Professional Documents
Culture Documents
لقد تشبث فصيل النهج الديمقراطي القاعدي منذ تأسيسه سنة 1979وإعالنه االستقالل التنظيمي ( )1عن كافة التنظيمات /بالمغرب ،والذي يعد امتدادا موضوعيا
ونوعيا للطلبة الجبهويين(الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين المشكلة سنة ،)1972بخط النظرية الماركسية /اللينينية كمرشد للعمل ،وقد تعاطى مع كل القضايا
االجتماعية ( البطالة ،االنتفاضات الشعبية ،خوصصة القطاعات االجتماعية )...والديمقراطية (قضية الصحراء الغربية ،القضية الفلسطينية )...بروح علمية سديدة
وخالقة واضعا كل قضية في سياقها /الصحيح والتاريخي ،وميز بين القضايا ما هي ديمقراطيةوطنية وما هي اشتراكية ترجمها في نقط البرنامج الديمقراطي العام
سنة ، 1979وقد تشبث بالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ،بقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين من فالحين معدمين وصغار البرجوازيين ،وقد تدققت هذه
الرؤية اإلستراتيجية من خالل اإلجابة النوعية التي قدمها سنة 1986في شخص البرنامج المرحلي بما هو برنامج للحركة الطالبية ،الذي استطاع الربط الجدلي بين
المعارك النضالية التي تخوضها الحركة الطالبية والمعركة الطبقية اإلستراتيجية ،إنها حقا تمثل إجابة دقيقية علمية استوعبت كافة الطاقات النضالية وأرشدتهم في
.االتجاه الصحيح
فالتاريخ النضالي للطلبة القاعديين حافل بالعطاءات والتضحيات الجسام ،فقد عبروا عن تشبثهم بخط الجماهير الكادحة من أجل التغيير الثوري عبر دك البنية
الطبقية ،فأصبحت /التجربة محل أطماع العديد من األطراف السياسية .فالقوى اإلصالحية عبرت عن عدائها التاريخي والمطلق لكل فكر علمي يقود الشعوب نحو
التحرر واالشتراكية ،أكثر من ذلك عملت وتعمل على تلجيم الجماهير في جميع حقول الصراع الطبقي(المؤتمر 16ألوطم نموذجا) وعلى المستوى السياسي فإنها ال
تتردد في تمزيق وحدة الطبقة العاملة بتأسيس نقابات بيروقراطية كملحقة ألحزابها ،وال تكتفي بهذا بل وصلت بها الوقاحة إلى التواطؤ المباشر مع األجهزة القمعية
.للنظام القائم ومؤسساته للنيل من المناضلين وتقديمهم إلى المحاكمات /الرجعية وغير ذلك
أما التحريفية سواء تعلق األمر برفاق األمس أو رفاق ما قبل األمس فإنهم يجتمعون كلهم على تحريف العمل الثوري بالمغرب المستند للماركسية اللينينية وتبني
طروحات انتهازية /تصفوية ،وهذا ما عبرت عنه مجموعة األوراق التي نحن بصدد اإلشارة إليها .فهيأة "اإلنصاف والمصالحة" المشكلة بإرادة النظام القائم وتحت
إشراف شكلي لحفنة من الخونة الذين لم تعد تربطهم بالفكر الماركسي أية صلة ،قدموا للنظام القائم خدمات جلية عبر التنفيس عن أزمته البنيوية.هذه الخطوات ال
...يمكن اعتبارها إال بمثابة مؤامرة ضد المناضلين الذين ضحوا في مراحل معينة بالغالي والنفيس لغد أفضل إلى جانب الكادحين والمسحوقين
أما تحريفيونا الجدد وبسبب اطالعهم على قسط مهم من تجربة الطلبة القاعديين فقد عملوا على نخر هذه التجربة الواقفة سدا منيعا أمامهم وأمام جميع المؤامرات
.التي تستهدفهم
فمنذ نهاية عقد الثمانينات وبعد االنهيار الحتمي للتجربة التحريفية بدول االتحاد السوفياتي ودول شرق أوربا وما تالها من ردود أفعال وتقديم نقد ذاتي لبعض
المناضلين ،كان الطالبية المغربية و النهج الديمقراطي القاعدي نصيب في تداعيات السقوط بتبنيه الفكر الماركسي اللينينيي ،فتوجت هذه الموجة العالمية ببروز
خطوط تحريفية أهمها (الكلمة الممانعة، 89،94،96أنصار القوى الرجعية)فكان لها وقع كبير على الحركة الطالبية ،لكن سرعان ما تالشت هذه األوراق وذبلت
وسقط كأوراق الخريف ،لتلتحق بأخواتها إلى مستنقع المهادنة ،وكان للمناضلين القاعديينالدور الحاسم في ذلك ،للدفع بالحركة الطالبية إلى األمام ،هذا بالرغم من
دخول القوى الظالمية إلى الجامعة /وتكثيف انزاالتها العسكرية لمالحقة المناضلين وتصفيتهم جسديا(اغتيال المعطي بوملي سنة 1991بوجدة ،اغتيال ايت الجيد
.بنعيسى بفاس سنة )1993وتقديمهم إلى األجهزة القمعية
وقد نالت كل المواقع الجامعية بالمغرب وبدون استثناء نصيبها من مؤامرة القوى الظالمية ،وما سيزيد من تصليب عود الطلبة القاعديين وصقل تجربتهم هو تعدد
جبهات الصراع ،فمن جهة يستوجب عليهم مواجهة القوى الظالمية عسكريا وفضحهم نظريا ،وكذا المراكمة النظرية والسياسية والتنظيمية ،إضافة إلى الحذر من
.االختراقات /،وكذا التصدي لمن يحاول النيل من تجربتهم
فنظرا للشروط الذاتية والموضوعية التي تمر بها الحركة الجماهيرية المتمثلة في غياب الحزب الماركسي اللينيني المغربي المعبر عن مصالح الطبقة العاملة التي
ستجعل من تجربة الطلبة القاعديين تاريخا مالزما لبروز التحريفية ،ستتفرخ وجهة نظر 94التي اصطدمت مع "األمر الواقع" وأصبحت تشكك في ثوابت الطلبة
القاعديين من قبيل "هل مواجهة القوى الظالمية مرحلية أم إستراتيجية""،البرنامج المرحلي سطر سنة 1986والقوى الظالمية ظهرت بداية التسعينيات" "،يجب
التقليص من مواجهة البيروقراطية" ،كل هذه الترهات/التراجعات /كانت مؤطرة بوثيقة " :من اجل تجذير الوعي الطالبي" .بعدها ستنكشف خيانة أخرى سنة
1996عندما ظهر مجموعة من أنصار " خط الجريدة" الذين تبنوا إصدار جريدة علنية الستثمار كل ما قدمته الحركة الماركسية اللينينية من تضحيات ،وقطع
الطريق أمام " القوى االنتهازية" ( على حد تعبيرهم) من االسترزاق على تراث الحملم ،وجل هؤالء الرفاق كانوا يتبنون الورقة المقدمة في مسلسل التجميع/التشتيت
سنة 95من قبل " نور الدين الجواهري" وكذا ورقة حسن احراث "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" .وقد رافق هذه األوراق ردة فعل يسراوية ترجمت في تبني
.موقف" الكل رجعي" من طرف مجموعة الرفاق
وهنا نشير إلى أن جميع األوراق التحريفية لم تكن إفرازا لواقع الحركة الطالبية فقط (رغم أن لها دور كبير) بل هي نتاج وإفراز واقع الصراع الطبقي بالمغرب وما
.رافقه من نقاشات سياسية ونظرية في صفوف المناضلين
فرغم كيد التحريفيين وحبك مؤامرة بعد أخرى ،فان الحركة الطالبية بقيادتها السياسية النهج الديمقراطي القاعدي الزالت تمثل الرقم الصعب في معادلة الصراع
.الطبقي بالمغرب ،الشيء الذي جعل النظام ال يتواني في قمعها سواء بشكل مباشر او غير مباشر