You are on page 1of 14

‫تاريخ الفن في بالد الرافدين‬

‫العصر الشبيه بالتاريخي ‪ 3500‬ق‪.‬م‪ 2800 -‬ق‪.‬م‬


‫تمثل هذه الفترة الزمنية ‪ -‬الممتدة بين منتصف االلف الرابع ق‪.‬م‪ .‬وحتى الربع االول من االلف الثالث ق‪.‬م ‪-‬‬ ‫•‬
‫مرحلة انتقالية بين فنون العصور الحجرية (قبل التاريخ) والعصور‬
‫التاريخية‪.‬‬
‫اختلف الباحثون في تسميتهم لهذه الفترة ‪ .‬فبعضهم سماها بالعصر الشبيه بالكتابي او الشبيه بالتأريخي نظراً‬ ‫•‬
‫الن حدث اختراع الكتابة كوسيلة للتدوين حصل ألول مرة خالل هذا العصر‪ ،‬اال ان الكتابة كانت صورية بسيطة‬
‫ولم تستخدم لتدوين االمور المهمة كاخبار المعارك وغيرها من االحداث السياسية ‪ ،‬وانما استخدمت لتدوين‬
‫اشياء اقتصادية تتعلق بأمالك المعابد وأمالك االفراد ‪ ،‬اي انها لم تستخدم بعد لغرض التدوين التأريخي ‪ ،‬لهذا‬
‫جاءت تسمية هذا العصر بالعصر الشبيه بالتأريخي ‪.‬‬
‫اطلق على هذه الحقبة التاريخية ايضا اسم (عصر قبل السالالت) من قبل بعض الباحثين ‪ ،‬ويقصدون بذلك الفترة الزمنية التي‬ ‫•‬
‫سبقت قيام سالالت الحكام المتتابعة للسومريين في أوائل العصور التأريخية‪.‬‬
‫• شهدت ازدهارا ً حضاريا ً ملحوظا ً نتيجة توسع الزراعة وحسن ادارة وتنظيم التجارة ‪ .‬واصبحت القرى‬
‫الزراعية ‪ -‬التي تركزت على مجاري المياه في العصر السابق عبارة عن دويالت صغيرة في هذا‬
‫العصر‪ ،‬وكانت كل دويلة مدين ة محمية بسور خارجي ومستقلة سياسيا واقتصاديا عن االخريات ‪،‬‬
‫ويحكم كل منها حاكم من بين سكانها ‪ ،‬باعتباره االقوى واالجدر بالقيادة ‪ .‬وانتشرت حضارة هذا العصر‬
‫في كل اجزاء العراق وامتدت الى المناطق الشمالية ‪ ،‬والشمالية الغربية من العراق ‪ .‬اال انها ازدهرت‬
‫بصورة رئيسية في مدينتين نالت كل منها شهرة واسعة في عالم الفنون القديمة ‪ ،‬وهما مدينة الوركاء‬
‫عاصمة البطل كلكامش (وتقع ضمن حدود محافظة المثنى حاليا ً) ومدينة جمدة نصر (وتقع ضمن حدود‬
‫محافظة بابل في الوقت الحاضر) ‪ .‬لذلك يسمى هذا العصر ايضا ً بـ (عصر الوركاء وجمدة نصر) ‪.‬‬
‫• ونظرا ً للتاثير الواضح والمهم الذي تركته الديانة القديمة في اعمال الفن خالل هذا العصر والعصور‬
‫الالحقة فالبد لنا من التعريف وبشكل سريع بالقواعد واالصول العامة لهذه الديانة التي سيتكرر الكثير‬
‫من مبادئها في مواضيع أهم النماذج الفنية‪.‬‬
‫المعتقدات الدينية ‪:‬‬
‫كان العراقيون القدماء يرون في قوى الطبيعة المختلفة كائنات علوية تنتمي الى عالم ما‬
‫وتصوروها بهيئة بشر ومثلوها بتماثيل وقدموا لها الطقوس في معابدها من‬ ‫َّ‬ ‫وراء الطبيعة أعدوها آلهة‬
‫اجل خلق او ايجاد عالقة طيبة مع مثل هذه القوى المتحكمة بشكل مباشر في فعالياتهم الحياتية المختلفة ‪.‬‬
‫وقوى الطبيعة المختلفة هذه شملت باختصار السماء واألرض والهواء والماء والشمس والقمر والرعد‬
‫والمطر والعواصف‪ ...‬الخ ‪ .‬واالكثر من ذلك انهم جعلوا لكل ظاهرة في الحياة معبودا ً معينا ً يتحكم فيه ‪،‬‬
‫لذلك إتصفت هذه الديانة بوجود عدد كبير من االلهة التي تشبه البشر لكنها تترفع وتسمو عن عالم اإلنسان‬
‫فتكتسب صفة التقديس ويتوجهوا لها لغرض التعبد‪.‬‬
‫كانت االلهة في تصور العراقيين القدماء تسكن السماء وتنزل متى ما رغبت الى األرض لتسكن مؤقتا ً في‬
‫المعابد التي بناها اإلنسان لسكناها ‪ ،‬واوجبت االلهة على اإلنسان عبادتها ورعايتها بتقديم القرابين والهدايا لها‬
‫في المعابد خالل المناسبات الدينية المختلفة وهذا هو الغرض الرئيسي الذي خلق من اجله اإلنسان حسب ما‬
‫ترويه االساطير العراقية القديمة ‪ ،‬ويخدم االلهة في معابدها طبقة متنفذة من الكهنة اكثر الفنانون فيه تصويرهم‬
‫في المواضيع ذات الصفة الدينية ‪.‬‬
‫ان اشهر االلهة واكثرها ظهورا ً في االعمال الفنية االله (آنو) اله السماء واالله (أنليل) اله الهواء واالله (أيا) او‬
‫(انكي) اله المياه واالله (شمش) اله الشمس واالله (سن) اله القمر وااللهة (أنانا) او (عشتار) الهة الحب‬
‫والزواج اوالهة الحرب في بعض االحيان واالله (أدد) اله الزوابع واالمطار وغيرها‪.‬‬
‫لم يعتقد العراقيون القدماء بحياة ثانية بعد الموت كما اعتقد ذلك قدماء المصريين ‪ ،‬لذلك لم يظهر في‬
‫اعمالهم الفنية التصويرية ما يشير الى طقوس او فعاليات جنائزية تتعلق بالدفن وزيارة القبور‪ ،‬فالحياة الدنيا هي‬
‫كل شيء حيث يجازى فيها المحسن والمسيء نتيجة ما ارتكبه من اعمال صالحة او سيئة ‪ ،‬اال إن سعادة االرواح‬
‫بعد الموت كانت تتوقف على ما يبذله االحياء من عناية في دفن الموتى وعلى ما يودع في القبور من هدايا ‪.‬‬
‫فنون العصر الشبيه بالتاريخي‬
‫العمارة‬ ‫•‬
‫النحت‬ ‫•‬
‫االختام االسطوانية‬ ‫•‬
‫الفخار‬ ‫•‬
‫الرسوم الجدارية‬ ‫•‬
‫فن العمارة في العصر الشبيه يالتاريخي‬
‫فن النحت في العصر الشبيه بالتاريخي‬

‫النحت المجسم ‪:‬‬ ‫•‬


‫خصائص المنحوتات المجسمة السومرية‬

‫‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.‬‬
‫النحت البارز‬
‫تتلخص الخواص الفنية للنحت البارز في هذا العصر‬

‫‪- 1‬استخدم النحات اسلوب النحت البارز في عمل اغلب منحوتاته وهذا االسلوب يعتمد على رسم الخطوط الخارجية لوحدات المشهد‬
‫اوالً ومن ثم قشط االرضية المجاورة المحيطة بوحدات المشهد فتبرز االشكال عن ارضياتها ‪ ،‬ومع ذلك فأن االشكال المنحوتة كانت‬
‫قليلة البروز نوعا ً ما عن ارضياتها ‪ ،‬اما اسلوب النحت الغائر الذي يعتمد على رسم وحدات المشهد وحفرها فتبدو االشكال غائرة‬
‫في االرضيات فقد كان قليل االستعمال‪.‬‬
‫‪- 2‬استخدم النحات اسلوبين في توزيع وحدات المشاهد (الشخوص ) على االرضيات األول منهما يعتمد على نشر وحدات المشاهد‬
‫نشراً حراً على االرضيات دون التقيد بأي نظام هندسي او حساب لتوزيع الكتل‪ ،‬اما االسلوب الثاني فهو ما يعرف بأسلوب االشرطة‬
‫او االنطقة االفقية ويعتمد على تقسيم االرضية الى عدد من الحقول االفقية يتم حشوها او ملئها باحداث المشهد حسب تسلسلها‬
‫الزمني فيمكن قراءة االحداث في الغالب من اسفل المنحوتة وحتى قمتها او بالعكس‪.‬‬
‫‪- 3‬استخدم فنان النحت البارز اسلوباً خاصاً في اسلوب تمثيل االشكال البشرية وقد استمر هذا االسلوب في كل االعمال الفنية في‬
‫الفترات التاريخية الالحقة ويعتمد هذا االسلوب على تمثل الوجه البشري بهيئة جانبية والعين بوضعية امامية ويكون الجذع (الصدر‬
‫والبطن) بوضعية امامية للناظر بينما تمثل الساقان بوضع جانبي في اغلب االحوال‪ ،‬ويعتقد مؤرخو الفن القديم سبب ذلك هو ان‬
‫اعضاء الجسم هذه انما صورت هكذا العتقاد الفنان القديم بأن هذه االوضاع هي االفضل واالوضح اذ ان افضل وضع تتميز فيه‬
‫مالمح الوجه هو الوضع الجانبي وافضل وضع لرؤية العين هي الوضعية االمامية بينما يكون احسن وضع لرؤية الجذع هو الوضع‬
‫االمامي ففيه تظهر ابعاده وتشريح عضالته بشكل واضح واجمل وضع لرؤية معالم الساقين هو الوضع الجانبي‪ ،‬فالفنان هنا لم‬
‫يمثل اشكال البشر حسب قواعد المنظور بل مثلها باشكالها المميزة المخزونة في مخيلته الفنية‪.‬‬
‫‪- 4‬ونظراً لكون اعمال النحت البارز من هذا العصر تمثل اولى تجارب الفنان في هذا المجال من مجاالت الفن فلم يتمكن او لم يعرف‬
‫اسلوب االعتناء وهندمة المنحوتات فمعظم نماذج النحت البارز من هذا العصر كانت بشكل قطع حجرية غير منتظمة االشكال على‬
‫الرغم من صغر حجومها حيث يقوم النحات بصقل احدى جوانبها صقالً بسيطا ً لينفذ عليه المشهد وترك الجوانب االخرى على‬
‫طبيعتها‪.‬‬
‫‪- 5‬لم يعطي فنان النحت البارز في هذا العصر اهتماما ً للمنظور فكانت االشكال القريبة من النظر تمثل بنفس حجم االشكال البعيدة‬
‫عن النظر لذلك كانت مشاهد النحت البارز تفتقر الى العمق او البعد الثالث في التمثيل‪.‬‬
‫االختام االسطوانية‬
‫االختام االسطوانية (‪)Cylinder Seals‬‬
‫ان الختم االسطواني عبارة عن خرزة اسطوانية الشكل تعمل من االحجار المختلفة سواء اكانت‬
‫هشة ام صلبة ومهما تنوعت الوانها‪.‬‬
‫يتراوح طولها بين ‪ 7-2‬سم وقطرها بين ‪2‬سم‪ -‬بضعة ملمترات ‪ .‬وهذه االختام تكون مثقوبة‬
‫طوليا ً بثقب يسمح بتمرير خيط كي يعلق الختم برقبة الشخص باعتباره من المقتنيات الشخصية‬
‫الالزمة لمعظم االفراد الستخدامه بمثابة التوقيع الشخصي وسطح الختم ينقش عادة بمشاهد‬
‫مختلفة المواضيع والطرز ولكل فترة زمنية ميزاتها الخاصة بها بمواضيع اختامها واسلوب‬
‫نحتها وهذه المشاهد كانت تتحدث على سطوح االختام الصغيرة نحتا ً غائرا ً ببراعة ودقة كبيرة‬
‫وبشكل شريط معكوس يعود فيلتقي مع بدايته فاذا دحرج الختم على الطين الطري ترك طبعة‬
‫المشهد الذي نحت عليه بشكل افريز متصل صحيح‪ .‬شكل (‪. )20-17‬‬
‫يعتبر فن صناعة االختام من ابتكارات العصر الشبيه بالتاريخي واستمرت صناعتها في الفترات‬
‫الالحقة ‪ ،‬ومن الخواص الفنية ألختام هذا العصر هو انها كانت معمولة من احجار هشة وصلبة‬
‫متنوعة االلوان وكانت سطوحها تصقل بعناية واهتمام لتصوير المشاهد عليها ‪ ،‬كما ان‬
‫مشاهدها كانت تنحت بدقة وتحفر حفرا ً عميقا ً من قبل الفنان فتبدو وحدات المشاهد واضحة‬
‫المعالم عند طبعها على الطين ‪.‬‬
‫أهم المواضيع التي نقشت على اختام هذا العصر فهي‪:‬‬
‫مشاهد تقديم الهدايا من قبل البشر لاللهة في المناسبات الدينية‬
‫المختلفة ‪.‬‬
‫مشاهد تمثل صراع حيوانات اسطورية مع بعضها غالبا ً ما تكون‬
‫لها عالقة قوية باألساطير الدينية ‪.‬‬
‫مشاهد حربية الطابع تتعلق احداثها بالمعارك التي حدثت بين‬
‫دويالت المدن المنتشرة في جميع اجزاء البالد‪.‬‬
‫مشاهد صيد تمثل مطاردة اإلنسان للحيوانات كالغزالن في سبيل‬
‫اصطيادها ‪.‬‬
‫الفخار‬
‫الرسوم الجدارية‬

You might also like