلكن ابلرغم من خوفهم فقد انتشرت الطباعة بسرعة‬
‫مذىلة‪ .‬كحبلوؿ عاـ ََُٓـ كاف أبكركاب ما يربو على األلف مكاف للطباعة‪ ،‬كعدة‬
‫مبليُت من الكتب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫كثَتا عما كانت عليو منذ عهد جوتن رج‬
‫كمع مركر الوقت َف تتغَت آلة الطباعة ن‬
‫كحيت القرف التاسع عشر‪ ،‬كيف حواِف عاـ ََُٖـ قاـ أيرؿ أكؼ ستاهنوب اإلقبليزم‬
‫بصنع أكؿ مطبعة كل أجزائها من اغبديد‪ ،‬كقاـ فريدريتش كوينج ابخًتاع مطبعة ذات‬
‫أسطوانة تيدار ابلبخار يف عاـ ُُُٖـ أبؼبانيا‪ ،‬ككانت األسطوانة الدكارة تقوـ بضغط‬
‫الورؽ على اغبركؼ اؼبصفوفة على سطح اآللة اؼبستوم‪ ،‬كاستعملت صحيفة التايبز‬
‫اللندنية مطبعة ذات أسطوانتُت دكارتُت تعمل ابلبخار ألكؿ مرة عاـ ُُْٖـ كتنتج‬
‫ََُ‪ ُ0‬نسخة يف الساعة‪.‬‬
‫كيف عاـ ُْٖٔـ اخًتع األمريكي ريتشارد ىو (‪ )Richard Hoe‬اؼبطبعة‬
‫الدكارة‪ .‬فكانت حركؼ الطباعة تثبَّت يف أسطوانة دكارة بينما تقوـ أسطوانة أخرل‬
‫إبسباـ الطبع‪ .‬كاستطاعت النماذج األكُف من مطابع ىو إنتاج َََٖ صفحة يف‬
‫الساعة‪.‬‬
‫كاخًتع كلياـ بلوؾ (‪ )Willia Bullock‬عاـ ُّٖٔـ آلة لطباعة الصحف‬
‫ذات تغذية ذاتية من الورؽ اؼبلفوؼ على بكرات‪ ،‬األمر الذم زاد من كفاءهتا‬
‫كسرعتها‪.‬‬
‫استمر الطبٌاعوف يبارسوف التصفيف اليدكم للحركؼ كما فعل جوتن رج منذ ما‬
‫يزيد على أربعة قركف حىت أكاخر القرف التاسع عشر اؼبيبلدم‪ ،‬كما سبكن أكسبارا‬
‫(ُ)‬
‫من تسجيل‬ ‫مرجنتيلر)‪)ُٖٗٗ – ُْٖٓ( (Otamara Morgenthaler‬‬
‫براءة اخًتاع مطبعة اللينوتيب‪ ،‬كسبيزت تلك اآللة بسبك سطر كامل من اغبركؼ‬
‫كبَتا على عملية صبع حركؼ‬
‫اؼبصفوفة‪ ،‬يف قطعة كاحدة من اؼبعدف‪ ،‬فبا أضفى ربسننا ن‬
‫الطباعة‪ ،‬كبعد عدة سنوات استطاع تول رت النستوف (‪ )Tolbert Lanston‬اخًتاع‬

‫(‪ )1‬ـبًتع أؼباين اؼبولد ‪ ،‬اخًتع آلة اللينوتيب لتنضيد حركؼ الطباعة‪ ،‬فقد صنع نبيطة من لوحة مفاتيح‬
‫كامبل من حركؼ الطباعة يف كل مرة‪ ،‬كقد عرض‬
‫سطرا ن‬
‫تنضد مصفوفات (قوالب من اغبركؼ)‪ ،‬كتصف ن‬
‫آلة اللينوتيب كسجل براءة اخًتاعها عاـ ُْٖٖـ‪ ،‬كاستخدمت ألكؿ مرة عاـ ُٖٖٔـ كلد يف‬
‫فورسب رغ أبؼبانيا‪ ،‬كذىب إُف الوالايت اؼبتحدة عاـ ُِٕٖـ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫آلة عبمع اغبركؼ اؼبستقلة‪ ،‬تتألف من كحدتُت رئيستُت‪ ،‬نبا كحدة لوحة اؼبفاتيح‪،‬‬
‫ككحدة صب اغبركؼ‪.‬‬
‫كيف عاـ ُِٖٔـ قاـ عاَف الطبيعة الفرنسي جوزيف نيبس ‪Niepce Joseph‬‬
‫اسعا أماـ العديد من‬
‫ابخًتاع أكؿ آلة تصوير ضوئي يف العاَف‪ ،‬األمر الذم فتح اجملاؿ ك ن‬
‫االخًتاعات يف ؾباؿ الطباعة‪.‬‬
‫مث قاـ األمريكياف ماكس كلويس ليفي (‪ )Max&Louis Levy‬ابخًتاع شاشة‬
‫التلوين النصفي (‪ )Halftone Screen‬األمر الذم مهد الطريق أماـ ازدىار طباعة‬
‫الصور يف ـبتلف اؼبواد‪.‬‬
‫كيف عاـ ُِٖٓـ اخًتع فوكس اتلبوت‪ )FoxTalbot( ،‬األكليشيهات‬
‫بتحسُت اؼبر ًٌشح الشبكي للظبلؿ‪ ،‬كيف عاـ ُٖٓٓـ‪ ،‬اخًتع ألفونس بواتفاف‬
‫(‪ )Alphonse Poitevin‬طباعة الصفائح الضوئية (‪ )photolithography‬كقد‬
‫أدت ىذه االخًتاعات إُف ظهور طباعة األكفست يف أكركاب بنهاية القرف التاسع عشر‪.‬‬
‫كيف آخر الثمانينيات من القرف التاسع عشر ظهرت مطابع األكفست يف أكركاب‪.‬‬
‫كاستيعملت ىذه النماذج اؼببكرة من اؼبطابع لطباعة رقائق من معدف الصفيح البلزمة‬
‫لصناعة العلب كالصناديق‪.‬‬
‫كيف عاـ َُٓٗـ سبكن صانع كرؽ كطبٌاع أمريكي ييدعي آيرا ركبل‪Ira ،‬‬
‫‪ Ruble‬دبحض الصدفة‪ ،‬من استخداـ طباعة األكفست اليت انتشرت على نطاؽ‬
‫كاسع‪ .‬ففي أثناء عملو‪ ،‬نقل عن غَت قصد األشكاؿ احمل رة من سطح لوح الطباعة‬
‫بدال من نقلها على الورؽ‪.‬‬
‫اؼبستوية إُف الغطاء اؼبطاطي ألسطوانة الضغط الطباعي ن‬
‫كعندما ربرؾ الورؽ ربت األسطوانة طيبع الشكل العالق ابلغشاء اؼبطاطي على الورؽ‪.‬‬
‫كالحظ ركبل الوضوح غَت العادم للشكل اؼبنقوؿ على الورؽ‪ .‬كأعقب ذلك ربسينات‬
‫على طباعة األكفست كما لبث ىذا النمط الطباعي أف عم كانتشر‪.‬‬
‫كمنذ الثبلثينيات من القرف العشرين أجرم من التحسينات على الطباعة ما َف يتم‬
‫‪22‬‬
‫يف كل السنُت اليت أعقبت جوتن رج‪ .‬كغبق بصناعة الطباعة الكثَت من التغيَت كالتطوير‬
‫كاعبمع التصويرم كالصف بوساطة اغباسوب كاؼبسح اإللكًتكين لؤللواف‪.‬‬
‫اىؽتاغث يف اىػاىً اىػؽةٖ واإلـالٌٖ‪:‬‬
‫عرؼ العرب الطباعة ابلقوالب اػبشبية اليت انتقلت إليهم عن طريق الصينيُت‪،‬‬
‫كذلك بعد ظهور اإلسبلـ بثبلثة قركف تقريبنا‪ .‬ككاف العرب قد أقبلوا على نسخ الكتب‬
‫ابػبط العريب الذم تفننوا فيو حىت غدا تصميما صباليا ال استغناء عنو‪ .‬كؼبا ظهرت‬
‫حرصا على دكاـ الكتابة ابػبطوط العربية‬
‫الطباعة يف أكركاب َف يتحمس ؽبا بعض العرب ن‬
‫فضبل عن رفض بعض‬
‫اليت ألفتها العُت‪ ،‬كػبشيتهم أف سبحو اآلالت ىذا اػبط‪ ،‬ن‬
‫اؼبسلمُت طباعة القرآف الكرًن يف اآلالت اعبديدة‪.‬‬
‫َف تكن ىناؾ طباعة يف العاَف العريب غَت الطباعة ابلقوالب اػبشبية‪ ،‬اليت ظهرت‬
‫كاستخدمت يف الفًتة من عاـ ِٖٖىػ إُف ُٕٓىػ‪ََٗ ،‬ـ إُف َُّٓـ‪ .‬كربتفظ‬
‫اؼبكتبة الوطنية يف فيينا كبعض اؼبكتبات يف أكركاب ببعض ما طبع هبذه الطريقة يف مصر‬
‫كانتقلت ىذه القوالب اػبشبية اليت كانت الطباعة تتم هبا يف مصر إُف أكركاب‪ ،‬حيث داـ‬
‫العمل هبا كبو أكثر من قرف حىت ظهرت مطبعة جوتن رج‪.‬‬
‫ظهرت أكؿ حركؼ طباعة عربية على يد مارتن ركث عاـ ِٖٗىػ‪ُْٖٔ ،‬ـ‬
‫الذم طبع ترصبة لكتاب برتارد برايدنباخ عن رحلتو إُف األماكن اؼبقدسة‪ ،‬ككانت احملاكلة‬
‫الثانية يف أسبانيا عاـ ُُٗىػ‪َُٓٓ ،‬ـ بصدكر كتاب كسائل تعلم قراءة اللغة العربية‬
‫كمعرفتها‪ ،‬كيف عاـ ِِٗق‪ُُٓٔ ،‬ـ نشر كتاب اؼبزامَت خبمس لغات ىي العربية‬
‫كالكلدانية كالبلتينية كاليوتانية كالع رانية يف جنوه إبيطاليا‪.‬‬
‫كاحملاكلة الثالثة كانت طبع اإلقبيل عاـ َََُىػ‪ُُٓٗ ،‬ـ‪ .‬كيف لبناف طبعت‬
‫اؼبزامَت ابلعربية عاـ َُُٗىػ‪َُُٔ ،‬ـ‪ ،‬كأكؿ مطبعة أنشئت هبا عاـ ُُٓٔىػ‪،‬‬
‫ُُٕٓـ كَف تستمر‪ .‬كظهرت أكؿ مطبعة يف تركيا عاـ َُُْىػ‪ُِٕٕ ،‬ـ شريطة أال‬
‫ييطبع عليها القرآف الكرًن‪ ،‬كأكؿ كتاب طيبع فيها ىو ترصبة قاموس كانقوِف عاـ‬

‫‪23‬‬
‫ُُُْىػ‪ُِٕٖ ،‬ـ‪ .‬ككانت حلب أكؿ مدينة سورية تدخلها الطباعة‪ ،‬مث انتقلت‬
‫(ُ)‬
‫مطبعتها إُف دمشق‪.‬‬
‫كعرفت مصر اؼبطابع مع قدكـ اغبملة الفرنسية عاـ ُُِّىػ‪ُٕٖٗ ،‬ـ لكنها‬
‫توقفت بعد رحيل اغبملة عاـ ُُِٔىػ‪َُُٖ ،‬ـ‪ ،‬كأسس دمحم على أكؿ مطبعة‪ ،‬ما‬
‫زالت ابقية حىت اآلف‪ ،‬كىي مطبعة بوالؽ عاـ ُِّٓىػ‪ُُٖٗ ،‬ـ ككاف أكؿ ما‬
‫طبعتو قاموس عريب إيطاِف كاستمرت تطبع كل اؼبطبوعات دبا فيها الوقائع اؼبصرية‬
‫‪،‬كعرفت أكؿ مطبعة حجرية ابلعراؽ عاـ ُِْٔىػ‪َُّٖ ،‬ـ كَف تستمر طويبل‪ ،‬مث‬
‫ي‬
‫كعرفت الطباعة بفلسطُت عاـ‬
‫ترسخت الطباعة كاستقرت هبا عاـ ُٖٔٓ‪ ،‬ي‬
‫ُِْٔىػ‪َُّٖ ،‬ـ كيف اليمن عاـ ُِْٗىػ‪ُٖٕٕ ،‬ـ كيف اغبجاز ُِٗٗىػ‪،‬‬
‫ُِٖٖـ‪ ،‬كيف السوداف يف بداية العقد الثامن من القرف التاسع عشر اؼبيبلدم‬
‫كابألردف عاـ ُُّْىػ‪ُِِٗ ،‬ـ كابلكويت عاـ ُّٔٔىػ‪ ،ُْٕٗ ،‬ككانت‬
‫(ِ)‬
‫معظمها من أجل طباعة الكتب كالصحف‪.‬‬
‫كاليوـ تستخدـ اؼبطابع العربية أحدث الوسائل التكنولوجية يف العاَف يف الصف‬
‫كبَتا‬
‫عددا ن‬‫كاإلخراج كاؼبونتاج كالطبع كالقص كالتجليد كالتطبيق كغَتىا‪ ،‬كاستوعبت ن‬
‫من العماؿ الفنيُت كأصبح ؽبا دكر ابرز يف تطوير األعماؿ التجارية كالسياحية كالثقافية‪،‬‬
‫يسرت أك ر قدر من‬‫كأصبحت الطباعة كسيلة رئيسة من كسائل االتصاؿ العامة‪ ،‬إذ ٌ‬
‫اؼبعارؼ ألك ر عدد من الناس يف أقصر كقت كأبيسر السبل‪ ،‬كىذا ما َف وبدث من‬
‫قبل‪ ،‬كمن مث اتسع انتشار القراءة كالكتابة بسرعة فائقة‪.‬‬
‫التأصيل واالنطالق‬
‫لقد كاف اخًتاع اؼبطبعة ىو العامل األىم يف إصدار الصحف‪ ،‬برغم أف الصحف‬
‫َف تظهر يف العاَف إال يف بداية القرف الثامن عشر أم بعد اخًتاع اؼبطبعة بقرنُت كنصف‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪htt://arabic-printing-info.blogspot.com/2008/02/blog-‬‬
‫‪post-2399 .html‬‬
‫‪(2) www.print4arab.net/froum/showthread.php?t=999‬‬
‫‪24‬‬
‫تقريبنا‪ ،‬ففي إقبلًتا ظهرت أكؿ صحيفة يومية منتظمة الظهور عاـ َُِٕـ‪ .‬كيف فرنسا‬
‫عاـ ُٕٕٕـ كيف الوالايت اؼبتحدة األمريكية عاـ ُْٖٕـ‪.‬‬
‫كقد سبق ظهور الصحف دبفهومها اغبديث ظهور نشرات إخبارية تتضمن أىم‬
‫األحداث الشهرية أك السنوية كقد صدرت أكؿ نشرة إخبارية يف إقبلًتا عاـ ُِِٔـ‬
‫ربت عنواف "‪ "A Current of General News‬كألقت مشكلة اغبرية بظبلؽبا‬
‫على إصدار الصحف كتطور طباعتها حيث أقلقت الناشرين كالقراء كاغبكاـ كترجع‬
‫أكُف اإلجراءات الصارمة ضد حرية الطباعة كالصحافة إُف اؼبعارؾ الدينية األكُف‪ ،‬كإُف‬
‫استبداداي مطل نقا‪ ،‬كَف يكن التشريع يف‬
‫ن‬ ‫حكما‬
‫سطوة اؼبلوؾ كاألمراء الذين كانوا وبكموف ن‬
‫يوـ من األايـ قاسينا على الصحافة مثلما كاف يف القرف السادس عشر حيث فرضت‬
‫على الصحفيُت عقوابت مشددة بلغت حد اإلعداـ‪.‬‬
‫كلتفادم الرقابة عاد االذباه إُف التوزيع اػبفي لؤلخبار اؼبخطوطة‪ ،‬ككاف ؿبرركىا‬
‫يطاردكف ببل ىوادة تطبي نقا ألكامر الباابكات‪.‬‬
‫كظلت الصحافة يف العاَف تسَت ابطراد ابذباه التجديد‪ ،‬كمن تقدـ إُف تقدـ كقد‬
‫نعمت حبريتها كازدىارىا‪ ،‬إُف أف أعلنت اغبرب العاؼبية الك رل األكُف كعندئذ فرضت‬
‫الرقابة على الصحف يف صبيع البلداف تقريبنا من ؿباربة كؿبايدة‪ ،‬كأصبحت الصحف‬
‫تستخدـ كوسيلة للدعاية كنشر الببلغات الرظبية‪ ،‬كما إف كضعت اغبرب أكزارىا حىت‬
‫استعادت الصحف حريتها‪ ،‬كحياهتا الطبيعية كقد شهدت فًتة ما بُت اغبربُت قياـ‬
‫احتكارات ك رل بُت الصحف يف عواصم بريطانيا كفرنسا كأمريكا‪ ،‬كقد نشأت يف‬
‫األخَتة دار ىَتست للصحافة ككاف كليم راندكلف ىَتست يدير عشر دكرايت كيسيطر‬
‫على َٓ أخرل‪.‬‬
‫كلكن الصحافة امتحنت ابألزمة االقتصادية اليت عمت العاَف سنة ُِٗٗ‬
‫أتثرا كبَتا‪.‬‬
‫فارتفعت تكاليفها كقلت إيراداهتا كأتثرت بتدىور التجارة ن‬
‫نظما ديكتاتورية كركسينا كإيطاليا كأؼبانيا يف ذلك‬
‫كما أف بعض البلداف اليت عرفت ن‬
‫‪25‬‬
‫م رما على حرية الصحافة‪ ،‬كَف تبق فيها سول الصحف الناطقة‬
‫العهد‪ ،‬قضت قضاء ن‬
‫(ُ)‬
‫بلساف اغبزب اغباكم‪.‬‬
‫اىططافث يف أوروةا ‪:‬‬
‫كانت أكؿ جريدة نشأت يف فرنسا ىي جريدة "الجازيت" لصاحبها تيوفراست‬
‫رينودك كذلك يف َّ مايو سنة ُُّٔ‪ ،‬كقد جعلها يف خدمة ببلط لويس الرابع‬
‫عشر‪ ،‬كقد نشأت اعبريدة كما ىو متعارؼ عليو اليوـ يف آف كاحد تقريبنا يف كل من‬
‫إقبلًتا كفرنسا كىولندا كذلك يف بداية القرف السادس عشر‪.‬‬
‫كابإلصباؿ فقد كاف التطلع إُف االستقبلؿ من قبل الشعوب‪ ،‬كما يقابلو من كسائل‬
‫متماثبل يف أكركاب كلها سواء يف إيطاليا أكالنمسا أك‬
‫ن‬ ‫الكبت كالتضييق من قبل اغبكاـ‬
‫ركسيا‪ ،‬حيث عرفت الصحافة يف عهد القيصر نيكوؿ الثاين أشد أنواع االضطهاد‪ ،‬كقد‬
‫بلغ عدد مكاتب الرقابة على الصحف يف عهده اثنُت كعشرين مكتبنا كَف تشذ عن ىذه‬
‫الدكؿ إال اليوتاف حيث كانت الصحافة تتمتع حبرية بينة‪.‬‬
‫أتثرا بتطور‬
‫كنعرض ابإلشارة للصحافة يف إقبلًتا كفرنسا ابعتبارىا األكثر ن‬
‫الصحافة يف أكركاب‪.‬‬
‫اىططافث يف إُـشيرتا‪:‬‬
‫من العجيب أف أكؿ صحيفة ظهرت يف إقبلًتا كانت صحيفة ىولندية مكتوبة‬
‫ابإلقبليزية‪ ،‬صدرت أكؿ ما صدرت يف عاصمة ىولندا أمسًتداـ عاـ َُِٔـ كىي‬
‫صحيفة"‪"The Coronet out of Italy Germany‬‬
‫كقد مشلتها القيود اليت فرضت على اؼبطابع اإلقبليزية‪ ،‬حيث أصدر اؼبلك جيمس‬
‫حظرا على دخوؿ ىذه الصحيفة كغَتىا من‬ ‫األكؿ ككذلك اؼبلك تشارلز األكؿ ن‬
‫الصحف اؽبولندية اؼبكتوبة ابللغة اإلقبليزية‪ ،‬كما أصدرا أيضا خبلؿ فًتة حكمهما ما‬

‫(‪ )1‬أديب مركة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ّٔ‬


‫‪26‬‬
‫بُت عاـ َُّٔـ ك ُِْٔـ أكامرنبا بسجن الناشرين الذين يطبعوف ىذه الصحف‬
‫بدكف إذف مسبق من اغبكومة‪ ،‬كيف ابدمء األمر كجد الصحفيوف يف إقبلًتا أنفسهم‬
‫حراب شعواء على الصحفيُت مدة طويلة من‬
‫يواجهوف ملوؾ آؿ ستيوارت الذين شنوا ن‬
‫الزمن كَف يًتددكا يف استخداـ أشد كسائل العنف ضدىم‪.‬‬
‫كلكن الصرامة اإلقبليزية أخذت زبفف شيئنا فشيئنا من غلوائها كتنازلت عن ىذه‬
‫األساليب الشاذة‪ ،‬كأصدر شارؿ األكؿ يف عاـ ُُْٔ أمره إبلغاء التدابَت القضائية‬
‫اؼبشددة ضد الصحفيُت كظلت الصحافة حرة خبلؿ عامُت تطورت األكضاع بعدنبا‪.‬‬
‫ككانت إقبلًتا سباقة يف هنضة الصحافة‪ ،‬حيث ظهرت فيها أكؿ صحيفة يومية‬
‫منتظمة سنة َُِٕ كىي جريدة "ديلي كرانت كما كانت الصحافة اإلقبليزية سباقة‬
‫إُف االستعانة دبا يدفعو التجار من ماؿ شبننا لئلعبلتات‪.‬‬
‫اباب‬
‫كيف عاـ ُْٕٔ أسس فيلدنغ جريدة "كوفنت جاردف جورتاؿ" كجعل فيها ن‬
‫خاصا ابؼبناقشات اعبارية يف جلسات احملاكم التأديبية كما زالت صحف لندف‬ ‫جدي ندا ن‬
‫مثبل‬
‫إُف اليوـ ربوم عرضا للقضااي اليومية يف احملاكم يزيد على ما ربويو اعبرائد الفرنسية ن‬
‫عاما أكُف اؼبقاالت اليت تناكلت شئوف‬
‫أك غَتىا‪ .‬مث ظهرت بعد ذلك خبمسة عشر ن‬
‫اؼبسرح ككانت تضم إعبلتات بسيطة عن اؼبسرحيات مع ربليل ؽبا‪.‬‬
‫أما كصف جلسات ؾبلس النواب فقد أخذ يظهر بشكل مفصل عاـُِٖٕ ‪-‬‬
‫ُِٕٗ يف صحيفة "‪ "Public - Advertiser‬كَف يظهر النقد دبعناه الصحيح إال يف‬
‫عاـ َُٖٕ‪.‬‬
‫كيف عاـ ُٖٕٓ أسس جوف كالًت الثاين جريدة "التايبز" الشهَتة اليت ال تزاؿ‬
‫تصدر يف لندف إُف اليوـ‪ ،‬كلكن اغبكومة دأبت على مناكأهتا فبا اضطر صاحبها إُف‬
‫استخداـ سفنو اػباصة يف نقل ال ريد كتوزيع الصحيفة كرسلو اػبصوصيُت كبذلك يكوف‬

‫‪25‬‬
‫(ُ)‬
‫أكؿ من استخدـ البخار يف خدمة اؼبطبعة‪.‬‬
‫كقد ازدىرت الصحف اإلقبليزية خبلؿ اغبرب األىلية‪ ،‬حىت أنو دبركر عاـ‬
‫ُْْٔـ كانت توزع يف لندف حوإُف ستة آالؼ نسخة من حوإُف عشر صحف ـبتلفة‬
‫‪ ،‬كأسهم يف ىذا االزدىار عدة عوامل منها‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء ؿبكمة الطباعة كإعطاء اغبرية للصحفيُت بتناكؿ الشئوف احمللية كالعامة يف‬
‫كتاابهتم‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ الصحافة على نطاؽ كاسع يف الصراع الذم حدث بُت اؼبلكيُت‬
‫كاعبمهوريُت‪.‬‬
‫‪ -‬حرص الشعب على معرفة نتيجة اؼبعركة الدائرة بُت النظاـ اؼبلكي كاعبمهورم‪ ،‬من‬
‫خبلؿ ىذه الصحف‪ .‬لكن ىذا االزدىار سرعاف ما اكبصر بعد أف عادت‬
‫اؼبلكية‪ ،‬كعادت معها تلك القيود اليت كاف من أبرزىا صدكر قانوف الًتخيص‬
‫‪ Licensing Act‬عاـ َُٔٔـ‪ ،‬كالذم كاف من أىم بنوده‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ السماح بصدكر أم مطبوعة قبل اغبصوؿ على ترخيص بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬حصر اؼبطابع اؼبصرح ؽبا ابلعمل يف الببلد يف عشرين مطبعة فقط‪.‬‬
‫ػ تعيُت (رقيب) من قبل اغبكومة يتوُف مراقبة كل ما يكتب يف اؼبطبوعات كفق‬
‫صبلحيات كزراء الدكلة‪.‬‬
‫كقد شهدت عودة اؼبلكية إُف اقبلًتا بعد أف سقط اغبكم اعبمهورم‪ ،‬نشوء أكؿ‬
‫حزبُت سياسيُت يف اتريخ إقبلًتا‪ ،‬كنبا‪:‬‬
‫‪ -‬حزب اؽبويج ‪ ،Whigs‬كالذم كاف يبثل طبقة التجار كسكاف اؼبدف من معارضي‬
‫الكنيسة األسقفية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص ٕٓ‪ٓٔ،‬‬


‫‪22‬‬
‫‪ -‬حزب التورم ‪ ،Tories‬الذم يبثل احملافظُت من أنصار اؼبلك اؼبخلوع كأتباع‬
‫األسقفية الرظبية‪ ،‬ككاف أعضاؤه من أعياف الريف‪.‬‬
‫عموما بفعل ظهور الصحافة اليت سبثل ىذين‬
‫كقد ازدىرت الصحافة يف إقبلًتا ن‬
‫اغبزبُت‪ .‬كقد صدرت يف أكسفورد أكؿ صحيفة ابؼبفهوـ اغبديث‪ ،‬ككاف ذلك يف عاـ‬
‫عددا منها‬
‫ُٓٔٔـ ربت اسم (‪ ،)Oxford Gazette‬كبعد صدكر ثبلثة كعشرين ن‬
‫أصبحت ىي الصحيفة الرظبية للحكومة كتغَت اظبها إُف (‪ )London Gazette‬ك‬
‫سبتعت الصحافة اإلقبليزية حبريتها يف القرف الثامن عشر بعد صدكر قانوف مطبوعات‬
‫جديد عاـ ُِٕٗـ أصبح دبوجبو من حق الصحافة نقد الوزراء ككبار رجاؿ الدكلة‪،‬‬
‫كمن مث تعاظم أثر الصحف يف اغبياة السياسية كالعامة‪.‬‬
‫مث كانت النقلة الك رل بعد أف ظهرت أكؿ مطبعة خبارية‪ ،‬فأصبح ابإلمكاف صبع‬
‫بدال من اعبمع اليدكم‪ .‬ككانت صحيفة التايبز أكؿ صحيفة على‬
‫صبعا آلينا ن‬
‫األحرؼ ن‬
‫مستوم العاَف تستخدـ ىذه التقنية‪ ،‬فأصبحت تطبع ََُُ نسخة يف الساعة‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫كفبا ساىم يف تطور الصحف كزايدة أنبيتها صدكر قانوف التعليم اإلجبارم عاـ‬
‫َُٕٖـ كقانوف االنتخاابت عاـ ُْٖٖـ فزاد بذلك إقباؿ الناس على الصحف‬
‫كمتابعتها‪ ،‬كقد استمر ازدىار الصحف كسبتعها ابغبرية إُف أف قامت اغبرب العاؼبية‬
‫األكُف عاـ ُُْٗـ‪ ،‬فصدرت مع قيامها أنظمة رقابية صارمة أعطيت كزارة الداخلية‬
‫دبوجبها سلطة تفتيش الصحف كمصادرهتا ربت ذريعة هتديد األمن العاـ‪ ،‬كبعد انتهاء‬
‫اغبرب العاؼبية ألغت الدكؿ األكركبية كمن بينها إقبلًتا الرقابة اؼبفركضة على الصحف‬
‫(ُ)‬
‫أثناء اغبرب‪ ،‬كأعادت سرايف القوانُت القديبة اليت تسمح حبرية الصحافة‪.‬‬
‫اىططافث يف فؽُفا‪:‬‬
‫تعد صحيفة (اعبازيت) أكؿ صحيفة فرنسية صدرت عاـ ُُّٔـ كقد كاف‬

‫(‪ )1‬الصحافة كالنشر ‪ :‬على الرابط التاِف‪www: llart. albaha,net :‬‬

‫‪25‬‬
‫ابرزا يف تطور الصحافة الفرنسية‪ ،‬لكن األكؿ من يناير لعاـ ُٕٕٕـ‬
‫معلما ن‬
‫ظهورىا ن‬
‫شهد ظهور أكؿ صحيفة يومية منتظمة‪ ،‬كىي صحيفة ابريس ‪Le Journal de‬‬
‫عاما عن نظَتهتا اإلقبليزية‪ ،‬كذلك بسبب‬
‫‪ ، Paris‬أم بعد أتخر قدره طبسة كسبعُت ن‬
‫القيود اليت فرضتها اؼبلكية الفرنسية على اؼبطبوعات كالصحافة‪.‬‬
‫كمع اندالع الثورة الفرنسية عاـ ُٖٕٗـ شهدت الصحافة الفرنسية أىم‬
‫تطوراهتا‪ ،‬إذ مت إقرار حرية الصحافة ألكؿ مرة يف العاَف كأحد حقوؽ اإلنساف‪ ،‬كهبذا‬
‫تكوف فرنسا ىي أكؿ دكلة أقرت حرية الصحافة كنصت عليها يف تشريعاهتا‪ ،‬على‬
‫الرغم من أهنا ليست الدكلة األكُف اليت ظهرت فيها الصحف‪ ،‬كنتيجةن لذلك سبتعت‬
‫الصحافة بفًتةو من اغبرية الكاملة ظهرت خبلؿ مئات الصحف كالدكرايت بلغ عددىا‬
‫‪Le‬‬ ‫عاـ ُٖٕٗـ كحده َِٓ صحيفة كنشرة أشهرىا (صحيفة اؼبناقشات)‬
‫‪ Journal de debates‬كصحيفة اؼبراقب ‪ .Le Moniteur‬لكن ىذه الفًتة َف تدـ‬
‫أكثر من ثبلث سنوات حيث فرضت عليها قيود جديدة بعد نشوب الصراع بُت‬
‫اؼبنادين بعودة اؼبلكية كأنصار الثورة‪.‬‬
‫حُت استوُف تابليوف بوتابرت على السلطة عاـ ُٕٗٗـ انتكست حرية‬
‫مرسوما وبصر الصحف اؼبسموح هبا يف‬
‫ن‬ ‫الصحافة‪ ،‬إذ أصدر يف بداية عاـ ََُٖـ‬
‫فرنسا يف ثبلثة عشر صحيفة فقط مع إغبلؽ الباقي‪ ،‬فلم يبق سول أربع صحف عاـ‬
‫(ُ)‬
‫ُُُٖـ تصدر يف ابريس‪.‬‬
‫يف القرف التاسع عشر كاف للتطورات االقتصادية‪ ،‬كهنضة الصناعة أثر ابلغ يف‬
‫فبتازا السيما بعد الثورة الفرنسية يف هناية القرف‬
‫تطوير الفن الصحفي الذم حقق تقدما ن‬
‫الثامن عشر كإعبلف حقوؽ اإلنساف كمن بينها حق حرية الرأم‪ ،‬كلكن ىذه اغبرية ما‬
‫لبثت أف أدت إُف فوضى‪ ،‬كصار كل من يعرؼ أف يكتب حرفنا يعمد إُف إصدار جريدة‬
‫يكتب فيها من الشتائم ما وبلو لو‪ ،‬حىت توُف بوتابرت اغبكم فحد من حرية الصحافة‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‬


‫‪31‬‬
‫ككاف يقوؿ‪":‬ينبغي للحاكم أف هبعل الصحافة يف خدمتو" كَف يعد إبمكاف أم إنساف أف‬
‫يكتب دكف اغبصوؿ على ترخيص منو بذلك كَف تعد الضركرة تقضي بوجود غَت‬
‫صحيفة كاحدة ىي جريدة "لومونيتور" الناطقة بلساف القنصل األكؿ‪ ،‬كغَت صحفي حر‬
‫كاحد ىو تابليوف نفسو‪.‬‬
‫ككتب تيَت يف جريدة "لوتاسيوتاؿ " عاـ َُّٖ‪" :‬رأينا يف جريدة "لومونيتور" من‬
‫عاـ ََُٖ حىت عاـ َُّٖ مقاالت دجبها تابليوف بقلمو للرد على ضببلت‬
‫الصحف األجنبية‪ ،‬كىذه اؼبقاالت ىي غاية يف براعة اؼبنطق‪ ،‬كعلو الببلغة‪ ،‬كصباؿ‬
‫(ُ)‬
‫األسلوب"‪ ،‬كىذا يدؿ على أف تابليوف كاف يقوـ دبهمة رئيس التحرير‪.‬‬
‫كعندما عادت اؼبلكية إُف فرنسا بتوِف اؼبلك لويس الثامن عشر حكم فرنسا عاـ‬
‫ُُٖٓـ إثر ىزيبة تابليوف األكؿ كطرده خارج الببلد‪ ،‬أعلن اؼبلك التزامو حبرية‬
‫الصحافة إُف أف استتب لو األمر فعاد إُف تقييدىا كتشديد الرقابة عليها من خبلؿ‬
‫إعادة تطبيق نظاـ الًتخيص‪.‬‬
‫كسار على هنجو اؼبلك شارؿ العاشر الذم توُف العرش عاـ ُِْٖـ فمارس‬
‫الضغط على الصحافة إُف أف اشتعلت ثورة يوليو عاـ َُّٖـ فأطاحت ابؼبلك‬
‫كاألسرة اغباكمة‪ ،‬كنتج عنها توِف اؼبلك لويس فيليب الذم ابدر إبلغاء الرقابة على‬
‫الصحف‪ ،‬فبا أدل إُف ازدىار الطباعة كالصحافة يف فرنسا‪ ،‬إضافة إُف تطور تكنولوجيا‬
‫الطباعة كتطور االتصاؿ التلغرايف كطرؽ ككسائل اؼبواصبلت‪ ،‬ككذلك ظهور ككاالت‬
‫األنباء كعدد اؼبتعلمُت الذين يهتموف دبتابعة األخبار السياسية كاالجتماعية كتطور‬
‫النظرة العامة ألنبية الصحافة ككوهنا ح نقا من حقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫كبَتا كيف عاـ ُْٖٓ ظهرت جريدة‬ ‫ازدىارا ن‬
‫ن‬ ‫كيف ىذه اآلكنة عاشت الصحافة‬
‫"ايبوؾ" يف ابريس فكانت أكؿ جريدة تعٌت ابؼبسائل القانونية‪ ،‬ككانت قد ظهرت ؾبلة‬
‫العاؼبُت" ‪ "Les DeuxMondes‬عاـ ُِٖٗ كاىتمت ابلنقد الفلسفي كاألديب‬

‫(‪ )1‬أديب مركة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ٗٓ‬


‫‪30‬‬
‫كاؼبقاالت اليت تعاًف السياسة العليا‪ ،‬كؾبلة "ابريس" اليت زبصصت يف نشر األحباث‬
‫األدبية اليت تعلو على مستول الصحف اليومية‪.‬‬
‫ةاكٖ دول أوروةا‪:‬‬
‫كيف أؼبانيا عاكنت حرب الثبلثُت معاكنة كبَتة يف هنضة الصحافة‪ ،‬ألف احملاربُت‬
‫استخدموا الصحافة بكثرة كىي أسلحة معركفة خبطورهتا البالغة‪ .‬كيف إيطاليا ظهرت‬
‫الصحف األسبوعية يف فلورنسا كركما كجنوا فأسس أحد رجاؿ األعماؿ اؼباىرين‬
‫كيدعى لوكا اسارينو يف جنوا عاـ ُْٔٔ ؾبلة "‪. "llsincero‬‬
‫كسارت أسبانيا يف نفس الطريق فظهرت فيها صحيفة " ‪Gaceta de‬‬
‫‪ "Madrid‬عاـ َُٔٔ‪.‬‬
‫اىططافث يف اىٔالٗات املخطػة األٌؽٗه٘ث ‪:‬‬
‫نظرا لكوف اؼبهاجرين كاؼبستوطنُت األكائل يف أمريكا من اإلقبليز‪ ،‬فقد أتثرت‬
‫ن‬
‫الصحافة يف أمريكا بتلك التجربة اليت حصلت يف أكركاب‪ ،‬كقد كاف فبا نقلو اإلقبليز‬
‫اؼبهاجركف إُف أمريكا اؼبطبعة كما مرت بو الصحافة من عبلقة بُت الصحف كاغبكومة‪،‬‬
‫كاقتصاداي‪.‬‬
‫ن‬ ‫بدءا ابلًتخيص اػباص بصدكر الصحف كاالرتباط ابغبكومة سياسينا‬
‫ن‬
‫ككما حدث يف إقبلًتا‪ ،‬فقد خشيت اؼبستعمرة من أف يؤدم انفتاح الطباعة إُف‬
‫إاثرة القبلقل الدينية كالعرقية بُت اؼبستوطنُت‪ ،‬فقررت حصر الطباعة يف مطبعة كاحدة‬
‫فقط ىي مطبعة مدينة (كم ردج) بوالية (ماساشوست) من عاـ ُٓٔٔـ حىت‬
‫ُْٕٔـ ‪.‬‬
‫يف الوقت الذم كانت تعاين فيو صحافة أكركاب الكبت كالتضييق كانت الصحافة‬
‫كبَتا يف مضمار الرقي كالتفنن بنشر األخبار‪،‬‬
‫تقدما ن‬
‫يف الوالايت اؼبتحدة قد سجلت ن‬
‫ىائبل‪ .‬ففي عاـ‬
‫تفاعا ن‬
‫كزاد اىتمامها ابألخبار احمللية‪ ،‬كما ارتفع عدد الصحف ار ن‬
‫ََُٖ َف يكن يف الوالايت اؼبتحدة سول ََِ صحيفة منها ُٕ جريدة يومية‪ ،‬كيف‬
‫عاـ ُٕٖٓ كصل ىذا العدد إُف َََْ صحيفة على كجو التقريب‪ ،‬كقد ساعد على‬
‫‪32‬‬
‫ذلك تقدـ الوسائل الطباعية‪ ،‬كإدخاؿ اآلالت اغبديثة اليت تدار ابلبخار يف الطباعة‪.‬‬
‫كتعت ر الوالايت اؼبتحدة الدكلة الوحيدة اليت َف تضطهد الصحافة فًتة كانت أكثر‬
‫الدكؿ حداثة إال أنو ال توجد فيها أقدـ الصحف‪.‬‬
‫ككاف أكؿ من أدخل اؼبطبعة إُف أمريكا ىو توماس جرين‪،Thomas Green‬‬
‫كقد نشأت فيها أكؿ صحيفة عاـ َُّٕ كىي جريدة "بوسطن نيوزليًت"‪ .‬ككاف‬
‫للصحافة أتثَت ضخم على أحداث القرف الثامن عشر كأنبها حرب االستقبلؿ‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫كيف ذلك العهد أدل اضطهاد الصحافة السياسية إُف ازدىار الصحافة األدبية يف‬
‫(ُ)‬
‫إمتاعا من الصحافة السياسية‪.‬‬
‫معظم بلداف أكركاب كأصبحت أكثر ن‬
‫كقد ظهرت أكؿ صحيفة أمريكية مطبوعة يف مدينة (بوسطن) ألسباب عدة‪- :‬‬
‫كزا لتجمع اؼبهاجرين اعبدد كبذلك‬
‫موقعها على الساحل الشرقي الذم جعل منها مر ن‬
‫ئيسا للتبادؿ التجارم بُت اؼبستعمرات كأكركاب‪.‬‬
‫كزا ر ن‬
‫أصبحت مر ن‬
‫‪ -‬كانت (بوسطن) أكؿ مدينة نشأ هبا نظاـ ال ريد‪ ،‬كقد كاف لل ريد دكره اؼبهم يف‬
‫تنشيط كازدىار الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬سبتع سكاف ىذه اؼبدينة أبعلى نسبة تعليم بُت سكاف اؼبستعمرات‪ ،‬إذ سبركز‬
‫اؼبهاجركف اإلقبليز يف ىذه اؼبدينة‪.‬‬
‫كقد توُف اإلقبليزم (بنجامُت ىاريس) ‪ Benjamin Harris‬إصدار الصحيفة‬
‫األمريكية األكُف أكاخر عاـ َُٗٔـ‪ ،‬كصدر منها عدد شهرم كاحد فقط‪ ،‬مث أغلقت‬
‫من قبل اغبكومة بسبب عدـ حصوؿ ىاريس على ترخيص مسبق إلصدارىا‪.‬‬
‫كىناؾ من ال يرل أف ىذه الصحيفة ىي األكُف يف أمريكا حيث َف يصدر منها‬
‫سول عدد كاحد‪ ،‬بل يعت ر أف صحيفة (بوسطن نيوز لًت)‪Boston News Letter‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ٖٓ‬


‫‪33‬‬
‫اليت صدرت يف ِْ أبريل عاـ َُْٕـ ىي الصحيفة األمريكية األكُف‪ ،‬كاليت بدأت‬
‫صدكرىا كنشرة خ رية تنسخ خبط اليد عاـ ََُٕـ على يد (جوف كامبل) ‪John‬‬
‫‪ Campbell‬مدير ال ريد يف بوسطن‪ ،‬كقد تواُف صدكر الصحف اؼبنتظمة يف أمريكا‬
‫حىت بلغت كبو أربع كثبلثُت صحيفة عاـ ُٕٕٓـ‪ ،‬كبعد قباح حرب االستقبلؿ‬
‫ازدىرت صناعة الورؽ كاألحبار الطباعية فبا انعكس إهبابينا على الصحافة‪ ،‬إضافة إُف‬
‫إلغاء القيود اؼبفركضة على الصحافة كإُف فتح اجملاؿ ؼبن شاء إنشاء صحيفة أك ؾبلة‪.‬‬
‫كتعود جذكر الصحافة األمريكية اغبديثة إُف إنشاء جريدة (الصن ‪)The Sun‬‬
‫عاـ ُّّٖـ على يد (بنجامُت دام)‪. Benjamin Day‬‬
‫كيف سنة ُُْٖـ صدرت جريدة "نيويورؾ تربيوف" على يد (ىوراس جريلي)‬
‫ككانت زىيدة الثمن كتعٌت ابلشئوف اإلنسانية إضافة إُف اإلخبارية‪ ،‬مث أصدر جريلي ؾبلة‬
‫كبَتا حيث بلغ‬
‫إقباال ن‬
‫أسبوعية (كيكلي تربيوف) ‪ Weekly Tribune‬اليت القت ن‬
‫توزيعها ََِ ألف نسخة عاـ َُٖٔـ‪.‬‬
‫مهما من أسباب تطور‬
‫ككاف اخًتاع التلغراؼ ككثرة اػبطوط التلغرافية سببنا ن‬
‫الصحافة األمريكية كهنضتها‪ ،‬إضافة إُف اغبرب األىلية األمريكية كحرص الناس على‬
‫متابعة أخبارىا يف الصحف‪.‬‬
‫كؼبا زاد توزيع الصحف اذبو الناس إُف اإلعبلف هبا‪ ،‬كأصبح ذلك أحد أىم‬
‫اقتصادايهتا‪ ،‬كربولت الصحف إُف صناعة قائمة بذاهتا‪ ،‬يطبق عليها ما يطبق على‬
‫الصناعات األخرل من ربالفات كشركات كمسانبات‪ ،‬فأنشئت اؼبؤسسات الصحفية‬
‫كككاالت األنباء اليت سبدىا ابألخبار كمنها ككالة (أسوشيتد برس) اليت أنشئت عاـ‬
‫ُِٖٗـ‪.‬‬
‫كقد سبتعت الصحافة األمريكية بقسط من اغبرية خبلؿ اغبربُت العاؼبيتُت‪ ،‬إذ صدر‬
‫قانوف التجسس عاـ ُُٕٗـ الذم يسمح لوزير ال ريد أف يراقب الصحف‪ ،‬مث صدر‬
‫بعد ذلك عاـ ُِْٗـ قانوف يسمح للصحافة أف تراقب نفسها‪ .‬أما أىم الظواىر اليت‬

‫‪34‬‬
‫شهدهتا الصحافة األمريكية خبلؿ القرنُت التاسع عشر كالعشرين كتفردت هبا عن‬
‫نظَتاهتا يف الدكؿ األخرل‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ .1‬صدوز ايضشافة زخيضة ايجُٔ‪ :‬صدرت صحافة تعٌت ابعبوانب اإلنسانية‬
‫كأخبار اغبوادث كاعبرائم ال يتجاكز سعرىا سنتنا كاح ندا‪ .‬كاستهدفت ىذه‬
‫الصحافة عامة اعبمهور حبيث يتم تعويض سعرىا اؼبخفض ىذا من اإلعبلتات‬
‫التجارية اليت تنشرىا‪ .‬كصدرت أكؿ صحيفة من ىذا النوع يف مدينة نيويورؾ عاـ‬
‫ُّّٖـ‪.‬‬
‫‪ .2‬ايضشافة ايضفساء‪ :‬نتيجة لتنافس الصحف األمريكية الشديد على سوؽ‬
‫اإلعبلف‪ ،‬عمدت بعض الصحف إُف اإلاثرة كتتبع أخبار اعبنس كاعبريبة كالفساد‬
‫السياسي كاألخبلقي كالرايضة كالصور الدرامية لبلستحواذ على أك ر عدد من‬
‫صبهور القراء كقد قبحت بعض الصحف يف ىذا حىت أصبحت صحيفة مثل‬
‫صحيفة (نيويورؾ ككرلد) تطبع أكثر من ََّ ألف نسخة يومينا‪ ،‬كمثلها كذلك‬
‫صحيفة (نيويورؾ جورتاؿ) اليت صدرت عاـ ُٖٓٗـ‪.‬‬
‫‪ .3‬صشافة اجلاش‪ :‬ظهرت موجة من الصحف تعكس االنتشار األك ر ؼبوسيقى اعباز‬
‫يف تلك الفًتة‪ ،‬كتسمى ىذه الصحف كذلك بصحافة (السوبر ماركت) حيث‬
‫يبكن اغبصوؿ عليها من احملبلت التجارية‪ .‬كقد بدأ ىذا النوع من الصحف‬
‫صحيفتو النصفية‬ ‫إبصدار جوزيف بيًتسوف (‪)Joseph Peterson‬‬
‫(اتبلويد)}نيويورؾ ديلي نيوز{ اليت ركزت على نشر صور كبَتة تغطي صفحة‬
‫كاملة كتتناكؿ موضوعات اعبريبة كالعنف كاعبنس كالفساد األخبلقي‪ .‬كقد كانت‬
‫توزع أكثر من مليوين نسخة يومينا‪ ،‬كال زالت صحف التابلويد األسبوعية ربقق‬
‫كبَتا كتوزع بكميات كبَتة‪ ،‬إذ يوزع حالينا ما يزيد على طبسة مبليُت‬
‫انتشارا ن‬
‫ن‬
‫نسخة من صحيفة (تاشيوتاؿ انكويرر) ‪National Enquirer‬‬

‫‪ - 4‬ايطالضٌ ايضشفية‪ :‬التنافس بُت الصحف ككسائل اإلعبلـ اغبديثة مثل الراديو‬

‫‪35‬‬
‫كالتلفزيوف‪ ،‬ككذلك ازدايد تكلفة طباعة كإدارة الصحف أداي إُف اندماج العديد‬
‫من الصحف بعضها مع بعض لتًتكز يف يد عدد قليل من األشخاص أك‬
‫الشركات كاؼبؤسسات اإلعبلمية اليت سبتلك صح نفا كإذاعات كؿبطات تلفزيونية‬
‫كشركات إنتاج سينمائي يف الوقت نفسو‪ .‬كمن أشهر ىذه اجملموعات‪ :‬ؾبموعة‬
‫(جانيت) ‪ Gannett‬اليت سبتلك حالينا ُّّ صحيفة أشهرىا صحيفة (يو إس‬
‫ضا ؾبموعة (كنيت‬ ‫إيو تودام) القومية اليومية‪ .‬كمن ىذه اجملموعات الشهَتة أي ن‬
‫ريدم) كؾبموعة (نيو ىاكس) كؾبموعة (تربيوف) كؾبموعة (داك جونز) كغَتىا‪.‬‬
‫‪ - 5‬ايضشافة احملًية‪ :‬ال يكاد يتجاكز عدد الصحف القومية يف الوالايت اؼبتحدة‬
‫عدد أصابع اليد الواحدة‪ .‬أنبها‪ :‬صحيفة (يو إس أيو تودام)‪ ،‬كصحيفة (ككؿ‬
‫سًتيت جورتاؿ) كصحيفة (كريستياف سينس مونيتور)‪ .‬أما بقية الصحف‬
‫األمريكية فهي ؿبلية تصدر يف اؼبدينة نفسها‪ ،‬كذلك نتيجة لطبيعة اجملتمع‬
‫األمريكية اعبغرافية كالسياسية‪ .‬كمن أشهر ىذه الصحف احمللية صحيفة (كاشنطن‬
‫بوست) اليت تصدر يف كاشنطن‪.‬‬
‫الصحافة في العالم العربي‬
‫عرؼ العاَف العريب فن الصحافة اغبديثة ألكؿ مرة يف بداية القرف التاسع عشر إثر‬
‫قياـ اغبملة الفرنسية بقيادة تابليوف‪ ،‬حيث صدرت جريدة "التنبيو" اليت تعت ر أكؿ‬
‫(ُ)‬
‫صحيفة عربية حسب اؼبفهوـ العصرم للصحافة‪.‬‬
‫كيرل مؤرخوف أف اؼبطابع قد عرفها العاَف العريب يف القرف السابع عشر‪ ،‬كأف أكؿ‬
‫مطبعة عربية ظهرت يف الشرؽ العريب‪،‬كانت تلك اليت أنشأىا أحد البطاركة يف حلب‬
‫(ِ)‬
‫يف أكائل القرف الثاين عشر حواِف عاـ َُِٕ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ّٕ‬


‫(‪ )2‬السابق‪ :‬ص ُّٗ‬
‫‪36‬‬
‫ككما كانت النهضة األدبية اغبديثة اليت عمت العاَف العريب منذ مطلع القرف التاسع‬
‫عشر نتيجة اللقاء بُت الشرؽ كالغرب‪ ،‬إثر ضبلة تابليوف على مصر‪ ،‬كذلك كاف مولد‬
‫الصحافة العربية كليد اتصاؿ الغربيُت بببلد الشرؽ العريب‪ ،‬كال غرك فالفن الصحفي كما‬
‫نعرفو اليوـ إمبا نشأ كترعرع يف أحضاف اغبضارة الغربية‪ ،‬ككاف الغربيوف ىم الذين‬
‫ابتدعوه كحسنوه كجاءكا بو إُف الشرؽ‪.‬‬
‫كلذلك يؤكد اؼبؤرخوف أف أكؿ صحيفة عربية ظهرت ىي جريدة "التنبيو" اليت‬
‫أصدرىا اعبنراؿ بوتابرت يف مصر عاـ ََُٖ (كسيأيت اغبديث عنها فيما بعد)‪ ،‬كما‬
‫أف صحيفة "الوقائع اؼبصرية" ىي اثين صحيفة عربية من حيث القدـ (صدرت عاـ‬
‫ُِٖٖ)‪ ،‬كقد ظهرت على يد الواِف الًتكي دمحم علي الكبَت الذم يعود يف أصلو إُف‬
‫أرتاؤكط ألبانيا‪ .‬أما اثلثة الصحف العربية كىي جريدة "اؼببشر اعبزائرية" فقد أصدرىا‬
‫اؼبستعمركف الفرنسيوف يف مدينة اعبزائر عاـ ُْٕٖ أبمر من اؼبلك لوم فيليب‪.‬‬
‫كلكن سرعاف ما أخذ العرب ىبوضوف ميداف الصحافة العربية أبنفسهم كقد‬
‫طبعوىا بطابعهم اػباص دكف أف يقلدكا يف ذلك الغربيُت‪ ،‬كقد فهم العرب الصحافة‬
‫على أهنا أداة جهاد‪ ،‬ككسيلة حرب كنضاؿ‪ ،‬كسبيل للثورة كاالنعتاؽ‪.‬‬
‫أما أكؿ عريب أصدر صحيفة عربية فهو رزؽ هللا حسوف اغبليب الذم أصدر‬
‫جريدة "مرآة األحواؿ" يف استنبوؿ عاـ ُٖٓٓ‪ ،‬كتبله بعد ثبلث سنوات خليل‬
‫اػبورم اللبناين فأصدر جريدة "حديقة األخبار" عاـ ُٖٖٓ يف بَتكت فكانت بذلك‬
‫أكؿ صحيفة عربية مستقلة يصدرىا عريب يف الببلد العربية‪.‬‬
‫أما صحيفة "السلطنة" اليت أصدرىا إسكندر شلهوب ابلقاىرة سنة ُٕٖٓ فقد‬
‫كانت إبيعاز من "الباب العاِف" للدعاية للسلطاف العثماين كتشويو ظبعة خديوم مصر‬
‫يف ذلك اغبُت سعيد ابشا كأسرة دمحم علي بُت اؼبصريُت‪ ،‬كقد كانت ىذه الصحيفة‬
‫قصَتة األجل َف تعش أكثر من سنة كاحدة ‪.‬‬
‫كيف عاـ َُٖٔ ظهرت يف استنبوؿ جريدة "اعبوائب" العربية لصاحبها اللبناين‬

‫‪35‬‬
‫أضبد فارس الشدايؽ(ُ) الذم جعل من صحيفتو أعظم جريدة عربية يف عصرىا‪ ،‬كقد‬
‫عاما‬
‫كبَتا كاستمرت يف الصدكر قرابة ِّ ن‬ ‫شأتا ن‬
‫بلغت من قوة النفوذ كسعة االنتشار ن‬
‫متواصلة دكف انقطاع‪ ،‬كىي إُف جانب "حديقة األخبار" يف بَتكت ك"الوقائع اؼبصرية"‬
‫يف مصر كانت من أىم جرائد ذلك الزماف‪.‬‬
‫مث توالت بعد ذلك الصحف العربية يف الصدكر يف شىت األقطار العربية حىت بلغ‬
‫سبعا كعشرين صحيفة كؾبلة كىو عدد ضخم يف‬
‫عدد ما صدر منها إُف عاـ َُٖٕ ن‬
‫بداية عهد الصحافة العربية ابلنظر النتشار األمية كاعبهل بُت السكاف يف ذلك القرف‬
‫كندرة عدد اؼبتعلمُت يف الببلد العربية‪.‬‬
‫ككانت ىذه الصحف يف بداية عهدىا ضعيفة األفكار ركيكة التعابَت رديئة‬
‫إصباال إال ما ندر‪ ،‬كال غرابة يف ذلك ألف جهل‬
‫الطباعة‪ ،‬خالية من تبويب أحباثها ن‬
‫اؼبشرفُت على إصدار ىذه الصحف أبصوؿ الصحافة كقواعدىا جعلهم يعانوف‬
‫أكمنقوال‬
‫ن‬ ‫مشقات جسيمة يف سلوؾ ىذا اؼبسلك الوعر‪ ،‬ككاف أكثر ما ينشركنو ىراء‬
‫عن اللغات األجنبية‪.‬‬
‫غَت أف الصحيفة العربية أخذت تتقدـ شيئنا فشيئنا ابتداء من عاـ َُٕٖ‪ ،‬كقد‬
‫بدأت األساليب الصحفية تتحسن‪ ،‬السيما أف األفكار أخذت ترتقي ابنتشار التعليم‬
‫(ِ)‬
‫كشيوع العمراف كنشوء حركة األسفار كميل الناس إُف اكتساب العلوـ كاؼبعارؼ‪.‬‬
‫كقد استهوت الصحافة يف العاَف العريب أكثر األدابء كأقدر الكتاب‪ ،‬كأفحل‬
‫اؼبواىب كاألدمغة‪ ،‬كانتشرت اعبرائد كاجملبلت بكثرة ىنا كىناؾ يف العاَف العريب‪.‬‬
‫كقد جاء يف إحصاء قامت بو ؾبلة "اؽببلؿ" سنة ُِٖٗ "كىي السنة اليت‬
‫صدرت فيها ألكؿ مرة يف القاىرة" أف يف بَتكت كحدىا كاف يوجد أربع عشرة جريدة‬

‫(‪ )1‬صحفي ككاتب لبناين‪ ،‬كلد يف قرية عشقوت يف قضاء كسركاف ماركنينا‪ ،‬مث ربوؿ إُف اؼبذىب ال ركتستانيت‬
‫مث اعتنق اإلسبلـ‪ ،‬كيعت ر من اآلابء اؼبؤسسُت لؤلدب العريب اغبديث‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ّْ‪ُْٓ ،ُْْ ،‬‬
‫‪32‬‬
‫كؾبلة "ىذا ابإلضافة إُف ُٔ جريدة كؾبلة كانت قد توقفت عن الصدكر يف اؼبدينة‬
‫نفسها أك انتقلت إُف القاىرة"‪ ،‬ككانت تصدر يف العاَف كلو يف ىذا العاـ ُْٕ جريدة‬
‫كؾبلة عربية‪.‬‬
‫أما اإلحصاء الذم قاـ بو فيليب دم طرزم عاـ ُِٗٗ عن الصحافة العربية‬
‫فقد أظهر فيو أف عدد الصحف اليت صدرت كاختفت كأخرل ظلت ابقية يف العاَف‬
‫العريب حىت ذلك التاريخ يبلغ َِّّ جريدة كؾبلة‪ ،‬منها ِْٔ ظهرت يف لبناف‪،‬‬
‫صدر منها ِْٗ يف بَتكت كحدىا‪ ،‬كَُِ ظهرت يف أمريكا الشمالية‪ ،‬كُٔٔ يف‬
‫(ُ)‬
‫أمريكا اعبنوبية كُْ يف بريطانيا‪.‬‬
‫كقد أتثرت األقطار العربية ابغبرب العاؼبية األكُف اليت ما إف كضعت أكزارىا‬
‫حىت كانت صبيع األقطار العربية قد انقطعت عن اإلم راطورية العثمانية كذبزأت إُف دكؿ‬
‫صغَتة ابت لكل منها كياهنا اػباص كنظامها السياسي اؼبختلف عن األخرل كقد‬
‫خرجت يف الواقع من ربقة االحتبلؿ العثماين لتقع فريسة احتبلؿ أجنيب آخر ىو‬
‫االحتبلؿ الغريب‪ ،‬كبصورة خاصة ال ريطاين كالفرنسي‪ ،‬كقد عقدت فرنسا كإقبلًتا فيما‬
‫بينهما ما ظبي "اتفاؽ سايكس ‪ -‬بيكو" الذم قضي بتجزئة الببلد العربية كتقاسم‬
‫النفوذ فيها بينهما فكانت سوراي كلبناف كأقطار مشاؿ إفريقيا من نصيب فرنسا‪ ،‬كالعراؽ‬
‫كفلسطُت كاألردف كأطراؼ اعبزيرة العربية كمصر كالسوداف من نصيب إقبلًتا بينما‬
‫تركت ليبيا إليطاليا كظلت السعودية كاليمن تتمتعاف ابستقبلؿ نسيب‪.‬‬
‫ككاف طبيعينا أف يتأثر كل قطر عريب ؿبتل بثقافة الدكلة احملتلة اليت عمدت إُف نشر‬
‫(ِ)‬
‫ثقافتها كحضارهتا كلغتها كصحفها على نطاؽ كاسع يف ىذه البلداف‪.‬‬
‫كقد قاست الصحافة العربية يف مصر كلبناف كالعراؽ كسوراي كفلسطُت كاألردف‬

‫(‪ )1‬كونت فيليب دم طرزم ‪" :‬اتريخ الصحافة العربية" منذ أتسيسها حىت عاـ َُّٗ‪ ،‬نسخة مصورة‬
‫بدار الكتب اؼبصرية‪،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫(‪ )2‬أديب مركة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ُِٓ ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫كمشاؿ إفريقيا من االضطهاد كالكبت‪ ،‬فقد كبلت بريطانيا كفرنسا البلداف العربية يف‬
‫عهد االنتداب بقيود قاسية ككاف يتم إغبلؽ الصحف بطريق "األمر اإلدارم" أك‬
‫التعطيل اإلدارم دكف إنذار‪ ،‬كإحالة الصحف إُف القضاء بسبب أقل كلمة يشتم منها‬
‫رائحة مقت الظلم ككراىية االستعمار كاالعتداء على اغبرية الشخصية رغم ما قررتو‬
‫دساتَت فرنسا كبريطانيا يف بلديهما من احًتاـ حرية الفكر كالقوؿ‪ ،‬فبا ال ي رره العدؿ‬
‫كال ترضى بو النفوس األبية‪ ،‬كلذلك انقسمت الصحف يف كل بلد عريب إُف صحف‬
‫موالية للمحتلُت ربمل ؽبم اؼبباخر كتشيد دبآثرىم كبكل تدبَت يتخذكنو حىت كلو كاف‬
‫ضد أكطاهنم كإُف صحف كطنية معارضة كانت مقهورة يف أمرىا ذباىد على اإلبقاء على‬
‫أحياتا خشية البطش‬
‫ن‬ ‫حياهتا بكل ما أكتيت من قوة فتضطر إُف التزاـ السكوت‬
‫أحياتا أخرل كلما آنست فًتة تراخ‪،‬‬
‫كالتعطيل كفقداف القراء‪ ،‬كذبهر ابلنقمة كاالنتقاد ن‬
‫أحياتا ما بُت السطور كبطرؽ فيها من سعة اغبيلة‬
‫كتساىبل من قبل اغبكاـ‪ ،‬أكتنشر ن‬‫ن‬
‫كالدىاء ما يع ر عن رأم الوطنيُت كمناكأة االحتبلؿ‪.‬‬
‫غَت أنو إُف جانب ما عانتو الصحافة العربية يف فًتة ما بُت اغبربُت من مشقات‬
‫كمصاعب من جانب اغبكاـ‪ ،‬حققت شوطنا بعي ندا من التقدـ يف األساليب كفنوف‬
‫الطباعة كطرؽ أبواب جديدة كمسايرة النهضة الصحفية يف العاَف‪ ،‬كاالرتفاع دبستول‬
‫اؼبهنة إُف درجة عالية بعيدة عن اإلسفاؼ كالركاكة اليت كانت تسيطر على الصحافة‬
‫العربية قبل اغبرب العاؼبية األكُف‪.‬‬
‫كقد كاف التطور اؽباـ البارز يف صحافة ما بعد اغبرب العاؼبية األكُف ىو ازدايد‬
‫عدد قراء الصحف يف البلداف العربية زايدة ؿبسوسة ابلنسبة ؼبا كاف عليو يف اؼباضي‪.‬‬
‫كل ذلك بسبب زايدة انتشار التعليم ككثرة اؼبتعلمُت كإقباؿ الناس على القراءة‬
‫(ُ)‬
‫كاىتمامهم ابلسياسة كانشغاؽبم ابلنضاؿ الوطٍت لتحرير الببلد‪.‬‬
‫كما أف معظم اغبكومات العربية سواء يف عهد االنتداب أك بعد جبلء جانب عن‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ِّٓ‪.‬‬


‫‪41‬‬
‫لدكدا ؽبا‪ ،‬فلم تنشط ىذه الصناعة مطل نقا كال‬
‫عدكا ن‬
‫ببلدىا كانت ترل الصحافة العربية ن‬
‫كجهتها التوجيو الصحيح بل على العكس دأبت على ؿباربة الصحف الوطنية اغبرة‬
‫كالوقوؼ يف كجو كل صحفي ينتقد تصرفاهتا كيدعو إُف اإلصبلح فتعطل صحيفتو‬
‫كتطبق حبقو أقسى األحكاـ اعبائرة كمع ذلك فقد تغلب عدد قليل من الصحف العربية‬
‫على ىذه العقبات كما صادفها من أزمات فشقت طريقها إُف األماـ بكل شجاعة‬
‫كجرأة كاندفاع‪ ،‬فاتبعت أساليب التنظيم كالتجدد كالعلم‪ ،‬كأصبحت يف مستول قريب‬
‫من الصحف العلمية‪ ،‬كإنو ؼبن دكاعي الفخر يف العاَف العريب اليوـ أف أصبحت عندتا‬
‫صحف ال تقل من حيث مستواىا الفٍت كاإلخبارم كالنفوذ اؼبعنوم عن ك رايت‬
‫الصحف يف أكركاب كأمريكا كاألىراـ كاؼبصور كآخر ساعة كاألخبار كاعبمهورية كالوحدة‬
‫(ُ)‬
‫يف مصر كاغبياة كالنهار يف لبناف‪.‬‬
‫إف الصحافة مثلت مرحلة حاظبة يف تطور اإلعبلـ اؼبعاصر فهي اليت فصلت ألكؿ‬
‫مرة يف اتريخ اغبضارة بُت اؼبرسل كاؼبستقبل كىي ترتبط ابغبرية كالديبقراطية كبصفة‬
‫خاصة فكرة االقًتاع العاـ‪ ،‬كلكن هبب أف نوضح أف صبهور الصحافة كابلتاِف أثر‬
‫االتصاؿ من خبلؿ اإلعبلـ اؼبكتوب الدكرم يتوقف على عدة عوامل منها طبيعة‬
‫اجملتمع‪ ،‬أم ىل ىو ؾبتمع متخلف أـ متقدـ؟ األمر الذم وبدد إمكانية القراءة كالكتابة‬
‫كأخَتا درجة تقبل‬
‫ن‬ ‫فضبل عن سهولة اؼبواصبلت‪ ،‬مث درجة اىتماـ الفرد ابلصحافة‬ ‫ن‬
‫الوسيلة اإلعبلمية من اجملتمع‪ ..‬ال تكفي اؼبعرفة ابلقراءة كإمبا هبب أف تكوف ىناؾ عادة‬
‫القراءة‪ ،‬كال يكفي أف يوجد اإلعبلـ اؼبكتوب بل هبب أف يشعر اعبمهور أبنبية‬
‫الصحافة كأداة من أدكات التعبَت عن الرأم العاـ‪.‬‬
‫كإذا حاكلنا أف نرصد الدكر الذم تلعبو الصحافة العربية اؼبعاصرة‪ ،‬فإنو يبكن‬
‫القوؿ إنو على الرغم من بعض النواحي اإلهبابية‪ ،‬فإف ىناؾ بعض عوامل الضعف‬
‫تعًتم اؼبوقف العريب فبا يضعف ابلتاِف من دكر الصحافة‪ .‬من ىذه العوامل تفشي‬

‫(‪ )1‬السابق ‪ :‬ص ِٔٓ‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫األمية‪ ،‬تدخل السلطات‪ ،‬سطوة اإلعبلف التجارم‪ ،‬ميل الصحافة إُف التجسيد اؼبفرط‪،‬‬
‫كأخَتا امتداد الصراعات العاؼبية‬
‫ن‬ ‫بل زبليد االنقسامات الطائفية كالسبللية كاإلقليمية‪،‬‬
‫(ُ)‬
‫األيدلوجية كاالسًتاتيجية على الساحة العربية‪.‬‬
‫غشيث اىخؽٔر اىخهِٔىٔسٖ ال حخٔكف‬
‫اغبديث عن الواقع اإلعبلمي العاؼبي يف ظل الظركؼ الدكلية اغبالية أكاغبديث‬
‫عن البعد اإلعبلمي للعبلقات الدكلية السائدة حالينا حديث شائك كمعقد‪ ،‬كلو كاف‬
‫اغبديث يف ىذا اؼبوضوع خبلؿ حقبة السبعينيات أك ما قبلها بقليل لكاف األمر أىوف‬
‫كلنقل أقل تعقي ندا كتشعبا‪ ،‬ىناؾ على األقل ثبلثة أسباب ذبعل اغبديث يف ىذا‬
‫اؼبوضوع معق ندا كمتشابكا يف الوقت الراىن‪:‬‬
‫ايطبب األوٍ‪ :‬كيتعلق ابلطابع االستثنائي للثورة التكنولوجية اليت يعيشها العاَف‬
‫منذ بداية الثمانينيات ليس فيما ىبص التقنيات اغبيوية أك تقنيات زبليق اؼبواد كاستنباط‬
‫ضا كابػبصوص فيما يتعلق بثورة تكنولوجيا اإلعبلـ‬
‫مواد جديدة فحسب‪ ،‬كلكن أي ن‬
‫كاالتصاؿ كتطبيقاهتا اؼبتعددة يف معظم ضركب االقتصاد كلردبا أغلب مشارب اغبياة‬
‫كالفكر‪.‬‬
‫أساسا ابلتحوالت التكنولوجية الك رل اليت نتجت عن‬
‫ايطبب ايجاْي‪ :‬يرتبط ن‬
‫الثورة التكنولوجية ككرست ‪ -‬من بُت ما كرستو ‪ -‬تغليب قيم السوؽ كاللي رالية‬
‫كاػبصخصة كغَتىا‪ ،‬كتشكيل ما اصطلح على تسميتو بنهاية التاريخ كهناية اعبغرافيا‬
‫يسا للشمولية‬
‫ابنتصار اللي رالية كالرأظبالية على قيم اعت رت يف تبعاهتا كامتداداهتا تكر ن‬
‫كالديكتاتورية كالفكر الكياين‪.‬‬
‫ايطبب ايجايح‪ :‬وبيلنا إُف ما جاءت بو ثورة تكنولوجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ‬
‫كالتحوالت اؼبؤسساتية اؼبصاحبة ؽبا من معتقدات جديدة أريد ؽبا أف تكوف عقيدة هناية‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬السيد عليوة ‪ :‬اسًتاتيجية اإلعبلـ العريب‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،َُٗٗ ،‬ص‬
‫ََُ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫القرف كفكر القرف اؼبقبل‪ :‬عقيدة العوؼبة كاجملتمع اإلعبلمي الكوكيب كؾبتمع اإلعبلـ‬
‫كاالتصاؿ كؾبتمع اؼبعرفة‪ .‬كلعلنا لن نبالغ البتة لو قلنا إف الضحااي اعبدد سيكونوف من‬
‫الذين َف يفهموا بعد فلسفة ىذا النظاـ اؼبتشكل كغَت اؼبستقر أكالذين ال يبلكوف القدرة‬
‫على مواجهة ربدايت ىذا الوضع اعبديد كاؼبقبل يف مقدمة ىؤالء الضحااي ستكوف‬
‫(ُ)‬
‫دكؿ العاَف الثالث‪.‬‬
‫َف تشهد الصحافة خبلؿ عدة قركف من اترىبها تطورات سريعة كمتبلحقة‬
‫تكنولوجيا كما حدث مع كسائل اإلعبلـ األخرل‪ ،‬فمطبعة جوتن رج احتاجت إُف كبو‬
‫أربعة قركف كي تتطور بشكل يتيح إمكاف جعلها ذات انتشار صباىَتم كاسع‪ ،‬لكن‬
‫عموما تسارع كما ىو معركؼ خبلؿ القرف العشرين‪ ،‬ليتيح إمكاف تطور‬
‫التطور التقٍت ن‬
‫تقنيات الطباعة هبا دبا رفع بشكل ملحوظ عدد النسخ اليومية للصحيفة‪ ،‬كأضاؼ‬
‫ربسينات جوىرية إُف أشكاؿ الصحف كحجومها‪ ،‬كقلل من تكاليفها سواء للناشر أك‬
‫اؼبستهلك كابلطبع فإف التقنيات اغبديثة األخرل اليت تعززت خبلؿ ىذه الفًتة كما‬
‫قبلها أاتحت للصحف فرصا أقول لبلنتشار كالتطور اؼبهٍت‪.‬‬
‫كيشَت ابحثوف مثل ماكلوىاف كسبيل كظبث كتوفلر كسواىم إُف أف الكلمة‬
‫اؼبطبوعة اليت تعد الصحافة من بُت مظاىرىا سبثل إحدل مراحل التطور البشرم اليت‬
‫تلتها مرحلة اإلقبازات اإللكًتكنية اؼبتمثلة ابخًتاعات مثل التلغراؼ كالبلسلكي‬
‫كاؽباتف‪ ،‬كمن مث الراديو كالتليفزيوف كاألقمار الصناعية كاغباسوب‪ ،‬كبطبيعة اغباؿ فإف‬
‫الصحيفة أفادت من صبيع ىذه اؼبخًتعات بشكل كاسع‪ ،‬حيث أاتح تطور تكنولوجيا‬
‫االتصاؿ إمكاتات تعزيز مضامُت الصحف كإدخاؿ الكمبيوتر يف نظم صناعة الصحافة‬
‫(ِ)‬
‫بدءا من اغبصوؿ على اؼبعلومات كانتهاء ابؼبراحل الطباعية اؼبختلفة‪.‬‬
‫ن‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬وبيي اليحياكم‪ :‬العوؼبة كؾبتمع اإلعبلـ‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،‬الرابط‪ ،‬اؼبملكة اؼبغربية ‪ ،ََُِ ،‬ص‬
‫ٕ‪.ٗ ،‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ِٔٓ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫كَف يتدخل ىذا التطور التكنولوجي يف تغيَت الشكل األساسي اؼبكوف للصحيفة‬
‫من أكراؽ كأحبار كصور لكن أسهم كأثرل كعزز خصائص الصحيفة لدل القارمء‬
‫بنمطها اؼبعركؼ‪ ،‬فجرل اغبديث يف أسلوب صناعة الصحيفة كطرؽ تنفيذىا كإخراجها‬
‫كوسيلة إعبلمية ىامة من كسائل االتصاؿ‪.‬‬
‫كالشك أف استخداـ الكمبيوتر كاف نقطة االنطبلؽ لتنافسية الصحيفة مع كسائل‬
‫اإلعبلـ األخرل‪ ،‬كقدـ الكمبيوتر بعدة مراحل‪:‬‬
‫من منتصف الثبلثينيات حىت منتصف‬
‫اػبمسينيات حيث كاف الكمبيوتر يتكوف من عدد كبَت من الصمامات اؼبعقدة‬
‫تشبو الصمامات اليت كانت تستخدـ لتشغيل الراديو قبل اخًتاع الًتانزيستور‪،‬‬
‫ككانت تستخدـ كذلك لتشغيل التليفزيوف يف بداية عهده‪ ،‬كبدأت ىذه اؼبرحلة‬
‫ابآللة اؼبيكانيكية األكُف يف ُّٕٗ عندما قاـ األستاذ يف جامعة كالية إيوا جوف‬
‫أاتتاسوؼ كطالب الدراسات العليا كليفورد برم اببتكار الكمبيوتر الرقمي‬
‫اإللكًتكين األكؿ كىو عبارة عن آلة حاسبة أكثر من كونو آلة يبكن برؾبتها‪ ،‬أما‬
‫اآللة الثانية فقد خرجت على يد عاَف الرايضيات اإلقبليزم آالف ماثيسوف تورينج‬
‫(ُُِٗ ‪ )ُْٗٓ -‬ابسم كولوسس ‪ colossus‬لصاٌف اعبيش ال ريطاين عاـ‬
‫ُّْٗـ‪ ،‬كقد أسهمت ىذه اآللة يف فك رموز شفرة عسكرية استخدمها األؼباف‬
‫يف اغبرب الثانية يف تشفَت التلغراؼ السرم‪ .‬يف عاـ ُْْٗ بٍت ىوارد ايكن‬
‫‪ )ُ()ُّٕٗ - ََُٗ( Howard Aiken‬األستاذ جبامعة ىارفارد ابلوالايت‬
‫اؼبتحدة مبوذجا أكليا آخر للكمبيوتر الرقمي أطلق عليو اسم مارؾ ُ كيف‬
‫ُْٔٗ ظهر الكمبيوتر موديل إنياؾ الذم عمل يف تطويره يف جامعة بنسلفانيا‬

‫(‪ )1‬عندما كاف يعمل للحصوؿ على الدكتوراه من ىارفاد يف الفيزايء‪ ،‬بدأ يفكر يف إنشاء جهاز يساعد يف‬
‫إقباز العمليات اغبسابية الدقيقة كالطويلة بسرعة ككفاءة‪ ،‬كاستغرؽ عملو الخًتاع ىذا اعبهاز كبو سبع‬
‫سنوات‪ :‬كأنفق عليو الكثَت من اؼباؿ‪ ،‬كمنذ ذلك اغبُت بدأ أكؿ برتامج أكاديبي لعلوـ الكمبيوتر يف‬
‫العاَف‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫بريس ر ايكرت كجوف موشلي بتمويل من اعبيش األمريكي لبحوث تتعلق‬
‫ابلصواريخ كقد كرست بعض جوانب استخدامو للتعامل مع الدراسات السرية‬
‫للتفاعبلت النوكية كالقنبلة اؽبيدركجينية‪.‬‬
‫يف ُُٓٗـ ظهر أكؿ كمبيوتر يستخدـ األشرطة اؼبغناطيسية‪ ،‬كقد أثر دفاؾ يف‬
‫تطورا‬
‫جهازا أكثر ن‬
‫تصميم الكمبيوترات البلحقة كيف العاـ نفسو اخًتع ايكرت كموشلي ن‬
‫أطلقا عليو اسم يونفاؾ "ُ" كخبلؿ سنوات قليلة أصبح يونفاؾ أكؿ كمبيوتر ينطلق‬
‫ذباراي‪ ،‬كقد استخدـ يونفاؾ يف دائرة اإلحصاء السكاين يف الوالايت اؼبتحدة يف‬
‫ن‬
‫ُُٓٗ‪ ،‬كيف العاـ نفسو استخدـ يف جدكلة نتائج االنتخاابت األمريكية كيف ضوء‬
‫البياتات اؼبتوافرة تنبأ يونفاؾ بدقة ابنتخاب الرئيس دكايت ايزهناكر يف أقل من ْٓ‬
‫دقيقة بعد قفل ابب التصويت‪ ،‬ككاف ىذا أكؿ استخداـ للكمبيوتر يف بناء موضوع‬
‫صحفي‪ ،‬كسنأيت إُف ىذا فيما بعد كاف الكمبيوتر حينئذ وبتل بناية كاملة كيزيد كزنو‬
‫على ثبلثُت طنا ككانت تلك البناية يف حاجة ألجهزة ت ريد عمبلقة إلزالة اغبرارة الناصبة‬
‫عن الصمامات اإللكًتكنية‪ ،‬كمع ذلك فإف فعاليتو َف تكن أكثر من فعالية آلة حاسبة‬
‫(ُ)‬
‫جيب صغَتة مثل اليت يستعملها تبلميذ اؼبدارس اآلف‪.‬‬
‫ظهرت يف الفًتة من منتصف اػبمسينات حىت بداية‬
‫الستينات كسبيزت ىذه التكنولوجيا بصغر حجمها كابلتاِف ساعدت على تصغَت‬
‫حجم الكمبيوتر كزايدة سرعتو‪.‬‬
‫كانت ـبت رات "بل" قد كشفت يف عاـ ُْٖٗ عن الًتانزستور الذم اخًتعو‬
‫فريق مكوف من كالًت براتُت كجوف ابردين ككيلياـ شوكلي‪ ،‬كقد تقاظبوا جائزة نوبل يف‬
‫عاـ ُٔٓٗ بسبب اخًتاعهم‪ ،‬كمن ميزات كمبيوتر ىذا اعبيل الزايدة يف سعة الذاكرة‬
‫بسبب استخداـ اغبلقات اؼبغناطيسية يف تركيب الذاكرة‪ ،‬كما أف درجة اغبرارة اؼبتولدة‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عباس مصطفى صادؽ ‪ :‬الصحافة كالكمبيوتر مدخل لبلستقصاء الصحايف دبساعدة الكمبيوتر‪،‬‬
‫الدار العربية للعلوـ‪ ،‬بَتكت‪ ،ََِٓ ،‬ص ِٔ‪.ِٕ ،‬‬
‫‪45‬‬
‫ضا بدأت تظهر لغات برؾبة أكثر سهولة‬
‫عن الكمبيوتر أصبحت أقل‪ ،‬كيف ىذا اعبيل أي ن‬
‫من لغة اآللة كىذا يعت ر انطبلقة جديدة كإضافة ىائلة يف عاَف الكمبيوتر كأكؿ أجهزة‬
‫استخدمت فيها ىذه التكنولوجيا تشمل ترادؾ ‪ TRADIC‬من ـبت رات بل يف عاـ‬
‫ُْٓٗ كيت إكس زيرك ‪ TX-0‬يف ماساشوستيس‪ ،‬كيف ىذه اؼبرحلة ظهرت العديد من‬
‫لغات ال رؾبة اؼبتقدمة مثل كوبوؿ كفورتراف‪ ،‬أما أىم األجهزة التجارية اليت ظهرت فهو‬
‫(ُ)‬
‫جهاز من نوع )‪.)IBM 704‬‬
‫‪ :‬ظهرت أجهزة ىذا اعبيل يف بداية الستينيات‬
‫حىت هناية الستينيات ككانت أصغر حجما من كمبيوتر اعبيل الثاين كأكثر سرعة‪،‬‬
‫ككانت بداية ظهورىا عاـ ُٗٓٗ حيث حدثت نقلة ىائلة بتطوير ما يسمى‬
‫الدكائر اؼبتكاملة بواسطة جوف كيليب من شركة تكساس إنسًتكمنتس‪ ،‬كركبَتت‬
‫نويس من شركة فاير تشايلد فبا مكن من كضع عدد كبَت ج ندا من الدكائر‬
‫اإللكًتكنية على رقائق سليكوف شبو موصلة كصغَتة ج ندا ىذا اغبدث أطلق ثورة‬
‫اإللكًتكنيات الدقيقة كالكمبيوتر‪ .‬كتتكوف الدائرة اؼبتكاملة من آالؼ‬
‫الًتانزستورات كاألجزاء الصغَتة األخرل يف شروبة صغَتة من مادة السيليكوف‬
‫كتوالت عملية التصغَت يف الشرائح كتوسعت كظائفها ككظائف األجهزة نفسها‬
‫تبعا لذلك كحبلوؿ أكائل السبعينيات من القرف العشرين أصبح ابإلمكاف كضع‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫ؾبموعة من كظائف الكمبيوتر يف عدة شرائح ؿبدكدة‪.‬‬
‫بدأ ىذ اعبيل منذ بداية حقبة السبعينيات‬
‫إُف منتصف الثمانينيات كالسمة األساسية لو أنو تطورت فيو أنظمة التشغيل ففي‬
‫عاـ ُٕٔٗ أسس طالباف أمريكياف نبا ستيف يب جوبز كستيف ككزنيك شركة‬
‫كثَتا يف‬
‫آبل للكمبيوتر كأعلنا عن ظهور الكمبيوتر الشخصي آبل ِ ككاف أقل ن‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬كما بو من مراجع ‪ :‬ص ِٕ‪.‬‬


‫(‪ )2‬السابق‪ :‬ص ِٖ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫التكلفة من الكمبيوترات الضخمة‪ ،‬ككانت ىذه نقلة جبارة سهلت فيما بعد يف‬
‫توافر الكمبيوتر ألشخاص عاديُت‪ ،‬فاشًتت الشركات الصغَتة الكمبيوتر‬
‫الشخصي‪،‬كما امتلك اؼببليُت األجهزة الشخصية لرخصها‪ .‬كيف عاـ ُِٕٗ‬
‫بدأت شركة زيرككس اؼبعركفة يف تطوير نظاـ تشغيل بواجهة تطبيق رسومية‬
‫‪ GRAPHICAL INTERFACE‬أطلقت عليو قبمة زيرككس ىذا النظاـ الذم‬
‫ىاما لنظامي تشغيل آبل ككيندكز‪.‬‬
‫مثل مدخبل ن‬
‫جهازا ابسم ََُٖ ستار كأكؿ كمبيوتر يستخدـ‬
‫كيف ُُٖٗ أنتجت زيرككس ن‬
‫نوافذ كأيقوتات كقوائم كفأرة‪.‬‬
‫كيف عاـ ُْٖٗ خرجت آبل جبهاز ماكنتوش الناجح‪ ،‬كالذم كاف بداية لثورة‬
‫النشر اإللكًتكين‪ ،‬كيف عاـ ُٖٓٗ طورت شركة أدكيب اؼبتخصصة يف النشر برتامج‬
‫بوست سكريبت كلغة للطباعة كالتعامل مع الصور‪ ،‬ىذه اللغة مكنت الطابعات‬
‫سباما ما يظهر على شاشة الكمبيوتر‪.‬‬
‫كاألجهزة من طباعة صورة تشبو ن‬
‫كيف العاـ نفسو أصدرت شركة مايكرك سوفت نظاـ التشغيل كيندكز "ُ" حيث‬
‫قامت مايكرك سوفت بتحزًن ال رؾبيات التطبيقية اؼبكتبية يف برتامج أكفيس لتبدأ يف‬
‫غزك كمبيوترات العاَف ليصبح النشر اؼبكتيب يف متناكؿ كل من يرغب‪.‬‬
‫كيف عاـ َُٗٗ أطلقت شركة أدكيب برتامج فوتوشوب اؼبتخصص يف معاعبة‬
‫الصور كالرسومات‪ .‬كيف ُُٗٗ مت أكؿ إصدار للغة ترميز النص اؼبتشعب ‪HTML‬‬
‫اليت مكنت من النشر السهل على شبكة اإلنًتنت كيف العاـ نفسو أخرجت أدكيب‬
‫برتامج النشر اؼبعركؼ ابكركابت يب دم إؼ ‪ PDF‬كأحد خيارات النشر اإللكًتكين‬
‫الذم ينقل الواثئق ع ر الشبكة بدكف تغيَت يف ىيئتها اليت صممت هبا‪.‬‬
‫كيف ُْٗٗ أصدرت شركة موزاييك لبلتصاالت متصفح اإلنًتنت نيتسكيب‬
‫تافيجيتور ُ‪ ،‬كيف ُٓٗٗ إصدار كيندكز ٓٗ ليتواُف بعدىا تطور سريع لنظم التشغيل‬

‫‪45‬‬
‫(ُ)‬
‫من أم يب أـ كآبل كلينوكس كغَتىا‪.‬‬
‫كيف أكاخر التسعينيات بدأت اؼبؤسسات الصحفية يف إطبلؽ صحف الكًتكنية‬
‫على شبكة اإلنًتنت تستفيد من إمكاتات الشبكة اؼبختلفة كتعددية الوسائط حىت أننا‬
‫كمع بداية األلفية الثالثة مت تطوير اؼبواقع الصحفية على اإلنًتنت ليصبح ىناؾ شكل‬
‫إعبلمي جديد كإطبلؽ مواقع إخبارية داعمة كظهور أشكاؿ يصنعها اؼبستخدموف‬
‫كليس أعضاء الطاقم التحريرم كهبذا تطورت أساليب الكتابة كالتحرير الصحفي مع‬
‫ظهور الكتابة الرقمية ألف ىذه التكنولوجيا اعبديدة تضمنت بدائل كاقعية للورقة كالقلم‬
‫حبيث فرضت أساليب جديدة للكتابة كتوظيف الكلمة اؼبكتوبة ضمن البدائل اؼبتاحة‬
‫فأصبح ربرير اؼبادة الصحفية تطبي نقا لتقنية النص الفائق ‪ Hyper Text‬كىو نص‬
‫اعتمادا على إشارات معينة موجودة بداخلها‪ ،‬يتم سبيزىا‬
‫ن‬ ‫يرتبط دبجموعة من النصوص‬
‫تبوجرافينا داخل النص األصلي حبيث إذا مت تنشيطها من خبلؿ اؼباكس فإهنا تفتح على‬
‫نصوص أخرل شكبل ىذا الشكل عملية التجواؿ ‪ Navigation‬يف أم موقع‬
‫لصحيفة إلكيًتكنية على شبكة اإلنًتنت كىو ما يتاح للمستخدـ إمكاف التحوؿ بُت‬
‫النصوص كىذه النصوص ال عبلقة ؽبا بنصوص ‪ Hot words‬مث إف تعدد ىذه‬
‫أمرا مفرغا منو اآلف كأصبحت الوسائل االتصالية رىن إشارة‬
‫اػبيارات أصبح ن‬
‫اؼبستجيب فبا أسس لسهولة االتصاؿ الشخصي بُت ؾبموعة الفاعلُت كىو ما يقضي‬
‫تدرهبينا على الوسائط التقليدية يف مرحلة الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كلكننا ال يبكن أف‬
‫نتفصحها إال بعد مراجعة اؼبراحل اؼبختلفة ؽبذا التطور‪.‬‬

‫مرحلة الطفرة كالتغَتات اؼبتبلحقة‪:‬‬


‫انطلق ىذا اعبيل منذ منتصف الثمانينيات حىت اآلف كبعض الباحثُت يوقفوف‬
‫ىذه اؼبرحلة حىت بداية التسعينيات لكننا نرل أنو منذ منتصف الثمانينيات إُف اآلف‬
‫تطورا يومينا على مستول األجهزة كبراؾبها كتكنولوجيا االتصاؿ كتطورىا فبا‬
‫ككبن نعايش ن‬

‫(‪ )1‬السابق ‪ :‬ص َّ‪.‬‬


‫‪42‬‬
‫هبعلنا نعتقد أف الطفرة يف استخداـ الكمبيوتر يف حياتنا اؼبعيشة انطلقت منذ ذلك‬
‫جزءا من حياتنا كعمادا أساسينا يف صناعة الصحافة‬
‫العهد إُف اآلف‪ ،‬فأصبح الكمبيوتر ن‬
‫بشكل خاص‪ .‬يطلق اؼبتخصصوف على التقنيات اغبديثة يف الصحافة بصفة خاصة كيف‬
‫اإلعبلـ بصفة عامة تطور كسائل االتصاؿ كاستخداـ ىذا اؼبفهوـ بتسميات عديدة‬
‫منها اإلعبلـ التفاعلي ككسائط االتصاؿ اغبديثة كتقنيات إعبلمية حديثة ككل ىذه‬
‫اؼبدلوالت تعاًف قضااي إعبلمية تتعلق ابلتليفزيوف كالراديو كالصحف اؼبطبوعة‪.‬‬
‫دائما ‪،‬فالتليفزيوف إذا استخدـ الصورة فقط‬
‫كالكلمة اؼبطبوعة ىي سيدة اؼبوقف ن‬
‫فبل قيمة للتطور التكنولوجي ما َف يصاحبو صوت كىذا الصوت يعتمد على كلمة‬
‫كتبت لتقرأ‪ ،‬كذلك الراديو فهو يعتمد على مؤثرات من نوع آخر مؤثرات صوتية‬
‫ضا الكلمة‪ ،‬كبدكف الكلمة ال توجد صحيفة‪.‬‬
‫ركيزهتا األساسية أي ن‬
‫كقد مرت كسائل االتصاؿ البشرية دبراحل تطورية متعددة قبل أف تصل إُف ما ىي‬
‫عليو اليوـ‪ ،‬فاؼبرحلة األكُف سادت فيها طرؽ اتصاؿ تعتمد على الكتابة اليدكية‪ ،‬كيف‬
‫اؼبرحلة الثانية مبت فيها طرؽ اتصاؿ تعتمد على تقنيات الطباعة‪.‬‬
‫أما اؼبرحلة الثانية فشهدت كالدة االتصاالت السلكية كالبلسلكية مع استخداـ‬
‫مغايرا لعاَف الصحافة اؼبطبوعة كضبل معو‬
‫كاقعا ن‬
‫التلغراؼ عاـ ُْْٖ كىذا العصر خلق ن‬
‫أبعادا أخرل ؼبنظومة العمل الصحفي كاإلعبلمي‪ ،‬كجاءت اؼبرحلة الرابعة كىي مرحلة‬
‫ن‬
‫االتصاؿ التفاعلي مع دخوؿ أكؿ كمبيوتر عاَف التشغيل عاـ ُْٔٗ كاستخدامو‬
‫ادا لتطور‬
‫ابلفعل كوسيلة اتصاؿ قابلة للتطور كالتحديث‪ ،‬كما كصلنا إليو اليوـ كاف حص ن‬
‫تلك اؼبرحلة اؽبامة‪ .‬كقد مرت الصحافة اغبديثة يف العاَف بعدة مراحل يف استخدامها‬
‫كتطبيقاهتا الستخداـ الكمبيوتر‪ ،‬حيث بدأت الصحف منذ الستينيات يف استخداـ‬
‫أنظمة اعبمع اإللكًتكين لتمثل بذلك بداية ربوؿ الصحف إُف استخداـ األنظمة‬
‫ضا كمنذ حواِف َّ عاما تقريبا دعا فليب ماير ‪PhiIip‬‬
‫الرقمية‪ ،‬كيف ىذا الوقت أي ن‬
‫‪ Meyer‬إُف استخداـ الكمبيوتر يف صبع األخبار فيما عرؼ بصحافة التدقيق أك‬
‫الصحافة االستقصائية ‪ Precision JournaIism‬كوسيلة تساعد يف تطبيق‬
‫‪45‬‬
‫أساليب العلوـ االجتماعية كالنفسية يف التغطية الصحفية‪ ،‬كحىت منتصف الثمانينيات َف‬
‫يطبق الصحفيوف ىذه الرؤية بشكل متكامل يف معاعبة قصصهم الصحفية‪ ،‬ألهنا كانت‬
‫تقتضي استخداـ أنظمة حاسبات كبَتة كمعقدة‪ ،‬كلكن كابلتدريج بدأت تقنيات معاعبة‬
‫اؼبعلومات القائمة على استخداـ الكمبيوتر تدخل إُف ؾباؿ معاعبة األخبار يف‬
‫(ُ)‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫كيف بلداف عديدة استمر التطوير حىت بداية التسعينيات يف استخداـ الكمبيوتر يف‬
‫الكتابة كالتحرير‪ ،‬كصبع اؼبعلومات كاالتصاالت الصحفية كالصف كاعبمع اإللكًتكين‬
‫كبدأت بعض الصحف تتحوؿ إُف اآللية الكاملة يف عملية اإلنتاج من خبلؿ إدخاؿ‬
‫اغباسبات اإللكًتكنية ككسائل االتصاؿ السلكية كالبلسلكية يف معظم مراحل اإلنتاج‪،‬‬
‫كىو ما جعل استخداـ الكمبيوتر يف الصحف من أجل صبع اؼبنت‪ ،‬كربليل‬
‫اإلحصاءات‪ ،‬كتصميم الصفحات‪ ،‬كعرض اعبرافيكس شيئنا أساسينا كما زادت عمليات‬
‫التشبيك اإللكًتكين ما بُت قواعد البياتات كاؼبعلومات اؼبتاحة أماـ الصحف‪ ،‬كمت ربط‬
‫بنوؾ اؼبعلومات الصحفية ببنوؾ اؼبعلومات احمللية كالدكلية‪ ،‬كما تصاعد قبم قواعد‬
‫(ِ)‬
‫اؼبعلومات التجارية‪ ،‬كتنوعت خدماهتا اؼبعلوماتية كالصحفية‪.‬‬
‫إف األثر الذم أحدثو استخداـ الكمبيوتر كتكنولوجيا النشر اؼبكتيب يف الصحف‬
‫العربية‪ ،‬يبكن مبلحظتو يف أمرين مهمُت‪ ،‬األكؿ ىو التأثَت يف مستول كأسلوب العمل‬
‫داخل الصحيفة‪ ،‬كالثاين التأثَت يف مستول النشر اإللكًتكين كزبزين كاستخداـ‬
‫النصوص كالصور اؼبنشورة‪ ،‬أدل ىذا التطور إُف إعادة النظر يف تعريف كسائل االتصاؿ‬
‫اعبماىَتية كذلك من خبلؿ العناصر التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ احفاع دور شتهث اإلُرتُج‪:‬‬
‫كاآلفاؽ اؼبتسعة لئلعبلـ ع ر الشبكة اليت قبحت يف إعادة توزيع القول بُت‬

‫(‪ )1‬د ‪ .‬السيد خبيت‪ :‬الصحافة كاإلنًتنت‪ ،‬العريب للنشر كالتوزيع‪ ،‬القاىرة ‪ ،َََِ ،‬ص ِّ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ِْ‬
‫‪51‬‬
‫مبوذجا جدي ندا يف اإلعبلـ يتيح ألم شخص أف‬
‫منتجي األخبار كمستهلكيها‪ ،‬كخلقت ن‬
‫قائما ابالتصاؿ بتكلفة قليلة‪ ،‬كجاءت ىذه اإلفادة على النحو التاِف‬
‫يصبح صحفينا أك ن‬
‫(مصدر معلومات ‪ -‬كأداة فاعلة يف التغطية الصحفية ‪ -‬كوسيط لنشر نسخ من‬
‫الصحيفة اؼبطبوعة ‪ -‬كوسيط إلطبلؽ صحف إلكًتكنية على الشبكة)‪.‬‬
‫‪ - 2‬حؽٔر وـائو االحطال ودورْا نٔـ٘ػ إغالٌٖ ‪:‬‬
‫انتقلت كسائل اإلعبلـ من مرحلة الوسائل التقليدية إُف الوسائل اعبديدة ‪new‬‬
‫‪ media‬اؼبستعينة ابغباسبات كاؼبتسمة ابلتفاعلية كالفورية‪ ،‬إُف الوسائل اليت تعتمد‬
‫على مشاركة القارئ يف بناء ؿبتواىا كتعديلو مثل صحافة اؼبواطن كاؼبدكتات‪.‬‬
‫‪ - 3‬حؽٔرات يف ضِاغث اىططافث ‪:‬‬
‫دخوؿ الصحافة عصر االندماج أك التقارب مع الوسائط األخرل‪ ،‬كىناؾ أربعة‬
‫أبعاد ؽبذا التقارب أك االندماج الصحفي تتضمن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلنتاج اؼبتكامل يف صالة التحرير كيف أساليب صبع األخبار‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اؼبهنيُت متعددم اؼبهارات‪.‬‬
‫جػ ‪ -‬تقارب احملتول من خبلؿ منصة توصيل متعددة‪.‬‬
‫د ‪ -‬اعبمهور النشط اؼبشارؾ كاؼبتفاعل كاؼبنتج للمحتول‪.‬‬
‫مفتاحا من مفاتيح الباحث يف تعاملو مع ىذه‬
‫ن‬ ‫ردبا كانت التحليبلت السابقة‬
‫التطورات حىت أف اؼبفكر ظبَت أمُت يف منتدل حوؿ إفريقيا كالتكنولوجيات اعبديدة‬
‫للمعلومات (جنيف ُٔٗٗ) ربت عنواف "خبصوص اإليديولوجيا اؼبسيطرة‬
‫حاضرا‪.‬االتصاالت كأيديولوجيا" استهل صاحب نظرية اؼبركز كاؽبامش عرضو بسؤالُت‪:‬‬
‫ن‬
‫لنفًتض أف إنتاج كزبزين اؼبعلومات عملية على قدر كاؼ من اغبرية (أم ال رقابة إال ما‬
‫فمن ًمن القطاع العاـ أك اؼبقاكالت اػباصة سيتكلف‬‫تفرضو التكلفة اؼبالية الضركرية) ى‬
‫بنقلها كتوزيعها؟ كىل ستخضع ىااتف العمليتاف لشركط أخبلقية كسياسية‪ ،‬كمن‬

‫‪50‬‬
‫سيحددىا؟ هبيب ظبَت أمُت أف كل اؼبؤشرات تدؿ على تفضيل منطق السوؽ حيث‬
‫التعامل مع اؼبعلومات أساسا على أهنا بضاعة كسلعة كنقلها خدمة ذبارية زبضع لقوانُت‬
‫السوؽ اليت ستحدد يف هناية اؼبطاؼ من يستطيع األداء للوصوؿ إُف اؼبعلومات ككم‬
‫سيؤدم ككيف كابلتاِف يؤثر ‪ -‬كلو نسبيا ‪ -‬كمستهلك ككقدرة شرائية يف نوعية‬
‫اؼبنتجات اؼبطلوبة كالضامنة ألك ر ىامش من الربح ابلنسبة إُف اؼبوزع‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫مقاييس مثل اؼبوضوعية‪ ،‬كالتعددية كاغبمولة الثقافية كاؼبضموف اإلبداعي‪.‬‬
‫كيضيف ظبَت أمُت‪ :‬إف ربديد سوؽ االتصاالت كاؼبعلومات‪ ،‬كإف غلف خبطاب‬
‫مبتذؿ حوؿ فعالية القطاع اػباص كضركرة اؼبنافسة اؼبفتوحة لتحقيق اعبودة كتقليص‬
‫الكلفة كخدمة اؼبستهلك فهمو الوحيد ىو تراكم األرابح كحصرىا يف الشركات‬
‫الرأظبالية اؼبنطلقة من الوالايت اؼبتحدة األمريكية ككندا كاجملموعة األكركبية كالياابف‪.‬‬
‫مرغواب فيها‬
‫ن‬ ‫يذكر ظبَت أمُت أف اؼبشكلة ال تتعلق ابإلقبازات التكنولوجية اليت تبقى‬
‫كؿبمودة بل ابألنبية القصول للتميز بُت األداة كاستعماؽبا مضي نفا أف ضركرة التاريخ‬
‫ليست ؿبكومة مباشرة ابلتقدـ التقٍت بقدر ما يؤثر فيها الصراع االجتماعي كالطبقي‪،‬‬
‫كالصراع بُت األمم‪ .‬هبب إذف خلق الشركط حىت تستغل استعماالت التكنولوجيا‬
‫لصاٌف تقدـ اجملتمع كربرير األفراد كالشعوب‪ ،‬ىذه اؼبكوتات كغبسن اغبظ موجودة‬
‫دائما ابلشكل الذم تتمناه القول اؼبسيطرة‪ ،‬لقد مت سبلك اؽباتف كالفاكس‬ ‫كليس ن‬
‫كإهبااب كيدفعنا قباح ىذه الوسائل إُف التفاؤؿ‬
‫ن‬ ‫كاؼبنيتل من طرؼ اؼبستعملُت سلبنا‬
‫فالشعوب كاألفراد إبمكاهنا سبلك األداة كتوظيفها ػبدمة اسًتاتيجيات ذاتية سبارسها‬
‫داخل ؾباالت زبتارىا بنفسها‪ ،‬لكن ىل تنبو ظبَت أمُت إُف أف الوسائط اليت ذكرىا‬
‫يغلب عليها طابع االستعماؿ الفردم كؿبدكدية اندماجها يف بنية شبكية كعدـ توافرىا‬
‫على قدر كبَت من التفاعلية كافتقارىا لسحر الوسائط اؼبتعددة كعباذبية النص الًتابطي‬

‫‪52‬‬
‫(ُ)‬
‫كابلتاِف توافرىا على شيء من اؼبناعة أماـ غواية كشباؾ العاَف االفًتاضي؟‬
‫كل اؼبتغَتات اؼبذكورة ابلتفصيل سانبت يف تغيَت منظومة العمل الصحفي من‬
‫عدة كجوه‪ ،‬كعلى مستوايت متوازية فمن تاحية أثرت على مستول العمل كالنشر‬
‫اإللكًتكين كغَتىا من الوسائط كما تبينها السطور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اىخأذري يف ٌفخٔى اىػٍو داعو اىطط٘فث‪:‬‬
‫إف دخوؿ الكمبيوتر كأنظمة النشر اؼبكتيب إُف الصحيفة اليومية ضبل الكثَت من‬
‫التغيَت يف سَت العمل داخل غرؼ التحرير كغرؼ اإلنتاج كالتصميم كاإلخراج‪ ،‬كيبكن‬
‫تلخيص أىم النتائج فيما يلي‪:‬‬
‫(أ) توقف االعتماد على التلي رينًت (تيكرز) كأصبحت األخبار تصل مباشرة إُف خوادـ‬
‫"‪ "Servers‬ـبصصة الستقباؽبا‪ ،‬كمن مث معاعبتها كتوزيعها إلكًتكنينا كبشكل إُف‬
‫حسب قوائم خاصة دبصادر األخبار كاؼبناطق اعبغرافية اليت تغطيها كاؼبواضيع‬
‫اليت تعاعبها‪.‬‬
‫ىذه العملية تتم بواسطة ما يطلق عليو اسم كسيط األنباء "‪ "News Net‬كىو‬
‫برتامج يهتم ابستقباؿ كمعاعبة كتصنيف األخبار الواردة من ككاالت األنباء‪ ،‬أك من‬
‫خبلؿ نظاـ خاص إبدارة كربرير األخبار "‪."Editorial System‬‬
‫(ب) نظاـ األخبار يسمح للمحرر ابالطبلع على صبيع األخبار الواردة إُف الصحيفة‬
‫من مصادرىا اؼبختلفة‪ ،‬كيعطيو خيار االطبلع على ما يهمو من أخبار فقط‬
‫كالعمل على ربريرىا مباشرة على الشاشة مث ربويلها إُف أقساـ اإلنتاج‪.‬‬
‫(ج) استحداث أساليب جديدة يف تصميم كإخراج الصفحات تركز على استخداـ‬
‫برامج خاصة تسمح ابلعمل مباشرة على الشاشة كاالبتعاد عما ىو يدكم كلو‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد النيب دجواين‪ :‬عصر اؼبعلومات‪ ،‬صبوح تكنولوجيا اؼبعلومات يف ظل العوؼبة‪ ،‬منشورات الزمن‪،‬‬
‫الرابط‪ ،‬اؼبملكة اؼبغربية‪ ،‬ص ُِٓ‪.َُٓ،‬‬
‫‪53‬‬
‫عبلقة ابألسلوب التقليدم يف إخراج الصحف‪.‬‬
‫( د ) تطور يف عملية استقباؿ الصور من الوكاالت‪ ،‬ففي الوقت اغباِف تثبت كل‬
‫الوكاالت الدكلية صورىا بشكل رقمي فبا يسمح إبمكاف البحث عن الصور‬
‫اؼبطلوبة كربميلها على الصفحات مباشرة مع االحتفاظ ابلنوعية اعبديدة للصورة‪.‬‬
‫‪ -2‬اىخأذري يف ٌفخٔى اىِشؽ اإلىهرتوُٖ‪:‬‬
‫نتيجة استخداـ تكنولوجيا النشر اؼبكتيب يف إنتاج النصوص كتصميم الصفحات‬
‫تقدما ال‬
‫اباب آخر من أبواب تكنولوجيا اؼبعلومات حققت فيو ن‬
‫طرقت الصحافة العربية ن‬
‫أبس بو على مستول النشر اإللكًتكين كأصبحت الصحف متوافرة على اإلنًتنت‬
‫أبشكاؿ متعددة‪ ،‬كسبكنت من زبزين النصوص كالصور على كسائط زبزين إلكًتكنية دبا‬
‫فيها األقراص اؼبدؾبة "‪ "CD ROM‬مع قابلية البحث كاالسًتجاع اآلِف الفورم‬
‫(ُ)‬
‫ؽبا‪.‬‬
‫كبَتا يف‬
‫تطورا ن‬
‫كمنذ بداية حقبة التسعينيات شهدت الساحة اإلعبلمية العاؼبية ن‬
‫استخداـ الكمبيوتر‪ ،‬كذلك ابعتماد اإلنًتنت كسيلة حيوية من كسائل االتصاؿ حىت‬
‫أصبحت كسيلة أساسية يف صبع اؼبعلومات كاألخبار كاالتصاؿ كتزايد أعداد مستخدمي‬
‫شبكة اإلنًتنت‪ .‬كبدأ عدد كبَت من شركات خدمات اؼبعلومات كقواعد البياتات تتخذ‬
‫من اإلنًتنت كسيلة جديدة لبلتصاؿ دبستخدميها كما أصبحت ككاالت األنباء تعت ر‬
‫عمليات االستثمار يف اإلنًتنت من بُت مشاريعها اؼبستقبلية األساسية‪ ،‬كتزايد أعداد‬
‫ىذه الوكاالت على اإلنًتنت‪ ،‬كبدأت اإلنًتنت تدخل إُف دكر اؼبؤسسات الصحيفة‪،‬‬
‫كمصدر أساسي لؤلخبار كاؼبعلومات‪ ،‬كما بدأت اعبامعات كالكليات اؼبتخصصة تعٌت‬
‫بتدريسها من الزاكية اإلعبلمية كالصحفية‪ ،‬كأصبح استخداـ اإلنًتنت يعد أحد اؼبعايَت‬
‫األساسية يف تقييم مؤىبلت كمعارؼ الصحفي‪ ،‬كاغبكم على مهاراتو الصحفية‪ ،‬كبدت‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عماد بشَت ‪ :‬الصحافة العربية اليومية يف العصر الرقمي (حبث منشور) على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://www. alarabimag.com/common/book/afaq015-3.htm‬‬
‫‪54‬‬
‫الصحافة مع منتصف التسعينيات تتطلب مستول معيننا من التخصص الفٍت كالصحفي‬
‫كاؼبعلومايت‪ ،‬كجد الصحفيوف أنفسهم أماـ كسيلة جديدة‪ ،‬تفرض عليهم ربدايت‬
‫صحفية من نوع ـبتلف عن اؼبمارسات التقليدية‪ ،‬كتتعلق إما بكيفية تطويعها ػبدمة‬
‫الصحيفة اؼبطبوعة كإما ابرتيادىا كمجاؿ صحفي إلكًتكين جديد‪ ،‬كتفاكتت مراحل‬
‫تبنيهم للوسائل اعبديدة‪ ،‬كبدأ يتزايد إدراؾ الصحفيُت ألنبية كقيمة الكمبيوتر‬
‫كاإلنًتنت كقواعد اؼبعلومات كالوسائل التكنولوجية كاالتصالية اغبديثة يف حياهتم اليومية‬
‫كصحفيُت كبدأكا تدرهبيا يتكيفوف مع ىذا العاَف الرقمي اعبديد‪ ،‬كقد انعكس ىذا‬
‫التطور على مبو استخداـ الصحفيُت للخدمات التجارية "األكف الين" عبمع كتوزيع‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬كاالشًتاؾ يف خدمات اإلنًتنت لفوائدىا اؼبتعددة‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ زاد‬
‫عدد الصحف األمريكية اليت تعتمد على ىذه اػبدمات من يونيو ُٔٗٗ إُف ف راير‬
‫(ُ)‬
‫ُٕٗٗحىت أصبح اإلنًتنت جزءنا أساسيا من صناعة الصحافة األمريكية‪.‬‬
‫كبرزت مسميات جديدة فرضها ىذا القادـ التكنولوجي اإلنًتنت فأصبح ىناؾ ما‬
‫يسمى ابل ريد اإللكًتكين كالقوائم ال ريدية‪ ،‬كالنشرة اإللكًتكنية كاؼبوقع اإللكًتكين‪ ،‬إٍف‬
‫كبَتا يف مفهوـ العمل الصحفي فرض‬
‫تغَتا ن‬
‫من مسميات ضبلت مضامُت أحدثت ن‬
‫ربدايت على الصحف كالصحفيُت فبالنسبة إُف الصحف تطور أسلوهبا يف نقل اػب ر‬
‫كاؼبعلومة بطريقة أسرع من ذم قبل كأصبحت أكثر جاذبية ابلصور اليت تعطي‬
‫ربداي يف التدريب ككيفية‬
‫مصداقية كثراء‪ ،‬كابلنسبة إُف الصحفي فقد أفرز ىذا التقدـ ن‬
‫البحث عن اؼبعلومة كالصورة كالتعامل مع الكامَتا الرقمية كبرامج الكمبيوتر اغبديثة‪،‬‬
‫كانقسمت الساحة الصحفية إُف فريقُت األكؿ‪ :‬يسمى ‪TechnojournaIists‬‬
‫كالذين هبمعوف بُت مهارات التعامل مع اإلنًتنت كالوسائل التكنولوجية اغبديثة‪،‬‬
‫كأدكات التعامل مع اؼبعلومات اعبديدة‪ ،‬كتقنيات إدارة اؼبعلومات كالفريق الثاين يسمي‬
‫‪ TraditionjournaIists‬ما زاؿ يستخدـ الوسائل التقليدية يف أداء العمل‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ِٓ‬


‫‪55‬‬
‫(ُ)‬
‫الصحفي يف بيئة تقوـ على استخداـ التكنولوجيا كاإلنًتنت‪.‬‬
‫إٕ أبسش مسات ايتطوز ايتهٓويودي االتضايي يف املسسًة اإليهرتوْية تتُجٌ يف‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اخًتاع كسائل اتصالية جديدة غَتت من الوظائف التقليدية للوسائل القديبة‬
‫كأكجدت ؽبا كظائف جديدة‪ .‬فالراديو كوسيلة اتصاؿ جديدة َف تعتمد مثل‬
‫الصحافة على عمليات اإلنتاج الطباعي‪ ،‬مث كسائل النقل داخل الببلد كخارجها‪،‬‬
‫بل أمكن الوصوؿ إُف اؼبستمعُت دكف اغباجة إُف اإلؼباـ ابلقراءة كالكتابة كسيلة‬
‫متخطية حواجز اؼبكاف‪ ،‬مث ظهر التليفزيوف األبيض كاألسود مث اؼبلوف مث الفيديو‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إف كسائل اإلعبلـ قد أسهمت يف ظهور بعضها كتطويره من خبلؿ اعبهود العلمية‬
‫كالعملية‪ ،‬فمن خبلؿ ذبارب اخًتاع التلغراؼ مت الوصوؿ إُف اؽباتف مث اإلرساؿ‬
‫اإلذاعي كالتليفزيوين كساعد ظهور اغباسب اإلِف على تطوير نظم صبع اغبركؼ‬
‫كإنتاج اعبريدة ككل‪.‬‬
‫ّ‪ -‬إف كسائل اإلعبلـ اعبديدة َف تقض على الوسائل القديبة‪ ،‬كثبت من خبلؿ كاقع‬
‫عمل كسائل اإلعبلـ أبنو ال يبكن ألية كسيلة أف تلغي دكر الوسيلة األخرل بل‬
‫مثبل خدمت صبيع كسائل اإلعبلـ اعبماىَتم كعملت‬ ‫على العكس فاإلنًتنت ن‬
‫على تطويرىا كعوؼبتها كأصبح لئلنساف حرية يف اختيار الوسيلة اؼبناسبة ؼبنزلو‪.‬‬
‫ْ‪ -‬إف حجم اؼبعلومات اؼبتاحة قد زاد زايدة ىائلة خاصة ؼبن تتوافر ؽبم فرص اغبصوؿ‬
‫على تكنولوجيا االتصاؿ اعبديدة بسبب التطورات الراىنة يف عملية إرساؿ‬
‫اؼبعلومات كاستقباؽبا‪.‬‬
‫كقبحت تكنولوجيا اإلعبلـ يف التواصل كالدمج فيما بُت الوسائط اإلعبلمية يف نقل‬
‫‪INTERACTIVE‬‬ ‫اؼبعلومات كتوصيلها للمتلقي كىو ما أطلق عليو التكنولوجيا التفاعلية‬
‫‪ TECH‬أك تكنولوجيا االتصاؿ متعددة الوسائط ‪.MULTIMEDIACOMMUTECH‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسُت شفيق‪ :‬اإلعبلـ اإللكًتكين‪ ،‬رضبة برس للطباعة كالنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،ََِْ ،‬ص ُّ‪.ُْ ،‬‬
‫‪56‬‬
‫ككبجت التكنولوجيا يف أف تسعي إُف ربطيم اغباجز بُت ما ىو صبهورم أكال‬
‫كزبليص اإلعبلـ من التلقي السليب‪ ،‬أم عدـ‬ ‫‪DEMASSFIGATION‬‬ ‫صبهورم‬
‫مؤثرا يف عملية االتصاؿ حبيث يتبادؿ اؼبستقبل‬
‫دكرا ن‬‫التفاعلية حيث يعطي اؼبشارؾ ن‬
‫دكره مع اؼبرسل بطريقة إهبابية كذلك التنوع اعبماىَتم كاسع االنتشار كظهور اإلعبلـ‬
‫(ُ)‬
‫اؼبتخصص اؼبوجو لفئات معينة ‪.NARROWCASTING‬‬
‫كفرصا يف الوقت نفسو لكل‬
‫شبة اتفاؽ بُت الباحثُت على أف العوؼبة سبثل هتدي ندا ن‬
‫النظم كاؼبمارسات السياسية كال تشذ اؼبواطنة عن ىذه القاعدة ذلك أف سياسات‬
‫التحرير االقتصادية قد أثرت سلبنا على اغبقوؽ االقتصادية كاالجتماعية للعديد من‬
‫اؼبواطنُت ىف ببلد متعددة‪ .‬كما أف سقوط اغبواجز ىف ؾباؿ االتصاؿ‪ ،‬بفضل الثورة‬
‫اؽبائلة ىف كسائل االتصاؿ قد أدل إُف توسيع ؾباؿ الوعي الدكِف ابغبقوؽ فبا سهل‬
‫إنشاء شبكات كاسعة للمجتمع اؼبدىن على اؼبستول العاؼبي‪ ،‬كيف سياؽ عاؼبي يتسم‬
‫ابلتعقيد الشديد‪ ،‬كالتناقضات ىف ؾباؿ التغيَت السياسي كاالقتصادم كاالجتماعي فإف‬
‫الشعوب تناضل غبماية ركح التضامن أك ػبلقها من خبلؿ تنمية اؼبؤسسات اليت من‬
‫شأهنا أف توفر ؽبم اغبماية االجتماعية‪ .‬كذلك وبدث سواء ىف الدكؿ الغربية اؼبتقدمة أك‬
‫ىف ببلد العاَف الثالث‪".‬كابلنسبة إُف دكؿ الرعاية االجتماعية اؼبستقرة ىف الغرب فهناؾ‬
‫ؿباكالت لتحقيق اإلصبلح السياسي من خبلؿ االىتماـ ابؼبواطنة االجتماعية‪ .‬أما فيما‬
‫يتعلق ابلدكؿ ىف العاَف الثالث فهناؾ ؿباكالت لتحقيق اإلصبلح السياسي لتأسس‬
‫"حقوؽ اؼبواطن" ذلك ألف اؼبفهوـ اغبديث للمواطنة يفًتض كجود ؾبتمع مدين‬
‫كسياسي أك ؾبموعة من اغبقوؽ كااللتزامات كنس نقا أخبلقينا وبض على اؼبشاركة‬
‫كالتضامن‪ ،‬كىي أمور مطلوبة على كجو اػبصوص ىف األكقات الىت يسودىا عدـ اليقُت‬

‫(‪ )1‬قايد دايب ‪ :‬اؼبواطنة كالعوؼبة‪ ،‬تساؤالت الزمن الصعب‪ ،‬مركز القاىرة لدراسات حقوؽ اإلنساف‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،ََِٕ ،‬صِٖكما بعدىا‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫(ُ)‬
‫كاالستقطاب السريع بُت الفئات االجتماعية‪.‬‬
‫اؼبواطنة ىف مفهومها اؼبتعارؼ عليو "ىي عضوية كاملة ىف دكلة أك ىف بعض‬
‫كحدات اغبكم‪ ،‬سبنح اؼبواطنُت بعض اغبقوؽ‪ ،‬مثل حق التصويت كحق توِف اؼبناصب‬
‫العامة‪ ،‬كتفرض كذلك عليهم بعض الواجبات‪ ،‬مثل كاجب دفع الضرائب كالدفاع عن‬
‫بلدىم‪ ،‬كأهنا كما تقوؿ موسوعة كولَت األمريكية أكثر أشكاؿ العضوية ىف صباعة‬
‫(ِ)‬
‫اكتماال‪.‬‬
‫ن‬ ‫سياسية‬
‫كاؼبواطنة هبذا اؼبعٌت ىي مفهوـ قانوين يف اؼبقاـ األكؿ يؤكد أف للفرد حقوقنا مدنية‬
‫كسياسية‪ ،‬كيتمتع حبرايت فردية‪ ،‬ابإلضافة إُف حرية التعبَت‪ ،‬كحرية التنقل كحرية الزكاج‪،‬‬
‫كأف من حقو افًتاض براءتو حُت يوجو إليو اهتاـ‪ ،‬كأف يكوف لو ؿباـ يدافع عنو‪ ،‬كأف‬
‫يعامل بواسطة أجهزة العدالة على قدـ كساؽ مع اآلخرين‪ ،‬كما أف لو حقوقنا سياسية‬
‫مثل تلك أشرتا إليها ساب نقا‪ ،‬ابإلضافة إُف التزامو ببعض الواجبات كتحمل نصيبو من‬
‫النفقات العامة كف نقا غبالتو اؼبالية ‪ ..‬إٍف كاغبقيقة أنو ال يكتمل اغبديث عن اؼبواطنة‬
‫دكف اإلشارة إُف بعدين أساسيُت نبا‪:‬‬
‫‪ -1‬إف اؼبواطنة ىي أساس الشرعية السياسية‪ ،‬فاؼبواطن ليس ؾبرد حائز على حقوؽ‬
‫فردية‪ ،‬كلكنو – ابإلضافة إُف ذلك – يبتلك جزءا من السيادة السياسية‪ ،‬ذلك‬
‫أف ؾبموع اؼبواطنُت ابعتبارىم صباعة ىم الذين يبنحوف الشرعية للقرارات اليت‬
‫أتخذىا اغبكومات‪ ،‬كىم الذين يراقبوف أداءىا‪.‬‬
‫‪ -2‬اؼبواطنة كذلك ىي مصدر العبلقات االجتماعية‪ ،‬ذلك أف العيش اؼبشًتؾ ال‬
‫يعٍت ابلضركرة االشًتاؾ ىف الداينة نفسها كلكن معناه اػبضوع للنظاـ السياسي‬
‫نفسو‪ ،‬كىكذا فإف مبدأ الشرعية أصبح ينفذ ابلتدريج إُف كل صور اغبياة‬

‫(‪ )1‬نبيل علي‪ :‬ثورة اؼبعلومات ‪ ..‬اعبوانب التكنولوجية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتكت‪ُٕٕٗ ،‬ػ‬
‫صَْ‪.‬‬
‫‪(2)World Book International and The world Book encyclopedia London-‬‬
‫‪world Book inc-vo1.4-p15.‬‬
‫‪52‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬كأصبحت العبلقات بُت الناس تقوـ على أساس الكرامة اؼبتساكية‬
‫(ُ)‬
‫للجميع‪.‬‬
‫إف مفهوـ اؼبواطنة شأنو شأف كل اؼبفاىيم اؼبرتبطة ابلدكلة الوطنية صار اليوـ‬
‫موضع شك كتساؤؿ بسبب ما تعانيو الدكلة الوطنية من أزمة كاضطراب كبَتين نتيجة‬
‫العوؼبة كالتدفقات ع ر الوطنية كعلى رأسها اؽبجرة العاؼبية‪.‬‬
‫من أجل تقييم جديد لؤلزمة اؼبفًتضة للمواطنة هبب أف نعرض إبهباز لتصور‬
‫اؼبواطنة الذم ىيمن على النظرية السياسية خبلؿ فًتة طويلة من مرحلة ما بعد اغبربُت‬
‫أتثَتا ؽبذه الرؤية ىو عاَف االجتماع ال ريطاين توماس‬
‫العاؼبيتُت‪ .‬كلعل الرائد األكثر ن‬
‫مارشاؿ )‪ (T.H.Marshall‬الذم طابق بُت مفهومي اغبقوؽ كاؼبواطنة‪ .‬كيبكن تقسيم‬
‫حقوؽ اؼبواطنة – حسب مارشاؿ ‪ -‬إُف ثبلث ؾبموعات ـبتلفة‪ :‬مدنية كسياسية‬
‫كاجتماعية‪.‬‬
‫كقد ظهرت كل ؾبموعة من ىذه اغبقوؽ ابلتتابع ىف العصر اغبديث كتشمل‬
‫اؼبواطنة اؼبدنية اليت ذبد جذكرىا يف اللي رالية اغبقوؽ اليت تضمن اغبرايت الفردية كىي‬
‫حرية الفرد كحرية التعبَت كحرية التفكَت كحرية االعتقاد كحق اؼبلكية اػباصة كاغبق يف‬
‫العدالة كابلنسبة إُف مارشاؿ فإف اؼبؤسسات األكثر ارتباطنا ابغبقوؽ اؼبدينة ىي احملاكم‪.‬‬
‫أما اؼبواطنة السياسية فتتكوف من اغبقوؽ الديبقراطية يف اؼبشاركة السياسية كتتمثل‬
‫يف اجملالس اؼبتعلقة ابغبياة السياسية يف ال رؼباف كاجملالس احمللية‪.‬‬
‫كأخَتا ترتبط السياسية فتتكوف من اغبقوؽ ىف اغبد األدىن يف الرفاىية كالدخل‬‫ن‬
‫(ِ)‬
‫كاؼبؤسسات اؼبرتبطة هبذه اغبقوؽ ىف النظاـ التعليمي كاػبدمات االجتماعية‪.‬‬
‫كلقد أصبحت رؤية مارشاؿ للمواطنة اليوـ موضع شك كبَت فكل العناصر الثبلثة‬

‫(ُ) بيَت ألبَت‪ :‬الصحافة‪ ،‬ترصبة‪ :‬فاطمة عبد هللا ؿبمود‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪،ُٕٖٗ ،‬‬
‫ص ّٖ‪.ِّ،‬‬
‫‪(2) T.H.Marshall Citizenship and Social in Class citzenship and‬‬
‫‪Soial Development New York: dou bleday. 1964 .p.71‬‬
‫‪55‬‬
‫اليت شكلت كحدة مندؾبة بدأت تضعف كتنفصل فاغبقوؽ االجتماعية تعيش عملية‬
‫تعرية كالدكلة اغبامية صارت ؾبوفة من الداخل كما أف الدكؿ زبلت عن كل مفهوـ‬
‫(ُ)‬
‫إلعادة توزيع الثركة‪.‬‬
‫عددا من‬
‫ىذه األزمة اليت يشهدىا مفهوـ اؼبواطنة بفعل عوامل متعددة جعلت ن‬
‫حصراي على الدكلة‬
‫ن‬ ‫الباحثُت يعلنوف عدـ مبلئمة مفاىيم اؼبواطنة التقليدية القائمة‬
‫الوطنية مؤكدين ظهور أشكاؿ جديدة من اؼبواطنة تتخطى الدكلة كمبشرين أبشكاؿ‬
‫جديدة للمواطنة بديلة من الصيغة التقليدية‪ .‬كمن أىم ىذه األشكاؿ ما يستعرضو جوف‬
‫يورم (‪ )J. Urry‬كىي كاآليت‪:‬‬
‫ػ املواطٓة ايجكافية‪ :‬كتضم حق اجملموعات االجتماعية القائمة على أسس العرؽ ‪-‬‬
‫النوع ‪ -‬السن ‪ -‬يف اؼبشاركة الثقافية الكاملة يف ؾبتمعاهتم‪.‬‬
‫ػ َواطٓة األقًية‪ :‬كتشمل حقوؽ االنضماـ إُف ؾبتمع آخر كمن مث البقاء داخل ىذا‬
‫اجملتمع كالتمتع ابغبقوؽ كأداء الواجبات‪.‬‬
‫ػ َواطٓة بيئية إيهيويودية‪ :‬تتضمن حقوؽ ككاجبات اؼبواطن ذباه األرض‪.‬‬
‫اذباىا كبو ابقي‬
‫ػ َواطٓة عاملية‪ :‬كوظبوبوليتانية كتتعلق بكيف يبكن للشعب أف يطور ن‬
‫اؼبواطنُت كاجملتمعات كالثقافات ع ر العاَف‪.‬‬
‫ػ َواطٓة اضتٗالنية‪ :‬كتعٍت حق الشعب يف التزكد ابلسلع كاػبدمات كاألخبار اؼببلئمة‬
‫من قبل القطاعُت اػباص كالعاـ‪.‬‬
‫ػ َواطٓة (ضياسية)‪ :‬هتم حقوؽ كمسئوليات الزكار ألماكن كثقافات أخرل كقد‬
‫نوعا آخر من اؼبواطنة ظباه مواطنة التدفق ‪citizenship of‬‬
‫أضاؼ جوف يورم ن‬

‫‪(1) p.smith and elizabth symthe globalezation. citizenship and technology: the‬‬
‫‪MAI meets the interetnet canadian foreing policy 7:2 winter 1999 available at:‬‬
‫‪http://www.ciaonet.org/isa/smp01 /‬‬

‫‪61‬‬
‫(ُ)‬
‫مفصبل حقوقها ككاجباهتا‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪flow‬‬

‫شبة اتفاؽ عاؼبي على أف ىناؾ حقوقنا إنسانية عاؼبية ينبغي تطبيقها بغض النظر عن‬
‫تنوع اجملتمعات كاختبلؼ الثقافات‪ ،‬كيبكن القوؿ إف عملية أتسيس اغبقوؽ عملية‬
‫أساسا‪ ،‬كحقوؽ‬
‫اترىبية مستمرة‪ ،‬كمن التمييز بُت حقوؽ اعبيل األكؿ اليت كانت سياسية ن‬
‫اعبيل الثاين اليت ىي اقتصادية كاجتماعية‪ ،‬أما حقوؽ اعبيل الثالث كالرابع فهي حقوؽ‬
‫أساسا ضباية البيئة‪ ،‬كاغبق يف السبلـ‪ ،‬كاغبق يف التنمية‪،‬‬
‫عابرة للقوميات‪ ،‬كت رز فيها ن‬
‫كىذه اغبقوؽ اعبديدة ىي نتائج تبلور كعي و‬
‫عاؿ أبرز مؤشراتو ضركرة اغبفاظ على بيئة‬
‫كوكب األرض كأنبية ربقيق السبلـ كالتنمية ابلنسبة إُف كل الشعوب‪ ،‬ابعتبار أف‬
‫التنمية أصبح ينظر إليها ابعتبارىا تنمية مستدامة‪ ،‬تضع يف اعتبارىا حقوؽ األجياؿ‬
‫(ِ)‬
‫القادمة‪.‬‬
‫عنصرا‬
‫ن‬ ‫إف التطور التكنولوجي يف كسائل االتصاؿ كنقل اػب رات كاؼبعلومات كاف‬
‫أساسينا لظاىرة العوؼبة أك الكونية أم أف العاَف كلو أصبح دبثابة قرية صغَتة‪ ،‬كعلى الرغم‬
‫من أف الوسائل االتصالية اليت أفرزهتا التكنولوجيا االتصالية الراىنة تكاد تتشابو يف‬
‫عديد من السمات مع الوسائل التقليدية‪ ،‬إال أف ىناؾ ظبات فبيزة للتكنولوجيا‬
‫االتصالية الراىنة كىي(ّ) ‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬حتهِ املػازنني‪ :‬كمثاؿ على ذلك التفاعلية يف بعض أنظمة النصوص اؼبتلفزة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ايالمجاٖريية‪ :‬كتعٍت أف الرسالة االتصالية من اؼبمكن أف تتوجو إُف فرد كاحد‬
‫ضا‬
‫أك إُف صباعة معينة كليس إُف صباىَت ضخمة كما كاف يف اؼباضي كتعٍت أي ن‬
‫درجة ربكم يف نظاـ االتصاؿ حبيث تصل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إُف‬

‫‪(1) j. urry, citizenship and society journal of world - systems‬‬


‫‪research, vol. v2 1999, p314‬‬
‫(‪ )2‬قايد دايب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِٖٗ‪.‬‬
‫(‪ )3‬خالد غازم‪ ،‬الطوفاف‪ ..‬العوؼبة فك الثوابت كربطيم اؽبوايت‪ ،‬ككالة الصحافة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،ََِِ ،‬ص ٕٖ‪.ٖٖ ،‬‬
‫‪60‬‬
‫مستهلكها‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ايالتصآَية‪ :‬كتعٍت إمكانية إرساؿ الرسائل كاستقباؽبا يف كقت مناسب للفرد‬
‫اؼبستخدـ كال تتطلب من كل اؼبشاركُت أف يستخدموا النظاـ يف الوقت نفسو‪،‬‬
‫فمثبل يف نظم ال ريد اإللكًتكين ترسل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إُف‬
‫ن‬
‫مستقبلها يف أم كقت دكمبا حاجة لتواجد اؼبستقبل للرسالة‪.‬‬
‫ْ‪ -‬قابًية ايتشسى أو احلسنية‪ :‬فهناؾ كسائل اتصالية كثَتة يبكن ؼبستخدمها‬
‫االستفادة منها يف االتصاؿ من أم مكاف إُف آخر أثناء حركتو مثل التليفوف‬
‫النقاؿ‪ ،‬تليفوف السيارة أك الطائرة‪ ،‬التليفوف اؼبدمج يف ساعة اليد‪ ،‬كىناؾ آلة‬
‫لتصوير اؼبستندات كزهنا عدة أكقيات‪ ،‬كجهاز فيديو يوضع يف اعبيب‪ ،‬كجهاز‬
‫فاكس يوضع يف السيارة كحاسب إُف نقاؿ مزكد بطابعة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬قابًية ايتشويٌ‪ :‬كىي قدرة كسائل االتصاؿ على نقل اؼبعلومات من كسيط إُف‬
‫آخر‪ ،‬كالتقنيات اليت يبكنها ربويل الرسالة اؼبسموعة إُف رسالة مطبوعة كابلعكس‬
‫كىي يف طريقها لتحقيق نظاـ للًتصبة اآللية ظهرت مقدماتو يف نظاـ مينيتيل‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬قابًية ايتوصيٌ‪ :‬كتعٍت إمكانية توصيل األجهزة االتصالية بتنويعة ك رل من‬
‫أجهزة أخرل بغض النظر عن الشركة الصانعة ؽبا أك البلد الذم مت فيو الصنع‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ايػيوع أو االْتػاز‪ :‬كيعٌت بو االنتشار اؼبنهجي لنظاـ كسائل االتصاؿ حوؿ العاَف‬
‫كيف داخل كل طبقة من طبقات اجملتمع‪ ،‬ككل كسيلة تظهر تبدك يف البداية على‬
‫أهنا ترؼ مث تتحوؿ إُف ضركرة‪ ،‬نرل ذلك يف التليفوف كبعده الفاكس‪ ،‬ككلما زاد‬
‫عدد األجهزة اؼبستخدمة زادت قيمة النظاـ لكل األطراؼ اؼبعنية‪ ،‬كيف رأم "ألفن‬
‫توفلر" أنو من اؼبصلحة القوية لؤلثرايء أف هبدكا طرقا لتوسيع النظاـ اعبديد‬
‫لبلتصاؿ لكي يشمل كال يستبعد من ىم أقل ثراء حيث يدعموف بطريقة غَت‬
‫مباشرة اػبدمة اؼبقدمة لغَت القادرين على تكاليفها‪..‬‬

‫‪62‬‬
‫ٖ‪ -‬ايتدويٌ أو ايهوْية‪ :‬البيئة األساسية اعبديدة لوسائل االتصاؿ ىي بيئة علمية‬
‫دكلية كذلك حىت تستطيع اؼبعلومة أف تتبع اؼبسارات اؼبعقدة كتعقد اؼبسالك اليت‬
‫كإاياب من أقصى مكاف‬
‫ذىااب ن‬
‫يتدفق عليها رأس اؼباؿ إلكًتكنيا ع ر اغبدكد الدكلية ن‬
‫يف األرض إُف أدتاه يف أجزاء على األلف من الثانية‪ ،‬إُف جانب تتبعها مسار‬
‫األحداث الدكلية يف أم مكاف يف العاَف‪.‬‬
‫إف األخبار كأبرز ؿبتوايت كسائل االتصاؿ قد استفادت بشكل كبَت من‬
‫التطورات اغبالية يف تكنولوجيا االتصاؿ فبا أدل إُف زايدة فاعلية أداء كسائل االتصاؿ‬
‫ؼبهامها اإلخبارية على اؼبستويُت احمللي كالدكِف‪.‬‬
‫كقد ربسن األداء اؼبهٍت للوظيفة اإلخبارية لوسائل االتصاؿ من خبلؿ ابتكار نظم‬
‫غبفظ اؼبعلومات كاسًتجاعها داخل البلد الواحد كخارجو من خبلؿ توظيف بنوؾ‬
‫اؼبعلومات كشبكاهتا ككذلك ابتدعت أدكات كنظم لتسريع عملية اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومات كتوصيلها إُف مقر الصحيفة‪ ،‬كمت استحداث كسائل كقنوات إخبارية جديدة‬
‫سباما كـبتلفة عن الوسائل كالقنوات التقليدية مثل أنظمة النصوص اؼبتلفزة‪ ،‬اعبرائد‬ ‫ن‬
‫كاجملبلت اإللكًتكنية "كالطبعة اإللكًتكنية من ؾبليت اتًن كنيوزكيك"‪.‬‬
‫كبناء على ما سبق يبكن القوؿ إف أبرز آاثر التكنولوجيا االتصالية الراىنة تبدك يف‬
‫عملية التغطية اإلخبارية فقد ألغت التكنولوجيا اغبديثة الفواصل الدقيقة بُت مراحل‬
‫نشر اػب ر الثبلثة‪ ،‬كىي‪ :‬مرحلة حدكث اػب ر كمرحلة بث اػب ر كمرحلة التشبع‬
‫اإلخبارم كقد مت ذلك من خبلؿ عملية تغطية األخبار فور كقوعها(ُ)‪.‬‬
‫كقد أدت األسباب السابقة إُف جعل تعريف اػب ر أنو ذلك اغبدث الذم نشاىده‬
‫كىو يقع كأصبح من الصعوبة التفرقة بُت ما ىو إعبلـ كطٍت كما ىو إعبلـ دكِف‪،‬‬
‫فاإلعبلـ الوطٍت الذم ينتجة ؾبتمع ما ؼبواطنيو‪ ،‬قد أصبح لو ‪ -‬بشكل من األشكاؿ‬
‫مقصودا أك غَت مقصود ‪ -‬بعد دكِف‪ ،‬فال رامج اليت تبثها ؿبطات التليفزيوف يف‬
‫ن‬

‫(‪ )1‬قايد دايب ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ُِٗ كما بعدىا‪.‬‬


‫‪63‬‬
‫الوالايت اؼبتحدة األمريكية كاالرباد السوفييت ككندا كالياابف كدكؿ غرب أكركاب كاليت‬
‫أعدت من األساس عبمهورىا احمللي‪ ،‬أصبحت تشاىد ع ر األقمار الصناعية يف أكباء‬
‫متفرقة من العاَف‪ ،‬كقد اكتسبت بذلك بع ندا دكلينا َف تسع لو أصبلن كلكن تطور‬
‫تكنولوجيا االتصاؿ جعل ذلك فبكنا‪ ،‬كذلك فإف برامج ؿبطات الراديو الوطنية يف‬
‫معظم دكؿ العاَف‪ ،‬أصبحت تسمع يف أماكن أبعد من حدكدىا الوطنية‪ ،‬بفضل تطوير‬
‫إمكاتات اؼبوجات اؼبتوسطة كالقصَتة‪ ،‬كبرامج ىذه احملطات خببلؼ اإلذاعات اؼبوجهة‪،‬‬
‫تستهدؼ يف األصل اؼبستمع احمللي‪ ،‬كلكن التطور التكنولوجي أضاؼ إليها بدرجة ما‬
‫ضا على الصحافة فإف التقدـ الكبَت يف كسائل‬
‫بع ندا دكليا‪ ،‬كالظاىرة نفسها تنسحب أي ن‬
‫اؼبواصبلت قد اختصر الكثَت من الوقت كاعبهد كاؼباؿ البلزمُت للتوزيع خارج اغبدكد‬
‫الوطنية كقد شجع ىذا التطور العديد من الصحف احمللية‪ ،‬كخاصة اليت تصدر ابللغات‬
‫تداكال يف العاَف على التواجد يف األسواؽ العاؼبية‪ ،‬أما الصحف الدكلية من‬
‫األكثر ن‬
‫األصل فقد زادت فعاليتها كاتسع ؾباؿ انتشارىا‪ ،‬ككصلت رسائلها كنسخها إُف أماكن‬
‫َف تصل إليها من قبل بفضل تطور تكنولوجيا االتصاؿ‪.‬‬
‫لكن ىل عوؼبة االتصاالت اإللكًتكنية ذبعل اؼبواطنُت أكثر دراية دبشاكل العاَف‪،‬‬
‫كابلتاِف سبكنهم من إهباد حلوؿ ؽبذه اؼبشاكل؟‬
‫إف ىذا األمر صحيح ابلنسبة إُف الوالايت اؼبتحدة األمريكية كالدكؿ الصناعية‬
‫اؼبتقدمة خاصة يف أكركاب‪ ،‬فبل شك أف التقدـ التكنولوجي اؼبتبلحق قد غَت مسار‬
‫اإلنتاج كزايدة تدفق اؼبعلومات أصبح من الصعب مقاكمتو‪ ،‬مهما بلغت قوة الدكلة‬
‫الحتواء ىذه اؼبعلومات كمصادرهتا‪ ،‬كال هبب أف تصدؽ الدعاية اليت تؤكد أف كل‬
‫سكاف العاَف يبكنهم أف يستقبلوا اؼبعلومات من خبلؿ الشبكات العاؼبية‪ ،‬ىذه الدعاية‬
‫مثبل تصل إُف‬
‫لست صحيحة كردبا لن تكوف‪ ،‬كذلك يرجع إُف أف شبكة ‪ CNN‬ن‬
‫َِ‪ %‬من سكاف العاَف‪ ،‬أم أف أربعة أطباس العاَف ليس لديهم كقت أك إمكاتات‬
‫الستقباؿ الشبكة‪ ،‬كردبا تزداد نسبة الذين يبكنهم االتصاؿ بشبكات اؼبعلومات‬
‫اإللكًتكنية من خبلؿ أجهزة الكمبيوتر إُف ستة مبليُت نسمة يف القرف اغبادم‬
‫‪64‬‬
‫كالعشرين كىناؾ مناطق كأماكن عديدة يف العاَف من الصعب اغبصوؿ على معلومات‬
‫عنها بسبب السياسات الديكتاتورية يف ىذه الببلد‪ ،‬مثل بعض دكؿ إفريقيا كآسيا‬
‫كالشرؽ األكسط حيث يصعب اغبصوؿ على معلومات أك أخبار تفصيلية خاصة‬
‫األخبار الدكلية‪ ،‬كمع ذلك ىبط اإلعبلـ اؼبطبوع‪ ،‬بسبب ظهور اإلعبلـ اؼبرئي من‬
‫خبلؿ أجهزة التليفزيوف اليت أصبحت الوسيلة اؼبفضلة لدل كثَت من الناس للحصوؿ‬
‫على اؼبعلومات فعدد الصحف اليومية اؼبتداكلة يف الوالايت اؼبتحدة منذ عاـ ُٓٔٗ‬
‫حىت ُٓٗٗ ظل كما ىو ٗٓ مليوف نسخة بينما زاد عدد سكاف الوالايت اؼبتحدة‬
‫من ُٖٓ مليوتا إُف َِٔ مليوف نسمة كىذه اؼبلحوظة تعٍت أف ىناؾ ىبوطنا أك‬
‫البفاضا يف عدد القراء يصل إُف كبو ثلث القراء‪ ،‬كما أف اؽببوط سوؼ يستمر ما دامت‬
‫ن‬
‫نسبة قراء اعبرائد ضعيفة ج ندا‪ ،‬خاصة بُت من تقل أعمارىم عن ّٓ سنة كمن تزيد‬
‫أعمارىم على ٓٔ سنة‪ ،‬أما ابلنسبة إُف اؼبادة اإلخبارية كؿبتوايهتا فإف التحوؿ من‬
‫الكلمة اؼبكتوبة أك اؼبطبوعة إُف الكلمة اؼبرئية قد أصبح ظاىرة أك ر من كوهنا ؾبرد تغَت‬
‫(ُ) ‪.‬‬
‫يف كسيلة االتصاؿ‬
‫كمن الصحيح القوؿ إف العاَف أصبح قرية كاحدة من تاحية سرعة معرفة كتداكؿ‬
‫اؼبعلومات كاألخبار كاألحداث‪ ،‬غَت أف ىذه القرية زبضع ؽبيمنة كنفوذ دكؿ الشماؿ‬
‫كالشركات متعددة اعبنسيات كىذا أدل إُف ما يسمى التبعية اإلعبلمية كعدـ التوازف‬
‫خاصة من جانب الوالايت اؼبتحدة األمريكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ّٗ ‪.‬‬


‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫كاف ظهور اإلنًتنت دبثابة ثورة كنقلة كبَتة يف كسائل االتصاؿ كنقل‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬ىذه الثورة اؼبعرفية أثرت بشكل كبَت يف الكثَت من اؼبفاىيم‬
‫اإلعبلمية كالصحفية‪.‬‬
‫لقد غَتت شبكة اإلنًتنت العاَف‪ ،‬إذ مثل ظهورىا يف أكاخر الستينيات من القرف‬
‫العشرين ثورة أطاحت ابلعديد من اؼبفاىيم كالنظرايت اليت ظلت قائمة لقركف عديدة‪،‬‬
‫ككلدت مفاىيم كنظرايت تشرح عملية االتصاؿ اعبديدة‪ ،‬كَف تكن كسائل اإلعبلـ‬
‫اعبماىَتية التقليدية دبنأل عن ىذه الثورة اليت تكاد تعصف بوسائل إعبلمية راسخة َف‬
‫يكن يتوقع أحد أف تتعرض لبلنداثر كتصبح يف ظل اإلنًتنت شيئنا من اؼباضي‪ ،‬كال‬
‫غرابة يف أف تظهر بُت اغبُت كاآلخر توقعات تشَت إُف قرب انتهاء حضارة الورؽ لتحل‬
‫ؿبلها ما يبكن أف نسميو "حضارة الوسائط اؼبتعددة كاالتصاؿ اعبماىَتم التفاعلي"(ُ)‪.‬‬
‫لقد كاف التطور التكنولوجي يف ؾباؿ اغباسبات نواة أساسية لظهور شبكة‬
‫اؼبعلومات الدكلية "إنًتنت" ‪ internet‬كىذا التطور اؽبائل كاف بسبب تبلقي اثلوث‪:‬‬
‫الكومبيوتر ‪ hardware‬كال رؾبيات ‪ software‬كشبكات االتصاؿ‪.‬‬
‫إف فكرة اإلنًتنت انطلقت من الربط بُت مبليُت من شبكات الكومبيوتر بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬عن طريق خطوط التليفوتات أك الشبكات الرقمية أك عن طريق األقمار‬
‫الصناعية‪ ،‬كيستخدمها مبليُت البشر يف سائر أكباء العاَف على مدار الساعة‪ .‬بدأ العمل‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسٍت دمحم نصر‪ :‬اإلنًتنت كاإلعبلـ ‪ ..‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬مكتبة الفبلح للنشر كالتوزيع‪ ،‬العُت‪،‬‬
‫اإلمارات العربية اؼبتحدة‪ ،ََِّ ،‬ص ُّ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫هبذه الشبكة منذ عاـ ُٗٔٗ خبلؿ اغبرب الباردة بُت الوالايت اؼبتحدة كاالرباد‬
‫السوفييت كتجربة قامت هبا ككالة اؼبشركعات لؤلحباث اؼبتقدمة للدفاع يف الوالايت‬
‫اؼبتحدة األمريكية ‪ ،DARRA‬هبدؼ إنشاء نظاـ اتصاالت قادر على ربط صبيع‬
‫أنظمة االتصاالت اؼبختلفة كبركتوكوالهتا مع شبكة مكتب الدفاع األمريكي ‪ARP‬‬
‫‪ ANET‬كمن مث نقل اؼبعلومات من نظاـ إُف آخر بسهولة كيسر‪ .‬كمن ىنا اشتق‬
‫االسم إنًتنت ‪ Interconncted Computer Network 9‬كشبكة أرابنت ىي‬
‫أكؿ شبكة حاسبات تعمل بنظاـ النقل ابغبزـ ‪ Packet - Swiching‬أم تسمح‬
‫بتحويل البياتات اؼبرسلة ع ر الشبكة من خبلؿ ذبزئتها إُف حزـ كترقيمها قبل إرساؽبا‪،‬‬
‫حيث يقوـ اغباسب اؼبستقبل إبعادة ترتيب ىذه اغبزـ طب نقا ألرقامها‪ ،‬كيف حالة فقد‬
‫إحدل ىذه اغبزـ تتم إعادة إرساؽبا‪ ،‬كميزة ىذا النظاـ أنو يسمح بتمرير الرسائل حىت‬
‫يف حالة حدكث عطل إلحدل نقاط االتصاؿ ابلشبكة(ُ)‪.‬‬
‫كيف عاـ ُٕٖٗ قامت ثبلث شركات أمريكية ك رل ىي &‪MIRIT, MCI‬‬
‫‪ IBM‬إبعادة تنظيم الشبكة من جديد‪ ،‬كتوفَت كسائل االتصاالت اغبديثة كمعداهتا‪،‬‬
‫كقد زبلت اغبكومة األمريكية عن دعمها للشبكة كتركتها للشركات لكي تضطلع‬
‫بدكرىا كتطورىا‪.‬‬
‫لقد كاف اؼبطلوب من ىذا النظاـ أف يسمح للكمبيوترات اؼبتصلة أف تكوف قادرة‬
‫على ؿباكاة أية شبكة كمبيوتر أخرل متصلة هبا عن طريق إنًتنت‪ ،‬كتبادؿ اؼبعلومات‬
‫معها‪ ،‬كأف تبقى شبكة إنًتنت قادرة على العمل حىت لو توقفت أية شبكة كمبيوتر‬
‫متصلة هبا عن العمل‪ .‬فعلى سبيل اؼبثاؿ إذا كاف ىناؾ طبس شبكات كمبيوتر متصلة‬
‫بشبكة إنًتنت يبكن ألم من ىذه الشبكات االتصاؿ ابألربع األخرل العاملة معها‪.‬‬
‫كيف عاـ َُٗٗ ترؾ العسكريوف ىذه الشبكة لبلستخداـ اؼبدين كاذبهوا إُف‬

‫(ُ) د‪ .‬ؿبمود علم الدين‪ ،‬دمحم تيمور عبد اغبسيب‪ :‬أساسيات اؼبعلومات كاغباسبات كاإلنًتنت لئلعبلميُت‪،‬‬
‫د‪ .‬ف ‪ ،‬القاىرة‪ ،ََِٓ ،‬صِّٗ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫(ُ)‬
‫استحداث أنظمة اتصاؿ أخرل‬
‫أًْ املؽاضو يف حارٗظ ُشأة شتهث "اإلُرتُج"‪:‬‬
‫أصبحت اإلنًتنت كسيلة التفاىم العامة بُت آالؼ البشر‪ ،‬حيث تتيح ؽبم ما‬
‫يودكف مشاىدتو أك قراءتو‪ ،‬فاؼبعلومات اليت أتيت من كل مكاف من خبلؿ عمليات تقنية‬
‫فضاء ظهر على شاشات‬ ‫ن‬ ‫معا‬
‫تربط آالؼ الشبكات بعضها ببعض كقد كونت ن‬
‫الكمبيوتر ككأنو عاَف حقيقي يشابو عاؼبنا الواقعي الذم نعيش فيو ‪ ..‬إنو مصدر عاؼبي‬
‫ذك قيمة ىائلة من اؼبعلومات اؼبتآلفة‪.‬‬
‫لقد ظبيت ىذه الشبكة أكؿ األمر ابسم (أراب) ‪ ،)ِ(ARPA‬كىي عبارة عن شبكة‬
‫اتصاالت ليس ؽبا مركز ربكم رئيس‪ ،‬فإذا ما دمرت إحداىا أك حىت دمرت مائة من‬
‫أطرافها فإف ىذا النظاـ يستمر يف العمل‪ ،‬ككاف اؽبدؼ من ىذا اؼبشركع تطوير تقنية‬
‫تشبيك ؾبموعة كمبيوترات تصمد أماـ أم ىجوـ عسكرم‪ ،‬كصممت شبكة " أراب "‬
‫عن طريق خاصية تدعى طريقة إعادة التوجيو الديناميكي‪Dynamic rerouting ،‬‬
‫كتعتمد ىذه الطريقة على تشغيل الشبكة بشكل مستمر حىت أنو يف حالة انقطاع‬
‫إحدل الوصبلت أك تعطلها عن العمل تقوـ الشبكة بتحويل اغبركة إُف كصبلت‬
‫أخرل‪ ،‬كفيما يلي تطور لنشأة الشبكة‪:‬‬
‫يف عاـ ُٗٔٗ كضعت أكؿ أربع نقاط اتصاؿ لشبكة "أرابنت" يف مواقع‬
‫جامعات أمريكية منتقاة بعناية‪.‬‬
‫كيف ُِٕٗ مت أكؿ عرض عاـ لشبكة "أرابنت" يف مؤسبر العاصمة كاشنطن‬

‫(ُ) اؼبرجع السابق ‪ :‬ص ِْٗ‪.‬‬


‫(ِ) بدأت فكرة إنشاء شبكة اؼبعلومات العاؼبية "اإلنًتنت" من قبل إدارة الدفاع األمريكية (البنتاجوف) يف‬
‫عاـ ُٗٔٗـ‪ ،‬عن طرؽ سبويل مشركع من أجل كصل اإلدارة مع متعهدم القوات اؼبسلحة‪ ،‬كعدد كبَت‬
‫من اعبامعات اليت تعمل على أحباث فبولة من القوات اؼبسلحة‪ ،‬كظبيت ىذه الشبكة ابسم ‪ARPA‬‬
‫اختصار الكلمة اإلقبليزية ‪The Advanced Research Project Administration‬‬
‫ككاف اؽبدؼ من ىذا اؼبشركع تطوير تقنية تشبيك ؾبموعة كمبيوترات تصمد أماـ أم ىجوـ عسكرم‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫بعنواف العاَف يريد أف يتصل‪ ،‬كالسيد رام توملنس ىبًتع ال ريد اإللكًتكين كيرسل أكؿ‬
‫رسالة على "أرابنت"‪.‬‬
‫كيف ُّٕٗ سبت إضافة النركيج كإقبلًتا إُف الشبكة‪.‬‬
‫كيف ُْٕٗ مت اإلعبلف عن تفاصيل بركتوكوؿ التحكم ابلنقل‪ ،‬إحدل التقنيات‬
‫اليت ستحدد "إنًتنت"‪.‬‬
‫كيف ُٕٕٗ أصبحت شركات الكمبيوتر تبتدع مواقع خاصة هبا على الشبكة‪.‬‬
‫معياراي لشبكة "أرابنت"‪.‬‬
‫ن‬ ‫كيفُّٖٗ أصبح ال ركتوكوؿ ‪TCP/IP‬‬

‫أما يف ُْٖٗ أخذت مؤسسة العلوـ األمريكية ‪ NSF‬على عاتقها مسئولية‬


‫"أرابنت"‪ ،‬فقدمت نظاـ إعطاء أظباء ألجهزة الكمبيوتر اؼبوصولة ابلشبكة اؼبسمى‬
‫(‪ ، Domain Name System (DNS‬نظاـ اسم اجملاؿ‪ .‬كيف ُٖٓٗ قامت أكؿ‬
‫شركة كمبيوتر بتسجيل ملكية "إنًتنت" خاصة هبا‪.‬‬
‫ُٖٔٗ أنشأت مؤسسة العلوـ العاؼبية شبكتها األسرع ‪ TNSFNE‬مع ظهور‬
‫جاعبل‬
‫ن‬ ‫بركتوكوؿ نقل األخبار الشبكية ‪Network News Transfer Protocol‬‬
‫أندية النقاش التفاعلي اؼبباشر أمرا فبكنا‪ ،‬كإحدل شركات الكمبيوتر تبٍت أكؿ جدار‬
‫ضباية لشبكة "إنًتنت"‪.‬‬
‫يف عاـَُٗٗ مت إغبلؽ "أرابنت" ك"إنًتنت" تتوِف اؼبهمة ابؼبقابل‪.‬‬
‫يف عاـُُٗٗ قامت جامعة مينيسوات األمريكية بتقدـ برتامج "غوفر" ‪Gopher‬‬
‫كىو برتامج السًتجاع اؼبعلومات من األجهزة اػبادمة يف الشبكة‪.‬‬
‫يف عاـ ُِٗٗ مؤسسة األحباث الفيزايئية العاؼبية ‪ CERN‬يف سويسرا‪ ،‬شفرة‬
‫النص اؼبًتابط ‪ ،Hypertext‬كىو اؼببدأ ال رؾبي الذم أدل إُف تطوير الشبكة العاؼبية‬
‫‪.Word Wide Web‬‬
‫كيف ُّٗٗ ابتدأ اإلحبار‪ ،‬من خبلؿ إصدار أكؿ برتامج مستعرض الشبكة "‬

‫‪65‬‬
‫موزاييك" مث تبعو آخركف مثل برتامج "نتسكيب" كبرتامج "مايكرك سوفت" كأطلق‬
‫الرئيس األمريكي كلينتوف صفحتو اػباصة على الشبكة العاؼبية‬
‫‪http://whitehouse.gov/wh/welcome.html‬‬
‫يف ُٓٗٗ اتصل بشبكة "إنًتنت" ستة مبليُت جهاز خادـ كَََ‪ َٓ.‬شبكة‪،‬‬
‫كإحدل شركات الكمبيوتر تطلق برتامج البحث يف الشبكة العاؼبية‪ .‬كيف ُٔٗٗ‬
‫أصبحت "إنًتنت" ك "كب" كلمات متداكلة ع ر العاَف‪ ،‬كيف الشرؽ األكسط أصبحت‬
‫"إنًتنت" من اؼبواضيع الساخنة‪ ،‬ابتداء من التصميم األكؿ للشبكة كحىت اليوـ‪،‬‬
‫كأصبح ىناؾ عدد من مزكدم خدمة " إنًتنت " يقدموف خدماهتم‪ .‬استخدامات شبكة‬
‫اؼبعلومات العاؼبية "إنًتنت"‪ :‬تستخدـ الشبكة يف ؾباالت عديدة ؼبا تقدمو من خدمات‬
‫معلوماتية كخدمة ال ريد اإللكًتكين‪ ،‬كما أهنا توفر النفقات اؼبالية ابؼبقارنة مع أنظمة‬
‫ال ريد العادية‪ ،‬فهي تستخدـ يف اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬اخلدَات املايية واملضسفية‪ :‬إف غالبية البنوؾ تستخدـ الشبكة يف أعماؽبا‬
‫اليومية‪ ،‬ؼبتابعة البورصات العاؼبية‪ ،‬كأخبار االقتصاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬ايتعًيِ ‪ :‬يوجد لشبكة اؼبعلومات استخدامات يف غاية األنبية للجامعات‬
‫كاؼبدارس كمراكز األحباث حيث يبكن من خبلؽبا نقل كتبادؿ اؼبعلومات بينها‪،‬‬
‫كنشر األحباث العلمية‪ ،‬كما يستطيع الباحث اغبصوؿ على اؼبعلومات اؼبطلوبة‬
‫من اؼبكتبات العامة أك من مراكز اؼبعلومات بسرعة كبَتة ج ندا ابؼبقارنة مع الطرؽ‬
‫التقليدية‪ .‬كيبكن االستفادة من الشبكة يف عملية التعلم عن بعد بصورة كبَتة‬
‫ج ندا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ايضشافة ‪ :‬أصبح اآلف من السهل نقل األخبار من دكلة إُف أخرل أك مكاف إُف‬
‫آخر بعد استخداـ شبكة "إنًتنت"‪ ،‬فيستطيع الصحفي كتابة اؼبوضوع أك اؼبقاؿ‬
‫الذم يريده مث نقلو كبسرعة إُف احملررين يف الصحيفة أك اجمللة اليت يعمل هبا‪.‬‬
‫كىناؾ استخدامات أخرل منها استخداـ الشبكة يف اغبكومة‪ ،‬اؼبنزؿ‪ ،‬الشركات‪،‬‬

‫‪51‬‬
‫السياحة ‪ ..‬إٍف‪.‬‬
‫دكرا يف الصحافة‪ ،‬فقد استفادت منو يف ربسُت ما تقدمو على‬
‫لقد لعب اإلنًتنت ن‬
‫مستول اؼبضموف كالصور كربط اؼبعلومات دبصادر ـبتلفة كمتباينة كعلى مستول الصور‬
‫كجودهتا كسرعة نقلها‪ ،‬ككذلك تغيَت طرؽ التوزيع كالطباعة يف أماكن ـبتلفة من العاَف يف‬
‫ضا على مستول الشكل يف إخراج الصحيفة أك اؼبطبوعة كرسم‬ ‫كقت كاحد‪ ..‬أي ن‬
‫الصفحات إلكًتكنينا‪ ..‬كالتسهيل على احملررين يف كتابة موضوعاهتم يف أم مكاف يف‬
‫العاَف كإرساؽبا إُف اعبريدة‪.‬‬
‫كىذه السرعة يف إخراج الصحيفة جعلها يف متناكؿ القراء على مستول العاَف حىت‬
‫قبل صدكر طبعتها الورقية‪.‬‬
‫كأخذت العديد من الصحف العربية تعي ضركرة مواكبة التطور فأخذت هتتم‬
‫بعرض صفحاهتا على اإلنًتنت كإنشاء مواقع ؽبا‪ ،‬كقد بدأ ىذا االىتماـ منذ بداية‬
‫التسعينيات‪ ،‬كىو يف تطور مستمر حىت يومنا ىذا(ُ)‪.‬‬
‫كيبكن النظر يف مستوايت إفادة الصحف من اإلنًتنت من خبلؿ عدة مستوايت‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬اإلْرتْت نُضدز يًُعًوَات‪ :‬من خبلؿ كوهنا أداة مساعدة يف التغطية‬
‫مصدرا أساسينا لؤلحداث العاجلة‪ ،‬كاستكماؿ اؼبعلومات كالتفاصيل‬
‫ن‬ ‫اإلخبارية أك‬
‫كاػبلفيات عن األحداث اؼبهمة‪ ،‬كاالستفادة منها يف إعداد الصفحات‬
‫اؼبتخصصة كالتعرؼ على الكتب كاإلصدارات اعبديدة‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬اإلْرتْت نوضيًة اتضاٍ‪ :‬من خبلؿ كوهنا كسيلة اتصاؿ خارجية ابؼبندكبُت‬
‫كاؼبراسلُت كتلقي رسائلهم عن طريق ال ريد اإللكًتكين‪ ،‬ككذلك كسيلة اتصاؿ‬
‫ابؼبصادر‪ ،‬كعقد االجتماعات التحريرية مع اؼبراسلُت كاؼبندكبُت‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬اإلْرتْت نوضيط اتضاٍ تفاعًي‪ :‬فهي توسع فرصة مشاركة القراء عن طريق‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬السيد خبيت‪ :‬الصحافة كاإلنًتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص َّ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫ال ريد اإللكًتكين‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬اإلْرتْت نوضيط يًٓػس ايضشفي‪ :‬من خبلؿ إصدار نسخ من اعبريدة نفسها‬
‫أك ملخص ؽبا كقواعد للبياتات أك أرشيف الصحيفة أك إصدار جرائد كؾببلت‬
‫كاملة‪.‬‬
‫دخبل للصحيفة‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬اإلْرتْت نوضيط إعالْي‪ :‬يدر ن‬
‫ٔ ‪ -‬اإلْرتْت نأداة يتطويل اخلدَات اييت تكدَٗا املؤضطة ايضشفية‪ :‬من خبلؿ‬
‫إنشاء موقع أك أكثر يقدـ معلومات أساسية عن تطورىا كإقبازاهتا‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬تكديِ خدَات َعًوَاتية‪ :‬من خبلؿ ربوؿ اؼبؤسسة الصحفية إُف مزكد‬
‫ابػبدمات للمشًتكُت‪ ،‬كتقدًن خدمات التصميم كإصدار الصحف كالنشرات‬
‫غبساب الغَت(ُ)‪.‬‬
‫كىناؾ الكثَت من اػبصائص اليت استفادت فيها الصحافة من اإلنًتنت نذكر منها‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬ايتػطية احلية وايفوزية‪ :‬دبعٌت نقل األحداث من موقعها مباشرة غبظة كقوعها‬
‫مثل نقل أحداث نتائج انتخاابت ‪ -‬اغتياالت ‪ -‬مؤسبرات ‪ -‬كوارث ‪-‬‬
‫حركب‪..‬إٍف‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬ايتػطية املطتُسة‪ :‬كذلك على مدار ِْ ساعة‪ ،‬دبا يتيح ذبدد اؼبادة الصحفية‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬تعدد ايوضائط‪ :‬حيث كفرت اإلنًتنت العديد من الوسائط لتوظيفها يف العمل‬
‫الصحفي مثل األلواف كالصور كالرسومات البيانية كالتوضيحية كاػبرائط‪ ..‬كغَتىا‬
‫فبا سهل على الصحفي نقل اغبدث من ـبتلف جوانبو‪ ،‬ككفر الكثَت من الوقت‬
‫لو كلصحيفتو‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬ايتػطية املوضوعية‪ :‬تضافر الصورة مع اؼبعلومة مع اؼبتابعة اغبية اؼبوثقة‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ِٕ‪.ِٖ ،‬‬


‫‪52‬‬
‫كاالستفادة من مصادر متنوعة يكسب التغطية مصداقية كموضوعية‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬ايتػطية ايتفاعًية‪ :‬حيث يتفاعل القراء كاؼبتابعوف مع الصحفي‪ ،‬كيظهر ىذا‬
‫بشكل كاضح يف الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬حيث التعليقات كالرد كالنقاش‪.‬‬
‫ٔ ‪ -‬ايتػطية املتعُكة‪ :‬حيث االعتماد على مصادر معلومات ـبتلفة كمتباينة تتيحها‬
‫شبكة اإلنًتنت‪ ،‬كالرجوع إُف أرشيف معلومات العديد من اؼبنظمات كاعبهات‬
‫اؼبعينة للموضوع كاإلحالة إُف ركابط ذات صلة ابؼبوضوع كالبحث عن تفاصيلو‬
‫يف ؿبركات البحث‪.‬‬
‫متاحا للصحفي االتصاؿ دبصادر اؼبعلومات كإرساؿ‬
‫ٕ ‪ -‬ايتػطية ايراتية‪ :‬فأصبح ن‬
‫بريد إلكًتكين للتزكد دبعلومة‪ ،‬كالرجوع إُف األرشيف كالقواميس كالدكرايت ‪..‬‬
‫كصبيع البياتات من عدة مصادر ككتابة اؼبوضوع كنشره دكف اغباجة إُف فريق‬
‫عمل معاكف لو‪.‬‬
‫وحأحٖ اـخغػاٌات اإلُرتُج اىططف٘ث ٌطللث ىػػة أْػاف‬
‫ىيلائً ةاالحطال يف اىػٍي٘ث اىططف٘ث‪ ،‬وْٖ(‪: )1‬‬

‫ُ ‪ -‬اغبصوؿ على فيض متدفق كمتجدد من األخبار الصحفية‪.‬‬


‫ِ ‪ -‬استكماؿ موضوعات األعماؿ الصحفية‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬استطبلع كجهات نظر اؼبصادر الصحفية يف اؼبوضوعات اؼبختلفة‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬االتصاؿ بقواعد اؼبعلومات كؿبركات البحث كأرشيفات مواقع متعددة كاالستفادة‬
‫منها‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬تطوير اؼبهارات الصحفية للصحفيُت‪.‬‬
‫ٔ ‪ -‬استخداـ اإلنًتنت كأرشيف خاص للصحفي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬بتصرؼ‪ ،‬ص َّ‪.‬‬


‫‪53‬‬
‫ٕ ‪ -‬استخداـ اإلنًتنت يف بناء صحافة الصحفي اػباصة ‪Create his own‬‬
‫‪newspaper‬‬
‫ٖ ‪ -‬االتصاؿ ابؼبصادر الصحفية الك رل‪.‬‬
‫ٗ ‪ -‬اغبصوؿ على األدكات الصحفية اؼبساعدة كأرقاـ التليفوتات كالعناكين كال ريد‬
‫اإللكًتكين‪.‬‬
‫َُ ‪ -‬إرساؿ كاستقباؿ اؼبواد الصحفية من كإُف الصحيفة‪.‬‬
‫ُُ ‪ -‬االنضماـ إُف صباعات صحفية كإخبارية‪.‬‬
‫ُِ ‪ -‬تطوير كسائل صبع اؼبادة الصحفية مثل عقد اؼبؤسبرات عن بعد‪ ،‬كمؤسبرات‬
‫الفيديو‪ ،‬نقاشات كدردشة ال ريد اإللكًتكين‪.‬‬
‫ُّ ‪ -‬االطبلع على أشكاؿ جديدة للعمل الصحفي‪.‬‬
‫ُْ ‪ -‬اؼبشاركة يف األقساـ اإلخبارية لصحف أخرل‪ ،‬كاالطبلع على اختباراهتم‬
‫كمعايَتىم الصحفية كأدائهم‪.‬‬
‫ُٓ ‪ -‬تطوير طرؽ اتصالو ابلقراء‪.‬‬
‫ُٔ ‪ -‬استخداـ ال ريد اإللكًتكين يف إرساؿ كاستقباؿ الرسائل الصحفية‪.‬‬
‫ُٕ ‪ -‬التحقق من مبلحقة األخبار‪.‬‬
‫لقد قبحت اإلنًتنت كوسيط إعبلمي تفاعلي يف اجتياز اغبدكد اعبغرافية كذباكز‬
‫الكثَت من العراقيل كاؼبعوقات يف سبيل اغبصوؿ على اؼبعلومات كتوفَت الوقت كاعبهد‬
‫يف سرعة نقل األخبار كاألحداث كالفعاليات‪ ،‬كقامت اإلنًتنت بدكر الوسيط الذم‬
‫سهل من مهمة الصحفي‪ ،‬كطور من أداء الصحيفة على مستول الشكل كاؼبضموف‪.‬‬
‫اىٔذ٘لث اىػؽة٘ث ىإلُرتُج‪:‬‬
‫كقد أصدرت مؤسسات اجملتمع اؼبدين العريب يف اؼبؤسبر اإلقليمي العريب"كبو ؾبتمع‬
‫معلومات أكثر عدالة" الذم عقد يف عماف‪-‬األردف خبلؿ الفًتة من ُّ‪-‬‬
‫‪54‬‬
‫ُٓ‪( ََِْ/ٗ/‬الوثيقة العربية لئلنًتنت ) كاليت جاء فيها‪:‬‬
‫تعت ر تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاؿ من اؼبفاىيم اغبديثة نسبينا كلكن استخدامها‬
‫انتشر بشكل مذىل كسريع كخاصة اإلنًتنت‪ ،‬كَف تشهد البشرية كسائل لبلتصاؿ فيما‬
‫كاقتصاداي‬
‫ن‬ ‫بينها تتسم ابلسرعة كالفعالية‪ ،‬كتؤثر يف حياة الناس أينما كانوا اجتماعينا‬
‫كتنمواي كما فعل اإلنًتنت على الرغم من أف استخداماتو يف الوطن العريب ما‬
‫ن‬ ‫كثقافينا‬
‫زالت ضعيفة ألسباب متعددة‪.‬‬
‫لكن اغبقيقة اليت ال يبكننا ذباىلها ىي أننا ال يبكن أف نستغٍت عن اإلنًتنت‪،‬‬
‫فعدد اؼبستخدمُت يف تزايد مستمر على الرغم من الفجوة الرقمية بُت الدكؿ اؼبتقدمة‬
‫كالدكؿ النامية‪ ،‬ىذه الفجوة الناذبة من االستبعاد اؼبنظم للمجتمعات اؼبهمشة كالنامية‪،‬‬
‫كبسبب االىتماـ ابؼبصاٌف الفردية على حساب اؼبصلحة العامة‪ ،‬كجنوح الكثَتين كبو‬
‫احتكار ىذه التكنولوجيا كبرؾبياهتا كالتحكم ابستخداماهتا كطرؽ ككسائل توفَتىا‬
‫كالرقابة عليها‪.‬‬
‫فاإلنًتنت جزء من عملية العوؼبة اليت بنيت قواعدىا على أسس غَت متساكية‪ ،‬بل‬
‫إهنا تزيد من عدـ اؼبساكاة االجتماعية كاالقتصادية كالثقافية بُت الدكؿ حىت داخل‬
‫الدكلة الواحدة‪ ،‬إال أنو يف الوقت نفسو يبكن استخداـ اإلنًتنت كأدكاهتا يف ترسيخ‬
‫العدالة االجتماعية كالتنمية عندما تكوف ربت سيطرة من يؤمنوف هبذه اؼببادئ كمبادئ‬
‫حقوؽ اإلنساف بشكل عاـ‪ ،‬كعندما تدرؾ مؤسسات اجملتمع اؼبدين أف ىناؾ مسئولية‬
‫تقع على عاتقها تتمثل يف ضباية حقوؽ األفراد عند استخدامهم لئلنًتنت‪ ،‬كإلدراكنا‬
‫أنبية الدكر الذم تلعبو تكنولوجيا اؼبعلومات كاإلتصاؿ خاصة اإلنًتنت‪ ،‬فإف ىذه‬
‫اؼبعايَت اليت أقرهتا مؤسسات اجملتمع اؼبدين اؼبشاركة يف مؤسبر "كبو ؾبتمع معلومات أكثر‬
‫عدالة" كالذم عقد يف عماف ُّ‪ ُٓ-‬أيلوؿ ََِْ ‪ -‬هتدؼ إُف اغبماية الفعلية‬
‫كالعملية غبقوؽ االتصاؿ كحرية الرأم كالتعبَت‪ ،‬تبادؿ كنقل كتوطُت كإنتاج كإاتحة‬
‫اؼبعلومات كتنظيم اغبمبلت كاالعًتاض كإقباز اؼبعامبلت‪ ،‬على اؼبستوايت احمللية‬
‫كاإلقليمية كالدكلية‪ ،‬كتطبيقها من خبلؿ رفع الوعي كالتحرؾ الفعلي يف ذلك االذباه‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫أوال‪ :‬ضق االحطال واىطلٔق املؽحتؽث ةّ‪:‬‬
‫ً‬
‫ُ) ايٓفاذ‪ :‬لكل إنساف حق االتصاؿ كىو حق من حقوؽ اإلنساف األساسية‪ ،‬كاغبقوؽ‬
‫اؼبتعلقة ابلنفاذ كاستخداـ اإلنًتنت كاالتصاالت السلكية كالبلسلكية يف غاية‬
‫األنبية‪ ،‬فتكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت دبا فيها اإلنًتنت كتسهيل‬
‫استخداماهتا بفعالية ال بد أف تكوف متاحة للجميع خاصة اؼبناطق النائية كالبعيدة‪.‬‬
‫ِ) ايتدزيب‪ :‬من حق كل إنساف أف يتدرب لتكوف لديو القدرة على استخداـ‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت كخاصة اإلنًتنت لتلبية احتياجاتو اؼبختلفة‪،‬‬
‫فاغبكومات كاؼبنظمات الدكلية مطالبة بدعم كتشجيع كتطوير مناىج تدريبية‬
‫ؾبانية أك قليلة التكلفة‪ ،‬كتوفَت اؼبواد لؤلفراد حوؿ كيفية استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات كاالتصاالت من أجل التنمية االجتماعية كاالقتصادية كالتنمية‬
‫اؼبستدامة‪.‬‬
‫ّ) املطاواة بني اجلٓطني وإدَاز َفاٖيِ ايٓوع االدتُاعي‪ :‬ال بد السًتاتيجيات‬
‫النفاذ إُف تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت أف تدعم اؼبساكاة بُت اعبنسُت من‬
‫خبلؿ تقوية القدرة االقتصادية‪ ،‬اغبصوؿ على فرص التعليم‪ ،‬حرية التحرؾ‪ ،‬حرية‬
‫التعبَت للنساء‪ ،‬لذا فإف اعبهود كاألىداؼ اػباصة ابلنفاذ هبب أف ربمي كتراعي‬
‫اؼبساكاة بُت اعبنسُت‪ ،‬كإدماج مفاىيم النوع اإلجتماعي يف سياسات‬
‫كاسًتاتيجيات تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت‪.‬‬
‫ْ) ايكدزة واإلَهاْات املايية‪ :‬على اغبكومات أف تتأكد من أف صبيع اؼبواطنُت‬
‫لديهم القدرة اؼبالية للنفاذ إُف اإلنًتنت‪ .‬إف تطوير البنية التحتية لبلتصاالت‬
‫السلكية كالبلسلكية‪ ،‬ككضع الرسوـ كضرائب ال رامج كالضرائب اؼبختلفة هبب‬
‫أف تراعي النفاذ الفعلي لئلنًتنت كف نقا للقدرات االقتصادية اؼبتفاكتة للمواطنُت‪.‬‬
‫ٓ) ايتهاٌَ َع احلكوم يف دلاٍ اإلعالّ‪ :‬عملية تنظيم اإلنًتنت تتم من خبلؿ‬
‫القوانُت اؼبنظمة لوسائل اإلعبلـ اؼبختلفة‪ ،‬كبناءن عليو فجميع اؼبواطنُت‬

‫‪56‬‬
‫كاؼبؤسسات ؽبم حقوؽ النفاذ نفسها لكل أشكاؿ تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫كاالتصاالت القدًن منها كاغبديث‪.‬‬
‫ٔ) ايٓفاذ يًُعًوَات ايعاَة‪ :‬على اغبكومات كاؼبنظمات الدكلية دعم الشفافية من‬
‫خبلؿ نشر صبيع اؼبعلومات الصادرة عنهم أك اؼبنظمة من قبلهم بشكل عاـ‪،‬‬
‫هبب ضماف أف كل اؼبعلومات اؼبتاحة ع ر اإلنًتنت يبكن اغبصوؿ عليها‬
‫ابستخداـ النماذج اؼبتوافقة أك اؼبفتوحة‪ ،‬كفبكن النفاذ إليها من قبل األشخاص‬
‫اؼبستخدمُت ألجهزة حاسوب قديبة كخطوط اتصاؿ بطيئة‪.‬‬
‫ٕ) احلكوم يف أَانٔ ايعٌُ‪ :‬السماح ابلنفاذ إُف اإلنًتنت يف أماكن العمل‬
‫لبلستخداـ يف ؾباؿ التنظيم كضباية حقوؽ العماؿ كالتعليم كالتدريب‪.‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬ضؽٗث اىخػتري وحتادل املػئٌات‪:‬‬
‫ُ) سسية ايتعبري‪ :‬اإلنًتنت كسيلة للتعبَت عن اآلراء كاألفكار‪ ،‬كتبادؿ اؼبعلومات‬
‫بشكليها العاـ كاػباص‪ ،‬هبب أف يكوف لكل إنساف القدرة على أف يع ر عن آرائو‬
‫كأفكاره كأف يتقاسم اؼبعلومات مع غَته حبرية عند استخدامو اإلنًتنت‪ ،‬كتسهيل‬
‫اإلمكاتات اليت تتيحها اإلنًتنت أبقصى ما يبكن من خبلؿ اؼبشاركة العامة يف‬
‫اإلجراءات اغبكومية على اؼبستوايت الدكلية كاإلقليمية كاحمللية‪ ،‬كيف الوقت نفسو‬
‫هبب أف تتوافر آليات ككسائل ألصحاب اآلراء كاألفكار اؼبعارضة‪ ،‬كيف اغباالت‬
‫الشاذة وبظر نشر احملتول الضار ابلنساء كاألطفاؿ كالفئات الضعيفة‪ ،‬أك احملتول‬
‫الذم يبكن أف يثَت العنف كالكراىية‪.‬‬
‫ِ) ايتشسز َٔ ايسقابة‪ :‬هبب ضباية اإلنًتنت من كل ؿباكالت فرض الرقابة على‬
‫اؼبناقشات االجتماعية أك السياسية أك غَتىا من مناقشات‪ ،‬أك حجب اؼبواقع‬
‫اإللكًتكنية أك اؼبنتدايت أك اجملموعات عن مستخدمي اإلنًتنت يف دكلة ما أك‬
‫عدة دكؿ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ّ) سسية املػازنة حبُالت ايتضأَ واالستذاز‪ ،‬وايٓكاش عًى ايػبهة‪:‬‬
‫للمنظمات كاجملموعات كاألفراد حرية استخداـ اإلنًتنت للمشاركة يف‬
‫اإلحتجاجات العامة أك السياسية أك النقاشات‪ ،‬على اغبكومات توفَت عناكين بريد‬
‫إلكًتكنية ككسائل اتصاؿ إلكًتكنية أخرل لتسهيل التفاعل كتبادؿ اؼبعلومات بُت‬
‫النواب اؼبنتخبُت كاؼبسئولُت اغبكوميُت من جهة كاؼبواطنُت من جهة أخرل‪.‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬اىخِٔع وامليه٘ث وإدارة اإلُرتُج‪:‬‬
‫كحضاراي‬
‫ن‬ ‫‪ )1‬تٓوع احملتوى‪ :‬اإلنًتنت مكاف مثاِف لتشجيع كدعم تنوع احملتول ثقافينا‪،‬‬
‫كسياسينا‪ ،‬كال بد من دعم التدريب على إنتاج اؼبعلومات على الشبكة‪ ،‬هبب أف‬
‫يقوم أم تنظيم لئلنًتنت من تنوع احملتوم كاغبد من االحتكار أك اإلمبلء اػباص‬
‫بنشر اؼبعلومات الصادر عن أية جهة حكومية ك‪/‬أك القطاع اػباص‪.‬‬
‫‪ )2‬ايكابًية ايًػوية‪ :‬اؼبواقع‪ ،‬كاألدكات كال رامج على الشبكة مسيطر عليها بلغات‬
‫التينية فبا يؤدم إُف اغبد من تنوع احملتول كتطوير احملتول احمللي كاغبد من التبادؿ‬
‫كالتعاكف البينيُت بلغات غَت التينية‪ ،‬هبب أف تشجع التكنولوجيا اغبديثة اؼبطورة‬
‫التنوع اللغوم اإلقليمي كاحمللي على اإلنًتنت‪ ،‬خاصة اللغة العربية‪ ،‬كاؼبسانبة يف‬
‫أحباث إدخاؿ اللغة العربية ضمن اللغات اليت هبرم تشغيلها مباشرة على األجهزة‬
‫الرقمية دكف اللجوء إُف مًتجم أك ما يسمى ‪.Compiler‬‬
‫راةػا‪ :‬اىرباٌز اىطؽة ‪ /‬املفخٔضث املطػر‪ ،‬حؽٔٗؽ اىخهِٔىٔس٘ا‬
‫ً‬
‫وضلٔق امليه٘ث اىفهؽٗث‪:‬‬
‫ُ) ايرباَر احلسة ‪ /‬املفتوسة املضدز‪ :‬كبن نشجع استخداـ ال رامج ذات اؼبصادر‬
‫اؼبفتوحة كاغبرة‪ .‬العمل ابستخداـ ال رامج اغبرة ‪ /‬اؼبفتوحة اؼبصدر اليت تقوم‬
‫كتبٍت اؼبهارات كتتميز ابالستقرارية‪ ،‬كتشجع على االبتكارات على اؼبستول‬
‫احمللي‪ ،‬نساند اغبكومات على كضع سياسة كتعليمات تشجع استخداـ ال رامج‬
‫اغبرة ‪ /‬اؼبفتوحة اؼبصدر خاصة يف القطاع العاـ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ِ) َواصفات قياضية يًتهٓويوديا‪ :‬ينبغي أف يقابل تطوير التكنولوجيا اغبديثة تلبية‬
‫حاجات صبيع فئات اجملتمع كخباصة ىؤالء الذين يواجهوف عقبات كؿبددات عند‬
‫استخدامهم اإلنًتنت كاجملتمعات اليت ال تستخدـ األحرؼ البلتينية‪ ،‬كأصحاب‬
‫اإلعاقات اؼبختلفة‪ ،‬كالذين يبلكوف أجهزة حاسوب قديبة‪.‬‬
‫ّ) سكوم املًهية ايفهسية‪ :‬ينبغي أف ربمى حقوؽ اؼبلكية الفكرية خاصة اجملتمعات‬
‫احمللية كاؼبعرفة احمللية التقليدية من االستغبلؿ‪ ،‬كهبب أال تستخدـ من قبل‬
‫الشركات للحصوؿ على منافع احتكارية‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬اىغطٔض٘ث‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ )1‬محاية ايبياْات‪ :‬على اؼبؤسسات العامة كاػباصة كاليت يتطلب عملها اغبصوؿ‬
‫على معلومات شخصية من اؼبواطنُت‪ ،‬أف تعمل على صبع أقل قدر من اؼبعلومات‬
‫الضركرية أبقل فًتة ربتاجها لذلك‪ ،‬هبب أف يتبع عملية صبع اؼبعلومات سياسة‬
‫خصوصية شفافة تسمح لؤلفراد ابالطبلع على اؼبعلومات اليت صبعت عنهم‬
‫كتصحيح ما يرد هبا من أخطاء‪ ،‬هبب ضباية اؼبعلومات اجملمعة من اإلفشاء غَت‬
‫اؼبتعمد‪ ،‬كأف تصحح دكف أتخَت صبيع األخطاء األمنية‪ ،‬كال بد من توعية الناس‬
‫حوؿ حقوقهم عند استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت‪ ،‬كآليات تقدًن‬
‫الشكاكل عند االعتداء على تلك اغبقوؽ‪.‬‬
‫‪ )2‬احلسية َٔ ايسقابة‪ :‬لكل اؼبواطنُت كاؼبؤسسات حرية االتصاؿ ابإلنًتنت من دكف‬
‫رقابة أك اعًتاض‪.‬‬
‫‪ )3‬سل اضتدداّ ايتػفري‪ :‬هبب أف يكوف للناس اؼبتصلُت ابإلنًتنت حق استخداـ‬
‫أدكات تشفَت الرسائل لضماف اتصاؿ آمن كخاص‪.‬‬
‫ـادـا‪ :‬اإلدارة املطي٘ث واإلكيٍ٘٘ث واىػوى٘ث ىإلُرتُج ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ )1‬إعداد وتٓفير املواصفات ايكياضية ايتكٓية‪ :‬تطوير كتنفيذ اؼبواصفات القياسية‬
‫كزتا لنفوذ السوؽ‪،‬‬
‫اؼبتعلقة ابلتحكم كإدارة اإلنًتنت يعطي كبشكل متزايد ن‬
‫‪55‬‬
‫اؼبواصفات القياسية اليت تسمح أك سبكن من اغبد من اغبرايت الشخصية على‬
‫الشبكة هبب تقييمها كإعادة النظر فيها بطريقة شفافة‪.‬‬
‫‪ )2‬ايػفافية وإَهإ ايوصوٍ‪ :‬هبب أف تكوف كل عمليات صنع القرار اػباصة إبدارة‬
‫كتطوير اإلنًتنت مفتوحة كمتاحة على اؼبستوايت احمللية كاإلقليمية كالدكلية‪.‬‬
‫‪ )3‬املػازنة‪ :‬هبب أف تكوف إدارة اإلنًتنت كاعبهات اؼبختصة بوضع اؼبواصفات‬
‫القياسية مفتوحة للمشاركة كالفحص من قبل صبيع اؼبسئولُت خاصة اؼبسئولُت يف‬
‫مؤسسات اجملتمع اؼبدين‪.‬‬
‫ـاةػا‪ُ :‬لو اىخهِٔىٔس٘ا‪ ،‬وحٔؼِ٘ٓا‪ ،‬وإُخاسٓا‪:‬‬
‫ً‬
‫ُ) ْكٌ ايتهٓويوديا‪ :‬على اغبكومات كالقطاع اػباص كاعبهات األخرل ذات‬
‫العبلقة‪ ،‬أف تعمل على نقل التكنولوجيا ذات الفائدة ؼبواطنيها‪ ،‬كتوفَتىا بصورة‬
‫ؾبانية أك بتكلفة قليلة‪.‬‬
‫‪ )2‬توطني ايتهٓويوديا‪ :‬هبب أف تكوف للحكومات كاعبهات اؼبعنية األخرل خطط‬
‫اسًتاتيجية من شأهنا أف تسهم يف تكييف كتسخَت التكنولوجيا بصورة تضمن‬
‫اؼبواءمة للخصوصية كالثقافة احمللية‪.‬‬
‫ّ) إْتاز ايتهٓويوديا‪ :‬على اغبكومات كاعبهات اؼبعنية األخرل أف تعمل كتسهل‬
‫إنتاج التكنولوجيا من خبلؿ دعم االبتكارات كتشجيع األفراد كاؼبؤسسات على‬
‫البحث العلمي كالتكنولوجي‪.‬‬
‫ذاًٌِا‪ :‬اىخٔغ٘ث‪ ،‬اىطٍاٗث وإدراك اىطلٔق‪:‬‬
‫ُ) محاية احلكوم‪ ،‬ايتوعية وايتعًيِ‪ :‬هبب أف تكوف حقوؽ اؼبواطنُت‬
‫كمستخدمُت لئلنًتنت ؿبمية ابلقوانُت كمواثيق حقوؽ اإلنساف احمللية كاإلقليمية‬
‫كالدكلية‪ ،‬كعلى صبيع اؽبيئات احمللية كاإلقليمية كالدكلية أف توفر اؼبعلومات حوؿ‬
‫اغبقوؽ كاإلجراءات اؼبتعلقة بتكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت كأف تكوف البنية‬
‫التحتية متاحة بسهولة‪ ،‬ىذا يستوجب التعليم العاـ لتعريف الناس حبقوقهم عند‬
‫‪21‬‬
‫استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت‪ ،‬كآليات ككسائل تقدًن الشكاكل‬
‫عندما تنتهك ىذه اغبقوؽ‪.‬‬
‫ِ) املضادز عٓدَا تٓتٗو احلكوم‪ :‬وبتاج األفراد كاؼبؤسسات إُف آليات ككسائل‬
‫ؾبانية كالنفاذ العاـ ؽبا كأف تكوف فعالة كمسئولة لتقدًن الشكاكل عند انتهاؾ‬
‫حقوقهم‪ ،‬كهبب أف يكوف لؤلشخاص الذين ينتهك أمنهم كخصوصيتهم من‬
‫خبلؿ ؿبتول على اإلنًتنت‪ ،‬أف تكوف لديهم القدرة على استخداـ ىذه اآلليات‬
‫الزباذ إجراءات ضد منتجي كتاشرم ىذا احملتول(ُ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬عن ؾبلة العلوـ االجتماعية‪http://www.swmsa.com/index.php :‬‬


‫‪20‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫التغيَت أـ اؼبوت؟ التطوير أـ االنداثر؟ اؼبستقبل أـ اؼباضي؟‪ .‬أسئلة‬


‫تطرح نفسها عند التطرؽ إُف موضوع الصحافة اإللكًتكنية يف مواجهة‬
‫الصحافة الورقية كىل من الصحي أف يتواجو ىذاف الشكبلف التابعاف‬
‫للوسط نفسو كللصناعة نفسها كاإلعبلـ‪ ،‬السؤاؿ نفسو دفع إبم راطور‬
‫اإلعبلـ ركبرت مَتدكخ إُف أف يدِف بدلوه كيقرر ركوب موجة التغيَت‬
‫كيرفع شعار "التغيَت أك اؼبوت" قاؿ مَتدكخ يف تصروبات أدُف هبا‬
‫مؤخرا‪ :‬إنو يقف أماـ فجر العصر الذىيب للمعلومات ال بل إم راطورية‬
‫ن‬
‫اؼبعلومات اعبديدة‪ ،‬كقاؿ إف الشركات اإلعبلمية اليت تتوقع من ماضيها‬
‫اؼبزدىر أف وبميها من التيار اإللكًتكين اعبارؼ ستندثر كزبتفي عما‬
‫قريب‪.‬‬
‫كاعت ر أنو يقرأ اؼبستقبل كينظر إُف األماـ ال اػبلف حُت يقوؿ‪ " :‬من الصعب ال‬
‫بل من اػبطورة االستخفاؼ ابلتغَتات الضخمة اليت تقودىا ىذه الثورة التكنولوجية‬
‫كقدرهتا على بناء أك تدمَت دكؿ أبكملها كليس شركات فقط‪ ،‬كفيما كصف اإلنًتنت‬
‫أبهنا اثين أىم اخًتاع يف العصر أكد أف السلطة تنسحب تدرهبيا من ربت بساط عتاة‬
‫جيبل جدي ندا ينشأ كيطالب ابغبصوؿ على اؼبعلومة يف‬
‫العهد القدًن من الصحافة‪ ،‬كأف ن‬
‫الوقت الذم يريده كالشكل الذم يريده‪.‬‬
‫كرفض مَتدكخ التغٍت أك الوقوؼ عند اإلقبازات اليت حققها يف مسَتتو اإلعبلمية‬

‫‪22‬‬
‫بدءا من "دايرؾ يت يف" ك "نيويورؾ بوست" يف الوالايت اؼبتحدة إُف سكام كساف يف‬
‫ن‬
‫بريطانيا إضافة إُف مؤسسات إعبلمية أخرل يف أمريكا اعبنوبية‪ ،‬كآسيا كاسًتاليا كربط‬
‫اىتمامو ابلثورة الرقمية اعبديدة بشعار‪" :‬تغَت أك اندثر" كالذم كجهو إُف صبيع‬
‫اؼبؤسسات اإلعبلمية ذات اللوف الواحد‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إف خطر زكاؿ أتثَت اؼبؤسسات‬
‫ضا‬
‫اإلعبلمية التقليدية أماـ األسلوب اعبديد يف صناعة اؼبعلومات يهدد مؤسسايت أي ن‬
‫ككذلك عاَف األعماؿ ابؼبعٌت األكسع(ُ)‪.‬‬
‫تغيَتا يف مفهوـ العمل الصحفي كذلك حينما شرعت ك رل‬
‫لقد أحدث اإلنًتنت ن‬
‫الصحف العاؼبية يف الدخوؿ إُف شبكة اإلنًتنت‪ ،‬حبيث َف تعد هتتم فقط إبصدار‬
‫صحف مطبوعة بل أصبحت تسعى لتصور كاكتشاؼ منطق جديد كبناء جديد يسمح‬
‫ربداي جدي ندا‪،‬‬
‫بنقل األخبار كاؼبعلومات بعمق‪ ،‬لذا تعت ر اإلنًتنت ابلنسبة إُف الصحافة ن‬
‫من اؼبتوقع أف يقود العاَف كبو ثورة يف تطبيقات الصحافة‪ .‬كينبغي لنا أف نشَت ىنا إُف أف‬
‫اتريخ كسائل االتصاؿ َف يشهد اختفاء كسيلة بظهور تكنولوجيا جديدة‪ ،‬بل إف ما‬
‫فمثبل َف يعد ىناؾ آالت لينوتيب يف الصحف‪ ،‬كما أف‬
‫ىبتفي ىو طرؽ كأدكات إنتاج‪ ،‬ن‬
‫الراديو َف يقض على الصحافة‪ ،‬كالتليفزيوف َف يقض على الراديو‪ ،‬بل إف ىناؾ تعايشا‬
‫بُت الوسائل اؼبختلفة لذا من اؼبتوقع أف ربتل الصحافة اإللكًتكنية اليت تعتمد على‬
‫الوسائط اؼبتعددة مكاهنا جبانب الصحافة اؼبطبوعة خبلؿ القرف اغبادم كالعشرين(ِ)‪.‬‬
‫كقد ظهرت يف القرف اؼباضي عشرات من التعريفات كالنظرايت ؼبفهوـ اإلعبلـ‬
‫الكبلسيكي فمنها ‪ -‬على سبيل اؼبثاؿ ‪ -‬أنو الوسيلة الرئيسة اليت تقوـ ابالتصاؿ بُت‬
‫البشر من خبلؿ أىداؼ ؿبددة توضع عن طريق زبطيط متقن بغرض التعريف عما‬
‫هبرم داخل الوطن الواحد بواسطة األخبار كاألنباء اؼبختلفة األنواع كالتعليم كالًتفيو‪،‬‬

‫(ُ) بلقيس دارغرت ‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية زلزاؿ يهز الورقية‪ ،‬موقع إيبلؼ اإللكًتكين‪ ،‬لندف‪ ُْ،‬إبريل‬
‫ََِٔ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬قبول عبد السبلـ فهمي‪ :‬ذبريد الصحافة اإللكًتكنية اؼبصرية كالعربية ‪ ..‬الواقع كآفاؽ اؼبستقبل‪،‬‬
‫اجمللة العلمية لبحوث اإلعبلـ‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسم ر ُٖٗٗ‪ ،‬ص ِّ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫كإشباعا لرغباهتم يف فهم ما وبيط هبم من ظواىر(ُ)‪.‬‬
‫كمن الباحثُت من يرل أف اإلعبلـ ىو تزكيد الناس ابألخبار الصحيحة كاؼبعلومات‬
‫السليمة كاغبقائق الثابتة اليت تساعدىم على تكوين رأم صائب يف كاقعة من الوقائع أك‬
‫تعبَتا موضوعينا عن عقلية اعبماىَت‬
‫مشكلة من اؼبشكبلت حبيث يع ر ىذا الرأم ن‬
‫كاذباىاهتم كميوؽبم(ِ)‪.‬‬
‫كيرل البعض أف الصحافة اإللكًتكنية كانت إرىاصات نشأت يف بداية‬
‫السبعينيات‪ ،‬ع ر استخداـ تقنية التكست ‪ text‬كالفيديو تكست ‪.video text‬‬
‫نقبل للنص إُف اؼبشاىدين يف اذباه كاحد‪ ،‬كذلك ع ر‬
‫كيعد التليتكست "‪ "Teletext‬ن‬
‫إشارة تليفزيونية ػبطوط اؼبسح غَت اؼبستخدمة "‪ ."unused scanning lines‬كتقوـ آلة‬
‫خاصة بفك الشفرة‪ ،‬موجودة جبهاز التليفزيوف بفك شفرة البياتات‪ ،‬لتظهر ىذه البياتات يف‬
‫شكل صفحات من النص‪ ،‬يستطيع اؼبشاىد أف يتخَت من بينها ما يشاء‪.‬‬
‫نظاما تفاعلينا "‪"interactive sistem‬‬
‫كيعد الفيديو تكست "‪ "Videotext‬ن‬
‫أساسا على أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬كيتيح ىذا النظاـ للمشاىدين الوصوؿ إُف بنك‬
‫يعتمد ن‬
‫بياتات "‪ "data bank‬وبوم معلومات ضخمة‪ .‬كيوجد تطبيق عملي متزايد ؽبذا‬
‫النظاـ بشكل أك ر من التليتكست؛ ألنو يبكن من خبللو زبزين مزيد من اؼبعلومات‪.‬‬
‫ضا أف ينتظر مستخدمو التليتكست الذين يستخدموف شاشة التليفزيوف‬
‫كهبب أي ن‬
‫صفحة ما حىت يتم إرساؽبا قبل أف يلتقطوىا‪ ،‬يف حُت أف مستخدمي الفيديوتكست‬
‫الذين يستخدموف شاشة كمبيوتر يستطيعوف الوصوؿ إُف كم كبَت كمتنوع اؼبعلومات يف‬
‫اغباؿ(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) دمحم ضبد خضر‪ :‬مطالعات يف اإلعبلـ‪ ،‬مكتبة الطالب اعبامعي‪ ،‬مكة اؼبكرمة‪ ،‬السعودية ‪ ،ُٖٕٗ،‬ص ُٓ‪.‬‬
‫(ِ) د‪ .‬إبراىيم اإلماـ ‪ :‬اإلعبلـ كاالتصاؿ ابعبماىَت‪ ،‬مكتبة األقبلو‪ ،‬القاىرة‪ ،ُٗٔٗ ،‬صُِ‪.‬‬
‫(ّ) شريف دركيش اللباف‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪" ،‬دراسات يف التفاعلية كتصميم اؼبواقع" ‪-‬الدار اؼبصرية‬
‫اللبنانية‪ ،‬الطبعة األكُف‪ ،‬القاىرة ‪ ،ََِٓ،‬ص ِِ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫كيف اغبقيقة إف أكؿ ذبربة لنشر األخبار إلكًتكنينا بدأت عاـ ُُٕٗ‪ ،‬عندما قاـ‬
‫"مكتب ال ريد العاـ ‪ "General Post Office-‬يف اؼبملكة اؼبتحدة ببدء العمل‬
‫فيما ييطلق عليو خدمة "بريستل ‪ ."Prestel-‬كببداية إاتحة ىذه اػبدمة للجمهور عاـ‬
‫ُٕٗٗ‪ ،‬قدمت ىذه اػبدمة‪ :‬نشرات إخبارية‪ ،‬إجراء اؼبعامبلت اؼبصرفية من اؼبنزؿ‬
‫"‪ ،"home banking‬حجز تذاكر الطَتاف‪ ،‬كمعلومات أخرل بواسطة شاشات خاصة‬
‫أشبو بشاشات التليفزيوف‪.‬‬
‫كعلى أية حاؿ فإف الكلفة اؼبرتفعة كالعوامل اؼبختلفة األخرل قد قصرت ىذه‬
‫اػبدمة على ٓٔ ألف فرد‪ ،‬معظمهم يعملوف ككبلء لشركات السياحة(ُ)‪.‬‬
‫بينما يرل بعض الباحثُت أف بداية ظهور الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كاف شبرة تعاكف بُت‬
‫مؤسسيت "يب‪.‬يب‪.‬سي‪ "B.B.C -‬اإلخبارية كاندبندنت بركدكاستنج أكثورييت "‪"IBA‬‬
‫عاـ ُٕٔٗ ضمن خدمة تلتكست‪ ،‬فالنظاـ اػباص ابؼبؤسسة األكُف كاف سيفاكس‬
‫"‪ "ceefax‬بينما كاف نظاـ اؼبؤسسة الثانية "أكراكل ‪ ،"oracle-‬إال أف تعاكف‬
‫كبَتا‪ ،‬لكن التطور يف استخداـ أجهزة الكمبيوتر‬
‫قباحا ن‬
‫اؼبؤسستُت يف ىذا اجملاؿ َف يلق ن‬
‫كتطور نظم ال رؾبة كاتا من العوامل اؼبؤثرة لظهور اإلنًتنت‪ ،‬كابلتاِف استخداـ تقنياتو يف‬
‫نقل كنشر اؼبواد اإلعبلمية دبختلف صورىا كدبختلف اللغات‪ ،‬كلقد كانت ذبارب‬
‫التليتكست كالفيديو تكست يف ىيئة اإلذاعة ال ريطانية كالتجارب التفاعلية األخرل يف‬
‫ؾباالت نقل النصوص شبكينا خطوات مهمة يف مسَتة تطور الصحافة اإللكًتكنية‪.‬‬
‫ضا‬
‫ظهرت صحافة اإلنًتنت كتطورت كنتاج لشبكة اإلنًتنت العاؼبية اليت جاءت أي ن‬
‫نتيجة اؼبزج بُت ثورة تكنولوجيا االتصاالت كثورة تكنولوجيا اغباسبات دبا يعرؼ ابلتقنية‬
‫الرقمية‪ .‬ككانت البداايت الفعلية نتيجة ؼبا أحدثتو ثورات االتصاؿ كاؼبعلومات كما قبم‬
‫عنهما من تقنيات كتطورات ألقت بظبلؽبا على الصحافة اؼبطبوعة‪ ،‬كجزء من منظومة‬
‫كسائل اإلعبلـ التقليدية "الراديو‪ ،‬التليفزيوف‪ ،‬كالصحف"‪ ،‬كبدأت تتكوف حوؿ نظم‬

‫(ُ) اؼبرجع السابق‪ :‬ص ِّ‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫اغباسبات اؼبرتبطة بعضها ببعض من خبلؿ شبكة الكمبيوتر‪ ،‬سواء احمللية أك الدكلية‬
‫كما تضمنتو ىذه الشبكات من بث إعبلمي يعتمد كسائل تعبَت متعددة كالصوت‬
‫كالنص كالصورة كاللوف كغَتىا‪ .‬فلم تكد سبضي سنوات على ظهور اإلنًتنت حىت‬
‫امتؤلت الشبكة الدكلية للمعلومات ابلعشرات من اؼبواقع اليت تعت ر نس نخا إلكًتكنية‬
‫لصحف كرقية أك مواقع كبَتة تنشر اؼبواد اإلعبلمية اليت تقدمها الصحيفة الورقية(ُ) ‪.‬‬
‫كمع فشل صناعة الفيديو تكست‪ ،‬بسبب قلة صبهوره يف عقد الثمانينيات‪ ،‬فقد‬
‫أعطى مبو اإلنًتنت منذ ذلك اغبُت ‪-‬خاصة تطوير شبكة الوب العاؼبية يف أكائل عقد‬
‫التسعينيات‪ -‬دفعة جديدة للنشر اإللكًتكين‪ .‬كجعلت خصائص التفاعلية كاغبالية كال‬
‫ؿبدكدية اؼبساحة اليت أاتحتها اإلنًتنت من ىذه الشبكة كسيلة مثلى للنشر اإللكًتكين‪.‬‬
‫كعبلكة على ذلك‪ ،‬فإف الكلفة اؼبنخفضة‪ ،‬كسهولة النقل ع ر اغبدكد اعبغرافية‪،‬‬
‫كإمكاف تضمُت عناصر الوسائط اؼبتعددة يف الوسيلة اعبديدة كانت عناصر جاذبة‬
‫للناشرين‪.‬‬
‫كعلى الرغم من أف اإلنًتنت تستطيع أف تساعد الناشرين على توفَت تكاليف‬
‫ذبهيزات ما قبل الطبع كعملية الطباعة ذاهتا كالتوزيع ابلنسبة إُف الصحافة الورقية‪ ،‬فإف‬
‫اعبرائد اإللكًتكنية بدأت تدر عائدات من قرائها؛ فبعض اعبرائد مثل‪" :‬ساف جوزيو‬
‫مَتكيورم نيوز" "‪" ،"San Jose Mercury News‬نيويورؾ اتيبز‪New York -‬‬
‫‪" ،"Times‬يو إس إيو تودام‪" ،"USA Today-‬لوس أقبلوس اتيبز‪Los -‬‬
‫‪ ،"Angeles Times‬تتيح للقراء بعض اؼبواد السريعة ؾبا نتا‪ ،‬كلكن إذا أراد القراء‬
‫مطالعة الصحيفة أبكملها فإف عليهم أف يشًتكوا يف اإلصدار اإللكًتكين‪.‬‬
‫كيعتقد البعض أنو إذا أرادت جرائد اإلنًتنت جٍت عائدات فإف اؼبضموف هبب أف‬

‫(‪ )1‬فارس حسن شكر اؼبهداكم‪ :‬صحافة اإلنًتنت‪ ،‬دراسة ربليلية للصحف اإللكًتكنية اؼبرتبطة‬
‫مبوذجا"‪ ،‬رسالة ماجستَت يف اإلعبلـ كاالتصاؿ‪،‬كلية اآلداب كالًتبية‪،‬‬
‫ابلفضائيات اإلخبارية "العربية نت ن‬
‫األكاديبية العربية اؼبفتوحة يف الدامبارؾ‪ ،‬كىي جزء من متطلبات درجة اؼباجستَت يف اإلعبلـ كاالتصاؿ‬
‫ََِٕـ‪ ،‬ص‪.ْٓ ،َٓ :‬‬
‫‪26‬‬
‫أكال‪ ،‬لكي هبذب اعبمهور؛ فإذا َف تكن اؼبعلومات مهمة لكي تيطبع على‬
‫يتم ربسينو ن‬
‫صفحات اعبريدة‪ ،‬فما السبب الذم هبعل القراء يدفعوف لكي يسًتجعوا ىذه‬
‫اؼبعلومات على اإلنًتنت؟ إف التحدم الذم يواجو الصحفي ليس الوسيلة‪ ،‬كلكنو‬
‫الرسالة(ُ)‪.‬‬
‫صحافة اإلنًتنت إذف ىي نتاج امتزاج اإلعبلـ ابلتقنية الرقمية‪ ،‬كىي على الرغم‬
‫من عمرىا القصَت حققت يف كبو عقد من الزماف ما حققتو الصحافة اؼبطبوعة يف‬
‫عشرات السنُت‪ .‬كسبكنت صحافة اإلنًتنت من تقدًن مكاسب عديدة للمهنة اإلعبلمية‬
‫كعبمهور القراء ككذلك ؼبستوايت أخرل من اؼبستفيدين مثل اؼبعلنُت كالطبقة السياسية‬
‫كمركجي األفكار‪ ،‬كالدعاة كسواىم‪ ،‬لكن ىذه اؼبكاسب ارتبطت ‪ -‬كما زالت ‪ -‬بتطور‬
‫التقنية كانتشارىا كبطبيعة اعبمهور الذم يستخدمها‪ .‬كعلى الرغم من أف اؼبؤشرات‬
‫مبكرا إُف اغبديث عن‬
‫كثَتا من الباحثُت جنحوا ن‬
‫حوؿ ذلك ال تزاؿ غَت مشجعة فإف ن‬
‫ىزيبة الصحافة التقليدية كهناية عصرىا‪ ،‬بل إف فيليب ميلر تنبأ أبف عاـ ََِْ‬
‫سيشهد ىجرة آخر قراء الصحف الورقية اؼبطبوعة إُف الصحافة اإللكًتكنية(ِ)‪.‬‬
‫كيرل بعض الباحثُت أف صحيفة "ىيلزنبورج أجببلد" السويدية‪ ،‬أكؿ صحيفة‬
‫إلكًتكنية يف العاَف تنشر على شبكة اإلنًتنت أعقبها صدكر ما يزيد عن َُ صحف يف‬
‫مطلع العاـ َُٗٗ ككصل يف عاـ ُٔٗٗ إُف ََِِ صحيفة‪.‬‬
‫كيف عاـ ُِٗٗ ظهرت صحيفة شيكاغو أكف الين اإللكًتكنية‪ ،‬ككانت بعض‬
‫مهما ألحباث "مركز مركيورم"‬
‫نتاجا ن‬
‫اػبطوات ذات الداللة يف تطوير اعبرائد اإللكًتكنية ن‬
‫كالذم أاتح صحيفة "ساف جوزيو مركيورم نيوز‪SAN JOSE MERCURY -‬‬
‫‪ "NEWS‬على اإلنًتنت عاـ ُّٗٗ‪ ،‬لتكوف يف مقدمة اعبرائد اإللكًتكنية اؼبنشورة‬
‫على الوب‪ .‬كقد ازدادت ىذه الصحيفة خدمات إضافية مثل أرشيف األخبار الذم‬

‫(ُ) د‪ .‬شريف اللباف ‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية ‪" ،‬صَّ‬


‫(ِ) فارس اؼبهداكم‪ :‬اؼبرجع السابق‪ ،‬كما بو من مراجع "صَٓ‪"ْٓ ،‬‬
‫‪25‬‬
‫يعود إُف عاـ ُٖٓٗ‪ ،‬كتوسعت يف نشر اؼبعلومات احمللية‪ ،‬كأاتحت لوحة للنشرة‬
‫اإللكًتكنية "‪ "Electronic Bulletin Board‬للقراء لكي يتصلوا بعضهم ببعض‬
‫ضا بتقدًن خدمة إخبارية شخصية‪ ،‬حيث‬ ‫كيتصلوا ابحملررين‪ .‬كما قامت الصحيفة أي ن‬
‫يتلقى الفرد موضوعات يتم نقلها إليو ع ر ال ريد اإللكًتكين‪.‬‬
‫ككانت "إلكًتكنيك تليجراؼ‪ ،"Electronic Telegraph-‬النسخة‬
‫اإللكًتكنية من صحيفة "ديلي تليجراؼ" صحيفة الوب الرائدة يف بريطانيا‪ ،‬كظهرت‬
‫على اإلنًتنت يف نوفم ر من العاـ ُْٗٗ‪ .‬كظهرت صحيفة "التايبز‪ "Times-‬يف‬
‫سبتم ر من ذلك العاـ على الوب‪ ،‬كتضمنت ندكة نقاش تفاعلية‪ ،‬إال أهنا كانت خدمة‬
‫نصية متواضعة‪ ،‬كَف يتم تضمينها تكنولوجيا الوب اغبديثة‪ .‬كظهرت طبعتا الوب الكاملة‬
‫لصحيفيت "التايبز" ك"صندام اتيبز" يف أكؿ يناير‪ ،‬ككانتا الصحيفتُت الرائدتُت يف‬
‫اؼبملكة اؼبتحدة اللتُت تتضمناف النص الكامل لئلصدارين اؼبطبوعُت ؽباتُت الصحيفتُت‬
‫(ُ)‬
‫الرائدتُت يف اؼبملكة اؼبتحدة‪.‬‬
‫كيف عاـ ُْٗٗ‪ ،‬بدأت جريدة "الواشنطن بوست" األمريكية تدشُت مشركع‬
‫كلف تنفيذه عشرات اؼببليُت من الدكالرات قامت خبللو ببث العديد من موضوعاهتا‬
‫من خبلؿ شبكة اإلنًتنت "‪،"On Line‬كاف االتصاؿ الفورم اؼبباشر للقارئ يتم‬
‫مقابل بدؿ شهرم ال يتجاكز عشرة دكالرات‪ ،‬كيتضمن نشرة تعدىا الصحيفة‪ ،‬يعاد‬
‫صياغتها يف كل مرة تتغَت فيها األحداث مع مراجع كاثئقية كإعبلتات مبوبة كإعبلتات‬
‫اػبدمة اؼبتبادلة‪.‬‬
‫أطلق على اؼبشركع اسم "اغب ر الرقمي"‪ ،‬ككاف فاربة لظهور جيل جديد من‬
‫الصحف ىي "الصحف اإللكًتكنية" اليت زبلت للمرة األكُف يف اترىبها عن الورؽ‬
‫كاألحبار كالنظاـ التقليدم للتحرير كالقراءة لتستخدـ جهاز اغباسوب كإمكاتاتو‬
‫الواسعة يف التوزيع ع ر القارات كالدكؿ ببل حواجز أك قيود‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬شريف اللباف‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬صِٕ‪.ِٖ ،‬‬


‫‪22‬‬
‫كَف يكن ىذا اؼبشركع الرائد سول استجابة للتطورات اؼبتسارعة يف ربط تقنية‬
‫اغباسوب بتقنية اؼبعلومات‪ ،‬كظهور نظم كسائط اإلعبلـ اؼبتعدد "‪،"Multi Media‬‬
‫عموداي كأفقينا كاتساع حجم اؼبستخدمُت كاؼبشًتكُت‬
‫ن‬ ‫كما ربقق من تناـ لشبكة اإلنًتنت‬
‫خصوصا يف الغرب‪ ،‬كالبدء قبل‬
‫ن‬ ‫فيها داخل الوالايت اؼبتحدة كدكؿ أخرل عديدة‪،‬‬
‫ذلك يف أتسيس مواقع خاصة للمعلومات‪ ،‬كمنها معلومات إخبارية متخصصة مثل‬
‫الرايضة كالعلوـ‪ ،‬كغَت ذلك‪.‬‬
‫كإُف جانب كوهنا ؿباكلة ؼبواكبة عصر ثورة اؼبعلومات كاإلفادة من إمكاتاتو غَت‬
‫ضا ؼبواجهة ربدايت اؼبنافسة الشديدة‬
‫اؼبسبوقة‪ ،‬فإف ظهور الصحافة اإللكًتكنية جاء أي ن‬
‫من جانب تقنيات االتصاؿ كاؼبعلومات فبثلة بتنامي القنوات التليفزيونية الفضائية‬
‫كالتليفزيوف الرقمي‪ ،‬تاىيك عن أف شبكة اإلنًتنت ذاهتا بدأت "تسحب" أعداد‬
‫متزايدة من صبهور الصحافة‪ ،‬حىت أف الباحث الفرنسي "سَتج جَتاف" تساءؿ يف عاـ‬
‫ُٔٗٗ فيما إذا كانت صحافة اإلنًتنت ستخرج الصحافة اؼبكتوبة من ؿبنتها اليت‬
‫فرضها الواقع االتصاِف اعبديد‪.‬‬
‫خصوصا‬
‫ن‬ ‫كقبل أف ينتهي عقد التسعينيات كانت عشرات الصحف يف العاَف‪،‬‬
‫الك رل منها‪ ،‬قد أسست لنفسها مواقع على شبكة اإلنًتنت كبدأت إبصدار نسخ‬
‫جداي يف‬
‫اجعا ن‬
‫إلكًتكنية من طبعتها الورقية اليت بقيت ؿبتفظة دبكاهنا دكف أف تسجل تر ن‬
‫أرقاـ توزيعها اليومية‪ ،‬كقد غدا من النادر اآلف أف توجد صحيفة تصدر مطبوعة دكف أف‬
‫تكوف ؽبا نسخة إلكًتكنية (ُ)‪.‬‬
‫كحدث يف عاـ ُٓٗٗ أف اندؾبت شباف من أك ر شركات اعبرائد األمريكية‪،‬‬
‫كاليت امتلكت ُٖٓ جريدة يومية‪ ،‬كذلك إلنشاء شبكة قومية للجرائد احمللية ذات‬
‫اػبدمة اؼبباشرة "‪ "Online Local Newspapers‬كدعت ىذه الشركات كل‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ؿبمود علم الدين‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬اغبرية للطبع كالنشر كالتوزيع‪ ،‬القاىرة‪،ََِٖ ،‬‬
‫صِّ‪.ِِ،‬‬
‫‪25‬‬
‫اعبرائد اليومية يف الوالايت اؼبتحدة‪ ،‬لكي تنضم إليها إلنشاء كإاتحة قائمة طويلة من‬
‫اؼبعلومات للبيع‪ ،‬كمن بُت ىذه اؼبعلومات‪ :‬األخبار‪ ،‬كاؼبواد اػبفيفة‪ ،‬كالرايضة‪ ،‬كشراء‬
‫التذاكر‪ ،‬كالتسوؽ اؼبنزِف‪ ،‬كال ريد اإللكًتكين‪ ،‬كاللوحات اإلخبارية‪.‬‬
‫كيف ِٕ من مايو ‪ ،‬نشرت ؾبلة "‪ "Editor Publisher‬قائمة بػ "ِٖٗٓ"‬
‫جريدة "يومية كأسبوعية" ؽبا مواقع على الوب‪ ،‬من بينها "ُْٕٗ" جريدة موجودة‬
‫ابلوالايت اؼبتحدة األمريكية كقد احتضنت صناعة الصحافة اإلنًتنت كمنفذ ؿبتمل‬
‫للحفاظ على قاعدهتا من القراء كاؼبعلنُت‪ ،‬إف َف يكن لزايدهتا(ُ) ‪.‬‬
‫كقد شجع انتشار تقنية اإلنًتنت كاغباسوب كرخص أشباهنا كسهولة استخدامها‬
‫الصحف على إصدار نسخها اإللكًتكنية ‪ ،‬لتحقيق فوائد عدة فهي من تاحية تستخدـ‬
‫للًتكيج كاإلعبلف لطبعتها الورقية‪ ،‬كىي من تاحية اثنية ربتفظ بقرائها "اؼبتسربُت" إُف‬
‫الوسائل األخرل كىي اثلثنا تضمن آفاقا جديدة للتوزيع كاالنتشار تتجاكز اؼبتاح‬
‫لطبعاهتا الورقية بسبب قيود الرقابة كالنقل كاإلمكاتات اؼبالية‪ ،‬لكن إدارات الصحف‬
‫سرعاف ما كجدت أف النسخة اإللكًتكنية اؼبشاهبة للطبعة الورقية َف تعد تليب احتياجات‬
‫القراء‪ ،‬حيث ظهر أف َُ‪ %‬فقط من زكار موقع الصحيفة على شبكة اإلنًتنت‬
‫يهتموف دبوضوعات الطبعة الورقية‪ ،‬فيما يبحث َٗ‪ %‬عن معلومات جديدة كىكذا‬
‫بدأت الصحف إبنشاء إدارات ربرير خاصة ؼبواقعها اإللكًتكنية تتوُف ربرير صحيفة‬
‫"ـبتلفة" بنسبة تتجاكز الػَٔ‪ %‬عن النسخة الورقية‪ ،‬مستفيدة يف ذلك من اؼبزااي‬
‫الكبَتة اليت توفرىا تقنية اإلنًتنت من حيث كمية اؼبعلومات اؼبمكن تقديبها‪ ،‬كاؼبساحة‬
‫غَت احملدكدة للموقع اإللكًتكين‪ ،‬كىي مزية أهنت مشكلة اؼبساحة اليت تعت ر كاحدة من‬
‫أىم اؼبشاكل الفنية اليت كاجهتها الصحافة اؼبطبوعة منذ نشوئها(ِ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬شريف اللباف‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬صِٖ‪ ،‬كانظر ص ّّ‪.‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬لقاء مكي العزاكم‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬دراسة ىف األسس كآفاؽ اؼبستقبل‪ ،‬حبث منشور على‬
‫شبكة اإلنًتنت‪ ََِِ،‬دكف اإلشارة إُف مكاف النشر‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫إذن ٌا اىططافث اإلىهرتوُ٘ث؟‬
‫ايضشافة اإليهرتوْية‪ OnIine JournaIism :‬ىي فبارسة الصحافة على اػبط‬
‫مباشرة أم يتم نشرىا على شبكة اإلنًتنت(ُ)‪.‬‬
‫كىي نوع من االتصاؿ بُت البشر يتم ع ر الفضاء اإللكًتكين اإلنًتنت كشبكات‬
‫اؼبعلومات كاالتصاالت األخرل‪ ..‬تستخدـ فيو فنوف آليات كمهارات العمل يف‬
‫الصحافة اؼبطبوعة مضافنا إليها مهارات كآليات تقنية اؼبعلومات اليت تناسب استخداـ‬
‫الفضاء اإللكًتكين كوسيط أك كسيلة اتصاؿ دبا يف ذلك استخداـ النص كالصوت‬
‫كالصورة كاؼبستوايت اؼبختلفة من التفاعل مع اؼبتلقي‪ ،‬الستقصاء األنباء اآلنية كغَت‬
‫اآلنية كمعاعبتها كربليلها كنشرىا على اعبماىَت ع ر الفضاء اإللكًتكين بسرعة(ِ)‪.‬‬
‫كيذكر تعريف آخر أف الصحيفة اإللكًتكنية دبا أهنا صحيفة تنطبق عليها‬
‫مواصفات الصحيفة اليومية اؼبطبوعة من تاحية أهنا دكرية الصدكر‪ ،‬كمن تاحية تنوع‬
‫مواضيعها بُت السياسة كاالقتصاد كالثقافة االجتماعية كالرايضية كمن تاحية تنوع شكل‬
‫اؼبادة الصحفية بُت اػب ر كاؼبقابلة كالتحليل كالتحقيق كاؼبقالة‪ ،‬كلكن أىم ما يبيزىا عن‬
‫الصحيفة اؼبطبوعة ىو توافر اؼبادة الصحفية على شكل نص إلكًتكين ‪ text‬يبكن‬
‫البحث فيو كربريره من جديد بعد اسًتجاعو كابلتاِف خزنو كمادة صحفية جديدة‪ ،‬كمن‬
‫اؼبزااي األخرل سرعة الوصوؿ ‪ access‬إُف اؼبادة الصحفية أبكثر من طريقة‪.‬‬
‫كالصحيفة اليومية بشكلها اإللكًتكين توافرت كأحد مصادر اؼبعلومات قبل‬
‫الطفرة اغبديثة الستخداـ اإلنًتنت‪ .‬لكن ظهور األخَتة أسهم يف تعزيزىا كدفع الناشرين‬
‫من ـبتلف اعبنسيات إُف إصدار طبعات إلكًتكنية لصحفهم‪ .‬كقد بدأ العمل على‬
‫االستفادة من اؼبزااي اليت توفرىا الصحيفة اإللكًتكنية منذ منتصف السبعينيات كظهرت‬

‫‪(1) D. MiIIson, OnLine JournaLism FAQ, 1997, AvaiIabIe at http://www.‬‬


‫‪onIine - journaIist. com/Faq.html‬‬
‫(‪ )2‬صباؿ غيطاس‪ :‬مدخل إُف الصحافة اإللكًتكنية ( كرقة حبثية يف اؼبؤسبر الرابع للصحفيُت) من ِّ ‪-‬‬
‫ِٓف راير ََِٕ‪ ،‬انظر موقع اعبورتاعبي اإللكًتكين بتاريخ ِّ سبتم ر ََِٓ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الثمار األكُف لؤلحباث يف بداية الثمانينيات مع اإلعبلف عن توافر عدد من الصحف‬
‫اليومية آلينا بواسطة االتصاؿ الفورم اؼبباشر ‪ online‬كمن أكليات ىذه الصحف‬
‫صحيفتا كاشنطن بوست كلوس أقبلوس اتيبز اللتاف كانتا متوفرتُت للمشًتكُت مع مواد‬
‫صحفية أخرل منتقاة من عدد من الصحف األمريكية ع ر خدمة معركفة بػخدمة‬
‫كاشنطن بوست كلوس أقبلوس اتيبز"(ُ)‪.‬‬
‫كيتبٌت البعض كجهة النظر اليت ترل أف الصحيفة اإللكًتكنية صحيفة ذبمع بُت‬
‫مفهومي الصحافة كنظاـ اؼبلفات اؼبتتابعة أك اؼبتسلسلة‪ ،‬فهي منشور إلكًتكين دكرم‬
‫وبتوم على األحداث اعبارية سواء اؼبرتبطة دبوضوعات عامة‪ ،‬أكدبوضوعات ذات طبيعة‬
‫خاصة‪ ،‬كتتم قراءهتا من خبلؿ جهاز الكمبيوتر‪ ،‬كتكوف متاحة ع ر شبكة اإلنًتنت‬
‫كالصحيفة اإللكًتكنية غالبنا ما تكوف مرتبطة بصحيفة مطبوعة‪ .‬كىذا التعريف يستبعد‬
‫اؼبواقع اإلخبارية على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬كمواقع اػبدمات اإلخبارية على اػبط مثل‬
‫خدمات ككاالت األنباء اؼبتاحة ع ر شبكة اإلنًتنت(ِ) ‪.‬‬
‫كيف تعريف آخر ‪،‬الصحافة اإللكًتكنية ىي اليت يتم إصدارىا كنشرىا ع ر شبكة‬
‫اإلنًتنت العاؼبية أك غَتىا من شبكات اؼبعلومات سواء كانت نسخة أك إصدارة إلكًتكنية‬
‫لصحيفة مطبوعة كرقية‪ ،‬أك صحيفة إلكًتكنية ليست ؽبا إصدارة مطبوعة كرقية‪ ،‬سواء كانت‬
‫صحيفة عامة أك متخصصة سواء كانت تسجيبل دقيقا للنسخة الورقية أـ كانت ملخصات‬
‫للمنشور هبا ما دامت تصدر بشكل منتظم أم يتم ربديث مضموهنا من يوـ آلخر‪ ،‬كمن‬
‫ساعة ألخرل أك من حُت آلخر حسب إمكاتات جهة الصدكر(ّ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عماد بشَت‪ :‬الصحافة العربية اليومية يف العصر الرقمي‪ ،‬ندكة الثقافة العربية كآفاؽ النشر اإللكًتكين‪ ،‬الكويت‬
‫‪.ََِِ -‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬ؿبمود علم الدين‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِِ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬سعيد الغريب‪ :‬الصحيفة اإللكًتكنية كالورقية‪ ..‬دراسة مقارنة يف اؼبفهوـ كالسمات األساسية ابلتطبيق على‬
‫الصحف اإللكًتكنية اؼبصرية‪ ،‬اجمللة اؼبصرية لبحوث اإلعبلـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬كلية اإلعبلـ ‪ -‬أكتوبر ‪ -‬ديسم ر‬
‫ََُِ‪ ،‬صُِّ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫ويرنس تعسيف آخس ييظ بعيدا عٔ ايتعسيف ايطابل إٔ ايضشافة اإليهرتوْية ٖي‪:‬‬
‫الصحف اليت يتم إصدارىا كنشرىا على شبكة اإلنًتنت كغَتىا من قواعد البياتات‬
‫اليت تقدـ خدماهتا للجمهور نظَت اشًتاؾ "أمريكا أكف الين"‪America On Line‬‬
‫ككمبيو سرؼ "‪ ..Compu Serve‬كغَتىا كتكوف على شكل جرائد تبث على‬
‫شاشات اغباسبات اإللكًتكنية‪ ،‬كتعطي صفحات اعبريدة اليت تشمل اؼبنت كالصور‬
‫شكبل أك أكثر من‬
‫كالرسوـ كالصوت كالصورة اؼبتحركة‪ .‬كأتخذ الصحيفة اإللكًتكنية ن‬
‫األشكاؿ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نفس نسخة اعبريدة اؼبطبوعة الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬موجز أبىم ؿبتوايت اعبريدة الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬طبعات سابقة من اعبريدة‪.‬‬
‫‪ -‬أرشيف للصحيفة‪.‬‬
‫‪ -‬تقارير كمساحات للرأم‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات مرجعية كاتصاالت ؾبتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬أحياتا كجرائد كؾببلت إلكًتكنية ليس ؽبا إصدارات عادية مطبوعة‪.‬‬
‫كيعرؼ "زاهبن ِف" ‪ zeigen le‬الصحافة اإللكًتكنية أبهنا صحيفة اإلنًتنت‬
‫‪ Internet Newspaper‬كىي‪ :‬منشور يتاح على شبكة اؼبعلومات العاؼبية‪ ،‬يتم‬
‫مطالعتها كتصفحها من خبلؿ برامج التجوؿ ‪ Navigation Software‬كيتم بناء‬
‫اؼبوقع اإللكًتكين اػباص هبذا النوع من الصحف من خبلؿ استخداـ لغة ترميز النص‬
‫الفائق "‪ Hypertext markup Language "HTML‬كغَتىا من أدكات‬
‫التصميم اؼبستعينة ابغباسبات اإللكًتكنية لتقدًن النص كاؼبواد اعبرافيكية اليت ربتوم‬
‫على اؼبعلومات الصحفية على شاشات اغباسب اإللكًتكنية‪.‬‬
‫كقد ذكرت ‪ Amy Lawrence‬أف الصحافة اإللكًتكنية ىي نسخ إلكًتكنية‬

‫‪53‬‬
‫فورية ‪ Online Computerized Versions‬للصحف الورقية كيشوب ىذا‬
‫التعريف الكثَت من أكجو القصور‪ ،‬فقد قصر مفهوـ الصحافة اإللكًتكنية على أهنا ؾبرد‬
‫نسخة إلكًتكنية من الصحيفة الورقية‪ ،‬مع أنو ليس شرطنا أف تكوف الصحيفة‬
‫اإللكًتكنية صادرة عن نسخة كرقية‪ ،‬فهناؾ العديد من الصحف اإللكًتكنية الكاملة‬
‫اليت ليس ؽبا إصدار كرقي مثل موقع جريدة مصر العربية ‪www. misralarapia.‬‬
‫‪ com‬كىي صحيفة إلكًتكنية تتابع األحداث يف مصر كالعاَف العريب(ُ)‪.‬‬
‫ويف تعسيف آخس‪ :‬ىي العمليات الصحفية اليت تتم على مواقع ؿبددة التعريف‬
‫على الشبكات‪ ،‬إلاتحة احملتول يف ركابط متعددة‪ ،‬بعدد من الوسائل‪ ،‬كفق آليات‬
‫كأدكات معينة تساعد القارئ على الوصوؿ إُف ىذا احملتول‪ ،‬كتوفر لو حرية التجوؿ‬
‫كاالختيار كالتفاعل مع عناصر ىذه العمليات‪ ،‬دبا يتفق مع حاجات ىذا القارئ‬
‫كاىتماماتو كتفضيلو‪ ،‬كوبقق أىداؼ النشر كالتوزيع على ىذه اؼبواقع(ِ)‪.‬‬
‫كيف رحلة انتشارىا ع ر اإلنًتنت ‪ -‬كغَتىا من شبكات اؼبعلومات كاالتصاالت‬
‫األخرل ‪َ -‬ف تتخذ ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية شكبل كاح ندا يبكن التعامل معو من‬
‫ضا كينتهي األمر‪ ،‬بل كانت شبرة طبيعية لبيئة اإلنًتنت الغنية‬
‫مدخل كاحد كبسيط أي ن‬
‫جزءا متزايد اغبجم كشديد‬
‫بتنويعاهتا كأطيافها اؼبختلفة كآلياهتا اعبديدة كمرآة تعكس ن‬
‫التفاعل كسريع التغيَت من اجملتمع البشرم‪ ،‬فكاف منطقينا أف أتيت الصحافة اإللكًتكنية‬
‫سباما عما ىو سائد يف بيئة الصحافة التقليدية‪.‬‬
‫ـبتلفة ن‬
‫كعملينا يرل صباؿ غيطاس أف ىناؾ عدة مداخل يبكن السَت فيها عند تناكؿ‬
‫ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية كىي‪:‬‬
‫‪ ‬األذرع اإللكًتكنية لوسائل اإلعبلـ "مواقع الصحف كالقنوات الفضائية‬

‫(ُ) د‪ .‬ؿبمود علم الدين‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬ص ُّ‪.‬‬


‫(ِ) د‪ .‬دمحم عبد اغبميد‪ :‬االتصاؿ كاإلعػبلـ على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬القاىرة‪،ََِٕ ،‬ص‬
‫ُُْ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫كاجملبلت" يف ظل االذباه اؼبتزايد كبو استخداـ اإلنًتنت كوسيلة لئلعبلـ كاغبصوؿ على‬
‫األخبار كمتابعة ما هبرم عاؼبينا‪ ،‬كاف من اؼبتعُت على الصحف اؼبطبوعة أف تنشئ‬
‫لنفسها مواقع إلكًتكنية زباطب هبا صبهور اإلنًتنت الذم يتزايد بصورة كبَتة عاؼبينا‪،‬‬
‫كتستخدـ كوسيلة المتصاص كاستيعاب صدمة اؼبنافسة الناشئة عن اقتحاـ اإلنًتنت‬
‫ىذا اجملاؿ‪ ،‬كيزخر ىذا اؼبدخل ابلعديد من النقاط اعبديرة ابؼبناقشة مثل‪:‬‬
‫‪ ‬مستول اعبودة يف اؼبوقع من حيث التصميم كالتبويب‪.‬‬
‫‪ ‬دكرة ربديث البياتات ابؼبواقع‪.‬‬
‫‪ ‬اػبدمات اؼبقدمة عليو كغَتىا‪.‬‬
‫‪ ‬الصحف اإللكًتكنية "بواابت صحفية ببل صحف كرقية"‪ :‬يف عاـ ُٗٗٗ ظهرت‬
‫ع ر اإلنًتنت موجو "الدكت كوـ" كاليت يقصد هبا الشركات اليت ظهرت‬
‫كأتسست لكي تعمل ع ر اإلنًتنت فقط دكف أف يكوف ؽبا نشاط أك كجود مادم‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬كظهرت مئات الشركات من ىذا النوع يف ؾباالت عديدة‬
‫ضا‬
‫مشلت السياحة كالسفر كالتجارة اإللكًتكنية كاجملاالت العلمية كالصناعية كأي ن‬
‫اجملاؿ اإلعبلمي كالصحفي تشكلت شركات َف تكن سول مواقع على الشبكة‬
‫تعمل يف ؾباؿ الصحافة كاإلعبلـ كعرفت ابسم بواابت اإلنًتنت الصحفية‪،‬‬
‫كزبصصت يف تقدًن اؼبواد اإلخبارية كالتحليبلت الصحفية كاؼبقاببلت كاغبوارات‬
‫كاحملادثة كالنشرات ال ريدية اإللكًتكنية كخدمات ال ريد اإللكًتكين كخدمات‬
‫مبوذجا للصحافة اإللكًتكنية‬
‫ن‬ ‫البحث يف األرشيف‪ ،‬كحالينا ذبسد ىذه البواابت‬
‫الصرفة اليت سبارس عملها ابلكامل ع ر اإلنًتنت دكف أف تكوف ؽبا أية نسخ‬
‫مدخبل جي ندا كغنينا يبكن االقًتاب منو كف نقا‬
‫ن‬ ‫مطبوعة‪ ،‬األمر الذم هبعل منها‬
‫للعديد من النقاط اػباصة بكل من‪:‬‬
‫‪ ‬التصميم كدكرية التحديث‪.‬‬
‫‪ ‬تنوع اػبدمات كاعبهات القائمة على اؼبوقع‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ ‬توجهاتو العامة كالرؤية اليت وبملها القائموف عليو‪.‬‬
‫‪ ‬الصحف اإللكًتكنية التليفزيونية "قنوات اؼبعلومات"‪.‬‬
‫تعد قنوات اؼبعلومات ع ر التليفزيوف أحد أكجو ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية اغبديثة‬
‫اليت ال يبكن إغبلقها حىت كإف كانت ال ربظى بنفس القدر من االىتماـ الذم ربظى بو‬
‫عضواي بشبكة اإلنًتنت‪ ،‬فهي عملينا تقدـ نوعا من‬
‫ن‬ ‫أكجو الصحافة اإللكًتكنية اؼبرتبطة‬
‫الصحافة اؼبقركءة على الشاشة‪ ،‬يستخدـ فيو العديد من الفنوف كاؼبهارات الصحفية‬
‫اؼبعركفة‪ ،‬خاصة فن اػب ر كالتقرير كإف كانت تعتمد على السرعة كالًتكيز يف العرض‪ ،‬مع‬
‫تنوع االىتمامات كاؼبزج ما بُت اؼبادة اػب رية كبعض اػبدمات اغبياتية اؼبختلفة‪ ،‬كقد تكوف‬
‫أبرز قيمة مضافة يقدمها ىذا النوع من الصحافة اإللكًتكنية ىي االنتشار الواسع الذم ردبا‬
‫يفوؽ انتشار الصحف اؼبطبوعة كاإللكًتكنية أحيا نتا‪ ،‬حبكم أهنا تبث ع ر كسيلة توصيل‬
‫انتشارا كأكثر إاتحة كىي جهاز التليفزيوف‪.‬‬
‫ن‬ ‫أكسع‬
‫‪ -‬األذرع اإللكًتكنية الصحفية للجهات غَت اإلعبلمية "األحزاب ‪ -‬اؼبنظمات ‪ -‬الدكؿ"‬
‫اسعا أماـ العديد‬
‫حيث فتح الطابع اؼبفتوح لبيئة العمل الصحفي ع ر اإلنًتنت اجملاؿ ك ن‬
‫من اعبهات غَت الصحفية كاإلعبلمية لكي سبارس بنفسها كبشكل مباشر النشاط‬
‫الصحفي بشكل أك آبخر‪ ،‬كلذلك يبكن ؼبستخدـ الشبكة أف هبد مئات اؼبواقع‬
‫الشهَتة التابعة ألحزاب سياسية كمنظمات ؿبلية كدكلية‪ ،‬كحركات سياسية كعسكرية‬
‫بل كحكومات كدكؿ‪ ،‬صبيعها يقدـ خدمات صحفية متنوعة ع ر ىذه اؼبواقع‪ ،‬تشمل‬
‫اػب ر كالرأم كالتقارير اؼبكتوبة كاؼبصورة كالتحليبلت كلقطات فيديو كتسجيبلت حية‬
‫كساحات النقاش كاغبوار كغَتىا‪ ،‬كالزخم اؼبوجود على ىذه النوعية من اؼبواقع يف تزايد‬
‫مستمر‪ ،‬فبا هبعلنا أماـ مظهر مستقل قائم بذاتو من مظاىر الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬سبتزج‬
‫فيو السياسة كالعلوـ كاالقتصاد ابلصحافة‪ ،‬كتتبلشى فيو اغبدكد بُت مصدر اؼبعلومة‬
‫كاعبهة القائمة على بثها كنقلها‪ .‬كابستعراض التعريفات اؼبختلفة اليت يراىا الباحثوف‬

‫‪56‬‬
‫للصحافة اإللكًتكنية نبلحظ ما يلي(ُ) ‪:‬‬
‫االتفاؽ على أهنا ال أتخذ الشكل الورقي اؼبطبوع حىت كإف كانت يف األصل‬
‫صحيفة كرقية‪ ،‬أف مستخدـ الصحافة اإللكًتكنية يقوـ ابستدعائها من شبكة‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬أهنا ال بد أف أتخذ طابعا دكراي‪ ،‬تغيَت احملتول يتم كل زمن معُت حىت تنطبق‬
‫عليها صفة الصحافة‪ .‬أف اؼبادة اؼبكونة للصحافة اإللكًتكنية ليست نصوصا فقط‪ ،‬بل‬
‫يبكن أف تضم جبانب النصوص الصوت كالصورة اؼبتحركة لقطات الفيديو كالرسوـ‬
‫حسب تطور موقع الصحيفة كإمكاتاتو التقنية‪.‬‬
‫كعليو فإننا نرل أف الصحافة اإللكًتكنية ىي نوع من الصحافة يتم قراءهتا ع ر‬
‫جهاز الكمبيوتر‪ ،‬كيستخدـ اإلنًتنت كوسيلة إلصدرىا بطريقة النشر اإللكًتكين‬
‫الدكرم اؼبنتظم ىف اإلصدار كالتحديث اؼبستمر‪ ،‬حيث يكوف للصحيفة موقع إلكًتكين‬
‫ؿبدد على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬كيعتمد إصدرىا على طرؽ إلكًتكنية يف التحرير كالتصحيح‬
‫كإخراج اؼبواد الصحفية كتصميم الصور كالرسوـ‪ ،‬كتوظيف ميزات تفاعلية للمتصفح‪،‬‬
‫يتيح لو التفاعل كالتواصل مع النص كاستدعاءه عند احتياجو كحفظو كطباعتو‪،‬‬
‫كتوظيف الوسائط اؼبتعددة من صور كصوت كصورة كفيديو كمقاببلت صحفية مصورة‬
‫كمشاىد كمناسبات كتوافر خواص أرشيفية ربفظ اؼبوضوعات كالصور كيتم اسًتجاعها‬
‫بطرؽ يسَتة‪.‬‬
‫إصدارا إليكًتكنينا‬
‫ن‬ ‫إصدرا إلكًتكنينا لصحفية كرقية‪ ،‬كقد تكوف‬
‫ن‬ ‫كقد تكوف الصحفية‬
‫ال عبلقة لو ابإلصدار الورقي‪.‬‬
‫كيستبعد من مفهوـ الصحافة اإللكًتكنية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبواقع الشخصية اليت يعدىا أشخاص ألنفسهم كتشتمل على عدد من الركابط‬
‫ؼبواقع أخرل‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬رضا عبدالواحد أمُت‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬دار الفجر للنشر كالتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ََِٕ ،‬صْٗ‪.ٗٓ ،‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬اؼبواقع اليت ال يتجدد مضموهنا بشكل دكرم‪ ،‬كال أتخذ الرقم اؼبسلسل الذم يبيز‬
‫الصحيفة‪.‬‬
‫امتدادا لعمل ىذه‬
‫ن‬ ‫‪ -‬مواقع اؼبؤسسات اإلذاعية كالتليفزيونية حيث تعد ىذه اؼبواقع‬
‫اؼبؤسسات كتافذة إعبلمية كدعائية ؽبا على شبكة اإلنًتنت‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات التليفزيوف التفاعلي كالفيديو تكست للم ررات السابق ذكرىا‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبواقع الدعائية اليت تعدىا بعض الصحف الورقية للًتكيج لؤلصل اؼبطبوع‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات التواصل االجتماعي كبرامج احملاداثت كالدردشة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫بعد أف قطعت الصحافة يف الوالايت اؼبتحدة األمريكية كبو ربع قرف‬


‫من التجارب اإللكًتكنية كالشبكية‪ ،‬أصبحت سبتلك درجة من النضج‬
‫كاؼبعرفة دبيزات النشر الشبكي اإللكًتكين مكنتها من الوجود يف شبكة‬
‫اإلنًتنت‪ ،‬أما ابلنسبة إُف الصحافة العربية ‪ ،‬فاألمر ـبتلف حيث َف‬
‫تكن ؽبا ذبارب سابقة يف النشر اإللكًتكين كابلتاِف أتخرت يف اللحاؽ‬
‫بعاَف اإلنًتنت‪.‬‬
‫كَف سبر الصحافة العربية بتجارب التلتكيست كالفيديو تكست إال ؼباما‪ ،‬كيف‬
‫أماكن كأكقات ؿبدكدة‪ ،‬كَف تعرؼ قواعد اؼبعلومات الشبكية كَف تستفد من خدمات‬
‫أصبل يف اؼبنطقة العربية‪ ،‬إضافة إُف البداايت الصعبة‬
‫قواعد البياتات‪ ،‬كىي غَت متوافرة ن‬
‫يف النشر ابغبرؼ العريب لعدـ االتفاؽ على لوحة حركؼ عربية كاحدة‪ ،‬األمر الذم‬
‫بدال من الشكل الطبيعي‬
‫أكال بصورة النص ن‬
‫جعل معظم اؼبواقع العربية يف اإلنًتنت تبدأ ن‬
‫اؼبعتمد على اغبرؼ اإللكًتكين(ُ)‪.‬‬
‫‪Vin‬‬ ‫مرت الصحافة اإللكًتكنية بعدة مراحل أطلق عليها فاف كركسيب‬
‫‪ Crosbie‬اؼبوجات الثبلثة‪ ،‬كقد طرح رؤية خاصة دبراحل ىذا التطور يف اؼبؤسبر الثالث‬
‫لصحافة اإلنًتنت لعاـ ََُِ جبامعة تكساس أبكسنت‪.‬‬
‫كقد ػبص الرم بَتكر أفكار كركسيب يف مقاؿ نشره كعلق عليو كعلى أفكار‬
‫أخرل طرحت يف نفس اؼبؤسبر دبجلة أكف الين جورتاليزـ ريفيو‪ ،‬ينقل بَتك عن كركسيب‬

‫(ُ) د‪ .‬عباس مصطفى صادؽ‪ :‬التطبيقات اؼبستحدثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖ‪.ٗ ،‬‬
‫‪55‬‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يف اؼبوجة األكُف (ُِٖٗ ‪ )ُِٗٗ -‬سادت يف البداية عدة ذبارب للنشر‬
‫اإللكًتكين الشبكي من نوع الفيديو تكست‪ ،‬مث آلت األمور يف النهاية إُف شبكات‬
‫ضخمة مثل كمبيوسَتؼ‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبوجة الثانية (ُّٗٗ ‪ )ََُِ -‬أخذت اؼبؤسسات اإلعبلمية علما ابإلنًتنت‬
‫فبدأت ابلتواجد فيها‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبوجة الثالثة اليت بدأت قريبنا ج ندا ‪ -‬أم اؼبرحلة الراىنة ‪ -‬ىي مرحلة البث اؼبكثف‬
‫اليت تشي ابلقوة يف التطبيقات اإلعبلمية كما تنبئ ابلرحبية أكثر من اؼبرحلتُت‬
‫السابقتُت(ُ)‪.‬‬
‫كيشارؾ ابفلك كركسيب رؤيتو‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بعملية بناء احملتول اإلخبارم‬
‫لصحافة اإلنًتنت الذم تطور ع ر ثبلث مراحل ىي‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبرحلة األكُف كفيها كانت صحيفة اإلنًتنت تعيد نشر معظم أك كل أك جزء من‬
‫ؿبتول الصحيفة األـ كىذا النوع من الصحافة ما زاؿ سائدا‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبرحلة الثانية كفيها يقوـ الصحفيوف إبعادة إنتاج بعض النصوص لتتواءـ مع‬
‫فبيزات النشر يف الشبكة كذلك بتغذية النص ابلركابط كاإلشارات اؼبرجعية كما إُف‬
‫ذلك كىذا يبثل درجة متقدمة عن النوع األكؿ‪.‬‬
‫ػ اؼبرحلة الثالثة كفيها يقوـ الصحفيوف إبنتاج ؿبتول خاص بصحيفة اإلنًتنت‬
‫يستوعبوف فيو فبيزات النشر الشبكي كيطبقوف فيو اإلشكاالت اعبديدة للتعبَت عن‬
‫تطورا مهما يتعلق إبهباد الوسائل اليت‬
‫اػب ر‪ ،‬كتشهد ىذه اؼبرحلة اليت نعايشها حالينا ن‬
‫تسهل أكثر عملية اغبصوؿ على األخبار كربسُت طرؽ توزيع الصحف‪ ،‬كربصيل‬
‫االشًتاكات‪ ،‬ىناؾ الطريقة اؼبعركفة بتحصيل اشًتاكات من الزكار إُف بعض مصادر‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬كما بو من مراجع أجنبية‪ ،‬ص ٓ‪.‬‬


‫‪011‬‬
‫الصحيفة يف شكلها التقليدم كتلجأ إليها اػبدمات اإللكًتكنية لؤلظباء اؼبعركفة أك‬
‫تلك الصحف اليت نشأت على شبكة اإلنًتنت كبعضها يستفيد من نظاـ "‪"PDF‬‬
‫الذم يسمح بنقل ىيئة الطبعة للصحيفة الورقية كما ىي‪ ،‬كىذا النوع تستخدمو يف‬
‫الغالب الصحف كاجملبلت الورقية اليت ترغب يف توزيع نفس النسخة الورقية‬
‫بسمات إلكًتكنية ابالستفادة من ميزات األرشفة كالبحث يف اؼبعلومات كالتفاعلية‬
‫كيطلق عليو يف العادة النسخة اإللكًتكنية ‪.)ُ(Electronic Edition‬‬
‫أُٔاع اىططف اإلىهرتوُ٘ث‬
‫وميهٔ إٔ ْكطِ ايضشف اييت تٓػس بواضطة ايٓػس اإليهرتوْي إىل ضتة أْواع‪..‬‬
‫ُ‪ -‬نسخ إلكًتكنية من صحف مطبوعة كرقيا معركفة ابظبها كاترىبها‪ ،‬كما تقدمو ؾبرد‬
‫نسخة إلكًتكنية طبق األصل ؼبا تقدمو الصحيفة الورقية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬صحف إلكًتكنية ربمل اسم الصحيفة الورقية‪ ،‬لكنها زبتلف عنها يف ؿبتواىا‬
‫كخدماهتا كتوجهاهتا‪ ،‬كتعتمد على التحديث اؼبستمر كاستطبلع الرأم كالتفاعلية‪.‬‬
‫ّ‪ -‬صحف إلكًتكنية ليس ؽبا أصل كرقي ‪.‬‬
‫ْ‪ -‬مواقع إعبلمية كيقصد هبا الشبكات اإلخبارية على اإلنًتنت كمواقع األحزاب‬
‫كالتيارات السياسية كاالقتصادية‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬اإلذاعات كالفضائيات اليت تعٌت بتقدًن تقارير إخبارية صوتية كتقدًن خدمات‬
‫نصية بصور كأشكاؿ إيضاحية كساحة حوار تفاعلي مع اؼبتلقي‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬مواقع ككاالت األنباء العاؼبية كالعربية اليت تقدـ خدماهتا على شبكة اإلنًتنت بعدة‬
‫لغات أك ابللغة العربية‪ ،‬كتقدـ تغطية عبميع األحداث العاؼبية كتعرضها يف‬
‫اؼبوقع‪ ..‬إضافة إُف خدمة األخبار كاؼبعلومات اليت تتواصل هبا مع اؼبتلقي ع ر‬
‫ال ريد اإللكًتكين‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ٔ‪. ٕ ،‬‬


‫‪010‬‬
‫وضٓعسض يهٌ واسد َٔ األْواع ايطتة‪:‬‬
‫أويًا‪ُ :‬فظ إىهرتوُ٘ث ٌَ ضطف ٌؽتٔغث ورك٘ا ٌػؽوفث ةاـٍٓا‬
‫وحارٗغٓا‪ ،‬كما تقدمو ؾبرد نسخة إلكًتكنية طبق األصل "‪ "PDF‬أك ـبتصرات‬
‫ؼبا تقدمو الصحيفة الورقية‪ ،‬كىذا ينطبق على غالبية الصحف العربية‪ ،‬كفيما يلي‬
‫مباذج من ذلك‪:‬‬
‫(‪ )1‬دسيدة (األٖساّ) املضسية ‪WWW.ahram.org.eg‬‬

‫انتشارا‪ ،‬صدر العدد األكؿ منها يف ٓ أغسطس‬


‫ن‬ ‫أعرؽ كأشهر الصحف العربية‬
‫ُٕٖٔ أصدرىا سليم كبشارة تقبل‪ ،‬كاؼبوقع اإللكًتكين يشمل كل إصدارات مؤسسة‬
‫األىراـ الصحفية (األىراـ ‪ -‬األىراـ اؼبسائي ‪ -‬األىراـ الرايضي ‪ -‬نصف الدنيا ‪ -‬لغة‬
‫العصر‪ ..‬إٍف)‪ ،‬كالدخوؿ إُف اإلصدارات اػباصة إبصدارات اؼبؤسسة يكوف عن طريق‬
‫لينكات خاصة من اؼبوقع الرئيس‪.‬‬
‫اؼبوقع الرئيس للجريدة يضم ـبتارات كـبتصرات‪ TXT‬ؼبا تنشره اعبريدة األـ‪،‬‬
‫على يسار صفحة الويب اػباصة‪ ،‬ابؼبوقع تصنيفات فرعية لؤلبواب (الصفحة األكُف ‪-‬‬
‫مصر ‪ -‬ؿبافظات ‪ -‬الوطن العريب ‪ -‬العاَف ‪ -‬تقارير اؼبراسلُت ‪ -‬ربقيقات كقضااي‬
‫كآراء ‪ -‬اقتصاد ‪ -‬الرايضة ‪ -‬دنيا الثقافة ‪ -‬اؼبرأة كالطفل ‪ -‬يوـ جديد ‪ -‬ال يكتاب ‪-‬‬
‫األعمدة ‪ -‬ملفات األىراـ ‪ -‬ملفات دكلية ‪ -‬لغة العصر ‪ -‬شباب كتعليم ‪ -‬شركاء‬
‫من اغبياة ‪ -‬طب كعلوـ ‪ -‬دنيا الكاريكاتَت ‪ -‬بريد األىراـ ‪ -‬األخَتة)‪.‬‬
‫كال يضم اؼبوقع صفحات اعبريدة بصيغة ‪ PDF‬كال توجد بو خاصية البحث كإذا‬
‫دخل اؼبستخدـ من بوابة (األىراـ‪ :‬موقع مؤسسة األىراـ) سيطالع لينكات إصدارات‬
‫كدليبل للمواقع‪ ،‬كتتوافر خاصية البحث ابالسم‪ ،‬كليس البحث‬
‫ن‬ ‫األىراـ الصحفية‬
‫اؼبتقدـ ابلتاريخ أك فًتة زمنية ؿبددة‪.‬‬
‫(‪ )2‬دسيدة (اخلًير) اإلَازاتية ‪WWW.alkhaleej.co.ae‬‬

‫ال توجد بياتات خاصة بتاريخ إنشاء اؼبوقع‪ ،‬لكن توجد فيو صفحة تعريفية‬
‫‪012‬‬
‫دبؤسسة اػبليج للصحافة اليت انطلقت طبعتها الورقية فبثلة يف جريدة "اػبليج" اليت‬
‫صدر العدد األكؿ منها يف ُٗ ‪ َُٕٗ/ َُ /‬أسسها ترًن عمراف كعبد هللا عمراف‪،‬‬
‫كذلك ربتوم نبذة اترىبية عن الصحيفة كاتريخ إنشاء مبلحقها (اػبليج الثقايف ‪ -‬آخر‬
‫األسبوع ‪ -‬اسًتاحة اعبمعة ‪ -‬شباب اػبليج ‪ -‬الصحة كالطب ‪ -‬فضائيات ‪ -‬الدين‬
‫كاغبياة)‪ ..‬كللدار عدة إصدارات منها‪:‬‬
‫‪ -‬ؾبلة الشركؽ‪ :‬صدر العدد األكؿ منها يف يونيو َُٕٗ‪.‬‬
‫– ؾبلة كل األسرة‪ :‬صدرت يف َِ ‪.ُّٗٗ / َُ /‬‬
‫‪ -‬ؾبلة االقتصادم‪ :‬صدر العدد األسبوعي األكؿ منها يف ِ ‪.ُٗٗٔ/ ّ /‬‬
‫‪ -‬ؾبلة األذكياء‪ :‬صدر العدد األكؿ منها رظبيا ٗ ‪.ُٗٗٔ /ْ /‬‬
‫‪ -‬جريدة ‪ :The GUIF Today‬صدرت يف يوـ ٔ ‪ُٗٗٔ / ْ /‬كجريدة يومية‬
‫ابللغة اإلقبليزية‪.‬‬
‫أما مركز اؼبعلومات اػباص ابؼبؤسسة‪ ،‬فقد أنشأت اػبليج "قسم األرشيف" دبقرىا‬
‫الرئيس يف الشارقة عاـ َُٖٗ‪ ،‬ككاف نظاـ العمل فيو يدكاي يعتمد على أرشفة‬
‫كنظرا لتطور تقنيات‬
‫اؼبعلومات كالصور من الصحف كاجملبلت العربية كاألجنبية‪ ،‬ن‬
‫اعتبارا من ُٓٗٗ‪،‬‬
‫ن‬ ‫اغباسب اآلِف‪ ،‬فقد تغَت اسم "األرشيف" إُف "مركز اؼبعلومات"‬
‫كاعتماد تقنية الشبكات كأنظمة التشغيل ‪ Win 95‬كيقوـ اؼبركز بتقدًن الصور‬
‫كاؼبعلومات البلزمة لدكرة العمل اليومية ابلدار‪ ،‬كتزكيد الباحثُت من خارج الدار ابلواثئق‬
‫اليت تستلزمها أحباثهم‪ .‬يهدؼ اؼبركز إُف دعم اؼبسَتة األكاديبية‪ ،‬كميكنة األعماؿ‬
‫اإلدارية كخدمة اجملتمع‪.‬‬
‫اؼبوقع ينشر ـبتصرات ؼبا ينشر يف الصحيفة اؼبطبوعة على شكل ‪ TXT‬كال‬
‫ينشر ‪ PDF‬كتوجد ابؼبوقع كصبلت لئلصدارات الصحفية األخرل للدار مثل‪( :‬ؾبلة‬
‫الشركؽ ‪ -‬كل األسرة ‪ -‬االقتصادم ‪ -‬األذكياء ‪ -‬جلف تودام ‪The Gulf‬‬
‫‪ ) ..Today‬كذلك كصلة ؼبركز اػبليج للدراسات‪ .‬كخدمة البحث اؼبتنوع‪.‬‬
‫‪013‬‬
‫وىلػ الضظِا يف ْؼا اىِٔع ٌَ اىططافث اإلىهرتوُ٘ث ‪:‬‬

‫أنو ما زاؿ الوعي ابستخداـ أساليب كتكنولوجيا النشر اإللكًتكين يف نطاؽ‬


‫قاصرا كَف يصل إُف اؼبستول اؼبطلوب بعد‪ ،‬فكيف نطلق مصطلح‬ ‫الصحافة العربية ن‬
‫ملتزما‬
‫صحافة إلكًتكنية على موقع وبمل اسم اعبريدة فقط كيستمر يف حالة ركود ن‬
‫بنصوص نسختو الورقية ؼبدة ِْ ساعة‪ ،‬كال يتجدد ابلقدر البلزـ للقارئ غبظة بلحظة‬
‫كساعة بساعة‪ ..‬كما أف النسخة اإللكًتكنية تعتمد على الشكل التقليدم يف نسخة‬
‫اعبريدة الورقية بنفس أساليب تبويبها‪.‬‬
‫كذلك فإنو يصعب أف توفر معظم ىذه الصحف خدمة البحث عن اؼبعلومات‬
‫اغبالية أك اؼباضية‪ ،‬العتماد النشر على صيغة الصورة كالواثئق احملمولة‪ ،‬أك على العكس‬
‫إنباؿ ذلك يف الصحف اليت تنشر مادهتا بصيغة النص‪ ،‬كمن مث فبل قبد أرشي نفا للمواد‬
‫متقدما دقي نقا للمادة الصحفية أك الصور‪.‬‬
‫اؼبنشورة من قبل أك حبثنا ن‬
‫كذلك يندر إفساح اؼبساحة للمجاؿ التفاعلي الذم يؤدم إُف مشاركات القراء‪،‬‬
‫نفس األمر يقاؿ عن االىتماـ ابستخداـ الوسائط اؼبتعددة‪.‬‬
‫كنبلحظ أف القائمُت على ىذه الصحف يعتقدكف أف عقلية القارئ ما زالت تسَت‬
‫خلف عقلية الصحافة الورقية كبسبب ما يلي‪:‬‬
‫موازاي للنشر اؼبطبوع‬
‫ُ ‪ -‬ايٓػس ايضشفي املواشي‪ :‬كفيو يكوف النشر اإللكًتكين ن‬
‫حبيث تكوف الصحيفة اإللكًتكنية عبارة عن نسخة كاملة من الصحيفة اؼبطبوعة‬
‫ابستثناء اؼبواد اإلعبلنية‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬ايٓػس ايضشفي اجلصئي‪ :‬كفيو تقوـ الصحف اؼبطبوعة بنشر أجزاء من موادىا‬
‫الصحفية ع ر الشبكة اإللكًتكنية كيعمد إُف ىذا النوع بعض الناشرين هبدؼ‬
‫تركيج النسخ اؼبطبوعة من إصداراهتم‪.‬‬
‫اذباىا يف‬
‫تيارا أك ن‬
‫كقد الحظنا من خبلؿ بعض الصحف أهنا قليلة للغاية كال سبثل ن‬
‫الصحافة العربية‪.‬‬
‫‪014‬‬
‫كاؼبنتظر أف تغذم ىذه الصحف قراءىا ابؼبزيد من اؼبعلومات حُت تقوـ بدكر‬
‫اإلحالة اؼبتقاطعة ‪ Cross Reference‬فهي ذراع إلكًتكنية للصحيفة الورقية اليت‬
‫ربيل قراءىا إُف اؼبوقع اإللكًتكين للحصوؿ على اؼبزيد من اؼبتابعات كاؼبعلومات‬
‫نظرا لعنصر الزمن كتدفق اؼبعلومات‬
‫كالصور اليت قد يتعذر نشرىا يف الصحيفة الورقية‪ ،‬ن‬
‫‪Cross‬‬ ‫ككثرة الصور اؼبتاحة‪ ،‬أم أف موقع الصحيفة يلعب دكر الًتكيج‬
‫‪ Promotion‬للنسخة الورقية‪ ،‬كىذا ما تفتقده الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كقد سبقت إليو‬
‫بسنوات الصحافة األمريكية كاإلقبليزية كالصينية على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫ثاْيا‪ :‬ضطف إىهرتوُ٘ث حطٍو اـً اىطط٘فث اىٔرك٘ث‪ ،‬ىهِٓا‬
‫حغخيف غِٓا يف ٌطخٔاْا وعػٌاحٓا وحٔسٓاحٓا‪ ،‬وحػخٍػ غيٕ‬
‫اىخطػٗد املفخٍؽ واـخؽالع اىؽأي واىخفاغي٘ث‪.‬‬

‫دسيدة ( اييوّ ايطابع ) املضسية ‪www.youm7.com‬‬

‫كىي مبوذج لصحيفة إلكًتكنية ربمل اسم الصحيفة الورقية‪ ،‬لكنها زبتلف عنها‪،‬‬
‫جريدة اليوـ السابع جريدة مصرية يومية‪ .‬صدر العدد األكؿ منها يف أكتوبر ََِٖ‬
‫كذلك بشكل أسبوعي كمن ُّ مايو َُُِ بدأت ابلصدكر بشكل يومي‪ .‬كاعبريدة‬
‫سياسية اقتصادية منوعة‪ .‬موقع اليوـ السابع أك البوابة اإلخبارية اإللكًتكنية عبريدة‬
‫اليوـ السابع يعت ر من أكثر َُ مواقع يزكرىا اؼبصريوف ‪ ،‬فاؼبوقع وبتل اؼبرتبة رقم ّ‬
‫اضا ابنوراميا ػبدماهتا‬
‫اعتبارا من يوليو َُِٗ كالنسخة االلكًتكنية توفر استعر ن‬
‫اإلخبارية كغَت اإلخبارية‪ ،‬كاليت تتمثل يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬ذبديد آين للمحتول اإلخبارم كل بضع دقائق آبخر األخبار احمللية كالعاؼبية‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات اخبارية متنوعة ‪.‬‬
‫‪-‬مساحة للكتابة كعرض اآلراء‬
‫‪ -‬نشرة تليفزيونية إخبارية على اؽبواء مباشرة يعدىا فريق متخصص ؽبذا الغرض داخل‬
‫اؼبؤسسة‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫‪ -‬خدمة األخبار العاجلة‬
‫‪ -‬خدمة ‪ RSS‬ؾبانية ابحملتول اإلخبارم اؼبتجدد يف اؼبوقع‪.‬‬
‫(‪ )2‬دسيد (صوت ايبًد ) املضسية ‪WWW.balad news.com‬‬

‫كىي صحيفة أسبوعية صدرت يف يناير ََِٕ يف طبعتها الورقية‪ ،‬كموقعها‬


‫اإللكًتكين سبق الطبعة الورقية بستة أشهر‪ ،‬تعرؼ اعبريدة اؼبطبوعة نفسها على اؼبوقع‬
‫اإللكًتكين أبهنا صحيفة مصرية عربية أسبوعية مستقلة تصدرىا مؤسسة ككالة الصحافة‬
‫العربية للطباعة كالنشر كالتوزيع كاإلعبلف ‪ ،‬كتسعى الصحيفة ألف تكوف شاملة‬
‫مستقلة‪ ،‬ال تتبٌت أية رؤل أك توجهات أم حزب أك تيار فكرم أك سياسي أك ديٍت‪،‬‬
‫تنأل عن اإلاثرة الصحفية على صبيع مستوايهتا‪ ،‬كال عبلقة لتوجهات الصحيفة‬
‫بتوجهات كسياسة الدكلة اليت تصدر منها‪ ..‬أما اؼبوقع اإللكًتكين فَتفع شعار‪( :‬صوت‬
‫البلد من الناس كإُف الناس)‪.‬‬
‫كيقوؿ مدير اؼبوقع‪" :‬إف التفاعلية مع القارئ كاؼبستخدـ ؼبوقعنا ىي الوسيلة اليت‬
‫دائما القراء‬
‫نستخدمها عبذب أك ر عدد من القراء إلينا‪ ،‬من ىنا فاؼبوقع يدعو ن‬
‫كالكتاب كالصحفيُت إُف اؼبشاركة يف ربريره"‪.‬‬
‫اػبدمات اليت يقدمها اؼبوقع‪:‬‬
‫‪ -‬شريط إخبارم آبخر األخبار كاؼبستجدات برابط من "‪."B.B.C‬‬
‫‪ -‬ركابط دبواقع أشهر الصحف اإللكًتكنية العربية كالعاؼبية‪.‬‬
‫‪ -‬ركابط دبواقع إخبارية متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬ركابط إبذاعات عربية كعاؼبية‪ ،‬كذلك ركابط خبدمة البث التليفزيوين لفضائيات‬
‫مشهورة‪.‬‬
‫‪ -‬ركابط أبسعار العمبلت كالطقس كمواقيت الصبلة‪ ،‬كدليل تليفوتات مصر‪ .‬كذلك‬
‫ركابط أبلعاب ذكية للكبار كالصغار‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫‪ -‬ركابط أبشهر اؼبواقع اإللكًتكنية للًتصبة الفورية (ترصبة نصوص‪ -‬مواقع)‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات إعبلنية‪.‬‬
‫كيتميز ىذا النمط بعدة خصائص منها‪:‬‬
‫‪ -‬استقبلليتو التحريرية يف فريق عملو كتوجهو عن اعبريدة الورقية‪ ،‬دبعٌت أنو يعامل‬
‫كجريدة قائمة بذاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬ؿبرركف كمراسلوف يزكدكف اؼبوقع اإللكًتكين أبحدث التقارير كاألخبار كالفعاليات‪،‬‬
‫كىذه اؼبواد الصحفية ال تنشر ابلصحيفة اؼبطبوعة‪.‬‬
‫‪ -‬ساحة اغبوار كالنقاش كالتعليقات التفاعلية‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات متميزة يقدمها اؼبوقع ؼبستخدميو كالوصبلت ؼبواقع أخرل‪ ،‬كحجز الفنادؽ‬
‫كالطَتاف كدليل اؽباتف كتقدًن كصبلت ؼبواقع تفاعلية أخرل‪.‬‬
‫‪ -‬خاصية البحث يف موقع اعبريدة اإللكًتكنية عن اسم أك حدث أك مناسبة أكصورة أك‬
‫تقرير‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن خدمات أحدث األخبار تصل على إيبيبلت اؼبستخدمُت الراغبُت يف اػبدمة‪.‬‬
‫‪ -‬خاصية البحث يف ؿبركات البحث العاؼبية‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن أرشيف للجريدة من خبللو تستطيع مطالعة أعداد سابقة‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أف ىذا النمط من الصحافة اإللكًتكنية قليل يف العاَف العريب‪ ،‬من كاقع‬
‫أنو ذك تكلفة مالية عالية تتحملها اؼبؤسسة الناشرة‪ ،‬كألنو ما زالت حىت اآلف مواقع‬
‫الصحف اؼبطبوعة على اإلنًتنت‪ ،‬ىي مواقع دعائية ال أكثر‪.‬‬
‫من النماذج العربية القليلة ‪:‬‬

‫‪015‬‬
‫ثايجًا‪ :‬ضطف إىهرتوُ٘ث ى٘ؿ ىٓا أضو وركٖ‪:‬‬
‫(‪ )1‬إيالف ‪WWW.elaph.com‬‬

‫تعت ر من أكائل الصحف اإللكًتكنية العربية‪ ،‬كقد صدرت من لندف يف ُِ مايو‬


‫ََُِ‪ ،‬كما أهنا من أك ر اؼبواقع اإلخبارية العربية‪ ،‬كقد قفز ترتيب إيبلؼ على‬
‫اؼبستول العاؼبي‪ ،‬كقفز عدد زائريها منذ بداية عاـ ََِٓ‪ ،‬لتحتل مكانة متقدمة بُت‬
‫اؼبواقع اإلعبلمية العربية‪ ،‬فبا هبعلها من اؼبواقع اإلعبلمية اؼبؤثرة يف اؼبنطقة العربية‪.‬‬
‫تقوـ على اؼبوقع شركة إيبلؼ القابضة اؼبسانبة يف اؼبملكة اؼبتحدة كشركة إيبلؼ‬
‫للنشر احملدكدة يف اؼبملكة اؼبتحدة كشركة بيت إيبلؼ للنشر احملدكدة يف اؼبملكة‬
‫العربية السعودية كشركة انتوسوؿ يف اؼبملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تاشر إيبلؼ رئيس ؾبلس إدارهتا كربريرىا الصحفي السعودم عثماف العمَت‪،‬‬
‫كالذم كتبت مقالة لو مثبتة ابؼبوقع ال تتغَت منذ إنشائو‪ ..‬رد فيها على السؤاؿ‪ :‬ؼباذا‬
‫اتساعا‬
‫ن‬ ‫إيبلؼ؟ "ألف كل الدراسات كاؼبؤشرات تؤكد أف عاَف اإلنًتنت شكل كسيشكل‬
‫ال حدكد لو‪ ،‬يف تغيَت الصيغة اإلعبلمية كربوير الفكر اإلنساين‪ ،‬كىذا ما رأينا بشائره‬
‫اآلف‪ ،‬فبا يؤكد اغباجة إُف عمل إعبلمي فبيز‪ .‬إذنا‪ ،‬ىي مشركع مستقبلي‪ ،‬أيخذ يف‬
‫اعتباره سرعة التواصل كاالتصاؿ‪ ،‬كيفًتض أنو سيستمر اقتصاداي على اؼبدل الطويل"‪.‬‬
‫كعن إيبلؼ يقوؿ‪ ":‬إهنا مشركع إعبلمي متكامل‪ ،‬تضم فيو الصحيفة دبا ؽبا من‬
‫مداخيل كأصوؿ كجذكع إُف منظومة شقيقاهتا اإلعبلميات األخرل‪ ،‬إهنا تدمج ذلك‬
‫األلق الصحفي الذم هبده القارئ يف اعبريدة‪ ،‬بتلك األهنار اإلعبلمية اليت أصبحت‬
‫متداخلة بينها كبُت نفسها"‪.‬‬
‫مؤك ندا أف صحيفتو أداة إعبلمية مستقلة تريد نقل التجربة اغبديثة يف تقدًن اػب ر‬
‫كاؼبعلومة‪ ،‬دكف حرج كببل أية حساسيات‪ ،‬ال نسبية‪ ،‬كال مفرطة يف االرتفاع‪ ..‬ال تنتمي‬
‫إُف تيار‪ ،‬كال تع ر عن حزب‪ ،‬كال تقف مع دكلة أخرل‪ ،‬بل ىي تافذة العريب إُف العاَف‪،‬‬
‫كجسر العاَف إليو‪ ،‬إننا نعتقد أف الصحافة شيء كالرأم شيء آخر‪ ..‬فإذا احًتمنا الرأم‬
‫‪012‬‬
‫كقدرتاه ككضعناه يف االعتبار الذم يستحقو‪ ،‬فإف مهنة الصحفي ال قداسة كال‬
‫استشهاد كال مزايدة فيها‪ ..‬إهنا ببساطة خدمة حضارية ؼببلح إنًتنيت وبتاج إُف اإلشباع‪.‬‬
‫كللصحيفة شبكة من اؼبراسلُت يف ـبتلف العواصم‪ ،‬يتابعوف اغبدث كيقدموف مادة‬
‫صحفية خاصة إبيبلؼ على ساحات اغبدث‪ :‬السياسي كاالقتصادم كالثقايف كالرايضي‬
‫كاالجتماعي‪ ..‬كيشارؾ ابلكتابة فيها لببة من الكتاب العرب‪ ،‬كيعتمد اؼبوقع بشكل‬
‫أساسي على الكلمة اؼبقركءة‪ ،‬ابإلضافة إُف الصور اؼبميزة‪ ،‬كالصفحة الرئيسة تتميز‬
‫أبلواف جذابة‪ ،‬كحبجم صور كبَت عاِف اعبودة‪ .‬كوبتوم اؼبوقع على العديد من األبواب‬
‫الصحفية اعبذابة على كثرهتا ‪،‬‬
‫كعلى صعيد اػبدمات سعى اؼبوقع إُف أف يكوف سباقنا يف التفاعل اغبي بينو كبُت‬
‫زكاره‪ ،‬كمن ىنا حرص على توفَت تافذة للصحة ابلتعاكف مع الشركة األكركبية "إيباؾ"‬
‫كقدـ خدمة السيارات ابالشًتاؾ مع أمبا "‪ "AMPA‬كخدمة آخر األخبار "‪"PSS‬‬
‫ابإلضافة إُف القوائم ال ريدية‪.‬‬
‫ضا يتميز اؼبوقع خباصية البحث كيقدـ خيارين للبحث اللفظي‪ ،‬أحدنبا حبث‬
‫أي ن‬
‫عاـ كاآلخر حبث تفصيلي‪.‬‬
‫‪ -‬البحث العاـ‪ :‬يغطي البحث العاـ فًتة طويلة تعود إُف ٖ أبريل ََِْ؛ ككاف‬
‫من الواضح من قراءة النتائج أف عملية البحث ذبرم يف نطاؽ العنواف‪.‬‬
‫‪ -‬البحث التفصيلي‪ :‬حبث تفصيلي حسب القسم‪ ،‬كربديد مدة كاتريخ البحث‬
‫أكبواسطة اسم الكتاب أك اسم اؼبؤسسة‪ .‬بتجربة البحث التفصيلي كانت نتيجة البحث‬
‫تتوقف عند ُْ أغسطس ََِٔ‪ ،‬دبا يعٍت أف عملية البحث ذبرم فقط خبلؿ‬
‫الشهور اػبمسة األخَتة من السنة احملددة‪ ،‬كنطاؽ للبحث التفصيلي كىي سنة‬
‫ََِٔ‪ ،‬ككاف من الواضح من قراءة النتائج أف عملية البحث ال ذبرم يف نطاؽ‬
‫ضا‪.‬‬
‫العنواف فقط‪ ،‬كلكنها سبتد إُف النص أي ن‬

‫‪015‬‬
‫(‪َ )2‬يدٍ إيطت أوْالئ ‪WWW.middle-east-online.com‬‬

‫يعد ميدؿ إيست من أك ر اؼبواقع اإلخبارية العربية إذ يبلغ عدد زكار اؼبوقع‬
‫ِٕٓ ألف زائر يوميا(ُ) كيصدر اؼبوقع من لندف‪ ،‬كيضم العديد من األبواب‪:‬‬

‫مدخل‪ :‬ىو الصفحة الرئيسة للموقع‪.‬‬

‫بواابت عربية‪ :‬كفيو ُِ بوابة للدكؿ العربية ربتوم كل بوابة على أىم أخبار الدكلة‪.‬‬

‫عاؼبية‪ :‬يشمل أخبار سياسية كاقتصادية‪ ،‬كأخبار طريفة كآخر الدراسات‬ ‫أخبار‬
‫كاألحباث من شىت أكباء العاَف‪.‬‬
‫آزاء‪ :‬ؾبموعة من مقاالت الرأم لكتاب مشهورين‪.‬‬

‫االقتصاد‪ :‬يتضمن األحواؿ االقتصادية ألكباء شىت من العاَف‪.‬‬

‫تكنولوجيا‪ :‬يهتم آبخر األحباث‪ ،‬كاألخبار اؼبتعلقة بشبكة اؼبعلومات‪ ،‬كمعوقات حرية‬
‫الرأم كالتعبَت على الشبكة‪.‬‬

‫ربقيقات‪ :‬من أىم األبواب‪ ،‬لتنوعو كتضمنو ن‬


‫كثَتا من مواد حقوؽ اإلنساف‪ ،‬كاىتمامو‬
‫دبوضوعات حقوؽ اؼبرأة‪ ،‬كحرية الرأم كالتعبَت‪ ،‬كالفجوة بُت األغنياء كالفقراء‪،‬‬
‫كالعنف كحرية العقيدة‪ ،‬كحقوؽ ذكم االحتياجات اػباصة‪.‬‬

‫كثَتا عن ابب ربقيقات‪ ،‬من حيث تناكلو للموضوعات‬


‫ال ىبتلف ن‬ ‫ىذه الدنيا‪:‬‬
‫نفسها‪.‬‬

‫ثقافة‪ :‬ابب يهتم ابؼبوضوعات الثقافية‪ ،‬متضمنة موضوعات حرية النشر اإللكًتكين‪.‬‬

‫فنوف‪ :‬وبتوم على موضوعات خاصة ابلسينما كاؼبسرح‪ ،‬كالفنوف التشكيلية‪.‬‬

‫(ُ) دمحم سناجلة‪ :‬مدير ربرير ميدؿ إيست‪ ،‬كرشة عمل ابلقاىرة‪ ،‬أبريل‪.ََِٕ ،‬‬
‫‪001‬‬
‫موضوعات أدبية شىت‪ ،‬من مقاؿ كركاية‪ ،‬أك اإلعبلف عن أحدث الكتب‪،‬‬ ‫أدب‪:‬‬
‫ككذلك بعض األشعار‪.‬‬

‫سياحة‪ :‬وبتوم على كصف كثَت من األماكن السياحية يف اؼبنطقة العربية‪ ،‬كخارجها‪،‬‬
‫كأخبار الشركات السياحية‪.‬‬

‫التعليم‪ :‬يهتم الباب ابلدعوة إُف تطوير اؼبناىج التعليمية‪ ،‬كأخبار البعثات‪.‬‬

‫رايضة‪ :‬أخبار الرايضة العربية‪ ،‬كخاصة كرة القدـ‪.‬‬

‫بيئة‪ :‬أخبار كدراسات حوؿ التلوث البيئي كطرؽ احملافظة على البيئة‪ ،‬كضبايتها‪( ..‬اغبق‬
‫يف بيئة نظيفة)‪.‬‬

‫علوـ‪ :‬ابب صبع بُت أىم أخبار التكنولوجيا كالبيئة‪ ،‬كعلوـ الفضاء‪ ،‬كاعبسم البشرم‪.‬‬

‫الصحة‪ :‬يهتم الباب أبخبار ؿباربة الفقر كاؼبرض‪ ،‬ن‬


‫فضبل عن اغبفاظ على البيئة‪.‬‬

‫السيارات‪ :‬يهتم أبخبار سباؽ السيارات‪.‬‬

‫احملرر‪ :‬وبتوم على أخبار‪ ،‬كمقاالت ربليلية حوؿ مستقبل اإلصبلح‬ ‫رسائل إُف‬
‫السياسي يف العاَف العريب‪ ،‬مع الًتكيز على قضااي ديبقراطية إقليمية‪ ،‬كمعظم‬
‫الرسائل لكتاب معركفُت كاكبصرت مشاركة اعبمهور يف بعض الشكاكل اليت‬
‫تطالب ابإلفراج عن األسرل كاؼبعتقلُت‪ ،‬خاصة يف العراؽ‪.‬‬

‫أخرل‪ :‬كصبلت ألىم الصحف العربية كاألجنبية (يومية‪ /‬أسبوعية‪ /‬شهرية)‪،‬‬ ‫مواقع‬
‫كأىم ؿبركات حبث‪ ،‬كمواقع موسيقى‪.‬‬
‫كيقدـ اؼبوقع لقرائو عدة خدمات منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد ؾباالت االىتماـ كالعناية بدقة كحجم الصورة‪.‬‬
‫‪000‬‬
‫‪ -‬خدمات إعبلنية كتسويقية‪.‬‬
‫‪ -‬البحث يف اؼبوقع‪ :‬عن طريق البحث العاـ‪ ،‬كيقوـ ابلعثور على الكلمة اؼبطلوبة‬
‫يف العناكين الرئيسة للمواضيع اؼبنشورة أك البحث بطريقة البحث اؼبتقدـ‪ ،‬فيمكن‬
‫للمتصفح زبصيص البحث يف أجزاء ؿبددة من النص أك ضمن اؼبوضوعات الرئيسة‬
‫اؼبوجودة يف اؼبوقع‪ ،‬فيمكن البحث يف العنواف الرئيس‪ ،‬كالبحث يف اؼبقدمة‪ ،‬كالبحث‬
‫يف اؼبوضوع‪ ،‬كالبحث يف تعليق الصورة‪ ،‬كالبحث يف الكاتب‪ ،‬كما يبكن للقارئ اختيار‬
‫الفًتة الزمنية اؼبطلوبة يف نطاؽ البحث‪.‬‬
‫واملالسظ إٔ الصحف اإللكًتكنية اليت ليس ؽبا أصل كرقي أثبتت حضورىا على‬
‫اؼبستول العاؼبي يف ؾباالت رصد األحداث ‪ ،‬كتتبع اغبدث‪ ،‬كاستطاعت دخوؿ منافسة‬
‫قوية مع الصحافة التقليدية الورقية‪ ،‬كاستثمرت عناصر كمؤثرات تعجز الصحافة الورقية‬
‫نظرا لطبيعتها‪ ،‬فاجتازات اغبدكد كاأليدكلوجيات ع ر فضاء أرحب‪.‬‬
‫عن استخدامها ن‬
‫كبَتا بعد اغبادم عشر من‬
‫انتصارا ن‬
‫ن‬ ‫كيقرر البعض أف الصحافة اإللكًتكنية شهدت‬
‫سبتم ر‪ ،‬كالذم أفاؽ فيو العاَف على كقع كارثة الدمار كالرعب يف أمريكا‪ ،‬فقد‬
‫استطاعت الصحف اإللكًتكنية كاؼبواقع اإلخبارية اإللكًتكنية‪ ،‬أف تنقل ابلكلمة‬
‫كالصوت كالصورة‪ ،‬ذلك اغبدث التارىبي بدقة ككفاءة تادرة‪ ،‬بينما تعثرت بعض‬
‫الصحف كالفضائيات الكبلسيكية كفشلت يف تلك اؼبهمة‪.‬‬
‫كاستطاعت بعض اؼبوقع اإلخبارية اإللكًتكنية العاؼبية أف تثبت حضورىا كتفوقها‬
‫كأصبحت كمرجعية إخبارية يف الظركؼ اعبادة كاغبرجة كأصبح من الطبيعي أف يلجأ‬
‫إليها الفرد العادم كاؼبهتم أك اؼبختص يف السياسة كغَتىا‪ ،‬كمرجعية موثوقة اؼبصداقية‬
‫بعد أف كانت متهمة ابلتواطؤ كالتدليس‪.‬‬
‫كمثلما حدث على اؼبستول العاؼبي من كالدة مواقع إخبارية إلكًتكنية‪ ،‬سبخضت‬
‫اؼبنطقة العربية عن عدة مواقع إخبارية إلكًتكنية بعضها تصنع اػب ر‪ ،‬كال تكتفي إبعادة‬

‫‪002‬‬
‫تصديره بعد التقاطو من الوكاالت كشبكات التليفزيوف كاإلذاعة(ُ)‪.‬‬
‫اُخشارا غؽة٘اً‪:‬‬
‫ً‬ ‫وٌَ اىططف اإلىهرتوُ٘ث اىػؽة٘ث اىخٖ ضللج‬

‫‪WWW. ELAPH. COM‬‬ ‫‪ -‬إيبلؼ‬


‫‪WWW. MIDDLE - EAST - ONLINE. COM‬‬ ‫‪ -‬ميدؿ إيست‬
‫ككلتانبا ‪ -‬كنموذج ‪ -‬تغطياف ـبتلف األخبار كالفعاليات السياسية كاالقتصادية‬
‫كالثقافية كالرايضية العاؼبية كالعربية كتقدماف ربقيقات كحوارات كمتابعات كصور خاصة‬
‫هبما‪.‬‬
‫كقبد أف صحيفة "إيبلؼ" تطرح نفسها على الساحة اإلعبلمية كمشركع مستقبلي‬
‫رايدم متكامل‪ ،‬فهي ال تنتمي إُف تيار أك حزب أك دكلة ‪ ،‬كقبحت يف استقطاب كتاب‬
‫ابرزين للكتابة فيها كسبيزت صفحاهتا ابستخداـ اؼبالتيميداي من (صوت كلقطات فيديو‬
‫كرسوـ بيانية) كازبذت مفهوـ الصحافة التفاعلية ىدفنا اسًتاتيجينا ؽبا عبذب مزيد من القراء‪.‬‬
‫إف أية صحيفة إلكًتكنية أك موقع إخبارم على الشبكة وبتاجاف لضماف النجاح إُف‪:‬‬
‫‪ -‬ىيئة ربرير كشبكة مراسلُت كبَتة تنتشر على امتداد اػبريطة اعبغرافية للعاَف‪ ،‬كىذا‬
‫مقرا ؽبا فبل بد‬
‫إغباحا لكوف الصحيفة اإللكًتكنية تتخذ من الفضاء ن‬
‫العنصر يزداد ن‬
‫أف سبتلك من عناصر القوة الذاتية ما هبعلها قادرة على االستمرار‪.‬‬
‫‪-‬كما إنو ال بد أف يكوف ىناؾ سياسة كاسًتاتيجية كاضحة لتلك الصحيفة أك اؼبوقع‬
‫اإلخبارم‪ ،‬فما من جدكل يف إصدار ؾبلة أك صحيفة إلكًتكنية أك نشرة إلكًتكنية‬
‫دكف ربديد أىدافها كسياستها كمبلؿبها العامة اليت ربدد ضمنينا طبيعة صبهورىا‬
‫االفًتاضي اؼبتوقع‪.‬‬
‫ضا‬
‫كبَتا‪ ،‬فاختيار اللغة اليت ستصدر هبا اعبريدة اإللكًتكنية أي ن‬
‫صبهورا ن‬
‫ن‬ ‫‪ -‬لغة زباطب‬

‫(ُ) د‪ .‬حسُت شفيق‪ :‬اإلعبلـ اإللكًتكين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ْٗ‬


‫‪003‬‬
‫وبدد طبيعة اعبمهور كيقنن حجم انتشارىا(ُ)‪.‬‬
‫زابعًا ‪ٌٔ :‬اكع إغالٌ٘ث وٗلطػ ةٓا اىشتهات اإلعتارٗث غيٕ اإلُرتُج‬
‫ؤٌاكع األضؾاب واىخ٘ارات اىف٘اـ٘ث واالكخطادٗث‪.‬‬

‫(‪ٌ )1‬ط٘ػ ‪www.moheet.com‬‬


‫موقع ؿبيط اإلخبارم‪ ..‬كيطلق عليو مؤسسوه شبكة األخبار العربية‪ ،‬كأنشئ عاـ‬
‫ُٕٗٗ‪ ،‬كىو جزء من منظومة تديرىا أربيا إنفورـ ابلتعاكف مع الشركة اؼبتحدة‬
‫لل رؾبيات‪ ،‬كيعتمد على رصيد كبَت من االشًتاكات يف الوكاالت اإلخبارية العربية‬
‫اسبل ؿبلينا ‪ ،‬كما يستفيد اؼبوقع من‬
‫كالدكلية ابإلضافة إُف أكثر من طبسُت مر ن‬
‫اإلمكاتات التوثيقية اؼبتوافرة داخل اؼبؤسسة كاؼبتمثلة يف مشركع ‪ASK ZAD‬‬
‫التوثيقي‪ ،‬الذم يضم مئات اآلالؼ من اؼبلفات حوؿ ـبتلف القضااي‪ ،‬كيتميز نظاـ‬
‫التحرير يف ؿبيط بتقديبو نوعُت من اػبدمات اإلخبارية‪ :‬األكُف على اؼبستول اعبغرايف‬
‫موقعا لكل دكلة عربية على حدة "كل الدكؿ العربية ؽبا موقع يف ؿبيط"‪،‬‬
‫كونو ىبصص ن‬
‫حيث توجد صفحات موضوعية لكل دكلة كالسياسة كاالقتصاد كالرايضة‪ ..‬إٍف‪ .‬الثانية ‪:‬‬
‫ؾبموعة اؼبواقع اؼبوضوعية مثل الرايضة‪ ،‬الشئوف العربية‪ ،‬االقتصاد‪ ..‬كما زبصص ؿبيط‬
‫موقعا لعركض الكتب كالفعاليات الثقافية ابإلضافة إُف التقارير كاؼبلفات اإلخبارية‪.‬‬
‫ن‬
‫عػٌات األعتار حغؽٖ غػة ٌطاور‪:‬‬

‫‪ -‬احملليات العربية لكل دكلة عربية ابإلضافة إُف أخبار اعباليات العربية يف اػبارج‪.‬‬
‫‪ -‬القسم السياسي كيشمل احملاكر التالية‪ :‬اؼبلف الفلسطيٍت ‪ -‬اؼبلف العراقي ‪-‬‬
‫الشئوف العربية ‪ -‬العاَف اإلسبلمي ‪ -‬العاَف الغريب كآسيا‪.‬‬
‫‪ -‬حصاد اليوـ‪ :‬ملفات ؿبيط ‪ -‬حوارات ؿبيط ‪ -‬اقتصاد كأعماؿ ‪ -‬ؿبيط الرايضي ‪-‬‬
‫ؿبيط اؼبرأة ‪ ..‬اٍف‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ ،‬صُٓ‬


‫‪004‬‬
‫إف انتقاء اػب ر يف ؿبيط يسَت كفق آلية شبو اثبتة يف معظم األحواؿ‪ ،‬فيمر اػب ر‬
‫ع ر ؾبموعة من اػبطوات قبل أف يتم نشره يف اؼبوقع كىذه اػبطوات ىي‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬يقوـ احملرر بفتح برتامج ‪ editor‬اػباص ابنتقاء األخبار اليت سيتم ربريرىا كاليت‬
‫يتجدد ظهورىا بشكل تلقائي من الوكاالت اؼبختلفة كيقوـ احملرر بعد اختيار اػب ر‬
‫خ را‬
‫ابستكماؿ بعض عناصره من اؼبصادر األخرل اؼبتاحة كاليت قد تكوف نشرت ن‬
‫فباثبل كبعد صياغة اػب ر كاستكمالو يتم اختيار الصورة اؼبناسبة من مستكشف‬
‫ن‬
‫الصور كربطها ابػب ر مث يقوـ حبفظ اػب ر‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬كبعد انتهاء مهمة احملرر حبفظ اػب ر يتلقى اػب ر سكرتَت ربرير القسم‪ ،‬دبراجعتو من‬
‫حيث أسلوب الصياغة كعبلمات الًتقيم اؼبناسبة ككلمات العنواف كاؼبقدمة‬
‫كمراجعة مبلءمة الصورة كجدهتا حملتول اػب ر على أف تكوف حديثة قدر اإلمكاف‬
‫ككذلك مراجعة ركابط اػب ر إف كجدت كبعد انتهاء ىذه اؼبهمات يؤشر ابلقبوؿ‬
‫على اػب ر كىو ما يعٍت أنو قابل للنشر‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬يتلقي قسم الدعم الفٍت اػب ر بعد التأشَت عليو ابلقبوؿ على قاعدة بياتات‬
‫ؿبفوظة على كمبيوتر خادـ ‪ server‬خاص ابؼبوقع كمصنف أبكواد‪ ،‬لكل قسم‬
‫داخل اؼبوقع كود خاص بو تتجمع فيو أخبار القسم دكف غَتىا‪ ،‬كتصبح اؼبهمة‬
‫اؼبطلوبة يف ىذه اؼبرحلة ىي ربويل صيغة األخبار من الػ ‪ word‬إُف ‪HTML‬‬
‫مسارا ـبتل نفا يف اإلرساؿ عن اؼبسار الذم أتخذه الصور إُف أف‬
‫كأتخذ النصوص ن‬
‫يصبل إُف قاعدة البياتات اػباصة ابؼبوقع على الػ ‪ server‬اػبارجي كدبجرد‬
‫كصوؽبما يظهراف للمستخدمُت كيصبحاف قابلُت للتصفح‪ ،‬كمن اؼبفًتض أف أتخذ‬
‫عملية ظهور اػب ر من كقت التأشَت عليو ابلقبوؿ كحىت يبكن تصفحو من طبس‬
‫إُف سبع دقائق‪ ،‬فإذا َف يتم ذلك خبلؿ ىذا الوقت تصبح ىناؾ مهمة أخرل‬
‫للدعم الفٍت كىي اكتشاؼ سبب ذلك كإصبلحو‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬قد وبتاج احملرر يف بعض األحياف إُف تعديل أخبار سبق نشرىا‪ ،‬كلتنفيذ تلك‬

‫‪005‬‬
‫اؼبهمة توجد تافذة خاصة يستخدمها لتغيَت ما وبتاج من عناصر يف الصورة أك‬
‫اؼبنت أك اؼبقدمة أك العناكين مث يعيد إرساؽبا مرة أخرل إُف قاعدة بياتات اؼبوقع‬
‫ليظهر اػب ر بعد تعديلو(ُ)‪.‬‬
‫يقدـ اؼبوقع عدة خدمات لقرائو مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مشاركات القراء كتعليقاهتم على اؼبوضوعات اؼبنشورة‪.‬‬
‫‪ -‬برامج الفضائيات‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الطقس‪.‬‬
‫‪ -‬أسعار العمبلت‪.‬‬
‫‪ -‬البورصات‪.‬‬
‫‪ -‬خاصية البحث لفًتة زمنية ؿبدكدة‪ ،‬كتتم اإلحالة من ؿبيط إُف موقع أسك زاد‬
‫متاحا ابجملاف‪ ،‬إمبا‬
‫إحدل شركات اجملموعة‪ ،‬فاغبصوؿ على اؼبادة األرشيفية ال يكوف ن‬
‫ابشًتاؾ أك بكركت خاصة مدفوعة مسب نقا‪.‬‬
‫(‪ )2‬األكتاط ٌخطػون ‪www.copts - united.com :‬‬
‫يعد" األقباط متحدكف" من اؼبواقع العربية اليت تتحدث ابسم ‪ -‬كعن ‪ -‬األقباط‬
‫يف مصر‪ ،‬كتقوـ عليو منظمة األقباط متحدكف اليت تتخذ من مدينة زيورخ السويسرية‬
‫مقرا ؽبا‪ ،‬كيبوؽبا كيديرىا كيشرؼ على صبيع شئوهنا اؼبهندس عدِف أابدير‪ ،‬كقد جاءت‬
‫ن‬
‫فكرة اؼبوقع مع فعاليات مؤسبر سويسرا يف نوفم ر ََِْ ليع ر عن حقوؽ األقباط‪،‬‬
‫كقد مت إطبلؽ اؼبوقع يف نوفم ر ََِٓ كمنذ ىذا الوقت بدأ اؼبوقع يطرح نفسو بقوة‬
‫كمع ر عن األقباط اؼبسيحيُت‪.‬‬
‫كيصدر اؼبوقع ابللغتُت العربية كاإلقبليزية كابلنسبة إُف الغة العربية يقوـ اؼبوقع‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ ،‬صُٓ‬


‫‪006‬‬
‫ابلتجديد أسبوعينا كربديدا يوـ اإلثنُت من كل أسبوع كشكل اؼبوقع أقرب إُف اعبريدة‬
‫الورقية‪ ،‬كمن حيث التبويب ينقسم إُف عدة أبواب‪ :‬مساحة رأم ‪ -‬مقاالت ـبتارة‪-‬‬
‫ربقيقات ‪ -‬منوعات‪ -‬صحافة نت ‪ -‬أجندة اليوـ ‪ -‬اؼبنتدل ‪ -‬بريد القراء‪ -‬الصحفة‬
‫األخَتة‪.‬‬
‫كيصدر األقباط متحدكف عدة إصدارات ىي‪ :‬مع القانوف‪ ،‬كىي كحقوقها‪،‬‬
‫كدراسات مصرية‪ ،‬كنبض الشارع كمن إصداراتو األسبوعية‪ :‬بصراحة ‪ -‬قرأتا لك‪ -‬من‬
‫الوحي اؼبصرم ‪ -‬اؼبوسوعة الرايضية‪.‬‬
‫اباب ىو "مع القانوف" كيعد من‬
‫كما اىتم اؼبوقع حبقوؽ اإلنساف كخصص ؽبا ن‬
‫األبواب الثابتة يف اؼبوقع‪ ،‬كوبتوم على كاثئق حقوؽ اإلنساف مثل‪ - :‬اإلعبلف العاؼبي‬
‫غبقوؽ اإلنساف ‪ -‬مقدمة للعهد الدكِف غبقوؽ اإلنساف اػباص ابغبقوؽ اؼبدنية‬
‫كالسياسية ‪ -‬كثيقة العهد الدكِف اػباصة ابغبقوؽ اؼبدنية كالسياسية ‪ -‬كما خصص‬
‫اباب للمرأة يتكوف من صفحات مثل ربقيقات ىي ‪ -‬مذكرات ىي ‪ -‬امرأة ـبتلفة‬
‫اؼبوقع ن‬
‫‪ -‬مبدعة يف الظل‪.‬‬
‫كيقدـ اؼبوقع عدة خدمات‪:‬‬
‫‪ -‬يستخدـ األسلوب التفاعلي مع اعبمهور حيث يعتمد على لغة ‪ php‬يف عمل اؼبوقع‬
‫فبا يسمح ابلتفاعل ككجود أبواب مثل اؼبنتدل كبريد القراء كاستطبلع الرأم‪.‬‬
‫‪ -‬يقدـ خدمة "‪ "RSS‬لتعطي اؼبتابع للموقع كل جديد يتم على اؼبوقع‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد اؼبوقع بصورة كبَتة على أشكاؿ من اؼبيداي كالصور كالكاريكاتَت كالفيديو‪.‬‬
‫‪-‬خيار البحث الداخلي‪ :‬يبكن اسًتجاع اؼبادة اليت مت نشرىا من خبلؿ ابب أرشيف‬
‫للبحث ابلتاريخ فقط‪.‬‬
‫كاؼببلحػظ على اؼبوقع أنو يفتقر إُف االرتباطات التشعبية دبواقع أخرل فبل يوجد‬
‫على الصفحة الرئيسة إال رابط إُف موقع اجملمع القبطي أبمريكا‪ ،‬كموقع يونيتد كوبتس‪،‬‬

‫‪005‬‬
‫كموقع عدِف أابدير‪ ،‬صموائيل بولس‪.‬‬
‫ػ افتقار ؿبرؾ البحث داخل اؼبوقع إُف اسًتجاع اؼبادة ابالسم أك اؼبناسبة أك أم‬
‫تصنيف‪ ،‬كىذا يضعف من قدرة اؼبوقع التفاعلية كالبحثية‪.‬‬
‫إف شبكة اإلنًتنت من خبلؿ تغطيتها لؤلخبار ال ذبعل من اؼبمكن فقط تقدًن‬
‫ضا تضع رقابة أك ر يف أيدم اعبمهور‪ ،‬فاغبقائق‬
‫شكل أكثر جاذبية للصحافة بل إهنا أي ن‬
‫اليت تقدـ ال ربتاج إُف كثَت من التصفية من جانب الصحفيُت فاعبمهور يستطيع أف‬
‫يستخلص نتائجو اػباصة منها كبعبارة أخرل إف الصحفيُت على اإلنًتنت يستطيعوف أف‬
‫يًتكوا الوقائع تتحدث عن نفسها‪ .‬أليس ىذا كاح ندا من أعز األماين اليت تسعى ؽبا‬
‫الصحافة منذ زمن بعيد‪.‬‬
‫ضا جملاؿ أكسع من األصوات الصحفية أف تتحدث عبمهور‬
‫كاإلنًتنت تسمح أي ن‬
‫يبتد ع ر العاَف‪ ،‬فقد ظهرت يف السنوات األخَتة العديد من مصادر األخبار األصلية‬
‫اؼبوثوؽ هبا على اإلنًتنت كيف عصر اإلنًتنت‪ ،‬ال يوجد فصل بُت مرسل اؼبعلومات‬
‫كبل منهما لديو مقدرة كامنة‬
‫كمتلقيها فكبلنبا يستطيع أف يشارؾ يف الصحافة‪ ..‬إف ن‬
‫على توصيل اؼبعلومات كاؼبعرفة إُف اآلخرين(ُ)‪.‬‬
‫وقد السظٓا‪ :‬أف شبكة اإلنًتنت ظبحت بتقدًن صحافة إلكًتكنية حسب طلب‬
‫األشخاص كاؼبؤسسات دبعٌت حسب توجهاهتم السياسية كالدينية كالثقافية كاأليديولوجية‬
‫كىذه النوعية من الصحافة كجدت ثقة من متصفحيها‪ ..‬كالسؤاؿ الذم يطرح نفسو‪:‬‬
‫ىل ىذه النوعية من الصحافة ىي ح نقا قوة ديبقراطية؟ إف الكثَت من مواقع الصحافة‬
‫اإللكًتكنية اليت تتبٌت أيديولوجيات فكرية قد قبدىا خاملة أك فبلة أك غَت موثوؽ هبا‪،‬‬
‫كؾباال للسجاؿ كالقيل‬
‫كقد تكوف مرت نعا للشائعات كنقل األخبار الكاذبة أك تلفيقها ن‬
‫كالقاؿ‪ ،‬أك تكوف عدكانية ذباه اآلخر الذم زبتلف معو‪.‬‬
‫كيرل أيدف كايت ‪ Aidan White‬األمُت العاـ لبلرباد الفيدراِف الدكِف‬

‫(ُ) د‪ .‬حسُت شفيق‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِِّ‬


‫‪002‬‬
‫للصحافة يف مقاؿ لو بعنواف " كسائل إعبلـ جديدة صداع جديد" يرل ضركرة أف‬
‫يكوف الصحفيوف على حذر كىم يف عجلة للحاؽ ابألحداث اؼبهمة حىت ال يتأثركا‬
‫ابلتحيزات البغيضة للمعتوىُت أك زبدعهم اؼبعلومات الزائفة اليت تنتشر حوؿ اإلنًتنت‪،‬‬
‫كيف الوقت نفسو فإف الفاعلية األساسية لئلنًتنت تتعرض ػبطر كال شك أف األمر‬
‫وبتاج إُف كقت طويل إلعادة برؾبة اؼبتلقي العريب‪ ،‬لتخليصو من عادات التلقي السليب‪،‬‬
‫كال شك أهنا مهمة صعبة هبب أف يشارؾ فيها علماء النفس كالًتبية كخ راء اإلعبلـ‬
‫كضركرة حبث السبل اليت يستوعب هبا اؼبتلقي رسالتو اإلعبلمية اليت زبدـ قيم اجملتمع‬
‫كمن اؼبؤكد أنو نتيجة العوؼبة اكبسرت سلطة الدكلة‪ ،‬كألقى ىذا دبزيد من اؼبسئوليات‬
‫كالتبعات على عاتق الفرد الذم ىو البنية األساسية يف اجملتمع(ُ) ‪.‬‬
‫كقد رأينا من خبلؿ حبثنا يف اؼبواقع اإلعبلمية العربية اػباصة ابلشبكات اإلخبارية‬
‫كمواقع األحزاب كالتيارات السياسية كاغبزبية أهنا تنقسم إُف نوعُت‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬مواقع إخبارية كشبكات تقف كراءىا مؤسسات هتدؼ إُف االنتشار كزبطو‬
‫خطوات جيدة كبو التفاعلية مع اؼبتصفح كسبتاز ابلتجدد كالتحديث كتقدًن خدمات‬
‫للقارئ العريب من خبلؿ ال ريد اإللكًتكين كاؼبنتدايت كالبورصات كبرامج الفضائيات‬
‫كمشاركة القراء كتعليقاهتم على اؼبوضوعات اؼبنشورة‪.‬‬
‫أما النوع الثاين‪ :‬فهو اؼبواقع العربية ذات األيدكلوجيات سواء أكانت سياسية أـ دينية‬
‫كسعت تلك اؼبواقع لتوفَت كم ضخم للمتصفح حبسب توجهاهتا كتوفَت فرص للوصوؿ إُف‬
‫ؾباالت متخصصة هتم شروبة من القراء تتوجو إليهم ابلسعي للتفاعل اؼبباشر مع القارئ‬
‫كتقدًن خدمات الربط ؼبواقع أخرل ذات عبلقة‪ ،‬إال أهنا تفتقد عنصر الفورية يف إمداد‬
‫اؼبستخدـ آبخر األخبار كاألحداث كقت حدكثها لذا فإف اؼبهارات الصحفية ال تزاؿ‬
‫مطلوبة كلكنها ـبتلفة عن تلك اليت يف الصحيفة الورقية إبيقاعها احملدكد‪.‬‬

‫(‪ )1‬مركز ضباية كحرية الصحفيُت‪ :‬ؼبزيد من التفاصيل على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪www.cdfj.org/Look/article.te‬‬
‫‪005‬‬
‫فوراي العديد من‬
‫كيثَت مطلب التحديث اؼبستمر للمواد اإلعبلمية اؼبعركضة ن‬
‫التساؤالت اليت ترتبط دبدل دقة ىذه اؼبعلومات ككيفية إخضاعها للمراجعة كالتأكد من‬
‫صحتها أبسرع كقت فبكن فعلى الرغم من أف الوسيلة اإلعبلمية اعبديدة ؽبا إمكاتاهتا‬
‫اعبديدة كمتطلباهتا اػباصة يف اإلنتاج فإنو ال يبكنها التخلي عن أية معايَت خاصة ابلدقة‬
‫كالصحة كالصدؽ يف احملتول الذم تقدمو للجمهور كال تستطيع التخلي عن اؼببلمح‬
‫األساسية للصحافة الورقية اعبيدة كىي التوازف كاؼبوضوعية‪.‬‬
‫تضاؤال يف‬
‫ن‬ ‫لكن اؼببلحظ على ىذا النوع من الصحافة اإللكًتكنية العربية أف ىناؾ‬
‫أتخرا يف حجم االستفادة من ذبارب صحف اإلنًتنت األكربية‬
‫حيز التفاعلية‪ ،‬كأف ىناؾ ن‬
‫كاألمريكية كيف األخذ بسبيل التفاعلية فإهنا ذبنح إُف النوع البسيط الذم هبب توافره‬
‫ابلضركرة يف اؼبواقع الصحفية‪.‬‬
‫كقد اتضح ابلفعل أف قياـ ىذه الصحف بتوفَت ؾباؿ للقراء للتعليق على كتاابهتا‬
‫وبقق درجة أعلى من التفاعل كيؤسس ‪ -‬فعلينا ‪ -‬ؼبفهوـ الديبقراطية بشكل نشط‪.‬‬
‫كال شك أف ىذا األمر يثرم عقوؿ القراء فيما بينهم من خبلؿ اجملموع الكلي‪ ،‬ؼبا‬
‫يطرحونو فالتفاعلية ىنا تؤدم إُف التنوع كالثراء كبركز العنصر الذايت الفردم‪ ،‬كقد قبد‬
‫بعض الكتاب يقوـ جبمع ىذه التعليقات مث يعلق عليها أك على أنبها‪.‬‬
‫كلكن مسألة بركز العنصر الذايت يؤدم إُف عواقب كخيمة زبدش اغبياء أكسبس‬
‫حرجا بُت الصحيفة كقرائها‪ ،‬كلذا سبر ىذه التعليقات على احملرر‬
‫الذكؽ العاـ‪ ،‬أك تسبب ن‬
‫أكال ليسيطر عليها يف إطار القواعد اػبلقية العامة‪.‬‬
‫ن‬
‫ويف ٌشال اىخفاغي٘ث يف عٔء ٌا ـتق ٍٗهَ أن ُغؽج ةتػظ‬
‫املالضظات‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تعتمد الصحف السابقة اليت تناكلناىا على األنواع البسيطة يف التفاعلية‪- :‬‬
‫كثَتا من األمور‬
‫ربدي ندا النوعُت السابقُت ‪ -‬كمقارنة دبواقع أخرل توفر للمرء ن‬
‫كموقع ‪ Money online‬قبد الفركؽ كبَتة ككذلك مقارنة ابإلمكاتات اؼبتاحة‬

‫‪021‬‬
‫يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫تادرا ما يتاح نوع آخر من التفاعل يربط حلقة التفاعل بُت زكار اؼبوقع‬
‫ِ ‪ -‬ن‬
‫كالصحفيُت ابستثناء ما قبده يف موقع إسبلـ أكف الين حيث يتيح قدرة ىذه‬
‫التفاعلية الوظيفية‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬أىم من ىذه التفاعلية الوظيفية ما يطلق عليو التفاعلية التكيفية‪ ،‬اليت تتيح التأثَت‬
‫ضا ميزة غَت متوفرة‪.‬‬
‫على ؿبتوايت اؼبوقع الصحفي من قبل اؼبستخدمُت كىي أي ن‬
‫ْ ‪ -‬يبلحظ كجود قصور كضعف يف خدمات التخصيص‪.‬‬
‫خاَطًا‪ :‬اإلذاغات واىفغائ٘ات اىخٖ حػىٖ ةخلػًٗ حلارٗؽ إعتارٗث‬
‫ضٔح٘ث وحلػًٗ عػٌات ُط٘ث ةطٔر وأشهال إٗغاض٘ث‬
‫وـاضث ضٔار حفاغيٖ ٌع املخيلٖ‪.‬‬

‫(‪ٌٔ )1‬كع ‪ BBC‬اىػؽةٖ ‪www.BBCArabic.com:‬‬


‫موقعا‬
‫ظهر موقع يب يب سي العريب على شبكة اإلنًتنت يف عاـ ُٕٗٗ ككانت بدايتو ن‬
‫تعريفينا ابػبدمة اإلذاعية اليت تقدمها يب يب سي منذ عاـ ُّٖٗ ككاف اؼبوقع يف البداية‬
‫يضم معلومات عامة عن يب يب سي كبراؾبها كمواعيد اإلرساؿ كموجات البث‪ ،‬مث تطور‬
‫مباشرا ل رامج اإلذاعة‪.‬‬
‫تدرهبينا كإبمكاتات ؿبدكدة‪ ،‬ليضم نصوص نشرات األخبار‪ ،‬كبثنا ن‬
‫كظهر اؼبوقع يف عاـ ُٖٗٗ بشكل جديد‪ ،‬كبطاقم ربريرم متميز‪ ،‬ككانت بداية‬
‫ىذا التطور أف اؼبوقع يقدـ نشرة إخبارية ربدث كل َٔدقيقة على مدل ُِ ساعة‬
‫يومينا‪ ،‬كيعد إطبلؽ يب يب سي أرابك دكت كوـ ‪ BBCArabic.com‬يف الثالث من‬
‫نوفم ر عاـ ُٗٗٗ االنطبلقة اغبقيقية للموقع‪ .‬ففي ذلك التاريخ انطلقت خدماتو‬
‫على اإلنًتنت بشكل جديد كبطاقم ربريرم يعمل على ربديث األخبار على مدل أربع‬
‫كعشرين ساعة‪.‬‬
‫كدبركر األايـ تزايد اإلقباؿ عليو دبا يعكس اىتماـ مستخدمي اإلنًتنت ابؼبزااي الفريدة‬
‫اليت وبتويها اؼبوقع من أخبار‪ ،‬كمواد كاثئقية‪ ،‬كخدمة أخبار صوتية على مدار اليوـ‪ ،‬كنشرات‬
‫‪020‬‬
‫األخبار يف بداية كل ساعة‪ ،‬كاؼبلفات الصوتية من لقاءات كتصروبات‪ ،‬إضافة إُف ملفات‬
‫مهما للجدؿ كاؼبناقشة حوؿ أحدث موضوعات‬
‫الفيديو‪ ،‬كمنتدل اغبوار الذم يقدـ منف نذا ن‬
‫الساعة بُت ركاد اؼبوقع‪ .‬كمن أىم اإلضافات اليت يتميز هبا اؼبوقع كاليت ربظى إبقباؿ زكاره‪،‬‬
‫صفحات تعليم اللغة اإلقبليزية للعرب اليت قدمها يف هناية عاـ ََُِ‪.‬‬
‫كقد فازت ‪ BBCArabic.com‬يف فًتة قصَتة أبكثر من جائزة تضعها على‬
‫رأس مواقع األخبار كاؼبعلومات العربية‪ .‬كما قامت بتجارب كمبادرات فريدة يف إنتاج‬
‫الفيديو ؼبستخدمي اإلنًتنت‪ ،‬كتقدًن برامج تفاعلية ابلصوت كالصورة‪ ،‬إضافة إُف إنتاج‬
‫أكؿ بث ثبلثي مباشر على شبكة اإلنًتنت(ُ)‪.‬‬
‫كيقدـ اؼبوقع خدماتو ابؼبشاركة مع مؤسسات إعبلمية عاؼبية كعربية كمن ىذه‬
‫اؼبؤسسات‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قناة اعبزيرة التليفزيونية الفضائية هبدؼ تبادؿ اؼبعلومات اإلخبارية كخدمات‬
‫اؼبراكز الصحفية كاستخداـ اؼبعدات التابعة لكل منهما‪ ،‬كما تتمكن إذاعة ‪bbc‬‬
‫دبوجب االتفاؽ من استخداـ القمر الصناعي للجزيرة يف العاصمة األفغانية‬
‫كابوؿ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬شركة "‪ "You Tube‬اليت تعد أك ر موقع استضافة فيديو على شبكة اإلنًتنت‬
‫كسبتلكو جوجل‪ ،‬كيبلغ حجم مشاىديو أكثر من َٕ مليوف حوؿ العاَف‪،‬‬
‫كتستهدؼ ‪ bbc‬جذب عدد منهم ؼبشاىدة موقعها ابإلضافة إُف مشاىدة بعض‬
‫مواد فيديو ‪ bbc‬ع ر موقع ‪.youtube‬‬
‫ّ ‪ -‬شركة ‪ Info 2 cell‬الرائدة يف ؾباؿ توفَت اؼبعلومات ع ر أنظمة التكنولوجيا‬
‫النقالة يف الشرؽ األكسط‪ ،‬كتتمكن ‪ bbc‬العربية من خبلؿ التعاكف معها من نقل‬
‫تغطياهتا اإلخبارية إُف مستخدمي اؽبواتف النقالة يف الشرؽ األكسط كبقية أكباء‬

‫‪(1)http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr//hi/arabic/about_us/newsid_3179000/‬‬
‫‪3179073.stm‬‬
‫‪022‬‬
‫العاَف ع ر نظاـ ‪ WAP‬أك نظاـ الرسائل ‪.SMS‬‬
‫ْ‪ -‬تتعاكف ‪ bbc‬صحفينا مع كل من مواقع‪ :‬صحيفة السفَت اللبنانية كبوابة أين اليت‬
‫تعمل كدليل ؼبواقع اإلنًتنت كموقع ببلنيت آرابيا حيث تقوـ ىذه اؼبواقع بتقدًن‬
‫أخبار موقع ‪.)ُ(bbc online‬‬
‫(‪ )2‬ايعسبية ْت ‪www.alarabiya.net :‬‬

‫يعد موقع "العربية نت" كاح ندا من اؼبواقع اإلخبارية العربية اؼبهمة‪ ،‬كقد مت تدشينو‬
‫امتدادا لقناة العربية الفضائية اليت بدأت بثها اليومي يف مارس‬
‫ن‬ ‫يف مايو ََِْ كيعد‬
‫ََِّ‪ ،‬كأراد القائموف على اؼبوقع أف يقدموا صحافة إلكًتكنية ذبمع بُت فبيزات اػب ر‬
‫ضا سبلك فبيزات‬
‫التليفزيوين السريع‪ ،‬كاػب ر الصحفي اؼبكتوب بعمقو كمشوليتو‪ ،‬فإهنا أي ن‬
‫خاصة هبا مثل أرشفة األخبار كالركابط العنكبوتية اليت تقودؾ من خ ر إُف آخر يف نفس‬
‫االذباه الذم تبحث عنو‪.‬‬
‫مفهوما أساسينا للموقع ىو‬
‫ن‬ ‫لقد حدد الفريق الصحفي الذم وبرر ؿبتوايت اؼبوقع‬
‫"صحافة فبتعة"‪ ،‬يؤكدكف من خبللو تركيزىم على تقدًن عمل مهٍت راؽ ال يقل يف‬
‫ضا اىتمامهم‬
‫مستواه كمعايَته عما يقدـ يف أفضل الصحف العربية‪ ،‬كما يؤكدكف أي ن‬
‫إبمتاع القارئ كالبحث عما هبذب انتباىو‪ ،‬كهبعل رحلتو اليومية ع ر ؿبتوايت اؼبوقع‬
‫رحلة مفيدة كخفيفة الدـ يف الوقت نفسو‪.‬‬
‫كيستهدؼ اؼبوقع كل من يتحدث اللغة العربية يف أكباء العاَف سواء يف الدكؿ‬
‫دائما وبرص على تقدًن خليط فبيز يقدـ األخبار اليت هتم‬
‫العربية‪ ،‬أك يف اؼبهجر‪ ،‬كىو ن‬
‫كل فئة بلغة ذبعل ىذه األخبار مفيدة كفبتعة للجميع‪.‬‬
‫يتكوف موقع العربية من ستة أقساـ‪ :‬الصفحة األكُف اليت تضم أىم األخبار‬
‫دكراي كاالستفتاء اليومي‪ ،‬كىناؾ صفحة سياسية‪ ،‬كصفحة‬
‫كملفات إخبارية يتم ربديثها ن‬

‫(ُ ) فاطمة الزىراء دمحم ‪ :‬أتثَت استخداـ شبكة اإلنًتنت على اؼبنتج الصحفى "دراسة ربليلية كميدانية على اؼبؤسسات‬
‫الصحفية اؼبصرية‪ ،‬رسالة دكوراه‪ ،‬غَتمنشورة‪ ،‬كليةاألعبلـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪،ََِٕ ،‬صِّٔ‪.َّٔ،‬‬
‫‪023‬‬
‫رايضية‪ ،‬كصفحة ماؿ كأعماؿ‪ ،‬كالصفحة األخَتة‪ ،‬كىي الصفحة اليت يدللها صبيع‬
‫طاقم التحرير حىت تكوف اسًتاحة القارئ بعد رحلتو اعبادة يف اؼبوقع ػبفة ؿبتواىا‬
‫كسبلسة لغتها‪ ،‬مع حفاظها على األصوؿ اؼبهنية‪ .‬أما القسم السادس‪ ،‬فهو اؼبكتبة‬
‫التفاعلية‪ ،‬كىي عنصر جذب لزكار اؼبوقع‪.‬‬
‫كيقدـ اؼبوقع عدة خدمات لزكاره‪:‬‬
‫‪ -‬خدَة ايبح احلي‪ :‬كقد قامت العربية نت جبعل ىذه اػبدمة مقابل اشًتاؾ بعد‬
‫ؾباتا‪.‬‬
‫عامُت من تقديبها ؽبذه اػبدمة ن‬
‫‪ -‬املهتبة ايتفاعًية‪ :‬كىي تلقى تركيزان من إدارة اؼبوقع‪ ،‬حيث يقدـ اؼبوقع لزكاره‬
‫العديد من الوسائط اؼبتعددة اليت زباطب حواس الزائر‪ ،‬كىي عبارة عن ملفات‬
‫كاثئقية تقدـ أبشكاؿ ـبتلفة‪ ،‬لبلستفادة من أحدث كأصبل تقنيات اإلنًتنت التفاعلية‪.‬‬
‫‪َٓ -‬تدى ايفيديو‪ :‬لنشر األفبلـ اليت يصورىا صبهور زكار اؼبوقع وبتوم على العديد‬
‫من الصفحات‪ ،‬مثل أفبلـ كاثئقية قصَتة‪ ،‬فيديوىات صحفية‪ ،‬فيديوىات‬
‫شخصية‪ ،‬أفبلـ اعبواؿ‪ ،‬اؼبكتبة التفاعلية‪ ،‬اصنع فيلمك األكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬خدَة ‪" RSS‬آخس األخباز"‪ :‬اليت سبكن اعبمهور من متابعة أخبار العاَف ككل‬
‫أكال أبكؿ بطريقة سهلة كعملية‪.‬‬
‫إضافات اؼبوقع ن‬
‫‪ -‬إرساؿ األخبار إُف "اؼبوابيل" مباشرة فبا هبعل اعبمهور على ارتباط أبىم األحداث‬
‫طواؿ اليوـ‪.‬‬
‫‪ -‬يعرؼ موقع العربية نت نفسو أبنو يتبٌت سياسة منفتحة على قرائو‪ ،‬حيث يسمح‬
‫دبشاركة اعبمهور ابألفكار كاالقًتاحات كاؼببلحظات كاآلراء كاؼبشاركات‪.‬‬
‫‪ -‬خدمة اإلعبلف على اؼبوقع كالقناة‪.‬‬
‫‪ -‬ايتعًيكات داخٌ املوقع‪ :‬كىذا يقوـ بدكر تفاعلي كيفسح مساحة للتعبَت عن‬
‫الرأم‪ ،‬كقد يصل التعليق على موضوع منشور على اؼبوقع إُف كبو ََٕ تعليق‬

‫‪024‬‬
‫كىذه ظبة فبيزة‪.‬‬
‫خيارا كاح ندا للبحث كىو البحث اللفظي كحىت‬
‫‪ -‬ايبشح داخٌ املوقع‪ :‬ال يقدـ إال ن‬
‫يف حالة البحث اللفظي ال توجد أية خيارات لتحديد نطاؽ البحث‪ ،‬كيفضي‬
‫استعراض نتائج البحث إُف استنتاج أف عملية البحث ال تقتصر على العنواف‬
‫ضا إُف النص ذاتو‪ ،‬كليس ابلضركرة أف تكوف الكلمات متجاكرة‬
‫كلكنها سبتد أي ن‬
‫كاؼبتابع ؼبوقع العربية نت يبلحظ أنو احتفظ لنفسو بشخصية خاصة كدبساحة من‬
‫االختبلؼ يف السياسة التحريرية عن قناة العربية الفضائية ليناسب شروبة الشباب‬
‫ضا اإلاثرة الصحفية يف اؼبوقع أعلى‬
‫اليت سبثل القطاع العريض عبمهور اإلنًتنت‪ ،‬أي ن‬
‫منها يف القناة دبراحل كثَتة‪.‬‬
‫‪ -‬كقد الحظنا أف كجود اإلذاعات كالفضائيات على شبكة اإلنًتنت جعلها يف‬
‫متناكؿ اؼبستخدـ يف أم مكاف يذىب إليو‪ ،‬فباإلمكاف مشاىدة موقع أك فضائية‬
‫موصوال على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬كيتيح‬
‫ن‬ ‫كظباع اإلذاعة ما دمت سبتلك جهاز كمبيوتر‬
‫لك ىذا اختيار اؼبوضوعات كال رامج اليت سبق أف قدمت‪ ،‬من خبلؿ البث‬
‫االعتيادم‪ ،‬بل كاغبصوؿ على النصوص مكتوبة مدعمة ابلصور‪ ،‬كقد أاتح ىذا‬
‫متاحا لو من قبل‪ ،‬أم سهولة اغبصوؿ على اؼبعلومة كعلى‬
‫للمستخدـ ما َف يكن ن‬
‫ال رتامج الذم يرغبو كالصورة اليت يود مشاىدهتا‪ ،‬حيث يبكن لو اغبصوؿ على ما‬
‫يريد خبلؿ ثواف يتجاكز من خبلؽبا اغبدكد الزمانية كاؼبكانية كاللغوية‪ .‬كنتيجة‬
‫التطورات اليت شهدهتا منطقة الشرؽ الوسط كالدكؿ العربية على كجو اػبصوص‬
‫كمبو القطاع اػباص هتيأت األجواء الستقبلؿ العديد من اؽبيئات اإلعبلمية عن‬
‫مؤسسات الدكلة ‪ ،‬فشهدت اؼبنطقة تدفق اإلذاعات كالفضائيات اؼبستقلة ذات‬
‫اؼبصاٌف التجارية كالسياسية فقد ظهر عدد من الفضائيات اؼبتخصصة يف‬
‫األخبار‪ ،‬كانت القناة الرائدة فيها كاألكثر أتثَتا يف الشارع العريب فيما تقدمو من‬
‫كنقبل لؤلحداث غَت تقليدم‬
‫مناظرات سياسية مفتوحة كطرؽ للتعبَت أكثر حرية‪ ،‬ن‬
‫ىي قناة اعبزيرة القطرية اليت تقدـ أخبارىا على مدار ِْ ساعة‪ .‬كقد أدل قباح‬
‫‪025‬‬
‫" اعبزيرة " كفضائية عربية مزكدة لؤلخبار إُف ظهور فضائيات أخرل مزكدة‬
‫لؤلخبار لعل أنبها قناة " العربية " التابعة إُف ‪ mbc‬كاليت بدأت بثها من ديب يف‬
‫اإلمارات العربية اؼبتحدة خبلؿ اغبرب على العراؽ عاـ ََِّـ‪.‬‬
‫أعدادا كبَتة من متابعي األخبار‬
‫ن‬ ‫كرغم أف الفضائيات اإلخبارية العربية استقطبت‬
‫يف العاَف العريب فإنو يف ظل رغبة اؼبواطن العريب يف اؼبشاركة يف اإلدالء برأيو سواء يف‬
‫القضااي السياسية كاالجتماعية أك ما سواىا‪ ،‬كحاجة القائمُت على ىذه الفضائيات‬
‫إليصاؿ رسالتهم اإلعبلمية إُف صبيع مناطق العاَف خاصة تلك اليت ال يصلها البث‬
‫الفضائي ابتت اغباجة إُف اؼبواقع اإلخبارية التابعة لتلك الفضائيات ضركرة حتمية‬
‫تفرضها عادات كأمباط تقدًن اػب ر اليت شغل اإلنًتنت فيها حيزا مركزاي من اىتمامات‬
‫اؼبتلقي يف كل مكاف(ُ)‪.‬‬
‫كيستخدـ البث التلفزيوين ع ر اإلنًتنت تكنولوجيا التدفق اؼبتزامن لئلشارات‬
‫الصوتية كاؼبرئية لتظهر على شكل بث حي يبكن مشاىدتو ابستخداـ عدة برامج تبعا‬
‫غبزمة اؼبلفات اؼبستخدمة يف عملية البث‪ ،‬كتتم تغذية ؿبطة التقاط البث اػباصة‬
‫ابإلشارات الصوتية كاؼبرئية للملف اؼبراد بثو‪ .‬كيقلص حجم اؼبلفات بعد االلتقاط‬
‫كربوؿ إُف ىيئة العرض‪ ،‬كترسل ىذه اؼبلفات ع ر اتصاؿ شبكة رقمية إُف أحد حاسبات‬
‫خادمة اإلنًتنت احمللية كاؼبزكدة بتسهيبلت تدفق البث الفورم‪ .‬كيقوؿ هباء عيسى" مع‬
‫كل التقدـ اغباصل يف شبكة اإلنًتنت إال أف البث التليفزيوين يف الشبكة َف يصل إُف‬
‫النضج التكنولوجي الذم يضعو يف خانة االعتمادية‪ ،‬حيث إف تنزيل الصورة أيخذ زمنا‬
‫طويبل‪ ،‬ىي نفسها ما زالت ضعيفة يف مستواىا الفٍت الذم ينبغي ؽبا أف تكوف عليو"‪.‬‬
‫كتشبو مواقع بعض الشبكات التليفزيونية اؼبواقع اإلعبلمية كاؼبعلوماتية الكاملة حيث‬
‫يتم من خبلؽبا تقدًن اؼبواد اإلخبارية كاؼبعلومات اليت يوفرىا التليفزيوف‪ ،‬مثاؿ ذلك‬
‫كما استفاد البث التلفزيوين ع ر‬ ‫‪CABLE NEWS NETWORK‬‬ ‫شبكة سي إف إف‬

‫(‪ )1‬فارس حسن اؼبهداكم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬صْ‪.‬‬


‫‪026‬‬
‫اإلنًتنت من صبيع اؼبواد الفيلمية اليت ال يبكن عرضها على شبكات التليفزيوف الرظبية‬
‫أكاؼبملوكة عبهة معينة سواء تلك اليت ترتبط بعمليات عسكرية كما حدث يف العراؽ‬
‫كدكؿ أخرل يف العاَف أك اعبرائم اليت يصورىا ىواة كجدكا أنفسهم أمامها مصادفة‪ ،‬أك‬
‫حىت اليت تصور من خبلؿ كامَتا أجهزة اؽباتف احملموؿ‪.‬‬
‫أما إذاعة اإلنًتنت‪ ،‬فهي عبارة عن تطبيقات برامج صوتية كومبيوترية يتم‬
‫استخدامها للبث ع ر الشبكة اعتمادا على تكنولوجيا تدفق اؼبعلومات ‪Streamig‬‬
‫لتشغيل اؼبواد الصوتية ‪ Audio‬أك الفيديو ‪ ،Video‬فلم تعد اإلذاعة عملية مركبة‬
‫ربتاج إُف شغل قناة ؿبددة يف أكقات ؿبددة‪ ،‬يقوؿ دمحم عارؼ‪" :‬إف راديو اإلنًتنت‬
‫متعدد الوظائف كىو راديو تفاعلي يبكن أف ينقل التحكم يف الوسيلة اإلعبلمية من‬
‫الدكلة كمؤسسات اإلذاعة كالتليفزيوف إُف صبهور اؼبستمعُت كاؼبشاىدين كموردم‬
‫اؼبعلومات كسيتحوؿ اعبمهور من االستهبلؾ السليب للراديو كالتليفزيوف إُف استخداـ‬
‫قوة التسجيبلت الصوتية كاؼبرئية كذكاء الكومبيوتر كاؼبعلومات الضخمة اؼبعركضة يف‬
‫(ُ)‬
‫شبكة اإلنًتنت كتتيح الشبكة الرقمية لكل فرد أف يبث برامج إذاعية أك تليفزيونية"‬
‫كقد كجدتا أف غالبية ىذه اؼبواقع تتسم دبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الًتكيج للمؤسسة اإلعبلمية اليت تتكامل معها سواء كانت إذاعية أـ تليفزيونية أـ‬
‫فضائية إخبارية مثل اعبزيرة كالعربية كالػ ‪ BBC‬كالػ ‪.CNN‬‬
‫‪-‬تقوـ بعملية النشر الصحفي اؼبوازم ؼبا تبثو الفضائية من مواد إعبلمية أك ـبتصرات‬
‫ؼبا تقدمو الوسيلة األساسية هبدؼ الًتكيج للمؤسسة اإلعبلمية التابع ؽبا اؼبوقع‬
‫اإللكًتكين‪ ،‬دبعٌت إعادة نشر "بعض" ما تقدمو اؼبؤسسة األـ لتحقيق الغاية اؼبنشودة‬
‫من الرسالة اإلعبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تنشر مادة إعبلمية غَت منتجة يف مؤسستها األصلية إال يف نطاؽ ضيق كما وبدث‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ْٓ‬


‫‪025‬‬
‫مع موقع العربية نت‪.‬‬
‫‪ -‬ظهر ما يسمي إبذاعات اإلنًتنت كأصبح يف متناكؿ الفرد العادم أف يقوـ إبنشاء‬
‫إذاعة خاصة بو على شبكة اإلنًتنت بتكلفة زىيدة حبرية كاملة مثل (إذاعة صوت‬
‫العراؽ ‪ -‬إذاعة ‪ )NBN‬ككذلك أصبح من اؼبمكن مشاىدة أغلب الفضائيات مع‬
‫كجود خاصية اختيار الفقرات اؼبناسبة كاؼبوضوعات اليت تبث من خبلؿ البث‬
‫العادم كذلك اغبصوؿ على النصوص كاملة لبعض ال رامج ( ‪Full Tex‬‬
‫‪)Transcript‬‬

‫ضادضًا‪ٌٔ :‬اكع وناالت األُتاء اىػامل٘ث واىػؽة٘ث اىخٖ حلػم عػٌاحٓا‬


‫غيٕ شتهث اإلُرتُج ةػػة ىغات أو ةاىيغث اىػؽة٘ث‪ ،‬وحلػم‬
‫حغؽ٘ث ىشٍ٘ع األضػاث اىػامل٘ث وحػؽعٓا يف املٔكع‪..‬‬
‫إعافث إىل عػٌث األعتار واملػئٌات واىخٖ حخٔاضو ةٓا‬
‫ٌع املخيلٖ غرب اىربٗػ اإلىهرتوُٖ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وناية أْباء ايػسم األوضط (أ ‪ .‬ش ‪ .‬أ) ‪www.mena.org.eg‬‬

‫أتسست الوكالة يف ُٓ ديسم ر عاـ ُٓٓٗ كشركة مسانبة سبلكها دكر‬


‫الصحف اؼبصرية برأظباؿ َف يتجاكز يف ذلك الوقت َِ ألف جنيو‪ ،‬مث شاركت اغبكومة‬
‫اؼبصرية ابلنصف بعد عدة أشهر‪ ،‬يف ٖ ف راير عاـ ُٔٓٗ صدر قرار ؾبلس الوزراء‬
‫اؼبصرم إبنشاء الوكالة‪ ،‬كيف ِٖ من ف راير بدأت توزيع أكُف نشراهتا ابلركنيو‪ ،‬كيف ُٔ‬
‫أبريل عاـ ُٔٓٗ بدأت الوكالة بث نشراهتا على أجهزة التيكرز كأكؿ ككالة إقليمية يف‬
‫الشرؽ األكسط‪ ،‬يف عاـ َُٔٗ صدر قرار بتأميم الوكالة مع ابقي اؼبؤسسات‬
‫الصحفية كأصبحت تتبع كزارة اإلعبلـ حىت استقر كضعها عاـ ُٖٕٗ كمؤسسة‬
‫صحفية قومية تتبع ؾبلس الشورل مثلها يف ذلك مثل ابقي اؼبؤسسات الصحفية‬
‫القومية أصبحت (أ‪.‬ش‪.‬أ) حاليا من أقول ككاالت األنباء اإلقليمية كأك ر ككالة أنباء‬
‫عربية كإفريقية‪ ..‬بدأت الوكالة بث أخبارىا ابللغة العربية فقط‪ ،‬ككاف عدد األخبار يعد‬
‫ابلعشرات‪ ..‬أما اآلف فقد كصل إُف طبسمائة خ ر يوميا يف اؼبتوسط‪ ،‬كتبث الوكالة يوميا‬
‫‪022‬‬
‫كطواؿ أربع كعشرين ساعة ربع مليوف كلمة ابللغات العربية كاإلقبليزية كالفرنسية‪،‬‬
‫كتصل خدماهتا اإلخبارية إُف صبيع أكباء العاَف‪ ،‬بدأت الوكالة يف عاـ ُٔٗٗ بث‬
‫خدماهتا ع ر ثبلثة أقمار صناعية تغطي قارات إفريقيا كآسيا كأكركاب كاألمريكتُت‪ ،‬كبدأت‬
‫الوكالة يف استخداـ الكمبيوتر يف صبيع عمليات ربرير كبث األخبار ع ر األقمار الصناعية‪.‬‬
‫ككانت أىداؼ ككالة أنباء الشرؽ األكسط منذ نشأهتا كحىت اآلف ىي‪:‬‬
‫‪-‬اغبصوؿ على األنباء من ـبتلف اؼبصادر يف الداخل كاػبارج كبثها كتسويقها‪،‬‬
‫ابعتبارىا ككالة أنباء إقليمية تقدـ ‪ -‬من ىذا اؼبنظور‪ -‬رؤية كاعية لؤلحداث‬
‫كالتطورات اليت هتم اؼبنطقة سواء ما جرل منها يف أرض اؼبنطقة ذاهتا أكما يتصل هبا‬
‫يف عواصم العاَف‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد ـبتلف اؼبواد الصحفية من ربقيقات كصور كأحباث كدراسات كتسويقها يف‬
‫الداخل كاػبارج‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار النشرات النوعية اؼبتخصصة ابللغة العربية كاللغات األجنبية يف شىت اجملاالت‬
‫اليت هتم اؼبشًتكُت‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن اػبدمات اإلخبارية اػباصة لوكاالت األنباء العاؼبية كؼبراسلي كسائل اإلعبلـ‬
‫اؼبقيمُت ابلقاىرة أك ابؼبنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن خدماهتا الفنية من خبلؿ ثبلثة أقمار صناعية للمشًتكُت كككاالت األنباء‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن خ راهتا الصحفية الفنية لوكاالت األنباء الوطنية يف العاَف العريب كإفريقيا كدكؿ‬
‫العاَف الثالث‪.‬‬
‫وحلٔم اىٔناىث ةخلػًٗ ٌشٍٔغث ٌَ اىغػٌات ملشرتن٘ٓا‪:‬‬
‫تقدـ ست خدمات إخبارية يف كقت كاحد تبث كل منها‬
‫خدماهتا طواؿ شباين عشرة ساعة يوميا على األقل‪ ،‬حيث تبدأ الوكالة إرساؽبا يوميا‬
‫صباحا كحىت الواحدة من منتصف الليل كيستمر اإلرساؿ طواؿ أربع‬
‫من السابعة ن‬

‫‪025‬‬
‫كعشرين ساعة ببل توقف يف حالة كقوع أحداث مهمة‪ ،‬كتشمل اػبدمات‬
‫اإلخبارية اليت تقدمها الوكالة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النشرة العربية احمللية‪ ،‬كىي موجهة إُف اؼبشًتكُت داخل مصر‪ ،‬كتركز على تغطية‬
‫ـبتلف جوانب النشاط السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم كالثقايف كالرايضي‪..‬‬
‫إٍف‪ ..‬مع التغطية الشاملة ألىم األخبار كاألحداث العربية كالشرؽ أكسطية‬
‫كالعاؼبية‪.‬‬

‫‪ -‬النشرة العربية اػبارجية‪ :‬كىي موجهة إُف اؼبشًتكُت خارج مصر‪ ،‬كتركز على تقدًن‬
‫تغطية إخبارية مركزة ككافية كشاملة ألىم األخبار كاألحداث يف مصر‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إُف الًتكيز على األحداث كالتطورات يف العاَف العريب كمنطقة الشرؽ األكسط‬
‫كالتغطية الواسعة لؤلحداث العاؼبية‪.‬‬

‫‪ -‬النشراتف اإلنػجليزية كالفرنسية‪ :‬كتقدـ ىااتف النشراتف أىم ما تبثو الوكالة ابللغة‬
‫العربية مًتصبنا إُف اإلقبليزية كالفرنسية‪ ،‬كنبا موجهتاف إُف اؼبشًتكُت الناطقُت‬
‫ابإلقبليزية كالفرنسية داخل مصر كخارجها‪.‬‬

‫‪ -‬النشرة الدكلية اػباصة‪ :‬كىي نشرة هتتم ابألخبار السياسية يف اؼبنطقة العربية‬
‫اعتمادا على مصادر ـبتلفة‬
‫ن‬ ‫أخبارا خاصة‬
‫ن‬ ‫كمنطقة الشرؽ األكسط كتتضمن‬
‫كاختيارات دقيقة‪.‬‬

‫‪ -‬النشرة االقتصادية‪ :‬كىي نشرة يومية تبث ابللغة العربية كمن التاسعة ن‬
‫صباحا كحىت‬
‫مساء كتتضمن أىم األخبار االقتصادية يف مصر كالعاَف‪ ،‬كأسعار العمبلت‬
‫العاشرة ن‬
‫كحركة البورصات كأسواؽ اؼباؿ كالبنوؾ‪.‬‬
‫تقوـ الوكالة إبعداد ؾبموعة متنوعة من التحقيقات‬
‫الصحفية اؼبصورة تغطي ـبتلف ؾباالت تصوير اغبياة الثقافية كالفنية كالعلمية‬
‫كالرايضية كالتارىبية‪ ..‬إٍف‪ ..‬داخل مصر كخارجها‪ ،‬كما تزكد اؼبؤسسات الصحفية‬

‫‪031‬‬
‫كاإلعبلمية اؼبصرية كاألجنبية بصور األحداث اؼبهمة يف مصر‪.‬‬
‫تصدر الوكالة ؾبموعة متميزة من النشرات اؼبتخصصة‬
‫اؼبطبوعة كتوزع ىذه النشرات على السفارات كاؼبكاتب الصحفية كاؼبؤسسات‬
‫األجنبية ابلقاىرة نظَت اشًتاؾ خاص‪.‬‬
‫(‪ )2‬وناية األْباء ايطعودية (واع) ‪www.spa.gov.sa‬‬

‫أتسست ككالة األنباء السعودية (كاس) عاـ ُُٕٗـ‪ ،‬كىي أكؿ ككالة أنباء كطنية‬
‫جهازا مركزاي عبمع كتوزيع األخبار احمللية‬
‫ن‬ ‫سعودية‪ ،‬كاؽبدؼ من إنشائها أف تكوف‬
‫كالعاؼبية داخل اؼبملكة كخارجها تواكب تطور اؼبملكة يف مرحلة مهمة من مراحل مبوىا‬
‫كتطورىا كتعكس صورة حقيقية لواقع ىذه الببلد كأىلها كلتكوف مرآة صادقة لنقل‬
‫اؼبعلومات على ـبتلف أشكاؽبا ؼبواطنيها من مواقع األحداث يف الداخل كاػبارج‪،‬‬
‫كالوكالة ىي أحد قطاعات كزارة اإلعبلـ السعودية‪.‬‬
‫كقد خطت الوكالة منذ أتسيسها خطوات حثيثة يف اذباه استكماؿ اؼبقومات‬
‫األساسية لوكالة أنباء حديثة كفعالة‪ ،‬حبيث أصبحت خبلؿ فًتة كجيزة اؼبصدر األكؿ‬
‫كاألساس لؤلخبار يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬كما اكتسبت خدماهتا اإلخبارية ثقة‬
‫كاسعة النطاؽ ؼبا سبيزت بو من ربرم الدقة كاؼبوضوعية‪ ،‬كف نقا ألرفع اؼبقاييس اؼبهنية‪.‬‬
‫كقد ىيأ تقدـ كسائل االتصاؿ السلكية كالبلسلكية يف اؼبملكة إمكاتات كبَتة‬
‫النتشار خدمات الوكالة اإلخبارية بشكل سريع داخل اؼبملكة كخارجها ككضعها يف‬
‫متناكؿ ـبتلف كسائل اإلعبلـ اؼبرئية كاؼبسموعة كاؼبقركءة ككذلك الدكائر اغبكومية‬
‫كاؼبؤسسات اليت تشًتؾ يف تلقي خدمات الوكالة اليومية اؼببثوثة من مقر الوكالة الرئيس‬
‫يف الرايض كقد سعت الوكالة منذ أتسيسها إُف إقامة عبلقات تعاكف كثيقة مع ككاالت‬
‫األنباء العاؼبية كالعربية كالنامية كالعديد من اؼبؤسسات اإلعبلمية هبدؼ تنمية عملية‬
‫التبادؿ اإلخبارم كالتدفق اغبر لؤلخبار كاؼبعلومات‪.‬‬
‫تصدر الوكالة نشرة يومية شاملة لؤلخبار احمللية كالعاؼبية يتم بثها طواؿ ِْ ساعة كما‬
‫‪030‬‬
‫تصدر نشرة إخبارية ابللغة اإلقبليزية كنشرة أخرل ابللغة الفرنسية كنشرة للخدمات اػباصة‪،‬‬
‫إضافة إُف توزيع الصور كتستقبل الوكالة صبيع اػبدمات اإلخبارية الصادرة بكل اللغات من‬
‫ككاالت األنباء األكركبية كالعربية كككاالت أنباء الدكؿ اإلسبلمية‪.‬‬
‫كتسهم إبرساؿ خدمة إخبارية منتظمة لتوزيعها من شبكة ككالة األنباء اإلسبلمية‬
‫الدكلية كؾبمع ككاالت أنباء دكؿ عدـ االكبياز‪ ..‬كما تصدر الوكالة صباح كل يوـ نشرة‬
‫يومية مطبوعة أبىم األخبار توزع على كبار اؼبسئولُت يف الدكلة‪.‬‬
‫كيوجد ابلوكالة مركز للبحوث كاؼبعلومات‪ ،‬كيعت ر من أك ر األرشيفات اؼبتخصصة‬
‫يف اؼبملكة العربية السعودية كيتوُف تصنيف كحفظ اؼبعلومات إُف جانب إعداد‬
‫الدراسات كالتقارير كاإلحصاءات عن ـبتلف اؼبواضيع ذات األنبية اإلخبارية‪ ،‬كربتفظ‬
‫الوكالة أبرشيف كامل للصور الفوتوغرافية اليت تغطي األحداث اليومية يف اؼبملكة‪ ،‬كما‬
‫تبث الوكالة للمشًتكُت يف خدماهتا من الصحف كككاالت األنباء خدمة مصورة يومية‬
‫ضا اػبدمات اؼبصورة الواردة من خارج اؼبملكة من‬ ‫ع ر اػبطوط اؽباتفية كتستقبل أي ن‬
‫مكاتبها أك من الوكاالت األخرل اليت ترتبط معها بعقود أك اتفاقيات تعاكف كتتوُف‬
‫إعادة توزيعها للمشًتكُت يف الداخل‪ .‬كالوكالة تقدـ خدماهتا للمشًتكُت ع ر اإلنًتنت‬
‫ؾباتا‪ ،‬كيقدـ موقعها العديد من اػبدمات اؼبتصفحة‪ ،‬مثل أسعار العمبلت كأسعار‬
‫ن‬
‫األسهم احمللية كدرجات اغبرارة كمواقيت الصبلة‪ ،‬كخاصية البحث كالبحث اؼبتقدـ‬
‫كالبحث األسبوعي‪.‬‬
‫إف ككاالت األنباء العاؼبية التقليدية اليت كطدت مراكزىا اإلعبلمية كانت يف‬
‫مقدمة البلعبُت األساسيُت يف العاَف لتوظيف تكنولوجيا اإلنًتنت كتطوير استخداماهتا‬
‫فلم تتخلف ككالة أنباء عاؼبية كانت أـ ؿبلية عن حجز مواقع ؽبا على شبكة اإلنًتنت‪،‬‬
‫فأظباء الوكاالت الكبَتة كركيًتز كاإلسيوشيتدبرس كككالة األنباء الفرنسية كشينغوا‬
‫كيوتايتد برس توفر جنبا إُف جنب مع ككاالت إقليمية كقومية كؿبلية خدمات إخبارية‬
‫دبختلف أنواعها تشتمل على نصوص كصورة‪ ،‬بعضها ؾباتا كبعضها عن طريق‬
‫االشًتاؾ‪ ،‬كتقدـ بعض الوكاالت خدماهتا اإلخبارية السياسية كاالقتصادية كالرايضية‪،‬‬
‫‪032‬‬
‫بلغات عاؼبية ـبتلفة كوكالة الصحافة الفرنسية كركيًتز كما سبتاز خدمات ىذه الوكاالت‬
‫بتقدًن منتجات شبكية من خدمات الصور كالرسوـ ابإلضافة إُف خدمة تليفزيونية تقدـ‬
‫مباذج للقطات تليفزيونية‪.‬‬
‫لقد استفادت الوكاالت ‪ -‬كخاصة اػب رية ‪ -‬من تقنية اإلنًتنت يف سرعة نقل‬
‫األخبار كاألحداث كمتابعتها غبظينا ككذلك سهولة استقباؿ ما تبثو الوكاالت عن طريق‬
‫استخداـ تقنية اإلنًتنت اليت أصبحت متوافرة يف صبيع أكباء العاَف كتوفر الوقت كاعبهد‬
‫كاؼباؿ كاألجهزة كاؼبعدات اػباصة لبلستقباؿ‪ ،‬كىذا انعكس على تطور مفهوـ اػب ر‬
‫كسرعة انتشاره كصناعة اؼبعلومات يف ىذا الكوف الشاسع‪ ،‬فعن طريق شاشة صغَتة‬
‫تستطيع متابعة أحداث العاَف كأحداث بلدؾ كأنت يف بيتك أكعملك أك خارج دكلتك‪،‬‬
‫كابللغة اليت ترغبها‪.‬‬
‫كذلك فإف التقنيات اغبديثة يف نقل اؼبعلومات كاف أبرز اؼبستفيدين منها الذين‬
‫يعملوف يف الصحافة اإلخبارية فاالتصاؿ البلسلكي حل ؿبل االتصاؿ السلكي كاإليبيل‬
‫حل ؿبل الفاكس كالكامَتا الدهبتياؿ حلت ؿبل الكامَتا العادية كاختصرت مراحل‬
‫الفيلم كالتحميض كطبع الصورة‪ ،‬كذلك فإف الصحفي أصبح يعد مادتو كاملة من كتابة‬
‫كصور كجرافيك دكف االستعانة ابألقساـ الفنية للقياـ هبذا العمل‪.‬‬
‫كذلك كفرت تطبيقات اإلنًتنت الوصوؿ إُف قواعد اؼبعلومات‪ ،‬كاؼبصادر‬
‫اإلخبارية اؼبباشرة‪ ،‬فالصحفي أصبح يذىب مباشرة إُف اؼبصادر اإلخبارية على اإلنًتنت‬
‫مثل االستعانة بنص سابق أك صورة سابقة‪ ،‬أم أف اإلنًتنت ضاعف مصادر األخبار‬
‫إؼباما‬
‫كاؼبعلومات للصحفي‪ ،‬كابلتاِف أصبح عملو يتم بطريقة أسرع كأسهل كأكثر ن‬
‫كمعرفة ابلتفاصيل كاػبلفيات‪.‬‬
‫إن غٍي٘ث اىخطؽٗؽ اىططفٖ ناُج حخً وفق اىخفيو اىخاىٖ‪- :‬‬
‫‪ -‬التخطيط لتغطية اػب ر (اؼبتوقع كاؼبتابع) أما اؼبفاجئ فبل ىبطط لو‪ ،‬كيتم ذلك من‬
‫خبلؿ ربديد ؿباكر اػب ر كنقاطو الرئيسة‪ ،‬كصبع اػبلفيات اؼبتعلقة بو من قسم‬

‫‪033‬‬
‫اؼبعلومات أك من أرشيف احملرر الصحفي اػباص بو‪.‬‬
‫‪ -‬صبع اؼبعلومات من اؼبصادر اؼبختلفة البشرية كالواثئقية‪.‬‬
‫‪ -‬التقاط الصور الفوتوغرافية اؼبناسبة للخ ر بواسطة احملرر أك اؼبصور الصحفي‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة اؼبادة الصحفية اؼبكتوبة كاؼبصورة كاستكماؽبا‪ ،‬ككضع خلفيات للحدث‬
‫يبكن من خبلؿ الضغط على كلمة معينة داخل النص استدعاء مواد أخرل ذات‬
‫صلة ابػب ر اؼبنشور كذلك حاؿ الصحف اإللكًتكنية‪.‬‬
‫ػ تقييم اؼبادة الصحفية اؼبكتوبة كاؼبصورة كربديد صبلحيتها للنشر بواسطة احملرر‬
‫اؼبسئوؿ‪ ،‬أك غَته حسب خط سَت النص الصحفي داخل الوسيلة اؼبعينة ابلنشر‪.‬‬
‫‪ -‬ذبهيز الرسوـ اليدكية التعبَتية كالتوضيحية كالساخرة اليت سوؼ تصاحب‬
‫اؼبوضوعات أك تنشر دبفردىا‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار البناء الفٍت للنص الصحفي‪ :‬أم ربديد شكل اؼبادة اإلخبارية اؼبخطط لنشرىا‬
‫(مقاؿ ‪ -‬ربقيق ‪ -‬خ ر ‪ -‬حوار ‪ -‬تقرير ‪ -‬فبلش ‪ -‬ابنر ‪ -‬ساحة حوار)‪.‬‬
‫‪ -‬التحرير النهائي للنص الصحفي‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبراجعة النهائية للنص الصحفي احملرر‪.‬‬
‫‪ -‬التقييم النهائي كربديد أكلوايت النشر‪.‬‬
‫غَت أف تغَت األمباط كاؼبفاىيم اإلعبلمية جعل ىذه اؼبراحل اؼبهنية الكبلسيكية‬
‫كثَتا أماـ اؼبتغَتات اإلعبلمية اؼبرتبطة بضركرة مبلحقة‬
‫تقليدا مهنينا ردبا لن يصمد ن‬
‫اغبدث أكف الين‪.‬‬
‫ضا كاف لئلنًتنت فضل يف ازدىار "ككاالت األنباء اؼبتخصصة"‪ ،‬فعندما تبلغ‬
‫أي ن‬
‫رفيعا من التقدـ كالنضج‪ ،‬تنشأ ككاالت متخصصة يف النصوص‬ ‫الصحافة مستول ن‬
‫التحريرية كالوسائل اإليضاحية كالصور كاػبرائط كالرسوـ البيانية كغَتىا من الفنوف‪.‬‬
‫كبَتا من األعماؿ اليت يصعب حصرىا‪ ،‬كاليت‬
‫قطاعا ن‬
‫كتغطي تلك الوكاالت اؼبتخصصة ن‬
‫‪034‬‬
‫ضا على ؾباؿ آخر من‬
‫تبدأ من اؼبواد اإلعبلمية ابؼبعٌت الدقيق من جهة‪ ،‬كما تشتمل أي ن‬
‫األعماؿ مثل اآلداب كالفنوف كالقصص‪ ،‬كما تتضمن أعماؿ العبلقات العامة‪ ،‬كإف كاف‬
‫من الصعب إدراؾ ذلك يف بعض األحياف‪ ،‬ألنو يتم بطريقة غاية يف اللباقة‪.‬‬
‫كإف ىذا التعقد كالتشعب يف أىداؼ ذلك النوع من أنواع الوكاالت كمسئولياهتا‬
‫مهما لتقدير أنبيتها كربديد مدل قباحها‪.‬‬
‫هبعلنا نضيف إليو بع ندا ن‬
‫فاؼبعيار األساس ىو أف يكوف ؽبذه الوكاالت طابع ذبارم حىت يبكن أف نسميها‬
‫ككاالت أنباء أك ككاالت صحفية‪ ،‬كذلك ابلنسبة للعاَف الغريب بطبيعة اغباؿ‪ ،‬إذ إف‬
‫ككالة نوفوسيت السوفيتية تقع يف ميداف الوكاالت اؼبتخصصة‪ ،‬إال أهنا تسَت على مبط‬
‫معُت ال ينظر إُف الربح اؼبادم كهدؼ إعبلمي‪ ،‬أما ابلنسبة إُف الغرب فبل بد أف تكوف‬
‫الوكالة متوازنة أك مستقلة ذباراي كاقتصاداي كماليا بقدر اإلمكاف‪ ،‬كإف كاف ذلك صعب‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫على أنو من اؼبمكن أف تتوفر يف الوكاالت اؼبتخصصة ىذه الشركط‪ ،‬فهي على‬
‫األقل ال تصادؼ أية مشكلة من اؼبشكبلت العامة األخرل‪ ،‬اليت يبكن أف تواجهها‬
‫ككاالت األنباء العادية‪ ،‬غَت أف ىذا النوع من الوكاالت اؼبتخصصة ال ينجح إال يف‬
‫الدكؿ ذات النشاط الصحفي الواسع‪ ،‬حيث تكوف السوؽ اإلعبلمية غنية كمتعددة‬
‫اؼبشارب كاالذباىات(ُ)‪.‬‬
‫فقد استفادت الوكاالت اؼبتخصصة يف االقتصاد "البورصات ‪ -‬السيارات ‪-‬‬
‫الكمبيوترات ‪ -‬خدمات الصور ‪ -‬الفيديو" من تقنية اإلنًتنت يف الوصوؿ إُف‬
‫ؾباتا أـ مدفوع اػبدمة" يف كل مكاف على كجو األرض‪ .‬كيبكن‬
‫مشًتكيها‪ ،‬سواء كاف " ن‬
‫التأكيد على أف أتثَت منافسة الصحف اإللكًتكنية الدكلية كثورة االتصاالت كاؼبعلومات‬
‫تفاكت من ككالة ألخرل‪ ،‬كيبكن القوؿ أف ككالة األسوشيتد برس " ‪Associated‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬إبراىيم اإلماـ كد‪ .‬دمحم فريد عزت‪ :‬ككاالت األنباء اؼبعاصرة "النشأة ‪ -‬التطور ‪ -‬الدكر ‪-‬‬
‫الفعاليات"‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة األكُف‪ ،ََِٔ ،‬ص ُٔ‪ِٔ ،‬‬
‫‪035‬‬
‫كثَتا‪ ،‬كاستمرت يف عملها كدكرىا التقليدم بنشر أخبار كتقارير من‬
‫‪َ "Press‬ف تتأثر ن‬
‫أعضائها اؼبشاركُت فيها من صحف ككسائل إعبلـ أخرل‪.‬‬
‫موضوعا‪ ،‬فإف ىذا اؼبوضوع‬
‫ن‬ ‫كإذا دخل اؼبتصفح إُف موقع ىذه الوكالة كانتقى‬
‫عادة ما يكوف مرتبطنا برابط اعبهة اإلعبلمية اليت يعود إليها ىذا اؼبوضوع أك اػب ر أك‬
‫التقرير‪ ،‬كابلتاِف إذا كانت ىناؾ قيود على بث أك نشر اػب ر أكاؼبوضوع‪ ،‬فإف اعبهة‬
‫صاحبة اغبقوؽ ىي اليت تضع مثل ىذه القيود‪.‬‬
‫أما ككالة الصحافة الفرنسية "‪ "Agence France Pres‬فإهنا ال تنشر أك تبث‬
‫إال بنسبة ضئيلة من ؾبمل ؿبتوايهتا على موقعها اإللكًتكين‪ ،‬كابلتاِف فهي مستمرة يف‬
‫منهجها التقليدم يف إعطاء الفرصة فقط للمشًتكُت فيها‪ .‬كخببلؼ ىاتُت الوكالتُت فإننا‬
‫قبد ككالة ركيًتز "‪ "Reuters‬قد قفزت إُف األماـ كأصبحت ككالة مفتوحة أماـ‬
‫اعبمهور العاـ‪ ،‬حيث أاتحت نسبة كبَتة من ؿبتوايهتا دبا يف ذلك اللقطات اؼبرئية‬
‫"‪ "Video‬الطبلع متصفحي موقعها اإللكًتكين (ُ)‪.‬‬
‫كتعد ككالة ركيًتز رائدة من بُت الوكاالت العاؼبية يف استثمار التقنيات اغبديثة‪،‬‬
‫كتبنيها مبادرات جديدة للتعامل مع اؼبعطيات اإلعبلمية‪ ،‬كمواكبة توجهات السوؽ‬
‫كاىتمامات اعبمهور العاـ‪ ،‬كمن اػبدمات اليت سعت ؽبا‪:‬‬
‫‪ -‬نشر اػبدمات اإلخبارية للمشًتكُت على أجهزة اؽباتف احملموؿ إلببلغهم آبخر‬
‫األخبار اؼبهمة‪ ،‬كذلك نظَت اشًتاؾ شهرم ضئيل‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن خدمات متخصصة يف اجملاؿ الذم يرغب فيو اؼبشًتؾ عن طريق اؽباتف‬
‫النقاؿ‪ ،‬كتسمى خدمة اؼبعلومات اؼبتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن خدمات مرئية "لقطات فيديو" ابلتعاكف مع ك رل شركات االتصاالت‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬على بن شويل القرنيل‪ :‬االذباىات اغبديثة يف الصحافة الدكلية‪ ،‬من الصحافة التقليدية إُف‬
‫اإلعبلمات الشخصية على الرابط التاِف‬
‫‪Docs.Ksu.edu.sa/DOC/Articles12/Article120227.do‬‬
‫‪036‬‬
‫"‪ "Vodafone‬حيث يبكن تقدًن لقطات مرئية من األحداث كاألخبار إُف‬
‫اؼبشًتكُت ع ر اؽباتف احملموؿ ‪-‬أكثر من عشرين لقطة فيديو‪ -‬إضافة إُف معلومات‬
‫مالية كغَتىا بشكل يومي‪ .‬كقد أشار دين رايت "‪ "Dean Wright‬مدير ربرير‬
‫ككالة ركيًتز إُف عدة عوامل أدت إُف تغَتات جوىرية يف اإلعبلـ خبلؿ السنوات‬
‫اؼباضية‪ ،‬كمن ىذه العوامل‪:‬‬
‫بديبل عن اإلعبلـ األنلوجي‪ ،‬كىذه موجة طاغية أثرت‬ ‫ُ‪ -‬ظهور اإلعبلـ الرقمي‪ ..‬ن‬
‫على اإلعبلـ بشكل كبَت ج ندا‪ ،‬كما الحظناه خبلؿ السنوات الثمانية اؼباضية اليت‬
‫سبقت ىذا العهد اعبديد‪ ،‬كربدي ندا ظهور تقنية ال ركد ابند "‪،"broad band‬‬
‫ىي ذركة القوة اؽبائلة يف التغيَت‪ .‬كما أف ظهور اإلنًتنت قد غَت من دكرة العمل‬
‫اإلعبلمي التقليدية كانتهج أسلوب اؼبباشرة كالفورية‪ .‬كقد أدرؾ كثَت من الصحف‬
‫أف من غَت اؼبمكن االنتظار إُف صباح يوـ الغد لنشر األخبار اؼبتسارعة‪ ،‬كؽبذا‬
‫فإف اغبلوؿ تكمن يف بث تواِف ىذه األحداث كتسارعها على مواقعها‬
‫اإللكًتكنية‪ ،‬حىت يبكن أف تواكب الصحف كسائل اإلعبلـ األخرل من ؿبطات‬
‫تليفزيونية كإذاعية كمواقع إنًتنت‪ .‬كال ينبغي ؽبا أف تقاكـ الصحف ىذا االذباه‬
‫اعبديد‪ ،‬بل هبب أف تباركو كرباكؿ استثماره‪.‬‬
‫ِ‪ -‬سبتلك الصحافة ظبة سبيزىا عن غَتىا من كسائل اإلعبلـ األخرل‪ ،‬فهي أقدر على‬
‫معرفة األخبار احمللية‪ ،‬كال يبكن أف تتنافس معها يف ذلك ككاالت األنباء العاؼبية‪،‬‬
‫مهما بذلت تلك الوكاالت من جهود ككضعت من إمكاتات‪ .‬كىناؾ اذباه عاـ‬
‫للوكاالت أف تكوف عاؼبية‪ ،‬إال أف ما يبيز الصحف ىو استمرارىا يف االىتماـ‬
‫ابألحداث احمللية‪ .‬كىذه السمة ال هبب أف تفقدىا الصحف يف زخم االىتماـ‬
‫ابلشأف العاؼبي‪.‬‬
‫كبَتا بُت كسائل اإلعبلـ األخرل كخاصة ؿبركات‬
‫تنافسا ن‬
‫ّ‪ -‬يرل البعض أف ىناؾ ن‬
‫البحث اإللكًتكنية مثل ايىو "‪ "yahoo‬كجوجل "‪ ،"google‬كلكن اؼبؤكد ‪-‬‬
‫كما يشَت إُف ذلك الكثَت من الباحثُت كأصحاب االختصاص‪-‬أف اػبدمات‬
‫‪035‬‬
‫كشامبل‪،‬‬
‫ن‬ ‫هبب أف تكوف متكاملة بُت الطرفُت‪ ،‬فكلما كاف ؿبرؾ البحث سر نيعا‬
‫أمكن كصوؿ اؼبتصفح إُف األخبار اليت يرغب فيها يف غبظات سريعة‪ ،‬كىذا ىبدـ‬
‫كسائل اإلعبلـ عامة‪.‬‬
‫ْ‪ -‬يشَت البعض إُف كجود تنافس بُت ككاالت األنباء العاؼبية ككسائل اإلعبلـ‬
‫األخرل‪ ،‬خاصة الصحافة‪ .‬كلكن هبب مبلحظة أف ىذه الوكاالت ال تتجو إُف‬
‫اعبماىَت العامة‪ ،‬كما ىي اغباؿ مع كسائل اإلعبلـ األخرل من صحافة‬
‫كتليفزيوف‪ ،‬كلكنها تتجو يف أغلب األحواؿ إُف مشًتكُت أعضاء يف ىذه الوكاالت‬
‫من إعبلميُت كمهنيُت كمهمُت‪ ،‬أك ما يبكن تسميتهم جبمهور العمبلء‬
‫"‪." audience consumer‬‬
‫ٓ‪ -‬ىناؾ اذباه سائد حاليا يدعو إُف إلغاء مفهوـ االختبلفات بُت الوسائل‪ ،‬كبناء‬
‫مفهوـ اؼبودة اإلعبلمية‪ .‬كيتم يف كثَت من اؼبؤسسات كاألكاديبيات اإلعبلمية بناء‬
‫جيل جديد يبكن أف يتعامل مع صبيع كسائل اإلعبلـ التقليدية كاإللكًتكنية‪،‬‬
‫فعلى سبيل اؼبثاؿ تسعى كل من صحيفة نيويورؾ اتيبز كككالة ركيًتز إُف تدريب‬
‫كوادرىا على التعامل مع الوسائط اؼبتعددة‪.‬‬
‫كالواقع أف التقدـ العلمي كالتكنولوجي ىو الذم أحدث ثورة ىائلة يف عاَف‬
‫الصحافة كحوؽبا من أكضاعها التقليدية القديبة إُف حالتها الراىنة اليت تقوـ على اغبركة‬
‫اعتمادا على اػب ر كعنصر أساس يف الصحيفة اغبديثة‪ .‬كعندما ربوؿ‬
‫ن‬ ‫كاؼبركنة كالسبق‪،‬‬
‫االىتماـ من اؼبقاؿ إُف اػب ر‪ ،‬بفضل ككاالت األنباء‪ ،‬ارتفعت أرقاـ توزيع الصحف‬
‫كبَتا‪ ،‬كَف تصبح مصادر األخبار الرئيسة ىي اؼبقاىي كاألسواؽ كالبورصة‪ ،‬بل‬
‫تفاعا ن‬
‫ار ن‬
‫إهنا تعددت لتشمل احملاكم كالوزارات كاؼبؤسسات كالشركات كاؼبنظمات الدكلية‪ ،‬كَف‬
‫تقتصر األخبار على اعبوانب السياسية كاالقتصادية‪ ،‬كإمبا ذباكزهتا إُف األخبار احمللية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية كاإلنسانية كالطريفة (ُ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬إبراىيم اإلماـ كد‪ .‬دمحم فريد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٔ‪.ِٔ ،‬‬
‫‪032‬‬
‫وٌَ عالل اـخػؽاعِا ىألُٔاع اىفخث ٌَ اىططافث اإلىهرتوُ٘ث‬
‫الضؾ ٌا ٗيٖ‪:‬‬

‫أويًا‪ :‬انتشار استخداـ اإلنًتنت قد فرض نفسو على العملية الصحفية‪ ،‬يف الصحافة‬
‫العربية كذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استخداـ اإلنًتنت يف غرؼ األخبار كمكاتب احملررين للمساعدة يف أداء العديد من‬
‫العمليات يف كسائل اإلعبلـ‪ ،‬يف إطار مفهوـ التحرير دبساعدة الكومبيوتر "‪CAR‬‬
‫‪ ،"computer Assisted Reporting‬دبا يف ذلك استقاء اؼبعلومات من‬
‫مصادر متعددة‪ ،‬كربقيقها‪ ،‬كتدقيقها‪ ،‬كتوظيفها مث زبزينها بعد ذلك يف أكعية‬
‫إلكًتكنية سبثل أرشيف احملرر بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬االستخداـ الذم اختصت بو شبكة اإلنًتنت كصحافة شبكات " ‪Online‬‬
‫‪ "Journalism‬ابعتبارىا إحدل الوسائل اعبديدة "‪ "New Media‬اليت‬
‫استفادت من خصائص الشبكة يف اإلنتاج كالتخزين كالتوصيل إُف اعبمهور‬
‫اؼبستهدؼ‪ .‬جبانب اػبصائص اليت كفرهتات النظم الرقمية كأصبحت دالة على‬
‫سبيزىا على نظاـ الفيديو تكست‪ ،‬كبصفة خاصة التفاعلية كالوسائل اؼبتعددة كالنص‬
‫الفائق‪.‬‬
‫ليس كافيا توفَت الصحيفة الورقية على موقعها اإللكًتكين بنفس الشكل كنفس الصيغة‬
‫نقبل للصفحات اؼبطبوعة إُف اؼبوقع‬
‫‪ -‬يف كثَت من األحياف‪ -‬فبل يزيد األمر على كونو ن‬
‫على شبكة اإلنًتنت ابستخداـ نفس التقنية اليت تستخدـ يف الصحيفة اؼبطبوعة‪ ،‬كىي‬
‫اؼباسح "‪ "Scanner‬كال ربمل أية ظبة جديدة سول القراءة على الشبكة جبانب‬
‫توزيعها اليومي للجريدة اؼبطبوعة‪ ،‬كابلتاِف ال ربمل السمات اػباصة ابلصحافة‬
‫اإللكًتكنية "‪ "On Line Journalism‬لؤلسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الصحيفة مت طباعتها سل نفا مث يتم نقل صور الصفحات بعد ذلك إُف موقعها على‬
‫الشبكة‪ ،‬بعد تعديبلت على إخراج بعض الصفحات‪ ،‬كبصفة خاصة الصفحة‬

‫‪035‬‬
‫الرئيسة‪.‬‬
‫‪ -‬ال ربمل أية خصائص أك ظبات يف التحرير كاإلخراج كالعرض تتفق كخصائص‬
‫استخداـ اغباسب كالشبكات الرقمية ابستثناء استخداـ النوافذ كاإلخراج الرأسي‪.‬‬
‫‪ -‬ال تزيد على كوهنا منف نذا للتوزيع‪ ،‬أك كسيلة لئلعبلف عن الصحيفة اؼبطبوعة‪.‬‬
‫‪ -‬كاف من الضركرم االنتقاؿ إُف شكل آخر من أشكاؿ العملية الصحفية‪ ،‬كىو‬
‫تصميم مواقع خاصة على شبكة اإلنًتنت تقدـ اػبدمة الصحفية ؼبستخدمي‬
‫الشبكة‪ ،‬دبا يتفق مع خصائص الصحافة اإللكًتكنية اليت هتتم بعناصر حيوية كمهمة‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬كجود مواقع ؿبددة التعريف على شبكة اإلنًتنت كالويب‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب خصائص الشبكة ككظائفها اليت أاتحتها النظم الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ األدكات اؼبتاحة لبلتصاؿ كالتفاعل‪.‬‬
‫‪ -‬كجود كظائف معينة تستهدؼ ىذه اؼبواقع ربقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬ـباطبة اؼبستخدـ عاؼبيا للنشر كاالنتشار‪.‬‬
‫‪ -‬الًتكيز على القارئ أك اؼبشاىد "‪ "User‬حبيث يصبح ىو جوىر العمليات اؼبتعددة‪،‬‬
‫ابتداء من كجود الفكرة كحىت إاتحة احملتول على اؼبوقع كاستخدامو " ‪User‬‬
‫‪ "Centered‬حبيث تتاح لو الفرصة اؼبناسبة للتجوؿ كاالختيار كاؼبشاركة يف‬
‫العملية كأىدافها دبستوايت ـبتلفة‪.‬‬
‫حكرا على اؼبؤسسات الصحفية ابؼبعٌت التقليدم ابلنسبة إُف‬
‫‪َ -‬ف يعد مفهوـ الصحافة ن‬
‫الصحافة اؼبطبوعة‪ .‬كلذلك فإف ىذه العمليات تتميز ابالستقبلؿ التاـ عن‬
‫الصحف اؼبطبوعة‪ ،‬حىت كإف كانت تصدر عن شركة أك مؤسسة صحفية قائمة أك‬
‫بدءا من‬
‫ربمل نفس عناكين إصداراهتا‪ .‬كيبتد االستقبلؿ ليشمل صبيع اؼبراحل ن‬
‫التخطيط إلنشاء اؼبوقع كأىدافو إُف ربرير اؼبادة الصحفية‪ ،‬كتصميم الصفحات‬

‫‪041‬‬
‫كنشرىا على الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من خصائص النظم الرقمية يف تصميم ال رامج كاؼبواقع ابلًتكيز على خصائص‬
‫اؼبتلقي كحاجاتو‪ ،‬كتلبية ىذه اغباجات كفق نظم التجوؿ كاالختيار كالتفاعل كاؼبشاركة‬
‫ـبصصا للمتلقي‬
‫ن‬ ‫اليت توفرىا ىذه اؼبواقع‪ ،‬حبيث يصبح اؼبوقع أك احملتول كما لو كاف‬
‫بذاتو "‪ ."Customization‬تكوف لو اغبرية يف توجيو اختياراتو كفق ىذه اػبصائص‬
‫كاغباجات‪ ،‬دبا يؤدم ابلتاِف إُف تطوير العبلقة ابلقارئ كتدعيمها‪.‬‬
‫ضا من‬‫‪ -‬تصميم آليات تفاعل اؼبستخدـ أك القارئ‪ ،‬فإف اؼبوقع هبب أف يستفيد أي ن‬
‫أدكات االتصاؿ اؼبتاحة على الشبكة‪ ،‬حىت يتحقق يف ىذه العملية االتصاؿ ثنائي‬
‫االذباه‪ ،‬أك متعدد االذباىات ‪-‬السابق اإلشارة إليو‪ -‬لتأكيد تفاعل القارئ مع‬
‫الصحيفة كالعاملُت هبا كأقرانو من القراء كاؼبستخدمُت ؽبذه الصحيفة كموقعها(ُ)‪.‬‬
‫ثاْيا‪ :‬يغلب على بنية اؼبواقع الصحفية العربية انعداـ توظيف الوسائط اؼبتعددة‬
‫ابستثناء مواقع‪ :‬إيبلؼ كاعبزيرة نت كالعربية نت كالػ ‪ b.b.c‬العربية‪ ،‬كابقي‬
‫مواقع الصحف اإللكًتكنية تعرض صورا صماء دكف تعليق أك دكف كجود‬
‫صور فيديو‪ ،‬أك إحالة مواقع أخرل‪.‬‬
‫‪-‬استخداـ أنظمة الوسائط اؼبتعددة يف الصحافة يبارسو حاليا صحفيوف كبار يف‬
‫صحف عاؼبية كاسعة االنتشار مثل الواشنطن بوست كالنيويورؾ اتيبز‪ ،‬حيث يقدـ‬
‫عركض فيديو أك صور مصحوبة بتعليقات ينفذىا ؿبرركف صحفيوف‪ ،‬كابلنسبة إُف‬
‫اؼبواقع العربية اليت ذكرتاىا‪:‬‬

‫إيبلؼ‪ :‬يف تصميمها اعبديد تعرض شباين صور كبَتة عالية اعبودة يف الصفحة األكُف‪،‬‬
‫اف من العرض‪ ..‬لذلك ىناؾ زاكية بعنواف فيديو إيبلؼ‪..‬‬ ‫تتغَت كل صورة بعد ثو و‬
‫كأحيا نتا تقدـ بعض التقارير اؼبصحوبة ابلفيديو مدعومة ابلتعليق الصويت‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ْٔ ‪.‬‬


‫‪040‬‬
‫اعبزيرة نت‪ :‬يعرض خدمة بث القناة الفضائية كيعرض ربت اسم "ملفات خاصة"‬
‫للوسائط اؼبتعددة‪ ،‬كتركز على اؼبوضوعات الطويلة‪ ،‬كاليت تعد أرشي نفا للموقع‬
‫اإللكًتكين‪.‬‬

‫العربية نت‪ :‬يقدـ أحداث األسبوع بعنواف "األسبوع يف صور" كيعرض ؼبواد تفاعلية‬
‫صورا كخرائط كرسومات توضيحية متحركة‪ ،‬كيهتم ابلتقارير كاؼبوضوعات‬
‫تشمل ن‬
‫اآلنية‪.‬‬

‫موقع ‪ :b.b.c‬يغطي من خبلؿ اؼبوقع األحداث اعبارية من أحداث كصور ربت‬


‫عنواف "جوالت مصورة كرسوـ كصور متحركة"‪.‬‬
‫ثايجًا‪ :‬العديد من اؼبواقع اإلعبلمية كالشبكات اإلخبارية العربية على اإلنًتنت يعيد‬
‫نشر ما ىو منشور ساب نقا‪ ،‬مثل شبكة األخبار العربية "ؿبيط" فهي تعيد نشر‬
‫ما تبثو الوكاالت اؼبشًتكة هبا‪ ،‬كتعيد نشر ما تنشره الصحف بعد تلخيصو‪،‬‬
‫كذلك موقع "نسيج" اإلخبارم‪.‬‬
‫كلو سلمنا أبف إعادة نشر مادة منشورة أك ذبديدىا يف كسائل أخرل ؽبا‬
‫متصفحوف على الشبكة‪ ،‬فسيكوف ذلك بنسبة أقل‪ ،‬فلماذا ال يذىب اؼبتصفح إُف‬
‫بدال من أف يتصفح من موقع الناقل؟‬
‫األصل ن‬
‫كابلتاِف فهذه اؼبواقع اػباصة ابلشبكات اإلخبارية يف حاجة ملحة للتطوير اؼبهٍت‬
‫كمواكبة اغبدث‪ ،‬فمن كظيفة اإلعبلـ توفَت اػب ر كمتابعتو بوجهات نظر كرؤل ـبتلفة‪.‬‬
‫إف الوجود على شبكة اإلنًتنت أمر مهم‪ ،‬فالشبكة مصدر اتصاؿ كتواصل‪ ،‬فكيف بنا‬
‫أف نسلم بغياب اػب ر كاؼبعلومة عنها‪ ،‬أك تغيَت اؼبن ر اإلعبلمي عنها‪ ..‬من اؼبهم التواجد‬
‫على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬لكن من الضركرم التطوير كاؼبواكبة كالتميز‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫على الرغم من العمر القصَت للصحافة اإللكًتكنية مقارنة ابلصحافة‬


‫التقليدية فإف ىذا العمر القصَت شهد الكثَت من الدراسات العلمية‬
‫كاؼببلحظات اليت أبرزت ظبات متعددة مرتبطة هبذا النوع من الصحافة‪،‬‬
‫إال أف الصحافة اإللكًتكنية سبتلك ؾبموعة من السمات اليت سبيزىا كال‬
‫تتوافر للصحافة الورقية‪..‬‬
‫وفيُا يًي ْعسض ألِٖ مسات ايضشافة اإليهرتوْية‪:‬‬
‫‪ - 1‬اىفٔرٗث ؤٌانتث اىطػث ‪:‬‬
‫أكال أبكؿ‪،‬‬
‫الفورية يقصد هبا سرعة إمداد اؼبتصفح أك اؼبستخدـ ابؼبعلومة أك اػب ر ن‬
‫كىذا يعٍت زبطي الكثَت من اػبطوات التقليدية كاالرتباط بوقت اإلعداد كالطبع‬
‫كالتوزيع‪ ،‬سبثل ىذه السمة قفزة ىائلة يف الوقت نفسو‪ ،‬حيث كانت الصحف الورقية‬
‫كثَتا من حركتها فبا وبدث فجوة يف سرعة‬
‫رباكؿ أف ربققها كلكن بوسائل تقليدية تعوؽ ن‬
‫االتصاؿ كاؼبتابعة الفورية لؤلحداث‪ ..‬يضاؼ إُف ىذه القفزة الوقتية مركنة األدكات اليت‬
‫توصل إُف ذلك يف مقابل األدكار كالوسائل يف الصحف الورقية اليت ال تؤدم الغرض‬
‫نفسو‪ ،‬نعٍت هبذه الوسائل‪ ..‬الطبيعة اػباصة كعملية اإلنتاج‪.‬‬
‫كإذا كاف للصحيفة الورقية طبيعة اثبتة فللصحيفة اإللكًتكنية طبيعة متحركة مرنة‬
‫كىذا يؤدم إُف مواكبة اغبدث كمتابعة تطوراتو بشكل غبظي كمتبلحق‪ ،‬ككأهنا عدة‬
‫صحف داخل صحيفة كليست صحيفة كاحدة‪.‬‬
‫ماذا يعٍت ىذا ؟ إنو يعٍت سرعة إيقاع العمل كمواكبة لسرعة إيقاع العصر‪ ،‬ككأف‬
‫‪043‬‬
‫ضا أكثر من يوـ فالصحيفة الورقية تتقيد أبربع كعشرين ساعة من خبلؿ مادة‬
‫اليوـ أي ن‬
‫اثبتة تصبها كمادة جامدة على الورؽ‪ ،‬ىبتلف األمر ىنا‪ ،‬كهبذا اؼبنطق يصبح اليوـ‬
‫الصحفي للصحيفة اإللكًتكنية أكثر من يوـ كإذا كاف ىذا يعٍت سرعة اإليقاع ابلنسبة‬
‫ضا ‪ -‬كىذا ىو األىم ‪ -‬اؼبتعة‪ :‬متعة التلقي كإحساس اؼبتلقي‬
‫إُف العمل‪ ،‬فإنو يعٍت أي ن‬
‫ابلسيطرة على العاَف من خبلؿ عدة أخبار متبلحقة ذبعلو يبسك أبطراؼ اػبيوط‪ ..‬كما‬
‫ضا ضخامة اإلمكاتات اليت توصل إُف كل ذلك‪ ،‬كلكن ليس األمر هبذه‬
‫أف ىذا يعٍت أي ن‬
‫الصورة الوردية‪ ،‬فللمسألة كجهها اآلخر كسلبياهتا اػبطَتة‪ ،‬نعٍت احتماؿ افتقاد‬
‫اؼبوضوعية كغياب معايَت العمل الصحفي اؼبنضبط كدقة العرض كصحة اؼبعلومة‬
‫كصدؽ اػب ر‪ ،‬ألف مسألة جذب اؼبتلقي ردبا تكوف ىي األساس‪ ،‬كردبا يكوف ضغط‬
‫العمل اؼبتتابع ىو اؼبسئوؿ األكؿ عن ىذه السلبيات اليت قد ال تقصد لذاهتا‪ ،‬ألف‬
‫اػبطوط كالقنوات اليت يسَت فيها اػب ر حىت يصل إُف الصحيفة الورقية مث إُف اؼبتلقي‬
‫قد تكوف سريعة ج ندا كغَت مأمونة أك غَت مقننة‪ ،‬يف ىذا الصدد يبكن أف نستعُت‬
‫بواحدة من الدراسات اليت اختارت َِ من مديرم ربرير بعض من اؼبواقع الصحفية‬
‫الفورية على الويب كخلصت إُف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أكثر من َٓ‪ %‬من اؼبديرين ذىبوا إُف أف مسألة السرعة أثرت على مستول الدقة‬
‫من حيث اؼبراجعة كمعاعبة اغبقائق قبل تقديبها إُف اؼبتلقي‪.‬‬
‫‪ -‬كجود تناقص ملحوظ بُت عدد احملررين يف اؼبواقع الفورية كقدرهتم على أداء اؼبهاـ‬
‫اؼبطلوبة منهم ابلدقة الكافية‪ ،‬حيث أشارت الدراسة إُف أف ِٕ‪ %‬من الصحف‬
‫اليومية الفورية ليس لديها فريق دائم من احملررين يتفرغوف ؽبا كما أف ُٗ‪ %‬من‬
‫ىذه الصحف َف تعتمد على سول موظف كاحد يعمل بشكل دائم‪ .‬فاؼبسألة إذف‬
‫كامبل من حيث العدد‪،‬‬
‫كمتكامبل يف الوقت نفسو‪ :‬ن‬
‫ن‬ ‫كامبل‬
‫تتطلب فريق عمل ن‬
‫كمتكامبل من حيث األداء الوظيفي كإال فمىت تتوافر مسألة مراجعة األخبار‬
‫ن‬
‫كفحصها ابلقدر اؼبطلوب قبل عرضها األخَت؟!! كل ىذا يؤدم إُف معٌت كاحد من‬
‫أخطر عيوب كسلبيات الصحف الفورية كىو انفجار معيار اؼبوضوعية‪.‬‬
‫‪044‬‬
‫‪ - 2‬حغي٘ب اىػامل٘ث غيٕ املطي٘ث‪:‬‬
‫نظرا إُف اتساع قاعدة اعبمهور الذم يتعامل مع النشر اإللكًتكين فإف ىذا األمر‬
‫ن‬
‫أصبح ىو األساس يف إعادة ترتيب األكلوايت‪ ،‬فبا يعٍت اػبركج من اؼبنظور احملدكد‬
‫كالقصَت اؼبدل إُف رؤية عاؼبية كشاملة لؤلحداث تفرض نفسها على اعبميع يف ذلك‬
‫العاَف الضيق الذم أصبح قرية كاحدة بل حجرة كاحدة‪.‬‬
‫كثَتا من الصحف الفورية تتعامل مع األخبار كالقضااي العاؼبية كت رزىا يف‬
‫كلذا قبد ن‬
‫صفحاهتا األكُف يف مقابل إقصاء احملليات للخلف‪ ،‬ككأف ىذا األمر قد ابت لز ناما على‬
‫اعبميع‪.‬‬
‫‪ -3‬اىخفاغي٘ث ‪:‬‬
‫إف توافر التفاعلية يف اؼبواقع اإلخبارية يتيح للمستخدـ أف يكوف مشارنكا نشطنا يف‬
‫خلق ؿبتول كسيلة االتصاؿ الذم يرغب يف االطبلع عليو‪ ،‬لذا فإف التفاعلية اغبقيقية ينبغي‬
‫ؾبتمعا من‬
‫ؽبا أف تشجع اؼبتلقي على اؼبشاركة إبهبابية يف تلقي اؼبادة اإلخبارية كزبلق بذلك ن‬
‫اؼبهتمُت ابؼبضموف اإلخبارم‪ ،‬كىي ابلتاِف ربوؿ كسيلة االتصاؿ إُف كسيلة ذكية يف مقابل‬
‫نظرا إُف أهنا تتطلب أقل‬
‫كسائل االتصاؿ التقليدية اليت أصبحت توصف أبهنا أقل ذكاء ن‬
‫ؾبهود فبكن من اؼبتلقي "‪ "Dumb versus Smart Communication‬فإذا‬
‫تضمن اؼبوقع اإلخبارم خدمات ذبذب اؼبًتدد إُف العودة إليو مرة أخرل‪ ،‬فإف اؼبوقع‬
‫سيكتسب أنبية متزايدة يف عاَف الصحافة الرقمية ‪ Digital Joumalism‬كسيصبح‬
‫أكثر جاذبية للمعلنُت فتوافر إمكاتات اإلقباز يف اؼبوقع كتوفَت مضموف مناسب‬
‫الحتياجات كل مستخدـ ‪ my portfolio‬ابإلضافة إُف توفَت قاعدة بياتات قابلة‬
‫للبحث من خبلؽبا تعت ر من العناصر اؼبهمة يف قباح التفاعلية يف اؼبواقع اإلخبارية(ُ)‪.‬‬
‫كقد اختلف الباحثوف يف كضع تعريف شامل للتفاعلية ابعتبارىا ظبة من ظبات‬

‫(ُ) د‪ .‬قبول عبد السبلـ فهمي‪ :‬التفاعلية يف اؼبواقع اإلخبارية العربية على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬دراسة ربليلية‪،‬‬
‫اجمللة اؼبصرية لبحوث الرأم العاـ‪ ،‬اجمللد الثاين‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر‪ ،‬ديسم ر ََُِ‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫‪045‬‬
‫التكنولوجيا االتصالية اغبديثة كتفاكت نظرة ابحثي االتصاؿ ؽبا كعرفها & ‪Ha‬‬
‫)‪ James (1998‬أبهنا اليت يبكن فيها للمرسل كاؼبستقبل أف يتبادال االستجابة للرسالة‬
‫االتصالية اليت يرسلها كل من اؼبرسل كاؼبستقبل كنبا بذلك يضعاف يف االعتبار اختبلؼ‬
‫فأحياتا ما يكتفي اؼبستقبل بتلقي الرسالة االتصالية‪،‬‬
‫ن‬ ‫االحتياجات االتصالية للمستقبل‪،‬‬
‫كالتمتع بتجربة اإلحبار بُت مواقع اإلنًتنت اؼبختلفة كانتقاء التعرض لبعض الرسائل دكف‬
‫كأحياتا ما يرغب اؼبستقبل يف تبادؿ رسائل‬
‫ن‬ ‫ضا دكف االتصاؿ دبصدر الرسالة‪،‬‬
‫غَتىا كأي ن‬
‫مع مصدر االتصاؿ سواء لطلب دعم تقٍت أك إلبداء رأيو يف موضوع االتصاؿ لذا فقد‬
‫اقًتحا طبسة أبعاد للتفاعلية اؼبتاحة ( أبعاد ‪ -‬صور ‪ -‬أنواع ‪ -‬ألواف) من خبلؿ‬
‫االتصاؿ اؼبستعُت ابغباسبات يبكنها أف تليب ـبتلف االحتياجات االتصالية للجمهور‬
‫كتتمثل يف‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬الًتكيح كالًتفيو ‪ Playfulness‬كىو ما يتيح اسًتخاءن من عناء العمل‪ ،‬فقد‬
‫قدمت تكنولوجيا االتصاؿ اغبديثة خ رة ترفيهية للجمهور َف تكن متاحة لو يف‬
‫اؼباضي‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬الًتابط ‪ Connectedness‬كىو ما يوفره اؽبَتكتكست للمًتددين على‬
‫اإلنًتنت دبا يتيحو ؽبم من التجوؿ بُت اؼبواقع اؼبختلفة أبقل جهد فبكن كما أنو‬
‫يسمح للمتلقي ابلتفاعل مع اؼبضموف اؼبقدـ يف اؼبواقع اؼبختلفة ككأنو يقلب‬
‫صفحات كتاب‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬االختيارات اؼبتعددة ‪ Choice Mulible‬كيشمل البدائل اؼبتاحة أماـ اؼبتلقي‬
‫لبلختيار منها‪ ،‬كما يشمل حرية اإلحبار كالتجوؿ بُت مواقع اإلنًتنت اؼبختلفة‪،‬‬
‫كيشَت الباحثاف إُف أف سبتع اؼبتلقي حبرية االختيار من بدائل متعددة سبنحو قوة‬
‫‪ Empowered‬كىو ما يشعر اؼبتلقي ابحًتاـ كتقدير مصمم اؼبوقع الختياراتو‬
‫فبا هبعلو يبضي اؼبزيد من الوقت يف استكشاؼ اؼبواد اؼبوجودة يف اؼبوقع‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬صبع اؼبعلومات ‪ Information collection‬فاؼبعلومات اليت هبمعها اؼبتلقي‬

‫‪046‬‬
‫تكوف ذات أكلوية ابلنسبة إليو‪ ،‬كىو ما هبعل مصممي مواقع اإلنًتنت يسعوف‬
‫للتعرؼ على االحتياجات االتصالية عبمهورىم حىت يبكنهم تلبيتها‪ ،‬كإذا كاف‬
‫التعرؼ على صبهور اؼبتلقُت وبتاج إُف إجراء دراسات مسحية للجمهور فاألمر ال‬
‫وبتاج إال إُف كضع مبوذج لتسجيل معلومات أساسية عن اؼبًتددين على اؼبوقع‬
‫(ُ)‬
‫لرصد معلومات أساسية عن‬ ‫قبل دخولو أك ؾبرد إرساؿ ملف ‪Cookie‬‬
‫استخدمات اؼبتلقي ؼبواقع اإلنًتنت اؼبختلفة فبا يعكس ؾباالت اىتمامو‪ ،‬كىو ما‬
‫نوعا من التسجيل األكتوماتيكي لبياتات اؼبًتددين على اؼبوقع‪.‬‬
‫يعد ن‬
‫ٓ ‪ -‬تبادؿ األدكار االتصالية ‪ Reciprocal communication‬يتيح اإلنًتنت‬
‫سهولة قياـ اؼبتلقي بوضع رسائل للتعليق على ؿبتوايت اؼبواقع اؼبختلفة اليت يًتدد‬
‫عليها ككلما أاتح اؼبوقع سهولة اغبصوؿ على تعليق من اؼبتلقي زادت إمكانية‬
‫التفاعلية للموقع كأصبح االتصاؿ ثنائي االذباه(ِ)‪.‬‬
‫كيبكننا القوؿ‪ :‬إف الصحافة اإللكًتكنية تسمح دبستول غَت مسبوؽ من التفاعل‪،‬‬
‫يبدأ دبجرد البحث يف ؾبموعة من النصوص كاالختيار فيما بينها‪ ،‬كينتهي إبمكاف توجيو‬
‫األسئلة اؼبباشرة كالفورية للصحفي أك مصدر اؼبعلومات نفسو‪ ،‬أكالتدخل للمشاركة يف‬
‫صناعة خ ر أك معلومة جديدة أثناء القراءة كتصفح اؼبوقع من خبلؿ إبداء اؼببلحظات‬
‫أك اؼبشاركة يف استطبلعات الرأم كاغبوارات اغبية مع اآلخرين حوؿ ما يقرأ(ّ)‪.‬‬
‫كعلى صعيد آخر ذىب بعض الباحثُت يف دراستهم عن التفاعلية إُف أهنا ليست‬

‫(ُ) ىو عبارة عن رسالة يتم إرساؽبا من خادـ كيب إُف متصفح الويب‪ ،‬لتمكُت اػبادـ من عرض صفحات‬
‫الويب‪ ،‬كملفات ‪ cookie‬ىي ملفات نصية‪ ،‬إذ إهنا ليست برامج أك شفرات برؾبية‪ ،‬كهتدؼ إُف صبع‬
‫بعض اؼبعلومات عن اؼبستخدـ‪ ،‬إذا كاف اؼبوقع يتطلب إدخاؿ كلمة مركر زبوؿ بزايرتو‪ ،‬كمن اؼبمكن أف‬
‫يتم استغبلؿ الكوكيز يف انتهاؾ خصوصية اؼبستخدمُت كصبع معلومات عنهم خبلؿ تصفحهم للمواقع‪.‬‬
‫(ِ) اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ِّٗ‪.َِْ ،‬‬
‫(‪ )3‬اعبورتاعبي موقع (كل اعبورتاعبية يف مصر) ن‬
‫نقبل عن صباؿ غيطاس‪ ،‬اؼبؤسبر الرابع للصحفيُت‪.‬‬
‫‪www. Khayma. Com‬‬
‫‪045‬‬
‫ظبة فبيزة لوسيلة االتصاؿ بل ظبة مرتبطة بعملية االتصاؿ‪ ،‬كأف مفهوـ التفاعلية يوجو‬
‫االنتباه إُف العوامل النفسية كاالجتماعية احمليطة بعملية االتصاؿ فهو جسر بُت‬
‫كامبل ‪Fully‬‬
‫االتصاؿ اعبماىَتم كاالتصاؿ اؼبواجهي الذم يعد اتصاال تفاعلينا ن‬
‫‪ interactive communication‬كيتطلب صياغة رسالة أتخذ يف االعتبار ليس‬
‫ضا ابستجابة‬‫فقط الرسائل السابقة عليها كتشكل استجابة كرد فعل ؽبا بل يسمح أي ن‬
‫كاقعا اجتماعينا‪ ..‬كأشارت الدراسة إُف‬
‫الحقة من اؼبتلقي كىو ما هبعل التفاعلية تشكل ن‬
‫ؾبموعة من العوامل تتدخل يف اؼبوقف االتصاِف لتساعد على ربقيق التفاعلية كتشمل‬
‫اإلشباعات اليت يشعر هبا اؼبتلقي من التفاعل مع الرسالة كالتقبل كىي بذلك مرتبطة‬
‫بعدة عناصر تتمثل يف جودة األداء كالدكافع اليت تشجع اؼبتلقي على الرد على اؼبرسل‬
‫كمدل توافر ركح الدعابة‪ ،‬كالرغبة يف التعلم كاؼبعرفة كالتفتح الذىٍت ‪openness‬‬
‫كالصراحة ‪ ،frankness‬الرغبة يف التواصل االجتماعي‪ .‬كيف النهاية تشَت إُف أف‬
‫التفاعلية تؤدم إُف اؼبزيد من التعاكف بُت أطراؼ العملية االتصالية‪.‬‬
‫بذلك يكوف للتفاعلية العديد من العناصر كاؼبستوايت كىي تركز على رجع‬
‫الصدل اؼبتمثل يف إمكانية تبادؿ الرسائل االتصالية بُت اؼبرسل كاؼبستقبل ابستخداـ‬
‫الوسيلة االتصالية نفسها‪ ،‬ردبا كاف أىم ما أصبعت عليو ىذه الدراسات التعريفات اليت‬
‫خرجت هبا كىو ؿباكلتها تشبيو التفاعلية ابستخداـ تكنولوجيا االتصاؿ اغبديثة بتلك‬
‫اؼبميزة لبلتصاؿ اؼبواجهي‪ ،‬لذا قبدىا من جانب آخر عجزت عن تضمُت األبعاد‬
‫التكنولوجية يف ىذه التعريفات(ُ)‪.‬‬
‫كيف نفس اؼبوضوع يرل خبَت اإلعبلـ كاكاموتو ‪ : Kawamoto‬أف التفاعلية ىي‬
‫عملية اشًتاؾ اآللة أك الفرد يف عملية إدارة البحث عن اؼبعلومات كعملية اؼبشاركة يف‬
‫اؼبعلومات‪.‬‬
‫مبوذجا بثبلثة مستوايت للتفاعلية يف االتصاؿ‪:‬‬
‫كينقل ن‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬قبول عبد السبلـ فهمي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِّٔ‪ِّٕ ،‬‬
‫‪042‬‬
‫‪Two way non interactive‬‬ ‫‪ ‬االتص ػػاؿ ثن ػػائي االذب ػػاه غ ػػَت التف ػػاعلي‬
‫‪.communication‬‬
‫‪Reactive‬‬ ‫‪or‬‬ ‫‪quesi‬‬ ‫‪ ‬االتصػ ػػاؿ التفػ ػػاعلي الشػ ػػكلي أك شػ ػػبو التفػ ػػاعلي‬
‫‪. interactive communication‬‬
‫(ُ)‬
‫‪ ‬االتصاؿ التفاعلي ابلكامل ‪Fully interactive communication‬‬

‫وٗلفً ةػظ اىتاضرني اىخفاغي٘ث يف ضطافث اإلُرتُج‬


‫إىل غػة أُٔاع‪:‬‬
‫‪ -‬التفاعلية اؼببلحية‪ Navigational :‬تسمح للقارئ ابلتحرؾ يف اؼبواقع للحصوؿ‬
‫على اؼبعلومات اليت يريدىا ابلنقر على الوصبلت ذات العبلقة‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعلية الوظيفية‪ Functional interactivity :‬تسمح للقراء ابؼبشاركة‬
‫كالتفاعل مع الزكار اآلخرين كالصحفيُت الذين يعملوف يف اؼبوقع من خبلؿ‬
‫منتدايت اغبوار كغَتىا‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعلية التكيفية‪ Adaptive interactivity :‬تسمح بتخصيص أك تكييف‬
‫اؼبوقع ‪ customisation‬ؼبستخدـ معُت‪ .‬كىذا يبكن اؼبستخدمُت من التأثَت على‬
‫ؿبتوايت اؼبوقع الصحفي ليقع اؼبوقع ربت أتثَت مصاٌف اعبمهور كاىتماماهتم‪.‬‬
‫كجدير ابلذكر أف فهم التفاعلية كطريقة عملها ككسائلها أمر أساس للوصوؿ إُف‬
‫جدكاىا‪ ،‬كيرل بعض اػب راء أف التفاعلية يف صحافة اإلنًتنت ىي من أىم خصائص‬
‫صحافة اإلنًتنت اليت تكمن يف أنو ينبغي‪:‬‬
‫ػ لصحافة اإلنًتنت أف تقرر أبم شكل من الوسائط ستقدـ رسالتها‪ .‬كىذا يوضح‬
‫تعددية الوسائط يف ىذه الصحافة ‪. Multimediality‬‬

‫‪(1) Kawamoto, K. (2003) Digital journalism: Emerging Media and the‬‬


‫‪Changing Horizons of Journalism,Oxford: Rowman & Littlefield‬‬
‫‪Publishers Inc. 4‬‬
‫‪045‬‬
‫‪ -‬لصحافة اإلنًتنت إفساح اجملاؿ لقرائها لبلستجابة ؼبا تنشره‪ ،‬كذلك أبف تساعدىم‬
‫على زبصيص قصص خاصة هبم ‪ Customization of certain stories‬كىو‬
‫ما وبقق ؽبا معهم خاصية التفاعلية ‪ ، Interactivity‬حالة التخصيص ىذه ربقق‬
‫دائما مشاريع اإلنًتنت الكبَتة‬
‫درجة عالية من حق الفرد يف االختيار‪ ،‬كتسعى ن‬
‫لتحقيقها كمبوذج لذلك موقع ايىو الذم يبنح مشًتكيو خلق تافذة خاصة بكل‬
‫كاحد ابسم ‪ My Yahoo‬ىبتار فيها صاحبها األخبار كاػبدمات الصحفية اليت‬
‫يريدىا ابلشكل الذم يريده‪ ،‬حىت بلوف كىيئة الواجهة التخاطبية اليت يرغب فيها‪،‬‬
‫كما أنو يستطيع تغيَتىا يف أم كقت كتتحقق فيها درجة عالية من اػبصوصية(ُ)‪.‬‬
‫‪ -‬أف زبلق طرقا لوصل ما تنشره من معلومات مع مصادر أخرل من قصص فباثلة‬
‫أك مواد أرشيفية دبا وبقق حالة التشعبية ‪.)ِ(Hypertextuality‬‬
‫‪4‬ـ اـخغػام اىٔـائػ املخػػدة‪:‬‬
‫ىناؾ إمكاتات ىائلة توفرىا شبكة اإلنًتنت كاستخداـ الوسائط اؼبتعددة كىي‬
‫بدكرىا ذات قيمة عظيمة لو أحسن استخدامها‪ ،‬ألهنا توصل إُف تقدًن ؿبتول فائق‬
‫اعبودة يفيد اؼبستخدمُت كيليب احتياجاهتم خببلؼ ما إذا كانت ببل ىدؼ كظيفي‪،‬‬
‫كتطبيقات الوسائط اؼبتعددة ذات إمكاتات متزايدة خاصة إذا نظرتا إُف مسألة االلتحاـ‬
‫بُت تكنولوجيا الويب كالتليفزيوف كما ىو اغباؿ يف اػبدمات اعبديدة اليت أاتحت مسألة‬
‫االتصاؿ بشبكة اإلنًتنت كعرض ؿبتوايهتا من خبلؿ جهاز التليفزيوف كمن ىذه‬
‫اػبدمات ‪ .Net channel Direct‬يوازم ىذه اػبدمات ال رامج اإلرشادية التفاعلية‬
‫‪ Interactive programmnig Guides‬كىي إحدل أنواع برامج التوجيو‬
‫التليفزيوين الفورم‪ ،‬كلكنها مع التطوير أاتحت االتصاؿ بشبكة اإلنًتنت كالتعامل مع‬

‫(ُ) د‪ .‬عباس مصطفى صادؽ‪ :‬التطبيقات التقليدية كاؼبستحدثة للصحافة العربية يف اإلنًتنت ‪ ،‬مؤسبر‬
‫صحافة اإلنًتنت يف العاَف العريب "الواقع كالتحدايت"‪ ،‬جامعة الشارقة ِِ‪ ِْ :‬نوفم ر ََِٓ ‪ -‬ص‬
‫َُ‪.‬‬
‫(ِ) اؼبرجع السابق‪ ،‬ص َُ‪.‬‬
‫‪051‬‬
‫ما يف داخلها من خبلؿ جهاز التليفزيوف‪.‬‬
‫شبة نوع من التزاكج بُت الصحافة اإللكًتكنية كالقدرات اؽبائلة كالعمبلقة لئلنًتنت‬
‫كملكوات شخصينا ال ينفد من‬
‫ن‬ ‫خاصا‬
‫حبيث يولد ىذا للمستخدـ مكتبة كاملة كعاؼبا ن‬
‫االستخدامات‪ ،‬حيث تتيح مسألة الوسائط اؼبتعددة فكرة "الكل يف كاحد" كىذا يعٍت‬
‫توفَت صبيع سبل اإلفادة كالراحة كاؼبتعة للمستخدـ‪.‬‬
‫كمن ىنا تتجاكز فكرة الصحافة اإللكًتكنية مع كوهنا صحافة إُف كوهنا عاؼبا‬
‫بديبل للعاَف اػبارجي‪.‬‬
‫ـبصرا ن‬
‫ن‬ ‫تكنولوجينا‬
‫كىذا يعٍت أف الدخوؿ إُف موقع الصحفي اإللكًتكين ال يعٍت ؾبرد الدخوؿ إُف‬
‫خ ر أك تعليق أك مادة صحفية بل يعٍت الدخوؿ إُف عاَف خاص مهيأ للمستخدـ متعدد‬
‫النوافذ‪ ،‬كلما دخل تافذة ألقت بو شعبتو إُف تافذة أخرل فثالثة فرابعة كىكذا‪ ،‬إنو عاَف‬
‫ضا عاَف منفتح على الكوف اػبارجي بوسائل أكثر فاعلية‪ .‬ماذا‬
‫شخصي ج ندا‪ ،‬كلكنو أي ن‬
‫يعٍت ىذا؟ يعٍت أف فكرة الصحافة َف تعد قاصرة على حدكدىا التقليدية اؼبتعارفة بل‬
‫دفًتا شخصينا للمتطلبات كإشباع اغباجات كالرغبات كمن مث ربولت‬
‫امتدت لتشمل ن‬
‫إُف عاَف تكنولوجي متكامل يف يد اؼبستخدـ‪ ،‬ككأهنا تنافس كل أشكاؿ الصحافة‬
‫التقليدية كتتفوؽ عليها يف الوقت نفسو‪ ،‬كتضرهبا يف مقتل كهتددىا ابالنقراض كاإللغاء‬
‫ضا من األنبية‬
‫لوال بقية من اغبساابت كاالعتبارات ستظل تعطي للصحافة الورقية بع ن‬
‫كإف كانت أنبية ضئيلة (غبظات االنقطاع عن العاَف اػبارجي ‪ -‬عن التكنولوجيا ‪ -‬توقع‬
‫اهنيار اتـ لعاَف التكنولوجيا يف ضوء فكرة نفاد الطاقة اليت هتدد العاَف يف اؼبستقبل‬
‫القريب كىكذا)‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوـ الوسائط اؼبتعددة تطور من فكرة التعددية إُف فكرة الدمج كالتكامل اليت‬
‫تنشط اؼبتلقي كترفع من فاعلية استخدامو‪.‬‬
‫‪ -‬فكرة الوسائط اؼبتعددة ارتبطت كما زالت بتطور استخداـ اغباسوب كتطوير إمكاتاتو‬
‫الفذة‪ ،‬كىي حديثة ج ندا ابلنسبة إُف ىذه اللحظة من الكتابة‪.‬‬

‫‪050‬‬
‫‪ -‬كىناؾ تعريف شهَت لػ شادباف كشادباف ‪ - Chapman and Chapman‬يف‬
‫كتاهبما "الوسائط اؼبتعددة الرقمية"‪ -‬للوسائط اؼبتعددة أبهنا "صبع اثنُت أك أكثر‬
‫من الوسائط اؼبقدمة يف شكل رقمي‪ ،‬حبيث يتم دؾبها دبا يكفي لعرضها ع ر كاجهة‬
‫كاحدة‪ ،‬أك يتم معاعبتها بواسطة برتامج كمبيوترم كاحد"‪.‬‬
‫مث يقدـ الكاتب تعريفو ؽبا أبهنا "توظيف النصوص كاعبداكؿ كالرسوـ البيانية‬
‫كالصور الثابتة كاللوف كاغبركة كالرسوـ اؼبتحركة كالصوت كالفيديو‪ ،‬بكيفية مندؾبة‬
‫كمتكاملة‪ ،‬كمن أجل تقدًن رسالة تواصلية فعالة قادرة على تلبية حاجات اؼبتلقي‬
‫كمتكيفة مع قدراتو اإلدراكية‪ ،‬كالوسائط اؼبتعددة كف نقا ؽبذا التعريف‪ ،‬ليست ؾبرد عملية‬
‫ذبميع ؽبذه الوسائط‪ ،‬بل عملية إبداعية زبضع للشركط الفنية كالنفسية (اإلدراكية‬
‫اؼبزاجية) اؼبواكبة لعملية التلقي‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أف التعريف يركز على جانبُت يف عملية التلقي لدل اؼبتلقي كنبا ‪:‬‬
‫‪ -‬اعبانب اإلدراكي الذىٍت‪.‬‬
‫‪ -‬اعبانب اؼبزاجي‪.‬‬
‫كردبا قبد دانبنا اثلثنا كىو القدرة الفنية لدل اؼبتلقي كمراعاهتا أك مراعاة التكييف‬
‫بُت قدراتو الشخصية كقدرات اعبهاز أك اؼبوقع أك فكرة الوسائط اؼبتعددة‪ .‬كإف كاف‬
‫ىذا اعبانب الثالث يبعدتا عن اؼبوضوع‪ ،‬لكنو يوضع يف االعتبار‪.‬‬
‫‪-‬كما يبلحظ حشد كل إمكاتات الوسائط اؼبتعددة يف التعريف‪.‬‬
‫‪-‬كما يبلحظ أف كضع ىذه الوسائط اؼبتعددة عملية إبداعية ال ؾبرد رص آِف‬
‫أكذبميع سليب‪ ،‬ألف مهمة ىذه الوسائط يف النهاية نقل أك توصيل رسالة‪ .‬كتعت ر‬
‫الصحافة اإللكًتكنية من أك ر األشكاؿ على شبكة الويب استفادة من الوسائط‬
‫اؼبتعددة‪ ،‬كمن ىنا ال بد من دراسة الوسائط اؼبتعددة كمدل جاذبيتها للمتلقي كمدل‬
‫سهولتها كسرعتها كتنوعها ككثرهتا كفاعليتها كمركنتها إٍف‪.‬‬

‫‪052‬‬
‫مث ينتقل الباحث إُف قياس كل ىذه اإلمكاتات على اإلعبلـ اإللكًتكين العريب‬
‫كمدل مواكبتو لركح العصر كما يوفره كاؼبستجد فيو يف ضوء ىذه النقطة موضع‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -5‬ع٘ارات اىخطفص‪:‬‬
‫إف سهولة التصفح أحد أىم عوامل تفضيل الوسائل لدل اعبمهور‪ ،‬كلذلك فإف‬
‫إقباؿ اعبماىَت يزداد على الوسائل اليت يقل فيها اعبهد اعبسدم كالعقلي اؼببذكؿ لفهم‬
‫كتبعا ؼبا تتيحو الصحف اإللكًتكنية من مزااي‬
‫كاستيعاب اؼبواد اؼبتوفرة على اؼبوقع‪ ،‬ن‬
‫عديدة تستهدؼ تسهيل عمليات التعامل معها‪ ،‬فقد أصبحت اػبيار االتصاِف اؼبفضل‬
‫للجيل اعبديد من القراء الشباب‪ ،‬ذلك أف أفراد ىذا اعبيل يهتموف ابإلنًتنت‪ ،‬كيبيلوف‬
‫إُف تلقي األخبار من الشاشة أكثر من الورؽ‪ ،‬كتتحقق سهولة التعرض اليت تتسم هبا‬
‫الصحف اإللكًتكنية من خبلؿ االلتزاـ ابلسمات التحريرية اؼبميزة ؼبضامُت الصحف‬
‫اإللكًتكنية‪ ،‬إضافة إُف أنبية دعم ىذه اؼبضامُت من خبللو لغة ميسرة ككسائط‬
‫متعددة(ُ)‪.‬‬
‫كيف الصحف اإللكًتكنية يتمتع القارمء بقدر غَت ؿبدكد من اغبرية يف قراءة اؼبواد‬
‫الصحفية اؼبنشورة هبا‪ ،‬فإُف جانب فهرسة كل اؼبواد اؼبنشورة كأف اؼبوضوع كليست‬
‫الصحفة ىي الوحدة اإلخراجية ابلصحيفة اإللكًتكنية ‪ -‬كما سبق القوؿ ‪ -‬فإف تقنية‬
‫حرا يف‬
‫النص الفائق تتيح للقارمء إمكانية القفز من نص إُف آخر دبا هبعل القارمء ن‬
‫اتباع طريقة القراءة‪-‬اػبطية التقليدية أك اتباع طريقة فردية يف قراءة النص كف نقا لرغباتو‪-‬‬
‫دبا ال يبكن معو التنبؤ أك الثقة أبف نشر موضوع أك موضوعات معينة ابلصحيفة‬
‫اإللكًتكنية كبطريقة معينة‪ ،‬يضمن للصحيفة قراءهتا أك التعرض ؽبا من قبل القراء بطريقة‬
‫معينة يقصدىا اؼبخرج‪ ،‬طب نقا ؼبا تقتضيو نتائج الدراسات البصرية غبركة العُت على‬
‫الصفحة ‪ -‬أك استخداـ عناصر جذب االنتباه كغَتىا ‪ -‬كما وبدث يف أثناء مطالعة‬

‫(ُ) د‪ .‬رضا عبد الواجد أمُت‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬صَُٗ‪.‬‬


‫‪053‬‬
‫القراء لصفحات الصحيفة الورقية اؼبطبوعة‪ ،‬بل األكثر من ذلك‪َ ..‬ف يعد اؼبخرج‬
‫يستطيع التكهن بكيفية مطالعة القراء ‪ -‬كلهم أك غالبيتهم أك بعضهم أك حىت أحدىم‬
‫‪ -‬لصحيفتو اإللكًتكنية فكل قارئ يبكنو بطريقة فردية التعمق يف موضوع معُت إُف‬
‫مدل بعيد قد ال يعود بعده اثنية إُف النص األصلي للموضوع كذلك ابلنقر على‬
‫الكلمات أك العناصر النشطة ‪ -‬كلها أك بعضها أك إحداىا ‪ -‬يف موضوع ما مث اإلحبار‬
‫يف نصوص أخرل اثنوية كفرعية عديدة من خبلؿ قواعد اؼبعلومات اؼبرتبطة ابلنص‬
‫(ُ)‬
‫األصلي اؼبعركض أمامو على شاشة اغباسب‬
‫‪ -6‬ع٘ارات اىػؽض‪:‬‬
‫إذا كاف الراديو يقدـ الصوت‪ ،‬كالتليفزيوف يقدـ الصوت كالصورة‪ ،‬كالصحافة‬
‫اؼبطبوعة تقدـ النص‪ ،‬فإف الصحافة اإللكًتكنية ىي الوسيلة الوحيدة اليت إبمكاهنا تقدًن‬
‫معا بشكل مًتابط كيف قمة االنسجاـ كاإلفادة اؼبتبادلة‪ ،‬كيعود ذلك إُف أف‬
‫الثبلثة ن‬
‫أدكات فبارسة الصحافة اإللكًتكنية تعتمد ابألساس على التعامل مع احملتول اؼبخزف‬
‫رقمينا‪ ،‬الذم يتم فيو صبع كزبزين كبث صبيع أشكاؿ اؼبعلومات كيعت رىا ذات طبيعة‬
‫نصا‪ ،‬كالتحدم األك ر أماـ‬
‫صوات أك صورة أك ن‬
‫كاحدة بغض النظر عما إذا كانت ن‬
‫الصحفي ىنا ىو امتبلؾ مهارات التعامل مع األدكات كاألجهزة السمعية كالبصرية‬
‫كاؼبكتوبة‪ ،‬مث القدرة على تكوين رؤية تستطيع صهر كل ىذه اؼبواد يف بوتقة كاحدة‬
‫زبدـ اعبمهور‪.‬‬
‫الصحافة اإللكًتكنية تقبل بفكرة سبكُت اعبمهور من بسط نفوذه على اؼبادة‬
‫اؼبقدمة كعملية االتصاؿ ككل‪ ،‬كمن خبلؿ االختيار بُت الصوت كالصورة كالنص‬
‫أخبارا أـ تقارير أـ ربليبلت‪ -‬كاؼبصادر‬
‫اؼبوجود مع احملتول الصحفي ‪-‬سواء كانت ن‬
‫اؼبتعددة فالقارئ ليس أماـ قصة إخبارية كاحدة فقط حوؿ القضية‪ ،‬بل بُت يديو كل‬

‫(ُ) د ‪ .‬سعيد غريب‪ :‬الصحيفة اإللكًتكنية كالورقية‪ .‬دراسة مقارنة يف اؼبفهوـ كالسمات األساسية ابلتطبيق‬
‫على الصحف اإللكًتكنية اؼبصرية‪ ،‬اجمللة اؼبصرية لبحوث اإلعبلـ‪ ،‬العدد ُّ أكتوبر‪ ،‬ديسم ر‬
‫ََُِ‪ ،‬ص ََِ‪.َُِ ،‬‬
‫‪054‬‬
‫القصص اليت نشرت عن اؼبوضوع نفسو يف السابق‪ ،‬كركابط ؼبواقع أخرل يبكنو أف هبد‬
‫ضا خدمات متعددة يبكنو االختيار من بينها‪.‬‬
‫هبا معلومات إضافية‪ ،‬كبُت يديو أي ن‬
‫بيئة عمل الصحافة اإللكًتكنية تقدـ للجمهور سلسلة من خدمات القيمة اؼبضافة‬
‫القائمة على فكرة السرعة أك اآلنية‪ ،‬فالصحيفة إبمكاهنا أف تلعب دكر حلقة االتصاؿ‬
‫اللحظية أك اآلنية بُت صبهورىا ع ر حلقات النقاش كغرؼ احملادثة كمنتدايت اغبوار‬
‫كقوائم ال ريد كغَتىا‪ ،‬كتستطيع مضاعفة القدرة على التحقيق من الوقائع بشكل فورم‬
‫ع ر تعدد اؼبصادر كاإلحاالت اؼبوجودة على اؼبوقع‪ ،‬كتستطيع القياـ خبدمة التحديث‬
‫تبعا لتطوير األحداث(ُ)‪.‬‬
‫الفورم للمعلومات ن‬
‫كمعظم الصحف اإللكًتكنية طورت تقنياهتا اػباصة مستفيدة من إمكاتات‬
‫الكمبيوتر كشبكة اإلنًتنت اليت ذبمع بُت فبيزات الصحيفة كالراديو كالكتاب‬
‫كالتليفزيوف احمللي كالفضائيات‪.‬‬
‫‪ -7‬اىطػود املفخٔضث ‪:‬‬
‫يواجو احملرركف عادة مشكلة ؿبدكدية اؼبساحة اؼبخصصة للنشر كىذه اؼبشكلة‬
‫ليست موجودة يف الصحافة اإللكًتكنية بسبب خاصية اغبدكد اؼبفتوحة‪ ،‬فمساحات‬
‫قيودا‬
‫التخزين اؽبائلة اؼبوجودة على اغباسبات اػبادمة اليت تدير اؼبواقع ال ذبعل ىناؾ ن‬
‫تقريبنا تتعلق ابؼبساحة أك حبجم اؼبقاؿ أك عدد األخبار‪ ،‬يضاؼ إُف ذلك أف‬
‫تكنولوجيات اإلنًتنت ‪ -‬خاصة تكنولوجيا النص الفائق كالركابط النشطة ‪ -‬تسمح‬
‫بتكوين نسيج متنوع كذم أطراؼ كتفريعات ال هنائية تسمح ابستيعاب صبيع ما يتجمع‬
‫لدل الصحيفة من معلومات(ِ)‪.‬‬
‫فإذا كاف قارئ الصحيفة اؼبطبوعة يتعامل مع نص صحفي مغلق ينتهي تدفق‬
‫اؼبعلومات بداخلو دبجرد كصوؿ القارئ إُف الكلمة األخَتة يف اػب ر أكاؼبوضوع اؼبنشور‬

‫(ُ) اعبورتاعبي‪ :‬اؼبرجع السابق ‪.‬‬


‫(ِ) اؼبرجع السابق ‪.‬‬
‫‪055‬‬
‫ابلصحيفة ‪ -‬فإف قارئ الصحيفة اإللكًتكنية يتعامل مع نص مرتبط دبجموعة متنوعة‬
‫من النصوص األخرل اؼبتصلة بو بشكل أك آبخر ‪ ،‬كاليت تتيح تفاصيل معلوماتية‬
‫إضافية قد يستخدمها أك ال يستخدمها القارئ‪ ،‬كلكن ال بد من أف تكوف موجودة‬
‫كقائمة(ُ)‪.‬‬
‫‪ -8‬ضطافث اىطفٔة‪:‬‬
‫كتعرضا لوسائل اإلعبلـ‪ ،‬كبقدرهتا‬
‫ن‬ ‫استخداما‬
‫ن‬ ‫سبتاز الصفوة أبهنا من أكثر الفئات‬
‫على التواصل مع اؼبصادر اؼبتعددة للمعلومات‪ ،‬فدخوؿ اإلنًتنت أسهم يف زايدة الثورة‬
‫كخصوصا‬
‫ن‬ ‫اؼبعلوماتية‪ ،‬كمنح اعبمهور فرصة أك ر ؼبعرفة ما هبرم‪ ،‬من مصادر متنوعة‪،‬‬
‫يف زمن الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كاستخداـ الوسائط اؼبتعددة‪.‬‬
‫كثبت أف ثقة اعبمهور ابلصفوة تتعزز كلما توافر لديهم معلومات عن األحداث‬
‫اعتمادا على كسائل‬
‫ن‬ ‫اعبارية‪ ،‬كتطوراهتا كتداعياهتا‪ ،‬األمر الذم هبعل ىذه الفئة األكثر‬
‫احتياجا للمعلومات‪ ،‬ألهنم كلما كانوا على دراية كمعرفة دبجرايت‬
‫ن‬ ‫اإلعبلـ‪ ،‬كاألكثر‬
‫األحداث كيبتلكوف القدرة اعبيدة على التنبؤ ابألحداث اؼبستقبلية زادت الثقة هبم‬
‫كىذا ال يتوافر إال عندما تتاح ؽبم فرص االطبلع على إمكاتات الوسائط اإلعبلمية‬
‫اؼبتنوعة‪.‬‬
‫فقد أظهرت دراسة ميدانية بعنواف "استخدامات الصفوة الفلسطينية للصحافة‬
‫اإللكًتكنية ؼبتابعة األحداث اعبارية كاإلشباعات اؼبتحققة منها" أف ٕ‪ %ٕٕ.‬من أفراد‬
‫ؾبتمع الدراسة البالغ عددىم َُٓ من الصفوة السياسية كاألكاديبية كاإلعبلمية‬
‫دائما‪،‬‬
‫كالثقافية الفلسطينية فبن يستخدموف اإلنًتنت‪ ،‬يستخدموف الصحافة اإللكًتكنية ن‬
‫أحياتا‪ ،‬فيما‬
‫كأف نسبة ٓ‪ %َِ.‬من أفراد العينة يستخدموف ىذا النوع من الصحافة ن‬
‫كانت نسبة غَت اؼبتابعُت للصحافة اإللكًتكنية ٖ‪ %ُ.‬فقط‪ .‬كتبُت من نتيجة الدراسة‬
‫أف ما نسبة ُٔ‪ %‬من مستخدمي الصحافة اإللكًتكنية يفضلوف ىذا النوع من‬

‫(ُ) د‪ .‬سعيد الغريب‪ :‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ُِٗ‪.‬‬


‫‪056‬‬
‫الصحافة عن الصحافة الورقية‪ ،‬العتبارات عدة سبثلت يف اىتمامها ابلتحديث اؼبستمر‬
‫كالسبق الصحفي‪ ،‬كإعطاء اؼبتلقي فرصة للتعليق كالرد على اؼبادة(ُ)‪.‬‬
‫‪ -9‬إضطاءات دك٘لث غَ اىؾوار‪:‬‬
‫تتسم تقنية الصحافة اإللكًتكنية إبمكاف اغبصوؿ على إحصاءات دقيقة عن زكار‬
‫مواقع الصحيفة اإللكًتكنية‪ ،‬كتوفر للصحيفة مؤشرات عن أعداد قرائها كبعض‬
‫اؼبعلومات عنهم كما سبكنهم من التواصل معهم بشكل مستمر‪.‬‬
‫ككذلك سبكن من معرفة اؼبستخدـ من أية دكلة كالوقت الذم استغرقو يف كل‬
‫صفحة كما الصحفات اليت اطلع عليها‪ ،‬فبا يساعد يف معرفة اىتماـ القراء كميوؽبم‬
‫للمادة اؼبكتوبة كمعرفة أك ر األخبار نسبة يف القراءة كىو ما يقوـ بو عدد كبَت من‬
‫اؼبواقع بشكل يومي‪ ،‬أكف الين‪ ،‬كميدؿ إيست أكف الين‪.‬‬
‫‪ -11‬األرش٘ف اإلىهرتوُٖ اىفٔري ‪:Web Based Archive‬‬
‫ـبزكتا‬
‫تتيح الصحف الفورية ميزة استخداـ األرشيف اػباص هبا‪ ،‬كىي هبذا تقدـ ن‬
‫كافرا من اؼبعلومات حوؿ نقطة كاحدة كيف ثواف معدكدة‪ ،‬بل كدبيزات أخرل سبيزىا عن‬
‫ن‬
‫فكرة األرشيف التقليدم ككأهنا تقدـ للمستخدـ حافظة يف جيبو ؼبعلومة ترد على‬
‫خاطره ينقب عنها أبيسر الطرؽ كأكثرىا فاعلية‪.‬‬
‫كهبذا يعت ر االرتداد إُف الوراء ىو أسرع طريقة للسَت إُف األماـ يف التعامل مع‬
‫اػب ر أك اؼبادة موضع التعامل كالتفاعل‪ ،‬ىذا األمر ال ىبلو من بعض اؼببلحظات‬
‫اعبديرة ابلتوقف أمامها كىي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األرشيف اإللكًتكين ىو أرشيف عمبلؽ اإلمكاتات‪ ،‬كلكنو يف يد اؼبستخدـ كالقزـ‬
‫األليف‪ ،‬دبعٌت أنو متنوع ما بُت مواد صوتية‪ ،‬كلقطات فيديو حية‪ ،‬كصور‪ ،‬كنصوص‬
‫سابقة‪،‬كل ىذا ىو سهل االستخداـ ربت يد اؼبستخدـ على ما فيو من تنوع كثراء‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمود خلوؼ‪ :‬استخدامات الصفوة الفلسطينية للصحافة اإللكًتكنية‪ ،ََِٔ ،‬فلسطُت‪.‬‬
‫‪http://www.elaph.com/elaphWeb/InternetNews/2007/5/233408.htm‬‬
‫‪055‬‬
‫ب ‪ -‬وبتفظ األرشيف اإللكًتكين دبادة غزيرة ج ندا تفوؽ أضعافنا مضاعفة األرشيف‬
‫التقليدم (مثاؿ ذلك موقع ‪ BBC‬ابللغة العربية)‪.‬‬
‫ج ‪ -‬األرشيف يف الصحف الفورية يوفر ما يبكن تسميتو ابلطبقات الصحفية اؼبًتاصة‬
‫للخ ر الواحد ربت يد الباحث أك اؼبستخدـ‪ ،‬كىذا يعٍت أهنا تتغلب على مشكلة‬
‫اؼبساحة احملدكدة كالضيقة ذات األطر اغبديدية يف الصحف الورقية‪ ،‬فاألرشيف‬
‫اإللكًتكين ىنا يوفر مساحات ال متناىية لنشر اؼبعلومات كاألخبار كيتحرر من‬
‫بعض القيود يف الصحف الورقية‪ ،‬كىذا ما شجع بعض الباحثُت األجانب على‬
‫إطبلؽ مصطلح جديد يف ظل ىذه الثركة الصحفية ىو الصحافة التفسَتية‪ ،‬اليت‬
‫تعٍت توفَت أك ر قدر فبكن من مصادر اؼبعلومات كمستوايهتا ؼبن يريد‪.‬‬
‫د ‪ -‬بعض الصحف تقدـ ىذه اؼبيزة كلكنها تقيدىا دبدة زمنية ؿبددة يف حدكد ستة‬
‫مثبل أك أكثر أك أقل فبا يقلص ىذه اؼبيزة كال يعطيها اؼبدل الزمٍت اؼبطلوب‪،‬‬
‫أشهر ن‬
‫كما أف بعض الصحف تقيد األمر برسوـ مادية حوؿ التفاصيل اؼبطلوبة‪ ،‬كأخرل‬
‫(كمؤسسة األىراـ اؼبصرية) تشًتط الدخوؿ على مزكد اػبدمة اػباص ابؼبؤسسة‪،‬‬
‫كاثلثة زبتفي لديها ىذه اػبدمة كما ىو اغباؿ يف موقع صحيفة (اػبليج اإلماراتية)‪.‬‬
‫ىػ ‪ -‬تتفاكت ىذه اؼبيزة قوة ككفاءة فيما بُت الصحف الورقية‪.‬‬
‫‪ -11‬اىرتاةػ اىفػال ‪:‬‬
‫نعٍت بذلك قدرة اؼبستخدـ على ربط عناصر معلوماتية ـبتلفة اؼبصادر بعضها مع‬
‫بعض كىذه ميزة استخداـ شبكة الويب‪ ،‬ىذا الربط يتيح مزي ندا من السيطرة على اؼبادة‬
‫الصحفية كيوحي ابلثراء‪ ،‬كلكن ىذه اؼبسألة تواجهها بعض العقبات اليت تؤثر على‬
‫اؼبستخدـ كمنها‪:‬‬
‫‪ -‬بطء التحميل‪.‬‬
‫‪ -‬الوصبلت قد تكوف غَت فعالة ‪.Borken links‬‬
‫‪ -‬الربط نفسو قد يكوف خاطئنا‪.‬‬
‫‪052‬‬
‫‪ -12‬اىخهيفث املاى٘ث اىلي٘يث‪:‬‬
‫فإنشاء صحيفة تبث على اإلنًتنت ال وبتاج إُف تكلفة مالية كبَتة‪ ،‬كما ربتاجو‬
‫الصحيفة الورقية من ؿبررين كمصورين كإداريُت كعماؿ كتوفَت مبٌت كمقر ؽبا كمطابع‬
‫كرؽ كأحبار‪ ..‬ابإلضافة إُف مستلزمات التوزيع كالتسويق كاإلعبلف‪.‬‬
‫‪ - 13‬اإلغالن ٌطػر ىيخٍٔٗو واالُخشار‪:‬‬
‫عبأت الصحف اإللكًتكنية إُف اإلعبلف لتمويل مصركفاهتا‪ ،‬بل كربقيق الربح من‬
‫خبلؿ اإلعبلف‪ ،‬كقد أصبح اإلعبلف اؼبتكرر على كل صفحة يف الصحيفة اإللكًتكنية‬
‫اؼبسمي إبعبلف اليافطة أك البنر ‪ Banner‬أك اإلعبلف اؼبميز من نص كصورة‪ ،‬كيعد‬
‫مصدرا من مصادر الدخل‪ ،‬ككلما زاد انتشار الصحيفة اإللكًتكنية كارتفع عدد زكارىا‬
‫ن‬
‫ارتفعت القيمة اؼبالية لئلعبلف‪ ،‬كأصبح لصحف اإلنًتنت جزء كبَت من كعكة اإلعبلف‬
‫على مستول العاَف الذم كانت تستأثر بو كسائل اإلعبلـ األخرل كالتليفزيوف‬
‫كاإلذاعات كالصحف الورقية‪ ،‬فالصحيفة اإللكًتكنية ليست ؾبرد موقع تتم زايرتو فقط‬
‫ضا ‪ -‬إُف عدد ضخم من إيبيبلت اؼبشًتكُت هبا‪ ،‬فهي ربقق طرفُت‬
‫بل تصل ‪ -‬أي ن‬
‫إعبلنيُت‪ ،‬حبيث إف اإلعبلف يصل إُف صبهور عريض‪ ،‬ابإلضافة إُف ذلك فإف أسعار‬
‫اإلعبلف يف الصحف اإللكًتكنية مقبوؿ ج ندا ابؼبقارنة مع الصحف اؼبطبوعة‪ ،‬كيتم‬
‫التعاقد على اإلعبلف بشكل يومي أك أسبوعي أك شهرم‪.‬‬
‫اترىبينا لعبت اإلعبلتات دكرا اسًتاتيجينا كؿبورناي يف ازدىار كتطور كانتشار‬
‫الصحافة‪ ،‬كيرجع الفضل النتشار اإلعبلف يف ظهور صحافة "اللبيٍت" يف الوالايت‬
‫اؼبتحدة األمريكية يف الثبلثينيات من القرف التاسع عشر‪ ،‬كابنتشار الثورة الصناعية‬
‫كانتشار اإلنتاج الوفَت كاالستهبلؾ الوفَت أصبح اإلعبلف اللغة اؼبفضلة لًتكيج السلع‬
‫كتسويقها كالتأثَت يف السلوؾ االستهبلكي للجمهور‪ ،‬كيذىب اؼبختصوف إُف أف‬
‫كبَتا يف تكريس حرية الصحافة يف الدكؿ الغربية كاؼبتقدمة‪ ،‬أما يف‬
‫اإلعبلف لعب دكرا ن‬
‫العاَف العريب فنجد أف اإلعبلتات كمع أهنا قدمت خدمة مالية معت رة للصحافة العربية‬

‫‪055‬‬
‫إال أهنا اخًتقت يف معظم األحياف اػبط االفتتاحي للجريدة‪ ،‬كاستعملها يف معظم‬
‫األحياف رجاؿ اؼباؿ كالسياسة لتطويع اؼبؤسسة اإلعبلمية كتكييفها ػبدمة مصاغبهم‬
‫كأىدافهم حىت كإف كاف ذلك على حساب االستقبللية كاؼبوضوعية كااللتزاـ كالتقيد‬
‫دببادئ الصحافة اغبرة كالنزيهة‪ .‬اخًتاؽ اإلعبلتات للصحافة العربية أثر سلبنا على‬
‫أدائها للوظائف كاؼبسئوليات اليت تقع على عاتقها(ُ)‪.‬‬
‫‪ -14‬حؽٔٗؽ املٓارات املِٓ٘ث ىيططف٘ني‪:‬‬
‫كاقعا مهنينا جدي ندا للصحفيُت كإمكاتاهتم كطريقة‬
‫فرضت الصحافة اإللكًتكنية ن‬
‫ملما بشركط الكتابة للصحيفة‬
‫مطلواب من الصحفي أف يكوف ن‬ ‫ن‬ ‫عملهم‪ ،‬فأصبح‬
‫اإللكًتكنية كوسيلة ذبمع بُت مبط الصحافة التقليدية كمبط اؼبرئي‪ ،‬كأف يضع يف اعتباره‬
‫عاؼبية كانتشار الوسيلة اليت يكتب ؽبا‪ ،‬كمن ىنا لزـ أف يتعامل الصحفي دبهارة مع‬
‫مصادر اؼبعلومات كككاالت األنباء اؼبتنوعة كاكتساب مهارات جديدة يف صبع اؼبادة‬
‫الصحفية كالتعامل معها ابلبحث كالتحليل كالتحقق من مصداقيتها كمقارنتها دبعلومات‬
‫أخرل‪ ،‬كقد أفرزت ىذه التطورات ظواىر متناقضة يف عاَف الصحافة‪ ،‬فبينما يقوـ بعض‬
‫الصحفيُت اآلف جبمع األخبار ككتابتها كربليلها كربريرىا كتنسيقها ابستخداـ اإلنًتنت‪،‬‬
‫كىو ما ينعكس أثره على مضموف كشكل الصحيفة ‪ -‬فإف ىناؾ صحفيُت آخرين‪ ،‬إما‬
‫َف يستخدموا ىذه التقنيات اغبديثة ابؼبرة كإما ال يزالوف يستخدموهنا ألداء مهاـ‬
‫تقليدية‪ ،‬كيتبعوف نفس الوسائل التقليدية يف صبع اؼبادة كحفظها كربريرىا كاسًتجاعها‪..‬‬
‫إٍف‪.‬‬
‫كمن تاحية أخرل‪ ،‬فقد أفرز اإلنًتنت ضغطنا من نوع آخر على الصحفيُت الذين‬
‫أصبح يتحتم عليهم معرفة كيفية البحث عن اؼبعلومات كالتعامل مع الكامَتا الرقمية‬
‫ككامَتا الفيديو الرقمية كبرامج الكمبيوتر‪ ،‬ككيفية ربرير اؼبواد النصية كالسمعية كاؼبرئية‬

‫(ُ) د‪ .‬دمحم قَتاط‪ :‬اؼبعوقات اؼبهنية كالتنظيمية للصحافة العربية‪ ،‬حبث منشور على موقع البوابة العربية‬
‫لئلعبلـ‪ ،‬ص ُٖ‪.‬‬
‫‪061‬‬
‫ضمن ؿبتوايت اؼبوضوع الصحفي الذم يقوموف بو‪.‬‬
‫‪Techno‬‬ ‫كبػ ػػدت السػ ػػاحة الصػ ػػحفية‪ ،‬ككػ ػػأف ىنػ ػػاؾ ف ػ ػريقُت‪ :‬فري نقػ ػػا يسػ ػػمى‬
‫‪ journalists‬كىػ ػػم الػ ػػذين هبمعػ ػػوف بػ ػػُت مهػ ػػارات التعامػ ػػل مػ ػػع اإلنًتنػ ػػت كالوسػ ػػائل‬
‫التكنولوجي ػ ػػة اغبديث ػ ػػة‪ ،‬كأدكات التعام ػ ػػل م ػ ػػع اؼبعلوم ػ ػػات اعبدي ػ ػػدة كتكنيك ػ ػػات إدارة‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬كفريق آخر يسمى الصحفيُت التقليديُت ‪ Tradition journalists‬كىػم‬
‫الذين ما زالوا يستخدموف الوسائل التقليدية يف أداء العمل الصػحفي يف بيئػة تقػوـ علػى‬
‫التكنولوجيا كاإلنًتنت(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) د‪ .‬السيد قبيب‪ :‬الصحافة كاإلنًتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ِٔ‪.ِٕ ،‬‬
‫‪060‬‬
‫الفصل السادس‬

‫ال شك أف سن التشريعات كالقوانُت صنيعة السلطة اغباكمة كأداهتا‬


‫للضبط كالسيطرة على اإلعبلـ‪ ،‬كتعت ره األنظمة العربية اغباكمة ح نقا‬
‫من حقوقها‪ ،‬فالتشريعات ىي اؼبرجع النظرم كاؼبدكف‪ ،‬كتفعيلها ىو ما‬
‫تستخدمو اغبكومات لتحقيق غايتها سواء كانت نبيلة أك غَت نبيلة‪،‬‬
‫كاؼبمارسة الصحفية ىي احملك لتفعيل القوانُت أك غض الطرؼ عنها‪،‬‬
‫ضا‬
‫جدال كَف تكن أي ن‬
‫كحىت كقت قريب َف تكن التشريعات اإلعبلمية تثَت ن‬
‫تستأثر ابىتماـ اإلعبلميُت‪ ،‬كال يولوهنا أنبية كبَتة ابالطبلع عليها‬
‫كمعرفتها كدراسة أتثَتاهتا يف عملهم كحريتهم‪.‬‬
‫كاغبقيقة أف األمر تغَت كبدأ اإلعبلميوف يلتفتوف إُف التأثَت اؼبتزايد للتشريعات يف‬
‫حرية اإلعبلـ‪ ..‬ىذا التحوؿ َف أيت مصادفة بل جاء نتيجة طبيعية للضغوط كالقيود‬
‫اليت فرضتها القوانُت على سقف اغبرايت الصحفية‪.‬‬
‫إف اؼبواجهة بُت اإلعبلميُت كالتشريعات تزايدت بعد أف عبأت اغبكومات العربية‬
‫أمرا مفاجئنا كغريبنا‬
‫الستخداـ القوانُت لتكبيل حرية الصحافة كإلرىاب اإلعبلميُت‪ ،‬كليس ن‬
‫قيودا على حرية اإلعبلـ يف الوطن العريب تبدك متشاهبة‬
‫أف نقوؿ إف التشريعات اليت تفرض ن‬
‫كمتماثلة‪ ،‬ابعتقادتا أف اؼبشكلة تكمن يف أف السلطة كحي اؼبشرع العريب ينطلق يف تعاملو‬
‫مع القوانُت من فلسفة اؼبنع كالتقييد كالعقاب كليس من منطلق اغبرية كاإلابحة(ُ)‪.‬‬
‫إف كلمة التشريع ترجع يف أصلها اللغوم إُف مادة "شرع" أم "سن" أك"قنن"‪..‬‬

‫(‪ )1‬نضاؿ منصور‪ :‬مقدمة تقرير (أصو ات ـبنوقة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ّ‪.ْ ،‬‬
‫‪062‬‬
‫كاستخداـ لفظ "الشريعة" يعٍت األحكاـ العملية دكف االعتقادات القلبية كىذا ىو‬
‫الغالب لدل العلماء ‪،‬كإذا كاف مصطلح "التشريع" يستعمل دبعناه القدًن الذم يشمل‬
‫األحكاـ الشرعية دبا فيها العبادات كاؼبعامبلت أك السلوؾ الفردم كاالجتماعي بصفة‬
‫عامة فإنو يف العصر اغبديث يراد بو اؼبعٌت االصطبلحي من سن للقوانُت اليت تصدر‬
‫عن الدكؿ كاغبكومات‪.‬‬
‫كمن ىنا أصبح يراد دبعناه القوانُت كالنظم‪ ،‬فصار اغبديث عن الشريعة كتطبيقها‬
‫كمرجعيتها يفهم منو عند الكثَتين ما يتعلق ابلشئوف العامة كما يدخل يف اختصاص‬
‫الوالة كالقضاة‪ ،‬كمرد ىذا اؼبفهوـ ىو "شيوع استعمالو كتداكلو على ألسنة السياسيُت‬
‫كالقانونيُت من أساتذة جامعيُت‪ ،‬كمن قضاة كؿبامُت"‪.‬‬
‫كتعد التشريعات يف ىذا اؼبقاـ ىي القوانُت اليت تسنها الدكلة لتحدد خطي‬
‫الصحافة كاإلعبلـ كرباسب على أساسها األفراد كاؼبؤسسات يف ضوء قانوف عاـ‬
‫للدكلة ىو الدستور الشامل لكل موادىا‪.‬‬
‫كعلى ىذا‪ ،‬فالتشريعات بشكل أك آبخر ىي السند القانوين للدكلة ضد اػبارجُت‬
‫أك من تراىم خارجُت‪ ،‬فهي –إذف ‪ -‬ضوابط كقيود سبهد للرقابة كتنطلق من مفهوـ‬
‫السلطة كحُت ننظر إُف التشريع كنظاـ يف صورتو الراقية سنجد أف التنظيم التشريعي‬
‫للظواىر االجتماعية يبٌت على أمرين الزمُت‪ ،‬أكؽبما‪ :‬تصور كاقعي يتبناه اؼبشرع يف حقبة‬
‫اترىبية ؿبددة ألبعاد كمواصفات الظاىرة ؿبل التنظيم كيقوـ ىذا التصور على إدارؾ‬
‫موضوعي دقيق للظاىرة ؿبل التنظيم كمواصفاهتا العلمية كاؼبادية‪ .‬كاثنيهما‪ :‬اعتناؽ‬
‫أساسا لتوجهات التشريع‪.‬‬
‫إطارا فلسفينا قيمينا يؤمن بو كيتخذه ن‬
‫اؼبشرع ن‬
‫فالتصور الواقعي من تاحية كالتوجو القيمي من تاحية أخرل نبا احملدداف‬
‫الرئيسياف حملتول أم تشريع‪ ،‬كمن ىنا درج اؼبنظركف لفلسفة التشريع على القوؿ أف‬
‫التشريع علم بصياغة أك علم كفن‪ ..‬كأف علم التشريع يتكوف من تصور كاقعي‬
‫كتوجهات نظرية‪ ،‬كأنو بقدر ما تكوف التوجهات القيمية للتشريع توجهات عادلة‬

‫‪063‬‬
‫كرشيدة بقدر ما يكوف التشريع أقرب إُف الفاعلية كالكفاءة كالرشد كالعكس‬
‫صحيح(ُ)‪.‬‬
‫كال شك أف حرية الصحافة تعت ر ىي األساس‪ ،‬كالضوابط أك القيود اليت ترد‬
‫عليها ىي االستثناء‪ ..‬كىذا ىو اؼبنطق الكامن يف مفهوـ كفلسفة الصحافة اغبرة‪ ،‬كيف‬
‫القواعد الرظبية (الدساتَت)‪ ،‬كغَت الرظبية (حقوؽ اإلنساف)‪.‬‬
‫كيعطينا ربليل قوانُت اإلعبلـ يف الدكؿ العربية رؤية لكيفية تنظيم نظم االتصاؿ‬
‫الوطنية لعملية فبارسة ىذه اغبرايت كضوابطها‪ ،‬كتعطينا عبلكة على ذلك رؤية لكيفية‬
‫تقييم النظم السياسية القطرية لنظمها االتصالية برمتها‪ ،‬كرؤيتها إلدارة التحوالت‬
‫السياسية كاالجتماعية كالثقافية كرؤيتها ؼبتطلبات ضبط النظم الوطنية ذاهتا كالسيطرة‬
‫عليها‪ ،‬كأغلب الظن أف كل اؼبواد الواردة يف قوانُت اؼبطبوعات كالنشر العربية ترتبط‬
‫بصورة مباشرة أك غَت مباشرة هبذه الرؤل‪.‬‬
‫عموما) يف الدكؿ العربية النظر‬
‫كينبغي عند ربليل قوانُت الصحافة (أك اإلعبلـ ن‬
‫إليها ابعتبارىا اإلطار أك السند القانوين لعمليات الضبط كالسيطرة اليت تتصورىا النظم‬
‫السياسية القطرية ضركرية غبماية النظم ذاهتا‪ ،‬كسبكينها من قبل أجهزة تشريعية برؼبانية‪..‬‬
‫فبل بد أف نقر هبا كنتقبلها‪.‬‬
‫كتعد قوانُت اؼبطبوعات كالنشر‪ -‬مضافنا إليها بعض مواد قوانُت العقوابت يف‬
‫بعض األقطار العربية‪ -‬ىي اإلطار القانوين الذم وبكم عملية الضبط االجتماعي‬
‫كالسيطرة على تدفق اؼبعلومات داخل الدكؿ العربية‪ ،‬منها كإليها كىي تعكس تصور‬
‫النظم السياسية العربية ألىدافها الوطنية كؿبدداهتا‪ ،‬كتعاًف قوانُت اؼبطبوعات كالنشر يف‬
‫بعض الدكؿ العربية أكضاع الصحافة كاؼبطبوعات فقط‪ ،‬كبعضها يتوسع إُف تناكؿ كل‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬دمحم نور فرحات‪ :‬تشريعات الصحافة العربية بُت حقوؽ اإلنساف كثورة االتصاالت الدكلية‪ ،‬على‬
‫الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http:// www.almotamar.com.ly/2002/25/docnment 25/m9.doc‬‬
‫‪064‬‬
‫اؼبواد اإلعبلمية اؼبنشورة كاؼبتداكلة‪ ،‬كبعض ىذه القوانُت يعاًف اؼبسائل اإلجرائية بتوسع‬
‫دبا فيها اعبزاءات كالعقوابت اليت توقع يف شأف اؼبخالفات كبعضها يعاًف األطر العامة‬
‫فقط اترنكا التفاصيل للقوانُت األخرل‪ ،‬كبعض ىذه القوانُت مبٍت على فلسفة ؿبددة‬
‫تشرحها ديباجة القانوف‪ ،‬لكن بعضها اآلخر ال يورد أك يهتم هبذه الفلسفة كيًتؾ‬
‫للشراح كالباحثُت االجتهاد يف استنباط ىذه الفلسفة‪.‬‬
‫كسبارس النظم السياسية العربية السيطرة على نظمها اإلعبلمية كالصحفية من‬
‫خبلؿ ثبلثة ؿباكر أساسية‪ ،‬أكؽبا‪ :‬ربديد احملظورات الضارة ابلنظاـ الوطٍت كاليت هبب‬
‫ذبنبها‪ ..‬اثنيها‪ :‬منع اخًتاؽ النظم اإلعبلمية الوطنية ‪ ..‬اثلثها‪ :‬ربديد عقوابت ـبالفة‬
‫احملظورات كأساليب منع االخًتاؽ(ُ)‪.‬‬
‫إف االنفجار اؼبعلومايت ع ر شبكة اإلنًتنت العاؼبية ‪ world wide web‬يبثل‬
‫إفرازا طبيعيا للثورة اؽبائلة يف كسائل االتصاؿ‪ ،‬لذا فإف مسألة التشريعات كالقوانُت‬
‫اغباكمة لعمل الصحف اإللكًتكنية تنسحب دكف شك على تشريعات النشر الورقي‬
‫ضا اؼبتقدمة اليت سبقتنا يف تطور تلك الوسيلة‬
‫كالصحافة اؼبطبوعة يف الدكؿ النامية كأي ن‬
‫بكل إهبابياهتا كسلبياهتا‪ ،‬خاصة أف الصحافة اإللكًتكنية تتميز أبمباط كخصائص عديدة‬
‫تفتقر إليها كسائل االتصاؿ األخرل سواء اؼبطبوعة أـ اؼبسموعة أـ اؼبرئية‪ ،‬حيث‬
‫تسمح ابالتصاؿ بُت شخص كآخر أك بُت شخص كؾبموعة أشخاص كما تتيح‬
‫الصحافة اإللكًتكنية عرض أمباط عديدة من البياتات اليت ربوم النصوص كالصور‬
‫كالصوت كلقطات الفيديو كاالتصاؿ التفاعلى‪ ،‬كىو ما تنفرد بو تلك الوسيلة عن غَتىا‬
‫من كسائل اإلعبلـ‪ ،‬األمر الذم حدا ابلبعض ؼبقارنة أنبية اإلنًتنت ابخًتاع اؼبطبعة يف‬
‫منتصف القرف الرابع عشر‪.‬‬
‫كانطبلقنا من كجهة نظر اؼبنظمات اؼبدنية الداعية إُف حقوؽ اإلنساف كحرية التعبَت‬
‫فإف اغبق يف حرية التعبَت كاؼبعلومات كاػبصوصية كاؼبنصوص عليو يف القانوف الدكِف‬

‫(‪ )1‬د‪.‬راسم اعبماؿ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ُٕ‪.ٕٖ ،ٕٕ ،ِٕ ،‬‬
‫‪065‬‬
‫هبب أف يتم تطبيقو على االتصاؿ اؼبباشر ‪ online Communication‬كاألشكاؿ‬
‫األخرل لبلتصاؿ الفردم كبينما ال تستهدؼ اؼبعاىدات الدكلية التعبَت اإللكًتكين بوجو‬
‫خاص فإف أتكيدىا اغبق يف البحث عن اؼبعلومات كاألفكار كاستقباؽبا كنقلها ع ر أية‬
‫كسيلة إعبلمية بغض النظر عن اغبدكد اعبغرافية قابل للتطبيق على التعبَت ع ر‬
‫اإلنًتنت‪ ،‬كابلتاِف على الصحافة اإللكًتكنية‪.‬‬
‫لكن االنفجار اؼبعلومايت كاؼبعريف الذم تتميز بو اإلنًتنت عن غَته من كسائل‬
‫االتصاؿ أاثر حفيظة اغبكومات سواء يف الدكؿ اؼبتقدمة أـ النامية فبا دفعها لوضع‬
‫قيود أبشكاؿ متفاكتو على مضموف اإلنًتنت ربت اسم ضباية األطفاؿ كإيقاؼ‬
‫اإلرىابيُت كإسكات العنصريُت كابعة الكراىية‪ ،‬لذا فإهنا تتدافع للقضاء على حرية‬
‫التعبَت ع ر شبكة اإلنًتنت كما أف تلك القيود اليت تعوؽ الوصوؿ ‪Internet‬‬
‫‪ access‬تتزايد ع ر العاَف رغم اختبلؼ أشكاؿ اغبكومات كتوجهاهتا‪ ..‬فقد ظهر إُف‬
‫الوجود تشريع للرقابة على اإلنًتنت يف الوالايت اؼبتحدة األمريكية عاـ ُٔٗٗ كىو‬
‫قانوف لباقة االتصاالت للتعامل مع الوسيلة االتصالية اعبديدة كىو النموذج الذم‬
‫سوؼ ربتذيو سياسات الدكؿ األخرل‪ ،‬كادعت إدارة كلينتوف أف القانوف سوؼ وبمي‬
‫القصر من اؼبواد غَت البلئقة كىو ما سوؼ يعمل على اغبد من التعب ر اغبر ع ر‬
‫الشبكة بُت اؼبراىقُت(ُ)‪.‬‬
‫كقد فتحت التشريعات األمريكية للضبط كالسيطرة على اإلنًتنت الباب أماـ‬
‫العديد من الدكؿ اليت ترغب يف كبح صباح الشبكة العنكبوتية مثل السعودية كإيراف‬
‫كالصُت فبا دفع اغبكومات يف تلك الدكؿ إُف استهداؼ تلك اؼبواد الداعمة غبرية‬
‫الرأم كحقوؽ اإلنساف كخنق متنفس اغبركات السياسية اؼبنهاضة للحكومات‪ ،‬على‬
‫الرغم من أف صبيع اؼبقًتحات اؼبتعلقة دبراقبة اإلنًتنت زبًتؽ ضماتات حرية التعبَت‬
‫اؼبنصوص عليها يف الدساتَت الديبقراطية كالقانوف الدكِف‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬شريف دركيش اللباف‪ :‬شبكة اإلنًتنت‪ ،..‬مرجع سابق‪ ،‬ص ّّ‪.‬‬
‫‪066‬‬
‫‪Open Internet Policy‬‬ ‫كتوضح مبادئ سياسة اإلنًتنت اؼبفتوحة‬
‫‪ Principles‬اؼبعلنة يف مارس ُٕٗٗ من قبل ؾبموعة عمل تضم خ راء أكركبيُت كمن‬
‫أمريكا البلتينة أف اإلنًتنت َف يوجد يف خواء تشريعي فالقوانُت اؼبوجودة يبكن كهبب أف‬
‫تقوـ بتنظيم التعامل مع اإلنًتنت ابلدرجة نفسها اليت يتم التعامل هبا مع الوسائل‬
‫األخرل‪.‬‬
‫كقد زبتلف مثل ىذه القوانُت من دكلة ألخرل‪ ،‬لكنها هبب أف تتواءـ مع‬
‫التزامات حقوؽ اإلنساف اؼبتضمنة يف اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف‪ ،‬كاالتفاقية‬
‫الدكلية للحقوؽ اؼبدنية كالسياسية كاألخبلقيات العامة لكن أية رقابة مبدئية على اؼبادة‬
‫مع ؿباكلة البحث عن كسائل بديلة غبماية تلك اؼبصلحة حىت تكوف أقل تقيي ندا للحق‬
‫يف حرية التعبَت‪ .‬كيف اغبقيقة فإف االتفاقية األمريكية حوؿ حقوؽ اإلنساف تنص يف‬
‫موضوعا للرقابة اؼببدئية‬
‫ن‬ ‫اؼبادة (ُّ) على أف اغبق يف حرية التعبَت هبب أال يكوف‬
‫فًتشيح أك إعاقة الوصوؿ إُف اؼبادة على اإلنًتنت من قبل اغبكومة يباثل الرقابة قبل‬
‫(ُ)‪.‬‬
‫النشر‬
‫إف الدكؿ العربية ضمن اجملتمعات النامية‪ ،‬كاليت لديها مشاكل عدة ذبعلها تصنف‬
‫على أهنا من العاَف الثالث على أساسات أنبها مساحة اغبرية كطبيعة األنظمة اغباكمة‬
‫كطبيعة الشعوب كمعدؿ التنمية الذم بدأ يف ىذه الدكؿ بعد االحتبلؿ كمدل غباقها‬
‫ابلدكؿ اؼبتقدمة كارتباطها هبا بشكل أك آبخر ‪ ..‬ابإلضافة إُف الطبيعة اػباصة بكل دكلة‬
‫كىذا كلو ينعكس على طبيعة التشريعات يف ىذه الدكؿ ألف التشريعات كما سبقت‬
‫اإلشارة ال تنبع من فراغ إمبا تنبع من كل ىذه العوامل اؼبتفاعلة داخل كياف الدكلة‪.‬‬
‫كثَتا حُت نتحدث عن التشريعات اػباصة ابلصحف اؼبطبوعة‬ ‫كلن تفرؽ األمور ن‬
‫كالصحف اإللكًتكنية‪ ،‬ألف الثانية فرع من األكُف تتفرع عنها كمن مث تتبع األصل‪.‬‬
‫كقد حرصت اغبكومات العربية على االحتفاظ بسيطرة قوية على كسائل اإلعبلـ‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص‪.ُْ ،‬‬


‫‪065‬‬
‫القطرية ‪ -‬بشكل عاـ ‪ -‬كابلتاِف عملت على أف تتضمن قوانينها كل ما من شأنو‬
‫اغبفاظ على االلتزاـ دببادئ الدكلة كسياستها كمقومات اجملتمع األساسية‪ ،‬فأغلب‬
‫التشريعات العربية يف ؾباؿ الصحافة تضمنت يف بنودىا ما يلي‪:‬‬
‫سلطاتا أك ربقَت‬
‫ن‬ ‫أمَتا أـ‬
‫ئيسا أـ مل نكا أـ ن‬
‫‪ -‬ذبرًن النقد لرئيس الدكلة سواء كاف ر ن‬
‫السلطات القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ نشر ما يعد انتها نكا لؤلدايف أك حرية االعتقاد كما يثَت النعرات الطائفية‬
‫كالعنصرية‪.‬‬
‫‪ -‬ذبرًن مقاكمة سلطات الدكلة (السلطات العامة) كعدـ االنقياد للقوانُت‪.‬‬
‫‪ -‬ذبرًن اإلساءة إُف الػدكؿ الصديقػة كدكؿ اعبوار‪.‬‬
‫‪ -‬ذبرًن التحريض على ارتكاب اعبرائم كاػبركج عن اآلداب العامة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ذبرًن نشر األخبار اليت تعرض أمن الدكلة كسبلمتها للخطر‪.‬‬
‫‪ -‬ذبرًن الًتكيج ؼبناىضة اؼببادئ األساسية للنظاـ السياسي االقتصادم االجتماعي‬
‫للدكلة‪ ،‬كاغبض على كراىية ىذه اؼببادئ أك التمرد عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إُف التضامن االجتماعي كعدـ التحريض على بغض طائفة من الناس‪.‬‬
‫وعًى ضبيٌ املجاٍ يٓط قاْوٕ ايضشافة يف َضس على أف الصحافة سلطة‬
‫تعبَتا عن اذباىات الرأم العاـ‬
‫شعبية مستقلة سبارس رسالتها حبرية يف خدمة اجملتمع‪ ،‬ن‬
‫كإسهاما يف تكوينو كتوجيهو‪ ،‬كذلك يف إطار اؼبقومات األساسية للمجتمع كاغبفاظ على‬
‫ن‬
‫اغبرايت كاغبقوؽ كالواجبات العامة كاحًتاـ حرية اغبياة اػباصة ابؼبواطنُت ‪ ..‬كينص‬
‫على أف الصحفيُت مستقلوف كال سلطاف عليهم يف أعماؽبم لغَت القانوف‪.‬‬
‫ضا على " أف يلتزـ الصحفي فيما ينشره ابؼبقومات األساسية للمجتمع‬
‫كينص أي ن‬
‫اؼبنصوص عليها يف الدستور"‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫وكػ سؽم كأُن اىػلٔةات املطؽي‪:‬‬
‫‪ ‬التحريض على مقاكمة السلطات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬التحريض على قلب نظاـ اغبكم أك كراىيتو أك ازدراءه‪.‬‬
‫‪ ‬التحريض على رببيذ أك تركيج اؼبذاىب اليت ترمي إُف تغيَت مبادئ الدستور‬
‫ضا ربريض اعبند على‬
‫األساسية للهيئة االجتماعية بوسيلة غَت مشركعة‪ ،‬كأي ن‬
‫اػبركج على الطاعة‪.‬‬
‫‪ ‬التحريض على بغض طائفة من الناس‪.‬‬
‫‪ ‬التحريض على عدـ االنقياد للقوانُت(ُ)‪.‬‬
‫نؼىم ِٗص كأُن املؽتٔغات ةاىشٍٓٔرٗث اىيتِاُ٘ث غيٕ‪:‬‬
‫مساسا بكرامتو أك‬
‫ن‬ ‫‪ ‬إذا تعرضت إحدل اؼبطبوعات لشخص رئيس الدكلة دبا يعت ر‬
‫نشرت ما يتضمن ذما أك ربقَتا حبقو أك حبق رئيس دكلة أجنبية ربركت دعول‬
‫اغبق العاـ دكف شكول اؼبتضرر‪.‬‬
‫‪ ‬كل من حرض على ارتكاب جرـ ابلنشر كاإلعبلف يف اؼبطبوعة الصحفية كغَتىا‬
‫ضا كل كتابة‬
‫يعاقب كف نقا ألحكاـ اؼبادة ُِٖ من قانوف العقوابت‪ ،‬كيعت ر ربري ن‬
‫يقصد منها الدعوة إُف اإلجراـ أك التشويق إليو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا نشرت إحدل اؼبطبوعات ما يتضمن ربقَتا إلحدل الدايتات اؼبعًتؼ هبا يف الببلد‬
‫أك ما كاف من شأنو إاثرة النعرات الطائفية أك العنصرية أك تعكَت عبلقات لبناف‬
‫اػبارجية يف شكل يعرض سبلمة الدكلة اػبارجية للمخاطر فإنو وبق للنائب العاـ‬
‫االستئنايف أف يوقف اؼبطبوعة ؼبدة ال تقل عن أسبوع كال تتجاكز الشهر كأف‬

‫(ُ) اؼبواد ٖٗ‪ُٕٕ ،ُٕٔ ،ُٕٓ ،ُْٕ ،‬من القانوف ُْٖ لسنة َُٖٗ بشأف سلطة الصحافة‪،‬‬
‫جبمهورية مصر العربية‪ ،‬اؽبيئة العامة لبلستعبلمات‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪065‬‬
‫يصادر أعدادىا كعليو أف وبيل اؼبطبوعة إُف القضاء(ُ)‪.‬‬
‫‪ ‬كوبظر قانوف اؼبطبوعات كالنشر ابؼبملكة العربية السعودية طبع أك نشر أك تداكؿ‬
‫اؼبطبوعات اليت ربتوم على‪:‬‬
‫أصبل شرعينا أك يبس قداسة اإلسبلـ كشريعتو السمحاء أك ىبدش‬
‫‪ ‬كل ما ىبالف ن‬
‫اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ ‬كل ما ينايف أمن الدكلة كنظامها العاـ‪.‬‬
‫‪ ‬كل ما من شأنو تعريض أفراد القوات اؼبسلحة أك أسلحتها أك عتادىا للخطر‪.‬‬
‫‪ ‬نشر األنظمة أك االتفاقيات أك اؼبعاىدات أك البياتات الرظبية للدكلة قبل إعبلهنا‬
‫رظبينا ما َف يكن ذلك دبوافقة اعبهات اؼبختصة‪.‬‬
‫‪ ‬كل ما يبس كرامة رؤساء الدكؿ أك رؤساء البعثات الدبلوماسية اؼبعتمدين ابؼبملكة أك‬
‫يسيء إُف العبلقات مع تلك الدكلة‪.‬‬
‫‪ ‬كل ما ينسب إُف اؼبسئولُت يف الدكلة أك يف اؼبؤسسات أك اؽبيئات احمللية العامة أك‬
‫اػباصة أك إُف األفراد من أخبار مكذكبة من شأهنا اإلضرار هبم أك اؼبساس‬
‫بكرامتهم‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة إُف اؼببادئ اؽبدامة أك زعزعة الطمأنينة العامة أك بث التفرقة بُت اؼبواطنُت‪.‬‬
‫‪ ‬كل ما من شأنو رببيذ اإلجراـ أك الدعوة إليو أك اغبث على االعتداء على الغَت أبية‬
‫صورة من الصور(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) اؼبواد ِّ‪ ِٓ ،ِْ ،‬من اؼبرسوـ االشًتاكي رقم َُْ بتاريخ َّ‪ ،ُٕٕٗ/ٔ/‬كزارة اإلعبلـ‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫(ِ) اؼبادة ( ٕ) من نظاـ اؼبطبوعات كالنشر‪ ،‬صادر بقرار ؾبلس الوزراء رقم ٓٔ بتاريخِّ‪َُِْ/ّ/‬ىػ‪،‬‬
‫مرسوـ ملكي رقم ـ‪ ُٕ/‬بتاريخ ُّ‪ َُِْ/ْ/‬ىػ‪ ،‬اؼبملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪051‬‬
‫ويف اىشٍٓٔرٗث اىٍِ٘٘ث ِٗص اىلأُن املِظً ىيططافث‬
‫واملؽتٔغات غيٕ ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫‪ ‬ربظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة ما يبس العقيدة اإلسبلمية كمبادئها السامية أكربقَت‬
‫الدايتات السماكية أك يتضمن تشويو اغبضارة اليمنية كالعربية كاإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ ‬ربظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة أية مواد ربريضية تستهدؼ النظاـ اعبمهورم‬
‫كالوحدة الوطنية كتكوف موجهة إلاثرة النعرات القبلية أك الطائفية أك العنصرية‬
‫أكاؼبنطقية أك السبللية أك بث ركح الشقاؽ كالتفرقة بُت اؼبواطنُت‪.‬‬
‫‪ ‬وبظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة ما يبس اؼبصلحة العليا للببلد من كاثئق كمعلومات‬
‫سرية ككقائع اعبلسات غَت اؼبعلنة ؽبيئات سلطة الدكلة العليا أك إفشاء أسرار‬
‫األمن كالدفاع عن الوطن‪.‬‬
‫‪ ‬وبظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة أية مواد تتضمن التعرض ابلنقد اؼبباشر كالشخصي‬
‫لشخص رئيس الدكلة‪ ،‬كال أف تنسب إليو أقواؿ أك تنشر لو صور إال إبذف سابق‬
‫من مكتب الرئيس أك يف مقابلة عامة‪ ،‬كال تسرم ىذه األحكاـ ابلضركرة على‬
‫النقد اؼبوضوعي البناء‪.‬‬
‫باشرا كشخصينا دبلوؾ كرؤساء‬
‫‪ ‬وبظر طباعة كنشر كتداكؿ أية مواد تتضمن مسا م ن‬
‫الدكؿ الشقيقة كالصديقة‪.‬‬
‫‪ ‬وبظر أم نشر متعمد ألخبار ككقائع كاذبة هبدؼ اإلساءة إُف الدكؿ الشقيقة‬
‫أكالصديقة أك إُف عبلقاهتا مع ببلدتا‪.‬‬
‫كذاب إُف‬
‫‪ ‬وبظر النشر اؼبتعمد ألخبار كاذبة أك أكراؽ مصطنعة أك مزكرة أك منسوبة ن‬
‫الغَت إذا كانت تتصل ابلرأم العاـ‪.‬‬
‫‪ ‬حظر طباعة كنشر كتداكؿ كإذاعة مواد ربريضية هتدؼ إُف خلق تصميم لدل شخص‬
‫أك أشخاص معينُت أك اعبمهور الرتكاب فعل أك أفعاؿ تعت ر جرائم يف‬

‫‪050‬‬
‫القانوف(ُ)‪.‬‬
‫وساء يف كأُن حِظً٘ اىططافث يف ٌٍيهث اىتطؽَٗ‪:‬‬
‫فعبل من األفعاؿ التالية بغرامة ال تقل عن ثبلثة‬
‫يعاقب على نشر ما يتضمن ن‬
‫آالؼ كال تزيد عن عشرة آالؼ دينار حبريٍت‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلساءة اؼبتعمدة إُف دين الدكلة الرظبي يف مقوماتو كأركانو‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التعرض لذات اؼبلك اؼبصونة ابإلساءة اؼبتعمدة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التحريض اؼبتعمد على ارتكاب جناايت القتل أك النهب أك اغبريق أك جرائم ـبلة‬
‫أبمن الدكلة الداخلي أك اػبارجي حىت إذا َف يًتتب على ىذا التحريض أية نتيجة‪.‬‬
‫د ‪ -‬التحريض على قلب نظاـ اغبكم أك تغيَته‪.‬‬
‫كيف حالة العودة خبلؿ ثبلث سنوات من اتريخ اغبكم يف اعبريبة السابقة تكوف‬
‫العقوبة بغرامة ال تقل عن طبسة آالؼ كال تزيد على طبسة عشر ألفا‪ .‬كيعاقب بغرامة‬
‫ال تزيد على ألفي دينار على نشر ما من شأنو‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحريض على بغض طائفة أك طوائف من الناس‪ ،‬أك على ازدرائها أكالتحريض‬
‫الذم يؤدم إُف تكدير األمن العاـ أك بث ركح الشقاؽ يف اجملتمع كاؼبساس‬
‫ابلوحدة الوطنية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬منافاة اآلداب العامة أك اؼبساس بكرامة األشخاص أك حياهتم اػباصة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التحريض على عدـ االنقياد للقوانُت‪.‬‬
‫كيعاقب ابلعقوبة اؼبنصوص عليها يف اؼبادة السابقة على نشر ما يتضمن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إىانة أك ربقَت اجمللس الوطٍت أك احملاكم أك غَتىا من اؽبيئات النظامية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد رقم ُّٖ‪ ُْٕ ،ُْٓ ،ُْْ ،ُّْ ،ُِْ ،َُْ ،ُّٗ ،‬من القانوف رقم ِٓ لسنة‬
‫َُٗٗ بشأف الصحافة كاؼبطبوعات‪ ،‬كزارة اإلعبلـ‪ ،‬صنعاء‪ ،‬اعبمهورية اليمنية‪.‬‬
‫‪052‬‬
‫ب ‪ -‬نشر أخبار كاذبة أك كاثئق مصطنعة أك مزكرة مسندة بسوء نية إُف الغَت مىت كاف‬
‫من شأف ىذا النشر تكدير األمن العاـ أك إغباؽ ضرر دبصلحة عامة(ُ)‪.‬‬
‫أٌا كأُن املؽتٔغات واىِشؽ ةػوىث اإلٌارات اىػؽة٘ث املخطػة‬
‫ف٘طظؽ‪:‬‬
‫‪ -‬التعرض لشخص رئيس الدكلة أك حكاـ اإلمارات ابلنقد‪.‬‬
‫ضا أك إساءة إُف اإلسبلـ أك إُف نظاـ اغبكم يف الببلد‬ ‫‪ -‬نشر ما يتضمن ربري ن‬
‫أكاإلضرار ابؼبصاٌف العليا للدكلة أك ابلنظم السياسية اليت يقوـ عليها اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬نشر ما من شأنو التحريض على ارتكاب اعبرائم أك إاثرة البغضاء أك بث ركح‬
‫الشقاؽ بُت أفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر ما يتضمن ذبنيا على العرب أك تشويها غبضارهتم أك تراثهم‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر ما من شأنو اإلضرار ابلعملة الوطنية أك ما يؤدم إُف بلبلة الوضع‬
‫االقتصادم(ِ)‪.‬‬
‫أٌا كأُن املؽتٔغات واىِشؽ ةفيؽِث غٍان فِ٘ص غيٕ‪:‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر ما من شأنو النيل من شخص جبللة السلطاف أك أفراد األسرة اؼبالكة‬
‫تلميحا أك تصروبنا ابلكلمة أك الصورة‪ ،‬كال هبوز التحريض على قلب نظاـ اغبكم‬
‫ن‬
‫يف السلطنة أك الدعوة إُف اإلساءة إليو أك اإلضرار ابلنظاـ العاـ‪ ،‬أك الدعوة إُف‬
‫اعتناؽ أك تركيج ما يتعارض مع مبادئ الدين اإلسبلمي اغبنيف‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر كل ما من شأنو تعريض سبلمة الدكلة أك أمنها الداخلي أكاػبارجي‬

‫(‪ )1‬مواد القانوف ْٔ‪ :ٔٔ ،ٔٓ ،‬قانوف تنظيم الصحافة كالطباعة كالنشر ؼبملكة البحرين لسنة ََِّ‬
‫‪ -‬ؾبلس الشورل يف ُٗ‪- ََِّ/ُُ/‬اؼبنامة ‪ -‬البحرين‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبواد َٕ‪ ُٖ ،ٕٕ ،ّٕ ،ُٕ ،‬من قانوف اربادم رقم ُٓ لسنة َُٖٗ يف شأف اؼبطبوعات كالنشر‬
‫بدكلة االمارات العربية اؼبتحدة‪ ،‬كزارة اإلعبلـ‪ ،‬أبو ظيب‪.‬‬
‫‪053‬‬
‫للخطر‪ ،‬ككل األخبار العسكرية كاالتصاالت السرية الرظبية‪ ،‬ما َف تصرح بنشره‬
‫السلطات اؼبختصة‪ ..‬كما ال هبوز نشر نصوص االتفاقات أكاؼبعاىدات اليت‬
‫تعقدىا اغبكومة قبل نشرىا يف اعبريدة الرظبية(‪.)0‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر كل ما من شأنو اؼبساس ابألخبلؽ كاآلداب العامة كالدايتات السماكية‪.‬‬
‫كجاء يف قرار تنظيم الصحافة كاؼبطبوعات جبمهورية السوداف‪ :‬أنو هبب على أية‬
‫صحيفة أك مطبوع أف يلتزـ ابلقواعد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ التعرض لؤلدايف السماكية ككرًن اؼبعتقدات‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ تداكؿ األخبار كاؼبعلومات اليت تضر ابؼبصاٌف القومية أك ما من شأنو اؼبساس‬
‫برؤساء الدكؿ أك بتعكَت صفو العبلقات بُت السوداف كالدكؿ الصديقة‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ نشر ما من شأنو التحريض على ارتكاب اعبرائم أك إاثرة البغضاء أك بث ركح‬
‫الشقاؽ بُت أفراد اجملتمع(ِ) ‪.‬‬
‫كما ذكرتاه من مباذج من قوانُت اؼبطبوعات كالصحافة كالنشر يف بعض الدكؿ‬
‫العربية ىو للتأكيد على أف الصحافة العربية سواء كانت مطبوعة أـ إلكًتكنية ربكمها‬
‫ترسانة من القوانُت كالتشريعات اليت ربد من سلطتها كتستخدمها اغبكومات كم رر‬
‫لتكميم األفواه‪ ،‬كتكييف التهم اؼبوجهة ػبصوـ الدكلة أكاؼبعارضُت لسياستها‪ ،‬كىذا‬
‫هبعل الصحف داخل الدكلة القطرية ما ىي إال أبواؽ دعاية للسلطات السياسية‬
‫اغباكمة كاليت بيدىا مقاليد األمور‪.‬‬
‫كثَتا لدل بعض الباحثُت الذين رصدكا الظاىرة نفسها إال من‬
‫كلن ىبتلف األمر ن‬

‫(‪ )1‬اؼبواد ِٓ‪ ِٖ ،ِٕ ،ِٔ ،‬من قانوف اؼبطبوعات كالنشر رقم ْٗ لسنة ُْٖٗ بسلطنة عماف‪،‬‬
‫مسقط‪ ،‬كزارة اإلعبلـ‪ ،‬مسقط‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة (ُّ) ‪ -‬قرار تنظيم الصحافة كاؼبطبوعات لسنة ُٖٓٗ جبمهورية السوداف الديبقراطية‪ ،‬كزارة‬
‫الثقافة كاإلعبلـ‪ ،‬اػبرطوـ‪.‬‬
‫‪054‬‬
‫حيث الفجوة بُت النظر كالتطبيق من تاحية كتطويع الواقع لبعض نصوص التشريعات‬
‫اليت زبدـ النظم اغباكمة من تاحية اثنية‪.‬‬
‫يضاؼ إُف ىذه التشريعات تشريعات خاصة بضماتات اؼبمارسة اؼبهنية حيث‬
‫ربدد بعض التشريعات العربية ضماتات اؼبمارسة اؼبهنية للصحفيُت كبعضها ال وبددىا‬
‫كتشمل الضماتات اؼبهنية اؼبنصوص عليها يف بعض التشريعات العربية‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬حق الصحفيُت يف الوصوؿ إُف مصادر اؼبعلومات كحق اغبصوؿ على‬
‫اإلحصاءات كاألخبار اؼبباح نشرىا طب نقا للقانوف من مصادرىا سواء كانت ىذه‬
‫اؼبصادر جهة حكومية أـ عامة كما يكوف للصحف حق نشر ما يتحصل عليو‬
‫منها‪.‬‬
‫ِ‪ -‬حظر فرض أية قيود تعوؽ حرية تدفق اؼبعلومات أك ربوؿ دكف تكافؤ الفرص بُت‬
‫ـبتلف الصحف يف اغبصوؿ على اؼبعلومات أك يكوف من شأهنا تعطيل حق‬
‫اؼبواطن يف اإلعبلـ كاؼبعرفة دكف اإلخبلؿ دبقتضيات األمن القومي كالدفاع عن‬
‫الوطن كمصاغبو العليا‪.‬‬
‫ّ‪ -‬من حق الصحفي تلقي اإلجابة عما يستفسر عنو من أخبار كمعلومات‬
‫كإحصاءات ما َف تكن ىذه اؼبعلومات أك اإلحصاءات أك األخبار سرية بطبيعتها‬
‫أك طب نقا للقانوف‪.‬‬
‫ْ‪ -‬للصحفي يف سبيل أتدية عملو اغبق يف حضور اؼبؤسبرات ككذلك اعبلسات‬
‫كاالجتماعات العامة‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬حق الصحفيُت يف عدـ اإلفشاء دبصادر أخبارىم إال إذا طلب القضاء ذلك‪.‬‬
‫مبوذجا يف ىذه النقطة ربدي ندا سنجد أهنا تعت ر أكثر األقطار‬
‫ن‬ ‫كحُت نتخذ مصر‬
‫توفَتا غبرية فبارسة العمل الصحفي كمعها لبناف كاليمن كتنص قوانُت اؼبطبوعات‬
‫العربية ن‬
‫كالنشر يف كل من األردف كفلسطُت كاعبزائر كموريتانيا كليبيا على بعض ضماتات حرية‬
‫فبارسة العمل الصحفي‪ ..‬كذلك تعت ر مصر أكثر األقطار العربية توفَتا لضماف أمن‬
‫‪055‬‬
‫كسبلمة كاستقرار الصحفي كمستقبلو‪ ،‬حيث يوفر القانوف رقم ٔٗ لعاـ ُٔٗٗ‬
‫الضماتات التالية للصحفي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬استقبلؿ الصحفي‪ :‬فالصحفيوف مستقلوف ال سلطاف عليهم يف أداء عملهم لغَت‬
‫القانوف‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ال هبوز أف يكوف الرأم الذم يصدر عن الصحفي أك اؼبعلومات الصحيحة اليت‬
‫ينشرىا سببا للمساس أبمنو‪ ،‬كما ال هبوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماتو‪،‬‬
‫كذلك كلو يف حدكد القانوف‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ال ذبوز إىانة الصحفي أك االعتداء عليو بسبب عملو‪ ،‬كمن يهن صحفيا يعاقب‬
‫ابؼبواد اؼبقررة إلىانة اؼبوظف العمومي أك التعدم عليو يف قانوف العقوابت حبسب‬
‫األحواؿ‪.‬‬
‫ْ‪-‬إذا طرأ تغيَت جذرم على سياسة الصحيفة اليت يعمل هبا الصحفي أك تغَتت‬
‫الظركؼ اليت تعاقد يف ظلها‪ ،‬جاز للصحفي أف يفسخ تعاقده مع اؼبؤسسة إبرادتو‬
‫اؼبنفردة‪ ،‬بشرط أف ىبطر الصحيفة بعزمو على فسخ العقد قبل امتناعو عن عملو‬
‫بثبلثة أشهر على األقل‪ ،‬دكف اإلخبلؿ حبق الصحفي يف التعويض‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬زبضع العبلقة بُت الصحف كالصحفيُت لعقد العمل الصحفي الذم وبدد مدة‬
‫التعاقد كنوع عمل الصحفي‪ ،‬كمكانو‪ ،‬كمرتبو‪ ،‬كملحقاتو‪ ،‬كاؼبزااي التكميلية دبا ال‬
‫يتعارض مع القواعد اآلمرة يف قانوف عقد العمل الفردم‪ ،‬أك مع عقد العمل‬
‫الصحفي اعبماعي يف حالة كجوده‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬جمللس نقابة الصحفيُت عقد اتفاقات عمل صباعية مع أصحاب الصحف كككاالت‬
‫األنباء كالصحف العربية كاإلخبارية تتضمن شركطا أفضل للصحفي‪ ،‬كتكوف نقابة‬
‫الصحفيُت طرفا يف العقود اليت ت رمها‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تلتزـ صبيع اؼبؤسسات الصحفية كإدارات الصحف ابلوفاء جبميع اغبقوؽ اؼبقررة‬
‫للصحفي يف القوانُت كعقد العمل الصحفي اؼب رـ معها‪.‬‬
‫‪056‬‬
‫ٖ‪ -‬ال هبوز فصل الصحفي من عملو إال بعد إخطار نقابة الصحفيُت دب ررات الفصل‪،‬‬
‫فإذا استنفدت النقابة مرحلة التوفيق بُت الصحيفة كالصحفي دكف قباح‪ ،‬تطبق‬
‫األحكاـ الواردة يف قانوف العمل يف شأف فصل العامل‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬زبتص نقابة الصحفيُت كحدىا بتأديب الصحفيُت من أعضائها‪.‬‬
‫كتقًتب اليمن من مصر يف اغبقوؽ اؼبكفولة للصحفي كضماف سبلمتو كاستقراره‪،‬‬
‫كتشَت قوانُت اؼبطبوعات يف بعض األقطار العربية ‪-‬بشكل عابر ‪ -‬إُف اغبقوؽ‬
‫تفصيبل عليها(ُ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫الشخصية للصحفي‪ ،‬كال تنص‬
‫ويعٌ ٖرا جيسْا إىل احلديح عٔ تػسيعات ايضشافة اإليهرتوْية مبصيد َٔ‬
‫ايتدضيط يف بعض ايدوٍ ايعسبية باعتبازٖا وييدا ئ يٓفضٌ عٔ أَ٘‬
‫(الصحافة الورقية كاؼبطبوعات )‪ ،‬فالفارؽ ىو اغبيز اؼبكاين كتقنية التعامل كسرعة‬
‫االنتشار يف األساس ابإلضافة إُف الفركؽ األخرل اليت سبق عرضها من قبل لكن‬
‫يشًتؾ كبلنبا يف أهنما صحافة زبضع لػ"رقابة –سلطة ‪ -‬تشريعات"‪.‬‬
‫عددا من اؼبشاكل يف‬
‫كتثَت مسألة التشريعات اػباصة ابلصحافة اإللكًتكنية ن‬
‫اجملتمعات العربية من بينها‪ :‬ىل الصحافة اإللكًتكنية تنضم من حيث التشريع إُف قانوف‬
‫اؼبطبوعات كالصحافة الورقية أك إُف قوانُت كتشريعات اإلعبلـ كاؼبواد اإلعبلمية؟ كىل‬
‫كل الببلد العربية تضع ؽبا تشريعات خاصة هبا أك ال؟ كإُف أية فلسفة زبضع ىذه‬
‫أك‬ ‫التشريعات؟ كىل اؼبواقع اإللكًتكنية ؽبذه الصحف تعيش حالة من الفوضى‬
‫النظاـ يف عبلقتها ابلسلطة كاجملتمع؟‬
‫كل ىذه األسئلة يبكن أف نطرحها ضمننا ىي كغَتىا حُت نتعرض للتشريعات‬
‫اػباصة ابلصحافة اؼبطبوعة كاإللكًتكنية يف كل بلد عريب لنرل كيف تكوف اغباؿ يف كل‬
‫بلد خاصة حُت يقًتف ىذا ابغبرية يف النهاية‪ ،‬كمن اؼبعركؼ أف اؼبواثيق الدكلية غبقوؽ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬راسم اعبماؿ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٖٔ‪.ٖٖ ،‬‬


‫‪055‬‬
‫اإلنساف كعلى رأسها اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف كالعهد الدكِف للحقوؽ اؼبدنية‬
‫كالسياسية تنص يف اؼبادة ُٗ يف كل منهما على حق كل إنساف يف استقاء األفكار‬
‫كاؼبعلومات كتلقيها كبثها‪.‬‬
‫كاؽبدؼ العاـ الذم يسعي لو الباحثوف يف ىذا اجملاؿ ىو كصوؿ الدكؿ العربية إُف‬
‫حالة تتوافق فيها قانونيا كعملينا مع اؼبعايَت الدكلية للممارسة الصحفية كأفضل‬
‫اؼبمارسات الديبقراطية‪.‬‬
‫جمهورية مصر العربية‬
‫يشهد الواقع الصحفي يف مصر بعض التناقضات كالكثَت من سياسة الشد‬
‫نوعا من اغبرية‪ ،‬لكنها حرية كليدة الظرؼ‬
‫كاعبذب‪ ،‬فقد قبد يف بعض األحياف ن‬
‫كاللحظة‪ ،‬كليست حرية ؿبصنة ابلقوانُت ‪ ،‬أضف إُف ىذا أف القوانُت تكرس ضدىا يف‬
‫الوقت اؼبناسب حاؼبا َف تؤد اغبرية غرضها الذم ىبدـ الواقع السياسي ‪،‬كمن مث فالواقع‬
‫ىو ضجيج بُت اغبرية كقوانُت تقييدىا كتقليم أظافرىا دكف ؿبصلة حقيقية زبدـ الواقع‬
‫الصحفي اغبر‪.‬‬
‫هبذا الشكل كيف ىذا السياؽ يبكن أف نفهم آلية التشريعات يف مصر اليت يوجد‬
‫هبا قدر من اغبرية‪ ،‬لكنها على حد كصف بعض الصحفيُت "حرية عرفية" ‪ ،‬كأنو ال‬
‫ضمانة ألية حرية حقيقية إال بتحصينها ابلقوانُت‪.‬‬
‫غلياتا أدل إُف تفاقم الوضع‬
‫كعلى سبيل اؼبثاؿ‪ :‬قد شهد عاـ ََِٕ خاصة ن‬
‫صداما عني نفا بُت السلطة يف مصر كالصحافة‬
‫ن‬ ‫كف نقا ؼبا تعرضو بعض التقارير‪ ،‬كشهد‬
‫دبختلف أنواعها‪ ،‬كَف يدخل اؼبسئولوف اغبرب ضد الصحافة مباشرة‪ ،‬لكنهم دخلوىا‬
‫ع ر ؿبامي اغبزب اغباكم كعودة قضااي اغبسبة السياسية خاصة مع ارتفاع كتَتة النقد‬
‫اليت بدأت من الصحف اػباصة كاؼبعارضة‪ ،‬كمست ألكؿ مرة ؿبظورات يف اتريخ‬
‫الصحافة اؼبصرية‪ ،‬كىي شخص رئيس اعبمهورية كىذا الوضع دفع السلطة إُف ؿباكلة‬
‫إعادة الصحافة إُف اؼبربع صفر‪ ،‬فدفعت بعدد من احملامُت بناء على توكيل صادر من‬

‫‪052‬‬
‫اؼبستشار القانوين للحزب الوطٍت اغباكم‪ ،‬فبا أدل إُف صدكر أحكاـ ألكؿ مرة منذ‬
‫سنوات طويلة حببس اثنُت من الناشرين كٔ رؤساء ربرير كُِ صحفينا كأاثرت دعاكل‬
‫جدال بُت الصحفيُت‪ ،‬كجددت مطالبهم إبلغاء اغببس يف قضااي النشر‬
‫اغبسبة السياسية ن‬
‫كإلغاء صبيع القوانُت اؼبعوقة غبرية الصحافة‪ ،‬كدافعت السلطة فبثلة يف قيادات اغبزب‬
‫الوطٍت عن ىذه الطريقة يف مطاردة منتقديهم كاهتموا الصحافة أبهنا تعدت اغبدكد‬
‫اغبمراء‪ ،‬كأدت ىذه األحكاـ إُف ازباذ موقف موحد من الصحف اؼبعارضة كاػباصة‬
‫احتجاجا‬
‫ن‬ ‫كاحتجبت ِِ صحيفة حزبية خاصة عن الصدكر يوـ السابع من أكتوبر‬
‫على موقف السلطة كتشجيعها لدعاكل اغبسبة‪ ،‬كما يعد عاـ ََِٕ عاـ االنتقاـ من‬
‫الصحف اػباصة إذ استغلت السلطة تناكؿ الصحافة لشائعة مرض الرئيس حسٍت‬
‫مبارؾ‪ ،‬كاهتمت صحيفة الدستور اليومية اػباصة ببث ىذه اإلشاعة كسبت إحالة رئيس‬
‫ربريرىا إُف احملاكمة كما أحاؿ اجمللس األعلى للصحافة جريديت الكرامة كالبديل إُف عبنة‬
‫التأديب بنقابة الصحفيُت لتناكؽبما اإلشاعة‪ ،‬كما تسببت يف إقالة رئيس ربرير جريدة‬
‫أسبوعية ابلضغط على مالكها‪ ،‬كحاكلت السلطة اؼبصرية استغبلؿ ىذه األزمة اؼبفتعلة‬
‫لتحجيم فبارسة حق نقدىا الذم ارتفعت كتَتتو عاـ ََِٕ بصورة الفتة للنظر‪،‬‬
‫كأزعجت كسائل اإلعبلـ اغبكومية اليت قامت هبجوـ مضاد على رموز اؼبعارضة كمبلؾ‬
‫الصحف اػباصة كحىت اؼبسئولُت الذين رأكا أف اتساع دائرة النقد ظاىرة صحية أك‬
‫الذين التزموا الصمت ذباه ما وبدث‪ ،‬كشهدت الصحافة عودة ظاىرة الشتائم من‬
‫اؼبوالُت للسلطة لصحفيي اؼبعارضة كاػباصة ابػبيانة كالعمالة لتيارات سياسية ؿبظورة‬
‫كلدكؿ عربية كأجنبية‪.‬‬
‫كفيما ىبص القوانُت اؼبتعلقة ابلواقع الصحفي ككل داخل مصر تشَت التقارير إُف‬
‫أنو على الرغم من أف الدستور كالقانوف ينصاف على عدـ كجود رقابة مسبقة على‬
‫الصحافة ذات الرخص اؼبصرية‪ ،‬فإف مصر تنفرد بظاىرة الصحافة الصادرة بًتاخيص‬
‫كدما كتعد كذبهز كتطبع يف مصر‪ ،‬إال أف ىذا النوع‬
‫غبما ن‬
‫أجنبية كىي صحافة مصرية ن‬
‫من الصحافة ىبضع للرقابة اؼبسبقة من قبل إدارة للرقابة على اؼبطبوعات القادمة من‬

‫‪055‬‬
‫اػبارج التابعة لوزارة اإلعبلـ‪ ،‬كالبنية القانونية يف مصر متعددة كمتشعبة‪ .‬أشار أغلب‬
‫اؼبستطلعُت إُف أف القانوف يفرض الرقابة القضائية البلحقة‪ ،‬كعلى الرغم من أف حالة‬
‫الطوارئ تتيح للسلطات مصادرة أية مطبوعة فإف السلطات يف مصر َف تستخدمو رغم‬
‫حدة االنتقادات اليت توجو إُف رئيس اعبمهورية كاؼبسئولُت الكبار يف السلطة كما زاؿ‬
‫قانوف العقوابت كقوانُت أخرل ذات صلة ابلصحافة كاإلعبلـ تنص على حبس‬
‫الصحفيُت مع فرض غرامات ابىظة مقارنة ابلغرامات اؼبفركضة على جرائم اغبق العاـ‬
‫كالفساد كليس من الشائع التوقيف (اغببس االحتياطي يف قضااي النشر)‪.‬‬
‫عددا من حاالت االحتجاز غَت القانوين للصحفيُت أثناء‬
‫كما شهد عاـ ََِٕ ن‬
‫أداء عملهم يف التظاىرات االحتجاجية على تعديل الدستور‪.‬‬
‫أما عن موقف الدستور كالقوانُت من مسألة اغبصوؿ على اؼبعلومات فجدير‬
‫ابلذكر أف الدستور كقانوف تنظيم الصحافة ينصاف على حق الصحفي يف اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬إال أنو ذباىل كضع آلية للوصوؿ إُف اؼبعلومات‪ ،‬كلو رجعنا إُف اؼبنظومة‬
‫القانونية اؼبصرية فسنجدىا مليئة ابلقيود على تداكؿ اؼبعلومات ككل شيء سرم كأشار‬
‫عدد من اؼبستطلع رأيهم إُف القيود اؽبائلة على النفاذ إُف اؼبعلومات‪ ،‬كاغبصوؿ عليها‪،‬‬
‫كتداكؽبا كنشرىا ع ر العديد من القوانُت اليت تكرس سرية اؼبعلومات كتعاقب على‬
‫إفشائها كنشرىا‪ ،‬يف مقدمتها قانوف حفظ كاثئق الدكلة كقانوف العاملُت اؼبدنيُت كقانوف‬
‫حظر أخبار اعبيش كاألحكاـ العسكرية‪ ،‬كقانوف اؼبخابرات العامة‪ ،‬عبلكة على العديد‬
‫من نصوص قانوف العقوابت ذات الصلة بتداكؿ اؼبعلومات‪ ..‬كأشاركا إُف أف النقاش‬
‫الدائر منذ هناية العاـ حوؿ كضع قانوف العقوابت اػباص بتداكؿ اؼبعلومات قد يكوف‬
‫خطوة كبو فرض قيود جديدة على اؼبعلومات كطالب اؼبستطلعوف بعرض القانوف اؼبزمع‬
‫إصداره على اعبهات اؼبختصة كمنها نقابة الصحفيُت‪.‬‬
‫كعلى كل يبكن أف نرصد الواقع الصحفي يف مصر من خبلؿ عدة مؤشرات‬
‫ترصدىا بعض التقارير‪:‬‬

‫‪021‬‬
‫أوال‪ :‬اىطٍاٗث اىلأُُ٘ث واالسخٍاغ٘ث ىطؽٗث اىخػتري ٌٔسٔدة‬
‫ً‬
‫وٌهفٔىث‬
‫الدستور يضمن حرية التعبَت لكنو وبيلها إُف القانوف لتنظيمها‪ ..‬كىذه األنظمة‬
‫تطبق كفق الظركؼ السياسية‪ ،‬كتعدد األنظمة كتضارهبا كاستخداـ السلطة ؽبا بشكل‬
‫مسيس يعت ر من أىم العوائق اليت تواجهها حرية التعبَت‪ ،‬فاغبماية الوحيدة غبرية الرأم‬
‫كالتعبَت ىي القضاء اؼبصرم كإف كاف تراجع شيئنا ما عن مبادئو الراسخة يف ضباية ىذه‬
‫اغبرية‪.‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬اىرتع٘ص ىيططف ُؾّٗ وحِاففٖ ال ٗغغع مللاٗ٘ؿ‬
‫اىخٍ٘٘ؾ اىف٘اـٖ‬
‫تساىبل يف منح الًتاخيص إلصدار الصحف من جانب اجمللس‬
‫ن‬ ‫شهد عاـ ََِٕ‬
‫األعلى للصحافة صاحب اغبق يف منح الًتاخيص كظهرت صحيفة يومية جديدة كىي‬
‫البديل كعدد من الصحف األسبوعية‪ ،‬كيقوـ اجمللس ابستطبلع رأم األمن قبل اؼبوافقة‬
‫أصبل على إقامة شركات إصدار الصحف‪ ،‬إال أف الضغوط احمللية كاػبارجية جعلت‬
‫ن‬
‫اجمللس يتساىل يف منح الًتاخيص‪.‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬دعٔل اىفٔق واىِظام اىغؽٗتٖ إىل ضِاغث كؽاع‬
‫ضطافث ُؾّٗ وٌٍاذو ألوعاع اىطِاغات األعؽى‬
‫كال يضمن اإلطار القانوين دخوؿ كسائل اإلعبلـ اؼبستقلة‪ ،‬ألف الدكلة ما زالت‬
‫ربتكر البث التليفزيوين كاإلذاعي األرضي كما كانت تفرض شركطنا قاسية على البث‬
‫انفتاحا يف ىذا اعبانب كظبحت الدكلة بقنوات‬
‫ن‬ ‫الفضائي إال أف عاـ ََِٕ شهد‬
‫فضائية مصرية لرجاؿ أعماؿ مصريُت لكن كفق الشركط اليت سبقت اإلشارة إليها‪ ،‬أما‬
‫ابلنسبة إُف الصحافة فيضمن النظاـ القانوين كالضرييب إُف حد ما النزاىة‪.‬‬
‫راةػا‪ :‬حيلٕ االغخػاءات عػ اىططف٘ني ووـائو اإلغالم‬ ‫ً‬
‫غلٔةات رادغث ىهَ ضػوث ٌرو ْؼه االغخػاءات ُادر‬
‫ما زالت اعبرائم ـبتلفة تبدأ ابالعتداء البدين كالتهديد ابؼبنع من السفر كمن أداء‬
‫‪020‬‬
‫كدائما ربدث أثناء تغطية التظاىرات االحتجاجية‬
‫العمل كتنتهي ابالحتجاز لفًتة قصَتة ن‬
‫إذ شهدت مصر يف العاـ اؼباضي أكثر من ََٔ تظاىر عماِف كفئوم للمطالبة‬
‫بتحسُت األكضاع اؼبالية‪ ،‬إال أف ىذه االعتداءات ضد الصحفيُت ال هتز حالة األماف‬
‫اليت يعيشها الصحفيوف يف مصر إال أنو يف حالة حدكث االعتداءات ربمي اغبكومة‬
‫اؼبعتدين رغم تقدـ النقابة بببلغات إُف النائب العاـ حوؿ ىذه الوقائع كرغم أهنا ربدث‬
‫ضجة يف الرأم العاـ‪ ،‬كال توجد عراقيل على عمل الصحافة االستقصائية سول ندرة‬
‫اؼبعلومات فقط‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬ال حيلٕ وـائو اإلغالم اىػاٌث أو املٍئنث ىيػوىث‬
‫ً‬
‫رغاٗث كأُُ٘ث حفغ٘ي٘ث واىلأُن ٗغٍَ اـخلالى٘ث اىغػ‬
‫اىخطؽٗؽي‬
‫ال يوجد قانوف خاص للصحف اؼبملوكة للدكلة لكن يوجد قانوف خاص لئلذاعة‬
‫كإداراي ألف من يعُت رئيس التحرير كرئيس ؾبلس‬
‫ن‬ ‫يراي‬
‫كالتليفزيوف كىي غَت مستقلة ربر ن‬
‫اإلدارة ىو اللجنة العامة دبجلس الشورل الذم تتحكم فيو اغبكومة كبناء على طلب‬
‫رئيس اعبمهورية فهو ؾبرد منفذ لقرار التعيُت‪.‬‬
‫ـادـا ‪ :‬ىئٍاؼَ ضق حيلٖ املػئٌات دون اغختار ىيطػود‬
‫ً‬
‫يف ظل االنفتاح العاؼبي كالفضائيات كاإلنًتنت كتطور كسائل االتصاؿ فشلت‬
‫ؿباكالت اغبكومة ؼبنع الوصوؿ إُف األخبار الدكلية‪ ،‬لكنها تفرض رقابة على اإلنًتنت‬
‫كم رر اغبكومة ‪ -‬كما يقوؿ اؼبستطلعوف ‪ -‬ىو ضباية األمن القومي‪ ،‬نعم يستخدـ‬
‫الصحفيوف اإلنًتنت بصورة كاسعة للوصوؿ إُف مصادر األخبار ككفرت النقابة ؽبم‬
‫خدمة االتصاؿ السريع ‪ DSL‬أبسعار رمزية كما كفرت ؽبم أجهزة حاسب آِف مدعومة‪.‬‬
‫ـاةػا‪ :‬دعٔل ٌِٓث اىططافث ضؽ واىطهٌٔث ال حفؽض‬ ‫ً‬
‫حؽع٘طا وال غٔائق وال ضلٔ ًكا عاضث غيٕ اىططف٘ني‬
‫ً‬
‫َف تتغَت اغباؿ عن ذم قبل فما زالت بعض اؽبيئات مثل رائسة اعبمهورية كؾبلس‬

‫‪022‬‬
‫الوزراء كال رؼباف بغرفتيو تفرض شركطنا على قبوؿ الصحفيُت بعرض طلب اعتمادىم‬
‫على أجهزة األمن كىي اغبجة اليت تستخدـ لرفض الًتخيص‪ ،‬كما يطلب غالبنا‬
‫الًتخيص يف األحداث اػباصة اؼبتعلقة ابغبكومة أك رائسة اعبمهورية أما عضوية نقابة‬
‫الصحفيُت فهي شرط أساس لقبوؿ اعتماد الصحفي احمللي إال أف بعض اؽبيئات‬
‫تتغاضى عن ذلك كتكتفي ابعتماد جهة عمل الصحفي كاعتماد اؼبركز الصحفي التابع‬
‫لوزارة اإلعبلـ شرطنا للصحفي األجنيب‪ .‬كقد فشلت صبيع ؿباكالت الرقابة على‬
‫اإلنًتنت‪ ،‬إال أهنا تتم يف بعض األحياف بصورة عشوائية كقد حاكلت اغبكومة تضييق‬
‫اػبناؽ على اؼبدكنُت‪ ،‬إال أهنا فشلت يف ربقيق ىدفها(ُ)‪.‬‬
‫يف هناية ف راير ََِٕ تقدـ القاضي عبد الفتاح مراد رئيس ؿبكمة االستئناؼ‬
‫ابإلسكندرية بعريضة دعول أماـ القضاء اإلدارم يطالب فيها اغبكومة اؼبصرية حبجب‬
‫ُِ موقعا إلكًتكنيا كمدكتات كصفها أبهنا "مواقع إلكًتكنية إرىابية"!‬
‫من بُت تلك اؼبواقع كاؼبدكتات كاف موقع الشبكة العربية ؼبعلومات حقوؽ‬
‫اإلنساف كموقع مركز ىشاـ مبارؾ للقانوف على رأس قائمة اؼبواقع اؼبطلوب حجبها‬
‫إضافة إُف تسعة عشر موقعا حقوقيا كإخباراي كمدكتات بينها قاسم مشًتؾ أساس كىو‬
‫كتابتها عن قياـ القاضي اؼبذكور ابالعتداء على حقوؽ اؼبلكية الفكرية للشبكة العربية‬
‫ؼبعلومات حقوؽ اإلنساف إذ قاـ بطباعة كتاب وبمل عنواف "األصوؿ العلمية كالقانونية‬
‫للمدكتات على شبكة اإلنًتنت" قاـ بتضمينو عشرات الصفحات "اؼبنقولة" عن تقرير‬
‫الشبكة العربية ؼبعلومات حقوؽ اإلنساف‪ ،‬كالصادر يف ُّ ديسم ر ََِٔ ربت‬
‫عنواف "خصم عنيد‪ :‬اإلنًتنت كاغبكومات العربية ‪ ،‬دكف أف يشَت إُف اؼبصدر أك يقوـ‬
‫ابلتنويو هبذا النقل‪ ،‬األمر الذم هبرمو قانوف ضباية اؼبلكية الفكرية رقم ِٖ لسنة‬
‫ََِِـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اغبرايت الصحفية يف البلداف العربية لعاـ ََِٕ‪ :‬التقرير السنوم الثالث‪ ،‬إشراؼ‪ :‬وبيي شقَت‪ ،‬مركز‬
‫عماف لدراسات حقوؽ اإلنساف‪ ،‬األردف‪ ،ََِٖ ،‬ص ُُّ‪ .ُِٔ ،ُِْ ،ُُٓ ،‬الفكرية رقم‬
‫ِٖ لسنة ََِِـ‪.‬‬
‫‪023‬‬
‫كطالب القاضي اؼبذكور يف عريضة دعواه أف طلبو حبجب تلك اؼبواقع كاؼبدكتات‬
‫يستند إُف ما تتضمنو ‪-‬حبسب ادعائو ‪ -‬من تقارير قاؿ إهنا تسيء إُف ظبعة مصر‬
‫كإىانة رئيس اعبمهورية كالتطاكؿ على بعض الدكؿ العربية كأنظمتها السياسية كأخَتا‬
‫على شخصو‪.‬‬
‫كتضمنت عريضة دعول القاضي ادعاء أبف ؿبتول اؼبواقع كاؼبدكتات اليت يطالب‬
‫حبجبها سبثل خركجا على القانوف كالشرعية كهتديد أمن كاستقرار الوطن كقد حاكؿ يف‬
‫دعواه أف يؤلب الدكلة ضد اؼبواقع كاؼبدكتات اإللكًتكنية بوصفو اؼبواقع أبهنا "إرىابية"‬
‫كخطر على األمن القومي كاؼبصاٌف العليا للدكلة كالنظاـ العاـ! كَف يكتف يف دعواه‬
‫ابؼبطالبة حبجب كغلق اؼبواقع اؼبذكورة بل حجب كإغبلؽ ما قد يتم إنشاؤه من مواقع‬
‫أخرل الحقا!‬
‫كموقعا جديدا لقائمة‬
‫ن‬ ‫كبتاريخ َُ مايو ََِٕ أضاؼ القاضي مراد َّ مدكنة‬
‫اؼبواقع اؼبطلوب حجبها كاؼبتهمة "ابإلرىاب الفكرم"‪ ،‬كهتديد األمن القومي للببلد‬
‫ليصل عدد اؼبواقع اؼبطلوب حجبها ُٓ موقعا إلكًتكنيا(ُ)‪.‬‬
‫يف ِٗ ديسم ر ََِٕ جاء حكم القضاء اإلدارم برفض دعول القاضي‬
‫اؼبطالبة حبجب اؼبواقع كاؼبدكتات يف حكم اترىبي انتصر غبرية التعبَت كجاء ضمن‬
‫حيثيات اغبكم‪:‬‬
‫"إف حجب موقع ابلصحافة اإللكًتكنية ىو من ذات جنس حظر صحيفة‬
‫مكتوبة جبانب أف كل ذلك قيد على حرية التعبَت ؿبظور دستوراي"‪ ..‬كأيضا‪..":‬إف‬
‫اؼبخالفات كاليت أيخذىا اؼبدعي على بعض اؼبواقع أبهنا تسببت يف التعرض لو ابإلىانة‬
‫فإف ذلك يسوغ لو مبلحقة مرتكبيها جنائيا كمدنيا إال أهنا ال ت رر حجب ىذه اؼبواقع‬
‫ابلكامل ؼبا ربتويو اؼبواقع ‪ -‬كما ىو معلوـ من آالؼ اؼبعلومات األخرل اليت يستفيد‬

‫(‪ )1‬يبكن االطبلع على قائمة كاملة هبا على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://www.hrinfo.net/press/2007/pr0510.shtml‬‬
‫‪024‬‬
‫منها كل من يسعي للمعرفة كابلتاِف يطوؽبم عقاب اعبهة اإلدارية يف حالة حجبها‬
‫اؼبوقع‪.‬‬
‫ككانت اغبكومة اؼبصرية قد قامت حبجب جزئي ؼبوقع "جبهة إنقاذ مصر"‬
‫‪ www.saveegyptfront.org‬منذ ِٕ يناير ََِٔ‪ ،‬حيث مت حجبو عن‬
‫مستخدمي اإلنًتنت يف مصر من اؼبشًتكُت يف أغلب شركات مزكدم خدمة اإلنًتنت‪.‬‬
‫كموقع "جبهة إنقاذ مصر"‪ ،‬ىو لساف حاؿ إحدل اجملموعات الناشطة يف ؾباؿ‬
‫اإلصبلح السياسي‪ ،‬كاليت تكونت ضمن ما يربو على أربع عشرة ؾبموعة ضاقت من‬
‫القمع كاالستبداد السياسي يف مصر‪ ،‬كخرجت تطالب ابؼبزيد من اغبرايت اؼبدنية‬
‫كالسياسية كاإلصبلح السياسي‪ ،‬كقد أعلنت بياهنا التأسيسي يف أبريل ََِٓ‪.‬‬
‫ككما حدث اغبجب على كبو مفاجئ كبشكل غَت رظبي‪ ،‬كذلك مت رفع اغبجب‬
‫عن موقع جبهة إنقاذ مصر يف النصف األخَت من عاـ ََِٕ كيبدك أف اغبكومة‬
‫اؼبصرية يف غلق موقع أك حجبو تزيد من شعبية اؼبوقع كمن معرفة مزيد من اعبمهور بو‪،‬‬
‫كذلك يؤدم حجب اؼبواقع كما يف حاؿ مواقع صباعة اإلخواف إُف إنشاء عشرة مواقع‬
‫جديدة بدال منو‪ ،‬فضبل عن إمكاف استخداـ تقنيات ذباكز اغبجب كتقنية "ال رككسي"‬
‫لتخطي أم حجب على أم موقع يف أم جزء من العاَف‪.‬‬
‫ككذلك شهد موقع "جريدة الشعب" اإللكًتكين‪ ،‬كمنتدل "شئوف مصرية"‪ ،‬كموقع‬
‫"جبهة إنقاذ مصر" حجبنا تبله رفع اغبجب‪.‬‬
‫كابلطريقة نفسها مت حجب موقع "منتدايت حرية" عن اؼبتصفحُت يف مصر‪ ،‬ككاف‬
‫اؼبنتدل قد أطلق ضبلة إلكًتكنية بعنواف "ال عبماؿ مبارؾ‪ ..‬ال للتوريث"‪ ،‬ككانت كاحدة‬
‫من أكليات اغبمبلت اليت تعارض فكرة التوريث عبلنية‪.‬‬
‫المملكة األردنية الهاشمية‬
‫ابلنسبة إُف كصف كضع التشريعات الصحفية يف األردف عاـ ََِٕ كفقا‬
‫لتقارير الباحثُت فقد حقق األردف إقبازين مهمُت يف ىذا اجملاؿ نبا‪:‬‬
‫‪025‬‬
‫ُ ‪ -‬إقرار أكؿ قانوف غبق اغبصوؿ على اؼبعلومات يف العاَف العريب‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬تعديل قانوف اؼبطبوعات كالنشر دبا ينص على مزيد من الضماتات غبق الصحفي‬
‫يف اغبصوؿ على اؼبعلومات‪.‬‬
‫كجرل بتاريخ ُ‪ ََِٕ/ٓ/‬تعديل قانوف اؼبطبوعات كالنشر الذم يتضمن عدة‬
‫إهبابيات كسلبيات‪.‬‬
‫كمن اإلهبابيات اليت أدخلت على القانوف‪ :‬إقرار قانوف ضماف حق اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬كيوازف القانوف بُت حق اؼبواطنُت يف اؼبعرفة كحق الدكؿ يف حجب‬
‫اؼبعلومات اليت تضر ابألمن الوطٍت‪ ،‬كيضع القانوف استثناءات على اؼبعلومات اليت هبوز‬
‫الكشف عنها‪ ،‬كمنها ما يتعلق ابػبصوصية كحفظ حقوؽ اآلخرين‪ ،‬كقضااي اؼبلكية‬
‫الفكرية‪ ،‬كاغبفاظ على اآلداب العامة كالصحة العامة‪.‬‬
‫كيعت ر إقرار قانوف ضماف حق اغبصوؿ على اؼبعلومات نقلة نوعية يف إعماؿ حق‬
‫اؼبواطن كالصحفي‪ ،‬كينص القانوف على ضماف حق اؼبواطن يف اغبصوؿ على اؼبعلومات‬
‫كليس الصحفي فقط‪ ،‬كحق يضمنو القانوف كليس منحة أك تساؿبنا من اغبكومة‬
‫كمؤسساهتا(ُ)‪.‬‬
‫كعلى جانب آخر قبد إضافة أخرل يف ىذا اجملاؿ يف نص اؼبطالعة القانونية اليت‬
‫أعدىا مركز ضباية كحرية الصحفيُت يف األردف حوؿ تطبيق قانوف اؼبطبوعات كالنشر‬
‫على مواقع اإلنًتنت‪ ،‬حيث قبد اؼبشركع األردين قد كضع اإلعبلـ ‪ -‬لغاايت تنظيمية‬
‫‪ -‬يف عدة قوالب قانونية ؿبددة حبيث جعل كل قالب قانوين يف تشريع مستقل‪ ،‬ككانت‬
‫اغبكمة من كراء ذلك التفريق يف التخصصات كاالختصاصات كإعطاء كل قسم من‬
‫أقساـ اإلعبلـ اػب رة اليت وبتاجها لقد كضع اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع دبا يشملو من بث‬
‫ىوائي (إذاعة كؿبطات أرضية كفضائية) يف قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع ككذلك‬

‫(‪ )1‬اغبرايت يف البلداف العربية‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ْ‪.‬‬


‫‪026‬‬
‫كضع الصحافة اؼبكتوبة دبا تشمل من صحف ككتب كؾببلت يف قانوف اؼبطبوعات‬
‫كالنشر‪ ،‬كحدد يف كل قانوف النطاؽ الذم هبب أف يشملو القانوف‪.‬‬
‫كبقيت الصحافة اإللكًتكنية كاليت ينظر إليها اؼبشرع األردين على أهنا إعبلـ عاؼبي‬
‫كليس من اؼبنطق أف يقوـ بوضع تشريع تنظيمي ؿبلي إلعبلـ عاؼبي يبارس من خارج‬
‫ضا ال تنتمي إُف بلد معُت لذا قانوف اإلعبلـ‬
‫األردف كيقرأ يف مواقع إلكًتكنية‪ ،‬كىي أي ن‬
‫اؼبرئي كاؼبسموع كىو اؼبكاف الطبيعي للمواقع اإللكًتكنية‪ ،‬كعليو كحيث إف قرار ديواف‬
‫التشريع كالرأم كقرار دائرة اؼبطبوعات كالنشر جاء ـبال نفا للمنطق القانوين السليم كف نقا‬
‫جملرايت اغبكمة التشريعية من النصوص القانونية اليت صاغها اؼبشرع األردين فقد أبدل‬
‫مركز ضباية كحرية الصحفيُت يف األردف عدة نقاط قانونية يهمنا منها النقطة الثالثة‪،‬‬
‫كجاءت كالتاِف‪ :‬إف القرار ـبالف للقانوف من حيث اؼبوضوع‪ ،‬فقد جاء يف القرار‬
‫الصادر عن ديواف التشريع كالرأم‪" :‬تعت ر اؼبواقع اإللكًتكنية مطبوعة كيشملها التعريف‬
‫الوارد ؽبا يف اؼبادة الثانية من قانوف اؼبطبوعات لغاايت تطبيق أحكاـ ىذا القانوف‬
‫عليها"‪.‬‬
‫وبايسدوع إىل ْط املادة ايجاْية ْـذدٖا تٓط عًى اآلتي‪:‬‬
‫اؼبطبوعة‪ :‬كل كسيلة نشر دكنت فيها اؼبعاين أك الكلمات أك األفكار أبية طريقة‬
‫من الطرؽ‪.‬‬
‫كحقيقة أف ظاىر النص يوحي أبف الصحافة اإللكًتكنية تدخل يف تعريف‬
‫اؼبطبوعة‪ ،‬لكن يبدك أف التفسَت الذم جاءت بو ىيئة االستشارات القانونية بديواف‬
‫التشريع كالرأم الذم جاء ـبال نفا للمنطق القانوين السليم للحكمة اؼبنشودة كمن كراء‬
‫تقنُت تشريع للصحافة اؼبكتوبة أبنواعها كفيو ـبالفة صارخة عبميع األسباب اؼبوجبة اليت‬
‫كضعت من أجل نصوص قانوف اؼبطبوعات كالنشر كذىب عند التفسَت إُف ابقي‬
‫النصوص القانونية الواردة يف القانوف كتوضيح ذلك ابآليت‪ :‬إف تعريف اؼبطبوعة ال ينظر‬
‫عاما كيلحقو بتعريفات‬
‫إليو بشكل مستقل فاؼبعركؼ أف اؼبشرع عندما يضع تعري نفا ن‬

‫‪025‬‬
‫عاما كإمبا يصبح خاصا كمتعل نقا ابلتعريفات التفصيلية اليت‬
‫تفصيلية فبل يصبح العاـ ن‬
‫تشرح كتفصل التعريف العاـ‪ ،‬كىذا ما حدث يف قانوف اؼبطبوعات كالنشر فبعدما عرؼ‬
‫اؼبطبوعة أبهنا "كل كسيلة نشر دكنت فيها اؼبعاين أك الكلمات أك األفكار أبية طريقة‬
‫من الطرؽ"‪ ،‬فقد فصل بينها كبُت ما ىي اؼبطبوعات اؼبقصودة لغاايت تطبيق القانوف‬
‫حيث عرفها ابآليت‪:‬‬
‫اؼبطبوعة الدكرية‪ :‬اؼبطبوعة الصحفية كاؼبتخصصة بكل أنواعها كاليت تصدر يف‬
‫فًتات منتظمة كتشمل‪:‬‬
‫(‪ )1‬املؽتٔغث اىططف٘ث وحشٍو ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اؼبطبوعة اليومية‪ :‬اؼبطبوعة اليت تصدر يومينا بصورة مستمرة ابسم معُت كأرقاـ‬
‫متتابعة كتكوف معدة للتوزيع على اعبمهور‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اؼبطبوعة غَت اليومية‪ :‬اؼبطبوعة اليت تصدر بصورة منتظمة مرة يف األسبوع أك‬
‫على فًتات أطوؿ كتكوف معدة للتوزيع على اعبمهور‪.‬‬
‫(‪ )2‬املؽتٔغث املخغططث‪:‬‬
‫اؼبطبوعة اليت زبتص دبجاؿ ؿبدد كتكوف معدة للتوزيع على اؼبعنيُت هبا أك على‬
‫اعبمهور كذلك حسبما تنص عليو رخصة إصدارىا‪.‬‬
‫بعد ىذا التفصيل لتعريف اؼبطبوعة ال يبكن القوؿ أبف اؼبشرع كاف يقصد مشوؿ‬
‫الصحافة اإللكًتكنية بتعريف اؼبطبوعة‪ ،‬إذ لو قصد ذلك لكاف عينها كعرفها كفصلها‬
‫كما فعل يف ابقي التعريفات كال يبكن أف يًتؾ األمر دكف ربديد‪.‬‬
‫إف كل نوع من أنواع اؼبطبوعات الواردة يف التعريفات السابقة لو أحكاـ قانونية‬
‫كتنظيمية كاردة يف القانوف كىذا كضع منطقي‪ ،‬أما الصحافة اإللكًتكنية فبل يوجد أم‬
‫حكم ينظمها يف ىذا القانوف كال يف أم قانوف آخر‪.‬‬
‫أمرا ما ضمن النطاؽ التطبيقي ألم قانوف دكف‬
‫كمن غَت اؼبعقوؿ أف يعت ر اؼبشرع ن‬

‫‪022‬‬
‫أف يضع لو أحكامو القانونية التنظيمية يف القانوف نفسو ألنو سيكوف من قبيل اللغو‬
‫كاؼبشرع ال يلغو‪.‬‬
‫إف السؤاؿ اؼبنطقي يف ىذا اؼبقاـ ليس ىو‪" :‬ىل يشمل تعريف اؼبطبوعة الصحافة‬
‫اإللكًتكنية أـ ال ؟" بل ىو‪ :‬ىل تصلح نصوص قانوف اؼبطبوعات كالنشر رقم ٖ لسنة‬
‫ُٖٗٗ كتعديبلتو للتطبيق على الصحافة اإللكًتكنية؟ كىل نصوص القانوف اليت‬
‫تفًتض كجود صفة الصحفي الذم ىو عضو النقابة اؼبسجل يف نقابة الصحفيُت فقط‬
‫تنطبق على مسئوِف اؼبواقع اإللكًتكنية يف حُت أف قانوف نقابة الصحفيُت ال يشملهم‬
‫أساسا؟‬
‫ن‬
‫كىل شركط كإجراءات الًتخيص الواردة يف القانوف كاليت تقتصر فقط على رخص‬
‫اؼبطبوعات الدكرية كاؼبتخصصة من اؼبمكن أف تنطبق على اؼبواقع اإللكًتكنية؟‬
‫كىل شركط مالكي اؼبطبوعات الدكرية كاؼبتخصصة كمديرم كرؤساء ربريرىا‬
‫تنطبق على مالكي كمديرم كرؤساء ربرير اؼبواقع اإللكًتكنية؟‬
‫كىل النصوص القانونية التجريبية اػباصة بعمل الصحفي عضو النقابة اؼبسجل‬
‫كيعمل يف اؼبطبوعات الدكرية تنطبق على اؼبواقع اإللكًتكنية؟‬
‫جوااب قانونينا كليس اعتباطينا ىو أف‬
‫إف اعبواب كالذم يفًتض فيو أف يكوف ن‬
‫نصا قانونينا إمبا يعاًف حالة معينة كال هبوز ذباكزىا أبية حاؿ من‬
‫اؼبشرع عندما يضع ن‬
‫األحواؿ كهبب االلتزاـ ابلتعريفات كالصيغ الواردة يف كل نص قانوين‪.‬‬
‫إذف ال يبكن أبية حاؿ من األحواؿ تطبيق النصوص اػباصة ابؼبطبوعات الدكرية‬
‫أبنواعها كبرؤساء التحرير كالصحفيُت الواردة بقانوف اؼبطبوعات كالنشر على اؼبواقع‬
‫اإللكًتكنية‪.‬‬
‫كإف القوؿ خببلؼ ذلك هبايف اغبقيقة القانونية اليت يبكن فهمها مباشرة من خبلؿ‬
‫الصياغة العامة لنصوص قانوف اؼبطبوعات كالنشر كاألسباب اؼبوجبة لو كتعريفات‬
‫احملاكم كتفسَتاهتا للمطبوعة كاليت تدكر كلها حوؿ أف اؼبقصود ابؼبطبوعة ىو اؼبطبوعات‬
‫‪025‬‬
‫الدكرية كف نقا لتعريف القانوف‪ ،‬كإف أم تفسَت يقوؿ بعكس ذلك إمبا يكوف تفسَتا غَت‬
‫قانوين ألنو ال هبوز تفسَت نص قانوين فسرتو احملاكم يف األساس‪.‬‬
‫إف اؼبكاف الصحيح للصحافة اإللكًتكنية إذا أردتا تنظيمها مع عدـ تسليمنا‬
‫أبحقية ذلك ىو قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع فإذا كاف اؼبشرع األردين ع ر يف ىذا‬
‫القانوف عن رغبتو بعدـ كضع تلك اؼبواقع كاإلنًتنت ككل ربت مظلة اإلعبلـ اؼبرئي‬
‫كاؼبسموع كذلك كف نقا لنص اؼبادة ِ من قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع فإنو ال يبكن‬
‫القوؿ أف اؼبشرع يرغب يف تنظيم ىذا القطاع يف قانوف اؼبطبوعات كالنشر‪ ،‬فقد نصت‬
‫اؼبادة ِ من قانوف اإلعبلـ اؼبرئي كاؼبسموع رقم ُٕ لسنة ََِِ على أف كل عملية‬
‫صورا أك‬
‫بث تليفزيوين أك إذاعي توصل إُف اعبمهور أك فئات معينة منو إشارات أك ن‬
‫أصواات أك كتاابت من أم نوع كانت ال تتصف بطابع اؼبراسبلت اػباصة كذلك بواسطة‬
‫ن‬
‫القنوات كاؼبوجات كأجهزة البث كالشبكات كغَتىا من تقنيات ككسائل كأساليب البث‬
‫أك النقل‪.‬‬
‫كما عرؼ البث أبنو‪ :‬إرساؿ األعماؿ أك ال رامج اإلذاعية كالتليفزيونية بواسطة‬
‫موجات كهركمغناطيسية أك ع ر أقمار صناعية أك تقنيات أك كسائل أخرل مهما كاف‬
‫كصفها أك طبيعتها يبكن اعبمهور من استقباؽبا ع ر صبيع الوسائل الفنية دبختلف أظبائها‬
‫كيستثٌت من ذلك الشبكة الدكلية للمعلومات "اإلنًتنت"(ُ)‪.‬‬
‫كىكذا يبدك الوضع يف األردف غَت مستقر‪ ،‬بل يبر دبرحلة ـباض‪ ،‬كإذا كاف‬
‫مساعد مدير عاـ دائرة اؼبطبوعات كالنشر األردنية قاؿ‪ :‬إف كل اؼبواقع اإللكًتكنية‬
‫كالصحافة اإللكًتكنية أصبحت زبضع لرقابة دائرة اؼبطبوعات كالنشر‪ ،‬اليت ستقوـ‬
‫بدكرىا ابإلشراؼ على ىذه اؼبواقع كمتابعة التجاكزات اليت تصدر عن اؼبواقع اؼبسيئة‪.‬‬

‫(‪ )1‬نصوص القانوف كانتقادات األردنيُت ؽبا على اؼبوقع اإللكًتكين ؼبركز ضباية كحرية الصحفيُت على‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.cdfJorg./look/Iaw.tp1‬‬
‫‪051‬‬
‫كعن اعبانب القانوين للقرار أكضح احملامي يونس عرب‪ ،‬اؼبتخصص يف قضااي‬
‫اؼبلكية الفكرية‪ ،‬أف بيئة اإلنًتنت من حيث تكوينها ديبقراطية البناء كاؼبشاركة كتقوـ‬
‫على فكرة حرية اختيار اؼبستخدـ ؼبصدر معلوماتو كقدرتو على الوصوؿ إُف اآلراء‬
‫كاؼبعلومات‪ ،‬كيف الوقت نفسو على فكرة شفافية اؼبعلومات كإاتحة الفرصة إلبداء‬
‫اآلراء بكل حرية ‪ ..‬كىذه الطبيعة ىي اليت دفعت ـبتلف دكؿ العاَف اؼبتقدـ كالنامي إُف‬
‫عدـ كضع أية قيود على استخداـ اإلنًتنت للحد من أية ضوابط قد تتعارض مع ىذه‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫أشكاال ـبتلفة من الرقابة كالتقييد‪،‬‬
‫ن‬ ‫كمن تاحية كاقعية كرغم أف غالبية الدكؿ تتبع‬
‫لكنها ال تصرح دبثل ىذا اإلجراءات بل زبفيها لقناعتها أبف ىذه اإلجراءات التقييدية‬
‫أمر مرفوض من قبل اؼبشرعُت كجهات القضاء كمنظمات حقوؽ اإلنساف كجهات‬
‫اغبرية كالرأم اؼبختلفة‪ ،‬ؽبذا كمن تاحية قانونية نرل أف قياـ دائرة اؼبطبوعات كالنشر‬
‫دبراقبة مواقع اإلنًتنت أمر يتعارض مع طبيعة اإلنًتنت نفسها‪ ،‬إف القرار يتعارض مع‬
‫أغراض كنشاط دائرة اؼبطبوعات نفسها‪ ،‬ألف دائرة اؼبطبوعات منوط هبا كسائل النشر‬
‫ذات االتصاؿ يف اجملتمع األردين يف حُت أف مواقع اإلنًتنت موجهة إُف اعبميع دكف أية‬
‫ؿبددات جغرافية أك إقليمية كما أف أغلب مواقع اإلنًتنت مسجلة لدل شركات عاؼبية‬
‫خارج نطاؽ األردف‪ ،‬مضيفا أف الرقابة الوحيدة اؼبتاحة من تاحية فنية ىي منع‬
‫اؼبستخدـ من إمكانية الوصوؿ إُف اؼبوقع كابلتاِف ليست ىناؾ رقابة متاحة على شاكلة‬
‫ما سبارسو الدائرة ذباه ما ينشر داخل األردف ‪.‬‬
‫كابلعموـ فإننا رأينا أف ىذا اإلجراء ال يتفق مع القانوف كقواعد حرية الرأم كال‬
‫يتناسب مع اعبانب العملي كمتطلباتو من حيث فبارسة ىذه اؼبهمة‪.‬‬
‫كأكد عضو ارباد كتاب اإلنًتنت د‪.‬دمحم مقدادم‪ :‬إننا ننادم برفع سقف اغبرايت‬
‫العامة كتوفَت اغبد األقصى من حرية التعبَت‪ ،‬كابلتاِف فإننا نعًتض على األنظمة اليت ربد‬
‫من ىذه اغبرايت اليت كفلها الدستور األردين يف كثَت من مواده كنصوصو‪ ،‬كألننا نعيش‬
‫يف ظل ربوالت ديبقراطية نتمٌت ؽبا أف تتنامى كتتصاعد كتَتهتا فإننا ندعو إُف كقف ىذه‬
‫‪050‬‬
‫اإلجراءات اليت ستناؿ من الطاقات الفكرية كاإلبداعية كربد من إمكاف التواصل بُت‬
‫صناع الفكر كالثقافة كمستهلكيها من اعبمهور(ُ)‪.‬‬
‫كىكذا تبدك التشريعات يف بلد كاألردف شبكة عنكبوتية رباكؿ أف تتحدل شبكة‬
‫عنكبوتية أك ر‪ :‬فلمن تكوف الغلبة؟‬
‫الجمهورية اللبنانية‬
‫خاصا‪ ،‬ألهنا رائدة يف العمل الصحفي‪ ،‬كمن ىنا‬
‫كضعا ن‬
‫الوضع يف لبناف قد يكوف ن‬
‫ضا بلد التناقضات بسبب الصراعات الطائفية اليت تطفو‬
‫تتميز يف تشريعاهتا‪ ،‬لكنها أي ن‬
‫على السطح‪ .‬إف لبناف صبهورية ديبقراطية برؼبانية تقوـ على احًتاـ اغبرايت العامة كيف‬
‫طليعتها حرية الرأم كاؼبعتقد‪ ،‬كعلى العدالة االجتماعية كاؼبساكاة يف اغبقوؽ كالواجبات‬
‫بُت اعبميع دكف سبايز أك تفضيل كىذا مكرس يف الفقرة "ج" من مقدمة الدستور‬
‫اللبناين‪.‬‬
‫كنصت اؼبادة ُّ من الدستور على حرية إبداء الرأم قوال ككتابة كحرية الطباعة‬
‫كحرية أتليف اعبمعيات كلها مكفولة ضمن دائرة القانوف فبا يعٍت كجود ضوابط ؼبمارسة‬
‫ىذه اغبرايت‪.‬‬
‫كتنص اؼبادة األكُف من قانوف اؼبطبوعات الصادر عاـ ُِٔٗ على أف "اؼبطبعة‬
‫كالصحافة كاؼبكتبة كدار النشر كالتوزيع حرة كال تقيد ىذه اغبرية إال يف نطاؽ القوانُت‬
‫العامة كأحكاـ ىذا القانوف"‪ .‬كقد امتاز اللبنانيوف عن غَتىم من الشعوب العربية أبهنم‬
‫كانوا أكؿ من مارس الصحافة فبارسة فعالة كعلى نطاؽ شعيب كاسع يف ببلدىم أك يف‬
‫سائر البلداف العربية كاألجنبية‪.‬‬
‫نصت اؼبادة "ِٕ" من قانوف ُُٕٗ على أف وبظر ‪ -‬إطبلقنا ‪ -‬إصدار أية‬
‫مطبوعة صحفية قبل اغبصوؿ ساب نقا على رخصة من كزير اإلعبلـ بعد استشارة نقابة‬

‫(‪ )1‬ينظر موقع ؾبلة ارباد كتاب اإلنًتنت العرب على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://www.diwanalarab.com/spip.php?articlel10607‬‬
‫‪052‬‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫كىناؾ نظاـ اإلخطار‪ ،‬كىناؾ نظاـ اؼبوافقة اؼبسبقة كعندما أيخذ القانوف بنظاـ‬
‫اإلخطار فهذا القانوف يفتح الباب أماـ تكوين الصحيفة دكف قيود‪ ،‬أما إذا كاف يتبٌت‬
‫اؼبوافقة اؼبسبقة‪ ،‬فهذا القانوف أيخذ برؤية مقيدة غبق تكوين الصحيفة كيضع سلطة‬
‫تقديرية من تاحية اإلدارة يف اؼبوافقة أك اؼبنع‪.‬‬
‫كالصحيفة يف لبناف تصدر كفق نظاـ اؼبوافقة اؼبسبقة من كزارة اإلعبلـ‪ ،‬كذبدر‬
‫اإلشارة إُف أف معظم الصحف يف لبناف ىي صحف خاصة كال ملكية للقطاع العاـ‬
‫عليها كالًتخيص ؽبا يكوف ع ر ؿباصصة كتوزيع سياسي‪ ،‬كىناؾ صحف أصحاهبا من‬
‫أقدـ أصحاب القلم كالكلمة‪ ،‬كجريدة النهار كصاحبها عميد الصحافة "غساف تويٍت"‪.‬‬
‫كما حظرت نشره اؼبادة ُِ ىو "األنباء كالتقارير كالصور كاؼبقاالت اؼبنافية‬
‫لؤلخبلؽ كاآلداب العامة ككقائع ؿباكمات الطبلؽ كفسخ الزكاج كاؽبجر كالبنوة ككقائع‬
‫ربقيقات إدارة التفتيش اؼبركزم كالتفتيش العدِف"‪.‬‬
‫كؿبظور أيضا نشر كقائع جلسات ؾبلس الوزراء كاعبلسات السرية للمجلس‬
‫النيايب ما َف يقرر نشرىا كىناؾ كثَت من احملظورات‪.‬‬
‫كىذه العقوابت تقع على اؼبدير اؼبسئوؿ ككاتب اؼبقاؿ كفاعلُت أصليُت حبسب‬
‫اؼبادة ِٔ من اؼبرسوـ االشًتاكي رقم َُْ‪ ،ٕٕ/‬أما صاحب اؼبطبوعة فيكوف مسئوال‬
‫مدنيا ابلتضامن مع اغبقوؽ الشخصية كنفقات احملاكمة كيتم إدخالو يف الدعول‬
‫للتعويض على اؼبتضررين‪.‬‬
‫جدير ابلذكر أف القضاء اللبناين وبكم فقط ابلغرامة كالعطل كالضرر كال وبكم‬
‫ابغببس‪.‬‬
‫أما ابلنسبة إُف اغببس االحتياطي فقد نصت اؼبادة ِٖ من اؼبرسوـ االشًتاكي‬
‫َُْ‪ ٕٕ/‬كاؼبعدلة دبوجب اؼبادة ٔ من القانوف رقم َّّ اتريخ ُٖ‪ُْٗٗ/ٓ/‬‬
‫على ما يلي‪" :‬ال هبوز التوقيف االحتياطي يف صبيع جرائم اؼبطبوعات"‪.‬‬
‫‪053‬‬
‫كما أف حق االطبلع على اؼبعلومات أساس الديبقراطية فإذا َف يعرؼ الناس ما‬
‫وبدث يف ؾبتمعهم كإذا كانت أعماؿ أكلئك الذين وبكموهنم ـبفية ال سبكنهم اؼبشاركة‬
‫فعليا يف شئوف ذلك اجملتمع فإهنا شرط أساس من شركط اغبكومة الصاغبة‪ ،‬كيرتكز‬
‫مبدأ كشف اؼبعلومات اؼبطلق على القرينة القائلة‪ :‬إف كل اؼبعلومات تصبح موضوع‬
‫كشف إال يف حاالت ؿبددة وبفظ ىذا اؼببدأ األسس اعبوىرية اليت ت رز مفهوـ حرية‬
‫االطبلع كهبب أف يضاؼ ىذا اؼبفهوـ إُف الدستور لكي يكوف حق اغبصوؿ على‬
‫كاضحا‪ ..‬كمن اغبقوؽ األساسية‪ :‬إف ىدؼ التشريع يف اؼبقاـ األكؿ ىو‬
‫ن‬ ‫الواثئق الرظبية‬
‫تطبيق الكشف اؼبطلق يف اؼبمارسة‪.‬‬
‫يف لبناف للصحفي اغبرية يف الوصوؿ إُف اؼبعلومات كإمبا توضع يف كجهو العراقيل‬
‫كاغبواجز إذ ترفض اغبكومة إعطاء اؼبعلومات كما ربصل‪ ،‬كوبظى بعض الصحفيُت‬
‫دبعاملة تفضيلية من قبل بعض السياسيُت‪ ..‬كغالبا ما يتم الوصوؿ إُف اؼبعلومات من‬
‫قبل الصحفيُت أبساليب ؿبًتفة فيما زبفى حقائق عن بعض ىؤالء بشكل اتـ‪.‬‬
‫ينتظم الصحفيوف يف ىيئتُت مستقلتُت نبا‪ :‬نقابة الصحافة اللبنانية كىي زبص‬
‫تاشرم اؼبطبوعات اللبنانية كأصحاهبا كتصدر الًتاخيص ؽبذه اؼبطبوعات كنقابة ؿبررم‬
‫الصحف اللبنانية اليت تعٌت بشئوف احملررين العاملُت يف الصحف اللبنانية‪ ،‬كال ينص‬
‫القانوف يف لبناف على التزاـ عضو نقابة الصحفيُت دبمارسة العمل الصحفي كال يلزـ‬
‫اغبصوؿ على ترخيص‪.‬‬
‫لكن يفرض القانوف يف اؼبادة ِّ من اؼبلحق رقم ْ‪ ُٕ/‬أف تتوافر يف أصحاب‬
‫الصحف كاؼبدير اؼبسئوؿ أف يكوف صحفيا كأف يكوف مسجبل يف نقابة الصحافة‪.‬‬
‫لكن الصحفي نفسو ال هبوز لو دخوؿ نقابة احملررين إال إذا كاف كاتبا يف صحيفة‬
‫مكتوبة كهبوز لؤلجنيب أف يبارس التحرير دكف االنتساب إُف النقابة كلو اغبق ابلبطاقة‬
‫مأذكتا لو يف اإلقامة يف لبناف كابلعمل فيو‬
‫الصحفية كمحرر صحفي بشرط أف يكوف ن‬
‫كأف تكوف قاعدة اؼبقابلة ابؼبثل مطبقة بُت بلده كلبناف‪.‬‬

‫‪054‬‬
‫ىذا‪ ..‬كللطائفية أتثَت كاضح يف العمل الصحفي اللبناين كتوجيو مساراتو كىو أمر‬
‫خاصا‪ ،‬لكنو مشار إليو يف النهاية فلكل مؤسسة لوف طائفي أكمذىيب فبيز‬
‫وبتاج حبثا ن‬
‫يبكن تلمسو بسهولة ع ر بعض اؼبؤشرات كمنها‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبوقع اعبغرايف للمؤسسة‪ ،‬كىو ـبلفات الفرز الطائفي اعبغرايف للحرب‪.‬‬
‫‪ -‬ىوية مالكها كأعضاء ؾبالس إدارهتا كربريرىا‪.‬‬
‫‪ -‬ىوية العاملُت فيها‪.‬‬
‫‪ -‬مضموهنا‪.‬‬
‫‪ -‬صبهورىا‪.‬‬
‫اؼبواجهة بُت اؼبعارضة كاؼبواالة يف لبناف ىي الشاىد على االنتهاكات اليت تناؿ‬
‫اؼبمارسة الصحفية يف لبناف‪ ،‬فالصحافة اللبنانية برغم كل الضغوطات ال تزاؿ تعت ر‬
‫األكثر ديبقراطية يف العاَف العريب‪ ،‬إذ ال يسجن الصحفي بسبب آرائو كيستطيع أف‬
‫وبصل على معلوماتو‪ ،‬لكنو قد يتعرض بسبب آرائو السياسية إُف القدح كالذـ كالتهديد‬
‫كالتهويل كاألىم إُف االغتياؿ ألنو الدارج يف لبناف يف اآلكنة األخَتة‪.‬‬
‫الوضع يف لبناف خطر على الشعب كالصحفي كالسياسي كقد ينفجر يف أية‬
‫غبظة‪ ..‬لقد فشل القضاء يف عدة مناسبات يف أف يكوف حكما مستقبل يعمل على‬
‫إعادة توازف القوم غَت اؼبتوازنة بُت اجملتمع اؼبدين ككسائل اإلعبلـ كالصحافة من جهة‬
‫كاغبكومة من جهة أخرل‪ ..‬فماذا عن كضع القضاء اللبناين؟ يف لبناف عوائق لتطبيق‬
‫القانوف بسبب السياسة كاحملاصصة كالطائفية كالتدخبلت السياسية كضعف السلطة‬
‫القضائية‪ ،‬لكن ابلرغم من كل ما تقدـ فإف لبناف بلد اغبرايت كاآلراء اغبرة‪ ،‬كتبقى فيو‬
‫أقبلـ حرة كفئة حرة تناضل من أجل اغبرية اغبقيقية كالعيش اؼبشًتؾ كالسبلـ‪.‬‬
‫كيف لبناف ال يوجد تشريع أك قانوف خاص ابلصحافة اإللكًتكنية‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫الجمهورية العربية السورية‬
‫سبثل سوراي حلقة ؿبكمة كقوية من حلقات اختناؽ اؼبمارسة الصحفية يف الوطن‬
‫العريب‪ ،‬خاصة إذا نظرتا إُف الواقع الصحفي يف عبلقتو ابلقوانُت كالتشريعات كسنجد‬
‫شبكة عريضة من القوانُت تعًتض أم سائر يف ىذا الطريق‪ ،‬حبيث ال يبكنو أف يتفاداىا‪.‬‬
‫كيبكن أف نقف كقفات منوعة مع الواقع الصحفي يف سوراي انطبلقا من التقارير‬
‫حىت نصل إُف الصحافة اإللكًتكنية دبا أهنا تنبثق من اؼبناخ نفسو‪.‬‬
‫تصدر يف سوراي ثبلث صحف يومية رئيسة يف مدينة دمشق كأربع صحف يومية‬
‫متواضعة اغبجم كالتحرير يف مراكز احملافظات (ضبص‪ ،‬ضباة‪ ،‬حلب‪ ،‬البلذقية) كتعود‬
‫ملكية ىذه الصحف صبيعها للدكلة‪.‬‬
‫كينبغي لنا اإلشارة إُف أف اؼبلكية رظبيا للدكلة لكنها فعليا تعود للحكومة اليت‬
‫حولت ىذه الصحف إُف صحف حكومية صرفة ال زبرج يف سياستها كخط ربريرىا عن‬
‫رغبة اغبكومة كمصاغبها كأتسبر أبمرىا‪ ،‬كنتج عن ىذه اغباؿ أف أصبحت اؼبهمة الرئيسة‬
‫للصحف ىي سبجيد إقبازات اغبكومة (كاغبكومات اؼبتتابعة) من جهة كالسكوت عن‬
‫أخطاء اإلدارة كفساد بعضها كاالمتناع عن مهمة رقابة سياساهتا كىي ‪ -‬كما ىو معلوـ‬
‫‪ -‬مهمة أساسية للصحافة من جهة اثنية‪ ،‬كمن جهة اثلثة أغلقت ىذه الصحف أبواهبا‬
‫أماـ ـبتلف التيارات السياسية كاالجتماعية غَت اؼبتوافقة مع سياسة اغبكومة‪ ،‬كربولت‬
‫يف اجملاؿ السياسي إُف ما يشبو النشرات اغبكومية اليت ال ذبد فيها أثرا للرأم اآلخر‪،‬‬
‫كأدل ذلك إُف سيطرة اغبكومة ككزارهتا كإدارهتا على اؼبعلومة كاحتكارىا كعدـ السماح‬
‫بنشرىا إال دبا يوافقها‪.‬‬
‫كقد ظبح لؤلحزاب اؼبنتمية للجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث (أم‬
‫األحزاب اغبليفة للنظاـ ) إبصدار صحف خاصة هبا‪ ،‬كأصدرت أربعة من ىذه‬
‫األحزاب صحفا سياسية أسبوعية أك نصف شهرية ؿبدكدة التأثَت‪ ،‬ضعيفة التمويل‪،‬‬
‫قليلة االنتشار‪ ،‬متواضعة اؼبستول اؼبهٍت‪.‬‬

‫‪056‬‬
‫كقد ظبح لبلربادات كالنقاابت اؼبهنية أف تصدر صح نفا كؾببلت صبيعها أسبوعية‬
‫كهتتم بشئوف ارباداهتا كنقاابهتا مثل نضاؿ الفبلحُت ككفاح العماؿ كاؼبرأة العربية كجيل‬
‫الثورة كاألسبوع األديب كغَتىا‪ .‬ال يوجد يف سوراي كسائل إعبلـ مرئية أك مسموعة سول‬
‫تلك اليت سبتلكها الدكلة (عدة إذاعات) ك(عدة قنوات تليفزيونية) كىي كالصحف‬
‫ربولت إُف كسائل حكومية صرفة أتسبر أيضا ككليا أبمر اغبكومة ال أبمر الشعب‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أف اغبكومة ىي اليت ربكم قبضتها كليا على كسائل الصحافة كاإلعبلـ‬
‫اؼبقركءة كاؼبسموعة كاؼبرئية‪ ،‬كذلك إما بطريق كزارة اإلعبلـ أك ابلطرؽ اؼبباشرة بواسطة‬
‫اإلدارات كاألجهزة األمنية أك بطريق ما يسمى ابلرقابة الذاتية‪.‬‬
‫ينص الدستور السورم ( اؼبادة ّٖ) على أف ( لكل مواطن أف يسهم يف الرقابة‬
‫كالنقد البناء دبا يضمن سبلمة البناء الوطٍت القومي كيدعم النظاـ االشًتاكي كفقا‬
‫للقانوف الذم َف يصدر)‪.‬‬
‫كعلى ذلك فإف حق النقد ؿبفوظ على الورؽ فقط دكف أف تتاح الفرصة ألحد أف‬
‫يبارسو يف حيز الواقع‪.‬‬
‫أما اغبصوؿ على اؼبعلومات فهو حق مطلق للحكومة كأجهزهتا كربتكر اغبكومة‬
‫نشر األخبار كتوزيعها على ككالة األنباء الرظبية ( ساتا)‪.‬‬
‫كلذلك يواجو الصحفيوف االستقصائيوف صعوابت كبَتة يف اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬كال توجد ضباية قانونية غبرية التعبَت كمع أف انتهاؾ حرية التعبَت ليست لو‬
‫شعبية لكنو هبد استنكارا متواضعا كصامتا‪.‬‬
‫كيف اػببلصة نبلحظ عدـ كجود قوانُت يف سوراي ربافظ على حرية التعبَت كحق‬
‫النقد كحق اغبصوؿ على اؼبعلومة‪ ،‬سول ما جاء يف الدستور الذم ربط ىذه اغبقوؽ‬
‫ابلقوانُت اليت َف تصدر كبقي األمر برمتو حكرا على كزارة اإلعبلـ كاجتهاداهتا كتفسَتاهتا‬
‫دكف مرجعيات قانونية كلعل ىذا يفرض التمييز بُت الصحف اؼبستقلة كالعامة يف‬
‫اعبوانب اؼبتعلقة دبهمات التحرير‪.‬‬
‫‪055‬‬
‫كبرغم أف سوراي صدقت على معظم االتفاقيات الدكلية غبقوؽ اإلنساف فإهنا َف‬
‫تدمج مضامُت ىذه االتفاقات يف التشريعات الوطنية اؼبتعلقة ابلصحافة كاإلعبلـ‬
‫كابلتاِف ال تطبقها‪.‬‬
‫كال تنص القوانُت كاؼبراسيم اؼبعموؿ هبا على الرقابة السابقة لوسائل اإلعبلـ‬
‫كالصحافة السورية كلكن كزارة اإلعبلـ تقوـ بنوع من الرقابة‪.‬‬
‫اقتصر اؼبرسوـ رقم (َٓ) لعاـ (ََُِ) على الدكرايت الصحفية كاؼبطابع‪،‬‬
‫كبقي اإلعبلـ اؼبسموع كاؼبرئي كاإللكًتكين دكف قانوف ينظمو كيضبط أحوالو‪ ،‬كلعل‬
‫السلطة السياسية استندت يف ذباىلها إُف إصدار قانوف خاص ابإلذاعة كالتليفزيوف‬
‫ألهنا ملك الدكلة كىي احملتكر الوحيد ؽبما‪.‬‬
‫أما الصحافة اإللكًتكنية فهي كافد إعبلمي جديد على سوراي كمع ذلك‪ ،‬تسيطر‬
‫صبعية اؼبعلوماتية (شبو الرظبية) على إعطاء رخص االشًتاؾ يف الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫كقد حجبت السلطة كبو (َُُ) من اؼبواقع على اإلنًتنت سورية كعربية‬
‫كأجنبية‪ ،‬منها مواقع إنًتنت فقط كمنها مواقع أخرل تعود لصحف أك مؤسسات غَت‬
‫سورية فقد حجبت مثبل مواقع صحف الشرؽ األكسط اللندنية كالنهار اللبنانية‬
‫كالسياسة الكويتية كالقدس العريب اللندنية كمواقع أخرل مثل اغبوار اؼبتمدف كشفاؼ‬
‫الشرؽ األكسط كإيبلؼ كأخبار الشرؽ كغَتىا‪ ،‬كىناؾ رقابة غَت منظورة كال قانونية‬
‫على مواقع اإلنًتنت‪ :‬كىكذا يعمل اإلعبلـ السورم اؼبسموع كاؼبرئي دكف قانوف تاظم‬
‫لنشاطاتو كمثلو اإلعبلـ اإللكًتكين‪ ،‬كيًتؾ األمر ؼبمارسات كزارة اإلعبلـ كاجتهاداهتا‬
‫كاجتهادات أجهزة األمن(ُ)‪.‬‬
‫كالوضع يف سوراي ابلنسبة للصحافة اإللكًتكنية ىو كضع مرتبط بوضع اإلنًتنت‬
‫عامة يف سوراي‪ ،‬كالذم سنرل أنو كضع مأساكم‪ ،‬دبا ينعكس على حاؿ الصحافة‬

‫(‪ )1‬اغبرايت الصحفية يف البلداف العربية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ٗٓ ‪.‬‬


‫‪052‬‬
‫اإللكًتكنية داخل سوراي‪ ،‬فلم وبظ اإلنًتنت منذ دخولو سوراي عاـ ُٖٗٗ ابالنتشار‬
‫الواسع كذلك لعدة أسباب منها األسعار اؼبرتفعة كاؼبراقبة كاؼببلحقة‪ ،‬لكنو يف اآلكنة‬
‫ازدايدا مبلحظنا للمشًتكُت يف ىذه اػبدمة كذلك بعد ربسُت بعض‬
‫ن‬ ‫األخَتة شهد‬
‫اػبدمات‪..‬‬
‫جدير ابلذكر أنو ىناؾ أربعة مزكدات خدمة إنًتنت يف سوراي ىي ابلًتتيب حسب‬
‫األقدـ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اؼبؤسسة العامة لبلتصاالت ( ال ريد )‪.‬‬
‫األكِف)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ِ‪ -‬اعبمعية العلمية السورية للمعلوماتية (‬
‫ّ‪ -‬آية ( ‪.)AYA‬‬
‫ْ‪-‬الشركة اؽبندسية للحواسب (‪. )CEC‬‬
‫األكؿ حكومي حبت اتبع لوزارة االتصاالت‪ ،‬كىو اؼبسيطر على شبكة اإلنًتنت‬
‫يف سوراي كاؼبالك اغبصرم ؽبا‪ .‬يتميز أبسعاره اؼبرتفعة كخدماتو احملدكدة‪ ،‬كمدل قباح‬
‫االتصاؿ ابلشبكة عن طريقو ال يتجاكز الػَّ ‪ %‬مقارنة ابؼبزكدات األخرل‪.‬‬
‫(األكِف) يعت ر أقدـ مزكد خدمة إنًتنت بعد اؼبؤسسة العامة‬
‫ٌ‬ ‫كاؼبزكد الثاين‬
‫نوعا ما كسرعة االتصاؿ كخدمة نقل الصوت اليت‬
‫لبلتصاالت‪ .‬يتميز أبسعاره اؼبعقولة ن‬
‫مؤخرا عليو‪.‬‬
‫مت تفعيلها ن‬
‫كالثالث ال ىبتلف عن الرابع يف شيء سول يف مدل تبعية الشركة للمؤسسة‬
‫العامة لبلتصبلت‪ ..‬فعند ظهور اؼبزكدين كمنافسُت يف السوؽ تنازلت اؼبؤسسة العامة‬
‫ؾباتا على الرغم من أف تلك‬
‫لبلتصاالت ؽبما بتقدًن خدمة ‪ VOIP‬نقل الصوت ن‬
‫(األكِف) ك(ال ريد)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اػبدمة كانت ؿبجوبة عن‬
‫على العموـ تعت ر اعبمعية العلمية السورية للمعلوماتية أفضل مزكد خدمة إنًتنت‬
‫يف سوراي فهي اػبدمة األنقى كاألسرع كاألرخص لكن تبقى ىناؾ مشكلة (اغبجب أك‬

‫‪055‬‬
‫اؼبنع أك " ‪ " FORBIDDEN‬أك السجن اإلنًتنيت) تواجو مستخدـ اإلنًتنت‪.‬‬
‫ؿبصورا يف بعض‬
‫ن‬ ‫فمعظم خدمات الشبكة ؿبجوبة سول التصفح كحىت التصفح أصبح‬
‫اؼبواقع اليت تركؽ للسلطة تصفحها‪ .‬فخدمة نقل الصوت كالصورة فبنوعة يف سوراي‪ ،‬مت‬
‫اإلفراج عنها مع بداية عاـ ََِٔ كذلك بعد ظهور شركة (آية) كمنافس يف السوؽ‬
‫كتقدًن تنازالت ؽبا من قبل اؼبؤسسة العامة لبلتصاالت من حيث نقل خدمة الصوت‬
‫كالصورة فقامت اعبمعية العلمية السورية للمعلوماتية إثر ذلك بتفعيل تلك اػبدمة‬
‫كتقديبها ابجملاف بعد أف كاف ىناؾ رسم لبلشًتاؾ هبا‪ ،‬رغم بقاء ىذه اػبدمة ؿبجوبة يف‬
‫اؼبؤسسة العامة لبلتصاالت حىت اآلف‪.‬‬
‫أما خدمة نقل اؼبلفات ‪ FTP‬فقد مت اإلفراج عنها مع الصوت كالصورة‪ ،‬كبقيت‬
‫ضا ؿبجوبة يف ال ريد‪ ،‬كحيت خدمة ‪ SSL‬بركتوكوؿ النقل اآلمن ع ر اإلنًتنت‪ ،‬ىذا‬‫أي ن‬
‫من تاحية اػبدمات‪ ،‬أما من تاحية التصفح فهذا حبد ذاتو مشكلة أساسية َف يتم حلها‬
‫حىت اآلف فمنذ دخوؿ اإلنًتنت سوراي َف تتوقف السلطات اؼبختصة حبمبلت االعتقاؿ‬
‫الواسعة على اؼبواقع السياسية كاإلخبارية كالدينية فحجبت العديد من اؼبواقع أنبها‪( :‬‬
‫إيبلؼ‪ ،‬أخبار الشرؽ‪ ،‬إسبلـ أكف الين‪ ،‬عرب اتيبز) كمواقع اإلخواف اؼبسلمُت كاؼبواقع‬
‫اإلسرائيلية دكف استثناء حيث إف اؼبواقع اإلسرائيلية تنتهي ببلحقة (‪ )il‬فعند كتابة أم‬
‫موقع فيو( ‪ )il‬فسوؼ تظهر لك صفحة تبُت أف اؼبوقع فبنوع ‪ FORBIDDEN‬على‬
‫الرغم من أف العنواف قد يكوف خاطئنا‪.‬‬
‫كمت حجب اؼبواقع الكردية على الطريقة نفسها اليت مت هبا حجب اؼبواقع‬
‫اإلسرائيلية أم أنو إذا كتبت‪ www.qamislo.(any) :‬فإنو سوؼ يعطيك إشارة‬
‫اغبجب على الرغم من عدـ كجود مثل ىذا العنواف على الشبكة‪ .‬كحىت أىم مكوتات‬
‫اإلنًتنت ال ريد اإللكًتكين (‪ )E-mail‬األجنبية منها كالعربية َف تسلم من االعتقاؿ‬
‫كأنبها كانت‪ Hotmail Yahoo Gawab Maktoob Ayna :‬كبقيت‬
‫ؿبجوبة حىت أبريل ََِْ ليطلق سراحها كعاد حجب موقع ‪ HOTMAIL‬مقدـ‬
‫تشفعا‬
‫خدمة ال ريد اإللكًتكين اجملاين يف ُٕ‪ ََِٔ-ٕ-‬لكن إطبلؽ سراحو َف يكن ن‬
‫‪211‬‬
‫ابل ريد اإللكًتكين بل بسبب ضيق السجوف ابؼبواقع كاليت امتؤلت بعد أف مت حجب‬
‫الكثَت من اؼبواقع الكردية السياسية منها كالثقافية كاإلخبارية بسبب نشرىا صور‬
‫الضحااي كاعبرحى كمقاطع فيديو فاضحة للحكومة كبتهمة أف تلك اؼبواقع تسيء إُف‬
‫ظبعة الدكلة ( كتسعي القتطاع أجزاء من الوطن كإغباقها بدكلة أجنبية )‪ .‬فقامت حبجب‬
‫اؼبواقع التالية‪ ( :‬قامشلو‪ ،‬عامودا‪ ،‬عفرين‪ ،‬كوابين‪ ،‬تَتيز‪ ،‬شبكة األخبار الكردية‪،‬‬
‫سيدا‪.) ..‬‬
‫كذلك مواقع خدمات االستضافة كحجز اؼبواقع تعاين ىي أيضا اغبجب‪ ..‬إف‬
‫ىذه السياسة القاسية كاؼبتشددة ذباه اؼبواقع السياسية اؼبعارضة كاإلخبارية كالثقافية‬
‫كالدينية كاػبدمية أتيت دبقابل ظباح السلطات للمواقع اإلابحية كامبل دكف حجب(ُ)‪.‬‬
‫فهل يبكن أف تتنفس الصحافة اإللكًتكنية يف ظل ىذ الواقع الصحفي اؼبختنق؟!‬
‫فلسطين‬
‫كثَتا عنو لدل البلداف العربية‪ ،‬ألنو‬
‫التشريع للصحافة داخل فلسطُت ىبتلف ن‬
‫تشريع لدكلة داخل دكلة‪ ،‬فهو تشريع ليس لو حق التشريع‪ ،‬كليس لو حق الوجود‪،‬‬
‫سوءا نتيجة االنقسامات الداخلية بُت الفلسطينيُت‪،‬‬
‫اؼبمارسة الصحفية كضعيتها تزداد ن‬
‫كحسبما تشَت التقارير شهدت اغبرايت اإلعبلمية يف األراضي الفلسطينية أكضاعا‬
‫مأساكية‪ ،‬كتعدايت خطَتة َف نشهدىا من قبل‪ .‬كبفعل خصوصية كتعقيدات الوضع يف‬
‫األراضي الفلسطينية كتعدد السلطات اليت تتنازع السيطرة على األرض كاإلنساف‪ ،‬فقد‬
‫تعددت مصادر ىذه االنتهاكات لكن النتيجة ظلت كاحدة كىي اؼبساس ابغبرايت‬
‫العامة كيف مقدمتها اؼبمارسة الصحفية اغبرة‪.‬‬
‫أيؿ جهدا يف تقييد الصحافة الفلسطينية ع ر‬
‫االحتبلؿ اإلسرائيلي كعادتو َف ي‬
‫سلسلة من اإلجراءات كاؼبمارسات اليت تراكحت بُت إطبلؽ الرصاص على الصحفيُت‬

‫(‪ )1‬ابفل علي‪ :‬من راقب الناس مات نبنا "اإلنًتنت يف سوراي‪ ( ،‬مقاؿ ) على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪210‬‬
‫كاالعتداء عليهم ابلضرب كربطيم أدكاهتم كاحتجازىم على اغبواجز العسكرية كمنع أك‬
‫أتخَت تنقلهم من منطقة ألخرل كاعتقاؿ العديد منهم كربويلهم لبلعتقاؿ اإلدرام دكف‬
‫ؿباكمة‪ .‬يضاؼ إُف ذلك كلو اقتحاـ مقرات الصحف كؿبطات التليفزيوف كالراديو‬
‫احمللية يف العديد من اؼبدف الفلسطينية كإغبلؽ بعضها أبكامر عسكرية‪ ،‬كمصادرة‬
‫األجهزة كاؼبعدات منها‪ ،‬كالسيطرة على ترددات العديد من ىذه احملطات كبث ببلغات‬
‫عسكرية ابللغة العربية موجهة للسكاف الفلسطينيُت‪ .‬كما عبأ االحتبلؿ يف العديد من‬
‫اغباالت إُف منع الصحف الفلسطينية اليومية اليت تصدر يف الضفة الغربية من الوصوؿ‬
‫إُف قطاع غزة‪ ،‬كما حاؿ بفعل اغبصار اؼبفركض على غزة من إدخاؿ الورؽ‪ ..‬األمر‬
‫الذم أدل إُف توقف بعض الصحف كاجملبلت ىناؾ عن الصدكر‪.‬‬
‫كتراكحت االنتهاكات للحرايت اإلعبلمية أبيد فلسطينية ما بُت القتل كاػبطف‬
‫كاإلصابة ابلرصاص كالضرب كاالعتقاؿ كاقتحاـ مقرات إعبلمية كسرقة أك ربطيم‬
‫ؿبتوايهتا‪ ،‬إضافة إُف حرؽ أعداد من الصحف كمنع طباعة كتوزيع بعضها كهتديد‬
‫العاملُت فيها‪ ،‬كمنع الصحفيُت من تغطية األحداث‪ ،‬كاستدعاء صحفيُت للتحقيق‪،‬‬
‫كحجب مواقع إنًتنت كتدمَت ؼبواقع صحف إلكًتكنية كهتديد العاملُت هبا ابلقتل مثلما‬
‫حدث مع صحيفة (دنيا الوطن) اإللكًتكنية‪.‬‬
‫كمن اؼبؤسف أف القضاء الفلسطيٍت ظل غائبا عن ؾبمل ىذه االنتهاكات‬
‫للحرايت اإلعبلمية سواء يف اعبانب اإلسرائيلي أـ الفلسطيٍت كظل اعبناة طليقي اليدين‬
‫دكف اعتقاؿ أك ؿباكمة‪.‬‬
‫جدير ابلذكر أف الصحافة اإللكًتكنية يف فلسطُت ابلذات ىي نوع جديد من‬
‫أنواع اؼبقاكمة َف تعهده من قبل‪ ،‬كال بد أف يصب اغبديث عنها كعن تشريعاهتا‬
‫كعبلقاهتا ابلسلطة يف ىذه النقطة‪ ،‬لذا ال عجب أف نقف ىذه الوقفة السريعة أماـ‬
‫اؼبظهر اعبديد للصحافة اإللكًتكنية من خبلؿ بلد كفلسطُت كقد خلصت دراسة‬
‫علمية أكاديبية فلسطينية ( أطركحة ماجستَت للصحفي الفلسطيٍت خالد معاِف من‬
‫مدينة سلفيت ابلضفة الغربية يف التخطيط كالتنمية السياسية من جامعة النجاح الوطنية‬
‫‪212‬‬
‫بنابلس بفلسطُت) إُف نتيجة مفادىا أف الصحافة اإللكًتكنية أسهمت يف تعزيز أسس‬
‫التنمية السياسية الفلسطينية‪ ،‬كأف ؽبا أتثَتات عميقة يف ؾباؿ التنشئة السياسية كبناء‬
‫كتشكيل الرأم العاـ حوؿ ـبتلف القضااي كعملية التغيَت السياسي‪ .‬كبُت استطبلع‬
‫للرأم مشلتو الدراسة أف ُٗ‪ %‬من طلبة جامعة النجاح الوطنية يعت ركف أف الصحافة‬
‫اإللكًتكنية أسهمت يف رفع درجة الوعي السياسي لديهم‪.‬‬
‫كاكتسبت الدراسة أنبية ألهنا تبحث يف موضوع جديد ىو األكؿ من نوعو على‬
‫مستول الوطن العريب كىو الصحافة اإللكًتكنية كأتثَتاهتا يف التنمية السياسية‪ ،‬حيث‬
‫كاف عنواف الرسالة اعبامعية "أثر الصحافة اإللكًتكنية على التنمية السياسية يف الضفة‬
‫الغربية كقطاع غزة منذ عاـ ُٔٗٗ كحىت عاـ ََِٕ"‪ ،‬كاستغرؽ إعداد ىذه الدراسة‬
‫قرابة سنتُت بسبب عدـ كجود مراجع كندرة الدراسات السابقة حوؿ اؼبوضوع‪ ،‬حيث‬
‫أكد الباحث معاِف أنو اضطر إُف االستعانة ابؼبقاببلت كاالستبانة كترصبة بعض الكتب‬
‫من اللغة اإلقبليزية إلقباز الرسالة‪.‬‬
‫فقد بينت عينة عشوائية أخذت من جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬تتكوف من ََُ‬
‫طالب كطالبة أف نسبة ٔٗ‪ %‬من الطبلب كالطالبات يستخدموف اإلنًتنت‪ ،‬كأف ّٔ‬
‫‪ %‬منهم يستخدمونو بشكل متواصل‪ ،‬كْٕ‪ %‬يستخدمونو بعض الشيء‪ ،‬كُّ‪%‬‬
‫تادرا‪ ،‬كْ‪ %‬ال يستخدمونو‪ .‬كما بينت أف ٖٔ‪ %‬من اؼبستطلعة آراؤىم يتابعوف‬‫ن‬
‫اؼبواقع كالنشرات السياسية كاليت ىي يف الغالب تكوف ع ر الصحافة اإللكًتكنية‬
‫للمواقع اغبزبية‪ ،‬كأفَِ‪ %‬منهم يتابعوف اؼبواقع كالنشرات السياسية بشكل مستمر‪،‬‬
‫أحياتا‪ ،‬كَّ‪ %‬تادرا‪ ،‬كُْ‪ %‬ال يتابعوف النشرات السياسية‪.‬‬
‫كّٔ ‪ %‬أجابوا ن‬
‫كتشَت ىذه النتيجة إُف أف فئة الطلبة لديها اىتماـ كبَت ابألمور السياسية‪،‬‬
‫كاؼبواقع اليت ت رز ذلك كىي اؼبواقع اغبزبية يف الغالب‪ ،‬فبا يشكل تعبئة كبَتة كتقوية ال‬
‫يستهاف هبا للوعي السياسي لديهم‪ ،‬كيبكن إرجاع ىذه النسبة الكبَتة من الطبلب‬
‫الذين يتابعوف النشرات السياسية إُف خصوصية كجود االحتبلؿ‪ ،‬كما يقتضيو الواقع‬
‫السياسي الفلسطيٍت من حراؾ سياسي يومي‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫كأجاب َّ‪ %‬من الطبلب كالطالبات عن السؤاؿ الثالث أبهنم يتابعوف اؼبواقع‬
‫اغبزبية‪ ،‬كأف ِّ‪ %‬يتابعوف اؼبواقع التحليلية‪ ،‬كّٖ‪ %‬يتابعوف ال رامج الواثئقية‪.‬‬
‫كىذا يشَت إُف أف ثلث الطلبة يهتموف دبعرفة كجهة نظر األحزاب العاملة على الساحة‬
‫الفلسطينية حوؿ ـبتلف اؼبستجدات‪ ،‬كتغذية عقوؽبم كفكرىم بكل شيء جديد حوؿ‬
‫ذلك‪ ،‬خاصة أف ىناؾ كل يوـ ما ىو جديد من قبل األحزاب الفلسطينية دبا ىبص‬
‫القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫كما أكضحت العينة كذلك أف القضية الفلسطينية حصلت على ما نسبتو‬
‫ُٔ‪ %‬من متابعتهم‪ ،‬كأف َِ‪ %‬من متابعات العينة توجهت كبو القضااي العربية‬
‫كاإلسبلمية‪ ،‬كٔ‪ %‬أبدكا اىتمامهم بقضااي البيئة كاؼبرأة‪ ،‬كُّ ‪ %‬اىتموا بقضااي‬
‫التطور العلمي كالتقٍت‪ ،‬كىم ابألرجح من الكليات العلمية‪ .‬كاف مفاجئنا للباحث ضعف‬
‫االىتماـ من قبل العينة بقضااي اؼبرأة كالبيئة‪.‬‬
‫ضا إُف تبلزـ كترابط القضية الفلسطينية مع ؿبيطها العريب‬
‫كتشَت ىذه النتائج أي ن‬
‫كاإلسبلمي فتصويت َِ‪ %‬من العينة ‪ -‬كىم من طلبة فلسطُت ربدي ندا ‪ -‬أبهنم‬
‫يتابعوف القضااي العربية كاإلسبلمية يؤكد عمق الركابط كاؽبم اؼبشًتؾ مع احمليط العريب‬
‫كاإلسبلمي‪ ،‬كأف الشبكة تسهم يف ذلك‪.‬‬
‫كأجاب ٔٗ‪ %‬من العينة عن السؤاؿ اػبامس أبف الشبكة تسهم يف بنائهم‬
‫اؼبعريف‪ ،‬كْٔ‪ %‬تسهم بشكل كبَت يف ذلك‪ ،‬كْٓ ‪ %‬أجابوا أهنا تسهم بعض‬
‫الشيء‪ ،‬كٓ‪ %‬أجابوا قليبل‪ ،‬كْ‪ %‬أجابوا ببل‪.‬‬
‫قواي على أف اؼبعرفة ‪-‬كوهنا أحد عوامل‬
‫مؤشرا ن‬
‫ن‬ ‫كيبكن اعتبار ىذه اؼبعطيات‬
‫التغيَت السياسي‪َ -‬ف تعد مقتصرة على كسائل اإلعبلـ األخرل كالسابق‪ ،‬بل تسيد‬
‫صبيعا يف البناء اؼبعريف‪ ،‬بل سبقت الوسائل اليت قبلها‪ .‬كفيما‬
‫كتربع اإلنًتنت عليها ن‬
‫يتعلق ابلسؤاؿ السادس‪ ،‬فقد أجابُٖ‪ %‬من أفراد العينة أبف حرية االطبلع يف‬
‫مواقع اإلنًتنت متوافرة أكثر من كسائل اإلعبلـ األخرل‪ ،‬حيث إف نسبة ّٔ‪%‬‬

‫‪214‬‬
‫قليبل‪ ،‬كْ‪%‬‬
‫كثَتا‪ ،‬كْٓ‪ %‬منهم بعض الشيء‪ ،‬كُٓ‪ %‬أجابوا ن‬
‫أجابوا أبهنا متوافرة ن‬
‫أجابوا ببل‪.‬‬
‫كىذا يشَت إُف اغبرية الواسعة اليت يتمتع هبا اإلنًتنت‪ ،‬كأف الرقابة تكاد تكوف غَت‬
‫موجودة على الشبكة اإللكًتكنية‪ ،‬فبا يعجل يف تسارع لرفع سقف اغبرايت يف اجملتمع‬
‫الفلسطيٍت‪ ،‬كيعجل يف عملية التغيَت السياسي كاليت ىي بدكرىا أحد أسس التنمية‬
‫السياسية يف أم ؾبتمع السؤاؿ األخَت كالذم ىو األكثر أنبية يف االستبياف‪ ،‬أجاب‬
‫ُٗ‪ %‬من العينة أبف الشبكة رفعت من كعيهم السياسي‪ ،‬كمنهم ْٔ‪ %‬أجاب أبهنا‬
‫رفعتو بشكل كبَت‪ ،‬كْٓ‪ %‬بعض الشيء‪ ،‬كٓ‪ %‬قليبل‪ ،‬كْ‪ %‬أهنا َف تسهم يف رفع‬
‫كعيهم السياسي‪ ،‬كىي نسبة عادية حيث إنو من اؼبمكن أف قبد من ال يعرؼ أك من ال‬
‫يريد استخداـ الشبكة‪.‬‬
‫كتشَت نتائج السؤاؿ السابع األىم من بُت األسئلة كاألخَت يف االستبانة إُف مدل‬
‫أنبية الدكر الذم تلعبو الشبكة اإللكًتكنية‪ ،‬خاصة الصحافة اإللكًتكنية كجزء منها يف‬
‫عملية تشكيل كرفع منسوب الوعي السياسي لدل الطبلب‪ ،‬كمدل اىتمامهم ابلقضااي‬
‫السياسية اغبياتية احمليطة هبم‪ ،‬كىذا ما يؤكد ضركرة زايدة االىتماـ ابلشبكة من قبل‬
‫صناع القرار كالسياسيُت للتعجيل بفضح كتعرية كزكاؿ االحتبلؿ(ُ)‪.‬‬
‫ضا‬
‫كىذا التأثَت عاؼبي كليس ؿبلينا فقط‪ ،‬كإف كانت ىذه إهبابية‪ ،‬فعلينا أف نعلم أي ن‬
‫أف لو سلبياتو اػباصة حىت نضع األمور يف نصاهبا‪ ،‬فقد شكل ظهور اإلعبلـ اإللكًتكين‬
‫نقلة نوعية يف ثورة االتصاالت‪ ،‬فهذه الوسيلة َف تلغ ما قبلها من الوسائل اإلعبلمية‪،‬‬
‫كما توقع البعض‪ ،‬بل احتوهتا‪ ،‬فبات ىناؾ الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كاإلعبلـ اإللكًتكين‬
‫اؼبرئي كاؼبسموع‪ ،‬كىذا الدمج كالتداخل بُت األمباط اؼبتنوعة أفرز قوالب إعبلمية‬
‫متعددة‪ ،‬ال يبكن حصرىا‪ ،‬ألهنا يف تطور سريع يتخذ أشكاال متنوعة‪ .‬ىذا ما دفع‬
‫العديد من اعبماعات كاألشخاص‪ ،‬بل حىت الدكؿ إُف التنبو ألنبية ىذه الوسيلة للتعبَت‬

‫(‪ )1‬ينظر صحيفة ( عرب ْٖ) على الرابط التاِف‪www.arabs48.com /display :‬‬

‫‪215‬‬
‫عن مواقفها‪ ،‬كالوصوؿ ألك ر عدد فبكن من اعبماىَت من خبلؿ ضغطة زر كاحدة‪.‬‬
‫كنتيجة الحتداـ الصراع الفلسطيٍت اإلسرائيلي‪ ،‬عمل كل طرؼ على تركيض ىذه‬
‫األداة لصاغبو‪ ،‬كمحاكلة لكسب الرأم العاـ العاؼبي‪ ،‬كالتعبَت عن آرائو كمواقفو من‬
‫صبيع اؼبسائل كالقضااي‪.‬‬
‫كدبا أنو غالبا ما يتحدث الكثَتكف عن قدرة الصحافة اإللكًتكنية اإلسرائيلية على‬
‫التأثَت يف اجملتمع الدكِف‪ ،‬بينما توصف نظَتهتا الفلسطينية ابلضعف كالًتىل‪ .‬فإف ىذا‬
‫التصور‪ ،‬كفر أرضية خصبة‪ ،‬إلجراء مقارنة جزئية بُت مبلمح كخصائص اؼبواقع‬
‫اإلعبلمية اإللكًتكنية لكبل اعبانبُت‪ ،‬يف ؿباكلة لئلجابة عن سؤاؿ شائك ذم حدين‪،‬‬
‫ىو‪ :‬من يتفوؽ على اآلخر؟ ككيف؟‬
‫ىناؾ ما يزيد على ََُ موقع إخبارم إلكًتكين فلسطيٍت‪ ،‬معظمها غَت معركؼ‬
‫للجمهور بشكل كاسع‪ ،‬كجزء كبَت منها ال يبتلك كوادر صحافية مدربة كمعدة بشكل‬
‫جيد أك حىت مراسلُت‪ ،‬كابلتاِف فهي تستمد معطياهتا كموادىا من كسائل إعبلـ أخرل‪،‬‬
‫تادرا ما يكوف‬
‫ابإلضافة إُف بياتات اؼبؤسسات كالًتصبات عن الصحف الع رية‪ ،‬ككذلك ن‬
‫لدل ىذه اؼبواقع لغة مساندة للعربية‪ ،‬ابستثناء اؼبركز الفلسطيٍت لئلعبلـ احملسوب على‬
‫حركة ضباس‪ ،‬الذم ينشر أبكثر من لغة‪ .‬منها اللغة الركسية‪ ،‬كاللغة اؼباالكية‪،‬‬
‫كالفرنسية‪ ،‬كاللغة الفارسية‪.‬‬
‫أما إسرائيلينا‪ ،‬فتوجد عشرات اؼبواقع اإللكًتكنية اإلخبارية‪ ،‬متعددة اللغات‪ ،‬منها‬
‫الركسية‪ ،‬كالصينية‪ ،‬كالفرنسية‪ ،‬ابإلضافة إُف اؼبواقع اإللكًتكنية للصحف اليومية‬
‫الثبلث‪ ،‬يديعوت‪ ،‬كىاآرتس كمعاريف‪ ،‬كاألكُف كالثانية تنشراف ابإلقبليزية‪ ،‬ابإلضافة إُف‬
‫اللغة الع رية‪ ،‬كما يوجد موقع صحيفة جَتكزليم بوست‪ ،‬الناطق ابللغة اإلقبليزية‪ ،‬كىي‬
‫مواقع ترتيبها من حيث عدد الزكار متقدـ على اؼبستول العاؼبي‪.‬‬
‫ككفقا ؼبا يرصده الدارسوف فبل شك أف اإلعبلـ اإللكًتكين ألية دكلة يستمد قوتو‬
‫أك ضعفو من اغبالة اإلعبلمية ؽبذه الدكلة‪ ،‬كابجململ فبل ؾباؿ للمقارنة بُت اإلعبلـ‬

‫‪216‬‬
‫اإلسرائيلي القوم كاؼبؤثر يف اإلعبلـ العاؼبي بشكل كبَت‪ ،‬كاإلعبلـ الفلسطيٍت الذم‬
‫يظل إعبلما غَت مؤثر‪.‬‬
‫ىذا بشكل عاـ‪ ..‬أما بشكل خاص فالتقنيات اليت يستخدمها اإلعبلـ االلكًتكين‬
‫اإلسرائيلي ىي أعلى بكثَت من التقنية اليت يستخدمها اإلعبلـ الفلسطيٍت‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إُف أف اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ىو إعبلـ مستهلك للمادة اإلعبلمية‪ ،‬كليس‬
‫إعبلما منتجا مثل اإلعبلـ اإلسرائيلي‪ .‬كما أف أتثَت اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت عاؼبيا‬
‫ؿبدكد للغاية يف مقابل اإلعبلـ اإللكًتكين اإلسرائيلي الذم ىو يف كثَت من األحياف‬
‫مرجع خ رم ؼبؤسسات إعبلمية دكلية‪.‬‬
‫كاؼبتابع ؼبواقع الصحف اإللكًتكنية الفلسطينية أيضا يلحظ يف أغلبها كثافة‬
‫اؼبعلومات اؼبتدفقة يومينا‪ ،‬كىو ما يؤدم إُف إغراؽ القارئ بكمية كبَتة من اؼبعلومات‪،‬‬
‫فبا يعيق ىضمو كفهمو للتوجو السياسي الفلسطيٍت بشكل عاـ‪ ،‬كىذا بدكره وبوؿ دكف‬
‫تشكيل الرأم العاـ لفكرة أك رأم معُت ذباه األحداث كالقضااي اؼبتسارعة‪.‬‬
‫ىذه السلبيات تؤثر على الصحافة اإللكًتكنية يف فلسطُت كىو ما الحظو بعض‬
‫الدارسُت ابلقوؿ‪ :‬اإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ضعيف‪ ،‬كإبمكاف الشخص اكتشاؼ‬
‫ذلك بسهولة ع ر مدخل بسيط‪ ،‬ىو أف يلج قائمة أىداؼ كل موقع‪ ،‬حيث يرفق كل‬
‫بوتا‬
‫موقع رسالة كاضحة كمكثفة عن أىدافو كأمانيو‪ ،‬كمن مقارنة سريعة سيجد أف ىناؾ ن‬
‫شاسعا بُت األىداؼ كما ربقق على األرض‪.‬‬
‫ن‬
‫يقوؿ بعض الفلسطينيُت اؼبختصُت‪ :‬عمليا األىداؼ الك رل ليست عيبا‪،‬‬
‫لكن كل صحفنا اإللكًتكنية تضع أىدافنا ك رل لكنها ال تستطيع ربقيقها دبفردىا يف‬
‫ظل تبعثرىا كعملها الفردم غَت اؼبمنهج‪ ،‬أك ر دليل على ذلك معرفة اؼبتابع أف حركة‬
‫فتح أنشأت ؽبا ‪ -‬ع ر جهات كمؤسسات ـبتلفة ‪ -‬أكثر من ُِ موقعا إعبلميا جديدا‬
‫منذ اتريخ سيطرة حركة ضباس على قطاع غزة‪ ،‬تضاؼ إُف اؼبواقع السابقة اليت تزيد عن‬
‫ىذا العدد‪ ،‬كبغض النظر عن أىداؼ ىذه اؼبواقع كمن يقف خلفها‪ ،‬فإهنا تعاين‬

‫‪215‬‬
‫الويبلت كيكتشف فيها اؼبصائب على صعيد اػبدمة أك اؼبضموف‪ ،‬أسوة بغَتىا من‬
‫اؼبواقع"‪ .‬كمن مث خسرتا الكثَت كالكثَت‪ ،‬ككصلنا ؼبا كبن عليو اآلف من ضعف كترد‬
‫كترىل كأدكار ؿبصورة كؿباصرة دبا يبليو السياسي كيفرضو اغبزب‪.‬‬
‫قبل عاـ ََِٕ كاف الصراع الفلسطيٍت ‪ -‬اإلسرائيلي يتسيد أجندة اإلعبلـ‬
‫اإللكًتكين الفلسطيٍت‪ ،‬بينما يف الوقت اغباضر حلت مكانو اؼبواجهة بُت فتح كضباس‪،‬‬
‫كأصبحت القضااي االجتماعية كاالقتصادية شبو مغيبة‪ ،‬بينما حافظ اإلعبلـ اإللكًتكين‬
‫اإلسرائيلي على نوع من اؼبوازنة‪ ،‬فهناؾ ترتيب لؤلكلوايت‪ ،‬الداخلية كاػبارجية‪ ،‬يتوافر‬
‫يف األكُف ىامش كاسع للمناكرة كطريقة اؼبعاعبة‪ ،‬أما القضااي اػبارجية‪ ،‬فهي ؿبكومة‬
‫ابؼبنظور األمٍت‪.‬‬
‫لذلك يعارض الكثَت من الباحثُت كاإلعبلميُت التعامل مع اإلعبلـ اإللكًتكين‬
‫اإلسرائيلي بنية صافية‪ ،‬كيشددكف على ضركرة تناكؿ ما تنشره اؼبواقع اإلسرائيلية ابلنقد‬
‫كالتحليل كاؼبقارنة‪ ،‬كليس ؾبرد نقل ؼبعلوماهتا كتقاريرىا‪ ،‬اليت بعضها وبتوم على‬
‫شوائب‪ ،‬كابلوتات اختبار كإشاعات لضرب اعببهة الداخلية الفلسطينية‪.‬‬
‫كنتيجة ؼبا سبق طالب بعض الباحثُت يف ىذا الشأف اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية‬
‫الفلسطينية بوقف التصعيد اإلعبلمي‪ ،‬كاالهتاـ اؼبتبادؿ‪ ،‬ألف ذلك يسهم يف أتجيج‬
‫اؼبوقف كزايدة حالة االحتقاف يف الشارع الفلسطيٍت‪.‬‬
‫كأف ما هبرم من ذبريح كزبوين‪ ،‬كتشهَت كقدح كذـ على ـبتلف اؼبواقع الصحفية‬
‫خصوصا التابع لكل من حركيت التحرير الوطٍت الفلسطيٍت فتح‪ ،‬كحركة‬
‫ن‬ ‫اإللكًتكنية‪،‬‬
‫اؼبقاكمة اإلسبلمية ضباس ىي تصرفات غَت مسئولة‪ ،‬ألهنا دبثابة صب الزيت على النار‪.‬‬
‫فبعدما أثبت الشعب الفلسطيٍت قدرتو على نقل رسالتو جبدارة إُف العاَف‪ ،‬كبعدما‬
‫رقما صعبنا أماـ البوؽ اإلعبلمي‬
‫شكلت اؼبواقع الصحفية الفلسطينية اإللكًتكنية ن‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬جاءت بعض اؼبواقع لتنحرؼ عن مسارىا‪ ،‬كتقع يف مستنقع اػببلؼ‬
‫بدال من أف تركز على‬
‫كاالقتتاؿ‪ ،‬كاستباحة دـ الفلسطيٍت عن طريق أخيو الفلسطيٍت‪ ،‬ن‬

‫‪212‬‬
‫القواسم اؼبشًتكة كتنبذ اػببلؼ‪.‬‬
‫لذا فعلى كل القائمُت على اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية سواء التابعة للقول‬
‫اؼبتنازعة‪ ،‬أـ الرظبية كاغبكومية منها إُف كقف كل أشكاؿ التصعيد‪ ،‬كالتأجيج‪،‬‬
‫كاالنشغاؿ فقط يف فضح اؼبمارسات اإلسرائيلية‪.‬‬
‫كعلى اؼبواقع الصحفية اإللكًتكنية الًتكيز ابألساس على حشد الرأم العاـ احمللي‬
‫كاإلقليمي كالدكِف ضد االحتبلؿ‪ ،‬كالًتكيز على اعبرائم اإلسرائيلية كتسليط الضوء‬
‫عليها‪ ،‬إضافة إُف إظهار الدعم اؼبعنوم من خبلؿ إبراز مدل التأييد كااللتفاؼ حوؿ‬
‫القضية الفلسطينية‪ ،‬كإُف االىتماـ ابلرد على الركاية اإلسرائيلية اؼبغلوطة ابلنسبة إُف‬
‫بدال من االنشغاؿ بصراعات داخلية أعادت القضية‬‫تفسَت األحداث اعبارية‪ ،‬ن‬
‫الفلسطينية حواِف نصف قرف إُف الوراء(ُ)‪.‬‬
‫خاصا من‬
‫نوعا ن‬
‫كىكذا تبدك الصحافة اإللكًتكنية كاإلعبلـ اإللكًتكين الفلسطيٍت ن‬
‫اؼبقاكمة على اؼبستول احمللي كالعاؼبي‪ ،‬كمع ذلك لو سلبياتو‪ ،‬كىو ما يدعو إُف ضركرة‬
‫كجود تشريعات خاصة بو تابعة من الواقع الفلسطيٍت ابإلضافة إُف ميثاؽ شرؼ هبب‬
‫احًتامو لدل كل األحزاب‪.‬‬
‫جمهورية السودان‬
‫كثَتا من اغبركب‬
‫نظرا إُف الطبيعة اعبغرافية كالتارىبية للسوداف اليت شهدت ن‬
‫ن‬
‫الداخلية‪ ،‬فإف لو طبيعة داخلية خاصة‪ ،‬كقد انعكس ىذا على العمل الصحفي يف‬
‫عبلقتو ابلتشريعات كالقوانُت اليت تسنها الدكلة‪ ..‬األمر الذم يؤدم إُف تقلص مفهوـ‬
‫اغبرية فيما ىبص العمل الصحفي يف النهاية سواء الصحافة الورقية أـ اإللكًتكنية‪ ،‬كردبا‬
‫تتسم صحافة السوداف ابغبيوية كالنمو‪ ،‬لكن الصحفيُت السودانيُت ‪ -‬كف نقا ؼبا بُت‬
‫أيدينا من تقارير ‪ -‬يواجهوف اؼبضايقات اؼبتنوعة من اعتقاؿ إُف كقف صحفهم عن‬

‫(‪ )1‬ككالة معا‪ :‬فلسطُت‪ ،‬تابلس ‪.ََِٕ-ُ-ٕ ،‬‬


‫‪215‬‬
‫الصدكر‪ ،‬كذلك عندما يقوموف بتغطية أنباء ال تود اغبكومة نشرىا‪ ،‬كقد جرل كقف‬
‫الصحف اليت تنتقد اغبكومة كتعليقها عن الصدكر كإلقاء القبض على صحفييها‬
‫كإساءة معاملتهم كتغريبهم‪.‬‬
‫كتستخدـ اغبكومة كسائل متنوعة لتقييد حرية الصحافة برغم أف دستور عاـ‬
‫ُٖٗٗ كالدستور االنتقاِف عاـ ََِٓ يكفل حرية التعبَت كالصحافة‪.‬‬
‫كقد كضعت اغبكومة خطوطنا ضبراء حوؿ العديد من اؼبواضيع بصورة تعسفية‪،‬‬
‫ضا ابؼبادة‬
‫كما تطبق القانوف عليها بصورة متناقضة زبل ليس ابلدستور كحسب بل أي ن‬
‫ُٗ من العهد الدكِف اػباص ابغبقوؽ اؼبدنية كالسياسية كاؼبادة ٗ من اؼبيثاؽ اإلفريقي‬
‫غبقوؽ اإلنساف كالشعوب اللذين يشكل السوداف طرفنا يف كليهما‪.‬‬
‫كبرغم أف نظاـ "اػبطوط اغبمراء" ظل سارم اؼبفعوؿ فقد شهدت الصحف‬
‫السودانية منذ عاـ ََُِ تطورات إهبابية متعلقة ابؼبمارسة الصحفية إذ رفعت‬
‫اغبكومة الرقابة السابقة قانونينا كأنشأت اجمللس الوطٍت للصحافة الذم يشكل اؽبيئة‬
‫الرظبية اؼبشرفة على كسائل اإلعبلـ اؼبطبوعة إذ يتابع مدل التزاـ الصحف كالصحفيُت‬
‫بقانوف الصحافة لعاـ ََِْ كمدكنة قواعد آداب اؼبهنة لعاـ ََُِ ككبلنبا يشكل‬
‫قي ندا شرعينا على حرية التعبَت يف السوداف لؤلسباب التالية‪:‬‬
‫قيودا على الصحافة ربت‬
‫تفرض اؼبادة (َُّ) من قانوف اإلجراءات اعبنائية ن‬
‫طائلة قانوف الطوارئ يف حالة إعمالو‪ ،‬إذ سبلك النيابة سلطة تعطيل الصحف يف الوقت‬
‫الذم تتجو فيو أغلب دكؿ العاَف إُف التخلي عن معاقبة الصحافة عن طريق القوانُت‬
‫اعبنائية‪ ،‬كيتم اللجوء يف حالة كجود ـبالفة إُف القوانُت اؼبدنية‪.‬‬
‫كهبمع اغبقوقيوف السودانيوف على رفض استخداـ ىذا النص يف التعامل مع‬
‫اغبرايت العامة ألف ىذه اؼبادة (َُّ) من قانوف اإلجراءات اعبنائية ىي مادة تتعلق‬
‫ابلصحة كالسبلمة العامة كاستخدامها يف مواجهة الصحف اليت تتعارض مع الدستور‬
‫االنتقاِف لعاـ ََِٓ كاستخدامها يعد توقيع عقوبة كال يبتلك حق إصدار العقوبة إال‬

‫‪201‬‬
‫القاضي اؼبختص‪.‬‬
‫كيعتقد كثَت من الصحفيُت السودانيُت أف اؼبادة (َُّ) إجراءات جنائية قد‬
‫اكبرفت عن مسارىا القانوين الذم قصده اؼبشرع كاؽبادؼ إُف ضباية السبلـ كالصحة‬
‫العامة‪ ،‬فبا دفع إُف مصادرة اغبرايت األساسية بشىت الوسائل‪ ،‬إذ استخدمت يف إيقاؼ‬
‫صحيفة (السوداين)(ُ) بتاريخ ُ‪.ََِٕ/ُُ/‬‬
‫كيرل بعض الصحفيُت السودانيُت أال يكوف ىناؾ ؾبلس متخصص بتنظيم العمل‬
‫الصحفي‪ ،‬كأف يتم إصدار الصحف بعد إخطار اعبهات اؼبعنية فقط‪ ،‬كيطالبوف حبذؼ‬
‫القيود القانونية على حرية النشاط الصحفي يف طبسة قوانُت أنبها‪ :‬قانوف الصحافة‬
‫كالقانوف اعبنائي(ِ)‪.‬‬
‫كيعتقد الصحفيوف أف الوضع اغباِف ابلنسبة إُف حرية الصحافة مقبوؿ نوعا ما‪..‬‬
‫خصوصا من قبل رؤساء التحرير كيركف أف‬‫ن‬ ‫لكن اؼبشكلة يف تعاظم الرقابة الذاتية‬
‫الصحافة اؼبكتوبة ربظى هبامش ربرؾ لنقل التقارير النقدية أكثر من اإلعبلـ اؼبرئي‬
‫كاؼبسموع الذم تسيطر عليو الدكلة سباما‪.‬‬
‫جدير ابلذكر أف عاـ ََِٕ شهد جهودا كطنية للوصوؿ إُف قانوف ديبقراطي‬
‫للصحافة كقد مت إعداد مشركع قانوف جديد للصحافة ابلتعاكف مع مؤسسة اذباىات‬
‫اؼبستقبل كبرتامج األمم اؼبتحدة اإلمبائي كمت عقد ندكات مع منظمات عاؼبية معنية حبرية‬
‫الصحافة منها منظمة اؼبادة ُٗ كىي اؼبادة اؼبتعلقة حبرية الصحافة يف العهد الدكِف‬
‫غبقوؽ اإلنساف‪ ،‬كما مت عقد مائدة مستديرة يف اػبرطوـ كرمبيك كنَتكيب للتداكؿ حوؿ‬
‫أفضل القوانُت لضماف حرية كسائل اإلعبلـ اإللكًتكنية كعلى العموـ توجد أربعة‬
‫مشركعات لقوانُت من ضمنها مشركع قانوف حوؿ حق اغبصوؿ على اؼبعلومات كآخر‬

‫(ُ) ؿبجوب عركة‪ :‬رئيس ؾبلس إدارة جريدة (السوداين) يف مقابلة شخصية مع اؼبؤلف بتاريخ‬
‫ٓ‪.ََِٖ/ٓ/‬‬
‫(ِ) اؼبرجع السابق‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫حوؿ قطاع اإلذاعة كالتليفزيوف‪ ،‬كمن اؼبفًتض أف زبضع ؾبموعة مشركعات القوانُت‬
‫تلك للصياغة النهائية كدؾبها يف مشركع قانوف كاحد ليقدـ إُف ال رؼباف للنظر فيو‪.‬‬
‫كفيما يتعلق ابإلعبلـ اإللكًتكين يرل الصحفيوف أف اغبكومة تراقب اؼبواقع‬
‫كالصحف اإللكًتكنية كربجب العديد منها كقد قررت اؼبؤسسة الوطنية السودانية‬
‫لبلتصاالت كضع أجهزة مراقبة على اؼبواقع اإللكًتكنية منذ عاـ ََِْ كأسست‬
‫كحدة خاصة النتقاء اؼبعلومات اليت يبكن ؼبستخدمي اإلنًتنت يف السوداف االطبلع‬
‫عليها‪ ،‬كتدعي اغبكومة أهنا ربظر اؼبواقع اإلابحية هبدؼ اغبفاظ على القيم االجتماعية‬
‫غَت أهنا تشمل حبظرىا اؼبواقع السياسية كمواقع أخرل ألسباب كاىية من أجل قمع‬
‫اؼبعارضة كاحملافظة على الصورة النمطية اليت يطرح اإلنًتنت خبلفها‪ ،‬كيشار ىنا إُف أف‬
‫قليبل فقط من الصحف السودانية لديها مواقع إلكًتكنية‪.‬‬
‫عددا ن‬
‫ن‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫كعن كضع القوانُت كالتشريعات اػباصة ابلعمل الصحفي عامة كعبلقة ذلك‬
‫ابغبرية تشَت التقارير ‪ -‬كمن ذلك تقرير " عبنة ضباية الصحافيُت " اػباص ابلسعودية ‪-‬‬
‫إُف كجود ثبلث قول تعمل على إعاقة اؼبمارسة الصحفية ىي‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبسئولوف اغبكوميوف الذين يطردكف رؤساء التحرير‪ ،‬كيبنعوف الكتاب اؼبنشقُت من‬
‫العمل‪ ،‬كيدرجوف أظباءىم يف البلئحة السوداء‪ ،‬كأيمركف إبغفاؿ اؼبواضيع اؼبثَتة‬
‫للجدؿ‪ ،‬كيؤنبوف كتاب االفتتاحيات على كتاابهتم هبدؼ درء االنتقاد غَت‬
‫اؼبرغوب فيو كهتدئة اؽبيئات الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبؤسسة الدينية احملافظة اليت تضغط ؼبنع تغطية القضااي االجتماعية كالثقافية‬
‫كالدينية‪.‬‬
‫‪ -‬احملرركف اؼبنصاعوف للدكلة الذين يعملوف على إغفاؿ القضااي اؼبثَتة للجدؿ‪،‬‬
‫كيذعنوف للضغوطات الرظبية اؽبادفة إُف التخفيف من تغطية قضااي كهذه‪،‬‬
‫كيسكتوف األصوات اؼبنتقدة‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫كابلطبع ىذا ينعكس على نظاـ اؼبطبوعات كالنشر كمن مث على الصحافة يف‬
‫منظومة متكاملة‪ ..‬أما اإلذاعة كالتليفزيوف فهما ملك للحكومة كتديرنبا كزارة اإلعبلـ‪.‬‬
‫كيؤخذ على نظاـ اؼبطبوعات كالنشر اؼببلحظات التالية‪:‬‬
‫ُ‪ -‬نصت اؼبادة (ّٕ) على أف " تنظر يف اؼبخالفات ألحكاـ ىذا النظاـ عبنة تشكل‬
‫بقرار من الوزير برائسة ككيل الوزارة اؼبختص ‪ " ..‬إذ يرل بعض القانونيُت عدـ‬
‫قانونية ىذ اؼبادة اليت تتيح للجاف اإلدارية التابعة للسلطة التنفيذية اختصاص‬
‫قضائي دبعاقبة شخص أك جهة ما‪ ،‬كىي تفتقد مبادئ القضاء العادم كاغبياد‬
‫كاالستقبللية كيتضح اػبلل القانوين من منطلق أف اػبصم ىو اغبكم يف معظم‬
‫اغباالت‪ ،‬كىو ىنا الوزير دكف سواه‪.‬‬
‫ِ‪ -‬استخداـ النظاـ ؼبصطلحات عامة غامضة للحد من حرية العمل الصحفي‪ ،‬مثل‬
‫نص اؼبادة (ٖ) على "حرية التعبَت عن الرأم مكفولة دبختلف كسائل النشر يف‬
‫نطاؽ األحكاـ الشرعية كالنظامية" إذ ال يوجد إطار كاضح كؿبدد لؤلحكاـ‬
‫النظامية فبا يهدد حرية التعبَت حبجة أهنا ليست يف نطاؽ األحكاـ النظامية كما‬
‫تنص اؼبادة (ٗ) على أنو " يراعى عند إجازة اؼبطبوعة ‪ ..‬أف تلتزـ ابلنقد‬
‫اؼبوضوعي البناء اؽبادؼ إُف اؼبصلحة العامة‪ ،‬كاؼبستند إُف كقائع صحيحة" كىنا‬
‫تطالعنا اإلشكالية نفسها يف دقة اؼبصطلحات ككضوح التعابَت‪ ،‬ألف قرار إجازة‬
‫اؼبطبوعة من عدمو يعتمد على تفسَت الرقيب للنقد اؼبوضوعي البناء‪ ،‬كىو ما‬
‫يًتؾ اجملاؿ مفتوحا للتأكيل كالتقدير على عكس ما هبب أف وبدث يف إطار نظاـ‬
‫يهدؼ إُف تقنُت اؼبمارسة اإلعبلمية كتنظيمها‪.‬‬
‫ّ‪ -‬وبدد النظاـ أىدافو ابلنشر إُف الدين اغبنيف كمكارـ األخبلؽ‪ ،‬كيف ىذا التوجو‬
‫يفرض سلطة سابقة‪ ،‬كىبالف الوظيفة الرئيسة لئلعبلـ كىي اإلخبار‪.‬‬
‫ْ‪ -‬يشًتط القانوف استخبلص "إذف طباعة كتداكؿ" ألم نص يراد طباعتو أك نشره‪،‬‬
‫كللوزارة اؼبوافقة أك الرفض كوبق للفرد التظلم للوزير خبلؿ َّ يوما من اتريخ‬

‫‪203‬‬
‫الرفض‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬تتدخل الوزارة يف اؼبوافقة على اؼبواد اإلعبلنية "التجارية" اليت تطبع كىذه‬
‫النشاطات ىي نشاطات ذبارية حبتة‪ ،‬كما أهنا تشًتط اؼبوافقة على نوعية اإلعبلف‪،‬‬
‫كمدتو‪ ،‬كشكلو‪.‬‬
‫أما خبصوص حق الصحافة يف النقد‪ ،‬فإف ىناؾ حساسية مفرطة ذباه النقد الذم‬
‫يبس اػبطوط اغبمراء يف الدكلة كىي‪ :‬الدين‪ ،‬كالسياسة‪ ،‬كالعائلة اؼبالكة‪ ،‬كأجهزة األمن‬
‫كغَتىا‪ ،‬كىو فبا تدرج إُف أشخاص اؼبسئولُت العاديُت يف الوزارات كاؼبؤسسات العامة‬
‫كما زبضع "ألفاظ اؼبقاالت الصحفية" لرقابة دقيقة فقد يتعرض الصحفي للتحقيق إذا‬
‫فبنوعا‪ ،‬كما تقوـ األجهزة األمنية أحياتا ابلتدخل لتطلب من‬
‫ما أكرد لفظا أك اصطبلحا ن‬
‫الصحف منع النقاش حوؿ موضوع عاـ قد يؤثر يف اؼبمنوعات يف اجملتمع‪.‬‬
‫كقد انضمت السعودية إُف أربع معاىدات غبقوؽ اإلنساف‪ :‬اتفاقية حقوؽ الطفل‬
‫( ُٔٗٗ)‪ ،‬كاالتفاقية الدكلية إلزالة صبيع أشكاؿ التميز العنصرم أك العقوبة القاسية‬
‫أك البل إنسانية أك اؼبهنية (ُٕٗٗ)‪ ،‬كاتفاقية صبيع أشكاؿ التمييز ضد اؼبرأة‬
‫(َََِ)‪ .‬كيف اآلكنة األخَتة‪ ،‬أكدت اغبكومة عزمها على اؼبصادقة على العهد‬
‫الدكِف اػباص ابغبقوؽ اؼبدنية كالسياسية لكن ربفظات اغبكومة على ىذه اؼبعاىدات‬
‫متوافرا يف‬
‫ن‬ ‫اليت انضمت إليها ذبعل من التزاـ اغبكومة أمرا مشكوكا فيو‪ .‬أصبح اإلنًتنت‬
‫السعودية منذ عاـ ُٖٗٗ‪ ،‬كيوجد حواِف ِِ ‪ %‬من مستخدمي اإلنًتنت صبيعهم‬
‫متصلوف ابؼبزكد التابع للدكلة‪ ،‬كىو سلطة تقنيات االتصاالت كاإلعبلـ اليت سبنح‬
‫الرخص ؼبوفرم خدمة اإلنًتنت‪ ،‬كما تقوـ بػ " تصفية " الشبكة كتسجيل اؼبواقع‬
‫السعودية‪.‬‬
‫كتفرض السعودية قيودا على استخداـ اإلنًتنت‪ ،‬إذ تعًتؼ كحدة خدمة اإلنًتنت‬
‫علنا أبهنا سبنع النفاذ إُف ما يقارب ََْ ألف موقع هبدؼ ضباية اؼبواطنُت من اؼبضموف‬
‫اؼبخل ابألخبلؽ كغَت اؼبناسب سياسيا‪ .‬كقد ربوؿ العديد من اؼبنتقدين كاؼبعارضُت‬

‫‪204‬‬
‫السعوديُت كبو اإلنًتنت‪ ،‬كربديدا ابذباه التدكين‪ ،‬هبدؼ التعبَت عن آرائهم كانتقاداهتم‬
‫كاػبوض يف النقاشات(ُ)‪.‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫إف االذباه اغبكومي لدل دكلة اإلمارات العربية اؼبتحدة كالذم يتمثل يف‬
‫التشريعات اؼبباشرة‪ ،‬صدر من القوانُت ما يضم الصحافة اإللكًتكنية إُف قانوف‬
‫اؼبطبوعات‪ ،‬ابإلضافة إُف صدكر ضوابط ربكم العمل الصحفي يف الوقت نفسو‪.‬‬
‫كبناء على ىذا تقوؿ التقارير‪ :‬إنو ما زاؿ يتم التعامل مع قانوف اؼبطبوعات كالنشر‬
‫االربادم رقم ُٓ كالذم صدر سنة َُٖٗـ‪ ،‬أما نطاؽ تطبيق القانوف من تاحية‬
‫اؼبواد اإلعبلمية‪ ،‬فقد جاء ابلقانوف تعريف اؼبطبوعات أبهنا (كل الكتاابت أكالرسومات‬
‫أك القطع اؼبوسيقية أك الصور الشمسية أك غَت ذلك من كسائل التعبَت أبية مادة كانت‬
‫سواء كاف ذلك مقركءا أـ مسموعا أـ مرئينا إذا كاف قاببل للتداكؿ) ككرد يف اؼبادة‬
‫(ٖٗ) من القانوف على كجو اػبصوص‪ ،‬كيف بقية اؼبواد أكثر من طبسة كعشرين قيدا‬
‫على الكاتب أك الصحفي أك اؼبنتج أك غَته أبف يلتزـ هبا كإال عد مرتكبا عبريبة معاقب‬
‫عليها قانونينا(ِ)‪.‬‬
‫ضا ما ىو أمشل ففي ٔ يونيو ََِٕ أصدر‬ ‫قبد يف إطار االذباه اغبكومي أي ن‬
‫قانوتا بتأسيس‬
‫صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آؿ هنياف‪ ،‬رئيس دكلة اإلمارات ن‬
‫شركة أبو ظيب لئلعبلـ كشركة مسانبة عامة فبلوكة ابلكامل غبكومة أبو ظيب كنص‬
‫القانوف على أف تنشأ يف اإلمارة شركة مسانبة عامة فبلوكة ابلكامل غبكومة أبو ظيب‬
‫تسمى "شركة أبو ظيب لئلعبلـ" تتمتع ابلشخصية االعتبارية كاالستقبلؿ اؼباِف كاإلدارم‬
‫كاألىلية القانونية الكاملة للتصرؼ على أف يكوف اؼبركز الرئيس للشركة يف مدينة أبو‬
‫ظيب كستتحوؿ دبوجب القانوف ملكية كل من قناة أبو ظيب الفضائية كقناة أبو ظيب‬

‫(‪ )1‬اغبرايت الصحفية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص َِ كما بعدىا‪.‬‬


‫(ِ) اؼبرجع السابق‪ :‬ص ُِ‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫الرايضية كإذاعة أبو ظيب كإذاعة إمارات إؼ‪.‬إـ كإذاعة القرآف الكرًن كجريدة االرباد‬
‫كؾبلة زىرة اػبليج كؾبلة السوبر كؾبلة ماجد إُف الشركة إضافة إُف صبيع األصوؿ الثابتة‬
‫كاؼبنقولة التابعة ؽبذه الوحدات‪.‬‬
‫حدد القانوف أىداؼ الشركة يف القياـ جبميع األعماؿ اؼبتعلقة ابإلذاعة‬
‫كالتليفزيوف كاإلعبلـ دبا يف ذلك ‪ -‬على سبيل اؼبثاؿ ال اغبصر ‪ -‬اإلرساؿ كالبث‬
‫اإلذاعي اؼبسموع كاؼبرئي كاإلنتاج كالتسويق كالدعاية كاإلعبلف كاػبدمات الناشئة عنها‬
‫أك اؼبتعلقة هبا داخل اإلمارة كخارجها كتقدًن خدمات اإلعبلـ ع ر اإلنًتنت أك من‬
‫خبلؿ أية كسيلة من كسائل التكنولوجيا(ُ)‪.‬‬
‫أما عن االذباه الصحفي كموقفو من التشريعات اغبكومية كاغبرية الصحفية فقد‬
‫رفعت صبعية الصحفيُت إُف اجمللس الوطٍت لئلعبلـ يف اإلمارات مقًتحات هبدؼ كضع‬
‫قانوف جديد يصوف الصحفي كمهنتو‪ ،‬يقوـ على مبدأ أف اإلابحة ىي األصل كاؼبنع ىو‬
‫االستثناء‪ ،‬كمن اؼبتوقع أف يركز القانوف اعبديد على توصيف الصحافة كماىيتها كما ىو‬
‫عملها كطرح عدة نقاط أساسية منها ضركرة استبعاد عقوبة اغببس كاستقبللية الصحفي‬
‫كالصحيفة ككضع الشركط اؼبطلوب من الصحفي االلتزاـ كالتقيد هبا‪.‬‬
‫كمن اؼبتوقع أف يشكل إصدار القانوف اعبديد للمطبوعات كالنشر بعد إقراره‬
‫من جانب السلطات اؼبختصة خطوة مهمة يف إرساء العمل الصحفي يف الدكلة على‬
‫أسس اثبتة كتوفَت مناخات إهبابية جديدة لو‪ ،‬ال سيما يف ظل التعديبلت اؼبهمة اؼبقرر‬
‫إدخاؽبا على بنود ىذا القانوف كاليت ستتيح مساحة أكسع من اغبرية للعمل الصحفي‬
‫كاإلعبلمي فعلى سبيل اؼبثاؿ ال اغبصر تنص اؼبادة الثالثة من ىذه التعديبلت اؼبقًتحة‬
‫حبسب ما تناقلتو كسائل اإلعبلـ احمللية على ما يلي‪ :‬يضمن ىذا القانوف استقبللية‬
‫اتما كعليو وبظر على أية جهة حكومية فرض رقابة سابقة أك الحقة‬
‫استقبلال ن‬
‫ن‬ ‫الصحافة‬
‫على الصحافة ككذلك وبظر التدخل اغبكومي يف شئوهنا أك كيفية أداء مهامها كتعت ر‬

‫(ُ) اؼبرجع السابق‪ :‬صِّ‪.‬‬


‫‪206‬‬
‫ىذه التعديبلت حرية تدفق اؼبعلومات حقا من حقوؽ الصحافة(ُ)‪.‬‬
‫كال يعٍت ذلك بطبيعة اغباؿ أف مناخ اغبرية الصحفي يف اإلمارات أصبح مثاليا‪،‬‬
‫فهناؾ بعض القيود ال تزاؿ مفركضة على األداء الصحفي‪ ،‬كىناؾ قضااي ما زالت‬
‫الصحافة احمللية تتجنب اػبوض فيها أك اغبديث عنها نتيجة بعض القيود اإلدارية‬
‫كالرقابية اؼبفركضة عليها‪ ،‬أك بسب الرقابة الذاتية اليت يفرضها الصحفيوف على أنفسهم‬
‫عند تناكؿ القضااي كاؼبلفات اؼبختلفة‪ ،‬كىذه األخَتة قد تكوف أخطر على حرية‬
‫الصحافة من الرقابة اغبكومية أك الدستورية اليت تكفل حرية التعبَت للجميع كتلك‬
‫اؼبتعارؼ عليها دكليا‪ ،‬كيدخل يف دائرة القمع اؼبوجو ضد كتاب الكلمة الذين َف‬
‫يستوعبهم ىامش اغبرية اؼبخنوؽ يف الصحافة كاإلعبلـ اللذين يغلب عليهما الطابع‬
‫الرظبي كتعاين الصحافة اإلماراتية لدل تناكؽبا الشئوف العربية أك العاؼبية فبا يسمى‬
‫ابلقرارات غَت العلنية كاؼبكتوبة ابغبظر على النشر خاصة فيما ىبص الشأف اإلمارايت‪،‬‬
‫كغالبا ما ترجع ىذه القرارات إُف جهات عليا يف ىذه اإلمارة أك تلك كال يعٍت خرؽ‬
‫ىذه القرارات من قبل الصحفيُت أك من قبل بعض الصحف ابلضركرة ربري نكا لدعول‬
‫قضائية ضدىم‪ ،‬لكن ىذا اػبرؽ قد يًتتب عليو التضييق على ىذا الصحفي أك ىذه‬
‫اعبريدة كمن أمثلة ىذا التضييق‪ :‬اغبرماف من الكتابة أك النشر ؽبؤالء الصحفيُت الذين‬
‫خرقوا اغبظر‪ ،‬أك حرماف الصحف من اإلعبلف كاؼبعلومات كاألخبار‪ ،‬األمر الذم‬
‫يتسبب يف العديد من األزمات ؽبا‪ ،‬لكن ذلك ال يقلل على اإلطبلؽ من التطور اؼبهم‬
‫الذم تشهده الدكلة يف ؾباؿ اغبرية الصحفية‪ ،‬ال سيما إذا ما قورنت ببقية دكؿ‬
‫اؼبنطقة(ِ)‪.‬‬
‫مملكة البحرين‬
‫يف البحرين زبضع التشريعات اػباصة ابلصحافة لعدة اعتبارات كدكؿ اعبوار‪،‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬صُِ‪.ِِ ،‬‬


‫(‪ )2‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص َِ‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫كالتيارات الدينية اؼبختلفة يف الداخل من سنية كشيعية كالنسيج االجتماعي‪ ،‬فبا هبعل‬
‫الواقع يغلي أحياتا‪ ،‬لكن أزمة حرية الصحافة كالصحافة اإللكًتكنية تبدك ‪ -‬فيما تشَت‬
‫التقارير ‪ -‬ىي األزمة الرئيسة يف الصحافة البحرينية‪ ،‬األمر الذم يستدعي مزيدا من‬
‫التشريعات اليت تسهل عمل الصحافة كالصحافة اإللكًتكنية على حد سواء‪ ،‬كإال‬
‫فحبل التواصل ينقطع بُت األطراؼ‪.‬‬
‫يبكن أف نعكس كل ما سبق من خبلؿ ما ؼبستو التقارير من الوضع ىناؾ حيث‬
‫سجل عاـ ََِٕحواِف ْٔ قضية مرفوعة يف النيابة العامة ضد الصحافيُت‪ ،‬رفعت‬
‫أغلبها من قبل مسئولُت ابرزين يف اغبكومة أك أعضاء يف ؾبلس النواب‪.‬‬
‫كيف السياؽ ذاتو‪ ،‬أغلقت كزارة اإلعبلـ يف العاـ ذاتو أكثر من َِ موقعا‬
‫إلكًتكنيا رغم تقدـ عدد منها إُف مقاضاة الوزارة يف ساحات احملاكم‪ ،‬كمنهم القائموف‬
‫على موقع صبعية العمل الوطٍت الديبقراطي (كعد) الذين رفعوا دعول ضد كزير اإلعبلـ‬
‫بصفتو‪ ،‬بعد أف أغلق اؼبوقع إثر نشر تقرير عن اهتامات كجهها مستشار بريطاين من‬
‫أصل سوداين اظبو عواد البندر إُف عدد من اؼبسئولُت بوجود خطة إلضعاؼ اعبمعيات‬
‫الشيعية يف البحرين‪.‬‬
‫كأتيت ىذه التصرفات من قبل كزارة اإلعبلـ‪ ،‬برغم اغبديث اؼبتصاعد عن‬
‫قيمة الصحافة كدكرىا يف اؼبسَتة الوطنية من قبل عاىل الببلد كرئيس الوزراء‪ ،‬كنتيجة‬
‫ؽبذه األجواء فإف البحرين سجلت تراجعات صروبة يف اؼبمارسات الصحفية يف العامُت‬
‫ََِٔكََِٕ حسب التقارير اليت تقدمها "مراسلوف ببل حدكد" اليت تتخذ من‬
‫ابريس مقرا ؽبا ‪.‬‬
‫ىذا التضييق يبتد إُف اغبصوؿ على اؼبعلومة اليت سبثل زاد الصحفي كمن مث تتبع‬
‫طبيعة التشريع يف اجملتمع البحريٍت فيما ىبص الصحافة‪ ،‬فقد أعدت بعض التقارير‬
‫استطبلعا يف ؿباكلة للكشف عن مبلمح اغبياة اؼبيدانية الصحافية يف البحرين‪ ،‬كذلك‬
‫ع ر استبياف كزع على شروبة من الصحفيُت ابلصحف احمللية‪ ،‬كذلك يف إطار كشف‬

‫‪202‬‬
‫مزيد من اؽبموـ اليت يعيشها الصحفيوف‪ ،‬من تاحية اإلدارة كالقانوف اؼبقيد للعمل‬
‫الصحفي‪ ،‬إضافة إُف نوعية تعامل اؼبصادر‪ ،‬كأخَتا حق الصحفي يف اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومة‪.‬‬
‫كحُت نبلحظ الواقع الصحفي كرد فعلو قبد الوضع سيئا يكاد يصل إُف حد‬
‫األزمة حسب الشهادات اؼبعركضة فقد رأل البعض أف الوضع اغباِف يف البحرين يعاين‬
‫أزمة يف اغبصوؿ على اؼبعلومات‪ ،‬ليس على اؼبستول الصحفي فقط‪ ،‬بل حىت على‬
‫مستول ال رؼباف الذم أصبح ضعيفا يف دكره الرقايب بسبب عدـ سبكنو من اغبصوؿ على‬
‫معلومات عن كزارات ‪ -‬كفق ما قيل ‪ -‬كما أف الوضع سليب للغاية‪ ،‬وبتاج األمر إُف‬
‫كقفة جادة على مستويُت‪ :‬األكؿ سياسي‪ ،‬كاآلخر التزاـ اؼبؤسسات اغبكومية بتعليمات‬
‫القيادة حوؿ حق اغبصوؿ على اؼبعلومة‪ ،‬كنتيجة غبجب ىذا اغبق تتناقض اؼبعلومات‬
‫كتتضارب حوؿ أحداث كفعاليات ربدث‪.‬‬
‫إضافة إُف أف ىناؾ مؤسسات ابلدكلة‪ ،‬تتخبط يف إصدار اؼبعلومات اؼبطلوبة‪،‬‬
‫كاغبل الذم طرح ىو إقرار جهاز تنظيمي كىيكلي للمعلومات‪ ،‬صحيح أف اعبهاز‬
‫اؼبركزم للمعلومات ىو أك ر جهاز يف البحرين يضم أرقاما ىائلة دكف أف يكشف عنها‪،‬‬
‫كىذا هبعل اعبهاز يعاين أزمة ثقة مع الناس‪ ،‬فمهما أصدر من معلومات فسوؼ يواجو‬
‫الرفض كالتشكيك حسب تعبَته‪.‬‬
‫كيرل آخركف أنو برغم األجواء الديبقراطية اليت تعيشها البحرين من خبلؿ سلطة‬
‫تشريعية منتخبة كصحافة حرة فإف البحرين حباجة إُف الكثَت من اػبطوات لتسجل‬
‫تقدما يف ؾباؿ تدفق اؼبعلومات‪ ،‬السنوات اؼباضية أثبتت أف الصحافة تعاين الكثَت يف‬
‫سبيل استقاء اؼبعلومات من مصادرىا‪ ،‬كعلى رغم التوجهات اليت صدرت من القيادة‬
‫السياسية بضركرة تسهيل مهمة الصحفيُت فإف ىذه التوجهات‪ ،‬كلؤلسف الشديد‪َ ،‬ف‬
‫تلق الصدل اؼبطلوب عند غالبية اعبهات الرظبية كبناء عليو فإف توسيع نطاؽ حرية‬
‫التعبَت مرتبط مباشرة بوجود تدفق للمعلومات‪ ،‬كما أف السلطة التشريعية‪ ،‬تشكو‬

‫‪205‬‬
‫غياب التدفق يف اؼبعلومات(ُ)‪.‬‬
‫إف البحرين حباجة إُف تشريع يضمن للجميع حق اغبصوؿ على اؼبعلومة دكف‬
‫أم شرط أك قيد‪ ،‬كإال فإف ىناؾ بلداتا شرعت لنفسها ىذه القوانُت منذ عقود‪ ،‬بينما‬
‫ما زالت البحرين تعاين ىذه اؼبشكلة اليت أدت إُف زبلفها عن ركب اؼبتقدمُت أعو ناما‬
‫كثَتة‪ .‬كىكذا تبدك أزمة الصحافة كالصحافة اإللكًتكنية يف البحرين ىي يف التشريع‬
‫البلزـ لتأكيد حق اغبصوؿ على اؼبعلومة يف اؼبقاـ األكؿ‪ ،‬كإال فالعمل الصحفي‬
‫منقوص كرجعي‪.‬‬
‫دولة قطر‬
‫كبَتا ابؼبقارنة ابلدكؿ العربية حىت تكاد قطر تبدك‬
‫الواقع يف قطر ىبتلف اختبلفنا ن‬
‫نظرا لبلنتعاش االقتصادم ككفرتو كالندرة السكانية يف الوقت نفسو‪،‬‬
‫دكلة غَت عربية ن‬
‫الواقع الصحفي ىو من نوع الواقع تاعم الباؿ على األقل حسبما تشَت التقارير‪،‬‬
‫فالتطور األبرز على صعيد اغبرايت الصحفية الذم شهدتو قطر سبثل يف اإلعبلف مطلع‬
‫عاـ ََِٖ عن إنشاء مركز الدكحة غبرية اإلعبلـ كالذم أتسس دبوجب قرار أمَتم‬
‫صدر بتاريخ ٗ ديسم ر ََِٕحيث يكوف اؼبركز مؤسسة خاصة ذات نفع عاـ‪.‬‬
‫كيهدؼ اؼبركز الذم كقع اتفاقية شراكة مع منظمة "مراسلوف ببل حدكد" إُف ضباية‬
‫رموزا‬
‫بياتات زبدـ قطاعات اإلعبلـ كإقامة نصب تذكارم يكوف ذاكرة دكلية زبلد ن‬
‫كركادا كضحااي اإلعبلـ اغبر الذين يتعرضوف النتهاكات أثناء فبارستهم لدكرىم اؼبهٍت‬
‫ن‬
‫خاصة أثناء األزمات‪ ،‬كيعمل اؼبركز اآلف يف الدكحة ابلتعاكف مع منظمة "مراسلوف ببل‬
‫حدكد" على استكماؿ ىياكلو التنظيمية كتشكيل شبكتو الدكلية سبهي ندا لبدء أعمالو‪.‬‬
‫كال توجد رقابة سابقة على فبارسة العمل الصحفي يف قطر لكن يبكن اغبديث‬
‫عن انتشار ظاىرة الرقابة الذاتية بدرجات متفاكتة بُت صحفي كآخر‪ ،‬كال تنص القوانُت‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ّٓ‪.‬‬


‫‪221‬‬
‫سباما اغببس‬
‫يف قطر على عقوابت سالبة للحرية يف جرائم اؼبطبوعات كمن النادر ن‬
‫االحتياطي يف قضااي اؼبطبوعات كَف تسجل يف قطر خبلؿ عاـ ََِٕ أية قضية من‬
‫ىذا النوع‪.‬‬
‫كيضمن القانوف حق الوصوؿ إُف اؼبعلومات‪ ،‬لكن اؼبشكلة تكمن يف التطبيق‬
‫العملي كال تزاؿ أقساـ العبلقات العامة يف اؼبؤسسات كالوزارات اؼبختلفة تتحكم يف‬
‫انسياب اؼبعلومات بدرجات متفاكتة‪.‬‬
‫كال ينص القانوف يف قطر على إلزامية العضوية يف نقابة الصحفيُت ؼبمارسة العمل‬
‫الصحفي إذ ال توجد يف قطر نقابة أك صبعية للصحفيُت كرظبينا تلتزـ اؼبؤسسة اليت يعمل‬
‫هبا الصحفي ابغبصوؿ على ترخيص ؽبا من إدارة اؼبطبوعات لكن من النادر العمل هبذا‬
‫القانوف كىناؾ عشرات الصحفيُت بل اؼبئات الذين يعملوف يف كسائل اإلعبلـ اؼبختلفة‬
‫يف قطر كَف وبصلوا على ترخيص دبزاكلة اؼبهنة من إدارة اؼبطبوعات‪.‬‬
‫كتوفر القوانُت القطرية للصحف حق نقد الشخصيات العامة كاؼبؤسسات ذات‬
‫الطابع اػبدمي‪ ،‬كتلتزـ الصحيفة قانونينا إبعطاء الشخص أك اعبهة اليت جرم نقدىا حق‬
‫الرد يف الصحيفة نفسها‪.‬‬
‫كال يوجد ميثاؽ شرؼ للصحفيُت أك مدكنة سلوؾ للعاملُت يف الصحف القطرية‬
‫لكن ىناؾ ؿباكالت جادة إلنشاء صبعية للصحفيُت يف قطر كىناؾ عبنة ربضَتية تسعى‬
‫لنيل الًتخيص من السلطات اغبكومية‪.‬‬
‫موادا كثَتة من بنود االتفاقات الدكلية‬
‫أما التشريعات الوطنية يف قطر‪ ،‬فتتضمن ن‬
‫غبقوؽ اإلنساف كدكلة قطر كقعت على أربع عشرة اتفاقية غبقوؽ اإلنساف ذات الصلة‪،‬‬
‫كاغبماية القانونية كاالجتماعية غبرية التعبَت موجودة كمكفولة إُف حد بعيد كيضمن‬
‫الدستور القطرم يف العديد من مواده حرية التعبَت للجميع كىناؾ قوانُت كأنظمة ال‬
‫أبس هبا تتحدث عن حرية التعبَت كتطبيقها لكن العديد من مواد قانوف اؼبطبوعات‬
‫فعبل ربتاج من اؼبشرع القطرم‬
‫القطرم اؼبعموؿ بو كاليت جرل ذبميدىا كال يعمل هبا ن‬

‫‪220‬‬
‫إعادة النظر فيها لتتواءـ مع مواد الدستور القطرم كتبدك اغباجة ملحة يف قطر إلصدار‬
‫قانوف جديد للمطبوعات كالنشر يف ظل ىامش اغبرايت الكبَت الذم تتمتع بو الدكلة‪.‬‬
‫أما على صعيد اغبماية القانونية يف قضااي حرية التعبَت‪ ،‬فمن اؼبفًتض أف توفر‬
‫اللجنة الوطنية غبقوؽ اإلنساف ‪ -‬كىي عبنة حكومية ‪ -‬ضباية قانونية حسب أنظمتها‬
‫الداخلية ؼبثل ىذه القضااي‪ ،‬كحرية التعبَت مرغوبة ج ندا يف قطر كتتجلى من خبلؿ‬
‫برتامج "كطٍت اغببيب صباح اػبَت" كىو برتامج إذاعي يومي تبثو إذاعة قطر كوبظى‬
‫دبتابعة كاسعة من اؼبواطنُت كاؼبقيمُت كال يًتدد ال رتامج يف بث أية شكول أك إذاعة‬
‫كجهة نظر ؼبستمع على اؽبواء مباشرة حىت لو كاف فيها انتقاد ؼبسئوؿ أكموظف عاـ‪.‬‬
‫كال تلقي كسائل اإلعبلـ اؼبملوكة للدكلة رعاية قانونية تفضيلية إذ هبرم التعامل‬
‫مع ـبتلف كسائل اإلعبلـ بنفس الدرجة تقريبا من حيث كصوؿ اػب ر‪ ،‬كما أف‬
‫الصحف إدارة كربريرا مستقلة كبعيدة عن التأثَت اغبكومي كإف كانت سبارس الرقابة‬
‫الذاتية من قبل رؤساء التحرير أك الصحفيُت أنفسهم‪.‬‬
‫األخبار العامة تتوافر بسهولة كحق الوصوؿ إُف خ ر مضموف بشكل متساك‬
‫عبميع كسائل اإلعبلـ كعبميع الصحفيُت كىناؾ ضمانة قانونية للحصوؿ على‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬لكن اؼبشكلة تكمن يف التطبيق‪ ،‬كما أف اغبكومة زبضع العتبارات قانونية‬
‫يف عملية إعطاء الناس اؼبعلومات يف بعض اغباالت لكن للمواطن حق تلقي اؼبعلومات‬
‫دكف حدكد كال ربد اغبكومة من حقو يف الوصوؿ إُف األخبار الدكلية كمصادر اػب ر أبية‬
‫صورة كانت‪ ،‬كال توجد رقابة على الصحفيُت كال احملررين يف استخداـ اإلنًتنت‬
‫للوصوؿ إُف مصادر األخبار كما أف الدكلة تسمح ابستَتاد اؼبنشورات األجنبية على‬
‫إطبلقها دبا فيها الصحف اليت تنتقد اغبكومة‪.‬‬
‫ترخيصا أك عوائق كال حقوقا خاصة‬
‫ن‬ ‫دخوؿ مهنة الصحافة حر كاغبكومة ال تفرض‬
‫على الصحفيُت كال وبتاج الصحفيوف الًتخيص لتغطية أحداث خاصة لكن يف اؼبؤسبرات‬
‫الرظبية اليت وبضرىا مسئولوف كبار من داخل الدكلة كخارجها يستلزـ األمر التنسيق مع‬

‫‪222‬‬
‫اعبهات اؼبنظمة لدكاعي تنظيمية كأمنية فقط كال تستخدـ اغبكومة تعريفا ؼبن ىو‬
‫صحفي هبدؼ إقصاء البعض عن العمل كما أهنا ال تراقب اإلنًتنت لكن هبرم حجب‬
‫بعض اؼبواقع اؼبخلة ابآلداب عن طريق شركة االتصاالت يف الدكلة‪.‬‬
‫كمن مث يبكن القوؿ‪ -‬إصباال ‪ -‬أبف الواقع الصحفي يف قطر مزدىر‪ ،‬كيبثل مبوذجا‬
‫لبلد عريب تاىض على اؼبستول اإلعبلمي كالصحفي‪ ،‬بشكل ال يبكن إنكاره(ُ)‪.‬‬
‫كابلتاِف ىذا ينعكس على كاقع الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬خاصة أف خدمات اإلنًتنت‬
‫سباما يف‬
‫متاحة‪ ،‬كما أف التساؤالت اؼبتعلقة ابؼبضموف كتوظيف اإلنًتنت قد حسمت ن‬
‫قطر كربتكر "اؼبؤسسة القطرية العامة لبلتصاالت" اؼبملوكة للحكومة تقدًن اػبدمات‬
‫االتصالية‪ ،‬كسبلك كل مقومات البنية األساسية لتكنولوجيا اؼبعلومات يف دكلة قطر‪.‬‬
‫كزبطط اغبكومة القطرية لفتح قطاع االتصاالت للمنافسة يف اؼبستقبل‪.‬‬
‫كتعد خدمة اإلنًتنت يف قطر رخيصة نسبينا دبا قد يسمح ؼبعظم القطريُت‪،‬‬
‫كابلتحديد كل القطريُت الذين يبتلكوف أجهزة كمبيوتر أف يستخدموا اإلنًتنت ابنتظاـ‪،‬‬
‫كيبكن االتصاؿ ابإلنًتنت ابستخداـ خط مؤجر بكلفة شهرية اثبتة‪ ،‬كال توجد أية قيود‬
‫على عدد الشركات أك أجهزة الكمبيوتر أك اؼبستخدمُت‪ ،‬كال توجد ـباكؼ سياسية‬
‫ذات داللة يف قطر‪ ،‬سواء اؼبرتبطة ابإلنًتنت أـ تكنولوجيا اؼبعلومات األخرل أـ‬
‫اؼبرتبطة ابلشئوف العامة‪ ،‬خاصة أنو ال توجد صباعات معارضة يف الببلد(ِ)‪.‬‬
‫دولة الكويت‬
‫إصباال من حيث حرية الصحف الورقية‬
‫يبكن القوؿ أبف الوضع يف الكويت مزدىر ن‬
‫كاإللكًتكنية كتشريعاهتا‪ ،‬كهبذا تقًتب الكويت من قطر أك تقًتب قطر منها يف ىذا‬
‫اؼبضمار‪ ..‬ىذا ما نلمسة داخل التقارير الدكلية كالعربية اؼبعنية ابؼبمارسة الصحفية اليت‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.ْٗ- ِٗ :‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬شريف دركيش اللباف‪ :‬شبكة اإلنًتنت ‪ -‬مرجع سابق ص ُٔٗ كما بعدىا‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫عموما ‪ -‬إُف جو من التفاؤؿ كىو ما يبكن أف نقف أمامو بعد قليل ع ر عدة‬
‫تشَت ‪ -‬ن‬
‫نقاط تبُت طبيعة الواقع الصحفي يف الكويت بشقيو الورقي كاإللكًتكين ما بُت اغبرية‬
‫كالرقابة كالتشريعات‪.‬‬
‫انفتاحا كتعددية يف العاَف العريب‪ ،‬إذ تنتقد‬
‫ن‬ ‫كتتمتع الكويت ابعبو اإلعبلمي األكثر‬
‫كسائل اإلعبلـ اغبكومة مر نارا يف أخبارىا كتقاريرىا‪ ،‬كما يتمتع الصحفيوف حبرية أكثر‬
‫من نظرائهم يف اؼبنطقة اػبليجية‪ ،‬لكنهم يبارسوف رقابة ذاتية على أنفسهم يف القضااي‬
‫اؼبتعلقة أبمَت الدكلة كالدين‪ .‬كترل مؤسسة "فريدكـ ىاكس" أف الصحفيُت الكويتيُت ىم‬
‫من بُت األكثر حرية يف اؼبنطقة‪ ،‬كأف اغبكومة ربًتـ مبادئ الدستور الذم يضمن حرية‬
‫الصحافة يف اؼبادتُت ّٔ كّٕ لكن اؼبؤسسة الدكلية تشَت إُف أف االستثناءات اؼبهمة‬
‫يف قانوف الطباعة كالنشر كالقانوف اعبزائي اليت سبنع انتقاد األمَت كالدين‪ ،‬كتطبيق‬
‫اغبكومة ؽبذه القوانُت بشكل اعتباطي يؤدم إُف أف يقوـ معظم الصحفيُت دبمارسة‬
‫الرقابة الذاتية على أنفسهم‪ .‬يوجد يف الكويت سبع صحف يومية منها طبس ابللغة‬
‫العربية‪ ،‬كاثنتاف ابللغة اإلقبليزية‪ ،‬كما توجد أكثر من ُٓ صحيفة أسبوعية‪ ،‬كتعود‬
‫ملكية ىذه الصحف إُف القطاع اػباص‪ ،‬فبا هبعلها تعكس ؾبموع اآلراء السياسية‬
‫اؼبختلفة‪.‬‬
‫كتراخيص الصحف تصدر من قبل كزارة اإلعبلـ‪ ،‬كيشًتط القانوف على دكر‬
‫اؼبؤسسات الصحفية أف سبتلك كبو مليوف دكالر أمريكي من أجل التقدـ بطلب‬
‫ترخيص‪ .‬يف عاـ ََِّ ظبح القانوف بظهور اإلذاعة كالتليفزيوف اػباصة‪ ،‬كبذلك مت‬
‫إهناء عهد احتكار اغبكومة الكويتية للبث اإلذاعي كالتليفزيوين‪ ،‬كيف عاـ ََِٓ‬
‫ظهرت أكؿ إذاعة خاصة كىي "مارينا إؼ‪.‬إـ"‬
‫لكن اغبكومة ترغم الشركات اػباصة اليت توفر خدمة اإلنًتنت على تركيب‬
‫كتشكيل أنظمة الرقابة غبجب اؼبواقع اإلابحية‪ ،‬أك اؼبنافية للدين كالتقاليد‪ ،‬أك اؼبعادية‬
‫لؤلمن كما أف مقاىي اإلنًتنت زبضع لسيطرة صارمة‪ ،‬كتوجب على اؼبستخدمُت تقدًن‬
‫بياتاهتم الشخصية من أجل اغبصوؿ على إذف استخداـ اإلنًتنت‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫كقد أهنى قانوف اإلعبلـ الصادر عاـ ََِٔ اغبظر اغبكومي اؼبتعلق دبنح‬
‫الًتاخيص لوسائل اإلعبلـ كما ألغى مسألة إلغاء ترخيص أك تعليق عمل صحيفة ما‪ ،‬أك‬
‫توقيف صحفي دكف أمر صادر عن احملكمة‪ ..‬كما اكتسبت اؼبؤسسات اإلعبلمية فرصة‬
‫ترخيصا‪.‬‬
‫ن‬ ‫التقدـ ابلشكاكل أماـ احملكمة إذا ما رفضت اغبكومة منحها‬
‫كلكن ىذا القانوف أبقى على عقوبة السجن اليت تًتاكح بُت سنة كاؼبؤبد يف هتم‬
‫ـبتلفة دبوجب القانوف اعبنائي‪ ،‬كمنها‪ :‬التجديف بػ "هللا كالنيب كأىل البيت كزكجات‬
‫النيب أك أسس الدين اإلسبلمي"‪ ،‬أك الدعوة إُف اإلطاحة ابلنظاـ السياسي ابلقوة أك‬
‫ابلوسائل غَت اؼبشركعة‪ ،‬أك إىانة أمَت الكويت‪.‬‬
‫عبلكة على ذلك‪ ،‬فرض القانوف غرامات مالية تًتكاح بُت ُٕ ألف دكالر أمريكي‬
‫ضا بتعليق عمل الصحف خبلؿ فًتة التحقيقات‬ ‫كَٕ ألف دكالر أمريكي‪ ،‬كظبح أي ن‬
‫ؼبدة أسبوعُت كحد أقصي‪ ،‬شرط أف يكوف ىناؾ أمر من احملكمة‪ ،‬على الرغم من أف‬
‫حبس الصحفي أمر ال تقره االتفاقيات الدكلية‪ ،‬لكن القانوف احتول على بعض‬
‫التطورات كالتوجهات اإلعبلمية اإلهبابية اليت تدعم اإلعبلـ اؼبستقل‪.‬‬
‫يبدك أف اغبكومة مستعدة لدعم استقبللية كسائل اإلعبلـ‪ ،‬لكن اؼبعارضة‬
‫اإلسبلمية يف ال رؼباف تطالب ابلتشديد على حرية اإلعبلـ بسن تشريعات صارمة أكثر‪.‬‬
‫كتعد الكويت "ىايد ابرؾ" اػبليج‪ ،‬لدرجة حصوؽبا على اؼبركز األكؿ يف حرية‬
‫الصحافة بُت ُٔ دكلة عربية‪ ،‬كالصحف تنتقد اغبكومة بشكل دائم كمتكرر‪.‬‬
‫كما شكلت شبكة اإلنًتنت اليت دخلت الكويت للمرة األكُف مع منتصف عقد‬
‫التسعينيات‪ ،‬فرصة غَت مسبوقة للحصوؿ على اؼبعلومات كتلقيها كبثها‪ ،‬كمنذ اللحظة‬
‫األكُف تركت اغبكومة لشركات القطاع اػباص مهمة تزكيد خدمة اإلنًتنت بشرط‬
‫إخضاعها لتعليمات كشركط كزارة االتصاالت الكويتية‪.‬‬
‫كردبا يبكن قياس التأثَت اؼبتنامي لشبكة اإلنًتنت يف الكويت عن طريق متابعة‬
‫حركة التدكين النشطة ابللغتُت العربية كاإلقبليزية‪ ،‬كيف كل األنشطة السياسية‬
‫‪225‬‬
‫كاالجتماعية كاالقتصادية كالثقافية‪.‬‬
‫كعلى الرغم من عدـ كجود قانوف خاص ينظم حدكد اؼبسئولية القانونية للنشر‬
‫ع ر شبكة اإلنًتنت‪ ،‬فإف قانوف الصحافة الصادر عاـ ََِٔ كضع اؼبواد اؼبنشورة‬
‫على شبكة اإلنًتنت ضمن اؼبواد اليت وبكم إطارىا‪ ،‬كيبدك أف ضوابط ىذا القانوف َف‬
‫تكن كافية خاصة بعد ضبلة اؼبدكتات ال رتقالية‪ ،‬إذ بدأ توجو حكومي يف إعداد مشركع‬
‫قانوف ؼبراقبة كتنظيم استخدامات اإلنًتنت كتقوؿ الرؤية الرظبية‪ :‬إف ىذا اؼبشركع‬
‫يهدؼ إُف كضع ترشيد استخداـ ىذه اػبدمة‪ ،‬كضباية اجملتمع الكوييت من أم جنوح يف‬
‫ىذا الشأف فبا قد يؤثر سلبا يف القيم كاألخبلقيات‪.‬‬
‫كأاثر ىذا اؼبشركع موجة قلق بُت اؼبدكنُت‪ ،‬كاعت ركه يهدؼ إُف إسكات أصواهتم‬
‫يف اؼبقاـ األكؿ‪ ،‬خصوصا أف اغبكومة تفرض على شركات تقدًن خدمة اإلنًتنت التزاما‬
‫بًتكيب كتشغيل أنظمة الرقابة الكفيلة دبنع اؼبواد كاؼبواقع اإلابحية أك اؼبخالفة للدين‬
‫كالعادات كاألمن كابلوسائل اؼبختلفة مثل صفحات اإلنًتنت أكبرامج احملادثة أك ال ريد‬
‫اإللكًتكين أك سواىا‪ ،‬كضركرة التحديث اؼبستمر ؽبذه األنظمة ؼبواكبة التغيَت يف اؼبواقع‬
‫كالعناكين اعبديدة‪ ،‬على أف يتم اعتماد كفاءة نظم اؼبراقبة من قبل كزارة االتصاالت‪.‬‬
‫كيبدك أف حجب اؼبواقع يف الكويت يتعدل ما حدده القانوف كىناؾ شكوؾ أبف‬
‫جدال شدي ندا بُت تيار سياسي‬
‫بعض اؼبواقع ربجب بقرار أمٍت ‪ ،‬إف الكويت تشهد ن‬
‫كاجتماعي يدافع عن حرية الصحافة كحرية استخداـ اإلنًتنت كتيار آخر متصاعد‬
‫يسعى بقوة ؼبزيد من الرقابة كاؼبنع غبرية التعبَت خصوصا بعد قباحو يف فرض قيود‬
‫مشددة على حرية النشر كاإلبداع يف السنوات اؼباضية‪.‬‬
‫كأييت مشركع قانوف اإلنًتنت اعبديد تتوهبا غبالة الًتاجع الشديد يف حرية التعبَت‬
‫يف الكويت اليت سبثلت أبرز مبلؿبها يف مصادرة العديد من الكتب السياسية كاألدبية‬
‫من التداكؿ‪ ،‬بل كصل األمر إُف منع بعض أفبلـ الكرتوف كاأللعاب كإغبلؽ بعض‬
‫احملبلت اؼبتخصصة يف بيع األفبلـ السينمائية كاألغاين بزعم الدفاع عن األخبلؽ‬

‫‪226‬‬
‫كالقيم اإلسبلمية‪.‬‬
‫الجمهورية التونسية‬
‫تبُت التقارير أف الوضع يف تونس متأزـ كليس مرنتا‪ ،‬فيما ىبص العبلقة بُت السلطة‬
‫كالتشريع من جهة كاؼبمارسة الصحفية كاغبرايت من جهة أخرل‪ ،‬كمن مث فالصورة قاسبة‬
‫فعلى سبيل اؼبثاؿ‪ :‬برغم أف القوانُت ال تنص على الرقابة السابقة للصحف فإف الرقابة‬
‫الذاتية يف الصحف كالقنوات كاحملطات اإلذاعية اؼبملوكة للدكلة ‪ -‬ىي اؼبتحكمة‬
‫داخل الصحفيُت كتوجد خطوط ضبراء يف فبارسة حق النقد حىت على مستول اؼبسئولُت‬
‫احملليُت‪ ..‬كرغم إلغاء إجراء اإليداع القانوين للصحف كالدكرايت التونسية(ُ) الذم مت‬
‫إقراره يف ؾبلس النواب فإنو ظل يبارس على الصحافة األجنبية كربوؿ إُف شكل من‬
‫أشكاؿ الرقابة السابقة اليت سبارسها كزارة الداخلية كلما انتقدت ىذه الصحف السياسة‬
‫التونسية أك تطرقت إُف مواضيع ؿبرمة كىبضع الصحفيوف للرقابة حىت يف الصحف‬
‫اغبكومية‪.‬‬
‫كما زالت تنص القوانُت على عقوابت سالبة للحرية يف اعبرائم اؼبرتكبة بواسطة‬
‫اؼبطبوعات كجرائم الرأم‪ ،‬كمن الشائع التوقيف (اغببس االحتياطي) كاغببس يف قضااي‬
‫اؼبطبوعات كالنشر كفقا للقانوف اعبزائي كتلفيق االهتامات للصحفيُت يف قضااي بعيدة‬
‫‪)ِ(.‬‬
‫عن عملهم‬
‫كتعد تونس من أكثر البلداف العربية تصدي نقا لبلتفاقات الدكلية غبقوؽ اإلنساف‬
‫كىي مدؾبة يف التشريعات الوطنية لكن يف الواقع ال تطبق كال ربًتـ كىي مثار‬
‫انتقادات اؼبنظمات الدكلية غبقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫قانوتا غبرية تداكؿ‬
‫قبل القمة العاؼبية للمعلومات أصدرت اغبكومة التونسية ن‬

‫(‪ )1‬يقصد بو اطبلع السلطات اؼبختصة على اعبريدة أك اجمللة قبل توزيعها‪ ،‬بل ن‬
‫أحياتا وبدث قبل طباعتها‪.‬‬
‫(‪ )2‬اغبرايت الصحفية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ّٖ ‪.ّٗ ،‬‬
‫‪225‬‬
‫اؼبعلومات إال أف ىذا القانوف يعد األسوأ ابؼبقارنة ابلقوانُت اؼبماثلة يف العاَف‪ ،‬ألنو يقدـ‬
‫السرية على اإلاتحة كما تفرض السلطات السرية على اؼبعلومات ككذلك حضور‬
‫االجتماعات العامة خاصة االجتماعات اغبكومية كمناقشات ال رؼباف كاالجتماعات‬
‫كاألنشطة اليت تقوـ هبا منظمات اجملتمع اؼبدين كاألحزاب اؼبعارضة‪.‬‬
‫السلطة القضائية يف تونس خاضعة لتوجهات اؼبؤسسة اغباكمة كتستخدـ القضاء‬
‫للقضاء على اؼبعارضُت‪ ،‬كابألخص الصحفيُت رغم أف ؿباكمة الصحفيُت تتم أماـ‬
‫احملاكم اؼبدنية كيعد فقداف استقبللية القضاء كغياب الدكر الطبيعي لدكلة القانوف أحد‬
‫أىم مشاكل اجملتمع التونسي‪.‬‬
‫شهد مطلع عاـ ََِٖ اعًتاؼ اغبكومة بنقابة الصحفيُت التونسيُت‪ ،‬لكن ال‬
‫ينص القانوف على االلتزاـ ابلعضوية يف صبعية الصحفيُت ؼبمارسة العمل الصحفي‪ ،‬لكنو‬
‫يلزـ الصحفي ابغبصوؿ على ترخيص من اللجنة اؼبكلفة إبصدار البطاقة اؼبهنية‬
‫للصحفي احملًتؼ‪.‬‬
‫ىذه اللجنة عينتها اغبكومة كف نقا لقانوف صادر يف نوفم ر ُٕٓٗ "سبنح بطاقة‬
‫ىوية الصحفيُت احملًتفُت من قبل عبنة يرأسها موظف كبَت من كزارة الدكلة لئلعبلـ‬
‫كتضم يف عضويتها ثبلثة فبثلُت لوسائل اإلعبلـ الوطنية صبيعها كثبلثة فبثلُت للصحفيُت‬
‫احملًتفُت من بُت فبثلي النقاابت‪ /‬اؽبيئات اإلعبلمية" ‪.‬‬
‫ما زالت اغبكومة التونسية سبتلك الصحف الك رل‪ ،‬كتسيطر عليها كتقوـ بتعيُت‬
‫قياداهتا كرغم السماح بصدكر بعض الصحف اػباصة إال أف ىذه الصحف ما زالت يف‬
‫مرحلة البداية كتعاين اغبصار اغبكومي‪ .‬كما تستخدـ اغبكومة عصا اإلعبلتات ؼبعاقبة‬
‫كسائل اإلعبلـ اليت تنتقدىا‪.‬‬
‫يضمن الدستور التونسي حرية التعبَت كتوجد قوانُت لئلعبلـ كأنظمة قانونية‬
‫أخرل حوؿ حرية التعبَت بشكل خاص منها قانوف اإلذاعة كالتلفزة التونسية كقانوف‬
‫اؼبطبوعات إال أف ىذه األنظمة تطبق كفق معيار السلطة اغباكمة‪ ،‬كأىم العوائق لتطبيق‬

‫‪222‬‬
‫القوانُت ىو اكبياز السلطة إُف رجاؽبا إُف جانب عمليات التخويف اؼبستمرة ضد‬
‫الصحفيُت خاصة أنو ال توجد ضباية ؼبنظمات اجملتمع اؼبدين كىي خاضعة للحصار‪،‬‬
‫كاغبماية األكثر ىي أتثَت اجملتمع الدكِف‪ ،‬كاالنتهاكات اليت تستهدؼ الصحفيُت ال‬
‫ربظى برعاية شعبية لكنها تثَت فقط العاملُت يف ؾباؿ حقوؽ اإلنساف ألهنا ال تنشر يف‬
‫الصحافة احمللية‪.‬‬
‫اعبهات اليت تتوُف الًتخيص للصحف ىي‪ :‬كزارة الداخلية‪ ،‬ككزارة الدكلة لئلعبلـ‬
‫كفق اؼبادة ُْ من قانوف اؼبطبوعات‪ ،‬كعملية منح الًتاخيص زبضع ألىواء السلطة‪،‬‬
‫كعلى سبيل اؼبثاؿ ؿبطات التليفزيوف كاإلذاعات اػباصة تعود صبيعها إُف شخصيات‬
‫مقربة من السلطة‪ ،‬فاحملطة اإلذاعية الدينية "زيتونة" فبلوكة حملمد صخر اؼباترم كىو‬
‫نسيب الرئيس ابن على فبا يؤكد أف إنشاء البث اػباص مقصور على من ىم على صلة‬
‫ابلرئيس‪ ،‬كالوضع نفسو ينطبق على مزكدم اإلنًتنت فالوالء للسلطة فقط ىو أىم‬
‫م رر للحصوؿ على ترخيص صحيفة أك كسيلة إعبلمية‪ ،‬كىذا يعٍت غياب الشفافية‬
‫كمعايَت العدالة‪.‬‬
‫ربد اغبكومة بشكل من األشكاؿ الوصوؿ إُف األخبار الدكلية كمصادر اػب ر‬
‫قيودا على تركيب لواقط األقمار‬
‫كرغم االنفتاح اإلعبلمي الدكِف‪ ،‬فإهنا ما زالت تفرض ن‬
‫الصناعية‪ ،‬كما تقوـ ابلقانوف كالتخويف ابغبد من نشر األخبار اؼبتعلقة هبا حىت أف‬
‫الرقابة الذاتية ىي السائدة يف أكساط الصحفيُت‪ ،‬كم ررىا اغبفاظ على األمن كالسبلـ‬
‫العاـ‪ ،‬كإبمكاف الصحفيُت كاحملررين استخداـ اإلنًتنت للوصوؿ إُف بعض مصادر اػب ر‬
‫لكن مزكدم اػبدمة ىبضعوف للرقابة اؼبشددة كتقدـ السلطات على قطع كصبلت‬
‫اإلنًتنت اليت يستفيد بعض الصحفيُت كاؼبعارضيُت منها حبجة "اؼبشاكل التقنية" أك‬
‫تقليص سرعة تبادؿ اؼبعلومات بغية زايدة الوقت الذم يستغرقونو لتحميل صفحات‬
‫اإلنًتنت كاغبد من إمكاف اطبلعهم على مواقع الصحف اإللكًتكنية كككاالت األنباء‬
‫العربية كالعاؼبية‪.‬‬
‫مت حجب عدد من مواقع الصحف اإللكًتكنية اليت تزعج اغبكومة التونسية كال‬
‫‪225‬‬
‫يفلت اإلنًتنت من ضبط السلطات فتخضع اؼبقاىي اإللكًتكنية للمراقبة الدائمة‪،‬‬
‫كأحياتا ما يتوجب على متصفحي اإلنًتنت إبراز بطاقات اؽبوية قبل استخداـ جهاز‬
‫ن‬
‫الكمبيوتر كمن االعتيادم أف يطلب منهم أصحاب ىذه اؼبقاىي عدـ كلوج بعض‬
‫اؼبواقع اؼبعت رة ـبربة لتفادم اؼبشاكل‪ ،‬ذلك ألهنم مسئولوف عن نشاطات زابئنهم كف نقا‬
‫للقانوف التونسي‪ .‬الواقع أف النظاـ التونسي يوظف خدمات أصحاب اؼبقاىي‬
‫اإللكًتكنية يف سياسة القمع كالضبط اليت يبارسها فيتعُت على "الزبوف" اؼبركر ابػبادـ‬
‫اؼبركزم اؼبتمثل جبهاز الكمبيوتر اػباص بصاحب اؼبقهي ليتمكن من ربميل أك إضافة‬
‫ملحق أك رسالة إلكًتكنية كعلى صعيد آخر ‪ -‬كبفضل اعتماد قانوف ال ريد الذم ال‬
‫يزاؿ سائ ندا منذ عاـ ُٖٗٗ ‪ -‬تستطيع السلطات التونسية السيطرة على الرسائل‬
‫اإللكًتكنية يف أية غبظة فيجيز ىذا القانوف اعًتاض أية رسالة قد تناؿ من النظاـ العاـ‬
‫كاألمن القومي كهبذا سبارس كزارة االتصاالت رقابة مشددة على اؼبعلومات اؼبتبادلة ع ر‬
‫الشبكة كما أف العقوابت ال ترحم اؼبدكنُت كال اؼبسئولُت عن اؼبواقع اإللكًتكنية‬
‫اؼبستقلة كمت إلغاء حجب موقع ارباد الصحفيُت الدكِف يف مطلع عاـ ََِٖ كما‬
‫زالت أغلب مواقع اؼبنظمات اغبقوقية الدكلية ؿبجوبة(ُ)‪.‬‬
‫كىكذا تشَت التقارير إُف أف الواقع سيئ يف تونس فالتشريعات كالقوانُت اؼبكبلة‬
‫للصحافة اغبرة تؤدم إُف نفق مظلم تعيش فيو الصحافة بكل ألواهنا‪.‬‬
‫الجمهورية الجزائرية‬
‫الوضع يف اعبزائر متشابو مع الوضع يف تونس كإف كاف أقل كطأة كفقا لواقع‬
‫التقارير اغبديثة كَف يتغَت اؼبشهد اإلعبلمي يف اعبزائر حاليا عما كاف عليو من قبل إذ ال‬
‫يزاؿ الصحفي مهددا ابغببس كأصبحت الرقابة الذاتية للصحفي كاقعا يهدد حرية‬
‫الصحافة كعلى الرغم من أف عدد الصحف يف تزايد حيث يفوؽ عددىا الستُت‪ ،‬فإف‬
‫السلطة السياسية ربكم قبضتها على اإلشهار (اإلعبلف) العمومي للتحكم يف مدل‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ :‬ص ْٔ‪.‬‬


‫‪231‬‬
‫مواالة الصحف ؽبا‪.‬‬
‫ال تنص القوانُت يف اعبزائر على الرقابة السابقة صراحة‪ ،‬لكن فبارسة الرقابة‬
‫السابقة أصبحت من مهمة مديرم النشر كالتحرير‪ ،‬يف غالب األحياف‪ ،‬كالصحفي يف‬
‫حد ذاتو بشكل دائم‪ ،‬سواء كاف األمر يتعلق ابلصحف اؼبستقلة أـ العمومية منها‪.‬‬
‫كيف الوقت الذم تنادم فيو كل اؼبنظمات اغبقوقية يف اعبزائر‪ ،‬حبرية التعبَت‬
‫كإيقاؼ حبس الصحفيُت إبلغاء اؼبواد القانونية اؼبتضمنة يف قانوف العقوابت‪ ،‬اليت ذبيز‬
‫للقاضي إصدار عقوبة اغببس على الصحفي يف حالة اقًتافو جرـ القذؼ أكاإلىانة‪ ،‬ال‬
‫تزاؿ السلطة السياسية اغباكمة مصرة على اإلبقاء على اؼبواد القانونية اليت تدين‬
‫الصحفي ابغببس بسبب ـبالفات الصحافة‪.‬‬
‫كتنص القوانُت على عقوابت سالبة للحرية يف جرائم اؼبطبوعات كجرائم الرأم‬
‫حىت أنو أصبح من الشائع التوقيف من خبلؿ اغببس االحتياطي كاغببس يف قضااي‬
‫اؼبطبوعات كالنشر يف اعبزائر‪ ،‬إذ ينص قانوف اإلعبلـ الصادر يف ََُِ ككذا قانوف‬
‫العقوابت على حبس الصحفي‪.‬‬
‫إذا كاف حق اغبصوؿ على اؼبعلومات كاألخبار كالوصوؿ إليها كتداكؽبا منصوصا‬
‫عليو يف القوانُت اعبزائرية‪ ،‬فإف الصحفي أصبح يعيش حصارا على مصادر اؼبعلومات‬
‫كال يبكن إعطاء أمثلة على رفض اغبكومة إعطاء اؼبعلومات‪ ،‬اليت ترل اعبهات‬
‫اغبكومية أبف استخدامها من طرؼ الصحافة يسيء إُف ظبعة اعبزائر كيشوه صورهتا يف‬
‫العاَف‪.‬‬
‫كما أف اغبق يف الوصوؿ إُف اؼبعلومات ال تنص عليو صراحة مواد القانوف إذ‬
‫وبتمل عدة أتكيبلت‪ ،‬يصبح الكشف عن بعض اؼبعلومات ىو إفشاء ألسرار الدكلة أك‬
‫أنو يبس أبمن الوطن كسبلمتو‪.‬‬
‫لقد صدقت اعبزائر على كل االتفاقيات الدكلية اػباصة حبرية الصحافة كالتعبَت‪،‬‬
‫كابلفعل فإف ىذ االتفاقات الدكلية غبقوؽ اإلنساف مدؾبة يف التشريعات الوطنية‪،‬‬
‫‪230‬‬
‫خصوصا أف اعبزائر كانت السباقة يف التوقيع على كل االتفاقات اػباصة حبقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬لكن التطبيق شيء كالقوانُت شيء آخر‪.‬‬
‫كال سبثل اؼبلكية العامة ألسهم الصحف نسبة كبَتة‪ ،‬إذ ال يوجد ىناؾ سول عدد‬
‫قليل من الصحف العمومية‪ ،‬كىي‪ ":‬النصر‪ ،‬اجملاىد‪ ،‬اعبمهورية‪ ،‬أكريزكف‪ ،‬اؼبساء‪،‬‬
‫الشعب "كيوجد نوعاف من ملكية الصحف عمومية كخاصة‪.‬‬
‫كيتطلب إصدار صحيفة يف اعبزائر اغبصوؿ السابق على الًتخيص من كزارة‬
‫العدؿ كابلنظر إُف حالة االنغبلؽ اليت تشهدىا الساحة اإلعبلمية‪َ ،‬ف يقدـ سول عدد‬
‫قليل جدا من االعتمادات لصدكر صحف مثل‪ " :‬اغبوار‪ ،‬أخبار اليوـ‪ ،‬ميدم لي ر"‬
‫ال تراقب اغبكومة الوصوؿ إُف اإلنًتنت كما ال يتم حجب أم موقع من اؼبواقع‬
‫أك الصحف اإللكًتكنية العربية الدكلية(ُ)‪.‬‬
‫***‬
‫وخالصة ايكوٍ َٔ خالٍ ٖرا االضتعساض عًى أزض ايواقع ٖو َا يًي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ضعف التشريعات اػباصة ابلصحافة اإللكًتكنية يف العاَف العريب‪ ،‬فلم قبد بعد بنية‬
‫من القوانُت اػباصة هبذا اللوف اعبديد من الصحافة الذم يعد صوت اؼبستقبل‪،‬‬
‫فضبل عن أف نسبقها‬
‫كىذا يعٍت أننا متخلفوف عن الركب كال نواكب األحداث ن‬
‫دائما عن مبلحقة اغبدث كننتظر حىت تقع الكارثة‪ ،‬كمن مث فانشغالنا‬
‫بل نتأخر ن‬
‫ابألمور غَت جوىرم من خبلؿ ضعف بنية التشريعات ؽبذا الوليد اعبديد‪.‬‬
‫كثَتا من الدكؿ تكيل دبعيار كاحد لنمطُت ـبتلفُت من الصحافة دبعٌت أهنا تطبق‬
‫ِ‪ -‬إف ن‬
‫تشريعات الصحافة اؼبكتوبة أك الورقية على الصحافة اإللكًتكنية فبا يعٍت عدـ‬
‫االستقبللية كالتمييز‪ ،‬صحيح أف الصحافة كاحدة من حيث ىي حرفة لكن‬
‫ربققاهتا ـبتلفة‪ ،‬كآلياهتا كأدكاهتا كمفاىيمها أصبحت ـبتلفة‪ ،‬األمر الذم يعٍت‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ُِٖ‬


‫‪232‬‬
‫اؼبطابقة يف البداية كضركرة الفصم كاالستقبلؿ يف النهاية‪ ،‬كمن مث فتطبيق‬
‫تشريعات الصحافة اؼبكتوبة أك الورقية على الصحافة اإللكًتكنية ىو نوع من‬
‫التقصَت ال بد من تداركو اآلف أك فيما بعد حىت ال ىبتلط اغبابل ابلنابل‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ظهور فبارسات تعسفية من قبل بعض اغبكومات يف سن قوانُت عاجلة لكبح‬
‫اؼبمارسة الصحفية يف الصحافة اإللكًتكنية كما ىي اغباؿ داخل األردف‪ ،‬األمر‬
‫الذم يعٍت أف سن ىذه القوانُت أييت ابلسلب على كاقع الصحافة اإللكًتكنية ال‬
‫اإلهباب‪.‬‬
‫ْ‪ -‬يف الكثَت من الدكؿ العربية ال توجد قوانُت أك تشريعات خاصة ابلصحافة‬
‫اإللكًتكنية لكن السلطة اغباكمة تكيف بعض نصوص القوانُت لتكميم ىذا النوع‬
‫من الصحافة ابغبجب أك اؼبصادرة كاالعتقاؿ فبا يؤدم إُف القضاء عليو كمن مث‬
‫خسارتو يف النهاية كما ىو اغباؿ يف تونس كسوراي‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬عدـ كجود تشريعات كضابط للممارسة يف كثَت من الدكؿ العربية أخلى اؼبسألة‬
‫خركجا عن القيم كاألخبلقيات كاآلداب العامة‬
‫من الضوابط الفاعلة كجعل ىناؾ ن‬
‫يف ؾبتمعنا اإلسبلمي كالشرقي كىذا يعٍت يف النهاية كجود ابتذاؿ كاضح يف‬
‫الصحافة اإللكًتكنية سبيزت بو لعدـ كجود الرقيب أك التشريعات اػباصة كمن مث‬
‫تدىور العمل الصحفي يف النهاية كربولو إُف معوؿ ىدـ أخبلقي بشكل أكثر‬
‫سفورا‪.‬‬
‫ن‬
‫ٔ‪ -‬لوحظ أف التشريعات إف كجدت تكرس لنوع كاحد من اؼبفاىيم كىي اؼبفاىيم اليت‬
‫زبدـ أىداؼ السلطة كليست أىداؼ الصحافة أك اجملتمع أم أهنا تشريعات‬
‫أحادية اعبانب كىذا يفرغ فكرة التشريعات من جوىرىا كىبليها من مضامينها‬
‫العامة اليت كجدت من أجلها‪ ،‬كىكذا تبدك التشريعات احتكارية ال تتفق مع‬
‫مفاىيم العاَف اؼبتحضر‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬إف التشريعات حينما تصطبغ ابلصبغة الدكلية بشكل يتكئ على اتفاقيات دكلية‬

‫‪233‬‬
‫عاؼبية تنتمي لفًتات سابقة فإهنا ال تسَت على اػبط اؼبهيأ ؽبا بل تنحرؼ عنو‪ ،‬إُف‬
‫أف تنفصل عن أرض الواقع كتصبح ؾبرد بنود موقع عليها دكف تفعيل جاد على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬
‫أخَتا التشابو الشديد بُت تشريعات الدكؿ العربية فيما ىبص الصحافة‬
‫ٖ‪-‬كما لوحظ ن‬
‫الورقية أك اإللكًتكنية كال يكاد يوجد اختبلؼ إال يف الصيغ كالقوالب اللغوية‬
‫كصك اؼبصطلحات كىذا يعٍت أف الوطن العريب‪-‬ككل ‪ -‬ىو كطن كاحد أك بلد‬
‫كاحد كإف تعددت صوره‪ ،‬فهو كطن السلطة اغباكمة ال الشعوب احملكومة كىذا‬
‫يعٍت أنو ككل يف حاجة إُف قدر من التحرر اعباد لتحقيق اؼبفاىيم اغبقيقية للتقدـ‬
‫كالنهضة يف عاَف ال يكف عن التحرؾ لؤلماـ‪.‬‬
‫إف اؽبدؼ من التشريعات ىو ضبط العمل الصحفي كالوصوؿ إُف أعلى صوره‬
‫فاعلية ال جعلها حجر عثرة يف طريق الصحافة كىذا ىو ما ربتاجو الصحافة اإللكًتكنية‬
‫يف عاؼبنا العريب يف الفًتة اغبالية كاؼبستقبلية كي تكوف صحافة حبق كليست ؾبرد تكرار‬
‫لعهود غابرة يف عاَف الصحافة الورقية‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫الفصل السابع‬

‫أم ذبمع مهٍت يفًتض أف ينشأ بُت أفراده ميثاؽ شرؼ كلو صامت أك‬
‫ضمٍت أك غَت معلن‪ ،‬ىذا اؼبيثاؽ يتضمن األخبلقيات كاؼببادئ كالقوانُت‬
‫غَت الرظبية اليت يرتضيها أصحاب اؼبهنة الواحدة كيتعاملوف على أساسها‪.‬‬
‫كعلى ىذا فميثاؽ الشرؼ مسألة تعكس العبلقات العضوية بُت التجمعات‬
‫ضا‬
‫االجتماعية اؼبهنية‪ ،‬كحُت ىبرؽ فرد ما أك أكثر ىذا اؼبيثاؽ كيتجاكزه فإف ىذا ال يعد رف ن‬
‫فرداي غَت مسئوؿ‪ ..‬من‬
‫لفكرة اؼبيثاؽ نفسها أك نفينا كلينا ؽبا من قبل اعبميع إمبا يعد سلونكا ن‬
‫ىنا نشأت فكرة ميثاؽ الشرؼ لدل التجمعات اؼبهنية اؼبختلفة شرقنا كغرناب‪ ،‬كقد تبدك‬
‫للبعض فكرة أقرب إُف اليوتوبيا لكنها على العكس أقرب إُف الواقع‪ ،‬دبعٌت أهنا ترضي‬
‫النزعة الذاتية كنزعة الرقابة الفردية داخل الفرد كما تعكس شعور االحًتاـ اؼبتبادؿ إذ لكل‬
‫عمل أك مهنة ؾبموعة من اآلليات كؾبموعة من اػب رات كؾبموعة من اؼببادئ تعكس تصور‬
‫الفرد غبدكد عملو كمدل احًتامو ؽبذا العمل كمن مث قيمتو بُت اآلخرين‪.‬‬
‫كدبعٌت آخر إذا كانت التشريعات كالرقابة نبا عمل تقوـ بو الدكلة فميثاؽ الشرؼ‬
‫اؼبهٍت ىو التشريعات كالرقابة الداخلية اليت يسنها الفرد على نفسو يف رضا كقناعة‬
‫كاملُت‪ ،‬انطبلقنا من مواصفات العمل اليت يراىا كترسخت داخلو‪ .‬على ىذا األساس‬
‫كغراب كأتسست بنودىا كأثَتت قضاايىا‪.‬‬
‫انتشرت مواثيق الشرؼ شرقنا ن‬
‫معلما من معاَف اجملتمعات اؼبدنية اغبديثة‬
‫كعلى كل‪ ،‬تيػ ىعد فكرة ميثاؽ الشرؼ ن‬
‫تعمق كعي الفرد بدكره اؼبهٍت كتقوم عبلقتو ابآلخرين داخل اجملتمع بفئاتو اؼبختلفة‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬أم ضباية اعبماعة اؼبهنية لنفسها كىو نوع‬
‫كيف ىذه اؼبواثيق تكمن فكرة اغبماية أي ن‬
‫من االستقبللية عن الدكلة كالكياتات الفوقية‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫كأكثر ما ترتبط بو مواثيق الشرؼ أخبلقيات اؼبهنة كاعبانب اػبلقي ابؼبعٌت الواسع‬
‫للخلق يف ىذه اغبالة‪ :‬مبادئ العمل كقناعاتو اليت تسَته على خط مستقيم قدر‬
‫كأحياتا قبد بنود مواثيق الشرؼ تتحوؿ إُف شعارات كربمل الن رة اػبطابية‬
‫ن‬ ‫اإلمكاف‪.‬‬
‫كثَتا‪ ،‬لكن ال أبس‪ ،‬فهذا ال ينفي كوف‬
‫الرتانة‪ ،‬كحُت تطبق على أرض الواقع تنقص ن‬
‫ميثاؽ الشرؼ من حيث ىو فكرة يدعو إُف عدـ االنفبلت‪ ،‬كيقنن من ذباكزات الفرد‬
‫ؿبًتما فميثاؽ الشرؼ يعٍت أف ىناؾ معايَت ربكم العمل الفردم إُف حد ما ىي‬
‫ما داـ ن‬
‫معايَت مهنية ابألساس‪ ،‬كمن مث فهي تصقل العمل اؼبهٍت كتنضجو‪.‬‬
‫كستتأكد لدينا ىذه اؼبعاين حُت نرل أتصيبلت اآلخرين ؽبذه الفكرة (ميثاؽ العمل‬
‫اؼبهٍت) فمن منظور د‪.‬ىيثم مناع ‪ ..‬أنو يف أية مهنة تع ر عن شكل من أشكاؿ فبارسة‬
‫السلطة يتعرض اإلنساف إلغراءات السلطة كـباطرىا‪ ،‬ككوف الصحافة من أكثر كسائل‬
‫فبارسة سلطة الكلمة كالصورة كالوجود اجملتمعي الواضح‪ ،‬فهي موضع استهداؼ‬
‫داخلي كخارجي فقد تكوف كسيلة تعبَت حزبية أكنقابية كقد سبثل كجهة نظر عقائدية أك‬
‫دينية‪ ،‬كيف كل األحواؿ‪ ،‬يصعب اغبديث عن اإلنساف احملايد يف عاَف ال يًتؾ أم ىامش‬
‫للحياد‪ ،‬ككما يف كل اؼبهن اغبساسة كاؼبهمات الصعبة‪ ،‬نطالب اليوـ بعهد ذمة داخلي‬
‫كنوع من اغبصانة اػبارجية‪ ،‬فطبيعة عمل النائب كتعبَت عن السلطة التشريعية أعطت ما‬
‫يسمى ابغبصانة ال رؼبانية كأعطت طبيعة عمل الدبلوماسي خارج حدكد سيادة بلده ما‬
‫يعرؼ ابغبصانة الدبلوماسية‪.‬‬
‫فما العهد أك ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت؟ كما موجباتو؟ كىل ىو ابلفعل عنصر مؤثر يف‬
‫(ُ)‬
‫ضباية الصحفيُت من أنفسهم؟‬
‫كللعهد ‪ OATH/ LE SERMENT‬يف الثقافة اإلنسانية اؼبختلفة أنبية كبَتة كدكر‬
‫ىاـ يف أنسنة العبلقات بُت البشر كهتذيب األخبلؽ يف اؼبعامبلت كالسلوؾ‪ ،‬كىي‬

‫(‪ )1‬د‪.‬ىيثم مناع‪ :‬ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت كاغبماية السلوكية للصحفيُت‪ ،‬كرقة مقدمة لندكة ضباية الصحفيُت يف السلم كاغبرب‬
‫ابلدكحة يف ُّ‪- ََِٓ/ْ/‬اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيُت‪ ،‬على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://www.acdj.org/ViewNews.aspx?Newsid=58‬‬
‫‪236‬‬
‫قضية اعتبارية ىامة يف منظومة القيم‪.‬‬
‫كقد عرفت اغبضارات القديبة مفهوـ "العهد" كقيمة إنسانية‪ ،‬ففي اغبضارات‬
‫الصينية شبة عهود تعود ؼبائيت سنة قبل اؼبيبلد يف الصُت‪ ..‬كذلك قبد يف العهد اعبديد‬
‫حرصا على الوفاء ابلعهد‪ .‬كقد شهد رسوؿ اإلسبلـ حلف الفضوؿ فتبناه يف الشكل‬
‫ن‬
‫كاحملتول‪ .‬ككذلك أتصل يف الثقافات الفارسية كاليوتانية كالفرعونية مثل التعهد بعدـ‬
‫تلويث هنر النيل عند اؼبصريُت القدماء‪ .‬أما حضارات ما قبل الكولومبية يف األمريكيتُت‬
‫فقد أعطتو صفة اعتبارية مقدسة‪ .‬كيف بريطانيا أقر ميثاؽ الشرؼ اؼبؤسسات‬
‫كاألفراد(ُ)‪.‬‬
‫حػؽٗف امل٘راق واىػٓػ‪:‬‬
‫أصل مادة (كثق) يدؿ على العقد كاإلحكاـ تقوؿ‪ :‬كثقت بو أثق ثقة‪ :‬إذا سكنت‬
‫الواثؽ كال ًواثؽ‪ :‬اظباف ؼبا‬
‫إليو‪ ،‬كاعتمدت عليو‪ ،‬كتقوؿ‪ :‬أكثقتو‪ :‬إذا شددتو برابط‪ ،‬ك ى‬
‫يوثق بو الشيء‪ ،‬كاؼبيثاؽ‪ :‬العهد احملكم كهبمع على مواثيق‪ ،‬كالوثقي‪ :‬أتنيث األكثق(ِ)‪.‬‬
‫كاؼبيثاؽ أم العقد كالعهد كأخذ اؼبيثاؽ دبعٌت أخذ الثقة كاألمانة كاليمُت كالذمة‪.‬‬
‫كيذكر بعض اللغويُت أف ىناؾ فرقنا بُت (اؼبيثاؽ) ك(العهد) كأف اؼبيثاؽ توكيد العهد‪،‬‬
‫فهو أبلغ من العهد(ّ)‪.‬‬
‫حاال بعد حاؿ‪ ،‬كظبي اؼبوثق الذم‬
‫أما لفظ العهد (لغة) حفظ الشيء كمراعاتو ن‬
‫يلزـ مراعاتو عهدا‪ ،‬كمنو قوؽبم‪ :‬عهد الرجل يعهد عهدا‪ ،‬كاعبمع‪ :‬عهود‪ ،‬كمنو اشتق‬
‫العهد الذم يكتب للوالة‪ ،‬ك(اؼبعاىد) يف عرؼ الشرع ىبتص دبن يدخل من الكفار يف‬
‫عهد اؼبسلمُت‪ ،‬ك(أىل العهد) ىم اؼبعاىدكف كاؼبصدر اؼبعاىدة أم أهنم يعاىدكف على‬
‫ما عليهم من جزية فإذا أسلموا ذىب عنهم اسم اؼبعاىدة‪ :‬ك(العهدة) الكتاب الذم‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬دمحم بن أيب بكر عبدالقادر الرازم‪ :‬ـبتار الصحاح‪ ،‬دار التنوير العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،ُٖٗٔ ،‬ص َْٔ‪.‬‬
‫(‪ )3‬السابق‪ :‬ص َٕٖ‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫يستوثق بو يف البيعات‪.‬‬
‫كيذكر الدارسوف أف لفظ (العهد ) كرد يف القرآف يف كبو أربعُت موضعا منها أربعة‬
‫موضعا كرد كفعل كما يف قولو تعاُف‪( :‬أككلما عاىدكا عهدا) ‪( :‬البقرة اآلية ‪:‬‬
‫ن‬ ‫عشر‬
‫ََُ) ككرد يف اؼبواضع اؼبتبقية كاسم منها قولو سبحانو‪( :‬كأكفوا بعهدم أكؼ‬
‫بعهدكم) ‪( :‬البقرة‪ :‬اآلية ‪.)َْ:‬‬
‫كقد كرد يف لساف العرب يف تعريف العهد‪" :‬كل ما عوىد هللا عليو ككل ما بُت‬
‫العباد من اؼبواثيق" ‪ ..‬األمر الذم يوضح استعماؿ الكلمة يف النطاقُت الديٍت كالدنيوم‬
‫كالعهد اؼبوثق كاليمُت وبلف بو الشخص كمنو اآلية القرآنية "كأكفوا بعهد هللا إذا‬
‫عاىدمت" كقيل إنو اؼبيثاؽ كاليمُت تستوثق هبا فبن يعاىدؾ كإمبا ظبي اليهود كالنصارم‬
‫ضا‪ :‬العهد‬‫أىل العهد‪ :‬للذمة‪ ،‬اليت أعطوىا كالعهدة اؼبشًتطة عليهم كؽبم‪ .‬كقيل أي ن‬
‫األماف ككذلك الذمة‪ ،‬كالعهد أيضا عند العرب اغبفاظ كرعاية اغبرمة كالعهد األماف(ُ)‪.‬‬
‫كال شك أف اؼبنظمات غَت اغبكومية يف القرف العشرين قد حققت كجودىا القوم‬
‫على الساحة الدكلية‪ ،‬لتشكل قوة مدنية كبَتة كراف ندا للعمل النقايب‪ ،‬كليس أدؿ على‬
‫ىذا من انتشارىا الواسع الذم عاشتو بشكل كصل إُف أكثر من مائة ضعف من عاـ‬
‫ُٗٓٗإُف عاـ ُْٖٗ‪ ،‬كال يتجاكز العمر الفعلي للمنظمات العربية غَت اغبكومية‬
‫مائة عاـ‪ ،‬كرغم متابعتنا عبمعيات نشأت يف النصف األكؿ من القرف التاسع عشر‪ ،‬فإف‬
‫ىذه الظاىرة قد بدأت تدخل الثقافات السائدة يف بعض البلداف العربية هناية القرف‬
‫اؼباضي كلو أهنا ما زالت تتعثر إُف اليوـ يف عدة أقطار‪.‬‬
‫كلقد دفعت ظاىرة اؼبنظمات غَت اغبكومية كالنقاابت كاؼبؤسسات اإلعبلمية يف‬
‫العاَف العريب ابىظ الثمن النتشار أنظمة اغبزب الواحد كالعشَتة الواحدة كالزعيم‬
‫األكحد كاعبهاز الواحد‪ ،‬فهذه األنظمة اليت تعت ر اجملتمع كالسلطة كحدة عضوية تلغي‬
‫حق الوجود االجتماعي كالثقايف كاالقتصادم كاؼبدين كالسياسي اؼبستقل كتؤمم لصاغبها‬

‫(‪ )1‬د‪.‬ىيثم مناع‪ :‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫‪232‬‬
‫صبلة أشكاؿ التجمع كالتحلق كالعمل يف صفوؼ ؾبتمعاهتا كىناؾ أكثر من بلد عريب‬
‫يعيش حىت اليوـ حالة زبلف فعلي على صعيد اؼبنظمات التطوعية ككسائل التعبَت‬
‫كالتنظيم بسبب ىذه السياسة التسلطية‪ .‬األمر الذم انعكس سلبا كبشكل كاضح على‬
‫التجربة النقابية العربية‪.‬‬
‫إف نشأة منظماتنا غَت اغبكومية كالنقاابت كاؼبؤسسات الصحفية العربية يف ؾبتمع‬
‫ما زالت الوشائج العضوية فيو تكبل العبلقات اؼبدنية فبا هبعلها ربمل العديد من‬
‫أمراض ىذا اجملتمع كابلتاِف فإف اؼبرتكزات األساسية للنضاؿ ىي مرتكزات تربوية‬
‫كفكرية كليست تابعة من اجملتمع ألهنا ترفض‪ ،‬على األقل من حيث اؼببدأ‪ ،‬إعادة إنتاج‬
‫األشكاؿ العصبوية كالتقليدية القديبة القائمة يف صلب ىذا اجملتمع‪ .‬كحيث ال يوجد‬
‫مثل اعتبارم‪ ،‬فبل غرابة يف أف يلجأ العديد من السياسيُت كاؼبثقفُت إُف العمل النقايب‬
‫كحقوؽ اإلنساف أك العمل اإلنساين‪ ،‬بل لنقل العمل يف الشأف العاـ حبثا عن غنيمة أك‬
‫ترقية سياسية أك اجتماعية‪.‬‬
‫فوحدىا اؼبمارسة كحدىا قادرة على إظهار اؼبعدف البخس من اؼبعدف الثمُت‪،‬‬
‫كمن الناحية النفسية الصرفة‪ ،‬علينا أف نتذكر أف العاىات التنافسية (القائمة على‬
‫اؼببارزة كالتجريح كالقدح كليس الكفاءة كالنقد البناء كاالحًتاـ اؼبتبادؿ كالتكاملية)‬
‫تكوف أكثر حدة عندما تكوف مشخصة كأقل حدة عندما تكوف ؾبردة‪ ،‬فلؤلسف‬
‫الشديد يف غياب درجة متميزة من النضج كالوعي تبعث اؼبقارنة بُت اؼبثائل على الغَتة‬
‫كاغبسد بل كحىت اإليذاء‪ ،‬كفبا يعزز ىذه اؼبشكبلت‪ ،‬أننا نعيش يف ؾبتمعات ما زالت‬
‫تبحث عن العديد من معاَف ىويتها اػباصة‪.‬‬
‫إف اؼبشكبلت اليت نعانيها عربينا موجودة يف أكثر من رقعة كمكاف‪ ،‬كىناؾ مشكلة‬
‫يف البنية كيف األشخاص كيف أسلوب العمل كأخبلقية ىذا األسلوب كمدل احًتامو‬
‫للمثل اؼبعلنة‪ ،‬كيف ىذه النقطة ليس الواقع العاؼبي أحسن حاال من الواقع اإلقليمي‪،‬‬
‫ففي مواقع اؼبسئولية العاؼبية تكثر ؾباالت التبلعب البل أخبلقية يف السياسة العامة‬
‫كيبكن سبرير العديد من القضااي بشكل ال يلفت النظر‪ ..‬إف ىذه اإلشكاليات اليت‬
‫‪235‬‬
‫تعصف ابلفضاء الواقع خارج السلطات الثبلث‪ ،‬يتطلب منا إقرار عهد شرؼ(ُ)‪.‬‬
‫ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت ال يرتبط ابلعهد كاؼبعاىدة فقط على النحو التأصيلي‬
‫السابق‪ ،‬بل يرتبط كذلك كما مر ابألخبلؽ دبفهومها الواسع الذم يتضح حُت نقوؿ‬
‫مثبل‪ :‬أخبلقيات العمل الصحفي‪.‬‬
‫ن‬
‫كيعتقد كثَتكف أف كلمتا الصحافة كاألخبلؽ ربمبلف من فرقة أكثر فبا ربمبلنو من‬
‫تقارب‪ .‬كقد أدل استخداـ الصحافة كأداة يف صراعات اجتماعية كسياسية كاقتصادية‬
‫عديدة‪ ،‬على مدل عقود طويلة‪ ،‬إُف اإلساءة إُف صورة الصحافة كالنيل من مصداقياهتا‬
‫لدل اعبمهور‪.‬‬
‫كما أتثرت الصحافة ابلتوجيهات كالقيود كالضغوط كاؼبمارسات غَت اؼبهنية‪ ،‬اليت‬
‫كجدت نفسها تعاين تبعاهتا الثقيلة‪ ،‬بسبب أمباط اإلدارة كاؼبلكية كىيمنة األنظمة‬
‫السياسية؛ األمر الذم زاد االلتباس فيما يتعلق ابألخبلقيات اليت ربكم اؼبمارسة اؼبهنية‬
‫أمرا‬
‫الصحفية‪ ،‬كردبا يبدك اغبديث عن األخبلؽ فيما يتعلق ابألمور اؼبهنية االحًتافية ن‬
‫أحياتا بشكل غَت‬
‫غريبنا؛ لكن دعوتا نتساءؿ‪ :‬من منا يعًتؼ أبنو يبارس عملو الصحفي ن‬
‫أخبلقي؟‬
‫ىل تعرؼ صحفينا هبرؤ على أف يقوؿ إنو يقوـ دبهمة غَت أخبلقية؟ ففي‬
‫الصحافة‪ ،‬كيف غَتىا من اؼبهن‪ ،‬الكل يدعي أنو يعمل يف إطار أخبلقي‪ .‬كعادة ما‬
‫تسمع الصحفيُت ي رركف قراراهتم كأفعاؽبم بشعارات مثل‪" :‬حق اعبمهور يف اؼبعرفة"‪ ،‬أك‬
‫العمل من أجل "ربقيق اؼبصلحة العامة ػبَت الوطن كاؼبواطنُت"‪.‬‬
‫كبينما تسهل مراقبة معظم من يعملوف ابؼبهن األخرل ع ر تطبيق معايَت "الرقابة‬
‫‪Codes of‬‬ ‫كاعبودة"‪ ،‬يصعب ذلك مع العمل الصحايف‪ ،‬كما ظهرت األدلة األخبلقية‬
‫‪ ethics or conduct‬كما ظهرت مواثيق الشرؼ الصحفي‪.Editorial Guidelines‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫‪241‬‬
‫كابستعراض ما ىو متوافر من ىذه الواثئق عربينا قد قبدىا مؤلل ابلعبارات الرتانة‬
‫كالعهود اؼبخلصة بغَت كثَت من التفصيل عن كيف سيتم ضماف االلتزاـ هبذه العهود‪،‬‬
‫غَت أف األكثر شهرة يف ىذا الصدد‪ ،‬عربينا‪ ،‬ىو القوانُت اليت تنظم العمل الصحفي‪،‬‬
‫تغوؿ الصحفيُت‪ ،‬كضباية الصحفيُت من‬‫كاليت ييراد منها يف األساس ضباية اجملتمع من ٌ‬
‫إسراؼ السلطة يف استخداـ صبلحياهتا‪ .‬لكن كاقع األمر أف الكثَت من ىذه القوانُت ال‬
‫يفعل ىذا كال ذاؾ‪ ،‬بقدر ما يظل أداة يف يد من وبسن استخدامو‪ ،‬أك ابألحرل من‬
‫يتمكن من إساءة استخدامو‪ ،‬إذف تلك القوانُت كاؼبواثيق ردبا ال تكفي كحدىا لتقنُت‬
‫اؼبمارسة اإلعبلمية كضبطها أخبلقينا‪ ،‬كردبا يكمن اغبل يف إعطاء األخبلؽ مساحة‬
‫مناسبة ضمن اعتبارات فبارسة تلك اؼبهنة‪ .‬لكن ما األخبلؽ؟‬
‫إف األخبلؽ قد ترتبط إبدراكك مدل كجودىا أكثر من ارتباطها دبعايَت ؿبددة‬
‫يبكن هبا قياس ما ىو أخبلقي كما ىو غَت أخبلقي‪ ،‬كقد انقسم الفبلسفة يف رؤيتهم‬
‫لؤلخبلؽ إُف ثبلث مدارس رئيسة‪ ،‬ربطت كل مدرسة منها األخبلؽ بعنصر معُت‪ ،‬على‬
‫النحو التاِف‪:‬‬
‫‪ -‬ترتبط بطبيعة الفرد الفاعل نفسو‪ ،‬أرسطو (‪.)Aristotle‬‬
‫‪ -‬ترتبط بطبيعة الفعل‪ ،‬إيبانويل كانت (‪.)Immanuel Kant‬‬
‫‪ -‬ترتبط بنتائج األفعاؿ‪ ،‬مذىب النفعية عند جَتمي بنثاـ‪ ،‬كجوف ستيوارت ميل‬
‫(‪)Jeremy .Bentham John Stuart Mill‬‬
‫مث بعد ذلك نشأت مدارس عدة يف تعريف األخبلؽ‪ ،‬بعضها ارتبط ابلقانوف‪،‬‬
‫كالبعض اآلخر ارتبط ابللغة كاؼبصطلحات‪ ،‬قبل أف تنشأ نظرايت اغبرية اؼبطلقة‬
‫(سارتر)‪ ،‬اليت اعت رت أف اغبرية ىي أساس األخبلؽ‪ ،‬كأف "األخبلؽ ىي أف نفعل ما‬
‫نريد"‪.‬‬
‫يف خضم ىذه النظرايت اؼبتباينة يصعب على صحفي يعمل يف غرفة أخبار عادية‪،‬‬
‫أف يبٍت قراراتو على ما ذكره كانت أك ما آمن بو جاف بوؿ سارتر‪ ،‬كابلتاِف فإف التحلي‬
‫‪240‬‬
‫علما تضمن بتدريسو التزاـ‬
‫ابألخبلؽ يف العمل الصحفي ىو فن أك إحساس‪ ،‬أكثر منو ن‬
‫الدارسُت بقواعد‪ .‬غَت أف معرفة ما تناكلتو األدبيات اؼبعنية يعُت على ازباذ القرار األمثل‬
‫يف اغباالت اػببلفية‪.‬‬
‫كتتباين كجهات النظر حوؿ أتثَت العمل الصحفي‪ .‬فهناؾ من يعتقد أبنو من‬
‫الصعب استمرار األثر الذم تًتكو نشرة أخبار كاحدة إُف حُت إذاعة النشرة التالية‪،‬‬
‫تاىيك عن أف يبتد ىذا األثر اؼبزعوـ ليوـ أك أكثر (ىناؾ رأم يقوؿ إف اؼبكاف الطبيعي‬
‫لصحيفة األمس ىو سلة اؼبهمبلت)‪.‬‬
‫كمع ذلك يعتقد أف أنبية مهنة الصحافة ال تنبع من درجة التغيَت الفعلي الذم‬
‫ربدثو يف اجملتمع‪ ،‬بقدر ما تنبع من كوف الصحفيُت يبلكوف القدرة على طرح القضااي‬
‫العامة‪ ،‬ككضعها يف أطر مفهومة‪ ،‬كما يقوموف بتصنيف األحداث كالقضااي اؼبختلفة‪،‬‬
‫كبذلك يرسم الصحفيوف خرائط يستطيع اعبمهور من خبلؽبا أف يفهم العاَف خارج‬
‫النطاؽ اؼبباشر لدائرة اىتمامو‪ ،‬دبا يف ىذا العاَف من ـباكؼ كطموحات كأحبلـ‪ ،‬فرد‬
‫فعل اجملتمع على ما قد يقوـ بو الصحفيوف من كشف للفساد أكاعبرائم الك رل يكشف‬
‫بوضوح مدل تفاعل اعبمهور مع الصحفيُت بشكل إهبايب‪ .‬على أف الدكر األخبلقي‬
‫للصحافة يتجلى يف أكضح صوره يف قدرة الصحافة كالصحفيُت على تشخيص‬
‫األطراؼ الفاعلة يف اغبدث‪/‬القصة‪ ،‬كإيراد حجج تلك األطراؼ بعدالة‪ ،‬كمنحها‬
‫اغبقوؽ اؼبتكافئة للدفاع عن كجهات نظرىا‪ ،‬دكف أم توجيو أك ؿباكلة لتحريف‬
‫اذباىات اعبمهور‪.‬‬
‫كمنذ منتصف الثمانينيات من القرف اؼباضي‪ ،‬تصاعد اعبدؿ حوؿ إمكاف التعامل‬
‫مع الصحافة من منظور أخبلقي‪ ،‬فموضوعات مثل التدليس يف نقل األخبار‪ ،‬كانتهاؾ‬
‫بعض الصحفيُت للحرايت اػباصة‪ ،‬كتعاملهم مع ضحااي أعماؿ العنف‪ ،‬كدفع مبالغ‬
‫طائلة للحصوؿ على معلومات حصرية عن تفصيبلت الفضائح يف اجملتمع‪ ،‬كلها‬
‫موضوعات كلٌدت تساؤالت عن الدكر الذم يدعيو الصحفيوف فيما يتعلق ابؼبسئولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬ككشف اؼبفسدين‪ ،‬كاحملافظة على اؼبصلحة العامة‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫كيف ىذه األجواء أيثَت جدؿ عن‪ :‬ؼباذا يعت ر الصحفيوف أنفسهم فوؽ مستول‬
‫الشبهات‪ ،‬كخارج نطاؽ احملاسبة؟ كؼباذا يتمتعوف بسلطة صبع كنشر اؼبعلومات دكف‬
‫ربمل مسئولية ذلك؟ فما القيم أك اؼبوازين األخبلقية اليت ربكم تصرؼ الصحفيُت يف‬
‫الواقع العملي؟ كمن يراقب اؼبراقبُت؟‬
‫إف اؼبكانة كالصبلحيات اليت يتمتع هبا الصحفي جملرد كونو صحفينا يف ؾبتمع من‬
‫اجملتمعات جديرة ببذؿ اؼبزيد من اعبهد من أجل تعزيز اليقُت يف اغبس األخبلقي الذم‬
‫وبكم اؼبمارسة اؼبهنية اإلعبلمية‪.‬‬
‫كلكي نقًتب من أرض الواقع يبكن أف نعرض مباذج يتم فيها خرؽ ميثاؽ الشرؼ‬
‫اؼبهٍت‪ ،‬ىناؾ مباذج عديدة تتقاطع فيها اؼبمارسة الصحفية اؼبهنية مع األخبلؽ بوضوح؛‬
‫صارخا للقيم األخبلقية كاؼبهنية‪ ،‬كبعضها اآلخر وبتاج‬
‫كبعض ىذه النماذج يبثل انتها نكا ن‬
‫إُف عناية كبَتة حىت ال ىبرؽ تلك القيم؛ كمنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرشى كاؽبدااي‪.‬‬
‫‪ -‬تنازع اؼبصاٌف‪.‬‬
‫‪ -‬القذؼ (السب أك تشويو السمعة)‪.‬‬
‫‪ -‬التبلعب ابللقطات اؼبصورة أك التسجيل الصويت الذم قد يوحي بنتائج غَت‬
‫صحيحة تؤدم إُف تشويو ظبعة أك اهتاـ ببل سند‪.‬‬
‫‪ -‬زبطي اغبدكد األخبلقية عند كشف اغبقائق‪ .‬إُف أم مدل يبكن للغاية النبيلة اؼبتمثلة‬
‫يف كشف اغبقيقة‪ ،‬أف ت رر كسيلة غَت أخبلقية قد ييضطر إليها الصحفيوف عبمع‬
‫معلومات خاصة؟‬
‫‪ -‬االعتماد على أدلة تبدك كافية كالوصوؿ إُف نتائج غَت مؤكدة (فاغبكم على اغبقائق‬
‫هبب أف يراعي ـبتلف كجهات النظر اؼبمكنة)‪.‬‬
‫‪ -‬التسجيبلت السرية ‪( Hidden cameras and microphones‬ىي القياـ‬
‫ابلتسجيل الصويت أك اؼبرئي لشخص دكف إذنو أك علمو)‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫‪ -‬اؼبقاببلت اؼبلغمة ‪( interviews‬ىي صنع شرؾ أك كمُت لشخص للحصوؿ منو‬
‫على معلومة أكمستند)‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن مصدر رفض اإلفصاح عن ىويتو‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ ضباية اؼبشاركُت يف التحقيقات أك القصص أك ال رامج من الوقوع يف مشكبلت‬
‫قانونية أك اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬اػبلط بُت الدعاية كاإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تصوير الواقع ‪.Reconstruction‬‬
‫‪ -‬إعادة سبثيل اعبرائم ‪.Staging‬‬
‫‪ -‬اختبلؽ أحداث ال كاقع ؽبا (مثل تفجَتات العراؽ كأفغانستاف‪ ،‬كقضااي هتريب‬
‫ـبدرات افتعلها الصحفيوف لتغطيتها كنيل الشهرة كاؼباؿ)‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ صور عامة أك أرشيفية للحديث عن كقائع مغايرة ‪.Video deception‬‬
‫‪ -‬استخداـ قطعات ‪ cutaways‬غَت مناسبة‪ ،‬لتجنب مشكبلت اؼبونتاج‪ ،‬فبا قد‬
‫يؤدم إُف فهم خاطئ لدل اؼبتلقي‪.‬‬
‫‪ -‬التبلعب بعملية اؼبونتاج إلظهار عكس اغبقائق ‪.Improper editing‬‬
‫‪ -‬تضخيم األخبار كاؼببالغة فيها ‪.Inflating the news‬‬
‫ىذا كلو يعد خرقنا ؼبيثاؽ العمل اؼبهٍت(ُ)‪.‬‬
‫مثبل ىناؾ دعوة لعقد ميثاؽ شرؼ خاص ابلصحافة‬
‫كلدل بعض الدكؿ كاألردف ن‬
‫اإللكًتكنية فقط كقد سعى اجمللس األعلى لئلعبلـ إلعداد ميثاؽ شرؼ خاص‬
‫ابلصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬كيهدؼ اؼبيثاؽ إُف كضع الصحافة اإللكًتكنية أماـ التزاماهتا‬
‫اؼبهنية كبشكل يشجع على التعددية كاحًتاـ الرأم كالرأم اآلخر كاؼبصداقية كالدقة‬
‫كاغبيادية كاؼبوضوعية‪.‬‬

‫‪(1) http://pressacademy.net/modules/news/article.php?storyid=883‬‬
‫‪244‬‬
‫كالسؤاؿ الذم يطرح نفسو‪ :‬ما اعبدكل من إعداد ميثاؽ لتنظيم ىذه العملية؟ كىذا‬
‫فضبل عن كونو يضيق على اغبرايت الصحفية اليت ابت النشر‬
‫أمر يف غاية الصعوبة‪ ،‬ن‬
‫اإللكًتكين اؼبتنفس الوحيد ؽبا فيظل انتشار رفع دعاكل الذـ كالقدح كالتحقَت على‬
‫الصحفيُت‪.‬‬
‫كيرل ظبَت اغبيارم رئيس ربرير صحيفة (عموف) األردنية اإللكًتكنية أف إعداد‬
‫خاصا ابلصحافة اإللكًتكنية غَت ؾبد كال يزيد على‬
‫اجمللس األعلى لئلعبلـ ميثاؽ شرؼ ن‬
‫كونو دعوة مبطنة لفرض نوع من الرقابة كالتضييق على اغبرايت اليت يتمتع هبا أصحاب‬
‫اؼبواقع اإللكًتكنية ‪.‬‬
‫كإنو مع تطور الصحافة الورقية من جهة كانتعاش الصحافة اإللكًتكنية يف األردف‬
‫من جهة أخرل‪ ،‬ال ينبغي لنا العودة إُف الوراء‪ ،‬خاصة مع الدعوات اؼبتزايدة اليت تدعو‬
‫إُف عودة كزارة اإلعبلـ كاليت ألغيت منذ أعواـ ‪ ..‬كإف اؼبتابع للصحافة اإللكًتكنية هبد‬
‫أهنا يف معظمها صحافة مسئولة تلتزـ ابؼبصداقية كالدقة كاؼبوضوعية‪ ،‬حىت لو افًتضنا حسن‬
‫النية يف ىذا اؼبيثاؽ‪ ،‬فإف التزاـ الصحافة اإللكًتكنية ابؼبعايَت اؼبهنية عرؼ سائد بينها‪ ،‬كال‬
‫مكتواب‪ ،‬فاألمر إذف ؿبل جدؿ(ُ)‪.‬‬
‫مكتواب لقانوف َف يكن ن‬
‫قانوتا ن‬
‫يتجاكز ىذا اؼبيثاؽ كونو ن‬
‫كيبكن أف نقدـ أكثر من رؤية أك مبوذج ؼبيثاؽ عمل الصحفيُت يف الصحافة‬
‫اإللكًتكنية‪ ،‬كما نرل يف أكثر من جامعة كصحيفة إلكًتكنية كنقاابت صحفية عربية‪:‬‬
‫اتحاد الصحفيين العرب‬
‫كقد أصدر ارباد الصحفيُت العرب ميثاؽ شرؼ للعمل الصحفي ‪ ..‬جاء فيو‪:‬‬
‫الصحفيوف العرب جنود اغبرية‪ ،‬دعاة الديبقرطية‪ ،‬ضباة التقدـ‪ ،‬كطبلئع اإلصبلح‬
‫الوطٍت كالقومي اغبقيقي‪ ،‬يعلنوف دبناسبة اجتماعهم يف اؼبؤسبر العاشر الربادىم ابلقاىرة‬
‫أكتوبر ََِْ‪ ،‬كاحتفاال دبركر أربعُت عاما على أتسيس ارباد الصحفيُت العرب‪ ،‬ىذا‬

‫(‪ )1‬ظبَت اغبيارم‪ :‬مقابلة خاصة مع الباحث يف عماف‪ ،‬األردف ُٓ‪.ََِٔ-ُِ-‬‬


‫‪245‬‬
‫العهد كاؼبيثاؽ كااللتزاـ‪ ،‬الذم يًتجم حقيقة موقفهم الواضح من الدفاع اؼببدئي‬
‫كالصلب‪ ،‬عن حق الشعب العريب بكل أقطاره يف اغبرية كاالستقبلؿ كالسيادة‪ ،‬كفبارسة‬
‫الديبقرطية السليمة‪ ،‬كحق الصحافة العربية بكل انتماءاهتا يف اغبرية اؼبسئولة‪ ،‬دكف‬
‫قيود أك ضغوط‪ ،‬اللهم إال قيود الضمَت اؼبهٍت كسلطة القانوف العادؿ كالقضاء النزيو‪.‬‬
‫أوال‪ٗ :‬ؤٌِٔن‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أف اغبرية حق طبيعي عاـ لكل الشعوب كاألفراد دكف تفرقة‪ ،‬يف ظل دكلة القانوف‬
‫كالدستور كاؼبؤسسات‪ ،‬كبتطبيق اآلليات الديبقراطية السليمة‪ ،‬اليت تكفل لكل مواطن‬
‫حقو الطبيعي يف اؼبساكاة كالعدؿ االجتماعي‪ ،‬كالتعبَت عن رأيو بكل الطرؽ اؼبشركعة‪،‬‬
‫كاؼبشاركة يف صنع القرارات كتشكيل السياسات‪ ،‬كانتخاب القيادات دكف ضغط أك‬
‫إكراه‪ ،‬يف ظل كطن حر مستقل يبارس سيادتو الكاملة على أرضو‪.‬‬
‫ِ‪-‬أف حرية الصحافة كالرأم كالتعبَت‪ ،‬ىي عصب اغبرايت العامة‪ ،‬كمكوهنا الرئيس‪،‬‬
‫امتيازا خاصا للصحفيُت‬
‫ن‬ ‫فئواي أك‬
‫حكرا ن‬ ‫ن‬ ‫كىي حق لكل مواطن‪ ،‬كليست‬
‫كالكتاب‪ ،‬لكنها امتياز لكل فئات اجملتمع كأفراده‪ ،‬األمر الذم يقتضي إحاطتها‬
‫بسياج خاص من الضماتات الشرعية كالدستورية‪.‬‬
‫ّ‪-‬أف اغبرية بشكل عاـ كحرية الصحافة كالرأم كالتعبَت بشكل خاص‪ ،‬ال تنبت كتزدىر‬
‫إال يف بيئة ؾبتمعية حاضنة‪ ،‬تعتمد ثقافة العدؿ كاؼبساكاة كربًتـ حقوؽ اإلنساف‬
‫السياسية كاؼبدنية كالدستورية‪ ،‬كاالجتماعية االقتصادية‪ ،‬كالثقافية الفكرية‪ ،‬كفق ما‬
‫نصت عليو اؼبرجعيات السماكية كالوضعية‪ ،‬الوطنية كالقومية كالدكلية‪ ،‬خصوصا‬
‫اؼبيثاؽ العاؼبي غبقوؽ اإلنساف كنصوص العهدين الدكليُت اؼبكملُت لو‪.‬‬
‫ْ‪-‬أف حرية كل فرد يف كطنو‪ ،‬ترتبط حبرية الوطن يف ؿبيطو اإلقليمي كالدكِف‪ ،‬كىو ما‬
‫ال يتحقق إال يف ظل أمن كسبلـ كاستقرار شامل كعادؿ كدائم‪ ،‬تطبي نقا لقرارات‬
‫الشرعية الدكلية‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق ابلصراع العريب الصهيوين كقضية فلسطُت‬
‫جوىره‪ ،‬من تاحية‪ ،‬كبعودة ىجوـ قول االستعمار الغريب على ببلدتا كثركاتنا كثقافتنا‬

‫‪246‬‬
‫من تاحية اثنية‪ ،‬كبضركرة استعادة قيم العدؿ كمفاىيم السبلـ كقواعد القانوف الدكِف‪،‬‬
‫كأصوؿ التعايش كضباية اؼبصاٌف اؼبشًتكة كاؼبنافع اؼبتبادلة بُت الدكؿ كالشعوب‬
‫كالثقافات كاغبضارات‪ ،‬دكف ربريض أك كراىية أك تعصب‪ ،‬من تاحية اثلثة‪.‬‬
‫ٓ‪-‬أف األزمات السياسية كاالقتصادية االجتماعية كاألمنية‪ ،‬الداخلية كالضغوط‬
‫كاغبركب كاألطماع كاؼبخططات األجنبية‪ ،‬قد أدت إُف زبلف كاضح يف الدكؿ‬
‫العربية‪ ،‬سبثل يف اتساع مساحات الفقر كالبطالة‪ ،‬كاحتداـ األزمة االجتماعية‪،‬‬
‫كاحتكاـ االحتقاف السياسي كالفكرم‪ ،‬كظهور الفساد كتفشي مظاىر االستبداد‪،‬‬
‫كبركز تيارات التطرؼ كالتعصب كاإلرىاب كاإلحباط‪.‬‬
‫فبا ساىم يف عجز معظم الدكؿ العربية عن مبلحقة تطور العصر اغبديث‪،‬‬
‫كالتخلف عن اإلسهاـ اعبدم كاؼببدع يف قفزات اغبضارة اإلنسانية اؼبعاصرة‪ ،‬على‬
‫عكس اترىبنا القدًن‪ ،‬فضبل عن معاتاة اإلنساف العريب من كل مظاىر التخلف كضغوط‬
‫األزمات اؼبتعددة‪.‬‬
‫األمر الذم يستدعي إجراء إصبلحات شاملة كجذرية ‪ -‬دكف تباطؤ أك أتجيل ‪-‬‬
‫تنبع من أفكارتا كآرائنا‪ ،‬كتع ر عن أىدافنا كطموحاتنا الوطنية كالقومية‪ ،‬كتتعامل مع‬
‫الثورات الثبلث اليت تسود عاَف اليوـ‪ ،‬ثورة اغبرية كالديبقراطية‪ ،‬كثورة العلم‬
‫كالتكنولوجيا اغبديثة‪ ،‬كثورة اإلعبلـ كالثقافة كاؼبعلومات كاؼبعارؼ‪ .‬كمن أجل ربقيق‬
‫ىذه اؼببادئ العامة كاألىداؼ الوطنية كالقومية‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ٗ :‬ؽيتٔن‪:‬‬
‫ُ‪-‬إطبلؽ اغبرايت العامة يف اجملتمعات العربية كافة‪ ،‬كإلغاء حاالت الطوارئ كالقوانُت‬
‫كاحملاكم االستثنائية‪ ،‬كإجراء تعديبلت كإصبلحات سياسية كدستورية كقانونية‬
‫جذرية‪ ،‬كإطبلؽ سراح اؼبعتقلُت كسجناء الرأم‪ ،‬كااللتزاـ دببدأ التعددية كحرية‬
‫تشكيل األحزاب كاؼبنظمات اعبماىَتية‪ ،‬كضماف تداكؿ السلطة ع ر انتخاابت‬
‫نظيفة على كل اؼبستوايت‪ ،‬يف إطار إصبلح ديبقراطي شامل‪ ،‬يتناكؿ اعبوانب‬

‫‪245‬‬
‫السياسية كالقانونية‪ ،‬كاالقتصادية االجتماعية‪ ،‬كالثقافية اإلعبلمية كيرسخ دكلة‬
‫القانوف كاؼبؤسسات‪ ،‬كيكفل الفصل بُت السلطات التشريعية كالتنفيذية‬
‫كالقضائية‪ ،‬كيشجع اجملتمع اؼبدين بكل تنظيماتو على اؼبشاركة النشطة يف إدارة‬
‫اجملتمعات‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إطبلؽ حرية الصحافة كالرأم كالتعبَت كاإلبداع بكل أشكاؽبا كصورىا‪ ،‬كتقنُت‬
‫ضماتاهتا‪ ،‬كضباية أمن كاستقرار كحرية الصحفيُت يف أداء عملهم‪ ،‬كإطبلؽ حرية‬
‫إصدار الصحف كشبكات اإلذاعة كالتليفزيوف كاإلنًتنت‪ ،‬كربرير كسائل اإلعبلـ‬
‫من اؽبيمنة اغبكومية‪ ،‬كضماف استقبللية العمل الصحفي كاإلعبلمي‪ ،‬يف ظل‬
‫القانوف العادؿ كالقضاء اؼبستقل النزيو كاألداء اؼبهٍت الراقي‪.‬‬
‫ّ‪-‬إجراء تعديبلت شاملة يف منظومة القوانُت كالتشريعات العربية السائدة‪ ،‬لتطهَتىا‬
‫من القيود اؼبشددة اؼبفركضة على حرية الرأم كالتعبَت كالصحافة‪ ،‬كمن العقوابت‬
‫اؼبغلظة اؼبفركضة على الصحفيُت كالكتاب‪ ،‬خصوصا العقوابت السالبة للحرية‪،‬‬
‫ضماتا غبرية الرأم كتشجيع‬
‫ن‬ ‫مثل عقوبة اغببس يف قضااي الرأم كالنشر‪ ،‬كذلك‬
‫حق النقد كاؼبشاركة كاؼبكاشفة كالشفافية‪.‬‬
‫ْ‪-‬تشجيع كل السياسات كاػبطوات البلزمة لتفعيل دكر احملاسبة كاؼبساءلة كالرقابة‬
‫الشعبية‪ ،‬على عمل السلطات كاؼبؤسسات الرظبية‪ ،‬خصوصا ع ر الرقابة ال رؼبانية‬
‫من تاحية‪ ،‬كالرقابة الصحفية كاإلعبلمية اغبرة كاؼبسئولة من تاحية أخرل‪ .‬دبا‬
‫يضمن ربويل الصحافة كاإلعبلـ يف الببلد العربية‪ ،‬من أجهزة دعائية رظبية‪ ،‬إُف‬
‫قوة تغيَت كطاقة تنوير‪ ،‬تقود اجملتمعات كتوجهها يف طريق التقدـ كالتطور كاالرتقاء‬
‫اغبضارم‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬ضماف اغبصوؿ على اؼبعلومات من مصادرىا الرئيسة‪ ،‬كحرية انسياهبا كتدفقها من‬
‫خبلؿ كل كسائل اإلعبلـ كالصحافة كاالتصاؿ كشبكات اؼبعلومات اغبديثة‪،‬‬
‫كعدـ فرض الرقابة اغبكومية عليها أك عرقلة كصوؽبا إُف الرأم العاـ ابلشكل‬

‫‪242‬‬
‫اغبقيقي كاؼبتكامل‪ ،‬كذبرًن حجبها أك تزييفها أك االنتقاص منها‪ .‬خصوصا يف‬
‫عصر أصبحت فيو سوؽ اؼبعلومات أكسع كأغٌت األسواؽ‪ ،‬يف التجارة العاؼبية‬
‫كالتبادؿ الدكِف يف كل ؾباالت النشاط اإلنساين ابعتبارىا أحد اؼبصادر الرئيسة‬
‫للمعرفة كاإلبداع كبناء التقدـ كتبادؿ األفكار كحوار اغبضارات كالثقافات‪.‬‬
‫وٌلاةو ْؼه املؽاىب واىغٍاُات‪:‬‬

‫ذاىرا‪ٗ :‬يخؾٌٔن‪:‬‬
‫ُ‪ -‬يظل مبدأ اغبرية كاؼبسئولية‪ ،‬الذم ازبذه ارباد الصحفيُت العرب شعارا منذ سنوات‬
‫ماضية ىو اؼببدأ الذم نسَت عليو‪ ،‬إيباتا أبف اغبرية اؼبطلقة تقود حتما إُف الفوضى‬
‫اؼبطلقة كأف اغبرية اؼبسئولة أماـ القانوف العادؿ كالضمَت اؼبهٍت السليم‪ ،‬ىي اليت‬
‫تؤسس جملتمع التقدـ كالعدؿ كاؼبساكاة كاالستنارة كالديبقراطية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف حق شعوب العاَف اؼبضطهدة كاؼبقهورة‪ ،‬يف التحرر كاالستقبلؿ كالسيادة مبدأ‬
‫رئيس‪ ،‬هبدر أف يعلو كيسود‪ ،‬األمر الذم ينطبق بداءة على حقوؽ شعوبنا‬
‫العربية‪ ،‬اليت نلتزـ ابلدفاع عنها كعن حريتها كقيمها كأىدافها الوطنية كالقومية‪،‬‬
‫ضد كل أعدائها اؽباصبُت جبيوشهم كأسلحتهم كأفكارىم كأطماعهم كقيمهم‬
‫اؼبختلفة كثقافاهتم اؼبتباينة‪ .‬دكف أف يشكل ذلك دعوة لبلنغبلؽ أك االنعزاؿ عن‬
‫اؼبتغَتات اليت تسود حركة العاَف من حولنا‪ ،‬اليت كبن جزء رئيس منها‪ ،‬نتفاعل‬
‫معها حبيوية‪ ،‬نؤثر فيها كنتأثر هبا دكف ىيمنة‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أف أكؿ كاجبات الصحفي كأنبها البحث عن اغبقيقة كربرم الدقة‪ ،‬كربمل‬
‫مسئولية الرسالة اإلعبلمية الصادقة كااللتزاـ أبمانة اؼبهمة كشرؼ اؼبهنة على‬
‫أسس ميثاؽ الشرؼ الصحفي العريب‪ ،‬كربكيم الضمَت اؼبهٍت كأخبلقيات العمل‬
‫الصحفي كتقاليده‪ ،‬كاحًتاـ القانوف العادؿ كأحكاـ القضاء النزيو‪ ،‬كرفض اؼبزايدة‬
‫كاالبتزاز كاإلاثرة اؼبتعمدة كاؼبتاجرة كالًتبح كاػبلط بُت اإلعبلف كاإلعبلـ‪،‬‬
‫كالتدليس على الرأم العاـ‪ ،‬كاالبتعاد عن إاثرة الفنت كالنعرات العرقية كالدينية‬

‫‪245‬‬
‫كالطائفية‪ ،‬كااللتزاـ دبكافحة الفساد كاالستبداد كاإلرىاب‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أف احًتاـ اػبصوصية مبدأ رئيس يف اؼبمارسة الصحفية كاإلعبلمية‪ ،‬نؤكد من‬
‫خبللو ضركرة احًتاـ الصحفي للحياة الشخصية ‪ ،‬كضماتات اػبصوصية لكل‬
‫مواطن‪ ،‬كعدـ التورط يف نشر ما يكشفها دكف إرادة صاحبها كإذنو‪ .‬كال وبوؿ‬
‫ذلك دكف فبارسة حرية الرأم كالنشر بشفافية كاملة فيما يتعلق ابلقضااي العامة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬أف سر اؼبهنة‪ ،‬يظل قائما يف ضمَت الصحفي اؼبلتزـ ابلقوانُت كمواثيق الشرؼ‬
‫اؼبهنية‪ ،‬كابلتاِف ال ىبضع للضغط كاإلكراه كاالبتزاز‪ ،‬طلبا إلفشاء أسرار عملو‬
‫أك الكشف عن مصادر معلوماتو‪ ،‬األمر الذم يستدعي توفَت الضماتات القانونية‬
‫كالنقابية من تاحية‪ ،‬كترقية األداء الصحفي كاؼبستول اؼبهٍت كالثقايف من تاحية‬
‫أخرل‪ ،‬كىو ما هبب أف نكرس كل اعبهود لتحقيقو يف كل كقت كدبختلف‬
‫األساليب‪.‬‬
‫ىذا عهد كميثاؽ كالتزاـ ‪ ،‬يتعاىد عليو الصحفيوف العرب كيلتزموف دبيثاقو‪ ،‬أماـ‬
‫هللا كالشعب كالقانوف كالضمَت تعبَتا عن كاجبهم يف قيادة الرأم العاـ العريب كتوجيهو‪،‬‬
‫بكل اغبرية كاؼبسئولية‪ .‬أقره اؼبؤسبر العاـ العاشر الرباد الصحفيُت العرب اؼبنعقد‬
‫ابلقاىرة يف الفًتة من ِ‪ ٓ-‬أكتوبر ََِْ‪.‬‬
‫ني٘ث اُِربج ىيططافث ساٌػث ناى٘فٔرُ٘ا اىشِٔة٘ث‬
‫إف أخبلؽ الصحافة اإللكًتكنية ابلنهاية ال زبتلف عن أخبلؽ الصحافة عامةن‪.‬‬
‫كضعت صبعيىة الصحفيُت سياسة شاملة لؤلخبلؽ الصحفيىة اليت قد تساعد يف داللة أم‬
‫كاع على اإلنًتنت‪ ،‬كبعد قوؿ ذلك‪ ،‬ىنا بعض الصفات اليت هبب أف يتمتٌع هبا‬
‫كاتب و‬
‫أم كاتب على اإلنًتنت‪.‬‬
‫صعب‪.‬‬
‫عمل ه‬
‫‪ -1‬االْتشاٍ غري َطُوح‪ :‬إُف اآلف من األرجح أنك اكتشفت أف الكتابة ه‬
‫شخصا آخر أف أيخذ عملك كيقدمو كعملو اػباص‪.‬‬‫ن‬ ‫من اؼبتأكد أنك ال تريد‬
‫لذلك ال تسرؽ عمل اآلخرين‪ ..‬ىذه السرقة تسمى االنتحاؿ‪ .‬كاالنتحاؿ ال‬

‫‪251‬‬
‫الصور‬
‫يقتصر فقط على قص كلصق مقاالت كاملة‪ ،‬بل يتضمن نسخ ٌ‬
‫كالرسومات كالفيديو كحىت مقتطفات نصوص طويلة من اآلخرين ككضعها على‬
‫ضا‪.‬‬
‫صفحة اإلنًتنت اػباصة بك أي ن‬
‫إف أردت اإلشارة إُف شيء على موقع آخر‪ ،‬ضع رابطنا إُف ىذا اؼبوقع ‪ ،‬إف كنت‬
‫زبشى أ ٌف الصفحة اليت كضعت ؽبا رابطنا ستختفي‪ ،‬اعط قراءؾ اسم اؼبنشور الذم نشر‬
‫الصفحة اإللكًتكنية‪ ،‬ككذلك اتريخ نشرىا كموجزا قصَتا عن مضموهنا‪ .‬مثلما كاف‬
‫نت‪(.‬مثبل‪" :‬يف تقرير‬
‫ن‬ ‫صحفيىو األخبار يشَتكف إُف ؿبتول آخر قبل ظهور اإلنًت‬
‫سبتم رَِ ‪،‬أفادت "الوكؿ سًتيت جورتاؿ"‪)..‬‬
‫تقرر أف‬
‫قراءؾ كيف حصلت على معلوماتك كما جعلك ٌ‬ ‫‪ -2‬انػف احلكيكة‪ :‬أخ ر ٌ‬
‫تنشرىا‪ .‬إذا كنت على عبلقة شخصيىة أك مهنية مع األشخاص أك اعبماعات‬
‫القراء أف يعرفوا ما كاف لو أتثَت يف‬
‫اليت تكتب عنها‪ ،‬صف ىذه العبلقة‪ .‬يستحق ٌ‬
‫حدث ما ‪ ..‬ال زبف عن قرائك ؼبن تعمل‪ ،‬أك مصدر‬ ‫طريقة نقلك أككتابتك عن و‬
‫اؼباؿ ؼبوقعك اإللكًتكين‪ ،‬إذا كاف موقعك ينشر اإلعبلتات‪ ،‬فضع عبلمة عليها‬
‫قراءؾ إف كنت ذبٍت اؼباؿ من الركابط‬
‫موضحا أهنا إعبلتات‪ .‬كذلك أعلم ٌ‬
‫ى‬
‫اؼبوجودة على موقعك‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تكبٌ اهلدايا أو املاٍ َكابٌ ايتػطية‪ :‬طريقة مشًتكة يتجنب هبا الصحفيوف‬
‫تضارب اؼبصاٌف ىي رفض اؽبدااي أك األمواؿ من اؼبصادر اليت يغطوهنا‪ .‬الكتىاب‬
‫الذين يقبلوف اؽبدااي أك اؼبدفوعات أك اؼبكافآت من األشخاص أك اعبماعات‬
‫يعرضوف أنفسهم إُف اهتامات أف عملهم ىو إعبلف مدفوع من قبل‬
‫الذين يغطوهنم ٌ‬
‫مقربوف ج ندا من ىذه‬
‫ىذه اؼبصادر‪ .‬أك على أقل تقدير‪ ،‬أف ىؤالء الكتٌاب ٌ‬
‫اؼبصادر لتغطيتها بصدؽ‪ .‬يبكنك ذبنىب األمور اؼبثَتة للجدؿ برفض ىذه‬
‫العركض بلياقة‪.‬‬
‫معظم اؼبؤسسات اإلخبارية تسمح لكتٌاهبا القبوؿ ابلدخوؿ اجملاين إُف اؼبناسبات‬

‫‪250‬‬
‫اؼبؤسسات سبنع كتىاهبا عن "اغبلوايت"‪،‬‬
‫لغرض كتابة مقالة أك نقد‪ ،‬لكن معظم ىذه ٌ‬
‫ؾباتا‪ ،‬ابإلضافة إُف الدخوؿ اجملاين إُف‬
‫حيث تق ٌدـ اجملموعات السفر ك إقامة الفندؽ ن‬
‫اؼبناسبة‪.‬‬
‫موادا مثل الكتب كاألقراص اؼبدؾبة (‪)DVD‬‬
‫ضا ن‬ ‫عدد كبَت من الشركات يرسل أي ن‬
‫ترد بعد النقد‪ٌ .‬أما اؼبواد ذات‬
‫إُف الكتٌاب للنقد‪ .‬اؼبواد ذات القيمة العالية هبب أف ٌ‬
‫األقل‪ ،‬مثل الكتب‪ ،‬فيمكن الت رع هبا إُف مدرسة ؿبلية أك صبعية خَتية‪ ،‬إذا كنت‬
‫القيمة ٌ‬
‫تكتب عن رئيس عملك‪ ،‬فمن الواضح أنك تقبل اؼباؿ لكن أعلم قراءؾ عن ىذا‪.‬‬
‫ح ٌدد نفسك بصفة اؼبوظف‪ ،‬حىت لو كنت تكتب دكف اسم‪ ،‬ليعلم الناس ما يكفي عن‬
‫أحكاما حوؿ مصداقيتك‪. .‬‬
‫ن‬ ‫خلفيتك كليتخذكا أبنفسهم‬
‫ضا عدـ اؼبطالبة بو‪.‬‬
‫ال ينبغي فقط من الكتاب عدـ قبوؿ اؼباؿ من اؼبصادر‪ ،‬بل أي ن‬
‫إف كاف موقعك اإللكًتكين يعرض اإلعبلتات ال تتوسل من األشخاص الذين تغطيهم‬
‫أف يشًتكا اإلعبلتات أك يسهموا ابلضماف اؼباِف على موقعك‪ .‬اعثر على شخص آخر‬
‫للتعامل مع مبيع إعبلتاتك‪.‬‬
‫شخصا‬
‫ن‬ ‫‪ -4‬تفشّط األَس‪ ،‬ثِ قٌ احلكيكة‪ :‬ال يصبح بياف ما من اغبقيقة ؾبرد أف‬
‫آخر قالو‪ .‬كافئ قراءؾ ابؼبعلومات الدقيقة اليت تقف يف كجو التدقيق من قبل‬
‫الكتاب اآلخرين‪ .‬تفحص معلوماتك قبل أف تطبعها‪.‬‬
‫لدعم تعليقاتك‪ ،‬أحبث عن اغبقائق كال تتكل فقط على آراء اآلخرين ابدأ ابؼبواقع‬
‫ضا‬
‫كدليلنا يف الصحافة لتتعلم كيف ذبد اؼبعلومات اغبقيقية كليس نسج اآلخرين‪ .‬أي ن‬
‫أتكد أ ٌف ما تكتبو ليس فقط تكرار أسطورة مدنيٌة‪.‬‬
‫و‬
‫شخص ما‪ ،‬اتصل بو أك أرسل لو رسالة إلكًتكنية لتأخذ‬ ‫إذا كنت تكتب عن‬
‫تعلي نقا منو قبل النشر‪ .‬إذا كاف ىذا الشخص لديو مدكنة‪ ،‬ضع رابطنا ؽبا على موقعك‪.‬‬
‫لقرائك ابلنقر على الرابط‬
‫ىذا الرابط يعلم ذلك الشخص أنك كتبت عنو‪ ،‬كيسمح ٌ‬
‫كقراءة كجهة نظر ذلك الشخص‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫يبكنك أف تكتب كتابة ساخرة‪ ،‬لكن أتكد أ ٌف صبهورؾ يعلم أ ٌف ما تكتبو ليس‬
‫اغبقيقة اغبرفية‪ .‬خداع القراء لن يساعدؾ على تطوير االحًتاـ أك اؼبصداقية أك اعبمهور‬
‫اؼبخلص الذم يتمتع بو كيعتمد عليو الكاتب الصادؽ‪.‬‬
‫‪ -5‬نٔ صسحيًا‪ :‬كن صروبنا مع قرائك كشفافنا يف عملك‪ .‬إف تساءؿ الناس‪ ،‬حىت‬
‫للحظة‪ ،‬عن صدقك أك دكافعك‪ ،‬فلقد خسرت مصداقيتك معهم‪ .‬ال تدعهم‬
‫يفعلوف ذلك‪ .‬أجب عن ىذه التساؤالت قبل أف يسأؽبا القراء‪ ،‬كاألىم أال‬
‫تستعمل أب ندا قوتك كصحفي للربح الشخصي أك جملرد إزعاج شخص ما(ُ)‪.‬‬
‫أعالق ٌِٓث اىططافث اإلىهرتوُ٘ث ىػى ْ٘ئث حطؽٗؽ رادٗٔ غٍان‬
‫ُج‬

‫اؽبدؼ من كضع ىذه اؼببادئ ىو دعم أظبى اؼبقاييس كاؼبعايَت اؼبهنية يف الصحافة‬
‫اإللكًتكنية (إذاعة كتليفزيوف كصحافة إنًتنت)‪ ،‬كتعزيز فهم اعبمهور كثقتهم هبا‪ ،‬كتقوية‬
‫مبادئ اغبرية الصحفية يف صبع كتوزيع اؼبعلومات‪.‬‬
‫الصحفيوف اإللكًتكنيوف هبب أف يعملوا كأمناء على مصلحة اعبمهور‪ ،‬كأف‬
‫يبحثوا عن اغبقيقة‪ ،‬كنقلها إبنصاؼ كصدؽ كاستقبللية‪ ،‬كأف يتحملوا مسئولية أعماؽبم‪.‬‬
‫ذلث اىِاس‪:‬‬
‫‪ -‬هبب أف يدرؾ الصحفيوف اإللكًتكنيوف أف كاجبهم األكؿ ىو اؼبصلحة العامة‪ .‬كما‬
‫هبب على كل صحفي إلكًتكين أف يدرؾ أف أم التزاـ عدا خدمة اعبمهور من‬
‫شأنو إضعاؼ الثقة كاؼبصداقية‪.‬‬
‫‪ -‬يدرؾ أف خدمة اؼبصلحة العامة تستوجب االلتزاـ أبف تعكس تنوع اجملتمع كضبايتو‬
‫من التبسيط الزائد للقضااي كاألحداث‪.‬‬
‫‪ -‬يوفر نطاقا كاسعا من اؼبعلومات لتمكُت اعبمهور من ازباذ قرارات مستنَتة‪.‬‬

‫‪(1)esahafa.files.wordpress.com/2008/07/code-of-ethics-arabic.doc‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ -‬وبارب عبعل النشاطات التجارية اػباصة كالعامة علنية‪.‬‬
‫اىطل٘لث‪:‬‬
‫هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت السعي إبصرار للحصوؿ على اغبقيقة كتقدًن‬
‫األخبار بدقة‪ ،‬كيف سياقها‪ ،‬كعلى أكمل كجو‪.‬‬
‫جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫‪ -‬أسعى دكما غبقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬أقاكـ التشويهات اليت تبهم أنبية األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬أكشف عن مصدر اؼبعلومات بوضوح كأشَت إُف صبيع اؼبواد اؼبأخوذة عن كسائل‬
‫إعبلمية أخرل‪.‬‬
‫جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أنقل أم شيء أعرؼ أنو كذب أك غَت صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬ال أتبلعب ابلصور كاألصوات أبية طريقة مضللة‪.‬‬
‫موادا صحفية زبص غَتم‪.‬‬
‫‪ -‬ال أسرؽ ن‬
‫أصواات سبق عرضها دكف إعبلـ اعبمهور‪.‬‬
‫ن‬ ‫صورا أك‬
‫‪ -‬ال أعرض ن‬
‫اإلُطاف واىػػل‪:‬‬
‫هبب على الصحافيُت اإللكًتكنيُت عرض األخبار إبنصاؼ كحيادية‪ ،‬كإضافة قيمة‬
‫على كصحفي إلكًتكين أف‪:‬‬
‫أساسية على ما ىو مهم كذك عبلقة‪ ،‬فيجب ٌ‬
‫‪ -‬أتعامل مع موضوعات التغطية اإلخبارية ابحًتاـ كصدؽ‪ ،‬كأف أظهر تعاطفا خاصا مع‬
‫ضحااي اعبرائم أك اؼبآسي‪.‬‬
‫‪ -‬أكِف عناية خاصة عندما يكوف يف القصة أطفاؿ‪ ،‬كضباية خصوصيتهم أكثر من اليت‬
‫للكبار‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬أسعى لفهم تنوع اجملتمع كنقلو للجمهور دكف اكبياز أك مبطية‪.‬‬
‫‪ -‬أنقل التنوع يف اآلراء كاألفكار‪.‬‬
‫‪ -‬أعد تقارير ربليلية مبنية على فهم مهٍت كليس على اكبياز شخصي‪.‬‬
‫‪ -‬أحًتـ اغبق يف ؿباكمة عادلة للمتهمُت‪.‬‬
‫اىطػق ‪:‬‬
‫هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يقدموا األخبار بصدؽ كشرؼ‪ ،‬كأف يتجنبوا‬
‫تضارب اؼبصاٌف‪ ،‬أك ما يبكن تفسَته كذلك‪ ،‬كأف وبًتموا كرامة كذكاء اعبمهور كعناصر‬
‫األخبار‪.‬‬
‫جيب عًي نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫يعرؼ مصادر اؼبعلومات كلما أمكن ذلك‪ .‬يبكن استخداـ اؼبصادر السرية فقط‬ ‫‪-‬أ ٌ‬
‫عندما يكوف صبع أك نقل اؼبعلومات اؼبهمة يف اؼبصلحة العامة‪ ،‬أك عندما يؤدم‬
‫صبع أك نقل اؼبعلومات اؼبهمة إُف إغباؽ األذل دبصدرىا‪ .‬كيف ىذه اغبالة هبب‬
‫على أف ألتزـ حبماية اؼبصدر السرم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬أشَت بوضوح إُف الرأم كالتعليق‪.‬‬
‫‪ -‬أمتنع عن متابعة تغطية أحداث أك أشخاص ال يضيفوف أنبية للقصة اإلخبارية‪ ،‬أك‬
‫ال يضعوف اػب ر يف سياؽ‪ ،‬أك ال يضيفوف ؼبعرفة اعبمهور‪.‬‬
‫‪ -‬أمتنع عن االتصاؿ ابؼبشاركُت يف أعماؿ عنف ما دامت جارية‪.‬‬
‫‪ -‬أستخدـ األدكات التقنية دبهارة كتفكَت‪ ،‬متجنبا التقنيات اليت تشوه اغبقائق‪ ،‬كتزكر‬
‫الواقع‪ ،‬كزبلق إاثرة من األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬أعيد بث برامج خاصة دبؤسسات إعبلمية أخرل إبذف منهم فقط‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫‪ -‬ال أدفع ماال ؼبصادر معلومات ؽبا مصلحة يف اػب ر‪.‬‬
‫‪ -‬ال أقبل ىدااي أك خدمات أك تعويضات فبن يسعوف للتأثَت يف التغطية اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ -‬ال أشارؾ يف نشاطات قد تؤثر يف صدقي كاستقبللييت‪.‬‬
‫االـخلالى٘ث ‪:‬‬
‫هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يدافعوا عن استقبللية الصحفيُت من الذين‬
‫يسعوف للتأثَت أك السيطرة على مضموف األخبار‪.‬‬
‫جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫‪ -‬أصبع كأنقل األخبار دكف خوؼ أك تفضيل‪ ،‬كأقاكـ بشدة التأثَت غَت اؼب رر ألية قول‬
‫خارجية‪ ،‬من ضمنها اؼبعلنوف كمصادر اؼبعلومات كعناصر اػب ر كاألفراد ذكك‬
‫النفوذ كاعبماعات ذات اؼبصاٌف اػباصة‪.‬‬
‫‪ -‬أقاكـ من يسعوف للتأثَت سياسيا يف مضموف األخبار أك من يسعوف لتخويف من‬
‫هبمعوف األخبار أك يوزعوهنا‪.‬‬
‫‪ -‬أحدد مضموف األخبار عن طريق حكم ربريرم فقط‪ ،‬كليس كنتيجة لتأثَت خارجي‪.‬‬
‫‪ -‬أقاكـ أية مصلحة شخصية أك ضغط من الزمبلء يبكن أف يؤثر يف الواجب الصحفي‬
‫كخدمة اعبمهور‪.‬‬
‫أك‬ ‫‪ -‬أدرؾ أف الرقابة على األخبار لن تستخدـ أبية طريقة لتحديد‪ ،‬أك تقييد‪،‬‬
‫التبلعب ابؼبضموف‪.‬‬
‫‪ -‬أرفض السماح ؼبصاٌف مالك اؼبؤسسة اإلعبلمية أك إدارهتا أف تؤثر يف اغبكم‬
‫التحريرم أك اؼبضموف بطريقة غَت مبلئمة‪.‬‬
‫‪ -‬أدافع عن حقوؽ الصحافة اغبرة لكل الصحافيُت‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫املطاـت٘ث‪:‬‬
‫هبب على الصحفيُت اإللكًتكنيُت أف يدركوا أهنم معرضوف للمحاسبة على‬
‫أعماؽبم أماـ اعبمهور‪ ،‬كاؼبهنة‪ ،‬كأنفسهم‪.‬‬
‫جيب عًىّ نضشفي إيهرتوْي إٔ‪:‬‬
‫‪ -‬أشجع صبيع الصحفيُت كمالكي اؼبؤسسات اإلعبلمية على تبٍت ىذه اؼبعايَت‪.‬‬
‫‪ -‬أستجيب ؽبموـ اعبمهور‪ ،‬كأحقق يف شكواىم‪ ،‬كأصلح األخطاء يف كقتها كأعطيها‬
‫أنبية توازم أنبية التقرير األصلي‪.‬‬
‫‪ -‬أكضح العمليات الصحفية للجمهور‪ ،‬خاصة عندما تثَت اؼبمارسات الصحفية أسئلة‬
‫أك جدال‪.‬‬
‫‪ -‬أدرؾ أف الصحفيُت اإللكًتكنيُت ملزموف بواجبهم األخبلقي‪.‬‬
‫‪ -‬أمتنع عن إصدار أكامر أك تشجيع اؼبوظفُت على القياـ أبعماؿ ذب رىم على ارتكاب‬
‫سلوكيات غَت أخبلقية‪.‬‬
‫‪ -‬أستمع بتأف إُف اؼبوظفُت الذين يقدموف اعًتاضات أخبلقية‪ ،‬كىبلقوف أجواء تشجع‬
‫على ىذه النقاشات‪.‬‬
‫فرصا لتدريب اؼبوظفُت على صناعة قرار‬
‫‪ -‬أسعى للحصوؿ على دعم كأكفر ن‬
‫أخبلقي لبللتزاـ دبسؤليتو ذباه مهنة الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬أعد راديو عماف نت نص‬
‫عرؼ قضااي مهمة‪ ،‬كليخدـ كدليل للعاملُت يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كليعزز‬ ‫اؼببادئ ىذا ليي ٌ‬
‫احملاسبية الذاتية‪ ،‬كليشكل أساسا عبدؿ مستقبلي(ُ)‪.‬‬
‫ميثاق الجزيرة نت‬
‫قناة اعبزيرة (الفضائية كاؼبوقع اإللكًتكين) قدمت خدمة إعبلمية عربية االنتماء‬

‫‪(1) http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=77848‬‬
‫‪3‬‬
‫‪255‬‬
‫عاؼبية التوجو شعارىا "الرأم كالرأم اآلخر" كىي من ر تعددم ينشد اغبقيقة كيلتزـ‬
‫اؼببادئ اؼبهنية يف إطار مؤسسي‪ ،‬كإذ تسعى اعبزيرة لنشر الوعي العاـ ابلقضااي اليت هتم‬
‫اعبمهور فإهنا تطمح إُف أف تكوف جسرا بُت الشعوب كالثقافات يعزز حق اإلنساف يف‬
‫اؼبعرفة كقيم التسامح كالديبقراطية كاحًتاـ اغبرايت كحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫كألهنا خدمة إعبلمية عاؼبية التوجو فإف اعبزيرة تعتمد ميثاؽ الشرؼ اؼبهٍت التاِف‬
‫سعيا لتحقيق الرؤية كاؼبهمة اللتُت حددهتما لنفسها‪ ،‬كينص على ما يلي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬التمسك ابلقيم الصحفية من صدؽ كجرأة كإنصاؼ كتوازف كاستقبللية كمصداقية‬
‫كتنوع دكف تغليب لبلعتبارات التجارية أك السياسية على اؼبهنية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬السعي للوصوؿ إُف اغبقيقة كإعبلهنا يف تقاريرتا كبراؾبنا كنشراتنا اإلخبارية بشكل‬
‫ال غموض فيو كال ارتياب يف صحتو أك دقتو‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬معاملة صبهورتا دبا يستحقو من احًتاـ كالتعامل مع كل قضية أك خ ر ابالىتماـ‬
‫اؼبناسب لتقدًن صورة كاضحة كاقعية كدقيقة مع مراعاة مشاعر ضحااي اعبريبة‬
‫كاغبركب كاالضطهاد كالكوارث كأحاسيس ذكيهم كاؼبشاىدين كاحًتاـ‬
‫خصوصيات األفراد كالذكؽ العاـ‪.‬‬
‫ْ‪ -‬الًتحيب ابؼبنافسة النزيهة الصادقة دكف السماح ؽبا ابلنيل من مستوايت األداء‬
‫حىت ال يصبح السبق الصحفي ىدفا حبد ذاتو‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬تقدًن كجهات النظر كاآلراء اؼبختلفة دكف ؿباابة أك اكبياز ألم منها‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬التعامل اؼبوضوعي مع التنوع الذم يبيز اجملتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراؽ‬
‫كثقافات كمعتقدات كما تنطوم عليو من قيم كخصوصيات ذاتية لتقدًن انعكاس‬
‫أمُت كغَت منحاز عنها‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬االعًتاؼ ابػبطأ فور كقوعو كاؼببادرة إُف تصحيحو كتفادم تكراره‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬مراعاة الشفافية يف التعامل مع األخبار كمصادرىا كااللتزاـ ابؼبمارسات الدكلية‬

‫‪252‬‬
‫اؼبرعية فيما يتعلق حبقوؽ ىذه اؼبصادر‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬التمييز بُت مادة اػب ر كالتحليل كالتعليق لتجنب الوقوع يف فخ الدعاية كالتكهن‪.‬‬
‫َُ‪ -‬الوقوؼ إُف جانب الزمبلء يف اؼبهنة كتقدًن الدعم ؽبم عند الضركرة خاصة يف‬
‫ضوء ما يتعرض لو الصحفيوف أحياتا من اعتداءات أك مضايقات كالتعاكف مع‬
‫النقاابت الصحفية العربية كالدكلية للدفاع عن حرية الصحافة كاإلعبلـ‪.‬‬
‫ُُ ‪ -‬ميثاؽ الشرؼ ىذا أشبة بقانوف داخلي ينظم كل صغَتة ككبَتة للعمل ابلفضائية‬
‫كاؼبوقع اإللكًتكين‪ ،‬كيبدك من صياغة الئحة السلوؾ اؼبهٍت أهنا قانوف ال ميثاؽ‪،‬‬
‫فهو أشبو ابلقانوف الداخلي كبو إلزاـ كؿباسبة للمخالف(ُ)‪.‬‬
‫وكالة عمون اإلخبارية‬
‫كقد ألزمت ككالة عموف اإلخبارية نفسها دبيثاؽ مهٍت للنشر فيها‪ ،‬كتلزـ نفسها‬
‫طوعا كتتقيد بو نصا كركحا(ِ)‪:‬‬
‫ُ‪ -‬االلتزاـ بعرض اغبقيقة كإبراز اغبوار الدائر من ـبتلف جوانبو بصورة متوازنة‬
‫كموضوعية كعادلة دكف اإلخبلؿ ابلقيم العامة اؼبستقرة اليت تنادم ابحًتاـ‬
‫اػبصوصيات كاغبفاظ على كرامات األفراد كاعبماعات كعدـ التعريض دبعتقداهتا‬
‫كرموزىا كدبا ال يعرض أمن اجملتمعات كالدكؿ للخطر‪.‬‬
‫ِ‪ -‬االلتزاـ ابلقيم اؼبهنية من صدؽ كتوازف كاستقبللية كتنوع دكف تغليب لبلعتبارات‬
‫التجارية أك السياسية على اؼبهنية‪.‬‬
‫ّ‪ -‬احًتاـ كعي القارئ كالنظر إُف مسانباتو كتابة كتعليقا كرظبا كعرض كجهات النظر‬
‫كاملة دكف ربيز أك ؿباابة أك سبييز‪.‬‬
‫ْ‪ -‬االعًتاؼ ابػبطأ غبظة اكتشافو كاؼببادرة إُف تصحيحو كتفادم تكراره كاالعتذار‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫‪(2) www.ammonnews.net‬‬
‫‪255‬‬
‫ؼبن تضرر منو دكف نقصاف من حق الغَت يف اؼبقاضاة كحق الرد‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬االلتزاـ ابلوضوح كالشفافية يف التعامل مع األخبار كاآلراء كالتعليقات كإظهار‬
‫اؼبصادر اإلخبارية كااللتزاـ حبقوؽ ىذه اؼبصادر‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬التمييز بُت اؼبادة الصحفية من خ ر كربليل كتعليق اؼبادة اإلعبلنية احًتاما للقارئ‬
‫كمنعا لبلنزالؽ يف الدعاية‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬نلتزـ بنشر صبيع اؼبسانبات كالتعليقات كاؼبقاالت ضمن حدكد اؼبعايَت اؼبهنية‬
‫وباالْطذاّ َع ايطياضة ايتشسيسية ومبا يتطع حلذِ واتطاع صيؼ ايتدصئ‬
‫واالضرتداع يف املوقع ومبا حيكل‪:‬‬
‫ُ‪ -‬االبتعاد عن الشخصنة كإىانة الرموز كاؼبعتقدات الدينية كاغبفاظ على‬
‫خصوصيات األفراد كاعبماعات‪.‬‬
‫ِ‪ -‬االلتزاـ دبناقشة األفكار كالنصوص دكف التعرض إُف كتاهبا ابإلىانة أك التحقَت أك‬
‫االستخفاؼ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬إظهار االسم أك االسم اؼبستعار كال ريد االلكًتكين يف التعليق‪.‬‬
‫ْ‪ -‬يهمل التعليق اؼبوقَّع ابسم مستعار إذا كاف االسم أك التعليق وبمل دالالت ذات‬
‫طابع مهُت لؤلفراد أك اعبماعات‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬إعطاء األكلوية للتعليقات اليت ترد من أصحاب االختصاص يف اؼبوضوع اؼبثار‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬يهمل التعليق الذم يستخدـ فيو اغبرؼ غَت العريب للكتابة هبدؼ التعبَت عن صبل‬
‫عربية كيستثٌت من ذلك الكتابة ابللغة اإلقبليزية بشكل كاضح كمفهوـ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬يهمل التعليق أك اؼبسانبة اليت تتجاكز اؼبعايَت الواردة يف اؼبعايَت اؼبشار إليها ىذه‬
‫دكف إخطار أك تبليغ(ُ)‪.‬‬

‫‪http://www.ammonnews.net/covenant.aspx‬آل‬
‫‪261‬‬
‫ميثاق الشرف اإلعالمي لمركز اإلعالميات العربيات‬
‫كضع مركز اؼبرأة العربية لئلعبلـ ميثاؽ الشرؼ اإلعبلمي للصحفيُت يف مؤسبرىا‬
‫الذم يعقد يف األردف يف يونيو ََِٕ كأعد القانوف الحًتاـ االختبلفات بُت الناس‬
‫كيكتب عبميع الصحفيُت الذين يعملوف يف العاَف العريب‪.‬‬
‫استنادا إُف أنبية حرية التعبَت اؼبنصوص عليها يف اؼبواثيق الدكلية غبقوؽ اإلنساف‬
‫خاصة اؼبادة ُٗ من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف كاؼبادة ُٗ من اؼبيثاؽ الدكِف‬
‫للحقوؽ اؼبدنية كالسياسية ‪ ICCPR‬كالذم يعت ر اتفاقية دكلية ملزمة‪ ،‬كاألعراؼ‬
‫الدكلية كدكر كسائل اإلعبلـ يف اجملتمعات الديبقرطية كترسيخ كتعزيز مبادئ اغبكم‬
‫اعبيد كلوائح كمواثيق اليونسكو كأتكيدا على أنبية دكر اإلعبلـ يف ضماف حق اؼبعرفة‬
‫كتداكؿ اؼبعلومات كنقلها للجمهور‪ .‬كبن اؼبشاركات يف مؤسبر اإلعبلميات السادس‬
‫الذم نظمو مركز اإلعبلميات العربيات يف الفًتة اؼبمتدة من ِٔ ‪ ِٖ -‬يونيو ََِٕ‬
‫يف فندؽ "راديسوف ساس" يف عماف ربت رعاية "صاحبة السمو اؼبلكي األمَتة بسمة‬
‫بنت طبلؿ اؼبعظمة" اتفقنا على اؼببادئ (ميثاؽ شرؼ اإلعبلمية العربية) اآلتية‪:‬‬
‫اضرتام اىهؽاٌث اإلُفاُ٘ث‬
‫‪ -‬االلتزاـ ابلبحث عن اغبقيقة كنقلها بكل دقة كمصداقية كشفافية كنزاىة كموضوعية‬
‫كعدـ ربيز للحفاظ على سرية مصادر اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاـ حق الرد كالتصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاـ حرمة اغبياة اػباصة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بُت العمل اإلعبلمي كاؼبصاٌف اػباصة كاالبتعاد عن االبتزاز‪.‬‬
‫‪ -‬التضامن مع اإلعبلميات كاإلعبلميُت عند انتهاؾ حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن التحريض على العنف اؼببٍت على التمييز كالكراىية‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء صوت ؼبن ال صوت ؽبم مثل األطفاؿ كالفئات اؼبهمشة‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫‪ -‬عدـ الدفع إُف مصادر اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ اػبلط بُت العمل اإلعبلمي كاإلعبلين‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن صبيع أشكاؿ اإلاثرة كاالبتذاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ اػبلط بُت فنوف العمل اإلعبلمي (األجناس اإلعبلمية)‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاـ التعددية كتقبل الرأم كالرأم اآلخر كعدـ التمييز على أساس الدين أكالعرؽ‬
‫أك اللوف أك اعبنس أك الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬إدماج مقاربة النوع االجتماعي يف العمل اإلعبلمي كاالبتعاد عن األحكاـ اؼبسبقة‬
‫كالصور‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ النمطية يف الرسالة اإلعبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم استقبلؿ اإلعبلـ كسلطة رابعة‪.‬‬
‫اىخٔض٘ات ‪:‬‬
‫كما توصي اؼبشاركات ابآليت‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل القوانُت العربية كي تتوافق مع اؼبعايَت الدكلية فيما يتعلق حبرية الرأم كالتعبَت‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء العقوابت السالبة للحرية يف قضااي الصحافة كاإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف حق اإلعبلميُت كاإلعبلميات يف اغبصوؿ على اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عقد كرش عمل لئلعبلميُت كاإلعبلميات كدكرات تدريبية ؽبم لرفع كفاءاهتم اؼبهنية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دكر النقاابت كصبعيات الصحفيُت كاربادات اإلعبلميُت كجماعة ضغط كتوفَت‬
‫مرجعية‪.‬‬
‫‪ -‬ربفظ حصانة اإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد كمراقبة كل ما من شأنو خرؽ مبادئ حرية التعبَت كالرأم‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة الوعي القانوين ابؼبواثيق الدكلية غبقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على صياغة اتفاقية دكلية غبماية اإلعبلميُت خبلؿ أكقات النزاعات كتوفَت‬
‫ىوية تعريف للصحافيُت يف مناطق النزاعات اؼبسلحة ربت إشراؼ اؽبيئات‬
‫الدكلية كالصليب األضبر‪.‬‬
‫‪ -‬تدريس التشريعات اؼبتعلقة ابلقوانُت الناظمة غبرية التعبَت كحرية الصحافة كمواثيق‬
‫الشرؼ اؼبهنية كالعمل اإلعبلمي يف األكاديبيات اإلعبلمية العربية‪.‬‬
‫‪ -‬التضامن مع اإلعبلميات كاإلعبلميُت الذين يتعرضوف ألم نوع من الضغوط‬
‫كتسجيل كرصد الوقائع اؼبرتبطة خاصة يف فلسطُت كالعراؽ كلبناف كدارفور‬
‫كنشرىا على اؼبواقع اإلعبلمية اؼبختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يقوـ مرصد اإلعبلميات العربيات إبعداد تقارير سنوية عن حالة الصحافة‬
‫كأخبلقياهتا يف العاَف العريب كتقديبها إُف اعبهات اؼبعنية‪.‬‬
‫‪ -‬كضع آلية للتشبيك بُت اؼبؤسسات اإلعبلمية العربية اؼبختصة حبرية الرأم كالتعبَت‪:‬‬
‫‪ -‬زبصيص جائزة غبرية اإلعبلـ يف العاَف العريب‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على عقد دكرات تدريبية لئلعبلميات يف إطار مقاربة النوع االجتماعي فيما‬
‫يتعلق أبخبلقيات اؼبهنة اإلعبلمية كتفعيل مواثيق الشرؼ اإلعبلمية مع تعزيز‬
‫الثقافة القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة اضطبلع ارباد الصحافيُت العرب للقياـ بدكره يف تقدًن اغبماية البلزمة‬
‫للصحافيُت يف اؼبنطقة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬مطالبة اؽبيئات الدكلية العاملة يف ؾباؿ حرايت اإلعبلـ كالصحافة ابلقياـ بذلك على‬
‫اؼبستول الدكِف‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫ميثاق الشرف الصحفي في مصر‬
‫كبن الصحفيوف اؼبصريوف أسرة مهنية كاحدة‪ ،‬تستمد كرامتها من ارتباطها بضمَت‬
‫الشعب‪ ،‬كتكتسب شرفها من كالئها للحقيقة‪ ،‬كسبسكها ابلقيم الوطنية كاألخبلقية‬
‫للمجتمع اؼبصرم ‪.‬‬
‫كأتكيدا لدكر الصحافة اؼبصرية الرائد على امتداد اترىبنا اغبديث‪ ،‬يف الدفاع عن‬
‫حرية الوطن كاستقبللو كسيادتو‪ ،‬كالذكد عن حقوقو كمصاغبو كأىدافو العليا‪ ،‬ك اإلسهاـ‬
‫يف ضباية مكتسبات الشعب كحرايتو العامة‪ ،‬كيف مقدمتها حرية الصحافة كالرأم كالتعبَت‬
‫كإيباتا منا أبف تعزيز ىذه اغبرايت كصيانتها‪ ،‬ضمانة ال غٌت عنها لدفع اؼبسار‬
‫كالنشر‪ .‬ن‬
‫الديبقراطي‪ ،‬الذم تتأكد بو سبلمة البناء الوطٍت كتتحقق من خبللو صبيع أشكاؿ‬
‫التطور السياسي كاالقتصادم كاالجتماعي يف ببلدتا‪ .‬كاتساقا مع مبادئ الدستور‬
‫كنصوصو اليت نقلت إُف الصحافة كالصحفيُت أداء رسالتهم‪ ،‬كتعبَتا عن اذباىات الرأم‬
‫العاـ يف إطار اؼبقومات األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫كارتباطنا ابألىداؼ كاغبقوؽ كااللتزامات السامية‪ ،‬لرسالة الصحافة‪ ،‬اليت تضمنتها‬
‫اؼبواثيق الدكلية كعلى كجو اػبصوص اؼبادة ُٗ من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫كاعًتافنا حبق القارئ‪ ،‬يف صحافة موضوعية‪ ،‬تعكس أبمانة كصدؽ نبض الواقع‪ ،‬كحركة‬
‫األحداث‪ ،‬كتعدد اآلراء كتصوف حق كل مواطن يف التعقيب على ما ينشره الصحفي‬
‫كعدـ استغبللو يف التشهَت أك االبتزاز أك االفًتاء أك اإلساءة الشخصية كإدراكا منا‬
‫لواجبات الزمالة كما ربتمو من عبلقات مهنية نزيهة ربفظ لكل صاحب حق حقو دكف‬
‫ضغط أك إكراه أك سبييز أك ذبريح بُت أفراد األسرة الواحدة رؤساء كانوا أـ مرؤكسُت‪.‬‬
‫نعلن التزامنا هبذا اؼبيثاؽ كنتعهد ابحًتامو كتطبيقو نصا كركحا يف كل ما يتصل بعبلقتنا‬
‫ابآلخرين كفيما بيننا‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫أوال‪ٌ :‬تادئ غاٌث‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬حرية الصحافة من حرية الوطن كالتزاـ الصحفيُت ابلدفاع عن حرية الصحافة‬
‫كاستقبلؽبا عن كل مصادر الوصاية كالرقابة كالتوجيو كاالحتواء كاجب كطٍت‬
‫كمهٍت مقدس ‪.‬‬
‫‪ -‬اغبرية أساس اؼبسئولية كالصحافة اغبرة ىي اعبديرة كحدىا حبمل اؼبسئولية الكاملة‬
‫كعبء توجيو الرأم العاـ على أسس حقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬حق اؼبواطنُت يف اؼبعرفة ىو جوىر العمل الصحفي كغايتو كىو ما يستوجب ضماف‬
‫التدفق اغبر للمعلومات كسبكُت الصحفيُت من اغبصوؿ عليها من مصادرىا‬
‫كإسقاط أية قيود ربوؿ دكف نشرىا كالتعليق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الصحافة رسالة حوار كمشاركو كعلى الصحفيُت كاجب احملافظة على أصوؿ اغبوار‬
‫كآدابو كمراعاة حق القارئ يف التعقيب كالرد كالتصحيح‪ ،‬كحق عامة اؼبواطنُت يف‬
‫حرمة حياهتم اػباصة ككرامتهم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬للصحافة مسئولية خاصة ذباه صيانة اآلداب العامة كحقوؽ اإلنساف كاؼبرأة كاألسرة‬
‫كالطفولة كاألقليات كاؼبلكية الفكرية للغَت‪.‬‬
‫‪ -‬شرؼ اؼبهنة كآداهبا كأسرارىا أمانة يف عنق الصحفيُت كعليهم التقيد بواجبات‬
‫الزمالة يف معاعبة اػببلفات اليت تنشأ بينهم أثناء العمل أك بسببو‪.‬‬
‫‪ -‬نقابة الصحفيُت ىي اإلطار الشرعي الذم تتوحد فيو جهود الصحفيُت دفاعا عن‬
‫اؼبهنة كحقوقها كىي اجملاؿ الطبيعي لتسوية اؼبنازعات بُت أعضائها كأتمُت‬
‫حقوقهم اؼبشركعة‪.‬‬
‫كتضع النقابة ضمن أكلوايهتا العمل على مراعاة االلتزاـ بتقاليد اؼبهنة كآداهبا‬
‫كمبادئها كإعماؿ ميثاؽ الشرؼ الصحفي كؿباسبة اػبارجُت عليو طبقا لئلجراءات‬
‫احملددة اؼبنصوص عليها يف قانوف النقابة كقانوف تنظيم الصحافة‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬االىخؾاٌات واىطلٔق‪:‬‬
‫يًتصّ ايضشفي بايوادبات املٗٓية ايتايية‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ دبا ينشره دبقتضيات الشرؼ كاألمانة كالصدؽ دبا وبفظ للمجتمع مثلو كقيمو‬
‫كدبا ال ينتهك حقا من حقوؽ اؼبواطن أك يبس إحدل حرايتو‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بعدـ االكبياز يف كتاابتو إُف الدعوات العنصرية أك اؼبتعصبة أك اؼبنطوية على‬
‫امتهاف األدايف أك الدعوة إُف كراىيتها أك الطعن يف إيباف اآلخرين أك تلك الداعية‬
‫إُف التمييز أك االحتقار ألم من طوائف اجملتمع‪.‬‬
‫‪-‬االلتزاـ بعدـ نشر الوقائع مشوىة أك مبتورة كعدـ تصويرىا أك اختبلقها على كبو غَت‬
‫أمُت‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ ابلتحرم بدقو يف توثيق اؼبعلومات كنسبة األقواؿ كاألفعاؿ إُف مصادر‬
‫معلومة كلما كاف ذلك متاحا أك فبكنا طبقا لؤلصوؿ اؼبهنية السليمة اليت تراعي‬
‫حسن النية‪.‬‬
‫‪-‬االلتزاـ بعدـ استخداـ كسائل النشر الصحفي يف اهتاـ اؼبواطنُت بغَت سند أك يف‬
‫استغبلؿ حياهتم اػباصة للتشهَت هبم أك تشويو ظبعتهم أك لتحقيق منافع شخصية‬
‫من أم نوع‪.‬‬
‫‪-‬كل خطأ يف نشر اؼبعلومات يلتزـ تاشره بتصحيحو فور اطبلعو على اغبقيقة كحق‬
‫الرد كالتصحيح مكفوؿ لكل من يتناكؽبم الصحفي على أال يتجاكز ذلك الرد أك‬
‫التصحيح حدكد اؼبوضوع كأال ينطوم على جريبة يعاقب عليها القانوف أكـبالفة‬
‫لآلداب العامة مع االعًتاؼ حبق الصحفي يف التعقيب‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز للصحفي العمل يف جلب اإلعبلتات أك ربريرىا كال هبوز لو اغبصوؿ على‬
‫أية مكافأة أك ميزة مباشرة أك غَت مباشرة عن مراجعة أك ربرير أك نشر اإلعبلتات‬
‫كليس لو أف يوقع ابظبو مادة إعبلنية‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ -‬ال هبوز نشر أم إعبلف تتعارض مادتو مع قيم اجملتمع كمبادئو كآدابو العامة أك مع‬
‫رسالة الصحافة كيلتزـ اؼبسئولوف عن النشر ابلفصل الواضح بُت اؼبواد التحريرية‬
‫كاإلعبلنية كعدـ ذباكز النسبة اؼبتعارؼ عليها دكليا للمساحة اإلعبلنية يف‬
‫الصحيفة على حساب اؼبادة التحريرية‪.‬‬
‫‪ -‬وبظر على الصحفي استغبلؿ مهنتو يف اغبصوؿ على ىبات أك إعاتات أك مزااي‬
‫خاصة من جهات أجنبية أك ؿبلية بطريقة مباشرة أك غَت مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع الصحفي عن تناكؿ ما تتواله سلطات التحقيق أك احملاكمة يف الدعاكل اعبنائية‬
‫أك اؼبدنية بطريقة تستهدؼ التأثَت يف صاٌف التحقيق أك سَت احملاكمة كيلتزـ‬
‫الصحفي بعدـ إبراز أخبار اعبريبة كعدـ نشر أظباء كصور اؼبتهمُت أك احملكوـ‬
‫عليهم يف جرائم األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاـ حق اؼبؤلف كاجب عند اقتباس أم أثر من آاثره كنشره‪.‬‬
‫‪ -‬الصحفيوف مسئولوف مسئولية فردية كصباعية رؤساء كانوا أك مرؤسُت عن اغبفاظ‬
‫على كرامة اؼبهنة كأسرارىا كمصداقيتها كىم ملتزموف بعدـ التسًت على الذين‬
‫يسيئوف إُف اؼبهنة أك الذين ىبضعوف أقبلمهم للمنفعة الشخصية عن كافة أشكاؿ‬
‫التجريح الشخصي كاإلساءة اؼبادية أك اؼبعنوية دبا يف ذلك استغبلؿ السلطة أك‬
‫النفوذ يف إىدار اغبقوؽ الثابتة لزمبلئهم أك ـبالفة الضمَت اؼبهٍت‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزـ الصحفيوف بواجب التضامن دفاعا عن مصاغبهم اؼبهنية اؼبشركعة كعما تقرره‬
‫ؽبم القوانُت من حقوؽ كمكتسبات كيتمسك الصحفي دبا يلي من حقوؽ‬
‫ابعتبارىا التزامات كاجبة االحًتاـ من األطراؼ األخرل ذباىو‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز أف يكوف الرأم الذم يصدر عن الصحفي أك اؼبعلومات الصحيحة اليت‬
‫ينشرىا سببا للمساس أبمنو كما ال هبوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماتو‬
‫كذلك كلو يف حدكد القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز هتديد الصحفي أك ابتزازه أبية طريقة يف سبيل نشر ما يتعارض مع ضمَته‬
‫‪265‬‬
‫اؼبهٍت أك لتحقيق مآرب خاصة أبية جهة أك ألم شخص‪.‬‬
‫‪ -‬للصحفي اغبق يف اغبصوؿ على اؼبعلومات كاألخبار من مصادرىا كاغبق يف تلقي‬
‫اإلجابة عما يستفسر عنو من معلومات كإحصاءات كأخبار كحقو يف االطبلع‬
‫على صبيع الواثئق الرظبية غَت احملظورة‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز حرماف الصحفي من أداء عملو أك الكتابة دكف كجو حق أك نقلو إُف عمل‬
‫غَت صحفي أك داخل اؼبنشأة الصحفية اليت يعمل هبا دبا يؤثر على أم من حقوقو‬
‫اؼبادية كاألدبية اؼبكتسبة‪.‬‬
‫‪ -‬ال هبوز منع الصحفي من حضور االجتماعات العامة كاعبلسات اؼبفتوحة ما َف تكن‬
‫مغلقة أك سرية حبكم القانوف‪ ،‬كذلك عدـ التسامح يف جريبة إىانة الصحفي‬
‫كاالعتداء عليو بسبب عملو ابعتبارىا عدكاتا على حرية الصحافة كحق اؼبواطنُت‬
‫يف اؼبعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف أمن الصحفي كتوفَت اغبماية البلزمة لو أثناء قيامو بعملو يف مواقع األحداث‬
‫كمناطق الكوارث كاغبركب‪.‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬إسؽاءات حِف٘ؼٗث‪:‬‬
‫انطبلقا من اإلرادة اغبرة اليت أملت على الصحفيُت اؼبصريُت إصدار ميثاؽ‬
‫للشرؼ الصحفي ككفاءا كسبس نكا منهم بكل ما يرتبو من التزامات كحقوؽ متكافئة‬
‫نتعهد ابعتبار أحكاـ ىذا اؼبيثاؽ دبثابة دستور أخبلقي لؤلداء الصحفي كالسلوؾ اؼبهٍت‬
‫اؼبسئوؿ كتنفيذا لكل ذلك نقرر‪ :‬كل ـبالفة ألحكاـ ىذا اؼبيثاؽ تعد انتهاكا لشرؼ‬
‫مهنة الصحافة كإخبلال ابلواجبات اؼبنصوص عليها يف قانوف نقابة الصحفيُت رقم ٕٔ‬
‫لسنة َٕ كقانوف تنظيم الصحافة رقم ٔٗ لسنة ٔٗ‪.‬‬
‫يتوُف ؾبلس نقابة الصحفيُت النظر يف الشكاكل اليت ترد إليو بشأف ـبالفة‬
‫الصحفيُت ؼبيثاؽ الشرؼ الصحفي أك الواجبات اؼبنصوص عليها يف قانوف النقابة أك‬
‫قانوف تنظيم الصحافة كتطبق يف شأهنا اإلجراءات كاألحكاـ اػباصة ابلتأديب اؼبنصوص‬
‫‪262‬‬
‫عليها من ٕٓ إُف ٖٖ من قانوف النقابة(ُ)‪.‬‬
‫ميثاق شرف الصحافة اللبنانية‬
‫يسر الصحافة اللبنانية الفخورة بتارىبها اؼبتألق الغٍت ابلكفاح كاالستشهاد يف‬
‫سبيل الوطن كاؼبواطن‪ ،‬اتريخ مقًتف بتاريخ الفكر اغبر كالنضاؿ الوطٍت كالشعيب‪ ،‬أف‬
‫تعلن ‪ -‬كجزء من أخبلقيات اؼبهنة‪ -‬عن األسس العامة اليت أنشأىا ركادىا الذين‬
‫كضعوا أخبلقيات كأعراؼ كتقاليد اؼبهنة‪ ،‬كقد التزمت اؼبهنة منذ انطبلقتها هبذه‬
‫األسس اليت أضحت أكثر ترسيخا من القوانُت كالقرارات‪ .‬يهم الصحافة اللبنانية أف‬
‫تشدد على ىذه األسس لوضع حد للخبلفات بشأف مبادئ فبارسة اؼبهنة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬الصحيفة ىي مؤسسة تؤدم خدمة عامة ثقافية كاجتماعية ككطنية كقومية كإنسانية‬
‫إال أهنا سبلك أيضا طابعا ذباراي كصناعيا‪ .‬كمن خبلؿ فبارسة حريتها اػباصة تلتزـ‬
‫الصحيفة إُف جانب ذلك ابلدفاع عن ىذه اغبرية كاغبرايت اؼبدنية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إف مسئولية اؼبطبوعات ال تقتصر فقط على احًتامها للقانوف كحده كإمبا تتعداىا‬
‫أيضا إُف احًتاـ الضمَت اؼبهٍت كالقارئ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬يتوجب على الصحيفة االلتزاـ ابغبقيقة كالنزاىة كالدقة كمبدأ عدـ الكشف عن‬
‫اؼبصدر(‪.)2‬‬
‫كىذا يكوف يف حالة الضركرة كتهديدة حياة مصدر اػب ر أك أف يضار يف كظيفتو بسبب‬
‫بوحو ابؼبعلومات‪.‬‬
‫ْ‪ -‬اؼبطبوعة ىي عبارة عن من ر ينتمي إُف القراء الذين يتمتعوف حبق التعبَت عن آرائهم‬
‫كحق الرد‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼببادرة العربية إلنًتنت حر‪ ،‬على الرابط التاِف‪:‬‬


‫‪http://www.openarab.net/laws/2006/laws4.shtml‬‬
‫(ِ) كىذا يكوف ىف حالة الضركرة كتهديد حياة مصدر اػب ر أك أف يضار ىف كظيفتو بسبب بوحو‬
‫ابؼبعلومات‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫ٓ‪ -‬يتوجب على الصحيفة حشد الرأم العاـ للدفاع عن الببلد كاغبق كالعدؿ كمقاكمة‬
‫التعدم على اغبقوؽ كالقوة اعبائرة‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬يتوجب على اؼبطبوعات ذبنب العصبية كربريض اآلراء كاالختبلفات ابإلضافة إُف‬
‫القدح كالذـ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ال تصلح األخبار احملرفة للنشر‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬ربط االهتامات غَت اؼببنية على ثوابت كاألكاذيب من شأف الصحافة‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬على الصحيفة ذبنب األخبار غَت اؼبؤكدة إال يف حاؿ كركدىا على ىذا النحو‪.‬‬
‫َُ‪ -‬يتوجب على اؼبطبوعة ذبنب نشر اؼبواد اليت ربث على الرذيلة كاعبريبة‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬ربًتـ الصحافة ظبعة الفرد كربافظ على كرامتو كال تتطفل على حياتو اػباصة‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬تشويو السمعة كاؼببالغة كاالبتزاز ىي من ظبات "الصحافة الصفراء" كىي ال سبت‬
‫بصلة إُف أصحاب اؼبهنة اللبنانيُت‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬ربقَت ضببلت التشويو كإساءة السمعة من شأف اؼبهنة‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬ال وبق للصحيفة اللجوء إُف أساليب غَت مشركعة أك سرية للحصوؿ على‬
‫اؼبعلومات‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬اؼبنفعة العامة ؽبا أنبية كبَتة كىي تسبق قباح أك استمرارية الصحيفة يشرؼ‬
‫الصحافة اللبنانية اليت تفتخر هبذه القواعد األخبلقية أهنا قدمت ميثاؽ الشرؼ‬
‫الذم أقدـ الصحفيوف العرب على تبنيو‪.‬‬
‫كما يشرفها اؼبسانبة يف خط التاريخ كتوجيو الرأم العاـ كالتطوع ألداء رسالة أك‬
‫دكر يف سبيل فبارسة الديبقراطية كالدفاع عن اؼبنفعة العامة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫ميثاق شرف الصحفيين الفلسطينيين‬
‫حنٔ ايضشفيوٕ ايفًططيٓيوٕ ْكسز إٔ‪:‬‬
‫العمل الصحفي ال يستمد شرفو من جودة أدائو فحسب‪ ،‬بل من شرؼ الغاية‬
‫اليت زبدمها الكلمة أك الصورة اؼبنشورة‪ ،‬إف الكلمة أك الصورة اجملردة من االلتزاـ خبدمة‬
‫قضااي شعبنا كأمتنا ؾبردة من الشرؼ كال يتحقق شرؼ االلتزاـ لعمل الصحفي إال إذا‬
‫مستقبل عن كل مصادر الوصاية كالرقابة كالتوجيو كاالحتواء كاالكبراؼ‪ ،‬إف‬
‫ن‬ ‫اختيارا‬
‫ن‬ ‫كاف‬
‫استقبلؿ الصحافة بدكرىا كمن منطلق اؼبسئولية االجتماعية من أجل الشعب كربت‬
‫رقابتو كحده ىو الشرط األكؿ للعمل الصحفي الشريف أداء كمسئولية‪.‬‬
‫ككفاء من الصحفيُت لدماء الشهداء األبرار كتضحيات‬
‫كانطبلقنا من ىذا اإلدراؾ ن‬
‫كل دبسئوليتو اليت‬
‫شعبنا كتطلعاتو ؼبستقبل مشرؽ كما ىم مسئولوف عنو إُف أف يويف ه‬
‫تلزـ الصحفي أبف يتوخى يف سلوكو كأدائو مبادئ الشرؼ كاألمانة كالنزاىة كاؼبصداقية‬
‫كآداب اؼبهنة كتقاليدىا‪.‬‬
‫ُخػٓػ وُػيَ‪:‬‬
‫‪ -‬التزامنا الكامل ابلقوانُت الفلسطينية العامة كدبا كرد يف كثيقة إعبلف االستقبلؿ‬
‫الصادرة يف اعبزائر عاـ ُٖٖٗـ كقانوف اؼبطبوعات كالنشر الفلسطيٍت كاألعراؼ‬
‫كاؼبواثيق الدكلية هبذا الشأف ابالعتماد على منظومة القيم الناذبة عن التفاعل‬
‫اإلهبايب للتطور الفكرم كاؼبوركث الثقايف كاغبضارم للشعب الفلسطيٍت‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاع عن حرية الصحافة أتكي ندا غبق اعبماىَت يف معرفة اغبقائق كالتعبَت عن رأيها‬
‫حبرية‪ ،‬انطبلقنا من كوف اغبق يف اؼبعرفة ىو حق أساس من حقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ التاـ ابغبصوؿ على اؼبعلومات كاغبقائق ابلطرؽ اؼبشركعة كأف ننقلها إُف‬
‫اعبماىَت دبصداقية كأمانة غبماية الصحافة من أم اكبراؼ عن شرؼ اؼبهنة‬
‫أكاؼبساس ابؼبصاٌف الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن نشر اؼبعلومات غَت اؼبوثوؽ بصحتها أك تشويو اؼبعلومات الصحيحة أك‬
‫‪250‬‬
‫نسبة أقواؿ أك أفعاؿ إُف أم شخص أك جهة بدكف التأكد من مصدرىا‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل دبساندة عدالة القضاء كاستقبللو كسيادتو فيما يتصدل لو من ربقيق‬
‫ؾبردا من أم ربيز ضد اؼبتهمُت يف الدعاكل اعبنائية‬
‫نشرا ن‬
‫مفتوح أك ؿباكمة جارية ن‬
‫أك اػبصوـ يف الدعاكل اؼبدنية بدكف إخبلؿ حبق الصحفي يف تغطية اغبدث من‬
‫كجهة نظر العامة‪.‬‬
‫حرصا على‬
‫‪ -‬التقيد بعدـ نشر أظباء كصور األحداث اؼبتهمُت أك اؼبقدمُت للمحاكمة ن‬
‫كتسهيبل إلصبلحهم كعودهتم إُف اجملتمع‪.‬‬
‫ن‬ ‫مستقبلهم‬
‫‪ -‬االبتعاد عن نشر األخبار كالصور اؼبنافية ألخبلقيات الشعب الفلسطيٍت‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ استغبلؿ اؼبهنة يف اغبصوؿ بدكف كجو حق على مزااي شخصية من أم نوع‬
‫كانت سواء مادية أك معنوية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بنشر التصحيح ؼبعلومات سبق نشرىا دكف إخبلؿ حبق الصحفي أبف يعقب‬
‫دبا يراه من إيضاح لرأيو يف اؼبوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل ابؼبوضوعية يف كل ما نكتب كننشر كيدخل نطاؽ اؼبوضوعية بوجو‬
‫خاص النقد الذم يتناكؿ كل ما يتصل ابلشخصيات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل أبف تكوف صبيع اإلعبلتات متفقة مع القيم كاؼببادئ العامة للمجتمع‬
‫كرسالة الصحافة اليت تضمنها ىذا اؼبيثاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ اؼبهٍت كاألخبلقي ابلفصل اغباسم بُت العمل الصحفي كاإلعبلف‪ ،‬كنقرر‬
‫التزامنا أبال نعمل يف جانب اإلعبلتات‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ عند نشر اإلعبلتات اليت تقدمها اؽبيئات األجنبية ابلتحقق من أهنا تتفق مع‬
‫األىداؼ الوطنية كال ينطوم اإلعبلف على شكل من التمويل غَت اؼبباشر من‬
‫دكؿ أك جهات أجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز بُت اؼبادة الصحفية التحريرية كاإلعبلتات سواء احمللية أك األجنبية إبشارة‬

‫‪252‬‬
‫كاضحة ربمي القارئ من التضليل كاػبداع‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد كتنظيم نشر اإلعبلتات يف الصحف ككسائل اإلعبلـ اليت نعمل هبا على الوجو‬
‫الذم يتفق مع حاجات ك ظركؼ اجملتمع الفلسطيٍت الذم يناضل من أجل التحرر‬
‫الوطٍت كالتخلص من االستغبلؿ االقتصادم كاالحتكارات مهما كاف مصدرىا‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل ابحًتاـ حق اؼبؤلف أك الكاتب فيما ننشره كأف نراعي عند اقتباس أم‬
‫أثر من آاثر الغَت اإلشارة إليو كذكر مصدره‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل ابألمانة الصحفية كبصيانة أسرار اؼبهنة كرفض أم ضغط إلفشائها‬
‫مع التأكيد أف األسرار اػباصة بكل صحفي ىي من صميم أسرار اؼبهنة اليت ال‬
‫هبوز إفشاؤىا كىي ؿبمية حبكم القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬التقيد بعدـ فبارسة أم قوؿ أك فعل قد يؤدم إُف اؼبساس بوضع الصحفي يف‬
‫اؼبؤسسة اليت يعمل هبا سواءن من الناحية اؼبهنية أك الوظيفية أك اؼبعيشية إال يف‬
‫اغباالت اليت زبالف القانوف أك تتعارض مع ىذا اؼبيثاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ العمل أك التعامل مع أم مؤسسة صحفية أك إعبلمية قامت‬
‫بفصل صحفي أك أكثر بشكل تعسفي قبل التأكد من حصولو على كامل حقوقو‬
‫كاالستناد على كتاب خطي من النقابة ابعتبارىا اإلطار اؼبرجعي غبرية ككرامة‬
‫كحقوؽ الصحفيُت كاألعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاـ اغبرايت اػباصة كعدـ التصوير أك التسجيل ألشخاص دكف موافقتهم إال إذا‬
‫تعارض ذلك مع اؼبصلحة العامة يف اجملاالت التالية (الكشف عن اعبريبة‬
‫أكاإلضرار ابلصحة العامة أك هتديد األمن الوطٍت كالقومي)‪.‬‬
‫‪ -‬التسليم حبق الصحفي يف التعبَت عن كجهة نظره بصرؼ النظر عن اختبلؼ االجتهادات‬
‫الفكرية كالسياسية ما داـ ىذا التعبَت يف إطار القانوف كاؼبصلحة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بوضع اغبقائق كاؼبعلومات كالبياتات اؼبتوافرة لدينا أماـ اعبمهور‬

‫‪253‬‬
‫أتكي ندا غبق اعبماىَت يف معرفة اغبقائق كاالطبلع عليها‪.‬‬
‫أك‬ ‫ػ عدـ نشر اسم أك صورة أك تفاصيل مشخصة ؼبريض نفسي أك مدمن ـبدرات‬
‫مدمن كحوؿ أك مت رع أك مت رع لو أبعضاء جسدية دكف موافقتهم أك موافقة‬
‫عائبلهتم إال إذا كجدت مصلحة عامة ابلنشر كابغبجم البلئق‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ نشر ما من شأنو التحريض أك التشجيع على العنصرية كالتمييز‬
‫على أساس العرؽ أك األصل أك لوف اعبلد أك الطائفة أك الدين أك اعبنس أك‬
‫اؼبهنة أك العجز اعبسدم أك النفسي كال تذكر ىذه التمييزات إال إذا كانت تتعلق‬
‫موضوعينا دبوضوع النشر‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ اشتغاؿ الصحفي حبرفة أك عمل قد يشوه رسالتو الصحفية أك‬
‫يثَت خشية أك يبدك للناس على أنو نوع من تضارب أك استغبلؿ يف اؼبصاٌف أك‬
‫تضليل للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ نشر تقرير صحفي أك مقالة أك و‬
‫أم من الفنوف الصحفية ابسم صحفي يتم تغيَت‬
‫فحواىا بصورة ذات مغزل دكف موافقة الصحفي على ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬فصل الصحفي الذم يداف حبكم هنائي على ـبالفة تسيء إُف شرؼ مهنة الصحافة‬
‫من النقابة كمطالبة اعبهات اؼبعنية بفصلو من عملو‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل حبل اؼبشاكل كاػببلفات الناشئة بُت الصحفيُت أنفسهم يف اجملاؿ‬
‫اؼبهٍت من خبلؿ ؾبلس النقابة أك اعبهة اليت تراىا النقابة مؤىلة كمناسبة لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل يف حاالت اغبزف الشخصي أك الصدمة ابلقياـ دبهمة األسئلة‬
‫كاالستفسار بنوع من اغبصافة كاللباقة مع إبداء مشاعر التعاطف كاؼبشاركة‬
‫الوجدانية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ إجراء مقاببلت أك تصوير ألطفاؿ يف اؼبوضوعات اؼبتعلقة أبم‬
‫آاثر نفسية تعود بشكل سليب على الطفل أك أطفاؿ آخرين خاصة يف قضااي‬

‫‪254‬‬
‫اإلىاتات أك اعبرائم اعبنسية سواءن كانوا ضحااي أك مدعى عليهم أك شهود عياف‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ استغبلؿ اؼبركز أك اؼبكانة الصحفية بشكل مباشر أك غَت مباشر لتحقيق‬
‫مكاسب شخصية سبس بشرؼ كأخبلقيات اؼبهنة‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ استغبلؿ الصحفيُت اؼبتدربُت لتنفيذ أم أعماؿ خارج إطار‬
‫اؼبهنة كتوفَت اجملاؿ اؼبناسب لتدريبهم حسب األصوؿ اؼبهنية كمنحهم مكافآت‬
‫كأجورا عن األعماؿ اليت يؤدكهنا‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل بعدـ تزكيد اؼبؤسسات الصحفية كاإلعبلمية األجنبية أبية معلومات‬
‫تصويرا قد تلحق األذل ابألمن الوطٍت أك‬
‫ن‬ ‫أك مواد صحفية شفهينا أك خطينا أك‬
‫سبس ابلرموز الوطنية كالسيادية‪.‬‬
‫‪ -‬منح األكلوية يف العمل كالتعامل للصحفي الفلسطيٍت كاؼبؤسسات الصحفية‬
‫كاإلعبلمية الفلسطينية يف تنفيذ أية أعماؿ أك خدمات يف ؾباؿ اؼبهنة‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل ابلتضامن كالتكافل مع الزمبلء من أجل صوف كضباية كرامة الصحفي‬
‫كشرؼ اؼبهنة حسب كل كاقعة كدبا تراه النقابة مناسبنا هبذا اػبصوص‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ الكامل ابستخداـ اؼبصطلحات كاؼبفردات الفلسطينية كالعربية للمسميات‬
‫التارىبية كالثقافية كاعبغرافية كالسياسية يف العمل الصحفي دبا ىبدـ األىداؼ‬
‫الوطنية كالقومية‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل مع الصحفي العريب بنفس اؼبعايَت كاؼبقاييس اؼبهنية كالوظيفية اػباصة‬
‫ابلصحفي الفلسطيٍت‪.‬‬
‫كبن الصحفيوف الفلسطينيوف نقسم ابهلل العظيم أف نكوف األكفياء كاألمناء على‬
‫التزامنا الكامل كالتاـ بكل ما كرد من بنود يف ميثاؽ الشرؼ الصحفي على قاعدة‬
‫اؼبسئولية الوطنية كالقومية كمبادئ االحًتاـ كالتنافس الشريف من أجل اؼبصلحة العامة‬
‫كااللتزاـ دبيثاؽ الشرؼ اإلعبلمي العريب كميثاؽ التضامن العريب كميثاؽ العمل‬

‫‪255‬‬
‫الصحفي الرباد الصحفيُت العرب‪.‬‬
‫ميثاق شرف النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين‬
‫‪-‬على الصحفي السعي للحقيقة كابلعمل على إببلغها إُف الرأم العاـ يف إطار ما يتوافر‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزـ الصحفي ابلدفاع عن حرية الصحافة كال يقبل اؼبهاـ اليت ال تتبلءـ مع كرامة‬
‫اؼبهنة كأخبلقياهتا‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع الصحفي عن إمضاء اؼبقاالت ذات احملتول أك الطابع اإلشهارم كما يبتنع عن‬
‫كتابة مقاالت إشهارية يف صيغة أخبار‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقبل الصحفي ىدااي أك امتيازات خاصة مقابل أداء اؼبهمة اإلعبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬يرفض الصحفي استعماؿ صفتو أك مسئوليتو ػبدمة أغراض شخصية‪.‬‬
‫‪ -‬ينسب الصحفي اؼبقتطفات اليت يستدؿ هبا إُف أصحاهبا كيبتنع عن انتحاؿ كتاابت‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع الصحفي عن ذكر أم عنواف أك صفة أك خ ر كنبي‪.‬‬
‫‪ -‬وبًتـ الصحفي آراء زمبلئو كال يلجأ إُف ثلبهم كيتعامل مع اؼبختلفُت معو يف الرأم‬
‫بركح من التسامح‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع الصحفي عن اؼبمارسات اليت من شأهنا أف تتسبب يف مشاكل مهنية لزمبلئو أك‬
‫تكوف سببا يف حرماهنم من فبارسة العمل الصحفي‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزـ الصحفي ابلعمل من أجل ربقيق تضامن فعلي بُت أصحاب اؼبهنة‪ .‬كعليو أال‬
‫يسعى الحتبلؿ منصب زميلو بقبولو العمل يف ظركؼ أسوا كأبجر أدىن‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزـ الصحفي بكل ما نشر ربت إمضائو كدبوافقتو التامة‪ .‬كيرفض تبٍت أك توقيع‬
‫اؼبقاالت اعباىزة‪.‬‬
‫‪ -‬يرفض الصحفي كل تشويو جزئي أك كلي ألفكاره كمقاالتو‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫‪ -‬وبًتـ الصحفي السر اؼبهٍت كيرفض اإلدالء دبصادر معلوماتو‪.‬‬
‫ميثاق شرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية‬
‫سعينا إُف تعزيز مكانة مهنة الصحافة‪ ،‬كحفاظنا على كرامتها‪ ،‬تعتمد النقابة الوطنية‬
‫للصحافة اؼبغربية ميثاؽ شرؼ يلزـ أعضاءىا من مديرين كصحفيُت‪ ،‬كيصبح االنتماء‬
‫إُف النقابة موجبنا الحًتاـ ىذا اؼبيثاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬يستمد الصحفي مقومات شرؼ اؼبهنة من مبادئ حرية التعبَت كحقوؽ اإلنساف‪- .‬‬
‫يتعهد ابلبحث عن اغبقائق‪ ،‬كإعبلـ الرأم العاـ هبا‪ ،‬بصدؽ كأمانة‪ ،‬احًت ناما غبق‬
‫اؼبواطن يف اإلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬يتعهد ابحًتاـ مصادر األخبار اليت يستقيها كبعدـ انتحاؿ األخبار كأعماؿ زمبلئو‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع عن اػبلط بُت العمل الصحفي كاإلعبلين‪.‬‬
‫‪ -‬يتجنب القذؼ كالتجريح يف األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬وبًتـ تعدد اآلراء‪.‬‬
‫‪ -‬يرفض أم تدخل غَت مهٍت أك أم إغراء ىبل أبخبلقيات اؼبهنة كشرفها‪.‬‬
‫‪ -‬يتضامن مع زمبلئو كيؤازرىم يف حاالت اؼبتابعة كاؼببلحقة الناشئة عن فبارسة اؼبهنة‬
‫بشرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬يدافع عن كرامة الصحافة ضد كل أشكاؿ االستغبلؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقبل أبية تعليمات تطاؿ افتتاحيتو ابستثناء تلك اؼبوجهة من رؤساء غرفة األخبار‬
‫كاليت أتيت فقط يف حدكد ما يبليو عليو الضمَت‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع عن مدح العنف كاإلرىاب كاعبريبة كالتعصب كالعنصرية كالتمييز اعبنسي‬
‫كعدـ التسامح يف أم شكل من األشكاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إف الصحفي الذم يستحق صفتو ىو من يلتفت إُف قوانُت البلد الذم يوجد فيو‬
‫ضا أم تدخل من الدكلة أك‬
‫كيقبل فقط بسلطة أراببو يف شئوف الشرؼ اؼبهٍت راف ن‬
‫‪255‬‬
‫أم جهاز‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع الصحفي عن نيل أم مكسب شخصي من مواقف قد تساعده صفتو كصحفي‬
‫أك أتثَته أك اتصاالتو على استغبلؽبا لصاغبو‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع عن أف يتطلع إُف مركز زميل لو أك يتسبب يف طرده أك إنزاؿ درجتو من خبلؿ‬
‫عرضو القياـ بذات العمل مقابل أجر أقل‪.‬‬
‫‪ -‬يبتنع عن أف ىبلط بُت مهمتو كتلك اػباصة ابلقاضي أك رجل الشرطة‪.‬‬
‫‪ -‬وبًتـ فرضية ال راءة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يستعمل سببل غَت مشركعة للحصوؿ على معلومات أك صور أك كاثئق‪.‬‬
‫وٗطق ىيططفٖ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اغبصوؿ اجملاين على صبيع مصادر اؼبعلومات كاالستقصاء حبرية عن صبيع اغبقائق‬
‫اليت تؤثر على اغبياة العامة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ربكيم الضمَت (الذايت كاؼبهٍت) ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬االطبلع على أم قرار رئيس من شأنو أف يؤثر على استمرار الشركة اليت يعمل‬
‫لديها‪.‬‬
‫ْ‪ -‬مكانتو اؼبهنية‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬التعلم اؼبستمر كالتدريب احملًتؼ كجزء من مهنتو‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬اغبصوؿ على ظركؼ اجتماعية كمهنية تتطلبها احتياجات اؼبهنة كعقد شخصي‬
‫يضم اتفاقات صباعية تضمن ضبايتو االقتصادية كاستقبلليتو‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬االعًتاؼ كالتعويض عن حقوقو ككاتب‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬االحًتاـ إلنتاجو الصحفي كصورة ؿبتوايتو‪.‬‬
‫***‬

‫‪252‬‬
‫إف منطق البحث فرض علينا أف نقف أماـ أخبلقيات الفرد يف العمل الصحفي‪.‬‬
‫كالغرض من ىذه النقلة اغبديث عن أف الصحفي إذا َف تطلو التشريعات‪ ،‬كَف تنلو‬
‫مواثيق الشرؼ فبل هبب أف يهرب من ضمَته اػبلقي‪ ،‬ألنو آخر اغبصوف اليت يلجأ‬
‫إليها بوصفو صحفينا ابؼبعٌت اغبق للكلمة‪ ،‬ككاف من اؼبمكن أف يكوف الًتتيب عكسينا‪،‬‬
‫كلكن مركنة البحث اقتضت منا ذلك‪.‬‬
‫كأخبلقيات العمل تقتضي من الصحفي اؼبنتمي إُف الصحافة اإللكًتكنية العديد‬
‫من االلتزامات يف ضوء تدين الواقع األخبلقي‪ ،‬كلكن بشكل عاـ عليو ذبنب عدة صور‬
‫أك أمباط من السلوؾ نراىا أبرز ما يشُت الصحافة اإللكًتكنية منها‪:‬‬
‫‪ -‬السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ اللغة اؼببتذلة كالعبارات اؼبثَتة اػبارجة عن القيم كاآلداب‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ الصور اؼبثَتة كاإلسراؼ يف ىذا األمر أكثر فبا ىو يف الصحف الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر صور حربية بشعة تؤذم مشاعر أىل الضحااي حبجة السبق الصحفي‬
‫كاإلعبلمي هبدؼ الشهرة كالركاج‪.‬‬
‫‪ -‬السطو على حقوؽ التأليف كالنشر لآلخرين‪.‬‬
‫فعن لغة السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح اليت انتشرت يقوؿ بعض اؼبنتقدين‪:‬‬
‫من الصواب أف يشارؾ كل إنساف على النت‪ ،‬كىذا من أبسط حقوقو‪ ،‬كلكن من اػبطأ‬
‫الكبَت استخداـ ىذا كسيلة للتشهَت كالسباب كالتجريح‪ ،‬أك حىت ألغراض شخصية‬
‫مبتذلة يف العرؼ العاؼبي‪ ..‬ككبن نتابع كثرة اؼبشاكل كالدعاكل اليت رباؿ إُف القضاء من‬
‫قبل أطراؼ عدة بسبب التجاكزات اليت تقف من كرائها مؤسسات إعبلمية‪ ،‬كاليت‬
‫تدركها جي ندا‪ ،‬كلكنها أصبحت ذبارة يف أف تكسب من ذلك كتعوض عنو!‬
‫كإف دخوؿ أية مؤسسة إعبلمية أك جهاز إُف ساحة القضاء ال يقتصر اػبركج منها‬
‫على الغرامة كحدىا‪ ،‬بل ىناؾ خسارة معنوية يف السوؽ اإلعبلمية‪ .‬كإذا ربجج البعض‬

‫‪255‬‬
‫حبرية التعبَت‪ ..‬فهل تبيح اغبرايت القذؼ كاإلساءات؟ كإذا استطاعت اؼبؤسسات‬
‫استعادة حقوقها يف احملاكم‪ ..‬فكيف ابستطاعة أم مواطن أف أيخذ حقو كيسًتجع‬
‫كرامتو إذا كاف القضاء يف معظم دكلنا َف يتضمن حىت اآلف أية تشريعات بصدد اإلعبلـ‬
‫(ُ)‬
‫اؼبرئي أك اإللكًتكين؟‬
‫كىكذا تبدك اؼبسألة ىنا مسألة خلق أكثر منها قوانُت كمواثيق فأىن للقانوف أف‬
‫شخصا ابسم مستعار أك كنبي إذا َف يردعو ضمَته اػبلقي كؿباسبتو لذاتو ككضع‬
‫ن‬ ‫يطوؿ‬
‫نفسو موضع اآلخرين يف موقف السب كالقذؼ كالتشهَت كالتجريح‪ ،‬خاصة إذا تنبو إُف‬
‫أنو يهُت ذاتو كذكيو أكثر فبا يهُت اآلخرين‪ ،‬كف نقا للمبدأ النبوم "يسب الرجل أاب الرجل‬
‫فيسب أابه كيسب أمو" فاؼبسألة ىنا تربوية أكثر منها قانونية أكتشريعية‪.‬‬
‫كعن ظاىرة السطو على حقوؽ اآلخرين يف التأليف كالنشر فإنو من اػبطأ النظر‬
‫إُف ظاىرة الصحافة اإللكًتكنية كقافلة خَت ككفى‪ ،‬فقد ضبلت معها الكثَت من‬
‫التحدايت اليت يبكن أف تعصف ابلصحافة كمهنة سواء كانت تقليدية أـ إلكًتكنية كيف‬
‫مقدمة ىذه التحدايت قضية األخبلقيات‪ ،‬كىو جانب سليب يف ىذا النوع من‬
‫الصحافة حىت اآلف‪ ،‬فعمليات السطو على حقوؽ التأليف كالنشر اػباصة ابآلخرين‬
‫على قدـ كساؽ‪ ،‬كاؼبصداقية كالثقة يف كثَت فبا يتم تناكلو من أخبار كمعلومات ع ر ىذا‬
‫جديرا ابلبحث‬
‫مهما ن‬
‫النوع من الصحافة ؿبل شك كلذلك فإف ىذا اؼبدخل يبثل بع ندا ن‬
‫من الناحية القانونية كاألخبلقية للحفاظ على الصحافة كمهنة(ِ)‪.‬‬
‫كالعامل اػبلقي ىنا وبتم على اإلنساف احًتاـ حقوؽ اآلخرين‪ ،‬فبما أف اإلنساف ال‬
‫وبب أف يسلبو أحد شيئنا من حقو‪ ،‬فيجب أف يعامل الناس ابؼبثل كال يسلبهم حقوقهم‪،‬‬

‫(‪ )1‬جريدة (البياف) اإلماراتية ُٖ‪ ََِٖ/ٔ/‬كينظر تفاصيل أكثر على اؼبوقع التاِف‪:‬‬
‫‪www.sayyaraijamil.com‬‬
‫(‪ )2‬صباؿ غيطاس‪ :‬اعبورتاعبي (موقع كل اعبرتاعبية يف مصر) اؼبؤسبر الرابع للصحفيُت‪ ،‬التاريخ‪:‬‬
‫ِّ‪http://www.khayma.com/librarians/archive/lis/199.htm ََِٓ/ٗ/‬‬

‫‪221‬‬
‫متنازال عن منزلة اإلنساف كالصحفي احملًتـ داخلو‪.‬‬
‫ألنو هبذا يتدىن إُف مستول اغبيوانية ن‬
‫كمن أمثلة نشر صور لعمليات عسكرية بشعة كالتعرض لتفاصيل مؤؼبة تؤذم مشاعر‬
‫أىل الضحااي حبجة السبق الصحفي كاغبصوؿ على غنيمة الشهرة كالركاج على‬
‫حساب اغبس اػبلقي ما ذكرتو صحيفة "إيبلؼ" اللندينة(ُ) على لساف أحد كتاهبا‬
‫الذم ذكر أف السجاؿ يثار ؾبددا اليوـ يف فرنسا‪ ،‬دبناسبة نشر ؾبلة فرنسية ؼبقابلة‬
‫مصورة مع الطالبانيُت اإلرىابيُت اللذين فتكا فت نكا مركعا بعشرة مظليُت فرنسيُت يف‬
‫أفغانستاف‪ ،‬بعد كقوعهم يف كمُت‪ .‬فقد كقع الكمُت يوـ ُٖ أغسطس‪ ،‬كذىب‬
‫ضحيتو عشرة عسكريُت فرنسيُت‪ ،‬كىذه أك ر خسارة عسكرية فرنسية منذ تفجَت‬
‫اؼبخابرات السورية ؼببٌت سكن اعبنود الفرنسيُت يف بَتكت عاـ ُّٖٗ‪ ،‬حيث كقع‬
‫ٕٓ ضحية منهم‪.‬‬
‫َف تكتف ؾبلة "ابرم ماج"‪ ،‬األسبوعية اؼبصورة‪ ،‬دبقابلة القتلة كزعيمهم‪ ،‬بل نقلت‬
‫أيضا رسالتهم إُف الفرنسيُت مهددة ؽبم‪" :‬سوؼ نبيد اعبنود الفرنسيُت لو بقوا يف‬
‫أفغانستاف" إهنا رسالة زبويف‪ ،‬كؿباكلة إضعاؼ اؼبعنوايت‪ ،‬يف كقت ىبوض فيو اعبنود‬
‫الفرنسيوف‪ ،‬ضمن قوات الناتو‪ ،‬حراب ضارية ضد بربرية طالباف كحليفهم القاعدة‪ ،‬ىؤالء‬
‫ال رابرة الذين يهددكف اغبضارة‪ ،‬كأمن الشعوب‪.‬‬
‫إف مبادرة اجمللة تذكرتا دبمارسات قناة اعبزيرة‪ ،‬كىي تبث صور تقطيع الرؤكس‪،‬‬
‫كهتديدات بن الدف‪ ،‬كالظواىرم‪ ،‬الرامية لنشر جو من الرعب‪ ،‬كىو اعبو األكثر‬
‫مبلئمة ؽبم ؼبواصلة اقًتاؼ جرائمهم النكراء يف كل مكاف‪ ،‬ال فرؽ بُت بلد "كافر"‪ ،‬أك‬
‫دكلة "مسلمُت"‪.‬‬
‫َف يقف مراسل اجمللة عند ىذا اغبد‪ ،‬بل ذباكزه بدرجة مقززة حُت نشر صور‬
‫اإلرىابيُت ككل منهم وبمل شيئا يعود للمظليُت‪ ،‬فأحدىم يلبس بزة مصلي‪ ،‬كالثاين‬

‫(‪ )1‬عزيز اغباج‪ :‬ن‬


‫ؾبددا بُت حرية اإلعبلـ كالتزاماتو األخبلقية كاإلنسانية‪ ،‬إيبلؼ ُّ‪ ََِٖ/ٗ/‬على‬
‫الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://www.elaph .com/elaphwriter/2008/9/364531.htm‬‬
‫‪220‬‬
‫وبمل بندقية جندم اثف‪ ،‬كتظهر الصور ما هنبو اجملرموف من أجهزة اتصاؿ‪ ،‬كنظارات‪،‬‬
‫كذخائر‪ .‬أما البشاعة الك رل‪ ،‬ففي أف يتسلم اؼبراسل ساعة ضحية من زعيم القتلة‪،‬‬
‫طالبا منو تسليمها إُف عائلتو! تصوركا لو أف إرىابيا من قاطعي الرؤكس قابل صحفيا‪،‬‬
‫كسلمو ساعة ضحية‪ ،‬أك دفًت ىويتو‪ ،‬طالبا تسليم ذلك إُف عائلة الضحية‪ ،‬مث قاـ‬
‫مراسل اعبزيرة بنقل الصورة‪ ،‬كردبا يتجرأ على مقابلة عائلة كل ضحية‪ .‬ىنا‪ ،‬ال ندرم‬
‫ىل سيجرؤ مراسل اجمللة الفرنسية على مقابلة عائلة الضحية‪ ،‬كيقوؿ للزكجة‪ ،‬إف كاف‬
‫القتيل متزكجا‪ ،‬كلطفلو‪ ،‬إف كاف ذا أطفاؿ‪ ،‬أكلوالدتو‪ ،‬أك كالده‪ ،‬كشقيقتو أك شقيقو‪:‬‬
‫إليكم ساعة قتيلكم‪ ،‬إهنا رسالة يهديها لكم قاتلوه‪.‬‬
‫أم احًتاـ ىذا غبرمة اؼبوتى؟ كأم احًتاـ غبزف العائبلت؟ فهل ىذه ىي رسالة‬
‫اإلعبلـ؟ أف تنقل ىذه الصور اؼبثَتة لبلستنكار‪ ،‬كأف تبلغ العائبلت برسالة القتلة؟ نعم‪،‬‬
‫ىناؾ صحفيوف يريدكف التقاط السبق الصحفي بقصد الشهرة‪ ،‬كزايدة اؼببيعات‪ ،‬كلكن‬
‫بعض ىؤالء يتجاكزكف اغبدكد‪ ،‬فيعتدكف على حرمة األفراد بتلصص حركاهتم‪ ،‬اللتقاط‬
‫ىذه الصورة أك تلك‪ ،‬كما جرل لؤلمَتة دايتا‪ ،‬اليت أعربت مرارا عن امتناعها عن أخذ‬
‫صورىا عشية رحيلها‪ ،‬كلكن صحفيي اإلاثرة ك"إرابابيتيز" ظلوا يبلحقوهنا مع صديقها‪،‬‬
‫ككانوا سببا إلسراع السيارة حىت لقيت مصرعها‪ .‬ىناؾ أيضا صحفيوف ما إف تقع جريبة‬
‫ما حىت يزاضبوا البوليس قبل بدء التحقيق‪ ،‬كيبلحقوهنم‪ ،‬كأحياتا قد ينشركف إشاعة‬
‫ظبعوىا‪ ،‬تقود الهتاـ برمء‪ ،‬أكنشر أحد أسرار التحقيق‪ ،‬فبا يفيد اجملرـ‪ ،‬أك اجملرمُت‪.‬‬
‫إف السبق الصحفي حق من حقوؽ الصحفي‪ ،‬كالعمل على زايدة اؼببيعات‪ ،‬ىو‬
‫اآلخر من حقوؽ الصحف‪ .‬إهنا صبيعا تدخل ضمن مبدأ مقدس‪ ،‬ىو مبدأ حق التعبَت‪،‬‬
‫كاإلعبلـ‪ ،‬كىو حق مقدس ال ينتهكو غَت األنظمة الشمولية‪ ،‬كالديكتاتورية‪ ،‬كأنظمة‬
‫اإلسبلـ السياسي‪ .‬لكن‪ :‬ىناؾ أيضا مبادئ احًتاـ حرية اآلخرين‪ ،‬كخصوصياهتم‪،‬‬
‫كاحًتاـ أحزاهنم‪ .‬أما إف كاف ىدؼ اجمللة الفرنسية‪ ،‬عدا السبق الصحفي‪ ،‬ىو تبليغ‬
‫رسالة سياسية منها يف معارضة الوجود العسكرم الفرنسي يف أفغانستاف‪ ،‬فهي تقع يف‬
‫خطأ جسيم‪ ،‬خطأ أف تكوف كاسطة لنقل رسالة اإلرىابيُت أنفسهم‪ ،‬كما تفعل اعبزيرة‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫إف معارضة الوجود الفرنسي ىناؾ يبكن فبارساهتا بطرؽ كثَتة‪ ،‬كساحة ال رؼباف‪،‬‬
‫كاؼبؤسبرات اغبزبية‪ ،‬كالتصروبات السياسية‪ ،‬كاؼبقاالت السياسية‪ ،‬كإذا أردت معلومات‬
‫عن كيفية كقوع الضحااي يف الكمُت‪ ،‬كما ىو التقصَت‪ ،‬كمن اؼبقصر‪ ،‬فقد أصدرت كزارة‬
‫الدفاع تقريرا هبذا الشأف يبكن مناقشتو على أساس معلومات مؤكدة كدقيقة‪.‬‬
‫إف تفجَتات ُُ سبتم ر‪ ،‬ىي اليت قادت إُف حرب أفغانستاف‪ ،‬كلوال جرائم قتل‬
‫اآلالؼ‪ ،‬من ـبتلف األعراؽ كاألدايف‪ ،‬كاللغات‪ ،‬يف نيويورؾ‪ ،‬ؼبا كانت ىناؾ حرب‪.‬‬
‫فهل كاف مطلواب ترؾ اجملرمُت ال رابرة ببل عقاب؟! كلو أرادت اجمللة سبقا صحفيا‬
‫حقيقيا‪ ،‬أك تبليغ رسالة إنسانية‪ ،‬أك سياسية‪ ،‬لذىب مراسلوىا ؼبقابلة عدد من عائبلت‬
‫ضحااي االنفجارات‪ ،‬كمدل صدمتهم ػبسارة ابن‪ ،‬أك زكج‪ ،‬أك زكجة‪ ،‬أك أخ‪ ،‬أك‬
‫صديق‪ .‬مثل ىذه اؼبقاببلت تبلٌغ رسالة التضامن البشرم‪ ،‬كتذكر ؾبددا دبدل حقد‬
‫اإلرىابيُت اإلسبلميُت على حياة اآلخرين‪ ،‬كاستهتارىم هبا‪ ،‬كمدل كراىيتهم لآلخر‪،‬‬
‫كلكل شيء متحضر‪ ،‬ككاجب ؿباربتهم يف كل اؼبيادين‪.‬‬
‫كحرية اإلعبلـ هبب أف تقًتف‪ ،‬ال ؿبالة‪ ،‬ابحًتاـ القواعد كاؼبعايَت األخبلقية‪،‬‬
‫كاإلنسانية‪ ،‬إذ لكل حق حدكد(ُ)‪.‬‬
‫أما عن استخداـ الصور اؼبثَتة كاإلسراؼ يف عرضها من خبلؿ الصحف‬
‫كاضحا‪ ،‬حبيث أصبح من‬
‫ن‬ ‫اإللكًتكنية أكثر فبا ىي يف الصحف الورقية فهذا أمر ابت‬
‫ظبات الصحافة اإللكًتكنية كإف كاف من السمات السلبية اليت تستحق الوقفة‪ ،‬دكف‬
‫حاجة ملحة إُف االستشهاد‪.‬‬
‫فطبيعة الصحافة اإللكًتكنية ككوهنا معركضة على جهاز خاص يف حجرة خاصة‬
‫بشكل فردم كانت ىي اؼبدخل لركاج ىذا األمر‪ ،‬إضافة إُف ربلل اعبانب الرقايب‬
‫قياسا إُف اغباؿ يف الصحافة الورقية اليت‬
‫كافتقاد التشريعات كغياهبا يف ىذا اعبانب ن‬

‫(‪ )1‬اؼبرجع السابق على الرابط‪:‬‬


‫‪http://www.elaph.com/web/ElaphWriter/2008/9/364531.htm‬‬
‫‪223‬‬
‫مظهرا من مظاىر خدمة‬
‫يبدك فيها األمر أقل كطأة كحدة‪ ،‬كلعل ىذا يرتبط بكوهنا ن‬
‫اإلنًتنت‪ ،‬األمر الذم يردتا إُف اعبانب اػبلقي كأنبية تفعيلو من أكثر من طرؼ‪ .‬كغٍت‬
‫ضا سبلح ذك‬
‫عن البياف أف خدمة اإلنًتنت ىي ثورة العصر كحديث اجملالس‪ ،‬كلكنها أي ن‬
‫حدين يستخدـ للخَت أك للشر‪ .‬حاؽبا يف ذلك حاؿ كثَت من اؼبصاٌف العامة األخرل‪،‬‬
‫خَتا فخَت كإف كاف شرا فشر‪ .‬كخدمة‬
‫فاستخداماهتا اتبعة لنوااي اؼبستخدـ‪ ،‬إف كاف ن‬
‫اإلنًتنت خدمة منافعها صبة كعطاؤىا غزير كىي مصدر ػبَت كعلم كمعرفة كىداية‬
‫مصدرا لشر عظيم ؼبن‬
‫ن‬ ‫كصلة كتطوير ألمم كأفواج‪ ،‬كىي يف الوقت نفسو قد تكوف‬
‫أصر على سوء استخدامها‪ .‬فإذا أدركنا ىذه اغبقائق كجب علينا أف نقرر‪ :‬أم‬
‫(ُ)‬
‫االستخدامُت سنختاره؟‬
‫غَت أف الطرؼ األفعل يف ىذا األمر ىم اؼبشرفوف على الصحف اإللكًتكنية‬
‫نفسها‪ ،‬حيث ما زالت تتمتع الكلمة اؼبكتوبة كمن كراءىا ابالحًتاـ كيوضع من يكتبها‬
‫موضع القدكة يف ؾبتمعنا الشرقي‪ ،‬لذا فإف اعبانب اػبلقي من اعبوانب اؽبامة ج ندا يف‬
‫بدءا من أكُف خطواتو كمراحلو كانتهاء أبعلى مراحلو القيادية‪ ،‬ألف‬
‫شخصية الصحفي ن‬
‫األثر عظيم على اعبانبُت السليب كاإلهبايب‪ ،‬كىو أثر يبتد إُف آالؼ كمبليُت القراء أك‬
‫اؼبتصفحُت أك اؼبستخدمُت لصحافة اإلنًتنت كال أدؿ على ذلك من كاقعة يرصدىا‬
‫قليبل عن الصحافة اإللكًتكنية فقد أصدرت ؾبلة‬
‫أحد الدارسُت كإف كانت بعيدة ن‬
‫(‪ )HUSTLER‬اإلابحية يف عددىا األخَت عاـ َُٗٗ مقاال من طبس صفحات‬
‫بعنواف "دليل القتل" تصف فيو كيفية اقتبلع عُت الضحية ككيفية تشويو جسده كإثر‬
‫ذلك بقليل يف مدينة نورماف بوالية أككبلىوما كاف الطفل ساـ كالبالغ من العمر ٗ‬
‫سنوات يتمشى عائ ندا من مدرستو إُف اؼبنزؿ عندما اختطفو شخص غَت معركؼ مث‬
‫اعتدل عليو جنسينا مث قتلو كاقتلع إحدل عينيو كشوه جسده تقلي ندا ؼبا قرأه يف ذلك‬

‫(ُ) د‪.‬مشعل بن عبد هللا القدىي‪ :‬اؼبواقع اإلابحية على شبكة اإلنًتنت كأثرىا على الفرد كاجملتمع ‪ ،‬كحدة‬
‫خدمات اإلنًتنت‪ ،‬مدينة اؼبلك عبد العزيز للعلوـ كالتقنية‪ ،‬منشور على موقعها االلكًتكين‬
‫‪224‬‬
‫اؼبقاؿ(ُ)‪.‬‬
‫معا‪،‬‬
‫ابلطبع ال يوجد يف ؾبتمعاتنا العربية ىذا النوع اؼبنحرؼ من الصحافة كالبشر ن‬
‫معا يف نفسية اؼبتلقي‬
‫كلكن اؼبثاؿ مسوؽ للتأثَت البالغ الذم تًتكو الكلمة كالصورة ن‬
‫كمدل األثر اجملتمعي اغباصل من كراء ذلك‪.‬‬
‫كمثاؿ آخر لصحيفة (إيبلؼ) اإللكًتكنية اليت نشرت يف صفحتها األكُف بتاريخ‬
‫َِ‪ ََِٖ/َُ/‬صورة بشعة عبثة الفنانة اللبنانية سوزاف سبيم اليت قتلت يف ديب‪ ،‬كأاثر‬
‫نشر الصورة موجة عارمة من االحتجاجات‪ ،‬كقد أظهرت الصورة جثة الفنانة كقد علت‬
‫الكدمات كجهها كآاثر الدماء سبتد من عنقها اؼبشوه ‪ -‬جراء "النحر" أك التعرض‬
‫حملاكلة النحر ‪ -‬حىت كجهها‪ ،‬كأماـ االحتجاج كموجة اؼبطالبات إبزالتها كلوحظ ذلك‬
‫من خبلؿ التعليقات على اؼبوضوع الذم وبتوم الصورة‪ ،‬أك من خبلؿ الرسائل ال ريدية‬
‫اليت اهنالت على الصحيفة أك من القراء الذم ارأتكا توصيل احتجاجاهتم من خبلؿ‬
‫اؼباسنجر ‪ -‬حسب أتكيد الصحيفة على ذلك ‪ -‬فقد قررت إدارة ربرير إيبلؼ بتاريخ‬
‫ُِ‪ ََِٖ/َُ/‬حذؼ صورة جثة الفنانة الراحلة سوزاف سبيم‪ ،‬كاليت كانت الصحيفة‬
‫ادا‪ ،‬كجاء ذلك استجابة ؼبطالبة القراء إبزالتها‬
‫قد حصلت عليها بوسائلها اػباصة انفر ن‬
‫من اػب ر‪ ،‬كاحًتمت الصحيفة آراء القراء‪ ،‬م ررة أهنا نشرهتا لت رز للرأم العاـ بشاعة‬
‫اعبريبة ككحشيتها‪ ،‬كتؤكد أنبية تطبيق العدالة حبق الفاعلُت(ِ)‪.‬‬
‫كقريب من ذلك استخداـ اللغة اؼبثَتة كالعبارات اػبارجة عن األدب يف الصحف‬
‫كاؼبواقع اإللكًتكنية أك التعليقات اؼبستفزة للمشاعر اإلنسانية‪ .‬ككل ىذا يرتبط ببيئة‬
‫خصبة جديدة عبرائم جديدة نعٍت هبذه البيئة شبكة اإلنًتنت‪ ،‬كىي جرائم ذات ألواف‬
‫كأشكاؿ عدة حصرىا بعض الدراسُت فيما يلي‪:‬‬

‫(ُ) اؼبرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬إيبلؼ‪ ُِ :‬أكتوبر ََِٖ على الرابط التاِف‪:‬‬
‫‪http://65.17.227.80/web/Akhbarkhasa/2008/10/3756 10.htm‬‬
‫‪225‬‬
‫يبكن حصر اعبرائم اليت ترتكب على شبكة اإلنًتنت يف التاِف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اىشؽائً اىخلي٘ػٗث‪:‬‬
‫ً‬
‫ُ ‪ -‬جرائم أمن الدكلة (اإلرىاب ‪ -‬بث أفكار متطرفة سياسية أك دينية أكعنصرية ‪-‬‬
‫الدخوؿ يف مواقع عسكرية هبدؼ سرقة األسرار اغبربية)‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬جرائم الرشوة (الوصوؿ إُف الرقم السرم اػباص إبحدل اؼبؤسسات أكاألشخاص‬
‫كاستعمالو يف اغبصوؿ منها على اؼبنفعة)‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬جرائم االختبلس كاالستيبلء على اؼباؿ العاـ (التبلعب يف كشوؼ كحساابت‬
‫العمبلء كنقل األرصدة من حساابهتم إُف حساب خاص‪ ،‬أك إضافة بضعة أصفار‬
‫إُف رقم ما يف ىذا اغبساب)‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬جرائم االعتداء على األمواؿ (السرقة ‪ -‬النصب ‪ -‬خيانة األمانة)‪.‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬اىشؽائً املفخطػذث‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬الغش اؼبعلومايت‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬االستعماؿ غَت اؼبشركع لل رامج كاالعتداء على اؼبعلومات االظبية‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬جرائم االعتداء على اغبرية الشخصية كاؼبراسبلت‪ ،‬كاالعتداء على اغبق يف‬
‫الصورة‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬اعبرائم اؼبخلة ابآلداب العامة كاالعتداء على اؼبلكية الفكرية‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬االعتداء على حرية اغبياة اػباصة ابلتصنت كالتسجيل أك ابلنقل‪.‬‬
‫ٔ ‪ -‬استغبلؿ التقدـ العلمي يف نشر الصور اعبنسية الفاضحة على اإلنًتنت‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬عمل مونتاج لصورة أك لصور أشخاص دكف رضاىم‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫ٖ ‪ -‬جرائم استغبلؿ األطفاؿ يف أعماؿ اكبرافية(ُ)‪.‬‬
‫كنظرا إُف ىذه اعبرائم كىذه األشكاؿ من التجاكزات كاػبركج عن اللياقة بشكل‬
‫ن‬
‫عاـ ربدد بعض اؼبواقع اإللكًتكنية سياسيات كأخبلقيات للنشر كاؼبشاركة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬ؿبمود علم الدين‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص َُّ‪.َّٗ،‬‬
‫‪225‬‬
222
‫المراجع‬

‫أويًا‪ :‬ايهتب‪:‬‬
‫إبراىيم اإلمام ( الدكتور )‪ :‬اإلعالم واالتصال ابجلماىري‪ ،‬مكتبة األصللو‪ ،‬القاىرة‪.1969 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫إبراىيم اإلمام (الدكتور) و دمحم فريد عزت (الدكتور)‪ :‬وكاالت األنباء ادلعاصرة "النشأة ‪ -‬التطور ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الدور ‪ -‬الفعاليات"‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2006 ،‬‬
‫أمحد زكي بدوي (الدكتور)‪ :‬معجم مصطلحات اإلعالم‪ ،‬دار الكتاب ادلصري ودار الكتاب اللبناين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بريوت والقاىرة‪.1985 ،‬‬
‫أديب مروة‪ :‬الصحافة العربية نشأهتا وتطورىا‪ ،‬دار احلياة‪ ،‬بريوت‪.1961 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫السيد خبيت (الدكتور)‪ :‬الصحافة واإلنًتنت‪ ،‬العريب للنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة األوى ‪.2000‬‬ ‫‪‬‬

‫السيد يس (الدكتور)‪ :‬ادلواطنة يف زمن العودلة‪ ،‬ادلركز القبطي للدراسات االجتماعية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2002‬‬
‫حسن إبراىيم مكي (الدكتور) و بركات عبد العزيز دمحم (الدكتور)‪ ،‬ادلدخل إىل علم االتصال‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫منشورات ذات السالسل ‪ -‬الكويت ‪.1995 -‬‬
‫حسن عماد مكاوي (الدكتور)‪ :‬أخالقيات العمل اإلعالمي‪" ،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاىرة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.2006 ،‬‬
‫حسين دمحم نصر (الدكتور)‪ :‬اإلنًتنت واإلعالم‪ ،‬الصحافة اإللكًتونية‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫العني‪ ،‬اإلمارات العربية‪.2003 ،‬‬
‫حسني شفيق (الدكتور)‪ :‬اإلعالم اإلليكًتوين‪ ،‬رمحة برس للطباعة والنشر‪ ،‬القاىرة‪.2004 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫خالد دمحم غازي ( الدكتور ) ‪ :‬الصحافة االلكًتونية العربية ‪ ..‬االلتزام واالنفالت يف اخلطاب والطرح‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬وكالة الصحافة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪2009،‬‬
‫راسم دمحم اجلمال (الدكتور)‪ :‬االتصال واإلعالم يف العامل العريب يف عصر العودلة‪ ،‬الدار ادلصرية‬ ‫‪‬‬
‫اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪.2006 ،‬‬
‫راسم دمحم اجلمال (الدكتور) و خريت معوض عياد (الدكتور)‪ :‬التسويق السياسي واإلعالمي ‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫‪225‬‬
‫اإلصالح السياسي يف مصر‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية ‪ -‬القاىرة ‪.2005 -‬‬
‫رضا عبد الواحد أمني (الدكتور)‪ :‬الصحافة اإللكًتونية‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2007 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫سعيد الغريب النجار (الدكتور)‪ :‬تكنولوجيا الصحافة يف عصر التقنية الرقمية‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاىرة‪.2003 ،‬‬
‫شريف درويش اللبان (الدكتور)‪ :‬الصحافة اإللكًتونية "دراسات يف التفاعلية وتصميم ادلواقع"‪ ،‬الدار‬ ‫‪‬‬
‫ادلصرية اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪.2005،‬‬
‫عباس مصطفى صادق (الدكتور)‪ :‬الصحافة والكمبيوتر مدخل لالستقصاء الصحايف دبساعدة‬ ‫‪‬‬
‫الكمبيوتر‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬بريوت‪.2005 ،‬‬
‫عبد ادللك ردمان الدانين (الدكتور)‪ :‬الوظيفة اإلعالمية لشبكة اإلنًتنت‪ ،‬دراسة دلعرفة استخداماهتا‬ ‫‪‬‬
‫يف رلال اإلعالم‪ ،‬دار الراتب اجلامعية‪ ،‬بريوت‪.2001 ،‬‬
‫عبد النيب دجواين (الدكتور)‪ :‬عصر ادلعلومات ومجوح تكنولوجيا ادلعلومات يف ظل العودلة‪ ،‬منشورات‬ ‫‪‬‬
‫رمسيس‪ ،‬الرابط‪ ،‬ادلملكة ادلغربية‪.2001 ،‬‬
‫‪ ‬عماد عبد احلميد النجار (الدكتور)‪ :‬الوسيط يف تشريعات الصحافة‪ ،‬مكتبة األصللو‪ ،‬القاىرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ ‬فتحي الدريين (الدكتور)‪ :‬خصائص التشريع اإلسالمي يف السياسة واحلكم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.1987 ،‬‬
‫‪ ‬فيكونت فيليب دي طرزي‪ :‬اتريخ الصحافة العربية منذ أتسيسها حىت عام ‪ ،1930‬نسخة مصورة‬
‫بدار الكتب ادلصرية‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ ‬دمحم حاكم‪ ،‬عبده عبدالعزيز‪ ،‬مجال عيد‪ :‬اإلعالم اإللكًتوين وحقوق اإلنسان‪ ،‬الشبكة العربية دلعلومات‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬القاىرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ ‬دمحم حسام الدين (الدكتور)‪ :‬ادلسئولية االجتماعية للصحافة‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ ‬دمحم عبد احلميد‪ :‬االتصال واإلعـالم على شبكة اإلنًتنيت‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬القاىرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ ‬زلمود علم الدين (الدكتور)‪ :‬أساسيات الصحافة يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ : ------------ ‬الصحافة اإللكًتونية‪ ،‬احلرية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬حييي اليحياوي (الدكتور)‪ :‬العودلة ورلتمع اإلعالم‪ ،‬منشورات األمن‪ ،‬الرابط‪ ،‬ادلملكة ادلغربية‪.2001 ،‬‬

‫‪251‬‬
‫ثاْيًا‪ :‬ايسضائٌ اجلاَعية‪:‬‬
‫‪ ‬فارس حسن شكر ادلهداوي‪ :‬صحافة اإلنًتنت‪ ..‬دراسة ربليلية للصحف اإللكًتونية ادلرتبطة‬
‫وموذجا"‪ ،‬رسالة ماجستري يف اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية ادآداب‬
‫ابلفضائيات اإلخبارية "العربية‪ .‬نت ً‬
‫والًتبية‪ ،‬األكادميية العربية ادلفتوحة يف الداومارك‪ ،‬من متطلبات درجة ادلاجستري يف اإلعالم واالتصال‬
‫‪ ،2007‬غري منشورة‪.‬‬
‫‪ ‬زلمود محدي‪ :‬تطور تكنولوجيا ادلعلومات واالتصال وعالقتو بفنية التحرير يف وكاالت األنباء " دراسة‬
‫ربليلية وميدانية مقارنة على وكاليت أنباء الشرق األوسط ووكالة األنباء الكندية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬قسم‬
‫اإلعالم‪ ،‬كلية ادآداب‪ ،‬جامعة ادلنيا ‪ ،2006‬غري منشورة‪.‬‬

‫ثايجًا‪ :‬األحباخ واملكاالت‪:‬‬


‫‪ ‬مجال غيطاس‪ :‬مدخل إىل الصحافة اإللكًتونية ( ورقة حبثية يف ادلؤمتر الرابع للصحفيني) من ‪25 - 23‬‬
‫فرباير ‪ ، 2007‬موقع اجلورانجلي اإللكًتوين‪ ،‬بتاريخ ‪ 23‬سبتمرب ‪.2005‬‬
‫‪ ‬حامد عبد ادلاجد قويسي (الدكتور)‪ :‬نظرية الرأي العام ‪ ..‬عقل اجلماىري بني التشويو السياسي وانتفاضة‬
‫الوعي منشور بتاريخ ‪ 2004/6/13‬يف‪:‬‬
‫‪http://www.islamonline.net/arabic/mafaheem/2004/06/article02.shtml‬‬
‫‪ ‬سعيد الغريب (الدكتور)‪ :‬الصحيفة اإللكًتونية والورقية‪ ..‬دراسة مقارنة يف ادلفهوم والسمات األساسية‬
‫ابلتطبيق على الصحف اإللكًتونية ادلصرية‪ ،‬اجمللة ادلصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬جامعة القاىرة ‪ -‬كلية‬
‫اإلعالم ‪ -‬أكتوبر‪ ،‬ديسمرب ‪.2001‬‬
‫‪ ‬عادل األنصاري‪ :‬الصحافة اإللكًتونية ‪ ..‬ادلعايري والضوابط‪ ،‬ورقة نوقشت يف ندوة بنقابة الصحفيني‬
‫ابلقاىرة‪ ،‬يف ‪.2004/8/9‬‬
‫‪ ‬عباس مصطفى صادق (الدكتور)‪ :‬التطبيقات التقليدية وادلستحدثة للصحافة العربية يف اإلنًتنت‪ ،‬مؤمتر‬
‫صحافة اإلنًتنت يف العامل العريب "الواقع والتحدايت" جامعة الشارقة ‪ 24/22‬نوفمرب ‪.2005‬‬
‫‪ ‬على بن شويل القرنيل (الدكتور)‪ :‬االذباىات احلديثة يف الصحافة الدولية‪ ..‬من الصحافة التقليدية إىل‬
‫اإلعالمات الشخصية‪ ،‬منشور على ادلوقع اإللكًتوين‪ :‬البوابة العربية لإلعالم‪:‬‬
‫‪www.arabmediastudies. net/images/stories/pdf/presse20% arabe.pdf‬‬
‫‪ ‬عماد بشري (الدكتور)‪ :‬الصحافة العربية اليومية يف العصر الرقمي‪ ،‬ندوة الثقافة العربية وآفاق النشر‬

‫‪250‬‬
‫اإللكًتوين‪ ،‬الكويت‪.2002 ،‬‬
‫‪ ‬لقاء مكي العزاوي (الدكتورة)‪ :‬الصحافة اإللكًتونية‪ ..‬دراسة يف األسس وآفاق ادلستقبل‪ ،‬حبث منشور‬
‫على اإلنًتنت ‪ 2002‬دون اإلشارة دلكان النشر‪.‬‬
‫‪ ‬رلموعة ابحثني‪ :‬أصوات سلنوقة‪ ،‬دراسة يف التشريعات اإلعالمية العربية‪ ،‬مركز محاية الصحفيني‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2005 ،‬‬
‫‪ ‬رلموعة ابحثني‪ :‬التقرير السنوي الثالث للحرايت يف البلدان العربية لعام ‪ ،2007‬مركز عمان لدراسات‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ ‬دمحم نور فرحات (الدكتور)‪ :‬تشريعات الصحافة العربية بني حقوق اإلنسان وثورة االتصاالت الدولية‪،‬‬
‫‪http:// www.almotamar.com.ly/2002/25/docnment 25/m9.doc‬‬
‫‪ ‬صلوي عبد السالم فهمي (الدكتورة)‪ :‬ذبريد الصحافة اإللكًتونية ادلصرية والعربية "الواقع وآفاق ادلستقبل"‪،‬‬
‫اجمللة العلمية لبحوث اإلعالم‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬العدد الرابع ‪ -‬ديسمرب ‪.1998‬‬
‫‪ ‬ىيثم مناع (الدكتور)‪ :‬ميثاق الشرف ادلهين واحلماية السلوكية للصحفيني‪ ،‬ادلقال ورقة مقدمة لندوة محاية‬
‫الصحفيني يف السلم واحلرب ابلدوحة يف ‪ ،2005/4/13‬اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيني‪.‬‬

‫زابعًا‪ :‬املواقع اإليهرتوْية‪:‬‬


‫جريدة (األىرام) ادلصرية‪WWW.ahram.org.eg :‬‬

‫جريدة (اخلليج) اإلماراتية‪WWW.alkhaleej.co.ae :‬‬

‫جريدة ( اليوم السابع ) ادلصرية ‪www.youm7.com:‬‬

‫جريدة (صوت البلد ) ادلصرية‪www.baladnews.com :‬‬

‫إيالف‪www.elaph.com :‬‬

‫ميدل إيست أونالين‪ww.middle-east-online.com :‬‬

‫شبكة األخبار العربية "زليط"‪www. moheet.com :‬‬

‫األقباط متحدون‪www.copts-united.com :‬‬

‫يب يب سي العريب‪www.BBCArabic.com :‬‬

‫اجل ـزيرة نت‪www.aljazeera.net :‬‬

‫‪252‬‬
‫العربية نت‪www.alarabiya.net :‬‬

‫وكالة األنباء الفرنسية (فرانس برس)‪www.afp.com :‬‬

‫وكالة أنباء الشرق األوسط (أ ‪ .‬ش ‪ .‬أ)‪www.mena.org.eg :‬‬

‫حرية التعبري يف‪http:/ar.wikipedia.org http://www.yabeyrouth. com :‬‬

‫ادلوقع الرمسي دلنظمة صحفيون بال حدود‪http://www.rsf.ora :‬‬

‫خاَطًا‪ :‬ايكواْني‪:‬‬
‫‪ -1‬األمم ادلتحدة‪ :‬حقوق اإلنسان‪ :‬رلموعة صكوك دولية‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬نيويورك‪ ،1993 ،‬رقم‬
‫ادلبيع ‪A.94.XIV-Vol.1, Part‬‬

‫‪ -2‬اإلمارات العربية ادلتحدة‪ :‬قانون اربادي رقم ‪ 51‬لسنة ‪ ،1980‬ادلطبوعات والنشر بدولة‬
‫اإلمارات العربية ادلتحدة‪ ،‬أبو ظيب‪ ،‬وزارة اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلمهورية اللبنانية‪ :‬ادلرسوم االشًتاكي رقم ‪ 104‬بتاريخ ‪ ،1977/6/30‬لبنان‪ ،‬وزارة اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬ادلملكة العربية السعودية‪ :‬نظام ادلطبوعات والنشر‪ ،‬صادر بقرار رللس الوزراء رقم ‪ 56‬بتاريخ‬
‫‪1402/3/23‬ىـ ‪ ،‬مرسوم ملكي رقم م‪ 17/‬بتاريخ ‪ 1402/4/13‬ىـ‪ ،‬ادلملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪6‬ـ مجهورية السودان‪ :‬قرار تنظيم الصحافة وادلطبوعات لسنة ‪ 1985‬جبمهورية السودان الدميقراطية‪،‬‬
‫وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬اخلرطوم‪.‬‬
‫‪ - 7‬مجهورية مصر العربية‪ :‬القانون ‪ 148‬لسنة ‪ ،1980‬سلطة الصحافة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬اذليئة لعامة‬
‫لالستعالمات‪.‬‬
‫‪9‬ـ سوراي‪ :‬دمشق لدراسات حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪Trends in newsrooms 2006 p46Wall street journal march 23 .2005‬‬
‫‪ -10‬شللكة البحرين‪ :‬قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر دلملكة البحرين لسنة ‪ ، 200‬رللس‬
‫الشورى يف ‪ ،2003/11/19‬ادلنامة‪ ،‬وزارة اإلعالم‪.‬‬

‫ضادضًا‪ :‬صشف ودوزيات‪:‬‬


‫جريدة (الشرق األوسط) لندن ‪2006/4/9‬‬ ‫‪‬‬

‫‪253‬‬
2007/5/8 ‫جريدة (ادلصري اليوم ) مصر‬ 

2001 - 3 ‫ ادآداب‬13 ‫ م‬،‫رللة جامعة ادللك سعود‬ 

1998 ‫ ع ديسمرب‬،‫اجمللة ادلصرية لبحوث اإلعالم‬ 

2001 ‫ ديسمرب‬- ‫ ع أكتوبر‬،‫اجمللة ادلصرية لبحوث اإلعالم‬ 

‫ نتب أدٓبية‬: ‫ضابعا‬


The Journalist and a pluralistic Society: An Ethical .Barncy, Ralph D
In Elliott, Deni Responsible Journalism (California: SAGE Approach
publications, Inc. 1986) .

Bok, Sissela Lying: Moral choice in public and private life (N. Y.:
panthe on Books, 1978) .

Gastil, Raymond D. freedom in the world (N. Y.: Freedom House,


1979).

the Second American Revolution in hiebert, R. E, and Barber, Benjamin


Reuss, C. Impact of mass media (N. Y.: longman, Inc 2nd Ed 1988).

Barden, Robert and Hacker, Micheal communication technology (N.


Y.: Delmar publishers, Inc., 1990).

Williams, frederick the new communications (Belmont,


california:wadsworth, 1984).

Williams, frederick the communications Revolution (N.Y.: new


American Library 1983).

Harless, James D. Mass communication An Introductory Survey (USA:


Wm. C. Brown publishers, 1985).

‫ َكاالت أدٓبية‬:‫ثآَا‬
-Picard, Robert. G.media portrayals of terrorism: functions and meaning
of news corerage (lowa: lowa University press, 1993).

Schmuhl, Robert. (cd) the Responsibilties of journalism (Notredam,

254
lndiana: University of Notredam press, 1989).

‫ دوزيات أدٓبية‬:‫تاضعا‬
Emery, Michacl ct al. Readings in mass communication (lowa: Brown
company, 1974).

Agcc,Warrcn et al. main curvents in mass communication (New york:


Harper & Rew publishers, 1986).

Belsy, Andrew & Chadwick Ruth. Ethicl ess uses in Journalism and
Media (London: Routledgc, 1992).

Grossman, Larry. Terrorism and the Media (Washington: Washington


Legal Foundation, 1986.

255
256
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪ٓ ........................ ................................‬‬

‫الفصل األكؿ‪ :‬صاحبة اعببللة‪ ..‬النشأة كالتحوؿ الرقمي ‪ٗ ....................‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬اإلنًتنت كسيط للصحافة اإللكًتكنية ‪ٔٔ .....................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية ‪ ..‬جدؿ اؼبصطلح كالداللة ‪ِٖ ............‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬أمباط متعددة للصحف اإللكًتكنية العربية ‪ٗٗ ..................‬‬

‫الفصل اػبامس‪ :‬ظبات الصحافة اإللكًتكنية العربية ‪ُْْ ....................‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬الصحافة اإللكًتكنية كتشريعاهتا العربية ‪ُّٔ .................‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬أخبلقيات النشر كمواثيق الشرؼ اؼبهنية ‪ِّٕ .................‬‬

‫اؼبراجع ‪ِِٗ ..................... ................................‬‬

‫‪255‬‬

You might also like