‫‪،،‬الحمد الله وبعد‬

‫رني حديث بعض الصالحين إذ يتحدثون عما يرونه من فرق‪‬لطالما أ‬

‫عظيم في فهمهم وصحة نظرهم‪‬مبهر في حيا‬ ‫ٍ‬ ‫فرق‬
‫ٍ‬ ‫م‪ ،‬وعن‬
‫‪ ..‬واستقرار تفكيرهم؛ ببركة هذا القرآن‬
‫رني حديث بعض الصالحين إذ يبثون شجواهم عما يجدونه‪‬ولطالما أ‬
‫في أنفسهم بعد تالوة القرآن‪ ..‬يتحدثون عن شيء يحسون به‪ ،‬كأنما‬
‫يلمسونه بحواسهم‪ ،‬من قوة اإلرادة في فعل الخيرات والتأبي على‬
‫‪..‬المعاصي‬
‫‪ ..‬وراحة النفس في صراعات األفكار والمنافسات االجتماعية‬
‫ذاته بالقرآن! سيد ‪ ‬ف النبي‪‬رني فوق ذلك كله تشر‪‬بل لقد أ‬
‫‪..‬ولد آدم يتشرف بكتاب االله‬
‫قبل القرآن‪ ،‬وحال النبي ‪ ‬فانظر كيف يرسم القرآن حال النبي‬
‫‪‬ن‪‬ا م‪‬وح‪‬ر ‪‬ك‪‬ا ِإ ل َي‪‬ن‪‬ي‪‬ح‪َ‬أو ‪‬ك‪‬كَذَل‪‬بعد القرآن‪ ،‬كما قال تعالى ﴿ و ‪‬‬
‫‪‬رن‪َ‬أم‬ ‫‪‬ري م‪‬د‪‬ت ‪‬ت‪‬ا ك ُن‪‬ا م ِ‬ ‫ان ﴾ [الشورى‪٥٢:‬ل َا الِْإيم‪‬و ‪‬اب‪‬ت‪‬ا ال ْك ِ‬‫[‪ُ .‬‬
‫‪‬ص بِم‪‬الْقَص ‪‬ن‪‬س‪َ‬أح ‪‬ك‪‬ل َي‪‬ع ‪‬قُص‪‬ن ‪‬ن‪‬ح‪‬وقول االله سبحانه ﴿ن‬ ‫ا‪‬ن‪‬ي‪‬ح‪‬ا َأو ِ‬
‫‪‬آن و‪‬ذَا ال ْ ُقر‪‬ه ‪‬ك‪ِ‬إ ل َي‬
‫َ‬ ‫‪ :‬يوسف﴾ ]‪‬ين‪‬ل‪‬اف‪‬ال ْغ ‪‬ن‪‬ل َم ‪‬ه‪‬ل‪‬قَب ‪‬ن‪‬م ‪‬ت‪ِ‬إ ْن ك ُن‬
‫‪[٣‬‬

‫الطريق إلى القرآن ‪٧‬‬

‫بعد إنزال القرآن ‪ ‬فانظر باالله عليك كيف تأثرت حال النبي‬
‫بعد ‪ ‬عليه‪ ،‬بل انظر ما هو أعجب من ذلك وهو حال النبي‬
‫الرسالة إذا راجع ودارس القرآن مع جبريل كيف يكون أجود‬
‫بالخير من الريح المرسلة كما في البخاري‪ ،‬هذا وهو رسول االله‬
‫الذي كمل يقينه وإيمانه‪ ،‬ومع ذلك يتأثر بالقرآن فيزداد نشاطه في‬
‫الخير‪ ،‬فكيف بنفوسنا الضعيفة المحتاجة إلى دوام العالقة مع هذا‬
‫‪..‬القرآن‬
‫‪ :‬تالوة هذا القرآن فقال ‪ ‬بل انظر كيف جعل خاصية الرسول‬
‫ن‪‬ول م‪‬س‪‬ر﴿‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬ر‪‬طه‪‬فًا م‪‬ح‪‬ل ُو ص‪‬ت‪‬ي ‪‬اللَّه ‪‬‬ ‫َ‬ ‫[‪ً .‬ة﴾ [البينة ‪٢ :‬‬
‫وانظر إلى ذلك التصوير الشجي لحال أهل اإليمان في ليلهم كيف‬
‫ُون آي‪‬ت‪ٌ ‬ة ي‪‬م‪‬ةٌ قَائ‪‬يسهرون مع القرآن ﴿ُأم‬ ‫‪‬اء اللَّي‪‬آن ‪‬اللَّه ‪‬ات‪‬ل َ‬ ‫َ‬ ‫ِل﴾ [آل‬
‫[ ‪ .‬عمران ‪١١٣ :‬‬
‫أترى أن االله جل وعال ينوع ويعدد التوجيهات لتعميق العالقة مع‬
‫القرآن عبثاًَ؟‬
‫‪‬ون ال ْ ُقر‪‬ر‪‬ب‪‬د‪‬ت‪‬فتار ًة يحثنا صراحة على التدبر ﴿َأ َفل َا ي‬ ‫َ‬ ‫آن﴾ [محمد‬ ‫‪َ :‬‬
‫‪.. [٢٤‬‬
‫‪‬ع‪‬م‪‬ت‪‬آن فَاس‪‬الْقُر ‪ِ‬إ ذَا ق ُِرئ‪‬وتار ًة يحثنا على اإلنصات إليه ﴿و‬
‫ُ‬ ‫‪‬وا ل َه‬
‫[ ‪ ..‬وا﴾ [األعراف ‪٢٠٤ :‬ت‪‬ص‪َ‬أن‪‬و‬
‫وتار ًة يأمرنا بالتفنن‬
‫‪‬ل الْقُر‪‬ت‪‬ر‪‬من معاني هذا القرآن ﴿و‬ ‫‪‬ت‪‬ر‪‬آن ت ِ‬
‫َ‬ ‫‪ .‬يل ًا﴾ [المزمل ‪٤ :‬‬