Professional Documents
Culture Documents
ّإل واحد بعد واحد ،تس ّلى من أوراق األطباق آيات توحيده وتحميده ،وتج ّلى من اآلفاق
واألنفس شواهد تقديسه وتمجيده ،ت ّقدست سبحات جماله عن سمات الحدوث ّ
والزوال
لعز جالله جباه األجرام العلوية،
وتنزهت سرادقات جالله عن وصمة التغ ّير واالنتقال ،سجدت ّ
ونطقت بشكر نواله شفاه األنوار القدسية ،والصالة على رسوله المسك من ساللة عدنان وعلى
آله وصحبه أهل الرحمة والرضوان.
ِ
اصا على تحقيق الحق ،راغبين في تصديق الصدق، [ ]2وبعد؛ ّ
فلما رأيت طلبة زماننا ح َر ً
مستكشفين عما ورآء حجب األستار بجودة القريحة ،مستطلعين طلع مكامن األسرار بصفاء
الرؤية ،مستفرغين مجهودهم في كل مقال ،ومجتهدين في كل مسألة ليتج ّلى لهم حقيقة الحال،
أحرر لهم مباحث الرؤية والكالم من عويصات مقاصد علم الكالم. وكانوا ملتمسين منّي أن ّ
و ُأرتّبها على أبلغ النظام ،وأشير فيه إلى غرر فرائد االعتقاد ونكت مسائل االجتهاد مما قادني
الدليل إليه ،وقوي اعتقادي عليه ،حداني ذلك على تأليف رسالة فيها مشتملة على فوائد نفيسة
وشحت بها كتب القدماء ومحاسن فقد اتخذتها من ّ رشحت بها أذهان األذكياء وفوائد شريفةّ
اهتديت إليها بنور التوفيق .والله الهادي إلى سواء الطريق.
ُ ٍ
عين التحقيق ولطائف َم َعان
أطرز عنوانها باسم من له ر ْأي ثاقب وحدس صائب
رأيت أن ّ
ُ ست بنيانها
أس ُ [َّ ]3
ثم لما ّ
وعقل كامل وعدل شامل وإشارة إلى دقائق األمور ومهارة في سياسة الجمهور ،واستقا َمة
على طريقة أهل السنة والجماعة ،وإقامة لمرتبة كل طبقة بمبلغ الصناعة ،أعني :حضرة
السلطان األعظم والخاقان األفخم والبدر األتم والنير األعظم السلطان ابن السلطان ابن
السلطان سلطان بايزيد بن محمد خان بن مراد خان ،الزالت دولته عال ًيا منارها مضاع ًفا
اقتدارها منصورة أنصارها مخ ّففة بإحسانها أثقال األيام وأوزارها /مبتوتة آمال أعدائها [44ظ]
31
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
وأعمارها والمسؤول من كرمه وحسن شيمة أن يستر هفواتي عند العثار على خطيئاتي في
هذه الرسالة ،ويقبل معذرتي فيما وقع فيها من السهو والزلل والخبط والخطل؛ ّ
فإن تفاقم
صروف الزمان وخطوب الحدثان في هذه األوكار واألوطان وتعاقب نوائب الدهر وتتابع
شوائب العصر في هذه األقطار والبلدان حين أخذت منّي السن وتقعقع الشن كاد أن ال يبقى
في قلوبنا حشاشة وفي وجوهنا هشاشة 43وأن تزاحم فرط المالل وضيق البال ورثاثة الحال
وتجرني [من] رفع إلى خفض،
ّ وركاكة األحوال وألجأني إلى أن تلفظني أرض إلى أرض،
وجعلني بحيث بعثني على أن أطلب من لطفه الصميم وأسأل جنابه العظيم أن يأذن لي في
الترحل من مدينة فتح الله عيني منها على جنة النعيم بلدة طيبة ومقام كريم محط رحال
األفاضل مخ ّيم أرباب الفضائل حرسها الله عن بوائق الزمان وطوارق الحدثان .وها أنا
أفيض في المقصود بعون الملك المعبود.
[2و] 44
[]4فأقول :الرسالة /مرتبة على مطلبين.
32
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
48
قال في شرح المواقف:
فإن قيل :صدق الرسول موقوف على تصديق الله إ ّياه؛ إذ ال طريق إلى معرفته سوا. ْ
وهو إخباره عن كونه صاد ًقا .وهذا اإلخبار كالم خاص له تعالى ،فإ ًذا قد توقف صدق
49
الرسول على كالمه تعالى .فإثبات الكالم به [أي :بصدق الرسول] دور.
قلنا :ال نس ّلم أن تصديقه له كالم؛ بل هو إظهار المعجزة على وفق دعواه فإنه يدل على
صدقه ثبت الكالم بأن تكون المعجزة من جنسه كالقرآن الذي يعلم ّأو ًل أنه معجزة
ثم يعلم به صدق الدعوى ،أم لم يثبت كما إذا كانت المعجزةخارجة عن قوة البشرّ ،
50
شي ًئا آخر.
أن له كال ًما مطل ًقا من غير نظر إلى خصوصية الكالم.
[ ]5وأقول :المطلوب ههنا إثبات ّ
وما يتوقف هي عليه من تصديق الله كالم مخصوص هو إخبار الله بصدق الرسول عليه
السالم وهو غير مقصود إثباته له تعالى ههنا .وال مما يتوقف على إثبات ذلك المطلق حتى
فإن 51توقف إثبات المطلق على ثبوت الخاص له تعالى كما نحن فيه ليس ممادوراّ ،
يكون ً
يتوهم فيه الدور.
ّ
وقوله في الجواب" :أنّه معجزة خارجة عن قوة البشر" ْ
إن أراد به أنه معجزة خارجة عن قوة
البشر مطل ًقا فال نس ّلم ذلك؛ ّ
فإن اإلعجاز ال ينافي كون المعجزة مقدورة البشر كما هو الحق من
المذهب ،فبمجرد اإلعجاز ال يعلم كون المعجزة خارجة عن قوة البشر كما يدل عليه توصيف
المعجزة بخارجة عن قوة البشر.
وإن أراد أنه "معجزة خارجة عن قوة البشر" قوة معتادة يكون هذا اعترا ًفا بأنّه ال يعلم بمجرد
ْ
اإلعجاز كون المعجزة فعل الله من غير تعلق قدرة العبد به .وأنّه ال يعلم بمجرد إعجاز القرآن
أنه ليس كالم البشر وأنّه كالم خالق القوى والقدر ،وهو مخالف لما ذكره في حواشيه /للكشاف [2ظ]
"من أنّه يعلم بإعجاز القرآن أنه ليس كالم البشر وأنّه كالم خالق القوى والقدر"
52
في هامش م :مطلب في بيان لزوم الدور في إثبات كونه متك ّل ًما ودفعه. 48
في هامش م :فيكون صدقه موقو ًفا على اإلخبار. 49
شرح المواقف للجرجاني.133 /3 ، 50
ل طّ :
وأن. 51
حاشية الكشاف للجرجاني ،مكتبة السليمانية باسطنبول ،قسم الله لي ،رقم ،332ورق .1 52
33
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]6فإن قيل :اخترنا الشق ال ّثاني وال مخالفة ألن كون مجرد اإلعجاز سب ًبا للعلم يكون
ْ
القرآن كالم الله تعالى ال ينافي جواز كون المعجزة مقدورة للعبد؛ إذ الجواز الذاتي ألحد
النقيضين ال ينافي العلم العادي المتعلق بوقوع النقيض اآلخر .ومراده أنّه يعلم بإعجاز القرآن
وإن أمكن كونها كذلكعلما عاد ًّيا أنّه كالم الله بناء على أن المعجزة ال يكون مقدورة عادة ْ
ً
إمكانًا ذات ًّيا.
بشرا ال يتعلق بخارق العادة؛ ولكن
أن القدرة المعتادة للبشر من جهة كونه ً[]7قلنا :س ّلمنا ّ
ال نس ّلم عدم تعلق القدرة به مطل ًقا من جهة كونه نب ًّيا بحسب عادته في خلق المعجزات .إذ لم
قائما
يعلم أنه لم يتكرر خلق المعجزة المقدورة في أيدي األنبياء .وظاهر أنّه ما دام هذا االحتمال ً
ال يجزم بمجرد إعجاز القرآن بكونه كالم الله تعالى؛ بل يحتاج في إثباته إلى الشرع.
أن عدم التك ّلم عما من شأنه اتصاف بالكالم
وقد يستدل على ذلك بدليل عقلي وهوّ :
ٌ
محال .هكذا ّقرر نقص واتصاف بأضداد الكالم وهو على الله
-أعني :الحي العالم القادرٌ -
الدليل في شرح المقاصد 53،وهو يدل على أنّه يكون القدرة من شرائط صحة االتصاف بالكالم
أيضا.
حيث اعتبر في تفسير ما من شـأن القادر ً
[]8وال يخفى أنّها ليست شر ًطا لصحة اتصاف البارئ به؛ إذ نسبة البارئ إلى صفاته بطريق
56
ضر أن البارئ 54موجب 55مطل ًقا ،أي :بالنسبة إلى صفاته وغيرها ً
أيضا لما ّ اإليجاب ،ولو فرضنا ّ
بصحة اتصافه بصفاته التي غير القدرة واإلرادة .وكذا ليست شر ًطا التصاف العبد؛ ّ
ألن الكالم
الذي أثبتوه صف ًة له تعالى هو الكالم النفسي الذي هو عبارة عن مدلول الكالم اللفظي .وهو
شك ّ
أن اتصافنا به ال يلزم أن يكون اختيار ًّيا، المراد بالكالم في وقوله" :57اتصافه بالكالم" .وال ّ
ّ
فإن مدلول قولنا" :العالم حادث" إذا ألهمنا الله يقوم بأنفسنا الكالم النفسي من غير قدرة عليه،
أيضا وهو ظاهر.
وكذا ال يلزم القدرة على غيره ً
34
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[]9فإن قلت :قال هذا الفاضل في حواشيه لشرح العضد" :الكالم النفسي هو النسبة التامة
قائما
اإلخبار ّية أو اإلنشائ ّية من حيث يفاد بالكالم اللفظي ال من حيث أنّها تستفاد منه ،ولهذا كان ً
بنفس المتك ّلم دون السامع" 58.فإنّه يدل على أنّه يعتبر في كون القائم بنفس المتك ّلم الذي هو
مدلول اللفظ كال ًما أن يكون القائم بحيث يفيده المتك ّلم بالكالم اللفظي ،وال شبهة ّ
أن /اإلفادة [3و]
يتصور من القادر.
ّ إنّما
[]10قلت :ما ذكره من حيث ّية اإلفادة إنّما يعتبر في تسمية القائم بالنفس المذكور كال ًما ال
في حقيقة الكالم النفسي كيف! فإنّه صفة موجودة عندهم وحيث ّية اإلفادة ليست موجودة فال
المسمى
ّ يعتبر في حقيقة الموجودة .ومراده بقوله" :الكالم النفسي هو النسبة التامة" إلخّ .
أن
بالكالم النفسي هو النسبة التّامة من تلك الحيث ّية ،ويكفي في التسمية إفادة ما من متك ّلم ما ،ولو
س ّلم اعتبارها في حقيقته أو جعلها إضافة الزمة له.
[ ]11فنقول :المراد بصحة اإلفادة في الجملة من متك ّلم ما 59هذا الوجه مما ال يخفي
فإن كون مطلق الحياة والعلم والقدرة ضعفه؛ إذ ال يس ّلم الخصم صحة اتصافه بالكالمّ ،
فإن حياته تعالى مخالفة لحياتنا فيجوز أن يكون لخصوص ّية مصح ًحا لالتصاف به ممنوعّ ،ّ
ِ
حياتنا مدخل في تلك الصحة .ولو سلم ذلك فل َم ال يجوز أن يوجد مانع من االتصاف بالفعل؟
الخلو
ّ ويكون ذلك المانع الز ًما مساو ًيا لصفة كمال أزيد منه في الكمال .وحينئذ ال يكون
عن 60الكالم بسبب وجود المانع المستلزم لكمال آخر أزيد ممتنع االجتماع معه نقصانًا؛ بل هو
الكمال حقيقة ،بل نقول :يجوز أن يكون له صفة كمال أزيد منه في الكمال متوقفة على عدمه
ممتنعة االجتماع معه.
أن للخصم أن يقول :ال نس ّلم
[ ]12وقوله" :واتصاف بأضداد الكالم" يرد عليه أن يقالّ :
كون االتصاف بالكالم من شـأنه تعالى ،ولو س ّلم ذلك فال نس ّلم كون عدم صفة من شيء شأنه
35
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
مجاز ًّيا؟
36
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[]14قلت :ال ضرورة في العدول عن الحمل على المعنى الحقيقي إلمكان 69ثبوت الكالم
النفسي على أنّا نقول :المعنى المجازي المشهور إضافة الكالم إلى موجده بكونه قاصدً ا معانى
ً
استعمال في تلك األلفاظ؛ ّ
فإن هذا المعنى الزم في األكثر لمعنى 70القيام فيكون االستعمال فيه
الزم الموضوع له ومجرد اإليجاد ال يستلزم هذا المعنى حتى يكون استعمال المتك ّلم في موجد
ً
استعمال في المعنى المجازي المشهور. األلفاظ والحروف في محا ّلها
ّ
للكشاف حيث قال" :المفهوم []15وإلى ما ذكرنا أشار الفاضل التفتازاني في حواشيه
من المتك ّلم من قام به الكالم وإيجاد العرض في ٍّ
محل ال يوجب اتصاف الموجد به وال
إضافته إلى الموجد إضافة الكالم إلى المتك ّلم" 71يعني :أن إيجاد العرض في ّ
محل ال يستلزم
ٍ
محل إطال ًقا على فرد اتصاف الموجد به حتى يمكن كون إطالق المتك ّلم على الموجد في
المعنى الحقيقي من حيث هو فرد منه ويكون حقيقة فيه .وال يستلزم إضافته إلى الموجد
إضافة الكالم إلى المتك ّلم 72بكون المتك ّلم قاصدً ا معناه حتى يكون استعمال المتك ّلم في
استعمال في المعنى المجازي المشهور .وال يبعد 73أنً موجد الحروف في محا ّلها مطل ًقا
يكون مرادهم 74بقولهم" :المتك ّلم من أوجد الكالم" أن المتك ّلم من أوجد الكالم قاصدً ا به
معناه.
[]16قال هذا الفاضل في شرحه للعقائد" :أن المعتزلة لما لم يمكنهم إنكار كونه [تعالى]
76
متك ّل ًما ذهبوا إلى أنّه متك ّلم بمعنى إيجاد األصوات والحروف في مح ّلها 75أو إيجاد أشكال
الكتابة في ال ّلوح المحفوظ ْ
وإن لم ُيقرأ على اختالف [بينهم] .وأنت خبير ّ
بأن المتحرك من قام
أ +ثبوته. 69
ل ط :بمعنى. 70
حاشية الكشاف للتفتازاني ،مكتبة السليمانية بإسطنبول ،قسم الله لي ،رقم ،329ورق .2 71
ط ق -؛ أ +يعنــى :أن إيجــاد العــرض فــي محــل ال يســتلزم اتصــاف الموجــد بــه حتــى يمكــن كــون إطــاق المتك ّلــم علــى 72
محـ ٍ
ـل إطال ًقــا علــى فــرد المعنــى الحقيقــي مــن حيــث هــو فــرد منــه ،ويكــون حيقيقــة فيــه وال يســتلزم إضافتــه الموجــد فــي ّ
ّ
إلــى الموجــد إضافــة الــكالم إلــى المتكلــم.
في هامش م :فيه من التك ّلف ما ال يخفي. 73
أي :المعتزلة. 74
ل ط :محا ّلها. 75
ل :الشكال | ف :ألفاظ. 76
37
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
لصح اتصاف البارئ باألعراض المخلوقة 78له تعالى عن ذلك به الحركة ال من أوجدهاّ 77
وإل ّ
كبيرا" 79انتهى كالمه.
علوا ً
ً
[4و] []17أقول :ربما يفهم من قوله" :أن المتحرك من قام به الحركة /ال من أوجدها أن معنى
لصح اتصافه باألعراض
لفظ "المتحرك" من قام به الحركة ال من أوجدها؛ إذ لو كان معناه ذلك ّ
محل ال يقتضي اتصاف الموجد به،
أن إيجاد العرض في ّالمخلوقة" وال يخفي ضعفه 80لظهور ّ
يصح
ّ تعسف ،وقال :أي :كما فكيف يلزم صحة اتصافه باألعراض المخلوقة له؟ ومنهم من ّ
أن يحمل عليه المتك ّلم بمعنى موجد الكالم يصح أن يحمل عليه التك ّيف واألسود ونظائرهما
التعسف فاعترض ّ
بأن اتصاف ّ ثم بنى على ذلك
بمعنى موجد فيه الكيف ّية والسواد وغير ذلكَّ .
عقل .وجواز االتصاف بالتك ّلم 81لورود
البارئ باألعراض المخلوقة بهذا المعنى ال يمتنع ً
بأن ما حمل عليه قوله" :اتصاف البارئ ٍ
استبعاد وال يفيد .وأنت خبير ّ الشرع به دون غيره مجر ُد
باألعراض المخلوقة له" بعيد عن األذهان السليمة.
[]18فالوجه أن يقال في تقرير كالمه ،أن لفظ "المتحرك" يطلق لغة على ما قام به الحركة،
محله غير الموجد 82كما يقتضيه كالمهم ،يعنى:
وإن كان ذلك في ّوال يطلق على موجدها مطل ًقا ْ
أنّه ال يطلق عليه حقيق ًة ال على طريقة أنه معناه ،وأنّه ظاهر البطالن لظهور قاعدة المشت ّقات.
تعرض
يتعرض له وال على طريقة أنه فرد من معناه ،أعني :ما قام الحركة .وهو الذي ّ
ولهذا لم ّ
لصح اتصاف البارئ باألعراض المخلوقة له" ،أي :وإن أطلق عليه 83بناء على
ّ له بقولهّ :
"وإل
فــي هامــش م :قيــل للمعتزلــة أن يقولــوا هــذا بحــث لفظــي ال يعتــد بــه فــي المباحــث العقل ّيــة ،واذا قــام الدليــل علــى امتنــاع 77
كونــه تعالــى متك ّل ًمــا بالمعنــى اللغــوي المشــهور؛ وال نسـ ّلم دليلكــم علــى المعنــى القائــم بالــذات فــا بــدّ مــن التأويــل فــي
الصــرف عــن الظاهــر.
في هامش م :الموجودة بايجاده. 78
شرح العقائد للتفتازاني ،مطبعة العامرة في إسطنبول.27 ،1266 ، 79
فــي هامــش م :أقــول :مــا قــال الفاضــل مــن لــزوم صحــة اتصــاف البــارئ باألعــراض المخلوقــة لــه ليــس بنــاء علــى اقتضــاء 80
إيجــاد العــرض فــي محــل اتصــاف الموجــد بــه حتــى يــرد عليــه المنــع ،بــل بنــاء أنــه تعالــى موصــوف فــي الواقــع بالتك ّلــم
ـا ،فلــو كان التك ّلــم بمعنــى إيجــاد الــكالم بمحــل مــا قالــوا لــزم صحــة اتصــاف البــارئ فــي الواقــع باألعــراض المخلوقــة مثـ ً
لــه ،فتأمــل فيــه.
في هامش م :في الواقع. 81
محله غير الموجد.
ط ق م ف -؛ أ +وإن كان ذلك في ّ 82
في هامش م :فرضا. 83
38
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
لصح أنه فرد مما قام به الحركة من جهة أن إيجاد العرض في ٍّ
محل يستلزم 84اتصاف الموجد به ّ
اتصاف البارئ باألعراض المخلوقة له .وهذا موافق لما نقلناه من هذا الفاضل من ّ
"أن المفهوم
من المتك ّلم من قام به الكالم وإيجاد العرض في ٍّ
محل ال يوجب اتصاف الموجد به".
قائما
[]19فإن قلت :85قاعدة اللغة في المشتقات تقتضي أن يكون مصدر اسم الفاعل ً
قائما بالمتك ّلم ،ال قيام الكالم بهّ .
فإن بالفاعل ال قيام العرض 86به .فالالزم منه أن يكون التك ّلم ً
المتمارض من قام به التمارض ال من قام به المرض كيف؟ فإنّه مخالف للقاعدة .وما ذكره
فإن إيجاد الكالم 87قائم بالمتك ّلم بالمعنى الذي ذكروه ْ
وإن لم المعتزلة مطابق لتلك القاعدةّ ،
يقم الكالم به.
قائما
[]20قلنا :ما ذكرنا هو أن قاعدة اللغة في بعض المشتقات تقتضي أن يكون العرض ً
بالفاعل مطل ًقا 88سواء كان ذلك اقتضا ًء ّأول ًّيا كما في أمثال ضارب وأسود أو بواسطة 89ما يقتضيه
والتحرك ً
محل للكالم ّ فإن تلك القاعدة يقتضي أن يكون محل التك ّلم كما في أمثال التك ّلم؛ ّ
والحركةّ ،
وأن اقتضاء تلك القاعدة قيام العرض بالفاعل إنّما هو بواسطة /أن مصدر اسم الفاعل [4ظ]
من تلك الصيغة إنّما يقوم بالفاعل إذا قام العرض به ،ال أنه يقتضيه اقتضا ًء ّأول ًّيا كما في مصادر
الثالثي هذا.
أن االتصاف بالتك ّلم ال
أن األشاعرة جعلوا كالمه صفة له لما ذكروا من ّ []21واعلم ّ
يتصور ّإل باالتصاف بالكالم .وأحالوا 90كون الكالم اللفظي صفة له لتركّبه من األجزاء الممتنعة
ّ
المتـأخر منتف ،فكل منهما ّ
فالمتأخر عند وجود المتقدم معدوم فالمتقدّ م عند وجود االجتماع،
ّ
فالمتأخر مسبوق بعدمه المقارن لوجود حادث؛ إذ القدم ينافي العدم ساب ًقا والح ًقاً .
وأيضا
أيضا وكذا المركّب
ان يسير فهو حادث ً المتقدّ م فهو حادث قطعا .والمتقدّ م ال يتقدّ مه ّإل بزم ٍ
َ ً
في هامش م :قيد أنه ال يقول به الخصم فكيف يقول عليه الفاضل ّإل أن يحمل الكالم على الوسع إللزام الخصم. 84
في هامش م :جواب من طرف المعتزلة. 85
في هامش م :الذي هو الكالم. 86
في هامش م :الذي هو التكلم. 87
في هامش م :قيد لالقتضاء. 88
في هامش م :أي :الواسطة في العروض. 89
في هامش م :أي :جعلوه محال. 90
39
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
وأيضا الكالم اللفظي هو المركّب من الحروف التي تعرض باألصوات 91بسبب اآلالت. منهماً .
فال يكون ّإل من قبيل الكيف ّيات الجسمان ّية التي يمتنع عروضها ّإل للجسم .وال يعقل في الكالم
اللفظي ّإل هذا .فلذلك أثبتوا كال ًما نفس ًّيا وهو مدلول األلفاظ والعبارات.
[]22وقالوا" :أنه [الكالم النفسي] عبارة عن النسبة اإلخبار ّية واإلنشائ ّية مع 92مفرديها
قائمة بنفس المتك ّلم .أ ّما تصور النسبة وكون الكالم النفسي نسبة فضروري؛ وأ ّما
أنّها النسبة القائمة بالنفس فألنّه لو لم تقم بها لكانت هي الخارج ّية ،والالزم منتف.
ألن الثابت ثابت إ ّما في النفس وإ ّما خارج النفس. أما المالزمة فإذ ال مخرج عنهما؛ ّ
فألن الخارج ّية ال يتو ّقف حصولها فاذا انتفى أحدهما تعين اآلخر ،وأ ّما انتفاء الالزم ّ
ألن نسبة القيام إلى زيد إذا ثبتت في الخارج ثبتت سواء عقل زيد على تع ّقل المفردينّ .
والقيام أم ال .وهذه متو ّقف حصولها على تع ّقل المفردين فتغايرتا" هذا مما ذكر في
93
شرح العضد.
["]23وقيل 94:والمراد بالقيام بنفس المتك ّلم أن يكون تلك النسبة صفة لها موجودة فيها
متأص ًل كالعلم واإلرادة ونحوها .وليس المراد به أن يكون تلك النسبة معقولة وجو ًدا ّ
حاصلة صورتها [عندها] للقطع بأن الموجود في نفس المتك ّلم .إذا قال" :ص ّلوا"
يصح
ّ هو طلب الصلوة وإيجابها ال صورة ذلك كصورة السمآء [عند تع ّقلها] .ولهذا
اتصاف النفس بأنّها طالبة ،والمراد بالخارج ّية ما يقابل ذلك .وحقيقتها أنّها مع قطع
مثل .فإن قيل :فعلى ما ذكرتم من ّ
أن المراد بأن زيدً ا قاعد ً
عما في الذهن يقطع ّ النظر ّ
بالنسبة النفس ّية ال نس ّلم تو ّقفها على تع ّقل الطرفين .قلنا :افتقار النسبة إلى الطرفين
ضروري .وال يجوز أن يكون القائم بالنفس الطرفين بوجودهما العيني؛ بل بصورتهما
العقل ّية وهو معنى التع ّقل".
[5و] []24وأقول/ 95:في كل مما ذكر نظر ،أ ّما ما ذكر في الشرح من قوله" :والكالم النفسي نسبة
فإن أراد بالقيام أن صورة النسبة قائمة بالمتك ّلم ،فهو قول بالصور
بين مفردين قائمة بالمتك ّلم" ْ
والوجود الذهني وهم ال يقولون به .ولو فرضنا أنّه قصد بما ذكره تحقيق الكالم على ما هو
40
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
الواقع والمختار عنده ال على ما هو قاعدة مثبتيه من األشاعرة يلزم على ما ذكره أن ال يكون
تأصل لها في الوجود؛ بل هي من
الكالم النفسي صفة موجودة في الخارج .إذ الصور أظالل 96ال ّ
قبيل الموجودات الذهن ّية كما يدل عليه كالم الفاضل الشريف في حاشية المطالع.
[]25والكالم النفسي الذي أثبتوه من الموجودات الخارج ّية ْ
وإن أراد أن النسبة موجودة
متأص ًل كما يدل عليه كالم القائل فال نس ّلم ّ
أن النسبة بين المفردين من ّ في النفس وجو ًدا
فإن النسب غير األكوان ليست من الموجودات عند المتك ّلمين مثل
الموجودات الخارج ّيةّ .
أيضا .ولذلك قالوا :أن نسبة القيام
النسبة بين المحكوم عليه وبه .97وليست منها عند الحكماء ً
إلى زيد بالحصول له ليس الخارج ظر ًفا لوجودها؛ بل ظرف لنفسها ،ولو فرض كونها من
أن المفرد القائم بالنفس قد يكون معدو ًما كما في قوله تعالىَ ﴿ :ل ْي َس
الموجودات فال شبهة ّ
ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء﴾[الشورى ]42/11 ،فال يكون المركّب من النسبة ومن مثل هذا المفرد موجو ًدا
أن النسبة صفة للنفس حتى يكون الكالم النفسي صفة لهاّ .
فإن س ّلمنا ذلك؛ ولكن ال نس ّلم ّ
العاقل ال يقول ّ
بأن النسبة بين القائم المحكوم به وزيد المحكوم عليه صفة للنفس كالعلم ،ولو
س ّلم كونها صفة لها ،لكن ال نس ّلم كون الكالم النفسي صفة واحدة حينئذ؛ إذ النسب يتعدد
بحسب تعدد المنتسبين والمثبتون للنفسي جعلوه صف ًة واحدةً.
[]26فإن قيل :قال بعض األشاعرة انقسام الكالم إلى الخبر واإلنشاء إنّما هو فيما ال يزال،
وأما في األزل فهو واحدٌ ٍ
خال عنهما. ّ
وقال الفاضل الشريف في شرح المواقف" :وهذا الكالم ليس ببعيد جدًّ ا إذ هذان النوعان
من الكالم النفسي وأقسامهما أنواع اعتبار ّية؛ إذ يحصل له بحسب تعلقه باألشياء فيجوز أن
يوجد جنسها بدونها ومعها".98
[]27وقال البعض اِنّه واحد بحسب ذاته وانقسامه إليها وتعدده بحسب التعلق ْ
وإن كان
أيضا فعلى هذين القولين ال يلزم 99كون الكالم النفسي نسب ًة مع المفردين أن
ذلك في األزل ً
في هامش م :ولهذا قال موالنا قطب الدين الرازي (ت" :)766.األشياء في الخارج أعيان وفي الذهن صور". 96
ط -مثل النسبة بين المحكوم عليه وبه. 97
شرح المواقف للجرجاني.139 /3 ، 98
أ ط +من. 99
41
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[5ظ]
ال يكون /الكالم النفسي بحسب ذاته موجو ًدا واحدً ا؛ إذ مراد ذلك الفاضل بقوله" :إن الكالم
النفسي نسبة مع المفردين" .أنّه باعتبار تعلقه باألشياء نسبة ،فجاز أن يكون باعتبار التعلق نس ًبا
متعدد ًة غير موجودة ،فيكون باعتبار ذاته واحدً ا موجو ًدا؛ فإن اعتبار التعلق في أنواعه االعتبارية
يقتضي تعدّ د تلك األنواع وعدم ّيتها دون ذات الكالم النفسي التي لم يعتبر فيها ذلك 100التعلق.
يسمى المتك ّلم
أن الكالم النفسي الذي ّ يشك عاقل عالم باألوضاع اللغوية ّ
[]28قلت :ال ّ
متكلما هو مدلول الكالم اللفظي .وما يتع ّقل 101أولًّ ،
ثم يقصد إفادته للسامع ً باعتبار اتصافه به
ثم يقصد المتل ّفظ إفادته ثان ًيا، أيضا أن مدلول الكالم اللفظي الذي يتع ّقل ً
أولّ ، ثان ًيا ،وال ّ
يشك ً
ليس غير النسب الخبر ّية واإلنشائ ّية؛ بل نفس النسب فيكون هي الكالم النفسي ،وحينئذ ال يكون
وأيضا 102أن العالم بالوضع ً
مدلول للكالم اللفظيً . األمر الذي ال يكون في نفسه نسبة كال ًما نفس ًّيا
علما ضرور ًّيا بأنّا إذا تل ّفظنا مثل ﴿ ُق ْل ُه َو ال َّلـ ُه َأ َحدٌ ﴾[اإلخالص ]112/1 ،وقصدنا إفادة
يعلم ً
معناه للسامع فالكالم النفسي الذي يجده المتل ّفظ في نفسه وهو مدلول هذا اللفظ المقصود
إفادته ليس ّإل تلك النسب ال أمر آخر ال يكون في نفس نسبة .وظاهر هو أن الكالم القائم به
تعالى الدال عليه هذا اللفظ المقصود إفادته ليس ّإل تلك النسب بال فرق لظهور أن مدلول كالم
فإن مدلول زيد قائم واحد سواء صدر عن الواجب أو الممكن. واحد ال يتغير بمجرد تغير قائله؛ ّ
إن كون الجملة الخبر ّية واإلنشائ ّية موضوعة للنسب منوهذا مما ال يمكن إنكاره؛ بل نقولّ :
103
حيث هي مع مفرديها ال ألمر آخر غير النسبة في ذاته أمر ال ينكره ّإل غير العارف بأوضاع
اللغة .فال يكون مدلول الوضعي ّإل تلك النسب 104،فتسميته تعالى بالمتك ّلم باعتبار اتصاف بأمر
ال يكون نسبة في نفسه يكون مخال ًفا للموضوع اللغوي .فيكون ما ارتكبوه مثل ما هربوا عنه من
كون معنى التك ّلم إيجاد الكالم .إذ كل منهما مخالف لقاعدة اللغة.
خال في األزل عن األنواع الخمسة" أمر مشكل .وكذا[]29وقولهم" :الكالم النفسي ٍ
ألن نسبة القائم إلى زيد نسبة خبرية ً
مثل قولهم" :إن انقسامه إليها في األزل باعتبار التعلق"ّ .
100ط -ذلك.
101ل :يتعلق.
102ل ط :ونقول.
103ط ف -بأوضاع.
104ط ف -فال يكون مدلول الوضعي إلّ تلك النسب.
42
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
إضافة محضة باعتبار ذاتها .وليس تحقق معنى اإلضافة فيها باعتبار جزئها الذي هو تعلق صفة
ذات إضافة هي جزء آخر كالرحيم .فإن معناه /إرادة متعلقة باإلنعام على الخلق .فإن اإلضافة [6و]
فيه باعتبار جزئه الذي هو تعلق اإلرادة ال باعتبار نفسه .وحينئذ اليكون انقسام الكالم النفسي
إليها انقسام أمر غير إضافة.
أيضا ،أن النسبة القائمة بالمتك ّلم التي حكم بكونها كال ًما
[]30ويرد على القول األول ً
قائما في نفس
نفس ًّيا في مثل" :زيد قائم" ليس معنى قيامها به قيام نفسها الذي يكون زيد باعتباره ً
األمر .فإن اتصاف زيد بالقيام في نفس األمر إنّما هو باعتبار كون خارج النفس ظر ًفا لنفس تلك
يتصور في صورة القيام بالنفس؛ بل معناه قيام صورة النسبة التي يطابق
ّ النسبة وهذه الظرفية 105ال
إن كان الخارج ظر ًفا لتلك النسبة وليس ههنا ّإل نسبة خارج ّية يكون الخارجالنسبة الخارج ّيةْ ،
ظر ًفا لنفسها 106وصورة تلك النسبة .واذا لم يكن ذات النسبة الخارج ّية قائمة بالمتك ّلم يكون
القائم به صورتها .107وال يتوهم عاقل أن ههنا نسبة أخرى غير الخارج ّية وصورتها بالذات .وأنّها
مدلولة للكالم اللفظي قائمة بنفس المتك ّلم .واذا كان القائم صورة النسبة الخارج ّية يكون النسب
أيضا ألزلية علمه بالنسب الخارج ّية .وكون العلم عند األشعري
الخبر ّية قائمة به تعالى في األزل ً
تمييزا هو عبارة عن الصورة في التصورات .كما ذكره الفاضل الشريف في حاشية
صفة توجب ً
شرح العضد 108.حينئذ ال يكون كالمه النفسي خال ًيا عن أحد األنواع الخمسة كما زعمه ابن
سعيد.
أمرا ذات تعلق فال نس ّلم وجوده في الخارج كما
[]31ولو س ّلم كون الكالم النفسي ً
يدعونهّ .
فإن األدلة القائمة على اتصاف البارئ به ال يدل على وجوده الخارجي وأن االتصاف
والمدلول ّية والمفاد ّية و 109كون قيامه به ليس 110كقيام األظالل والصور؛ بل كونه مثل قيا ٍم سائر
فإن هذه األمور يتحقق في المعدومات صح 111ال يدل على وجودهاّ . إن ّأنفس األشياء وذواتهاْ .
105ل :الظرفين.
106أ :لنسبتها.
107ط :صورها.
108حاشية شرح العضد للجرجاني.187/1 ،
109ل ف ط م ق +عدم.
110ل ف ط م ق -ليس.
صح.
111ط ق -إن ّ
43
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
أيضا ،وليس وجوده من البديه ّيات المعلومة بالوجدان كوجود اإلرادة ،وليس لهم دليل يدل ً
على وجوده غير ما ذكرنا .وأ ّما ما ذكره القائل من أن المراد بقيام النسبة بنفس المتك ّلم كون
المتأصل الوجود الخارجي حقيقة
ّ متأص ًلْ ،
فإن أراد بالوجود النسبة صفة موجودة فيها وجو ًدا ّ
المطول بأن النسب
ّ صرح في
فقد عرفت بطالن وجود مثل النسب الخبر ّية .مع أن هذا القائل ّ
ليست موجودة في الخارج .ويدل عليه كالمه في حاشية شرح العضد في هذا الموضع ً
أيضا.
112
[6ظ] ْ
وإن أراد به الوجود المجازي ،أعني :ما يكون بمنزلة الوجود فهو اعتراف بأن الكالم /النفسي
الذي جعله عبارة عن النسبة الغير الموجودة غير موجود في الخارج وهو خالف مذهبهم .وما
ذكره من الدليل إنّما يتم في الكالم اإلنشائي الطلبي دون الخبري .وما ذكره من أن القائم ليس
صورة النسبة؛ بل نفسها فقد عرفت ما فيه.
ٍ
مناف []32وما يدل عليه كالم هذا القائل ههنا من أن النسبة ليست موجودة في الخارج
لظاهر قول الشارح حيث قال :الثابت ثابت إما في النفس أو خارج النفس ،فإذا انتفى أحدهما
تعين اآلخر ،فتأ ّمل .هذا ما يتعلق بإثبات كونه متك ّل ًما وتعيين الكالم النفسي على ما نقلناه.
وأما 113في بيان المغايرة للعبارات ،فإنه غير العبارات واأللفاظ ألنّها تختلف بحسب األزمنة
ّ
واألمكنة واألقوام بخالف الكالم النفسي .وفي بيان المغايرة للعلم في صورة الخبر ،أنه قد يخبر
عما ال يعلمه؛ بل يعلم خالفه أو يشك فيه .وهذا الفرق ليس بسديد؛ ألنّه ْ
إن أراد بالعلم الرجل ّ
مغايرا لمطلق العلم الشامل
ً العلم بمعنى اليقين أو مطلق االعتقاد فال يلزم من مغايرته له أن يكون
عما أيضاْ .
وإن أراد مغايرته لمطلق العلم الشامل فالدليل ال يفيده .إذ ال يتصور اإلخبار ّ للتصور ً
ال يعلمه بهذا المعنى؛ بل نقول إذا أريد بالعلم اليقين أو االعتقاد ال يكون الدليل مفيدً ا للمغايرة.
ألن المراد بالمغايرة ههنا المغايرة لعلم البارئ دون مطلق العلم .فظاهر أن الدليل ال يفيده كما ّ
عما ال يعلمه بذينك
منزه عن اإلخبار ّ ال يفيد المغايرة لمطلق العلم الشامل بال فرق؛ ّ
ألن البارئ ّ
المعنيين.
[]33قال بعض األفاضل في الفرق بين العلم والكالم النفسي الذي هو الخبر ،أن الكالم
النفسي يلزمه قصد الخطاب إ ّما مع النفس أو مع الغير دون العلم .فإنّه ال يكون فيه قصد خطاب
44
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
ولو كان فصار كال ًما ،114وهذا في غاية الضعف .ألنّا ب ّينا أن الكالم النفسي ما يتعقله المتك ّلم أولً
ثم يتكلم إلفادته وأنه مدلول العبارات واأللفاظ التي يع ّبر بها عنه .وال يشك عالم بالوضع في
أن مدلول الجمل الخبر ّية التي يتك ّلم إلفادته ليس ّإل النسب الخبر ّية مع الطرفين .وال شبهة في
أن هذه النسب مع الطرفين ليست مما يلزمها قصد الخطاب .واألقرب في بيان الفرق أن يقال أن
الكالم النفسي مدلول اللفظ والمفاد ّية قصدً ا أصل ًّيا وهو النسب المعلومة دون العلوم.
[]34وأما في بيان مغايرته لإلرادة في صورة األمر أنه /قد يأمر الرجل بما ال يريده كالمختبر
ّ [7و]
مجرد االختبار دون إتيان المأمور به ،وكالمعتذر من فإن مقصوده ّ لعبده أنّه هل يطيعه أم ال؟ ّ
ضرب عبده لعصيانه وهو قد يـأمره وهو يريد أن ال يفعل المأمور به ليظهر عذره عند من يلومه،
وفيه نظر .إذ عدم تحقق اإلرادة في تينك الصورتين ال يستلزم مغايرة الكالم النفسي الذي هو
عبارة عن مدلول الكالم اللفظي .فإن عدم تحقق اإلرادة في نفس األمر ال يقتضي عدم داللة
اللفظ عليه وعدم قصد إفادته باللفظ .فيجوز أن يقصد باللفظ معنى اإلرادة ويدل اللفظ عليه مع
عدم تحقق هذا المفاد المدلول .ويكون الكالم النفسي مفا ًدا ومقصو ًدا إفادته للمخاطب المأمور
وإن لم يكن موجو ًدا في نفس األمر .وبمجرد ما ذكره من تخلف تحقق اإلرادة عن ً
ومدلول ْ به
مغايرا لإلرادةّ .إل أن يتب ّين أن مدلول األمر فيما ذكر
ً لفظ األمر ال يعلم كون الكالم النفسي
متحقق في نفس األمر وال يتحقق اإلرادة .وما ذكره من قوله" :فإن مقصوده مجرد اإلختبار" ال
يفي بذلك،
[]35بل نقول :قوله" :دون اإلتيان بالمأمور به" يدل على االعتراف بأن مدلول األمر الذي
هو الطلب ليس متح ّق ًقا في نفس األمر؛ ّ
ألن اإلرادة إنّما يتصور بالنسبة إلى فعل من له اإلرادة ال
بالنسبة إلى فعل الغير؛ ّ
ألن اإلرادة إنّما يتعلق بالمقدور .وظاهر أن فعل الغير من حيث هو فعل
مختبرا أو ال.
ً معتذرا أو
ً مقدورا للعبد .فال يتعلق به إرادة األمر سواء كان األمر
ً الغير ال يكون
فتخصيص األمر بتينك الصورتين وعدم االكتفاء بقوله" :كن" يأمر الرجل مما ال يريده ،يدل على
أن المراد باإلرادة في قوله" :دون اإلتيان بالمأمور به" معنى الطلبّ .
ولعل عدم االكتفاء بمطلق
األمر للرجل والتعرض لتينك الصورتين لظهور عدم تحقق اإلرادة فيها بخالف 115صورة مطلق
45
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
تم الدليل
وأيضا لو ّ األمر للرجلّ .
فإن عدم تحققها فيها خفي يحتاج إلى البيان الذي ذكرناهً .
المذكور لزم أن ال يكون الطلب كال ًما نفس ًّيا لعدم تحقق الطلب في تينك الصورتين حقيقة كما
ال إرادة 116فيهما.
[]36فاألولى :أن يقال في بيان المغايرة أن الرجل قد يأمر آخر بأن يفعل باختياره وال شبهة
في أن هذا الفعل المطلوب صدوره من الغير باختياره ليس متعلق إرادة ذلك اآلمر كما ب ّينا من ّ
أن
[7ظ] اإلرادة إنّما يتعلق بالمقدور والفعل والمطلوب حصوله من الغير باختياره ،من حيث /هو كذلك
مقدورا للعبد سواء قلنا إن قدرة العبد مؤثرة أو كاسبة .قال في شرح المواقف بعد بيان
ً ال يكون
مغايرة الكالم النفسي للعلم واإلرادة بهاتين الصورتين:
"واعترض [عليه] بأن الموجود في هاتين الصورتين صيغة األمر ال حقيقته إذ ال طلب
ثم فرغ على ذلك البيان .قوله :فإذن هو أي المعنى فيها أصال كما ال إرادة فيها قط ًعاَّ .
النفسي الذي يعبر عنه بصيغة الخبر واألمر صفة ثالثة مغايرة للعلم واإلرادة قائمة
.ثم نزعم أنّه قديم المتناع قيام الحوادث بذاته تعالى ،وقال المصنف :ولو قالت بالنفس َّ
المعتزلة إنه أي المعنى النفسي الذي يغاير العبارات في الخبر واألمر هو إرادة فعل
يصير سببا العتقاد المخاطب علم المتك ّلم بما أخبر به أو يصير سب ًبا العتقاد إرادته ،أي:
ألن إرادة الفعل كذلك موجودة في الخبر واألمر إرادة المتك ّلم لما أمر به لم يكن بعيدً اّ .
ومغايرة لما يدل عليها به من األمور المتغيرة والمختلفة .وليس يتجه عليه أن الرجل قد
يخبر بما ال يعلم أو يأمر بما ال يريد وحينئذ ال يثبت معنى نفسي يدل عليه بالعبارات
مغايرة لإلرادة كما تدعيه األشاعرة .لكني لم أجده في كالمهم؛ بل الموجود فيه ،أن
مدلول العبارات في الخبر راجع إلى العلم القائم بالمتك ّلم وفي األمر راجع إلى إرادة
المأمور به وفي النهي إلى كراهة المنهي عنه .فال يثبت كالم نفسي مغاير لباقي الصفات
مر ما فيه 117".انتهي كالمه.
وقد ّ
"ثم نزعم أنّه قديم المتناع قيام الحوادث به" أن يقال أن المعلوم
[]37وأقول :يرد على قولهّ :
لنا باألدلة التي ذكروها أن له تعالى صفة مغايرة للعلم واإلرادة .هي معنى نفسي يجده المتك ّلم
في نفسه ويع ّبر عنه بالعبارات .وهو ال يقتضي أن يكون ذلك المعنى النفسي موجو ًدا خارج ًّيا
إن ما نجده في أنفسنا ليس ّإل النسب اإلخبار ّية في الخبر
قديما؛ بل نقولّ :
حتى يتصور كونه ً
46
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
والطلب ّية في األمر وليستا موجودتين .والوجدان ال يدل على وجود ما يجد النفس االتصاف به.
ً
مستحيل ،كيف فإنّهم ال يعدّ ون مثل الفرح والغم من إذ وجدان االتصاف باألمور العدمية ليس
وأن كل ٍ
أحد اذا رجع إلى وجدانه يجد أن كل ٍ
أحد يجد في نفسه االتصاف به ّ الموجودات مع ّ
نفسه متّصفا بالجهل بحقائق األمور.
[]38ويرد على قوله" :لو قالت المعتزلة" إلخّ .
فإن مراد األشاعرة بالمعنى النفسي الذي
أثبتوا كونه صفة مغايرة للعلم واإلرادة هو المعنى الذي يجده نفس المتك ّلم ويدور في َخ َلده
ويعبر المتك ّلم عنه [بعبارات مختلفة] ويقصد حصوله في نفس المخاطب .وأنّه ال يشك في
أن اللفظ /في الصورتين المذكورتين مستعمل في المعنى الذهني الذي يعقله المتك ّلم ّأو ًل [8و]
47
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
المعتزلة حيث قال ال نس ّلم وجود حقيقة اإلخبار والطلب في الصورتين المذكورتين؛ بل إنّما هو
إظهار أمارتهما" 122ليس كما ينبغي.
ّ
[]40ولعل هذا الفاضل ّقرر كالم المواقف هكذا .وأن المعنى القائم بالنفس في الصورتين
اإلرادة المذكورة دون معنى الطلب وحقيقة اإلخبار .فال يكون فيهما ّإل صيغة الخبر واألمر.
فيكون حاصل كالمه على هذا التقرير ما قصده بعض المعتزلة؛ إذ مراد ذلك البعض بقوله:
"إنّما هو إظهار أمارتهما" أن الموجود فيهما صيغة الخبر واألمر ألنّها أمارة الخبر واألمر .وما
123
ذكره الفاضل الشريف من التقرير أولى؛ إ ْذ مدار االعتراض على تقرير شارح المقاصد نفي
للتعرض لكون المعنى النفسي
تحقق حقيقة الخبر واألمر وثبوت صيغتهما فقط .وال مدخل فيه ّ
اإلرادة المذكورة .ولذلك لم يتعرض له في كالم بعض المعتزلة واالعتراض الذي نقله بقوله:
[8ظ] وجدت في كالم بعض /المعتزلة ما يشعر ُ "واعترض" .فال يصح قول هذا الفاضل" :وأنا قد
بذلك" .ويصح قول شرح المواقف" :بل الموجود فيه ّ
أن مدلول العبارات" إلخ .وكأنّه أشار بهذا
وجدت [في كالم اإلمام الزاهدي 124من المعتزلة]
ُ القول إلى فساد قول شرح المقاصد" :وأنا قد
125
ما يشعر بذلك".
[]41بقي ههنا شيء وهو أن الفاضل الشريف نقل اعتراض بعض المعتزلة على بيان كون
مغايرا للعلم في الخبر.
ً مغايرا لإلرادة في األمر ولم ينقل اعتراضه على بيان كونه
ً الكالم النفسي
وكأنّه غير مقبول عنده ولذلك لم ينقله ّإل أن مقتضى ما ذكره في بعض مصنفاته أن يكون هذا
أيضا.
ّجها على ذلك البيان ً
االعتراض مت ً
بيان ذلك أنه قال في حاشية لشرح الشمسيةّ :
«إن طرفي الشرطية بعد حذف األدوات ال
يكون قضية إذ ال حكم فيهما ،وال بدّ في القضية من الحكم 126".وعلى هذا القياس ال يكون
48
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
خبرا حقيقة ما لم يتحقق الحكم .وحينئذ ال 127يوجد في الصورة المذكورة حقيقة اإلخبار
الكالم ً
كما ال يوجد في الصورة األخرى حقيقة األمر بال فرق.
[]42وأ ّما بيان كون الكالم واحدً ا ،فقالوا" :إنه لو تعدد الستند إلى الذات ،إما بطريق
فألن القديم ال يستند إلى المختار ،وأ ّما ال ّثاني:
األولّ :
االختيار أو اإليجاب ،وهما باطالن .أ ّما ّ
ّ
فألن نسبة الموجب إلى جميع األعداد على السوية فيلزم وجود كال ٍم غير متناه ،وهو ضعيف
وعلى تقدير تمامه يلزم أن ال يتعدد أنواع الكالم النفسي في األزل مع أن المذهب المنصور
ألن نسبة الذات إلى تلك األنواع ليست باالختيارّ .
ألن ما يكون اختيار ًّيا كما ال يكون تنوعه إليهاّ .
وأن تلك األنواع ْ
وإن فرض كونها قديما في صورة الموجود كذلك ال يكون أزل ًّيا اذا كان اعتبار ًّيا ّ
ً
باعتبار تعلق الكالم الواحد ،لكن ال يتصور أن يكون ذلك التعلق باالختيار الستلزام 128كونه
أزلي؛ إذ اإلرادة ال تتعلق بالحاصل سواء كان ذلك موجو ًدا أو اتصا ًفا بأمر اعتباري.
متجد ًدا غير ّ
واذا لم يكن النسبة باالختيار يكون باإليجاب فيلزم أن يكون له أنواع غير متناهية.
إن أراد بقوله" :نسبة الموجب إلى جميع األعداد على السوية" أن نسبة []43ونقولْ :
الموجب إلى جميع األعداد ممكنة وممتنعة على السوية فهو ممنوع لظهور ّ
أن الممتنع ال يتصور
صدوره عن الفاعل .فكيف يكون نسبة الفاعل إلى الممكن وممتنع الصدور عنه على السوية؟
وإن أراد أن نسبته إلى األعداد الممكنة على السوية فعلى تقدير تسليم ذلك ،فال نس ّلم كون جميع
ْ
األعداد من الكالم والقدرة ممكنة .إذ يجوز أن يكون بعض المراتب /من أعداد 129القدرة
130
[9و]
ثم ّ
إن مبنى ما ذكروا أن ممكنة ويكون ما فوقها ممتنعة .وحينئذ ال يلزم ثبوت قدر 131ما ال تتناهيّ .
يكون األعداد متماثلة وال يكون متمايزة بخواص؛ وهو في ح ّيز المنع.
قلت لبعض مشاهير ديارنا حين قال في أثناء المحاورةّ :
إن الخبر []44وأقولُ :
المتواتر توجب العلم دون المشهور ،كيف يتصور القول بالتفرقة المذكورة من
المتك ّلمين؟ فإنّهم يقولون بتماثل األعداد واالشتراك في األحكام ،وال يقولون بتمايزها
127أ -ال.
128أ :يستلزم.
129ط أعدادهما.
130ل ط -القدرة.
131ل ط -قدر.
49
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
بخواص منوعة يترتب عليها التخالف في األحكام .وهو يقتضي أن يكون عدد األخبار
في صورة المشهور موج ًبا لليقين كما يوجبه العدد الذي في صورة التواتر وال يكون عدد
المتواتر موج ًبا له كالمشهور.
ألقيت إليه هذه المغلطة تح ّير واضطرب وليس مما ينقل ما ارتكب ّ
وحل المغلطة ُ []45فلما
ّ
على مذهب األشاعرة في غاية الظهور .ألنّهم يقولون الكل من عند الله وال تأثير وال مدخل ّية
لشيء في شيء ،ومعنى إيجاب الخبر المتواتر للعلم خلق الله العلم عقيب ذلك النوع من الخبر
أيضا
من غير تأثير ومدخل ّية للخبر فيه .فيجوز عندهم أن يخلقه عقيب الخبر المشهور والواحد ً
ّإل أن عادته جرت في الخبر المتواتر دون المشهور.
[]46وأ ّما المعتزلة ْ
فإن قالوا بأن العدد ليس أولى من عدد كما يدل عليه كالم شارح
المواقف في بيان أن العلم الواحد ،هل يجوز تعلقه بمعلومين أم ال؟ 132فما ذكرنا يرد عليهم،
ألن استناد العلم إلى الخبر المتواتر بطريق التوليد عندهم .قال اإلمام الرازيّ :
إن الكالم النفسي ّ
في األزل خبر ومرجع البواقي إليه؛ ّ
ألن األمر بالشيء إخبار بأن فاعله مستحق الثواب وتاركه
العقاب والنهي على العكس وعلى هذا القياس وضعفه ظاهرّ ،
ألن ذلك الزم األمر والنهي ال
حقيقتهما .وقال عبد الله بن سعيد :إنّه في األزل ليس شي ًئا من األقسام وإنّما يصير أحدهما
133
50
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
لم يعتبر /في حقيقة كالمه القديم 135بخالف هذه األنواع .والثاني :يستلزم أن ال يتمايز هذه [9ظ]
األنواع بحسب ذواتها؛ بل بحسب األمور الخارج ّية عنها .وهي التعلق بأشياء وال يكون
احتمال الصدق والكذب وعدمه من لوازم ماهياتها وهذه سفسطة ظاهرة.
األول وال ّثالث أنه يلزم أن يكون اإلخبار التي بمعنى المضي كذ ًبا ،ويرد
[]48ويرد على ّ
األول ّ
أن ما ذكر الزم األمر والنهي ال حقيقتهما .ويرد على الثاني أن المعنى النفسي قبل على ّ
االنقسام إلى تلك األنواعـ إ ّما أن يكون بحيث لو ع ّبر عنه كان المفهوم إحدى النسب اإلخبار ّية
أو اإلنشائ ّية أو ال.
[]50واألول :يستلزم أن يكون ذلك المعنى إحدى األنواع قبل االنقسام إليها .والثاني:
ّ
ٍ
زمان يستلزم أن يكون ذلك مفر ًدا خال ًيا عن معنى النسبة ،والمفرد الخالي عن التركيب في
وإن فرض تعلقه بشيء .وكذا المعنى الذي يكون لفظه خال ًيا ٍ
زمان آخر ْ ال يكون مرك ًبا في
ٍ
زمان عن إفادة صحة السكوت عليه وإفادة الفائدة التامة في زمان ال يكون مفيدً ا لهما في
آخر.
[]51وقال في شرح المواقف" :أورد على مذهب ابن سعيد [من األشاعرة] أنها أنواع
فال يوجد دونها .إذ الجنس ال يوجد ّإل في ضمن شيء من أنواعه ،والجواب منع ذلك في
أنواع يحصل بحسب التعلق بمعنى أنها ليست أنوا ًعا حقيق ًة له حتى يلزم ما ذكرتم؛ بل هي أنواع
أيضا".136
اعتبارية تحصل بحسب تعلقه باألشياء .فجاز أن يوجد جنسها بدونها ومعها ً
محصلة حقيق ًة 137يمتاز
ّ []52وأقول :اإلنصاف ّ
إن أقسام الكالم من الخبر واإلنشاء أقسام
ذانك القسمان 138بذاتهما .ال أقسام يعتبرها العقل ويتم ّيز بأمر يعتبره تارة مقارنًا له وال يعتبره
كذلك أخرى .واحتمال كونها كذلك كاحتمال أقسام الحيوان إلى تم ّيزها بأمور يتعبرها العقل
مجردة بالكل ّية أخرى .وعلى ما ذكره يرتفع الوثوق بأحكام
تارة مقارنة للحيوان وتارة يعتبرها ّ
العقل.
135ل ط :الحقيقي.
136شرح المواقف للجرجاني.139 /3 ،
137ل :حقيق ّية.
138أ :ذينك القسمين.
51
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
المبحث الثاني :في كالم المخالفين النافين للكالم النفسي المخالف لسائر الصفات.
[]53اعلم أن ما يقوله المعتزلة في كالمه تعالى :وهو خلق األصوات والحروف الدالة
على المعاني المقصودة وكونها حادثة قائمة بغير ذاته تعالى ،فنحن نقول به وال نزاع بيننا وبينهم
في ذلك.
[]54وما نقوله نحن ونثبته من كالم النفس المغاير لسائر الصفات فهم ينكرون ثبوته .ولو
س ّلموه لم ينفوا قدمه الذي ندّ عيه في كالمه فصار محل النزاع بيننا وبينهم نفي المعنى النفسي
وإثباته .فإذن األدلة الدالة على حدوث األلفاظ إنّما يفيدهم بالنسبة إلى الحنابلة القائلين بقدم
[10و] دل على حدوث األلفاظ .وأ ّما بالنسبة إلينا فيكون نص ًبا /للدليل في غير محل النزاع .وأ ّما ما ّ
القرآن مطل ًقا بال تقييد بالنفسي أو اللفظي بحيث يمكن حمله على حدوث األلفاظ ال يكون
فيه حجة علينا ّإل أن يبرهنوا على عدم المعنى الزائد على العلم واإلرادة .إذ على هذا التقدير
ينحصر القرآن في هذه األلفاظ والعبارات وال سبيل لهم إلى هذا البرهان .هكذا قال في شرح
ثم ذكر أ ّدلتهم الدالة على حدوث القرآن التي سنذكرها وأجاب عنها .وال يخفي عليك المواقف ّ
أن سوق كالمه يدل على أن المعتزلة وإن نصبوا أد ّلتهم بالنسبة إلينا كالحنابلة ّإل أن ذلك في
ّ
استدل الحقيقة نصب الدليل في غير محل النزاع .وقال في حاشيته للكشاف" :اعلم ّ
أن المنصف
بهذه األوصاف [إنّما هو] على حدوث هذه العبارات المنظومة ر ًّدا على الحنابلة ومن يجري
مجراهم .فإنّهم زعموا أن هذه الحروف والكلمات قديمة قائمة بذاته تعالى [ال] على القائلين
بالكالم النفسي [العترافهم بحدوث هذه العبارات لكنهم يدعون أن هناك كال ًما نفس ًّيا]".139
وهذا يدل على أن صاحب ّ
الكشاف لم يقصد بما ذكره من االستدالل على حدوث القرآن الرد
على أهل السنة ،بل على الحنابلة.
[]55والظاهر أن ما ذكره من األدلة التي ذكرها في شرح المواقف في معرض الرد على
أهل السنة مما قصد به صاحب الكشاف االستدالل على حدوث القرآن مطل ًقا ر ًّدا على أهل
أيضا .كما ذكره مشايخ المعتزلة في ذلك المعرض وأ ّما 140دأب صاحب الكشاف في ذلك السنة ً
الكتاب ّإل متابعتهم والمبالغة في التشبث بكلمات مشايخه في ر ّد أقوال أهل السنة .والمناسب
139حاشية الكشاف للجرجاني ،مكتبة السليمانية بإسطنبول ،قسم الله لي ،رقم ،332ورق .5
140ط -أما.
52
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
لتعصبه وكون مطمح نظره إظهار رد أقوال أهل السنة أن يطوي كالمه على منوال مشايخه ال على ّ
ما هو الحق في المناظرةّ ،
ولعل مراد الفاضل الشريف بقوله" :ر ًّدا على الحنابلة" ّ
أن الرد ال يترتب
مجازا.
ً ً
مستعمل في معنى الغاية ّإل على الحنابلة بأن يجعل ما يدل على الغرض
[]56فإن قلت :لما لم يكن القرآن مثبتًا بالشرع ّإل موصو ًفا بصفات توجب حدوثه لم يكن
ْ
القرآن 141إلّ الموصوف 142بها.قلت :لو س ّلم صحة إثبات القرآن بالشرع فال نس ّلم أن ال 143يكون
إثباته مطل ًقا ّإل موصو ًفا بها؛ بل ذلك هو القرآن اللفظي دون كله 144ما يطلق عليه القرآن.
ويرد على قوله" :ولو سلموه لم ينفوا قدمه ".أنّا ال نس ّلم عدم يفهم ذلك أو يحتمل أن ال
يقولوا بوجوده على تقدير مغايرته لسائر الصفات؛ بل يقولوا بقدمه فال يلزم أن ينحصر محل
145
النزاع بيننا وبينهم في نفي الكالم النفسي وإثباته إذ يحتمل أن ينازعوا في وجوده.
أن لهم ً
دليل عقل ًّيا ونقل ًّيا على هذا المطلوب ،أ ّما المعقول الذي ذكره في []57ثم اعلم ّ
شرح المواقف فوجهان:
األول :األمر والخبر في األزل وال مأمور وال سامع فيه سفه ،فكيف يتصور ثبوته له، ّ
وكذا الحال في سائر أقسام الطلب فإن صدورها بدون وجود المطلوب منه سفه؛ بل
نقول :صدور جميع أقسام الكالم بدون تحقق السامع سفه/ .إذ المقصود منها إفادة [10ظ]
السامع النسب الخبر ّية أو اإلنشائ ّية وهذا ال يتصور بدون السامع فيكون صدورها خال ًيا
سفها.
عن الفائدة المقصودة فيكون ً
قديما الستوى نسبته إلى جميع المتعلقات؛ ألنّه حينئذ
والثاني :لو كان كالمه تعالى ً
يكون كالعلم في أن تعلقه بمتعلقاته يكون لذاته فكما أن علمه يتعلق بجميع ما يصح
تعلقه به كذلك كالمه يتعلق بجميع 146ما يصح تعلقه به .ولما كان الحسن والقبح
141ط ق -القرآن.
142ط ق :موصوفا.
143ق -ال.
144ق :كل.
145ط ق م ف – ؛ أ +ويــرد علــى قولــه ولــو ســلموه لــم ينفــوا قدمــه أنــا ال نســلم عــدم يفهــم ذلــك أو يحتمــل أن ال يقولــوا بوجــوده
علــى تقديــر مغايرتــه لســاير الصفــات؛ بــل يقولــوا بقدمــه .فــا يلــزم أن ينحصــر محــل النــزاع بيننــا وبينهــم فــي نفــي الــكالم
النفســي وإثباتــه إذ يحتمــل أن ينازعــوا فــي وجــوده.
146في األصل :بكل.
53
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
147
كل فعل أن يأمر به وأن ينهى عنه .فيلزم تعلق أمره ونهيه باألفعالصح في ّبالشرع ّ
مأمورا به ومنه ًّيا عنه م ًعا ،هذا خلف .قال في شرح المواقف :وقد
ً كلها .فيكون كل فعل
صرح به فيما سهو من القلم ّ
فإن القدرة كما ّ وقع في بعض النسخ كالعلم والقدرة وهو ٌ
148
يصح أن يتعلق به كالعلم.
بكل ما ّ بعد ال يجب تعلقها ّ
[ ]58وأقول :الحكم بأن ما وقع في بعض النسخ سهو سهو .إذ ال يخفى أن للقدرة تعلقين،
تعلق بالنسبة إلى جميع الممكنات .وهذا التعلق هو الذي أراده بقولهم نسبة القدرة إلى الوجود
يعم جميع الممكنات وهو مقتضي ذاتها ال
والعدم على السوية والحظوه في حكمهم أن القدرة ّ
يحتاج فيه إلى انضمام اإلرادة ،وتعلق ببعض الممكنات وهو الذي يحتاج إلى انضمام اإلرادة.
األول وهو كتع ّلق العلم في العموم بجميع ما يصلح له 149،وما ذكره فيما بعد
وما ذكره ههنا التع ّلق ّ
األول أن ذلك السفه الذيهو التع ّلق الث ّاني فال غبار على ما ذكر في النسخة .والجواب عن الدليل ّ
ادعيتموه إنّما هو في الكالم اللفظي ،وأ ّما كالم النفسي فال سفه فيه كطلب التع ّلم من ابن سيولد.
[]59قال الفاضل الشريف" :ويتجه 150عليه أن ما يجده أحدنا في باطنه هو العزم على
سفها ،بل قيل :هو
الطلب وتخيله ،وهو ممكن وليس بسفه .وأ ّما نفس الطلب فال شك في كونه ً
151 غير ممكن؛ ّ
ألن وجود الطلب بدون من يطلب منه شيء محال" ُ
[]60وما ذكره الفاضل الشريف ظاهر لمن له قلب سليم .إذ ال يشك عاقل في أن الطالب
يعلم أن فائدة الطلب – أعني :إتيان المطلوب منه -المطلوب 152مما ال يتصور حين كون
وإن طلبه في ٍ
زمان ال يتصور فائدته فيه؛ المطلوب منه معدو ًما؛ بل إنّما يتصور ذلك بعد الوجودّ ،
ٍ
زمان آخر مع علمه به سفه بال شبهة. بل في
ٍ
بشيء وال ينهانا عنه .واذا رجعت إلى []61ال يقال :فعلى هذا يلزم أن ال يأمرنا الرسول
وجدانك فيمن أشرف على الموت وقال لقومه :قولوا" :إلبني الذي سيولد ّ
أن أباك قد أمرك
147أ :بأفعال.
148شرح المواقف للجرجاني.136 /3 ،
149أ :وتع ّلق بالنسبة إلى بعض الممكنات وهو الذي يحتاج إلى انضمام اإلرادة للترجيح ،وهو ليس مقتضي ذاتها .صح
150في األصل :يرد.
151شرح المواقف للجرجاني.136 /3 ،
152ط -المطلوب.
54
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
باالشتغال بالعلوم" ،علمت أن المتحقق نفس الطلب ال العزم عليه .ألنّا نقول ال شبهة ّ
أن
األمر /والنهي لله تعالى ،وليس النبي ّإل ٍ
حاك لهما. [11و]
ْ
[]62فإن أراد بقوله" :يلزم أن ال يأمرنا وال ينهانا" أنه يلزم أن ال يقع 153في حقنا طلب الفعل
أو الترك المطلق الذي يراد بصيغة األمر مجازا -أعني الطلب العام للطلب بالفعل المتعلق
بالحاضرين والطلب الذي ليس بالفعل -فال نسلم أنّه ال يقع ذلك؛ إذ يجوز أن يراد بصيغ
الطلب النازلة في حق المكلف مطلق الطلب الشامل للطلب بالفعل المتعلق بالحاضر والطلب
بالقوة .فيقع المراد باألمر في حقنا من ذلك الطلب وقت وجودنا دون زمان األمر ويقع في
حق الحاضرين وقت وجودهم .وإن أراد أن ال يقع في حقنا الطلب بالفعل وقت وجود الصيغة
فمسلم وال إشكال فيه .إذ يكفي في كون العبد مكلفة وقوع ما أريد بتلك الصيغ في حقهم .وذلك
ال يقتضي أن يكون المراد بها معانيها الحقيقية ،أعني الطلب بالفعل .وما ذكره من الوجدان فليس
بصحيح .فإن الوجدان الصحيح فيما ذكره شاهد على أن التحقق فيه العزم على الطلب وتخ ّيله،
وإنما نشأ غلط من ا ّدعى الوجدان وشهادته على تحقق نفس الطلب من إيراد لفظ" :قد أمرك"
154
وظ ّن أنّه على حقيقته وليس كذلك ،بل هو مجاز وتنزيل لقوة عزمه على الطلب منزلة الطلب.
[]63ثم اعلم أنّه ال شك أن الطلب القديم الذي ليس من األمور االختيار ّية ،بل من األمور
َّ
المستندة إلى ذاته تعالى بطريق اإليجاب ليس مما يتصور اتصافه بالسفه والعبث وإن فرض
ا ال وقــت عــدم المطلــوب منــه وال وقــت وجــوده فــا يلــزم ممــا ذكرنــا ذلــك؛ بــل 153ط ق م ف -؛ أ +الطلــب مــن اللــه أصـ ً
الــازم عــدم تحقــق الطلــب وحقيقــة األمــر وقــت عــدم المطلــوب منــه فقــط ،وإن أراد أنــه يلــزم أن ال يقــع الطلــب وحقيقــة
األمــر وقــت وجــود المطلــوب منــه فعــدم لزومــه ظاهــر فجــاز أن يصــدر صيغــة األمــر عنــه ،وأريــد بــه الداللــة علــى الطلــب
ـا حيــن صــدور صغــة األمــر بالنســبة إلــى الموجوديــن وال وقــت وجــود المطلــوب منــه ويكــون الطلــب وحقيقــة األمــر حاصـ ً
يكونــان حاصليــن فــي ذلــك الحيــن بالنســبة إلــى المعدوميــن؛ بــل حاصليــن فــي زمــان وجــود المطلــوب منــه فــإن مدلــوالت
ـان مخصــوص. ـا عــن تخلفهــا زمـ ٍ األلفــاظ ربمــا يتخ ّلــف عنهــا لــوال تهــا فــي جميــع األزمــان فضـ ً
صحيحــا بالنســبة إلــي
ً ـفها وإن كانـم إن مــا ذكــره الفاضــل مــن نفــي الشــك فــي كــون الطلــب المذكــور سـ ً 154ط ق م ف -؛ أ +ثـ ّ
طلــب مــن مــن شــأن أفعالــه وأحكامــه أن يكــون معللــة باألغــراض كمــا فــي صــورة طلــب التعلــم مــن ابــن ســيولد؛ وأمــا
بالنســبة إلــي مطلــق الطلــب الشــامل لطلــب مــن تنــزه أفعالــه وأحكامــه عــن العلــل واألعــراض فليــس بصحيــح إذ العبــث
ـو
ـو؛ وإن ارادوا بالعبــث والســفه مطلــق الخلـ ّ ـو الفعــل والحكــم الــذي مــن شــأنه أن يعلــل بالغــرض ال مطلــق الخلـ ّ والســفه خلـ ّ
ألن أفعالــه وأحكامــه ال يجــب تعليلهــا بالغــرض وبمــا ذكرنــا ظهــر أنــه لــو فــرض أن األمــر قديــم مــع فــا نســلم اســتحالته ّ
كونــه أثــرا لــه تعالــى ال يلــزم الســفه والعبــث لمــا ذكرنــا مــن أن أفعــال اللــه وأحكامــه ال يجــب تعليلهــا باألغــراض وإن
القضيــة القائلــة أن ذلــك الســفه الــذي ادعيتمــوه إنمــا هــو فــي اللفــظ ليســت صحيحــة علــى مقتضــي مذهــب األشــاعرة؛
اللهــم ّإل ان يجعــل التفرقــة بيــن اللفــظ والطلــب فــي كــون قــدم األول مســتلز ًما للســفه وقــدم الثانــي غيــر مســتلزم لــه مبن ّيــا
علــى مقتضــي مذهــب المعتزلــة.
55
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
خلوه في األزل عن الفائدة؛ إ ْذ الموصوف بهما األفعال االختيار ّية التي من شأنها كونها مع ّللة
ّ
ِ
باألغراض أو يتبعها الحكَم والمصالح وإن لم يكن من شأنها ذلك كأفعال الله تعالى اذا فرض
خلوها عن الغرض واالشتمال على الحكم والمصالح .وال شك ّ
أن الطلب الذي أثبته أهل ّ
خلوه عن
الحق هو معنى قديم مستند إليه بطريق اإليجاب ال من األفعال االختيار ّية .فعلى تقدير ّ
الفائدة في األزل ال يلزم السفه والعبث اللذين من صفات األفعال االختيار ّية.
تمهد هذا فنقولّ :
إن منع ثبوت السفه له واسند بطلب التعلم من ابن سيولد [ ]64وإذا ّ
ً
إبطال للسند األخص .إذ ما ذكرنا وهو الكافي في هذا المقام .يكون إبطال السند المذكور
155 يصلح للسند ّية ْ
وإن قصد إبطال المقدمة القائلة وجود األمر في األزل بدون وجود المأمور به
ثم
سفه .واستدل عليه به كما يدل عليه العبارة .يمكن أن يجاب عنه بتغيير الدليل إلى ما ذكرناّ .
إن تفرقة أهل الحق بين النفسي واللفظي بأن الدليل المذكور يتم في اللفظي دون النفسي محل ّ
بحث.
[11ظ] الخلو /عن الفائدة مطل ًقا حتى
ّ []65إذ يمكن أن يقال ال نسلم استلزام أزل ّية الكالم اللفظي
الخلو عن الفائدة التي يترتب على الكالم اللفظي فيما ال
ّ يلزم العبث والسفه .وغايته أن يستلزم
مثل -وال نس ّلم انحصار فائدة إيجاد اللفظ فيه.
يزال -أعني اإلتيان بالمأمور به وإفادة السامع ً
فيجوز أن يترتّب على إيجاده األزلي فائدة غير ما ذكر وال يترتّب ذلك على تقدير حدوثه وال بدّ
لنفي ذلك من دليل دال.
[]66قال :والجواب عن ال ّثاني ّ
أن الشي القديم الصالح لألمور المتعددة قد يتعلق ببعض
من تلك األمور دون بعض كالقدرة القديمة فإنّها تتعلق ببعض المقدورات 156وهو ما تعلقت
اإلرادة به منها دون بعض.
مخصص ويعود الكالم
ّ أيضا من
مخصص القدرة هو اإلرادة فال بد في الكالم ً
ّ فإن قيل:
إليه فيلزم التسلسل .قلنا :تعلق الكالم ببعض دون آخر كتعلق اإلرادة لذاتها ببعض 157ما يصلح
تعلقها به دون بعض فال تسلسل .انتهى كالمه
155ط :فيه.
156ل +تعلقات.
157ط -ببعض.
56
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[]67وأقول :مساق كالمه يقتضي أن يحمل داللة الوجه ال ّثاني على داللته على حدوث
اللفظي .ويقال أن قوله" :إن الشيء القديم" إلخ سيق لبيان أن الدليل ال يجري في الكالم النفسي؛
أيضا أظهر من أن يخفي.
بل في اللفظي وهذا مشكل؛ إذ عدم داللة هذا الوجه على حدوث اللفظ ً
فإن الكالم اللفظي الذي نفرض قدمه ليس ّإل الكالم اللفظي المخصوص الذي يشمل على
األوامر المخصوصة باألفعال التي يتعلق بها والنواهي المخصوصة باألفعال التي يتعلق بها .وال
يصح كل من هذين المخصوصين بمتعلقيهما أن يتعلق بمتعلق اآلخر لظهور أن لفظ "ص ّلوا" الّ
يتعلق بما يتعلق به لفظ "ال تسرفوا" وال يلزم من تعلق كل لفظ قائم به بما يصلح أن يتعلق به أن
صح تعلق اللفظ القائم به المتعلق بفعل
مأمورا به ومنه ًّيا عنه .إنّما يلزم ذلك أن لو ّ
ً يكون كل ٍ
فعل
المأمور به بما تعلق به اآلخر من لفظ النهي .وصح تعلق اللفظ القائم به المتعلق بالمنهي عنه بما
ٍ
صالح للتعلق بالفعل على أحد الوجهين من تعلق به لفظ األمر أو كان المفروض قيام كل لفظ
جهة النهي أو من جهة األمر وقدمه وكالهما ظاهر الفساد.
ّ
فألن الكالم في الكالم اللفظي الذي يقوم مدلوله األول :فظاهر .وأ ّما ال ّثاني:
[]69أ ّما ّ
نسميه بكالم النفسي والطلب في صورتي األمر والنهي ويسمونه باإلرادة والكراهة فيهما.
الذي ّ
فظاهر أن اللفظ الدال على ذلك الطلب القائم به ليس كل لفظ صالح للتع ّلق بالفعل المطلوب
على أحد الوجهين؛ بل اللفظ المخصوص الدال /على الطلب القائم به بالفعل المتعلق بالفعل [12و]
على الوجه المخصوص .وظاهر أن الطلب القائم ليس طل ًبا لكل فعل على وجه األمر والنهي
م ًعا؛ بل أحدهما فيكون اللفظ القديم المفروض هو اللفظ المخصوص الدال على ذلك الطلب
فقط.
صح
صح في كل فعل أن يأمر به وأن ينهي عنه إن أراد به أنه ّ
إن قول المستدل ّ []70ثم نقولّ :
أن يتحقق حقيقة األمر والنهي م ًعا .فال نس ّلم ذلك .فإن كون الحسن والقبح شرعيين ال يستلزم
بدل أحدهما عن األخرى .فإن حقيقتهما ومدلولهما ّإل أن يصح تحقق حقيقة األمر أو النهي ً
الحقيقي هو الطلب .فاذا لم يتصور اجتماع طلب الفعل والترك ،كيف يتصور اجتماع ما يدلهما
فرضا هو حقيقة األمر والنهي المتحقق حال تحقق مدلوليهما؟ وال شبهة ّ
أن القائم بالبارئ تعالى ً
صح في كل مدلوليهما ال مجرد صيغتهما الدالتين على الطلب من غير تحققه هناكْ .
وإن أراد أنه ّ
مأمورا به
ً بدل أحدهما عن اآلخر فال استحالة فيه وال يلزم أن يكون كل ٍ
فعل أن يأمر وينهي عنه ً
ومنه ًّيا عنه م ًعا.
57
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]71ونقول :قوله" :ويعود الكالم إليه ويلزم التسلسل" يرد عليه أنه لم ال يجوز أن يكون
يصح أن يتعلق به الكالم على السوية؟
هناك صفة ثالثة 158غير اإلرادة ال يكون نسبتها إلى جميع ما ّ
مما يصح أن يتعلق به دون جميع ما يصلح أن
بأن يكون لذاتها خصوص ّية لما يتعلق به الكالم ّ
يتعلق به .فيرجح تلك الخصوص ّية تعلقه ببعض ما يصلح أن يتعلق به و حينئذ ال يلزم التسلسل
مرجح آخر؛ بل
.إذ ليس ترجيحها بسبب تعلقها ببعض ما يصلح أن يتعلق به حتى يحتاج إلي ّ
ترجيحها بخصوص ّية ذاتها التي لم يكن لها استواء النسبة إلى جميع ما يصلح أن يتعلق به الكالم.
[]72ويرد على قوله" :تعلق الكالم ببعض" إلخ أن يقالْ :
إن كان نسبة الكالم إلي كل ما
وأيضا على هذا التقدير ال معنى
يصلح تعلقه به على السواء فال بدّ له من مرجح ويلزم التسلسل" ً
لكون تعلقه بالبعض لذاته .وإن لم يكن كذلك ،بل كان لذاته متعل ًقا بالفعل كالصالة دون ضدّ ه
وهو تركها .كان طلب الفعل واج ًبا وطلب تركه ممتن ًعا وهو باطل ،ألن الحسن والقبح شرع ّيان.
يتصور أن يقال
ّ أيضا .وال
فكما يجوز أن يكون فعل الصلوة مطلوبا يجوز أن يكون تركها مطلو ًبا ً
فيه ما يقال في تعلق اإلرادة لذاتها من أن يكون الوجوب باالختيار محقق االختيار.
[12ظ] أيضا القول بأن تعلق الكالم ببعض ما يصح أن يتعلق به /لذاته كاإلرادة قول
[]73ونقول ً
ألن معنى صحة التعلق بالشيء وإمكانه أن ال يكون التع ّلق مقتضي ذات ما ّ
يصح بالمتناقضينّ .
اتصافه بالتعلق .إذ معنى اإلمكان المقيس إلى الوجود هو معنى اإلمكان الذي هو من جهات
صرح به الفاضل الشريف في بعضالقضايا وال فرق بينهما ّإل في الخصوص والعموم كما ّ
مصنفاته .وال شك أن معنى إمكان الوجود والعدم أن ال تقتضي الماهية شي ًئا منهما .فعلى هذا
القياس معنى صحة التعلق بالفعل والترك أن ال يقتضي التعلق بهما.
[]74وليس المراد باإلمكان والصحة في قوله" :تعلق الكالم ببعض دون بعض" أي ما
يصح تعلقه ببعض دون بعض اإلمكان العام المق ّيد بجانب الثبوت ّ
ألن الترك والفعل مندرجان ّ
فيما يصح التعلق به.
جوزوا كون صفة الكالم واإلرادة متعلقة لذاتها ببعض ما
أيضا أن األشاعرة اذا ّ
[]75ونقول ً
يصح أن يتعلق به دون بعض يلزمهم أن يجوزوا كون الماهية مقتضية لوجودها مع صحة اتصافها
ّ
158ط :ثابت.
58
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
بالعدم .والفرق بين الوجود والعدم اللذين يصح اتصاف الماهية بأحدهما ً
بدل عن اآلخر وبين
تعلق الكالم بالفعل أو الترك وتعلق اإلرادة بهذا الضد أو ذاك الضد .في أن كل واحد منهما صحة
اتصاف الشيء بأحد المتقابلين ً
بدل عن اآلخر .فاذا لم يناف الصحة الثانية لعلية ما له الصحة
لترجيح خصوصية إحدى الصفتين من التعلقين لم يناف الصحة األولى لعلية الماهية لترجيح
الوجود ،وخصوصية الصفة مما ال مدخل له 159في جواز الترجيح بديهة .وحينئذ يلزمهم انسداد
باب إثبات الصانع.
وأما األدلة المنقولة فوجوه
﴿و َهـ َٰذا ِذك ٌْر ُّم َب َار ٌك﴾[األنبياء ]50/21 ،وهذا إشارة
[]76األول :القرآن ذكر لقوله تعالىَ :
ّ
﴿وإِ َّن ُه َل ِذك ٌْر َّل َك َولِ َق ْو ِم َك﴾[الزخرف ]44/43 ،والضمير عائد إلى
إلى القرآن ،ولقوله تعالىَ :
ث﴾[األنبياء]2/21 ، القرآن وكل ذكر محدث لقوله تعالى﴿ :ما ي ْأتِ ِيهم من ِذك ٍْر من رب ِهم محدَ ٍ
ِّ َّ ِّ ُّ ْ ِّ َ َ
أن ّ
كل ث﴾[الشعراء ]5/26 ،فإنّهما ّ
يدلن على ّ وقوله﴿ :ما ي ْأتِ ِيهم من ِذك ٍْر من الرحمـ ِٰن محدَ ٍ
ِّ َ َّ ْ َ ُ ْ ِّ َ َ
أن في المركّبات التقييد ّية إشارة إلى النسب ألن المحدث وإن كان صفة للذكر ّإل ّ ذكر محدثّ .
الخبر ّية .فهي بذلك االعتبار يحتمل الصدق والكذب وإن لم يحتملهما باعتبار مفهومهما.
وبمالحظة تلك النسبة الخبر ّية التي أشير إليها في ذكر محدث جعال دليلين للكبرى ،واليخفى
عليك أن هذا الدليل إنما يدل على أن الذكر اآلتي المنزل على الرسول محدث وال يدل على ّ
أن
قائما بالبارئ /غير
قديما ً
كل فرد من أفراد الذكر محدث .فإنه يجوز أن يكون بعض أفراد الذكر ً [13و]
قابل نفسه لإلتيان والنزول المتناع نزول مح ّله .ويكون بعض أفراده المماثل لذلك الفرد القديم
المشترك معه في صحة إطالق القرآن عليه أعني الفرد اآلتي المنزل على الرسول بنزول محله
حاد ًثا .فعلى هذا ال يدل ما ذكروه على أن الكالم اللفظي مطل ًقا حاد ًثا كما أنّه ال يدل على أن
وأيضا لم ال يجوز أن يكون محدث صفة مقيدة 160مثل قولك "ما يأتي زيدا من
النفسي حادثً ،
األول. رجل عالم ّإل يكرمه" ،فهذا ال يدل على ّ
أن كل رجل عالم وكذا ّ
[]77وال ّثاني :قوله تعالى﴿ :إِن ََّما َق ْو ُلنَا لِ َش ْي ٍء إِ َذا َأ َر ْدنَا ُه َأن َّن ُق َ
ول َل ُه كُن َف َيك ُ
ُون﴾[النحل،
ُون﴾[يس]82/36 ، ول َل ُه كُن َف َيك ُ ]40/16وقوله تعالى﴿ :إِن ََّما َأ ْم ُر ُه إِ َذا َأ َرا َد َش ْي ًئا َأن َي ُق َ
159أ ط ق :لها.
160أ :مقررة.
59
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
وصاحب المواقف سها في نقله اآلية فقال ال ّثاني قوله تعالى" :إنّما امرنا اذا اردنا شي ًئا أن نقول
ألن نظم اآلية في سورة النحل على ما نقلناه ّأو ًل وفي سورة يس على ما نقلناه له كن فيكون" ّ
األبهري في شرحه 161إلى كون ما ذكر في المواقف سهوا حيث نقل اآليتين على ما
ّ ثان ًيا ،وأشار
عما نقله المواقف ،وأنا ّ
أتعجب من الفاضل الشريف حيث ن ّبه على كون ما وقع نقلناه وعدل ّ
سهوا وكأنّه
سهوا ولم ينتبه على كون ما نقله من نظم اآلية ً
في بعض من النسخ من لفظ القدرة ً
تركه لظهوره.
أن المعنى ّ
إن الله اذا أراد شي ًئا يقول له كن []78ونقول في وجه االستدالل باآليتينّ ،
فيكون ،قوله" :كن" و هو قسم من الكالم ّ
متأخر عن اإلرادة الواقعة في االستقبال لكونه جزآء له
ً
حاصل قبل وجود الشيء لداللة الفآء على الترتيب بال مهلة وكالهما يوجب الحدوث. ويكون
خصوصا اذا كان ذلك الشيء حاد ًثا واق ًعا
ً ّ
ألن ّ
التأخر الزماني عن الشيء يوجب الحدوث
أيضا داللته على في االستقبال .وأ ّما التقدّ م الزماني على الكائن الحادث بمدة يسيرة فظاهر ً
الحدوث .هذا اذا كان اذا شرط ّية وأ ّما اذا كانت ظرفي ًة فتوجيهه أن يقال ّ
إن قولنا مبتدأ واذا أردناه
ظرف زمان له دال على االستقبالّ .
ألن اذا موضوعة له وأن يقول خبر المبتدأ وهو في تأويل
المصدر .كأنّه قيل إنّما قولنا لشيء حين أردناه وهو قولنا له "كن" واذا كان قول "كن" هو األمر
الواقع في زمان االستقبال يكون حاد ًثا فيه.
[]79فإن قلت :يمكن أن يستدل باآليتين على قدم الكالم بأن يقال إنها تدل على أن مصدر
كل الحوادث قول "كن" فلو كان "كن" من الحوادث لكان له قول آخر هو "كن" فيتسلسل .فال بدّ
قديما إذ ال قائل بالفصل.
أيضا ً
قديما فيكون سائر كالمه ً
أن يكون "كن" ً
[]80قلنا :اآلية إنّما تدل على أن مصدر األشياء التي تتعلق اإلرادة بإيجادها وإحداثها قوله:
قديما ال تتعلق اإلرادة بإيجاده إذ القديم يمتنع أن يكون مرا ًدا،162 "كُن" ال كل األشياءّ .
فإن "كن" اذا كان ً
161ســيف الديــن أحمــد األبهــري (ت .؟) ،شــرح المواقــف ،مكتبــة الســليمانية فــي إســطنبول ،قســم اللــه لــي ،رقــم ،2372ورق
...[ .213وفــي بعــض نســخ المتــن الســتوى إلــى المتعلقــات العلــم والقــدرة؛ وبتصويــب ســقاط لفــظ القــدرة ّ
ألن القــدرة
ـح تعلقاتــه بخــاف العلــم]
ليســت واجبــة التعلــق بجميــع مــا يصـ ّ
162ط ق م ف -؛ أ +اآليــة إنمــا تــدل علــى أن مصــدر األشــياء التــي تتعلــق اإلرادة بإيجادهــا وإحداثهــا قولــهُ " :كــن" ال كل األشــياء
قديمــا ال تتعلــق اإلرادة بإيجــاده إذ القديــم يمتنــع أن يكــون مــرا ًدا.
فــإن "كــن" اذا كان ً
60
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
المراد بـ"شي ًئا" هو الشيء الذي يكون إيجاده /بطريق األمر والقول ال ّ [13ظ]
كل الحوادث .وال يلزم أن يكون
"كن" من تلك الحوادث حتى يلزم أن يكون إيجاده ب"كن" فيلزم التسلسل.163
مجازا عن سرعة اإليجاد وسهولته على الله تعالى وكمال
ً ثم نقول :إن جعل هذا الكالم َّ
ً
تمثيل للغائب أعني تأثير قدرته في المراد بالشاهد أعني أمر المطاع للمطيع في حصول قدرته
المأمور به من غير امتنا ٍع وتوقف وال افتقار إلى مزاولة ٍ
عمل واستعمال آلة.
[]82وقيل :ليس ههنا قول وال كالم وإنّما وجود األشياء بالخلق والتكوين مقرونا بالعلم
165
والقدرة واإلرادة. 164وهو الذي اختاره أكثر المفسرين وذهب إليه صاحب ّ
الكشاف مع حرصه
على إبطال كالم أئمتنا وسعيه في التشبث بما يمكن أن يتشبث به .لذلك لم يكن للمعتزلة في
اآليتين حجة علينا وال يكون فيهما داللة على حدوث شيء من اللفظي والنفسي.
[]83وإن قيل :أنه حقيقة وأنه تعالى أجرى سنته في تكوين األشياء أن يكونها بهذه الكلمة ْ
﴿وإِ َذا َل ُقوا ا َّل ِذي َن ْ
وإن لم يمتنع تكوينها بغيرها .وجعل "اذا" ههنا لالستمرار كما في قوله :تعالى َ
آ َمنُوا َقا ُلوا آ َمنَّا﴾ اآلية [البقرة.]14/2 ،
وقيل :معنى اآلية ،اذا استمر إرادته وتعلقها بإيجاد الحادث في األزل فإن هذا االستمرار
مذهبنا في تعلق اإلرادة.
وإن كان لالستقبال ّإل أنّه لم يرد هناك ذلك المعنى؛ بل استعمل في إن "اذا" ْ وقيلّ :
فإن األمور األزل ّية التي نسبتها إلي جميع األزمنة على السوية وليس لها مجرد التعلق الشرطيّ .
بزمان دون زمان .اذا ع ّبر عنها بما يدل على اختصاصها به يصرف الكالم عن ظاهره ٍ اختصاص
َاك﴾ إلخ[ .الفتح]8/48 ، كما قيل مثله في قوله تعالى﴿ :إِنَّا َأ ْر َس ْلن َ
163أ -المــراد بشــيء هــو الشــيء الــذي يكــون إيجــاده بطريــق األمــر والقــول ال ّ
كل الحــوادث وال يلــزم أن يكــون "كــن" مــن تلــك
الحــوادث حتــى يلــزم أن يكــون إيجــاده بـ"كــن" فيلزم التسلســل.
164ط -واإلرادة.
165ل :فرصه.
61
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
متأخرا بالزمان عن الوجود ولم يكن فيما ذكروه داللة على حدوث الكالم ال اللفظي
ً القيام ليس
وال النفسي .وما ذكره في المواقف من ّ
أن اآليتين تدالن على حدوث اللفظ الذي ال تنازع فيه
وجعل "اذا"
يدل على أنّه حمل اآليتين على ما يتبادر منهما من حمل كلمة "كن" على نفس اللفظ ُ
جائزا لكن في غير
ألن حدوث اللفظ وإن كان ًلالستقبال والفآء للتعقيب الزماني وهو مشكلّ .
[14و] ذات الله تعالى وأما فيها فال .ومقتضي اآلية على تقدير /أن يحمل على ما حمل عليه حدوث
اللفظ في ذات الله تعالىّ .
ألن الجزاء هو التكلم بقول "كن" إذ معنى "أن يقول له كن" أن يتكلم
ب"كن" فيلزم حدوث اللفظ فيه تعالى.
﴿وإِ ْذ َق َال َر ُّب َك لِ ْل َم َل ِئك َِة﴾[البقرة" ]30/2 ،وإذ" ظرف
[]85والوجه ال ّثالث :قوله تعالىَ :
ٍ
بزمان مع ّين محدث. مختصا بزمان مع ّين والمختص زمان ماض فيكون قوله الواقع في هذا الزمان
ًّ
بأن هذا إنّما يدل على حدوث اللفظي دون النفسي كما وقع في المواقف مشكل ً
أيضا. والقول ّ
اللهم ّإل أن
ّ ألن داللته على حدوث التكلم وتجدده وهو يستلزم حدوث صفة الكالم القائم به. ّ
يحمل التكلم في اآليتين على معنى إيجاد الكالم وهو الذي هربوا عنه فتأ ّمل .ويمكن أن يقال
ٍ
بزمان مع ّين هو زمان ظهور اللفظ في الجواب عن هذا الوجهّ ،
بأن المراد مقارنة مطلق الطلب
الدال على ذلك الطلب ال الظرفية الحقيقية .وظاهر أن القديم يقارن جميع األزمنة وتخصيص
المقارنة ههنا بخصوص ّية ذلك الزمان الظاهر فيه لفظ "اسجدوا" لكون الطلب والدال عليه من
اللفظ ظاهرين للملئكة فيه 166دون سائر األزمان.167
َاب ُأ ْح ِك َم ْت آ َيا ُت ُه ُث َّم ُف ِّص َل ْت﴾[الهود ]1/11 ،فإنّه يدل على ّ
أن ِ
الرابع﴿ :كت ٌ
[]86والوجه ّ
القرآن مركّب من اآليات التي هي أجزآء متعاقبة فيكون حاد ًثا .والجوابّ :
إن المراد بالكتاب
كل فرد من القرآن .فال يكون ما ذكر ً
دال على حدوث اللفظي مطل ًقا كما ال
168 الفرد المنزل ال ّ
يدل على النفسي.
ـه﴾[التوبة ]6/9 ،فأنّه يدل على ّ
أن والخامس :من قوله تعالى﴿ :حتَّى يسمع ك ََلم ال َّل ِ
َ َ ٰ َْ َ َ
ألن المسموع ال يكون ّإل حر ًفا وصوتًا .والجواب :المراد بكالم كالمه مسموع فيكون حاد ًثا ّ
166أ +حينئذ.
167أ :األوقات.
168ط -ال.
62
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
الله هو المنزل ال الفرد القائم به تعالى وال شك في حدوثه .وال يلزم منه أن يكون ّ
كل فرد من
اللفظي حاد ًثا كما ال 169يلزم أن يكون النفسي حاد ًثا.
السادس :قوله تعالى﴿ :إِنَّا َأ َنز ْلنَا ُه ُق ْرآنًا َع َربِ ًّيا﴾[يوسف ]2/12،فإنّه يدل
[]87والوجه ّ
أن كالم الله تعالى يكون عرب ًّيا تارة وعبر ًّيا أخرى فيكون متغ ّيرا وذلك دليل لحدوثه ،هكذا على ّ
قال في شرح المواقف 170.وأنت خبير بأنّه إن أراد بقوله" :كالم الله يكون عرب ًّيا" إلخ ّ
إن نوع
القرآن اللفظي قد يوجد في ضمن اللفظي العربي وقد يوجد في ضمن العبري أو 171إن الفرد
اللفظي للقرآن قد يكون عرب ًّيا وقد يكون عبر ًّيا ففسادهما واضح.
[]88ألن نوع القرآن ليس ّإل هذا المؤلف المخصوص المفتتح بالتحميد المختتم
ّ
باالستعاذة مع قطع النظر عن تعيين محله .وإنّما وضع لفظ القرآن لهذا النوع وال ينفك عنه
العربية/ 172،وال يحتمل أن يكون عبر ًّيا تارة أخرى .وكذا الحال في الفرد اللفظي الذي اخترعه [14ظ]
الله في لسان الملك أو النبي .ليس ّإل عرب ًّيا ،وال يحتمل أن يكون عبرياْ .
وإن أراد الكالم اللفظي
قد يكون عبر ّيا وقد يكون عرب ًّيا فما ذكره ال يفيده ً
أصل .ألنّه ال يدل على أن اللفظي المخصوص
يدل على ّ
أن الكالم اللفظي 174قد يتحقق في يتوارد عليه العبرية ويتصف 173بالعربية؛ بل إنّما ّ
ضمن العربي ويتصف بالعربية 175في ضمن بعض أفراده وقد يتحقق في ضمن العبري ويتصف
بالعبرية في ضمن بعض أفراده .وهذا ال يقتضي حدوث مطلق اللفظي ّإل إذا ثبت أن العربية
177 والعبرية متحدان 176وهو ممنوعّ ،
فإن من يزعم أن اللفظي قديم يقول بأزليتهما.
169ط -ال.
170شرح المواقف للجرجاني.138 /3 ،
171أ +أراد.
172أ +وال يحتمــل أن يكــون عبر ّيــا وإن أراد أن الــدال علــى القــرآن قــد يكــون عرب ّيــا وقــد يكــون عبر ّيــا فمــا ذكــره إنّمــا يفيــد كــون
ـدل علــى أن نفســه متغيــر؛ بــل نقــول :مــا ذكــره إنمــا يفيــد تغيــر صفــة الداللــة وقصــد ـدل ويـ ّالــدال علــى القــرآن متغ ّيـ ًـرا ومتبـ ً
ـري الــدال علــى المعنــى القائــم بــه تعالــى مــن الــكالم النفســي أو العلــم ّ ـ العب ـظ
ـ اللف ّ
ـإن
ـ ف ـدال،الداللــة علــى المعنــى ال ذات الـ
واإلرادة علــى اختــاف الرأييــن ال يرتفــع وال يتغ ّيــر قصــد الداللــة علــى ذلــك المعنــى القائــم بــه باللفــظ العربــي.
173ط م ف | -أ +ويتصف.
174أ ل -إنّما ّ
يدل على ّ
أن الكالم اللفظي.
175ف :العبرية.
176أ ل ف :متجددتان.
177أ -وال يحتمــل أن يكــون عبر ّيــا تــارة أخــرى وكــذا الحــال فــي الفــرد اللفظــي الــذي اخترعــه اللــه فــي لســان الملــك أو النبــي
ليــس ّإل عرب ًيــا؛ وال يحتمــل أن يكــون عبريــا ْ
وإن أراد الــكالم اللفظــي قــد يكــون عبريــا وقــد يكــون عربيــا فمــا ذكــره ال يفيــده
63
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
أن القرآن معجز إجما ًعا ويجب مقارنته للدعوى حتى يكون تصدي ًقا والوجه السابعّ :178
قديما ساب ًقا
للمدعى في دعواه فيكون حاد ًثا مع حدوثها .وإن لم يكن مقارنًا لها حاد ًثا معها يكون ً
عليها فال اختصاص له بذلك المدعي وتصديقه.
[]89والجواب :إن المعجز المتحدي به هو هذا المؤ ّلف المخصوص الكلي المتعدد
األفراد بحسب تعدد محا ّله مع قطع النظر عن خصوصية المحل ال خصوصية الفرد من حيث
هي خصوصية بأن يكون لتلك الخصوصية والتشخص الناشي من المحل مدخال في اإلعجاز
والتحدي ،وال شك أنّه يكفي في إعجاز ذلك الكلي حدوث فرد منه ومقارنته للدعوى .وال يلزم
أن يكون كل فرد منه حادثا ومقارنا للدعوى ويجوز أن يكون الفرد القائم بالرسول حاد ًثا ومقارنًا
قائما بالبارئ وبعضه اآلخر حاد ًثا ساب ًقا على الدعوى كالقائم
قديما ً
للدعوى ويكون بعض أفراده ً
قديما ساب ًقا عليها" منع ظاهر
بجبرائيل قبل اإلنزال ،وفي قوله" :لو لم يكن حاد ًثا مقارنًا لها يكون ً
لجواز أن يكون حاد ًثا ساب ًقا عليها .ويجب أن يجعل ذلك مبن ًّيا على أن ال قائل بالفصلً ،
وأيضا
أنّهم يقولون الكالم الذي ك ّلم الله به ما خلقه في جبريل في اللوح وهو غير حادث مع الدعوى.179
والوجه ال ّثامنّ :
إن الله تعالى وصف القرآن بأنّه منزل وتنزيل وذلك يوجب حدوثه الستحالة
االنتقال باإلنزال والتنزيل على الصفات القديمة القآئمة بذاته تعالى.
رب طه ويس﴾
180
﴿يارب القرآن العظيم ويا ّ
ّ والوجه التّاسع :قوله عليه الصلوة والسالم:
وبعضا والمربوب محدث اتفا ًقا .وجوابهماّ :
إن المراد أن القرآن الذي ظهر بيد ً كل فإنّه مربوب ّ
أن ّ
كل أفراده كذلك فال يلزم أن الرسول وحمله جبريل هو منزل وتنزيل ومربوب وليس المراد ّ
يكون ّ
كل فرد من اللفظي والنفسي حاد ًثا.
أصــا .أل ّنــه ال يــدل علــى أن اللفظــي المخصــوص يتــوارد عليــه العبريــة ويتصــف بالعربيــة؛ بــل إنّمــا يـ ّ
ـدل علــى ّ
أن الــكالم
اللفظــي قــد يتحقــق فــي ضمــن العربــي و يتصــف بالعربيــة فــي بعــض أفــراده وقــد يتحقــق فــي ضمــن العبــري ويتصــف
بالعبريــة فــي ضمــن بعــض أفــراده وهــذا ال يقتضــي حــدوث مطلــق اللفظــي ّإل إذا ثبــت أن العربيــة والعبريــة متحــدان وهــو
ممنــوع؛ فـ ّ
ـإن مــن يزعــم أن اللفظــي قديــم يقــول بأزليتهمــا.
178أ :السادس.
وأيضــا أنّهــم يقولــون الــكالم الــذي كلــم اللــه بــه مــا خلقــه فــي جبريــل فــي اللــوح وهــو غيــر حــادث مــع
179ط م ف ل |-أ ً +
الدعــوى.
180لــم أعثــر علــى هــذه الروايــة فــي كتــب األحاديــث المســندة؛ لكــن يقــال عنــه أن النبــي صلــى اللــه عليــه وســلم كان يقــول
فــي دعائــه( :يــا رب! "طــه" و"يــس" ويــا رب القــرآن العظيــم )؛ قــال ابــن تيميــة رحمه اللــه فــي الفتــاوى الكبــرى" :493/6 ،ال
خــاف بيــن أهــل العلــم بالحديــث أن هــذا الحديــث كــذب علــى رســول اللــه صلــى اللــه عليــه وســلم" انتهــى.
64
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
إن الله تعالى أخبر بلفظ الماضي نحو ﴿إِنَّا َأ َنز ْلنَا ُه﴾[يوسف]2/12 ،
والوجه العاشرّ :
قديما لكان كذ ًبا
"وإنّا أرسلناه" . 181وال شك /أنّه ال إنزال وال إرسال في األزل فلو كان كالمه ً [15و]
إن تلك ماض بالقياس إلى األزل .والجوابّ : ٍ يتصور ما هو
ّ ألنّه إخبار بالوقوع في الماضي وال
اإلخبار متروكة الظاهر ولم يرد بها المضي الحقيقي؛ بل الحكمة اقتضت التعبير بتلك األلفاظ.
أيضا ،وال يخفي عليك أنّه لو س ّلم داللة ما ذكر على
فعلى هذا ال يدل ما ذكر على حدوث اللفظ ً
حدوث اللفظ ينبغي أن يسلم داللته على حدوث النفسي ،بال فرق فتسليم األولى دون الثانية كما
في المواقف تحكم.
[]90بيان ذلك أنّه إ ّما أن يسلم كون المضي ومعاني تلك اإلخبار الحقيقية مرادة منها أو ال،
أيضا .إذ معنىأيضا بديهة ،وعلى األول :يلزم حدوث النفسي ً فعلى ال ّثاني :ال يلزم حدوث األلفاظ ً
معتبرا في المعنى النفسي حينئذ؛ إذ ليس النفسي ّإل مدلول اللفظي وما يع ّبر عنه به.
ً المضي يكون
ولو كان المعنى النفسي المعتبر فيه معنى المضي أزل ّيا لكان النفسي كاذبا لعدم الماضي بالنسبة إلي
األزل.
والوجه الحادي عشر :النسخ حق بإجماع األمة وواقع في القرآن وهو رفع أو انتهاء .وال
ألن ما ثبت قدمه يمتنع عدمه .والجواب :ليس المراد بالرفع يتصور شيء منهما في القديمّ .
واالنتهاء ّإل زوال وانتهاء ما يظن من تعلق الطلب بالمستقبل بمعنى أنه لوال الناسخ لكان
في عقولنا ظ ّن بقاء التعلق الماضي في المستقبل .وليس 182المراد زوال ذات الطلب واللفظ
إن المصنّف أجاب عن الكل بأنّه إنّما يدل على حدوث اللفظ دون المعنى ،وما ثم ّ
وانتهائهماّ .
بأن األدلة المذكورة أظهر في حدوث اللفظ من حدوث النفسي ،وال يخفى على ذكره يشعر ّ
المنصف ّ
أن األمر ليس كذلك في الدليلين األخيرين.
أ ّما الدّ ليل العاشر :فإنّه ال فرق بين النفسي والفظي في عدم الداللة على حدوثهما في نفس
األمر وداللتهما عليه بحسب الظاهر.
وأ ّما الحادي عاشرّ :
فألن النسخ بحسب الشرع على ما عرفوه أن يرد دليل شرعي متراخ ًيا
عن دليل شرعي آخر مقتض ًيا خالف حكمه .وهو يقتضي أن يكون االرتفاع أو االنتهاء في حكم
الدليل الشرعي الذي هو المعنى النفسي ال في الدليل الشرعي الدال على ذلك الحكم هذا.
181لعله اقتصر لكثرة وروده يقصد به هذه اآلية﴿ :إِنَّا َأرس ْلنَاك﴾[البقرة.]119/2 ،
182ط -ليس.
65
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]91واعلم ّ
أن ما ذكره في المواقف من األدلة العقلية وبعض النقلية على الوجه الذي
ذكره 183مما يخالفه ما قاله 184الفاضل الشريف في حاشيته للكشاف" :اعلم ّ
أن للمعتزلة على
[15ظ] ً
ودليل دليل عقل ًّيا وهو تركّبه من أجزآء ممتنعة االجتماع [ /في الوجود] حدوث القرآن ً
فاألول: سمعيا هو نحو قوله تعالى﴿ :ما ي ْأتِ ِيهم من ِذك ٍْر من رب ِهم محدَ ٍ
ث﴾[األنبياء]2/21 ،
ّ ِّ َّ ِّ ُّ ْ ِّ َ َ ًّ
استدالل بما علم اتصافه به عقال ،وال ّثاني :استدالل عليه بما ورد في الشرع ّ
ودل على حدوثه
ال على اتصافه بما يوجب حدوثه كما توهم هذا القائل" ،185وقوله" :وهو تركبه" يشعر بانحصار
الدليل العقلي في التركيب المذكور وهو مخالف لما في ذلك الكتاب من قوله" :وأ ّما المعقول
وأيضا جعل التركيب المذكور مستفا ًدا من العقل في فوجهان" .186ولع ّله أراد وهو نحو تركبهً ،
َاب ُأ ْح ِك َم ْت آ َيا ُت ُه ِ
الحاشية 187وجعله في شرح المواقف مستفا ًدا من األدلة النقلية حيث قال﴿ :كت ٌ
أن القرآن مركّب من اآليات التي هي أجزاء متعاقبة.يدل على ُّث َّم ُف ِّص َل ْت﴾[الهود ]1/11 ،فإنّه ّ
فإنّه تصريح ّ
بأن تركبه من األجزاء المتعاقبة مما استدل عليه بالدليل النقلي .والظاهر أنه بني ما
ذكره في الحاشية ّ
أن القرآن أمر حسي يعلم تركبه من تلك األجزاء بال استعانة بالشرع.
[]92وأقولّ :فرق بين كون القرآن الذي كالم الله مرك ًبا وبين كون هذا المؤ ّلف المشار إليه
الحس ال يستلزم
ّ فإن األحكام تختلف باختالف العنوان وكون الحكم ال ّثاني مستفا ًدا من مر ّك ًبا؛ ّ
األول مستفا ًدا منه ومن 188حكم ّ
بأن الحكم بتركّبه من تلك األجزاء شرعي جعل عنوان أن يكون ّ
الحكم مفهوم القرآن الذي هو كالم الله وهو الذي قصدوا إثباته في الكتب الكالم ّية وأوردوا في
إثباته الدليل النقلي .وهو مراد صاحب المواقف ولذلك أورد تلك اآلية في إثباته.
[]93واعلم أن ما أورده في الحاشية من قوله وهو نحوَ ﴿ :ما َي ْأتِ ِيهم ِّمن ِذك ٍْر ِّمن َّر ِّب ِهم
ودل على إن أراد به انحصار دليلهم السمعي فيما ورد في الشرع ّ ث﴾[األنبياءْ ]2/21 ، محدَ ٍ
ُّ ْ
ث﴾[األنبياء ]2/21 ،فال نسلم حدوثه مثل قوله تعالى﴿ :ما ي ْأتِ ِيهم من ِذك ٍْر من رب ِهم محدَ ٍ
ِّ َّ ِّ ُّ ْ ِّ َ َ
183أ +يشــعر بــأن الدليــل العقلــي الــدال علــى حــدوث القــرآن الــذي أوردوه فــي االســتدالل عليــه منحصــر فــي الوجهيــن حيــث
قــال" :وأمــا المعقــول فوجهــان".
184أ -مما يخالفه ما قاله.
185حاشية الكشاف للجرجاني ،مكتبة السليمانية بإسطنبول ،قسم الله لي ،رقم ،332ورق .3
186أ +ذكر في المواقف من االنحصار على الدليلين المذكورين.
187أ +النقلية.
188أ :والذي.
66
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
ذلك .فإنّهم استدلوا بأد ّلة نقل ّية تدل على اتصافه بصفات توجب حدوثه كما ذكر تلك األد ّلة في
المواقف .وهي التي تدل على إنزاله وتنزيله وكونه مسمو ًعا ومربو ًباْ ،
وإن أراد أن دليلهم السمعي
هو نحو ذلك في مجرد استفادة الحدوث منه ْ
وإن لم يكن تلك االستفادة بالذات فبطالن قوله:
أتعجب من هذا الفاضل أنه سلم ّأولً
"ال 189على اتصافه بما يوجب حدوثه" مما ال يخفي ،وأنا ّ
دال على /حدوث القرآن .وأنكون اإلنزال والتنزيل وما أردفهما به صاحب الكشاف في خطبته ًّ [16و]
189ط -ال.
190ط -السمعي.
191ل -مجازً ا.
192في األصل :على مذهبه.
193في األصل :المصحف.
67
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
بسبب 194عدم 195مساعدة اآلالت فالتل ّفظ حادث .واألدلة الدالة على الحدوث يجب
حملها على حدوثه دون حدوث الملفوظ 196جم ًعا بين األدلة .وهذا الذي ذكرناه وإن
197
كان مخال ًفا لما عليه متأخروا أصحابنا ّإل أنّه بعد التأ ّمل يعرف حقيقتهّ ،
تم كالمه.
[]95وقال الفاضل الشريف" :وهذا المحمل من 198كالم الشيخ مما اختاره الشيخ محمد
الشهرستاني في كتابه المسمى بنهاية اإلقدام ،وال شبهة في أنه أقرب إلى األحكام الدينية الظاهرية
المنسوبة إلى قواعد الملة".
[]96وأقول :ال شبهة أن المقروء حقيقة ما قام باللسان من األصوات المكتسبة للعبد أو
[16ظ] المخترعة /لله القائمة بلسان الملك ال المعنى النفسي والفرد اللفظي القائمين به تعالى .ولما
حكم بكون الكالم اللفظي القائم به تعالى مقرو ًءا حقيقة حيث قال وهو مقروء باأللسن كما
يدل عليه سوق كالمه .علم أن مراده باللفظ القائم بالبارئ الذي حكم بكونه مقرو ًءا باأللسن
حال في اللسان .فإنماهية ذلك الفرد القائم به ال نفس الفرد من حيث هي لظهور أنه ال يكون ًّ
الحال فيه فرد آخر مماثل 199له في الماهية .ف ّإن الصفة الواحدة بالشخص كيف يتصور حلولها
في زمان واحد في المحلين؟ وأما الماهية النوعية للفظ فيجوز حلولها فيه في ضمن الفرد الحال
فيه كما يجوز قيامها بذات البارئ تعالى في ضمن الفرد القائم به ،ويحتمل أن يريد بالقرآءة
والكتابة والحفظ معناها الظاهر .ويريد بقوله" :وهو غير الكتابة والقراءة" إلخ أنه أي نوع الكالم
اللفظي القائم به ليس نوع الكتابة والقراءة حتى يلزمه الحدوث كما يلزم تلك األنواع ،ويريد
بالتلفظ في قوله" :يجب حملها على حدوثه" معناه الظاهر ،ويحتمل أن يراد بالكتابة النقوش
ّ
الحال في اللسان الذي اخترعه الله فيه أو اكتسبه العبد والصور وبالقراءة الصوت و200الجزئي
بقدرته الكاسبة ،وبالحفظ الصور المخزونة في الخيال ،وبالتلفظ القراءة بهذا المعنى .ويريد
201
194ل -بسبب.
195ل :لعدم.
196ل ط :الفظ.
تم كالمه.
1 97ل ط ّ -
198في األصل :لكالم.
199أ :مماثلة.
200ط -و.
201ط :يرد.
68
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
بكون القائم بالله غيرها أن ماهية ذلك الفرد القائم به ليس عينها وعدم عينية الكتابة ظاهر .وأما
فألن األصوات الحالة التي أريدت بالقراءة وصورها التيعدم عينية الكتابة 202والقراءة والحفظ ّ
أريدت بالحفظ جزئيات بخالف تلك الماهية .وفيما ذكره بحيث من وجوه:
[]95األول :إن حمل جملة األدلة على حدوث التلفظ بعيد عن األذهان السليمة س ّيما اذا
فإن المربوب ليس تل ّفظ القرآن ،بل نفسه .وما اتفقوا عليه من
حمل التلفظ على معناه الظاهرّ .
حدوثه هو نفس المربوب .وكذا النسخ انتهاء تعلق الطلب أو رفعه كما سبق ال ارتفاع التلفظ
203
أو انتهاؤه.
وأيضا الدليل الثاني :ال يدل على حدوث اللفظ والتلفظ وسوق كالمه يدل على أنّه محمول
ً
على حدوث أحدهما فتأ ّمل.
ألن اللفظ ليس ّإل إلفادة
األول المعقول يفيد حدوث اللفظّ . ْ
[]96فإن قلت :الدليل ّ
المخاطب فائدة .ولذلك قالوا من لطف 204الله إحداث الموضوعات اللغوية .فإنّه لما علم حاجة
بعضا ما في أنفسهم في أمر معاشهم في المعامالت والمشاركات
الناس إلى تعريف /بعضهم ً [17و]
وأمر مع ِ
ادهم إلفادة المعرفة واألحكام أقدرهم على الصوت وتقطيعه على وجه ّ
يدل على ما في ََ
يتصور للموجود .واذا كان اللفظ أزل ًّيا يخلو في األزل ّ النفس بسهولة .وال شك ّ
أن اإلفادة إنّما
سفها فال وجه لحمل كالم األشعري عن ترتّب فائدته له لعدم المخاطب فيكون عب ًثا والتل ّفظ به ً
على ما حمله عليه.
[]97قلت :ما ذكر من فائدة اللفظ إنّما هو بالنظر إلى صدور اللفظ بطريق االختيار .ولذلك
قيل إحداث الموضوعات .وأ ّما بالنظر إلى وجود اللفظ بطريق اإليجاب كما هو الالزم لكون
ألن المع ّلل باألغراض والحكم هو الفعل االختياري دون
قائما به فالّ .الكالم اللفظي أزل ًّيا ً
المستند بطريق اإليجاب .واذا لم يتعلق األزلي بالحكمة والغرض فخلوه عنهما ال يكون عب ًثا،
أصل والكالم األزلي لم يخل عنها ّإل في األزل وأ ّما فيما ال
وأيضا العبث ما يخلو عن الحكمة ً
ً
يزال ّ
فكل.
202ط -الكتابة.
203أ +والصوت القائم.
204أ :نطق.
69
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
فإن قلت :ما ذكره ساب ًقا في األجوبة اإلجمال ّية في أد ّلة المعتزلة على حدوث القرآن من
قائما به تعالى.
قديما ً
حملها على حدوث اللفظ ينافي اختيار كون الكالم اللفظي ً
[]98قلت :ما ذكره ّأو ًل :مبني على ما اختاره القدمآء من كون اللفظي حاد ًثا أو يكون
المراد باللفظ هناك اللفظ القائم باللسان دون مطلقه.
وال ّثاني :أنه ال شك ّ
أن نسبة الذات إلى جميع األلفاظ الموضوعة لطلب الفعل وطلب
تركه على السوية مثل "كلوا"" ،وال تأكلوا" كيف؟ ّ
فإن حسن الفعل وقبحه شرعيان عندهم.
ويجوزون أن ينسخ الكتاب ويأتي بدله كتاب آخر
ّ يجوزون أن يـأمر بفعل وينهي عنه
وأنّهم ّ
ناسخ له وإن لم يكن واق ًعا لتأبيد ديننا .وال شبهة في جواز كون الكتاب الناسخ كالم الله
أيضا .205فعلى هذا يكون اختصاص بعض األلفاظ به دون بعض بسبب
من ضرورات الدين ً
تعلق الطلب بالفعل دون الترك وتعلق إرادته في األزل بإيجاد لفظ دال على ذلك الطلب في
لسان الملك دون اللفظ الدال على الترك .وال شبهة ّ
أن الطلب كما يمكن أن يتعلق بالفعل
يمكن أن يتعلق بالترك لما ذكرنا من كون الحسن والقبح شرعيين وكذا اإلرادة كما يمكن أن
[17ظ] يتعلق باللفظ الدال على طلب الفعل يمكن أن يتعلق باللفظ الدال على طلب الترك /واذا
أمكن عدم ما يتوقف عليه قيام بعض األلفاظ بالنظر إلى ذات الواجب أمكن عدم قيامه به
نظرا إليها .وحينئذ يمكن أن يخلو عن الكمال الذي اتصف به بسبب اتصافه بتلك األلفاظ
ً
نقص فيلزم
ألن جميع صفاته كذلك والخلو عن الكمال الممكن ٌ التي هي صفة كماليةّ .
إمكان النقص له تعالى فتأ ّمل.
الكلمات []99والثالث :إن كالم الله حقيقة على ما اختاره يكون عبارة عن مواد
206
والتراكيب من غير اعتبار الهيئات والصور الحاصلتين من التقديم والتأخير الزمانين .وهو
يستلزم أن ال يكفر من يقول بقرآنية الكالم المركب من تلك الكلمات حال كون كلماته مهمالت
ـه َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي َن﴾[الفاتحة]2/1 ،
وتراكيبه أمر من الهذيانات .كما اذا حرف مثل ﴿ا ْلحمدُ لِ َّل ِ
َ ْ ّ
تحري ًفا يكون ألفاظه مهمل ًة وتركي ًبا يكون المركّب من الهذيانات .وكعدم إعجاز كالمه الحقيقي
ً
مدخل في إفادة المعاني إذ ال يشك عاقل عالم بأوضاع اللغة في ّ
أن لترتيب الحروف والكلمات
أيضا.
205ل ط ف | -أ +وال شبهة في جواز كون الكتاب الناسخ كالم الله من ضرورات الدين ً
206أ :مراد.
70
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
التي يتوقف عليها البالغة التي بها إعجازه .وكعدم داللة كالمه الحقيقي على شيء هو المقصود.
إذ للهيئة مدخل في الداللة على ذلك المقصود حتى لو غ ّير تلك الهيئة لم يكن ًّ
دال على شيء أو
يكون ً
دال على شيء غير مقصود من ذلك الكالم .واذا لم يكن الهيئة معتبرة في حقيقة كالمه كان
الدال أعني مجموع المواد والهيئة خارجة عن حقيقة كالمه .فال يكون كالمه الحقيقي ًّ
دال على
خواص ومزايا.
ّ شيء هو المقصود مع ّ
أن جميع العلمآء متفقون بأن لكالمه الحقيقي
71
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
من غير مدخل ّية الغير فيه كس ًبا وإيجا ًدا ومن ال يقول بقيام اللفظ به ويقول بحدوثه 207كيف
يقول بأن كونه كالم الله بالمعنى األول من ضرورات الدين؟ وكيف يقول بكون التحدي
والمعارضة بكالم الله بهذا المعنى؟ وكيف يقول ّ
بأن المقروء والمحفوظ كالمه بهذا المعنى؟
بل يقول بأنه كالم الله بالمعنيين األخيرين .فال يلزم تلك المفاسد الكثيرة على تقدير حدوث
اللفظي هذا.
[]102واعلم :أن الفاضل التفتازاني أبطل 208كالم المواقف في شرح المقاصد والتلويح
209
207أ :محدثة.
208ط :أشكل.
209شرح التلويح للتفتازاني.292 /1 ،
210الموضوعات لرضي الدين الصغاني.76 ،
72
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
قدرتهّ ،211
وأن الجبائي ذهب إلى أن قبح األفعال وحسنها ليس لذاتها وال لصفة الزمة لها؛ بل
ٍ
الزمة. ٍ
واعتبارات غير لوجوه
[]105قلت :لم يرد باالمتناع الذاتي المقابل لإلمكان الذاتي؛ بل مطلق االمتناع العام
أيضا .واإلمكان المعتبر في معنى القدرة هو اإلمكان الذاتيّ .
فإن معنى كون الخبر لالمتناع بالغير ً
جوز العقل أن
مقدورا له أنّه اذا نظر إلى ذاته مع قطع النظر عما سواها و مقتضياتهاّ ،212
ً الكاذب
نظرا إلى الغير ،الغير المقتضيّ .
فإن يفعل وأن يترك .وهذا المعنى ال ينافي أن يستحيل أحدهما ً
نظرا إلى ذات الخبر الكاذب لكنّهم األشاعرة والجبائي ْ
وإن قاال بإمكان صدور الكذب عنه ً
يقولون بالمانع الصارف عن فعله 213وهو كونه سب ًبا إلختالل النظام الذي ليس من مقتضيات
ذاته .وبالنظر إلى ذلك الصارف يمتنع صدوره عنه امتنا ًعا بالغير ْ
وإن كان ممكنًا بالنظر إلى ذاته.
وهذا مثل ما قالوا أنّه لو س ّلم قبح األشياء بالنسبة إليه تعالى فالقدرة عليها ال ينافي امتناع صدورها
نظرا إلى وجود الصارف عنه وعدم الداعي ْ
وإن كان ممكنًا في نفسه. عنه ً
[]106فإن قلت :الممكن ال يلزم من فرض وقوعه محال وصدور الكذب عنه يستلزم ْ
المحال .ألنّه إ ّما أن ال يعلم كونه كذ ًبا فهو ٌ
جهل وإ ّما أن يعلم ففعله س َف ٌه فال يكون صدور الكذب
عنه ممكنًا.
قبيحا كما
قبيحا وعلم قبحه وأ ّما اذا لم يكن ً
قلت :إنّما يلزم السفه أن لو كان فعل الكذب ً
ّ
استدل عليه بكون الفعل المذكور خال ًيا عن الفائدة ومستلز ًما هو مذهبنا فال سفه في فعله ْ
وإن
للمفسدة.
[]107فنقول :ال نس ّلم أن الفعل الخالي عن الفائدة /سفه محالّ .
فإن أفعال الله ال يجب [19و]
211لعــل المصنــف يشــير إلــي هــذا الــكالم" :ال يقــال إنــه يســتلزم جوازهمــا [خلــف؛ كــذب] وهــو أيضــا محــال؛ أل ّنــا نقــول
اســتحالته ممنوعــة كيــف وهمــا مــن الممكنــات التــي تشــملها قدرتــه تعالــى .أنظــر :شــرح المواقــف للجرجانــي.493/3 ،
212أ :من مقتضيات ذاته.
213ل :قوله.
214أ +على.
73
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[19ظ] []111قال في شرح المواقف" :وهذا الوجه إنما يدل على أن الكالم /النفسي الذي هو
وإل 215يلزم النقصان في صفته تعالى مع أن كمال صفتنا ،وال يدل صف ٌة قائم ٌة به يكون صاد ًقا ّ
216 ٍ
معان مقصودة". على صدقه في الحروف والكلمات التي يخلقها في جس ٍم دا ّلة على
74
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
بأن داللة ما ذكروه على الصدق في الصفة محل بحث على مقتضي ما ذكروه وأنت خبير ّ
في مغايرة الخبر للعلم .ألنّهم جوزوا تح ّقق الخبر بدون العلم والتصديق بمدلوله .وقالوا :بل
عما يعلم ويصدق بخالف مدلول الخبر ،وحينئذ يكون الخبر متح ّق ًقا في صورة
يجوز أن يخبر ّ
الخبر الكاذب الذي يعلم خالف مدلوله .وال شبهة أن المتحقق في هذه الصورة تصور مدلول
الخبر ال الحكم المتعلق بمدلوله ،ولو فرضنا قيام مدلول الخبر الكاذب به تعالى ال يلزم منه ّإل
مجرد قيام النسبة التامة به تعالى ال الحكم الغير المطابق للواقع المتعلق بتلك النسبة .وهذا القيام
إنّما يستلزم مطلق التصور المتعلق بتلك النسبة سواء كان تصور ًّيا أو تصديق ًّيا .وال يلزم من هذا
فإن صور جميع الكواذب حاصلة فيه مع أنّه يحكم بخالف مدلوالته. القيام النقص ّ
75
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
220م؛ ط :الحمل.
221ط -يكون الشخص عالم ًا.
222أ +على.
76
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
مر من كون الكاذب صح. 2 23ط ق م ف | -أ :إمكان الخبر الصادق وسنده ما ّ
224أ -العلــم التصديقــي المتعلــق بالحكــم المشــتمل عليــه الخبــر الــكاذب فــا نســلم أ ّنــه يســتلزم إمــكان الخبــر الصــادق وســنده
مــا مـ ّـر مــن كــون الــكاذب مقتضــي ذاتــه أو نمنــع اســتحالة الــازم نبــاء علــى أ ّنــه يجــوز أن يكــون الخبــر الصــادق خال ًيــا
ـور الوقــوع .فــا يلــزم زوال الخبــر الــكاذب فــي عــن حكــم الخبــر بمعنــى اإليقــاع ويكــون الحاصــل فــي الخبــر مجـ ّـرد تصـ ّ
األخبــار علــى مــا هــو بــه علــى هــذا الوجــه.
77
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
78
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
قاصدً ا به إفادة معناه وهو المراد بإمكان الخبر اللفظي عندهم .ال بدّ أن يتعقل مدلول اللفظ ّأو ًل
ثم يقصد إفادته للمخاطب ثان ًيا .وليس المراد بالخبر النفسي ّإل هذا المدلول المعقول ّأو ًل َّ
والمقصود إفادته ثان ًيا.
[]122وال شبهة أن إمكان الخبر اللفظي المذكور يستلزم إمكان ذلك المدلول المعقول القائم
بنفس المتك ّلم فاذا أمكن الكاذب اللفظي أمكن الكاذب النفسي .وال يتوهم أن الممكن عندهم
إمكان 228الخبر الكاذب اللفظي من حيث هو ال الكاذب من حيث يقصد به معناه .إذ ليس علمنا
بإمكان الخبر الكاذب له ّإل من جهة أنه قادر على جميع الممكنات التي من جملتها ذلك الخبر.
أيضا
أن العلم الحاصل بمدخل ّية ذلك اللفظ الكاذب من جملة الممكنات ً []123وال شبهة ّ
قادرا عليه وممكنًا إرادته .وليس إمكان قصد إفادة معناه ّإل إمكان إرادة خلق العلم /
فيكون ً [21ظ]
228ل م -إمكان.
229أ :يقتدر.
230ط ق م | -أ +ليس بحيث يقدر ان يخبر عنه على ما هو به
231أ -كل ذلك ظ [ظاهر] مما أسلفناه فتذكر.
232ط ق م ف | -أ +إلّ أن المقدمــة القائلــة [إن اللــه يعلــم األشــياء ً
علمــا مقار ًنــا للحكــم الغيــر المطابــق للواقــع] ظاهــر الفســاد
وإن أريــد العلــم المقــارن للحكــم المطابــق فظاهــر أنــه ال يســتلزم إمــكان الخبــر عــن الشــيء ال علــى مــا هــو بــه.
79
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]126والوجه ال ّثالث من الدليل ،وعليه االعتماد لصحته وداللته على الصدق في الكالم
النفسي اللفظي م ًعا خبر النبي صلى الله عليه وس ّلم بكونه صاد ًقا في كالمه كله .وذلك مما علم
من الدين ضرورة وال حاجة بنا إلي بيان إسناده وصحته وال إلى تعيين ذلك الخبر؛ بل نقول تواتر
متكلما.
ً من األنبياء كونه تعالى صاد ًقا كما تواتر عنهم كونه
فإن قلت :المدّ عى امتناع الكذب والدليل السمعي ال يفيد ّإل عدم وقوع الكذب منهّ .
فإن ْ
كون جميع أخباره صاد ًقا في قوة قولنا 233ال شيء من أخباره كاذ ًبا وهو ال يقتضي أنّه يمتنع كذب
جميع أخباره.
[ ]127قلت :المراد أنّه "صادق في جميع أخباره" التي يمكن أن يصدق عليه مفهوم خبره
إمكانًا بمعنى سلب مطلق االمتناع .وصدق جميع األخبار بهذا المعنى من ضرورات الدين .وال
يصح كون جميع أخباره شك ّ
أن الخبر الكاذب لو كان من أفراد خبره الممكنة بهذا المعنى لم ّ
صاد ًقا.234
233أ :أنه.
234أ :صادقة.
235فــي هامــش ل ط ف م :وقــال فــي المواقــف :وههنــا ثلــث مقامــات بتأويــل المقامــة ونظايــره كثيــرة فــي ذلــك الكتــاب؛ ويــدل
علــى مــا ذكرنــا مــا وقــع فــي بعــض نســخ المتــن المعتمــد عليــه مــن قولــه المقامــة األولــى المقــام الثانــي المقــام الثالــث
فافهــم .منــه ســلمه اللــه
236أ :األول.
80
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
237
ألن العقل إذا لم يجزم باإلمكان واالمتناع فألجل هذا االحتمال وال يجزم في الثانية ألبتّة ّ
ر ّبما لم يجزم بعدم المعارض العقلي للدليل النقلي فال يفيد الدليل النقلي فيها 238اليقين حينئذ
للنقلي فال يفيد
ّ العقلي
ّ بخالف األولى .ولو لم يتب ّين اإلمكان لم يجزم العقل بعدم المعارض
الدليل النقلي لنا جز ًما يقين ّيا .فإفادة األدلة النقلية الجزم اليقيني الذي هو المطلوب في هذا الباب
ثم أدلة الوقوع النقلية.
موقوف على بيان صحة الرؤية فعلى ما ذكرنا ينبغي أن يذكر أدلة اإلمكان ّ
أن المعتمد في إثبات اإلمكان ألن أد ّلة الوقوع إنّما يفيد اليقين بسبب الجزم باإلمكان .وقولهم ّ ّ
إجماع األمة قبل ظهور المخالفين على وقوع الرؤية المستلزم لصحتها محل بحث .فإنّه مخالف
لما حققناه وحققه الفاضل الشريف في آخر الموقف األول من تحقيق كون األدلة النقلية مفيدة
لليقين في الشرع ّيات وغير مفيدة له في العقل ّيات.
239
يحسن في مقام النظر واالستدالل دون مقام المناظرة واالحتجاج".241االمتناع فعليه البيان إنّما ُ
81
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
82
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
األول .وهو الذي نسميه بالرؤية وال يتعلق في عادته تعالى في هذه الدار ّإل بما هو في جهة
ومقابلة .فمثل هذه الحالة اإلدراك ّية هل يصح أن ال يكون مقارنًا للمقابلة والجهة وأن يتعلق
به تعالى؟
[ ]136قالت الفالسفة :هذه الحالة الزائدة المسماة بالرؤية عائدة إلى تأ ّثر الحدقة ال إلى
اإلدراك والعلم واستدلوا على ذلك بوجوه ثلثة.
حاضرا
ً ثم غمض عينه فإنّه يبقى قرص الشمس
األول :إن من نظر إلى الشمس باإلستقصاء ّ
عنده بحيث ال يقدر على دفعه عنه وليس ذلك ّإل ّ
ألن الحاسة قد تأ ّثرت عن صورة القرص
فبقيت عندها.244
حولنا العين إلى شيء أبيض فإنّا
ثم ّ ً
طويل ّ الثاني :إنّا إذا نظرنا إلى روضة خضرآء زمانًا
ممتزجا من البياض والخضرة .وما ذلك ّإل ّ
ألن الحدقة قد تأ ّثرت من الخضرة فبقيت ً نرى لونًا
صورتها فيها.
الثالثّ :
إن الشعاع 245القوي يؤثر 246في الباصرة وكذا البياض القوي 247يقهرها بحيث لو
نظر شخص 248بعد رؤيتهما إلى ضوء ضعيف و 249بياض ضعيف لم يرهما وليس ذلك ّإل لتأ ّثر
الحاسة.
والجواب :إنّها إنّما تدل على أن فيما ذكر من الصور تأ ّثر الحاسة وال يدل على أن األمر
مشروط بذلك التأ ّثر.
ٌ الزائد الذي هو الرؤية نفس التأ ّثر كما هو مطلوبهم وال على أنّه
[ ]137ونقول إنّا ال نسلم أن صورة المرئي باقية في حالتي التغميض والتحويل في الحدقة
والرطوبة الجليدية؛ بل إنّما تبقى في الخيال؛ بل نقولّ :
إن المتحقق في الحالتين المذكورتين
244ل :فيها.
245في األصل :الضوء.
246في األصل :يقهر.
247في األصل :الشديد.
248في األصل :الرائي.
249في األصل :أو.
83
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
مجرد الحالة االنكشاف ّية المخصوصة من غير بقاء صورة حاصلة قبلهما .وهذه الحالة االنكشافية
ّ
بمحض خلق الله تعالى بال مدخلية شيء آخر فيها بحسب العقل ،مناسب لهذه الحالة مناسبة
أصل .وكذا نقول ّ
إن تكون بحسبها مرتبتة عليه ترتي ًبا عقل ًّيا فال ّ
يدل حصولها على تأ ّثر الحاسة ً
الرؤية بمحض خلق الله تعالى من غير مدخلية الغير فيها .فعدم الرؤية في صورة قهر الشعاع
يدل على أنّه لتأ ّثر الحاسة؛ بل ذلك لعدم إرادة الرؤية فال ّ
يدل ما ذكره على تأ ّثر والبياض ال ّ
أيضا.
الحاسة في هذه الصورة ً
[ ]138فإن قيل :ما ذكر صور جزئية فال يدل رجوع الرؤية فيها إلى التأ ّثر على رجوعها إليه
[23ظ] في جميع الصور لجواز أن يكون /أفراد الرؤية مختلفة بالحقيقة ويكون اشتراكها فيها اشتراك
العرض العام أو الجنس فال يثبت بما ذكروا مطلوبهم الذي هو الرجوع إلى التأ ّثر في جميع
الصور.
[ ]139قلنا :البديهة ال تفرق بين أفراد الرؤية فيما يرجع إليه من التأ ّثر واالنكشاف التام.
فإذا ثبت الرجوع ال أحدهما في بعض الصور ثبت في الكل بنا ًء على تلك البديهة وحينئذ يكون
ما ذكرت من االحتمال راج ًعا إلى احتمال كون أفراد الثأ ّثر أو ذلك االنكشاف التام مختلف
بالحقيقة،
األولين ال ّ
يدلن على أن في تينك الصورتين تأ ّثر الحاسة [ ]140بل نقولّ :
إن الوجهين ّ
ّ
ألن الحالتين الحاصلتين حين التغميض ورؤية البياض حالة انكشافية حاصلة بخلق الله تعالى
من غير تأثير للغير ومدخليته .وليس ترتب تلك الحالة على الحالة األولى من النظر إلى القرص
مقتض لمناسبة المترتِب للمرتَب عليه مناسبة عقلية
ٍ واألبيض ّإل ترتب عادي من غير أمر
مصححة لمدخل ّية ال ّثاني في ّ
األول بحسب العقل .فال يلزم من هذا الترتب تحقق تأثر الحاسة
250
في الحالتين األولين.
84
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]141وقالت االشاعرة :تلك الحالة الزائدة حالة انكشافية غير عائدة إلى تأثر الحاسة
ويصح أن يتعلق به تعالى ويكون
ّ مما يلزمه ذلك التأثر والمقابلة والجهة
وال هي مشروطة به وال ّ
لحاستنا نسبة مخصوصة إليه تعالى فيحصل ذلك االنكشاف التام المسمى بالرؤية كما ينكشف
القمر ليلة البدر .كما روى عن رسول الله ء م .واستدلوا على ذلك بالدليل النقلي والعقلي.
عول عليه أبو منصور ماتريدي فالعمدة فيه قوله تعالى حكاية [ ]142أ ّما النقلي :وهو الذي ّ
ِ ِ ِ ِ
﴿ر ِّب َأ ِرني َأن ُظ ْر إِ َل ْي َك َق َال َلن ت ََراني َو َلـٰك ِن ان ُظ ْر إِ َلى ا ْل َج َب ِل َفإِن ْ
اس َت َق َّر َمكَا َن ُه عن موسى ع مَ :
ف ت ََرانِي﴾ [األعراف ]143/7 ،واالحتجاج به من وجهين َف َس ْو َ
األول :أن موسى ع م طلب رؤيته بالنص واإلجماع والتواتر وتسليم الخصم .ولو لم يكن
الرؤية ممكنة لكان طلبه ذلك إ ّما لجهله بامتناعها 251أو كان عالم ًا به لكنه طلبها وكالهما فاسد.
فألن الجاهل بما يجوز وما ال يجوز عليه ال يصلح أن يكون نب ًّيا ً
فضل عن أن األولّ :
أ ّما ّ
كليما موصو ًفا بذلك في كتابه تعالى .إذ حكمة اإلرسال ليست ّإل دعوة الخلق للعقائد
يكون نب ًّيا ً
الح ّقة واألعمال الصالحة.
252 وأ ّما الثانيّ :
فألن طلب المحال عبث ال يقع من العاقل هكذا ّقرر في شرح المقاصد.
نفسه حقيقة الرؤية.
إن اإلجماع وتسليم الخصم ليس على أنّه طلب َ[ ]143وأقولّ :
فإن المعتزلة خالفوا في ذلك فقال بعضهم إنه طلب العلم الضروري وبعضهم إنه طلب علم ًا
ّ
وبعضهم على أن نفسه لم يطلب الرؤية؛ بل ذلك من لسان قومه .ولعل مراده بتسليم الخصم
بنبوته على ما سيجيء.
تسليم بعضه وهو الذي يقول أنه لم يعلم استحالة رؤيته وذلك ال يضر ّ
وأ ّما دعوى اإلجماع فال شك في بطالنها لظهور مخالفة مشايخ المعتزلة ودعوى إجماع من
قبلهم غير مس ّلمة /عندهم. [24و]
والوجه ال ّثاني :أنه ع ّلق الرؤية على استقرار الجبل وهو أمر ممكن والمع ّلق على الممكن
253
وإل أل ْمكن صدق الملزوم بدون الالزم. ممكن ّ
251أ :بإمكانه.
252شرح المقاصد للتفتازاني.111/2 ،
253هامش مّ :
فإن المحال ال يثبت على شيء من التقادير الممكنة .منه
85
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[ ]144وأقول :قد سبق أن هذه المسألة من المسائل العلم ّية التي يطلب في العلم تحصيل
اليقين بها وأن المقصود بهذا الدليل إفادة اليقين ،وال شبهة في أنه ما دام احتمال المعارض
قائما ال يتصور الجزم ،وال شبهة أن المعارض العقلي ليس مما ينحصر في االمتناع؛ بل
العقلي ً
كون طلب الرؤية المعلوم امتناعها عب ًثا معارض عقلي لطلب ّ
النبي رؤيته.
تمهد هذا فنقول :إن امتناع الرؤية لم يعلم بعد؛ بل إنّما يعلم بهذا الدليل الذي هو
[]145إذا ّ
العمدة بين األدلة .وحينئذ يجوز عند العقل أن يكون الرؤية ممتنعة ويكون طلبها طل ًبا للمحال
الذي هو العبث 254الصادر عن األنبياء.
مما يعارض إحدى مقدمتي الدليل وهي أن النبي عليه السالم طلب
[]146وال شبهة أنه ّ
الرؤية .وما دام هذا االحتمال باق ًيا ال يفيد الدليل النقلي على هذه المقدمة مفيدة لليقين الذي هو
المطلوب .وال فرق بين هذا المعارض والمعارض الذي هو االمتناع .فعدم جعله دليل الوقوع
قاط ًعا لهذا االحتمال وحكمهم ّ
بأن الدليل الدال على الوقوع ال يفيد اليقين ما لم يعلم إمكانه
بالعقل وجعلهم ذلك الدليل قاط ًعا لذلك االحتمال ومفيدً ا لليقين بدون أن يعلم عدم ذلك
المعارض بالعقل تحكّم محض .وما يدل عليه كالم الفاضل الشريف في شرح المواقف في
آخر الموقف.
األول :من انحصار المعارض العقلي في الشرع ّيات في االمتناع محل بحث لما ذكرنا من
ّ
فتبصر ،هذا ما وعدناك فيما سبق من أنه سيجيء عليك ما هو الحق في هذا المقام.
المثال ّ
[]147ويرد على المقدمة القائلة في الوجه ال ّثاني إن المعلق على الممكن ممكن منع
ظاهر .إذ الممكن ر ّبما يستلزم المحال وإن كان ذلك بحسب الغير ال بحسب ذاته .فإن عدم
ألن عدم المعلول ال يكون ّإل بعدم علته .فبقي مثل هذه
المعلول األول يستلزم عدم الواجب ّ
الصورة ال يلزم من تعليق الالزم على الملزوم الممكن إمكان صدق الملزوم بدون الالزمّ .
ألن
الملزوم ليس هو الممكن من حيث هو ذاته؛ بل هو من حيث هو مأخوذ مع الغير وهو من هذه
األول إذا اعتبر في نفسه فعدمه ممكن وال يستلزم عدم الواجب
الحيث ّية ممتنع .فإن عدم المعلول ّ
[24ظ] واجب بالعلة .فعدمه ممتنع بها ومستلزم لعدمها
ٌ /من هذه الحيث ّية وإن اعتبر من حيث أن وجوده
ولكن ليس عدمه ممكنًا بالذات من هذه الحيث ّية حتى يلزم إمكان الزمه وإمكان صدق الملزوم
254أ +الغير.
86
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
255ل :معنى.
[إن عــدم المعلــول األول عــدم الواجــب] فــي كــون المع َّلــق عليــه الممكــن مــن
256ل ط م ف |-أ +ال فــرق بينــه وبيــن قولنــا ّ
حيــث هــو أم ال فلــو جعلنــا المع َّلــق عليــه ههنــا الممكــن مــن حيــث هــو لــم يصــدق الشــرطية وليــس كذلــك ً
وأيضــا.
257أ +يكون | ف :فبمالحظته
87
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]154وأقول :ال نس ّلم كون الرؤية بمعنى العلم مستلز ًما لكون النظر المترتَّب عليه
بمعنى العلم ،لِ َم ال يجوز أن يكون بمعنى التوجه فإن التوجه الزم للنظر بمعنى تقليب الحدقة؟
مجازا يكون ذلك المجاز قرينة .وأن العلم الضروري بمثل تلك الذات الذي ً أيضا
فيكون هذا ً
ً
اتصال معنو ًّيا مما يستلزم التوجه إليه بالكل ّية. هو االنكشاف التام المستلزم التصال النفس به
ويحتمل أن يكون النظر بمعنى العلم وتعديته باعتبار تضمين معنى التوجه .وال ُب ْعدَ في تعدية
وأيضا يجوز أن يكون مجموع النظر المعدّ ى بإلي الذي بمعنى تقليب فعل باعتبار التضمينً .
مجازا عن العلم الضروري الالزم لذلك التقليب .كما أنه مجاز عن
ً الحدقة المؤدي إلى الرؤية
الرؤية عندهم ضرورة أن تقليب الحدقة ال يتصور بالنسبة إليه ،وتعدية النظر بإلى ال ينافي أن
مجازا عن الرؤية عندهم وهذا مثل قوله
ً عما ذكرنا ،أنه ال ينافي أن يكون مجازا ّ ً يكون المجموع
است ََو ٰى﴾ [طه ]5/20 ،حيث قيل إنه مجاز في معنى تملك مع ش ْ﴿الر ْح َمـٰ ُن َع َلى ا ْل َع ْر ِ
تعالىَّ :
أن تملك ال يعدّ ى بعلى .وال وجه ألن يقال في مقام البرهان على إمكان الرؤية .أن التجويزين
المذكورين خالف الظاهر بعيد عن داللة اللفظ عليهما فال يصار إليهما ّإل بدليل وال دليل عليه.
ّ
ألن احتمال بامتناع الرؤية المستلزم الحتمال المجاز لكونه احتمال كونه قرينة مانعة من الحمل
على المعنى الحقيقي للرؤية ينفي كون الدليل المذكور برهانًا .وإن كانت التاويالت المذكورة
بعيدة عن داللة اللفظ واحتماالت مرجوحة ويكفي للمعتزلي في جواب أهل الحق منع برهانية
الدليل المذكور وإفادته اليقين مستندً ا باحتمال تلك التأويالت بسبب احتمال امتناع الرؤية .وال
يلزم ادعاء الجزم أو الظن بها .وقول أهل الحق إبطال تأويالتهم التي ذكروها على طريقة الحكم
[25ظ] دون االحتمال بأنها خالف الظاهر وال يصار إليها ّإل بدليل وال /دليل عليها .ليس مما يفيدهم
88
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
كثير نفع .إذ قيام االحتماالت لها مما يكفي في إبطال أد ّلتهم التي قصدوا بها إفادة اليقين بالمسألة
دون مجرد الظن.
[]155قال الفاضل الشريف في شرح المواقف" :فوجب أن يحمل على الرؤية؛ بل على
أيضا".259
تقليب الحدقة نحو المرئي المؤدي إلى الرؤية فيكون الطلب للرؤية ً
[]156وأقول :ذكر في حواشيه للمطول :اعلم أن استعمال بسط اليد في الجود بالنظر إلى من
وصحت أو شلت أو قطعت أو فقدت لنقصان في الخلقة كناية ّ جاز أن يكون له يد سوآء وجدت
محضة لجواز إرادة المعنى األصلي في الجملة وبالنظر إلى من تنزه عنه اليد كقوله تعالىَ ﴿:ب ْل َيدَ ا ُه
ِ
متفرع على الكناية المتناع تلك اإلرادة .فقد استعمل بطريق َم ْب ُسو َطتَان﴾[المائدة ]64/5 ،مجاز ّ
مجازا
ً ثم استعمل ههنا
الكناية هناك حتى صار بحيث يفهم منه الجود من غير أن يتصور يدٌ أو بسطّ .
ش ْاست ََو ٰى﴾ [طه]5/20 ، ﴿الر ْح َمـٰ ُن َع َلى ا ْل َع ْر ِ
في معنى الجود وقس عليه نظائره في قوله تعالىَّ :
فإن االستواء على العرش أي الجلوس عليه فيمن ﴿و َل َين ُظ ُر إِ َل ْي ِه ْم﴾ [آل عمرانّ .]77/3 ،
وقولهَ :
متفرع عليها ،وعدم النظر
يتصور منه ذلك كناية محضة عن الملك 260وفيمن ال يجوز عليه مجاز ّ
فيمن يجوز منه النظر كناية محضة عن عدم اإلعتداد وفيمن ال يجوز منه كذلك .هكذا ح ّقق الكالم
ً
محمول على الرؤية على طريقة المجاز في الكشاف .فعلى قياس هذا التحقيق يكون النظر ههنا
المتفرعة على الكناية مما سبق تحقيقه بال فرق .وجعله كناية عن
ّ المتفرع على الكناية كالمجازات
ّ
الرؤية مناف لما ذكره في شرح المفتاح .وبنى عليه التحقيق المذكور من أنّه ال بدّ في الكناية من
جواز إرادة الموضوع له .وال شبهة في أنه ال يجوز إرادة تقليب الحدقة في ح ّقه تعالى ً
فضل عن
محمول على تقليب الحدقة" .والظاهر أنّه جعله ً إرادته بالفعل كما يدل عليه قوله "فوجب أن يكون
ً
مستعمل في معناه كما في سائر التمثيالت ،ويرد عليه أن الرؤية من قبيل التمثيل فيكون لفظ النظر
الكشافَ ﴿ :أن ُظ ْر إِ َل ْي َك﴾ [األعراف،
أيضا قال في ّ
إذا استعملت بمعنى العلم يتأتي هذا التوجيه ً
" ]143/7اعرفك [معرف ًة] اضطرار ّي ًة كأني انظر إليك" .261فإنّه يدل على أن انظر إليك من تتمة
وأن النّظر محمول على تقليب الحدقة وأنّه مرتبط بامر معنوي في الكالم وهو اعرفك الجواب ّ
معرف ًة اضطرار ّي ًة .فعلى هذا يكون النظر معدًّ ى ب"إلى" بال استبعاد /فـتأ ّمل. [26و]
89
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
90
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[]161األول :أنّه خالف األصل 266فال يرتكب إلّ لدليل وما زعموا من أن الرؤية ممتنعة
ّ
عقل فيكون طل ُبها عب ًثا .فال بدّ من أن ّ
يؤول بأمثاله كما في سائر المتشابهات ليس بشيء في ح ّقه ً
يظهر ذلك مما حققناه من أن القائم هناك احتمال المعارض العقلي المستلزم الحتمال التأويل
ال نفس المعارض العقلي كما زعموا.
وال ّثاني :أن الجواب أعني ﴿ َل ْن ت ََرانِي﴾ [األعراف ]143/7 ،ال يطابق السؤال إلجماع
المعتزلة على أن المراد بنفي الرؤية في الجواب نفي رؤيته ال نفي علم من أعالمه.
وال ّثالث :أنه لو كان المراد في السؤال ما ذكروا لكان المراد في الجواب ذلك ً
أيضا وهو
ألن تدكّك الجبل من /أعظم األعالم.يستلزم كذب الجواب ّ [26ظ]
91
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
271م ط ل :إليه.
272ل :يكون.
92
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
93
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[ّ ]171
والرابع :من الوجوه أن موسى علم امتناع رؤيته لكنّه سألها لنفسه ليظهر له الدليل
مما السمعي على امتناعها بعد علمه به بالدليل العقلي ليتقوى يقينه واعتقادهّ .
فإن كثرة األدلة ّ
يزيد االعتقاد س ّيما اذا كان من جنسين.
[ ]172وأجيب :عنه تارة بأن تفاوت االعتقاد إنّما يتصور فيما يقبل احتمال النقيض
كالظن .وأ ّما فيما ال يقبله من اليقين كما نحن فيه فال يتصور ذلك .وهذا هو الموافق للمشهور
بين الجمهور من أن اليقين ال يقبل الشدة والضعف وإنّما يكون ذلك في الظن بحسب احتمال
النقيض.
[ ]173وأ ّما على ما هو المختار عند صاحب المواقف وغيره من أهل التحقيق من أنّه يقبل
وإن انحصار سبب التفاوت التفاوت .ألنّه من الكيف ّيات النفسان ّية التي يقبل الشدة والضعف ّ
مما يمكن أن
في احتمال النقيض ممنوع .فينبغي أن يقال في الجواب تلك الزيادة في االعتقاد ّ
يتحقق على تقدير عدم السؤال بما ال يليق به تعالى بأن يعرفه تعالى بالدليل السمعي بدون ذلك
خصوصا [من] األنبياء.
ً قبيحا من العقالء
السؤال .فيكون طلبها بالسؤال ً
[ ]174الخامس :من تلك الوجوه إنّا اخترنا أن موسى لم يعلم امتناع رؤيته وهو ال ّ
يضر
بنبوته .فأن النبوة ال يتوقف على العلم بجميع العقائد الح ّقة وجميع ما يجوز وما ال يجوز عليه بل
ّ
يتوقف على معرفة األمور التي كان الغرض من البعثة الدعوة إليها وهي وحدان ّية وتكليف عباده
ٍ
ونواه ليحرصهم على النعيم المقيم. بأوامر
وال نس ّلم أن امتناع الرؤية من ذلك القبيل أو نختار أنه يعلم امتناعها ومع ذلك سأل عنها وال
[28و] بنبوته .إذ غايته أن يكون /ذلك السؤال صغيرة وهي ال يمنتع عن األنبياء.
يضر ذلك ّ
ّ
[ ]175وأقول :قد تقدم في استداللنا أنه على تقدير العلم بامتناعها يكون السؤال عنها عب ًثا
غير صادر عن العقالء وما ذكروه في االعتراض من أنّه على تقدير كونه محر ًما يكون صغيرة ال
أصل وال يالئم بينهما قط ًعا ،نعم لو قلنا في االستدالل أنه لو كان موسى عالم ًا
يدفع ما ذكرنا ً
لتوجه عليه ما ذكروا ويرتبط به.
بامتناعها يكون السؤال عنها محر ًما ّ
[ ]176وأجيب عن اختيار الشق ّ
األول بأن فيه التزام أن يكون النبي المختار بتكليم الله
دون آحاد المعتزلة ودون من حصل طر ًفا من علم الكالم في معرفة الله ومعرفة ما يجوز عليه
94
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
وما ال يجوز .وهي البدعة الشنعاء والطريقة العوجاء ال يسكلها واحد من العقالء كيف! واألمة
أجمعوا على أن علم األنبياء بذات الله وصفاته أكمل من علم آحاد األمة.
[ ]177وأقول :للمعتزلة أن يقول ْ
إن أردتم بااللتزام المذكور التزام كون النبي المختار
أدنى من آحاد المعتزلة ومن حصل طر ًفا من الكالم أدنى في تلك المسألة في جميع األوقات
نبوته فظاهر أنه لم يلزم مما ذكرنا ذلك االلتزامْ ،
وإن أردتم به التزام كونه أدنى في بعض أوقات ّ
فال نس ّلم كونه بدعة شنعاء .وما ذكرتم استبعا ٌد وهمي ال استبعاد عقلي يكون خالف ما يتعلق به
يجوز أن يكون شغل النبي بإصالح أمرا يقين ًيا غير قابل للمنع في مقام المناظرة كيف! ّ
فإن العقل ّ ً
وتحمل
ّ قوم يكون جبلتهم على العناد ومخالفته وإيذائه وعدم قبولهم لما يبلغه من األحكام
التوجه التام إلى تحصيل ٍ
أمر ال يكون ّ المشاق في ذلك س ّيما ما وقع لموسى من قومه عائ ًقا عن
بعثته لتبليغ ذلك .وكون آحاد المعتزلة أزيد منه في ذلك في بعض األوقات ال يخرج نسبتهم إليه
عن أن يكون نسبة القطرة إلى البحر المحيط .وما ذكر من "أن األمة أجمعت على أن علم النبي
إن أريد به ّ
أن النبي يعلم كل صفة وأن علمه به أكمل من بذاته وصفاته أكمل من علم آحاد األمة" ْ
علم آحاد األمة.
[ ]178فالمجيب :ال يس ّلم اإلجماع على أنه يعلم كل ٍ
صفة بل نقول اإلجماع على أنه يعلم
وإن أريد أن علمه بكل ٍ
صفة يعلمه أكمل وأشد قوة من علم اآلحاد بتلك كل صفة بعث لتبليغهاْ ،
الصفة فهذا ال يقتضي علم النبي بكل صفة ،وبالجملة ما ذكر في ر ّد الجواب المذكور ال يتم
بطريق المناظرة.
[ ]179وأ ّما الجواب عن الوجه /ال ّثاني من االستدالل فمن وجهين. [28ظ]
األول :أنّه ع ّلق الرؤية على استقرار الجبل في الزمان المستقبل بداللة ْ
"إن" فال يخلو إ ّما ّ
واألول يستلزم وقوع الرؤية لوجوب وجود
ّ أن يكون الجبل في المستقبل ساكنًا أو متحركًا،
المشروط عند وجود الشرط وهو االستقرار .وال ّثاني وهو االستقرار حال الحركة محال .قال
ألن المشروط ال يجب وجوده عند وجود الشرط فال المحصل» :وفيه مؤاخذة لفظ ّية ّ
ّ في نقد
ٍ
يلزم إمكان الرؤية مطل ًقا بل إنّما يجب بشرط يتم به عل ّية العلة فالواجب أن يقال يجب وجود
المشروط عند وجود شرط يتم به عل ّية العلة".274
95
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[]180وأقول :كيف خفي على هذا الفاضل أن المراد بالشرط ههنا الشرط التعليقي
والمقام ي ِ
ناديه وهو ما يتم به عل ّية العلة الفاعل ّية ،وآخر ما يحصل من أجزاء العلة التامة أو ما هو ُ
ملزوم دون الشرط الذي هو من مصطلحات الحكماء في زمان الحركة حتى يدعى أنّه محال .
275
إن االستقرار المع ّلق عليه هو االستقرار من حيث هو دون االستقرار بقيد
[ ]181قيلّ :
إضمار في الكالم وتقييدٌ بال دليل واالستقرار من حيث هو ممكن.
ٌ الحركة ألنّه
[ ]182وأقولْ :
إن أرادوا أنّه إضمار وتقييد بال دليل في نفس األمر بالنسبة إلى المخاطب
الذي خوطب بهذا الكالم وقصد إفادته فال نس ّلم ذلك الحتمال أن يكون حين القآئه إلى موسى
الذي هو المخا َطب به قرينة حالية دالة على ذلك اإلضمار وال يكون تلك القرينة منقولة إلينا.
وهذا االحتمال مانع من إفادة الدليل المذكور اليقين وفي ودفع احتمال اإلضمار الذي ينافي
اليقين ال بدّ من قرينة مشاهدة أو منقولة دالة على انتفاء اإلضمار كما ذكروا في إفادة الدليل النقلي
اليقين في الشرعيات ،وال نس ّلم تحقق تلك القرائن 276فيما ذكرنا من دفع اإلضمار المذكور.
وتحقق هذا االحتمال المنافي لليقين .يكفي للمعتزلي في مقام المناظرة في دفع استدالل أهل
السنة عن أنفسهمْ .
وإن أرادوا أنّه ال دليل بالنسبة إلينا فهو ال يستلزم أن ال يكون دليل بالنسبة إلى
المخاطب.
[ ]183قالوا س ّلمنا أن المع َّلق عليه هو االستقرار حال الحركة ولكن ال نس ّلم أنّه ممتنع
للج َبل بدل حركته .نعم أنه ممتنع بشرط اتصاف
لذاته بل ممكن لذاته إذ يمكن أن يحصل ذلك َ
الجبل بالحركة وذلك ضرورة بشرط المحمول وامتناع بالغير وال ينافي اإلمكان الذاتي.
[29و] [ ]184وأقولّ :قرر في نقد المحصل اعتراضهم /هكذا" :فإذن الجبل حال ما ع ّلقه الله
المتحرك حال كونه متحركًا محال فثبت أن
ّ الرؤية باستقراره كان متحركًا ومعلوم أن استقرار
الشرط ممتنع فلم يلزم القطع بجواز المشروط".277
[]185فعلى هذا التقرير يمكن أن يقال :لم ال يجوز أن يكون مراد المعتزلي باالمتناع
واالستحالة في قوله" :أن استقرار الجبل حال الحركة محال" .وقوله "فثبت أن الشرط ممتنع
96
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
الضرورة بشرط المحمول" .ومعنى االمتناع بالغير وهو الكافي في مطلوبه وهو عدم القطع
ألن الممتنع بالغير قد يستلزم المحال كما ذكرنا ساب ًقا .وزاد الفاضل الشريف
بجواز المشروطّ .
في التقرير فقال" :فيكون تعليق الرؤية على االستقرار في حال الحركة تعلي ًقا بالمحال فال يدل
278
على إمكان المعلق بل على استحالته"
[]186وال يخفي عليك أن التعليق بالممتنع سواء أريد بالممتنع الممتنع بالذات أو بالغير
ال يدل علي امتناع المع ّلق باالمتناع الذي هو مطلوب المعتزلة إثباتًا ومطلوب األشاعرة نف ًيا.
ألن علة الممكن ر ّبما يكون ممتن ًعا لذاته فإذا ع ّلق ذلك الممكن بذلك الممتنع كان المع َّلق عليه
ّ
األول هذا.
ممتن ًعا والمعلق ممكنًا كقولنا أن عدم الواجب عدم المعلول ّ
[ ]187واعلم أن اختيار الشق الثاني من الترديد ومنع المالزمة على ذلك التقرير أعني منع
وإن كان يبطل اعتراض المعتزلة ّإل
كون المعلق عليه ممتن ًعا بالذات وتسليم كونه ممتن ًعا بالغير ْ
أنّه ال يفيد األشاعرة بل ينافي في مطلوبهم أعني كون التعليق بالممكن مستلز ًما إلمكان المعلق
ألن الممكن الممتنع بالغير ر ّبما يستلزم المحال .وال ّثاني من وجهي الجواب أن المقصود من ّ
هذا التعليق عدم وقوع الرؤية لعدم وقوع المعلق عليه وليس بيان إمكانها أو امتناعها من المقصود
في شيء فال يلزم إمكان المعلق.
[]188وأجيب عنه ّ
بأن الشيء ر ّبما ال يقصد من الكالم بالذات ولكن يلزم منه قط ًعا وههنا
أيضا ّ
وإل كذلك .ألنّه إذا فرضنا وقوع الشرط الذي هو ممكن يقع وجود المشروط فيلزم إمكانه ً
منتف على تقديري وجود الشرط وعدمه. فال معنى للتعليق وإيراد الشرط والمشروط ألنّه حينئذ ٍ
[ ]189ال يقال :فائدة التعليق ربط العدم بالعدم مع السكوت عن ربط الوجود بالوجود؛
ألنّا نقول :إن المتبادر في اللغة من مثل قولنا ْ
"إن ضربتني ضربتك" [هو] الربط في جانبي الوجود
والعدم /م ًعا ال في جانب العدم فقط كما هو المعتبر في الشرط المصطلح. [29ظ]
[ ]190قال في المواقف« :كل ما سنتلوه عليك في المقام ال ّثاني مما يدل على وقوع الرؤية
نطول بذكرها في هذا الكتاب كما فعله جمع [فهو] دليل على [جوازها و] صحتها بال شبهة فال ّ
من األصحاب".279
97
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[ ]191وأقول :قد سبق إن إفادة الدليل النقلي اليقين إنّما هو في الشرعيات بمعنى األمور
المجزوم إمكانها أو امتناعها الغير المجزوم وقوعها أو الوقوعها .فعلى هذا يكون الجزم بالوقوع
في الشرعيات واليقين به بسبب اليقين باإلمكان فال يتصور أن يستدل على اإلمكان بالوقوع .فال
معنى لقول صاحب المواقف "كل ما يدل على الوقوع يدل على اإلمكان".280
[ ]192وأ ّما الدليل العقلي على اإلمكان فالمعتمد فيه مسلك الوجود .وهو إنّا نرى
األول فظاهر وأ ّما ال ّثاني فألنّا نرى الطول والعرض في الجسم
األعراض الجواهر 281أ ّما ّ
ولذلك نم ّيز بينهما ونم ّيز الطويل من األطول .وليس الطول والعرض عرضين قائمين بالجسم
قائما
قائما به لكان ً
أو بجزئه .لما ثبت عندهم من أن الجسم مركب من الجواهر الفردة ولو كان ً
بم ّ
حال ْ
وإن قام بجزئه دون الجسم يلزم بتلك الجواهر فيلزم قيام العرض الواحد بمح ّلين أو َ
حجما من أجزاء 282آخر فيلزم القسمة .وهذا التقرير أولى من تقرير
ً أن يكون ذلك الجزء أكثر
شرح المواقف ألنّه قال" :وليس [الطول والعرض] عرضين قائمين بالجسم [لما تقرر من أنه
ثم قال في دليله فالطول
مركب من الجواهر الفردة]" 283فجعل المدعى نفي قيامهما بالجسم ّ
مثل ْ
إن قام بجزء واحد من الجواهر الفردة لزم أن يكون الجزء أكثر من جزء آخر .وال يخفي ً
أنه ال وجه أن يذكر في دليل نفي القيام بالجسم ما يدل على نفي القيام بالجزء الواحد الذي لم
يجعله مدعى ههنا .ولك أن تتك ّلف أنّه أراد أنّهما "ليسا عرضين قائمين بالجسم أو بجزئه"ّ .
ثم
284
يقول قوله" :إنّا نرى الطول [و]العرض [في الجسم] ولذلك نم ّيز الطويل [من العريض]"
إلخ .محل بحث.
محسوسا بتلك الحاسة .فإنّا
ً مجرد التميز بواسطة الحس ال ّ
يدل على أن يكون [ّ ]193
ألن ّ
نم ّيز بين الخشن واألملس بواسطة الالمسة مع أن الخشونة والمالسة ليستا ملموستين عندهم.
وكذا نم ّيز بين البصير واألعمى مع أن العمي ليس من المبصرات فيجوز أن يكون تمييزنا للطول
والعرض بواسطة الباصرة من قبيل تمييز األعمى والخشونة وادعاء الفرق بينهما ليس بمسموع.
98
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]194ويرد على قوله" :وإن قام بالجسم ...يلزم قيام العرض الواحد بمحلين [وهو
إن أراد به أنه يلزم على تقدير قيامهما بكل /من المح ّلين أن يقوم العرض الواحد
محال]" 285أنّه ْ [30و]
بكل من المحلين نمنع الحصر الحتمال أن يكونا قائمين بمجموع الجزئين من بمح ّلين أي ّ
حيث هو مجموع ْ
وإن أراد أنّهما على تقدير قيامهما بهما أعم من أن يكون القيام بكل واحد أو
بالمجموع يلزم قيام العرض الواحد بمحلين فالمالزمة ممنوعة.
ّ
الحال [ ]195قد يقال :إن العرض المنقسم القائم بالمحل المنقسم ال بدّ أن يكون جزء
ّ
حال في جزء المحل .فعلى هذا التقدير أن الطول القائم بمجموع الجزئين ال بدّ أن يكون جزؤه
قائما بجزء المحل الذي هو الجوهر الفرد فيلزم قيام الطول بالجوهر الفردّ .
ألن جزء الطول
طول بالضرورة ّ
ألن ما ال يكون له مساحة ال يحصل بانضمامه إلى مثله مساحة .وكذا ما ال
يكون في جزئه طول ال يحصل بانضمامه إلى مثله طول .ونظيره ما قيل في إبطال تركب الجسم
من الجواهر الفردة .أن ما ال يكون له ّ
حظ من المساحة والبعد ال يكون بانضمامه إلى مثله ُبعد.
فال يتصور حصول ال ُبعد الجسمى الذي ال بدّ منه في الجسم بانضمام جوهر فرد ليس له ّ
حظ
مقبول عند العقول السليمة ّإل أنه ليست
ً من ال ُب ْع ِد إلى جوهر آخر مثله .وما ذكرنا ْ
وإن كان ح ًقا
لألشاعرة أن يتشبثوا به في دفع احتمال القيام بالمجموع من حيث هو مجموع ألنّه مخالف
لمقتضي أقوالهم من تركب جس ٍم ذي بعد من أجزاء خالية عن البعد هذا كالم وقع في البيان
فلنرجع إلى ما كنّا فيه.
[ ]196فنقول :فقد ثبت أن صحة الرؤية مشتركة بين الجواهر واألعراض .فهذه الصحة لها
علة مختصة بحال الوجود لتحققها عند الوجود وانتفائها عند العدمّ .
فإن األجسام واألعراض لو
كانت معدومة الستحال كونها مرئية بالضرورة واالتفاق .ولوال تحقق أمر مصحح حال الوجود
ٍ
مرجح .وتلك العلة ترجيحا بال
ً غير متحقق حال عدم لكان اختصاص الصحة بحال الوجود
وإل لزم تعليل األمر الواحدالمصححة للرؤية ال بدّ أن يكون مشتركة بين الجوهر والعرض ّ
بالعلل المختلفة التي هي األمور المختصة بالجواهر واألعراض وهو غير جائز لما ذكروا في
مختصا
ً مباحث العلل .وتلك العلة المشتركة إ ّما الوجود أو الحدوث إذ ال ثالث مشتركًا بينهما
بحال الوجود قابال لكونه علة الصحة .لكن الحدوث ال يصلح أن يكون علة ألنّه عبارة عن
99
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
الوجود بعد العدم والعدم ال يصلح أن يكون جزء العلة 286الصحةّ .
ألن التأثير صفة إثبات فال
[30ظ] يتصف به العدم وال ما هو مركب /منه .فإذا سقط العدم من اعتباره في العل ّية بقي الوجود
وهو مشترك .فيكون العلة مشتركة بينها وبين الواجب وغيره لما ثبت من اشتراك الوجود بين
الموجودات.
[ ]197وأقول :قوله" :وهذه الصحة لها علة مختصة بحال الوجود لتحققها عند الوجود
وعدم تحققها عند العدم 287".يرد عليه أن تخصيص الصحة بحال الوجود يقتضي أن ال يكفي في
صحة الرؤية إمكان الوجود وليس كذلك .فإن إمكان عوارض الوجود ال يتوقف على الوجود.
فإن إمكان اتصاف زيد باللون ال يتوقف على وجود زيد بالفعل بل على إمكانه وإنّما الموقوف
على الوجود نفس االتصاف باللون.
[]198وما ذكره من "أن األعراض واألجسام لو كانت معدومة الستحال كونها مرئية
بالضرورة"ْ ،288
إن أراد به أن رؤيتها تستحيل في حالة العدم على أن يكون حالة العدم ظرفا
الستحالة فال نسلم ذلك .فإن استحالة الرؤية الكائنة في حالة العدم ال يستلزم كون تلك الحالة
ظرفا لنفس االستحالةْ .
وإن أراد به أنّها يستحيل كونها مرئية حالة العدم فهو ال يقتضي أن يكون
صحة الرؤية في الجملة متحققة في حالة العدم بمعنى أنّه إذا نظر إلى نفس الشيء يجوز أن يرى
بأن يتحقق بدل العدم والوجود الموقوف عليه وهذا مثل إمكان الوجود .فإن الشيء يتصف بإمكانّ
الوجود حالة العدم وال يلزم من ذلك صحة اتصاف الشيء بالوجود المقارن للعدم .فإن زمان
العدم ظرفي لنفس إمكان الوجود وهو ال يستلزم ظرفيته إلمكان الوجود المقارن للعدم .فكذا ههنا
أن حالة العدم ظرف إلمكان المرئية وهو ال يستلزم ظرفيته إلمكان المرئ ّية الكائنة في حالة العدم.
وقوله" :والحدوث ال يصلح للعل ّية" 289منقوض بما قالوا إن الحدوث علة االحتياج إلى العلة.
[]199وأيضا لم ال يجوز أن يكون الحدوث شر ًطا ال علة فاعلية كما قال بعض المتك ّلمين
ً
إن الحدوث شرط االحتياج .وما ذكره في إبطال عليته من أن التأثير صفة إثبات فال يتصف به
مؤثرا.
العدم ال يجرى في الشرط ألنّه ليس ً
286ط ل :لعلة.
287شرج المواقف للجرجاني.182-161/3 ،
288شرج الماوقف للجرجاني.182/3 ،
289شرج الماوقف للجرجاني.162/3 ،
100
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ً ]201
وأيضا لم ال يجوز أن يكون الوجود علة لصحة رؤية األجسام واألعراض بشرط
قبول البعد واالنقسام؟ فال يلزم صحة رؤية ما ال يتصور فيه البعد وقبول االنقسام بوجه من
وأيضا لم ال يجوز أن يكون العلة الوجود الممكن أو الوجود /بشرط اإلمكان؟
الوجوهً . [31و]
وقيل :يلزم مما ذكر أن يصح رؤية األصوات والروائح وسائر مدركات الحواس اآلخر غير
الباصرة.
وأجيب عنه بأن الشيخ األشعري يلتزمه ويقول بصحة رؤية األمور المذكورةّ .
ألن الرؤية
ٍ
بشيء فيجوز أن يخلقها الله في كل موجود ّإل أن عادته عنده بخلق الله فينا من غير اشتراط
جرت بخلقها فيما ال يختص إدراكها عادة بسائر الحاسة والخصم ُيشدّ د عليه النكير ويقول هذا
خروج عن ح ّيز العقل بالكل ّية.
[]202ونحن نقول :هذا استبعاد وهمي ٍ
ناش عن العادة حيث لم يقع العادة في رؤية
مدركات سائر الحواس فوقع الوهم منه أنّه يمتنع أن يرى تلك المدركات وال اعتبار للعادات في
األحكام الثابتة المطابقة للواقع بل المعتبر فيها العقل السليم من أمراض الهوى والنظر الخالص
من شوائب التقليد.
[]203واعترضوا على الدليل المذكور بوجوه:
األول :أنّه ال نسلم رؤية الجوهر والعرض م ًعا بل المرئي هو األعراض فقط وما ذكر من أن
ّ
الطول جوهر ليس كما ينبغي بل مرجعه إلى المقدار.
[ ]204وأقول :يمكن أن يحذف رؤية الجوهر من الدليل ويستدل على المطلوب هكذا.
إنّا نرى األعراض المختلفة من األلوان واألضواء وال بدّ لصحة رؤيتها من علة مشتركة بينها
فتلك العلة إ ّما الوجود أو الحدوث أو العرضية .وال يجوز أن يكون الحدوث لما ذكرنا وال
ّ
الحال في المتح ّيز والحلول في المتح ّيز هو االختصاص العرضيةّ .
ألن معنى العرض الموجود
الناعت واالختصاص من قبيل اإلضافات الغير الموجودة إذ غير األكوان من اإلضافات ليس
من الموجودات فبقي الوجود .وليس بين العدم والمعدوم الغير العدم فرق في امتناع االتصاف
101
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
بالتأثير الذي هو صفة إثبات وال فرق بين ما ذكرنا وبين ما ذكروا في ورود النقض بالوجود الذي
جعلوه علة لصحة الرؤية وأبطلوا ما سواه من المحتمالت من جهة أن الوجود كسائر ما ذكر
عدمي لكونه من المعقوالت الثان ّية.290
ّ
مقدارا ،أنّا إذا الحظنا تأ ّلف األجزاء من السماء إلى
ً [ ]205وقيل في إبطال كون الطول
وإن لم يخطر ببالنا شيء من األعراض .فعلم أنّه الاألرض فإنّا نعلم بالضرورة كونها طويل ًة جدًّ ا ْ
حاجة في الطول إلى شيء سوى األجزاء فالمرئي هو تلك األجزاء ال عرض قائم بها.
290أ :الثابتة.
291شرح المواقف للجرجاني.184/3 ،
102
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
القائمة بتلك األجزاء المجتمعة .فال حاجة في قيامه بها إلى االمتدادْ .
وإن أراد باألجزاء التي ال
يتجزأ فللحكيم أن يقال األد ّلة الدال على الجزء غير تام فيجوز أن يكون التركب منه محاال مستلزم
َّ
وأيضا جواز قيام االمتداد فيما بين األجزاء الذي جعل شر ًطا لقيام المقدار بمجموع
بالمحال آخرً .
قائما
األجزاء المتفاصلة .فليجوز قيام المقدار بها ابتداء إذ ال فرق بينهما بديهة في ذلك وإن جعل ً
بمجموع األجزاء الغير المتفاصلة من غير اشتراط بشيء فلم ال يجوز أن يكون المقدار كذلك.
ً
حاصل على [ ]211فإن أراد باالمتداد األمر الممتد المتصل في نفس األمر فليس ذلك
يتجزأْ .
وإن أراد الممتد الحسي فبشرط ّيته ال يندفع لزوم تقدير تركب الجسم من األجزاء التي ال َّ
جواز قيام المقدار الواحد العرضي باألجزاء التي بينها مفاصل.
[ ]212ونقول حكم بأن الطويل والعريض متميزان بسبب الرؤية ،وال 293معنى لتميزهما
بسبب الرؤية ّإل تمييز ما يتميز به كل منهما بسبب الرؤية المتعلقة بذلك المميز.
[ ]213وال شبهة أن مرجع التميز ليس الجواهر إذ ر ّبما يبقى الجواهر بعينها مع ثبوت هذا
المميز والتميز ،لنا بواسطة تعلق الرؤية بالمميز .فإنّا إذا فرضنا تأ ّلف األجزاء على وجه يحصل
ثم غ ّيرنا التأليف وجعلنا التأليف على وجه يحصل العرض فههنا ال يمكن أن يقال
الطول فقطّ .
إن المميز بين الطويل والعريض نفس الجواهر التحادهما فيها بل المميز أمر آخر متعلق بتلك
الجواهر فيكون رؤية ذلك المميز رؤية الطول فال يكون رؤية الجواهر ً
أصل.
103
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
[32ظ] []217وأقول /فرق بين احتياج صحة الرؤية إلى متعلق الرؤية وبين احتياجها إلى العلة
ً
محال فهذا وإن فرض كون ال ّثاني
األول ضروري ال ينافي عدم ّية المحتاج ْ المؤثرة وحكم ّ
بأن ّ
صريح في أن االحتياج إلى المتعلق ليس احتياج األثر إلى المؤثر حتى يحكم باستحالته بل هو
نوع آخر من االحتياج مجامع مع عدم ّية المحتاج كما يجوز أن يجامع مع وجوديته.
[ ]218وال يخفى على المنصف أن احتياج الصحة إلى متعلق الرؤية ليس ّإل احتياج األثر
إلى المؤثر .إذ ليس معنى احتياج األثر إلى المؤثر ّإل أن المحتاج إنّما حصل لحصول المحتاج
أثرا بأن عدم المعلول لعدم العلة.
إليه .ولذلك استدلوا على صحة كون العدم ً
وال شبهة أن صحة الرؤية إنّما يحصل بسبب ما يمكن أن يتعلق به الرؤية وال يحتاج إلى
غيره .ولذلك استدلوا على صحة رؤيته تعالى بمجرد تحقق متعلق الرؤية فيه وال معنى لنفي
االحتياج إلى المؤثر عن العلة بهذا المعنى.
أثرا بنى ذلك على أن العدم نفي محض ال تم ّيز [ً ]219
وأيضا من قال بأن العدم ال يكون ً
أيضا
أثرا ال بدّ أن يكون متم ّي ًزا .فهذا المبنى يجري في االحتياج إلى سائر العلل ً
فيه ،وما يكون ً
بأن يقال إن ما يكون حصوله بمدخل ّية الغير فيه ال بدّ أن يكون متم ّي ًزا عن الغير وما هو نفي محض
أثرا
ال تم ّيز فيه فال يتصور فيه مدخل ّية الغير فال يحتاج إليه .فالفرق بتسليم استحالة كون العدم ً
بنآء على ذلك المبنى دون االحتياج بطريق آخر مشكل.
104
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
105
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
ٍ
امتداد ما من الطول أو [ ]223وأقول :ال ّ
يشك عاقل في أن الشبح المرئي إنّما ُيرى على
جهة ما 295من الجهات وفي ٍ
حيز ما من األحياز وعلى لون ما من األلوان .وأن رؤية العرض وفي ٍ
وجه يحتمل عند العقل أن يكون ذلك المرئي شفا ًفا خال ًيا عن جميع األلوان ْ
وإن كان الشيء على ٍ
ممكنًا عندهم لكنّه غير واق ٍع بحسب العادة.
أن ما يرى من ذي األبعاد والجهات واألحياز ال ُيرى ّإل مع[ ]224وال يشك عاقل في ّ
رؤية امتداده .وال يتعلق به رؤية ّإل من حيث أنه متح ّيز وفي جهة ويحصل بواسطة هذا التعلق
العلم بكونه في ٍ
جهة وح ّيز .فال يكون متعلق الرؤية في هذه الصورة مجرد أو صاد ًقا على ما ال
ألن رؤية االمتداد رؤية الجواهر.يقبل االمتداد والكون في الجهة واأللوان وال يحتمل للعرضّ .
[33ظ] وإن فرض أن األمر الكلي مما /مما يتحقق في الواجبْ .
يدل ما ذكره على أن متعلق الرؤية ّفال ّ
يعم على ما ذكرنا يصح أن يتعلق به الرؤيةّ .
فإن األمر الكلي الذي فرض كونه متعلق الرؤية إنّما ّ
ألفراد ذي األبعاد المتحيز الكائن في جهة المتصف بلون ما.
أيضا ال يخفي عليك أن صحة الرؤية المتعلقة بالهوية المطلقة ليست صحة الرؤية [ً ]225
ّ
يستدل به على الوقوع من قوله: المتعلقة بالهوية المخصوصة وال مستلزمة لها وحينئذ ال يفيد ما
َّاض َر ٌة إِ َل ٰى َر ِّب َها نَاظِ َرةٌ﴾ [القيامة ]23-22/75 ،اليقين بالمطلوب إذ المطلوب
﴿وجوه يوم ِئ ٍذ ن ِ
ُ ُ ٌ َْ َ
بذلك الدليل اليقين بوقوع الرؤية المتعلقة بخصوصية ذاته المتميزة عن سائر الذوات ليحصل
البشارة التي سبقت اآلية لها .فإذا لم يكن الصحة األولى مستلمة للثانية يرد المنع على الصحة
ال ّثانية فال يحصل اليقين الذي يتوقف على العلم باإلمكان من جهة العقل.
[ ]226ويرد على ما ذكروا أنه لو كان المراد بالعلة متعلق الرؤية ينبغي أن يقال :وتلك العلة
اللهم ّإل
ّ إ ّما الموجود المطلق أو الحادث لظهور أن الوجود المشترك ليس متعلق الرؤية اتفا ًقا.
أن يقال :أراد بالوجود والحدوث معنى ما يشتق منهما.
[ً ]227
وأيضا المعلوم لنا استحالة تعليل األمر الواحد بالعلل المختلفة المستقلة بالتأثير ال
استحالة صحة تعليل الشيء بالعلل المختلفة بمعنى متعلق ذلك الشيء واستداللهم باالستحالة
المذكورة على أنّه ال بدّ لصحة الرؤية من علة مستركة ال يالئم بكون المراد بالعلة معنى متعلق
الرؤية .ولعل صاحب المواقف نسب هذا االستدالل إلى متأخري االشاعرة بناء على ما فهموا
من كالم األشعري ولم يرتضه فغ ّير االستدالل على ما ذكره.
295ل : -ما.
106
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]228والوجه الرابع :من وجوه االعتراض إنّا ال نسلم أن المشترك بين الجوهر والعرض
ليس ّإل الوجود أو الحدوث ّ
فإن المفهوم ّية والمعلوم ّية والمذكور ّية واإلمكان وسائر األمور
أيضا.
العامة أمور مشتركة ً
يضر
مما ال ّ [ ]229وأقول :ال يخفي عليك أن التعرض للمعلوم ّية والمذكورية وأمثالهما ّ
أيضا وكذلك لم يتعرض المستدل لعمومها الواجب .فإذا كانت هي علة الصحة يثبت المدعي ً
فسر به العلة لها في المواقف ْ
وإن ذكر في الشرح .وأجيب عن االعتراض ،بأن متعلق الرؤية الذي ّ
لصح رؤية المعدوم ،واإلمكان وسائر المفهومات العامة لشمولها / مما يختص بالموجود ّ
وإل ّ ّ [34و]
296ف م ل :الموجود.
107
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
108
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
ولقد بالغ المصنف في ترويج المسلك العقلي إلثبات صحة رؤيته تعالى لكن ال يلتبس
على الفطن المنصف أن مفهوم الهوية المطلقة المشتركة بين خصوصيات الهويات أمر
أصل .وأن المدرك من الشبحاعتباري كمفهوم الماهية والحقيقية فال تتعلق بها الرؤية ً
البعيد هو خصوصيته الموجودة ّإل أن إدراكها إجمالي ال يتمكن به على تفصيلها.
فإن مراتب اإلجمالي متفاوتة قو ًة وضع ًفا كما ال يخفى على ذي بصيرة .فليس يجب ّ
المدرك وما يتعلق به من األحوال .أآل
َ أن يكون كل إجمال وسيلة إلي تفصيل أجزاء
ترى إلى قولك كل شيء فهو كذا ،وفي هذا الترويج تكلفات ُأخر يطلعك عليها أدنى
تأ ّمل .فإذن األولى ما قد قيل من أن التعويل في هذه المسألة على الدليل العقلي متعذر
فلنذهب إلى ما اختاره الشيخ أبو منصور الماتريدي من التمسك بالظواهر النقل ّية وقد
298
مر عمدتها.ّ
[ ]239وأقول :لعل الفاضل أراد بالتك ّلفات األُخر ما ن ّبهناك من االعتراضات على هذا
مر الترويج وال يخفي عليك أن الدليل النقلي الذي ادعى كونه عمدة األد ّلة ّ
مما ال يفيد اليقين لما ّ
من كلماتنا المتعلقة به فتبصر .قال في شرح المقاصد:
[ ]240نقض هذا الدليل بصحة المخلوقية ،فإنها مشتركة بين الجوهر والعرض .فال بد
من علة مشترك وال مشترك بينهما يصلح علة لذلك سوى الوجود فيلزم صحة مخلوقية
الواجب [وهو محال] ،والجواب :أنها أمر اعتباري محض ال يقتضي علة إذ ليست
مما يتحقق عند الوجود وينتفي عند العدم /كصحة الرؤية س ّلمنا لكن الحدوث يصلح [35و]
ههنا علة ألن المانع من ذلك في صحة الرؤية إنما هو امتناع تعلق الرؤية بما ال تحقق
فقوي [واإلنصاف أن ضعف هذا الدليل ّ له في الخارج وأما النقض بصحة الملموسية
جلي] 299انتهى كالمه.
إن أراد باالعتباري المحض ما يكون بمحض اعتبار المعتبر وفرض [ ]241وأقولْ :
الفارض بدون اتصاف الشيء به في نفس األمر فظاهر أن صحة المخلوق ّية ليست
وإن أراد به االعتباري المعدوم الذي ال يوصف بالتجدد والحصول بعدماكذلكْ .
مما يتحقق
لم يكن وإن اتصف الشيء به في نفس األمر كما يشعر به قوله" :إذ ليس ّ
فإن المتجدد عندهم في حكم الموجود الحادث في عند الوجود وينتفي عند العدم" ّ
109
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
الحصول بعدما لم يكن ولذلك يحتاج إلى العلة فال نسلم كون الصحة المذكورة ثابتة
إن أريد بالمخلوق ّية المخلوقية في حالة العدم ْ
وإن أريد مجرد المخلوقية في حالة العدمْ ،
أيضا ثابتة في حالتي العدم والوجود كما سبق ،فال فرق بدون التقييد بها فصحة الرؤية ً
أصل .على أنّا نقول :احتياج االتصاف باألمور االعتبارية في نفس األمر بين الصحتين ً
ضروري سواء قلنا إنّها متجددة أو ال ،وما نحن فيه من ذلك القبيل .وما ّ إلى العلة
ذكروا في دليل احتياج صحة الرؤية إلى العلة من أن الصحة ثابتة في حالة الوجود دون
مما يجري مثله ههناّ .
فإن ٍ
مرجح ّ مرجحة ّ
لئل يلزم الترجيح بال العدم فال بدّ من علة ّ
صحة المخلوقية ثابتة للجواهر واألعراض وليست ثابتة للواجب والممتنع فال بدّ من
أن لكل من وأيضا ال فرق بينهما في ّ
مرجح ًٍ مخصصة بهما ّ
لئل يلزم الترجيح بال ّ علة
احتياجا إلى المتعلق .فاحتياج الصحتين إلى العلة بمعنى المتعلق أمر ً الخلق والرؤية
ضروري سواء قيل بأنّهما اعتباري محض أو ال .وقوله" :سلمنا لكن الحدوث" إلخ.
ألن متعلق الرؤية كما يكون موجو ًدا كذلك متعلق الخلق يكون موجو ًدا ليس بشيءّ .
أيضا بال
ألبتة .فالمانع لعل ّية الحدوث لصحة الرؤية متحقق لعل ّيته لصحة المخلوقية ً
إن الحصر المستفاد من قوله" :إنّما هو امتناع تعلق الرؤية"فرق بينهما .على أنّا نقول ّ
يدل عليه صحة ألن تأخر الحدوث عن صحة المخلوقية الذي ّ إلخ .ليس بصحيحّ .
"صح مخلوقيته فحدث" مانع من علية الحدوث لتلك الصحة ،بل ّ التفريع في قولنا
يدل عليه عدم صحة التفريع في نقول عدم تقدم الحدوث على تلك الصحة وهو الذي ّ
مما يمنع من علية الحدوث لها .وقوله" :وأ ّما النقض فصح مخلوقيته" ّ ّ قولنا" :حدث
ألن ملموس ّية الجواهر غير مسلم ،نعم يدرك فقوي" ليس كما ينبغيّ .
ّ بصحة الملموسية
الجواهر بواسطة المال َم َسة ولكن يجوز أن يكون ذلك من جهة العقل بمعاونة الحس
بخالف الرؤية فأنّه ذكر أن الطول مرئي وهو عبارة عن الجوهر وال يتصور أن يقال مثل
[35ظ]
ذلك في اللمس/ .300
110
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]244فعلى هذا التقدير يكون معنى اآلية أنّهم ال يتوقعون النعمة والكرامة ّإل من ربهم
كما كانوا في الدنيا ال يخشون وال يرجون ّإل إ ّياه .ومما يؤ ّيد هذا المعنى أنّه تقديم المفعول أعني
إلى ر ّبها .يدل على االختصاص تحقي ًقا كما هو الظاهر .فإذا حمل على معنى الرؤية يفوت هذا
مقصورا عليه في ذلك اليوم بل يريدون الخالئق وكون الرؤية أقرب
ً المعنى ّ
ألن نظرهم ليس
مجازا فيها كما ّ
يدل عليه قول الفاضل الشريف حيث ً المعاني المجازية على تقدير كون النظر
قال" :فوجب حمله على الرؤية بل على تقليب الحدقة" 301يعارضه تبادر االختصاص الحقيقي
من تقديم المفعول فال يرجح الحمل على الرؤية على الحمل على معنى التوقع.
[ ]245قلت :ليس تبادر االختصاص الحقيقي من التقديم مثل تبادر الرؤية من النظر
ملحق بالحقائق في الشهرة والتبادر وما
ٌ الموصول بـــ"إلى"ّ .
فإن النظر المستعمل في الرؤية
ذكرتم من االختصاص ليس كذلك .ولو سلم ذلك فال نس ّلم تبادر عموم االختصاص بجميع
أوقات ذلك اليوم حتى ينافي تحققه لحمل النظر على الرؤية.
صرح في مواضع بأن ظرف [ ]246وأنا أتعحب من صاحب الكشاف ومتابعة هواه .فإنّه ّ
يؤخر من /عامله ّإل أنّه قد تقدم لالهتمام بشأنه .ومن جملتها ما ذكره
وإن كان ح ّقه أن ّ
اللغوي ْ [36و]
111
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
في قوله تعالىَّ ﴿ :ل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ﴾ [اإلخالص ]4/112 ،حيث قال قدّ م الظرف ههنا ْ
وإن كان ح ّقه
ألن الكالم إنّما سبق لنفي المكافات عن ذات البارئ تعالى وهذا المعنى مصبه ومركزه التأخير ّ
هو هذا الظرف فكان لذلك أتم شيء وأعناه وأح ّقه بالتقديم وأحراه .وجعل الظرف فيما نحن
محمول على االختصاص وجعل ذلك مان ًعا من حمل النظر على الرؤية ْ
وإن فرض صحة ً فيه
رؤيته وجعله منش ًئا لحمله على معنى التوقع مع كونه بعيدً ا مع أنّه يمكن أن يقال في تقديمه
مثل ما يقال في تقديم الظرف في ﴿ َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ﴾ [اإلخالص .]4/112 ،إذ الكالم سبق ههنا
لبشارة المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم .وظاهر أن هذا المعنى مص ّبه ومركزه هو هذا الظرف
فكان أهم شيء وأعناه وأح ّقه بالتقديم وأحراه .وال داعي إلى ما ذكره ههنا ّإل قصد مخالفة أهل
السنة والمبالغة في ذلك والتجنّب عما قالوا بأبلغ ما يمكن .وأسأل الله هدنا الهداية ونعوذ به من
الغباوة والغوايه.
[]247واعترض على الدليل بوجوه
األول :إنّا ال نسلم أن "إلى" ههنا صلة النظر بل هو بمعنى عند أو واحد آال ومفعول به للنظر
ّ
بمعنى االنتظار فمعنى اآلية نعمة ربها منتظرة أو عند ربها منتظرة نعمة.
ثم قيل االنتظار موت األحمر فال ّ
يدل اآلية حينئذ غم ومن ّ
وأجيب عنه :بأن انتظار النعمة ّ
على البشارة مع أنّها سيقت لها.
112
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]249واستوضح ما ذكرناه مما نقول إذا قيل لك في مقام البشارة انتظر أنت السلطنة
اآلتية لك إلى الغد ،هل يمكن أن يرد عليك بهذا الكالم الحزن وال يقع بسببه السرور أو تخطئ
من تكلم به في مقام البشارة .وما ذكروا من أن االنتظار أشدّ من موت األحمر فالمراد به هو
أن ما ذكر في شرح ً
حصول قريب ًا .وبما ذكرنا ظهر ّ االنتظار الذي ال يتوقع حصول المطلوب فيه
ٍ
يومئذ في غاية الفرح والسرور واإلخبار المقاصد" :من أن سوق اآلية لبشارة المؤمنين وبيان أنّهم
بانتظارهم النعمة والثواب ال يالئم ذلك بل ربما ينافيهّ .
ألن االنتظار موت األحمر فهو بالغم
والحزن والقلق وضيق الصدر أجدر ْ
وإن كان مع القطع بالحصول" ،302ليس كما ينبغي.
بأن كون "إلى" بمعنى النعمة ْ
وإن ثبت في اللغة فال شبهة في بعده [ ]250وقد أجيب أيض ًا ّ
303
وغرابته وإخالله بالفهم عند تعلق النظر فيه ولذا لم يحمل اآلية عليه أئمة التفسير في القرن
األول وال ّثاني بل أجمعوا على خالفه.
ّ
الثاني من وجوه االعتراض أن النظر الموصول بالى قد جاء بمعنى االنتظار .قال الشاعر:
ٍ
هالل نظر الحجيج إلى طلوع وقال :كل الخالئق ينظرون سجاله
113
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
305ل ط م ف -؛ أ +ويحتمــل أن يكــون مجــازً ا مــن التوجــه وااللتفــات إطال ًقــا للملــزوم علــى الــازم أو يكــون محمــولً علــى
معنــى التوقــع والرجــاء كمــا نقلنــا مثلــه عــن صاحــب الكشــاف.
306في األصل :يجوز.
114
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
إلى الهالل حتى رأيته ولو كان بمعنى الرؤية لكان الشيء غاية لنفسه ،وانظر كيف ينظر
ٍ
فالن. إلى
﴿وت ََر ُاه ْم َين ُظ ُر َ
ون والرؤية ال ينظر إليها وإنّما ينظر إلى تقليب الحدقة وقال الله تعالى َ
إِ َل ْي َك﴾ [األعراف .]198/7 ،ويدل عليه ً
أيضا أن النظر الموصول بــــ"إلى" ر ّبما يوصف
بأوصاف ال يتصف بها الرؤية بل هي أحوال يكون عليها عين الناظر عند تقليب الحدقة وهي
مثل الرضى والتحير والذل والخشوع فإذا كان النظر حقيقة في تقليب الحدقة ال يكون حقيقة في
مجازا وحينئذ نقول هذا المجاز
ً ً
استعمال الرؤية ّ
وإل لزم االشتراك فيكون استعماله في الرؤية
ً
محتمل لكل ليس مما يتعين حمل اللفظ عليه لجواز أن يراد ناظرة إلى نعم الله واذا كان اللفظ
مرجح ههنا بعين المجاز المذكور.
مرجح وال ّ
منهما فال بدّ لترجيح أحدهما من ّ
مر ذكره []257وأجيب عنه ّ
بأن النظر الموصول بــــ"إلى" حقيقة في الرؤية بالنقل الذي ّ
فال يكون حقيقة في غيرها وما استشهد به على كونه بمعنى تقليب الحدقة فنمنع كون كله
وأيضا
كالم العرب الموثوق بعربيتهم .ولو سلم فيمكن أن يحمل بعضه على حذف المضاف ً
يمكن أن يقال إنّها مجازات عن تقليب الحدقة من باب إطالق المسبب على السبب .وكل
ذلك ظاهر لمن له أدنى مس ٍ
كة وعلى تقدير كونه حقيقة في التقليب الذي ليس بمراد في اآلية ْ
وجوها كثير ًة كنعمة الله
ً ال بدّ أن يحمل فيها على الرؤية لرجحانه على اإلضمار الذي يحتمل
115
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
وأيضا
وجهة الله وآثار الله .وال قرينة ههنا تعيين 307بعضها فوجب المصير إلى المجاز المتعين ً
تقليب الحدقة بدون الرؤية ال يكون نعمة بل فيه نوع عقوبة وتقليب الحدقة مع الرؤية يكفيه
التجوز وحده .فال ينضم 308إليه اإلضمار تقليال لما هو خالف األصلّ .
فإن تقليب الحدقة
يكون سب ًبا عاد ًّيا للرؤية وإطالق اسم السبب المس ّبب مجاز مشهور فيحمل اآلية على التجوز
بال إضمار شيء.
[ ]258وأقول :ما سبق من الدليل على كون النظر بمعنى الرؤية أعني قول الشاعر نظرت
إلى من أحسن الله وجهه ليس أولى من أد ّلة كون 309النظر بمعنى تقليب الحدقة .310فإنّه أجاب
مجازا .كذلك يمكن أن يقال ههنا.
ً عن تلك األدلة بحمل النظر فيها على معنى تقليب الحدقة
[38و] لم ال يجوز أن يكون معنى النظر الحقيقي تقليب /الحدقة ويستعمل في البيت في معنى الرؤية
مجازا .فال ّ
يدل البيت على أن معنى النظر الحقيقي هو الرؤية. ً
[ ]259وقال هذا المجيب بل يجب حمل النظر في قوله تعالى﴿ :إِ َل ٰى َر ِّب َها نَاظِ َرةٌ﴾
311
يدل على النظر المعدي ب"إلى" [القيامة ]23/75 ،على تقليب الحدقة المؤدي إلى الرؤية .فإنّه ّ
معناه تقليب الحدقة المؤدي إلى الرؤية ال نفس الرؤيةّ .
وإل لم يكن لذلك اإلضراب وجه.
فادعاء كون الرؤية نفس معناه ههنا مخالف لمختاره 312هناك .قوله" :وعلى تقدير كون النظر
حقيقة في التقليب الذي ليس بمراد يجب حمله في اآلية على الرؤية" .يرد عليه إنّا ال نس ّلم
ً
محمول على تقليب الحدقة أن معنى تقليب الحدقة ليس بمراد في اآلية لم ال يجوز أن يكون
المؤدي إلى الرؤية كما حمل عليه في قوله تعالىَ ﴿ :أن ُظ ْر إِ َل ْي َك﴾ [األعراف ]143/7 ،وعدم
تصور تقليب الحدقة بالنسبة إليه ال ينافي أن يحمل اللفظ على ذلك ويحمل اآلية على التمثيل
بأن يشبه حالهم في مشاهدة جمال الله بحال من تقليب الحدقة نحو المرئي فيراه كما حمل عليه ّ
قوله تعالىَ ﴿ :أن ُظ ْر إِ َل ْي َك﴾ [األعراف.]143/7 ،
307ف :يعين.
308ل :ينتظم.
309أ :حمل.
310أ :بدل (تقليب الحدقة) االنتظار.
311أَ ﴿ :أن ُظ ْر إِ َل ْي َك﴾ [األعراف]143/7 ،
312م ط :لمختار.
116
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
قبل ظهور المخالفين على وقوع الرؤية المستلزم لصحتها وعلى كون هاتين اآليتين محمولتين
314
على الظاهر المتبادر منهما ومثل هذا اإلجماع مفيد اليقين"
[ ]262وأقول :إن ما ذكره في آخر الموقف األول ّ
يدل على أن الدليل النقلي على وقوع
شيء إنّما يفيد اليقين به اذا علم إمكانه بمجرد العقل وما ذكره ههنا ّ
يدل على أن اإلمكان يستدل
عليه بدليل الوقوع من غير توقف على الدليل العقلي.
117
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
األولى :شبهة الموانع وتقريرها أنّه لو جازت رؤيته تعالى لجازت في الحاالت ك ّلها ّ
ألن
اإلمكان حكم ثابت إما لذاته أو لصفة الزمة له فال يتصور انفكاكه عنه في شيء من األزمنة
ٍ
وحينئذ يلزم جواز رؤيته اآلن ولو جازت رؤيته اآلن لرأيناه والتّالي باطل.
[]263بيان المالزمة أنّه ال بدّ من حصول الشيء عند اجتماع شرائطه ،وال شبهة أن شرائط
الرؤية تكون مجتمعة في حقه تعالى على تقدير جواز رؤيته المستلزم لجواز رؤيته اآلنّ ،
ألن
شرائط الرؤية على ما ذكر في المواقف في هذا الموضع ثمانية:
[]264األول :سالمة الحاسة ،وال ّثاني :وكون الشيء جائز الرؤية مع حضوره للحاسة
ّ
بأن تكون الحاسة ملتفتة إليه ولم يعرض هناك ما يضاد اإلدراك كالنوم والغفلة والتوجه إلي
شيء آخر ،وال ّثالث :مقابلته للباصرة أو كونه في حكم المقابلة كما في رؤية األعراض فإنّها في
حكم َمحا ّلها المتحيزة بالذات المحاذية للرآئي وكما في رؤية اإلنسان وجهه في المرآة ،والرابع:
عدم غاية الصغر ،والخامس :عدم غاية اللطافة أي يكون [كثيفا أي] ذا لون في الجملة ْ
وإن
كان ضعي ًفا ،السادس :عدم غاية البعد ،السابع :عدم غاية القرب؛ والثامن :من عدم الحجاب
الملون المتوسط بينهما .وهناك شرط تاسع وهو أن يكون مضي ًئا بذاته أو
ّ الحائل وهو الجسم
مذكورا في بحث الكيفيات [المبصرة] مع أنّه يمكن
ً بغيره .ولم يذكره في هذا الموضع لكونه
حق رؤية
ثم ال يعقل من هذه الشرائط في ّ
إدراجه في حضوره للحاسة المعتبرة في الشرط الثانيّ .
الله تعالى ّإل سالمة الحاسة وصحة الرؤية [لكون الست البواقي منها مختصة باألجسام] وهما
حاصالن اآلن .فوجب حصول رؤيته ّ
وإل لجاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة ونحن ال نراها
316
وأنها سفسطة.
[39و] []265وأقول ْ
/إن أراد بقوله" :لو جازت رؤيته لجازت اآلن" أنّه لو جازت الرؤية لجاز
رؤيته الواقعة في اآلن بأن يكون الظرف ظر ًفا للرؤية دون الجواز فالشرطية ممنوعةّ .
ألن المطلق
أعني جواز الرؤية في الجملة وهو الذي يدعي الخصم سلبه ال يستلزم المقيد أعني جواز الرؤية
118
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
في هذا الوقت .وكون سبب الجواز المذكور هو الذات أو الزمها إنّما يستلزم امتناع انفكاك هذا
الجواز المسبب دون جواز المقيد الذي لم يعلم ثبوته وسبب ثبوته بعدْ .
وإن أراد أنّه لو جازت
جوازا في الجملة بأن يكون الظرف ظرف الجواز
ً الرؤية لجازت جواز في الحال ْ
وإن كان ذلك
دون الرؤية فالشرطية مسلمة ولكن ال يفيد المطلوب لظهور أن جواز الرؤية في الجملة في هذا
الوقت ال يستلزم جواز الرؤية الواقعة في هذا الوقت.
إن أراد أن شرائط جواز الرؤية مطل ًقا أي سوآء كان في الغائب أو الشاهد هذه
وأيضا ْ
[ً ]266
ألن األمور الستة ليست شر ًطا للغائب بديهةْ ،
وإن أراد أن شرائطها في الثمانية فبطالنه ظاهرّ .
الشاهد هذه الثمانية فهذا ال يفيد حصر شرائط مطلق الجواز فيها .وحينئذ يجوز أن يكون للغائب
شرط آخر منتف في هذا الوقت.
لتفتة إلى المرئي .وهذا االلتفات هو الشرطوأيضا اعتبر في الشرط الثاني كون الحاسة م ِ
ً
ُ
ً
مستقل .وال يخفي عليك أن القصد الذي ع ّبر بعضهم عنه بالقصد إلى اإلحساس وجعله شر ًطا
راج ِ
إلى اإلحساس ليس بالزم في الرؤية .إذ من المعلوم أنّا اذا كنّا في بيت مظلم وأدخل فيه س ٌ
حال كون عيوننا مفتوحة نرى الضوء في ذلك البيت سواء قصدنا اإلحساس أو ال ،وليس بين
قسرا يدرك
فإن النار اذا جعلت مماسة بيد شخص ً الرؤية وإدراكات سائر الحواس فرق في هذاّ .
لضم الحضور إلى
ّ ذلك الشخص حرارتها سواء قصد أو ال .وكذا الحال في سائرها وليس
الجواز وجعل مجموعهما شر ًطا ثان ًيا دون غيره وجه تخصيص.
ّ
واستدل بثبوت أحدهما في فإن قلت :حصر سبب الجواز في ذاته أو صفته الالزمة [ْ ]267
اآلن على ثبوت الجواز فيه ،وهذا ّ
يدل على أنّه جعل أحديهما علة تامة للجواز ،وليس كذلك؛
لشخص كما يتوقف على ذات المرئي /أو صفته الالزمة كذلك ٍ ّ
ألن صحة كون الشيء مرئ ًّيا [39ظ]
يتوقف على ذات الرائي أو صفته الالزمة .ولذلك يمتنع أن يرى الشيء اذا كان الرائي معدو ًما
ممتن ًعا.
[ ]268قلت :أراد أن سبب الرؤية الذي من جهة المرئي هو الذات أو الصفة الالزمة ولم
يتعرض للسبب الذي من جهة الرائي من وجوده وإمكانه لظهور تحققه اآلن.
وإن ّ
دل على وجوب الرؤية عند اجتماع تلك الشرائط لكن وأجيب عن الشبهة بأن دليلكم ْ
كبرا بحسب القرب والبعد
صغرا أو ً
عندنا ما ينفيه .وهو أنّا نرى الجسم الواحد متفاوة المقدار ً
119
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
وما ذلك ّإل من جهة أنّه نرى بعض أجزائه فقط في صورة بعده مع أن جميع الشرائط حاصل
أيضا.
بالنسبة إلى ذلك الجزء الغير المرئي ً
[ ]269ال يقال :ال نسلم حصول جميع الشرائط بالنسبة إلى جميع أجزاء المرئي المذكور.
ألن الخطين المتوهمين الخارجين منألن طرفي المرئي أبعد بالنسبة إلينا من الجزء الوسطّ .
ّ
ٍ
خارج من العين المتصلين بطرفي المرئي كساقي المثلث قاعدته سطح المرئي أطول من ٍّ
خط
يقسم المثلث المذكور إلى مثلثين قائمتي الزواي الواقعة
ُ العين إلى وسطه قائم على سطحه
عن جنبي الخط القائم ألنّه وتر لكل واحد من الزاويتين الحادتين وكل واحد من الخطين
المتوهمين المتصلين بطرفي المرئي وتر لزاوية قائمة ووتر القائمة في المثلث أطول من وتر
الحادة.
[]270ألنّا نقول تفاوت أجزاء المرئي بالقرب والبعد عن الرائي ال ينافي تحقق الشرائط
بالنسبة إلى الجميع .وإنّما يكون كذلك أن لو كان الجزء األبعد في مرتبة البعد المفرط المنافي
للرؤية وليس كذلك .فإنّا لو فرضنا تفاوت الخطوط المذكورة ذرا ًعا وال شك أن هذا التفاوت
ليس مما يوجب البعد المفرط ّ
وإل يلزم أن ال يرى ذلك الجسم إذا جعل بعده عن الرائي ذلك
المقدار والوجدان ُي ّ
كذبه.
[ ]271وقال بعض الفضالء ليس التفاوت المذكور بحسب رؤية بعض األجزاء ورؤية
كلها بل بحسب ضيق الزاوية وسعتها الحاصلتين في رأس الحدقة بسبب زيادة إنفراج الخطين
المحيطين بها وعدم زيادته.
إن المرئي اذا كان على بعد مفروض من الرائي ّ
فإن الخطين فإن القائل باإلنطباع قال ّ
[ْ ]272
الخارجين من البصر الواقعين على طرفي المرئي يحيطان بزاوية عند البصر يرتسم صورة المرئي
[40و] /فيها .فاذا بعد المرئي أكثر مما فرض كانت الزاوية التي بين الخارجين من البصر الواقعين
ٍ
حينئذ أصغر من الزاوية األولى كما يشهد به التخيل الصحيح .فيرتسم صورة على طرفي المرئي
المرئي في هذه الزاوية الصغرى فيرى أصغر وك ّلما يتزايد البعد ّ
قل انفراج الخ ّطين فيتزايد صغر
الزاوية وصغر المرئي حتى يصير الخطان لشدة قرب أحدهما من اآلخر عند الباصرة كأنّهما ّ
خط
واحد فينمحى الزاوية ويبطل الرؤية .وك ّلما قرب المرئي ازداد انفراج الخطين فيكون الزاوية
أكبر فيرى أكبر فيصل زيادة االنفراج إلى حيث ينمحى الزاوية فيبطل الرؤية.
120
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
[ ]273وال يخفى عليك أن ما ذكره الفاضل مع كونه مبن ًّيا على القول باالنطباع الذي
ليس أظهر األقوال في اإلبصار ّ
وأن القول بخروج الشعاع أظهرها يرد عليه أنّه ال شك أن رؤية
المركب وانكشافه الذي هو نفس الرؤية أو الزمها ال يتصور بدون رؤية أجزائه ْ
وإن كانت رؤية
إجمال ّية .فرؤية األجزاء إ ّما أن يكون رؤية بعضها أو ك ّلها .فإن كان ّ
األول ثبت مدّ عانا من عدم
وجوب الرؤية عند اجتماع شرائطهاْ .
وإن كان الثاني فإن كانت رؤية األجزاء على ما هي به فال
يتصور التفاوت بديهة سواء تفاوت صغر الزاوية أو الّ .
وإل فإن كان رؤية كل جزء أو بعضه أقل
مما هو عليه يلزم انقسام الجزء وإن كان رؤية كل أكبر مما هو عليه بمثله أو بأزيد يلزم أن ال يرى
ّإل ضع ًفا ضع ًفا أو أزيد ورؤيته بأقل يوجب االنقسام ورؤية بعضه على ما هو عليه وبعضه أكبر
ٍ
مرجح. بمثله يستلزم الترجيح بال
[ ]274وأقول :قد سبق أن األجزاء الوسطية أقرب من األجزاء الطرفيةِ .
فل َم ال يجوز أن
يرى األجزاء الوسطية أكبر بمثلها ويرى األجزاء الطرفية على ما هي عليه .فال يلزم من كون
ٍ
مرجح فتأ ّمل ما فيه. بعضها مرئ ًّيا على ما هو به وبعضها أكبر بمثله الترجيح بال
يتجزأ ّ
فإن من جملة شرائط الرؤية أن ال يكون ْ
فإن قلت :كيف يتصور رؤية األجزاء التي ال َّ
المرئي في غاية الصغر.
121
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
إن أريــد بجــواز وجــود الجبــال الشــاهقة أن وإن لــم يقــع ولــم يحتمــل لذلــك عنــد العقــل وكــذا الحــال ْ 317ل ط م ف -؛ أ ْ +
وأيضــا يكــون القضيــة حينئـ ٍ
ـذ اتفاق ّيـ ًة مثــل قولنــا لــو لــم يجــب الرؤيــة عنــد تحقق ـوز وجودهــا فــي نفســها ونحــن ال نراهــا ً
يجـ ّ
ْ
شــرائطها لــكان العالــم ممكنًــا وإن أريــد بالجــواز العقلــي بمعنــى العقــل ال يجــزم بعــدم ثبــوت الجبــال أو بعــدم رؤيتهــا عنــد
تحقــق الشــرائط فالمالزمــة ممنوعــة.
318في األصل :ذلك.
319شرح المواقف للجرجاني.199-198/3 ،
122
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
ـأن الرؤيــة انكشــاف 320ل ط م ف -؛ أ +وأقــول :إن اإلحســاس عنــد األشــعري هــو العلــم بالمحســوس وصـ ّـرح هــذا القائــل بـ ّ
مخصــوص وال شــبهة أن العلــم المتعلــق بالشــاهد إنّمــا يتميــز عــن العلــم المتعلــق بالغائــب بســبب التعلــق بالشــاهد وهــو أمر
خــارج عــن ماه ّيــة العلــم وكيــف ال! فـ ّ
ـإن المرئــي فــي الشــبح البعيــد هــو الهويــة علــى مــا توهمــه هــذا القائــل؛ فــاذا فرضنــا
فــي الغائــب مثــل هــذه الرؤيــة يكــون المرئــي هــو الهويــة المطلقــة بعينهــا فــا يتصــور فــي هــذه الرؤيــة أن يقــال ّ
إن رؤيــة
الشــاهد مخالفــة لهــا فــي الماهيــة إذ ال يتصــور االختــاف فــي الماهيــة فــي أفــراد صفــة ذات إضافــة كالعلــم اذا كان متعلقــات
تلــك األفــراد متحــدة كأفــراد الرؤيــة المتعلقــة بالشــبح البعيــد ّإل باإلجمــال والتفصيــل ،واذا لــم يقــع التفــاوت بهــذا االعتبــار
123
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
الثانية :من تلك الشبه شبهة المقابلة وهي إنّا علمنا بالضرورة بالتجربة أنّه ال بد في الرؤية
من المقابلة أو ما في حكمها كالمرئي في المرآة وال يتصور ذلك في الله تعالى.
جوزوا الرؤية بال مقابلة وال ما [ ]283والجواب منع ذلك االشتراط مطل ًقاّ .
فإن األشاعرة ّ
هو في حكمها .وقوله" :كما علم بالضروري من التجربة" 321ليس بشيء .اذا التجربة إنّما تفيد
أصل .وقال في شرح المقاصد" :والحق أنّه اللزوم والمقارنة في هذه الدار وهو ال يفيد الشرط ّية ً
ال حاجة إلى هذا التفصيلّ .
ألن المرئي بالمرآة هي الصورة المنطبعة فيها المقابلة للرائي حقيقة
ال ما له الصورة كالوجه".322
[]284وأقول :قد ذكر في الكتب الحكمية والكالمية ّ
إن اإلنسان اذا رأى وجهه في المرآة
وإل لكانت منطبعة في موض ٍع مع ّين منها ولم يختلففليس ذلك النطباع صورة في المرآة ّ
باختالف أمكنة الرائي من الجوانب .أآل يرى أن الحائط اذا أخضر النعكاس الضوء من الخضرة
إليه لزم ذلك اللون موض ًعا مع ّينًا من الجدار ،ولم يختلف باختالف الرائي من مكان إلى آخر.
لكنّك ترى صورة الشجر يختلف مكانها في المآء أو المرآة بحسب انتقالك .وما ذكروا من ّ
أن
المرئي في المرآة هو الوجه دون الصورة المنطبعة منبي على هذا الدليل النافي لالنطباع في
المرآة.
يتصور
ّ []285الثالثة :من الشبة شبهة االنطباع وهو أنّه ال بدّ في الرؤية من االنطباع وهو ال
فيه تعالى.
مر من منع كونه شرط الرؤية والزمه إ ّما مطل ًقا أو بالنسبة إلى الغائب.
والجواب :مثل ما ّ
وأ ّما الشبه السمع ّية :فأربع.
ـأن رؤيــة الشــاهد مطل ًقــا مخالــف بالماهيــة لرؤيــة الغائــب مطل ًقــا،
ال يتصــور االختــاف فــي الماهيــة فــا وجــه للحكــم بـ ّ
ـم ال ِ
ويمكــن أن يمنــع القــول بــأن تم ّيــز رؤيــة الشــاهد عــن رؤيــة الغائــب باإلضافــة إلــى المرئــي .ويقــال :ال نســلم ذلــك لـ َ
وأيضــا أن عــدم التفــاوت باإلجمــال يجــوز أن يكــون العلمــان متميزيــن بذاتهمــا أو مقو ّمهمــا ال بــدّ لنفــي ذلــك مــن دليــل ً
والتفصيــل إلــى خصوصيــات الهويــات ال يســتلزم عــدم تفــاوت العلــم المتعلــق بمطلــق الهويــة فإ ّنــه يجــوز أن يتعلــق العلــم
بمطلــق كنــه الهويــة فــي صــورة الغائــب وال يتعلــق العلــم بــه فــي صــورة الشــاهد واشــتركا فــي تعلــق العلــم اإلجمالــي بمطلق
الهويــة ويكــون ذلــك التفــاوت تفاو ًتــا فــي الماهيــة.
321شرح المواقف للجرجاني.199/3 ،
322شرح المقاصد للتفتازاني.117/2 ،
124
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
وما أدركته ببصري .وهذا النفي عام لجميع األبصار بواسطة الالم الجنسية في مقام المبالغة وعام
لجميع األوقات .إ ْذ نقيضه أعني تدركه األبصار قضية مطلقة ال تفيد العموم في جميع األوقات.
فيكون عا ًّما لجميع األوقاتّ .
ألن نقيض المطلقة هو الدائمة .واذا ثبت هذه المقدمات يلزم أن
ال يرى شيء من األبصار في شيء من األوقات وهو المطلوب.
تمدحا في اثنآء المدائح وما كان نفيه من
ً [ً ]287
وأيضا أنّه تعالى نفي إدراك األبصار عنه
نقصا فيجب تنزيه الله عنه .فيمتنع ثبوت المرئية له تعالى وهو
مدحا يكون ثبوته له ً
الصفات ً
المطلوب .وأجيب عنه بوجوه،
مما يلزمها بل هو رؤية األشياء على
إن اإلدراك بالبصر ليس رؤية مطلقة وال ّ األولّ :
[ّ ]288
ألن اإلدراك حقيقة في البلوغ واللحوق والوصول سواء كان وجه اإلحاطة بجوانب المرئيّ .
ُون﴾ [الشعراء ]61/26 ،أي وس ٰى إِنَّا َل ُمدْ َرك َ في المكان كما في قوله :تعالى ﴿ َق َال َأ ْص َح ُ
اب ُم َ
ملحقون ،وأ ّما في الزمان كما يقال أدرك قتادة الحسن وأ ّما في صفة وحالة كما يقال أدرك الغالم
ثم نقل إلى إبصار الشيء المتناهي لتوهم معنى
أي بلغ وأدركت الثمرة أي وصلت إلى حدّ النضجّ .
اللحوق فيه .كان البصر قطع المسافة التي بينه وبين الشيء حتى بلغه ووصل إليه فلذلك تناوله ولم
يتناول غيره .وأما إبصار الشيء الذي ال يكون في ٍ
جهة ً
أصل ال يتحقق فيه معنى البلوغ فال 323يصح ّ
إطالق اإلدراك عليه .واذا كان معنى اإلدراك الرؤية المخصوصة التي ال يتصور نسبتها إليه تعالى
يكون نفي اإلدراك في اآلية نفي الرؤية المخصوصة وهو ال يستلزم نفي الرؤية المطلقة .وقوله:
324
"وال يصح نفي أحدهما مع إثبات اآلخر فال يجوز أن يقال رأيته وما أدركته ببصري وال عكسه"
إن اإلدراك أخص من الرؤية كيف يسلم امتناع األول. ألن من قال ّ
ليس بشيءّ .
[ ]289وأقول :قوله" :وأما إبصار الشيء الذي ال يكون في ٍ
جهة ً
أصل 325".إلخ يرد عليه ّ
أنّه ْ
إن أراد أنّه ال يتحقق فيه معنى البلوغ في نفس األمر فهو ال ينفي تحقق البلوغ المتوهم .فإنّه
323ل -فال.
324شرح المواقف للجرجاني.200/3 ،
325لــم أجــد هــذه الكلمــات بنصــه إلّ فــي حاشــية حســن جلبــي علــى شــرح المواقــف ،أنظــر :حاشــية علــى شــرح المواقــف
لحســن جلبــي.156/8 ،
125
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
يجوز أن يتوهم بين طالب رؤيته وبينه مسافة يتخيل من بعده عن جنابه ويتخيل قطع تلك المسافة
[42و] بسبب /مباشرته أسباب الرؤية من العبادات ّ
اللئقة بجنابه المقربية منه .ويتخيل البلوغ بعد قطع
تلك المسافة بالكلية وتحقق البلوغ المتخيل بهذا الوجه يكفي في إطالق اإلدراك على رؤية.
متوهما فال نس ّلم ذلك على أنّا نقول :يكفي في
ً أمرا وإن أراد أنّه ال تحقق فيه البلوغ ْ
وإن كان ذلك ً ْ
إطالق اإلدراك عليها تحقق معنى البلوغ في بعض أفراد الرؤية.
﴿ل تُدْ ِر ُك ُه
األول من وجهي االستدالل ،بأن قوله تعالىَّ : []290وأجيب عن الوجه ّ
ْالَ ْب َص ُار﴾ [األنعام ]103/6 ،يحتمل أن يكون رفع اإليجاب الكلي بأن يالحظ اإليجاب
ٍ
بأن الكفار ال يرون. وحينئذ ال احتجاج لهم علينا فإنّا قائلون ّ الكلي ّأو ًلّ ،
ثم يرد عليه النفي
ويحتمل أن يكون النفي نفي اإلدراك على وجه تقليب الحدقة نحو المرئي .فإنّه المتبادر من
إطالق اإلدراك بالبصر لكثرة استعماله فيما يطابق العادة .وما ذكرنا إنّما يحتاج 326إليه ْ
إن أريد
بالالم االستغراق ّ
وإل يكون القضية سالب ًة مهمل ًة في قوة السالبة الجزئية بمعنى [ال يدرك بعض
األبصار] .وتخصيص النفي بالبعض ّ
يدل بالمفهوم على اإلثبات للبعض .فاآلية حجة لنا ال علينا
وعلى تقدير تسليم عمومها لألشخاص .فال نسلم عمومها لألوقات ألنّها سالبة مطلقة وهي أعم
من السالبة الدائمة .وما ذكرتم من أن [يدرك األبصار] موجبة مطلقة فيكون نقيضها سالبة دائمة
إن الظاهر هو عكسه ّ
ألن قوله في مقابلة هذا ممنوع لجواز أن يكون األمر بالعكس بل نقولّ :
النفي "وهو يدرك األبصار دائمة" فافهم.
[ ]291وأقول :قوله[" :فالمعنى "ال تدركه بعض األبصار" وتخصيص البعض بالنفي]
محل ٍ
نظرّ .
ألن القضية المهملة والقضية الدالة على يدل بالمفهوم على اإلثبات للبعض"ُّ 327
والتعرض للنفي عن البعض
ّ رفع اإليجاب الكلي ليس مفهومهما الصريح السلب الجزئي.
وتخصيصه بالبعض بل السلب الجزئي الزم معناهما الصريح المحتمل للسلب الكلي .والسلب
فبمجرد كون مفهومهما مستلز ًما للسلب الجزئي ال يلزم داللته
ّ عن البعض مع اإليجاب للبعض
بطريق المفهوم على ما ّ
يدل عليه السلب الجزئي بطريق المفهوم .فال يكون فيما ذكر حجة لنا
إنّما يكون حجة ْ
إن لو كان السلب الجزئي صريح مفهوم القضية.
326أ :يثبت.
327شرح المواقف للجرجاني.201 /3 ،
126
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
328ل -العارضة.
329شرح المواقف للجرجاني.202-201 /3 ،
330الكشاف للزمخشري.54 /2 ،
331ل ط م ف |-أ +حتى يرد أنّه يمدح بأمثال ذلك من نفي الشريك واتخاذ الولد الذي يمتنع في ح ّقه.
127
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
الشبهة الثانية :أنّه تعالى ما ذكر سؤآل الرؤية في موض ٍع من كتابه ّإل استعظمه وذلك في
ثلث ٍ
آيات.
ون لِ َقا َءنَا َل ْو َل ُأ ِنز َل َع َل ْينَا ا ْل َم َل ِئ َك ُة َأ ْو ن ََر ٰى َر َّبنَا ۗ َل َق ِد
﴿و َق َال ا َّل ِذي َن َل َي ْر ُج َ
[]295األولىَ :
اس َت ْك َب ُروا فِي َأن ُف ِس ِه ْم َو َعت َْوا ُعت ًُّوا كَبِ ًيرا﴾ [الفرقان ]21/25 ،فلو كانت الرؤية ممكن ًة لما كان ْ
مستكبرا راف ًعا نفسه إلى مرتبة ال يليق به بل كان ذلك ً
نازل منزلة طلب ً مجاوزا للحد
ً طالبها عات ًيا
ساير المعجزات.
واآلية الثانية﴿ :وإِ ْذ ُق ْلتُم يا موسى َلن ن ُّْؤ ِمن َل َك حتَّى نَرى ال َّلـه جهر ًة َف َأ َخ َذ ْتكُم الص ِ
اع َق ُة ُ َّ َ َ َْ َ ٰ َ َ ْ َ ُ َ ٰ َ
[43و] ون﴾ [البقرة ]55/2 ،ولو كانت الرؤية ممكنة لما عاتبهم بسؤآلها في الحال/ . َو َأنت ُْم تَن ُظ ُر َ
ِ ِ اآلية الثالثةَ ﴿ :ي ْس َأ ُل َك َأ ْه ُل ا ْل ِكت ِ
َاب َأن ُتن َِّز َل َع َل ْي ِه ْم كتَا ًبا ِّم َن َّ
الس َماء ۚ َف َقدْ َس َأ ُلوا ُم َ
وس ٰى َأ ْك َب َر
ِ ِ ِ ِ
سمى ذلك الصاع َق ُة بِ ُظ ْلم ِه ْم﴾ [النساءّ ]153/4 ، من َٰذل َك َف َقا ُلوا َأ ِرنَا ال َّلـ َه َج ْه َر ًة َف َأ َخ َذت ُْه ُم َّ
ظلما وجازيهم به في الحال بأخذ الصاعقة .ولو كان الرؤية ممكنة لكان سؤالهم بهذا
السؤال ً
ظلما وال سب ًبا للعقاب. ً
سؤال عن معجزة زايدة ولم يكن ً
[]296والجوابّ :
أن االستعظام إنّما كان بسبب أنّهم سألوا ذلك تعنتًا وعنا ًدا ال لطلب
الحق .ولهذا استعظم إنزال المآلئكة في اآلية األولى واستكبر إنزال الكتاب في اآلية الثانية مع
أنّهما ممكنان .ويحتمل أن يكون ذلك االستعظام لطلبهم في الحال ما ال يليق بهم من رؤيتهم في
الدنيا ،ويحتمل أن يكون ذلك لكون سؤالهم ناش ًيا من اعتقادهم بأنّه يمكن رؤيته بطريق الرؤية
العادية من المقابلة.
[]297والجهة الثالثة من تلك الشبه "لن تراني"ّ .
فإن "لن" للتأبيد واذا لم يره موسى أبدً ا لم
332
يره غيره باإلجماع.
[]298والجواب :أنّا ال نسلم أن "لن" ههنا للتـأبيد بل هو النفي المؤكد في المستقبل
﴿و َلن َيت ََمن َّْو ُه َأ َبدً ا﴾ [البقرة ]95/2 ،أي :لن يتمنوا الموت ،وال شك أنّهم
كما في قوله تعالىَ :
يتمنونه في اآلخرة للتخلص عن العقوبة .س ّلمنا كونه للتأبيد ولك ّن المراد التأبيد العرفي ّ
فإن لفظ
128
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
وتزاحم الموانع والعوائق وتكاثر القواطع والصواعق وتواتر حوادث أورثت الطبع ً
مالل
والخواطر ً
كالل ،لك ّن الله ج ّلت حكمته قد و ّفقنا لإلتمام وح ّقق لنا الفوز بهذا المرام .ونسأل
الله تعالى التجاوز عن خطرات األوهام والعفو عن سقطات الكالم وهفوات األقالم .وأن يهب
لي خاتمة الخير ويقيني مصارع السوء .ويتجاوز عن فرطاتي يوم التناد .وال يفضحني بها على
رؤس األشهاد ويح ّلني دار المقامة من فضله بواسع طوله وسابغ نوله .والحمد لله المفضل
المبجلين وأصحابه الغر ٍ
محمد خير األنام وعلى آله ذي اإلنعام والصلوة والسالم على سيدنا
ّ
المحجلين.
ّ
قد فرغ الفراغ يوم السبت في أوائل صفر سنة أربع وتسعمائة.
تم الكتاب بعون الوهاب.
ّ
333ل :الذكرنا.
129
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
المصادر والمراجع
األنموذج في النحو؛
حسن جلبي بن محمد شاه بن محمد بن حمزة الفناري (ت.) 886 .
علي بن محمد بن علي الشريف الحسيني الجرجاني المعروف بسيد مير شريف( ،ت.)816 .
سيد شريف الجرجاني ،مكتبة السليمانية باسطنبول ،قسم الله لي ،رقم .332
سعد الدين التفتازاني ،مكتبة السليمانية باسطنبول ،قسم الله لي ،رقم .329
شرح [مختصر المنتهى األصولي لإلمام أبي عمرو عثمان ابن الحاجب المالكي (ت 646 .هـ)]؛
وعلى حاشية الجرجاني /حاشية الشيخ حسن الهروي الفناري (ت 886 .هـ).
وعلى المختصر وشرحه وحاشية السعد والجرجاني /حاشية الشيخ محمد أبو الفضل الوراقي الجيزاوي (ت 1346 .هـ).
الناشر :دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،الطبعة :األولى 1424هـ2004/.م ،عدد األجزاء.3 :
علي بن محمد بن علي الشريف الحسيني الجرجاني المعروف بسيد مير شريف (ت816 .هـ).
130
Öztürk, Kelâm ve Rü’yet: Hatibzâde ve Risâle fî kelâmillâh ve rü’yetih Adlı Eserin Tahkiki
الناشر :دار الجيل ،بيروت ،الطبعة األولى 1997م ،عدد األجزاء.3 :
شرح العقائد؛
الفتاوى الكبرى؛
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي
الدمشقي (ت٧٢٨ .هـ).
أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد الخوارزمي ،الزمخشري جار الله (ت538 .هـ).
الموضوعات؛
رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي (ت650 .هـ).
131
Tahkik İslami İlimler Araştırma ve Neşir Dergisi
الناشر :دار المأمون للتراث – دمشق ،الطبعة الثانية 1405 ،ه .عدد األجزاء.1 :
نقد المحصل؛
132