You are on page 1of 14

‫فنون الحضارات القديمة‬

‫كقوة محيطة به‬


‫كانت أولى مراحل التفكير البشري أسطوريّة خرافيّة‪ ،‬وكان اإلنسان ينظر إلى الكون ّ‬
‫ومؤثّرة في كافة أموره الحياتيّة‪ .‬وإذا بدا له ّ‬
‫أن ظواهر الطبيعة المتعدّدة تقوم بوظائف محدّدة لها‪ ،‬قام‬
‫محركا منها يكون مبدأ له‪ .‬ث ّم‬
‫ّ‬ ‫بتصنيف هذه الظواهر إلى مجموعات متآلفة‪ ،‬وافترض لك ّل مجموعة‬
‫المحرك باعتبار األلوهة وظيفة من وظائف الطبيعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمد إلى تأليه هذا‬

‫وهكذا نشات فلسفة تقوم على تأليه الكائنات واإليمان بالروحانيات التي تسيطر على عناصر الكون‬
‫كلّه‪ ،‬وكان من الطبيعي ّ‬
‫أن هذا المفهوم الالهو تي لدى اإلنسان في الحضارات القديمة أن ينعكس في‬
‫إتجاهاته الفنيّة من أدب وعمارة وتشكيل‪.‬‬

‫الفن الفرعوني‪:‬‬

‫كان الفن الفرعوني منذ بدايته مرتبطا إرتباطا وثيقا بالدين‪ .‬وقد ارتبطت الديانة بالملك " الفرعون "‪،‬‬
‫وأن الظواهر الطبيعيّة وفي مقدمتها النيل والشمس قد اثّرت بعمق في سكان وادي النيل‪ .‬وفي عبادتهم‬
‫األول كميتها أو قدرتها‪ .‬فالشمس على سبيل المثال كانت‬
‫للمظاهر الطبيعيّة وضعوا في اعتبارهم ّ‬
‫وقوتها تحيط بكل شيء‪ ،‬وارتبطت عبادتها بالصقر " حورس " حيث كان باستطاعته أن يحلّق‬
‫بمجدها ّ‬
‫على بعد ساحق‪ ،‬فهو رفيق للشمس‪ .‬ظهرت الشمس في الفن المصري بقرصها تحمي جنا ّحي الصقر‬
‫المنشورين‪ ،‬واعتبرت بهذا الشكل من أشهر رموز الدين الفرعوني‪ ،‬بل أنّها جعلت السماء فرعونية‬
‫مرتبطة بذلك‪ .‬وبناء على ذلك الفن الفرعوني هو الفن المعبّر عن التجريد الديني في شكل كامل‪ ،‬وقد‬
‫كرس لألغراض الدينيّة ذكريات خالدة لألشخاص واألحداث‪ ،‬كانت تمث ّل محيط الفنان‪ .‬من هنا يمكن‬
‫ّ‬
‫إطالق مصطلح " األشياء التي تعبد " على قطع التماثيل الفرعونيّة‪ ،‬ويمكن أن نس ّمي الفنان المصري‬
‫ببنّاء للنصب التذكارية‪.‬‬

‫لقد كانت مصر ذات شخصية مزدوجة‪ ،‬فمصر السفلى في الدلتا تختلف في مناخها وسكانها عن مصر‬
‫التذوق الجمالي‪ ،‬بينما في الثانية‬
‫ّ‬ ‫العليا في منطقة الصعيد‪ ،‬األولى فضّلت الحجر الجيري كدليل على‬
‫استخدموا الجرانيت والبازلت‪ .‬األولى كانت في توجّهها الفني ذات داللة فطرية واضحة‪ ،‬بالمقارنة مع‬
‫المتصور في مصر العليا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التشكيل الذهني‬
‫اعتقد المصريّون بخلود الروح بعد الموت‪ ،‬لذلك كانت غاية الفن عندهم التعبير الرمزي عن هذا‬
‫صل به من عاد ات دينيّة أخرى‪ ،‬وأن يتجاوز الفن الموت تحقيقا لإلنتصار على الفناء‬
‫اإلعتقاد وما يت ّ‬
‫وتأمين خلود الموضوع‪ .‬وهذا يعني أن يكون مشابها للحياة عبر صورة وشكل يجسدانها تجسيدا تاما‪.‬‬
‫وقد نجح الفان المصري في تحقيق ذلك نجاحا يؤ ّكده المستوى الرائع الذي بلغه في فنون العمارة والرسم‬
‫والنحت والزخرفة‪ ،‬وغيرها من الفنون الصغرى كصنع الحلي وسائر األدوات‪.‬‬

‫المتنوعة‪ ،‬وكذلك التماثيل‬


‫ّ‬ ‫وهكذا فإن األلهة المتعدّدة التي نراها في التماثيل الضخمة من األحجار‬
‫تصور اآللهة واآللهات وقد تج ّمدت في تعبيرات رمزيّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الصغيرة المصقولة من البرونز أو الذهب‬
‫تجلس أو تقف حاملة رؤوسا للحيوانات والطيور‪ .‬إن كالّ منها ال يرمز إلى العبادة التي يمثّلها فحسب‪،‬‬
‫وإنّما يوضح األسطورة التي يعبّر عنها وجوده‪ .‬لذلك كان اهتمام المصري بها حينذاك في أن تكون من‬
‫أن األهرامات وبناء المعابد تمثّل بدورها رموزا للعقيدة الدينيّة‪ ،‬وهي بمحتوياتها إنّما‬
‫مواد ال تبلى‪ ،‬بل ّ‬
‫تعتبر مصدرا هاما للعبادة‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل ّ‬
‫إن العبادات التي تحدّدها هذه األساطير نراها مرسومة‬
‫أو محفورة على جدران المعابد والتوابيت تتلقّى النذور والوالء‪ ،‬أو تمارس الطقوس التي تشير‬
‫للمعبودين‪.‬‬

‫‪ -1‬الفن والدين ‪:‬‬

‫التمثيل الفني للموضوعات الدينيّة اهت ّم بصفة عا ّمة بالعبادة والطقس‪ ،‬أكثر من وصف أو تصوير‬
‫القصص الميتولوجيّة‪ .‬لذا كان عمل الفناّن المصري القديم مرتبطا بالقبر وفيه عثر على معظم أعماله‬
‫وإنتاجاته‪ .‬وتم ّكن النحّاتين وبمهارة ال مثيل لها من الدمج بين الصورة التجريديّة الذهنيّة والصوة‬
‫الواقعيّة في اقترابهم من اتمام صورة " الشبه "‪.‬‬

‫مفهوم الموت بالنسبة للفنّان المصري كان الّليلة السابقة للعبور إلى المظفّر إلى الحياة السرمديّة‪ .‬والفن‬
‫التصويري الذي يقدّمه الفنان المصري فن أقرب إلى الحقيقة‪ ،‬هو فن يريده الميّت لمصلحته وفائدته في‬
‫العالم اآلخر‪ ،‬ومن أجل ذلك كان يريد الصورة المرئيّة فعال ال الصورة التي تنطبع في خياله‪ ،‬هي‬
‫صورة ال تكترث لألبعاد أو اإلنحرافات أو تغيير الزوايا‪ .‬الفنان هنا ينظر نظرة مستقيمة تعتمد على‬
‫الصورة األماميّة أو المنظر الجانبي أيّهما أبرز للتوضيح‪ ،‬ومن ث ّم كانت صور األشخاص وصورة‬
‫الجسم أماميّة وصورة الرأس جانبيّة‪ ،‬في وضع يكاد يستحيل في الطبيعة‪ ،‬ولكنّه وضع يمكن من خالله‬
‫إظهار أقوى مالمح الصورة من غير شك‪ .‬قد تجمع الصورة الواحدة أشياء متعدّدة ال يراها وفق‬
‫فصور هذه جانبيّة واألخرى أماميّة‬
‫ّ‬ ‫المنظور‪ ،‬ولكنّه يسجّلها حسب ّ‬
‫القوة التي يمكن أن يبرزها بها‪،‬‬
‫والثالثة علويّة وهكذا‪ ،‬مستهدفا بهذه الطريقة تمثيل طبيعة وحقيقة األشياء كخير ما تظهره صورتها‬
‫المرئيّة‪.‬‬

‫لعب خط الوقوف دورا هاما في فن النقش والتصوير ‪ :‬كانت الصور في العصر السابق لألسرات‬
‫استقرت الرسوم‬
‫ّ‬ ‫الفرعونيّة ال يظهر فيها هذا الخط‪ ،‬كانت تبدو وكأنّها معلّقة‪ .‬ومع بداية عهد األسرات‪،‬‬
‫على خط وقوف ثابت ما أكسبها ثباتا واستقرارا‪ .‬كان من ثمرة ذلك المنظور ظهور مجموعة من‬
‫الصور مرتّبة ومن ّ‬
‫ظمة كشريط سينمائي بعد تقسيم المسّطحات الكبيرة إلى مساحات أصغر عن طريق‬
‫الخطوط‪ ،‬بحيث كانت الصورة الرئيسيّة تشغل مساحة أكبر وقد يوضع أمامها أحيانا مجموعة من‬
‫الخطوط تتوالى عليها المناظر مجتمعة‪ ،‬كان المنظر الواحد أحيانا يشغل عدّة صفوف متتالية‪ ،‬كما أن‬
‫األعمال الثانويّة كانت تمثّل على خطوط قصيرة في الجزء األعلى من الصف‪.‬‬

‫وقد صحبت النظرة المستقيمة في التصوير النظرة المستقيمة في النحت إذ كان هو األخر مستقيم‬
‫أن الرسم والنحت ظالّ طوال العصور يلتزمان أسلوبا ّ‬
‫موحدا‪ ،‬بل ّ‬
‫أن العكس‬ ‫اإلتّجاه‪ .‬وال يعني ذلك ّ‬
‫متنوع األساليب تبعا لعصوره المختلفة وإن التزم حدودا معيّنة‪ .‬تميّز‬
‫صحيح‪ ،‬فالفن المصري القديم ّ‬
‫بالرصانة والهدوء‪ ،‬م ّما يتفق والطبيعة المحيطة بالبالد‪ ،‬ومع ما يتماشى والمعتقدات الدينيّة وما يأمل‬
‫المصري من حياة هادئة في الدار اآلخرة‪.‬‬

‫إن أثر العقيدة ظهر بشكل أساسي في أماكن العبادة‪ ،‬فقد شيّدوا معابد ضخمة وشامخة لكي تحقّق الهدف‬
‫ّ‬
‫األساسي من تشي يدها‪ ،‬ويظهر األثر الديني بوضوح في الطرز واألساليب المعماريّة الدينيّة – المعبد‬
‫بشكل خاص‪.‬‬

‫يتكون المعبد الفرعوني من صحن ذي أروقة‪ ،‬يتلوه بهو ذو أعمدة‪ ،‬ث ّم هيكل أو أكثر‪ .‬يتقدّم المعبد طريق‬
‫ّ‬
‫بوابة يكتنفها برجان هائالن‪ ،‬وتقف‬
‫تقوم على جانبيه تماثيل من الكباش أو األسود‪ ،‬يفضي الطريق إلى ّ‬
‫المسالّت – رمز عبادة الشمس – أمام كل معبد‪ .‬الضوء يتدّرج في المعبد من الشمس الساطعة في‬
‫الصحن إلى الظلمة الحالكة في الهيكل‪ .‬ومن صحن المعبد يصعد الزائر إلى بهو األعمدة الشامخة حتى‬
‫يصل إلى الهيكل‪ .‬هذا التخطيط الهندسي يعكس روح الديانة الفرعونيّة القديمة‪ ،‬التي تجمع بين البساطة‬
‫والتعقيد‪.‬‬
‫‪ -1‬خصائص فن النحت‪:‬‬

‫موحد يعتمد على بعض المواصفات الفنيّة‪ ،‬وهي من مميّزات الفن‬


‫يتميّزالنحت الفرعوني بطراز فني ّ‬
‫الفرعوني عامة‪ ،‬يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬قانون المواجهة؛ حيث أن جميع المنحوتات سواء كان مجسّدة بوضعية الوقوف أو الجلوس‪ ،‬سائرة‬
‫أو ساكنة تبدو مجابهة ومنتصبة بصورة يبقى الرأس مع منبت العنق ووسط الجذع في مستوى واحد‪.‬‬

‫المتحركة تستند بكل ثقلها على مشط القدمين‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬المنحوتات الساكنة أو‬

‫الملونة تكون بوضع جانبي إال في حاالت‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬جميع األشكال تقريبا في النحت البارز أو في الصور‬
‫نادرة‪ ،‬ولكن تبقى العيون واألكتاف بوضع جبهي‪.‬‬

‫التدرج‬
‫ّ‬ ‫طي بعض التماثيل أو المنحوتات البارزة أو المنفّذة على مس ّ‬
‫طحات‪ ،‬يخلو من‬ ‫‪ -‬األلوان التي تغ ّ‬
‫اللوني‪ ،‬أو المزج او التظليل‪.‬‬

‫تلون خاصة الخشب منها أو الجص‪ ،‬مثال ذلك تمثال زوسر‪ ،‬تمثال الكاتب‪ ،‬تمثال شيخ‬
‫‪ -‬كانت التماثيل ّ‬
‫البلد‪.‬‬

‫‪ -‬إسباغ الحياة في التماثيل من خالل األهتمام بمنطقة العيون‪ ،‬إضافة مواد زجاجية‪ ،‬أو رخام‪ ،‬أو حجر‬
‫أسود في حدقة العين‪ ،‬والمبالغة في تكبيرها من حيث نسب الوجه‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة سالمة التماثيل من الكسر‪ ،‬عن طريق تحاشي الفراغات بين الذراع والجانبين‪ ،‬أو بين الساقين‬
‫والكرسي‪ ،‬أو بين الجذع وأصل الحجر‪.‬‬

‫‪ -‬أهم المواد التي شكلت منها التماثيل إضافة إلى الخشب والجص بداية‪ ،‬األحجار الصلبة مثل الغرانيت‬
‫والديوريت والبازلت‪ ،‬وكذلك المعادن البرونز‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على إبراز شفافية وجمال المالبس في المنحوتات‪ ،‬خاصة النساء‪ ،‬إضافة إلى بساطة خطوط‬
‫النحت واستقامتها‪.‬‬
‫‪ – 2‬خصائص فن العمارة ‪:‬‬

‫كانت العمارة أفخم الفنون الفرعونيّة على اإلطالق‪ ،‬وذلك لما تجمع فيها من روعة وضخامة وصالبة‬
‫وجمال ومنفعة‪.‬‬

‫تصنّف العمارة الفرعونيّة كما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬العمارة المدفنيّة وتشمل المقابر واألهرامات والمصاطب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬العمارة الدينيّة وتشمل معابد الشمس ومعابد األلهة‪.‬‬

‫ج – العمارة المدنيّة والعسكريّة‪.‬‬

‫د – األعمدة والمسالّت‪.‬‬

‫أ – العمارة المدفنيّة ‪ :‬ظهرت األهرامات إبّان الدولة القديمة وكان أولّها أهرام سقارة الذي أقيم في‬
‫عهد زوسر أو جوسر‪ ،‬هذه األهرامات عبارة عن بضعة مصاطب فوق بعضها ‪ ،‬ما يعطيها شكال‬
‫مدّرجا مؤلفا من ست طبقات‪ .‬تعتبر هذه األهرامات ّأول عمارة حجريّة في التاريخ‪.‬‬

‫تطور بناء األهرام فأصبح يشمل المعابد التي تضّم المومياء وفيه يستقبل الناس للبركة والصالة‪ ،‬يتصل‬
‫ّ‬
‫المعبد بالبناء الجنائزي بواسطة طريق حجري‪.‬‬

‫صصة للفراعنة والملوك‪ ،‬من أشهرها ‪ :‬أهرام خوفو‪ ،‬خفرع‪ ،‬ومنقورع‪.‬‬


‫كانت األهرامات قبورا مخ ّ‬
‫وهرم خوفو هو أكبر األهرامات وأه ّمها‪ ،‬يصل إرتفاعه إلى ‪ 147‬م‪ ،‬اشتغل في بنائه مدة عشر سنوات‪،‬‬
‫ويعتبر تمثال مقبرة أبو الهول تابعا له‪.‬‬

‫كان كبار الموظفين يدفنون في قبور خاصة يطلق عليها اسم مصطبة‪ ،‬وهي بناء هرمي ناقص في‬
‫قمته‪ ،‬ذي باب صغير فوق األرض‪ ،‬جدرانه مزيّنة بنقوش نافرة‪ .‬من أجمل المصاطب مصطبة تي‬
‫وراحبت في سقارة‪ .‬فيما بعد دعت الضرورة إلنشاء قبور مؤلّفة من مدخل وفناء وم ّمر ومعبد وغرفة‬
‫الميت‪.‬‬

‫ب – العمارة الدينيّة ‪ :‬ابرزها معابد الشمس ‪ ،‬هي معابد مفتوحة إلى السماء‪ .‬يتألف معبد الشمس من‬
‫جدار محيط على شكل مستطيل وفي الجهة الجنوبيّة تنتصب مسلّة نقش عليها رمز الشمس‪ ،‬ويتّصل‬
‫بالمعبد بطريق حجري‪ .‬باإلضافة إلى معبد الكرنك‪ ،‬معبد ابو سمبل‪ ،‬معبد األقصر‪ ،‬معبد أمون‪ ،‬معبد‬
‫األول‪ ،‬معبد إدفو‪ ،‬معبد فيلة‪ ،‬معبد ممنون‪.‬‬
‫حتشبسوت‪ ،‬معبد سيتي ّ‬

‫يعّد معبد أمون مثاال رائعا للعمارة الدينيّة‪ ،‬أقيم في فترات متتابعة‪ ،‬تمتد مباني هذا المعبد نحو ‪350‬‬
‫مترا‪ ،‬اتجاهه من الغرب إلى الشرق وفق الترتيب التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬صفّان متوازيان من األكباش‪ :‬هي تماثيل تعادل ثالثة أضعاف الحجم الطبيعي‪ ،‬لها رؤوس‬
‫أكباش وأجسام األسود‪ ،‬وهي تمثّل اإلله رع‪ .‬يبلغ طول الممشى ‪ 72‬مترا وعرضه ‪13‬م‪ ،‬وفي‬
‫كل صف يوجد عشرين تمثاال‪.‬‬
‫‪ -2‬الصرح ‪ :‬هو بناء جداري ضخم يتوسّطه مدخل المعبد الرئيسي‪ ،‬وعلى سطح الجدار نقوش‬
‫غائرة وكتابات هيروغليفيّة تشير إلى األعمال واإلنتصارات الحربيّة‪ ،‬اقيم هذا المعبد في عهد‬
‫البطالمة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفناء أو الصحن ‪ :‬هو مساحة مكشوفة من الوسط ومسقوف من الجانبين على صف من‬
‫األعمدة‪ ،‬وفي الوسط صفّان أخران من األعمدة البرديّة على امتداد صف األكباش‪ ،‬كل صف‬
‫مؤلّف من خمسة أعمدة‪.‬‬
‫األول ‪ ،‬ورمسيس الثاني‪ ،‬ويحتوي على ‪ 134‬عمودا وعلى‬
‫‪ -4‬بهو األعمدة ‪ :‬بني في عهد سيتي ّ‬
‫‪ 16‬دعامة‪ ،‬منها ‪ 12‬عامودا مرتفعة عن األخرى وموضوعة في صفّين في الوسط‪ ،‬يبلغ‬
‫ارتفاع العمود ‪ 21‬م وقطره ‪ 3،75‬م‪ .‬األ‘مدة األخرى يبلغ ارتفاعها ‪ 13‬م وقطرها ‪. 2،80‬‬
‫حملت هذه األعمدة سقفا حجريّا على مستويين‪ ،‬ممذا أتاح وجود فتحات جانبيّة من الوسط‬
‫لدخول النور والهواء‪.‬‬
‫‪ -5‬المسلّتان ‪ :‬جرت العادة أن تقام مسلّتان أمام جناحي الصرح‪ ،‬وفي معبد أمون عثر على مسلّة‬
‫األول ومسلة ل حتشبسوت ارتفاعها ‪ 33،20‬م وهي أطول المسالّت‪.‬‬
‫ل تحوتمس ّ‬
‫‪ -6‬الحجرة المقدّسة‪ :‬هي حجرة مظلمة صغيرة يدخلها النور من الباب فقط وفيها تمثال اإلله الذي‬
‫أقيم له هذا المعبد‪.‬‬
‫ج ‪ -‬العمارة المدنيّة والعسكريّة‪ :‬كانت العمارة المدنيّة من تنظيم المدن وإقامة البيوت أقل أهميّة من‬
‫العمارة الدينيّة‪ ،‬والبيوت في الدولة القديمة كانت تبنى من مواد بسيطة وخفيفة مقارنة بالمواد الصلبة‬
‫من الحجارة البركانية والصخور التي كانت تشيّد بها المعابد واألهرامات‪.‬‬

‫يقوم تنظيم المدن على أصول رباعيّة‪ ،‬ا ّما المنازل فهي مؤلّفة من فناء مت ّ‬
‫صل بمسكن من طابق واحد‪.‬‬
‫في تل العمارنة العديد من البيوت المترفة كانت ذات حدائق وبحيرات‪ ،‬أ ّما منازل الخاصة بالع ّمال‬
‫فكانت مؤلفة من صالة استقبال‪ ،‬وغرفة‪ ،‬ومطبخ‪.‬‬

‫القصور لم يبق منها إ ّ‬


‫ال القليل وهي موجودة في تل العمارنة قرب معبد جنائزي‪ ،‬اما األبنية العسكريّة‬
‫فقد بدت في القالع واألبراج‪ ،‬تتميّز بجدران مقسّمة بثغرات اصطناعيّة‪.‬‬

‫د ‪ -‬األعمدة والمسالّت‪:‬‬

‫المسلّة‪ ،‬هي عبارة عن قطعة صخريّة من الغرانيت يحفر عليها إسم الفرعون وعبارات الدعاء والتوسّل‬
‫لإلله الذي أقيم له المعبد‪ ،‬وترمز المسلّة إلى الشعاع الشمسي‪ .‬أشهر المسالّت مسلّة حتشبسوت ومسلتا‬
‫األقصر‪.‬‬

‫أهم أنواع األعمدة هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬العمود البسيط ‪ :‬هو أقدم األعمدة‪ ،‬ليس له تاج وال قاعدة‪ ،‬يوجد في معبد الوادي وفي مصطبة‬
‫تي‪.‬‬
‫‪ -2‬العمود شبه الدوري ( ‪ : )protodorique‬يشبه العمود اليوناني وهو على نوعين ‪ :‬مضلّع له‬
‫تاج مربّع وساق مضلّعة وقاعدة مستديرة‪ .‬والعمود المقنّى يشابه المضلّع‪ ،‬ولكن أبدلت أضالعه‬
‫بأقنية وعددها ‪ 18-16‬قناة‪ ،‬له قاعدة وتاج مربعي الشكل‪ ،‬هذا النوع يوجد في معبد الكرنك ومعبد‬
‫الدير البحري‪.‬‬
‫‪ -3‬العمود البردي (‪ : )papyriforme‬نسبة إالى زهرة البردي – بابيروس‪ ،‬له تاج مؤلّف من عدّة‬
‫أزهار مقفلة أو مفتوحة‪ ،‬قاعدته مستديرة‪ ،‬بدن العامود مؤلّف من سيقان هذه األزهار‪ ،‬وهي‬
‫مثلّثة األضالع تجمعها عند أسفل التاج خمسة أربطة‪ .‬يوجد هذا النوع في معبد أمون ومعبد‬
‫األقصر‪ ،‬ومنه طراز ذو ساق واحدة مقفلة أو مفتوحة على شكل ناقوس‪.‬‬
‫‪ -4‬العمود اللوتسي (‪ : )lotiforme‬نسبة إلى زهرة اللوتس وله ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫أ – ما كان تاجه مؤلّفة من زهرة واحدة مقفلة على شكل برعم وبدنه اسطواني‪.‬‬
‫ب– ما كان مؤلّفا من زهرة واحدة مزهرة على شكل ناقوس معكوس الوضع‪.‬‬
‫ج – ما كان تاجه مؤلّفا من عدّة أزهار مقفلة – مثل العمود البردي – وبدنه ّ‬
‫مكون من سيقان‬
‫هذه األزهار وهي مستديرة الشكل تجمعها عند أسفل التاج خمسة أربطة‪.‬‬

‫‪ – 5‬العمود النخيلي ( ‪ : )palmyforme‬تاجه مؤلّفة من مجموعة سغف النخيل‪ ،‬أطرافه العليا إلى‬
‫الخارج‪ ،‬تربطها خمسة أربطة عند أسفل التاج‪.‬‬

‫‪ – 6‬العمود الهاتوري (‪ :) hatohorique‬تاجه مكعّب الشكل له أربع أوجه‪ ،‬على كل وجه اإلله هاتور‪،‬‬
‫يعلو التاج مكعّب يماثله في الحجم وهو تاح إضافي عيه بعض النقوش‪ ،‬نرى هذا العمود في معبد‬
‫دندرة‪.‬‬

‫‪ -7‬العمود المركّب ( ‪ : ) composite‬تاجه خليط من التاج اللوتسي الناقوسي والتاج النخيلي‪ ،‬أحيانا‬
‫يتألّف من إجتماع الخليط مع طراز التاج الهاتوري‪ ،‬استعملت فيه األلوان بمهارة فائقة‪.‬‬
‫متكرر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -8‬العمود الموحّد ( ‪ : )monostyle‬وهوشبيه بالمر ّكب استعمل بشكل‬
‫‪ -9‬العمود الجرسي (‪ : ) campaniforme‬بدن العمود أسطواني‪ ،‬التاج يش ّكل كتلة واحدة لها شكل‬
‫الجرس المقلوب‪.‬‬

‫هناك أنواع أخرى من األعمدة كالعمود الفارسي في ابي سنبل‪ ،‬والمعبد األوزيرسي وهو عمود مستند‬
‫إلى تمثال فرعون على هيئة أوزيريس‪ ،‬والعمود ذو الفصوص الموجودة في معابد فيلة‪.‬‬
‫فنون بالد ما بين النهرين‬

‫تقع بالد ما بين النهرين في منخفض قليل العمق يمتد شمال غربي الخليج العربي ويعتبر امتدادا له من‬
‫الناحية الجيولوجيّة‪ .‬تحدّه من الشمال الشرقي السفوح المنخفضة لسالسل جبال إيران‪ ،‬من الجنوب‬
‫الغربي صحراء شاسعة تسمى بهضبة شبه جزيرة العرب‪.‬‬

‫تقسم أراضي ما بين النهرين تقليديا إلى منطقتين متباينتين بوضوح من حيث الظروف الطبيعيّة ‪ :‬إلى‬
‫العليا ( الشماليّة) تس ّمى أشور‪ ،‬والسفلى ( الجنوبيّة) تس ّمى بابل‪ ،‬ومابينهما مدينتي هيت على الفرات‬
‫وسامراء على نهر دجلة‪.‬‬

‫وظهرت حضارة بالد ما بين النهرين ‪ Misopotamie‬في أقصى جنوب العراق في إقليم يس ّمى‬
‫سومر أو شومر " التاريخ يبدأ في سومر " ( المستشرق األمريكي صموئيل كرامر)‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫الحضارة السومريّة ّأول حضارة بالفعل‪ ،‬ويمكن إعتبار أن البرثنيين والفرس واليونان والرومان‬
‫والعرب ورثة ألقدم حضارة‪ ،‬حضارة ما بين النهرين‪.‬‬

‫أنشأ السومريون أكاد وبابل‪ ،‬وحلت مكان األخيرتين أشور‪ ،‬وبناء على التقاليد المعروفة بين علماء‬
‫تطور ثقافات العراق الزراعيّة المبكرة إسم المكان أو النقطة‬
‫األثار‪ ،‬يطلق على كل مرحلة كبيرة في ّ‬
‫سونة – سامراء‬
‫ا لتي جرت فيها الحفريات األولى‪ .‬وهكذا ظهرت إلى الوجود مراحل وثقافات ح ّ‬
‫( األلف السادس ق‪.‬م‪ ،).‬وحلف ( األلف الخامس ق‪ .‬م‪ ).‬والعبيد ‪( Al- Ubayd‬من أواخر األلف‬
‫الخامس إلى منتصف األلف الرابع ق‪ .‬م‪).‬‬

‫سونة األلف السادس ق‪ .‬م ‪:‬‬


‫‪ -1‬ثقافة ح ّ‬

‫سميّت المنطقة وفق أثر تل حسّونة‪ ،‬واكتشف في الطبقة السفلى على أوعية فخاريّة غير متقّنة الصنع‬
‫وأدوات حجريّة لمجموعة مزارعين من العصر الحجري الحديث‪ ،‬كانوا يعيشون في أكواخ أو‬
‫أخصاص خفيفة فوق األرض‪ ،‬ولم يبق من أ ثر لمساكنهم‪ .‬وقد بقيت فوقها ست طبقات لبقايا بيوت‬
‫طينيّة‪ ،‬متباينة في الحجم والتصميم‪ .‬هذه البيوت تشبه الى حد كبير من حيث حجمها وتخطيطها ومواد‬
‫بنائها مساكن السكان العرب واألتراك المعاصرين في شمال العراق‪.‬‬
‫‪ -‬البيوت عبارة عن ست أو سبع غرف‪ّ ،‬‬
‫موزعة على شكل مبنيين حول باحة مكشوفة ‪ :‬احد المبنيين‬
‫يكون للسكن‪ ،‬واألخر مطبخ وغرف للمؤونة‪ .‬الجدران مبنية من اللبن‪ ،‬االرضيّة مرصوفة بمزيج من‬
‫الطين والتبن‪ .‬عثر على مواقد طينيّة على شكل قبّة تشبه " التنانير " العربيّة المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -‬األدوات عبارة عن جواريش وأجران ومدقّات ومناجل ذات نصال سليكونية وفؤوس حجريّة وأثقال‬
‫فخاريّة للمغازل واوعية فخاريّة‪.‬‬

‫‪ -‬التماثيل غير متقّنة الصنع لحيوانات وأشخاص‪ ،‬األختام حجريّة منقوشة‪.‬‬

‫‪ -‬استخدموا األشكال المب ّكرة للري اإلصطناعي ‪ :‬عبارة عن حجز مياه الفياضانات بالخزانات والسدود‪،‬‬
‫كذلك شق األقنية الصغيرة‪.‬‬

‫‪ -‬حفروا الخنادق واألسوار الطينيّة على شكل مربّع شبيهة من عمارة القالع‪.‬‬

‫‪ -‬أضخم منشأت ما بين النهرين في القرن السادس قبل الميالد مبنيان ‪ :‬أحدهما ال يقل عن ‪ 14‬غرفة‪،‬‬
‫األول معبد من أربع غرف‪ ،‬الغرفة األخيرة تتميز‬
‫األخر أكثر منه بكثير‪ .‬الجزء الشرقي من المبنى ّ‬
‫بوجود مشكاة في الجدار ألغراض العبادة‪ .‬ينتصب أمام المشكاة منحوتة من الرخام الشفّاف ‪alibastre‬‬
‫لإللهة األم ( عبادة الخصب)‪ .‬وفي الغرفة المجاورة منحوتتين من الطين ألمرأتين‪.‬‬

‫‪ -‬المقابر كانت أسفل المعابد والمساكن‪ ،‬تضّم تماثيل نسائية ورجالية منحوتة من األليبستر الضارب‬
‫إلى الصفرة مرصعة العيون‪.‬‬

‫‪ -‬السيراميك المزخرف ‪ ،‬كان يمر بمرحلة الطالء والشوي‪ ،‬لونه يميل إلى الزهري الفاتح‪ ،‬والمخضر‬
‫غالبا‪ ،‬مزدان بزخارف مضفورة‪.‬‬

‫‪ -‬الزخارف معقّدة وأنيقة‪ّ ،‬‬


‫صورت عليها الطيور والماعز والنساء ذوات الشعر المتطاير‪ ،‬زخرفة العقدة‬
‫الوردية‪ ،‬المربّع‪ ،‬الصليب المعكوف ‪. svastika‬‬
‫‪ -2‬ثقافة العبيد – ‪ 4500‬ق‪.‬م ‪:‬‬

‫تتل ّخص الخاصيّة األساسيّة للعبيد في أنّها انتشرت ّ‬


‫ألول مرة سواء في شمال أو في جنوب ما بين‬
‫النهرين ثقافة مشتركة واحدة ض ّمت كل سكان المنطقة‪ .‬وخاصيتها الثانية‪ ،‬هي إمكان العثور في قلب‬
‫الثقافة المحليّة على منابع الكثير من المنجزات الّالحقة في الحضارة السومريّة‪.‬‬

‫‪ -‬عثر خالل حفريات تل العبيد تحت أطالل معبد سومري على سيراميك عبارة عن قطع مشويّة م ّكسرة‬
‫بلون أخضر‪ ،‬تميل إلى الزجاج مزخرفة برسوم هندسيّة خ ّ‬
‫طت بلون غامق‪.‬‬

‫‪ -‬كانت المساكن في العبيد تبنى من القصب المطلي بالطين‪ ،‬والبيوت كانت مربّعة من حيث الشكل‪.‬‬

‫‪ -‬شقوا الشوارع الضيّقة بين المساكن في شوراع المدينة‪ ،‬وعلى جانبي الشارع بيوت ذات أبواب‬
‫خشبية أو من القصب‪.‬‬

‫‪ -‬سطوح المساكن منبسط‪ ،‬تخرج منها مزاريب إالى الشارع‪.‬‬

‫‪ -‬يوجد في كل بيت ما بين أربع وست غرف مخ ّ‬


‫ططة بشكل محكم‪ ،‬أحيانا تحتوي على سلم يؤدي إلى‬
‫السطح‪.‬‬

‫صصة للمطبخ‪ ،‬تحتوي على موقد طيني – تنّور‪ ،‬على شكل قبّة‪.‬‬
‫‪ -‬إحدى الغرف مخ ّ‬

‫‪ -‬تتجلى العبادات الدينيّة في منحوتات ف ّخارية عارية‪ ،‬وبعض منحوتات الرجال‪.‬‬

‫‪ -‬أهم األلهة التي تعود إاى مدينة أريدو اإلله أنكي أو اإلله ‪ Ea‬فيما بعد – إله المياه الجوفية ‪ -‬المياه‬
‫العذبة‪ ،‬وهو يعد من أهم األلهة السومريين‪ ،‬اعتبرأيضا إله الحكمة وصديق الرجل‪.‬‬

‫مدرج بناه ملوك الساللة الثالثة ل أور عام ‪ 2100‬ق‪ .‬م‬


‫‪ -‬الزيقورة‪ ،‬هي برج معبد ّ‬
‫‪ -3‬الفن السومري‪:‬‬

‫يوضح الفن السومري ارتباط الرجل بالطبيعة‪ ،‬فهو يعتقد أن األلهة تقيم في السماء واألرض والماء‬
‫والقمر والشمس والعاصفة والبرق‪ .‬وقد شغلت األساطير جانبا من المعتقدات الدينيّة‪ ،‬ومن ثم نجد ّ‬
‫أن‬
‫ي والفني‪ .‬هذه األساطير كانت من وحي الطبيعة المحيطة‬
‫تصويرها يشغل حيّزا ضخما في إنتاجهم الماد ّ‬
‫بهم‪ ،‬القاسية في أغلب األحيان‪ ،‬ومن ث ّم تخيّلوا الكثير من المعبودات على هيئة وصورة عنيفة‘ إذ كانوا‬
‫يرهبونها أكثر مما يحبونها‪.‬‬

‫واألمر في العراق يختلف عنه في مصر‪ ،‬ذلك ّ‬


‫أن معظم األثار التي كشفت عنها في مصر تتصل‬
‫فإن األثار تشير إلى ّ‬
‫أن اإلنسان على هذه األرض وكيانه فيها‬ ‫بالموتى والعالم األخر‪ .‬أ ّما هنا في سومر ّ‬
‫وبقاءه عليها‪ ،‬وذلك ينعكس بوضوح على األساطير المشهورة‪ .‬فأسطورة جلجامش مثال‪ ،‬تشير إلى‬
‫سعي البطل وراء البحث عن سر الخلود‪ ،‬سر الحياة الدائمة على هذه األرض‪.‬‬

‫معظم ما وصل إلينا من فن النحت السومري – سواء كان لح ّكام أو كهنة أو متعبّدين – فمصدره المعابد‬
‫التي كانت بها هذه التماثيل‪ ،‬بعضها من مدن دياال في شرق بغداد‪ ،‬وبعضها من أور في أقصى العراق‬
‫أو من ماري على الفرات األوسط ( حاليا على الحدود السوريّة)‪ ،‬وتكاد تتشابه جميعا في الطراز‬
‫التقليدي واألسلوب التجريدي‪.‬‬

‫الغرض من نحت التماثيل هو العبادة ‪ ،‬المتعبّد يحاول أن يكون له تمثاال ليصير بديال له في العبادة‬
‫للمعبود أو المعبودة‪ ،‬ومعظم التماثيل تعقد أذرعها على الصدر وتحمل أواني صغيرة للسكائب‪.‬‬

‫وكانت تقام األعياد الشعبيّة التي تحتفل في أثنائها الناس بالحوادث أو المناسبات الها ّمة‪ .‬واإلله الذي‬
‫القوة الخالقة اإلنسانيّة هو اإلله تموز‪ ،‬قد اختفى ومات‪ ،‬ولم تخ ّلصه سوى اإللهة إنانا‪ ،‬والتي‬
‫يش ّخص ّ‬
‫أصبحت ملكة السماء ونزلت قاعة احتفاالت األلهة‪ ،‬ونجحت في إعادة اإلله تموز‪.‬‬

‫سجّل العيد واحتفاالته على إناء من المرمر عثر عليه في الوركاء‪ ،‬ارتفاعه ثالثة أقدام‪ .‬يظهر المشهد‬
‫مجرد زخرفة‪ ،‬تمثّل الحيوانات والنباتات‪ ،‬سنابل الشعير‬
‫ّ‬ ‫الهام في أعلى القطعة‪ ،‬ا ّما ما دون ذلك فهو‬
‫والنخيل والخراف والكباش‪ ،‬وتاج األلهة يمكن ان يستدل عليه من خالل حزمتين من الجريد‪.‬‬
‫من المواضيع المفضّلة‪ ،‬موضوع الصراع بين الثيران واالسود‪ ،‬وهو مرتبط باعتقاد السومري بأن‬
‫الحياة هي أرض المعارك‪ ،‬يتصارع فيها األضداد‪ .‬وهذا ينطبق على األلهة أيضا‪ ،‬فاإللهة عشتار كانت‬
‫تعتبر إألهة الحرب‪ ،‬إلى جانب كونها إلهة الجمال‪.‬‬

‫إذا‪ ،‬تناولوا في فنّهم مواضيع تتعلّق بالحروب واإلنتصارات والطقوس الدينيّة‪ ،‬كذلك المراسيم‬
‫واإلحتفالت‪ ،‬وكذلك الحيوانات األسطوريّة‪.‬‬

‫عندما نتحدّث عن فن النحت في العراق القديم يجب أن ندرك ندرة وجود األحجار‪ ،‬بل انعدامها في‬
‫جنوب العراق‪ ،‬وهي المادة األساسيّة للنحت‪ ،‬ومن ث ّم كانت صناعة التماثيل تستلزم استيراد األحجار‪.‬‬
‫فلم يكن هناك مجال لإلختيار‪ ،‬فكانت عيوب الحجر تعالج بالترميم أو بإقامة دعائم خلفها‪ ،‬هذا إلى أن‬
‫المشكلة الرئيسيّة في صناعة التماثيل كانت محاولة خلق رمز ذي أبعاد ثالثة يرتكز أساسا على شكل‬
‫الصورة الجسديّة لإلنسان ويستطيع في الوقت نفسه أن يؤ ّكد حقيقته المستقلّة في الفراغ‪ .‬يرى بعض‬
‫الباحثين ّ‬
‫أن مصر عالجت هذه المسألة بمحاولة تقريب شكل التمثال إلى صورة هندسيّة‪ ،‬وقد فضّل‬
‫المصريون المك ّعب‪ ،‬في حين فضّل السومريون الشكل األسطواني أو المخروطي‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا‬
‫ألى أن ندرة الحجارة في المجتمع السومري لم يجعل من فنه أقّل قدرا أو براعة من المصري‪ ،‬إنّما‬
‫نرى بأن الفنّان السومري استخدم براعة وتقنيّة فائقة في التعبير النحتي‪ ،‬وإظهار تفاصيل الجسم‬
‫والعضالت‪ ،‬اعتنوا بطيّات المالبس وبزخرفة الشعر وتصفيفه خاصة الذقن بصورة تثير اإلعجاب‪.‬‬
‫ومالمح التماثيل وكذلك الصور فيها الكثير من الخصوصيّة الفرديّة والتي ال تتشابه مع بعضها البعض‪،‬‬
‫القوة والصالبة والبأس‪ ،‬وقد اقتربوا جدا من التجسيد الواقعي في فنّهم‪ ،‬ربّما يعود إلى ّ‬
‫أن العراق‬ ‫تبرز ّ‬
‫القديم وكما أشرنا كان يعيش حياته ويمارس طقوسه وعبادته ويصارع من أجل البقاء‪ّ ،‬‬
‫ألن الموت‬
‫بالنسبة له يعني القضاء على وجوده وهذا ما يجعله مختلف من مجتمع النيل‪.‬‬

‫خصائص العمارة السومريّة ‪:‬‬

‫‪ -‬إن القبو لعب دورا مهما في بناء القبور‪ ،‬لكنه لم يظهر في المنازل والمعابد إ ّ‬
‫ال متأخرا‪ .‬ومادة البناء‬
‫الوحيدة التي يمكن الحصول عليها هي الطين‪ ،‬ومنها كان يش ّكل الطوب‪ ،‬نقل العبيد هذه الطريقة من‬
‫إيران‪ ،‬حيث اكتشفت في أريدو وأبو شهر بقايا معبد يدل تخطيطه على التقدّم المعماري في ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬حرم المعبد قائم في الطبقة األولى وهو بسيط التخطيط‪ ،‬لكنّه يشتمل على مظهرين عمائريين على‬
‫األول‪ ،‬وجود الحنية في الحائط لوضع تمثال‪ ،‬تتقدّم الحنية طاولة القرابين والنذور‪.‬‬
‫جانب من األهميّة‪ّ :‬‬
‫المظهر الثاني‪ ،‬وجود الجدران الساندة ‪ -‬كما ّ‬
‫أن الوصول إلى المعبد كان بواسطة الدرج‪ .‬إن الحنايا‬
‫والجدران الساندة ظلّت العناصر المميّزة المستعملة حتى العصر الهلينستي في بالد ما بين النهرين‪.‬‬

‫‪ -‬كان لكل مدينة معبودها الخاص تقدّم له الضحايا‪ ،‬وفي بعض المعابد استبدلت المنصة بجبل صناعي‪،‬‬
‫يرتفع بمقدار ‪ 40‬قدما عن سطح األرض‪ ،‬في هذا المعبد يقوم المدخل المطاف‪ ،‬وهو عبارة عن عدد‬
‫المتراصة الصغيرة التي وضعت في الجوانب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من الحجرات‬

‫تدرجه أشبه بجبل‪ ،‬لذلك‬


‫‪ -‬البناء الذي يس ّمى برج المعبد أو الزيقورة ‪ Zigurat‬كان مكانا مقدّسا‪ ،‬في ّ‬
‫فإن زيقورات اإلله ‪ ،Enlil‬إله الزوابع مثال‪ ،‬كان يس ّمى بيت الجبال أو جبل العاصفة المحلّق بين‬
‫ّ‬
‫السماء واألرض‪.‬‬

‫‪ -‬الضريح بني فوق الزيقورات وكان يس ّمى ‪ ،Shakura‬أي حجرة اإلنتظار‪.‬‬

‫يتدرج بشكل هرمي‪ ،‬الواحدة أصغر من التي سبقتها‪.‬‬


‫‪ -‬ارتفاع الزيقورة كان ّ‬

‫مدرج قد دهن بلون‬


‫مدرجات‪ ،‬وكل ّ‬
‫يتكون من سبع ّ‬
‫‪ -‬هيرودوث عندما زار بابل‪ ،‬الحظ أن برج المعبد ّ‬
‫مختلف‪ ،‬إلى جانب الرسوم التي تزيّن جدران المعبد‪.‬‬

‫‪ -‬صنعوا البالطات المصقولة التي تغطي مساحات واسعة من البناء‪.‬‬

‫‪ -‬استعملت انصاف األعمدة المتشابكة‪.‬‬

‫ملونة‪ ،‬تأخذ شكل الكيزان – الصنوبر‪ ،‬التي تصنع من الفخار ث ّم تغمس في‬
‫‪ -‬إستخدموا نماذج فخاريّة ّ‬
‫اللون‪ ،‬بعضها أحمر‪ ،‬اسود و لها نهايات برتقاليّة‪ .‬هذه الكيزان كانت توضع جنبا إلى جنب على لوح‬
‫من الجبس في شكل زيجزاج ‪ ، Zigzag‬ومعيّنات ومثلّثات‪ ،‬وبعضها يظهر بلونه األحمر واألسود‬
‫على أرضيّة برتقاليّة‪.‬‬

You might also like