Professional Documents
Culture Documents
مراكز مع مؤلفات الشيخ األكرب حميي ادلين ابن العريب ِمن ٌ َُْ َ
ِ مرشوع يعن جب ِ
َ ْ ُ َ َّ َ َ
طبعات مقق ٍة حتقيق ِعل ِم ،وذلك ٍ ونرشها يف
ِ ها،قِ وتوثي م، املخطوطات بالعال
ب ِّ َ َ َّ
عاو ِن بني «مؤسسة ابن العريب للبحوث والنرش» و «دار الوابِل الصي ِ باتل ِ
واتلوزيع والنرش».
ِ لإلنتاج
ِ
ابلاحثني يف جماالت العلومِ الرشعي ِة َ
مجاع ٍة ِمن هد َ
ِ ويقوم هذا املرشوع جب ِ
واتل ِّ
صوف واللغةَ ،و ِمنهم: َ
َ
أكرم رضا ،حازم الشطيب ،يلع سايم ،عبد الرمحن مصطىف ،عبد العزيز
معروف ،عمار حممد صربي جنا.
أيمن محدي :مدير مؤسسة ابن العريب ،واملرشف العام ىلع املرشوع.
ُ
وذلِك بتوجيهات فضيلة اإلمام أ .د /يلع جعة (عضو هيئة كبار العلما ِء
ِّ ِّ
الصديقية الشاذيلة العلية. باألزهر الرشيف) وشيخ الطريقة
ُ ِّ
لك َم ْن ي َ َّ َ َّ والبد من أن ن ُ ِّ
س نلَا احلصول ىلع ما ونتوجه بالشكر سجل امتناننا ِ
يلزمنا ِم ْن خمطوطات الشيخ األكرب ،ومنهم:
مكتبة ُ
السليمانية ،مكتبة آيا صوفيا ،مكتبة جينيل ،مكتبة قونيا.
َ َّ
كما نتَقدم بالشكر إىل فضيلة الشيخ د /أبو بكر السعداوي.
مقدمة
ﭐﲜﲝﲞﲟ
ْ
ش ِف اخلَل ِق الس َل ُم َع َسيِّ ِدنَا ُمَ َّم ٍد أَ ْ َ الص َل ُة َو َّ نيَ ،و َّ العالَم َ احل َ ْم ُد هلل َر ِّب َ
ِ ِ
َ
حبه َو َم ْن َوال ُه إىل يَ ْومِ ِّ َ َ ْ َ َ َ َ ََ
ين. ِ ادل ِ ِ ِ ص و آل
ِ ِ ع أمج ِعني ،و
ْ َ َّ ْ ٌ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َّ َ ُ َ َّ َّ َ
جه، اتل َص ُّوف اإلسل ِم ِعلم تشكت معالِمه ،ووضحت منا ِه أما بعد ،ف ِإن
الم« :أَ ْن تَعبُ َد َ
اهلل الس ُ يل َعليه َّ ْ َ
يث ِجب َ ُ َ َ َ َْ ُ َ
ِ ور ِف ح ِد ِ ِ املذك ان
اإلحس ِ ومبناه ع ِ
كشف ع ْن َح ِقيق ِة
ُ َ ٌ َ ُ َ ّ َ َ ُ َ ْ َْ َ ُ َ ُ َ ُّ َ َ
كأنك ت َراه ،فإن لم تكن ت َراه ،فإنه ي َراك»َ .وهو ِعلم ي ِ
ّ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ َ َّ ُ َ ُّ َّ ْ َ
فس اتلج ِرب ِة الصو ِفي ِة ال ِت سلكها العابِدون والزا ِهدون ِف ِرحل ِة تز ِكي ِة انل ِ
َ َّ ْ َ َّ ْ ُّ ْ َ َّ َ البَرشية َوتَرقيَت َها ف َ
اتلح ِليَ ِة اتلخ ِليَ ِة ِم َن القبَائِ ِح و يل الطه ِر وانلقاءِ ،بِ ِ بِ س ِ ِ ِ ِ ِ
َ َ َ َ ّ
َّ ُ ْ َ َُ
حانه ار احلق سب َ الوة ال ِعرفَ َ
َ َ ُ
بِالف َضائِ ِلَ ،حىت يَذوقوا ح
َ
اق واتلجل ألنو ِ ان واإلرش ِ ِ
ليهم. َ َََ
وتعاىل ع ِ
الملوكَ ،وبيَّنُوا ف َ السلوك إىل َملك ُ يقا ف ُّ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َّ َ ُّ َ ً
يها ِ ِ ِ ِ ِ ولقد رسم ِرجال اتلصو ِف ط ِر ِ
ُْ َ َ َ َ َّ ار ُه َو َم َق َ َ
ني ِم ْن َعقبَاتِ ِه َو َمزا ِلق ِه اليت تظ ِه ُر السالك َ
ِ ِ
حذ ُروا َّ و ،ال
ِ أحو و ه
ِِ ت ا ام َ َ
نو أ
َ َ َّ ْ َ ُ َ ً َ ْ َ ُ َّ َّ َ َّ
السالِك َعن غي ِت ِه، فس َحظ َهاَ ،و ُي َو ْس ِو ُس ِفيها الشيطان جا ِهدا أن يرد انل ُ ِفيها ّ
َْ لم تَ َّ موضواعته ،إنّ ُه ِع ٌ رموزه َو ُ اصة َو ُ لحاته َو َمفاهيمه اخل َ ّ صط َ ُم َ
وع أس َس ِم ْن م ُم ِ ِ ِ
الصال َ ني َو َّ للم َّتق َ الصوفية ُ اتلجر َبة ُّ ْ
ني. ِِ ِ ِ ِ ِ
َ
اب تِلك صح ُ ل اتَّ َص َل فيه أَ َ ج ٍّ يل َب َع َد جيل ب َسنَد ُ َ ً
ج ل
َ َّ َ ُّ ُ ُ َ
واتلصوف ن ِق
ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ
ند ُه ِإىل َسيِّ ِدنا بق ُهم ُجلة َعن ُجلة َح َّت اتَّ َص َل َس ُ ْ َ ُّ َّ َ َ َ ْ َ َ
اتلجرب ِة الصو ِفي ِة مع من س
ٍ
َ َ َ َ ََ َ َّ َ َ ُ َ َ َ
حلك ِم. ات َوا ِ سول اهلل صىل اهلل علي ِه وسلم منب ِع العلومِ واألفهامِ والرح ِ ر ِ
يدي ُميي ّ َ َ ّ َ َ ََ َ َ َْ َ ْ ُ ُ
ابن ِ ِ ين ادل س ند ع
ِ امال
وف ِذروتها وك ِ َوقد بلغت علوم اتلص ِ
المت َم َع ُ ح ْ عند ُه َو ُض َ جري سنة« 638ـه » ،فَ َ ْ
اله ع ِ اب السالق ْرن َّ
ِ
َ
يف ريب ّالي تُ ُو ِّ َ
ف الع ّ َ
ِ ِ ِ
امت ْ ُ َ ً َ ُ َّ َ ً َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُّ َ َ ّ ّ
جت اني ِة مرتجة ومقيدة ،وعنده ِ العرف ه
ِ د ه
ِ ا ش وف وصارت ك م يق الص ِ الط ِر ِ
احدةَ ،و َهذه اخل َ ّ ً ً ََ ْ
اصية ِ وح َّي ِة ،فكنتَا ِقطعة َو الر ِ رب ِة ُّ اتلج َ
علوم اتلصو ِف وفلسفته بِ
ُّ َ َ ُ ُ
ْ َ َّ َ َ َ ّ ْ َّ َ ُّ َ
ريهِ. ِ غ ن ع م ِ ل س اإل
ِ ف ِه اليت ميت اتلصو
ب اخلَيال ُ ايئ ُهو َصاح ُ الط َّ يم ّ ريب احلَاتِ َّ الع ِّ األكب ْاب َن َ ََ َ ّ
بدع الم ِ ِ ِ إن الشيخ
لك ُ
يب َوالشهاد ِة َوالم ِ
َ َ َ ُ َ َ َ َ
الغ و مِ العد و دِ و الوج و الكون و يق ِة لإلن ْ َسان َ َ َ
َوالرؤي ِة الع ِم
ِ ِ ِ
ْ َ ً َ ً َ َ َ ْ ْ ُُ َ َ َ ُ
إضافة إىل َسع ِة ِعل ِم ِه اعطفته َج ّياشة، اطعة و ِ وتَ ،وكنت فك َرته س ِ والملك ِ
ً ّ َ َ َ َّ َ ُ ً َ ُ َ َوتَ َو ُّقد ذهنه َوقُ ْد َرته َع ُ
اتل َص ُّوف قوة َو ُرسوخا المنَاظر ِة ،مما أكسب حاج ِة و الم َ
ِِ ِ ِ ِِ
ُ ُ ار ُج ً َ َ اإلسال ِم َّية ،فَ َص َ َ ْ َّ
نها ،و ِلق َّو ِة يَقي ِن ِه تجزأ م َ
زءا ل ي َّ ِ ِ للح َضار ِة مية َ
ِف احلَيا ِة ال ِعل ِ
انلاس إَ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ
دراك ثري ِم َن ّ ِ ٍ ك عبريهِ عنها غمض ع وحي ِة وصد ِق ت ِ الر ِ اتلجرب ِة ُّ
ِ ِف
َ َ َ ُ ُ ُ َ َ ْ ُ َ ُ َّ َ ُر ُم َ َ َ َ
ؤيته اساتِ ِه َوإِ َحالتِ ِه؛ ألن اليشء ِإذا زاد سطوعه غبشت ر ازاته َواقتبَ َ
وز ِه وم ِ ِ ِ ِ
َ ٌ َ َ َّ َ َ َ َ َََ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ
اس ّ
وات والملك ِت ،وذللِك اتهمه كثري ِمن انل ِ ليهم باألد ِ إال ع من أنعم اهلل ع ِ
َ َ َ َ َُ ُ ُ ُ ُّ َ َ ْ
يد ِهَ ،ولكنه ل ْم يَك ْن يبَ ِال بِذلِك َوكن يقولَ :مبْ َن وح ِ وصد ِقه َوت ِ وطعنوا ِف ِدي ِن ِه ِ
ََ
نيسعة َوتسع َ َ الك َ َ َ ب َسيْدي ُميي ّ آخر َما َكتَ َ َو َك َن ُ
ِ بري ِف ت ِ ٍ اتلفسري
ِ ين ِ ادل ِ
َ َْ َ َ َ ُ ُ
ول ت َعاىل :ﱵﭐﱷﱸﱹﱺﱴ [الكهفِ ]٦٥ :ف م ًدلا ،قبضه اهلل ِعند ق ِ ِ
نه َوقَ ّد َس ّ َ ُ ً الك ْهف ،فَ َك ْ َ َ
س ُه. ِ نت ِإشارة ِإيل ِه َر ِض اهلل ع ِ فسي ُسور ِة
ِِ ت
َ َْ اتل ُّ ُُ َ َ َ َ
يها انش َح أمل يف َمعا ِن يها َو َ انلظر ف َ
ِ ِ ب َع ُم َطالع ِة كت ِب ِه و اظ َ َومن و
شكالت َوكشف ُ َ ُُ ّ ُ َ
عضالت.
ِ الم ِ ِ صدره ِلل الم
َ َ ّ ْ َ ً َُ َ ً َ ْ ّ ُ ََ َُ
رن ِ الق ىل إ
رب ظلت با ِقية ومست ِم ِ
رة ين اب ِن الع ِ وطريقة الشيخ ميي ادل ِ
- 10 -
ُ
األ ُ خانَوي ف كتَابه َ ْ ّ ُ َ ِّ ُ َ َ ُ ُ ْ َ الراب َع َع َ ّ
ول ِف ِ ص «جا ِمع ِ ِ ِِ رش اهلج ِري؛ يوضح ذلِك الكمش ِ
ً َ َ َ ُ َ ً َ ّ ُ َ َ َ َّ َ ُّ َ َّ َ
الط ُرق ال ِت َما ت َزال قائمة َو ُمستَ ِمرة ذك َر أنوا ِعهم» ،فإنه ِحينما عدد األويلَا ِء َو َ
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ّ المنْ ُس َ َ َ ََ َ
الطريقة كبَ ،وقالِ :إن َمبْ َن ه ِذ ِه ِ األ خ ِ ي الش إىل ة وب كب ّية َ
ِ
األ َ ِفيها الط ِريقة
هر». وعّ ،
الس ِ العزلَ ِة ،اجل ُ «الصمتُ ، َع أَ ْر َبع خ َصالّ :
ِ ِ ِ ِ ٍ
َ ابن َ ُ كرب ُميي ّ ُ ُ َ ُ مر ّالي يُ َ ُ
يعِ ِ ِ ِ ج ف ّ
رب الع ين ادل األ الشيخ ده ك
ِ ؤ ُ األ َوهو
اس َطريق ِت ِه.
َ اض َة ب َهذه اخل َصال أَ َس ُ الر َي َ إن ّ ّ
َر َسائ ِل ِه:
ِ ِِ ِ ِ
ﭐﲜﲝﲞﲟ
فقد اهتم أكابر العلماء بالكتابة عن مودل انليب صىل اهلل عليه وآهل
وسلم فأبدعوا يف اتلأيلف حىت صار اصطالح «مودل انليب» يدل ىلع
تلك انلصوص األدبية اليت جيتمع املسلمون لقراءتها يف أعيادهم ادلينية
وأسمارهم واحتفاالتهم وخباصة يف شهر مودله صىل اهلل عليه وسلم.
اسمه ومودله:
هو حممد بن يلع بن حممد بن أمحد بن عبد اهلل الطايئ احلاتيم من ودل
عبد اهلل بن حاتم ،أيخ الصحايب اجلليل عدي بن حاتم ( 568ـه) .يُ َّ
كن
ّ
بأيب عبد اهلل ،ويلقب بمحيي ادلين ،ويعرف بالطايئ احلاتيم ،وبابن العريب يف
َ
عرصه وكذلك اشتهر عند املغاربة ،وعند املشارقة يعرف بابن عريب.
ُودل ابن العريب يوم االثنني 17رمضان سنة 560ـه (26/7/1165م) يف
ُمرسية ويه مدينة رشق األندلس ،وذلك يف زمن ُحكم أيب عبد اهلل حممد بن
سعد بن مردنيش ،واكن أبوه مسئوال يف جيش حاكمها .وبعد وفاة ابن مردنيش
وخضوع ُمرسية حلكم ِّ
املوحدين ،سافر وادله إىل أشبيلية مصطحبا أرست ِه اعم
568ـه يلعمل يف ديوان السلطان أيب يعقوب يوسف بن عبد املؤمن ،ثم يف ديوان
ابنه أيب يوسف يعقوب املنصور ِمن بعده حىت وافته املنية اعم .590ـه
ّ
أنصارية ،قال الشيخ ّ
عربية أما وادلة الشيخ األكرب فيه نور ،ويه من أرسة
األكرب ريض اهلل عنه:
َ
األن ْ َ ْ َُْ ٌُْ ِّ
ار
ِ ص ة ِ ل ج ن م
ِ ؤر ام ن ِإ
َ َ ُُْ ُ َ َ ْ
ح ُ
اري
ِ نِ ت فإذا مدحتهم مد ِ
- 16 -
ٌ
وقد ترجم للشيخ األكرب رجال كثريون و ِمن ذلك ما ترجم عنه حممد
بن جعفر الكتاين ( 1274ـه – 1345ـه ) ( 1857م – 1927م) حيث قال(((:
ُ ُ ّ
وأما الشيخ األكرب والكربيت األمحر ذو املحاسن اليت تأخذ القلوب وتبهر،
ُ العالم العادل ،القدوة الاكملُ ،
إمام الواصلني ،ق ّرة عيون الاكملني ،فخر األويلاء ِ ِ ِ
ُ
واألقطاب العارفني ،وارث علوم األنبياء واملرسلني ،قطب دائرة املحققني،
صفوة الصفو ِة املقربني ،ذو املقامات الفاخرة والكرامات الظاهرة واألحوال
ابلاهرة ،سلطان أهل احلقيق ِة ىلع اإلطالق ،وشيخ مشايخ أهل املعرف ِة باالتفاق،
واكشف األرسار اإلهلية ،املوصوف خبتم الوالية اجلامع ِة املحمدية ،اذلي قيل
ك ّ َ ُ
ادلوار ،الوارث فيه أنه ال تسمح بمثله ادلهور واالعصار ،وال يأيت بقرينه الفل
ُ
املحمدي ميي امللة واحلق وادلين :أبو بكر وأبو عبد اهلل حممد بن يلع بن
حممد بن أمحد بن عبد اهلل ابن العريب -باأللف والالم -ىلع ما ُو َ
جد ِّ
خبطه
...وقد أقام الشيخ األكرب بفاس مدة ،واكن هل بها مسجد بعني اخليل يؤم فيه،
والزال كثري من أهل اخلري إىل اآلن يقصده للتربك به.
ً ً
هذا املغرب األقىص؛ وخصوصا منه فاسا ونواحيها؛ هو اذلي خرجت منه
األويلاء اجلماهري والكبار املشاهري اكلشيخ األكرب ،واإلمام الشهري أيب عبد
اهلل حممد بن سليمان اجلزويل مؤلف «دالئل اخلريات» ،والشيخ أيب احلسن
ً ً
الشاذيل شيخ الطريقة الشاذيلة املشهورة رشقا وغربا ،والقطب سيدي أمحد
ابلدوي دفني طنطا ،والقطب الغوث سيدي عبد العزيز بن مسعود ادلباغ،
((( أمحد فريد املزيدي .انلور األبهر يف ادلفاع عن الشيخ األكرب (ترمجة الشيخ األكرب للكتاين).
ص ص .132، 95
- 17 -
والغوث اذلي مكث جل عمره يف الغوثانية سيدي يلع اجلمل ،وتلميذه موالي
العريب بن أمحد ادلرقاوي شيخ الطريقة الشاذيلة ادلرقاوية وإمامها ،والقطب
سيدي أمحد بن ادريس العرائيش املشهور بايلمن صاحب األحزاب والصلوات
ً
واذلي تفرعت عنه طرائق خمتلفات ،وغريهم ممن يكرث جدا ولكنه هاجر
الكثري منهم إىل ابلالد املرشقية يلعم انلفع بهم سائر الربية وألنها منبع األنوار
واحلقائق حبلول سيد اخلالئق بها وخري اخلالئق ﷺ.
َّ ً
فحن إىل الرشق رأى الربق رشقيا
ولو الح غربيا ً َّ
حلن إىل الغرب
وقد ذكر الشيخ أبو عبد اهلل القوري والشيخ أبو العباس زروق وغريهما
من الفحول العارفني بالفروع واألصول أنه اكن أعرف بكل فن من أهله
ْ
وذويه ،وأتقن يف لك عل ٍم ممن حياوهل وينتقيه .قال الشيخ عبد الرؤوف املناوي
يف « الكواكب ادلرية» -:وإذا أطلق «الشيخ األكرب» يف ُع ْرف القوم فهو املراد
يف كالمهم.
ُ
قال بعضهم أنه أعطي نواطق أكرث أهل القرب والوداد ،ووصل يف العلوم
لكها إىل مرتبة االجتهاد ،وسبب فتحه ومنة اهلل عليه اكن بمحاباته لفقراء
الصوفية ومدافعته عنهم وانتصاره هلم كما يف كتابه روح القدس يف ترمجة
ً
شيخه أيب حممد املروروي :ولم أزل أبدا واحلمد هلل أجاهد الفقهاء يف حق
- 18 -
ُ
الفقراء السادة حق اجلهاد وأذب عنهم وأحيم ،وبهذا فتح يل ،ومن تعرض
ذلمهم واألخذ فيهم ىلع اتلعيني ومحل من لم يعارش ىلع من اعرش فإنه ال خفاء
ُ ً
جلهله وال يفلح أبدا ...ومن شيوخه وع َم ِده يف الطريق الشيخ أبو جعفر العريين
ً ً
واكن بدويا أميا ال حيسب وال يكتب وإذا تكلم يف علم اتلوحيد فحسبك
أن تسمع.
ومنهم الشيخ اإلمام أبو يعقوب يوسف بن خيلف الكويم العبيس ِمن
ُ
أصحاب شيخ املشايخ وسيد العارفني وقدوة السالكني أيب مدين شعيب بن
احلسني املغريب دفني تلمسان ،ولسان هذه الطريقة وحميها ببالد املغرب.
ّ
قال الشيخ :دخلت حتت أمره فرب وأدب فنعم املؤدب ونعم املريب وسمعته
يقول :إذا أراد الشيخ أخذ بيد املريد من أسفل سافلني وألقاه يف عليني يف حلظة
واحدة .قال الشيخ األكرب ريض اهلل عنهُ :
وجل ما أنا فيه ِمن بركته وبركة أيب
حممد املروروي يعين من أصحاب الشيخ أيب مدين ً
أيضا. ِ
ً
ومن شيوخه أيضا سيدي أبو مدين ريض اهلل عنه واكن ببجاية وهو يف
ً
إشبيلية وبينهما مسرية مخسة وأربعني يوما واكن يريد الرحلة إيله شديد
الرغبة يف لقائه ويتمىن أن جيتمع به ،وقد سكن أبو مدين إذ ذاك عن احلركة،
ً
فأتاه غيبا وأمده بروحانيته فاكتىف بذلك عن رؤية احلس ومصاحبته وصار
ً
حيليه بشيخنا ،وبسيدنا ،وخبالصة األبرار ويذكر أحواهل ومآثره ويعظمه كثريا
ً
وحيتج بكالمه وقد ليق كثريا من أصحابه وأخذ من أخباره عنهم ما تضيق
به العبارة.
- 19 -
ومن أسباب فتحه دخول اخللوة كما قال العارف باهلل القطب سيدي
عبد الوهاب بن أمحد الشعراين يف كتابه اذلي سماه «اجلوهر املصون والرس
املرقوم فيما تنتجه اخللوة من األرسار والعلوم « وهو كتاب ذكر فيه من علوم
القرآن العظيم حنو ثالثة آالف علم.
ً
وقال أيضا يف كتابه «املزيان» :ال مرىق ألحد من طلبة العلم اآلن فيما
نظر يف
واحد منها بفكر وإمعان ٍ
ٍ علم
نعلم إىل التسلق أي التسور إىل معرفة ٍ
كتاب ،وإنما طريقنا الكشف الصحيح( .انتىه من نصه)
ومنها يعين من علوم اخللوة أن يفتح عليه ؛أي ىلع املختيل؛ بما شاء من
نواطق األويلاء كما وقع أليخ الشيخ ايب العباس احلرييث والشيخ عمر ابلجايئ
ففتح ىلع األول بناطقة الشيخ عبد القادر اجلييل وفتح ىلع اثلاين بناطقة أيب
احلسن الشاذيل وسيدي يلع بن وفا ولم يكن يُعهد منهما قبل اخللوة يشء من
ً
ذلك ،واكنت خلوة أيب العباس أربعني يوما وخلوة الشيخ عمر ابلجايئ سبعة
ُ ُ
أيام كما أخرباين بذلك ،وأكمل من بلغين أنه أعطي نواطق اغلب الصوفية
الشيخ حميي ادلين ابن العريب ريض اهلل عنه.
بني الصديقية وانلبوة وهو مقام اخلرض عليه السالم ،وال غرو فإنه صاحب
ً ُ
الوالية العظىم والصديقية الكربى .وقد أشار يف غري ما كتاب ِمن كتب ِه نظما
ً
واحد ِمن
ٍ ونرثا إىل أنه خاتم الوالية املحمدية اخلاصة ،وأقر ذلك عليه غري
العارفني كسيدي «يلع اخلواص» وغريه ويف ذلك يقول:
ْ َ
فانتهت ُ
اهلل الوالية بنا ختَ َم
ُ ٌ
ختم يكون هلا بعدي إيلنا فال
ملحمد َ
فاز باإلرث اذلي وما
ٍ
ِمن امته يف الكون إال أنا وحدي
ومن مصنفاته« :فصوص احلكم» وقال فيه ريض اهلل عنه :فال أليق إال ما
يلىق إيل وال أنزل يف هذا املسطور إال ما يزنل يلع ولست بنيب وال رسول ولكين
وارث وآلخريت حارث.
قال الشيخ «صدر ادلين القونوي» يف أول فصوصه ريض اهلل عنه :وهو
خواتم منشآته وأواخر تزنالته ،ورد عن منبع املقام املحمدي واجلمع األمحدي
فجاء مشتمال ىلع زبدة ذوق نبينا ﷺ.
وقال بعضهم من أراد االطالع ىلع أذواق مشارب األنبياء فعليه بكتاب
«فصوص احلكم» ألنه ذكر يف فص لك نيب ذوقه ومرشبه.
ويف معروضات املفيت ايب السعود احلنيف أنه تيقن أن بعض ايلهود افرتى
عليه يف كتابه هذا لكمات تباين الرشيعة وأنه تكلف بعض املتصلقني
أي املتلكفني إلرجاعها إىل الرشع فقال :جيب االحتياط برتك مطالعة تلك
- 21 -
اللكمات.
ٌ
وقد طعن يف الشيخ ريض اهلل عنه بسبب كتابه هذا وغريه مجاعة من
علماء الرسوم والفوا الرسائل يف الرد واتلكفري أمثال «سعد ادلين اتلفتازاين»
«مال يلع القاري» والشيخ «تيق ادلين الفايس امليك» لكن املحققون والشيخ ُ
والعلماء وأهل اهلل ىلع خالف كالمهم وعدم قبول ثلمهم وعده من هفواتهم.
وعده أخرون من اإلرث املحمدي وقد رشحه كثري منهم اكلشيخ «مؤيد
ادلين اجلندي» و «الاكزروين» و»الاكيش» و»القيرصي» و»القاشاين» و»كمال
ادلين الزملاكين» و»سعد ادلين الفراغين» و»عفيف ادلين اتللمساين» والشيخ
«عبد الرمحن اجلايم» و»يلع املهاييم» و»اجلالل حممد ادلواين» و»عبد اهلل
الرويم» والشيخ «بدر ادلين ابن مجاعة» و»عبد الغين انلابليس» وغريهم.
ً
هلل ما كتبت منه حرفا إال
وقال ريض اهلل عنه عن الفتوحات املكية :وا ِ
عن إمالء إليه وإلقاء رباين أو نفث روحاين يف روع كياين.
وقال يف موضع آخر :وهذا الكتاب «يعين الفتوحات املكية» مع طوهل وكرثة
ً ً
أبوابه وفصوهل فما استوفينا فيه خاطرا واحدا من خواطرنا يف الطريق.
قال الشيخ العارف باهلل سيدي مصطىف بن كمال ادلين ابلكري يف
َ
«روضاته العرشية» بعد نقله ما نصه :يف انلفس الواحد يدخل قلب العارف
من احلكم واملعارف ماال يدخل حتت حد وال حساب ألنه عن فيض الوهاب.
ويمليه احلق.
ومن أحسن ما ُمدح به ريض اهلل عنه قول الشيخ الاكيش كما ذكره يف
ً
«نفح الطيب» مشريا تلاريخ وفاته:
ٌ
إنمــا احلاتــي يف الكــون فــرد
ُ
وإمــام وهــو غــوث وســيد
ـوب
كــم علــوم أىت بهــا مــن غيـ ٍ
ُ
مســتهام مــن حبــار اتلوحيــد يــا
ً
إن ســأتلم مــى تــويف محيــدا
قلــت :أرخــت مــات قطــب همـ ُ
ـام
وقال سيدي عبد الغين انلابليس ريض اهلل عنه قصيدة يف مدحه ذكرها
يف آخر كتابه» الرد املتني ىلع منتقد العارف حميي ادلين «:
وقد دفن عنده ودلاه اإلمامان سعد ادلين وحممد عماد ادلين.
ويف الطبقات الشعرانية قال :أمجع املحققون من أهل اهلل عز وجل ىلع
ُ
جالتله يف سائر العلوم وما أنكر عليه إال دلقة كالمه ال غري ،وقال بعض
املحققني :ليس الشأن يف فهم مرامه إنما الشأن يف اجلمع بني كالمه.
ً
ويف «الرحلة العياشية» نقال عن كثري من املشايخ من مجلتهم شيخ اإلسالم
وإمام األئمة األعالم «أيب حممد سيدي عبد القادر بن يلع الفايس» إنهم اكنوا
يقولون :حمكم كالمه يقيض ىلع متشابهه ،ومطلقه يرد إىل مقيده ،وجممله
إىل مبينه ،ومبهمه إىل رصحيه ،كما هو شأن لك كالم ظهرت عدالة صاحبه،
وإذا علم هذا فليحذر القابل للنصيحة لك احلذر من اتلعرض لإلنكار عليه
وىلع أحد ممن ظهرت عداتله وثبت دلى أهل املعرفة واتلوفيق فضله وكرامته،
ٌّ
وجمر إىل الطرد واملقت فإن ذلك باتلجربة واملشاهدة والعيان ُسم قاتل
واخلزي واهلوان ،ويلقدر كالم األويلاء قدره ،ويلُ َعظم شأنه وأمره ،ويللحظ
ً
باطن إشاراتهم وال ينظر إىل ظاهر عباراتهم ،ألنه ليس مبنيا ىلع نظر العقول
واألذهان وال ىلع ترتيب انلطق وفصاحة اللسان ،بل ىلع نور القلب وقواعد
العرفان ،فمن اكن من أهل هذا الشأن فسيغنيه الشهود والعيان عن ادليلل
- 24 -
والربهان ،وإال فعليه بالتسليم واإلذاعن ،فإنه أوىل بأهل اتلثبت واإليمان ئلال
يقعوا يف ابلعد واحلرمان.
ً
التك ــن قانت ــا يف حك ــم أم ــور
لطـــوال الرجـــال ال للقصـــار
﴿ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﴾ [ يو نس ﴿ . ] 9 3 :
ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ﴾
[آل عمران.]66:
ُ ُ
وقال الشيخ األكرب :وإنما سقناه هذا لكه ألن كتب أهل طريقتنا مشحونة
من هذه األرسار ،ويتسلط عليها أهل األفاكر بأفاكرهم وأهل الظاهر بأول
احتماالت الكالم فيقعون فيهم ،ولو ُسئلوا عن جمرد اصطالح القوم اذلي
تواطئوا عليه يف عباراتهم ما عرفوه ،فكيف ينبيغ هلم أن يتلكموا فيما لم
- 25 -
حيكموا أصله.
ومن هنا خوض السفلة وراعع املتفقهة يف حق الشيخ األكرب حميي ادلين
ابن العريب والشيخ رشف ادلين بن الفارض والعفيف اتللمساين وابن السبعني
وحنوهم مما ال يعرفه الفقيه املحجوب حبجب اعلم اخللق عن أرسار اعلم األمر
اذلي هو لكمح ابلرص وخاضوا يف فهم لكماتهم بما هم بريئون منه وافرتوا عليهم
يف نسبة املعاين الفاسدة اليت ختالف الرشيعة إيلهم وسووا بينهم وبني ابلاطنية
والزنادقة وامللحدين ،ولم يقدروا من كرثة جهلهم وشدة غباوتهم مع دعواهم
العلم أن يفرقوا بني كالمهم وكالم الكفار ،فوسوسوا يف صدور اعمة املؤمنني
اذلين هم خري منهم ،وأفسدوا عليهم اعتقادهم يف أويلاء اهلل تعاىل ،وحرموهم
اتلماس براكتهم ،وأوقعوهم يف اإلنكار عليهم ،وعرضوهم لغضب اهلل تعاىل
وحرمانه ،وال حول وال قوة إال باهلل العيل العظيم.
ويف رسالة احلافظ السيويط املسماة» تنبيه الغيب ىلع تزنيه ابن العريب»:
إن الصوفية تواطئوا ىلع ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاين غري املعاين
املتعارفة منها بني الفقهاء ،فمن محل ألفاظهم ىلع معانيها املتعارفة بني أهل
َّ ََ
العلم كف َر أو كفر ،نص ىلع ذلك الغزايل يف بعض كتبه وقال» :إنه شبيه
كفر وهل معىن سوىٌ باملتشابه يف القرآن والسنة من أن محله ىلع ظاهره
املتعارف منه.
- 26 -
ً
وفيها أيضا أنه سأل بعض أكابر العلماء بعض الصوفية يف عرصه السؤال
ذاته فقال :غرية ىلع طريقنا هذا أن يدعيه من ال حيسنه ويدخل فيه من ليس
من أهله.
(((()
ومنذ ذلك العام انتقل بن العريب مع وادله إىل أشبيلية حيث بدأ يف حفظ
جار هلم هو أبو عبد اهلل حممد اخلياط ،اذلي اكن – حبسب وصف
القرآن ىلع ٍ
ابن العريب هل -شديد الرب لوادلته يغلب عليه اخلوف ،رسيع ادلمع ،إذا صىل
((( جالل ادلين السيويط .تنبيه الغيب يف تربئة ابن عريب .خمطوط ،جامعة طوكيو.
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .1ص .16
((( عبد ابلايق مفتاح ( )2009ختم القرآن حميي ادلين بن عريب .بريوت :دار الكتب العلمية .ص
ص.8 ،7
- 27 -
ٌ
نصوح ال ُسمع لقلبه دوي ،طويل الصمت ،كثري الفكرة ،لم يُر أخشع منه،
تأخذه يف اهلل لومة الئم كما يذكر الشيخ األكرب أنه ما تمىن من لك من رآهم
أن يكون مثله إال هو (((.
ويف أشبيلية قرأ ابن العريب القرآن بالقراءات السبع ،وكثريا ما يذكر أن
شيخه يف القراءات هو شيخ القراءات بإشبيلية حممد بن خلف بن صاف
اللخيم اذلي أتم ىلع يديه القراءات السبع وقد بلغ من العمر حينذاك ثمانية
ً
عرش اعما واكن ذلك اعم 578من اهلجرة (((.
ً
كذلك فقد سمع كثريا من كتب احلديث والفقه ىلع الشيوخ ،واكن ال يروي
ً ً ً ً ً ً
حديثا نبويا رشيفا إال مسندا إياه إىل صاحبه سمااع متصال أو كتابة إيله عنه
ً ً
متصال بالسند إىل اكتبه ،وقد مجع حفظا لك ما سمعه من الكتب الستة وغريها،
وأجزي يف روايتها .كما قرأ ىلع شيوخه العديد من أمهات الكتب اليت اعتمد
الشيوخ تدريسها للطالب املتأهل ،وقد ذكر منها كتاب الاكيف يف القراءات
السبع ،وكتاب اتليسري أليب عمرو ادلاين ،وكتب ابن حزم ومنها كتاب اإليصال
ألفهم اخلصال جلمع رشائط اإلسالم يف الواجب واحلالل واحلرام وموضوعه
فقه احلديث ،ومنها كتاب اإلحاكم ألصول األحاكم ،وكتاب الفصل بني
األهواء وانلحل ،واإلمجاع ومسائله ىلع أبواب الفقه ،وكتاب مراتب العلوم
ً
وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض ،ومن قراءاته أيضا كتاب املؤانسة أليب
حيان اتلوحيدي ،وكتاب املجالسة لدلينوري ،وكتاب بهجة األرسار لإلمام ابن
((( حميي ادلين ابن العريب .روح القدس يف مناصحة انلفس .ص ص .307 ،306
ّ
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .2ص .261
- 28 -
جهضة ،وكتاب املبتدأ إلسحاق بن برش ،وكتاب دالئل انلبوة لإلمام احلافظ
أيب نعيم ،وكتاب السرية ملحمد بن إسحاق ،وكتاب السرية البن هشام ،وكتاب
صفوة الصفوة البن اجلوزي ،وكتاب املسند الكبري البن حنبل ،وكتاب املسند
للسجستاين ،وكتاب الرتمذي ،وصحيح مسلم ،وصحيح ابلخاري(((().
ويمكن اتلعرف ىلع شيوخ ابن العريب اذلين تتلمذ عليهم يف مدة
حياته باألندلس واملغرب من خالل كتاباته وخباص ٍة رساتله روح القدس يف
ً
مناصحة انلفس ،وكذا يف خمترص ادلرة الفاخرة ،حيث يذكر أنه قابل عددا من
الشيوخ ممن أخذ عن أيب مدين حىت نعته بشيخ الشيوخ ،وشيخ مشاخينا ،إال
ُ
ينسب نفسه إىل أحد منهم ،كما ينص ىلع ذلك يف فتوحاته «ولقد أنعم أنه ال
ّ
يلع هذا ـ اإلمام ـ ببشارة برشين بها وكنت ال أعرفها يف حايل ـ واكنت حايل ـ
فأوقفين عليها ،ونهاين عن االنتماء إىل من لقيت من الشيوخ وقال يل ال تنتيم
ٌ
ألحد ممن لقيته عليك يد مما أنت فيه ،بل اهلل توالك بعنايته،
ٍ إال هلل ،فليس
فأذكر فضل من لقيت إن شئت وال تنتسب إيلهم وانتسب إىل ربك ،واكن حال
ٌ
ألحد ممن لقيه عليه يد يف طريق اهلل إال
ٍ هذا اإلمام مثل حايل سواء ،لم يكن
هلل ،هكذا نقل يل اثلقة عندي عنه ،وأخربين اإلمام بذلك عن نفسه ((( .»571
واكن ابن العريب قد اتلىق يف مدينة مورور مع شيخ آخر ممن أخذ عن
ً
أيب مدين الغوث ،ذكر أنه اكن سببا يف كتابة «اتلدبريات اإلهلية» يف إصالح
((( عبد احلفيظ فريلغ القرين .الشيخ األكرب حميي ادلين ابن العريب سلطان العارفني .ص ص
.31-34
ّ
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .7ص .13
- 29 -
اململكة اإلنسانية ،كما نص ىلع ذلك يف ابلاب األول منه حيث قال « اكن
سبب تأيلفنا هلذا الكتاب أنه ملا زرت الشيخ الصالح أبا حممد املوروري بمدينة
َ ّ
لما َض ُعف
احلكيم ذلي القرنني ّ
ُ َم ْو ُر َور وجدت عنده كتاب رس األرسار صنفه
َّ
عن امليش معه ،فقال يل أبو حممد هذا املؤلف قد نظر يف تدبري هذه اململكة
ادلنيوية ،فكنت أريد منك أن تقابله بسياسة اململكة اإلنسانية اليت فيها
الملك أكرث منسعادتنا ،فأجبته وأودعت يف هذا الكتاب من معاين تدبري ُ
اذلي أودعه احلكيم ،وبينت فيه أشياء أغفلها احلكيم يف تدبري ُ
الملك الكبري،
وعلقته يف دون األربعة أيام بمدينة مورور ،ويكون ِجرم كتاب احلكيم يف
الربع أو اثللث من ِجرم هذا الكتاب ،فهذا الكتاب ينتفع به خادم امللوك يف
ٌ ُ
خدمته ،وصاحب طريق اآلخرة يف نفسه ،ولك يرش ىلع نيته وقصده واهلل
املستعان (((.
وبنهاية اعم 598هجرية ،تبدأ مرحلة جديدة يف رحلة ابن العريب العلمية
والروحية ،حيث عزم يف هذا العام ىلع احلج ،تلكون مدينة القاهرة املحطة
الرئيسة يف طريقه إىل مكة بعد مروره بمدينة اإلسكندرية ومالقاته بلعض
الصاحلني من أهلها(((.
ويف القاهرة أقام ابن العريب لفرت ٍة بني مجاع ٍة ممن ينتسبون إىل الصوفية يف
((( حميي ادلين ابن العريب ( )2012كتاب إنشاء ادلوائر ويليه كتاب عقلة املستوفز ويليه كتاب
اتلدبريات اإلهلية يف إصالح اململكة اإلنسانية .ت ه .س .نيربغ .دمشق :بدايات للنرش .ص ص
121 ،120
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .6ص.255
- 30 -
خنقاه هلم حيث يقول « :ولقد لقيت بهذه ابلالد َمن يلبس رساويل الصبيان
وال يستيح يف ذلك ِمن الرمحن ،ال يعرف رشوط ُ
السنن والفرائض ،وال يصلح
الص َدف اذلي خييف أن يكون خادما ً يف املراحض ،ومع هذا يا ولييُ ،
فهم َ
ِّ ُ ُ
الزهر ،يدخل بينهم الصادق والصديق فيُجهل، ادلرر ،والسياج ىلع الروضة ذات
ُ ُ
ويهمل ،فإنه ي َمل ىلع ما هم عليه الشرتاكهم يف
والعارف املتمكن فيُرتك ُ
ويف مكة سمع ابن العريب صحيح الرتمذي عن الفقيه الشافيع أيب شجاع
زاهر بن رستم وهو اإلمام املحدث مكني ادلين األصفهاين (((.
ً ً
وقد اختذ منها مركزا هل تصل إىل عرشين اعما ،انتقل بعدها إىل دمشق
ً
يلتخذها مقرا هل .ويف فرتة إقامته يف مكة زار العديد من املدن أوهلا مدينة
((( حميي ادلين ابن العريب .روح القدس يف مناصحة انلفس ..ص ص .211 ،210
((( عثمان حيىي .مؤلفات ابن العريب تارخيها وتصنيفها .ص ص .111-511
ّ
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .6ص.89
- 31 -
كما زار بيت املقدس واخلليل حبسب ما ذكر يف مؤلفه كتاب ايلقني
حيث قال « اكن سبب إنشايئ هلذا الكتاب أين زرت اخلليل عليه السالم ثم
ً ُ
خرجت من عنده قاصدا زيارة لوط عليه السالم أنا وصاحيب الشيخ العارف
الصويف صاين ادلين أبو العباس أمحد بن إبراهيم بن عبد امللك بن ِّ
مطوف
ّ ّ ّ
القييس ،فمررنا املري ،وعفيف ادلين أبو مروان عبد امللك بن حممد بن حفاظ
يف طريقنا بمسجد ايلقني موضع إبراهيم عليه السالم ،فأقام اهلل يف خاطري
ً
أن أضع جزءا يف ايلقني يف هذا املسجد املعروف بايلقني ،فاستخرت اهلل تعاىل
ّ ُ
وقيدت هذه العجالة بالوضع املذكور يف يوم الزيارة ،وذلك يوم األربعاء الرابع
َّ
صاحيب بقراءيت ،وصلينا الظهر عرش من شوال سنة اثنتني وستمائة ،وأسمعته
يف ذلك ايلوم وانرصفنا إىل لوط عليه السالم (((».
ّ
املوصلية ،وسمع كما زار العراق حيث كتب يف املوصل كتابه اتلزنالت
َ
خل ْرقة املعروفة عند الصوفية من
احلديث من أمحد بن مسعود املوصيل ولبس ا ِ
الشيخ يلع بن جامع تلميذ قضيب ابلان حبسب ما جاء يف الفتوحات املكية
أثناء كالمه عن ابن جامع حيث يقول « :اكن يسكن باملقىل خارج املوصل
يف بستان هل ،واكن اخلرض قد ألبسه اخلرقة حبضور قضيب ابلان ،وألبسنيها
الشيخ باملوضع اذلي ألبسه فيه اخلرض من بستانه وبصورة احلال اليت جرت هل
ّ
((( حميي ادلين ابن العريب .الفتوحات املكية .جمدل .11ص .157
((( حميي ادلين ابن العريب ( )1997كتاب ايلقني .سعيد عبد الفتاح .القاهرة :أخبار ايلوم .ص ص
.86 ،85
- 32 -
ُ
لبست خرقة اخلرض بطريق أبعد من هذا من ُ
كنت معه يف إبلاسه إياها ،وقد
تيق ادلين عبد الرمحن بن ّ
يلع بن ميمون بن أب الوزري ولبسها هو يد صاحبنا ّ
من يد صدر ادلين شيخ الشيوخ بادليار املرصية وهو ابن محويه واكن جده قد
لبسها من يد اخلرض ،ومن ذلك الوقت قلت بلباس اخلرقة ،وألبستها انلاس
ُ
رأيت اخلرض قد اعتربها ،وكنت قبل ذلك ال أقول باخلرقة املعروفة اآلن، ّ
لما
فإن اخلرقة عندنا إنما يه عبارة عن الصحبة واألدب واتلخلق ،وهلذا ال يوجد
متصال برسول اهلل ﷺ ،ولكن توجد صحبة وأدبا ً وهو َ
املع َّب عنه
ً
بلاسها
بلباس اتلقوى (((».
ّ ً ّ
الزيك كما يذكر ابن العريب يف فتوحاته أنه قابل يف املوصل أيضا الشيخ
ّ
املقري املوص ّ ّ
يل سنة إحدى وستمائة (((. أمحد بن مسعود بن سداد
ً
العلماء منهم الشيخ مسعود ويف بالد الشام قابل الشيخ األكرب عددا من
احلبيش ،وأوحد ادلين الكرماين ،ثم قرر أن يكمل مسريته مع بدر ادلين
ّ
الرويم ((( .لزيور القاهرة للمرة اثلانية ،ويف هذه الزيارة ّ
احلبيش ،وجمد ادلين
يسكن مع أول من علمه القرآن الشيخ حممد اخلياط وأخيه أمحد احلريري يف
زقاق القناديل باألزهر الرشيف (((.
اذلي يأخذ عنه الطريق ويصري من أقرب تالميذه إيله ،يلعود بعد ذلك إىل مكة
الستكمال جمالسه العلمية .إىل أن حيني انتقاهل إىل الشام حيث يستقر بها بداية
من اعم 620هجرية (((.
شيوخه:
ً
وقد ذكر ابن العريب ستني شيخا من شيوخه يف إجازته اليت « أجاز بها
ُ َّ
المظفر بهاء ادلين اغزي بن امللك العادل أيب بكر بن أمري املؤمنني امللك
أيوب (((» .نذكر منهم:
ّ أبو بكر ابن ّ
حممد بن خلف بن صايف الل ّ
خيم ،قرأ عليه القرآن
ّ
الرعيين الكريم بالقراءات السبع والكتاب الاكيف أليب عبد اهلل بن رشيح
املقرئ يف مذاهب القراء السبعة املشهورين ،وحدثه به عن ابن املؤلف أيب
ّ
الرعيين عن أبيه املؤلف. احلسن رشيح بن حممد بن رشيح
أبو القاسم عبد الرمحن بن اغلب ّ
الرشاط من أهل قرطبة ،قرأ عليه
ً
أيضا القرآن الكريم بالكتاب املذكور وحدثه به عن ابن املؤلف أيب احلسن
رشيح عن أبيه املؤلف ّ
حممد بن رشيح ُ
المقرئ.
القايض أبو ّ
حممد عبد اهلل ابلادي قايض مدينة فاس ،حدثه بكتاب
ّ
اجللودي عن ّ
القاري عن مسلم ،وحدثه به عن الفؤادي عن عبد الغافر
إبراهيم املروزي ،عن مسلم ،وأجاز هل إجازة اعمة.
يونس بن ييح بن أيب احلسن العبايس اهلاشيم نزيل مكة ،وسمع عليه
ً
كتبا كثرية يف احلديث والرقائق منها كتاب صحيح ابلخاري ،حدثه به عن أيب
ّ
ابلخاري. ّ
العزيزي عن ّ
احلموي عن ّ
ادلاوودي عن الوقت عن
ّ
احلرضيم إمام مقام احلنابلة باحلرم الربهان نرص بن أيب الفتوح بن ّ
يلع
ّ ً
السجستاين ،حدثه بها الرشيف ،سمع عليه كتبا كثرية منها السنن أليب داوود
ّ
السمناين ،عن أيب بكر أمحد بن ّ
يلع بن ثابت اخلطيب عن أيب جعفر ّ
حممد
ابلرصي عن أيب ّ
حممد ّ عن أيب عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد اهلاشيم
ّ
اللواوي عن أيب داوود ،وأجازه إجازة اعمة وحدثه بكتب ابن أمحد بن عمر
ّ
السمناين. ثابت اخلطيب عن أيب جعفر
ً حممد بن الويلد بن أمحد بن ّ
ّ
حممد بن شبل ،قرأ عليه كتبا كثرية من
توايلفه وناوهل كتاب سيم كتاب املقصد ،واألحاكم الرشعية من توايلفه.
أبو عبد اهلل بن غلبون ،حدثه بكتب القايض أبو بكر ّ
حممد بن
ّ
املعافري عنه ،وأجازه إجازة اعمة. عبد اهلل بن العريب
أبو سعيد عبد اهلل بن عمر بن أمحد بن منصور الصفا ،حدثه بكتب
ّ اجلبار بن ّ ً
كتابة عن عبد ّ ّ
احلواري عنه. حممد بن أمحد الواحدي
ّ
العريب ابن ّ
العريب ،سمع منه رساج املهتدين للقايض ابن أبو الوائل بن
عمه ،حدثه به عنه وأجاز هل إجازة اعمة.
- 36 -
يلع بن ّ
يلع بن سكينة شيخ الشيوخ ضياء ادلين بن عبد الوهاب بن ّ
ببغداد ،أجاز هل إجازة اعمة وأخذا عن بعضهما ابلعض ،وقد حدثه بتوايلف
عبد الكريم بن هوازن القشريي عن أبيه عبد الوهاب عنه ،وسمع عليه ابن
العريب برباطه بمدينة السالم حبضور ابنه عبد الرزاق.
تالميذه:
•إسماعيل بن سودكني بن عبد اهلل أبو طاهر انلوري ،ودل سنة 578من
اهلجرة بمرص وانتقل مع أبيه إىل حلب ،فمال إىل الصوفية وخالطهم وانتفع
بهم .اشتغل بالعلم وسماع احلديث وقد سمع احلديث ىلع أيب الفضل حممد
بن يوسف الغزنوي بالقاهرة ،وىلع إبراهيم بن عثمان بن درباس املازين حبلب،
وكذلك روى عن الشيخ افتخار ادلين أبو هاشم عبد املطلب بن الفضل بن
- 37 -
عبد املطلب اهلاشيم وأيب حممد عبد الرمحن بن عبد اهلل بن علوان األسدي.
ً
وقد صحب ابن العريب مدة وكتب عنه كثريا من تصانيفه (((().
• املسعود أبو حممد عبد اهلل بدر بن عبد اهلل احلبيش ايلماين ،صحب
الشيخ ابن العريب من املغرب إىل أن توفاه اهلل سنة 618هجرية يف مالطيا.
ً
وقد ذكره ابن العريب يف العديد من مؤلفاته بل كتب هل عددا من الرسائل
ّ ً
اليت اشتهرت ،فاكن ذلك سببا بلقاء ذكره عند الصوفية حيث أنه اعش حياته
ً ً ً
خادما البن العريب ،فلم يؤثر الظهور وقد ترك مؤلفا واحدا عنوانه « اإلنباه ىلع
ً ً
طريق اهلل » مجع فيه أقواال سمعها من ابن العريب ،مما رآه نافعا لطالب هذه
الطريقة(((.
((( حميي ادلين ابن العريب ( )2004اتلجليات اإلهلية -تعليقات ابن سودكني -كشف الغايات.
بريوت :دار الكتب العلمية (ط )2ص.5
((( أبو حممد مسعود عبد اهلل بدر احلبيش ( )2009اإلنباه إىل طريق اهلل .بريوت :دار ومكتبة
اهلالل .ص ص .5-18
- 38 -
أما عن تالميذ املدرسة األكربية؛ وأعين بهم غري املعارصين هل ممن تأثروا
وجلهم من فطاحل العلماء يف اك عرص ومنهم به واعتربوه شيخا ً هلم؛ فهم ُك ُ
رثُ ،
((( حممد بن إسحاق القونوي ( )2003انلصوص يف حتقيق الطور املخصوص .القاهرة :منشأة
املعارف .ص ص .11-13
- 39 -
ّ
• الشيخ حممد بن حممد وفا الشاذيل ودل سنة 702هجرية .ويروى أن ابن
عطاء اهلل السكندري حرض إىل ابليت اذلي ودل فيه حممد وفا يوم والدته
ومحله ّ
وقبله وقال ألصحابه أنه جامع علم احلقائق وقد أخذ الطريق عن
داوود بن باخال وياقوت العرش ،وقد أخذه داوود عن تاج ادلين بن عطاء
اهلل السكندري ،وأخذه تاج ادلين وياقوت العرش عن أيب العباس املريس عن
القطب الشاذيل (((.
• وقد تمزيت الطريقة الوفائية الشاذيلة اليت أنشأها ريض اهلل عنه عن
غريها من فروع الشاذيلة بتأثرها بعلوم احلقائق اليت أبرزها يف طريق القوم
الشيخ األكرب ريض اهلل عنه.
ودل سنة 610هجرية ،وهو أحد تالمذة حيث الشيخ الكبري صدر ادلين
رشحا ىلع «فصوص احلكم «البن العريب ،كما رشح ً القونوي ،وقد وضع
«منازل السائرين» أليب إسماعيل اهلروي ،وهل أيضا «رشح تائية ابن الفارض» ،و
«رشح عينية ابن سيناء» ،املعروف «بالكشف وابليان يف معرفة علم اإلنسان»،
وكذا فله « رشح مواقف انلفري» ((( .وقد حرض عفيف ادلين بعض جمالس
((( حممد بن حممد وفا الكبري ( )2007الصور انلورانية يف العلوم الرسيانية .حتقيق أمحد فريد
املزيدي .بريوت :دار الكتب العلمية .ص ص .6 ، 5
((( (عفيف ادلين اتللمساين ( )2007رشح مواقف انلفري .حتقيق اعصم الكيايل .بريوت :دار
الكتب العلمية .ص ص 9ــــ .11
- 40 -
((( بهاء ادلين بن ابليطار( )2013فتح الرمحن الرحيم بمقالة القطب اجلييل عبد الكريم واخلتم ابن
عريب حميي ادلين .حتقيق اعصم الكيايل .بريوت :كتاب ـــ نارشون .ص ص .31 ،30
- 41 -
العريب ((( .وقد أشار إىل حتصيل الشيخ مصطىف الكردي لعلوم ابن العريب،
والشيخ حممد بن حممود بن يلع ادلاموين الشافيع اخللويت انلقشبندي ،يف رشحه
لدلور األىلع حيث قال يف سنده إىل ابن العريب.
مؤلفاته:
ألف الشيخ األكرب حميي ادلين ابن العريب يف جماالت متعددة وقد بلغت
مؤلفاته املئات ،منها ما كتبه يف ورقات قليلة ،ومنها ما بلغ أالف الصفحات
اكلفتوحات املكية ،ويمكن أن نذكر بعضها فيما ييل:
5.5اتلفسري الرشيف.
1.1اختصار ابلخاري.
2.2اختصار الرتمذي.
3.3اختصار مسلم.
ّ
انليب من األدعية واألذاكر. 1313كزن األبرار فيما ّ
روي عن
6 .6األمر املحكم املربوط فيما يلزم أهل طريق اهلل من الرشوط.
ً
رابعا-الفقه:
4.4حجة الوداع.
6.6رسالة االستخارة.
9.9رسالة يف الصالة.
1010كتاب الكبائر.
2.2القصيدة اتلائية.
5.5ترمجان األشواق.
6.6احلج األكرب.
1111كتاب الزينبيات.
1212القصيدة العشقية.
ُ ّ
المعشات أو ادليوان األصغر. 1313كتاب
ً
سادسا -اتلصوف واملعارف:
1111اتلزنالت املوصلية.
ّ 1212
ادلرة ابليضاء.
ّ
الرتمذي احلكيم. 1313اجلواب املستقيم عما سأل عنه
ّ
العيين. ّ
الكوين يف حرضة اإلشهاد 1515رسالة االحتاد
1616رسالة األحدية.
1717رسالة االنتصار.
2323شجرة الكون.
2626العبادلة.
ُ 2727عقلة ُ
المستوفز.
3030الفتح الفايس.
والم ّ
لكية. ّ
املالكية ُ ّ
املكية يف معرفة األرسار 3131الفتوحات
َ
حلكم.
3232فصوص ا ِ
3333الفناء يف املشاهدة.
3434كتاب الكتب.
3535كشف احلجاب.
4141مبايعة القطب.
4444كتاب املسائل.
الم ّ
سبعات الواردة يف القرآن. 4545كتاب ُ
5454كتاب انلون.
5555كتاب َ
اهلو وهو كتاب ايلاء.
5656كتاب ُ
الهوية.
•رمزها :ن.
•خط :نستعليق.
•رمزها :س.
•اخلط :نسخ.
صور املخطوطات
ﭐﲜﲝﲞﲟ
ْ َ ْ َ ((( َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َّ ْ ُ
وع اإلن َسان، ش ِف ن ِ ري واإلمكن ،بِأ ِ ب
ِ د اتل م ل ع ح ت ت اف ي ال
ِ هلل
احلمد ِ
َ َ ْ ًَ ً َ َ َُ ُ َ ً الر ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ
ضة حنَ ،و َج َعله ن ْسخة َجا ِم َعة ِلك َمالتِه ،وح اسم ِه َّ
وتوجه ع إجيا ِدهِ بِ ِ
َ
َّ ُ َّ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ََْ َ ِّ َّ ُ َّ َ َ ْ ُ َّ ْ َ َ ْ َ ً
ارك َعليْ ِه.
يم ،اللهم صل وسلم وب ِ الشيف بِعر ِف شذى ِمن صل ٍة وتس ِل ٍ
((( يف ن :عطر اللهم قبه ِ
وقد ذكرت هذه اتلطهرية مرات عديدة يف حمل اتلصلية اليت أثبتناها.
((( أخرجه مسلم ،)746(139وأمحد .24601
وح ْ َ الر َ أو َج َد ُّ اجا ُمن ً س ًح َّم ِد ِّي ِ َك َمال ال ْ ُم َ َ َ َ ْ ََ َ ْ َ ْ َ
األح ِد َّي رياَ ،و ْ
ِ ِ م ِشيئ ِت ِه ،فأطلع شمس ال
َْ ً َ ً َ َ ََ ََْ َ ُْ َْ ً ََْ ً َ َ م ْن َفيْض َك َ
يرا ،قال ال ُو ُجو ِدهِ إنسانا ك ِبريا ،وخلق العوالِم ِمنه تف ِصيل وتق ِد ِ م ِ ِ
َ َ
ون ِم ِّن»(((َ ،وقَال َص ِّ َ ُْ ْ ُ َ َ َ ْ َّ َ ُ َّ َ ُ َ
ل اهلل َعليْ ِه هلل والمؤ ِمن علي ِه الصلة َوالسلم« :أنا ِمن ا ِ
َ َ َّ َ َّ ُ َ َ َ َ ُ ُ
(((
وري» وسلم« :أول ما خلق اهلل ن ِ
َّ ْ َ َ ُ َ ْ َ ً ُ ِّ َّ ً َ َ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ َّ ً َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
ي ،ف ُه َو َصل أبدعه ح ِقيقة كية ،وجعله نشأة أص ِلية؛ حيث ل أين ول ب
َ ُ َ َُْ َ ْ
األجنَ النْ ُس الْ َعال((( م ْن َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ
يع ِِ ِ م ل ب ك األ األب و اس، يع ج
ِ ِ ِ ِ اهلل علي ِه وسلم ِ
َ َ ُْ ُ َ ْ َ َّ َ ْ ْ َ ُ ُ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ َْ ُ َ
ص َّيةَ ،وذلِك ِلكونِ ِه ات وانلاس ،وإن تأخرت ِطينته وظهور صورتِ ِه العن ِ
ود َ َّ
الموج ِ
ُ ْ ُ َ َْ َّ ُ ْ َ َّ َ َ َّ َ ُ َ ُّ ِّ ُ ُ ُ ْ
يع ج ِ س احلَقَ ،ونفوذ أم ِر ِه ِف اخلل ِقَ ،وه َو أصل ِ ِس نقط ِة ادلائِر ِة الكو ِنية ،فهو ِ
َ َ َ َ ْ َُُ ْ َ َّ َّ َ َ ْ ْ َ ِّ َ ْ َ ُ َّ َ َ َ َ
يث ات َواتل ِحيات ،كما ستسمعه ِمن ح ِد ِ الكئِنات ،علي ِه ِمن رب ِه أفضل الصلو ِ
َ َّ ُ َ َ َ ُ َ ُْ َ ْ َ ُ َ َ َ َْ ُ َ ُ َ َ ْ َْ
اهلل َعليْ ِه هلل صل ِ ا ول هلل ر ِض اهلل عنه وأرضاه قال :سألت رس جابِ ِر ب ِن عب ِد ا ِ
ك يَا َجاب ُرَ ،خلَ َق ُه ُ َ َ َّ َ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ْ ُ َ ِّ َ
اهلل ِ وسلم عن أو ِل ش ٍء خلقه اهلل تعال فقال« :هو نور ن ِبي
َ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ُ َّ َ ُ ُث َّم َخلَ َ
امه ِف َمقامِ ي ،وخلق بعده ك شءٍ ،و ِحني خلقه أقامه قد ٍ خ ك ه
ِ ي ف
ِ ق
ْ ْ َ َ ََ َْْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ ُْ
الق ْر ِب اثن عش ألف سن ٍة ،ثم جعله أربعة أقسامٍ ،فخلق العرش ِمن قِس ٍم،
َ ْ ُ ْ َّ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ
س ِم ْن ِق ْس ٍم. ك ْر ِ ِّ والكر ِس ِمن ِقس ٍم ،وحلة العر ِش وخزنة ال
َُ َ َ ُ ْ ُ ِّ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ام الْق ْس َم َّ
َوأقَ َ
ش ألف َسنَ ٍة ،ث َّم َج َعله أ ْر َب َعة الرابِ َع ِف َمقامِ الب اثن ع ِ
َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َّ ْ َ ْ ْ َ ْ
ال َ َّن َة م ْن ق ْسمَ ،وأقَ َ ْ
ام ال ِق ْس َم ِ ِ ٍ أق َسامٍ ،فخلق القلم ِمن قِس ٍم ،واللوح ِمن قِس ٍم ،و
َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ ْ ْ َ
أر َب َعة أج َزاءٍ ،فخل َق الرابِ َع ِف َمقامِ ال َ ْو ِف اثن عش ألف سن ٍة ،ثم جعله َّ
((( أخرجه ادليليم بال سند عن عبد اهلل بن جراد ،كما يف املقاصد احلسنة ح ،190وذكر أنه موضوع.
ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ
ب ِم ْن ُج ْز ٍء ، ك َواك َ
ِ الملئِكة ِمن جز ٍء ،وخلق الشمس ِمن جز ٍء ،وخلق القمر وال
َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ
أر َب َعة أج َزاءٍ، الرابِ َع ِف َمقامِ الرجا ِء اثن عش ألف سن ٍة ،ثم جعله ال ُ ْز َء َّ وأقام
ْ ََ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ ((( َ ْ
يق ِم ْن ُج ْزءٍ، اتل ْوف َ
احلل َم ِمن جزءٍَ ،وال ِعصمة َو َّ ِ
ْ ُ ْ
فخلق العقل ِمن جزءٍ ،وال ِعلم و ِ
َ َ ْ ُ ََ َْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ
ش ألف َسنَ ٍة ،ث َّم نظ َر((( إلَ ِه((( ف َرش َح الرابِ َع ِف َمقامِ اليا ِء اثن ع ال ُ ْز َء َّ وأقام
ور، أر َب َع ُة َآل ِف َق ْط َر ٍة ِمن ُّ
انل ون ألْ ًفا َو ْ ُّ ُ َ َ ً َ َ َ َ ْ ْ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ َ
انلور عرقا ،فقطرت ِمنه ِمائة أل ٍف و ِعش
ِ
َ َ َ ُ َّ َ َ َ َّ ْ ْ َ ُ ْ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ِّ َ ْ َ ُ َ َ
اح الن ِبيَاءِ ،فخل َق ول ،ثم تنفست أرو ٍ سأو َر ُ ب ْ ٍّ
فخلق اهلل ِمن ك قطر ٍة روح ن ِ
ني من ال ْ ُم ْؤمن َ َ الش َه َد َ ْ ُ ْ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ ُّ ُ ََ َ ْ َْ
ني ِِ اء َوالم ِطي ِع ِ اس ِهم الو ِلاء والسعداء و اهلل تعال ِمن أنف ِ
َ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ َ َ َ َْ ُ َ ْ ُ َ
السبْ ِع ِمن اوات َّ
وري ،وملئِكة السم ِ ِ ن ن م
ِ س ك ْر ِ ُّ الو ش ر الع ف ؛ ة
ِ ام ي ق
ِ ال مِ إل يَ ْ
و
َ
كة من نُوريَ ،والش ْم ُس َوالق َم ُر َوالكواك َُ َّ َ ُّ َ ُّ َ ْ ْ َ َ َ ُ
ب ِم ْن ِ ِ ِ ِ ِ ئ ل م ال ن م
ِ ون ي ن
ِ ا وح الر و ي، ورن ِ
الش َه َد ُ َ ُّ ُ ْ ْ أر َو ُ يق م ْن نُوريَ ،و ْ نُوريَ ،والعلْ ُم َو َّ
اء الر ُس ِل َوالن ِبيَا ِء ِمن ن ْو ِري ،و اح ُّ
ِ ِ
اتل ْوف ُ
ِ ِ ِ
ُ ُ َ َ َ َ ُ َْ َ َ َ َ ً ْ َ َ َّ ُ ُ ْ َ َ َ َو َّ
وريَ ،وه َو وري ،ثم خلق اهلل اثن عش ِحجابا فأقام ن ِ الون ِمن نتائِ ِج ن ِ
الص ِ ُ
((( يف س :هذا.
((( أخرجه ابن حبان يف صحيحه ،6404بلفظ :إين عند اهلل مكتوب خباتم انلبيني ،وإن آدم ملنجدل
يف طينته ،وبنحوه أخرجه احلاكم يف املستدرك .3566
((( أخرجه أمحد ح ،16623بلفظ :مىت جعلت نبيا ،فقال :وآدم بني الروح واجلسد.
((( يف س :تعيني.
((( يف ن :سقط [صورة].
((( يف س :سقط [منهم].
- 65 -
َ
الس((( األح ِد ُّي القائِ ُم
َْ ُّ األع َدادَ ،و ُه َ
و
ُ ُ ((( َ ْ
و وف ر احل ان س الْ َك َمات َو َم َ
ع ِفي ِه ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ ْ ُ ُّ
ني َواألج َداد ،الشافِ ُع ل ِ َسائِ ِر ابلن َ َ َ
ال ،وأب ِد اآلباد ،الم ِمد ِلآلبا ِء و َ ِ
َ اآلز َ َ
ِ
أزل َ َ
بِرب ِه ِف ِ
َ ِّ
َ ْ َ َ َ َ ُ َ ِّ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ اخلَلْق ف يَ ْ
حة ال َع َر ِق يَ ْو َم ش وز ِ ح الم ة ب ر ك م ه ن ع س ف ن الم و اد، ع الم و شِ احل مِ و ِ ِ
َُ َ َ
إحالة األنْبيَا ِء َعليْه ُم َّ َ ك َب ْع َد َ ََ َ َ ات َعن ْ َّ َ ُ ُ َْ َُ
السل ُم ِلألم ِم ِ ِ ِ األولد ،وذل ِ تذهل األمه
َ ََ َ ََ ََ
المقالة ال الش َداد ،فق ِبل اإلحالة و
ََ َ ِّ َ َ ََْ ْ َْ َ ْ َ َ َ َْ
جي ِعها علي ِه ِف فص ِل القضا ِء ودف ِع الهو ِ ِ
َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ل َما أيَّ َد ُه ُ
اع ِة ،فيَشف ُع فيُشف ُع إل أن ت ْستَ ِم َّر شفاعتُه اهلل بِ ِه ِمن الكرام ِة والشف ِ
َّ َ َُ ْ َ ُ أد َن مثْ َقال َح َّبة م ْن َخ ْر َدل م ْن َ َْ ْ
ار ،ف ُه َو ِ انل ن مِ ه ج ر ِ خ ي ف ، ان ٍ إيم ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ يم ْن ِف قل ِب ِه ف َ
ِ
َّ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ َّ َ َ ُ َ ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ َّ َ ُ
[ ]272الرحة العامة ال ِت ر ِحم اهلل بِها الاص والعامة ،فله الفضل والشف
الفات ُح بَ َ َ َّ ُ ََْ ْ َْ ُ َ َُ َْ
اب اآلخ ِري ِةَ ،و ِ األكملَ ،ول اجلَاه األع ُّز األجل ،اجلَا ِمع بي ال َّو ِ َّل ِة َو ِ
ُ ْ َ َّ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َّ ابل ُ ْ أعيَ ْ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ
أمد ُه ون المست ِجن ِة ،فسبحان من ِ ط األك َوان ِمن ُ
ِ ان ِ الن ِة ،والفاتِح باب
َ َ َْ َ َ َ َّ ُ ْ َ ْ ْ َْ َ َ َ ْ َ ُ َ
ي َسائِ ِر األنام ،بِ َما ل تق ِد ُر َع السام ،وخصه ِمن ب ِ
َ
وأعطاه ه ِذ ِه الموا ِهب ِ
َ َ َ ُ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َْ َْ
إرادتِ ِه َ ،و َسبْ ِق تع ِيي ِن ِه َح َركت القلمَ ،وذلِك ِم ْن فيْ ِض ِعناي ِت ِه ،ومطل ِق م ِشيئ ِت ِه و
َ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ ((( َ ُ َ َّ ُ ْ ََُ َْ ْ ُ َ ََ ُْ
ل ال ِمنة؛ إذ قل ِم قد َرتِ ِه ،فله الفضل َعليْنَا بِ ِه ،ول المد؛ إذ خصنا ِبنابِ ِه ،و
َ َ َْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ُ ُّ ْ َ
إرادتِ ِه. ل الشك ُر دائِ ًما بِ َد َوامِ ت ِصيْ ِص جعلنا ِمن أم ِت ِه ،و
ك َميْ ُ ِّ ُ ْ ْ َْ ُْ
ـــت
ٍ ـــي اح م ِ أبـــو الرو ِ
الش ُ ّ َُْ ََ بنَ ْف َ
ـــم ْو ِل اركـــ ِة ح ِتـــ ِه المب ِ
((( يف ن :اجلميل.
((( يف ن :والعليل.
((( يف س :اهلل.
((( يف ن :جليل.
((( يف ن :حليل.
- 68 -
َ َّ ْ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ً َ َ ْ ْ ُ َ َ ْ َّ َ
أر َر ُجل اربها ،فلم ِ غم و ض ِ ر ال ق ار
ِ ش م ت ب ل ق :- مِ ل بيل -علي ِه الس قال ِج ِ
ِّ َّ ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َّ َ َّ َُ ْ َ
اهلل َعليْ ِه َو َسل َم« :-إن -صل -صل اهلل علي ِه وسلم ،-وقال أف َضل ِم ْن م َّم ٍد
َْ َْ َ َ َُ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َّ ِّ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َ ٌ َْ
ارة ج ِدل ِف ِطيْن ِت ِهَ ،ودع َوة ِأب إبرا ِهيم ،وبِش هلل لاتم انل ِبيي ،وإن آدم لمن ِعند ا ِ
َ َُ َ َ َُ ُ َ َْ َ َ َْ ْ َْ َْ ََ َ َ َ َ ُ ْ َ
الصلة -عليْ ِه ِعيس»((( َصل َوات ِاهلل وسلمه علي ِه وعلي ِهم أج ِعي ،وقال
َ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َّ ً َ ْ َّ َ ُ
أظلة َح ْول ال َع ْر ِش ،ف َس َّبحنَا ف َس َّب َح ال َمالئِكة بِت ْس ِبيْ ِحنَا»َ ،وقال َوالسلم« :-كنا ِ
َّ
اهلل َع َّز َو َجل ِف اس ف ْر َقتَ ْي َّإل َج َعلَن ُ ت َق َّ
انل ُ َ ْ
اف َ َ ا«م :- م اهلل َعلَيْ ِه َو َسلَّ َ -ص َّل ُ َ
ِ ِ ِ
َ
ش ٌء ِمن ُع ْهر((( ال ْا ِه ِل َّي ِةَ ،ح َّ ت ِم ْن َب ْي أبَ َو َّيَ ،ول َ ْم يُ ِصبْن َ ْ ج ُ َ ْ َ َُ ْ ْ
ت ِ ِ ِ ي ِهما ،وأخ ِر خ ِ
ْ َ ُ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ ُ ْ ْ
ج ُ
ت إل ِأب اح ِمن لن آدم حت انتهي اح َ ،ول ْم أخ َرج ِم ْن ِسف ٍ ت ِم ْن نِك ٍ أخ ِر
َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ ً َ ِّ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً َ َ ْ ُ ُ
شفا.(((- يك ْم أبًا» -صل اهلل علي ِه وسلم ،وزاده وأم؛ فأنا خيكم نفسا وخ
َ ُ َ ِّ ُّ َّ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َّ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ِّ َ َ َ َ
الي الس ِ اب َعليْ ِه َوه َدى ،وهو كمات ال ِت تلقاها آدم ِمن رب ِه فت فهو ال ِ
ي
َ َ ََُْ ْ
أع ُ ة ع بأر ﱠ ﱼ ﱻ ﭐ ﱡ ا السفيْنَة الَّت قيْ َل فيْ َ
ه َّ ُ َ ُْ ٌ
ٍ ه ِ و ، ]١٤ [القمر: حل بِ ِه نوح ِف ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ
اهلل عنه، ي الصحاب ِة :عي ع ِتي ٍق ر ِض اهلل عنه ،وعي عمر ر ِض ْ ُْ
ِمن أع ِ
اهلل َعنْ ُه َو َع ْن َسائر َّ
الص َ ي َ ٍّ اهلل َعنْ ُهَ ،و َع ْ ُ َ َُْ َُْ َ
حابَ ِة ِِ
عَ ،ر ِ َ
ض ُ
ِ
ض ُ ان َر ِ َ وعي عثم
ي. َْ
أجع ْ َ
ِ
َّ َ ُ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ((( َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ
ك َّم ُلَ ،و ُه َو ُّ
انل ْو ُر ِالي وهو المقدم طه ص َّ
ل اهلل علي ِه وسلم والك ِمل الم
َ الي فَ َدى ُ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َّ َ ُ َ ُ َ ِّ ُّ َّ
إس َما ِعيْل
اهلل به ْ
ِِ الس ِ أطفأ اهلل بِ ِه نار إبرا ِهيم علي ِه السلم ،وهو
َ َ ْ َّ َ
السل ُم. علي ِه
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع َم َم ِّر ات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
أحس ْن َلَا بَاهه اخلتَام ،يَا َر ْ َ ْ َ َّ َ
حن. ِ ِِ ِ اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
ْ َُ َ ٌ ُ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ٌ ْ َ ْ ْ َ َ ُ َ َ َّ
ت فهو صل اهلل علي ِه َوسلم معلوم ِعند الن ِبياءَِ ،وهو((( ظا ِهر ِف َوق ٍ
َ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ٌّ َّ اهلل َعلَيْه ْم الْ َع ْه َد َلُ ْؤم ُ َّ ْ َْ َ َ َ َْ
ب إل ن بِ ِه ولنصنه ،وما ِمنهم ِن ِ ِ
ُ ذ م ُص ْو ٍص؛ إذ قد أخ
َ َ َ َ أمته ب َما َعه َد ُ إل َّ ََْ َ َ َ
اهلل بِ ِه إلْ ِه بِق ْو ِ ِل ت َعال :ﱡﭐ ﲋ ﲌﲍﲎﲏ ِ ِ ِ ِ وقد ع ِهد
ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ
ﲛﲜ ﲝ ﲞﲟﲠﲡﲢﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨﲩ
َّ َ َ َ َ َّ ُ َ
اهلل َعليْ ِه َو َسل َم: ﲪﲫ ﲬ ﲭ ﲮﱠ آل [عمران ،]٨١ :وقال صل
َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ًّ َ َ َ ُ َ ْ ُ ِّ َ ((( َ َ َّ َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ ْ َ َّ َ
إل َمكة اع» ،ولما توجه أصحاب ال ِفي ِل «لو كن موس حيا ما و ِسعه غي اتب ِ
ُ ُ ُ َ َ ْ ((( ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ْ ْ َ
السنَ ِةَ ،وف ِد َي أبُ ْو ُهك َّ [ي ِريدون هدمِ ] الكعب ِة منعهم اهلل تعال بِبك ِة ظهو ِر ِه تِل
َّ َ َّ َّ َ ُ َ ُ َ َ َّ ُ َ ِّ ِّ ْ ْ َ
اهلل َعليْ ِه َو َسل َم بِ َمكة؛ ألن َها َو ْس ُط لس الَا ِم ِل ل ،وو ِل صل بِ ِمائ ٍة ِمن البِ ِل ل ِ
َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ
اهلل ت َعال دح ال ْرض ِم ْن َم ْو ِض ِع الكعبَ ِة؛ َوذلِك ال ْر ِض ونقطتها ،و ِقيل :إن
ْ َ ْ ُ ْ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُّ َّ َّ َ َّ
الي س ُه الظا ِه ُر الموجودِ ، ألنه صل اهلل علي ِه وسلم نقطة دائِر ِة الوجود ،و ِ
َ َ َُ َْ
ال الش ُه ْود ،القائِ ُم ِف َمقامٍ ل يق ْو ُم ِفيْ ِه
ُّ َ َ َُ َْ ُْ ْ َْ ْ ُ ْ ُ ُ َ
ع ِرف بِ ِه اإلل المعبود ،المخصوص بِكم ِ
ُ ََْ ُ ُ ْ َ َّ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ ْ َّ ْ ُْ ُْ َغ ْ ُ َ ْ َ َ
الي سم ُاه اهلل قبل ظهو ِرهِ ي ُه يوم ع ْر ِض الُنود ،الم َس َّم بِمحم ٍد المحمودِ ،
السل ُم :ﱡﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ
ْ َ ْ َ َ َ َ ِّ ْ َ َ َ ْ َّ َ
ان ن ِبي ِه ِعيس علي ِه ُْ ْ
آن الم ِجيد ،ع لِس ِ ِف القر ِ
َّ ْ ً ْ ْ َْ ً َ َ ُ ََ
ﱖ ﱗ ﱘﱠ [الصف ]٦ :فل ْم يَ َزل م ُم ْودا ،قبْل ظ ُه ْو ِرهِ بِال ُو ُج ْو ِد َمش ُه ْوداَ ،صل
ْ ْ َ ْ َّ ْ ُ َ َْ َ
آل َو َصح ِب ِه َو َسل َم((( بِ َد َوامِ ِاهلل ال َم ِل ِك ال ْ ِّق((( ال َمعبُ ْود.
اهلل علي ِه َوع ِ ِ
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع ات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
أحس ْن َلَا بَاهه اخلتَام ،يَا َر ْ َ ْ َ َ َ ِّ َّ َ
حن. ِ ِِ ِ ممر اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
َ ََ
ـــن آد َم اهلل م ْ
ِ ُ ـــر َك
ت َّ َ
ـــي
ً ََْ
ت ر ت ار ـــد ـــت ُمنْ َ
ح َف َمـــا زلْ َ
ِ ِ ِ
ـــب ْ َ ِّ ُ َ ْ َ َ َ
وأظهـــرك اهلل ِمـــن طي ٍ
ك أب ُم َّ ُ ِّ َ ُ ْ
ـــي
ِ ت ٍ ـــب
إل صل ِ
((( يف ن :ملا.
((( يف ن :ظهوره نودي يف السماوات واألرض بأن.
((( يف س :صدفة.
((( يف س :سقط [فضال].
((( يف س :تلك اجلنان.
((( يف س :سقط ما بني [].
- 72 -
َ َ َ ُّ
((( [مل ال ِقي ِ
ام]
َ ََ ْ َ ْ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ
ي ِف شه ِر َربِيْ ٍع ال َّو ِل لْلة اثلَّ ِان اإلثن ِ وو ِل -صل اهلل علي ِه وسلم -يوم ِ
َ ً َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُّ ُ ُ ْ َ ً َ َ َ َ ْ َ ً َ َ ُ َ
الس َما ِء ن ِظيْفا إل َّ عش ِمنه ،ووقع ِحي ولته أمه معت ِمدا ع يدي ِه رافِعا رأسه
َ َ ْ
الس َما ِء َح َّت كدت ت ُنُ ْو ُم َّ أذى َك َما يُ ْو َ ُل ْال ْو َل ُدَ ،و َدنَ ْ ْ َ ََ ً
َطيِّبًاَ ،ما بِ ِه ِمن دمٍ ول
َ َّ َ َ ْ َّ ُ ُ ْ َ ِّ ً ََ َ ََ َ
األ ْ
ل َص َّ
ل ورهِ ال َوضاح((( ِالي مل ِابل َطاحَ ،و ُو ِ ِ ن ن م
ِ ة د مِ ت س م ض ِ ر تقع ع
السة َم ْد ُهونًاَ ،ف َع َّزت الْ َع َر ُب ب ُظ ُه ْورهَ ،و َكنَ ْ ع ُّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ً َ ْ ُ ْ َ
ت ِِ ِ َّ ِ اهلل علي ِه وسلم متونا مقطو
ْ ك َست ْال ْصنَ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ َ َ ُ ِّ
ام ِف َسائِ ِر ال ْر ِضَ ،و ُم ِن َعت قبل ذلِك تت حك ِم العج ِم ،ون
احاهلل َعلَيْه َو َسلَّ َم نُ ْو ُر ال ْ ُه َدىَ ،وم ْصبَ ُ الس ْمع؛ ألنَّ ُه َص َّل ُ تاق َّ الشيَ ْ ُ َ ْ َ َّ
ِ ِ ِ اطي ِمن اس ِ ِ ِ
الس َماء. ألجله ْال ْر َض َو َّ ُّ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ
ادلج ،والمسموك
ِِ
َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َّ َ
أول َم ْن ظ َهر ظهر ال ِبيب فكن
َْ َ
ان ن ْو ًرا َوانتش
ُ ََ َ ََ ْ ْ َ
وبدا ع الكو ِ
ٌ ْ َ َ َْ
س الَل ِل َم َهابَة ِّ ْ
َوعلي ِه ِمن ِ
َ َََ ُ
اع بِ ُص ْو َرتِ ِه ظ َهر جال إب ْ َد ٍ و
ْ َ َ ْ ُ َ
إطلقِ ِه ظ َه َر ال ُو ُج ْود بِ ِه َع
ال َص خ ٍص ف ْ َ َ ْ َ ِّ َ ُ ُ ِّ َ ْ
فهو الضياء ِلك ش
ِ
َّ َ َ َ ْ ََ ُْ ْ ْ
الي ضة القد ِس ِ بِذلِك ح أع ِن
أحْ َد ف ُّ((( َ َ َّ ُ َ ُّ ْ
الس َور ِ رش
ِ ع
ِ سماه رب ال
َ َّ َ َ
بِ ِه عنا ظل َم ُب ُط ْونِنَا َو َجال
الص َورَوبه َظ َه ْرنَا بال ْ َم َعان َو ُّ
ِ ِ ِِ
َ ْ َ َ َ َ
ل ِ َم ْولنا الك ِريْ ِم إل ِهنَا حْ ًدا
ْ َ أعن ب َذ َ ْ
اك أبَا البَش ِ ِ
ُ ْ
بِ ُوجو ِدهِ
ْ َُ َْ ُ َ
م ُم ْود حْ ِد م َّم ٍد ِف َمد ِح ِه
َ َّ َ َّ ُ َْ
الز َمان َو ِفيْ ِه َما ل يُدكر يف َن
َّ ْ ُ َّ َ َّ
الي اهلل َوالصحب ِ ُ َصل َعليْ ِه
اق ُه ْم مثْ ُل الَّآللئ َو ُّ
ادل َرر
َْ ُ
أعن
ِ ِ
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع ات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
أحس ْن َلَا بَاهه اخلتَ َ
ام،يَا َر ْ َ ْ َ َ َ ِّ َّ َ
حن. ِ ِِ ِ ممر اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
ْ َ ْ َُ َ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ ِّ ْ ْ َ َ ْ ُ ُّ ُ
ل دائِ َرة أمه َسبْ َعة أيَّامٍ ،فأكملت ولما و ِل -صل اهلل علي ِه وسلم -أرضعته
ُ ْ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ُّ
حق ِق َها بِال َمث ْو َب ِة ،ث َّم ب اسمها ثويبة؛ ِل أر َض َعتْ ُه َم ْو َل ٌة ل َع ِّمه أب ل َ َ
ه اتل َمامِ ُ ،ث َّم ْ
َّ
ٍ ِ ِ ِ
ْ َ َ َ (((
ار ِهم ،وذلِك ت أب ُذ َؤيْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َُْ ْ ُ ْ ُْ َ َ ْ
ب ،وكنت ِمن كرائِ ِم قو ِمها و ِخي ِ ٍ استضعت هل ح ِليمة بِن ِ
َ لر َض َ جيْ َع َم ْن َو َص َل َم َع َها ل ِ َّ ََََ ُ َ ْ ْ ْ َ َ ُّ َ
اع ِةَ ،وخ َّص َها بِ ِه الل ِم َوالك َرمِ ،فمنع اهلل ِ ِ َلحق ِقها بِ ِ
ش ٌء ِمن اللَّ َب ،فَ ْ َ َ َ للْ ُمنَ َ
أو َج َد اهلل ِفيْ ِه ِم َن اع ِة ،فَأ َخ َذت ْ ُه َو َما ف ثَ ْدي َها َ ْ ف اسبَ ِة َو َّ
انل ِ
ِ ِ
((( يف ن :العزة.
((( يف س :وذاك.
- 74 -
أخ ْو ُه َم َع ُه َ ،و َب َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ
ار َك ي والبك ِة ما لم تكن تعهده قبل ذلِك الزمن ،فرضع ورضع ال ِ
أع َّز ت فَ ْضلَ ُه َعلَيْ َها َو َك َن َ أرض َها َو َغنَم َها َح َّت َغبَ َط َها َسائ ُر قَ ْوم َهاَ ،و َعل َم ْ ْ ُ
ِ ِ ِ ِ اهلل ِف ِ
َّ ((( ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ُ ً ْ
الما َجف ًرا(((؛ ألن ي حت صار غ لها وأبويها ،فبلغ ِعندها سنت ِ ِعندها ِمن و ِ
ْ َ ُ ِّ ْ ُ ِّ ُ اء ُه بال ْ َم َواهب اإللَه َّيةَ ،و َ َن َ ْشأتَ ُه ُكِّ َّيةَ ،و ِغ َذ َ
اهلل ِفيْ ِه ق َوى ال َعال ِم ك ِه بِالك َّية. ج َع ُ
ِ ِ ِ ِ
َ ُ َ َّ ُ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ُ َ ُ ٌ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ
أول نشأتِك يَا َر ُس ْول ر ِوي أنه صل اهلل علي ِه وسلم قال ل رجل :كيف كن
َ َ َ َ َ ْ َ َ َْ ٌ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ َْ َْ ُ َ
ت أنا َو ْاب ٌن ل َها اضن ِت امرأة ِمن ب ِن سع ِد ب ِن بك ٍر ،فانطلق هلل؟ قال« :كنت ح ِ ا ِ
أمنَا، ب ائْتنَا ب َزاد م ْن عنْد ِّ اذ َه ْْ َْ َ ُ ْ َ ََ َ ً َُ ْ ُ َ َُ َ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِف به ٍم لَاَ ،ولم نأخذ معنا زادا ،فقلت :يا ِ
أخ،
ََ َ أبيَ َض َ َّ ُ َ ْ َ أقبَ َل َطائ َران ْ ََ َْ ُ َْ َُ َ ْ َ َْ ََ
ان ،فقال ان كأنهما نِس ِ ِ ِ ِ أخ ومكثت ِعند ابله ِم ،ف فانطلق ِ
أخ َذان َو َب َط َ َ َّ َ َ أقبَ َل يَبْتَد َ َُ َُ َ َ ََ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ
ح ِان؛ ِ ف ، إل انِ ر ِ اح ِب ِه :هو هو ،قال :نعم ،ف أحدهما لِص ِ
أخ َر َجا منْ ُه َعلَ َقتَ ْ ُ َّ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ َّ ْ
ي ِ ِ ج َع ِان((( لِلقفا ،فشقا َب ْط ِن ،ثم استخرجا قل ِب و أض َ أي:
َ َ ْ ْ ََ َ َ ْ َ َْ َْ ََ َ َ ُ
أح ُده َما ِلآلخ ِر :ائتِ ِن بِ َما ِء اثلَّل ِج ،فغ َسل بِ ِه َج ْو ِفَ ،وقال :ائتِ ِن سوداوي ِن ،فقال
َْ ُ َ َّ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ْ َ َْ َ َ َ َ َ
ج َعل َها ِف قل ِب ،ث َّم ختَ َم كين ِة ،ف بِما ِء الب ِد ،فغسل بِ ِه قل ِب ،ثم قال :ائ ِت ِن بِالس ِ
ألفا م ْن َّ َ َّ ُ َّ ْ َ ْ ً ْ ُْ باتَم ُّ ُ َّ ُ َّ َ َ َ َ َْ َ
أم ِت ِه ِف ِ اح ِب ِه :اج َعله ِف كف ٍة ،ثم اجعل انلبو ِة ،ثم قال لِص ِ علي ِه ِ ِ
ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ((( ْ ُ ُ َ َ ْ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ
إل الل ِف أش ِف ُق أن هلل صل اهلل علي ِه وسلم :فإذا أنا أنظر كف ٍة ،قال رسول ا ِ
ُ َ َّ َ َ َّ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َ ْ َّ ُ َّ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ً َ
ت ف َرقا ش ِدي ْ ًدا ،ث َّم ير ع بعضهم ،فقال :لو أن أمته و ِزنت بِ ِه لمال بِ ِهم ،ففرق ِ
أس َف َقالَ ْ ك ْو َن ب بَ ٌ ْ َ َ ْ ُ َ ِّ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ ُ
ت: ِ الي ل ِقيت ،فأشفقت أن ي انطلقت إل أم فأخبتها بِ ِ
َ َ َ َ ج َفر َّ
َْ ْ ْ َ َ ْ
الص ُّ
يب إِذا ق ِوي َ
ع األلك ب إِذا انتَفخ ل َ ُمه ،قال ابن األثري :است ((( يف س :مباراك .واجلفرَّ :
الص ُّ
ِ
.انظر :لسان العرب ،142/4تاج العروس .203/6
((( يف س :إال أن.
((( يف ن:سقط [أي أضجعاين].
((( يف س :سقط [أنا].
- 75 -
ت َخلْف َح َّ
ت حلَ ،و َركبَ ْ َ َ َ ّ ْ َ ْ ً َ َ َ َ َ َ ((( َ َ َّ ْ
الر ع تن ل ع ج ف ا ه ل اي ع ب ت لح ر ف ، هلل ا ب أُعيْ ُذ َ
ك
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
تح َ ْ َ َ
ْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ (((َ ،وقَال ْ َ َّ َ
ِّ َ ْ
خَََْ ُ َ َْ
ي تُ ْ َ ِّ :
إن رأي ِ الي ل ِقيت ،فلم يرعها ذلِك بتها بِ ِ بَلغنَا إل أم ،فأ
َّ
صى َوالشامِ ». ت َُ
ل قُ ُص ْو ُر بُ ْ َ َ َ َ ِّ ُ ْ ً َ َ ْ
خرج ِمن نورا أضاء
َ َّ َّ َ ُ َ َّ َ َْ ْ َ ْ ْ َ َ
السل ُمَ ،وإن َما ُج ِعل َوكن يُ َرى أث ُر ال َم ِخي ِط ِف َصد ِر ِه َعلي ِه الصلة و
ْ ْ َ ُ ْ ُ َ ِّ ُ ع أنَّ ُه َّ َْ ًْ ََ َ ً ْ َْ ََْ َ ْ ْ ْ َ
صف ِ ت م ال م ظ ع ال اع ِ الر ا ه يبِ ن ت ؛ مِ ل را ِعيا ِللغنامِ قبل در ِك الح
ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ع تَ ْدب ْ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ُْ ْ َ ْ َُ ََ
ف ع ْن آدم، ي العالم ،أما تراه قد شفع ِف الز ِل حت ع ِ ِ ِ والمستخلف
َ ً َْ ْ َ َ َّ ٌُّ َ ُ ْ ُ َ ْ َْ َ َ ْ َ ْ َ
س خ ْوفا ف ن س ف ن :ل وق ي ك م، ن هج ن م ِ ص ِ ل ال ِ ب ه
ِ د
ِ ل ألو ة ِ رخ ِ َويَشف ُع((( ِف ال ْ
ِ ْ ْ َ ُ َ ُ ْ ُ َّ ِ ُ
َّ ُ َّ ((( ك َّنما((( َّ ْ ْ ُْ َْ َ َعلَيْ َ
اع العظم يقول :أم ِت أم ِت ؛ ألنه ِ الر ِ ل م، ب مال ر
ِ مال ن م
ِ اه
َ ْ ْ َ ُ ُّ َ ٍ َ ْ ُ ٌ َ ْ َ َّ ((( َ ْ َ َ َ َ َّ ِّ َ َ َ َ َّ َ
را ِعي ِهم و»ك راع مسئول عن ر ِعي ِت ِه» ،فإن رعها حق الرعي ِة وأمدها
َ ٌَ َ بالْك َفايَة ،فَلَ ُه مثْ ُل ُ
أج ْو ِر ِه ْم َو ِز َيادة إل َما ل نِ َهايَة. ِ ِ ِ
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع َم َم ِّر ات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
أحس ْن َلَا بَاهه اخلتَام ،يَا َر ْ َ ْ َ َّ َ
حن. ِ ِِ ِ اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
ُ َ ٌ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُّ ُ
أمهَ ،و َمات أبُ ْو ُه َوه َو حْل، ولما بلغ صل اهلل علي ِه وسلم سبع ِسنِي ماتت
((( يف ن :فجعلين.
((( يف س :ذاك.
((( يف ن :وسيشفع.
((( يف ن :لكنها.
((( أخرجه مسلم .)94(327
((( أخرجه ابلخاري ،2049ومسلم .)1829(20
- 76 -
َ َ َ َ ُّ ْ َ ْ ُ ُّ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ َ
ل((( َوتَ ُّر ِد ِه َع ِن ال َو َسائِ ِط الك ْو ِن َّي ِة ،فأخذ ُه َجد ُه ك ذلِك ِلحق ِق الكفال ِة الل ِهي ِة
اءش ُه((( ب ِه ُعلَ َم ُ أو َل ِدهِ؛ ل ِ ٍّ
س قَ ْد ب َ َّ َ جيْع ْ
ِ
َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ َ
ع هز أع و ه م ر أك و ،ه إل ب ل َعبْ ُد ال ْ ُم َّ
ط
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ََ ُْ ُ َْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ ُّ ُ ُ َ َ َ ْ
َ َ َّ َ َ ُ ْ
ُ َ ََ
ب إل الشامِ ،فرأته رهبان زمانِ ِه ،ولما قارب اللوغ خرج معه عمه أبو طا ِل ٍ
ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ َ َ ُّ ْ َ ُ ُّ ُ َّ َ ْ َ َ ُ َ ْ
تف ْوا بِفض ِل ِهَ ،وقال ْوا :هذا َسيِّ ُد ال ُم ْر َس ِلي ،هذا انلصارى ،فأقروا ل بِانلبو ِة واع
ََُُْ ُ ًََْ ْ َ ْ
حة لِل َعال ِمي. يبعثه اهلل ر
ِّ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ((( َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ُ((( َ َّ
س الفت ِح الك ِم ِل ِ ِ ل ام، الش فافتتح صل اهلل علي ِه وسلم سفره إل
َ ُْ ْ اع اإلنْس َّية ،ب ُم ُر ْوره َعلَيْ َها ب ُّ َّ َ َ َ َّ َ ْ ْ َ ْ َ ُ
الص ْو َر ِة القد ِس َّيةَ ،ساف َر ِ ِ ِ ِ ِ القاتلام ،وتشفت تِلك ِ
َّ َ َّ َّ َ َ َّ َ ُّ ُ َ إل ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َّ َ ِّ َّ َ
أمدها انلف ْو ِس الطا ِهر ِة الز ِكية ،ف أر ِض شامِ ِمن الض ِة الم ِعي ِة المكية،
ُُ َ ِّ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ بأن ْ َوار ال ْ َم َعارف اإللَه َّ
ه ،فآث َر ُه بِش ُه ْو ِد نف ْو ِذ ال اإلل ِ ِ
كَ
م ال ة
ِ ار ج ت
ِ ِ ب ر اف س ه ألن ة؛ ي ِ ِ ِ ِ ِ
ْ ْ َ
ات َجل ِ ِل ال َوح َد ِّ ِّ َ
انَ ،وتَقق َم َعان((( تَليَ ُّ َ ْ
َح َقائِق ال َ َمال َّ
الر َّب ِ ِّ
ان. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ
الها((( احل ْسنَ ُ ك ََ ْ َ َ ْ ْ
اء ج َ أه َدت إل
َ ْ َ ْ ل َييْ َن َذ َ
اك ال ُ ْس َن ِمنك َجل ُء ِ ِ
َ َُ َ ً َ ْ ْ
ُح ْسنًا فائِقا َما ف ْوقه (((
استَج ِل ف
ُ
ـــاء ـــن َمَاس ٌ
ـــن َو َب َه اظريْ َ َّ
ِ لِلن ِ ِ
ُ َّ َّ َ ْ َ ْ ُ َ َّ ُ َ
اهلل َعليْ ِه َو َسل َم خ ِديَة َبع َد ُر ُج ْو ِع ِه ِمن الشامَِ ،وع ْم ُر ُه ث َّم ت َز َّو َج َصل
َ ْ َ َ ْ ٌ َ ْ ُ ْ َ ً َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ َ ُ ْ ْ ُ َ َ ْ َّ َ
السل ُم- بيل -علي ِه يوم ِئ ٍذ خس و ِعشون سنة ،ولما بلغ أرب ِعي سنة جاءه ِج ِ
َّ َ َ َّ ُ َْ َ َّ ُ َ َ َ َّ ً ُ َ َ َ ً َ َّ َ َ ْ ُ ْ ٌ َ
ت ق َريش :إن م َّم ًدا يعش ُق َر َّبهَ ،ما تل َصل ار ِحراء أياما متو ِالة ،حت قال بِغ ِ
َ َّ ْ َ ْ َ َ َّ ْ ْ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ
ب غيُ ْو ٌر ،ل اء ع ْن َسائِ ِر ال َو َرى إل ِلعل ِم ِه بِأن ال ِبي اهلل َعليْ ِه َو َسل َم ِف غ ِر ِحر
َْ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ ك ُن قَلْبًا فيْه للْ َغ ْ َْ ُ
ي بِال ْ ِّق، ي((( عبُ ْو ٌر ،ال َوحشة ِمن الل ِق دأب المستأن ِ ِس ِ ِ ِ ِ يس
َ
َ َ ُّ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُ ِّ َ ْ ُُْ ْ ْ َ ْ َ ُ
ل ق َرار. ال َمشغ ْو ٍف ل يقر اري َوالكهو ِف َوال ِقفار ،علمة ك َو ِ ٍ ََ
واالن ِفراد ِف الب ِ
ُ ٌْ َ ٌ ْ ْ ُّ ْ ُ
الشغل بِال َمحبُ ْو ِب شغل شا ِغل
ب ل َغ ْ ب ال ْ ُمح ِّ َل يَتَّس ْع قَلْ ُ
يهِِ ِ ِ ِ
ب َم ْن َيْتَ ُ ب َيْ َف ُظ قَلْ َ ال ُ ُّ َ ْ
ار ُه و
ْ َ ُ ُ ُ
َو َيك ْون َسا ِكنَه َو َمالِك أم ِر ِه
ْ َْ ََْ ْ ي ْالنَام ،ب َغار ِح َر َاض َخ ْ َُ َْ َ
الط َعامِ َوال َمنَام،
تك َّ
ل ال َ َرام ،بِ ِ
اء ِمن ال ِ ِ ِ ما ارت
َ ُّ ْ َ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َّ ُ ْ َّ
اتل َمام،
ع َّ إل ِل ِعل ِم ِه بِأنه َسيِّ ُد النامَ ،وأنه ِسلك انلِّظام ،والنسخة الك ِملة
َ ْ ُ َ َ ِّ ْ َ َ ْ َ َ
ار الكلم. والمتلق أس
َ َ ُ َّ َ ِّ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ ك ُتنَ ُال ب ُد ْون ال ْ َم َ
َْ َ ُ َْ َ َ
ست ِ ك و ي ل
ِ سر م ال د ي س ج ش ا م ل ،كِ ِ لا ه ِ ِ لو كنت الممال ِ
ّ
((( يف س :فأجل.
((( يف س :للقلب.
- 78 -
َُ ُ َ
ارف تنال بِ َعدمِ يَ ،ول َ ْو كَنَت ال ْ َم َ
ع الط ْ ي ال ْ َما ِء َو ِّ َ َ َّ ُ ُ َ َ ُ َ ((( َ ٌّ َ َ
آد ُم َب َ ْ ربا ِعيته ،هذا وهو ن ِب و
ِ ِ ِ
َ َّ ُ االجت َهاد ف ُح ُص ْول ال ْ ُم َراد ،ل َ َما َش َّد احل َ َ ِّ َ ْ
ج َر((( ل ِ ِشد ِة ال ْ ْو ِع ع((( َب ْطنَ ِه ِ ِ ِ ِ ِ اجلد و ِ
ْ
َسيِّ ُد ال ِعبَا ِد.
ً ُْ ُْ َ َ ْ
ي َع الُف ْو ِن ُم َه ْر ِول أس
دع ِن ِ
َ ْ َ ْ
الَبيْ َنْ َ
ب َول ْو َع ال ْر َم ِ
اح ِ ِ و
َ
ي ِفيْ َم ْن يَنث ِن ع ْن ُحبِّ ِه
َْ َل َخ ْ َ
ْ َ ْ َ ْ َ َ َ
خ ْوف ال َملمِ َوخشيَة اإلف َض ِ
اح
َّ ال ْبيْ َ َ َ ْ ((( َ َ َ ْ
ب َج َهن ٌم ِ ِ و ن لو كن بي ِ
ْ ْ َ َ
احَوالشبَ ِ الر ْو ِح
ب ُّ
ِ ل َولْتُ َها
أه َو ُاه((( ف أفُق َّ
الس َما
َ َ َ ْ ْ
كن من ْ
أو
ِ ِ
َْ ُ ََ ألط ْ ُ َ ْ َ َّ
اح ي لو قص الغ َرام جن ِ ِ
َ َّ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َص ْ َ َ
أزل ب ِل عمن ه ِويت ولم ل
َ َ َ َّ َ َُْ
(((
أدنو إلْ ِه ع ِشي ِت َوصب ِ
اح
((( يف ن :هو.
((( يف ن :سقطت [احلجر].
((( يف ن :سقط [ىلع].
((( يف ن :ولو.
((( يف ن :أهواء.
((( يف ن :وصباح.
- 79 -
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع َم َم ِّر ات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
أحس ْن َلَا بَاهه اخلتَام ،يَا َر ْ َ ْ َ َّ َ
حن. ِ ِِ ِ اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
وح الر ِ اس َط ِة ُّ وسلَّ َم تُلْ َق َإلْ ِه الْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ اهلل َعلَيْه َ َول َ ْم يَ َز ْل َص َّل ُ
(((
كمات الل ِهية بِو ِ ِ ِ
ْ َ َ ُ ُّ ُ ْ َ َ ِّ َْ ْ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َّ َ َ
الم ْستَ ِقيم، الصاط ُ
َ ِ ادلي ْ ِن الق ِويْم[ ،ويدلهم ع إل ِّ ي وهو يدعو انلاس ال ِم ِ
َ َ ْ ِّ ِّ ْ َ ((( َّ َ َ ْ أو ُل َم ْن َ َو َك َن َّ
ن َعليْ ِه بِق ْو ِ ِل ِ أث ي ال ِ ] ق ي د الص ر
ٍ ك ب ا أب الِ
الر َ
ج آم َن ب ِه ِمن ِّ
ِ
َ َ
ت َعال:ﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ
َ كَْ َ ْ َ َ َ َ ِّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ُ
ث ِة ِصيَامٍ َول «ما ف َضلك ْم أبُ ْو بَك ٍر ِب ﱠ [اتلوبة ،]٤٠ :وقال صل اهلل علي ِه وسلم:
ْْ َ ُ َ َْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ََ ْ َ ْ َ
إل أن ش ٍء َوق َر ِف َصد ِر ِه»(((َ ،ول ْم يَ َز ِل اليمان ينب ِسط ويظهر كن ب ِ سه ٍر ،ول ِ
حابِ ِه ألص َ ل ُاهلل َعلَيْه َو َسلَّ َم ْ
ِ ص ِة((( ،فَأ ِذ َن َص َّ انل ْ َج َر ِة َو َتْ ِقيْق ُظ ُه ْور ُّ َ َ ُ ْ ْ
آن أوان ال ِه
ِ ِ
الص ِّد ْي ُقَ ،و َ ُّ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َّ ُ َ ْ
ع ْب ُن ِ
كر ِّ
ِف ال ِهجر ِة إل الم ِدين ِة فهاجروا ،ولم يبق معه إل أبو ب ٍ
َ َ ُ َْ
اهلل عن ُه َما. ب ر ِض َ
ِأب طا ِل ٍ
(((
السا ِف ُر ك((( ال ْ ُو ُج ْو ُد َّ َ ْ ُ َ ِّ ْ َ
سا ِفر يكمل
ْ
َ ُ ُ ْ ُ (((
ْ َْ
ُم َسافِ ُر ن َو ال ِح َّب ِة والوجود
َْ ْ َّ َ ٌ َ
ن ٍل ِ م ف ِ ف ما ِف ال ِحب ِة واقِ
َّ َ ِّ َْ َ ُ ٌّ
َسائِ ُر التق َع نه ِج ك
ْ َ َ ََ َ َ َْ
اإلراد ِة أم ُر ُه ب ي ِري ع حس ِ
َْ ْ ً
ال ْ ِم ُر َوفقا((( ألم ٍر يقتَ ِضيْ ِه
ْ َ َ َ َ ُْ َ
ال ُمنَ َّع ًما ِ
كَ
م ال إل هذا ي ِسي
َ َ َ ُ َ ٍّ َ ْ
ظا ِه ُر ل ت َرق ي ِه و ِف س ِ
ْ َ َ َ َويَس ْ ُ
ُمتَعبًا جل ِل ي آخ ُر لل ِ
ُ َ ِّ ََْ
َما ِه ٌر يف ت َرقيْ ِه ل ِ َم ْن ه َو
ُ َ َ ً ((( ْ َ ُ ٌّ َ ْ ُ َ
ي إل ال ُعل متا ِقيا ك ي ِس
َْ ْ ْ
القا ِد ُر ِف َمن َه ٍج أج َر ُاه ِفيْ ِه
َ َ ً َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ْ َ َ َّ
اش ِم َّيةَ ،صلة تتَ َوال دائِ ًما َع َم َم ِّرات المقدس ِة اله ِ امهلل صل وسلم ع اذل ِ
ح ُنأحس ْن َلَا بَاهه اخلتَام ،يَا َر ْ َ
ْ َ َّ َ
ِ ِِ ِ اللي ِال َواأليامَ ،و ِ
((( يف س :يكلمك.
((( يف س :السفر.
((( يف س :فالوجود.
((( يف ن :وقفا.
((( يف س :مرتقيا.
- 81 -
َ َّ َ ُ ُ
ار ،فنَقول]: ف الغ يز ز الملك َ
الع ن َف ْع أَ ُك َّف االفْت َقار إ َل َ [فَلْ َ ْ
(((
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ضة َك َمال ُو ُج ْود َكَ ،و َحقيْ َقة َ َ َ َّ ُ َّ َّ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ْ
ال ِ ج ِ ِ ِ ِ اللهم إنا نسألك ونتوسل إلك ِب ِ
السالظا ِهر حبياتك ب ِّ ِّ ْ َ َّ
ك ل ع ف ال أف َ
ع
ْ
ات
َ
ف ص ات اء َتَلِّيَ أس َم َ ك ْ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َّ َ
شهو ِدك ،و ِبم ِعي ِت
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ت فيْه أن ْ َو َ ْ َْ َ َّ َّ ْ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َّ ْ َ ْ ُ ْ َْ
ار الي أطلع ِ ِ القائِ ِم ِب ِقيق ِة العبو ِدية ،المخصو ِص بِإطل ِق ال ُ ِّريةِ ،
إل َّإل ُ ادة الْ َعبيْدَ ،ف َظ َه َر ب َل َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َّ ْ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َّ
اهلل ِ ِ ِ ِ ع س ِ ل د
ِ ي ح ِ و اتل ة
ِ ق ي ق
ِ ب ِ ه تر ه أظ ي ال ِ شهو ِدك ،و
َ َ ْ ُ َ َ ِّ ْ ْ َ َ َ َُ ْ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ ِّ َ َ
حق ِق ِبَ ِقيْق ِة ل َع َسيِّ ِدنا م َّم ٍد ك ِم ِل الخلق ،والمت أع وجو ِدك ،أن تص
َ ْ َ ُ ْ َ ِّ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ ُ َ ْ َ
الفت از بِق ْربِ ِه ِ ،ف حض ِة قد ِس رب ِه ،و اتل ْو ِحيْ ِد َع ال ْطلق ،وأن تعلنا ِممن ف َّ
َّ ْ َ َ َّ إل َغ ْ أن ْتَ َف َظنَا م َن ال ْ َميْ َ ْ َّ ُ
اح ُد يَا خلقَ ،وأل تَ َعل ِ و َ ا ي َك يَ
ِ
َ ل ِ ِ و اق، اق((( ب َّ
الس ِ الس
َ َ ْ ْ ُّ ْ َ ْ َ َ َ ِّ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ
ي أي ْ ِدينَا َو ِم ْن خل ِفنَاَ ،وع ْن ادلنيا أكب همنا ،ول مبلغ ِعل ِمنا ،وأن تفظنا ِمن ب ِ
ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ِّ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ ((( َّ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ
ل خلقَ ،وأن أيمانِنا وعن شمائِ ِلنا ،ول تسلط علينا من ل يرحنا ِممن ليس
َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ ِّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ
حان ار ِالن ِطلق ،فسب ارنا وعقو ِلا ما دامت المهلة ِف ِ
د تمتعنا بِأسما ِعنا وأبص ِ
َ َ َ ُ َ َ ْ َُ ُ ْ ْ ب َد ْع َو َة َّ بُ ،ييْ ُ ب ُميْ ٌ َم ْن ُه َو قَريْ ٌ
اهلل َونِع َم ال َو ِكيل، ادل ِاع إذا دعه ،وحسبنا ِ ِ ِ
ْ َ ِّ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ِّ َ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َّ
آل وصح ِب ِه هلل الع ِل الع ِظيم ،وصل اهلل ع سي ِدنا مم ٍد و ِ ِ ول حول ول قوة إل بِا ِ
ْ
كريْمَ ،وآخ ُر َد ْع َوانَا أن ال َ ْم ُد هلل َر ِّب الْ َعالَم ْ َ َ ْ َ َو َسلَّ َم ،ب َد َوامِ ا ْ َ
ي. ِ ِ ِ ِ هلل الم ِل ِك ال ِ ِ ِ ِ