You are on page 1of 20

‫المعهد العالي للدراسات التطبيقية في االنسانيات بتوزر‬

‫تحليل النص السادس من‬


‫رواية" القاهرة الجديدة"‬

‫من اعداد‪ :‬رجاء الفي‪ ,‬ياسين زايدي‪,‬‬


‫معز الراضوي‪ ,‬هديل بوزيد‬

‫تحت إشراف‪ :‬الدكتورة اليامنة العكرمي‬


‫التخطيط‬
‫‪.1‬مقدمة‬
‫‪.2‬جوهر‬
‫‪.3‬خاتمة‬
‫مقدمة‬
‫إن الروايات التي ُكتبت في فترة ما بين الحربين كانت تطرح قضايا سياسية‬
‫و اجتماعية باألساس نظرا للمشاكل التي كانت تلحق المجتمعات في تلك‬
‫الحقبة الزمنية‪ ,‬في هذا السياق كتب "نجيب محفوظ "(و‪ -1912‬ت‪)2006‬‬
‫نصه الروائي" القاهرة الجديدة" التي كتبت في ثالثينات القرن الماضي‬
‫ذات الخامسة و األربعين فصال و هي تعد مسرح لمناقشة مختلف القضايا‬
‫السياسية و االجتماعية و الثقافية و منها اخذت هذه األسطر من الطبعة‬
‫األولى بتاريخ خمسة و أربعون وتسع مائة و الف و التي تمتد من الصفحة‬
‫اثنان وثالثون بعد المائة الى الخامسة عشر بعد المائتين و المصورة لمشهد‬
‫انتقال محجوب عبد الدائم للشقة الجديدة و ذهوله بها و بمكوناتها‪.‬‬
‫فما االساليب الفنية التي اعتمدها في هذا النص؟‬
‫مطروحة؟‬
‫ُ‬ ‫و فيم تجلت القضايا‬
‫التحليل‬
‫إن المتتبع لحركات النص و المتأمل جيدا في مساره و طريقة إنبنائه يلحظ انه ينقسم إلى‬
‫خمس وحدات متكاملة وذلك حسب معيار األسلوب الفني حيث يتصدر السرد الوحدة‬
‫األولى التي تنطلق" من بداية النص و تتوقف عند كلمة" الشقة" و فيها تأطير‬
‫لألحداث الموزعة على بقية النص اما الثانية فهي وحدة حوارية تمتد من "و هو‬
‫يقول" إلى حدود "غير ذلك" و فيها نقاش حول العقد و اإليجار و يمتزج السرد‬
‫بالوصف في الوحدة الثالثة التي تبدأ من" دارا معا " إلى" سواء " لتصوير الشقة و‬
‫رسم أحوال محجوب ثم يستوقفنا بعد ذلك حوار و يمتد من" و قال" إلى" شزرا"‬
‫وفيه تصوير لمشهد توديعي اما الوحدة الخامسة بقية النص فتتراوح بين السرد و‬
‫الحوار و فيها تسائل عن المستقبل واسترجاع للماضي‪.‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬السرد ‪01‬‬
‫يقوم العمل السردي على عنصرين هامين و هما عنصر الزمان و عنصر المكان فكالهما يؤدي دور هام و فعال في بناء‬
‫الرواية و يحتالن منزلة مرموقة فيها ‪،‬إذ ال وجود لرواية دون زمان و مكان فهي بحاجة لزمن إلضفاء بعدا زمنيا و فضاء‬
‫مكاني ليحتضن أحداث الرواية و بتتبع مسار هذه الثنائية الفنية نجد أن الزمن يتمظهر في هذه الوحدة من خالل "في ذلك‬
‫اليوم نفسه" و قد ورد الزمان غامض بعض الشيء حيث أنه لم يذكر بدقة كما يحيلنا الزمن هنا على وجود أحداث أخرى قد‬
‫سبق ووقعت في ذلك اليوم مما يجعل منه يوم مميز في أحداث الرواية ككل ‪،‬أما الحيز المكاني هو "شقة" و هي ذو بعد‬
‫رمزي يتمثل في االنغالق و التستر فالشقة هنا بجدرانها و سقفها و قاعتها تفصل من فيها عن العالم الخارجي وتكبت كل‬
‫التجاوزات و تغطي كل المخالفات و قد اختار "نجيب محفوظ" الشقة لتكون مسرح األحداث فلم يكن اختيارها عبثا و إنما تم‬
‫اختيارها بكل عناية لتتناسب و األحداث‪.‬‬
‫إلى جانب األطر (الزمنية و المكانية ) نجد الشخصيات و األحداث كأحد مقومات البنية السردية فالشخصيات بدت واضحة و‬
‫معروفة و نستجلي ذلك من خالل التسمية "محجوب عبد الدائم ‪ ،‬اإلخشيدي " و قد بدت العالقة بينهما قديمة و ليست حديثة‬
‫ذلك اليوم و يظهر ذلك بوضوح من خالل "الجملة االعتراضية" التي تصدرت السطر الثاني "كوعد سابق"‬
‫فهذا يحيلنا على لقاء سابق بين الشخصيتين مما يلغي اإلبهام في العالقة بينهما‪.‬‬
‫كما أن هذه الوحدة تبدو مليئة باألحداث و يعود ذلك لتعدد و كثرة األفعال الواردة بها من قبيل(ذهب‪،‬مضى‪،‬أعطاه‪،‬حمل)و هذه‬
‫األفعال تبشر بنقلة مكانية لشخصية "محجوب عبد الدائم" و بأحداث قادمة مما يضفي حدث االنتقال طابع حماسي و تشويقي‬
‫على أحداث الرواية و لتأكيد على ذلك أيضا يعمد "نجيب محفوظ " الى االستغناء على العنوان ولكي ال يستبق االحداث كما‬
‫يحيلنا غيابه الن الرواية بأكملها عبارة على نص واحد‪.‬‬
‫لعبت األساليب الفنية في هذه الوحدة دور تمهيدي لبقية األحداث كما كانت تأطيرية للحوار بين الشخصيات‪.‬‬

‫فكيف إنبنى الخطاب في الوحدة الثانية؟‬


‫الوحدة الثانية‪ :‬الحوار ‪02‬‬
‫افتتحت الوحدة الثانية على حوار بين "محجوب عبد الدائم" و "االخشيدي" و الذي يدور حول المسكن‬
‫الجديد لمحجوب اال ان الحوار كشف لنا فيما بعد أن هذا األخير ليس بالساكن الوحيد فالشقة و إنما هناك‬
‫شخصيتين اخرويتين تظهر األولى من خالل توظيف ضمير المثنى في كلمة "لكما" و قد وردت نكرة‬
‫غير معرفة مما يضفي حماسا عن األحداث و اما الثانية فتظهر من خالل "الصوان خاص بقاسم بيك‬
‫فهمي" و تكشف كلمة "بيك" في هذه الجملة عن مكانة هذه الشخصية و عن كونه احد بكوات المجتمع‬
‫المصري و هذا ما يزيد في تشويق ومن االستغراب في آن واحدة‪ .‬فمن الغريب ان يسكن احد‬
‫الشخصيات المعروفة ذات مكانة بارزة في شقة صغيرة‪.‬‬
‫كما أن محجوب بدا من خالل تصرفاته "تورد وجهه‪ ،‬وشعر برغبة قوية في أن يركله" بأن العالقة‬
‫بينهما متوترة و انها قائمة عن المصلحة و يتضح ذلك من خالل الكشف عن مكانة محجوب االجتماعية‬
‫حيث انه ينتمي إلى الطبقة الفقيرة "ما يعادل ماهيتي تقريبا" و أيضا من خالل خطاب االخشيدي الذي‬
‫يكشف ان قاسم بيك هو من سيتكفل باإليجار و المصاريف الالزمة "سيؤديها البيك"‬
‫هكذا فالحوار كشف لنا عن شخصيات جديدة لم تشارك فيه لكنها كانت موضوعه و منها المعلوم و منها‬
‫ما يزال نكرة‪.‬‬
‫فهل سنتعرف عنها في الوحدة الثالثة؟‬
‫‪03‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬سرد‬
‫يتخلله الوصف‬
‫استأنف "نجيب محفوظ" السرد و مزجه بالوصف من خالل وصف الشقة التي بدت غاية في الجمال و قد ظهر ذلك في‬
‫النص من خالل "كانت على صغرها أية في الجمال" و قد اوغل "نجيب محفوظ" فالوصف حيث نجده يصف مكونات‬
‫الشقة بدقة و عناية كبيرة حيث انه قسم الحجرات و عددها "ثالث حجرات و صالة‪ ،‬على اليمين‪ ....‬صالة معدة‬
‫للجلوس‪ .....‬على جانبها األيمن‪ ....‬شرفة‪ ....‬واحدة تطل‪ .....‬و األخرى‪" ...‬‬
‫كما توسل "نجيب محفوظ" معجم األثاث "الراديو‪ ،‬األدوات‪ ،‬السفرة‪ ،‬األثاث" ليكون عامل مساعد في رسم صورة المكان‬
‫و للتعبير عن مدى جماله و رونقته التي خطفت أنفاس محجوب الذي كان مذهول بما يشاهده "تولته الدهشة" و هذا ما‬
‫يؤكد على انتمائه للطبقة الفقيرة لذلك بدا كل شيء بالنسبة له كالحلم الذي ال يمكن تصديقه و هنا يأخذ معجم الغزل" حلم‪،‬‬
‫جمال‪ ،‬سحر" منحا مبالغا فيه و ما لمبالغة هنا اال للتأكيد عن مكانة محجوب فقد سعى "نجيب محفوظ" من خالل ذلك إلى‬
‫بيان األوضاع االجتماعية و االقتصادية المزرية للمجتمع المصري في تلك الفترة فمحجوب ليس إال نموذجا عن الشعب‬
‫المصري المحروم من أبسط حقوقه و متطلباته فالشقة بدت تفوق احالم محجوب و نستجلي ذلك بوضوح في النص من‬
‫خالل "ذلك أن الحقائق قد تفوق األحالم سحرا و جماال" مما جعله يقف مذهول مما يراه أمام اعينه و مستمتعا بها ألول‬
‫مرة "يرى أدوات ترف ألول مرة في حياته"‪.‬‬
‫كما أن "نجيب محفوظ" وظف فعل "ذكر" ليعيد الذكريات إلى محجوب فينتقل به من شارع ناجي إلى شارع جركس الذي‬
‫يحيله مباشرة على دار الطلبة و ما تحتويه من ذكريات و كأن الكاتب هنا يعقد مقارنة بين المكانين مفضال األول على‬
‫الثاني كما يشبه الفرق بين المكانين بالفرق بين إحسان و جامعة االعقاب مما يحيلنا على مقارنة أخرى بين المرأتين اللتان‬
‫ذكرتا دون االعراج عنهما او التعريف بينهما و العالقة القائمة بينهما و دون التلميح إلى أوجه المقارنة لكن يمكن أن‬
‫نستنتج من خالل ذلك انهما على صيلة بمحجوب‪.‬‬
‫كما يضفي كل من المكانين بعد واقعي على النص فكل من "شارع ناجي" و "شارع جركس"‬
‫هما فعال أماكن موجودة في القاهرة العاصمة المصرية كما أن كل األحداث بدت مألوفة فكأن‬
‫"نجيب محفوظ" كان يصور مشهد يعرض أمامه و قد نقله بإتقان بحيث يشعر القارئ و كأن‬
‫المشهد يبث أمامه‪.‬‬
‫هكذا فقد قام الوصف في هذه الوحدة بالكشف عن المكانة المادية و االجتماعية لمحجوب كما أدى‬
‫السرد دور هام تمثل في ترسيخ البعد الواقعي مما اضفى مصداقية على النص‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬الحوار ‪04‬‬
‫انفتحت الوحدة الرابعة على فعل قول يعود إلى االخشيدي الذي بدا يستعد إلى الرحيل و‬
‫يتأكد ذلك من خالل المركب الحالي "و هو يودعه" و قد ترك قبل المغادرة موعد لتجديد‬
‫اللقاء اال و هو الليل "غدا مساء" و الليل هو زمن يرمز إلى التخفي فقد بدا لقاء‬
‫االخشيدي مع الشاب مشتبه فيه نوعا ما الن الليل يحيلنا أيضا على التجاوزات فهو زمن‬
‫ارتكاب الجرائم و االعتداءات لكن كلمة عروس أضفت على هذا الزمن بعد عاطفي و‬
‫حميمي و اكسته صبغة رومانسية حيث أن الليل بظالمه و سكونه يهيأ األجواء‬
‫الرومانسية و يجعلها في قمة الشبقية و اللهوتية كما يضفي النشوة و الحماس في النفوس‬
‫اال ان الشاب بدا غير متحمس و غير محب لكالم االخشيدي و يتضح ذلك من خالل‬
‫"يرمقه شزرا" التي تعبر عن مشاعر الكره و البغضاء كما ان الحوار هنا اقتصر على‬
‫خطاب االخشيدي و يقابله الشاب باإلصغاء فقط فكانه عدم رغبته في التحدث و المشاركة‬
‫فيه ‪.‬لذلك فقد هيمن على طرف واحد على الحوار مما يعكس عدم المساواة‪.‬‬
‫هكذا فإن هذا الحوار مثل نهاية لألحداث سابقة و تمهيدا لألحداث أخرى مستجدة‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫سرد‬ ‫‪:‬‬‫الخامسة‬ ‫الوحدة‬
‫يتخلله الحوار‬
‫نرصد في الوحدة الخامسة و األخيرة من نصنا تغير جذري على مستوى المكان و الزمان كما نلحظ دخول‬
‫شخصيات جديدة فلقد نقل نجيب محفوظ االحداث لتكون "الجيزة " الخشبة و الركح الذي ستقوم عليه هذه‬
‫االحداث و هذا الحيز المكاني يساهم في تجذير نصنا في الواقع كما ان الزمان هنا كان مرتبط بالمكان حيث‬
‫يمثل زمن االنطالق و هو الظهر "عند اصيل يوم الثاني انطلق الى الجيزة" كما كشف فعل "ذكر" عن‬
‫شخصية جديدة "علي طه" الذي يرمز اسمه الى العلو السمو كما يحيلنا االسلوب االنشائي الطلبي القائم على‬
‫االستفهام "ترى في اي موقع يقيم؟" على وجود عالقة بينهما كما نكشف حضور شخصية اخرى و هي‬
‫شخصية الراوي من خالل كثرة توظيف اسلوب نفسه ويمكن تأكيد وجوده من خالل الجملة االستفهامية‬
‫التالية "ا يمكن ان يلتقي به؟" حيث ان الفعل في صيغة المضارع (يلتقي) يعود على محجوب الذي تثبت‬
‫حضوره واو االستئناف التي استهلت بها الوحدة كما يعود ضمير متصل (به) على علي طه و بالتالي المتسائل‬
‫هنا ليس محجوب و انما الراوي و قد عمد الراوي الى طرح هذه االسئلة المبوبة إلضفاء طابع الحماسي على‬
‫النص كما بدت العالقة بين علي طه و محجوب متزعزعة بعض الشى يشوبها الخذالن و الخجل و نستجلي‬
‫ذلك بوضوح في "متأبطة ذراعه؟" و في اسلوب التمني (لو يلقاه) و قد بدا السرد هنا سرد خطي حيث نجد‬
‫تسلسل في االحداث (انطلق ‪ -‬تذكر‪ -‬ود‪-‬مضى‪ )...‬و بتتبع النص نرصد ايضا حضور امكنة اخرى (البيت)‬
‫الذي يرمز الى الدفيء و الحنان و االسرة و يعود هذا البيت للعم شحاتة التركي و هي شخصية جديدة لم يتم‬
‫التعرض اليها سابقا و ترمز كلمة عم الى العمر و االحترام‪.‬‬
‫اما الحوار في هذه الوحدة فقد دار بين محجوب عبد الدائم و فتاة حيث نجد ضمير المتصل المؤنث "ها" و تاء التأنيث‬
‫ترددت ‪،‬تساءلت و قد بدت عليها عالمات التوتر و الخوف من المستقبل و يمكن مالحظة ذلك من خالل االستفهام كما دل‬
‫ضمير الجمع نحن على العالقة بينهما و انها عالقة سيكون لها صدى في المستقبل ‪ .‬و من خالل اسلوب النفي "ال" و‬
‫االحتمال "قد" يظهر جهل محجوب باألحداث القادمة فال يمكن توقع ما قد يحدث الحقا فقد بدا المستقبل طريق يملئه الضباب‬
‫كما نجد استرجاع للماضي المكسو بمشاعر األلم و خيبة االمل و قد ساهم معجم الحزن في بيان ذلك ( االلم ‪ -‬الحسرة‪-‬اعتالج‬
‫الصدر) فالفتاة بدت حزينة تغمرها مشاعر اليأس و القنوط اما محجوب فقد بدا مصر على ما هو قائم بفعله غير مبالي لما قد‬
‫يترتب عن ذلك يرفض االعتراف بالخطأ و ال يحس بتأنيب الضمير "لم يستشعر الندم و ال اقر بالخطأ" مما يكشف عن‬
‫اختالف االفكار بينه و بين الفتاة‪.‬‬
‫و ظل محجوب مشغول بالمستقبل غير مبالي بالماضي و يظهر ذلك من خالل التساؤل عن الغد و لكنه محاولته في التمسك و‬
‫التغلب على مشاعره باءت بالفشل "استسلم لليأس و القنوط" و قد عبرت كلمة "طظ" عن تحرر من كل ما يكبله من قيم‬
‫مبادئ مجتمع‪ ..‬كما عبرت هذه الكلمة هنا عن كمية اليأس و االحباط التي يشعر بها محجوب كما عبرت عن كمية التشاؤم‪.‬‬
‫و للتعبير عن ذلك وظف "نجيب محفوظ" لغة سليسة و سهلة حيث استخدم مفردات بسيطة و خالية من كل التعقيدات من اللغة‬
‫العربية الفصحى مع وجود كلمات من العامية استعارها "نجيب محفوظ" من المجتمع المصري من قبيل طظ و لذلك اسباب‬
‫عدة فقد كانت غايته ترسيخ البعد الواقعي في النص و االشارة الى انتمائه للشعب المصري و اخيرا لجعل النص متاح للقارئ‬
‫الذي تلقى تعليم ضعيف و متوسط‪.‬‬
‫بدت الوحدة الخامسة مستقلة بذاتها ما فيها من تجديد في المكان و الزمان و دخول شخصيات جديدة و احتوائها على الحوار‪..‬‬
‫التأليف الكلي ‪ :‬وظف نجيب محفوظ العديد من االساليب المختلفة حيث نجده ينوع االماكن و يغير االزمنة و‬
‫يعدد الشخصيات و االحداث بهدف طرح قضايا شغلت المجتمع المصري في تلك الفترة لعله يجد سبيل لمعالجته‬
‫من خالل كشفها و االشارة اليها ضمنيا‪.‬‬

‫التقييم الداخلي‪ :‬بدا النص ثريا اسلوبيا معبرا مضمونيا خدم غايات نجيب محفوظ و حقق اهدافه المتعلقة‬
‫برفع الستار عن التجاوزات التي صارت في الثالثينات‪.‬‬

‫التقييم الخارجي‪ :‬ميز هذا النص عن غيره من النصوص التي جاءت سابقا فقد جاء جامع لكل االساليب‬
‫الفنية التي غيبت في بعض النصوص االخرى كما اننا نجد صدى له في معظم الروايات التي كتبها نجيب محفوظ‬
‫وخذ عن ذلك رواية كفاح طيبة سنة ‪ 1944‬و غيرها من الروايات كنهاية و بداية و خان الخليلي‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫طرح نجيب محفوظ في هذا نص قضايا متنوعة عبرت بوضوح‬
‫عن موقفه القاصي تجاه مجتمعه متخذا أسلوبا واقعيا نجد صدا له‬
‫في العديد من الروايات العربية و االوروبية التي تنقد المجتمع و‬
‫تهاجم الرذيلة و نذكر في هذا الصدد رواية "مدام بوفاري" للكاتب‬
‫و الروائي الفرنسي "غوستوف فلوبير"‪.‬‬

‫ففيم تمثل البعد الواقعي و القضايا المطروحة في هذه الرواية؟‬

You might also like